آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-17, 04:13 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



10-الوقوع فى الأسر .

*********************

كانت استيرا ماتزال تشتعل غضبا حين توقفت الرولزرويس خارج مبنى شقتها ... قالت للسائق وهو يساعدها على النزول : شكرا لك مالكولم . لقد سجلت رقما قياسيا فى الوصول.

-من يقود سيارة كهذه ... سيدة نورتنغاتون لايقوم باى مجهود .

خفق قلبها لانه خاطبها بالسيدة نورتنغاتون ، وصدمت فجاة بحيث لم تجد كلمات ترد بها سوى وداعا .

اسرعت الى شقتها وهناك سارعت الى خلع ثوب عرسها والى تمزيقه . كان غضبها ينصب على زاكارى اشد انصباب . رمت الفستان الجميل ثم ارتدت سروالا وقميصا ... لقد وقعت فى فخه راضية ، وتزوجت ذلك الجرذ القذر .

ولكن ما كادت تنعته بالعديد من النعوت حتى تسلل الى افكارها سؤال عن غولييت ونايغل اللذين لاتعرف متى وصلا ، كانت واثقة ان السيدة نورتنغاتون علمت بالحقيقة قبل يوم الزفاف ، وهذا يفسر امتناعها عن التحدث عن الطفلة مساء الامس . لقد خشيت ان يزل لسانها فتكشف معرفتها بان غولييت هى ام حفيدتها .

ومازاد الامر غموضا هو دافعها الى تجنب موضوع الزواج ايضا ... من الواضح ان زاكارى اتصل بها ولكن ماذا قل لامه حتى صمتت ؟

كانت متاكدة من انه لم يقل لامه الدافع الحقيقى للزواج بها . فهى تعلم نظرا لمعرفتها الوثيقة بمقاييس السيدة نورتنغاتون الاخلاقية انها ما كانت لتوافق ابدا .

عرفت انها لو تركت غضبها يتلاشى ، لاستسلمت للبكاء ... فتابعت غيظها بصمت ... وتساءلت عن اسرع سبيل لالغاء الزواج .

كانت تفتش فى دليل الهاتف عن اسم محام حين دق بابها . لم يكن مزاجها يسمح لها باستقبال الزائر مهما كان . ولكن ربما كانت روبيلا على الباب ، وروبيلا امرأة عاونتها كثيرا فى الماضى لذا لن تتركها هناك واقفة .

وتقدمت تفتح الباب ثم سرعان ما فغرت فاها .

ادركت ان زاكارى لم يسرع فقط للحصول على سيارته من كاربنترآرم بل قادها بجنون ايضا ، فارتدت بجفاء اما هو فلم ينتظر دعوتها بل دفعها خطوة اخرى الى الوراء وتقدم الى الامام ثم اغلق الباب خلفه ... كانت تصرفاته طبيعية وصوته رزينا ، حين سالها : لماذا فعلت ذلك فى الكنيسة ؟

زادت وقاحته غضبها فتمنت لو رمت عليه خاتمه بدل تلك الورود . انتزعت الخاتم من اصبعها وقالت بحدة : اشكرك لانك اعرتنى اياه ولكن ...

قاطعها امرأ بحدة : ارجعيه الى اصبعك .

-والله ... لن ارجعه ! ربما وعدت بالطاعة ولكن هذا كان سيحدث فيما لو دام الزواج اما الان فانتهى نورتنغاتون ! ولو وصلت بعد خمس دقائق لوجدت المحامى قد بدا بالاجراءات بناء على تعليماتى ... كنت افتش عن محترف قانونى حين طرقت بابى ... ولو عرفت ...

قاطعها : اذن ، وفرت عليك مشقة لا لزوم لها .

-لا لزوم لها ؟

-انت زوجتى استيرا نورتنغاتون ، وستبقين زوجتى .

الا حدّ لجرأته ! صدمتها وقاحته وجعلتها مسمرة ثم لم تلبث ان استردت رشدها وقالت : انت تمزح ؟ كان الطلاق جزءا من اتفاقنا .

-ومتى قلن اننى اوافق على الطلاق ؟

حدقت اليه مصدومة مذهولة ثم اردف قائلا : لن اطلقك ابدا ايتها الزوجة واعلمى ان ما من احد بمن فيهم انت قادر على ان يطلق فردا من افراد نورتنغاتون .

ومن يظن نفسه هذا الرجل ؟ فكرت ان الوقت قد حان ليقول احدهم لزاكارى نورتنغاتون ان الله لم يعطه الحق المكتسب ليعلن ما يريد وما لايريد . متوقعا من الجميع الانحناء امام رغباته ...

فقالت بحدة لاذعة : لقد قررت ان اؤسس تقليدا جديدا لعائلة نورتنغاتون .

