آخر 10 مشاركات
انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          410 - عائد من الضباب - ساندرا فيلد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          المتسابقة الأولى بمسابقة قصة من وحى أغنية "همس حائر" وقصتها آه يا حب (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-17, 07:12 PM   #71

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل الخامس / القسم الاول )



هنزل بعد اذنكم القسم الاول اليوم والقسم الثاني يوم السبت باذن الله

جدران صمت الهوى
الفصل الخامس
القسم الاول

الفقدان ... شعور عميق متاصل في النفس البشرية .. احساس يترك الانسان بسباق دائما مع روحه ومع كل من حوله كي لا يستشعره فيغرق في المه .. ضياع .. وجع .. حيرة .. غضب .. غيرة .. خوف .. هلع .. انه منبع للعديد من الاحاسيس وبركان للعشرات من المواقف .. ومع ذلك هو في النهاية محرك لكيان الروح لتركض في سباقها الازلي في تحقيق الذات .. انه دافع يحيط باهدافنا التي ترسم ذواتنا .. زلزال عواطفنا المتعطشة للانتماء بعيدا عن الفقدان.. فقدان الهدف .. الذات .. الحب .. الوجود .. الذكريات .. من نحب .. الانجاز .. ما يصنع شخصياتنا .. اراءنا .. احكامنا .. ما يعيق تحدياتنا .. في النهاية هو داء لكل دواء نحققه في تلك الدنيا الفانية .
_____
ضجيج متخالط يملأ المكان في انعكاس مخيف لذلك الضجيج الذي يقرقع في داخله مهددا بالانفجار .. اصوات اناس صارخة وانذارات متعددة .. مناظر رجال مخيفة .. وكراسي متناثرة .. اشخاص بزي رسمي يجلسون خلف مكاتبهم .. واخرين يتحركون بنشاط .. كل يعرف هدفه .. وهو .. يعرف ايضا هدفه .. في خضم تلك الفوضى كانت عيناه تبحث عنها هي .. بشعرها الاحمر الناري .. بعينيها العسيليتان كالشهد والقويتان بصخب .. ببشرتها المتخالطة بين البياض والاحمرار الذي يزين وجنتيها .. بذلك الجسد الملفوف برشاقة تحسدها عليه عارضات الازياء لتناسقه .. بملابسها الغريبة التي تصر على ارتدائها .. قمصانها الضيقة بازرارها العلوية المفتوحة والتي تتداخل حوافها ببناطيل انيقة عملية او تنانير تغطي ساقيها لمنتصفها مع حزام عريض يرسم خصرها في تحديد لملامح انوثتها الفجة التي تثير خيال اي رجل والتي تصر بغباء على تجاهلها متهمة نفسها بانها ليست انثى .. ملامح رسمت هيئتها المشتعلةالمتناسبةمع شخصيتها النارية وجرأتها وجبروتها الموازيين لكبريائها الصخرية التي تصر فيها على اثارة جنونه وقلقه ..كان قلبه يقصف بعنف في صدره منذ اللحظة التي ورده فيها اتصال الشرطة وهم يبلغونه بان مراسلته قد ضربت رجلا على راسه تاركة اياه فاقدا للوعي في حالة يرثى لها اثناء اعدادها للقاء الخاص ببرنامجه وسيتم اصطحابها للمخفر لعمل الاجراءات الضرورية ومحاسبتها .. لم يصدق اذناه.. لا يمكن ان تكون اسيل قد قامت بهذا .. هو يعلم تهورها ولكنه يعلم رقتها ايضا .. ان تتهجم على شخص يعني ان يكون هذا سبيلها للدفاع عن تفسها .. وهذا امثر ما يرعبه .. مالذي فعله ذلك الحقير لها لكي تخرج عن طورها وتؤذيه .. لم يعلم باي اعصاب قد تمالك نفسه حتى يصل الى المخفر ويراها ويطمئن عليها .. كان لا يزال غاضبا مما حدث بينهم في النادي ومن تجرؤها على ارتداء زي السباحة ذاك واستهتارها بنفسها بتلك الطريقة .. غضبا جعله يرغب بعقابها كي لا ينتهي الامر به وهو يخنقها لمقاومتها العنيفة وعنفوانها المخيف .. اراد ان يبعدها عنه كي لا يؤلما بموجة غضبه دون ان يشعر لذا اخترع اي حجة لتقوم بها وحدها ظنا منه ان هذا سيريحه .. بالطبع كان يجب ان يدرك بان الراحة واسيل متضادان لا يجتمعان .. شعور بالذنب والخوف والغضب والشوق كان يتملكه ويعلم ان رؤيتها فقط ما سينزع روحه ويلقيها هائمة عند اقدامها .. وقعت عيناه على ناره المتأججة في هيئة انثى وهي تجلس بسكون على احد المقاعد المتموضعة امام مكتب احد الضباط .. مظهرها الخارجي الذي التهمته عيناه في جرأة خائفة نهمة للاطمئنان جعله يتنفس الصعداء وقدماه تقوده نحوها والغضب يعشش في داخله مكان القلق .. وكانها استشعرت مقدمه بذلك الخيط الرفيع والغريب الذي يصل بينهما بحدي اقرب للحاسة السادسة .. راى عيناها تتحولان الى جليد غاضب خائف و .. لائم .. اجل .. راى بنظراتها لومها الصريح له وتحميله ذنب لم يعلم ماهيته الا انه اثار فيه حنقا هادرا منها .. اوتجرؤ على تحميله ثمن حماقة كادت تودي بحياتها .. ما ان وصل اليها حتى تفاجأ بصوتها الهادر (مالذي تفعله هنا .. انا لا اريد ان اراك قريبا مني للحظة .. بل اريد كل مسافات العالم لتفصل بيننا )
كلماتها اطارت البقية من تعقله فانبعث من فمه هدير صوته الناطق باسمها ( اسيييل .. اصمتي )
امر وضع فيه كل جبروته وتسلطه كي يتمكن من نطقه دون ضعف امام هيأتها التي تمثلت في تلك اللحظة حيث رأى اثار دموعها على وجهها وعيناها الحمراوان وجسدها المشدود كالوتر ويداها المرتجفتان والمختبأتان بعقدها اياهما على صدرها .. نحنحة رجولية قطعت معركة انظارهما الملتهبة وصوت الضابط يفصل جسر تواصلهما ( سيد ادهم رضوان ... انه لشرف كبير ان اراك هنا عندنا .. اشكرك لاستجابتك السريعة على اتصالنا وحضورك بشكل شخصي .. تفضل )
اشار الضابط الى الكرسي المقابل لكرسيها فجلس ادهم عليه باستفزاز متحدي واضح لها وهو يتجاهلها ملتفتا بكلية الى الضابط متسائلا ( الى اين وصلتم في القضية )
ضحكة متحجرشة هي كل ما استطاعت اطلاقه في حضرته في نفس اللحظة التي تجاهلها بالكامل وهو يطلق على ما حدث لها اسم قضية .. اهذه هي اذن .. لقد اصبحت قضية لا تعلم بعد ان كانت ناجحة ام انها ستهوي عميقا بعد ما قامت به .. كانت ترتجف من راسها حتى اخمص قدميها.. بعد كل ما حدث معها كانت سترحب باي دعم يقدم اليها ولكن .. ليس هو .. وليس وهو غاضب هكذا منها دون وجه حق .. والاهم .. ليس وهو سبب غير مباشر بما حدث معها .. غضبها منه .. بروده وارساله اياها لهذه المهمة متجاهلا وجودها في التقرير الاساسي .. محاولتها اثبات نفسها مما جعلها تغفل عن كل المعطيات التي امامها في تلك المراة لتدرك مدى خطورة استجوابها .. كان يجب ان تفقه عنف زوجها من مظهرها فتأخذ حذرها الا انها كانت اكثر انشغالا بمصارعة غضبها من افعال وتنحية ادهم لها والان ياتي بكل صفاقة ليوبخها ويحاول اخراجها .. (في احلامه )
لم تعلم انها نطقت الكلمات بصوت عالي حتى رات اربعة عيون تتجه نحوها وتمتمة ادهم السائلة تزيد احراجها اضعافا ( مالذي قلته )
عقدت حاجبيها محاولة تدارك نفسها واخفاء توترها خلف مظهرها الغاضب وهي تقف ببطء ( انني لا اريد تدخلك .. صدقني .. انا اكثر من قادرة على تولي الامور بنفسي واخر ما اريده هو ان اورطك مع او اضيع وقتك الثمين بحماقاتي )
شارف عليها بوقوفه وقد فاق طوله طولها فاضطرت ان ترفع عينيها لتقابل عيناه بثقة وتحدي ( صدقيني يا اسيل .. لن اكون اكثر سعادة من تركك هنا لفترة عل السجن يهذب افعالك قليلا ويعلمك بعض الادب ولكن .. مع الاسف .. شعوري باني مسؤول عنك يجعلني اكتم غيظي واضيع وقتي الثمين بندارك حماقاتك .. لذا كفي عن غرورك فليس لديك الا انا لتقبلي به )
ابتسمت ببرود ( لذا اخبرك باني لا احتاج لك .. فانا لست مسؤولة منك .. وبالعكس فلدي من هو مستعد ان يقف بجانبي بروحه دون ان اكون مضطرة لتحمل سخافاته التي هي السبب بوجودي هنا )
عقد ادهم حاجبيه والغضب يسيطر عليه بعنف جاعلا صوته شديد الخشونة ( هل اسمع بين طيات كلماتك اتهام لي باني السبب بوجودك هنا ؟ ثم .. هل تصدقين حقا باني ساترك امرك لشخص اخر )
فتحت فمها لترد عليه بكل كبرياء رامية بوجهه عرض مساندته الا ان صوت تنحنح الضابط جعلهما يدركان في اي مكان يقفان بعد ان انساهما تحديهما كل شيء فالتفت ادهم الى الضابط قائلا ببرود ( اشكرك سيادة النقيب واعذرني .. هل يوجد مكان يمكنني اجراء بعض الاتصالات فيه بهدوء بما يفيدنا في مجريات هذه القضية .. كما لو امكن .. هل تعرف مكتب المقدم رفعت الظاهري )
