آخر 10 مشاركات
أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هى توقاعتكم بالنسبة لموقف لأكرم
البقاء مع سارة 32 17.49%
البقاء مع هند 151 82.51%
المصوتون: 183. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree178Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-17, 06:44 PM   #241

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح هاربة مشاهدة المشاركة
راح أرجع بعد ماااقراء الجزء الأول ان شاء الله اقرأه بكره
يسعدنى وحستنى رايك فيها يا روح


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 06:46 PM   #242

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

معلش اتأخرت بالردود لأنى كنت مسافرة طول الاسبوع والنت كان صعب فى المكان اللى كنت فيه ...بس لا تقلقوا الفصل كنت مجهزاه قبل سفري لأنى كنت متوقعة لو اجلته لبعد رجوعي مش حلحق اكتبه انتظروني بكرة بفصل طويييل مليئ بالاحداث

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 06:56 PM   #243

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
صرت اخاف اعلق
اليوم الغراب ياخذ تعليقاتي ويطير


سامح وحرب النظرات والقدرات والكل منتبه له
اتمنى من ماهي ان تتقبل وجودها ببيت خالها فهم فعلا يحبونها وليس اشفاق بل متفهمين انها مختلفه عن امها وخوفهم عليها نابع من حبهم لها
هند والله ان دروس همس نفعتها وغيرتها من هند الخانعه الذليله لمرات ابوها لهند الشرسه التي ربت عبله بسهوله ... وكسبت اول واحد من اخوتها
من اين طلعوا اهل ابو ساره الان تذكروه ..... اعتقد انهم طامعين بعد ان اصبح دكتور وغني وعنده مستشفى ولا وريث ذكر له ... يعني يعرفون بالنهايه نص الورث لهم ويريدون النص الاخر حق ساره .... ه1ا النص العربي من ساره الله يستر من النص الانكليزي

اشرف وحكاية انتهت ولم تنتهي وحب مازال مشتعلا رغم مرور 10 سنوات ورغم الطعنة التي تلقاها
لاادري هل الوم اشرف ام اتفق معه واضح ان تقى ليست بريئة كليا ... ولا ادري كيف احدد موقفي منه هل الومه لانه رفض ان يسمعها او بالعكس اوؤيد مافعل لانه اصلا ضعيف امالمها واكيد سيخضع لسلطانها عليه وسيعيش عذاب الخيانه وربما يصل لاحتقاره لنفسه ان قبل ان يسامح
ننتظر القادم لنعرف التفاصيل اكثر
ايه ده غررراب ياخد تعليقاتك ليا ؟!!!ده انا ابعتله سامح يصطاده ويدبحة وياكله ..ده كله الا تعليقاتك أنا بستناها ...فعلا نصايح همس بتنفع كل اصحابها هههه....اهل ابو سارة حنعرف بكرة طلعوا منين .. بس تفتكري ابو سارة حيترك نص ارثه لهم؟؟!! لا اتحدث هنا عن الاحكام الشرعية ولا وجوبها فهى ثابته لا جدال فيها ...لكن البعض يتلاعب بها رغم الحرمة البعض لهم اسبابهم كوالد سارة( لا اوافقه عليها رغم تفهمي لها) والبعض لمجرد حرمان من لهم حق نتيجة وساوس شياطين الانس والجن وبالنهاية الحلال بين والحرام بين .. وكل الاسباب لا تبرر تجاهل قواعد الشرع لكن لا نستطيع انكار حدوث هذه التجاوزات فى الواقع خاصة لمن لم ينجب الا إناث خوفا من اهله...تقى فصل بكرة حيوضح جزء كبير من قصتها بعدها مش عارفة رأيك حيكون ايه فيها حستناه جدا


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 06:58 PM   #244

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء ش مشاهدة المشاركة
اعجبني الجزء الاول والآن اعجبني الثاني بقوة
شكرا


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 07:32 PM   #245

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد 🌹🌹
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل 😍




زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 08:49 PM   #246

noor3eny
 
الصورة الرمزية noor3eny

? العضوٌ??? » 387369
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 248
?  نُقآطِيْ » noor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond reputenoor3eny has a reputation beyond repute
افتراضي

انا تابعت الجزء الاول ومتابعة الفصول عالفيس 😍
الجزء التاني بجنن وكتير حبيت قصة ياسر وتعاطفت معها😍
تسلم ايدك ومستنين الفصل الجديد


noor3eny غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 09:09 PM   #247

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير على كل جميلات المنتدى انتظروني بعد قليل مع الفصل الثامن فصل طووووووويل مليئ بالاحداث

