آخر 10 مشاركات
نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree103Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-21, 12:13 PM   #1

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي عدو في المرآة (2) .. سلسلة قلوب تحت المجهر *مكتملة*


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجمعة مباركة على الجميع يارب ❤️
مبسوطه جدا لرجوعي من جديد لوحي الاعضاء وبإذن الله تكون تجربة جديدة مختلفة تعجبكم
سبق وتم نشر فصول رواية ضربة جزاء (الجزء الاول من سلسلة قلوب تحت المجهر هنا على المنتدى و النهارده انا هنا حتى أعلن عن بدء تنزيل الجزء الثاني بعنوان عدو في المرآة
الفصول هيتم تنزيلها بشكل يومي الساعة التاسعة مساءًا بتوقيت مصر بإذن الله وذلك تمهيدًا لعرض الجزء الثالث بإذن الله في اقرب وقت ممكن
قراءة سعيدة مقدمًا و يارب الرواية تعجبكم ❤️❤️❤️
و دلوقتي اسيبكم مع تواقيع الأبطال ❤️












**********

روابط الفصول
المقدمة والفصل 1 .. اسفل الصفحة
الفصل 2, 3 نفس الصفحة
الفصول 4, 5, 6, 7 نفس الصفحة
الفصول 8, 9, 10, 11, 12, 13, 14 نفس الصفحة
الفصول 15, 16, 17, 18, 19, 20 نفس الصفحة
الفصول 21, 22, 23, 24, 25, 26, 27, 28 نفس الصفحة
الفصل29, 30 الأخير
الخاتمة




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 24-06-21 الساعة 12:22 AM
Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-21, 01:01 PM   #2

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

نورتي وحي الاعضاء من جديد يا جوجو منتظرينك يا قلبي ❤❤

سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-21, 01:29 PM   #3

شيماء 1990
 
الصورة الرمزية شيماء 1990

? العضوٌ??? » 404047
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 145
?  مُ?إني » مصر
?  نُقآطِيْ » شيماء 1990 is on a distinguished road
¬» قناتك mbc
افتراضي

مبروووك يا جوجو نزول الرواية علي المنتدى 🎉 من نجاح لنجاح دايما 😘

شيماء 1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-21, 04:34 PM   #4

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلافه الشرقاوي مشاهدة المشاركة
نورتي وحي الاعضاء من جديد يا جوجو منتظرينك يا قلبي ❤❤
منور بوجودك تسلميلي يا احلى سلافه ❤️❤️❤️❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-21, 04:34 PM   #5

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء 1990 مشاهدة المشاركة
مبروووك يا جوجو نزول الرواية علي المنتدى 🎉 من نجاح لنجاح دايما 😘
الله يبارك فيكي يا قلبي تسلميلي يا رب ❤️❤️😘❤️😍😍❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-21, 09:55 PM   #6

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيتم الآن تنزيل المقدمة والفصل الأول
اتمنى يعجبكم ❤️❤️❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-21, 09:56 PM   #7

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عدو في المرآة
المقدمة :
الصرخات الجزعة تصم الآذان ..
ووهج النيران يضيء عتمة الليل ..
وهو يركض ويركض يتوسل ربه أن يحفظ أمه حتى يستطيع إخراجها هي الأخرى ..
لم يلتفت إلى ألسنة اللهب التي تلتهم كل شيء حوله بلا رحمة ..
لا يرى ذكريات طفولته وشبابه التي تتلاشى
لا يرى غرفة أخته التي تفحمت ..
كل ما يراه ..
كل ما يدركه ..
الموت والنيران يتربصون بأمه !
ركل باب غرفتها فسقط بدوىٍ عنيف ليجد أمه منكمشة بجسدها الممتلئ في أحد الأركان بعد أن حجزتها النيران في تلك الزاوية بينما تنظر برعب ما بعده رعب لما يجري فهرول تجاهها غير مباليًا بصرختها الجزعة عليه ولفها بتلك البطانية التي فلتت بأعجوبة من الحريق !
نزل بها الدرج بحرص شديد يكاد يخفيها داخل ضلوعه وعقله يكرر له دون توقف أنه سبب كل المصائب .. !
كل ما يحدث له يد فيه ، كل ما يجري هو مسؤول بشكل ما عنه ..
أخرج أمه إلى الحديقة فتركض أخته الذاهلة من كل يجري وتعانق أمه بخوف يكلل أحداقهن ..
تنفس الصعداء لبرهة قبل أن يقطب وهو يلتقط عدم وجودها !
ألم يخرجها قبل الجميع ؟!!
ألم تكن بصحبته ؟!!
تلفت حوله كالمجنون بعينين متسعتين يصرخ باسمها لتهتف أخته دون أن يغادر الذهول نبرتها و كأنها تذكرتها للتو هي الأخرى :
" المجنونة الغبية .. لقد عادت إلى الداخل لتنقذ قطتها "
" ماذاااااااااااااا ؟!!!!!!! "
صرخ بها وقلبه يرتج برعب لم يجربه قبلاً .. !
مستحيل أن يخسرها ..
إن اختارها الموت فليختاره معها ..
هرول كالمجنون ناحية المنزل الذي أوشك على الانهيار ..
قلبه يصرخ جزعًا والأفكار البشعة تهاجمه وهو يقفز داخل النيران غير عابئًا بصرخات أمه وأخته وندائهن المستمر
( ستتركني .. ستعاقبني بأسوء الطرق .. فضلت الموت على الحياة معي )
طرفت عيناه بدموع الخوف لأول مرة في عمره ..
المنزل ينهار ..
كل شيء ينهار ..
وهو نفسه ينهار .. !
يجلد نفسه دون توقف وكل ثانية تسبب لها فيها بالحزن تمر من أمام عينيه ببطء حارق وكأنها لذة سادية تحتل عروقه ..
الدخان الكثيف يهاجم رئتيه فيسعل وعقله متوقف عن التفكير بشيء إلى أن وصل لغرفتهما فاقتحمها كالمجنون لتقع عيناه أخيرًا على جسدها المسجى أرضًا بلا حراك و كأنها اختارت الرحيل عن حياته البائسة بصمت بينما قطتها تحوم حولها تموء دون توقف فهرول تجاهها وهو يشعر بقرب نهايتهما معا .. !
" رغدددددددددددددددة "
شقت صرخته سكون الليل حين لم يمهله قدره فرصة أخيرة وتهاوى الباب المشتعل على جسدها الصغير أمام عينيه .