-لقد فعلت ... ليس فى سجلات العائلة ما يظهر ان عروسا فرت حتى قبل التفقاط صورة عرسها !

صاحت بجنون : اخلتنى ابقى وانا اضع على ثغرى ابتسامة عريضة ؟

-اعرف انك متكدرة ... واعترف انك معذورة لكن ...

سخرت منه : يا لنبلك !

-انما لدى تفسير لكل افعالى .

-لقد سمعته ! كان تفكيرك منصبا على عشيقتك ، وكنت بحاجة الى الزواج لـ ...

قاطعها بهدوء : اوافقك الراى كنت بحاجة الى الزواج بك ... انما هناك تفسير اخر لا تعرفين عنه شيئا .

-تفسير مخادع كالعادة .

-مادام على الاعتراف فمن المستحسن ان نجلس لان ذلك سيستغرق وقتا .

سالت ساخرة : اواثق انك لن تحتاج الى القهوة ايضا ؟

رفضت الجلوس كما رفضت سماع تعليلاته وقد قابل رفضها العتيد بصمت ... فجاة ولو على مضض ، وجدت نفسها تتمتم : هل ستكذب على ؟

-لن اقول الا الحقيقة .

-و ... لن يكون هناك خداع .

-اعدك .

اخذت على مضض اقرب مقعد لها ، وكان الاريكة وحين انضم اليها زاكارى . كادت تقف مجددا لقربه تاثير كبير فيها ، ولكن خشية ان يلاحظ تاثرها دفعت نفسها للبقاء فى مكانها .

-حسنا ... فسر لى ... فان لم يكن السبب عشيقتك فما هو اذن ... علمت بعودة غولييت ومع ذلك لم تخبرنى ولم تتعمد هذا فحسب بل حين عرفت ان الورطة حلت ، تركتنى امضى قدما فى هذا الزواج واياك ان تقول لى انك لم تر غولييت ونايغل حتى اليوم ... فقد سمعتهما يقولان انك طلبت منهما عدم الظهور فى الكنيسة ... وهذا يعنى انك رايتهما قبل اليوم ؟

توقعت منه ان يرد عليها باختصار وحدة ، ولكنها دهشت حين رد بهدوء : قلت اننى لن اقول الا الحقيقة استيرا ... وهذا ما سافعل . ابدا بنايغل الذى رايته يوم الاربعاء ...

-الاربعاء ! عرفت منذ يوم الاربعاء ان نايغل و ... وفيما كنت اسعى جهدى لالغاء كل شئ كنت ...

-وهل حاولت الاتصال بى يوم الاربعاء لالغاء الزواج ؟

-والثلاثاء ايضا ولكنك كنت مشغولا ولم ترد ...

يا الله ! اظهرت عليها ملامح الغيرة ؟ وابتلعت ريقها . تسللت ابتسامة الى فم زاكارى . غير انها لم تجد ابتسامته محببة .

-كنت مشغولا يومى الثلاثاء والاربعاء بامور البيغ هاوس ولكن ... كان من الخير ان امى اتصلت بى يوم الثلاثاء ... وهى فى غاية الانفعال .

ايعنى ان غيابه عن الشقة انقذه من الغاء الزواج ؟ ردت بجفاء : افهم حالة امك فهى كانت دون شك مرتبكة لظهور نايغل وغولييت ومطالبتهما بالطفلة التى تعتقدها ابنتنا .

-كانت امى تعرف الحقيقة قبل ظهور نايغل وغولييت ، فهما لم يصلا الى منزلها يوم الاربعاء ... وكانت تعرف الحقيقة يوم الثلاثاء .

-وهل اخبرتها ؟

-لقد تكهنت بطريقة ما .

-تكهنت ! ولكن كيف ... ؟ انا لم اظهر لها شيئا ... وانت ... انت اذكى من ان تفشى شيئا .

تقبل تعليقها اللاذع واردف يقول : يبدو انها بعد حصولها على امنيتها بزواجنا راحت تفكر فى بعض الامور بصمت . اتصلت بى يوم الثلاثاء تقول انها سعيدة لاننا سنتزوج ثم لما اضافت انها تصدق ان نايغل قادر على انجاب طفلة غير شرعية اما انا فلا ، بدات اشم رائحة المتاعب .

-ابسبب هذا الكلام فقط ؟

-بل السبب اكثر من هذه الكلمات . مجرد ذكر اسم نايغل لاول مرة منذ شجارهما اعلمنى ان هناك ما تخبئه .

-ماذا اذن ؟

-اشارت الى ان نايغل ورث التصاق قدم آل شالفونت ... عكسى انا .

-اصابعك غير ملتصقة ؟

هز راسه نفيا : ثم تابعت الكلام بانفعال قائلة ان من الغريب ان ترث ميرا اصابع آل شالفونت من عمها بدل ابيها وعندما وجدت ان على اخبارها الحقيقة .