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 09:46 PM   #248

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن


"أرجوك خالتي تناولي بعض الطعام .. الطبيب أكد على الغذاء والراحة والبعد عن الانفعالات ..وأنت لا تكادي تأكلي شيئا ..وأيضا لا تكفين عن البكاء "
رفعت عينيها اللتين احمرتا من كثرة الدموع ..وأجابتها بصوت خافت انهكه البكاء:
"وما الفائدة تقى... لماذا اهتم ؟!!إن تحسنت ..أو حتى فاضت روحي لبارئها ..على الأقل وقتها أكون استرحت من المي"
لتنتفض تقى واقفة من جلستها بجوارها فوق الفراش ..لتضع طبق الحساء الذي كانت تحاول إطعامها البعض منه على المنضدة بجوار الفراش بينما تقول لها بصوت قلق :
"لا خالتي !!..لا تقولي ذلك ...تعيشين لأجل نفسك ...ولأجلي ..ولأجل"
لتضغط على نواجذها وتضيف بغيظ حاولت كبته وان خرج رغما عنها من بين حروفها:
"ولأجل ياسر ابنك ..يوما ما سيعرف خطأه بحقك ويعود لصوابه ...ويأتي إليك مقبلا يداك لتغفري له ..غبائه ...وحماقته ..وسلاطة لسانه "
لتخفض خالتها عينيها بألم وهى تقول بصوت مختنق:
"إذا أنت لا تعرفين ياسر يا تقى ...لن يغفر أبدا ...لن يأتي ...لن يسمح لي بالاقتراب "
ليتهدج صوتها بالبكاء بينما تضيف:
"ارغب فقط بأن أضمه لصدري... للحظات ...حتى لو مت بعدها لا اهتم ..فقط أضمه ..أشم رائحته ...أرى نظرة حب في عينيه واسمع منه كلمة امي "
لتفتح عينان اغرورقتا بالدموع وهي تكمل:
"لا أريد سوى هذا... وبعدها لن اهتم لو عشت أو مت ...لا شيء سيهم وقتها"
ليختنق صوتها بالبكاء الحاد لتندفع تقى للجلوس بجوارها وضمها بقوة وهي تتوعد بسرها هذا الأحمق ..وتسبه بكل ما تعرف من مفردات ...وهي تربت على ظهر خالتها المنتحبة على كتفها ..وعندما هدأت خالتها قليلا ابتعدت وهي تقول:
"شكرا تقى أتعبتك معي صغيرتي "
لتقاطعها تقى قائلة:
"ما هذا الذي تقوليه خالتي ؟!! أي تعب هذا ..أنت بمثابة أمي " لتنظر لها بقلق قبل أن تسألها بتردد :
"خالتي !!! ما هو الأمر الذي جعل عمي اشرف يطلقك رغم اني اذكر كم كان يحبك ....رغم اني كنت صغيرة ولم أراكما إلا أيام معدودة بالإجازات ...لكني ما زلت اذكر نظراته العاشقة واهتمامه وحنانه ..كما ما زلت اذكر كلام أمي عن مدى حبه لك ..ومدى قرب ابنك ياسر منك ...فماذا حدث ؟!!"
رجعت خالتها بجسدها للخلف لتستند على الوسائد بوضع نصف مستلقي ..بينما غامت عيناها بمزيج من الألم والحزن لتصمت لدقائق طويلة دون أن تحاول هي الضغط عليها حتى أيقنت أنها لن تجيب كالعادة فهمت بالقيام لتوقفها تلك الكلمة الصادمة:
"خنته "
لتتسمر تقى للحظات!!! كما لو كانت تمثال فاقدا للحياة ..قبل أن ترمش بشكل متواصل لعدة مرات ...وهي تهز رأسها كما لو كانت تتأكد مما اذا كانت مستيقظة!!! وسمعت بالفعل تلك الكلمة من خالتها التي لم ترى من هي بأخلاقها والتزامها ..لتبدأ بهز راسها يمينا ويسارا بنفي وهي تردد:
"مستحيل!!! لا اصدق!!!..أنت لا تفعليها خالتي ..لا يمكن أن أصدق ..مستحيل !!!"
ليلتوي فم خالتها بابتسامة مريرة وهى تنظر لها بمزيج من الامتنان والقنوط:
"قد لا أكون خنت أشرف بالصورة التي تصورها هو.. والتي للأسف لم استطع أن ابرء نفسي منها لأنه لم يمنحني الفرصة لأفعل ..لكني خنته بصور أخرى !!!....فالخيانة يا صغيرتي ليست فقط خيانة جسد ...فهناك أنواع للخيانة. ...فعندما نقابل الحب بالكره ...والاهتمام باللامبالاة ..والرعاية بالتجاهل.. والحنان بالجحود ..وسنوات الرعاية بمثلها جفاء ...فكل هذا خيانة تجعل الشريك وقتها يفقد الثقة .. ويصدق أي دلائل تدين من أعطاه بلا حساب ولم يلقى مقابلا ...لذا أنا اعذر أشرف ...فقد منحته كل الأسباب التي تجعله يصدق خيانتي له "
لتنظر لتقى بعنين شعرت انهما لا تريانها كما لو كانتا تنظران في الماضي وهي تريح رأسها على الوسائد وتكمل :
"عندما تمنح الحياة المرأة زوجا حنونا ...عطوفا ..محبا...وسيما ..ناجحا ..يهتم بها ...بينما هي لا ترى فيه أيا من ذلك ...لا ترى فيه إلا مسخا أجُبرت على الزواج منه...رغم أنه يصطبر على عنادها ...دلالها ...تمنعها عليه ...يحاول دوما تحقيق أحلامها ...يناصرها حتى على رغبات أهله ..ويقدمها على نفسه ..لكنها تظل على غيها وعميان قلبها "
كانت تحكي وهي سارحة بعيناها بالماضي كما لو كانت تحكي عن شخص آخر ..بينما هي تستمع لها بذهول وهي تكمل :
"وحتى عندما تسببت تلك المرأة لنفسها بعقم دائم نتيجة استخدامات خاطئة وطويلة لوسائل منع الحمل جعلتها تكاد تفقد حياتها وهي تنجب ابنها الذى كانت ترفض أصلا حملها به ...ليشاء الله أن تحمل به رغم فعالها ..وتقضي حملا كاد يقضي عليها ..لولا رحمة الله ورعاية وحب زوجها واهتمامه ..وتلده مبكرا وتظل تنزف بعدها حتى يضطروا لاستئصال رحمها ...ورغم ذلك زوجها لم يهتم سوى بها ..يكتفي بطفل واحد رغم انه كان قبلا يحلم بعائلة كبيرة ...لكنه يخبرها أنه لا يريد سواها ..حتى أنه كاد يخسر والديه الذين رغبا بزواجه من أخرى ليحصل على المزيد من الأبناء... لكنه رفض وأخبرهم أنها وابنه كل ما يريد ..وأبدا لن يتزوج عليها أو يجرحها ..ولكنها ..وبدلا من أن تمتن ..وتسعد وترى مدى روعته ..وتقبل ثرى قدميه ..وتحبه كما يستحق ..تظل تتكبر عليه ..تتمنع عليه ...لا تمنحنه حقوقه إلا بعد أن يكاد يتوسلها ...تستكثر نفسها عليه ..لذا عندما يظهر دليل يدنها بالخيانة ...يصبح التصديق سهلا ..فهي لم تمنح ما يجعله ينكر ما رأته عيناه ولمسته يداه ...لم تمنحه طوال سنوات حياتهم ذخيرة تكفي ليسأل... ويفهم ...ويغفر...لم تقدم شيئا لتنتظر مقابله شيئا ..لقد حصدت ما جنته يداها على مدى سنوات "
لتنظر لها ببسمة ساخرة حزينة وهي تقول:
"أتعرفين ما السخرية بالأمر أني اكتشفت بعد أن خسرته أنني احبه ...أن حبه تسلل لقلبي عبر السنوات ..كنبته ظل يسقيها قطرة بقطرة حتى أينعت بداخلي دون أن أشعر ..لكني كنت بلهاء ..عمياء ...تجاهلتها واستمرئت الدلال... ظنا أن فيضان حبه لن يجف يوما ..ولن اخسره أبدا ..حتى عاقبتني الحياة بضربة أفاقتني ...لكن بعد فوات الأوان"
لتغيم عيناها بدموع وتعيد نظراتها لأبنة أختها التي ما زالت حائرة وهي تضيف:
"لا استطيع أن ألوم أشرف على كراهيته لي ..فأنا حصدت معه ما زرعته ..وكراهيته وعدم ثقته استحققتها بفعالي معه ..لكن ياسر ؟!! آآآآه لماذا ؟؟!! لقد أحببته بجنون ..وضعت كل حبي ومشاعري فيه ..كنت أمه وأخته وصديقته ..فكيف صدق أني خائنة ...ولما لم يسألني؟!! ...لما لم يمنحني فرصة للشرح؟!! "
لتجدها تنزلق بداخل الفراش وتلتف على جانبها رافعة الغطاء وهي تقول:
"ارغب بالنوم ..أرجوك دعيني الآن "
ازدردت ريقها بصعوبة ..ولم تستطع أن تنطق بحرف بعد ما سمعته رغم أن الغموض ما زال يكتنفه بعض تفاصيله ..لكنها شعرت أن خالتها استنزفت تماما ..ولم تشأ بالضغط عليها أكثر ...فقامت وحملت طبق الحساء لإعادته للمطبخ وأطفأت الإضاءة ليوقفها صوت خالتها الواهن قبل أن تغلق الباب وهى تقول :
"أرجوك عودي منذ غد لعملك ...لقد أصبحت أفضل ..يكفي ما قضيته بجواري الأيام الفائتة ..ولن اقبل جدالا ..على الأقل ..لتريه وتطمئنيني عليه "
لتصمت بعدها خالتها وتغلق هي عليها باب الحجرة... بينما تتجه لوضع الطبق بالمطبخ وهي تفكر أنه رغم محاولتها إخفاء إخبار هذا الياسر عن خالتها بالسابق ...فهي لم تخبرها بكونه يعمل معها قبل لقائها به...فقط كانت تعلم بعمل العم أشرف ولم تسأل عنه أبدا.. رغم أنها كانت أحيانا تتعمد ذكره أمامها ..لتجدها تستمع بإنصات دون أن تعلق لكنها كانت تلمح بعينها نظرة ألم وحنين ..فقررت بعد فترة الكف عن ذكره ..لأنها شعرت أن الأمر يؤلم خالتها .. ونفس الفكرة طبقتها على خبر عمل ياسر معهم بالمجموعة ..ورؤيتها له وتعاملها معه .. كانت تظن أنها تجنبها الألم بإخفاء أخبار هذا الوقح العديم المشاعر الذي لم يحن قلبه لأمه ..مهما كان سوء الفهم والظن الذي يعتقده ..كان يجب أن يعطها الفرصة لتشرح ...لتغيم عيناها بينما يسخر منها عقلها وهو يسألها ..وهل أعطيت أنت أباك فرصة التبرير أو.. الغفران ..لتهز رأسها وتقسو ملامحها مخبرة نفسها أن الوضع مختلف ...فرغم أنها لا تعرف التفاصيل الخاصة بسبب سوء ظن هذا الياسر بخالتها والتي أدت للشقاق بينهما ...لكنها لا يمكن أن تشبه وضعها... فهي رأيت بعينها وسمعت بأذنها......
----------------------------------

