آخر 10 مشاركات
7 - غراميات طبيب - د.الأمين (عدد حصري)** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          ملكه للأبد (12) للكاتبة Rachel Lee الجزء الثانى من سلسلة التملك.. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (الكاتـب : الحكم لله - )           »          إشارة ممنوع الحب(57) للكاتبة jemmy *متميزة* كاملة (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          انها زوجتي (3) *مميزة ومكتملة*... سلسلة قلوب منكسرة (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree124Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-17, 12:31 AM   #731

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


ﻛﻞ ﺻﺒﻲ ﺻﻐﻴﺮ .... ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ... ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻗﺪﻭﺓ ... ﺑﻄﻞ ﺧﺎﺭﻕ ... ﻳﻨﺴﺞ ﺃﺣﻼﻣﺎ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺿﺨﻢ .... ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ... ‏) ... ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺮﺩﻓﺎ ﺑﺠﻤﻮﺩ .... ‏( ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ...(!! ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺑﺒﺮﻭﺩ ... ‏( ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺪﺙ .... ﺣﻴﻦ ﻳﻔﻴﻖ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻠﻢ ﻭﺭﺩﻱ .... ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮﻕ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ؟؟ ....!! ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻳﻤﻠﺌﻪ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭ ﺍﻟﺨﺠﻞ .... ﻭﺍﻟﺬﻝ ﺑﻌﺪ ﻋﺰﺓ ؟؟ ...!! ‏)

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 12:48 AM   #732

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة... تسجيل حضور وان شاءالله اكون بانتظار الفصل...

عذراً منك عزيزتي اخرت كتابة التعليق ومضت الأيام مسرعة ولم استطع ان اكتبه لا امس او اليوم لكنه في ذمتي وسأكتبه مع تعليق الفصل القادم...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 12:55 AM   #733

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجميله2 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور متشوق للفصل في انتظاررررررك
🌷🌷شرفتي حبيبتي ...🌷🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوردة المغتربة مشاهدة المشاركة
متشوقة للفصول الباقيوة
🌷🌷🌷مرحبا بك ...🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهاوند16 مشاهدة المشاركة
سلمت يمينك .. من البداية انجذبت إلى العنوان الغريب .. فحق علمنا انها فتاة .. ولكن ما يتبادر الى الذهن هو .. بين يدي الحق .. الذي قصدته بالتاكيد انه الخالق .. اما انها بين يدي شخص لن يظلمها ..
فالرواية لمست فيها النقاء والصفاء والتدين المتمثل في حق .. والانانية وحب التملك الذي اتخذته صباح اسلوبا لها .. أحببت فيها التفاف الاخوة بعدما خذلهم الاب ووجدوا الجد سندا لهم ولوالدتهم .. كما انك لم تحاولي اخفاء الحقيقة وندخل في متاهات .. فسلكت طريقا اخر اكثر تشويقا عندما يظن الابناء ان والدتهم تشعر بالغيرة ليتطور الامر ويدركوا انها لعبة بيدي الغير ..
حفصة وتأثير السحر عليها وعلى زوجها .. يوضح لنا صورتين مختلفتين .. لمن اتقى الله ومن ابتعد عنه.
Xذكرتني الاحداث بمسلسل ذئاب الجبل وكنت اعتقد انك من ذات المنطقة .
اثرتي نقطة مهمة وهي من يقوم بتحصين نفسه لن يصيبه شيء ..وهو يسلم نفسه بين يدي الحق ..
سلمت يداك وباركك الله .. بأذن الله ساكون من المتابعين وبانتظار كل احد
🌷🌷🌷مساء الخير حبيبتي .... أشكرك على كلماتك الطيبة المشجعة .... انت محقة ما قصدته من عنوان الرواية ....هو المؤمن الصادق المحسن الظن بربه بين يدي الحق وهو اسم من اسماء الله الحسنى .... وانا مدينتي كلها عبارة عن جبال ....و بلدتي الاصلية دخلت في المجال الحضري للمدينة وهي ايضا فوق واحد من تلك الجبال ....وجل ماذكرته في الرواية من صميم واقع رأيته ... لكن المعالجة طبعا استعين بالشرع ..... تحياتي غاليتي ...🌷🌷🌷


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 12:59 AM   #734

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ : " ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ : ﺳﻔﻴﻪ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﺴﻔﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺭﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻫﻮﺍﻩ، ﻭﻣﻦ ﻳﻜﺬﺏ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺃﺗﻬﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻋﺎﺑﺪ ﻓﺎﺿﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻪ
ﻭﺣﺪﺙ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻓﻘﺎﻝ : " ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻣﺎﻟﻚ : " ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻨﻘﺺ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻨﻘﺺ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ، ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻧﺪﻩ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﺟﺒﺎﻧﺎ ﻟﺌﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﺖ ﻟﻠﺮﺟﻮﻟﺔ ﺑﺼﻠﺔ .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ﺃﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ ..... ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ... ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ... ‏) ... ﺷﻬﻖ، ﺣﻘﺎ ﺷﻬﻖ ﺻﺪﻣﺔ، ﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﺒﻜﻲ، ﻻ ﺑﻞ ﻳﻨﺰﻑ ﺩﻣﺎ، ﺃﻣﺴﻚ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻔﻴﻪ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﻠﻮﻋﺔ ﺃﻟﻴﻤﺔ .... ‏( ﺃﻧﺎ ﺃﻧﺰﻑ ﺣﻖ .... ﺃﺣﺸﺎﺋﻲ ﺗﺘﻘﺪ ﺑﺄﻟﻢ ﺭﻫﻴﺐ ... ﺃﻟﻢ ﻻ ﺍﺟﺪ ﻟﻪ ﻣﺴﻜﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻚ ..... ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﺑﻜﻲ ... ‏) ... ﺑﻠﻊ ﺭﻳﻘﻪ ﻳﺮﺩﻑ ﺑﻠﻮﻋﺔ .... ‏( ﺃﺑﻜﻲ ﺑﻼ ﺩﻣﻮﻉ .... ﻟﻴﺲ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀً ﻳﺎ ﺣﻖ ..... ﻓﻘﺪ ﺃُﻧﻬﻜﺖ ﻗﻮﺍﻱ .... ﻭﺍﺳﺘﻨﺰﻑ ﺍﻟﺼﻠﺐ ﻣﻦ ﺩﻣﻲ ... ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻗﺪ ﺟﻔﺖ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .... ﺑﻌﻴﺪ ﺟﺪﺍ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺍﻋﺪ ﺍﺗﺬﻛﺮ ... ﻣﺘﻰ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﺰﻳﻒ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ..... ﺁﺁﻩ ﻳﺎ ﺣﻖ ...!! ﺁﺁﻩ ‏)



ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ . ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺳﻜﻴﻨﺔ ﻫﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻌﻬﺎ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ، ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻭﻣﻮﺩﺓ، ﻭﻛﻢ ﺳﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻣﺎ ﻻﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ، ﻭﺟﺤﻴﻤﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺷﺮ ﺍﺣﺪﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ، ﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ . ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﻈﻮﻅ، ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﺴﻞ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ؟؟ .!! ﺿﻤﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻳﻨﻔﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺨﺎﻭﻓﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻳﻬﻤﺲ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ ...‏( ﻻ ... ﺍﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺜﻠﻪ .... ﺳﺄﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ .... ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﺣﺘﺮﻣﻬﺎ ﻭ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..... ﺃﺣﻤﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ... ﻓﻬﻲ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻟﻲ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﺳﻜﻦ .... ﻟﻦ ﺃﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﺧﻄﺎﺋﻪ ... ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻬﻦ ﺳﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻭ ﻧﺤﻦ ﺳﻜﻦ ﻟﻬﻦ ... ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭ ﺣﻘﻴﻘﻲ .... ﻭﻻ ﺷﺄﻥ ﻟﻲ ﺑﺸﻮﺍﺫ ﺍﻷﻣﻮﺭ .. ‏)

الجزء ده وكلامك عن السكن والمودة من اروع الكلام مؤثر وحقيقي احيييك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ..... ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ .... ‏) ....... ‏(
ﻟﻢ ﺃﻋﺶ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ ﺃﺑﻲ .... ﻓﻜﻴﻒ ﺳﺄﺟﺪﻩ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻬﻤﻦ ﻳﻜﻦ ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ﻛﻞ ﺻﺒﻲ ﺻﻐﻴﺮ .... ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ... ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻗﺪﻭﺓ ... ﺑﻄﻞ ﺧﺎﺭﻕ ... ﻳﻨﺴﺞ ﺃﺣﻼﻣﺎ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺿﺨﻢ .... ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ... ‏) ... ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺮﺩﻓﺎ ﺑﺠﻤﻮﺩ .... ‏( ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ...(!! ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺑﺒﺮﻭﺩ ... ‏( ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺪﺙ .... ﺣﻴﻦ ﻳﻔﻴﻖ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻠﻢ ﻭﺭﺩﻱ .... ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮﻕ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ؟؟ ....!! ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻳﻤﻠﺌﻪ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭ ﺍﻟﺨﺠﻞ .... ﻭﺍﻟﺬﻝ ﺑﻌﺪ ﻋﺰﺓ ؟؟ ...!! ‏)
🌷🌷🌷حبيبة قلبي ....لو فضلت سهرانة شوية أنا حنزل انهاردة أبكر شوية ....لان تعبانة ومش حقدر على السهر .انهاردة ...يعني تقريبا بعد ساعة كدا ...حنزل باذن الله ....شكرا ليك يا قلبي ....🌷🌷🌷


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 01:03 AM   #735

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة... تسجيل حضور وان شاءالله اكون بانتظار الفصل...

عذراً منك عزيزتي اخرت كتابة التعليق ومضت الأيام مسرعة ولم استطع ان اكتبه لا امس او اليوم لكنه في ذمتي وسأكتبه مع تعليق الفصل القادم...
🌷🌷🌷ابتهال حبيبتي ولله عارفة الاشغال ....انا عذراك يا قلبي ...وهي مناسبة علشان تحليل نهائي للمرحلة الأولى من السلسلة ....انا حنشر كمان ساعة باذن الله ...لان تعبانة ومش حقدر أسهر ....تحياتي غاليتي ...🌷🌷


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 01:57 AM   #736

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

انا سأبدأ النشر المرجو...عدم الاعليق الى حين الانتهاء ....شكرا 🌷🌷🌷

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 02:16 AM   #737

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم

وصلنا الى نهاية المرحلة الأولى ...لكن السلسلة لازالت مستمرة بإذن الله ...الفصل طويل كما العادة ...وكان باستطاعتي فصله الى فصل اخير و خاتمة ...لكن كيف لي ان أختم قصصا لم تنتهي بعد ....كل ما في الأمر ان المرحلة القادمة يليق بها اسما آخر.... لانه سيركز على ابن آخر من ابناء آل عيسى ...لنتابع رحلته برفقة البطلة الجديدة .... و العنوان الذي وفقني اليه ربي للجزء الثاني هو .. طوعُ يدي الحق.. الأسبوع القادم بإذن الله ....سانشر التواقيع والمقدمة فقط .....لنستانف الفصول تتابعا بعد ذلك ... أتمنى من الله التوفيق ...واسالكم المعذرة فأنا مجرد انسانة خطاءة ....

الفصل التاسع والأخير




ا

لا يصلح المرء حتى يترك ما لا يعنيه ويشتغل بما يعنيه فإذا كان كذلك أوشك أن يفتح الله تعالى قلبه له .....الامام مالك بن أنس ...

المشفى ...



يديها تغوصان في حجرها، تتكوم على أحد كراسي الانتظار، من يراها يظنها ساهمة في صدمة، إلا أن التي بجانبها، تسمع همهمات خافتة، وترمي كفيها المضمومين لتلمح تحركهما الطفيف، فتتيقن من انشغالها بذكر الله. تنهدت بتعب، والتفتت تتفقد الآخر، المتجمد مكانه، ملامح وجهه لا تُفَسّر. يربض صديقه جواره بصمت، وماذا سيقال في مثل هذا الموقف الصادم؟، وكأن المصائب اتفقت جميعها على يوم واحد لتنزل فوق رؤوسهم. تنبهت لمنصف يسألهما بوجوم ...(سأجلب بعض المياه ...هل أحضر لكما شيئا معينا؟..)... أومأت رواح برفض، بينما حق مستغرقة في الذكر. راقبت ابتعاده ثم همست لحق انها ستكون في الجوار، واقتربت من الساهم بوجوم. جلست جواره وانكمشت على نفسها مترددة. لا تنكر غضبها من والدته الغبية، التي كانت ستنهي حياتهم جميعا بسبب خزعبلات، لكنها تشعر بمصابه، بين صدمته في أمه، وشقيقه الذي لا أحد يعرف مصيره إلى الآن. نظرت الى أختها متفقدة من جديد، إنها تُظهر هدوء وتماسك ظاهري، لكنها الوحيدة التي تعلم جيدا مدى الخوف الذي يُرعِد قلبها اللحظة. انتزعت مقلتيها من أختها، تعيدها الى الرابض مكانه كمنحوتة أثرية، غادرتها الحياة لسنوات بعيدة. تنحنحت كي يتنبه إليها لكن عبث، وبدا لها في بئر سحيق، بعيد عنها كليا. ضمت شفتيها تبحث عن طريقة أخرى لتتواصل معه، علها تخرجه من حالته الجامدة تلك. رفعت كفها وقربتها من كتفه، لتلمس أعلاها بطرف سبابتها. لم يتحرك، فأعادتها لتنتفض حين نطق بنبرة باردة متباعدة، دون أن يتحرك من جموده....(ماذا تريدين ؟؟)... وضعت كفها على صدرها، بدهشة فلم يسعفها لسانها، من التوتر والتلبك. لم يضف حرفا آخر، فحثت نفسها تهمس بتردد...(هل أنت بخير؟؟...)... عض شفته فقطبت بريبة، تردف بقلق ...(لا تقلق ...كل شيئ سيكون بخير...)... رفع رأسه الى السقف، ثم تنهد وبعدها، ضحك. ضحك بنبرة بدأت رزينة لتعلو بهستيرية لفتت انتباه المارة وحق التي تناظرت مع اختها بحيرة، فسكت فجأة كما ضحك. عاد يعض شفته ويهز رأسه يومئ مؤكدا، يقول بيأس لا علاقة له بكلماته...(أجل ......كل شيئ سيكون بخير ....).... ثم قام بعنف يختفي داخل رواق جانبي. فرت رواح بخوف تهمس، ...(يا إلهي !!... لقد فقد عقله ...)... (لا ...هو مصدوم ...).. رفعت نظرها الى منصف يمد لها بقنينة ماء، امسكتها، وجلس يستطرد بحزن به شيئ من الغضب ...(وأنا الذي ظننت أنني أفلحت أخيرا في وضعه على أول الطريق ....كي ينسى مآسي عائلته ....لنعود إلى الصفر من جديد ...)... فغرت رواح فمها تحاول مواكبة حديثه، بينما هو يكمل بسخرية واجمة ...(بل أسوء .....تحت الصفر ....)... فتحت القنينة تقول باعتراف ....(لو كنت مكانه لجننت .....أنا أتمالك أعصابي بأعجوبة.... تصور أنت...والدتك تسمم العائلة و والدك يقتل شقيقك ...)... شهقت تقشعر من قسوة الكلمات، فشربت القنينة بأكملها، ليقول منصف بحزن... (إنها ضربة قوية ...وبحسب معرفتي بعيسى ... سيتعذب كثيرا حتى يعود الى عادته ....)... قطبت بحيرة، بينما هو يزفر بضجر يتساءل بقلق ...(أين اسماعيل؟؟ او الحاج إبراهيم ... لو نطمئن على إبراهيم.... قد يسهل ما بعده ...)... عبست رواح تقول بمقلتين لامعتين ...(إبراهيم بخير أنا متأكدة.... )... نظر إليها منصف، فأردفت دامعة، وهي تحدق بأختها....(لا أستطيع التفكير في غير ذلك ...لا استطيع .....لذا! ....)... مسحت دموعها تقول بتصميم ....(هو بخير ....والحاجة إيجة أيضا ستكون بخير ....ولن تعيد فعلتها بعد أن كادت تفقد ابناءها ....وكل شيئ سيتحسن بإذن الله ....). ...ابتسم وإن كان بحزن يقول ...(آمل ذلك حقا ....سأذهب لرؤيته ...عن اذنك)... هزت رأسها ثم عادت تضم أختها، تهمس لها بكلمات مطمئنة. علا رنين الهاتف فأسرعت حق تسحبه من جيبها، تهمس بلهفة تحت انظار رواح المريبة ....(إبراهيم!! ...)... وكانت تلك اللحظة، التي ذرفت فيها دموعا صامتة، احرقت خديها، فتتسع مقلتي رواح بهلع، انقلب الى صدمة حين اردفت حق بنبرة تثير الشفقة والرأفة في آن واحد .....(تعال الي ....الآن.... أعلم ....من فضلك ....إبراهيم !!...)... صمتت قليلا تنصت والدموع مدرار على خديها، لتهز رأسها كما لو ان محدثها يراها، ثم همست بطاعة ....(أستغفر الله العظيم ..... أنا انتظرك ...لا تتأخر ...).
………………………
[IMG][/IMG]

قبل ساعات ...

