آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هى توقاعتكم بالنسبة لموقف لأكرم
البقاء مع سارة 32 17.49%
البقاء مع هند 151 82.51%
المصوتون: 183. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree178Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-17, 06:18 PM   #261

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الاوركيديا والزنبق... فصل حلو تسلم اناملك المبدعة عليه...

الف مبروك ل ريهام واحمد وبصراحة انا مع همس والاسم فعلاً يدل على اسماء الفوازير وليس على اسم راقي، اما مسألة اختيار اسم الام لترضى عن الابناء فهذه قصة بحالها في كل المجتمعات وليس بالضرورة ان تكون الكنة مفروضة عليها احياناً تكون الكنة من اختيارها ولكن لا اعلم السبب في فرض اسم الام الاب ويقبل قليلاً لان الطفل سيحمل نفس اللقب لكن ان تحمل الطفلة اسم الجدة او تعتبر الام تخليد لاسمها هنا يعتبر غباء فهي لن تحمل نفس لقبها الم تفكر بذلك، والكثير من المشاكل تحدث بسبب الاسم احد الجدود سمى كل ابن بكر لابناءه الاولاد على اسمه وهناك جدة لديها اسمين طالبت ابن بتسمية ابنته على اسمها الاول والآخر على الاسم الثاني له وبل ااختارت اسم الحفيدة الثالث لانها هي التي يجب ان تختار الاسماء لبنات بما ان زوجها اختار اسماء الأحفاد الذكور، انا من الناس التي تنادي ان تختار وتسمي الام اول ابن او كل ابناءها فهي من حملت وتعبت وخاضت المخاض وليس غيرها والمصيبة تجدين النساء اكثر اصرار من الرجال في اختيار الأسماء مع انهن خضن نفس التجربة، والاسم شهباز يليق ب اسم ل قطة 😻 لا اعلم هل نجح سامح في تغيير الرأي وماهي خطته...

ماهي والعائلة المفككة والام المهملة والتي لا تحب الا نفسها ولا ترى في ابناءها الا وسيلة لاهدافها التي فشلت ماهي لديها نموذجين من العائلات والدها ووالدتها وخالها وزوجته وشتان بين النموذجين ولكنها علمت ان هناك نموذج مغاير والا اصابت ماهي عقدة من الزواج، فهمنا ان مدحت لم يقصد الاذية واكيد ستخبر خالد ولولا ان فصول عدة نزلت كنت اخبرتك ان خالد قرر بقاءها عندهم ولن يسمح لها بالعودة...

ياسر ووالده الواضح ان الام والزوجة تركت بصمة غائرة فيهم ولكن هل فعلاً خانت او ان اشرف متحامل عليها لاني فهمت من كلامه عن القهوة انه تزوجها عن حب لكنها لم تبادله ذاك الحب وهل ياسر كان واعي لما حدث بين والديه او ان حزن والده ومشاعره انتقلت ل ياسر وايضاً لان الام لم تبحث او تهتم يوماً له تحامل عليها وكرهها...

تقى الاخرى لديها كره للرجال لكن مبرر فهي شاهدت والدها في موقف وظهرت لها صورته البعيدة عن الاب والزوج وهي اختارت الإبتعاد عن هذا الرجال ولم تختر الجانب الآخر وهو الانتقام منهم...

دائماً التعليق واكون متأخرة عن الفصول صعب عندي وكلما اكتب شيء امسح اقول اكيد نزل في فصل من الفصول، اعتقد من الأفضل ان أقرأ كل الفصول معاً وبعدها اكتب تعليق واحد عليهم لي عودة قريبة ان شاءالله ...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 20-08-17, 02:20 AM   #262

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
مساء الاوركيديا والزنبق... فصل حلو تسلم اناملك المبدعة عليه...

الف مبروك ل ريهام واحمد وبصراحة انا مع همس والاسم فعلاً يدل على اسماء الفوازير وليس على اسم راقي، اما مسألة اختيار اسم الام لترضى عن الابناء فهذه قصة بحالها في كل المجتمعات وليس بالضرورة ان تكون الكنة مفروضة عليها احياناً تكون الكنة من اختيارها ولكن لا اعلم السبب في فرض اسم الام الاب ويقبل قليلاً لان الطفل سيحمل نفس اللقب لكن ان تحمل الطفلة اسم الجدة او تعتبر الام تخليد لاسمها هنا يعتبر غباء فهي لن تحمل نفس لقبها الم تفكر بذلك، والكثير من المشاكل تحدث بسبب الاسم احد الجدود سمى كل ابن بكر لابناءه الاولاد على اسمه وهناك جدة لديها اسمين طالبت ابن بتسمية ابنته على اسمها الاول والآخر على الاسم الثاني له وبل ااختارت اسم الحفيدة الثالث لانها هي التي يجب ان تختار الاسماء لبنات بما ان زوجها اختار اسماء الأحفاد الذكور، انا من الناس التي تنادي ان تختار وتسمي الام اول ابن او كل ابناءها فهي من حملت وتعبت وخاضت المخاض وليس غيرها والمصيبة تجدين النساء اكثر اصرار من الرجال في اختيار الأسماء مع انهن خضن نفس التجربة، والاسم شهباز يليق ب اسم ل قطة 😻 لا اعلم هل نجح سامح في تغيير الرأي وماهي خطته...

ماهي والعائلة المفككة والام المهملة والتي لا تحب الا نفسها ولا ترى في ابناءها الا وسيلة لاهدافها التي فشلت ماهي لديها نموذجين من العائلات والدها ووالدتها وخالها وزوجته وشتان بين النموذجين ولكنها علمت ان هناك نموذج مغاير والا اصابت ماهي عقدة من الزواج، فهمنا ان مدحت لم يقصد الاذية واكيد ستخبر خالد ولولا ان فصول عدة نزلت كنت اخبرتك ان خالد قرر بقاءها عندهم ولن يسمح لها بالعودة...

ياسر ووالده الواضح ان الام والزوجة تركت بصمة غائرة فيهم ولكن هل فعلاً خانت او ان اشرف متحامل عليها لاني فهمت من كلامه عن القهوة انه تزوجها عن حب لكنها لم تبادله ذاك الحب وهل ياسر كان واعي لما حدث بين والديه او ان حزن والده ومشاعره انتقلت ل ياسر وايضاً لان الام لم تبحث او تهتم يوماً له تحامل عليها وكرهها...

تقى الاخرى لديها كره للرجال لكن مبرر فهي شاهدت والدها في موقف وظهرت لها صورته البعيدة عن الاب والزوج وهي اختارت الإبتعاد عن هذا الرجال ولم تختر الجانب الآخر وهو الانتقام منهم...