نهاية المقدمة



















الفصل الاول :
( لم ننل شيء وكل شيء نال منا )
********
( قبل عدة أشهر )
يجلس في غرفة مكتبه ينظر إلى هاتفه بملامح غاضبة ليلقيه بعد ذلك بلا اهتمام ثم يحدق أمامه بسخط يشوبه العجز ..
اللعنة .. الأمور تفلت من بين يديه وتسير من سيء إلى اسوء .. !
من يصدق أن بعد كل تلك الأعوام من الكد والعمل المرهق يأتي من يريد أن يقاسمه رزقه هو وعائلته بكل جرأة ودون وجه حق !
بعد كل ما تعرض له وكل ما عانت منه أسرته سابقًا ها هو لايزال عاجزًا عن فعل شيء بعد أن وضعوه نصب أعينهم من جديد !
بحق الله لما لا يكتفون منه ؟!!
سب بخفوت شديد وعقله يومض بإجابة هذا السؤال المكرر والذى يدركه هو جيدًا ..
صخر المنصوري الذي يعد واحدًا من حيتان السوق كما يقولون ، صخر الذي حفر في الصخر إلى أن بات يحسب له الكبير قبل الصغير ألف حساب يأتي عليه يوم ويجد نفسه مقيدًا أمامهم ..
مقيدًا بعمله وبعائلته ولا يجد أمامه أي طريقة لتجنب شرهم !
وكل هذا لسبب قدري لا يد له فيه ولا يستطيع حتى تغييره ..
لقد جرب يومًا طعم غضبهم لكن لم يزيده ذلك إلا نقمة ورغبة في الثأر لكرامته التي أهدروها ..
تنفس محاولا تصفية ذهنه للمرة المئة ..
فحتى هذه اللحظة لا يفهم من أين ظهرت تلك المجموعة من المستثمرين أو بالأحرى المغتصبين الذين يعبثون مع الجميع رغبة في الاستحواذ على سوق العمل بالكامل !
اللعنة عليهم ألم يكفيهم ما فعلوه به سابقًا !!
تنفس صخر مرة أخرى محاولًا إخماد حريق غضبه الذي اندلع فور أن تذكر ما حدث له منذ أعوام ..
تذكر !
ابتسامة هازئة اعتلت شفتيه ..
هو لم ينسى قط ..
كيف ينسى وهو يرى أثر ما حدث له كل يوم ؟!!
تلك الأيام السوداء مرت لكنها خلفت وراءها الكثير من الندوب !
رن هاتفه بعد لحظات فحدق في اسم المتصل بوجه ممتقع
ها هو خطأ آخر يثقل ظهره !
خطأ ارتكبه في لحظة غباء حين ظن أن مصاهرة أحد رجال السلطة قد تساعده فيما يمر به ليجد نفسه في النهاية محاصرًا بين حماه المستقبلي وخطيبته العتيدة وبين تلك المجموعة السوداء التي لا يعرف ماذا عليه أن يفعل معها .. !
خطبته البائسة كان من المفترض أن تعود عليه بأكثر من ذلك لكن ماذا يقول على حظه الأسود الذي أوقعه مع مدللة ابنة ذليل سلطة .. !
ترك هاتفه يرن بلا مبالاة ليصمت في النهاية معلنًا يأس الطرف الآخر ..
أطرق برأسه للحظات وكأنه يستسلم إلى آخر الحلول فيعترف لنفسه بأنه لم يعد أمامه طريق آخر
ورغم ثِقل الأمر على قلبه ورغم أن كل المعطيات تقول أن خطوته القادمة ما هي إلا ضرب من جنون وأن الرفض قادمًا لا محالة إلا أن هذا الحل ( إذا تم ) سيكون يوم سعده ..
همس في النهاية بصوت شرس وداخله يقسم على أن ما حدث له سابقًا لن يتكرر من جديد :
" لا مفر .. زيارتي للغانم أصبحت واجبة "
سمع صوت أمه تدعوه مرة أخرى لتناول الفطور فنهض مخبئًا كل همومه خلف واجهته الهادئة حتى لا يتعب قلبها العليل بمشاكله التي لا تنتهي
كفاها كل ما مرت به من تحت رأسه !
*********
" سندس .. ألن تأكلي قبل ذهابك ؟!! "
التفتت سندس إلى أمها ثم أجابتها وهي تجمع ما تبقى من حاجيتها لتدسهم في حقيبتها السوداء التي تماثل لون ثوبها :
" سأفطر في الكلية مع أصدقائي "
نظرت إيمان بمقت إلى ما ترتديه ابنتها ثم همهمت بقرف :
" على آخر الزمن أصبحت أم سيدتنا الحاجة "
" هل تقولين شيئًا يا أماه ؟!! "
اقتربت إيمان منها وربتت على ذراعها فيما تقول بصوت هادئ :