)هل تأكدت من الأمر ؟؟...)... قالها إبراهيم وهو يرتدي الواقي من الرصاص، ليرد عليه طارق بالعا ريقه بغضب، يحاول كبته وإرجائه الى وقته المحدد....(أجل ....لقد تحققنا من كل ما أخبرنا به ...اليوم بعد موعدك الأسبوعي مع العمال ….سيرسل من يتصيدك... )….هز رأسه بوجوم، فلاحظ زفرات طارق المتوترة ...(ما بك ؟؟.... لست في مزاجك ....هل هناك شيئ ما لا أعلم عنه؟؟..)... مسد أعلى أنفه بإبهامه ثم قال بحزم ...(ليس الآن... كل تركيزك على ما ستفعله ....لا أريد انفعالات إبراهيم... مفهوم ..؟؟)... أومأ بوجوم، ثم انطلقوا الى وجهتهم.
ظل على أعصابه في جولته الأسبوعية على كافة المواقع، لم يستطع التركيز مع العمال، يهز راسه بسهو، يتلفت بعينيه كل حين. لام نفسه حين تأمل مجددا، في رجل لا يريد أن يقتنع انه لا يمت للأبوة بصلة، لكنها فطرته السليمة، وقلبه المجبول على الرحمة، يظل ينفي له استحالة قتل اب لابنه من أجل مصالحه، مهما كانت. ومع كل لحظة تمضي، كانت آماله تعلو وتعلو، بقلبه اليائس من عاطفة لن ينالها أبدا.
بلى ....آماله تعلو وتعلو حتى اوشكت بلوغ عنان السماء، ليعلو عليها صخب دوي تبعه ألم في صدره. هوى على الأرض فلم يكترث للهرج والمرج، بل استسلم لحضن الأرض الرحب، وفتح مقلتيه على اتساعهما يرمق السماء من فوقه. والده قد أوصد آخر أبواب وده في أعماق قلبه.
ربتات قوية على صدره أجفلته من تأمله الواجم، يشعر بقناعة غريبة، كما ييأس الأحياء من الأموات. نظر الى طارق الذي ابتسم يقول بحزم ...(حمدا لله على سلامتك ...هيا قم ...الوقت ينفذ منا ...)... تحرك وهو يتلمس على صدره من ألم ليس بعميق، تماما كألمه تجاه ذلك الرجل الذي أصبح وأخيرا خارج دائرة قلبه. ...(سيزول قريبا ...لا تقلق ...).. قالها طارق بخبرة، ثم أردف يسأل ...(لازلت تريد مرافقتنا؟ ...أليس من الأفضل لو تنتظر في المركز؟؟...)
اومأ بإصرار يجيب بتصميم...(لا ....لن يفلت هذه المرة ...)... حرك طارق رأسه بيأس ثم اشار له ليتقدمه ....

يتبع .......

noor elhuda likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 02:30 AM   #738

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]

في نفس تلك اللحظات ....
اوقف سيارته يبتسم بسرور، أحد جواسيسه أبلغه بتنفيذ يونس آل عيسى لشقه في الاتفاق، أخيرا تخلص من نده، وسينفتح له طريق النجاح على وسعيه. لن ينكر تفاجئه من قتله لابنه، لقد ظنه سيتقيد باتفاقهما في تشويه سمعته فيضمن ازاحته من طريقه ليبقى المنصب من حق عائلته. لطالما كان حجرة عثرة في مسعاه، إن كان في عمله أو أفراد عائلته، أو حتى حبيبته الوحيدة كانت ستكون له، وكانه لم يكفه كل ما حصل عليه ليحصل على صباح الغبية، حبيبته منذ الصبا، التي تظن نفسها تحب شقيقه الأحمق، كما تظن انه يساندها. لا تعلم أنه وافقها على خطتها الغبية فقط كي تمده بوقت ليتخلص من تلك العائلة نهائيا، فضربته الأخيرة ستكون نسفا لأساس عائلة آل عيسى بكاملها. تحرك يفرد قامته متكئا على سيارته منتظرا، كي ينفد هو شقه من الاتفاق. وما هي إلا لحظات و وصلت الشاحنات الى المقر، تسلم من العامل ما كان في انتظاره، والتفت مسرعا الى وجهته .
تلفت حوله قبل ان يدخل الى البناية، فابتسم طارق ببرود وهو يجهز مسدسه، ثم أشار لمساعديه ليتخذوا أماكنهم حول البناية، استدار الى ابراهيم يهمس بتحذير...(ابقى هنا ...أنا أحذرك ...).. أومأ له ببرود، فانطلق كل الى موقعه. لكن ابراهيم لم يكن ليضيع عليه فرصة النظر الى عيني ذلك الرجل وهو يُقبض عليه.
فتح له الباب بسرعة ومد له بيده يتفقد الأمانة، فقال مجيد...(كما طلبت ...أوراق ثبوتية لن يكشف زورها أحد ....وهذه البضاعة التي طلبتها ...)... قطب مجيد يقول بطمع ...(من هؤلاء الناس الذي ستهرب لهم الماس ؟؟...)... ابتسم يونس بسماجة يقول ...(الطمع ....و الشباب .....مممم .... أحسدك ..)... ضم مجيد شفتيه امتعاضا، ثم تفقد المكان حوله وهو يقول بريبة ...(لما غيرت مكان اختبائك ؟؟....وجدت صعوبة في الوصول ...)..رد عليه بضجر يتفحص الأوراق بين يديه ...(أنا لا أثق بأحد ....لذا أغير مكان اختبائي دوما ...)... هز راسه يسأل بحيرة ...(حتى ابنك ؟؟)... رفع راسه قائلا بقرف ..(خصوصا الأبناء ...مجيد وداعا ...هيا!!..ولا تعد لأنني راحل الآن...)...هم بالخروج ليجد المسدس في وجهه، وطارق يقول بتهديد ...(أخيرا يا يونس آل عيسى .... انتهت رحلتك، توتر وزاغت نظراته، بينما مجيد الجبان يرفع يديه متنصلا ...(أنا لا علاقة لي به... كنت أبحث عنه مثلكم ...)... اتسعت بسمة طارق يقول بتهكم ....(أجِّل اعترافاتك العظيمة .... سنسمعها أثناء التحقيق ...). ... في تلك اللحظة، حذفه يونس بما في يده ليفر في لمح البصر، وطارق في اثره. عض مجيد على شفته بغيض وهو يستسلم للشرطة، بينما يونس يلهث فارا عبر الدرج الخلفي للبناية. تنفس الصعداء حين حط برجله على عتبة الباب الخلفي، وهم بالإسراع لتنشل أطرافه يرمق الذي أمامه بمقلتين جاحظتين، فيبتسم ابراهيم بسخرية مريرة يقول بنبرة غادرتها الروح...(هل تفاجأت برؤيتي؟؟... للأسف جريمتك لم تكتمل ...ولن تتخلص مني بسهولة ....)... تلاحقت انفاسه يهتف بسخط ...(لطالما علمت أنك ابن عاق ...لا فائدة منك ....حاولت صنع رجل جبلي لا يقهر منك ...لكن عبث ...ستظل تتبع المشاعر كالنساء و تولول مثلهن ....وها أنت تبيع الرجل الذي انجبك ...من أجل الغرب ...)...ظل يرمقه بملامح فارغة، دون حتى أن يتكبد عناء الرد عليه. ليمسكه طارق من الخلف قائلا، وهو يقيد رسغيه....(أنت من يثرثر مثل النساء .....ابنك رجل بحق ...يفخر به اهل الجبل جميعهم ....)... كلاهما يتناظران ببرود وجمود، تحدث طارق حين وصل قربه قائلا بتهكم...(ذكرني ان لا أثق بك
…في ما يخص طاعة الأوامر..)...
لكنه لم يكن أبدا في مزاج للمزاح أو حتى التحدث. اليوم فقد والده، اليوم سيقيم عزاء ويعلن عن وفاة والده، اليوم فقط قد اقتنع قناعة الأحياء من الأموات.
……………………….
لاحقا في المركز ...

تفاجأوا بكم الناس من أهل الجبل الذي انتصبوا منتظرين بعد سماعهم لما حدث، وأول من لمح هم عائلته برفقة الحاج عبد الله، و ياسين وحتى الحاج زكريا و والده وأخوه يحي. كان المركز كموسم عيدي، من تجمع أعل الجبل يتقصون حقيقة الأخبار. مال طارق عليه يهمس بهدوء ....(سندخله من الباب الخلفي.... وأنت أدخل من هنا كي يتلهوا بك ...)... نظر إليه بريبة يرد...(طارق ....إياك ... إنه...)... شد على فكيه، فقال طارق مؤكدا ...(لن يفلت من بين يدي ....ولن أفارقه أبدا ....توكل على الله..)... تنفس بعنف يرمقه للحظة، ثم أومأ قبل أن يخرج.
عم الهرج والمرج وكل يسأل عن حقيقة ما قيل، حتى أن اسماعيل وجده تركا الحاجة إيجة في المشفى، حين أخبرهم أن إسعافها سيأخذ وقت. زفر اسماعيل وهو يدس الهاتف في جيب سترته، فرقم شقيقه لا يرد. يرفض أن يصدق بموته، يعلم أن هناك امر ما وعظيم لكن ليس موته، قلبه ينبض بقوة في صدره رعبا، لم يخف هكذا من قبل، يومه ذاك كان الأول في كل شيئ لم يجربه من قبل، نبرة صوة شقيقه لا تفارق أذنيه، وهو يوصيه خيرا بالعائلة. حرك رأسه ينفض عنه الأمر، فنظر الى جده يتلمس منه تفنيدا يساعده على التأمل، فكان في انتظاره، يعلم بالزوابع في عقله، ألا يشعر بها هو الآخر ؟؟. لقد مال ظهره من عظم العبء، وكأن سنوات أخرى أضيفت الى عمره الطويل، لا يظن انه سيتحمل هذه المرة إن تلقى ضربة أخرى، إن مُنِيَ بفقد آخر يكسر ظهره عن آخره. .....(ابراهيم ...!!).... التفتا يتتبعان نبرة ياسين، لينسى إسماعيل كل من حوله، يهرول متجها إليه، توقف أمامه يمسكه من ذراعيه يقول بدموع حبيسة، رمشت لها مقلتيه كي يتأمل شقيقه الحي...(أنت حي ....سالم ...أنت ....ابراهيم ؟؟!! ....)... ابتسم ابراهيم بإشفاق، كان يعلم أي صدمة سيتلقونها، لكن لم يكن بيده حيلة. سحبه يضمه بشدة يريد حمايتهم مما سيعلمونه بعد قليل، كما ظن أنه فعل قبل سنين ليكتشف أن الألم قد نخر في قلوبهم مثله تماما....(اهدئ أخي ...أنا بخير ...). ... أبعده بعد برهة، ليستدير الى جده، الذي ربت على كتفه يبتسم بأمل أشرقت له قسمات وجهه التعب من هموم الزمن. صافح الباقي ليبادره الحاج عبدالله بالسؤال العالق على أفواههم ....(ماذا حصل يا بني ؟؟...ما هذا الذي يصرخ به الرجال؟؟...يقولون أن والدك قتلك ....)... رفع ابراهيم دقنه بأنفة، ولمعت مقلتيه بقوة يقول بتصميم ....(والدي توفي يا حاج عبدالله ....ومن حاول قتلي اليوم ....رجل لا يمت لعائلة آل عيسى بصلة .....مجرم قاتل ...سينال عقابه عن كل جرائمه...). ...ارتابوا من معنى كلماته، بينما اسماعيل يجعد انفه امتعاضا فقد فهم على شقيقه الذي اردف بكبرياء ....(قد يكون ذلك الرجل ....يحمل لقب آل عيسى .....لكنه بالنسبة إلينا مجرم ....لا أكثر ....لذا لا أريد لأحد ان ينعته بلقبنا بعد اليوم ....)... جحظت مقلهم، فالذي قيل حقيقة، والوالد قد حاول قتل ابنه. تركهم ابراهيم يتمالكون صدمتهم ودخل بخطوات واثقة، عازما على طي صفحة الماضي الى الأبد.
……………………………..

[IMG][/IMG]
المشفى ...

يراقب جموده بصمت، فهو أدرى الناس به، لن يستجيب لأي من محاولاته، مهما قال وتصرف. سيعود عيسى المتجاهل لكل شيئ من حوله، سيدعي التهور مجددا، ويضيع بين أسوار صدمته من جديد. لفتت انتباههم رواح تهتف ببهجة، وهي تحاول تدارك لهفتها برجلها الضعيفة... (ابرا..... ابراهيم حي ....لم يحدث له شيئ!! ...)... احتد تنفس عيسى، بينما منصف يهتف باسما ...(حقا!!... كيف علمتِ؟؟)... تمالكت أنفاسها ترد بسرور ...(حدث أختي حالا ....هو بخير ...وسيأتي قريبا ...)... هز منصف رأسه بنفس سرورها، إلا ان بسمتها هي اختفت، حين لاحظت جمود عيسى، وعدم تغيره. فأشار لها كي تحاول معه، وابتعد معتمدا على مكانتها في قلبه وإن انكرها. رمقته بصبر، ثم اقتربت تحثه ...(ألم تسمعني ؟؟...ابراهيم بخير ...)... لم يتحرك من جموده، وهي تردف بحنق ...(يا إلهي ما بك؟؟... اخوك بخير ...ووالدت....)... بترت كلماتها تشهق بحدة، وهو يسحبها بعنف من رسغها، دفع بابً لغرفة ما فارغة، ودفعها ليصطدم ظهرها بالحائط، أنّت بألم نست أمره سريعا حين أمسك بذراعيها يقترب منها سائلا ببرود ...(ماذا تريدين يا رواح؟؟)... تلاحقت انفاسها بتوتر وخوف، وهو قد تغيرت نظراته الى زيغ لم تألفه منه، يردف ببسمة قاسية هي في ظاهرها....(هل الفتاة الصغيرة ...تشفق علي؟؟... )... همت بالتحدث فشد على ذراعيها يقترب أكثر، مردفا بفحيح زاد من رعبها فارتعشت ...(أنت من بين كل الناس ....يجب ان تعلمي عن الشفقة .....والكبرياء ....)... ثم لعق شفته السفلى قبل ان يعضها، وهو يتأملها من رجليها الى وجهها بوقاحة متعمدة، يستطرد ...(انقلبت الأدوار....أليس كذلك ؟؟... لكنني على عكسك ...قد أقبل بأي شيئ تقدميه لي ....ففي النهاية ...أنا ابن ...لأب وأم مجرمين ....يقتلان بدماء باردة .... حتى أبناءهما ...)... رفع يده ليلمس خدها، فدمعت عينيها بخوف، تهمس برعب ....(عي.....سى !!...)... اتسعت مقلتيه وكأنه وعى على أمر ما، كان صراعا للحظة وجيزة، تبعه تصميم على ما قرره، فاخفض رأسه محاولا تقبيلها. لينسى، ليبعدها عن قلب لا امل له من الشفاء، لينتقم من احد مهمن كان، ليهون على الجحيم في قلبه. لا يعلم، لا يفهم، كل ما فعله انه انقاد خلف رغبة طغت على آلامه. تململت بنحيب تريد الفرار، لكنه سجنها بينه وبين الجدار من خلفها، يهمس بنبرة تظهر غياب عقله عن ما يفعله...(ماذا بك يا آنسة مشفقة؟؟....هل تراجعت عن شفقتك ؟؟...لا ....لا يمكنك ....انا أريد تلك الشفقة ...وسأحصل عليها ... )... حاول تقبيلها مرة اخرى، فرفعت يدها بقوة ليست لها، بل نبعت من قلب أُهين على يد من بدأت بتلاته تتفتح على يده، لتحط بصفعة دوت و لأول مرة على وجهه، أيقظته من ضياع، أقسم ان لا يفلته ليشفى من مستنقعه المميت. انتفض يعود بخطوة الى الخلف، ورفعت دقنها باستعلاء وإن اختلطت بدموعها تقول بنبرة مرتعشة تشوبها الخيبة و الصدمة ...(تلك الصفعة كي تعي على نفسك يا ابن آل عيسى ...لا أريد أن أرى وجهك بعد اليوم ....إلى الجحيم بكل عقدك ....يا منحل!!)... ابتعدت وهو يراقبها بلهاث، وبطريقة ما قد أفلحت في إيقاظه، ليهمس بنبرة مصدومة ...(ابراهيم حي !......يا إلهي ماذا فعلت ؟؟....رواح!! ....)
…………

قبل لحظات في نفس المكان ...