ارتفع حاجبا الضابط بانبهار مشيرا الى اتجاه ممر يبدو انه يفضي الى فسحة من مكاتب كبار الضباط في القسم ( اذا تبعت هذا الممر ستجده في نهاية الرواق كما ستجد لوحة مكتوب عليها اسمه .. ان احتجت الى اي شيء انا موجود للمساعدة )
مد ادهم كفه للمصافحة ( اشكرك سيادة النقيب .. فقط ابقي هذه الثائرة عندك ريثما احاول حل هذه المعضلة )
ونظر اليها بتحذير قبل مغادرته بسرعة حانقة مع تعمدها بقاء عينيها بعيدا عنه وتجاهلها الواضح له .. فان اراد ان يستعرض نفسه وامكانياته فليعلم بان هذا لن يؤثر عليها او على نظرتها له .. في النهاية هي لا تريد مساعدته لذا لا تدين له بشيء .. وهذا يجعل كل ما يقوم به لاجلها يصب في خانة اللاأهمية عندها .. راته يختفي من امامها فجلست متنهدة بعمق وقد استنفذت هذه المواجهة اخر معاقل تحكمها بذاتها فاخفت عينيها الدامعتين بيدها التي رفعتها مسندة راسها عليها متمتمة ( ياللهي .. اين انت يا علي )
لم تعلم كم مر من الوقت قبل تمالكها ذاتها ورفعها لراسها لتنظر حولها .. يبدو ان ضابط الشرطة قد حزن عليها لذا لم يقاطع صمتها وتركها عالما بانه لا يستطيع فعل شيء طالما انهم ينتظرون تقرير المشفى للرجل الذي ضربته .. تنهدت بعمق وعيناها تعودان للباب شاعرة لاول مرة بالوحدة القاتلة .. هل كان يجب عليها الا تظهر غرورها وتقبل بادهم كسند لها .. ذلك السند الذي حرمت منه فلا اخ لها ولا عم او خال اواب.. كانت وحيدة .، طوال عمرها وحيدة .. علي كان الاقرب لها كرجل .. ودوما منذ عرفته لم يخذلها .. حتى انها نسيت بنن كانت تستعين قبله .. وكان افكارها تمثلت امامها فراته يدخل القسم .. وهنا شعرت وكانها كانت في غربة ووجدت وطنها .. شعور بالامان غمرها لا تعلم ما سببه الا انها تعلم ان ثقتها بعلي فاقت حدود الكون .. راته يتجه اليها فوقفت بارجل مرتعشة سامحة لدموعها بالانهمار .. وقف امامها متسائلا بقلق ويداه تمسكان بيداها ( اسيل .. هل انت بخير .. اسييل .. ردي علي )
ارتفعت يده لتربت على كتفها فكانت وكانها مفتاح انهى كل تظاهرها بالقوة مع شعورها بالضغط المتواصل اثناء انتظارها لاي خبر كل ذلك انفجر بهيئة شهقة عالية وينبوع دموع اخفته باستنادها الطفيف على عضد علي متشبثة بساعده سامحة لنفسها واخيرا بالتعبير عن قلقها .. قالت بتلعثم ( يبدو انني قتلته يا علي ..الى الان لم يصل اي خبر عنه من المشفى.. لقد تعبت من الانتظار ولا احد يطمئنني او يقول شيئا...اتدري .. المشكلة اني لا اعلم كيف ضربته فانا لم افكر .. رايته يضربها وكانه سيقتلها .. لم اعلم حتى كيف حملت تلك التحفة الثقيلة او كيف وصلت الى يدي .. )
شعرت بارتجافة علي ثم بتربيته عليها محاولا بثها الطمأنينة (لا تقلقي يا اسيل .. لا تقلقي يا صغيرتي .. انا هنا .. انا هنا وساحميك )
مجرد كلامه معها بهذا الصوت الهادئ جعل روحها تستكين وارتجافة قلبها تهدأ وصفاء عقلها يعود..سكينة غمرتها مع دفء يدي علي المربتة على يدها .. الا انها لم تدم اذ قطعها صوت هادر ( من هذا .. مالذي يحدث )
انتفضت اسيل ملتفة الى ادهم الذي كانت عيناه تقدح شرارا مخيفا وهي لا تبرح يدها المتشبثة بعلي وراسها المستندة عليه .. راته يتقدم باتجاههم وهو يعيد السؤال بغضب اكبر ( لقد سالت .. من هذا .. ومالذي يحدث .. يا اسيييل )
واضاف مع اسمها نبرة تحذيرية هادرة استفزتها بجنون فقالت بتحدي ( وما دخلك انت .. اخبرني لما تسال .. الم تقم بكل ما تريده دون الرجوع علي وتسلطت باوامرك الدكتاتورية )
بريق مخيف لمع بعيني ادهم وهو يشير الى صدره ( انا دكتاتور اذن .. حسنا اسيل .. ربما ان الاوان لتري معنى الدكتاتورية الفعلية )
وامسك معصمها بقوة جاذبا اياها بعيدا عن علي الذي امسك يده بسرعة مانعا اياه ( مالذي تظن نفسك فاعله .. )
اقترب ادهم من علي وقسمات وجهه تمثال لشياطين غضب متقافزة (بل السؤال موجه لك )
في هذه اللحظة قاطعهم صوت حازم لرجل الشرطة الذي كان يصاحب ادهم ( انتما الاثنين .. هل لي ان اعلم مالذي تفعلانه بقسم شرطة بهذه الطفولية .. هل تعتقدان انها ستكون ممتنة بشجاركما وزيادة فضيحتها ؟) واشار الى اسيل بمعنى كلامه الاخير و التي امتقع وجهها مع ملاحظة توقف من حولها ونظراتهم الفضولية لهم قبل اضافته بحزم اكبر ويداه تحطان على كتفي ادهم وعلي ( لنكمل هذا الحديث في مكتبي .. هيا بنا ) ودفعهما ليحثهما على انهاء التحدي والتحرك باتجاه مكتبه مشيرا لاسيل لتتبعهم .
صمت عم المكان ونظرات اسيل تنتقل بخوف بين ادهم الغاضب وعلي المتحفز والمقدم رفعت المراقب لكليهما قبل ان يتكلم بصوته الهادئ موجه حديثه لاسيل ( حسنا يا انسة .. يبدو انك مدينة بالشكر للاستاذ ادهم لانه للتو قام بحل المشكلة كلها .. خاصة وان الرجل قد استيقظ وضربتك لم تسبب اذى حقيقيا له )
مرت لحظات واسيل تحاول استيعاب كلمات الضابط الذي اكمل بفخر وعيناه تراقبان ادهم (في البدء لقد تاكد من سلامة الرجل وثبت تقرير الاطباء عن حالته ثم قام بتوثيق شهادات الاناس الذين كانو يتواجدون اثناء الشجار كما حث الزوجة على تقديم الشكوى ضد زوجها متكفلا لها بأمانها وبتوفير حاجياتها وتوثيقها ققصة نجاح في برنامجه وهذا ما اثبت موقفك على انه دفاعي لذا سيتم اطلاق سراحك مع تعهد منك بعدم تكرار هذا الامر بالاضافة للغرامة التي تكفل البرنامج بها )
تساءلت اسيل بتلعثم مرتبك ( كيف يعني .. اي برنامج )
التفت اليها ادهم قائلا بلهجة مستفزة ( لقد تحدثت مع الشركة المنتجة لاعتبار ما حدث قصة من قصص نجاح البرنامج حيث وعدنا انه ان ارادت اخذ خطوة في حياتها ضد زوجها وقدمت الشكوى بان نوفر لها فرصة عمل من قبل الشركة المنتجة لتتمكن من القيام بمسؤوليات ابنائها دون الحاجة الى زوجها كما تعهدنا لها بتكليف محامي ليقوم بخلعها من زوجها ان هي ارادت مع حصولها على حقوقها كاملة منه بالاضافة لتولي الشركة المنتجة دفع الغرامة الخاصة بك بما انك كنت في مهمة خاصة تابعة للبرنامج )
لم يكد ينهي كلامه حتى وجد اسيل تقف بسرعة واسلوبه الذي اشعرها بانه يتمنن عليها ويثبت لها انه هو من حل مشكلتها وانها مدينة له يجعلها تكاد تفقد صوابها لذا تجاهلته واشارت لعلي باستنجاد لباه فورا ليقف هو الاخر وهي تقول ببرود ( اذن بما انه قد تم انهاء كل الاجراءات اين يمكنني امضاء التعهد كي انتهي من كل هذا واخرج من هنا )
كلماتها صدمت ادهم والضابط الذي اشار بذهول الى ورقة كانت امامه فاقتربت بثقة هي ابعد ما تكون عنها وانحنت ممسكة القلم لتضع توقيعها باناقة قبل ان تعتدل وتمسك بيد علي لتستمد القوة وقد رفعت عيناها اليه باشارة فهمها فأومأ براسه للضابط قائلا (اشكرك سيادة المقدم على مجهودك)
ثم اومأ باشارة مبهمة لادهم هامسا ( اشكرك ايضا سيد ادهم )
وجذبها الى جانبه ليغادر المكتب وقد شعر بازدياد توترها ورغبتها للانفراد بذاتها .. ولكن .. لم تمضي لحظة على خروجهم حتى اوقفهم جذب ادهم ليدها جاعلا اياها تلتف اليه وهو يهدر ( ماذا تظنين نفسك فاعلة .. هل حقا هكذا ستتصرفين )
كان هذا اخر شعرة تحكم لاسيل فانفجرت بعنف (مالذي كنت تنتظره مني .. ان اشكرك .. ان اظهر اهتمامي بك .. ان تغشاني لمعة البطولة كالمراهقات .. فييييي احلااامك .. لقد اخبرتك ادهم اني انتظر منك اعتذار على كلامتك الجارحة بالامس .. مالذي فعلته .. عاقبتني وتجاهلتني وتعمدت اظهاري بمظهر المذنبة .. حسنا على الاقل انا مذنبة الان وهكذا استحق عقابك .. اتعلم .. ما رايك ان تطالب بنقلي وهكذا ترتاح مني ومن مشاكلي )
اقترب ادهم وقد زاد التماع عيناه بخطورة حتى ماعاد يفصلها عنها شيء ( اهذه هي .. اهذا ما يجمعنا برايك .. برنامج فقط وافعال حمقاء ما انفككت تقومين بها لاثبات افكار غبية مترسخة بذهنك )
في اللحظة التي انهى كلامه بها شعر بيد علي وهي تبعده بقسوة وصوته الجهوري يهتف ( انا لن اسمح لك باهانتها وانا واقف .. ابتعد عنها )
تدخل علي صب حمم فوق لهيب ادهم المتفجر فهس من بين اسنانه بغيظ مكتوم ( ومن انت اصلا كي تسمح لي او تدخل بيننا)