" لا أقول .. أعلم أنكِ اشتقتِ إلى صديقاتك حبيبتي لكن تعالي لتأكلي شيئًا خفيفًا معي أنا وأخاكِ ثم تناولي معهن افطارك فيما بعد "
ابتسمت سندس بهدوء ثم علقت ساخرة وهي تضع حقيبتها على كتفها :
" كم مرة سأتناول الفطور بالضبط يا أمي ؟! "
شدتها إيمان بإصرار فيما تقول بنبرتها الأمومية الدافئة دافنة ضيقها من تصرفات سندس في جوفها بعد أن جف ريقها من كثرة الكلام معها دون نتيجة تذكر :
" لا يهم ، أنا أريدك معي أنا و أخاكِ .. نحن أولاً "
ضحكت سندس دون أن تصل الضحكة إلى عينيها كالعادة ثم تحركت مع أمها فيما تردد :
" حسنا .. أنتم أولا "
ربتت إيمان على كتفها قائلة باستحسان متجاهلة وجع قلبها على حال طفليها :
" أجل .. هكذا أريدك يا حرير الجنة "
في ثانية تشنج جسد سندس لتسب إيمان نفسها على غبائها لكنها ادعت الجهل وأكملت سحبها معها وهي تثرثر عن أي شيء حتى تصلح ما أفسدته بغير قصد .
( حتى الدلال بات محرمًا في هذا البيت )
تمتمت بها الأم سرًا وهي ترى التجهم مرسومًا رسمًا على وجه طفلتها من مجرد لفظ تلفظت به دون قصد ..!
نزلت سندس مع أمها تحاول فك ملامحها الممتقعة بشتى الطرق إلى أن استطاعت فعلها أخيرًا ودارت وجعها باقتدار ثم ابتسمت في وجه صخر الذي بادلها البسمة بمثلها مخبئًا هو الآخر نزقه وضيقه عن عائلته الصغيرة !
جلسوا يتناولون افطارهم بهدوء أصاب قلب أمهما بالكمد لتأخذ هي المبادرة كالعادة فيما توجه حديثها إلى سندس :
" كل سنة وأنتِ بألف خير يا حبيبتي "
رفع صخر عينيه إلى أمه قائلا بحيرة :
" عيد ميلادها ليس اليوم يا أماه "
لينظر بعدها إلى سندس متمتمًا بعدم ثقة :
" أليس كذلك ؟!! "
أومأت له سندس بينما قالت إيمان بحماس :
" إنه الأسبوع القادم يا حبيبي "
هز صخر رأسه بتفهم بينما رددت سندس بنفس الهدوء الذي يصيب أمها بالوجوم والقهر :
" وأنتِ بألف خير يا أمي "
" سأقيم لكِ احتفال "
هتفت بها إيمان بنبرة مبتهجة لكنها تحمل ما تحمله من الإصرار والعزيمة لينظر كلا من صخر وسندس إلى بعضهما للحظات ثم تتمتم الأخيرة بتعجب واستنكار ساخر :
" ألم أكبر قليلاً على حفلات عيد الميلاد والكعك والشموع يا أماه ؟!! "
فترد إيمان بنفس النبرة السابقة :
" مهما كبرتِ أنتِ طفلتي ، كما أنكِ ستكملين الخامسة والعشرون يعني لازالتِ صغيرة يافعة "
صغيرة .. يافعة !!
ارتفع حاجبي سندس بذهول ..!
أمها تتحدث بجدية !
نظرت إلى أخيها تطلب عونه لكن إيمان التقطت حركتها وهتفت مرة أخرى بحزم أمومي وهي تضرب بقبضتها فوق الطاولة :
" لا تنظري إليه .. أخاكِ لن يكسر كلمتي أبدًا "
كتم صخر ابتسامته التي تهدد بالانفلات و هو يرى وجه أخته الذي يعلوه الذهول بينما تخطت سندس في لحظات قصيرة صدمتها ثم قالت بصوت جامد .. هادئ أكثر من اللازم لا يحمل أي انفعال :
" لا أريد "
نظرت لها إيمان بحزن زائف فهي كانت تعلم أنها سترفض لا محالة وجهزت سلاحها الذي ستجبرها به على الرضوخ لما ترغب به ..
و في اللحظة التالية انفجرت باكية بصوت مرتفع ليهب صخر من مكانه ويضمها إليه بينما تهتف هي بمسكنة أمومية :
" أنا لا حظ لي في هذه الدنيا لا في البنت ولا في الولد ، ليس مكتوب لي الفرح "
ضمها صخر إلى جسده وعينيه على أخته التي تجلس مكانها تحدق في حالة أمها بعدم تصديق ثم رد عليها :
" لا تقولي هذا يا أمي "
أزاحته إيمان بعنف ونظرت له بقرف دون أن تتوقف عن البكاء فاتسعت عيناه بذهول مماثل لذهول سندس فيما يسأل دون استيعاب :
" ماذا فعلت أنا الآن ؟!! .. لما انقلبتِ علي أنا الآخر ؟!! "
دفنت إيمان وجهها في كفيها فيما تكمل مسرحيتها هاتفة :