تمسك بالهاتف بين كفيها، تحمد الله على فضله وكرمه، تتنفس الصعداء، شتان ما بين لحظة واخرى. مسحت على وجهها لا تصدق أن ما مرت به من جحيم انجلت غيمته السوداء، مع انها تعلم عن كل المخطط، لكنها لم تتحكم في قلبها الذي ارتعد في صدرها، حين سمعت خبر وفاته. كذبته وأحسنت ظنها بربها، كما حادثة حماتها أضافت من توترها. رفعت راسها تستشعر وجود شخص ما، ليصدق احساسها حين حدثتها صباح بارتباك واضح، رغم النظارات السوداء الملتهمة لنصف وجهها. ....(كيف ...حال ....الحاجة؟؟...)... وقفت حق ترد بهدوء ...(لا نعلم بعد ..)... هزت رأسها بتوتر مرات عدة، ثم فركت يديها ببعضهما، قلبها يكاد يتوقف من الخوف. بلغت عن الدجال وقبضوا عليه، وارسلت من يهدده إن هو ذكر اسم عائلتها في أي مكان. لكن خوفها الأكبر هي الحاجة، لا تعلم ماذا حدث بعد تهديديها لها؟ هل بلغت أولادها؟. وماذا سيحدث مع كل الإشاعات عن موت ابراهيم؟... لقد اختلط كل شيئ في فوضى عارمة. وهي .....هي لم تعد على طبيعتها، صدرها يؤلمها طوال الوقت وتلهث وكأنها تعدو بأقسى سرعاتها. عقلها مشوش، يحثها على أمور عظيمة، كقتل إيجة قبل ان تفضحها، فتخسر حلم حياتها، وكقتل هذه الفتاة أمامها، سبب المصائب من الأساس. تلبكت حق من جمود الفتاة أمامها لا تعلم عن توترها سوى من يديها الحمراوتين من كثرة دعكهما ببعض. فيقاطع صمتهما قدوم منصف الذي هتف بسرور ...(حمدا لله على سلامة ابراهيم ....أدعو الله ان تشفى الخالة إيجة ....فتنقشع ضبابة الغم ...)... شهقت صباح تسأل بارتعاد مثير للريبة...(ابراهيم حي؟؟... احمممممم ....اقصد ....ما قيل كله اشاعات بالطبع ...).. جعدت حق دقنها بتعجب، بينما منصف يجيب بجمود ...(الحمد لله ....الله لطف وستر...)... هزت رأسها تخطو بروية لتهوي على المقعد تقول ....(سأنتظر إذن ....لعلنا نسمع خبرا عن الحاجة ...)...
تناظر منصف وحق التي هزت كتفيها بجهل، ثم استدارا الى رواح التي ارتمت على أختها تنتحب بصمت. ضمتها حق بحنو تسأل بخوف.. (ماذا حدث رواح؟؟..)... اقترب منصف يسأل بريبة جعلت صباح هي الأخرى ترمقهم باهتمام ....(تركت مع عيسى ....هل علمتما شيئا عن الخالة؟؟...)... اومأت بسلب ثم قالت تقصد حق ...(سأذهب إلى البيت أختي ..)... قطبوا بحيرة فاستطردت بنبرة مستجديه ...(من فضلك اختي ....أنا تعبة ...لازلت مريضة ...)...(سأطلب لك سيارة أجرة ....)... التفتوا إلى عيسى المترقب بتوتر، باستثناء رواح التي ابتعدت عن حق تهتف بحزم ....(سأهاتفك من بيت أهلي ....اهتمي بنفسك ....وشفا الله الحاجة ....الى اللقاء ...)...أومأت حق بريبة ودهشة، بينما منصف يرمق عيسى بيأس، فزفر الأخير مسرعا ليلحق بها. مسحت دموعها وتنفست كي تتمالك نفسها، ثم وقفت على ناصية الشارع كي توقف سيارة أجرة ....(انتظري!! ....رواح ...)...زفرت بغضب وتخصرت، تكرهه في لحظتها تلك، ولا تريد حتى رؤية وجهه، تريد فقط لانزواء بنفسها كي تحلل ما تشعر به تجاه فعلته الشنعاء. توقف امامها يهتف بنبرة شابها التوتر وإن حاول إخفاءه...(رواح ....أنا ...)...التفتت اليه تقول بنبرة هادئة لكن مهددة، تتجنب جلب فضيحة لنفسها...(ابتعد عني ....ألا تفهم ....لا أريد رؤيتك ...بل لا أريد معرفتك من الأساس ....حين تراني في المستقبل ....قدم لي معروفا وتجاهلني ...)... أشارت لسيارة أجرةٍ لمحتها، وأسرعت دون أن تترك له المجال لينطق بحرف.
مسد على جبينه بتعب، ما فعله بها لا يغتفر. لعن من بين أنفاسه المتلاحقة وهو يستدير عائدا، ليلمح سيارات عائلته، فتجمدت خطوته قبل أن يتأكد من هيئة شقيقه ابراهيم ليُطلق العنان لساقيه حتى المعطوبة، ويرتمي بين ذراعيه يضمه إليه. إنه والده ....ليس ذلك الرجل الذي دمر طفولتهم و لازال يحاول تدمير ما تبقى من عمرهم، بل هو،، ابراهيم من حرص على أن يتربوا بطبيعية وسط سلوك والدهم الشاذ، من حماهم بجلده هو، ومن ضحى من أجل مستقبلهم بمستقبله هو. إبراهيم من يستحق أن يحمل صيغة والد، ومن أجله هو قد يفعل أي شيئ.
ربت ابراهيم على رأس شقيقه بحنو، يعلم مدى تأثير بتقليب المواجع وآلام الماضي، لكنه يؤمن بشفائه، بل بشفائهم جميعا. سيجدون طريقهم كما وجده هو، يدعو الله أن يمده بالعمر كي يحرص على ذلك....(ماذا حدث؟؟... لقد ظننت...).. اومأ ابراهيم يقاطعه بمهادنة ...(ستعلم كل شيئ ....لكن دعنا نطمئن على أمي ....)... عبس عيسى حين تذكر أمر والدته، وهز رأسه بلا معنى. سمح له بالتقدم و تلكا خطوة يهمس لأخيه اسماعيل ...(هل علم عن أمي؟؟...) ...أومأ بالسلب يرد هامسا ...(يظن انها صدمت بما سمعت ...لكنني لن أخفي عليه الأمر....)... تنفس عيسى بكرب وخطى خلفهم.
تسمر منصف مكانه بتلبك بين الفتاتين، جاهلا بما يجب عليه التصرف. كما فضل عدم التطفل على صديقه الغبي الذي من الظاهر انه تسبب بجرحٍ للفتاة سيندم عليه كما لم يندم على ما فات من تهوره. يستغرب حقا من مشاكل هذه العائلة التي تمنى ان يتعرف على أفرادها، بعد أن أحب عيسى وتأثر بصداقة شخصيته الفريدة من نوعها، وها هو الآن ينغمس أكثر فأكثر في مشاكلهم، وبدأ يألف عشرتهم. صديقه المتهور لا يعلم اي محظوظ هو، بشقيقيه وجده، وباقي عائلتهم الكبيرة وإن كانت متباعدة، حتى والدتهم ربما قد تكون آثمة بما فعلته، لكنها تحب أولادها بل تعشقهم. بينما هو نشأ وحيدا مع والده، لن ينكر أنه والد محب، يعشقه وبدل عمره و حياته بهدف اسعاده و تأمين مصاريف دراسته ومعيشته. لكنه بالمقابل كبُر وحيدا، دون إخوة أو عائلة، فهو أيضا كان وحيد والدين من مدينة انقطعا عنها، حتى انقطعت صلات الرحم. لم يتزوج بعد وفاة والدته، مكتفيا به وبأعماله المتعددة ليؤمن لهما حياة كريمة. هو يعشق والده لكنه يغبط عيسى على عائلته الكبيرة، أصله و فصله الذي يعلمه جذوره الى أعمق نقطة تحت الجبل.
وعى على وقع خطوات كثيرة، ليرفع رأسه الى شاغلي أفكاره. ابتسم حين لمح ابراهيم، لتتسع بسمته حين انسلت الرزانة من صاحبتها وهرولت ترتمي بين ذراعي زوجها.
استقبلها بين ذراعيه، فحلت عليه كنسمة باردة أثلجت صدره. ابتسم بثقة بشأن جميع قرارته في نسيان كل نقمة حلت عليه كبلاء، وسيستمتع بكل نعمة أغدق بها الله عليه، أولها هذه الفتاة على صدره، وفي قلب صدره، تلك التي أحبته بصدق كشقيقيه، وجده، ووالدته التي تقبع في غرفة العناية المركزة. رفعت وجهها إليه ترمقه بدموع اغرقت ملامحها، تهمس باسمه دون ان تنطق به بالفعل، ليومئ لها برسائل من أعظم قصص الغرام، وأصدق أساطير الوفاء، حب لا يحتاج لتعبير أو قول، ولا ورود وأشعار، بل حب كعقدة جمعت بين قلبيهما برباط مقدس، لم يلزمه وقت طويل كي يُسقى بماء من ينبوع الحياة.
جحظت مقلتيها حين سمعت تنحنحا تعرفه جيدا، يخص والدها، لتبتعد منتفضة تطرق براسها من الخجل، ليخفي الجميع بسمة لا تليق بالموقف إطلاقا، باستثناء اسماعيل الواجم، يحدق منذ دخوله بتلك القابعة على أحد الكراسي بتوتر ملحوظ. سأل ابراهيم بجدية كي يخفف من توتر حبيبته المرتعشة، والمحمرة وكأنها اقترفت فعلا فاضحا وبمكان عام. ....(لما تأخر الأطباء ؟؟...)... تحدث منصف بقلق يرد ...(أخبرنا سابقا أنها جلطة في الدماغ ...وسيحتاجون وقت لإسعافها .... لازلنا ننتظر ...)... نظر الحاج عبدالله الى حق يسال ...(اين أختك ؟؟...) ... ردت بارتباك ونبرة هامسة ...(لقد غادرت الى البيت ...)...رد بهتاف ساخط ...(لما ؟؟... ألم تستطع الانتظار حتى تطمئن على الحاجة ؟ ...لم أربها على هذا ...)... ارتعدت حق بزيادة، تحاول التفكير في رد لا يوقع اختها في المشاكل مع والدهم دون ان تذكر ما حدث من حماتها، وياسين يرمق والده بعتاب، ليتدخل عيسى مدافعا ....(نحن طلبنا منها المغادرة عمي .... هي تعبة و مريضة ...فأجبرناها على المغادرة...)... تنفس كل واحد منهم الصعداء ولسبب مختلف، بينما ابراهيم يشير الى الدكتور أمين يظهر أخيرا، برفقة أطباء آخرين، .....(ما الأخبار يا أمين ؟؟...من فضلك ...كيف هي أمي؟؟..)... تنفس بإعياء يرد ...(لا أخفي عليكم الأمر خطير ....ارتفاع ضغط الدم المستمر دون علاج ...سبب بجلطة في الدماغ... وهي نوبة مفاجئة وشديدة يحدث فيها تمزّق أو انسداد في وعاء دمويّ دماغيّ، مما يقطع جريان الدم في الدماغ للمنطقة التي يغديها الوعاء الدمويّ الذي حدث فيه الانسداد أو التمزّق، مما يؤدي إلى فقدان للوعي و شلل في وظيفة يقوم بها جزء الدماغ الذي حدث له نقص التروية....وهنا الشلل أصاب نصف جسدها....سنقوم بكل ما يلزم ....اما الشفاء فعلى الله وحده ...أدعوا لها ..)... تغضنت ملامحهم بحزن شديد، وابراهيم يتساءل إن قدر له فقدان والديه في يوم واحد، استغفر سرا، وسأل الطبيب بوجوم ....(بما تنصحنا بخصوص علاجها ؟؟.. ..)... أجابه يربت على ذراعه ...(الدعاء يا ابراهيم ... كنت لأطلب منك أن تسافر بها الى الخارج ...لكن هناك بعثة طبية مكونة من أهم المتخصصين العالميين ....قادمة الى هنا هذا الأسبوع.... هاتفت المتخصص في الأعصاب.... فطلب مني إرسال ملفها بالكامل ....كي يطلع عليه وهو قادم ...عن اذنكم....).... تجمعوا يتبادلون الحديث عما ألم بهم، لتطرف عين اسماعيل الى التي قامت تتسحب خفية فتتبع خطواتها بتصميم... (آنسة صباح ....)... تجمدت خطوتها، ليدوي قلبها بشدة، هل علم عنها؟. استدارت تخفي توترها بفشل ذريع، تنطق بتقطع ...(حزنت جدا على حال الحاجة ....أسال الله لها الشفاء العاجل ...)... ضم شفتيه يرمقها بترقب تكرهه، حين يستعين بنظرته المختصة، لينشر الخوف والرعشة عبر أوردتها...(آنسة صباح .....انا سأطلب منك وللمرة الأخيرة...لا أريد رؤيتك بالقرب من عائلتي ....)... نظرت اليه بعد ان أزالت نظارتها بغضب، ليضيق مقلتيه متحققا من السواد تحت عينيها، والبشرة الشاحبة...(أنا جئت اطمئن على الحاجة ... يا ابن الأصل والفصل ...).. لم تتغير ملامحه يركز على الرعشة في يدها اليمنى، التي ضمتها في قبضة تخفيها خلف ظهرها قائلا بهدوء...(إنذار لآخر مرة ... إن لمحت طيفك بعد اليوم ....في بيتنا أو المشفى .....سيكون حديثي مع والدك ....ولن يعجبه ما سأخبره به أبدا ...)... هتفت بخوف أضافت من ريبته .....(ما هذا الذي ستخبر به أبي ولن يعجبه ؟....)....ابتسم بتهكم بارد، يرد بغموض ...(ستعرفين من والدك حين تعصين أمري .....وداعا ....)... واستدار عائدا الى المشفى، بعد أن أومأ لياسين الخارج منشغل بمكالمة هاتفية، ويقينه يؤكد له تورطها مع والدته. أما هي فقد رفعت رأسها بتكبر تعيد النظارة الشمسية، وزينت ثغرها ببسمة مزيفة. اقتربت من ياسين تهتف بتحية مستعينة بنبرتها المغرية ....(كيف حالك ياسين ؟؟..)... أبعد الهاتف قليلا يعتذر ....(مرحبا آنسة صباح...اعتذر ...المكالمة مهمة ....عن اذنك ....)... زفرت بغضب اصطكت له أسنانها تهمس بسخط وهي ترحل .....(غبي!!!)..
استأنف حديثه مع السيد عمر ....(طبعا عمر .....يمكنها العودة الى العمل .... هل أخبرتها بشأن زوجها؟؟...). اشتدت اعصابه عند ذكر ذلك الرجل، يشعر برغبة في اهمال علاجه الى ان يقضي نحبه، لولا السيد عمر الذي اقنعه بالتبرع لعلاجه، كي تستطيع حفصة التخلص من ذكرياتها كلها، فإذا مات قد تكثر الأقاويل عنها وعن غموض موته، ومع اتهامات حماتها وشقيقتها، ستبقى عرضة للشبهة. استسلم لمنطقه فقط لأجلها هي، وتكفل بسائر تكاليف علاجه. تحدث يقول ...(نفس المحامي الذي خلصها من القضية ....ينتظر توكيلا منها و سيبدأ بإجراءات الطلاق .....).... هز رأسه وكأن الآخر يراه، ثم انهى المكالمة، ليلتفت باحث عن صباح. تلفت حوله وهز كتفيه حين لم يجدها، واستدار عائدا الى المشفى.


يتبع .....

noor elhuda likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 02:38 AM   #739

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي




بعد عدة ساعات ...

غادر يا سين برفقة والده، من خلفهما باقي الرجال من كبار المدينة والأقارب، بعد أن طال انتظارهم، فاخبرهم الطبيب بعدم اهمية بقاء احد، فالزيارة ممنوعة والمريضة لاتزال في غرفة العناية المركزة. استسلموا أخيرا فقال ابراهيم يحدث أفراد عائلته بحزم ....(أريدكم مجموعين في البيت بعد ساعة.... سألتقي بالمفتش طارق .....ثم ألحق بكم إن شاء الله ....هناك موضوع مهم.... يجب أن تعلموه ...)... رمقوه بريبة، ليقول الحاج ابراهيم شاكرا لرحيل الرجال...( بلى بني اريد ان اعرف كل شيئ...) ....نظر إليه ابراهيم بشفقة، فمصيبته في ابنه اكبر. يدعو الله ان يتحمل تبعات فضائحه التي لا تنتهي. ...(بالتأكيد جدي ....كل شيئ ....اذهبوا إلى البيت وانتظروني ...). ...همس لحق بأن لا تقلق وان تغادر برفقة جده ثم انسحب.

.....................................
مركز الشرطة ....

مسح على وجهه بضجر يهتف بسخط....(ألا تخجل من نفسك يا رجل ؟؟...أخبرتك.... كل شيئ لدينا مسجل صوت وصورة ...اعترف ووقع لينتهي يوم الجحيم هذا!! ...)... تجعدت ملامح مجيد، ينتفض قلبه رعبا، ضيع مستقبله بيديه، وانهد المعبد على رأسه. ...(تحدث يا مجيد!!!)... انتفض بدنه فتمتم بما كان معلوما، وزفر طارق بامتعاض يشير له الى موضع التوقيع. خرج مكبل اليدين مُطرق الرأس عينيه يملئهما الخزي. امسكه والده يهتف به والغضب أبرز عروق وجهه...(هل ارتحت الآن؟؟....لماذا يا مجيد؟؟ .....ماذا كان ينقصك بني؟؟... كان لك كل شيئ تمنيته ....لما جلبت لنا العار بفعلتك؟؟.....لما؟؟)....
لم يتحمل فهتف بحقد ليسمع جده وعمه كذلك ...(كان ينقصني أهم شيئ ....مكان بينكم .....أنتم عائلتي ...لطالما كنت نكرة ...فلان افضل منك ...ابن فلان نجح ...كن رجلا كابن فلان ....تمنيت كلمة مشجعة او حتى نظرة اعجاب منكم ...لكن عبث ...).... سحبه العسكري قاطعا هدره، فدمعت عيني يحي من ضياع ابنه، الذي رحل بعد أن ترك ذنبا أثقل به على ضميره الأبوي. ربت شقيقه على ظهره يقول باعتذار ...(سامحني اخي ...لكن لو لم أخبر الشرطة لتورطت أعمالنا ....و راحت سمعتنا...)... هز رأسه بحزن يرد بألم لا يشعر به سوى من خسر فلذة كبده أمام الضلال والضياع ..(لا عليك أخي ....إنه ذنبي أنا ....وانا من سيدفع ثمنه ....)... جذبه والده وضمه، يهمس له بحنو ....(اصبر يا بني ....هو لم يمت ....سيعاقب فقط... ومن يعلم؟؟... قد يعود رجلا بعد ان يذوق طعم الحرمان... ويواجه قسوة الحياة ...)...
هموا بالرحيل فقال زكريا يقصد والده ....(متى ستحدث الحاج ابراهيم أبي ؟؟....)... رد بوجوم وهم يستقلون سيارتهم ...(بعد أن نطمئن على الحاجة إيجة ....وتهدأ الأمور قليلا ....).
........................