-هاتفيا ؟

هز راسه نفيا مرة اخرى : لم ارد قول شئ ابدا ، ولكن حين سالت ما اذا كنت تعرفين انت نايغل لم استطع السكوت ... فقلت لها اننى قادم اليها .

قفز قلب استيرا لاعترافه بانه هبّ لحماية سمعتها ومع ذلك رفضت ان تلين فما زال امامه شرح كبير .

-وكان ان ذهبت الى رؤيتها فكيف استقبلت الامر ؟

-كانت مستعدة لمعرفة الحقيقة قبل ان اؤكدها لها ... فى ذلك الوقت لم اكن اعرف ان نايغل وغولييت معا ، وما كنت اعرف مكان تواجدهما لكنها سرعان ما سالت : اين هما والدا ميرا ؟ فقلت لها شيئا مما اخبرتنى اياه عن طفولة غولييت البائسة ... فاشفقت عليها ، وعندما اخبرتها بانها هربت وان نايغل هرب ليبحث عنها ... ولم اكن ادرى كم كنت قريب من الحقيقة .

-وهل كان يفتش نايغل عن غولييت ؟ لكنه لم يعرف باختفائها ... ! الم اخبرك كم سعيت للاتصال به بدون جدوى . اخبرنى اذن ! كيف عرف بفرارها ؟

تامل زاكارى تعابير وجهها ، ثم قال ببساطة : منك انت .

-منى انا ! لا تقل هذا ! فلم اكن اعرف مكان عمله ... فكيف يمكن ان ...

قاطعها : سمعت انك كنت قلقة على صحتها لانها كانت مصابة بانقباض نفسى بعد الولادة فقصدت طبيبها الدكتور فيدل . هل هذا صحيح ؟

اصابتها الدهشة فهو لا يعرف فقط انها ذهبت لرؤية الطبيب بل يعرف اسمه ايضا !

-لم اذهب لرؤيته بسبب غولى ... بل كنت قلقة على ميرا التى لم تكف عن الصراخ ولكننى اخبرته فى سياق الحديث بفرارها كما نعت امامه نايغل بالجرذ القذر ولكنه لم يقل لى شيئا عن معاناتها من انقباض نفسى اثر الولادة ... يا الله ! لو عرفت لطلبت من الشرطة ان تبحث عنها .

قاطعها بهدوء : لم تكن مصابة بانقباض ... لكن الطبيب انزعج مما قلته ولم يرغب فى المخاطرة فقرر ان صدمة نفسية لن تضر اخى .

-اتصل به ؟

-كان اسم نايغل ، وعنوانه ، ورقم هاتفه مدونة فى ملف غولى ... ومن حسن الحظ ان نايغل كان يعانى من عذاب الضمير وكان حتى قبل ان يتصل الطبيب به يقاوم اندفاعا يحثه على الذهاب اليها . حين اتصل الطبيب واثار مخاوفه على سلامتها ، قائلا انها اصيبت بانهيار هستيرى دفعها الى الاختفاء اصبحت غيرته من ابنته بدون قيمة .

-وهل كان يغار من ابنته ؟

-نايغل معتاد على التدليل . واحس ان امه نبذته كما احسّ ان غولى تهمله لانها لم تنفك عن التحدث عن حملها بلا انقطاع .

تمتمت : يا الله ! تابع وماذا حدث بعد ذلك ؟

-بعدما دس الطبيب فى نفسه الخوف راح نايغل يبحث عنها وشكّ فى انها قصدت احد الامكنة ووجدها .

-اكانت هناك ؟

هز راسه : اصيب نايغل بصدمة بسبب شحوبها وضعفها ، وطلب منها الزواج فرفضت .

-رفضت ؟ ولكنها تحبه ! انها ...

-تحبه طبعا ، والا لماذا وافقت على اقتراحه الثانى ... وهو قضاء عطلة قبل ان يفترقا نهائيا ...

-وهل امضيا عطلة معا ؟

كانت كل جملة يقولها تفاجئها اكثر من سابقتها !

-اعتبر نايغل العطلة وسيلة للتعويض عما اصاب غولييت وفيما كنت تمزقين نفسك لتدبر امر الطفلة كانت غولييت تقضى العطلة مع نايغل فى جنوبى فرنسا .

-اذن ... هو يحبها حقا ؟

-باع سيارته ليدفع كلفة الرحلة ، واستاجر غيرها وهذه خطوة لايفعلها عادة .

-اكمل .

-وفيما كانا راجعين الى لندن اقترحت عليه الذهاب لمصالحه امه .

-لاريب فى انه اخبرها عن شجارهما .

-صحيح ولكنه اصر على ان ترافقه .

-وقبلت ، وكان ان وصلا نهار الاربعاء . اى فى وقت كانت تعرف فيه انتهما والدا ميرا .

-هذا صحيح .