دائماً التعليق واكون متأخرة عن الفصول صعب عندي وكلما اكتب شيء امسح اقول اكيد نزل في فصل من الفصول، اعتقد من الأفضل ان أقرأ كل الفصول معاً وبعدها اكتب تعليق واحد عليهم لي عودة قريبة ان شاءالله ...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...

ابتي وحشتينى جدا جدا بجد مفقتقداكي معايا ...بتفق معاكي جدا في كلامك عن تعنت بعض الاجداد فى موضوع تسمية الاحفاد عليهم وعاصرت بنفسي مشاكل كبرى بسبب ذلك وخاصة عندما تكون بعض الاسماء قديمة ثقيلة او حتى سيئة ورغم ذلك نجد اصرار غير مبرر عليها ....بعض اسئلتك عن أم ياسر وللعلم اسمها ايضا تقى تم الاجابة عليها فى الفصول اللاحقة لكن هذا لا يمنع استمتاعي القوي بتساؤلاتك ...ماهي بالفعل لديها نموذج زواج متوازن مقابل نموزج سيئ لذا لم تفقد ثقتها تماما بالزواج لكنها فقدته بالأب والأم ...سأنتظر تعليقاتك عن باقى الفصول بشوق


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-17, 04:41 PM   #263

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

لكل متابعات الرواية انتظرونى يوم الجمعة فى تمام التاسعة مساءا مع فصل يحمل عدة مفاجآت واجابة على كثيير من التساؤلات

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 05:30 PM   #264

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

موعدنا اليوم فى تمام التاسعة مساءا مع الفصل التاسع وكشف تفاصيل حكاية أشرف وتقى فكونوا بالقرب

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 09:10 PM   #265

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد 🌸🌸🌸
تسجيل حضور
بانتظار الفصل



زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 09:17 PM   #266

منى سعد
alkap ~
 
الصورة الرمزية منى سعد

? العضوٌ??? » 333910
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 800
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » منى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond reputeمنى سعد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسعد مساكم تسجيل حضور