" كلاكما ألعن من بعضكما .. وكأنكما أقسمتما على أن لا تًدخلوا الفرح لقلبي أبدا ً .. أنت ارتبطت بمن لا يهواها قلبك وأختك ... أختك يا قلبي لا تحزن على حالها ، تشبه أرملة أربعينية تبحث عن عدلها بثوبها الأسود الملعون هذا "
وقف صخر مكانه لا يفهم ما يدور من الأساس بينما نظرت سندس إلى ثوبها بعينين متسعتين ومع ذلك تجاهل صخر حديثها عنه وقال مهادنًا وهو يقترب منها :
" بالله عليكِ يا أمي توقفي عن البكاء وسنفعل كل ما ترغبين به "
قال أخر كلامه وهو ينظر شزرًا إلى سندس التي نهضت مجبرة وقالت بصوت ضائق :
" حسنا يا أمي .. افعلي ما تريدين ، أنا تحت أمرك "
أبعدت إيمان كفيها عن وجهها بحركة مسكنة جعلت سندس تكاد تشد شعرها غيظًا من ألاعيب أمها التي تدركها جيدًا لكنها لا تملك قوة لتقف أمامها خاصة وأن صخر قد يعلقها على باب المنزل من أجلها !
قبل صخر رأس أمه عدة مرات يسترضيها من جديد فربتت على ذراعه بمحبة ودعت له بصلاح الحال هو وأخته ..
ابتسم صخر بعد أن رضت عنه غاليته أخيرًا ثم أشار إلى سندس قائلاً :
" هيا لأوصلك .. لقد تأخرنا بما يكفي "
هزت رأسها بطاعة فسبقها هو إلى سيارته بينما تباطأت هي للحظات ثم التفتت إلى أمها وقالت بصوت جاد للغاية و ملامح وجهها لا حياة فيها :
" لقد وافقت على ما تريدين يا أمي رغم عدم اقتناعي ولا تصديقي لدموعك ومع ذلك سأقولها لكِ لمرة واحدة .. إذا قُمتِ بدعوته إلى ذلك الحفل السخيف ..... لن أسامحك أبدًا "
لتتحرك بعد ذلك وتختفي هي الأخرى من أمام إيمان التي اغرورقت عيناها بدموع حقيقة وهي تراقب خطواتها المبتعدة فيما تدعو بصوت حزين :
" أراح الله قلبكِ يا ابنتي ، اللهم أصلح حال أولادي وأطعمهم الفرح الذي يستحقون "
*********
بعد وقت بسيط ودعت سندس صخر ثم دلفت إلى جامعتها بخطوات بطيئة غير غافلة عن عينا رغدة التي تراقب رحيل أخيها من بعيد لتبتسم لها بصدق ثم تقترب منها بعد أن اطمأنت لرحيل صخر وعانقتها بمودة لوقت طويل فيما تردد رغدة مازحة :
" عدنا للتلصص "
بادلتها سندس الضحك فقد اتفقن منذ زمن أن تبقى صداقتهن داخل أسوار الجامعة فقط تجنبا لحدوث أي مشاكل بين عائلتهن وعلى الرغم من أن صخر لا يعرف هوية رغدة إلا أنها فور أن تلمح اقتراب سيارته حتى تختفي من الوسط تمامًا و كذلك الوضع بالنسبة إلى سندس حين يحضر جاسم لأخذ أخته !
تحركن سويًا إلى الداخل لتردد سندس بضيق خالف تلك الابتسامة التي تزين وجهها :
" لا أعلم إلى متى سيبقى الوضع هكذا ، هذا عامنا الأخير في الجامعة .. هذا يعني أننا لن نستطيع اللقاء بعد انتهائه ؟!! .. سخافة والله "
لوت رغدة شفتيها بنزق وقالت بينما يجلسن بإهمال على أحد المقاعد :
" أحيانًا اشعر اننا عشيقين يتقابلا سرًا من وراء أهلهما "
ضحكت سندس بخفة ثم تبادلن الأخبار وكأنهن لم يتحدثن معظم العطلة الصيفية على الهاتف لتقفز رغدة فجأة بحماس شديد وكأنها تذكرت حدثًا جللا :
" أنتِ لم تري سيارتي الجديدة .. تعالي إنها رائعة "
نهضت سندس بتثاقل لتتوقف خطوات رغدة شبه الراكضة حين لاحظت تأخر سندس عنها فيما تقول ببعض الحذر وهي تعود بضعة خطوات للخلف حتى تكون بمحاذاتها :
" هل ساقك تؤلمك ؟!! "
ابتعلت سندس طعما مرًا في حلقها ثم أومأ ت باختصار لتجاورها رغدة فيما تقول بحماس عاد يطفو إلى السطح :
" ستعجبك سيارتي للغاية .. أنا متأكدة "
عادت ابتسامة سندس تتشكل فوق ملامح وجهها ثم هزت رأسها بيأس من طفولية رغدة رغم أنها تدرك أن رغدة هي الوحيدة التي تعيد لها روحها القديمة دون أدنى مجهود !