لم تفارقها عيناه لئلا تفوته ما يطوف فى راسها .

-بعد انتهاء التحيات والاعتذارات وما الى ذلك ... احس نايغل بالسعادة لانه حمل طفلته بين ذراعيه ، وسال غولييت كيف تفكر فى ترك ابنته بدون اب وبكت غولييت ووافقت على العودة اليه والزواج به .

توقفت هنيهة عن الكلام ثم اضافت : اذن ... انتهت القصة بسعادة جميع افراد عائلة نورتنغاتون ... ومن الطبيعى ، الا يفكر احدكم فى الاتصال بى لاخبارى بما حدث .

-بل فعلوا ... ولكننى اضطررت الى نزع شريط الهاتف لامنع غولييت من الاتصال بك .

ردت ساخرة : كان على ّ ان اعرف ذلك ! وما نوع الخداع الذى مارسته لمنعهما من مخابرتى ؟ الم تقل لى انك كنت مشغولا باشياء خاصة فى البيغ هاوس يومى الثلاثاء والاربعاء ؟

-عندما كان نايغل وغولييت فى مخدع الطفلة اتصلت بى امى تخبرنى بانهما فى المنزل .

شهقت بدون ان تصدق : لقد زودتك بالمعلومات اذن ... ! يا الله ! قلت لامك الحقيقة يوم الثلاثاء ؟ وهذا يعنى انها عرفت ان لاداعى للزواج ... اتحاول القول انها لم تحاول بعد معرفتها الحقيقة سؤالك عما اذا كان عليك الغاء طلب قالب الحلوى ؟

رغم حدة غضبها المشتعل فى عينيها رفضت ان تشيح نظرها عن نظرة زاكارى الثابتة عليها ، وحين بدا عليه التردد رغبت فى معرفة ما يدور فى راسه ، ولكنها ترفض كل الرفض ردا مراوغا ... اخيرا رد عليها ببطء : لن تكونى المرأة التى اعرفها ان لم تطرحى بضع اسئلة عن الموضوع .

-اسئلة عن الموضوع تعنى بالطبع انك اجبت بدون الكشف عن دافعك الوحيد للزواج بى الا وهو عشيقتك المتزوجة .

تردد مرة اخرى قبل ان يقول بهدوء : فى الواقع لا وجود لعشيقة متزوجة .

صدمها ما لم تتوقع سماعه ، فنظرت اليه تساله : اذن ، هى غير متزوجة ؟ لكنك قلت لى ....

-انسى ما قلته لك ... اعترف اننى كذبت ، ولكننى منذ الان فصاعدا اعدك بالا اقول الا الحقيقة .

-انا بعيدة كل البعد عن منع شخصيتك الجديدة من البروز ... اذن اما تخلصت عشيقتك من زوجها واما تطلقت واما لم تكن متزوجة .

-ليس لدى عشيقة ارملة او مطلقة او عزباء ... فمنذ التقيت بك استيرا لم اجد الوقت لاقامة علاقة مع امرأة .

رات نظرة دفء فى عينيه ... وسمحت لنفسها ان تصدقه ولكن لم تلبث ان عادت دقات قلبها الى رتابتها فقد تذكرت انه كان يمضى عطلته الاسبوعية مشغولا بايصالها الى البيغ هاوس وعمله هذا هو ما لم يترك له الوقت لاقامة علاقة مع امرأة .

-اذن ، لماذا تابعت زواجنا اليوم ؟

لم ينتفض دهشا بل هى التى انتفضت حين رد عليها : تزوجتك اليوم استيرا ... لاننى اضطررت ... تزوجتك لان الزواج بك كان اغلى امنية على قلبى .

جف حلقها ، ولم تعد قادرة على الكلام ، وبحثت فى عينيه اللتين كانت تبحثان ايضا عن بعض التشجيع فى عينيها ... لم تعرف كم من الوقت مضى وهى متارجحة بين تصديقه وعدمه ، ولكن قلبها تابع خفقاته بصوت مرتفع حتى ظنته يسمع خفقاته . كان جزء من عقلها يتحرك للبدء بجدال : انه ينوى شيئا ... فلا تصدقيه ... !

اشاحت بصرها عنه لانها لا تستطيع التفكير بشكل سوى الا اذا اشاحت بصرها عنه . لحظتئذ عرفت ان ذروة الغباء ان تصدق ما قاله ... فالتجارب السابقة علمتها انه سيتقن المراوغة ... فتمتمت : يجب ان يكون ردك جيدا ... اعتقد ان لديك تفسيرا منطقيا حاضرا لكلامك الاخير .

لم تعجبه لهجتها او تصرفاتها : ليس هناك ماهو محضر سلفا فى ما قلته .

-اذن زل لسانها ... ! انت تفكر عادة اسرع مما ...

-ليس فى الامر زلة لسان بل مسالة " وقوع " .