قابله علي بتحدي اكبر مجيبا ( انا شخص مسؤول عليها ولست مهتما حتى للتبرير لافعالي لك لذا .. ابتعد ارجوك وانا احتفظ بكرامتك قبل ان انسى معروفك وان كنت تبحث عن شكر فلقد شكرتك وها انا اكررها .. شكرا لك والان اتركها )
ارتفع صوت اسيل بغضب ( توقف علي .. لا تشكره فلقد قام بكل هذا لنفسه .. الم ترى ما حدث .. في النهاية نسب الامر لنجاح البرنامج دون ان يرف له جفن )
كلماتها القاسية هزت ادهم بقوة وصعقته .. نقل انظاره بينهما بالم اكبر وعيناه تحاول استشفاف ما تقوم به .. اذن .. اهذا علي الذي تتغنى به طوال الوقت .. عندما شعر بمقاومتها ليده ليتركها كي تذهب خنقه شعور بخسارتها كاد يوقف قلبه .. لم يعلم كيف يفهمها ما قام به .. اصلا كيف فسرت كل ما حدث على انه يقوم به لصالحه وهو .. لم يفكر لحظة الا بها .. ازدرد لعابه هاتفا بتوتر (لا اعتقد انه يمكنك المغادرة الان .. فهناك بعض الاعمال التي يجب ان تنجيزيها في القناة كاجراءات اضافية لما حدث .. اعتقد انك لن تعترضي على شغلك على اساس انه اهم شيء لديك في الحياة)
ادرك من تلك القسوة التي علت صفحة وجهها ونظراتها الممتزجة بقهرها بانه استخدم ورقة الضغط الصحيحة .. مهما بدا غير انساني وهو يطالبها بالعمل رغم ثقته بهول ما مرت به وبرغبتها للانفراد بنفسها ولكنه اراد ان يشاركها انفرادها .. اراد ان يحتوي حزنها والمها ويحاول طمأنتها .. حتى لو قاومته هو مصر على الاختلاء بها ووجود علي بينهما سيمنعه من التقدم بما انه يرى كم تعتمد عليه .. منذ اللحظة الاولى التي خرج بها من المكتب وراها كيف تستند عليه وكيف يحتوي ضعفها وانوثتها وهو يكاد يجن .. لقد اراد هذا الاحتواء .. اراد مشاعر ضعفها بجشع .. اراد ان يكون هو فقط من يتشرب كافة تفاصيلها وليس من تصر على مقاومته بعنف وتتعمد اظهار قوتها امامه .. قنابل الغيرة التي انفجرت في صدره تركته يتصرف برعونة لذا اخطئ ثم اخطئ ثم اخطئ .. فرغم معرفته بعنفوانها الا انه حطم كبرياءها بتبجحه بما قام به فبدا كمن يعايرها حقا .. قاطع افكاره وصراع النظرات المتواصل بينه وبين اسيل التي ارتسم على ملامحها ترددها وحيرتها وغضبها الحانق منه لحشره اياها في الزاوية صوت انثى رقيق ( ترى .. هل اقاطع شيء .. اتمنى الا اكون قد تاخرت )
التفت كلاهما الى علا التي كانت واقفة وبجانبها رجل اربعيني معه حقيبة ويلبس نظارة .. اشارت اليه علا بشكل فوري وعيناها تخاطبان علي ( عندما اتصلت بي لتسالني عن محامين جيدين واخبرتني نبذة عما حدث لم اشا ان اتركك وحدك لذا احضرت معي محامي وصديق العائلة وهو اكثر من مستعد للدفاع عن اسيل كما انه واثق من مقدرته على اخراجها بشكل فوري )
عقد علي حاجباه بتوتر ( ولكني اخبرتك انني في البدء ساذهب لارى الموضوع قبل ان استشير اي محامي .. كما طلبت منك الا تحضري الى هنا .. بصراحة لقد احتوينا الموقف دون الحاجة اليك .. انا حقا اشكرك على مجهودك ربما كان من الافضل لو التزمتي بكلماتي)
قسوته جعلت الاحمرار يغزو وجهها وهي تدافع عن نفسها بضعف ( اعتذر عن عدم التزامي وقلقي .. انا اعلم ان ما حدث تدخل سافر مني وانك لم تكن لتسالني لولا وجود موعد للعمل بيننا والذي اضطررت ان تؤجله كما اجبرت على البوح لي بالسبب الاساسي لهذا بما انك لا تفضل الكذب .. ولكني اردت ان ارد جزءا من مساعداتك لي .. على العموم اعتذر عن تطفلي وحمدا لله على سلامتك انسة اسيل )
وجهت اخر كلماتها لاسيل التي ارتبكت بعد ان رات اسلوب علي القاسي مع علا فاجابتها متعاطفة ونظراتها اللائمة تخاطب علي ( بل على العكس .. انا حقا اشكرك على مجيئك ووقوفك معي .. صدقا هذا جميل لن انساه وحقا اعتذر عما سببته لك من قلق وعن التاخير الذي كنت سببا له في موعد العمل الخاص بينكما .. ان لم يكن قد فات الاوان فليتكما تذهبان اليه الان بما انني اصبحت بخير .. واصلا انا الاخرى لدي عمل مع الاستاذ ادهم لذا ساذهب معه واترككما .. علي .. انا حقا اشكرك واعتذر عن تاخيرك )
كانت اسيل قد التفتت الى علي وعيناها تناجيانه وتعتذران له مما زاد غضبه من كل ما يحدث ( اسيل .. ساوصلك بالاول .. ليس عليك اختلاق عمل لكي تبتعدي .. ثم منذ متى كان بيننا شكر او اعتذار .. ان كان هناك من اشعرك بانك سببت ازعاجي فعليه هو مراجعة افعاله والتاكد منها )
رفعت اسيل حاجبيها برجاء وعيناها تناظران علا بحرج اكبر وقد بدأت بالتراجع والالم يرتسم على محياها ( بل على العكس علي .. لقد سمعت ادهم للتو انا بالفعل يجب ان اذهب معه وبالطبع سنتحدث عندما نلتقي ليلا )
تنهد علي وقد انتبه لجلافته المتعمدة التي كسرت علا كثيرا ومظهرها المتراجع يؤلمه بلا سبب واضح .. نظر الى اسيل متسائلا ( هل ستكونين بخير ) وعندما اومأت براسها بالموافقة عاد للالتفات الى علا قائلا بصوت ذو نبرة نادمة ( انا حقا اعتذر سيدة علا على اسلوبي الهجومي يبدو ان التوتر قد ساد تفكيري بسبب هذا المكان .. لم يكن يحق لي ابدا توبيخك مع ما قمت به من مجهود .. سامحيني .. و اشكرك من قلبي على مبادرتك .. ثم اعذريني ان اعتبرت كلامك عن الديون في غير محله فان كان هناك شخصا مدين للاخر فهو انا .. يكفي ما قمتي به الى الان في سعيك لكي احصل على فرصتي العادلة وشهادتي )
رفعت علا راسها وفرحة طفولية ترسم محياها وهي تهز راسها بالرفض السريع ( على العكس .. كان من دواعي سروري .. ساسبقك الى سيارتي وعندما تنتهي لتلحقني .. انها امام الباب ) والتفتت الى اسيل مضيفة ( سررت بالتعرف اليك ) ثم تحركت مبتعدة امام انظار الجميع و علي يلتفت هو الاخر بدوره لاسيل مودعا اياها قبل لحاقه بعلا .
كان ادهم يراقب ما حدث بصمت وقد شعر ان عدم تدخله سيصب في مصلحته كي لا يستفز اسيل ويجعلها ترفض المجيء معه كما قالت .. راها تلتفت اليه قائلة بهدوء حمل الخطر والتمرد بطياته ( والان .. هل سنبقى واقفين ام انك ستريني ما هو العمل المتاخر .. او .. يا هل ترى كان موضوع العمل حجة فارغة لتبقيني معك )
ضغط ادهم على اسنانه كاتم غيظه وقد راعى وقاحتها الناجمة بالتاكيد عن بقايا ما تعرضت له من ضغط لاعصابها مما قد حدث لها .. اشار اليها باتجاه باب القسم قائلا بنبرة محايدة قدر استطاعته ( تفضلي امامي .. السيارة في الموقف )
اعادت اسيل النظر اليه بشك قبل ان تستسلم لقدرها وقد رات ان لا خيار امامها الا الامتثال له حتى وهي مشوشة من ردات فعله المتباينة معها ... تحركت امامه باتجاه موقف السيارات وهي تحاول اضفاء الثقة على حركاتها وقسمات وجهها .. وقفت بجانب سيارته وقد تعرفت عليها بشكل فوري في نفس اللحظة التي علا فيها ازيز هاتفها معلنا وصول رسالة لها .. استقرت بالمقعد الامامي بعد ان فتحه لها ادهم بلباقة تجاهلتها متعمدة ... امسكت هاتفها مستغربة وصول رسالة لها من خالتها زهرة وفتحتها في ذات اللحظة التي بدأ فيها ادهم بادارة السيارة ليقطعه شهقتها المرعوبة التي اجفلته وجعلته يلتفت اليها منتفضا بهلع وقد لاحظ امتقاع وجهها وارتجاف كامل اطرافها .. امسك يدها المرتعشة امامها لينظر الى الرسالة التي كانت على ما يبدو سبب ما حدث لها وهو يهتف ( اسيل .. هل انت بخير .. ما بك حبيبتي .. ارجوك اجيبيني )
سمع همستها الخافتة بمناداتها لامها وعيناه تقرأ ما جاء في الرسالة (والدتك يا اسيل في المشفى والاطباء يحيطونها وقد طلبو مني احضارك بشكل فوري )
لم يمهلها لقول شيء واتخذ قراره بشكل فوري وهو يقول بحزم هادئ وقد امسك بيدها مطمئنا اياها (حبيبتي .. ستكون بخير .. لا تقلقي .. والان .. اي مشفى تذهب اليه والدتك )
التفتت اليه بملامح مغيبة وكانها تطفو في عالم اخر مما جعله يرفع يديه محتضنا وجهها برقة ومقربا وجهه عليه لتلفحها انفاسه الحارة وقد شعر بثلجيتها وارتعاشها والخوف يقفز من محياها فتمتم برقة حانية (يا قلب ادهم النابض .. انه الوقت الذي يجب ان تكوني فيه قوية كما عهدتك دوما .. لا ضعيفة .. الا تريدين ان تري امك .. انها تحتاج اليك .. الى اي مشفى يجب ان نذهب )
وكأنه انتشلها من ضياعها وشعورها بحاجة امها لها فجر دموعها وهي تهمس باستسلام ( رباااه .. ادهم .. ستتركني .. ستموت .. الاطباء حذرونا من ان انهيارها القادم سيكون نهاياتها .. ياللهي .. امي .. امي ستتركني وحيدة .، كما فعل ابي .. كما فعل كل من احبهم )