روحًا شفافة ،حالمة .. لا تحمل للدنيا همًا
أما الآن فقد باتت سيدتنا الحاجة سندس كما وصفتها أمها وهي تظن أنها لا تسمعها ..!
" وردية ! "
هتفت بها سندس وهي تحدق مصعوقة في تلك السيارة الأقرب للعبة لتقطب رغدة فيما تقول :
" وما به الوردي ؟!! .. ألست فتاة ؟!! .. هذا لون الفتيات الأول يا آنسة الأسود "
ضحكت سندس بخفة فيما تسألها ساخرة :
" أنتِ كم عمرك بالضبط دون تزييف ؟!! "
ضربت رغدة الأرض بقدمها فيما تقول بضيق :
" هما عامين ما بيني وبينك .. لا تعيشي الدور "
اقتربت منها سندس حين لاحظت ضيقها ثم قالت تسترضيها :
" حسنًا .. لا تغضبي ، إنها رائعة "
نظرت لها رغدة بطرف عينيها ثم سألتها بصوتها الحاد :
" حقًا ؟!! "
اومأت لها سندس بتأكيد فانشرحت ملامح الأخرى من جديد ليتحركن مرة أخرى نحو المقاعد وحين جلسن قالت سندس بثرثرة عادية تحمل بين طياتها ضيقًا لا أول له من آخر :
" عيد مولدي الأسبوع القادم "
" أعلم .. كل عام وأنتِ بخير "
صمتت سندس قليلاً ثم قالت بوجوم :
" أمي مصرة على الاحتفال بي هذا العام "
قطبت رغدة بعدم فهم ثم قالت ساخرة :
" لا حق لها .. كيف تفعل بكِ ذلك ؟!! "
هزت سندس كتفيها وتجاهلت سخرية صديقتها ثم قالت بضيق :
" لا أريد .. أنا لم أعُد طفلة لأنفخ الشموع ، كما أنني ...... "
صمتت و تنهدت بكبت فأكملت رغدة بدلاً منها :
" لا تحبين أن تسلط الأضواء عليكِ "
هزت سندس رأسها بخفة فاستطردت رغدة بسخرية مريرة :
" ليتني أجد من يحتفل بعيد مولدي أو يتذكره حتى "
أغمضت سندس عينيها وقد وصلتها مرارة اشتياق رغدة لوالديها فلفت ذراعها حولها بدعم دام للحظات ثم قالت بخفوت شديد وكأنها تخطط لكارثة :
" ما رأيك أن تحضري معي هذا الاحتفال ؟!! "
صُعقت رغدة فابتعدت عنها ثم هتفت بعدم تصديق :
" هل تريدين مني أن آتي إلى منزلك ؟!! "
أومأت سندس بتوكيد دون أن تغيب ابتسامتها الشريرة فاستطردت رغدة بحاجبين معقودين كأمناء الشرطة :
" هل جُننتِ ؟! .. أخي سيقتلني إذا عرف ، مستحيل "
رفعت سندس قبضتيها بحركة تشجيعية فيما تقول بنفس الحماس وقد أعجبتها الفكرة للغاية :
" هذا إذا عرف .. أنتِ الآن لديكِ سيارتك ولا تحتاجين لمن يوصلك ، إذًا من أين سيعرف ؟!! "
" لا .. لا هذا جنون "
" أنا أريدك جواري في هذا اليوم .. أرجوك ِ "
قالتها سندس بمسكنة ورثتها من أمها فنظرت لها رغدة بحنق ثم قالت بخفوت ونبرة متراجعة :
" و إذا عرف أحد من أهلك بهويتي كيف سيكون الوضع يا أذكى إخوتك ؟!! "
هزت سندس كتفيها بلا مبالاة فيما تطمئنها بالقول الساخر :
" هل اسمك مدون فوق جبهتك ؟!! .. من أين سيعرفون ؟!! .. أنتِ ضيفة وسط الضيوف لن يأتي أحد ويسألك من تكوني وكيف دخلتي "
حدقت فيها رغدة وقد بدأت تتراجع عن رفضها رويدًا رويدًا لتهمس لها سندس من جديد :
" من أجلي ، أنتِ صديقتي الوحيدة التي سأدعوها والبقية كما تعلمين .. مجرد ضيوف ستدعوهم أمي "
تنهدت رغدة ثم قالت بعد عدة دقائق بصوت ضعيف للغاية :
" سأحاول "
***********
أغلقت لقاء هاتفها بضجر ثم رمته جوارها على الأريكة لتربت بعدها على بطنها المنتفخة بشكل بسيط فيما تثرثر بصوت عذب :
" لقد مللت يا لولو ، متى ستسمح تلك الطبيبة بعودتي إلى العمل ؟!! .. أنا لو مصابة بالجرب لم تكن لتحجزني هكذا "
كشرت بضيق للحظات ثم استطردت وهي تدس معلقة أخرى من البوظة في فمها :
" والله لولاكِ أنتِ ومصلحتك لم أكن لأرضى أبدًا بهذا الحجز "
قاطع حديثها أحادي الجانب رنين هاتفها فأمسكت به ثم خاطبت جنينها من جديد :