ارتمى طارق على المقعد يتنهد بتعب ثم توجه لمساعده بالحديث ....(أنجدني بطعام وكأس شاي .... أشعر بجوع يظهرك لي كدجاجة محمرة جاهزة للأكل يا عبد العالي ....)... ضحك مساعده لنوادره المرحة، وخرج من الباب الذي دخل منه شاب وعد ووفى بوعده. ابتسم له طارق بسمته الباردة، وقام ليستقبله قائلا ...(ادخل ....ابراهيم على وصول ...).. التفت الشاب خلفه ومد يده لشخص ما يدعوه، مال طارق برأسه فضولا، لتتقوس حاجبيه ريبة ودهشة. وصل ابراهيم بعد برهة واستأذن طارق متعمدا تركهم على انفراد، يدعي توجهه الى مقهى قرب المركز كي يسكت جوعه. يكفيه ما علمه بفعل عمله، وما فرض عليه من تدخل. إلا أنه تعلم أمورا مهمة عن عائلة آل عيسى. أن من يحمل دمهم يتسم بالنخوة مهما حدث، وهذا جعله يشك في انتماء يونس اليهم، أم انه الحالة الشاذة عن كل قاعدة، تماما كمجيد بالنسبة للمرابط. والأمر الآخر ان ابراهيم آل عيسى ابن الجبل لا محالة يحمل من صفاته الكثير...أصالته، شموخه، وبالتأكيد صلابته.

[IMG][/IMG]
جلس إبراهيم وهو يرمق كلا الموجودين أمامه بحيرة وشعور بإشفاق لم يتحكم به، ليقول أخوه الغير شقيق بنبرة مهما أرادها باردة حد الصقيع شابها التوتر و التذبذب ....(المحامي أخبرني أن حبسي سيمتد الى عشر سنوات ....)... اتكأ ابراهيم بكوعه على طرف طاولة المكتب وأسند دقنه وفمه بكفه يومئ بجمود، والآخر يستطرد وهو يهز كتفيه بيأس ....(لا يهمني ....طالما فعلت الصواب لمرة واحدة في حياتي البائسة ....كل ما يهمني...... هي ....)... التفت الى الفتاة المتأهبة خلفه، ترمقه بملامح تنذر بعاصفة ستلتهم الجميع، تهتف بسخط وغضب شعت به مقلتيها السوداوين ...(أنت دائما تفعل الصواب!! ..... )... ثم أكملت تقصد ابراهيم دون أن تلتفت إليه، بسخرية مريرة ...(و لا أحد له الحق في الحكم عليك ....خصوصا من عاش في الأبراج العالية ...)... (تغريد!!)... هتف الشاب زاجرا، فانتفضت تهتف بحنق ...(ماذا أخي .....ماذا !!....إن قررت أنت السكوت... انا لن أفعل ....يكفي ما فعله بنا والدهم.... أنا أكرهه و أكرههم...)... لم يتزحزح ابراهيم عن مكانه وكل ما يراه في الفتاة المراهقة، فتى كان عليه هو، متأهب مثلها قبل سنوات أصبحت بعيدة كليا عن ذكراه. وتحدث الآخر مدافع من أجل مصلحتها ....(لا تنسي أنه والدنا أيضا ... هم مثلنا ...)... تغضنت ملامحها تئِنّ ألما لا يشعر به أحدا، أو هكذا سولت لها نفسها، ترد...(لا .....ليس لنا أب !!....وليسوا مثلنا ....لقد !!....لقد عاشوا في كنف جدٍّ وأمٍّ وعائلة ....ونحن .....أنا وأنت ...كنا أبناء لآل عيسى في الظلام ....).. عضّ ابراهيم على شفته السفلى، يتساءل إلى متى سيظل مصلحا لمفاسد والده؟ إلى متى سينظف وساخته، ويعيد بناء ما يخلفه من دمار؟. هوى الشاب على المقعد أمامه، بتعب أكسب ملامحه الفتية أعواما ليست له، أضيفت لكاهله من غير حول منه ولا قوة. في تلك اللحظة تذكر شقيقه عيسى، ربما لتشابهٍ بينهما في سواد الشعر و المقلتين، أو لأنه قرين له وفي نفس عمره، ليكتشف أن هذا الشاب هو أيضا أخ له، مثل عيسى، بل مثلهم جميعهم، لا ذنب له إلا أنه ابن آخر ليونس آل عيسى. التفت الى الأخرى ليرق قلبه بحنوٍّ من حقها، ولم تحصل عليه. هما مسؤوليته تماما كعيسى و اسماعيل. بل أشد، لأن شقيقيه قد حصلا على عائلة، وهذان الاثنان حصلا على يونس، فما كان حالهما ليكون على أي حال؟؟. ....(يا تغريد من فضلك ....اسمعي كلامي ...أنا لن أتركك إلا في عهدة أخوتك .....ولن يطمئن بالي إلا وأنت في كنف عائلتك ....)... نطقها الشاب بانهزام واضح يرفع رايات استسلامه، ويرمق ابراهيم باستجداء غلفه كبرياءُ إنسان مهدور. ....(أي عائلة أخي؟؟.... هل كذبت الكذبة وصدقتها ؟؟....أي ).... (تغريد ...)... نداءه الرزين الحازم والحنون في آن واحد، بتر استرسالها الأليم لتنظر إليه أول مرة أو ثاني مرة بعد دخوله المهيب عليهما، لتعود تلقائيا بخطوة إلى الخلف، والتمرد شن هجومه على تقاسيم وجهها الممتلئة بطفولية، على وشك الرحيل. اعتدل ابراهيم في جلوسه يشعر بأن يومه ذاك امتد ليعدل السنوات الطوال، ولم يؤذن العصر بعد، ثم استطرد يرمقها بنظرات أسبغ عليها رقة أصبح يتقنها بصدق نبع من قلبه ذو الرأفة.... (هل تظنين أنني قد أتخلى عنك بعد أن علمت بوجودك ؟؟...)... قطبت بعبوس مرتابة من حديثه، الحاني والمبطن بتهديد حازم ...(إذن انت لا تعرفين شيئا عن آل عيسى يا صغيرتي ....)... تفاجئ أخوه من كلمة التحبب كما فاجأ إبراهيم نفسه، لكن ما الذي يُعَد بعدُ مفاجأة في قاع كوابيس حياتهم. سيفعل أي شيئ كي يعيد الأمور الى نصابها، وإن كانت بعض الكلمات ستساعده فليكن، اللعنة على جفاء الجبل وقسوته... (أوووه !!....أنا أعلم عنهم جيدا ...)... نطقتها باحتقار فهمّ أخوها ليزجرها، ليقاطعه ابراهيم بإشارة من يده، يستلم منه مسؤوليتها ومسؤوليته هو كذلك ...(أنت تعلمين عن يونس ....)... نطقها بسلاسة وكأنه يتحدث عن غريب لا يمت لهم بصلة...(صدقيني .... ذلك الرجل لا يمت لآل عيسى.. سوى بدماءٍ تبرأت منه..... واسمٍ لم يشفع له بكل عظمة أصله ... )... لمعت مقلتي الشاب بحقد لم يخفى عن ابراهيم، ليطغى شعور الحنو تجاهه، في قلبه. فلو تربى بعيدا عن والده كان ليحظى بفرصة مثلهم. أسترسل عازما على التخفيف عنه بما يستطيعه ....(في الحقيقة ما أراه أمامي الآن هي نسخة مصغرة عن يونس ....).... هتفت بانفعال ترتعد ....(لست مثله...ولن أكون أبدا!! ....ذلك الم...)...لاح شبح بسمة ظفر على ثغر ابراهيم، وهو يقول .....(برهني على أنك لست مثله ...وتصرفي بحسن خلق ...)... تنفس الآخر الصعداء و قد تأكد من قراره الذي أضناه قبل أن يتخذه بعزم، هذا الرجل أمامه يستحق الثقة، كما يستحق أن يحمل لقب كبير عائلتهم. عائلة لن ينتمي إليها يوما مهما فعل، فهو ابنٌ وُلد في الظلام بقعر الضلال.
ارتعد بدنها تتميز غيظا، من محاصرة ابراهيم لها بالمنطق، قلبها يشتاق، يود لو يستسلم لهذا الرجل الواثق أمامها، أن تمنحه مكانة لم يحظى بها، سوى أخوها الذي انتشلها من حياة ظالمة، بين أفراد مجتمع لا يعترفون بأمثالها وأخيها، دون ذنب يذكر لهما، لكنها تخشى من صدمة أخرى، من رفض آخر، لن تستطيع التحمل. تقدمت الى ان وقفت أمام ابراهيم تهتف بملامح حرمت الدموع حتى وهي تبكي، ليرتعد قلبه مرة أخرى يكتشف مدى الشبه بينهما....(هل أنت على علم بالفضائح التي ستجلبها على عائلتك ؟؟....أنا وهو لقيطين ....)... (تغريد!!!).. انتفض الشاب من مكانه يهتف بغضب استبد به يستطرد مدافعا ....(لا تصدقها ....إنها ابنة شرعية ...أوراقها كاملة ورسمية ...ولدت بشهادة ميلاد سليمة بين زوجين .....)... ظل ابراهيم على جموده، والفتاة تضم ذراعيها الى صدرها ترد بتهكم ....(أجل ....تزوجها بعد أن فضحها بين الخلق .....)... ثم نظرت مباشرة الى عيني ابراهيم تكمل بتشفي، يجهلان من تقصد به ....(أنا ثمرة اغتصاب يا سيد ....يعني هو أفضل مني في الحقيقة ....)... أشارت لأخيها المتسعة مقلتيه بصدمة، تردف ....(على الأقل....والدته هو كانت موافقة وراضية ....)... بترت حديثها الفج، حين أمسكها أخوها من ذراعها بشدة، يهتف من بين أسنانه .....(تأدبي يا تغريد!!)... ضحكت ساخرة، فقام ابراهيم ومد يده يخلصها من قبضته الشديدة، ثم سحبها الى جانبه يقول بهدوء لكن حازم ...(أنتما الاثنان ....من آل عيسى ....شئتما أم أبيتما .....فمن الأفضل لكما أن تبدءا في تصديق ذلك ....و التصرف على أساس ذلك ....فأنا لن أتخلى عن اي منكما ....ولا حتى جدنا وباقي عائلتنا بعد ان يعلموا عنكما ....وحتى ان فعلوا ....أنا لن أفعل ....وسأحارب من أجلكما ....شئتما أم أبيتما ....). صمتت تغريد تبلع ريقها، والأحلام تدفع الأبواب المؤصدة في أحشائها، كما صمت الشاب يطرق برأسه خزيا يرفض نفس الأحلام فهو ليس أهلا بها. جذب ابراهيم الفتاة أقرب، ورفع راس الآخر لينظرا إليه، وهو يسأل بجدية ....(هل سمعتني أنتَ وهي؟؟...)... هزا رأسيهما خشية من أخ استشعرا كبره عليهما، لأول مرة يتذوقان أمرا مشابه، وإن كانت الريبة تُغرق نظراتهما في بحر الشك والضياع. ربت على أكتافهما يقول بنفس الحزم ....(جيد .....هذه بداية جيدة ....حان دوري للتحدث ....وانتما ستنصتان إلي وتطبقان ما سأقوله بالحرف .....ولا أريد رفضا من أي نوع ...)... لازال الصمت يظللهما بتوتره، وهو يستطرد ....(أنتما أبناء يونس من زوجته الثانية .....فهو معروف بحبه للنساء .....بالنسبة لتغريد الأمر سهل لأن أوراقها جاهزة .....أما أنت ....سأعمل على استخراج أوراق ثبوتية لك ...حتى لو اضررت لتزوير عقد زواج قديم بين والديك .....)... أومأ الشاب رافضا، فأمسكه ابراهيم على كتفيه محذرا ....(بلى .....ستحمل لقب عائلتك التي ستعترف بك .....إن كنت بالفعل تريد مساعدتي وعائلتك ....فلا تخبر أيا كان غير الذي اتفقنا عليه ....)... نظر اليه بخجل يقول بلوعة ...(وهل تظن الناس ستصدق الأمر؟؟...)... ضم شفتيه انزعاجا ثم رد بتصميم...(لا تهمني اشاعات القيل و القال .....المهم هي الأوراق الثبوتية ......تموت الثرثرة ...وتبقى الحقائق الموثقة ...أريد ضمان حقوقك بالقانون ....هذا الذي تعترف به المحاكم و الشرع ....غير ذلك يموت مع مضي الأيام....والحقيقة انك تحمل دماء آل عيسى ويجب ان تنتسب اليهم ....نقطة الى السطر....)... تسمرت الفتاة مكانها تراقب الوضع والنظرات المحتدة المتبادلة، بينما ابراهيم يسأل بحدة بعد أن هز بدن أخيه ....(اتفقنا ؟؟؟!!!)... تنفس الآخر بحدة ثم أومأ ببرود، ليزفر ابراهيم قائلا ....(أنتما ابناء يونس آل عيسى من زوجة ثانية ...وأنت أجبرك على العمل معه ....لكن حين علمت بخطته لقتل أخيك لم تستطع التستر عليه فاتفقت مع الشرطة لتوقعوا به .....وبعد دخولك السجن لقضاء السنوات المخفضة بسبب تعاونك ....تركت أختك في عهدة اخوتها....فلم تكن لتترك فتاة صغيرة تعيش لوحدها ....هل فهمت؟؟؟...)...أومأ مرات عدة مؤكدا، فربت على رأسه، ليستدير الى الأخرى التي هتفت بحنق ...(انا لست صغيرة !!!...سأتمم الخامس عشر هذا الشهر ...)... ابتسم ابراهيم يربت على رأسها هي الأخرى يجيب بحنو...(إذن سأعتمد على ذكائك ....يا كبيرة ....).
………………..


جلس طارق على طاولته المعتادة في المقهى المقابل للمركز، وشرع في تناول غداءه المتأخر، بعد ان اشار لمساعده ليضعه أمامه. التهى بطعامه وشيء ما يحيره، كأنه نسي أمرا ما مهم في خضم كل ما حدث معه في يومه ذاك. ظل يقلب مقلتيه كما يقلب اللقمة في فمه. رفع عينيه الى الشارع يتأمل المارة والسيارات، وهم بارتشاف الشاي حين مرت حافلة المدينة من امامه عليها اعلان بخط عريض وواضح ....(برنامج *موضوع للنقاش* ...مع الإعلامية *براء الرزقي*....كونوا في الموعد ...كل يوم الساعة الثامنة صباحا .... إذاعة *قلب الجبل*.....)... بصق الشاي من فمه متذكرا، لينتفض لاعنا من على كرسيه مسرعا الى المركز ....
دق على باب مكتبه قبل أن يدخل، ليجد ابراهيم يقف بالقرب من الشاب والفتاة المتأهبين. ليقول بحرج ....(ابراهيم هناك موضوع مهم نسيت اخبارك به ....)... قطب الأخير يقترب منه مستفسرا، ليستطرد بسخط...(هناك فتاة تعمل في اذاعة الجبل ...تبحث خلف موضوع الجبل الأبيض.. وستناقشه على الهواء غدا ....)... زفر ابراهيم بانزعاج واضح والتفت الى الاثنين لابد انهما سمعا... يقول ....(هذا ما قصدته ... سيبحثون خلف الأخبار....وكل ما أريده منكما التزام قصة واحدة ....)... ركز عليهما بأنظاره المصممة مشيرا يستطرد بتأكيد ....(الحقيقية فقط....أنتما أخي و أختي الغير شقيقين من زوجة أخرى ليونس آل عيسى .....)... تعمد نطقها أمام طارق المندهش، فهو على علم بهوية الشاب، منذ ان أتاه قبل أسبوع معترفا بجرائم والده، لكن الفتاة!! أدهشه الأمر بالفعل. هزا رأسيهما بتفهم عابس، بينما طارق يقول بحنق ...(تلك الفتاة سليطة اللسان ...ليست سهلة أبدا ...لكنني سأقص لسانها بنفسي ...).. تدخل ابراهيم زاجرا، وهو يرمي ساعة يده بنظرة خاطفة ...(لا يا طارق... لا تُحل المشاكل بتلك الطريقة .... أنا مضطر للمغادرة الآن.... سأعود مساءا ....لنقصد الإذاعة معا ....طبعا إذا أردت مرافقتي لكن دون عنف ....)... حك جانب فمه بسبابته مفكرا، ثم رد بعدم رضى ...(كما تشاء ....لكن يجب أن آتي معك ...من حقي الدفاع ضد التهمة التي رمتنا بها .....)... حدق به ابراهيم بحيرة يسأل ....(أي تهمة ؟ ...وما دخلكم انتم؟ ...)... بسط كلا ذراعيه يرد بانفعال ساخط... (الآنسة جاءت الى هنا كي تتقصى عن الحادث ....فقام بغل يظن كل بسمةٍ همسةٌ من أجله.... بالتحرش بها ...مسحت بكرامته الأرض...وحين تدخلت طالتني سلاطة لسانها.... بل تعدتني الى بني الجبل أجمع ...تلقبهم ببني الهمج ...)... (حممم!!..محقة ...).. همست بها تغريد فنظروا إليها بعبوس، وهزت كتفيها بتجاهل تدس السماعات داخل أذنيها، ليستطرد طارق بحنق ...(طبعا طردتها لقلة أدبها ....ولكي تنتقم ... ذكرت الطرد دون السبب على الهواء مباشرة ....تصور!؟؟...) ...تنهد ابراهيم بيأس يقول بمهادنة ....(سنحل الأمر مساء بإذن الله ...عن إذنك وشكرا لك ....على كل شيئ...لن اوصيك على أخي يا طارق....)...تأثر المعني مندهش، وطارق يرد بثقة ...(لا تقلق ....هو شاهد مهم وسيُعامل على ذلك الأساس.... حذره انت من الشغب .....حسن سلوكه سيساعد بالكثير ....)... هز راسه واقترب من اخيه مودعا ومحذرا ....(اعتني بنفسك وابتعد عن المشاكل .... لازلت يافع ....آمن برحمة خالقك ....وحين تخرج بإذن الله ستجد عائلتك في انتظارك ... لا تدع الشيطان يهزم عزيمتك باليأس .... سأزورك إن شاء الله .....)... يومئ بخفة كل حين، غير مصدق لمعاملته الطيبة، بل معاملة الأخ الأكبر. وضع يده على ظهرها يحثها ففرت منه تتشبث بالآخر هامسة بذعر ...(أخي ...لا تتركني ....أتوسل إليك ...أخي !!....)... نظر الى إبراهيم مستنجدا واستدار عنها يُسدل جفنيه بأسى، فسحب ابراهيم كف تغريد يأمرها بحزم ....(هيا بنا تغريد ...العائلة في انتظارنا !!....).