كانت تهذي بلا وعي والالم يقطر من حروفها فدفع ابهاميه الى وجنتيها متحسسا اياهما ومزيلا اثار دموعها وهو يهدهدها بصوت رقيق حنون (حبيبتي .. اهدئي .. كل شيء سيكون بخير .. لا تقلقي فرحمة الله واسعة وانا واثق انها بخير .. ما رايك ان تذهبي اليها لتتاكدي .. فقط اخبريني بعنوان المشفى وسنكون هناك خلال دقائق .. فلتدعي الله ان يكون كل شيء بخير .. لا احد سيتركك يا روحي .. كلنا حولك .. كلنا .. انا وسما وعماد وحتى علي .. كلنا سنقف الى جانبك )
كان يتكلم وقلبه مفطور لاضطراره ان يذكرها بعلاقاتها كي يزداد اطمئنانها رغم رغبته بان يكون هو فقط كل دنياها الا انه يعلم بان هذه الانانية والتملك يؤذيانها .. راها ترفرف بعينيها متمتمة وهي تحاول ابعاد وجهها والامساك بهاتفها ( اجل .. يجب ان اخبر سما .. و علي .. اريدهم ان يكونو معي )
تنهد ادهم متماسك بصعوبة وهو يتمتم بحنان ( ما رايك يا قلبي ان نذهب لنرى ما يحدث في البدء قبل ان تشغلي رفاقك .. لقد رايت بان علي لديه عمل متراكم .... وسما بالتاكيد مشغولة .. اليس كذلك .. ساكون انا بجانبك واعدك ان كان هناك شيء ساتصل بهم بنفسي )
للحظة نظرت اليه متمتمة بادراك حزين يراه للمرة الاولى بعينيها ( اجل .. سما .. اليوم مسابقة عماد ..وعلي .. شغلته بما يكفي .. ربما .. ربما معك حق .. ربما .. من الافضل ان ارى الامر لوحدي و )
اجابها كاسرا شعورها بالوحدة بحزمه ويداه تزيدان ضم وجهها برقة ( معا يا قلبي .. سنرى الامر معا فانا لن اتركك مرة اخرى ولو دفعت حياتي .. صدقيني يا سما .. الموت هو فقط ما سيبعدني عنك .. موتي انا .. فتمنيه ان اردت الفراق و ب.. )
قاطعته بشكل فوري ويدها ترتفع لتضع اصبعها على فمه ( كلااا .. ارجوك لا تجلب سيرة الموت .. انا لا اتمنى موتك ابدا رغم كل ما المتني به بل على العكس .. انت مهم لي كثيرا .. انت شعلة الغضب وجذوة الحياة بقلبي )
كلماتها اثرت به كثيرا وتركت قلبه يعزف سيمفونية عشقها الهادرة .. تأوه عاليا قائلا بصوت مخنوق ( يالهي يا اسيل .. مالذي تفعله كلمة واحدة منك بي .. اقسم .. انه لولا والدتك لما تركتك للحظة .. لذا ارجوكي املي علي اسم المشفى قبل ان افقد البقية الباقية من تماسكي )
منظره اعاد لاسيل القليل من تعقلها الذي فقدته في غمرة صدمتها .. ابتعدت قليلا عنه لتعتدل بحلستها وقد لاحظت مقاومته المبدئية لها قبل ان يتركها متنهدا بعمق وقد ثبت انظاره الى الامام .. تنحنحنت بخفوت مملية عليه اسم المشفى وقلبه يرتجف بتشوش ما بين قلقها الجنوني على امها وبين ذلك العشق الملتهب الذي استشعرته في كلمات ادهم واحساسها الغريب لاول مرة بالامان اثناء وجوده وبالامتنان لانه يعدها الا يتركها وبالراحة لوجود شخص الى جانبها تستند عليه في هذه المحنة مع شعورها بانشغال كل من علي وسما عنها .. تحركت السيارة بانسيابية تاركة عقلها يطفو بذكريات ما حدث وروحها تأن على امها في ذات اللحظة التي لمحت فيها علي وهو يقف امام سيارة انيقة سوداء ويهم بركوبها .. تمتمت باسمه ليجابهها زمجرة ادهم الخافتة معلنا اعتراضه بلا كلام واضح مما جعلها لاول مرة ايضا تحاول تبرير نفسها له بهمستها ( لقد رايته للتو بالموقف لذا قلت اسمه .. انا اجد انك على حق مثلما قلت .. ولكن .. انت لن تنسى عهدك لي بمكالمتهم ان رايت الوضع يستلزم هذا فامي .. كانت بمثابة الام لهم ايضا .. وسيرغبون ان يروها )
كان صوتها يزداد ارتجافا وقد عادت الدموع الى ماقيها .. شعرت بيده تربت على يديها المضمومتين على حجرها ( لا تقلقي .. سيكون كل شيء بخير.. واعدك ان اتولى امر ابلاغهم ان حدث شيء )
استكانت مرحبة بالدفئ والامان الذي شعرتهما يمتدان من يده وعيناها ترتفعان بتلقائية الى المراة الجانبية لترى اختفاء علي من امام انظارها .
هدوء ساد في انحاء السيارة التي تقل علي وعلا الى وجهتهم .. هدوء قطعه سؤالها المفاجئ له ( من هما نسمة واسيل لك )
التفت علي باتجاه علا محاولا تحليل دوافعها قبل ان يقرر اجابتها بنبرة امتلأت بالحب والصدق ( هما عائلتي .. هما سندي .. هما من يجعلاني ارغب في الاستمرار في هذه الحياة)
شعر بانقباض اصابعها على مقود السيارة بطريقة اثارة فضوله وحذره .. فيبدو انه امام تعلق طفولي منها .. سمع سؤالها الهامس ( هل .. عائلتك لازالت في سوريا ؟)
حرك راسه بالنفي ( كلا .. لقد توفو جميعا .. ابي وامي واختاي .. اما باقي عائلتي فبعضهم بقي في سوريا .. وبعضهم هاجر الى دول اخرى .. يمكنك ان تقولي باني على اتصال طفيف معهم )
رفعت علا حاجبيها مردفة ( اااه .. البقاء لله ... اذن .. انت تعتبر اسيل وسما كشقيقتك )
التفت علي اليها متفرسا ملامحها وهو يسالها ( سيدة علا .. مالذي تريدينه من وراء هذا الحوار .. هل يمكنك ان تكوني صريحة )
لاحظ توترها الفوري وصمتها وكانها توازن خياراتها قبل ان يسمع زفرتها الطويلة ( اعلم انك تحتقر اسلوبي معك وتظن اني متعلقة بك كمراهقة سخيفة وجدت من يمدحها فتشبثت به الا ان الامر ليس كذلك .. لقد ولدت في عائلة غنية جدا كجزء من توأم تم اختطافه في سن السادسة ليموت اخي في هذه المحاولة وانجو انا مما جعل مشاعر عائلتي متضاربة نحوي .. ما بين ام خائفة علي بجنون واب يراني اخذت فرصة ابنه ووريثه في الحياة .. وهذا .. جعل اي تقدم لي في حياتي يجابه بعواصف متناقضة .. فامي تخاف ان افعل اي شيء وتريد فقط ان ابقى كالمحنطة وعندما اواجهها تبكي وتحملني ذنب اخي لارضخ لها وابي يراني غير مهمة وغير كفوءة ولا اصلح لشيء الا لاعوض عن ذنبي بغياب الوريث ... لذا هو يراني كاداة للحصول على الوريث الذي فقد وبقيت انا .. قد تعتبر صمتي في وجه كل ما يحدث لي ضعفا ولكن .. شعوري الدائم باني السبب بفقد اخي وبان ابي وامي وجدا في اياد صورة لاخي الراحل فاتخذوه كابن لهم .. وخوفي من ان اتسبب بفقدهم لابنهم مرة اخرى حتى وهم يتغاضون عن كل اخطائه .. كل هذا يجعلني ارغب برضاهم واسعى له علني اكف عن شعور الذنب الذي يكاد يقتلني .. انت الوحيد الذي نظرت الى خلف واجهتي ولمست علا الحقيقة .. في كلماتك وتوبيخاتك اشعر بالقوة التي تطلبها مني .. اشعر اني انسانة ليس الهدف منها فقط تعويض اهلها ذنب فقدانها اخوها وعودتها هي من الموت .. صدقني .. مثلما ترى في اسيل وسما فتاتان تحتاجان سندك .. فانا ايضا رغم انك تعتقد اني املك كل شيء الا انني احتاج سندك ووجودك ونصائحك وتعاملك مع علا على انها انسانة قادرة على النجاح وعلى كل شيء .. لذا ) واوقفت سيارتها امام بناء يبدو انه في طور الانشاء والتفتت اليه قائلة ببريق عيون دامعة ( قبل ان تحاكمني بزواجي وبضعفي وتقوم مثلهم بحصر دوري على شيء واحد وبنفي مقدرتي على النجاح وبذم تخاذلي عاملني كانسانة تائهة لازالت تبحث عن هويتها وتحاول تحقيق ذاتها حتى وان تعثرت مرارا وتكرارا فاسوء الامور هو الانسان الضائع الذي يملك سلطة تخوله ان يحصل على كل شيء )
انهت كلامها وهي تتناول ورقة من حقيبتها وتعطيها له قبل ترجلها وتحركها بسرعة نسبية بعيدا عنه هاربة من ضعف اعترافها .. عقد علي حاجباه وعيناه تنخفض ليرى ما في الورقة وكلماتها ترن في فؤاده مما حملته من وجع وضياع وشعور بالذنب يكتنفه لقسوته الدائمة والغير مبررة .. راى اسمه مدونا مع طلب التحاق مسجل في الكلية وموعد محدد لعمل الامتحان ..نظر الى الورقة التي امامه غير مصدق .. هل يعقل ان هذا يحدث ..، هل حقا اقترب من حصوله على ما يتمنى .. تخبط غزا قلبه وروحه واسم واحد يقفز امامه .. علا .. لقد صدقت معه واوفت بكل ما وعدت به .. رغم كل ما حدث بينهما الا انها لم تحاول للحظة ان تفلت يده منذ تعهدت له بان تساعده دون مقابل سوى ولاءه .. ولكن .. ولكن مع كلامها له للتو وشعوره بضياعها وبحاجتها التي تعلنها احس بالاختناق وهو يرى جميلها كدين يقيد رقبته .. كيف يقدم لها ما يكافئ مجهودها كي يتحرر من تخبط مشاعره نحوها فيتمكن من المضي قدما ...كيف يكافئ رجلا لا يملك شيء امراة تملك كل شيء ما عدا اهم ما يميز الانثى الناجحة في عينيه.. الثقة والهدف .. لقد فهم مشكلتها وبحثها الدؤوب عن ذاتها وعن هويتها مستنبطا بعض اسبابها التي قد تجعله يتفهمها قليلا .. زفر انفاسه بقوة مستسلمة وترجل لاحقا اياها فراها تقف ناظرة بانكسار الى موضع اقدامها .. علم ان هذه اللحظة ستكون بداية مشاكله ومع ذلك لم يجد امامه سوى المضي قدما بها .، فهو مدين لها بهذا على الاقل .. اقترب مبتسما وهو يقول بمشاكسة ( حسنا لنعتبر اول نصيحة اسديها لك كصديق هي ان الحذاء الذي ترتديه لا يصلح ابدا لمعاينة المواقع والا..ستكون النتيجة عنق مدقوق او التواء دائم او كسر في احد الاطراف .. وانا بصراحة غير مسؤول عن النتائج )