علمت انها مضطرة الى الحذر فيما يختص به ... مع انها تحس الارتباك : افضل الحصول على القليل من الالغاز ، والكثير من الوقائع .

قال متوترا : انت لا تسهلين على الامر استيرا ؟

ردت بقسوة : عظيم .

لكن قسوتها كانت زائفة لان مشاعرها تجاهه حالت دون اظهار القسوة .

-ما رايك لو نبدا من البداية ؟

-ولِم لا ؟

وفاجاها بانه بدا منذ اليوم الذى قصدت فيه مكتبه .

-لكى ابدا ، اقول لم يقتحم قط مكتبى حزمة شقراء من الديناميت ، التفتت الىّ وهاجمتنى ... وهذا مالا ينساه الرجل بسهولة .

-انا ... احب ... ان اترك علامتى ...

-وهذا ما فعلته بدون ادنى شك ... اعترف استيرا اننى لم التق بامرأة مثلك .

-احاول دائما ان اكون مختلفة .

-انت لا تحاولين شيئا لانك هكذا . ذلك اليوم لم تبرحى افكارى الا بعد وقت طويل على مغادرتك المكتب .

-بسبب الطريقة التى ضربتك بها ؟

-هذا ما قلته لنفسى ... ولم يكن هناك حد لخداع النفس الذى تبنيته فى الايام الاولى على معرفتى بك .

قاومت بجنون لتجعل صوتها هادئا وهى تسخر : حقا ؟

ولكنه رد على سخريتها بهدوء : حقا ... فقد بقيت فى اليوم التالى تحتلين افكارى .

استجمعت شتات افكارها لتردف : وجئت الى هذه الشقة ذلك اليوم لانك اكتشفت انك لا تستطيع التفرج بدون فعل شئ لميرا .

-هذا صحيح ... لكننى ادركت بعدما تركتك ان هناك قوى تعمل فى داخلى لا اعرف كنهها .

-اما عرفت ما هى تلك القوى ؟

-لم ارغب فى الاعتراف بها حتى بعدما عرفتها ... بدا لى انه طبيعى ان اعجب بشجاعتك خاصة وانا اراك تقومين بما فى وسعك لابقاء ابنة اخى سالمة من اجل صديقتك ... وهكذا تهربت وقاومت الشعور الذى شعرت به تجاهك ورفضت ان اسميه .

ذكرته : قلت يومذاك اننى اعجبتك .

رد بنعومة : فعلا ، فلك قلب رقيق اعجبتنى طريقة ابتسامتك ، وطريقة ضحكك ... كما اعجبتنى طريقة تعجرفك وتهجمك .

صاحت بعجب : وهل ابدو متعجرفة احيانا ؟

-الا تعرفين ذلك ؟

هزت راسها نفيا .

-فكرت دوما فى انك شيطان متعجرف ... لكننى لم اكن اعرف ...

ابتسم زاكارى : لو كنت رجلا اقل صلابة لهربت من نظرتك المترفعة فهل فى اعجابى بك او فى اشتعال قلبى حبا لك ما يدعو للغرابة ؟

اتسعت عيناها من فرط الصدمة وتسللت الرجفة الى جسمها : هل ... قلت ... انك ... انك تحبنى ؟

-اجل ... انا احبك ... فى البدء لم اعرف الا اننى احسّ احساس ما فى داخلى حين اكون معك . قاومت هذا الاحساس الذى كنت تثيرينه بى .

مد يده ليمسك بيدها ، وبدا متشجعا حين شعر بارتجافها : كنت اقنع نفسى باننى مستمتع بعزوبيتى ، ولكن حين سيطرت على افكارى فى جميع الاوقات ادركت ان على القيام بشئ ولا يهم ان كنت ما ساعتمده المراوغة والخداع . كان يجب ان اتخذك زوجة .

سالت مرتجفة : تزوجتنى لانك تحبنى ، لا لانك تريد ان تستمر علاقتك مع عشيقتك ؟

رد بحدة : ليس عندى عشيقة فانا ...

فجاة فقدت القدرة على سماع المزيد فما دام قادرا على الكذب فى هذا فهو قادر على الكذب فى كل شئ ! انتزعت يدها منه بسرعة وقالت : ان من يصدق كلامك يصدق قصة بابا نويل . لقد استغليتنى فى سبيل مصلحتك منذ البداية وارفض ان تستغلنى مرة اخرى ... ولا تهمنى دوافعك ...

-دافعى الوحيد ...

قاطعته : ساعرف دافعك الوحيد مع مضى الوقت .

فجاة ، ظنت انه يعرف شيئا عن مشاعرها ، والا لماذا يتخذ حبه المزعوم دافعا ؟ وهكذا وجدت ان السخرية افضل غطاء لها : افهم الان انك تقول ذلك لانك لم تقله ... اثناء مراسم الزواج ولكن اعلم ان عروسك غير مهتمة ابدا .