" إنه بابا يتصل للمرة الخامسة ليطمئن علينا ، والله لقد ضجرت منه هو شخصيًا "
ضحكت واستقبلت بعد ذلك المكالمة التي تكررت فحواها لمئة مرة ربما منذ بداية حملها :
" لا تتعبي نفسك بشيء ولا تحملي أي غرض ، إذا شعرتي بالجوع لا تنتظري حضوري وتناولي طعامكِ ، لا تنسي الفيتامينات والمقويات "
كانت لقاء تكرر معه تعليماته بملل لتصرخ في النهاية بعد أن ارتفع ضغطها :
" ارحمني يا خالد ، أنت تتصل بي كل ساعة لتخبرني بنفس التعليقات .. لقد سئمت والله سئمت "
عم الصمت على الجانب الآخر ليأتيها سؤاله المحذر بعد لحظات :
" هذا صراخ هرمونات الحمل أليس كذلك ؟!! "
لوت شفتيها بتبرم ثم أجابته بصوت يكاد يُسمع وكأنها طفلة أدركت أنها رفعت صوتها على أبيها :
" أجل "
لتستطرد بعد لحظات بصوت مرتفع :
" لكن هذا لا ينفي أنك أصبحت مهووس منذ علمت بحملي "
وصلتها ضحكته الخافتة ليهمس لها بعد ذلك بصوت حنون :
" لا تلوميني .. لقد انتظرنا تلك اللحظة لسنوات "
ابتسمت لقاء بدفء وعقلها يعبد عليها ردة فعله يوم علما بالخبر ..
لقد لمس وترًا حساسًا في قلبها حين عانقها بقوة مخفيًا دموعه بين طيات حجابها متمتمًا مرارًا بالحمد ليتركها بعدها ويسجد لله شكرًا ثم ينهض مرة أخرى ويمسك وجهها بين كفيها فيهمس ضاحكًا رغم التماع عينيه بالدموع :
" لقد استجاب الله لنا أخيرًا .. الحمد لله .. الحمد لله .. أخيرًا "
أخرجت لقاء نفسها من أفكارها ثم همست بخفوت حزين :
" لقد صبرت معي كثيرًا "
وصلها همسته الغاضبة :
" لم أقصد قول ذلك يا غبية .. وكأنك لا تعلمين قدرك عندي ! "
تعلم ..
للأسف تعلم جيدًا وهذا ما يبقي عنقها تحت مقصلة الذنب منذ زواجها منه !
نفضت الخاطر الأخير عن ذهنها ثم ابتسمت كأنه يراها وقالت بدلال أتقنته :
" ماذا ستجلب لي وأنت عائد من البنك ؟!! "
ضحك خالد باستمتاع ثم شاكسها قائلاً :
" على حسب نوع النكد الذي ستقومين بتحضيره على الغذاء "
قطبت لقاء ثم صاحت :
" هل تقول أنني نكديه ؟!! "
وكان رده ضحكات ذات مغزى لتهتف هي بعصبية قبل أن تغلق الهاتف بوجهه :
" لا غذاء لك اليوم .. اذهب لأمك تطعمك "
قاطعها قبل أن تغلق هاتفًا وكأنه قد تذكر :
" انتظري .. انتظري لقد نسيت ، أمي تنتظرنا اليوم على العشاء "
صمتت لقاء تماما واختفى مزاجها الرائق ليدرك هو كعادته سبب وجومها فيقول بصوت هادئ يسترضيها مقدمًا :
" أنا أعلم أنها تضايقك بتصرفاتها الطفولية لكن ماذا أفعل ؟!! .. ما باليد حيلة ، في النهاية هذه أمي ويجب أن نتحملها معًا .. أليس كذلك يا أم لولو ؟!! "
حين طال صمتها همس :
" لقاء .. من أجلي "
تنهدت ثم قالت بخفوت :
" حسنًا .. سأكون جاهزة في الموعد "
وصلتها فرحته من بين حروفه حين همس لها في النهاية :
" أحبك "
" وأنا أيضًا "
ضحك خالد ثم شاكسها من جديد قائلاً بسخرية :
" و تتساءلين عن نكدك ! .. يا امرأة بعد كل تلك الأعوام ألا تقولين أحبك دون أن أسحبها من لسانك سحبًا !! "
ضحكت لقاء بخفة ثم قالت بخفوت :
" حسنًا لا تغضب .. أحبك يا أبا لولو "
" لن أغير رأيي .. كئيبة وتعشقين النكد "
أنهت المكالمة على صوت ضحكاته ثم عادت تهمس لطفلتها من جديد بإصرار وهي تربت على بطنها بشرود :
" سأبقيه سعيدًا .. يجب أن يبقى سعيدًا "
**********
فتح صخر باب المكتب ليتوقف بغتة حين وقعت عيناه على تلك التي تجلس مكانه بغرور أقرب للوقاحة فألقى نظرة نارية إلى مساعدته التي قالت بتعثر وقلة حيلة :
" والله طلبت منها الانتظار لكنها لم ترد علي "