غمزها بشكل لطيف مضحك قبل ان تتسع ابتسامته مع نظرتها المذهولة له ومراقبتها لظهره بعد ان تقدم عنها مدركا انه خطى بالفعل اول خطوات صداقة لا يعلم تبعياتها بعد.. هز كتفيه بلامبالاة واخذ ينظر حوله بشغف من اشتاق الى هذه الاجواء وهو يتنشق الهواء المعبق بالاتربة بنهم وعيناه تراقبان العمال حوله وكل يقوم بعمله وصوت المطارق والمجارف يعزف كسمفونية اشتاقها وظن انه لن يعود لها .. شعر بلحاقها به وبتعثرها الدائم ومع ذلك لم يبطئ في مشاكسة واضحة لها ليؤكد على نصيحته .. سمع في النهاية ضربة قدمها الطفولية على الارض بتذمر واعتراضها يعلو بنبرة مضحكة ( اووه ... حقا لقد تعبت .. ربما يجب ان امشي بلا حذاء او .. لنكتفي بهذا القدر من التجول .. ارجوك )
التف عليها قائلا بجذل ( ربما يجب ان تذهبي انتي لتنتظريني في السيارة ريثما انهى فحص المكان لادلي لك بملاحظاتي )
راى بعينيها ثورة اعتراضها لوهلة قبل سماعه زفرة استسلامها وانحناء كتفيها بهزيمة وهي تلتفت متقهقرة بهمستها الخافتة ( معك حق .. سانتظرك في الاسفل )
تضايق على نبرتها الانهزامية ولكنه ابى ان يراجعها فيجب ان يبدا تغيرها من نفسها الداخلية ومن ايمانها ومثابرتها وهذا لن يحدث في يوم وليلة لذا .. يكفيها مقاومتها اليوم الى هذا الحد حتى لا تشعر بالتعب والتراجع .. عاد ليلتف مركزا في عمله مع وعد صغير لنفسه بالا يتاخر عليها .. وفي نفس اللحظة التي اخرج فيها هاتفه ليبدأ بتصوير المكان تذكر سما وعماد فاراد ان يتصل عليها ليطمأن على مسابقة عماد .. وبالفعل حاول المرة الاولى ولم يسمع اجابة ... ثم كررها ليسمع صوتها المتوتر وهي تقول له بكلمات مقتضبة اخافته كثيرا وشغلت تفكيره ( اعذرني يا علي .. ساكلمك لاحقا اما الان فانا مشغولة كثيرا ) وانهت الاتصال تاركة اياه يتمتم بقلق عصف به ( يا ترى .. ما بك يا سما ) وتقله يسافر بحيرة اليها دون ان يدرك كم تحتاج اليه بالفعل في هذه اللحظة.
اقفلت سما هاتفها بعدما حادثها علي وهي تنظر بقلق الى الطبيب الذي يقوم بتقطيب راس ابنها المصابة .. كانت اعصابها مستثارة وروحها هلعة ومشوشة وقد فقدت كل منطق لتسلسل وتنظيم حياتها مع ما حدث في اخر ساعة .. سمعت زفرة الشخص الواقف خلفها لتتذكر همها المتمثل به .. سراج صقر .. زوجها السابق .. وابو ابنها .. الشخص الذي علم قبل قليل بان له ابن يبلغ من العمر ستة سنوات ونصف عن طريق الصدفة البحتة .. لوهلة غابت عن حاضرها لتعود لماضيها القريب .. كل شيء حدث بسرعة مهولة .. رؤيتها لسراج الواقف خلفها بعد ان نادو على ابنها .. نظراته المصعوقة والمذهولة .. و .. الصرخة باسم ابنها والتي قطعت تجمدها لتلتفت وترى ابنها وفي غمرة عجلته ليقابلها تحرك سريعا ليتزحلق بالارض المبتلة بماء المسبح ويقع على راسه ولون احمر ظهر من بعيد مختلط مع المياه على ارض المسبح بمنظر جمدها واوقف قلبها عن النبض لوهلة ليعود بعدها هادرا بعنف مع منظر الرجال الذين التفو حول ابنها فشهقت عاليا وتحركت بسرعة كبيرة لتجد نفسها خلال ثوان وقد وصلت عند ابنها المستلقي وقد امتلأ وجهه بالدموع ويد المدرب ترفعه ببطء لطيف مع ضغطه على مؤخرة راسه النازفة .. امسكته بحذر ودموعها تشوش الرؤيا وهمساتها الداعية والراجية تتلاحق مع انفاسها الثائرة ( يا حبيب قلبي .. لا تخف .. انا هنا .. حبيبي الامر بسيط .. بسيط .. )
كانت تحاول طمأنة نفسها وطمأنته مع كلمات المدرب التي بدأت تتسلل الى كيانها ممتصة رعبها تدريجيا ( انه بخير يا ام سراج .. لا تقلقي يبدو انها اصابة سطحية .. فهو لم يفقد الوعي او يصاب بالغثيان .. يبدو انها اصابة خارجية باذن الله لن تحتاج الا الى تقطيب .. يجب ان تأخذيه الى المشفى .. هل تحبي ان اتي معك واحمله عنك )
كان عرضا شهما قابلته بامتنان .. ارادت ان تشكره لحاجتها بالفعل لمساعدته ولكن قاطعها صوت مرتجف بغضب مع نبرة ذهول ذكرتها بواقعها المؤجل ( اشكرك ايها السيد .. فانا كفيل بالعناية به .. فهو .. ابني ) واضاف سراج الكلمات الاخيرة بصوت ينضخ الما واحاسيس مختلفة بين الحنق والغضب والتوتر والارتباك كجواب على تساؤل المدرب الغير منطوق له بعد اعلانه مساعدته .. وهنا عندما رفعت عيناها رات بركتي العسل خاصته وقد تحولتا لشظايا نارية شعرت بلهيبها ولوحة الم ترسم صفحة ملامح وجهه وهو يتقدم امام استغراب الجميع وينحني على عماد الذاهل بدوره وقد كف عن البكاء وعينا سراج تلتهمانه بمشاعر شتى وقد امتدت يده لتتخلل شعر ابنه الاصفر وتحتضن خده قبل ان يحمله ببطء ولطف وهو يتمتم بكل ثقة مجروحة صاحبت زفرته المتألمة بعمق ( اجل .. هو ابني ) وبدأ بالتحرك به بين الجموع وعضده يسند راس عماد عاليا قليلا عن جسده كي يخفف من سيلان الدم مشيرا براسه بلا اهتمام لسما كي تلحق به .
كان هذا اخر عهدها بالكلام مع سراج وقد صمت طوال الوقت في طريقهم الى المشفى بسيارته بعدما وضع عماد في احضانها اثناء قيادته ثم عاد ليأخذه منه متجاهلا وجودها ومكتفيا بالاهتمام بابنه موليا اياه عناية فائقة مع تكراره لتمتمته ( انه ابني انا ) وقد سلط عليها بعض نظراته الموبخة واللائمة والملتهبة حتى شعرت بكيانها يجلد بسياط عيناه وخوفها من ردة فعله تتضاعف..تنهدت بصوت عالي في اللحظة التي رات فيها الطبيب يخلع قفازيه بعد ان انهى تقطيب الجرح وهو يبتسم قائلا بحنان ابوي لعماد المغمض العنين بخوف وقد تمسك بيدها بطفولة باثا المه ومستمدا شجاعته منها ( انت اشجع رجل قابلته يا بطل والان ستنام قليلا عندنا لنطمئن عليك ) ورفع راسه مخاطبا سما ( انه بخير تقريبا ولكن كي نطمأن عليه سنبقيه مراقبا خلال الساعتان القادمتان كي نتاكد انه لا يعاني من اي ارتجاج او مضاعفات اخرى قد تؤذيه .. لقد اعطيته دواء مسكن سيجعله ينام ليرتاح .. حمد لله على سلامته ) وغادر المكان بعد ان اومأ براسه لسراج محييا .
مرت نصف ساعة على سما قضتها بجانب ابنها بهدوء تتلمس شعره وتربت عليه حتى نام وسراج يراقبها عن كثب وقد ارتسم على ملامحه تفكيره العميق ..التفتت اليه سما ناظرة الى موضع اقدامه بتوتر ( انا .. اعتذر .. اعلم ان مئات الاسئلة تتزاحم في راسك الان ولكن صدقيني .. لم ارد ان تعلم عن ابنك شيئا كي لا تحتمل مسؤوليته وانت قد رسمت حياتك الاخرى بعيدا عنا )
تفاجأت سما باقترابه منها حتى وقف امامها ليهولها الالم العميق في مظهره وصوته ( كيف .. كيف تجرات على فعل كل هذا بي.. وبابنك .. اتدركين حقا ما قمت به .. انت يتمت طفل وابوه يعيش وحرمتني من كل شيء يخصه دون ان تحاولي سؤالي..ثم .. كيف بحق الله هو ابني وقد تزوجتي غيري .. انت تعلمين ان عدة المراة الحامل هي حتى تضع جنينها .. فكيف نسبته لي دون ان تحاكمي او يصدر حكم ببطلان الزواج )