منى سعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 09:54 PM   #267

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع

(بارك الله لكما وبارك عليكما ..وجمع بينكما في خير ) انهى الشيخ تلك الكلمات ليختطف سامح المنديل الذى غطى كفي شقيقه وصهره الدكتور خليل ضاحكا وهو يهنئهما ...بينما وقف كلا من والد أكرم وخالد بجوار مقعد أكرم المقابل لمقعد الشيخ ..بجوار فراش الدكتور خليل الذي وقف جواره من الناحية الأخرى صديقه الدكتور طه الذي كان شاهد العقد عن سارة بينما شهد سامح عن أخيه ...وتواجد أيضا اثنين من الأصدقاء المقربين من الدكتور خليل والعاملين معه بالمشفى ...وبمجرد إتمام العقد انطلقت أصوات زغاريد من بعض الممرضات اللاتي كن يتابعن مشهد العقد من أمام باب غرفة الدكتور خليل ..بينما احتضنت همس سارة مهنئة لها وأخرجت هاتفها لتبلغ والدتها المتلهفة والمنتظرة بالمنزل... ناولت بعدها الهاتف لسارة حيث هنأتها واطلقت أصوات الزغاريد بالهاتف وأكدت عليها المجيء مع أكرم لتناول العشاء لديهم فقد جهزت وليمة بمناسبة العقد ...بمجرد إنهاء أكرم التواقيع اللازمة وتلقى تهاني المتواجدين الذين انسحب معظمهم بعد تقديم التهاني ..ولم يبقى سوى والده واخيه وخالد بالإضافة لشقيقته ...قبل رأس حماه قبل أن يتجه لمكان جلوس سارة التي كانت تجاور همس على أريكه جانبية لتنهض همس مقبلة أخيها قبل أن تنسحب لتقف بجوار زوجها
اقترب أكرم من سارة المنكسة رأسها بخجل ما أن رأت اقترابه وانحنى مادا كفه لها لتمد كفها وتضعها بها فيغلق أصابعه عليها ويسحبها برفق لتقف مقابلة له لينحني مقبلا جبينها وهو يقول:
"مبارك سارة ..أتمنى أن يقدرني الله لأكون نعم الزوج لك"
لتنكس رأسها خجلا بينما يتلون وجهها بحمرة الخجل حتى اصبح مقاربا للون ثوبها الوردي الرقيق المطبع بأزهار بيضاء صغيرة.. بقصته المشابهة لأثواب الستينات .. بكم قصير ونصف علوى محكم على جذعها حتى الخصر ليتسع حتى نهايته التي تخطت الركبة بالكاد ...لترد عليه بهدوء ورقة :
"بارك الله فيك ..وأتمنى أن أكون أيضا زوجة جيدة لك"
ليغمزها قائلا بهمس :
"كلمة جيدة لا تليق بفاتنة مثلك يكفي أن أنظر لتلك الحمرة الفاتنة حتى نتخطى الجودة لمرحلة أخرى"
فتبتسم بخجل وتنسحب من بين يديه نحو والدها الذي ينظر لها بعيون ممتلئة بالسعادة والدموع لتنحني محتضنة إياه بينما تهمس له بمحبة :
"أتمنى أن تكون راضيا عني يا أبي"
ليربت على كتفها بينما يشدد من ضمها إليه وهو يقول :
"دوما يا حبيبتي ..أنا راضي عنك دوما ..مبارك يا قرة عيني ..أكرم رجل بحق ...وأنا واثق انه سيحافظ عليك ويسعدك"
ليقترب منها سامح وخالد مهنئين وكذلك والد أكرم الذي ضمها مقبلا جبينها بحنو.. قبل أن ينسحبوا جميعا مغادرين ..بينما استأذن أكرم حماه بأخذ سارة للسهر خارجا ..
وما أن خرجا من باب المشفى باتجاه سيارته حتى رن هاتفه ليضيء اسم هند شاشته فيضرب بكفه على رأسه بينما يتوقف هاتفا وهو يقول :
"يا الهي لقد انشغلت تماما ونسيت أن أهاتف هند لأخبرها أني لن اذهب اليوم للعيادة لتعتذر للمرضى "
قالها وهو يجيب الهاتف ليخبر هند أن تعتذر للمرضى مبلغا إياها بأسبابه .. بينما يفتح باب السيارة لسارة
...............
ظل الهاتف معلقا بأذنها رغم انتهاء المحادثة بينما ارتسمت ملامح الذهول الممزوج بالصدمة والألم على ملامحها للحظات طويلة ... حتى أخرجها من حالتها سؤال أحد المرضى عن موعد قدوم الطبيب ...لتعتذر لهم بصوت مختنق بكلمات لم تعيها هي نفسها عن ظروف قاهرة اضطرت الطبيب للتغيب اليوم ...
كانت بحالة من التيه لدرجة لم تشعر معها بغضب بعض المرضى وتذمرهم ...بل لم تكد تعي إجاباتها على تساؤلاتهم حتى أنها لم تنتبه لنظراتهم المتعجبة لها ...لتتحرك بآلية بعد دقائق عندما شعرت بخلو المكان لتغلق باب العيادة عليها وتنزلق جالسة على الأرض مستندة بجسدها على الباب رافعة ركبتيها أمام وجهها مسندة جبينها عليهم بينما بدء نشيجها يعلو مع بكائها... وهي تحتضن نفسها بذراعيها وتبدأ بتحريك جسدها للأمام والخلف بتواتر وجسدها ينتفض بينما تحاول كتم نشيجها لتخرج منها آهات الألم مختنقة رغما عنها ...
لم تعرف كم من الوقت ظلت على حالتها لكنها بعد فترة قامت لتتحرك بآليه للحمام وتضع وجهها تحت الصنبور دقائق عدة وتحاول ترتيب شكلها قبل المغادرة...كانت تتحرك وتتصرف بجمود بينما تمنع عقلها من التفكير قصرا رغم أنفاسها المتهدجة لتقوم بترتيب المكان بآلية وتأخذ حقيبتها وكتبها وتخرج مغلقة الباب خلفها.......كانت تسير بالشارع دون أن ترى الطريق أو تشعر بشيء فقط تحتضن كتبها لصدرها كما لو كانت تتشبث بهم ...بينما عيناها المحمرتان شاردتان في اللاشيء مما جعلها لا تنتبه لهذا لمعت عيناه لرؤيتها و تعمد الوقوف بطريقها حتى ارتطمت به ......
------------------------------------
أغلقت الهاتف الداخلي الموصل لمكتب رئيسها بعد أن أبلغته بعدم حضور السيد أشرف أو ياسر اليوم ...كانت تشعر بالقلق رغما عنها لتغيب الاثنين معا ...صحيح أن السيد أشرف لا يأتي للمؤسسة يوميا ...إلا انه لا يتغيب عن المقابلات الهامة واليوم لديه مقابلة هامة هو والسيد خالد مع مندوبين لأحد الشركات الأجنبية الهامة ..لتجد بعد دقائق رئيسها يندفع خارجا من حجرة مكتبه ليخبرها أن تلغي كافة مواعيده لهذا اليوم ..فتساله وهي تقف عن ماذا ستفعل مع الوفد القادم بعد ساعة.. ليتسمر أمام باب المكتب أثناء خروجه فيرفع يده لرأسه وهو يعقد حاجبيه بينما تنظر له بقلق وترقب شاعرة أن هناك شيء سيئا قد حدث ..لتدخل في تلك اللحظة السيدة همس وهي تحمل بعض الأوراق بيدها لتسمعها تسأله بتعجب:
"خالد؟!!! هل أنت ذاهب لمكان ما؟!! " لتسمعه يجبها بضيق وتوتر :
"همس أريدك أن تقابلي الوفد الإيطالي القادم بعد ساعة نيابة عني وعن السيد أشرف وتعتذري منهم عنا ...إن أرادوا مناقشة بنود العقد معك باعتبارك نائب الرئيس فاطلبي حضور المحامي معك ...لكن لا توقعي شيئا وحاولي المماطلة بحجة مراجعة البنود ..وإن رفضوا حددي معهم موعدا آخرا غدا ...وكلفي إدارة العلاقات العامة بتولي مهام الاهتمام بهم وتوفير برنامج ترفيهي لهم ...من الممكن أن تكلفي ماهينار بالأمر فهي تجيد الإيطالية "
كان يتحدث بسرعة وضيق ...لتقاطعه زوجته وهي تقول بقلق :
"لا مشكلة خالد فقد درست المشروع جيدا مع السيد أشرف واعرف تفاصيله ..لكن إلى أين تذهب الآن ولما لن تحضر ؟ وأين السيد أشرف؟!! ..حتى ابنه ياسر لم يحضر أيضا ولم يتصل؟!!!"
كانت تترقب إجابة خالد على زوجته بقلق ...وداخلها ينبئها بأن الإجابة لن تعجبها لتراه
يزفر أنفاسه بقلق وهو يجيب :
"السيد أشرف بالمشفى"
لحسن الحظ أن سؤال السيدة همس القلق عنه حاله غطى على شهقتها لترى رئيسها يمرر يده بشعره بعصبية وهو يكمل بصوت حزين:
" لا اعرف التفاصيل كل ما فهمته من ياسر أنه وجد أباه ساقطا بجوار الفراش في الصباح فاقدا الوعي فاتصل بالإسعاف وبطبيبه وتم نقله (لمشفى****) وهو حاليا يخضع للفحص بانتظار حضور طبيبه ...لابد أن الحق ياسر للمشفى تعرفين أن السيد أشرف بمثابة والد ثاني لي "
كانت تشعر بصدمة وقلق لما سمعته لدرجة لم تنتبه لباقي محادثة همس المطالبة لزوجها أن يطمئنها وخروج كلاهما من المكتب معا ..بينما تفكر بالسيد أشرف الرجل الذي تحمل له محبة عميقة لم يمنعها حتى كرهها للرجال من أن تشعرها ناحيته ...لتفكر بخالتها وهل يجب أن تخبرها أم تخفي الأمر عنها ..لتقرر أنها يجب أن تعرف لأنها لن تغفر لها إخفائها أمر كهذا عنها ..وتترك لها حرية التصرف ....لكنها ستؤجل إخبارها لبعد عودتها للمنزل حتى تكون بجوارها وهي تنقل لها الخبر....
-----
كان جالسا على مقعد بالممر أمام باب حجرة الفحص حيث يخضع والده للمعاينة من قبل طبيبه وأطباء آخرين ...لا يظن أنه سينسى طوال حياته تلك اللحظة التي دخل فيها حجرة والده بعد أن استغرب تأخره وعدم إيقاظه له كعادته ليجده ساقطا بجوار الفراش بوجه شاحب ...لقد ظن للحظة أنه فقده ...لتتسمر قدماه وتسري البرودة بأوصاله ويدب الرعب بقلبه قبل أن يستطيع التحرك ليجثو بجواره ويحاول جس نبضه بأصابع مرتعدة ..وما أن شعر بنبضه بصعوبة وبأنفاسه الضعيفة ما زالت تتردد حتى انتفض كمعتوه يدور حول نفسه برعب باحثا عن هاتفه طالبا الإسعاف ..ليستطيع بعد لحظات أن يستعيد بعضا من عقله وهو يحاول إيقاظ أبيه ويعي ضرورة الاتصال بطبيبه الخاص الذي طلب منه إحضاره لهذه المشفى...
منذ حضر معه بالإسعاف وهو لا يعرف عنه شيء ...فقد تم نقله لإجراء الفحوص والتصوير الإشعاعي له... ولم يخرج أحد لطمأنته حتى الآن مما آثار رعبه ...ارجع رأسه للخلف واخذ يطرق بها الجدار خلفه وهو يؤنب نفسه على إهماله والده بالفترة الأخيرة ...كيف انشغل عنه لهذه الدرجة ... ولم يعد يتابع تناوله لأدويته ومتابعات فحوصاته ..هو السبب ...لن يسامح نفسه إن أصاب والده مكروه نتيجة أنانيته.. وانشغاله بنفسه وبحروبه الداخلية حتى كاد أن يفقد الشخص الوحيد المتبقي له بالحياة ....ليخرج من حالة التيه وتأنيب الضمير على صوت خالد القادم بسرعة باتجاهه ليقف مقابلا له ويسمعه يسأله عن حال والده ..وقبل أن يجيبه فُتح باب الحجرة خلفه ليخرج الطبيب المعالج لوالده بصحبة طبيب آخر ليتقدم إليه بلهفة وقلق نضح من عينيه وهو يسأله عن حال أبيه ..ليطمئنهم الطبيب بأن حالته مستقرة حاليا ويطلب منهم الذهاب لمكتبه ليتحرك كلاهما معه بقلق ..حتى استقرا أمام مكتبه ليبلغهم هو بضرورة التعجيل بإجراء الجراحة للسيد أشرف بأسرع وقت ليسأله ياسر متعجبا :
"الم تخبرنا من عدة أشهر بصعوبة إجراء الجراحة وخطورتها عليه"
ليجيبه الطبيب بهدوء:
" أنتما تعرفا أن السيد أشرف كان يعاني من مشاكل بعضلة القلب فقوة انقباض عضلة القلب كانت ضعيفة ولم تكن تستجيب للعلاج مما جعل الجراحة لشرايين قلبه مخاطرة كبرى ..لكن لحسن الحظ إن العلاج الأخير كان جيدا... وبدئت العضلة تتحسن وتستجيب للعلاج ..وقد أبلغته بالفعل قبل عدة أسابيع بأن حالته تحسنت وسنستطيع إجراء الجراحة له بسهولة لكن يبدو أنه خلال الفترة السابقة أهمل أدويته ...وضغط على نفسه بمجهود زائد مما جعله يصاب بتلك الأزمة ..لكنها لحسن الحظ لم تكن أزمة قوية وقد تم تدارك الأمر بسرعة "
ليقاطعه خالد سائلا:
"ألا ترى الأفضل أن ننقله للخارج لإجراء الجراحة بإمكاني أن أجهز الأمر بسرعة "
ليجيبه الطبيب بنفي قائلا:
"لا داعي فالحسن الحظ أن أحد اشهر الأطباء الألمان بجراحات القلب سيكون متواجدا بالمشفى بدء من غد ولمدة أسبوع ..وسندرج حالة السيد أشرف ضمن جدول عملياته المقررة ...لكن لن استطيع تحديد اليوم الآن قبل أن تستقر حالته تماما وأيضا مؤشراته الحيوية وضغطه ..ولذا سيبقى معنا الفترة القادمة ..لكنه سينقل لحجرة عادية فلا داعي لبقائه بالعناية فحالته مستقرة "
ليزفر كلا من خالد وياسر براحة ممزوجة ببعض الذنب وكلاهما يحمل نفسه اللوم ... فالأول يشعر أنه اثقله بمسؤوليات العمل خلال الفترة السابقة رغم علمه بحالته الصحية ...والثاني يشعر أنه اهمله وانشغل عن متابعة صحته وأدويته ..وكان يضغط عليه نفسيا منذ ظهور الماضي بحياتهما مرة أخرى"