-لكنك لم ...

وصمت بدا فعلا مصدوما .

-لم اجرؤ على المخاطرة ... كنت احبس انفاسى خوفا من ان تندفع امى للاتصال بك .

دهشت وسالت : وهل ظننتها ستصل بى لتقول لى انها تعرف كل شئ ؟

-لقد جعلها عرفانها بجميلك تقدم على الاتصال بك يوم الثلاثاء .

شهقت استيرا : يا الله ! اذن هذا ما قصدته بقولها " الشكر لك ! " ولكن ، هل منعتها من الاتصال بى ؟

-نعم ... قلت لها ان كانت تحبنى ، وترغب فى ان يلبى ابنها البكر رغبات قلبه ، فعليها الا تتفوه بكلمة امامك عن اطلاعها على الحقيقة .

فجاة وجدت انها لا ترغب فى الاستماع الى التحذير الذى يطلقه عقلها .

-انت ... انت ... هل تخبرنى ماذا قلت عدا هذا لامك ؟

-قلت لها اننى احبك ... وقلت لها قبل كل شئ اننى اريد الزواج بك ، وحذرتها من ان تدمر كل شئ بكلمة منها .

ارتجفت استيرا مجددا ... وتعاقب السؤال اثر السؤال الى فكرها ... وكان عليها ان تبتلع ريقها بصعوبة مجددا لتسال : وهل وافقت امك على الصمت ، هكذا بكل بساطة ؟

رد بشئ من الابتسام : انت تعرفينها جيدا وهى ما وافقت على عدم التدخل الا بعدما اجبت عن اسئلتها كلها . لقد اتصلت بى فور عودة نايغل وغولييت .

-وذهبت اليها عقب مخابرتها مباشرة ؟

-نعم اسرعت فى الذهاب وهناك التقيت بغولى ونايغل الذى بدا لى انضج واقدلر على تحمل المسؤولية وبعدما رايت ما رايت اخبرتهما اننى التقيتك من خلال ميرا ، اما غولييت فابتهجت كثيرا عندما قلت لها اننا سنتزوج و ...

-قلت انك اضطررت لنزع شريط الهاتف لمنعها من الاتصال بى .

-وهذا ما فعلته ... لقد ادعيت امامها انك مرهقة بسبب العناية التى كنت تبذلينها لميرا ثم اقنعتها بانك مشغولة بحيث لا تستطيعين التحدث هاتفيا ... وحين قالت انها ستتصل بك فى المكتب ادعيت انك تركت العمل وانك تقيمين فى منزل بعض اصدقائى .

-كذبت عليها ؟

-من اجلك ، استيرا نورتنغاتون . لاتزوجك اليوم ... كنت مستعدا للكذب على اى انسان ... ولكننى لا اكذب عليك الان ولن اكذب ابدا .

كانت استيرا مستعدة للقبول ولكنها عرفت ان هناك ما تود معرفته ... لذا حين امسك زاكارى بيدها بذلت جهدا لتتذكر ما هو السؤال ... فاشاحت بوجهها عنه .

-حاولت منعهما من الظهور اليوم ... فكيف ...

-ظنننت اننى سانجح ... وبما اننى عرفت ان نايغل لا يملك المال اتخذت مما سبباه لك ذريعة لاقول انك قد لا ترغبين فى رؤيتهما يوم الزفاف ... وقلت له اننى ساعيد توظيفه شرط ان يبعد غولييت اثناء حفل الزفاف .

سالت : وهل وافق ؟

-وافق بسرعة البرق . فحجز غرفة فى فندق ، وتركا الطفلة فى المنزل . عندها خلتنى تغلبت على عقبة اخرى .

-لكنك لم تتغلب على اخر العقبات .

-كنت سافشل لولا قوة حب نايغل لغولييت ... فبعدما اسرعت بالانطلاق بالرولز فتشت عن وسيلة نقل ووجدت نايغل امامى ففتح لى باب سيارته وانطلق بى لاصل الى سيارتى التى هى اسرع من السيارة التى استاجرها . وقال لى معتذرا بانه بعدما عامل غولييت بقسوة لم يستطع رفض رغبتها فى المشاركة بحفل زفافك ... فهل يستطيع الاحتفاظ بالوظيفة التى عرضتها عليه ؟

-وماذا قلت له ؟

بدا متوترا فجاة : قلت اننى ان فقدتك ... فليترحم على الوظيفة

تنهدت بأسى : آه ، زاكارى !

-ايعنى هذا ان امامى فرصة ؟

صدمتها العاطفة الجياشة فى صوته .

-قولى لى حبا بالله ... هل خسرت كل شئ بتصرفاتى ام ان هناك امل بايجاد الحب الذى رايته مرة فى عينيك وهل كان محض خيال ما رايته ؟

-انت ... لم تتخيل شيئا .