اغمضت سما عيناها محاولة موازنة خياراتها قبل ان تتكلم ولكن صرخة سراج النافذة ( تكلمي .. بحق الله تكلمي واريحيني فلقد مللت من غموضك ) جعلتها تنتفض بعنف وعيناها تلتمعان بدموعها الموجوعة وقد حسمت قرارها فزفرت انفاسها باهة طويلة وصمتت للحظة قبل وقوفها وشرود عيناها على قسمات ابنها قائلة بخفوت خالي من المشاعر ( ابتدأ الامر بتهديد والدي لي عندما علم بامر زواجنا .. تهديد كنت ساتجاهله لو لم يترافق مع تهديد ياسر الذي اعلم جيدا ما هو قادر على فعله .. يومها استدعاني الى مكتبه وتكلم معي بصراحة عن الطرق التي من الممكن ان يستخدمها في القتل على ان يبدو الامر ليس قتلا بل قضاء وقدر وبانه قادر على انهائك بمجرد اجرائه لهاتف واحد في التو واللحظة وبما انك فقير ومعدم فلن يحاسبه احد كما هددني بمصير اسوء من الموت قد يصيبك .. كتهمة سجن مؤبد او تهمة تضيع كل مستقبلك وتشردك كما تشرد عائلتك .. ..اي انني ساكون نقمة عليك وعلى عائلتك فقط لاني احببتك ... قد تظن اني ابالغ ولكن .. المشكلة اني لا ابالغ ابدا مع ياسر والدليل .. في تلك اللحظة اجرى هاتف امامي لشخص وامام ناظري حيث كانو يصورون الامر بالهاتف تعرضت انت وقتها لذلك الحادث الذي تسبب بسقوطك عن الدرج في الكلية وانتهى بكسر مضاعف بيدك .. وهنا اصبت انا بالدوار وبالاغماء وعندما حضر الطبيب اعلن اني حامل لتصبح هناك ورقة ضغط اخرى بيده وهي ابني الذي امر بالتخلص منه بشكل فوري .. لم يكن وقتها امامي اي حل اخر .
فاما حبنا واما حياتك وحياة ابني وهنا قدمت صفقتي له .. ساومته على اخفاء امر زواجي وعلى طلاقي الكامل منك وزواجي منه بشكل فوري مقابل المحافظة على حياتك مع وعدي بجعلك تكرهني فلا تحاول الوصول لي او عمل اي مشكلة له الا انني ساحتفظ بابني منك وهذا مقابل عدم تدخلي بالعمل وتوقيعي على كل الاوراق التي يريدها وبالطبع وافق هو لانه كان يريد ورقة ضغط علي تجعلني اوقع على كل الصفقات ومنحني اسبوعين لاحصل على الطلاق واتزوجه .. وكي احفظ حق ابني .. جئت اليك في البدء مطالبة اياك ان توثق عقد زواجنا العرفي بشكل رسمي كي يصبح معترف به ثم قمت بعمل فحص للحمل لاثبت كوني حامل قبل طلاقي منك والذي اضطررت فيه ان اكون قاسية كي تكرهني وتنساني وقد كنت واثقة بان ما سافعله بك سيجعلك تسافر وتبحث عن مستقبلك وفي النهاية سجلت فيديو لياسر خلال محادثة لنا قبل زواجي جعلته فيه يتكلم عن اجباري على الزواج به لاحافظ على حياتي حتى مع معرفته لحملي وبانه هددني واحتفظت بهذه الاوراق في مكان امين كي اتمكن من نسب طفلي اليك عند الوقت المناسب دون ان احاكم او اواجه اي صعوبات في هذا .. لذا عندما انجبته بالسجن ساعدتني اسيل كي اوكل محامي تمكن من ابطال زواجي من ياسر وبنفس الوقت تمكن من نسب الصغير لك بناءا على تاريخ عقد الزواج وتحليل الحمل وتاريخ الطلاق )
صمتت سما بعد ان استنفذت كل طاقتها في الكلمات التي قالتها فاخفضت راسها هاربة بعينيها وصوت انفاس سراج المتلاحقة يعلو اكثر واكثر .. سمعت همسته المتحجرشة بعدها بكل الم ووجع ( ولماذا لم تحاولي اخباري .. كيف خططت لوحدك كل هذا واخرجتني من حياتك و .. و .. ياللهي .. لماذا .. لما لم تثقي بي .. يعني في الوقت الذي كنت ابكي فراقك فيه واتالم وانا ابحث عن اسباب فعلتك كنت انت تخططين بدم بارد حيلتك وتؤسسين لكل ما تريدينه بعيدا عني متخذة كافة الاحتياطات متناسية اصدق الطرق .. ان تخبريني .. كيف حرمتني هذا الحق .. لا تقولي انك كنت خائفة علي فمهما كان التهديد كان يمكنا التعامل معه باي طريقة غير طريقتك التي استخدمتها .. ثم .. بعد خسارتك كل شيء لما لم تحاولي التواصل معي واخباري بان لي ابن .. لما اخفيت الامر لسبع سنين ونصف حارمة اياي من كل شيء بل وكنت تصرين على اخفاء الامر ولولا اكتشافي اياه للتو عن طريق الصدفة لما عرفت ابدا ان لي ابن .. اصدقيني القول باي حجة كنت ستبررين اختفائي لابنك .. بلومي ام بجهلي ..فقط اجيبيني .. الهذه الدرجة كنت تكرهيني .. ربما اذن ان الاوان لاسقيك من نفس الكاس .. ان انتزع ابنك منك .. لتجربي ذلك الشعور الذي يتقد في قلبي ويحترق له عقلي .. مالذي تتوقعينه الان مني بعد ان اكتشفت بان لي ابن يبلغ ست سنوات ) .
كان صوت سراج يتعالي بكلماته القاسية بلا سيطرة منه مسببا انهمار دموع سما بشكل اغزر وقد غزى جسدها ارتعاشات متتالية وهاجس فقدانها يلوح بالافق ... هاجس جعلها تجيب بشراسة عنيفة وهي تقف امام سراج بعينيها المشتعلة لهبا عاصفا ( لاني كنت خائفة .. افهمت.. خائفة لحد الموت .. في البدء عليك ثم على ابني ثم من ان تاخذه مني وانا في السجن او تحرمني وجوده عندما تعلم ما قمت به خاصة انك اكملت حياتك بعيدا عني واسستها وبدات تصبح ناجحا .. اجل يا سراج لقد كنت خائفة ان تكون كلماتي جعلتك تكرهني فتعاقبني باخذ ابني مني كما تريد الان ان تفعل .. ولكني احذرك .. اتفهم ) واخذت تقترب منه بخطوات متعثرة لاهبة ( ابني هو حياتي وفقط انا اعيش لاجله ومن اجله واي شخص يهدده او يهددني به فانا مستعدة ان اقتله مهما كان واي كان فاياااااك ان تحاول حتى تكرار كلامك عن الانتزاع )
ذبذبات مزلزلة سادت الحجرة وسراج وسما يناظران لبعضهما بكل الم وبكل جرح وبكل غضب وكل منهما يرزخ تحت جبل هم استوطن صدره .. لحظات صمت قاتلة سادت المكان قبل ان يقطعها انين عماد المتالم وهو يلتف على جانبه متقلبا في نومه .. تبعها صوت رنين هاتف سما الذي اجابته دون وعي لرقم المتصل فقط لتبتعد عن سراج واتهاماته الخانقة وقد لاحظت اسناده راسه على يده واخفاءه عيناه عنها بكفه وقد بدا غارقا في افكاره .. صوت رجولي واجهها في الهاتف متسائلا ( السيدة سما )
اجابت بتلعثم مستغرب ( اجل .. من معي )
اجابها الصوت الرجولي ( معك الاستاذ ادهم رضوان .. اعذريني على ازعاجك ولكني وعدت اسيل ان اخبركم .. اسيل تحتاج اليكم بشدة الان فوالدتها تعاني من سكرات الموت .. نحن في مشفى السلام في الطابق الارضي حجرة رقم 12 .. ارجوكي ان تأتي سريعا واعتذر لاني نقلت اليك اخبار مؤلمة هكذا .. ارجوكي ابلغي الاستاذ علي .. السلام عليكم ).
اقفل ادهم الهاتف بصعوبة وروحه تبكي بجنون وعيناه تابيان البكاء على وجع حبيبة قلبه .. وجع لم يدركه الا حديثا بعد ان سمع مصادفة الحديث الدائر بين اسيل وامها عندما خرج بناءا على طلبها ليتركها لوحدها مع والدتها .. ولكنه عاد بعد خمس دقائق كي يطلب هاتفها ليبلغ اصدقائها كما وعدها بعدما تاكد كلاهما من ان هذه اللحظات هي لحظات امها النهائية .. وعندها تفاجئ بصوت والدة اسيل التي تتحدث باهتزاز مرهق معها وقد تسلل الصوت من ضفتي الباب الذي على ما يبدو لم يقفل خلفه جيدا .. كلماتها جعلته يستند على الجدار بذهول غير مصدق وتلك الحقيقة ترتسم امام ناظريه مترابطة مع ما يسمعه من الصوت المتسرب اليه .. حروف كانت تنغرس كخناجر مؤلمة تزيح عنه غمامة ضياع عاشه لسنوات طويلة .. ليغمغم بانفاس لاهثة هامسة ( ياللهي . كيف .. يعني .. في .. كل لحظة كنت . اصر عليها .. ظانا مني انني .. اظهر حبي . كنت .. كنت .. ياللهي .. مالذي فعلته .. ياللهي ) تسارعت نبضات قلبه بجنون وخيال ذكرياته يعذبه اكثر .. اغمض عينيه هامسا بارتجاف ( مالذي فعلته بك يا اسيل ؟ كل هذا تحملته لوحدك وانا ...... ) وصمت غير قادر على اتمام عبارته وكلمات امها تعود لترن باذنيه .. ( الى متى يا اسيل .. الى متى ستظلين تنتظرين عودة السرطان ليخطف روحك .. لقد كنت شجاعة في البدء واخترتي النضال والعلاج .. لما تختفين الان خلف جدار خوفك من الحياة ومن التعلق باحد كي لا تتركيه وتموتي .. الى متى ستحرمين نفسك ابسط حقوقك وتجعليني اطمئن عليك .. ها انا ساتركك وحيدة وقلبي قلق عليك .. لماذا يا ابنتي .. لماذا ) شهق ادهم منتشلا نفسه من ذكرياته ومن ما سمعه ورطوبة وجهه تنبؤه بدموعه التي ابت الا ان تنسكب لتزين وجهه .. ليس الان وقت التذكر فاسيل تحتاجه .. انها تحتاجه اكثر من اي وقت مضى .. تنهد بقوة ومسح وجهه بيده متنحنحا قبل ان يسحب انفاسه العميقة ليعود الى الحجرة التي غادرها بعدما ادى مهمته بابلاغ اصدقائها بعد ان جعل الممرضة هي التي تدخل الحجرة سابقا وتطلب هاتف اسيل .. فمما سمعه بعد ذلك من اسيل نفسها ومن ردودها على والدتها تيقن ان اهم ما يجب ان يفعله هو اخفاء حقيقة معرفته لسرها عنها .. فالامر اعمق بكثير من مجرد كلام سمعه مصادفة منها ..انه امر متعلق بحياتها وروحها وكينونتها وشخصيتها القوية التي تخفي محيط هائلا من الاسرار .. محيط تابى اسيل لاي شخص ان يخوض غماره .