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 09:57 PM   #268

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

أوقف سامح دراجته البخارية بجانب الطريق حتى يستطيع التحدث بسهولة بهاتفه عندما سمع تنهيدة مرتفعة من جانبه ليلتفت فيجد مراهقة تمر من جانبه وهي تنظر له بوله ..فابتسم غامزا لها بعينيه مما جعلها تحمر خجلا وتكاد تتعثر ساقطة وهي تهرول بسرعة بينما تلتفت كل عدة خطوات ناظرة إليه مما دفعه للابتسام ساخرا بينما يرد على زوج أخته قائلا :
-لا لا أريد أن اذهب إليك بالمجموعة حتى لا يتعرف علي احد هناك وما عندي لا يتحمل التأخير ..!! لنتقابل إما لديك بالمنزل أو لدينا بالمنزل أو خارجا ..
رد خالد وهو يوقف سيارته بإحدى إشارات المرور التي لا يبدو أنها ستفتح قريبا :
" حسنا تعرف النادي المشترك به كان من المفترض أن أقابل همس هناك الآن لتناول غداء متأخر.. فأنا لم أتواجد بالمجموعة منذ الصباح ...وطلبت منها أن تخرج من العمل على النادي لكني ما زلت بعيدا ويبدو أن الطريق لن يفتح قريبا .. ولا أدري لما هاتفها مغلقا لابد أنها نسيت شحنه كعادتها ..لماذا لا تسبقني لهناك بما انك قريب منه ؟ من ناحية تكون معها حتى اصل فترحمني من وصلة شجار لتأخري عنها ومن ناحية أخرى أضمن أن لا تكون تشاجرت مع نصف الأعضاء قبل وصولي ...ومن ثم نتحدث في موضوعنا عندما أصل"
ليجيب سامح ضاحكا :..
" ألا تخشى بدلا من أن أمنعها من الشجار أن أعاونها فيه فأنت تعرفني ..لتنطلق ضحكات خالد مجيبا :
" انك تطمئني فعلا يا رجل!! اعلم انك قد تفعلها !!..على كل حال أظنك ستنشغل بمغازلة الفاتنات بالنادي ...وهي ستنشغل بالشجار معك"
..فيرد سامح بمكر
- امممم الفاتنات هناك؟!!! جيد... وهل تعرف همس أنك ترى أن الفتيات هناك فاتنات"
..لينتبه خالد للجملة فيقول محذرا:
"سامح إياك أن تعيد تلك الجملة على مسامع أختك من قبيل مقالبك لقد تعبت حتى أقنعتها بان تذهب لهناك... ولا أريد مشاحنات معها في حالتها الراهنة... إنها تزداد عصبية وجنونا وغيرة مع تقدم حملها.. بالأمس أيقظتني فجرا مصممة أن تسمعني قصيدة من تأليفها لطفلنا المنتظر؟!!.. رغم أنها لا تستطيع أصلا كتابة الشعر أو النثر حتى!!! لتتحفني بقصيدة لا اذكر منها إلا جملا عجيبة مثل (ابني حيكون انتكة يعمل في الدنيا فرتكة ، وابني حيكون شهبور والناس تمشي وراه طابور !!!!! ) لا اعرف معني شهبور ولا أريد أن أعرف ...وأيضا لا أدرى لما سيمشي الناس وراء ابننا طابور وأصرت ...أن أردد ورائها الكلمات العجيبة وهي تسألني رأيي في قصيدتها العصماء التي ستلقيها على مسامع ابننا يوم ولادته !!!... لقد جنت أختك بسبب الحمل وقاربت أن تصيبني بالجنون معها ..فلا تدفعني لضربك ..ستجدها في الكافتيريا القريبة من ملاعب التنس...
كان سامح يحاول كتم ضحكاته أثناء حديث خالد لكنه لم يستطع ليقهقه ضاحكا وهو يجيبه :
- حسنا حسنا يا رجل ما بك أصبحت ذا قلب ضعيف هكذا لقد جننتك أختي...لكني سأسجلها عليك لأبتزك بها لاحقا ..عموما أنا قريب من النادي.. لكن اسيدخلونني بسهولة أم سيتم عمل كشف هيئة لي فأنا أعرف أن هذا النادي من نوادي النخبة"
...فيرد خالد:
"لا تقلق سأهاتف المسؤول هناك ليبلغ اسمك لأمن البوابات ادخل من الباب الرئيسي ....إلى اللقاء في خلال ساعة هذا إن فتحت الطرق !!!.."