يتبع.......

noor elhuda likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 03:04 AM   #740

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]


منزل آل عيسى ....


مجتمعين في غرفة الجلوس في انتظار ابراهيم كل واحد منهم في واد مختلف، عيسى خياله في فوضى أحدثتها رواح، لا يستطيع نسيان نظرة الخيبة قبلها نظرة الرعب حين حاول... شد على شفتيه غضبا من نفسه، غير قادر على ترجمة فعلته المخزية الى كلمات.
اسماعيل يرمق نقطة وهمية ينسج حولها شبكة تشمل نقطا كثيرة بين فعلة والدته وعلاقة صباح بها، كما هيئتها الغريبة. وبين فعلة والده ومدى صحة الخبر. ثم ابراهيم وموضوعه المهم.
الحاج ابراهيم لم يجد وقتا للتفكير يجيب مكالمات الناس يطمئنون على حياة حفيده، و صحة كنته. وبين هذا وذاك يتجول الفضول في سؤال يُلقى بين كلمة وأخرى حول ابنه وجرائمه.
منصف يتأفف بضجر كل حين يريد الانفراد بصديقه كي يستنطقه عن ما حدث مع رواح، بينما اخت الأخيرة تنتظر عودة زوجها، كي يطمئن قلبها الملتاع.
أهل عليهم من على باب غرفة الصالون، فنظروا إليه بترقب ليمد يده ساحبا فتاة في يده، وقفوا جميعا مقطبين بريبة، ليقول ابراهيم قاصدا زوجته التي اسرعت اليه مطيعة ...(من فضلك حق ....رافقي تغريد الى إحدى الغرف في الطابق الثاني .....وابقي معها حتى أدعوك ....).. هزت رأسها وانتظرت الفتاة بصبر حتى تحركت، لترافقها. بينما ابراهيم يستطرد بأدب لكن حازم ...(منصف ....أرجو منك المعذرة ... عيسى سيخبرك بكل شيئ .... أريد الانفراد بهم ...لو سمحت ...)... ابتسم منصف بتفهم يقول وهو يغادر ...(طبعا ابراهيم ....لا حرج في الأمر...)...
تقدم وجلس ليجلسوا بالقرب منه يرمقونه بحيرة، وعلى وجوههم الفضول. فتحدث قائلا ....(سأخبركم بكل شيئ ....قبل أسبوع... حين اخبرنا عيسى عن الشاب الشبيه بيونس ...)... تفاجأ من مدى تقبل صدره لمناداته كشخص لا يمت له بصلة، كما استغربوا هم من الأمر... (المفتش طارق استدعاني ليخبرني أن الشاب قد أتاه بنفسه قبل حتى ان يحظى بوقت لتحرر عنه ....ليخبره عن خطط المجرم ...من بينها قتلي في اتفاق مع مجيد المرابط ...والمقابل ارساله في جلب بضاعة من عصابة لتهريب الماس يتعامل معهم ....مع اوراق ثبوتية مزورة ليفر بها خارج الوطن ...)... اتسعت مقلهم والجد يهتف بصدمة ...(ولما يريد مجيد قتلك ؟؟..)... رفع ابراهيم يده مقاطعا بتعب ...(أرجوك جدي ....بل الأحرى كيف لأب ان يقتل ابنه مهما كان السبب؟؟ ...)... تغضنت ملامحهم فاستطرد ابراهيم بجمود....(على العموم مجيد مهما بلغ به الكره... فقد اتفق معه على أن يشوه سمعتي كي يزيحني عن طريقه .....لم يكن يعلم ان من انجبني كان سيقتلني ..... والشاهد على اتفاقهم أكد ذلك.... كما فعل الحاج زكريا حين اكتشف فعلة ابن اخيه من مراقبته له ...بلغ عنه هو الآخر ...تركنا خطة المجرم تسير كما وضعها كي يوقعوا بمجيد .... والشاهد خُفّضت سنوات سجنه ...).. ساد الصمت بفعل الدهشة، وابراهيم يسترسل ....(لم استطع اخباركم ....كي لا أُعرض العملية للكشف ...وما كنت لأجازف بالقبض عليه ....الحمد لله سار كل شيئ بخير ...سيتعفن في السجن ...وسيدفع ثمن كل ما اقترفت يداه....)... لازالوا على صمتهم حين تدخل الجد يسأل بشفقة أصابت قلبه تجاه حفيد لم يعرف عنه سوى الاشاعات ...(ما هو مصير أخيك يا ابراهيم ؟؟....) رمقوه بدهشة فاستطرد مدافعا ....(شئنا ام ابينا ....هو أخ لكم ...وانقذ حياة ابراهيم ...سنظل ندين له بذلك ...)... هز ابراهيم رأسه بينما اسماعيل وعيسى لم يبدو عليهما الاستيعاب بعد ...(أنت محق جدي .... وهناك أمر آخر ...)... التفّت الانظار حوله من جديد، فقال بتلبك ...(تلك الفتاة ....)... تلكأ قليلا ثم اردف بعزم ....(أخت أخرى لنا ...)... انتفض عيسى يهتف بغضب ....(يا إلهي ...ما باله ذاك الرجل؟! ....يرمي بالبذور أينما حل ....)... أطرق الجد برأسه بين كفيه، بينما اسماعيل يجذب شقيقه من يده كي يعود للجلوس، ليهتف ابراهيم بحزم ....(أخفض صوتك عيسى ...كفانا من الفضائح....).. أصدر ضحكة تهكم مريرة يرد ساخرا ...(الفضائح !!.... والدك تكفل بها ....ولازالت التبعات تظهر وتهل .... ما أدراك أنه لم ينجب في ركن آخر من المدينة أو خارجها.. ولم نعلم عنه بعد؟؟!! .....ماذا ستخبر الناس كل مرة تظهر فيها نتيجة علاقة غير مسؤولة أقامها ذلك الرجل ؟؟...)... مسح ابراهيم على وجهه بتعب، لقد فاض به الكيل، فهتف بغضب أسود ألجم لسان عيسى و أيقظه للمرة الثانية بعد صفعة رواح....(سنخبرهم ان والدنا العزيز زير نساء ...أو حتى مزواج .....ماذا بيدي لأفعله؟؟! ...اخبرني!! .. أتنكر لهما كما فعل المجتمع الظالم الذي نعيش فيه... ونكون من أفراده... ...او ربما اقتلهما و اقتله هو نفسه كي نرتاح من جحيم أوقد نارها وأقسم علينا زيارتها بالدور ....أخبرني يا شقيقي العزيز !!...يا من تنعمت بحضن ام وجد حنونين .... وشقيقين محبين.... يا من سار بين الناس رافعا راسه بلقبه و أصله المعروف .....رغم كل ما فعله من انجبه ....لم يتجرأ أحد على وصمك بابن حرام ...او يشكك في أصلك المتجذر في اعماق هذا الجبل ....اخبرني بالله عليك ماذا علي فعله؟؟ ....)... زفر بحنق، واسماعيل يضم كتفيه مهدئا اياه، بينما جده يسحب عيسى الى جانبه مستنكرا. ...(اهدئ يا عيسى ....وأنت يا ابراهيم اعذره يا بني كلما حدث اليوم ليس هينا ....صدمته في امه و ابيه في يوم واحد ....)... رمقه ابراهيم يهتف بريبة متجددة واسماعيل يزفر بقلق ..(ما بها أمي ؟؟؟...)
... حل الصمت فقال عيسى بسخرية يقصد جده ....(لما الصمت ؟؟... أخبره لنرى كيف سيحافظ على أعصابه ...أقسم بالله ....أنا أفكر في الهجرة لأترك هذه الأرض بأكملها ....)... ضم جده فمه بانزعاج، وابراهيم يهتف بنفاذ صبر ...(ماذا تخفون عني ؟؟..)... تدخل اسماعيل بهدوء يجيب ...(اهدئ اخي من فضلك .....حصلت على نتيجة المعمل الجنائي صباح اليوم .....)... صمت من جديد يبحث عن كلماته المناسبة ليكمل عيسى بضحكة باردة ....(السيدة الوالدة ...كانت ستنهي حيواتنا جميعا .... استعانت بخلطة دجال فيها من السموم ما يستدعي ملك الموت من فوره ....من أجل غيرة نساء سخيفة ....كي تحتفظ بحبك من شراكة زوجتك ..... كانت ستقام لنا جنازة جماعية .....تصور !!...والدك أراد تصفيتك في حين والدتك كانت ستحقق له امنيته بكل سهولة ....وتصفي العائلة من أساسها ...)... ضرب كفه بالأخرى، وابراهيم متجمد مكانه فأشار له اسماعيل يقول مهدئا بعد أن زجر شقيقه بنظرة معاتبة ....(أخي هدئ نفسك ....كل شيئ سينصلح ...يجب علينا الحفاظ على رجاحة عقولنا كي نتمكن من مواجهة هذه العاصفة .....)... مسد ابراهيم أعلى انفه يقول بنبرة تهتز بوهن ويأس يكاد يتسلل الى قلبه ....(أنت محق .....دعوني أكمل حديثي .....)... سكن يتمالك هدير أعصابه المهددة بالانفلات، ثم قال بعد برهة ....(سنعلن ما يفيدنا من الحقائق ... الشاب والفتاة اخوتنا من زوجة أخرى لذلك الرجل.... تغريد اوراقها الرسمية حاضرة ....لا اعلم كيف ؟؟... لكنه تزوج من والدتها بعد أن حملت منه ....أما الآخر فسأسعى لاستخراج أوراق رسمية له .....ولن أحرمه من حقوقه الشرعية ....بعد ان يخرج من السجن سيجدني في انتظاره بإذن الله ان أطال في عمري ...).... تغضنت ملامح الجد بحزن، فربت ابراهيم على ركبته يستطرد بنبرة يقصد بها الجميع خصوصا عيسى ...(هما مثلنا .... مظلومين حتى اكثر منا ....نحن حظينا بك يا جدي ...وبأمي التي اظنها فقدت عقلها بسببه وتعاني من صدمة متأخرة ....وحظينا بعائلة وقبيلة ... لذا اعلمكم منذ الآن....لن اتخلى عنهما وعن اي أخ أو أخت قد يظهر مع مضي الزمن ....)... نظر الى عيسى مع آخر كلماته فقام الأخير يزفر بقنوط، أوقفه ابراهيم يشير له ليعود الى مكانه...يردف....(اتفقت معهما على ما اخبرتكم به .....وهذا ما سيقال لا غير ....اتمنى منكم المساندة والصبر ...الفتاة فيها من العقد ما يكفي ... سأعتمد عليك بعد الله يا اسماعيل ....انها صعبة التعامل ... تقول أنها ثمرة اغتصاب ...)... مسد الجد على جبينه يهتف بألم ...(يا ربي رحماك !!...)... بينما عيسى يفغر فمه بعدم تصديق ، ليومئ ابراهيم قائلا بتهكم .....(بلى.... لست المعقد الوحيد هنا .....هناك من هي حالته أصعب ...لذا أتوسل الى أيّ منطق يتصف به عقلك.... أن تستدعي بعضا من تعقلك لتساعدني ...انا اشعر بظهري سينقسم من أعبائه ...)... هز رأسه يرد بجمود ....(أحتاج لبعض الوقت ....بل احتاج لهذا اليوم اللعين ان ينتهي ....)... تدخل اسماعيل يقول بهدوء لا يعلم من اين اشتراه .....(سيمر ....الحياة بأكملها تمر ....السنون تتعاقب دون رحمة ....فلا تستعجل ...)... استقام ابراهيم يقول بنبرة فاترة .....(جدي ....ستخبر اصدقائك من كبار المدينة ....قبل ان اعلن هذا غدا بإذن الله في الاذاعة ...).... نظروا إليه بحيرة فاستطرد يفسر ...(مذيعة ما تبحث خلف حادثة الجبل .....وإن لم احضر بنفسي ستكثر الأقاويل والأحكام المسبقة .....ومع ما حدث مؤخرا .....من الأفضل لو قطعت الشك باليقين و أقفلت باب الاشاعات والثرثرة ......سأذهب الى غرفتي لصلاة العصر التي فاتني حضورها....بعدها سأزور المشفى في طريقي الى الاذاعة كي اتفق معهم ... اعتنوا بالفتاة ولا تضايقوها ....).
تبعه جده ينادي عليه فاستدار اليه ...(بني ....أريدك ان تدبر لي تصريحا بالزيارة....)... رمش ابراهيم بجفنيه اعياء يسأل ....(زيارة من منهما يا جدي....)... رفع دقنه بتصميم يقول ...(كلاهما بني ......كلاهما ....)... تأمله ابراهيم يحاول فهم نيته فاستطرد مفسرا....(إن كنت سأفتح ذراعي لحفيدي الجديدين ....يجب ان أقفل باب الماضي يا بني .....الزيارة ستنفعني صدقني .....كما أفادك رؤيته يُقبض عليه ......لقد تغير احساسك تجاهه يا ابراهيم .....هذا ظاهر عليك ..... لم يعد يشكل ذا اهمية لا بالسلب ولا بالإيجاب...اصبحت تتحدث عنه كغريب لا يمت لك بصلة .....لذا اريد ان احظى بنفس الفرصة ....علّ قلبي يبرأ من ألمه ....)..... اومأ ابراهيم بتأكيد وقبل راسه قبل ان يستأنف طريقه الى غرفته، وهو يطلب رقم زوجته.
.................


خرجت حق من الغرفة بجوار غرفتها، فزفرت تغريد براحة، مع أنها شاكرة لصمت الفتاة التي تكبرها. لم تحاول استدراجها للتحدث بل ظلت ترمقها بين الفينة والأخرى بابتسامة حانية، ثم تعود لتمتماتها الهامسة. لم يكن فضولها هي الأخرى بالقوة الكافية لتسألها عن ماهية القرابة بينهما، تستبعد قرابة الأخوة لأنها استعلمت سابقا عن عائلتها. فتأكدت من كونها الفتاة الوحيدة بين أربعة رجال. اقشعر بدنها حين استشعرت نفسها بين أفراد عائلتها. عادت تزفر بسخط، وهي تعلّي من صوت الموسيقى تنغمس بين نغمات الصخب، تتهرب بها من صخب الوجع في أحشائها ، لتجد فيه انتشاء لحظيا تماما كالمخدر، بعدها يصدمها بجدار الواقع، يرجها بقوة تفوق ما سبقها من ألم.

[IMG][/IMG]
التقت به على اعتاب غرفتهما، فسحبها برفق معه واقفل الباب، ثم ضمها اليه متنهدا بتعب و حزن ومرارة. حاولت ابعاده كي تنظر اليه لكنه شد على ضمها، فاستكانت بين ذراعيه للحظات طالت فهمست بتوتر ....(ابراهيم!!)... تحرك أخيرا يبتعد دون ان يطلق سراحها، وتأمل وجهها السمح لبرهة وهو يلمس بشرة خديها بأطراف أصابعه، ثم قال بوجع .....(يا إلهي ....لو أصابك شر أو أصاب ....).. تحركت يده على بطنها، تتكوم ملامحه من الألم، فقالت باسمة ....(ألم اخبرك من قبل ؟... أنا و أنت وهو بين يدي الحق... أحسن به الظن تجده عند ظنك ....)... ضم وجهها بحنان بين كفيه يجيبها، وقد عادته ببسمتها فوجدت طريقها الى ثغره ...(ونعم بالله .....أنت محقة حبيبتي ..)... احمرت تطرق بجفنيها خجلا، فرفع راسها يحثها على النظر إليه....(حبيبتي المستحية ...أتمنى ان لا تكوني غاضبة من والدتي ...)... رمقته بحزن فتركها يزفر بتعب يستطرد بوجوم ....(إن كنت غير قادر انا على مسامحتها ....كلما فكرت في نتيجة فعلتها لو أكل الجميع من الخبز ....حتى مرضها لم يشفع لها عندي.... يا إلهي رحمتك ! ....)... أسرعت إليه تضمه بحب تهمس برقة ..(لا تقل ذلك ...انها والدتك ....الإنسان خطاء ....وتحق له التوبة ....ادعي لها بالشفاء ....فبعد أن اوشكت على فقدان أولادها ....لن تعود الى مثل ذلك ....ارجوك هون عليك ...). ...ضمها بالمقابل يبحث فيها عن الراحة، الطمأنينة، الحب، الاحتواء، والسكينة. وكل زوجة أغدق الله عليها بالصلاح، تكون مصدر كل ذلك و أكثر. فتَسُر عين زوجها، ويستكين إليها قلبه، لتكون جنته في الدنيا.
........................


منزل عمر الرزقي ....

