آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-08-17, 01:00 PM
| #92 | ||||
| نجم روايتي بطلة اتقابلنا فين ؟ 
|  الفصل الخامس : عم سكون في المكان فجأة انبهار بملكتهم المصون ... سمع حفيف ملابسها يتوقف أمامه برهة من الزمن حطمته لآلاف الشظايا ، ثم قالت ببحتها المميزة التي أسرت قلبه في قيود عشقها : " جلالة الملك شيرفان ... هل تخاف أن تصاب باللعنة عند النظر في عيناي ؟؟؟!! ......... " لم يدرك السخرية في صوتها سواه .. سخرية لم يفهم سببها ... فتح عينيه ببطء ، ونهض ليراها ........ تجمدت وتصلبت عضلاته بقسوة تحكما في نفسه ، حتى لا يأخذها في أحضانه .. خاصة وهي ترتدي ذلك الفستان الأحمر الحريري الطويل ، والذي يلف جسدها بمفاتنهx؛ ليبرزها ويحميها مع فتحة صدر كبيرة سخية ، مزين بنفس الوردة الجورية الزجاجية التي سحرته ، بنقشة راقصة صغيرة على الحمالتين العريضتين المتواجدتين على الذراع .......... أمسك يدها وضغط عليها بين إبهامه وسبابته ، وهو يحدق في غاباتها ويغرق فيهما دون أن يجعل لنفسه منقذ أو منفذ ....... رفع يدها وقبلها بحرارة ، وما زالت عيناه أسيرة عينيها التي تطالعه بغرور وغموض غريبين عن نظرة الحب التي اعتادها من عينيها ........ حرمته من النظر لها والتمتع بحبها ، فسحبت يدها بابتسامة باردة ، وهي تقول بترحيب جليدي : " أهلا بك جلالتك .... أرجو أن تكون ضيافتنا أعجبتك ، وأعتذر لتخلفي عن استقبالك ......... " لم تنتظر لتسمع رده ، و بكل هدوء سحبت نفسها ومشت بخيلاء نحو كرسيها ، وجلست بكبرياء .. همس بغيظ وقهر عاشق مغدور : " المرأة الثلجية ..... المشتعلة .............. " بدؤوا حكام المماليك والممالك المجاورة بتحيتها واحد تلو الآخر .. كان دوره فنهض بهدوء متجها نحوها ..... لم ينطق بشئ كان يحاول سبر أغوارها ، لم يستطيع .. وهل لمتاهة غابة عينيها مخرج ؟؟! .... حركت يدها وقالت بنزق فظ لتداري خجلها : " كفى أرجوك .... هل ستبقى تحدق في طويلا يا جلالة الملك شيرفان ؟؟! ............. " لم يتحرك ساكنا ، ولم تتغير نظرة عينيه الغامضة .. إلتوى فمه بابتسامة جانبية ماكرة وقال : " أجل .... وهل أنا بقادر على الإشاحة بنظري عنك سموك ؟؟!! ........... " احمرت بخجل لاحظه وابتسم بسخرية مريرة ، ثم قالت بلامبالاة : " هل تريد تقديم أي شئ ، أم أنك لم تضع في الحسبان وجودي ؟؟!!! ........... " اختفت ابتسامته لثوان معدودات ، لتعود أكبر وقال : " بالتأكيد جلالتك إنه لشرف لي أن أقابل إحدى صاحبات اللعنة وجها لوجه ........... " رفعت حاجبيها بدهشة ، فلم تكن تتوقع أن يتحدث عن هذا الموضوع والآن !!!! ..... ابتسمت بطريقة جعلت دقات قلبه تنلفت وتركض أميال وأميال ؛ لتصل إليها ولكنها بكل قسوة تبتعد عنه ، وتجعل نبضاته تلحقها تاركة إياه مقيد بعشقها ، فتقتله بقلب بارد ....... قالت بهدوء : " الشرف لي جلالتك .......... " لم يعطها فرصة للحديث ، وقال : " ما أود تقديمه لك أرجو ألا تعتبريه فظاظة مني سيدتي ، أو بخل .. فهديتي معنوية .......... " أظهرت التفكير وعينيها تلمع بشقاوة إفتقدها جعلت عينيها تلمع وتتوهج كالسحر ، ودون أن تكلف نفسها وتتحدث ، أشارت له بيدها ليتكلم ........ أمسك سيفه ووضعه على قلبه قائلا : " هديتي لك هيا ........ " تلكأ بعض الشئ ، والجميع ينتظر ليرى جلالة الملك شيرفان الذي لا يقوى أي أحد على الوقوف بوجهه ، صاحب أكبر الممالك و أقواها ، ماذا سيهدي للملكة الجديدة ؟!! ...... " أهديك قلبي مولاتي ........ " قالها بتحدي ... يرغب برؤية ردة فعلها ، وهيا بكل غرور وتحدي سافر رفعت حاجب واحد ، وابتسامة خبيثة تتراقص على شفتيها توجس منها قالت له : " و أنا أرفضه جلالتك .......... " توالت الشهقات من كل مكان ، والنار مع كل همسة وهمسة تزداد اشتعالا بداخله .. لم يظهر شئ من غضب وحشه الثائر المحبوس بداخله ، وتحكم بكل انفعالاته بقوة يحسد عليها ...... حتى هيا تمقته لإمتلاكه إياها .. أسبلت جفنيها بسبب دمعتين خائنتين أغرقوا مقلتيها في بحر لجي ، فخبأتهم عن الجمع الغفير ، أو عنه هو تحديدا و قالت بهدوء : " شكرا لهديتك جلالتك ، لكني سأرفضها ويمكنك الجلوس الآن ......... " رفضته للمرة الثانية خلال دقائق ، إذا سيفجر قنبلته الثانية هنا والآن ، فقال بابتسامة جذابة : " ما زال لدي هدية أخرى جلالتك ......... " اتسعت عيناها بدهشة ، وقالت بعفوية لم تعيها : " حقا شيرفان ........ " عضت على شفتيها بسرعة ووجهها يحمر خجلا وحرجا .. ضحك بقوة غير عابئ بالوجود فحاليا المواجهة بينهم .. بينهم فقط .. قال بنعومة : " نعم مولاتي ... أهديك لقب ......... " انتبهت له بكل حواسها ، وتغلفت مرة أخرى بغموض لا يتقنه سواها ، فتنشر تلك الغيمات السوداء المظلمة فتحيط بغاباتها ، وتحجب عنه رؤيتها ومحاولة اكتشاف طريق الدخول أو الهروب ....... قال بهمس رجولي جذاب ناعم أذابها وأشعلها ، بينما ينحني بطريقة ملكية باحترام : " ساحرة .... ساحرة الغابة ........ " ابتسمت عيناها قبل شفتيها ، لتجلجل ضحكتها القاتلة لقلبه في المكان مجبرة الجمع الغفير على الصمت عن همسات الاستنكار والتعجب ........ نهضت بكل عنفوانها وقالت بصوت عالي مع ابتسامة ماكرة ، وكلام ضربه وكرامته ومكانته في مقتل : " سأقبل اللقب من جلالتك ، فيبدو أن مملكتك تعاني من فترة قحط وجدب ، لعدم قدرتك على الإتيان بشئ مادي ........... " رد عليها بسخرية لاذعة جعلتها تبتلع لسانها : " إذن هل أنت مادية لهذه الدرجة مولاتي ؟؟!! ..... " أغلقت فمها مجبرة بعدما أحرجها ، بينما لم يتدخل أي أحد بينهم .. فهل تتدخل باقي الحيوانات بين الأسد واللبوءة ؟؟!! ......... عصفت الأعاصير المدمرة داخل عينيها ، وهو يناظرها بقسوة .. لقد أهانته أمام كل من ترتجف ساقيه عند سماع اسمه ، تلك ال !!!! ....... xلم يقوى على نعتها بلفظ سئ ، فما زالت تمتلك مكانة في قلبه لم ولن يصلها أحد غيرها ....... أغمض عينيه يضبط انفعالاته ، التي يعبر عنها بكل وضوح فكه المتشنج ، وعرقه النابض في عنقه .. فليهدأ لقد أحرجها أيضا ، هما متساويان الآن ....... كم تتمنى تقبيله في هذه اللحظة .. هزت رأسها تخرج تلك الأفكار منها ، وهي تنهر نفسها بسرها قائلة : " اصمتي يا فتاة .. كفاك قلة أدب ........ " لم يهن عليها إحراجه أكثر من ذلك ، فذكرياتهما معا تشفع له عندها ، وتجبرها تلك الدقات الخائنه أن تستمع لاستغاثتها ، ولا تفعل به ذلك ...... أجلت صوتها ، وأكملت بابتسامة كانت آسفة أكتر منها هادئة : " لكن هذه كانت أجمل هدية تلقيتها لليوم ، ولذا حسب العادات والقوانين .... روماف تفضل ......... " انتصب روماف بظهره ، وهتف بصوت عالي كاره وسعيد في آن واحد : " العادات تنص جلالتك على أنه إذا تلقيت هدية باعتبار أيا كانت ، حتى وإن لم تكن مادية ، ستظهرين سحرك الخاص عن أي من أسلافك ، وذلك في حفلة تقام قبل التتويج ........ " " شكرا لك روماف ......... " انحنى باحترام ، وتراجع للوراء بجانب دلشير .... نظرت لشيرفان ، وقالت للجميع : " انتظروني .. سأنشر عبق فراشاتي بينكم ، واستعدوا لتسحروا .... ولكن اللعنة ستصيب من ملكت قلبه بين يدي .......... " ورفعت يدها الصغيرة الناعمة ، ووضعتها على صدره ، ثم غادرت وهو يعافر ليبقي قدميه واقفة ....... اتجه نحوه دلشير واقترب منه قائلا : " جلالتك .......... " أدرك شيرفان أنه ما يزال يقف عند عرشها ، فنزل الدرجة الأخيرة وجلس على كرسيه برهبة ملك حكم وسيطر على الجيوش قبل الممالك ........ بعد وقت طويل والرجال يرشقوه بغيظ لحبه لها ، والذي يبدو لهم أنهما سيتزوجا قريبا ، والنساء اللاتي يحدقن فيه بهيام لوسامته لمجرد أنه ملك شاب حلم أي فتاة ، وجاذبيته المرهبة المفرطة بعضلاته الصلبة البارزة من تحت ردائه الملكي ........ دخلت هيا .. لا لم تدخل ليست هيا ... لكن لا محالة هذا العطر لم يشتمه على أي امرأة أخرى .... ما الذي يحدث ؟؟! ........ دخلت الخادمات بسرعة يفتحن النوافذ ، ويجذبن الستائر لتدخل النسمات البارد ، فتلسع جلد النساء العاري وينكمشن على بعضهن متذمرات ........ اعتدل الجميع عند سماعهم صوت خلخال يهتز .. تلفتوا حول بعضهم باستغراب ولهفة ، لتأتي بعدها رائحة أثملتهم ...... منهم من أغمض عينيه يتذوقها ، ومنهم من بدأ ينسج الآحلام ، والآخر بدا كأنه في عالم غريب مصنوع من السحر ....... انزاحت الستائر بهدوء ، وأساورها في يدها تتصارع لتبرز كل واحدة جمالها عن الأخرى ، فتصدر صوت نغمات كفيل باذهاب عقولهم ...... تمشي بعنفوان امرأة لا يليق إلا بها .... امرأة تفردت عن جميع المصطلحات والمعاني الأخرى .... امرأة لا تكفي قواميس الدنيا لوصفها والتغني بها ......... وقفت بالمنتصف وعينيها مركزة عليه ، كأنها ترقص له فقط ... دخلت الفرقة الموسيقية ، وبدأت بضربات خفيفة على ساقها ، ثم على يدها لتصدر أصوت الأساور والخلخال الماكرين ........ بدأت تتحرك بخفة وترجع رأسها للوراء حتى لامس شعرها الأرض ، ويديها تتمايلان ، كما خصرها غصن البان ....... اشتدت الموسيقى فأصبح رقصها صاخبا كمشاعرها ... تدور حول نفسها بخفة وسرعة ، وتتطاير تنورتها المصنوعة من الحرير الخالص حولها بافتتان ، وفرح كأطفال العيد ...... ويديها تمسك بوشاح وهمي شفاف من الضوء تتمايل معه ...... ورغم حركاتها المتناسقة كجسد واحد ، إلا أن كل قطعة في جسدها كانت تمرح وتلهو وتصرخ بسعادة حريتها وانطلاقها بعيد عن أخواتها ........ جحظت العيون لذلك الوشاح من الضوء ، ومن بعدها تلك الفراشات المشتعلة التي تدور حولها ، وتراقصها .... ماذا أيتخيلون أم تجمعت تلك الفراشات على شكل أمير ، يحركها ويداعبها بشغف ؟!!!!!!!!! ........... توهجت عيناها كحديقة أشجار خريفية في منتصف الظهيرة ، وتلك الشرارات الحارقة التي تنطلق من شعرها ، لتكتمل الصورة ... صورتها .... صورة الساحرة ... أو بالأحرى ساحرة الغابة .......... توقفت على آخر حركاتها ، وهي ترفع يدها اليمنى تمسك بذلك الوشاح الذي يلف قوامها برقة ورود الكرز الزهرية المتفتحة في الربيع ، ويدها الأخرى منبسطة بجانبها تضحك بسعادة ، بيننا هيا تشتعل بتوهجها .......... انحنت مؤدية تحية انتهاء الرقصة ، وكانت وجها لوجه معه دون غيره ... ثوان مرت لا يوجد سوى صوت صخب أنفاسها المستمتعة باثارة إفتقدتها منذ زمن مضى ....... حدق فيها وقال بعشق : " ساحرة كما أنت ..... متوهجة ومتألقة كعادتك ..... ساحرة الغابة ..... ساحرتي يا صاحبة اللعنة ... لعنتي ........... " " لعنتك .......... " نطقها الإثنان بصوت واحد واثق ، ومتألم مجروح ..... أخرجهم من جوهم العاشق والهائم ، صوت شهقات واحدة تلو الأخرى طالبة التنفس .... اعتدلت بوقفتها لينتبه لملابسها بغضب رغم رغبته الشديدة بها ، والتي تكاد تقتله ببطء خبيث ....... فقد كانت تنورتها واسعة حريرية تلتف حول وركيها الممتلئين بإثارة ، وحزام عريض جدا يصل من خصرها إلى صدرها بنقوش ذهبية ... مع حمالتين عريضتين ، فتحة صدر مثلثة كبيييرة لدرجة لا يوجد داعي للفستان ، ولحسن الحظ لم يكن لينتبه الرجال لها ...... خاصة وهم في حالة اللاوعي بما حدث .. لقد سحرتهم بحق كما وعدت ، لكنها لعنته ... لعنته لعنة أبدية بعشقها المحرم ........ ثم حيتهم مغادرة لارتداء ملابس العشاء ، ولتسمح أخيرا بانهمار دموعها التائقة لحضنه ، والمجروحة لغدره ...... xجلسوا جميعا على مائدة الطعام لانتظارها ، و بعد وقت قصير أنبأتهم رائحتها بأنها وصلت ... انتصب الجميع بجلساتهم ...... فيما هيا تدخل بشموخ مرتدية فستان أخضر داكن ، مصنوع من قماش القطيفة يحاوط قوامها بجاذبية ... ذو فتحة ظهر دائرية كبيرة ، فتركت شعرها المهيب حر طليق فوقه ليغطيه ....... بينما لا توجد للفستان فتحة صدر ما أراحه ... وهذه المرة تزين مقدمة الفستان تطريزة بالذهب تبدو كعقد ترتديه على شكل راقصة ....... الآن فهم لما نقش راقصة ، لأن هذا سحرها .. لكن لما يوجد بجميع فساتينها ؟؟! ..... انتبه أنها جلست في مقدمة الطاولة ، وهو جالس قبالتها مباشرة في مؤخرتها ، فيترأس الاثنان طاولة الطعام الملكية .. كملك وزوجته ......... حانت من عيناه إلتفاته صغيرة ليراها خلسة ، فوجدها تحدق فيه باستهزاء غامض لم يمنع مرارتها من الظهور ، كأنها فهمت أفكاره بالتخاطر ........ حنقها منه يغضبه ، فهيا من غدرت به ، و خانته كاذبة عليه بشأن حسبها واسمها ، وكان هو كالغر الذي اصطادته بسهولة ومكر ....... إذا لماذا تبدو كأنها هيا المطعونة ؟؟! .... هل تمثل ؟؟! .... مؤكد هيا بارعة للغاية في التمثيل ........ لكن لا .... نظرة البراءة في عينيها ألجمت أفكاره التي تتهمها بالسوء بكل أنانية ..... شعر بصداع قاتل في رأسه .. مسده بقوة ، وترك ملعقته في صحنه ينوي المغادرة متحججا بالتعب الذي يشعر به حقا ....... لكن أوقفه صوت الحاجب الذي يقول : " جلالة الملك دينيز يأخذ الإذن بالدخول ........ " شعرت بالرعب يدب في أوصالها بقوة ، وجرس إنذار الخطر يدق بقوة مهولة في رأسها تكاد تفتك بها وتقتلها ، لكنها الآن أصبحت ملكة ، وستواجه الموقف ... لن تهرب .. لن تهرب ......... رفعت رأسها بشموخ ، وأشارت للحاجب بجلبه هنا ... ولأول مرة منذ أتى تنظر له هكذا .... تطلب النجدة بعينيها .... هو فقط من يستطيع إنقاذها ......... وجدت عينيه حمراوتان من الغضب ، وأسنانه تكاد تتحطم من كثر الضغط عليهم ، فرغم أنها معتادة علىx كونه هادئ وساخر دائما ، إلا أن نظرة الأسد المتوحشة في عينيه لم تشعرها بالغرابة بل بالراحة ....xxx فهو أكيد يتذكر هذا الملك الذي شكته إليه سابقا بشأن طلبه .... انتبه لها لتتغير نظرته لحنان ودفئ ، تشعر به أحاطها من كتفيها وزرعها في حضنه بنظراته لها ، وهو بعيد عنها ...... اذا ستحتمي به .. لن تجعل أي شخص يشمت بها ، ويرى ضعفها سواه ، فهو ملاذها الآمن رغم خيانته لها كل هذا الوقت ....... دخل الملك الذي لا تعلم كيف قبل المستشارون تنصيبه على الحكم بعد موت والده أثر مشاكل في القلب .. بالتأكيد يريدون تحقيق مصالحهم ، عن طريق تحريكه كدميه من خلف الستار مربوط بخيوط حريرية يتلاعبون به ، ويظهرون للناس وقبلهم لنفسه أنه حر ، ويفعل يشاء ....... كان شاب عابث ، وهزيل كما عهدته .... تصنم مكانه واتسعت عيناه بصدمة لرؤيتها أمامه ، وعلى طاولة واحدة مع ملوك وملكات المملكات المجاورة ....... ضيق عينيه بشر وغضب أعمى ، لطفل صغير فقد دميته ووجد سارقها أخيرا ... نهضت بهدوء وثبات ملكة واثقة من كرسيها ، وقالت بغرور وسخرية : " أوه أهلا بك جلالة الملك أيدن .... أنا سعيدة بحق لرؤيتك ومقابلتك شخصيا ، فدوما كنت أسمع وأرى إنجازاتك المبهرة في المملكة ، ولكني سافرت وكنت وقتها مريض ، وبدأت حالتك بالتدهور جراء تصرفات ابنك المهملة ..... أرجو أن تكون صحتك قد تحسنت ولو قليلا ......... " انتهت من كلامها بثقة مبالغ فيها ، فهيا تعلم تمام العلم أن الملك أيدن توفي من سنتين مضت ... وتعلم أن دينيز هو الملك ... ألم يأتي لها بكل عنجهية يطلبها محظية له ؟؟! ....... لكنها تعمدت إحراجه عندما تحدثت لمستشاره الذي أصبح يرتدي كالملك ، واستهزأت بدينيز بطريقة جارحة حتى ترد له الصاع صاعين لما فعله بها في متجرها في قريتها الصغيرة ، وإهانته وتصغيره لها بهذه الطريقة الدونية ........ تحولت عيناه الرمادية لسوداء من الغضب الأعمى الذي اجتاحه ... ارتجفت ساقيها تحت فستناها ، و كانت على وشك السقوط من الخوف ....... فهي لم تعهد مواجهات كهذه رغم أن واجهتها ما تزال صلبة .. أبعدت عينيها عن دينيز وعن كل من أصبح يستنكر شجاعتها الزائدة ، وفظاظتها وهذا أول يوم لها في المملكة ....... وهي لم تتوج بعد ، فكيف بعده ؟؟! ..... أرادت رؤية وجهه ، فوجدته يحملق بها بطريقة غريبة توجست منها ، وآلمتها في آن واحد .... لكنها رغما عنها تبقى نظراته موطنا لها لحمايتها من غدر الزمان ، والذي يا لسخرية القدر أتاها منه هو ... من وطنها ، لكن هل سيبقى كذلك يا ترى أم أن الزمان لم يرحمها بعد ؟؟؟!!! ....... رفعت رأسها بعنفوان مع ملامح ثلجية ، وقد سيطرت على ارتجافة ساقيها بقلب قوي ، وارتسمت ابتسامة خبيثة مستفزة على شفتيها الورديتين الشهيتين ، وقالت بسعادة مصطنعة عندما أدركت أن الملك دينيز فطن لأنها الملكة الجديدة ، لذلك التزم الصمت قهرا : " لقد أتيت بتوقيتك جلالتك ، فغدا حفل التتويج ، و ........ " قاطعها شيرفان قائلا بمكر وحزن مصطنع : " أرجو أن تدركي قبل أن تكملي حديثك ، أن جلالة الملك أيدن قد توفي .. وابنه دينيز الواقف أمامك هو من نصب كملك .. ومن بجانبه مستشاره ......... " فلتبدأ الحرب إذا ... شهقت بحزن ، و وضعت يدها على شفتيها ، ثم على جبينها ، وترقرقت الدموع بعينيها ، وقد انهارت على كرسيها بتمثيل متقن ....... لم تعلم بأنه كرهها أكثر فأكثر ، فقد أيقن أنها مثلت عليه حبها ... الآن فقط تأكد ، وحسابها معه عسير ... قالت بصوت متهدج وهي تعني كل كلمة تقولهاx : " يا إلهي .. لقد توفي أطيب الملوك على الإطلاق ... كنت أحب أن أسمع الناس تتحدث عنه كأنه أباهم الروحي ... لقد ظننت هذا المستشار بأنه الملك أيدن بسبب تأنقه الشديد ، والمبالغ فيه ، حتى أنه جعل الملك دينيز بجانبه كأنه أحمق ........ " عضت شفتيها بقوة ، لقد شتمته في خضم تمثيلها دون أن تدرك لولا صيحات الاستنكار من هنا وهناك ، ووجه دينيز المتوهج من الغضب بجانبه مستشاره البارد الغير مبالي بشئ ........ صدح صوت إحدى الأميرات الرقيقات ، وهي ما عرفت عنها أنها تولاي ابنة عم شيرفان ، والمزعوم أنها زوجته المستقبلية ، تقول لتخفف من وطأة التوتر في الجو : " كفانا أحزانا أرجوكم ... هل كنتي تريدين إعلامنا بأخبارxسعيدة جلالتك ؟؟! ........ " حدجتها بكره فطن له ذلك المتربص لخلجاتها ، فابتسم بسخرية ... نهضت وكفكفت دموعها قائلة بحزن : " رغم ألم قلبي إلا أني يجب أن أعلن عن هذه الأخبار الملكية ......... " اعتدلت بوقفتها وقالت برزانة : " غدا سيقام حفل التتويج ، وأرجو أن تبقى جلالتك في ضيافتنا وتشرفنا .........x " ابتسم بخبث وقال : " بالطبع يشرفني ذلك يا ساحرة .......... " عقدت حاجبيها باستغراب مصطنع وقالت : " ما الذي قلته جلالة الملك دينيز ؟؟! ........ " ابتلع ريقه بصعوبة ، وقال بمكر : " لم أقدم هديتي بعد ......... " ضيق شيرفان عينيه بحذر قلقا من تصرفاته المريبة ، بينما توجست هيا منه ... أكمل بسعادة ولؤم قوله : " أنا أطلب يدك للزواج مولاتي .......... " انتفض شيرفان في مكانه بغضب ، فنظر الجميع نحوه باستغراب ، بينما كانت نظراتها غامضة ...... استدارت لدينيز مرة أخرى ، وقالت بأسف وسعادة : " أعتذر منك جلالتك ، فأنا مخطوبة ........ " شهق الجميع مرة واحدة ، وألجم لسان شيرفان بصدمة .. نظرت لهم ببراءة خبيثة ، وقالت وهي تحدق في تولاي : " هذا هو الخبر السعيد الثاني ......... " ركزت جل اهتمامها على شيرفان ، وقالت بدهاء متهور : " لقد قدمت لي قلبك جلالة الملك شيرفان ، وهذا يعني أنك طلبت يدي ، وأنا موافقة ... كنت سابقا أمزح معك .. و سنعقد خطبة قريبا ......... " احتدت نظراته بغضب ، وكز على أسنانه بعنف ... اشتعلت عيناه السوداء كجمرة مشتعلة ....... كان شكله لا يوحي بالاطمئنان ، ورغم ذلك تكلم بهدوء محرجا إياها بقسوة : " للأسف مولاتي ... طلبي لا يعاد مرتين ، وأنتي .... لقد اكتشفت أنك لست من نوعي المفضل ......... " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . انتهى الفصل الخامس ... غدا بإذن الله الفصل السادس .... التعديل الأخير تم بواسطة سما نور 1 ; 06-08-17 الساعة 10:46 PM | ||||
|  |
|
07-08-17, 04:49 PM
| #100 | |||||
| نجم روايتي بطلة اتقابلنا فين ؟
| اقتباس:
تسلميلي يا قلبي عردودك ... | |||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