انتهى القسم الاول وسيكون القسم الثاني متم له



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 07:39 PM   #72

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الهير
اتاهرت بالتعليق لحد ما نزل قصل جظيد
اعلق قبل قراية الخامس غشان ميخصلش تداخل بالاحداث
و عرفنا عماد اخيرا ابن مين و مش بس احنا اللي عرفنا يا مراااااااري ده سراج كمان عرف و سما هتشوف ايام عنب
اي كان اللي حصل سراج من خقه يعرف هصوصا ان راجل محترم عمره لمها
كان لازم يعرف انه له ابن و كمان بعد ظهوره كان عندها الفرصة و هي ضيعتها نشوف رد فعل سراج
علي و علا و شد و جذب المهم ان على جاله فرصة ذهبية لازم يستغلها
بنفس الوقت لازم يوقف تقرب علا له لان اخره زفت و طين
اسيل ايه سبب انها مش انثى هل عندها عقم و مش هتقدر تحمل او سبب تاني
نختم بالقط و الفار نسمة و نادر ياخراااااااشي حرب عواصف براكين
لكن نادر اتأثر بنسمة و هي كمان لكن الانكار سيد الموقف


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 10:16 PM   #73

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
اخيرا اكتشف وبعدين هيه قالت لعمر سبع سنين مين ايلي قاله سته ديه
اكيد الراجل ايلي اتجوزته ده هددها وخلالها تتجوزه قدام الناس ونسيب سراج بس يا تري هددها بايه
شهادتك لي بفتخر فيها بصراحة وبجد بشكرك من قلبي ،...
اسيل اكييد هتبدا الاحداث توضح اسبابها
سما قصتها هتنكشف شوي شوي وهي هلا في طور التهيا للمرحلة القادمة من القصة
علا هتبان اكتر طبيعتها بالفصول وعلي يعد حجر ارتكاز القصة
نسمة ونادر من اروع الثنائيات في نظري لانو من خلالهم هحاول اوضح عدة امور ياربي توصلكم رسالتي .. بجد شكرا ليكي حبيبتي


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 10:18 PM   #74

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
الحياة
خليط مدهش من
الصدف والاقدار والابتلاءات مع لمحة من الافراح ورشفات من الاحزان ..
انها كنسيج يصف خيوطه الجديدة في كل يوم ليحمل لنا بين طياته العديد من المفاجآت .. سكانها ..
مزيج عجيب من البشر وكل يحمل ماضيه في ذكرياته .. وحاضره بين أعينه .. ومستقبله الذي يحاول التخطيط له بعقله
.. نتقابل ونفترق ..

نتخالط ونتباعد
.. نتجاذب ونتنافر ..

وكلنا يدور في كوكبة الايام لاهين بهمومنا وافراحنا
.. ساعة اثر ساعة
.. يوم يليه يوم ..
وسنة نتخطاها لتتبعها اختها ..

وكل هذا في دولاب عمرنا المنصوص حتى تنقضي اجالانا وتكتب كلمة النهاية ...

ليبقى اثرنا
بذكرى حسنة او دعوة صالحة .. او ابن بار .. او عمل خير يستفيد منه البشر
.. ما الحكمة ...
انها الحياة ... الدنيا المزخرفة .. والورقات الساقطة .. حيث نملاها نحن بالحب او الكره .. بالسعادة او الكرب ..بالحقد او الغبطة ... ويمضي مركبها بنا ..