كان صوت الضحكات المنطلقة من غرفة همس بمنزل والدها يصل إليهم بصالة المنزل...لقد أصر خالد أن تستلقي لبعض الوقت حتى يحين موعد العشاء... الذي دعتهما إليه والدتها قبل أن يعودا إلى منزلهما ...وما أن حضرا حتى فوجئا بريهام وأحمد يحضران للاطمئنان على سامح ...فريهام لم تكن تعلم ما أصابه ...وقد اخفى الجميع عنها الأمر... خوفا عليها حتى لا تصر على الحضور وهي ما زالت ضعيفة من أثر الولادة ...حتى ذل لسان شقيقها الأصغر أمامها اليوم وهو بزيارتها لتصر على الحضور تاركة التوءم برعاية المربية ...لحسن الحظ أن سامح قد تحسنت حالته كثيرا وزال الكثير من أثر الضرب عن ملامحة ..خاصة بعد مرور أسبوع على الحادث ..وقد بدء بالفعل النزول للعمل بالمشروع السكني التابع لخالد والذي أعاد خالد العمل به من ثلاثة أيام ..رغم أن خالد طلب منه الانتظار اكثر حتى يشفى ....لكنه اصر على انه بخير ويستطيع الذهاب للعمل...
كان أحمد وخالد يستمعان لتطورات القضية الخاصة بسامح والتي يتابع تفاصيلها من خلال صديقه الضابط ..والتي تم تحويلها إلى النيابة العامة حيث أمرت بحبس المتهمين جميعا بما فيهم صاحب المشروع خمسة عشر يوما على ذمة القضية ...
ليزفر سامح بضيق وهو يكمل حديثه معهم:
" المشكلة التي تقتلني غيظا أنني علمت منه أن صاحب الشركة غالبا سيستطيع الخروج من الأمر وسيتم تبرئته ...لقد أجاد ترتيب أوراقه ...بحيث يبدو أن التلاعب تم من خلال المقاول والمهندس المسئول وكلاهما من سيتحمل التبعات ..بينما هو سيقتصر الأمر لديه ربما على غرامة مالية ووقف المشروع فقط ...مما يشعرني بالرغبة بالذهاب إليه وإشباعه ضربا ..فهو رأس الأفعى الحقيقي وهم مجرد أذناب"
ليربت أحمد على ساقه مهدئا وهو يقول
"سامح اهدأ ولا تغضب ...قد تكون عدالة الأرض قاصرة ..والقانون مليء بالثغرات التي يستطيع أمثاله وبمساعدة جيش محامينه من المتلاعبين وقليلي الضمائر ...جعله قادرا على النفاذ منها ..والهرب من يد القانون ..لكنه لن يهرب من عدالة السماء فعين الله لا تغفل ولا تنام ...ابتعد عن الأمر واتركه للمختصين ...لقد أديت دورك وكشفتهم ...لست مسؤولا عن النتائج "
ليقف بعدها مستأذنا... ليقف معه كلا من سامح و خالد طالبين منه البقاء للعشاء معهم ...لكنه اعتذر بضرورة العودة للمنزل حيث تقيم والدته مأدبة عشاء لبعض أقاربهم ..ولابد من حضوره ..خاصة مع اضطراره للاعتذار عن حضور ريهام ..ولكنه سيعود بعدها للعودة بريهام التي أصرت على البقاء لبعض الوقت لديهم ..حيث اشتاقت للجميع وستذهب بعد قليل لمنزل أسرتها ..ليخبره خالد أن لا داعي لعودته لأجل ريهام فهو وهمس سيعيدونها معهم أثناء عودتهم ..فمنزله بطريقهم بجميع الأحوال ...ليوافق أحمد شاكرا ويغادرهم ليعود كلا من خالد وسامح للجلوس ..بينما يسأل خالد :
"أين والدك وأكرم"
ليرد سامح بينما يريح قدمه على وساده أمامه فقد ارهقها بنزول العمل قبل أن تبرء:
"أبى بالمسجد فهو معتاد أن يصلي المغرب ويبقى هناك يقرأ القرآن حتى يصلي العشاء جماعة وسيأتي بعدها ..أما أكرم فهو منذ مرض حماه يكاد لا يترك المشفى إلا لماما ...فهو لا يتركه إلا بفترات عمله الرسمي بالمشفى الجامعي ...حتى أنه أخذ جزءا من ملابسه وأبقاه بحجرة استراحة الأطباء هناك... حتى لا يضطر للعودة وتركه "
ليطرق خالد برأسه قائلا :
"شفاه الله ...لقد ذهبنا لزيارته منذ عدة أيام ...لكننا لم نره حيث أن الزيارة ما زالت ممنوعة لكننا رأينا سارة..وقد حاولت همس إقناعها بالبقاء لدينا لحين شفاء والدها وخروجه من المشفى لكنها رفضت ...ومما فهمته أنها أيضا لا تكاد تفارق المشفى "
ليومئ سامح برأسه مؤكدا:
"نعم لقد حاولت أمي أيضا إقناعها بالمجيء والإقامة لدينا ...على أن اترك أنا وأكرم المنزل لكنها رفضت ...حتى أن أمي عرضت عليها أن تبقى هي معها بمنزلهم .. لكنها شكرتها ورفضت أيضا لأنها لن تغادر المشفى إلا بعد شفاء والدها ...شفاه الله وعافاه هي وحيدة ولا تملك غيره "
استمر الصمت بينهما للحظات حتى قاطعه خالد بصوت خافت:
" بما أننا وحدنا الآن ووالدتك منشغلة بالمطبخ فهلا أخبرتني ما استطعت الوصول إليه خلال اليومين السابقين "
ليهز سامح رأسه مستنكرا وهو يجيبه:
" أتظنني سأستطيع كشف تلاعبهم خلال يومين ؟!!! انك لم تستطع فعلها طوال الفترة السابقة؟!!! ..ما استطيع تأكيده أن هناك تلاعبا بالفعل ...لكني لم أضع يدي عليه بعد"
لتلتمع عيني خالد بالاهتمام وهو يميل عليه سائلا:
" وكيف عرفت طالما لم تكشف شيئا بعد؟!!"
ليضجع سامح بظهره على الأريكة وهو يجيب :
" حرصهم الشديد ومراقبتهم لي ..وتكليفهم لي بالمهام الصغيرة والبعيدة كليا عن أعمال متابعة البناء ...بل وتعمدهم إبعادي عن مناطق العمل ..بحجة أنني مصاب ومريض ويرغبون براحتي حتى استرد عافيتي"
ليضحك بسخرية ويكمل هازئا:
" أسمعت قبلا عن مهندس يلقى في أول أيام عمله كل هذه الرعاية وهذا الاهتمام براحته وصحته ..كما لو كان صديقا عزيزا ..حتى يكادوا يمنحونه إجازة مدفوعة الأجر ..مع إعطائه تقريرا بأنه يداوم بعمله بإخلاص "
ليضرب بكفيه على ساقيه وهو يعتدل مائلا للأمام مكملا حديثه :
" عزيزي خالد ..هناك تلاعب ومن الحجم الكبير بمشروعك ..والجميع هناك مشترك به ..بدء من المهندسين مرورا بالعمال والمراقبين ...وكل من لا يتبعهم يتم إما التخلص منه أو إبعاده بشكل غير مباشر "
ليتنهد خالد بضيق بينما يقول :
"لقد كنت واثقا ..كنت أكاد أشم رائحة تلاعبهم بهواء المشروع ...فقط لا أدري من أين تفوح "
ليضرب سامح بيده على فخذ خالد مداعبا وهو يقول:
"لا تخشى شيئا يا نسيب ...فقد ذهب اليهم من يقدر على تتبع أي رائحة حتى منابعها ..ولن يمر وقت حتى ..أعرف كافة ألاعيبهم ...خاصة مع الانطباع الذي أخذوه عني بأني شاب ارعن لا يهمه إلا المال "
لتنطلق ضحكاته مجلجلة بينما يضيف :
" إنهم يظنون أني مقامر ...وقد عززت أنا هذا الانطباع لديهم"
ليعقد خالد حاجبيه بينما يسال متعجبا:
"مقامر؟!! لماذا ظنوا ذلك بك؟!!! "
ليبتسم سامح بينما يلعب لخالد حاجبه وهو يقول بخبث :
"لقد استخدمت قدراتي بالتمثيل على الوجه الأكمل عندما ارسلوا لي أحد المهندسين أثناء استراحة الغذاء بحجة التعارف ..فأظهرت أمامه صورة شاب مستهتر وضيع تشاجر مع أصدقائه الذين كان يلعب معهم الورق لقاء المال عندما رفضوا أن يدفعوا قيمة ما كسبه منهم ...وطبعا مع هيئتي بتلك الجروح بوجهي وجسدي فقد أعطيت الانطباع الملائم ..وخاصة مع استخدام لغة سوقية وحركات لا مبالاة وعدم اهتمام سواء بالعمل... أو السؤال أو المتابعة.. كما لو كان كل ما يعنيني هو الأجر دون عمل "
ليعقد خالد أصابعه أمامه بينما يرتكن بكوعيه على ساقيه وهو يحذر سامح:
"لا تستهن بهم ..ولا تعتمد على أنهم صدقوا روايتك ...ربما كانوا فقط يختبرونك ...ويوهموك بكونهم صدقوك "
ليعيد سامح إسناد ظهره وهو يجيبه غامزا بشقاوة:
" لا تقلق لست غرا لأظن انهم سيصدقونني من أول وهلة ...وإن كانت تصديقهم لي أصبح شبه مؤكد... بعد أن جردت معظمهم مما في جيوبهم في لعبة الورق أثناء استراحة الغذاء باليوم التالي "
لينتفض خالد سائلا بذهول:
"ماذا العبت الورق فعلا بالمشروع ..أجننت يا سامح ...لابد أنهم أرادوا التأكد من كونك مقامرا ..أتريد كشف نفسك لهم "
ليضحك سامح ويجيب بخبث وهو يغمزه بعينه:
"عزيزي خالد ...ربما لا أكون مقامرا ...لكن هذا لا يعنى أني لا استطيع لعب الورق ببراعة تضاهي أكبر المقامرين ..لكنى حاليا لا أدرى ما أفعله بهذا المال الذي ربحته منهم ...فلو علم به حماك أبو أكرم ...لعلقني على باب المنزل ...وقد يعلقك معي لأنك السبب في انحراف ابنه "
ليرتفع حاجب خالد ذاهلا وهو يشير لنفسه قائلا:
"أنا؟!! أنا السبب بانحرافك ؟!! وهل يقدر عليك إلا الشديد القوي ...إياك أن تفتح فمك أمام عمي... والا علقتك أنا على باب الشقة ...والمال احتفظ به مؤقتا وما ستكسبه منهم لاحقا لاعبهم به ...وفي النهاية ربما نودعه لهم بخزينة السجن لينفعهم عند خروجهم أو نتبرع به لحسابهم لعله يخفف من ذنوبهم "
لتنطلق ضحكاتهما معا بينما يرتفع صوت والدة سامح مناديه همس وريهام لمعاونتها بوضع الطعام ..متزامنا مع صوت مفتاح الباب معلنا عودة الوالد من الصلاة ..ليقف سامح قائلا سأنادي الفتيات ...
..........
قبل ذلك بنصف ساعة
كانت همس تمسك معدتها من شدة الضحك وهى مستلقية على فراشها.. بينما تقص عليها ريهام كيف أفشت خطتهم الخاصة باللوحات وهي تحت تأثير البنج ...وكيف يعاقبها أحمد بجعلها تنظف اللوحة المتبقية يوميا أمام عينيه ...بعد أن نقلها لحجرة نومهم مقابل الفراش تماما كعقاب لها ..لتضيف بغيظ:
"كفي عن الضحك همس ...كله من أفكارك اللعينة ...على الأقل كان بإمكاني تجاهلها هي والأخرى التي أفسدناها وهي بصالة المنزل ..الآن أفتح عيني على لوحة كئيبة تشبه فيلة مجنحة بأقدام صراصير ...لكني أحمد الله أننا أتلفنا لوحة الحُلم أولا ..تخيلي لو كانت هي من بقيت !! كنت سأفتح عيني على رقاب مشنوقة بالأبيض والأسود – لتتنهد بعمق وهى تضيف -..قضاء أخف من قضاء ... )
لتتنهد بضيق وتخرج هاتفها من حقيبتها وتتصل بالمربية لتطمئن على توءميها زياد وانجي.. التي اسماها أحمد على اسم بطلة الفيلم الذى يحبه والتي تشبهها ريهام...
كانت همس تنظر بعمق لملامح ريهام المجهدة والشاحبة ...تشعر أن هناك ما يضايقها وأن مرحها مفتعل ..لتلاحظ تغير ملامحها واحتقان وجهها بينما تستمع لما تقوله المربية لتجدها تغلق الهاتف وتنكس رأسها ...بينما تلمح لمعة الدموع بعينيها لتتركها للحظات قبل أن تضع يدها على ذراعها مناديه :
"ريهام؟!! أين شردت عزيزتي ...هل الأطفال بخير؟ ...هل قالت لك المربية شيئا ضايقك؟"
لترفع ريهام عينيها وهي تهز رأسها نافية دون أن تستطيع مدارة الحزن من ملامحها بينما تقول:
"كلا لقد أخبرتني أن جدتهم قد أخذتهم لديها بمجرد خروجنا أنا واحمد ...وأنها أبلغتها أنهم سيبتون لديها الليلة "
لتقطب همس حاجبيها وهي تعتدل جالسة بالفراش بينما تسأل بتعجب:
"كيف يبيتون لديها ..وماذا عن الرضاعة ..أعلم أنك تعطيهم لبنا صناعيا لعدم كفاية لبن صدرك لإطعام كليهما ...لكنك أخبرتني أنه فقط شيء مساعد ..وأنك مصرة على إرضاعهم بنفسك رضاعة طبيعية "
لتزفر ريهام بعمق وهي تجيب همس :
"نعم هذا ما انتويته وما أحاول أن أقوم به فعلا ...لكن الأمر لا يعجب حماتي العزيزة ...يبدو أنها تظن أن لبني ملوث وغير لائق بحفيديها ..حتى لا تنتقل جيناتي الوضيعة إليهما!! "
لتضحك ساخرة بألم وهي تضيف:
"هي تتجاهل أني والدتهم...وأنهم يحملون جيناتي بكل الأحوال ...لكنها ترغب بفصلي عنهم... وتتفنن بذلك بداية من تصميمها على وجود مربية لهما رغم رفضي ..خاصة واني قررت ترك العمل والتفرغ لهما ..لكنها أصرت ..وليس هذا فحسب بل اختارتها بنفسها ..مربية أجنبية ..تخيلي!!! أحضرت لي فتاة أسيوية فاتنة الجمال ..ولا تتحدث سوى الإنجليزية لتكون مربية أبنائي ..وليس هذا فقط بل أنها تريدها أن تكون مسؤولة مسؤولية كاملة عنهما لدرجة لا أراهما أنا إلا في أوقات تحددها هي !!!"
لتنتفض همس هاتفة بحنق :
"ماذا ؟؟!! هل جنت تلك المرأة وكيف توافقي وتسكتي لها "
لتنظر لها ريهام بحزن قائلة:
" ومن قال أني وافقت أو سكت !! لقد رفضت وتشاجرت ولأول مرة أتخاصم مع أحمد.. الذي يحاول مراضاة أمه بكل الطرق ..خاصة بعد موضوع الأسماء الذي رغم قسمي له ...ما زال يظن أني قد اتفقت مع سامح عليه ... ويتعامل كما لو كنا أخطأنا بحق أمه... ولابد من رد اعتبارها بكل الطرق .. حتى ولو على حسابي وحساب أبنائي"
لتدمع عيناها بينما تنظر لهمس مضيفة بألم:
"لقد تحملت منها بالسابق الكثير همس ..وأنت تعلمين ..لأجل أحمد تحملت... وعلى استعداد لتحمل المزيد ..طوال الوقت أتجاهل نظراتها المحقرة لي ..كلماتها المهينة ..حتى يوم العقيقة ..رأيت بنفسك كيف كانت تستهين بي وبأسرتي... حتى كادت أمي تغادر من كلماتها ..وكنت أنا وأنت نحاول المدارة قدر استطاعتنا ..حتى أحمد كان يحاول الاحتفاء بإخوتي ..وأعمامي ..وأخوالي ليعوض التجاهل من أفراد أسرته ..ولولا اقتراحك أنت وخالد بتقسيم الجلسة بين القصر وفيلتنا الصغيرة حيث تجمع أفراد عائلتي ببيتي وبقي أقاربهم بالقصر لتحولت العقيقة لحرب أهينت بها أسرتي تماما ...تعرفين انهم حساسون للفروق بينهم وبين عائلة أحمد ..إخوتي لديهم دوما شعور بالنقص الممزوج بالانبهار لا يستطيعون إخفائه ..وأمي متحفزة على الدوام وترغب بالشجار مع حماتي ..وأبي دائم الشك بأحمد ويشعر أنني أقل من أن استمر زوجة لرجل مثله.. ويتوقع أن يطلقني بأي يوم ...كل هذا يضغط على أعصابي بقوة "
لتقطب همس وتقول بصوت حانق:
"وأين أحمد من كل ذلك:
لتتنهد ريهام بضيق وهي تقول بشرود:
"أحمد!!! أحمد كان سبب احتمالي بالماضي لكنه الآن!!"
لتصمت وهي تطرق برأسها
فتستحثها همس على المتابعة سائلة:
"لكنه الآن ماذا ريهام؟!! ماذا يحدث صديقتي"
لترفع ريهام عينين غائمتان بالحيرة والدموع وهي تجيب:
" لا ادري همس ..لم يعد يناصرني بقوة كالأول ..اصبح يهتم بمراضاة والدته ولو على حسابي ..لم أعد افهم ما يحدث!!"
لترد عليها همس بحدة:
"إذا لا تنتظري مناصرته ..خذي أنت موقف حازم من الجميع ...لقد كدت اضرب حماتك وأنت قبلها يوم العقيقة ..على تعاملها المهين لعائلتك واستهانتها بهم وسلبيتك أنت ..ولولا موقف أحمد الداعم والذي حاول تحسين الوضع ..وكذلك والده رغم أنه لم يكن شديد الترحيب بهم لكنه على الأقل لم يكن سيئا....على الأقل سلم عليهم وحاول الترحيب بهم قليلا.. قبل أن ينسحب للجلوس مع أقاربه .. دون أن يدعو أباك وأعمامك وأخوالك للانضمام إليهم ... مما جعل أحمد هو من يجلس معهم بقاعة الاستقبال الصغرى ..لينضم له خالد مفضلا البقاء معهم على البقاء مع أقارب أحمد من رجال المال والأعمال والسياسة حتى لا يشعرون بالنبذ "