اتسعت بسمته حين وجدها تتسامر مع زوجته في غرفة الجلوس على غير عادتها، فمنذ أن جلبوها الى بيته وهي تعتكف في غرفة الضيوف، لا تتحدث ولا تأكل إلا ما يقدمه لها وزوجته بأيديهما فتتقبله بخجل وجوع ليس للأكل، بل للحنان والاهتمام. قبل راس زوجته والقى عليه التحية وهو يجلس قبالتهما، لتردها بحياء ألفه منها. فبادرت زوجته تسال بفضول ....(هل تعلم شيئا عن ما قيل صباحا؟؟)...تنفس عمر بامتعاض يرد ...(سألت ياسين قبل قليل ....يقول أن ابن آل عيسى تعرض لمحاولة قتل لكنه نجى بفضل الله ....وهو بخير ...)... فرت منها دقة حين ذكر اسمه، لكنها تجاهلت الأمر بسلطة طاغية، من عقل مؤنب يُذكر القلب بجرحه الغائر، أيها القلب الغبي ألم تتب بعد ؟؟. اجفلت من صراع أطرافها على سخط السيدة امينة ....(وماذا فعل المسكين؟؟ ....لقد سمعت ان والدته اصيبت بجلطة بسبب الصدمة ....وأن والده من حاول قتله هل هذا صحيح ؟؟...) ... تنبهت حواس حفصة والغافل عن تغير حالها يرد بتلقائية ...(أجل ....للأسف .... يونس آل عيسى لم يتب عن جرائمه وحاول قتل ابنه ....لكن الله انقذه .... وقبضوا على المجرم ...)... أومأت أمينة برفض، مستنكرة ...(أي نوع من الآباء هو؟؟....ألا ذرة احساس تبقت في صدره المتوحش ؟؟....) ... فاجأهما الرد من التي انتفضت مكانها واقفة قبل ان تنسحب بعينين دامعتين ..(لا تتفاجئي يا خالة أمينة ....منهم الكثيرين ...ولن يكون الأول أو الأخير.... عن اذنكما).... همت أمينة باللحاق بها، فأمسكها عمر يقول ناصحا ...(من الأفضل أن تنفرد بنفسها قليلا ....اجلسي .. اخطأنا ونحن نذكر نوعية والدها ...)... هزت راسها موافقة تجيب بحزن ...(صدقت ...لازال الجرح في صدرها ينزف ....يلزمها الوقت ...الكثير من الوقت ....).
..................
المشفى ....

مال ابراهيم بجسده يسند جبهته بالنافذة المطلة على غرفة العناية المركزة ، وقد سمح له أمين بعد الحاح منه ووعد بأن لا يطيل الزيارة، فقط يلقي عليها نظرة كي يطمئن قلبه عليها. بلى قلبه الذي تمكنت منه زوجته واكتشفت مفاتحه لتفتح ابوابه كيف تشاء، اقنعته بمدى الخطأ الذي كان سيقترفه تجاه والدته، فمهما كان منها تبقى والدته، لزام عليه بِرها ونصحها باللين اذا أخطأت، لكن أبدا ليس بالقسوة عليها.
قد نتحمل أعباء أخطاء والدينا، لكن هل ذاك مبرر لنلقي بهم خارج أسوار حياتنا؟. هل لو كان أبناؤنا في محل والدينا واقترفوا أخطاء مشابهة، سنعاملهم نفس المعاملة؟، أم سنكتفي باللوم والعتاب أو حتى العقاب لكن دون ان نسمح لهم بالخروج من حياتنا؟ ..كانت كلها أسئلة ألقت بها حق على ضميره، ثم فسرت حين لاحظت حيرته يهمس بريبة ..(لكن ذالك الرجل مجرم!! ...)...(هناك حدود للأخطاء ....حين يقترف الانسان جرم في حق غيره...هنا يصبح العدل واجبا ولو على ذوي القربى ...أما والدتك فأظن أن ما فعلته ...اقترفته عن جهل إن كان بحكم السحر في الشرع ....أو مكونات تلك الخلطات السامة ....من حقها عليك منحها فرصة للتوبة ...لكن إن هي اعتدت على الناس بالظلم بعد التحذير و الانذار ....حينها تدخل في واجب العدل ولو على ذوي القربى ....). تنفس بعمق يهمس بصمت ...(أدعو الله لك بالشفاء يا أمي ....أسأل الله ان لا تنتهي حياتك على معصية.... وأي معصية!! ... انها من السبع الموبقات... تأتي بعد الشرك مباشرة يا أمي!!......ادعو الله ان تحظي بفرصة ...لتتوبي الى خالقك ....و أن لا نحرم من حنانك علينا أبدا ...).
..............

[IMG][/IMG]
بعد ساعتين ....مركز إذاعة قلب الجبل ...

ضم طارق شفتيه غِلا ثم قال من بين فكيه المطبقين على بعضهما ..(أخبرتك ...إنها قليلة أدب وذوق ....وستجعلنا ننتظر أكثر ...).. دس ابراهيم كفيه داخل جيبي بنطاله، وقال بمهادنة...(لا بأس يا طارق ....الصبر جميل ويفتح الأبواب المؤصدة ....)... هز رأسه بلا معنى يزفر بضجر، فبدأ ينقر على سطح طاولة مكتبها، بنفاذ صبر وهو يتأمل صورها المؤطرة بأناقة، واحدة تقف فيها وسط امرأة ورجل يظن بلا شك انهما والديها، فهي تبتسم بطفولية شقية، لا تحمل للدنيا من هم، وهما يضمانها بحنان وحماية. وأخرى تقف أمام البحر باسطة ذراعيها للسماء وكأنها تعبر عن حريتها المطلقة. لكنه شيئ واحد يجمع بين الصورتين، تلك النظرة اللعينة، نظرة تحمل من القوة والمكر والدهاء ما يكفي لتفوز بخانة جلابة المشاكل بجدارة. زفر مرة اخرى يتساءل في سره عن كيفية تحمل والديها لها. ليزفر مجددا يلعن الغباء الذي حط عليه بغتة، ما شأنه هو بها أو بأهلها، يريدها ان تعتذر على الهواء مباشرة، كما اتهمته ولتذهب بعدها الى الجحيم.....(طارق تمالك نفسك ...ما بك؟؟).... نطقها ابراهيم بتسلية أدهشته بعد كل ما مر به، لتقاطعهما بدخولها العاصف تهتف بحنق وهي تنظر إليه...(أقسم لك لو لم يجبرني رئيس الإذاعة شخصيا .... على استقبالك لما أتيت ولتذهب الى الجحيم...)... تجمدت ملامحهما من الدهشة، ابراهيم من عدوانيتها، أما هو فمن تشابه أفكارهما، لصيح بها غضبا يرد ....(ذلك الجحيم انت من سيزوره قريبا!! ....إن لم تعتذري عن اتهامك الجائر للمركز!! ...)...تخصرت وهي تقفز كي تقف على أطراف أصابع رجليها الصغيرتين، يزعجها حجمه الضخم ...(وهل كذبت انا يا حضرة المفتش العظيم ؟؟...ألم تطردني بنفسك؟؟..) ... نطقتها بتهكم صريح، فاقترب منها مهددا، دون ان تتحرك من مكانها، يقول بغل وهو مركز على صفاء الزرقة في مقلتيها المتسعتين، دلالته الوحيدة على خوفها ....(ولما لم تذكري السبب؟! ....يا حضرة الإعلامية الصادقة ؟؟... لما لم تذكري التفاصيل ؟! ...آه!!! ... دعيني أجيب أنا ...)... قالها بنفس سخريتها، مستطردا ...(لأن أهل الجبل أجمع سيأخذونك ويرمونك خارج أسوار مدينتهم ....مدينة بني الهمج ....هل تذكرين؟؟...ام ان عقلك الطائر هذا لم يحفظ سبتك المهينة ...)... عضت شفتها تتميز من الغيظ فحادت مقلتيه ذات اللون الرمادي الغامق، إليها لبرهة قبل ان يبتعد عنها، ليسمع ابراهيم المتدخل بينهما بمهادنة.....(من فضلكما اهدئا ....لنتفاهم ...)... استدارت الى الرجل الآخر فلم تلاحظ وجوده عند دخولها العاصف، وكل تركيزها على كومة العضلات، دون عقل نافع. من أجبرها على لقاءٍ به لا تريده، وكانت ستفر منه حتى تصيبه بجنون يفوق جنونه الحالي، لكن رئيسها حال دون ذلك، يحذرها من المشاكل مع الشرطة أو ذوي السلطة. تمالكت أعصابها تقول وهي تبتسم بمجاملة ...(مرحبا بك سيد ابراهيم آل عيسى ....لم أرك عند دخولي ...)... أومأ برسمية، والآخر قد اشتاطت أحشائه بنيران الغل من تبدل حالها، ومن المجاملة التي اعتبرها ميوعةً وهيافة، فيهمس بصوت تعمد أن تسمعه ...(وتستنكر حين يتحرش بها الرجال! ... وهي تكاد تلقي بنفسها عليهم ...).. شهقت بحدة ونظرت إليه مزمجره بغضب، فحال بينهما ابراهيم يقول لصديقه المبتسم ببراءة مزعومة ....(طارق ....من فضلك اجلس وصمت!! ...).. هز كتفيه يرمقها بتشفي، بينما ابراهيم يشير لها الى المقعد خلف مكتبها ....(تفضلي .... من فضلك يا آنسة ...)... زفرت بحدة ثم خطت تهوي على المقعد بعنف فادعى السعال يهمس ...(المقعد المسكين !...)... أشارت اليه بسبابتها محذرة فعاد يهز كتفيه بإهمال، وابراهيم يخفي بسمة ماكرة، وهو يقول بجدية احسن تمثيلها ....(سمعت عن رغبتك في نقاش حادث الجبل .....لذا اتيت أعرض عليك حضوري في الحلقة لتحصلي على الاجابات الصحيحة ....فبعد الأحداث الأخيرة كثرت الأقاويل..... ولا أريد لذلك أن يستمر ويتوسع ...)... تنحنحت تحاول تجاهل نظرات طارق الحادة، وهي ترد على إبراهيم برسمية ...(طبعا يسعدني ...).. تنحنح الأول برفض، فأعادت كلماتها بصيغة أخرى لا تدري حتى لما!! ...(يسعد الإذاعة استضافتك سيد ابراهيم ... ففي النهاية لا أسعى خلف نشر الاشاعات المغرضة ...)... (مممم!!)... تنهد بتهكم فالتفتت اليه تقول بامتعاض ....(هل تريد قول شيئ ...يا حضرة المفتش ؟؟)... أومأ بسخط، يرد بنفس التهكم الممتعض ....(وظيفتكم نقل الأخبار حتى دون التأكد من صحتها ... وذلك اذا لم لا تلاحظي معناه تداول الاشاعات المغرضة ....)... ضربت على سطح مكتبها بكفيها، وهي تستقيم هاتفة بغل ....(لا أسمح لك !!...)... أسند دقنه تحت يده المتكئة بكوعها على المكتب يرفع اليها أنظاره المتسلية كإجابته .....(بماذا بالضبط ؟؟)... التزم ابراهيم الصمت، على الأقل احدهما يتسلى على حساب همومهم، والأخرى لا تحتاج لمحامي دفاع...(لا أسمح لك بإهانة عملي!! ...)... استقام هو الآخر فاردا طوله، ليسجل هدفه من جديد .....(إذن تعلمي احترام عمل الآخرين......كي يحترموا عملك بالمقابل .....فنحن بنوا همج ....لا نفهم الا بمنطق التبادل ....).... استنشقت عدة انفاس، كي تستجلب هدوءها الذي يطير أدراج الرياح في حضرة هذا الضخم، ثم قالت بانفعال تحاول لجمه .....(اللقب أشعرك بالإهانة ......أفهم ذلك .....أنا آسفة ....لأنني لقبتكم ببني الهمج ....لم اقصدك ...بل ذلك الغبي الذي تحرش بي ...وأنت وقفت مكتوف اليدين ....بل وطردتني انا ....بدل ان تحاسبه هو ...على فعلته الشنعاء ....). ....(أوووووتش!!! ....ضربة موفقة يا فتاة !!...)... فكر ابراهيم، وصديقه قد اختفت التسلية من على ملامحه يجيبها مدافعا ....(بل طردتك لقلة أدبك مع من لم يمسك بسوء ....ولعلمك ....الغبي تحول للتحقيق مباشرة بعد رحيلك ......وقد تبث بالفعل تحرشه بالنساء....وطُرد من عمله ....). ....هتفت كطفلة صغيرة حصلت على هدية صعبة المنال ...(حقا !!).... هز رأسه بجدية، فقالت بسرور وكأنها لم يسبق ان تعرفت على شيئ اسمه الغضب ....(رائع !!..... شكرا لك .....يستحق الغبي ...)... رفع يديه قائلا بحزم....(لا أريد شكرا...بل اعتذارا على الهواء مباشرة ....)... أومأت بحماس فابتسم ابراهيم، ليستطرد بحنق هجم عليه من جديد، وهو يرمق جسدها البارزة منحنياته من تحت ملابسها الغير واسعة اطلاقا ....(ترجلي قليلا !!....)... (ها!!؟؟)... سألت ببلاهة فأردف مفسرا بسخط ...(لا تتميعي في حديثك مع الرجال ....كي لا تستفزي رجولتهم ...وبعد ذلك تستنكرين نظرتهم لك ...).... شهقت مجددا والغضب عاد بأمواجه العاتية تصيح به، فأمسك ابراهيم رأسه بين كفيه، هامسا بيأس ....(يا إلهي !!)....
..............................
بعد أسبوعين....

منزل آل عيسى ...

(اتركوني .....ابتعدوا عني ....لا أريد شيئا منكم!! ...)... تنهدت الخالة شمة، بتعب يائس وهي ترمق حق باستنجاد، فهزت كتفيها بقلة حيلة تقول بخفوت ...(لن تفتح لأي احد ....انت تعلمين ذلك ...).. ردت بحزن وهي تعود الى المطبخ برفقة حق بين يديها صينية الأكل...(ابراهيم اوصاني بها خيرا ...وهي لا تأكل أبدا ....لو لم يكن لسانها سليط !!.. لكنني اعذرها ....لازالت صبية وما مرت به ليس هينا ...)... اومأت حق بتأكيد، وقالت برجاء ....(أرجوك يا خالة ....لا تعيدي فعلتك ...كي لا تصرخ مرة اخرى ....أخشى ان تسمعها أمي ...لا نريد اخبارها عنها حتى تتحسن صحتها جيدا..)... ربتت على كتفيها بحنو، تقول بتقدير ...(صدقت يا ابنتي ...زادك الله من حكمته ....خذي ...طعامها...إنه جاهز ...)... ابتسمت حق بامتنان، وتوجهت لغرفة حماتها بالطعام، منذ ان تحسنت قليلا، وقرر الطبيب إخراجها لتنهي العلاج في البيت، وحق هي من تكلفت برعايتها، فبعد الشلل الذي أصاب نصف بدنها، ولسانها. تسبب لها بالعجز عن النطق والحركة، رؤيتها لإبراهيم حي يرزق، ساعد في تحسنها الطفيف، لكن تظل عابسة حين تذكر فعلتها وصباح التي لا تستطيع حتى ان تخبرهم عنها، انه بالفعل عقاب صعب، أعاد لها رشدها الذي فقدته لصالح شياطين منهم الجن ومنهم الإنس، حتى أوشكت على ارتكاب جريمة لا تغتفر. نظرت الى حق الباسمة في وجهها بحنو، تهمس لها بنبرتها الهادئة والباعثة للسكينة....(أمي ....أحضرت الطعام ...كي نأكل سويا أنا وأنت ....بعدها سنخرج الى الحديقة ....فالجو رائع بعد المطر ...ورائحة العشب مع رائحة المطر منعشة ....).. ابتسمت الحاجة إيجة، بحسرة على كنة لا تستحقها، تستغرب حقا أين كان عقلها؟ وهي تصدق عنها أقوال صباح وغيرها من النساء، انها حتى لا ترى في عينيها اللوم و العتاب الذي تراه في اعين ولديها و عمها، باستثناء ابراهيم، والسبب طبعا هذه الفتاة....(هل اخبرتك انني احب رائحة التراب الممتزجة برائحة المطر ؟؟...) هزت رأسها بخفة، على قدر استطاعتها فضحكت حق بسرور تقول وهي تطعمها الحساء بروية ...(بسم الله ......إنها رائحة تذكرني بأمي حق رحمها الله ....).. غامت مقلتي حق تعترف بما لم تخبر به أحدا، تحاول رأب الصدع بينها وبين والدة زوجها، بفعل اوهام مدمرة، تستشعر تقبلها أخيرا...(كنت أتسلل في صغري الى خزانة قديمة ....فيها جمعوا ملابس أمي رحمها الله ....وأمر اخي ياسين أن لا يمسها أحد مهما حدث ... وخبأ الخزانة تحت سريره...كلما اشتقت اليها ....فتحتها ومرغت أنفي بين طيات أثوابها ....كانت رائحتها تماما كرائحة التراب الممتزجة برائحة المطر ....وهكذا تعلقت بتلك الرائحة واصبحت آنس بحضور والدتي ...كلما أغدق الله علينا بالمطر كرما منه ونعمة ...فاخرج الى الحديقة باحثة عن التراب.....)... ابتسمت إيجة تشعر بالشفقة على تلك الفتاة الطيبة القلب، التي فقدت حنان الأم حتى قبل ان تفتح مقلتيها على الحياة، تتساءل بحيرة من اين لها بكل تلك الطيبة. حافظ على صمته مراقب المشهد المكرر مؤخرا، بين والدته و زوجته الحنون، يحمد الله على نعمه كما أخبرته قبلا. ان الإنسان يعمى عن النعم الكثيرة في سبيل نعمة واحدة مفقودة، ولو رُزِقَها لكانت له نقمة تحييه في عذاب دنوي أليم. استدار منسحبا بهدوء، ليصاحب جده إلى زيارة حصل له على تصريحٍ لها.
..................

[IMG][/IMG]
سجن مدينة الجبل ....