نتخبط بين جدران ايامها .. ونختبأ في جنبات اسرارها ..

حيث يتواجد اناس نعشقهم او يعشقونا .. واشخاص نكرههم او يكرهونا .. وبشر نخونهم او يخونونا ..فنتعلم كل شيء باصعب الطرق ونمر بابشع التجارب التي تساهم في تشكيل شخصياتنا .. ونسير ونسير ..لنرى .. ونشقى .. ونتعب .. ونرتاح .. ونهوى .. ونكره حتى .. نهاية الرحلة ..

عندما تعلن قلوبنا صمتها عن النبض ..

وتغادرنا ارواحنا الى بارئها .. وبهذا ننهي تواجدنا بصمت خلف جدران عالم عشناه بحبنا وشغفنا وكرهنا وخبايانا .. عالم انتهى
:ts_012::ts_012::ts_012::ts_012:

كتييير انبسطت بعودتك للتعليق وكتير افتقدتك ودوما هنتظرك اكيد بفارغ الصبر .. شكرا ليكي وان شاء الله تعجبك الرواية


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 10:27 PM   #75

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الهير
اتاهرت بالتعليق لحد ما نزل قصل جظيد
اعلق قبل قراية الخامس غشان ميخصلش تداخل بالاحداث
و عرفنا عماد اخيرا ابن مين و مش بس احنا اللي عرفنا يا مراااااااري ده سراج كمان عرف و سما هتشوف ايام عنب
اي كان اللي حصل سراج من خقه يعرف هصوصا ان راجل محترم عمره لمها
كان لازم يعرف انه له ابن و كمان بعد ظهوره كان عندها الفرصة و هي ضيعتها نشوف رد فعل سراج
علي و علا و شد و جذب المهم ان على جاله فرصة ذهبية لازم يستغلها
بنفس الوقت لازم يوقف تقرب علا له لان اخره زفت و طين
اسيل ايه سبب انها مش انثى هل عندها عقم و مش هتقدر تحمل او سبب تاني
نختم بالقط و الفار نسمة و نادر ياخراااااااشي حرب عواصف براكين
لكن نادر اتأثر بنسمة و هي كمان لكن الانكار سيد الموقف
حبيبتي بجد تعليقك حاجة بتخليني افتخر واتبسط كتييييير عنجد بشكرك من قلبي ..

سما هتبدا دلوقتي تبان حقيقة امور كتيرة في حياتها ومعاك حق هي مكنش لازم تخبي على سراج بس يا هل ترى ليها تبرير .. ويا هل ترى يلي هيعملو سراج من حقو ؟
نادر ونسمة .. هالكابل لسه حقائقو ما بينت واكيد هيكون في حجات اعمق بكتير من انكارهم لاعجابهم ببعض وهالاشيا هي يلي هتحكم مسار قصتهم وبصراحة انا شخصيا من احب الشخصيات لقلبي شخصية نادر يلي هتبان لقدام اكتر
علا وعلي .. تشوش كبير بيسود خصوصا انو علا فاقدة لهويتها بالفعل وده اكبر حاجة بتخلي الانسان تايه وعلي مش بايدو انو يساعدها بسبب خوفو من انو يتخطى مبادؤو يلي تربى عليها واكيد لسه الاحداث بينهم هتشعلل اكتر
اسييل وادهم .. كوبلي المجنون هههههههه شوفي هالكوبل من اهم الاشيا يلي بحب اظهرها من خلالو هو جانب معاكس لسراج يعني المقارنة مع اختلاف الظروف لادراك النتائج وبصراحة هون سر اسيل هيظهر بالتدريج وعمراحل ابتداءا من الفصل الخامس وهنشوف احتواء ادهم او ردة فعلو يا ترى شو ؟


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 11:08 PM   #76

dalia22

? العضوٌ??? » 330969
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » dalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روايه اكثر من رائعه وقلمك مميز حبه اسئلك لوليكى روايات اخري دومتى حبيبتى

dalia22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 11:40 PM   #77

Emy2811

? العضوٌ??? » 405504
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » Emy2811 is on a distinguished road
افتراضي

رائع يا حور
واخيرا الغموض بدأ ينكشف وظهر سبب رفض أسيل "لكن ليه هى شايفه ان احتمال رجوع الكانسر ليها يجعلها امرأة مش كامله؟"
سما كنت واثقه انها اتهددت وعشان كدة اتطلقت من سراج ووافقت على الزواج لكن إن عماد يكون على اسم سراج ديه كانت نقطه محيرانى جداااا .... حبيت اوى تفسيرك لخطوات سما عشان تقدر تضمن حق عماد وتثبت انه ابن سراج
على كالعادة الملاك الحارس لسما وأسيل
ابدعتى💖


Emy2811 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 04:55 AM   #78

**sweet girl**
alkap ~
 
الصورة الرمزية **sweet girl**

? العضوٌ??? » 68402
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » **sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

اولا مبرووك روايتك لجديدة حور ..الرواية عجباني وفيها مواضيع شيقة ويمكن تكون مش كتيير بتتناقش زي مثلا

شخصية نسمة ...طريقتك في السرد ممتعة ومترابطة الاحداث ...بالنسبة انك كاتبة جديدة فا انا شايفة ان

رواياتك مميزة ..موفقة


**sweet girl** غير متواجد حالياً  
التوقيع
الكلمة الطيبة مثل الريح الطيب .... تترك اثر في النفس ... وتعطر صاحبها بحسن الخلق

رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 02:52 PM   #79

Hamousa

? العضوٌ??? » 399409
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » Hamousa is on a distinguished road
افتراضي

حبيبتي هذا الجزء من الفصل قنابل قنابل مع انو انا كتييييير اشتقت لنادر و نسمة بس كمان هذا الجزء كتير مشوق و محمس و هو برأيي عماد لكل الاحداث الجاية يعني نقطة تحول بعلاقة كل كابل
عنجد كتير معجبة بتنسيقك الزمني للاحداث كيف عم ترتبي افكارك و الاحداث المهمة لكل كابل و تربطيها مع بعضها لطلعي الرواية بهذا الترابط و هذا النسق الرائع
متحمسة كتير لاعرف معالم علاقة سيراج و سما بعد هي الاعترافات و هي المواجهة كيف رح تطور الامور بينهم بعد ما يطلعو من صدمتهم القوية ببعض
كمان شوقي قاتليني لتغير ادهم بعد ما يوقف مع اسيل بظروفها القاهرة الي عم تعيشها و كمان بعد ادراكو القاسي لكل الي عاشتو و عانتو قدام عينو بدون ما يعرف و يفهم برأيي انو لازم يعتب عليها شوي لانو لو صدق بحبها فمن الطبيعي يسأل شو نوع هذا الحب الي يخليها تخفي عنو شي مصيري متل هذا و تواجهو لحالها بعيد عنو حتى لو ما رضيت بردة فعلو..
علا و علي و احلى قرار اخدو علي انو يصادق علا الي هي جوعانة بكل معنى الكلمة لاي احساس انساني يخليها تعرف انو هي لسى منتمية لفصيلة البشر الي ميزهم الله بالعقل لينتشلو نفسهم من الضياع و يعيشو حياتهم محددين اهدافهم و عارفين قدراتهم و قيمة نفسهم.. مهمة علي صعبة بس كتير الها قيمة كبيرة اذا حققها رح يتحرر من كل الديون الي عم يعتقد انو علا كبلته بيها بسبب مساعدتها الو ..
تسلم ايدك حبيبتي مستنيين التكملة على نار و اكيد ابداعاتك مع نادر و نسمة رح تفوق الحد


Hamousa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 07:58 PM   #80

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

الفصل راىع حوريتي تسلم ايديك طريقه ضياغه المفردات وانتقاءه ابداع الصراحه انسجمت مع الفصل وماحسيت الا لما قريت انتهى نجي لنسمه ونادر دول احسهم زي تزم وجيري مشاكسات ومناوشات وتشويش بالمشاعر وتخبطهم ونادر بدون ماعم يحس عم يغار من سامر طريقه احتواء نادر لنسمه لما شافت الكابين الاجنبي الي اظن الي دوره كبيره ببرود نسمه وماضيه وخوفه 🤔🤔🤔🤔طريقه تصرف نادر مع المسافر المتحرش كتير عجبتني تصرف حكيم برافو انا بقراه والقلوب عم تطلع من عيوني 😍😍😍😍🤩🤩ياترى بعد اتخاذ نمه لقراره شو راح يحصل نجي للكوبل المجنون واللذيذين اهم واسيل كلام ادهم لاسيل كلام موثر ابدعتي بالمشهد برافو واختيار الاغنيه امراه تحفه دخول نادين ياترى حيكون ليه تاثير بتحريك الاحداث واشتعال الغيره اكتلر حنوف اسما وسراج انقهرت كتير ع اسما كل ذنبه بسبب اب وزوج اناني وحقير وليال الجزمه الخبيثه وبثت سمومه ع سما وكلام سراج ليه اقسم بالله بكيت معه وهذا ان دل يدل ع ابداعك ومقدرتك ع التوصيل برافو ايه وعلي الكوبل الهادي كلام علي صحيح لازم ايه اتكون واثقه بحاله اكتر بس هو ندم ع الكلام حس نفسه كان لازم يقدمله الدعم ياترى اخيرا حياخذ علي شاهده وتفرج الفرحه 😍😍 والمشهد القفله انصدمت انا واكتشاف سراج ابدعتي حبيبتي 😆👏👏👏👏👏👏👏👏💖💖💖💖💖💖💖💖

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.