لتومئ ريهام وهي تضيف:
"نعم لقد زادت معزتي لخالد حينها ..رغم علمي انك من نبهته وجعلته يذهب اليهم ..لكنه استطاع إدارة الحديث وشغل الجميع بمواضيع مختلفة ..لكن أنت رأيت كيف ظلت والدته تحاول كل دقيقتين إخراج أحمد وخالد من الجلسة ... وجرهم للجلسة الثانية بحجج مختلفة!!"
لتقاطعها همس:
"لكن لا تنكري أنهما لم يستجيبا ...وكانا يعتذران لها بأنهما سيلحقان بهما بعد قليل دون أن يفعلاها ..حتى أحمد عندما فعلها كان يذهب للترحيب بأقاربه ويعود سريعا ..ولقد رأينا ذلك معا قبل أن نأخذ والدتك ونساء عائلتك ونذهب لمنزلك حتى نبتعد عن لسان ونظرات وتصرفات حماتك.. التي اقسم أنها كانت متعمدة أن تعطي التعليمات للخدم بتجاهل من لهم صلة بك ..فكل الضيافة التي سبقت الوليمة كانت تقدم لضيوفها مع تجاهل الباقين "
لتبتسم ريهام رغم الدموع وهي تقول:
"لكنك قمت بالواجب يا همس ..لقد أرعبت مدبرة منزلها وأنت تقفين أمامها هي والخادمات الحاملات لصواني الحلوى ..وعلب السبوع وهن متجهات للجانب الذي تجلس به حماتي مع قريباتها.. وأنت تنهريها ..عن احتياجها لنظارة نظر تجعلها لا ترى أن هناك أناس يجلسون في البداية لابد أن توزع عليهم أولا ..لتسحبي منها الصينية الكبرى وتصرخي بالخادمات أن يوزعن الضيافة بترتيب الجلوس – لتضيف ساخرة- أتعرفين لقد أشفقت على مدبرة المنزل وهي تنقل نظراتها بين حماتي وبينك برعب.. كما لو كانت ساقطة بين فكي وحشين لا تدري من سيلتهمها أولا ...وهي فاقدة للحيلة والقدرة على التصرف .. لتنظري أنت بعدها لحماتي قائلة بتهذيب يحمل تهديدا اسمحي لنا سيدة شاهي.. بعد أن نأخذ علب السبوع والضيافة أن نأخذ التوءم و نذهب لبيت ريهام الملاصق للقصر لنمارس طقوس السبوع الشعبي التي لا أظن أنك قد تحبينها " لتسخر همس وهي تضيف متذكرة انتفاضة واقتراب والدة أحمد منها لتقول بهمس حاد لم تسمعه سواهما
"بالتأكيد لن أقبل أن يخرج أحفادي من القصر وضيوفي جميعا أتوا لرؤيتهم وتهنئتهم ..ولن أقبل بممارسة شعوذتاكم الشعبية على أحفادي "
لتنظر ريهام لهمس وتقول :
"لم اصدق نفسي عندما هددتها حرفيا وأنت تقولين لها... اذا لن نخرج من القصر... وسنقوم بطقوسنا هنا أمام ضيوفك ..فجدتهم لأمهم لابد أن تقوم برقياهما ودق الهون لهما ...ووضعهما بالغربال وتجميع الأطفال للغناء لهما... كما لابد أن تشعل المبخرة لريهام لتمر فوقها سبع مرات ..تلك عاداتنا وهم أحفادها مثلك ...وستقوم بالطقوس لهم سواء هنا أو هناك ..ولا تقلقي معنا كل ما نحتاجه ..وقبل أن تحاول نهرك كنت تلتفين لأمي قائلة خالتي ..لتنتفض حماتي رعبا وتمسك ...بذراعك مانعة إياك من تنفيذ تهديدك... لتقول بغيظ من بين أسنانها .. نصف ساعة فقط تأخذوهم معكم وبعدها سآتي لإحضارهم ..وإياكم أن يصيبهم مكروه ..لتنظري لها ساخرة وأنت تقولين.. أتخافين على أحفادك من أمهم وجدتهم ..لتربتي على ذراعها وهي تجذبه منك بغيظ ...بينما تقولي لا تقلقي عليهم هم اقرب الناس لهم ...واجعليها ساعة لننهي كل طقوسنا بعدها ارسلي لنا الخادمات بطعام العقيقة... حتى لا نضطر للعودة لهنا وإحراجك وسط أقاربك"
لتتنهد ريهام بعمق وهي تقول ..لا أدري ماذا كان بإمكاني أن أفعل دونك همس .."
لترد همس بحدة :
"كفى حماقة ريهام ..وكفى سلبية ..حاربي معاركك.. ولا تكوني ضعيفة ..لتنتظريني .. أو تنتظري أحمد .. أو أي مخلوق لأخذ حقك ..خذيه بيدك من عين الجميع ..أنت والدة الأطفال ..إن لم تريدي مربية ..فأنت حرة ..وإن أردت ارضعاهما طبيعي أو صناعي فلا شان لأحد بالأمر إلا أنت وزوجك ..لا تسمحي لها بالتمادي وإلا ستندمين ...كوني قوية بمجابهتها دون أن تتخطي حدود الأدب ..أشعريها بقوتك حتى تتراجع ..لأنها طالما شعرت أنك ضعيفة ستتمادى"
لترد ريهام بخفوت والم:
"صدقيني همس ليست مسألة ضعف ..فقط كنت أحاول كسبها ومراعاة خاطر أحمد ..أنت لا تعرفين ما أتحمله... لأنك كنت محظوظة بحماة طيبة تحبك وتساندك ..لكني أعاني من كرهها الدائم مهما حاولت كسبها أو تنازلت ...لذا فقد قررت المواجهة ..عندما وجدت أن لا فائدة بكل الأحوال.. وهذا ما تسبب بمشكلة بيني وبين أحمد فقد أصررت على طرد المربية الآسيوية .. ورفض وجود مربية من الأساس بينما أصرت هي عليها.... لأثور بجنون عندما وجدت أحمد يأخذ صف والدته ويصر على تنفيذ رغبتها ولو على حساب رأيي ورغبتي ..ولولا انهياري وقتها وإصابتي بفقدان الوعي الذي استدعى إحضاره للطبيب الذي أمرهم بإبعادي عن الانفعالات... خاصة أنني ما زلت أعاني من تبعات الولادة ..لم يكن ليعيرني اهتمام ..لكنه أيضا لم يشأ إغضاب أمه لنصل لحل وسط ...أن تكون هناك مربية لكنها مصرية اختارها بنفسي ...وهو ما حدث ...لكن حماتي ما زالت مصرة على تصرفاتها معي... فقد استبقت المربية الآسيوية لديها ..ولا تكف عن أخذ الطفلين لعدة ساعات يوميا ...وتقوم بإرضاعهم اللبن الصناعي حتى اعتادوه... ولم يعودا يطلبان صدري ...وأيضا اليوم أخبرت مربيتي أنها ستأخذهما ليبيتان لديها "
لتنتفض ريهام واقفة وهي تقول بحنق بينما تدعك يديها معا :
"وطبعا لو أخبرت زوجي العزيز برفضي أن يبيت طفلي الذين لما يكملا شهرا حتى الآن بعيدا عني سيأخذ صف والدته وكونهم أحفادها الأعزاء... وأول فرحتها وهي متعلقة بهم ...ويجب أن أتحمل... ويكفي أننا نقيم وحدنا بعيدا عنها.. وكأننا في بلد أخرى وليس فقط بضع امتار هي ما تفصل بيننا... بل إن الحديقة مشتركة ولا أكاد اشعر بشيء من الخصوصية أبدا بمنزلي.. الذي تقوم هي بدورات تفتيش دورية عليه "
لتضيف بوجع:
"أنا متعبة همس... لقد أصررت على القدوم لسامح والبقاء لأخر الليل ..رغم أني اطمأننت أنه اصبح بخير ...وحدثته هاتفيا لأهرب من مقابلة أقاربهم على العشاء... حيث تتعمد حماتي إهانتي أمامهم والتقليل من شأني ..وأحمد لم يعد يساندني كالسابق ..كما لو كان قرر إراحة رأسه ...يبدو أن لا فائدة !! من يقبل بالزواج من وسط يعلو مستواه سيظل مجبرا يعاني من رؤية وسماع النظرات المنتقصة ...والكلمات المهينة... والتقليل من شأنه طوال حياته " وقبل أن ترد همس فوجئت كلتاهما بسامح يقف بالباب يطلب منهما الذهاب لمعاونة أمه بوضع الطعام... بينما تعلو عيناه نظرة غاضبة أشعرتهما أنه سمع جملة ريهام الأخيرة.. خاصة عندما جر ريهام إليه وهي تمر بجواره ليقبل رأسها قائلا:
" ما عاش من يهينك ورأسي يشم الهواء ..إن فعلها مخلوق اخبريني... وأنا قادر على جلب حقك من عينيه كائنا من كان "
لتربت على صدره وتضم جذعه إليها بمحبة قبل أن تتركه وتلحق بهمس بالمطبخ دون أن ترى تلك النظرة الغامضة والملامح المتقلصة التي ملئت وجهه المطرق للأرض قبل أن يزفر بعمق و يعود لمجالسة خالد وأبيه...
----------------------------------------