صاحبه أحد الحراس الى مكان الزيارة، واشار له الى طاولة ما كي يجلس ففعل ينتظر. ما هي إلا لحظات فدخل عليه يونس يرمقه بعبوس وغضب، يجلس قبالته دون خجل من أفعاله. يقول بتهكم بارد ....(مرحبا .....والدي ...)...تغضنت ملامح الحاج ابراهيم يرد بانفعال وامتعاض ....(حتى الشيب في رأسك لم يعلمك خلقا ....أو يكسبك وقارا ...)... ضحك حتى سعل وصدره يئن بأزيز ينم عن إصابته بالمرض، ثم قال بنفس سخريته ...(أرجوك أبي ....ماذا يقولون ؟؟.... من شب على شيئ شاب عليه ...)... أومأ بياس يسال رغما عنه، فهيئة ابنه مزرية، سواد تحت العينين الغائرتين، وشحوب بشرته، كما هزال بدنه، حتى ظهر عليه العمر بسنونه الطويلة...(هل أنت مريض؟؟)... أختفى التهكم يرد بحزم ...(انا لازلت على عهدي ...قويا وذو بأس ...تماما كجدي ...)... قال والده بحنق من غبائه ....(مع انني ارفض جفاء والدي ...إلا أنه ليس مثلك أبدا ....انت لم تفهم ما أراده يا يونس ....فدمرت نفسك بغبائك ...)... هتف يقترب منه قائلا ....(بل انا من فهمته جيدا ...أراد السلطة القوة ...أن يحقق ما لم يحققه أجداده ...أن يمتلك الأرض بمن عليها ....وكنت على وشك تحقيق ذلك.... لولا خذلانكم لي ....أنتم عائلتي ..).. تحدث الحاج بتهكم يرد...(الأرض يا بني لا تُمتلك بمن عليها .....الناس تمتلك قلوبها بالصدق وحسن الخلق ....والأرض تمتلكها بالعمل الجد وعرق الجبين.... اما أنت فاتخذت طريق الضلال والظلم ...وما كنت لأتستر عليك ...فيفضحني الذي لا يخفى عليه شيئ ... في عقر داري ...يكفي ما ألحقته من أضرار بأولادك ...وبزوجتك ...)... عاد الى الخلف يريح ظهره على مسند الكرسي، قائلا بسخرية مقيتة...(كيف حال ابنة الحسب و النسب؟؟ ...سمعت انها شُلّت ...ابنة الأكابر... ).. حرك والده رأسه بيأس، بينما هو يستطرد بتشفي ...(حسبت نفسها ذكية وهي تخطط لتوقع ببكري آل عيسى في شباكها ....لا تعلم أنني وقعت في فخها راغبا ...في الزواج من أجمل فتيات المدينة....استمتعت بها وانجبت لك ولجدي صبيانا ...ماذا تريد اكثر من ذلك ؟؟...و ضنيتم علي بأن أعيش نزواتي كأي رجل حر...)... مال الحاج تجاهه يهمس بغل ...(نزوات دفعنا ثمنها غاليا .... ابن من عاهرة واخرى ثمرة اغتصاب لشقيقة صديقك ....يا عديم الأخلاق ....والله اعلم بما خفي .....أقسم لولا خوفي على احفادي ... لخطفتك من هنا وسجنتك في صحراء بعيدة اعلقك من رجليك حتى تصبح رجلا بحق..... أو تفنى هناك لحالك ....فأنا فشلت في تربيتك يا متخلف !!..)...وقف بعنف يهتف بالحارس ....(افتح الباب يا ولدي !!....لا نداء يوقظ الأموات.... إنا لله وإنا اليه راجعون ....اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ...)... انتفض يونس يهتف بغضب صاحبه حزن عميق...(انا لم أمت بعد يا أبي !!.... حتى لو اعتبرتني كذلك .....لا يجعلني ميتا !!....أنا حي ...حي يا أبي!! ....هل تسمعني؟؟)... (أصمت وعد لزنزانتك !!)... صاح الحارس بسخط، فصمت على مضض مستسلما لمعاملة الحراس الفجة.
......................

استقبله ابراهيم بقنينة ماء، اخذها ممتنا فقال بنظرة ذات معنى...(لازلت تريد لقاء الثاني؟؟)... شرب نصف القنينة ورش القليل على وجهه، ثم هز رأسه موافقا، ليشير ابراهيم للحارس كي يرافقه إلى غرفة أخرى.
صدق حفيده عيسى، كانت أول جملة رنت في قاع أفكاره بعد أن لمحه أول مرة، إنه شبيه بولده، يكاد يطابقه حين كان في سنه. لم يشعر بذراعيه تسحبانه الى صدره يضمه بحنو أبوي حُرِمَه الآخر بأفعاله الشنيعة، فشعر بتصلب أطراف الشاب بين يديه. ابعده بعد ان ربت على راسه متجاهلا برودة تصرفاته وملامحه المزرية هو الآخر....(كيف حالك بني ؟؟)... سأل الحاج بعد ان جلس، فرد حفيده ببرود مبطن بتوتر ...(بخير ...الحمد لله ...)... ابتسم الجد متمتما خلفه..(الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ....أحببت التعرف عليك ...قبل... لم اكن متأكدا من وجودك ....كنت احسبه خبرا من ثرثرة الناس ...بعد فضيحة يونس هداه الله ...).. لم يلقى ردا سوى نظرات جامدة، فاستطرد بحنو ....(تعرفت على تغريد... إنها غاضبة ....جدا ...جدا ..) نطقها باسما بمرح حزين، فابتسم حفيده متذكر رعونة أخته، ليردف الحاج بتأكيد ...(لكنها ستهدأ مع مرور الأيام.... الزمن كفيل بالجراح يا ولدي ..)... تنحنح يجلي حنجرته ثم قال ...(أنا لست غاضبا ...منكم على الأقل...)... قاطعه جده بحماس سارٍّ يقول...(جيد بني ....ولا تغضب من اي شيئ آخر ...كم ستسجن؟؟... عشر سنوات؟! أقل مع حسن السلوك؟! ..... انت لازلت يافعا ....وستجد عائلتك في انتظارك بإذن الله ....بارك الله في اعمارنا بني ...كي نعوضك القليل مما حرمت منه ...)... ابتسم بحزن وحسرة، فقال الجد مسترسلا ...(ما فعلته من أجل اخيك لن يضيع أجره يا بني ....استعن بالله ...و ابحث فيه وبه ومنه عن الأمل... فتحيا راضيا بقضائه ....وسعيدا حتى داخل زنزانتك ....لا تيأس بني ...لن ينساك احد منا سنقوم بزيارتك دوما بإذن الله ....وكل ما يلزمك سيؤمن فقط أطلب ....)... اومأ بتأثر، فاعلمهم الحارس بنهاية الزيارة، ليسحبه جده مجددا يضمه الى صدره مقبلا اعلى راسه الحليق، فتلكأ حفيده حينها يشم رائحة الأبوة كيف تكون، ولو لمرة واحدة في حياته البائسة، فهو على عزم على الابتعاد عنهم كي لا يمسهم منه عار ولا خزي.
.............................

منزل المرابط ...

ولجت منزل عائلتها، بعد ان تقصت عن أخبار الحاجة إيجة من بعيد تتأكد من شللها الذي طال لسانها، هي في غنى عن معصية إسماعيل، غير متأكدة من ماهية تهديده. ابتسمت بمكر تشكر القدر الذي أسكت الحاجة عن اخبار ابنائها عنها، لينقلب المكر على وجهها الى فضول وربية، حين سمعت صوت شجار والديها يرج جدران البيت الكبير، هتفت بالخدم المتجمعين بفضول ...(ماذا تفعلون ؟؟...الى أعمالكم هيا!!)... اسرعوا يختفي كلٌّ خلف باب، فراحت متتبعة مصدر الصوت لتجدهما برفقة جدها في غرفة الجلوس ...(لا تفعل بي ذلك يا زكريا ....أتوسل أليك لا تجرحني في كبريائي ....).. هتفت والدتها باكية، بينما المقصود لا يجيبها متجاهلا إياها، تستطرد بلهفة حين لمحت ابنتها ...(ستجرح ابنتك هي الأخرى...مدللتك ...حبيبة قلبك ...)... ابتسم ساخرا يرد بوجوم ....(لا شيئ ستقولينه سيغير من رأي يا نعيمة ...لقد سألت الفتاة ووافقت بطاعة دون نقاش ...وقريبا جدا سنتفق مع آل عيسى ...)... اقتربت منهم صباح تسأل وملامحها التعبة مقطبة باستفسار ...(ما بكما ؟... الخدم تجمعوا على اثر شجاركما ...)... أجابها الحاج زكريا بامتعاض ....(والدتك السبب ...هي من كانت تصرخ .....).. قاطعته نعيمة تهتف بسخط ...(ألست من سيجعلنا علكة في أفواه الناس؟ ....يلحق بي العار وسط النساء ؟؟...لن أسامحك يا زكريا ...ما حييت !!....)... ضم شفتيه غضبا و والده يرمقها بعدم رضى، لتهتف صباح بنفاذ صبر علا عليه صوت والدها وهو يرد على زوجته ....(اخبروني ...ماذ..)...(بل أنا من لن يسامحك يا نعيمة !!....لأنني انجرفت خلف أنانيتك وطلباتك التي لا تنتهي ... فظلمت فتاة كل ذنبها انها فقيرة .... وانا استغليت ذلك بجور...ابنتي من صلبي تركتها في رعاية والدتها دون أن أزورها يوما .... مكتفيا بإرسال المال كي أخدر ضميري!...حتى بعد موت والدتها ....أطعت أنانيتك مجددا ... وتركتها في عهدة جدها !!.... )... تجاهل الريبة على وجه ابنته واقترب من زوجته يسأل بمرار ...(ألم تكن فكرتك وأنت تحثينني على الزواج من اجل الصبي؟؟ ...رفضت مرارا لأنني اعلم يقينا بأنك لن تقبلي شريكة لك فيّ... وهذا يعني ظلم للزوجة الثانية ...)... شهقت صباح وقد بدا ادراكها بالزحف الى خلايا دماغها، ووالدها مسترسل بسخط ...(لكنك لا تكفين حتى يُجاب طلبك ....لا أعلم حتى كيف اقنعتني و كيف شاركتك في ظلم اثقل كاهلي ...كل ما فعلته انني علقت امرأة أخرى بي دون ان أكون لها زوجا فعليا..... وتركتها مع ابنة في رقبتها ...لا هي متزوجة ولا هي مطلقة كي تكمل حياتها ....المرأة ماتت يا نعيمة ...قبل أن اطلب منها السماح .....لذا انا لم يعد يهمني كل ما تقولينه وإن لم تنتهي ....أقسم ان اطلقك كي تتذوقين معنى العار الذي تخشينه بالفعل ....)... امسكت على صدرها جاحظة العينين، لتهتف صباح بنفاد صبر ...(أبي !!!).... التفت اليها يقول بسخط ...(اسمعاني أنت وهي ..... ابنتي طائعة ..... طلبت منها ما طلبته منك يومَ خذلتني بين الرجال... فقبلت بحظي... ألوم نفسي لا غيري ....أما هي... فقد وافقت دون مناقشة ....ابنتي التي لم أدللها و لم تنعم بقربي ورعايتي أطاعتني دون نقاش ....وستتزوج من ابن آل عيسى ....ولا أريد أي تصرف أهوج منكما ....إلا أقسم برب العباد ....سيكون لي تصرف لن يعجبكما اطلاقا ...)... نظرت نعيمة الى ابنتها المفغرة فمها يرتسم على ملامحها الرعب، تقول بتقطع ....(اسم....عيل ....ستزوجها لاسما....عيل ....أ...بي ....يا إلهي ....لديك ابنة غيري ....احتلت مكاني وستأخذ كل ما هو لي ...أنا ....لا أصدق ....).. أشار اليها والدها وهو يحدث زوجته ...(هل رأيتِ؟؟ ... كل ما يهمها نفسها ....علمتها أنانيتك وأنا معك شريك في ذلك ....أحذركما!!....يكفينا ما خسرناه بسبب مجيد ...ولا اريد مصيبة اخرى تقضي علينا!! ....)... ربت عليه والده بحنو مهدئا، ونعيمة تهتف بغيظ فتك بقلبها و كبريائها، بينما صباح لاتزال جامدة مكانها تظن نفسها في حلم... بل كابوس، تنتظر علها تستفيق من وهمه ....(طبعا ستطيعك ....هي طامعة في أموالك ... وكيف سترفض زواجا من عائلة غنية؟؟...)... ابتسم الجد قبل ابنه الذي قال بفخر شعت به مقلتيه....(ابنتي طائعة .... في سنتها الدراسية الأخيرة ....تخصص الطب النفسي ....يعني تماما كمن اخترته زوجا لها.... الأموال التي كنت أرسلها لها و التي هي من حقها مثلكم ....استغلتها جيدا ... لتصبح ابنة يفخر بها كل أب ....أفضل من ألف رجل مثل مجيد وأمثاله ...لم يُكسب والده سوى الخزي والمرار...)... صمتت تتميز كمدا، وصباح تحدثه بتوسل فتاة صغيرة تقتلها الغيرة على والدها وألعابها التي ستسرق منها ...(أبي .....هل تفضلها علي؟؟...هي افضل مني؟؟...أنا صباح حبيبة قلبك ....مدللتك ...)... رق قلبه لها واقترب يمسد على خديها بحنو يرد ....(الأب لا يفرق بين أولاده ....وانا فعلت ذلك سابقا وظلمتها هي كي أدللك أنت ....لست اتخلى عنك يا ابنتي ...أنت ستظلين دائما فلذة كبدي وهي مثلك ....ستحظى بما حرمت منه كل سنوات حياتها .....لذا أزيلي تلك الأفكار من عقلك ....ولا تنصتي لسموم والدتك .....)... التفت الى والده يقول بجدية ....(هيا والدي !!.....لا أريد التأخر عن موعدنا معهم ....)...
[IMG][/IMG]
استدارت صباح مغيبة كليا عن نداء والدتها الباكي، وآوت الى غرفتها. نظرت الى انعكاسها في المرآة، وكلمات والدها تدور في حلقة وسط راسها ...(ابنة يفخر بها كل أب .... افضل من ألف رجل .... ستتزوج من اسماعيل ....طبيبة مثله ...)... تكالبت عليها الأصوات من خيالها، بعد لحظات امتدت لساعات لا تعلم كم عددها. فنتشت قنينة عطر من على منضدة الزينة وحذفت بها على انعكاسها، لتشتت المرآة الى شظايا ثلمة. وهوت على ركبتيها تهمس بألم فاق كل احتمالها ....(أتى بابنة أخرى وأعطاها كل شيئ أملكه ....مكانتي ....حقي ....حتى من أحبه ....اسماعيل ضاع مني ....أبي ضاع مني ......لا ....مستحيل .....أنا أحلم... أنا في كابوس) .....تلفتت حولها وقد ضاقت بها غرفتها بما رحبت، ليستلم شيطانها مقاليد عقلها التي كان في انتظار تركها والتخلي عن قيادتها. من كان يوما يساند قراراتها الجائرة، بل وينميها بوسوسته فتستجيب له، ظانه أنه في صفها، لم تكن تدري ان الشيطان ليس له عزيز من بني الإنس، بل هو سكين يمسكه خلف ظهر كل منا، ينتظر لحظة ضعف ويأس، ليطعن طعنته الغادرة. مدت يدها المرتعشة، وكأنها لا تتحكم بها تراقبها بلا حول منها ولا قوة، وهي تقترب من رسغ الأخرى المستسلمة بدورها، وتقطع شريان الحياة بلا رحمة، لتنفجر الدماء الدافئة أمام مقلتيها، وتهوي بجسدها على الأرض تتأمل حمرتها القانية، الى أن سحبها اللاوعي الى ظلمته.
.................................
قبل ساعات ....منزل آل عيسى ....

تعمد ابراهيم عدم حضور اي من شقيقيه اجتماعه بالحاج أحمد المرابط و ابنه، كي لا يقنع احدهما بما هو متأكد انه آت ليقترحه عليه. فهو لن يسمح باستغلال عائلته حتى من اجل مصلحته التي تصب في مصلحتهم. انتبه الى الحاج زكريا يقول بجدية وثقة استغربها ابراهيم ...(أنا قررت التنحي عن الترشح ....وسأترك لك الساحة خالية ....)... أجابه ابراهيم بتصميم أبتسم له زكريا بإعجاب ....(يا حاج أقدر لك ذلك ....لكنني أؤمن بفوزي حسب نيتي ...بتوفيق من الله ...)... تدخل جده يقول بهوادة، يبتسم هو الآخر بعد أن تلقى ربته استنجاد من الحاج أحمد ....(يا بني ...دع زكريا يكمل حديثه ...بعدها ننظر في الأمر....لا تنسى ان الأقاويل كثرت ....والشياطين تدس سمومها.... مع انك اجبت كل تساؤلاتهم ...تظل الاشاعات تنهش في سمعتنا بضراوة ....لذلك فوزك سيسكت كل الأفواه...)... زم حفيده شفتيه على مضض، فقال زكريا بعد ان انتقى كلمات مناسبة ...(اسمعني بني .... سأحدثك بصراحة ....كما سعيتم للحفاظ على تراث اجدادكم ....في الحفاظ على مكانتكم بين بني الجبل ....أنا ايضا مثلكم اسعى للحفاظ على تراث جدي في تثبيت انتمائنا لنفس الجبل ....لذا يهمني نسبكم... وأنتم بالذات....لأنك وشقيقيك نعم الشباب ... يستطيع الرجل ائتمانكم على بناته ...ويفخر بصلة يتشاركها معكم بالدم ...والرحم ....)... سكن ابراهيم يلجمه مدحه بعد صراحته، لكنه لم يقتنع ينتظر تتمة لحديثه، بينما الفخر تلمع به مقلتي جده ....(قد تظن بي طامعا بك قبلا كي أشاركك في السلطة ....لكن الحقيقة يا بني انني تمنيتك زوجا لابنتي ....فأنت رجل يعتمد عليك ...تخاف ربك ...وفيك من الصفات ما يتمناه كل أب لابنته ....لم يقدر لنا ...والله اعلم بحزني على ذلك ....لكنني لازلت متأملا ... كي افوز بشقيقك ...الدكتور اسماعيل .. )... رد ابراهيم بانفعال وإن لجم هياجه...(أنا لن أفرض على أي من شقيقي أمر يرفضانه ...ولو كان من أجلي ...أو من أجل العائلة ....)... هز رأسه بمهادنة يقول ...(سنعرض على شقيقك الأمر....وهو حر في قراره ...بالنهاية لا نستطيع تزويج أحد رغما عنه ...)... أجابه ابراهيم يخفي بسمة مكر ...(أخي لن يقبل بأي فتاة ...سبق ذكرها فقط كزوجة محتملة لي ...أنا يقين من ذلك ...)... ابتسم جده لمكر حفيده، وصمت مترقبا لزكريا الذي قال باسما هو الآخر، وكأنه علم بما كان ينتظره واستعد له ....(وأنا ايضا لا أرضى بذلك....)... قطب ابراهيم بحيرة، يسأل ....(هي فتاة أخرى من عائلتك ؟؟ ...خارج المدينة ...)... هز رأسه بسلب يرد بفخر ...(بل هي ابنتي من صلبي ....أنا تزوجت مرة ثانية يا ابراهيم...ورزقني الله ابنة أخرى ....لكنها تربت مع والدتها في بلدتها في ضواحي مدينة الجبل ....اسمها طائعة تدرس الطب النفسي تبقت لها سنة واحدة بإذن الله وتتخرج .....ما رأيك؟؟؟)... سكت مذهولا يفكر، لقد تغيرت اللعبة، وأصبحت حجارة الشطرنج في أماكنها الصحيحة، ومقتربة من بعضها. طال صمته فقال جده بهدوء ...(أظن يا بني أن الأمر يعني شقيقك الآن...هو من سيقرر ...).
.........................
مساء ....منزل آل طالب ....