....... ........

كان يسير بين طرقات النادي يشاهد بإعجاب التنسيق والملاعب والفاتنات المرتديات أزياء مختلفة.. ما بين رياضية قصيرة وملابس نهارية... معظمها أيضا قصيرة !! بينما يبتسم بداخله وهو يحدث نفسه أن أصدقائه بمركز الشباب لو شاهدوا هذا سينقلبون على مكانهم الحبيب ... ويقومون بثورة مطالبين إما بملاعب مشابهه أو إرسال بعض هؤلاء الفاتنات للتشجيع... حتى ينسوا سوء حالة المكان وغالبا سيفضلون الأمر الثاني !!...
كان يمر بجوار ملاعب التنس بعد أن سأل حارس الأمن عنه بحثا عن مكان شقيقته.. التي لم يستطع الوصول لها عبر الهاتف.. ليتوقف مكانه فجأة بينما تشتعل النيران بعينيه وهو يرى الواقفة تبعد عنه عدة أمتار... ترتدي زيا للتنس ...مكونا من تنورة بيضاء قصيرة تبرز بياض ساقيها الممتدة ...وقميص بيضاء بلا أكمام ملتصقة بمنحنياتها وتدخل أطرافها بالتنورة وترتدي قبعة بيضاء تخرج منها شعرها الذي ربطته على شكل ذيل فرس يتمايل مع حركة رأسها ...وتتحدث بأريحية باسمة مع شاب يماثله عمرا تقريبا ينظر لها بإعجاب واضح... ويكاد يلتهمها بعينيه يرتدي ملابس رياضية بيضاء ..!! كانت تمسك مضارب تنس بيديها ويمسك الآخر مضارب تنس مماثلة لها.. سيقوم بتكسيرها على رأس كلاهما حالا أقترب منهما بغضب هاتفا بحدة :
" مهينار !!"
انتفضت مهينار بمفاجأة وهي تسمع صوته لتلتفت خلفها وتتسع عينيها وهي ترى شاغل أفكارها واقفا بجوارها بوجه غاضب لا تدري له سببا... وينظر " لمودى" بطريقة أشعرتها بالقلق لتحييه بتوجس من تلك النظرة بعينيه :
"مرحبا سامح .. هل أتيت للقاء همس؟!!! إنها تجلس هناك !"
..قالتها وهي تشير بيدها في اتجاه مقاعد منتشرة تحت تعريشة بجوار الملاعب ..وعندما وجدته لا يرد وما زال ينظر لمودي تنحنحت بحرج وقالت معرفة :
"اسمح لي بتعريفك كابتن مودي مدرب التنس بالنادي"
لتلتفت للآخر مكملة التعريف
"مهندس سامح آآ"
لتتردد قليلا كما لو كانت لا تدري الصفة التي ينبغي أن تقدمه بها ليكمل هو وهو يمد يده لمودي :
- قريبها يا كابتن موووودى قالها وهو يطحن يده حتى تأوه الشاب وهو يسحب يده ناظرا له بتعجب مجيبا :
"تشرفنا يا بشمهندس ليلتفت مكملا حديثه مع مهينار متجاهلا وجوده
شعرت مهينار بالتعجب وهي تنظر لسامح فملامحه ونظرة عينيه لا تريحها ... كما شعرت بقلق لا تدري سببه.. لدرجة جعلتها لم تنتبه لما يقوله مودي حتى طرقت كلماته الأخيرة وعيها وهو يقول :
"حسنا يا ماهي سأنتظرك غدا في نفس الموعد بعد أن تنهي عملك... فلابد من المداومة على الانتظام بالتدريب عزيزتي... فقد هبط مستواك كثيرا نتيجة ابتعادك... لقد فقدتي سرعتك ؟!!!.. لكن لا تقلقي سأعيدك للياقتك بسرعة... ولا تنسي الاهتمام بجلسات المساج لعودة جسدك لليونته "
كان حاجب سامح يرتفع ووجهه يحتد اكثر مع كل كلمة ليشعر بحمم لاهبة تشتعل بعقله وخيالاته تصور له جلسات المساج التي يتحدث عنها هذا المدرب الذي يشعر انه سيمنحه قريبا لقب سابق مسبوقا بلقب المغفور له
ليقاطعه سامح قائلا بسخرية وابتسامة تخفي حمما من الغضب:
"وهل أنت أيضا من تهتم بجلسات المساج لها!!! حتى تعيدها لليونتها بسرعة ؟"
..قال الجملة الأخيرة مقلدا إياه... لينظر له مودي بتعجب ويرد موضحا أن المساج له مدربين مختصين به... وعندما استشعرت ماهي تصلب سامح وأنه سيقول ردا وقحا من ردوده التي تعرفها... قامت بالإمساك بيده وهي تسحبه باتجاه التعريشة التي تجلس همس بها ملتفته للكابتن وهي تقول بسرعة :
"حسنا مودي... نكمل حديثنا غدا... هيا سامح فلابد أن همس تسأل عنك "
ما أن شعر بيدها البضة الناعمة التي أمسكت بكفه الخشن حتى شعر بارتباك جعله يتركها تجره عدة خطوات ...قبل أن يفيق لنفسه وهو يسمعها تخبر هذا السمج بانها ستحادثه غدا !!.. ليقلب بعدها الوضع ويمسك هو بيدها بقوة مؤلمة ..ويأخذها في اتجاه معاكس ليوقفها بجوار شجرة قريبة من مكان جلوس أخته التي لمح منضدتها القريبة دون أن تراه هي... ثم ينفض يدها عندما تأوهت مطالبة إياه بترك يدها ...أخذ ينظر لها بغضب لم يستطع السيطرة عليه ...لدرجة شعر معها أن نظرته أخافتها ليسمعها لتسأله برقتها التي تثير غيظه أكثر:
"ماذا هناك سامح؟!! لماذا أنت غاضب هكذا ؟!"
"كان يتنفس بقوة وهو يعض على نواجذه ويضغط شفتيه فهو يشعر انه إن نطق فسيقول مالا يحمد عقباه... ظل يتنفس بقوة عدة لحظات وهي تنظر له بقلق وتدلك يدها مكان إمساكه بها... حتى انتبهت عيناه للعلامة الحمراء التي تركها عليها لتسرح عيناه على باقي ذراعها المكشوف فيغمض عينيه ويتنهد بعمق وهو يقول بغيظ لم يستطع كبحه ليخرج صوته حادا:
"ألا ترين أن الجو بارد قليلا على هذه الملابس... الم تجدي تنورة اكثر طولا بقليل لترتديها؟!! وطبعا هذه ترتفع أكثر أثناء اللعب ...وتتطاير حتى لا يبقى شيء لا يراه الجميع!! وخاصة كابتن موووودي؟!! ..ثم ما هذا الاسم أهناك رجل يقبل أن يدعوه الناس موووووودي.. وما موضوع المساج هذا هل جننتي؟!! ...ألا تملكين قليلا من الحياء وأنت تستعرضي نفسك هكذا ؟."
.كانت عينيها تتسع ذهولا وهو يتحدث لتصل لفورة الغضب الذي يبرع دوما بإثارته بها لتنظر له غاضبة وهى تهتف بحدة :
"ماذا تعني باستعراض نفسي؟!! إنها ملابس التنس المعتادة!! التي يرتديها الجميع.. ثم بأي حق تسمح لنفسك بالتحدث إلي هكذا ؟!! وما شأنك أنت باسم مدربي وجلسات مساجي "
وقبل أن يصرخ بها فوجئ بصوت خالد يأتي من الخلف متسائلا بتعجب:
"سامح ماهي؟.. فيما وقوفكما هنا ؟ ولما صوتكما مرتفع هكذا ؟!! ألا تكفان عن الشجار كلما رأي أحدكما الآخر؟!! وأين همس؟ إياك أن تكون لم تخبرها عن سبب تأخري يا سامح "
ليلتفت إليه كلاهما وهما يقطبان حاجبيهما وتحمل ملامحهما علامات الغضب ليتنهد خالد بضيق قائلا :
"يا إلهي ..لا فائدة ..أنتما أشبه بطفلين مشاكسين ...وانا لست متفرغا لحل خلافاتكما ... هيا لنذهب لهمس... ولا أريد إطلاقا أن اسمع شجارا منكما مفهوم !!"
وقبل أن يتحدث أيا منهما سمعوا ضجة مرتفعة جعلتهم يلتفتون ليصل اليهم صوت همس صارخاً :
"تستحق أيها الحقير ...لتعرف من التي تتحدث إليها ثانية... وتزن كلماتك الحقيرة"
..كانوا قد وصلوا لمكانها ليجدوا عمر الدريني ( خطيبها السابق) واقعا اسفل المنضدة التي كانت همس تقف بجوارها بينما يسيل على وجهه وملابسه سائل برتقالي يبدو واضحا أن همس قد قذفته به ...ليقترب خالد سائلا بهدوء عما حدث.. رغم نيران الغضب التي سرت بأوردته ما أن رأى عمر بقرب همس ..لتجيب همس بحدة مشيرة لعمر الواقع أرضا:
"هذا الغير محترم اقترب بحجة السلام .. الذي لم افهم هدفه فلسنا أصدقاء.. ليسمح لنفسه بالجلوس دون دعوة.. ويتجرأ على أن يطلب مني أن نتقابل وحدنا لرغبته بالحديث معي بموضوع مهم يخصك حسب زعمه ؟!! ليس هذا فقط!!! بل الحقير يقول لي إن كنت خائفة أن يراني احد فبإمكاننا أن نتقابل بشقته ..
كان عمر قد استقام واقفا واخذ يحاول بارتباك أن يمسح وجهه وملابسه بينما ينظر بتوجس للتصلب بوجه خالد والنيران التي تزداد اشتعالا بعينيه مما حال دون أن ينتبه لمن يقف خلفه ليتحدث بارتباك مقاطعا همس :
"خالد الأمر ليس هكذا... لقد أساءت همس فهمي ...كنت ارغب بدعوتكما كلاكما معا لأجل تصفية أية خلافات سابقة والبدء بصفحة جديدة و"
.... لم يعرف ما حدث بالضبط فهو لم يرى تلك اليد التي اصطدمت بوجهه كما لو كانت طلقات مدفع مُدمية فمه ومطيحه باثنين من أسنانه الأمامية ..لحقتها أخرى يكاد يجزم إنها كسرت انفه ...ليسقط على الأرض بينما يكاد الدوار والألم يفقده الوعى ليجد اكثر الوجوه التي يكرهها مطلة عليه ويسمع صوت يذكره جيدا صوت شقيق همس قائلا :
"مرحبا أيها الحقير ...هل تذكرني ؟!! أظن أنني من سألبي دعوتك فأنا مشتااااااق للقائك من فترة طووويلة "
ليتساءل عمر بداخله إن كان حقا يراه أم أنه أصيب بالهلاوس من الألم فأصبحت كوابيسه تتجسد أمامه... فطالما أخافه وأقلقه هذا السامح فترة خطبته بهمس ..وخاصة نظراته الكارهة ... وكلماته المهددة له لو آذى شقيقته ؟!!..ليحالفه الحظ الحسن للمرة الأولى هذا اليوم عندما غاب عن الوعي قبل أن يصر سامح على منحه بقية الترحيب الملائم لدعوته...