-اتشعرين بشئ نحوى عدا الكراهية ؟

-وهل يمكن ان اتزوج رجلا اكرهه ؟

-وهل ... ؟

-احبك !

فجاة كانت بين ذراعيه ... وتنفس : يا الله ! كم عانيت بسببك !

ارتد عنها فرأى عينيها تهيمان به .

-لا تجعلينى امر باوقات كهذه مرة اخرى .

وشدها اليه ثانية ... فوعدته : لن افعل .

-لم اتوتر هكذا منذ طفولتى .

ادركت ما مر به من خوفا من الا تكون قد وقعت فى حبه . قال بعذوبة : آه ، يا حبى الجميل ... لا فكرة لديك عن العذاب النفسى الذى عشته .

سالت مرتجفة : عذاب ؟

-عذاب حبيبتى ... فانا لم افهم ما كان يصيبنى فى البدء ... فقد حدث كل شئ بسرعة ... ذلك الشوق اليك ، الشوق الى رؤية ابتسامتك والى سماع ضحكاتك .

تنهدت استيرا بسعادة . فطبع زاكارى قبلة على طرف انفها ، وتابع : وقع الدليل الاول الذى اشار الى ان احذر وقت العشاء فى امسيتنا الاولى فى البيغ هاوس . حين كانت امى تمضى قدما فى خططها لزواجنا ... كانت فكرة الزواج عادة ترعبنى ولكنى لا اذكر اننى وقتذاك ارتعبت .

-ولكنك ارتعبت فى ما بعد ؟

-لم يكن الرعب الا طبول تحذير ، وكان على ان اعرف حين عدنا الى لندن بدون الطفلة ان الوقت تاخر على التحذير ، ومع ذلك لم امتنع عن محاولة ابعادك عن تفكيرى .

-الهذا تصرفت بتلك الفظاظة عندما اتصلت لاطلب رقم هاتف امك ؟

-لم اكن احاول فقط ذلك اليوم اخراجك من تفكيرى بل التعاطى مع مشاعر الغيرة ايضا .

صاحت بدهشة : اكنت تغار ؟ لكن ممن ؟ لم يكن لى صديق معين ؟

-وهذا بالضبط ما جعلنى متوترا ، ليس منك فحسب بل من نفسى ايضا ولم يكن السبب وجود رجل محدد بل واقع انك امرأة جميلة ، ولم اصدق ان امرأة جميلة مثلك قد تبقى بدون حبيب ولهذا قمت بزيارتك تلك الليلة وكانت غايتى ان ارى بنفسى ان كان عندك احدهم .

همست بشئ من السخط : زاكارى !

قبلها بسرعة ، ثم اعترف : احسست بالراحة لاننى وجدت اننى الرجل الوحيد عندك ... وكان على ان اعانقك قبل ان اخرج ... ولكن لم تكفنى قبلة واحدة .

اكملت عنه بخجل : وتهاويت كالمجنونة حتى رايت صورة غولييت زمع نايغل ... فابتعدت عنك لانه لا يجوز ان ننجرف وراء رغبة لاتمت بصلة الى الحب .

-يا حبى الجميل ... تركت شقتك غاضبا ، وامضيت الايام الاخرى حتى زيارتى يوم الجمعة فى عذاب ... ولكننى عدت بالطبع لاحس بروعة وجودى معك ثانية وعندما ذهبت الى النوم ليلة الجمعة ، اضطررت الى الاعتراف باننى احبك وعندما وجدت ان على ان اتزوجك .

-وعرفت ساعتئذ انك تحبنى !

هز راسه ايجابا : ولكنك عاملتنى ببرودة حتى ظننت ان لا فرصة امامى ، ثم انزعجت فجاة لان حقوقك بالنسبة للطفلة تنسل من بين اصابعك ، وعندها وجدت الفرصة التى تمسكت بها وكان ان تجرأت على اقتراح الزواج بك .

تذكرت استيرا بوضوح .

-كان هذا ظهر السبت ، وبعد ظهر ذلك اليوك ادركت لماذا لم استطع اخراجك من تفكيرى ايضا ... ولماذا لم اجد القدرة على السيطرة على مشاعرى . خرجت فى نزهة وفى الطريق ادركت اننى احبك .

همس : يا حبيبتى .

بعد ذلك صمتا دقائق طويلة ضمها خلالها بين ذراعيه فتعلقت به ... ثم قبلها وابتعدا ليستجمعا افكارهما . قالت له : لاشك فى ان حبى هو ما دفعنى لاقول لامك انك طلبت يدى واننى قبلت ... ولقد احسست بالرعب بعد خروج الكلمات منى .