Layla Khalid, ru'a and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 09:48 PM   #249

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

يدور أمام باب مكتبها بلا هدف ..لا هو بقادر على الولوج إليها ..ولا هو بقادر على الاستمرار بتجاهلها ...منذ عرف بمرض أمه باليوم التالي لرؤيته لها أمام باب المجموعة ...ومعرفته بكون تقى ابنة خالته وهو يشعر بالتشتت...لقد تذكر أن والدته دوما ما كانت تتحدث عن ابنة شقيقتها التي اسمتها على اسمها ...تلك التي لا يذكرها جيدا حيث سافرت مع أسرتها للخارج وهو ابن خمس أعوام تقريبا ..وهي كانت ابنة عامين أو ثلاث وقتها ... لقد ظل طوال هذا اليوم أشبه بالتائه خاصة بعد معرفته مصادفة بما حدث أمام باب المجموعة بعد تركه لهما باليوم السابق ...حينما سمع وهو يركن دراجته اثنين من حراس الأمن يتحدثون بتعجب عن قيام أبيه بحمل قريبة سكرتيرة رئيس مجلس الإدارة ...التي فقدت وعيها أمام الباب... حيث خرجوا على صوت الفتاة تصرخ ليفاجئوا بالسيد أشرف يمنع الجميع من الاقتراب من السيدة الفاقدة للوعي... ويحملها بنفسه لسيارته...ترافقه تقى السكرتيرة ...وغالبا نقلوها للمشفى ...لقد شعر بالجنون ما بين قلق ..ورفض ..واضطراب ...زاده معرفته بتغيب تقى أسبوع كامل عن العمل ...حيث تم إرسال بديلة عنها لحين عودتها... كاد يجن طوال اليوم ...ما بين رغبته بمعرفة ما حل بها ...ورفضه لترك نفسه يتأثر بها ثانية أو يترك عواطفه ناحيتها تضعفه ليسأل عنها ...ليظل يدور بدوائر ...خاصة مع الحالة العجيبة التي اكتنفت والده طوال المساء التالي لرؤيتها ..وفي الأيام التالية ...كان ساهما ...صامتا ..متباعدا ..كان يجهز الطعام لهما بصمت ..ليجلس معه على الطاولة يتلاعب بملعقته دون أن يتناول شيئا ..واحيانا يترك له الطعام مغطى على الطاولة ويعتزل بحجرته طوال المساء ...حتى فقد قدرته على الصبر مساء أمس ليسأله عن حقيقة ما سمعه من حراس الأمن ..وهل فعلا نقل قريبة تقي السكرتيرة للمشفى ...لينظر له والده بغرابة ..وهو يقول بتهكم :
"قريبة تقى ؟؟!! تقصد والدتك !!"
لينتفض غاضبا ويهتف برفض:
"ليست والدتي لا تدعوها بذلك ..هي لا شيء لي ..وأنا متعجب من قيامك بحملها للمشفى بنفسك "
ليظل والده محدقا به للحظات شعرها دهرا بنظرة غامضة قبل أن يقول بهدوء:
"ستظل والدتك شئت أم أبيت ..ولها عليك حق برها ...أيا كان ما حدث في الماضي بيني وبينها .. أنا كان يجب أن لا اسمح بإبعادك عنها وفصم الروابط بينكما ..لكني أخطأت وتركت مشاعر الغضب تحكمني"
ليقاطعه ياسر بحدة دون أن يرفع صوته:
"كان قراري أنا ..أنا لا أريد خائنة حقيرة مثلها ل"
ليضرب أشرف المنضدة أمامهما بعنف جعل الأطباق تهتز بقوة وهو ينهره :
"إياك!!! إياك أن تجرؤ على التحدث عن والدتك بهذه الصورة ...لقد ساءت طباعك... وتصرفاتك تثبت لي كل يوم أني بالفعل قد أخطأت وظلمتك عندما تركت غضبي وجرح كرامتي يؤثر على علاقتك بها ...لتدفع أنت الثمن وتتحول لمسخ عديم المشاعر ..يهين أمه ..ولا يسأل حتى عنها بعد أن علم بمرضها "
لتزداد وتيرة تهدج أنفاس أبيه لدرجة أقلقته ..ليحاول مهادنته قائلا :
"حسنا أبي لنؤجل الحديث لوقت آخر ..تبدو متبعا ..لما لا تأخذ دوائك وتستريح قليلا "
لينظر له أشرف بغضب وهو يسأله :
"كيف علمت بما حدث لأمك"
ضاغطا على حروف كلمة أمك كما لو كان يؤكدها له
ليدير رأسه بعيدا عن عين أبيه وهو يخبره بالحديث الذي سمعه من حارسي الأمن ..ليومئ أبيه برأسه مؤكدا :
"لقد أوصلتهما للمشفى ..وانتظرت مع تقى حتى خرج الطبيب الذي أخبرنا أنها تعاني من اختلال ضربات القلب نتيجة ارتفاع كبير في ضغط الدم ناتج غالبا عن شدة انفعال ...وحذر من احتمالية إصابتها بالجلطة مالم تلتزم الراحة والعلاج والبعد عن الانفعالات ..لكني تركت المشفى قبل أن تفيق بعد أن اخبرنا الطبيب أنها أصبحت أفضل "
نظر له بحيرة وهو يسأله :
"لماذا ؟"
رغم أنه لم يزد عن تلك الكلمة لكن والده فهم سؤاله ليجبه بهدوء :
"لأنها أمك ..أم ابني الوحيد ..ولأنهما سيدتان احتاجتا إلى معاونة ...وما كنت لأتركهما حتى لو لم أكن اعرفهما ..فما بالك بفتاة اعتبرها بمثابة ابنتي وامرأة هي أم ابني الوحيد .."
ليسأله ياسر بتعجب :
" كيف عرفت من تكون تقى ..هل هي من جاءتك وعرفتك بنفسها؟؟؟ هل توسط لها بالعمل ؟!!ولما تعتبرها ابنتك وأنت لم ترها منذ كانت بالثانية أو الثالثة "
ليتنهد أشرف وهو يحكي له :
"عندما جاء خالتك المخاض كان زوجها يعمل ببلدة مجاورة ويعود متأخرا ..فطلبتنا هاتفيا .. حيث كانت شقتهم قريبة منا أكثر من منزل عائلة زوجها أو عائلة والدتك ..فذهبنا إليها بسرعة ..كنت أنت تقريبا بالثالثة من عمرك أو أقل ..وقد أخذناك معنا ونقلناها للمشفى حيث ولدت تقى ..كنت أنا من تسلمها من الممرضة حيث كانت والدتك ذهبت لاستخدام هاتف المشفى لإخبار عائلة زوجها وعائلتها ..حيث لم تكن الهواتف المحمولة قد ظهرت وقتها ..أنا من حملها وكبر بأذنها ..وقتها جذبتني.. أنت طالبا رؤيتها وأخذت تقلدني وتغمغم بأذنها... وتقبل رأسها وأنت تقول (نونا لي) ...لقد كانت شبه مقيمة لدينا حيث أن خالتك كانت تعمل مدرسة بمدرسة مسائية وقتها ...وكانت تتركها معنا حتى تعود ..فاعتدت أن أعود من عملي لألعب معها ...وكم تمنيت طفلة مثلها ...لكن لم يأذن لنا الله بغيرك نتيجة مشاكل لدى أمك ..منعتها من الحمل بعدك فاعتبرتها ابنتي ..كنت أدللها واحبها جدا لدرجة تثير غيرتك ..فكثيرا ما أنقذناها منك وأنت مرة تكاد تخرج عينيها ..ومرة تضربها أو تعضها ..أو تكتم أنفاسها "..
ليبتسم وهو ينظر له ..
"حقا كنت شريرا صغيرا معها "
لينظر له ياسر بحيرة وهو يسأله:
"لكنهم سافروا وهي بالثالثة تقريبا ..فكيف ظللت متذكرا لها:
ليجيبه أباه وهو يشرد قليلا:
"لأنهم جاءوا مرتين أو ثلاث خلال تلك الأعوام ..منهم مرة وهي بالثالثة عشرة تقريبا ..قبل – ليتردد قليلا ثم يردف- قبل طلاقنا أنا وأمك بأشهر قليلة "
لتزداد حيرة ياسر وهو يسأل :
"أي انني كنت بالسادسة عشرة تقريبا فكيف لم أرها أو اذكرها"
ليزفر أشرف بعمق وهو يجيبه ..لقد أخذت افكر عندما اكتشفت كونك لا تعرف من تكون ...لأتذكر أن المرة الأولى التي حضروا بها بعد عامين من سفرهم وكنت أنت بالسابعة تقريبا ..كان جداك "رحمهما الله" بالبلدة قد طلبوا أن تذهب لتقضي لديهم جزءا من الإجازة الصيفية ..ما زلت اذكر تلك الإجازة جيدا لأن والدتك استغلت إرسال خطاب من شقيقتها تبلغها بقدومهم بالصيف لترفض السفر وأرادت إبقائك معها لكني رفضت...تعرف كيف كانت علاقة والدتك بجديك سيئة ..فهم منذ علموا بعدم قدرتها على انجاب المزيد من الأطفال وهم أرادوا أن أتزوج عليها لكني رفضت ..فبدءا يسيئان معاملتها معتبرين أنها من تمنعني حقي .."
ليهز رأسه زافرا بعمق بينما يكمل:
"وقتها أرسلتك أنت اليهم لتقضى هناك أسبوعين وهي نفس فترة إجازة خالتك وأعدتك بعدها .. فأمك كادت تجن ولم تقبل أن تقضي المزيد من الوقت بعيدا عنها ..أما المرة الثانية فكنت أنت بمعسكر صيفي لأسبوع ..هذا الذي ظللت تحايل والدتك حتى وافقت أن تذهب إليه على مضض وبعد مشاحنات ...قضوا هم معنا هذا الأسبوع وقضوا باقي إجازاتهم بإحدى المدن الساحلية "
ليسأله ياسر :
"وطوال هذه السنوات لم يحضرا إلا هاتين المرتين فقط :
ليتنهد أشرف بعمق وهو يخبره:
"منزل عائلة مسعد زوج خالتك كان منزلا عائليا مكونا من عدة طوابق يسكنه كافة أفراد عائلته ..أباه وأمه.. وإخوته.. وأعمامه وأبنائهم ..وللأسف قاموا بإضافة طوابق أخرى فوقه لتزويج أبنائهم بها بصورة مخالفة... فلم يتحمل وسقط عليهم وهم نائمون قرابة الفجر ولم ينجوا منهم أحد .. كان مسعد وقتها قد امضى ثلاث أعوام بالخارج ...ليعود وحده بعد أن أبلغته بالحادث جاء ليقوم بدفن عائلته بأكملها .. "