--------------------------------------------------


خرج من حجرة والده إلى صالة الجناح بعد أن وارب بابها قليلا ليسمعه في حال استيقاظه ....كان خالد قد قام بحجز هذا الجناح الفاخر المشابه لأجنحة الفنادق والمكون من حجرة مجهزة طبيا لوالده وصالة لاستقبال الزوار.. ورغم رفض ياسر وكذلك أشرف لهذا الأمر المكلف ...إلا أن خالد أصر .. بل وقام بدفع كافة التكاليف مقدما بما فيها تكلفة العملية مخبرا إياه أن هذا أقل حقوق والده لديه.. فلولاه ووقوفه بجواره فترات الأزمة التي حلت به بعد وفاة والده لما استطاع النجاح ..كما أنه علمه الكثير .....ولن ينسى له أنه عمل معه بجهد متواصل لأشهر عدة بدون راتب ..حتى استطاعوا تجاوز المحنة ...ولم يقبل خالد مطلقا بأي محاولة لا منه ولا من والده لأقناعه بعدم تحمل التكاليف ..لقد إزداد إعجاب ياسر بخالد أضعافا بعد موقفه معه اليوم ..فلم يتركه حتى بعد إفاقة والده وتحسنه ...ورغم طلب والده منه الذهاب لعمله عدة مرات ..خاصة انه كان لديه لقاءات عمل هامة اليوم كما فهم من حواره مع والده ... إلا انه رفض وبقى معهما لقرابة العصر حتى ابلغهم الطبيب باستقرار حالة والده تماما ...
لم يكد يستريح قليلا على الأريكة حتى سمع صوت دقات خافتة على باب الجناح لينتفض واقفا بحدة عندما دخلت آخر من تصور أن يراها هنا؟!!!

-----------------

كانت جالسة بقلق أمام المشفى ...بسيارة خالتها البيضاء الصغيرة ...لقد أصرت على الذهاب معها ...وكانت ترغب بالصعود معها ...لكن خالتها رفضت وبشدة وأصرت على الصعود وحدها ...هي أصلا كانت رافضة لقدومها معها ...لكنها أصرت بعد رؤيتها لحالتها السيئة وشحوبها ما أن أخبرتها بمرض زوجها السابق ونقله للمشفى ... لكنها خائفة من رد فعل ياسر إن رآها ...تخشى أن يؤذيها بلسانه السليط ..أو على أقل تقدير يرفض أن تزور أباه ..ولا تعتقد أن حالة خالتها ستتحمل المزيد من النبذ والإساءة خاصة من ابنها ...لتزفر بضيق بينما تتوعده بسرها إن تسبب لها بأي أذى ستقتلع عينيه بيديها ...