نزعت الحاجة ميمونة جلابيتها وألقتها على المشجب قرب الباب الداخلي للبيت، تقول بسخط تقصد ابنتها التي اختلف طبعها واصبح معاند ...(لا أدري سببا لعنادك؟؟... كل بنات المدينة ...قمن بزيارة الحاجة إيجة إلا أنت ....ممممم!!... كلٌّ طامع في الدكتور وحتى الصغير الذي لم ينهي دراسته بعد ...)... هزت كتفيها تقول بتهكم ....(إن كان اسماعيل ... الخبر انفجر في المدينة كقنبلة غازية ....وإن كان الصغير المدلل فهنيئا لهن به ...)... هزت راسها بامتعاض يشوبه الخوف ...(يا إلهي لقد سمعت ايضا ...كان حديث النسوة في مجلس آل عيسى ....ابنة المرابط حاولت الانتحار بعدما علمت بوجود اخت لها ....)... ضحكت رواح لا تعلم لما لا تجد في قلبها شفقة لا من اجلها، ولا من اجل اي شخص آخر، ربما هو جرحه لها ....(بل لأن حب حياتها ذهب الى اختها بلا أي مجهود ....)... قطبت ميمونة تسحبها الى غرفة الجلوس تسأل بفضول ...(ماذا ؟؟... لم أفهم شيئا ...ماذا تعرفين ولم تخبريني به؟؟...) ...ضمتها رواح تضحك قائلة بسخرية ...(يا امي العزيزة ...صباح رفضت ابراهيم لأنها تحب شقيقه اسماعيل ....لكنها أضاعت المشرق و المغرب ....لذا قررت اختصار الطريق الى الآخرة ....حمقاء ...علقت نفسها بحب رجل فخسرت دنياها وكانت ستخسر حتى آخرتها ....من أجل رجل ....غبية!!...) ...هزت والدتها رأسها بسهو، فقاطعهم ياسين قائلا باستنكار...(هلا تركتما الناس في حالها ...واطعمتما العبد لله؟؟...) ...قامت رواح تقبله بطفولية، تعجبه رغم ادعاء الرفض على ملامحه....(ألذ طعام لأفضل اخ في العالم أجمع...).. تنحنح والدها فابتعدت تنصرف بحياء، بعد ان قبلت يده، تبعتها ميمونة، فقال الحاج عبد الله يسبر أغوار ابنه الغامضة ...
(سمعت ما حدث لابنة المرابط؟؟)... اومأ وهو يلتهي بآلة التحكم عن بعد، يقلب بين القنوات، فاستطرد والده ...(لا اعلم كيف قبل آل عيسى بنسبهم ...بعد كل ما حدث من مجيد المجرم...)... التفت إليه يرد بتلقائية، كأي شخص لا يهمه الأمر....(إنها المصالح يا أبي ....ابراهيم من مصلحته ان تُخلى له الساحة ....مع كل الأحداث الأخيرة ...والفتاة تليق بإسماعيل ...يقولون عنها طبيبة نفسية ...فلما لا؟؟ ..ما دامت مناسبة ...)... (و أنت يا ياسين!!..)... نظر اليه ابنه بحيرة، فأردف ...(متى ستجد من تناسبك؟؟)... قفزت صورتها رأسا الى دهنه، فتعلق شبح ابتسامة بثغره، متذكرا عودتها الى العمل. يسعده ذلك رغم تباعدها و برودة تعاملها، إلا أنه سعيد برؤيتها كل يوم. (ياسين!!)... (ها؟؟!!)... وعى على هتاف ابيه، الذي استطرد بنفاذ صبر ...(لا تخبرني ...انك لازلت تفكر في جلابة الفضائح لأهلها ...سأقتلك انا بيدي وارتاح من غبائك ..).. تقوس حاجبيه دهشة، من هجوم والده فأسرع يفند ظنونه ...(لا !!...أبي اطمئن !! ... لا افكر فيمن تشغل بها بالك ....انسها ابي ...انسها !!...كانت مجرد اوهام أؤكد لك ...)... زفر والده يتأمله غير قادر على تحديد نواياه، إلا أنه تأكد من انشغال قلب ابنه بفتاة اخرى، أنسته ابنة المرابط كليا. ويبقى السؤال العالق، هل هي افضل منها او أسوء؟!.
...........................
[IMG][/IMG]
منزل آل عيسى ...

جاوره في جلسته في الشرفة الأرضية تحت أضواء خافتة، كعادتهما يرمقان الحديقة الغارقة في الظلام...(لا تتسرع في قرارك أخي ....خذ كل الوقت الذي تحتاجه ...وإذا وجدت في نفسك مانعا ...فلا تستحي ...أنت اهم من أي مصلحة أو منصب ...)... ابتسم في وجهه وربت على يده ممتنا، يرد بمرح ...(لما أشعرك تود رفضي لنسب المرابط؟؟)... تنهد ابراهيم يسترخي على كرسيه مجيبا ...(لا أدري ....أظنني أخشى من شبهها بأختها.... حينها لن اتقبلها بيننا ...)... بلع اسماعيل ريقه، فشقيقه يشعر به، وبمخاوفه. مجرد قرابة الفتاة التي لم يرها بعد ولا يعلم عنها شيئ بصباح المرابط، جعله يرفضها مبدئيا، لازال يشك بعلاقة الأخيرة بما حدث من والدتهم، يزعجه عدم تمكنه من التأكد، ويؤجله بعد شفاء والدته. لكن مصلحة شقيقه تهمه أكثر، وإن كان الزواج سيحل أمر الأقاويل والمنصب الى الأبد، فهو مستعد حتى لو كانت صباح نفسها، تحدث وهو يتجاهل شعوره بالتقزز من ذكر صباح كزوجة محتملة له.... (قد يكون دراسة الطب النفسي أثر عليها ...فلا تشبه اختها في شيئ ...)... ضحك ابراهيم قائلا بمزاح ...(كما اثر عليك يا طبيب النفوس ...فأصبحت هادئا حد البرود...).. هز حاجبيه دهشة يهتف بمرح ..(أنا بارد؟؟... سامحك الله أخي ....أنا موافق اذن ...ما رأيك ؟؟))... سأل ابراهيم وقد اختفى المرح من على وجهه...(موافق على ماذا ...؟؟؟ ...هل ستوافق كي تعاندني؟؟)... ضحك ابراهيم بصدق في تلك اللحظة، ثم أجابه بمكر حين تمالك ضحكاته... (على الأقل دعني التقي بها ...و ليقدم الله ما فيه من خير ...أنا لست مثلك ..اتزوج على عماي ...أم انك كنت على معرفة سابقة بزوجتك ...واخفيت عنا ذلك ؟؟..)...جعد دقنه بامتعاض يرد ...(اخفي عليكم ...منذ متى؟ ...وكيف ؟ ...وأين؟؟...كل شيئ حدث أمامكم...)... تنهد اسماعيل يقول بجذل ...(إن كنت سأحظى بزوجة محبة مثلما تحبك زوجتك ....فلا بأس بالزواج على طريقتك...) أومأ بسهو، يستطعم الكلمة ...(زوجته تحبه ....حق تحبه ...)... أجفل من سهوه على حديث شقيقه المسترسل، فبادله الحوار قبل أن يقرر الانسحاب الى غرفته، فمر بوالدته يطمئن عليها كالعادة، وكي يسحب زوجته سحبا من عندها، ككل ليلة.
[IMG][/IMG]
اندسا تحت الغطاء، بعد ان غيرا ثيابهما، ليسحب رأسها على صدره يلهو بخصلات شعرها. استسلمت للحركات الرتيبة على فروة راسها، فنداها بهمس ..(حق؟؟!!)... رفعت راسها ترمقه بفضول، فلمس خدها يسأل باهتمام ...(هل تحبينني ؟؟)... احمرت وجنتيها فدست وجهها في صدره بحياء، ليضحك بصخب يرفع رأسها فلا تستجيب له ...(حسنا حبيبتي الخجولة ....حركي راسك فقط كرد خجول سأرضى به ....هل تحبينني يا حق؟؟).... أومأت على صدره بإيجاب، فسحبها بشدة يديرها على ظهرها، ليهل عليها بجسده قائلا بسرور وهي تلهث من فيض الخجل و المشاعر القوية ...(أنا ايضا أحبك ....لم اتخيل نفسي أخبر احد بحبي له ...حتى شقيقي ...لكنني اشعر بحاجة قوية لأسمعها منك ...قد لا اكررها دائما ....لكنني احتاج لسماعها منك دوما ....اعتبريها أنانية مني ....لكن كوني أكيدة من حبي لك ...حق ...هيا تشجعي وانطقيها ...أتمنى سماعها من بين شفتيك ...وبنبرتك الهامسة الهادئة ... )... بلعت ريقها ترمش بجفنيها بسرعة كأنفاسها المتلاحقة، ودقات قلبها الهادرة. فاقترب منها أكثر، واحدى يديه تمتد لتطفئ النور ...(ها انا ذا أطفأت النور ....فلا تبخلي بها علي...)...داعب انفها بأنفه يأخذ من أنفاسها الدافئة، فهمست بخفوت متوتر ...(أحبك ....)... ابتسم في الظلام والمشاعر تكاد تفتك بصدره من السرور، والحب .... يهمس امام شفتيها، قبل أن يلتقطهما في قبلة طالت لتحلقا بهما في سماء الأحلام...(سأرضى بهذا الاعتراف الخجول مبدئيا ....لكنني أنتظره في النور ....وبنبرة اعلى بقليل ...)...
.....................
[IMG][/IMG]


غرفة عيسى ....

رماه بالمخدة يقول بسخط مزعوم....(لا تريد اخباري؟! .... حسنا !...اتمنى أن تظل على عقابها لك ...إلى ان تدفع ثمن القديم والجديد...)... ضم عيسى شفتيه يرد ببرود...(لن اخبرك بشيئ....واذهب لغرفتك لقد تعدت الساعة منتصف الليل ....)... هز راسه وارتمى عليه في فراشه، يضرب رجله التي أزال من عليها الجبس أخيرا ...(لا تتواقح معي ....اريد ان اعرف ما الذي جعل الفتاة تنقطع رجليها عن هنا؟؟....)... زفر عيسى بعد ان صرخ بألم يسحب رجله من هجومه...(أرح نفسك لن أخبرك ...).. نظر اليه بمكر يقول ...(انت حر ....انا أيضا لن أخبرك ...عما رأيته اليوم في سوق المدينة ...اثناء غيابك في المشفى كي تزيل الجبس ...)... هز كتفيه بخفة يرد بإهمال...(لا يهمني ....لست فضوليا مثلك ....)... هز كتفيه بدوره، وقام من مكانه يهم بالانصراف يقول بلؤم ...(انت حر ... الأمر يخصها لذا ظننت أنك مهتم ...لكنني أخطأت ... تصبح على خير..).. وصل اليه بسرعة قياسية، يوقفه قائلا بلهفة ...(من ؟؟... رواح ؟!...اين قابلتها ولما لم تخبرني؟....تحدث منصف ...)... مسد على دقنه قائلا بمكر ...(ممممم !!....إذن يهمك أمرها ...اعترف أولا...) ...ربت على كتفيه يقول بنبرة توسّلٍ للتّفهم ...(اسمع منصف ....انت صديقي ... وأسراري كلها معك ....لكن ما حدث بيني وبينها أمر شخصي لن تحب هي ان يعلم به أحد ...من فضلك افهمني ..ولا تسرح بخيالك الى مناطق محظورة ...)... لم يكن ليجازف بسمعتها، بعد كل ما اقترفه تجاهها. حرك منصف راسه باستسلام يخبره بما رآه مضيفا عليه بعض البهارات ....(رأيتها في السوق تتبضع ...ثم توقفت لتجيب شابا وسيما أكبر منا ...يقربها على ما أظن ...لأنه سألها عن أحوال أفراد عائلتها بأسمائهم ...ثم حمل عنها سلة الخضروات ....)... ابتسم بمرح، يتأمل عظمتي فكه البارزة بغضب، وقد شعت مقلتيه بغيرة حارقة. فاستطرد ببراءة مزعومة وهو ينسحب ...(لقد تأخر الوقت ....سأذهب لإحضار الماء من المطبخ وآوي الى فراشي ....تصبح على خير ...)...

[IMG][/IMG]
أقفل الباب يضحك بخفوت، لتتجمد كخطوته على باب المطبخ، بعد أن أناره. يحدق بالأخرى التي شلت أطرافها على نفس حركاتها الأخيرة. يدها تغوص داخل المُبرد، بينما الأخرى تحمل من الطعام الكثير. لأول مرة يلتقي بها بعد دخولها الأول مع ابراهيم الى بيت عائلتها. تغريد آل عيسى، علم عنها بعد ذلك من صديقه المصدوم، ليصطبح كل يوم بعدها على صراخها وهي تصيح بالمسكينة الخالة شمة، ذنبها الوحيد اهتمامها بها و بإطعامها الذي ترفضه بقوة، وقد علم سبب صبرها على الجوع. الماكرة تقصد المطبخ في أنصاف الليالي، بعد ان تتأكد من نوم الجميع. تأمل هيئتها، جسد طفولي ممتلئ شيئا ما، ابتسم بمرح، يفكر، إنها محبة للطعام، والخدين الأحمرين امتلاءً لا حياءً، خير برهان على ذالك. شعرٌ وحاجبين أسودين، مثل عيسى لذا يرجح الأسود كلون عينيها. منامة قطنية زهرية، وسماعات اذن مهملة على كتفيها، ....(هل اكتفيت من تحديقك ؟؟... أم تحب أن أتموضع لك كي تقوم برسمي ؟؟؟...) ....رفع يديه يقول بدهشة من جرأتها ...(اووووه !!... الصغيرة ليست بصغيرة ....كم عمرك بالضبط ؟...)... سحبت قنينة عصير، ثم اقفلت المُبَرد، ترد بجفاء ...(ليس من شأنك ...ازح نفسك من طريقي ...)... ضم ذراعيه الى صدره يقول وهو يسد عليها المنفذ ...(وإلا ماذا ؟؟.... انت الخاسرة هنا...حين يعلم الجميع عن الأميرة المدللة نهارا ..ترفض كل يد ممتدة لها من عائلتها بتأفف وقرف ..... لتتحول الى فأر متسلل أكول ليلا ..).. شهقت تهتف بغضب ...(أنا فأر أكول ؟؟... كيف تجرؤ؟؟ ....ثم من أنت بشعرك الأشقر هذا ؟؟؟)... انتفخت أوداجه بشكل مسرحي، يقول بفخر مشيرا إلى نفسه...(وسيم ...أليس كذلك ؟؟)... ضحكت بسخرية، ترد ...(أجل وسيم وسامة الفتيات ...).. عبس منصف بحنق طفولي، وهي تستطرد بسخرية ...(أنت لست من أهل الجبل ....بشرتك شاحبة ناعمة ...وعينيك ملونة ...مقارنة بخشونة ملامح رجال الجبل و اسمرار ملامحهم... انت أقرب للفتيات ...).. ضيق زرقتيه يقول بذكاء ...(اصمتِ يا صغيرة ... لا تتحدثي في أمور الكبار ...عيب ...سأخبر أخوتك كي يحسنوا تربيتك ....)... شهقت من جديد تجحظ عينيها قائلة بعدم تصديق ..(أنا صغيرة ؟؟...ومن هؤلاء الذين سيعيدون تربيتي ؟؟...)... اتسعت بسمته فاقتربت منه ترفع راسها بأنفه تهتف بتكبر ...(أنا تغريد آل عيسى ...سأتمم الخامس عشر آخر هذا الشهر ....أحمق !!...)... انصرفت تتخذ الباب الخلفي للمطبخ، ليهمس بمرح انعش صدره ...(صغيرة ....صغيرة جدا ....يا تغريد آل عيسى ....).


تمت بحمد الله ...


اتمنى ان تنال رضاكم ....واستغفر الله العظيم وأتوب اليه ...


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.