لينظر له بتأثر وهو يضيف :
"أتعرف لقد قلقت عليه جدا وقتها ..كان غريبا . جامدا متخشبا كما لو كان إنسانا آليا ..أنا واثق من شدة تأثره فمسعد كان شديد التعلق بعائلته ...وخاصة أبويه وإخوته.. وكثيرا من مشاكله مع خالتك كانت بسبب تقديم طلباتهم ورغباتهم عليها ..لذا أقلقتني حالته الجامدة ..وقتها سألته وأنا أوصله للمطار ...متى سيعود ؟!! فنظر لي نظرة لم أنساها ؟؟نظرة جوفاء مليئة بالخواء والجمود ...كما لو كانت نظرة جثة فقدت الروح ..وأجابني بأنه لن يعود ...فلم يعد لديه هنا ما يستدعي العودة ...و بالفعل لم يعد إلا بعد قرابة السبع سنوات في تلك الإجازة القصيرة التي أخبرتك عنها ...وأظنها كانت بإلحاح من خالتك ..لكني وقتها شعرت انه لم يعد مسعد الذي اعرفه ..شيئا به تغير ..لا ادري ما هو بالضبط لكنه لم يكن صهري الذي اعرفه ....لكن من كانت كما هي..بمرحها وشقاوتها وابتسامتها التي احبها هي تقى ...
لكن حتى هي تغيرت فيما بعد .....عندما رأيتها بفترة التدريب وجدتها تغيرت ..فقدت مرحها وابتسامتها "
ليتنهد والده مضيفا بسخرية :
"يبدو أننا جميعا تغيرنا بصورة أو بأخرى حتى الصغار"
ليكمل ياسر أسئلته :
"اذا لم يكن لك علاقة بعملها بالمجموعة :
لينظر له والده ببسمة جانبية ساخرة وهو يسأله :
"أما زلت تظنها صديقتي التي أحابيها "
لينكس رأسه بضيق وهو يقول بحرج :
"أبي!!! "
ليزفر أبيه بألم ويجيبه :
" لا ياسر لم يكن لي علاقة بعملها بالمجموعة ...لقد كانت منحة قدمها خالد لجامعتها بتقديم عدة فرص عمل للمتفوقين من عدة أقسام وتخصصات ...على أن يخضعوا لفترة تدريبية لدينا ... وبعدها اختبار قبول ومن يجتازه يتم تثبيته ...وكانت من ضمن الأسماء التي رشحتها الجامعة وتخطت التدريب والاختبارات بمجهودها الشخصي ..لقد علمت من تكون فقط عندما رأيتها بمكتب مديرها السابق أثناء تدربها ..وتأكدت من الأمر عندما رأيت اسمها بالكشوف المرسلة من الجامعة والتي طلبت الاطلاع عليها عندما شككت بهويتها ..ومن وقتها وضعتها تحت عيني ..وأنا بالفعل من ساعدتها على الحصول على منصبها بمكتب خالد عندما خلى المنصب ...لكني كنت سأنقلها بجميع الأحوال ..فلم اكن لأثق ببقائها مع مديرها السابق "
ليقطب ياسر بحيرة وهو يسأله:
"لماذا؟؟!!"
ليرد بغموض وهو يقف متجها لحجرته:
"لأني لم اكن لأمن عليها معه "
ليتركه حائرا ...ويعتزل بغرفته حتى صباح اليوم التالي..
أفاق من شروده بذكريات اليوم السابق... على نظرات التعجب التي يرمقه بها أحد الموظفين الذي مر بجواره وهو يقف متسمرا قرب باب حجرة سكرتيرة الرئيس قبل أن يحسم أمره ويقرر الدخول...فهو لم يعد يحتمل عدم معرفته بما حل بها....
-------------------
كانت تبحث بغيظ وضيق عن الملف الذي طلبه رئيسها وهي تسب تلك السكرتيرة التي حلت مكانها لعدة أيام فأفسدت ترتيب ونظام الملفات ..وعاثت بمكتبها فسادا ...عندما فوجئت بعاصفة بشرية تقتحم مكتبها بدون استئذان بأنفاس تتهدج كأنما كان بسباق مارثون وعيون تطلق نارا ...لتناظره بمزيج من غيظ وبرود وهي ترفع رأسها بأنفة سائلة :
"نعم أستاذ ياسر ..أهناك شيء ترغب بتركه لخالد بك ..أم ترغب بالدخول إليه ؟!!
لاحظت حركاته المتوترة ضغطه على شفتيه وانقباض كفيه.. وعيونه التي رغم النظرات النارية التي تطلقها ..إلا أنها لمحت بداخلهم طيف حيرة وقلق يحاول إخفائها ..ولا تدري لما شعرت أنه لا يعرف كيف يجيب عليها ..أو بالأدق شعرت أنه لا يعرف ما يريد ....تكاد تجزم انه يرغب بمعرفة أخبار أمه ..لكنها ستكون ملعونة إن سهلت الأمر عليه ...فليحترق بنيران الجحيم التي يعذب خالتها بها ...وليصرح بما يريد .بسؤال مباشر إن أراد معرفة شيء عنها ..ورغم هياج أفكارها ..إلا أن وجها لم يعكس أيا من ذلك بل ظل محتفظا بجموده ...وعندما طال الصمت سألت بسخرية :
"هل اشتقت لي فأتيت لتتأمل بجمال وجهي وتبقى صامتا ناظرا لي "
علمت لحظة خروج الكلمات من فمها بخطئها ...فقد شعرت أنها أيقظت دبا نائما بنغزه بشوكة ...فأشعلت أتون غضبه ...فقد احمر وجهه ....وضاقت عينيه ...واتسعت فتحة انفه بينما يهدر أنفاسه منها ليقول بصوت كالفحيح من بين شفاه شبه مطبقة وأسنان تضغط على نواجذه:
"إسمعيني جيدا أيتها الفتاة !!إياك ثم إياك أن تتجاوزي بالحديث معي... أو تظني أن هناك أي صلة بيننا قد تسمح لك بالتجاوز معي "
لتشتعل نيران غيظها وهي تسمعه يحدثها بتلك الطريقة المهينة لتقاطعه هاتفة :
"ها... أنت يا هذا الزم حدودك ...أي صلة تلك التي سأستغلها ؟!! ولم مثلا سأحاول ؟!! أأنت مديري مثلا وأحاول نيل منفعة منك ؟!!...ثم من أنت؟!! ..من تظن نفسك؟!! ..من تكون يا هذا؟!! ..أنت لست سوى طفل مدلل سخيف ..لا يجيد سوى الهروب ..ولا يقدر على مواجهة حتى اقرب الناس إليه ..وافضل ما يحسن صنعه هو الجرح والإساءة لمن حوله ومن يقربونه ...فلما بحق الله سأحاول أن أهتم بأي صلة تدعيها أنت ...لا أنا بيننا !! إنك مجرد آآآآآآآه "
لم تعرف ما حدث فعليا ...لقد شعرت بيدها تلتوي خلف ظهرها بينما يجذبها إليه بنفس الوقت حتى كادت أن تكون شبه ملتصقة به ليقول لها بفحيح :
"كلمة أخرى تضيفيها ...وستكونين الجانية على نفسك ...يبدو أنك تحتاجين لإعادة تربية يا ابنة خالتي!!! ..وأنا كفيل بهذا ..بل وبقص لسانك السليط هذا "
كانت طوال حديثه تتلوى... وتحاول التخلص منه دون أن ترفع صوتها خوفا من خروج خالد بك من مكتبه ..وتحول الأمر لمشكلة ..أو فضيحة لو رآهم احد بهذا القرب ..فسيساء التفسير حتما !!! خاصة والأحمق يكاد جبينه يلامس جبينها ..ورغم انه يكاد يكسر ذراعها لكن من يراهما ربما يظنهما متعانقين ..حاولت ركلة بساقها ..وسحق قدمه بكعب حذائها ...وهي تتمنى لو كانت ترتدي احد تلك الأحذية ذات الكعوب العالية المدببة بدلا من حذائها ذو الكعب العريض المنخفض الذي يلائم بزتها الكلاسيك العملية السوداء بقميصها الأبيض وحجابها المشابه للقميص ..أخذت تسبه وتنعته بكل الصفات الذميمة التي تعرفها ...وهي تطالبه بترك ذراعها حتى تركها أخيرا... بعد لحظات كانت فيها تشعر أنه على وشك أن يكسر ذراعها ..لتبتعد عنه خطوة للخلف بينما تناظره هاتفة بحنق :
"أيها الحقير ..ضارب النساء ...لما لا أعجب من همجيتك بعد فعلتك مع أمك ...فمن لم يرعى حرمة أمه ...لن يرعى حرمة أخرى ...فلا تناديني بابنة خالتي فهي صلة لا تشرفني أبدا أن تربط بيننا .. فمن كاد أن يتسبب بموت أمه حزنا وانفعالا وكمدا ..لدرجة أن تبقى بالمشفى دون أن يهتم أو يسأل ..لمجرد هواجس حمقاء وخزعبلات برأسه ..لا يشرفني أن اعرفه "
تكاد تقسم أنها رأت بعينيه قلقا واضطرابا وهي تقول له أنه كاد يقتل أمه ...بل تشعر انه يعض لسانه حتى لا يسأل عنها ..لكنها شكت بظنها مع كلماته الفجة التي قالها قبل أن يتجه للخارج :
"أنت لا تعرفي شيئا ..فلا تتحدثي عن ما لا تعرفيه أو يخصك ..أو!!! ربما كنت مثلها بنفس الدماء الفاسدة.. التي ترى الخيانة فعلا عاديا لا يستوجب نبذا وعقابا ...أيا كان مدى ما تعرفيه.. أو لا تعرفيه فلا يهمني ..فقط ابقي أنت وهي بعيدتين عنا أنا وأبي ...لا أريد أن تقع عيني على أيا منكما ..وان كانت الظروف ستجبرني على رؤياك أنت ...فأنا لن اسمح لها بأن يكون لها وجود ولو بذكر اسمها ...فحذار أن تحاول التسلل لحياتنا أنا وأبي من خلالك ...وقد أعذر من أنذر!! "
كادت تلقى بكل ما تطاله يداها خلف ذاك الغبي الذي القى كلماته المسمومة وخرج عاصفا كما دخل ...ليتركها تعض على نواجذها غضبا وغيظا بينما تتوعده بسرها أنها ستجعله يبتلع كلماته الحقيرة بجوفه يوما....