-------------

"لماذا حضرتي لهنا ؟!! من أخبرك ؟!! كيف تجرؤين على القدوم لهنا اخرجي فورا...أنت لا مكان لكي هنا ..لا أريد لأبي أن يستيقظ ويراك لتنتكس حالته فأخرجي ولا تعودي ثانية "
كانت تنظر له بمزيج من الألم والشوق ...تمنع نفسها قصرا من ضمه لصدرها وتشمم رائحته التي اشتاقتها ...رغم نظراته الحاقدة وكلماته السامة ...لم تشعر إلا بالحب ناحيته ..لكنها قررت أنها لن تضعف وتتراجع ثانية ...فيكفي ما عانته سابقا ...يكفي سنوات الهجر والألم السابقة ...لم يعد بالعمر بقية تتحمل مزيدا من الجفاء والهجر.. لترد عليه بحدة ناهرة رغم الدموع التي تغرق عيناها :
" كفى ياسر ...كفى .. كفى ظلما لي .. لقد كنت ابني ..وصديقي... واقرب الناس لقلبي... كنت اقرب لي حتى من نفسي... كيف يمكن أن تشك بأمك وتظن أنها خائنة؟!! أنا لم أخن أباك يوما "
ليقاطعها صارخا :
"لا تكذبي لقد رأيت وسمعت كل شيء ..رأيت خطابك لعش"
...ليقطع كلمته التي لم يستطع إكمالها بينما يدير ظهره لها وأنفاسه تضيق وتتسارع كما لو كان يكابد لإخراجها.. ويغمض عينيه بينما كلمات خطابها تعود لعقله كحروف من نار ... بينما يستمع لشهقاتها تتعالى فيتمزق قلبه ما بين غصب وحنين ..ليغمض عينيه يغالب تلك الدمعات التي تصر أن تهرب منهما ويأبى هو أن يتركهم بينما يستمع لصوتها المتقطع بالبكاء :
"اقسم بربي... اقسم بربي ...اقسم بربي أني لم أخن أباك يوما ولا حتى بنظرة عين ...وأن الخطاب الذي رآه كنت كتبته قبل زواجي منه ...ولم أرسله قط ومن كتبته إليه لم يكن بيني وبينه أي علاقة ...سوى مشاعر حمقاء من ناحيتي فقط ... مشاعر لم يعلم هو بها يوما... كنت مجرد مراهقة تعلقت بشاب وسيم لتنسج حوله الأحلام في عقلها دون أن يشعر بها هو أو غيره ...وعندما أجبرني أبي على أن اخطب لابن أخيه ... والذي كان شخصا جافا ..جلفا .. غليظا في أقواله وتصرفاته ..وحتى شكله ...هربت من واقعي وقتها لعالم الخيال والأحلام... انسج الحكايا حول أمير خيالي السري الذي أضفيت عليه الواقعية بإلباسه صورة شخص هو ابعد لي من نجوم السماء... كنت اكتب عنه في أوراقي... اكتب له خطابات أبثه شكواي ومشاعري ...خطابات كنت امزقها بعد كتابتها لم أرسلها قط"
كان عبوسه يزداد وهو يستمع لها حائرا بين رغبته بسماعها ربما تقول شيئا يريح قلبه ... وبين نفوره منها كلما تذكر الكلمات الشائنة التي قرئها بخطابها ليستمر بالصمت يغلبه فضوله ورغبة قلبه بينما تكمل هي...
"وعندما تشاجر أبي مع أخيه بسبب الميراث... وفسخ خطبتي لابنه ... كنت أكاد أطير من السعادة... كسجين أطلق سراحه .... لأفاجئ بأبي يخبرني في نفس الأسبوع بانه وافق على زواجي بابيك الذي كان يعمل معه وقتها بشركة الراوي... لم يسألني ...ولم يأخذ رأيي... لم يعطني الفرصة لمعرفة أبيك والتقرب منه أراد مكايدة أخيه... ولم يكن يؤمن بحقي في الرأي والاختيار... فعدت ثانية للهرب إلى أحلامي "
ليتهدج صوتها أكثر وهي تكمل
" اعترف أن أبيك كان نقيضا لابن عمي... كان حنونا.. طيبا ..مراعيا ..محبا لكن ما حدث لي شكل حاجزا بيني وبينه ...وخاصة مع إسراعه وأبي بعقد القران والزفاف خلال اقل من شهر من تقدمه لي... لم يتيحا لي فرصة لأعرفه لأشعر به ... لأتقبله كزوج ..أشرف كان خائفا أن يعود عمي ويصالح أبي ويرغب باقتناص الفرصة للزواج مني حتى لا أضيع منه كما اخبرني وقتها .....وأبي يريد رد الصفعة لأخيه بتزويجي بسرعة ..... وانا ضائعة بين الجميع لا أحد ينظر لما أعانيه... فأمي لم تكن لتسمع لي ..أو تهتم إلا لما يقوله أبي... فكلماته أوامر وقانون لابد أن تنفذ في عرفها دون نقاش"
شعر بصوتها يخفت قليلا ويتلون بالألم لدرجة رغب معها بالالتفات إليها لكنه منع نفسه قصرا بينما يسمعها تضيف:
"جلست صبيحة زفافي أكتب هذا الخطاب... أناجي طيف حبيب كنت أحيا معه قصة بخيالي ...ارجوه أن يحضر لينجدني من ما ظننته وقتها سجنا أبديا لي...! كان الخطاب الوحيد الذي لم امزقه... لأني أثناء كتابتي له - فلم اكن حتى أكملته وقتها - سمعت صوت أبي خارج حجرتي ..فارتعبت .. ومن شدة خوفي أخفيته بسرعة بكتاب أمامي ... كان كتابا لشاعري المفضل ... ووضعت الكتاب بسرعة وسط عدة كتب أمامي.. وانشغلت بعدها بحضور الضيوف وطقوس الزفاف... ويبدو أن أمي قامت بوضعه بعد زواجي بمكتبة أبي..... وبعدها التهيت ونسيت الموضوع بأكمله ... وعندما توفي أبي بعد عدة سنوات ذهبنا لفرز محتويات الشقة ... وأخذت عدة أشياء منها هذا الكتاب الذي لم افتحه ولم أتذكر ما بداخله بل ظل لدي لسنوات عدة وسط كتبي "
كان يستمع لها بتركيز صامت وهو ما زال يوليها ظهره المتشنج وعقله يحلل كلماتها بينما يسمعها تكمل :
"وقبل أن يراه أبيك بيوم واحد ...كنت اشعر بالملل ..وقررت قراءة شيء يسليني فأحضرته من المكتبة ووضعته بجواري على الجارور بجانب السرير... وذهبت لأصنع شيئا لأشربه... لا اذكر ما حدث يبدو اني انشغلت بشيء ما ولم افتحه ...وفي اليوم التالي كنت معك طوال اليوم وعندما عدنا بعد جولة الشراء ودخلت الحجرة وجدته بيد أبيك وحدث ما حدث ...!! لتضيف بصوت زادت فيه بوضوح حشرجة البكاء.. مما جعل قلبه يتألم لكنه ما زال علي وضعه وهي تكمل :
"المشكلة أنى حين كتبته قبلها بسنوات طويلة لم اكتب به تاريخا ...فظن أبيك انه خطاب حديث ...وحتى بعد ما أخبرته بالأمر عبر باب الشقة المغلق بوجهي في المرات العديدة التي ذهبت بها إليه أملا بأن يسمعني ...ظل على شكه لأني رفضت إخباره بمن يكون هذا الذي كنت احبه وأرسل له الخطابات حسب ظنه ؟!! "
..كان طوال الوقت يفكر بكلماتها ويجد بداخله شعورا قويا لتصديقها ...لكنه رغم ذلك لم يستدر إليها بينما تكمل وصوتها يتقطع ويتحشرج أكثر وأكثر بالبكاء ...ليتصلب ظهره عندما شعر بكفها عليه مقاوما رغبته بالاستدارة إليها وضمها بين ذراعيه دافنا راسه في حضنها الذي اشتاقه ...متشمما رائحتها التي افتقدها ...لكن عقله ما زال يقاوم هوى قلبه... ليظل على حيرته وهو يسمعها تقول بتهدج وصوت كاد يختفي من كثرة البكاء:
" علام تعاقبوني؟!! ..علي مشاعر مراهقة لم تكمل وقتها سبعة عشر عاما !!.. وحتى لو كان لوالدك الحق بعقابي فعلي ما تعاقبني أنت ؟!!.. وان كان لكليكما الحق الم يكفكما عشرة أعوام من الظلم والهجر ..هذا ظلم ! ظلم ! ظلم ! لقد تعبت ...تعبت... تعبت واكتفيت "
كان يشعر بيدها ترتعد على ظهره وصوتها يخفت مع كل كلمة تعبت تخرج منها .. بينما يزداد تمزقه وتشتته لينتفض قلبه مع اختفاء يدها من عليه مصاحبا لصوت ارتطامها بالأرض... ليلتفت بسرعة ورعب وهو يجثو بجوارها يرفعها لصدره وهو يناديها بهمس خافت... كما لو كانت أحباله الصوتية تعانده وتأبى أن تخرج حرفا .... قلبه تتعالى دقاته وهو يراها لا تستجيب... ووجهها يشحب بقوة وتبدو بين يديه كخرقة بيضاء فاقدة للحياة لينطلق صوته فجأة صارخا بقوة :
" أمـــــــــــي "
----------------------------------------------


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 10:00 PM   #269

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهى الفصل يا جميلات ارجو ان ينال اعجابكم ولا تبخلوا بلايكاتكم وردودكم

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-17, 10:12 PM   #270

اشراقه حسين

? العضوٌ??? » 311685
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 381
?  نُقآطِيْ » اشراقه حسين is on a distinguished road
افتراضي

مفاجأة من العيار الثقيل كما يقولون. وهاهو السر الغامض قد انكشف.الاحداث أصبحت أكثر سخونة. اموت شوقا للفصل القادم.يمكن ربنا يرحم الاسره دي وتتلم علي بعضها

اشراقه حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.