لم ينطق صخر بشيء وظلت ملامحه على جمودها ثم خطى إلى الداخل وأغلق الباب خلفه قائلاً بصوتٍ حاد :
" كم مرة أخبرتك أنني لا أطيق هذه التصرفات يا ناردين ؟!! "
نهضت ناردين من على كرسيه ثم قالت ببرود مستفز :
" و كم مرة أخبرتك أن لا تتجاهل مكالماتي يا صخر ؟! .. أنت نسيت على الأغلب بمن ارتبطت "
أبعدها صخر عن طريقه ثم جلس خلف مكتبه قائلا بغموض ساخر :
" لم أنسى للحظة ، لم أنسى أصغر تفاصيل ارتباطنا "
أزاحت ناردين خصلاتها بأنفة ثم تحركت تجلس أمامه على طرف المكتب فيما تقول بابتسامة باردة :
" لا نسيت .. لهذا تتجاهل مكالماتي بقصد كما تجاهلت أنا الفروق بيننا حين وافقت على الزواج منك "
احتدت نظرات عينيه بينما تحركت هي لتجلس على أحد المقاعد بأريحية كأنها لم تقم بإهانته منذ لحظات ثم استطردت بنبرة عملية وهي تضع ساقًا فوق الآخر بأناقة :
" لقد بعثني والدي لأسألك عما آل إليه الوضع فيما يخص التوكيل الأخير الذي حصلت عليه "
لم ينطق صخر بكلمة لتكمل هي حديثها بعد لحظات من الترقب من جهتها :
" لقد وصلنا أن مجموعة الشناوي تريد نسبة من الربح "
ظل على تجاهله لها وقد حسم قراره تجاهها لتفاجئه هي حين تكلمت مرة أخرى هاتفة بلا مبالاة :
" أنا أرى أن تعطيهم ما يرغبون به وتريح رأسك ، أنت لن تستفيد شيء إذا فعلوا بك ما فعلوه سابقًا "
أخرج صخر بعض الأوراق التي تحتاج إلى توقيعه ثم ارتدى نظارات القراءة وبدأ بقراءتها بتأني لتُستفز هي أخيرًا فتنهض من مكانها وتقترب تدق الأرض بكعب حذائها فين تهتف ببوادر غضب :
" أنا أتحدث معك ، أترك ما بيدك واستمع لي "
ظل صخر ممسكًا بأوراقه باستفزاز لتمسك هي بها وتنزلها من أمام وجهه بعصبية شديدة فيرفع عينيه إليها ثم يخلع نظارته قائلا بوقاحة :
" أوصلي سلامي إلى أبيكِ "
احمر وجه ناردين واحتدت نظرات عينيها ثم قالت من بين أسنانها ردًا على إهانته :
" هل تطردني أيها الوضيع ؟!! ... أنت حقًا غبي ولا تقدر قيمة ما بيدك لكن أنا التي أخطأت حين تنازلت وقبلت بغبي مثلك "
ومض الشر بعينيه لكنه في النهاية ضحك دون مرح ثم رد عليها يهينها ويذكرها بما تتناساه دومًا :
" أنتِ الغبية .. إذا كنت سأستسلم لهم وأعطيهم ما يرغبون به إذًا لما تكبدت عناء خطبتك من الأساس ! "
انتفخت أوداجها من الغضب فلا يعطيها هو فرصة للرد ويستطرد بنبرة تحمل بين طياتها الكثير من النفور الذي تولد داخله على مدار الشهور السابقة :
" ماذا ؟! .. ألم يكن هذا اتفاقنا منذ البداية ؟!! .. ألم يكن هذا سبب ارتباطنا الرئيسي ؟!! .. تبادل مصالح ؟! "
جزت ناردين على أسنانها بينما أعاد صخر نظارته على عينيه قائلا ببرود ثلجي وهو يرفع أوراقه من جديد :
" من جهتي لقد وفيت بكل شروط الاتفاق وأنجزت لأبيكِ كل ما يريد لكن أنتم .... لا أعلم أشم رائحة تخاذل "
شمخت ناردين بأنفها ثم تطلعت فيه قليلاً لتسير على خطى خطته التي رسمها في رأسه منذ لحظات وتقول بنبرة مهينة وهي تخلع خاتمه من إصبعها ثم تضعه أمامه على المكتب :
" ألم أقل أنك غبي ! ، وأنت من اخترت خسارتي بغبائك "
" أوصلي سلامي إلى أبيكِ "
كادت أن تهتف حنقًا لكنها تمسكت بوجهتها الباردة ورحلت بخطوات عصبية تتوعده في سرها أن يدفع ثمن اهانتها غاليًا فناردين القصاص لا تُعامل هكذا أبدًا ..
وقّع صخر على الأوراق ثم طلب مساعدته وخاطبها بهدوء :
" أخبري أيمن أنني أريده فورًا "
اومأت له بطاعة ليستطرد هو بتوبيخ :
" ولن انبهك مرة أخرى على ما حدث اليوم .. لو من جاء في غيابي ينتظر في الخارج حتى وصولي "