--------------
" حبيبتي كفي عن البكاء ..أنا بخير .."
لكنها لم تكن تستمع بل تزيد من احتضان أبيها متحاشية أن تصدم بيده المعلق بها إبرة الحقن ..ليزداد انهمار دموعها وهى تقول بتأثر:
"الحمد لله يا أبي أن أعادك لي ...لقد كدت أموت قلقا عليك فليس لي سواك يا حبيبي"
ليضحك الدكتور خليل بخفوت وإرهاق ...يحاول مداراته لأجل صغيرته المتشبثة به فهي منذ تخطى مرحلة الخطر وأفاق وتم نقله لغرفة عادية من عدة ساعات وهي ملتصقة به رافضة تركه ...ليضمها إليه أكثر وهو يقول ناظرا لأكرم الوقف بجواره من الناحية الأخرى ينظر لهما بسعادة وتأثر :
" كفى حبيبتي وإلا هرب منك خطيبك ظنا انك مجنونة ..أو طفلة لم تنضج ويهرب من الزواج "
ليضحك أكرم بحرج ..وهو يتحمد لأستاذة بالسلامة ويوصيه بأن ينتبه لصحته ولا يدع شيئا يهزه ..أو يدفعه للانفعال ...لتتلاقى عيناهما بحديث صامت متفهم ..علم منه خليل أن أكرم سمع حواره كاملا مع هؤلاء الأوغاد الطامعين به وبابنته ..ليغمض عيناه قليلا بينما يستمع لهذر سارة حول كونها ستهتم به ولن تسمح له بإهمال صحته وطعامه ..وكذلك التخفيف من ضغط عمله ..ولن تبتعد عنه ...ليقاطعها بحنو وهو يربت على كفها قائلا:
"صغيرتي لما لا تذهبين لتتناولي شيئا من الطعام بمطعم المشفى فأنت ذابلة واشك أنك كنت تتناولين شيئا طوال أسبوع مرضي"
ليؤكد أكرم على كلامه هاتفا :
"بالفعل دكتور ..لقد كانت تصبني بالجنون وأنا أُحيالها كطفلة لتتناول بضع لقيمات أو كوب عصير "
لتنظر هي له بعتب بينما تقول:
" لا تصدقه أبي!! ..لقد كان يطعمني الثلاث وجبات يوميا تحت إشرافه ولا يدعني حتى انهى طعامي.. رغم عدم قابليتي له ..كما لو كنت طفلة معاقبة ..ولولا خوفي من غضب والدته ماما زينب ...التي ترسل لي الطعام يوميا كما لو كنت بالصحراء ..مرة معه ..ومرة مع همس ..ومرة مع سامح ..ومرة تحضره هي وعمي محمد ..لما تناولت شيئا ..وهو كان يقف هو فوق رأسي لأنهي الطعام مهددا إياي انه سيخبر والدته إن لم انهيه ..بأن طعامها لا يعجبني.. رغم أنه يعلم أن الأمر ليس كذلك "
كانت تمط شفتيها بطفوليه ...بينما تتعالى ضحكات أبيها واكرم بهدوء ..ليربت أبيها على كتفها طالبا منها الذهاب لتناول الطعام والعودة له ..بينما بداخله يشعر بالراحة والسعادة بتلك الأسرة التي ستكون خير معين وسند لأبنته لو أصابه مكروه ..ليبتسم على فطنتها وهي تدمدم ..بأنها تشعر أنه يرغب بالحديث مع أكرم وحدهما لذا يقوم بتسريبيها كما لو كانت قطة ..لتتركهم وهى تشير لهم بإصبعها بمشاغبة ..لن أتأخر فقل ما تشاء بسرعة " لتخرج وتغلق الباب خلفها
لتتعالى تنهيدة أبيها بينما ينكس رأسه بهدوء وهو يقول لأكرم :
" أعتقد أنك سمعت الحوار الذي دار بيني وبين من يطلقون على انفسهم أقاربي ..فهل لي أن أسألك كم سمعت "
ليزفر أكرم وهو يجاور أستاذة ويربت على كفه بمحبة ويقول دون مواربة :
"كل ما قيل منذ لحظة فتح الباب ..فقد كنت بطريقي إليك لحظتها "
ليحرك خليل رأسه بإيماءة وهو يقول :
"اذا فقد سمعت كل شيء تقريبا لذا لا داعي للشرح ..هؤلاء للأسف هم عائلتي التي تخلت عني قديما ...لتعود الآن لمطاردتي طمعا بما أصبحت أمتلكه ...فما أن عرفوا عن وضعي ..بعد أن شاهدوني بأحد البرامج الحوارية بالتلفزيون والتي للأسف قبلت بالظهور بها ظنا بأن برنامجا طبيا لن ينتبهوا له.. ليروه وينتبهوا ويبحثوا ويعرفوا عن وضعي المالي وابنتي الوحيدة ..ربما عن طريق احد العمال أو الممرضين ..فقد فهمت أن لهم عينا هنا بالمشفى ... ليبدؤا بالظهور والحوم حولي كالجوارح الجائعة"
ليزفر بعمق ويرفع رأسه قائلا:
"أنا خائف على سارة يا أكرم ...لو حدث لي شيء سيفترسونها كالضباع الجائعة"
ليقطب أكرم وهو يربت على يده مطمئنا ويقول:
"لا داعي للتشاؤم أستاذي ..أنت بخير ..كانت مجرد أزمة بسيطة ..وقد مرت بسلام ..فقط الالتزام بالتعليمات ..وستحيا سنوات طويلة بإذن الله ..حتى تزوج أبنائها "
لينظر له خليل بمحبة وهو يقول:
"أكرم أنا أعرف تفاصيل حالتي ..وأعرف أنى وإن تخطيت مرحلة الخطر بفضل الله ..لكن احتمالات أزمة جديدة قد تكون قاتلة وارد ..وأنا لا أقول هذا اعتراض على قضاء الله....حاشا لله ... لكني أرغب بالاطمئنان على سارة ..لذا لي طلب لديك "
ليهتف أكرم بحمية:
"أنت تأمر أستاذي ..لا تطلب"
ليبتسم له خليل ويشكر الله بداخله على هذا الابن الذي رزقه به الله ولو لم يحمل دمائه ليقول له:
"أعرف أننا اتفقنا أن يكون عقد قرانكم قبل الزفاف مباشرة ...أي بعد أربع اشهر تقريبا ...لكني ارغب أن تعقد عليها فورا اليوم أو غدا على أبعد تقدير ...وهنا بالمشفى ليعلم الجميع أنها صارت زوجتك ...أريد أن أطمئن من ناحيتها ..وأنها بحمى رجل وعصمته ..ولن يستطيع احد الاقتراب منها لو أصابني مكروه ..خاصة وقد أبلغتهم بالفعل أنك زوج ابنتي ..ولابد أنهم سيعرفون كذب ادعائي من خلال عينهم ...إن لم يكونوا عرفوا بالفعل ..لذا ارغب بالتعجيل قبل ظهورهم وخاصة لو علموا بمرضي...سيكون عقدا فقط ..ويكون الزفاف بموعده كما اتفقنا ..حتى تتمكن سارة من تجهيز حفل زفاف يليق بها "
ليقف أكرم وهو يومئ مستجيبا لأستاذة قائلا:
"رغم أن قلقك مبالغ به ..فأنت بحول الله وقوته بخير تماما ..وهؤلاء لن يستطيعوا الاقتراب من سارة... سواء عقدت عليها أم لا ..فيكفي أنها ابنتك ولو لم تكن خطيبتي ..لأحميها بروحي ..لكني موافق ...وغدا ستكون الأوراق منجزة وتصاريح الزواج جاهزة ..ومساء سيكون موعد العقد بإذن الله ..المهم أن توافق سارة"
ليغمض خليل عينيه ويريح ظهره بالفراش وهو يتنهد براحة مجيبا:
"لا تقلق ...سارة أنا كفيل بإقناعها"

--------------------------------------------------------------------------


Layla Khalid and noor elhuda like this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 09:50 PM   #250

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهى الفصل يا جميلات اتمني أن لا تحرموني مشاركاتكم ...آرائكم...اعجابكم ...تعليقاتكم
سجي عادل likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.