أومأت له مرة أخرى بتوتر ليرحمها هو أخيرًا ويتركها تعود إلى عملها
وبعد دقائق دخل أيمن ليسأله صخر مباشرة :
" هل ذهبوا إليه ؟!! "
جلس أيمن أمامه ثم أجابه بثرثرة :
" بلى .. ووقع نفس الخلاف بينهما ، لقد رفض عبد الحميد الغانم العرض ، لا أعلم من أين واتتهم هذه الثقة الأقرب للغرور ليحشروا أنوفهم في أعمال البشر ؟! .. لقد ذهبوا إلى أكثر من شركة بنفس التهديد المبطن وبعض الشركات وافقت مرغمة ، إنهم حتما يخططون لاحتكار الأعمال واحتلال السوق بأكمله .. عصابة والله عصابة "
لم يصغي صخر لثرثرته وارتسمت ابتسامة تقدير بسيطة على شفتيه ليهمهم بعد ذلك برضا :
" جيد ، في هذه الحالة السيد عبد الحميد لن يستطيع رفض عرضي "
" أي عرض يا سيد صخر ؟!! "
سأله أيمن بفضول فيشير إليه بالانصراف ثم طلب مساعدته من جديد وقال بصوت حاسم :
" رتبي لي موعد مع عبد الحميد الغانم في أقرب وقت "
*********
ودعت سندس رغدة في مبنى الكلية بعد انتهاء يومهن لتتركها بعد ذلك وتخرج إلى العم حكيم السائق الذي يرسله صخر حين لا يكون متفرغًا لها
ابتسمت له ابتسامة صغيرة وهي تفتح باب السيارة لتتجمد ابتسامتها للحظات حين شعرت بوجوده حولها مرة أخرى .. !
إنه هنا ..
تلك الخفقة الخائنة ملكه وحده .. !
تلك الرجفة لا سبب لها سواه ..
أغمضت عيناها بشدة ترفض ضعفها وتطرده عنها ..
لن تلتفت .. لن تستدير
ولن تلقي ولو نظرة واحدة في الأرجاء
تدرك وجوده ..
بل تكاد تجزم على ذلك لكنها لن تسمح لنفسها بلحظة ضعف واحدة تخصه !
وهو نفسه لن يجرؤ على الظهور أمام عينيها بعد كل ما فعله بها
تنفست سندس بعنف وقد طار مزاجها الرائق ثم ركبت سيارتها دون أن تنظر بأي تجاه ..
لتنطلق بعدها السيارة أمام عيني ذاك الذي يختبئ في الظل بعيدًا عن مجال رؤيتها لا يظهر منه إلا ضوء سيجارته المشتعلة بين شفتيه كاشتعال قلبه الذي ركض خلف من رحلت للتو ..!
( أنا أمقتك )
خرج من مخبأه فور رحيلها ثم اتجه بصمت إلى نهاية الشارع حيث صف سيارته بخطوات متمهلة تناقض تمامًا نظرات عينيه التي يخفيها أسفل نظارته السوداء .
( لعن الله اليوم الذي أحببتك فيه )
( أنا أكرهك .. أكرهك وأكره نفسي لأنني أحببتك يومًا )
ركب هو الآخر سيارته ومج من سيجارته ثم رفع رأسه لأعلى ونفث دخانها حول نفسه متمتمًا بخفوت :
" قاسية .... يا حرير الجنة "

نهاية الفصل الأول



Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-21, 09:59 PM   #8

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قراءة سعيدة بانتظار ارائكم


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-21, 10:39 PM   #9

هبه احمد مودي

? العضوٌ??? » 387744
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » هبه احمد مودي is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك بسكوتي الحلوة
السلسلة تحفة ما شاء الله
و الجزء دا صخوري و هريرته مع المجنون جاسم
و بشر بشوري و سندس هانم
الف مبرووووك يا قلبي
متابعه الفصول بأمر الله
و عقبال الجزء الثالث و ال حبيبي و ست سيلفر


هبه احمد مودي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-21, 11:30 PM   #10

ولاء وحيد

? العضوٌ??? » 363681
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 556
?  نُقآطِيْ » ولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروووووك عقبال تمام السلسله 🌷🌷🌷

ولاء وحيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.