رد برقة : وانا ، لم اكن قط اشد سرورا خاصة وقد رايتك تسارعين للدفاع عنى بطريقة تشير الى اعجابك بى ولو قليلا . كنت مستعدا للتمسك ولو بقشة فى هذا المجال ... اما مصالحة امى ونايغل فغدت امرا ثانويا بالنسبة لى ... اردت حبك وفى اليوم التالى الذى دخلت فيه الى غرفة الطعام تصورت اننى ارى الحب فى عينيك وكدت اخاطر بكل شئ لحظتئذ واضمك بين ذراعى .

-لكنك تذكرت فى الوقت المناسب وجود امك والكاهن ؟

هز راسه : فجاة بدات بمعاملتى ببرود ورغم ظنى بانك تكنين لى شيئا من المشاعر خفت ان اقوم بخطوة تذعرك فاخسر بذلك الفرصة الصغيرة التى سنحت لى .

تنهدت : آه ، زاكارى ؟

ارتفعت يده اليمنى تداعب جانب وجهها ثم اكمل الشرح وعلى وجهه نظرة ملؤها الحب .

-اندفعت لسنوات فى العمل واغتنمت الفرص لاحقق اهدافى ... واخيرا بات من الطبيعى الاندفاع وراء ما اريد مهما كانت المخاطر . حين اصبح الزواج بك اكبر هدف فى حياتى ورايت فرصة لتحقيقه اغتنمتها ... لكن ، استيرا يا قلبى كيف اصف لك كيف كنت وانا اواجه المخاطرة ... مخاطرة لم اكن اجرؤ على القيام بها .

صاحت : حبيبى .

كان قلبها مفعما حتى الاعماق بحب كبير . فجأة كان عليها ان تقول : ما كنت لتشك ابدا فى مشاعرى نحوك لو عرفت عذاب الغيرة التى اعتملت فى نفسى منذ عرفت انك على علاقة مع سيدة متزوجة .

قال بسرعة وهو يبتسم لها : سامحينى حلوتى ... كنت مغتبطا بترتيب امر زواجنا واثناء عودتنا الى لندن ذلك الاحد نسيت ان خطوبتنا غير طبيعية ... كنت مفعما بالفرح ناسيا كل الحقيقة حتى سالتنى عن سبب رغبتى فى الزواج بك ، وهذا ما جعلنى حذرا . هل فضحت امر حبى لك ؟

ردت حالمة : لا ، لم تفعل .

-اعرف هذا ... ولكننى وقتذاك ادركت من خلال لهجتك انك لا تريدين حبى . عرفت هذا ساعتئذ وعلافت اننى لو قلت لك حقيقة رغبتى فى الزواج بك لتضاءلت فرص الزواج ، ولاننى لم استطع تحمل الغاء الزواج ... اضطررت الى التفكير بسرعة .

ابتسمت : ايها الماكر !

ضحك وهو يقول : احسست بالغيرة فى صوتك حين اتصلت بك ليلة امس ، وهذا ما المنى كثيرا ... كنت اود الاتصال بك طوال الاسبوع ، ولكن بعدما اقفلت السماعة فى وجهى مساء الاثنين . عرفت ان ارتكابى اية هفوة ستنهى فرصتى الوحيدة للزواج بك ... ومنذ ان تفجر كل شئ فى منزل والدتى يومى الثلاثاء والاربعاء كنت كمن يمشى على بيض ولم اشعر براحة الا عندما سالتنى عما اذا كان مالكولم سيصحبنى الى الكنيسة فقولك ذلك جعلنى اتاكد من وجودك هناك ومن بقائك على رايك بشان زواجنا وخشية ان افضح شيئا بزلة لسان ، سارعت الى انهاء المكالمة .

قبلها مجددا ، وكانت مقطوعة الانفاس حين نظر الى عينيها وهمس : آه ، استيرا يا قلبى ، احبك كثيرا .

ردت بوهن : احبك زاكارى .

لكن صوتها كان اقوى حين سالت ، ولو مترددة : اكنت ستبوح لى بحبك لولا فرارى ؟

اعترف بصدق : لا اعرف ، ولكننى كنت أمنى النفس باننا بعد قضاء شهر بعيدا عن الاهل والاصحاب قد ...

صاحت : شهر ! ولكننى وافقت على عطلة اسبوع ...

-واى نوع من الازواج تظنيننى ؟ اسبوع ؟ كنت قد اعددت طائرة لتقلنا الى جزيرة حيث لا عودة منها الا بطلب خاص .

كانت استيرا تفكر " بشهر العسل " وهو يضيف : لقد افشلت خططى برفضك العيش معى بعد زواجنا ... فاخبرينى يا امرأة ... امازلت مصممة على موقفك ؟

وقهقهت استيرا بدون ان تستطيع منع نفسها ... انها تحب زاكارى ، وهو يحبها ... اعلمتها نظرة عينيه انه معجب برنة ضحكتها ، تلاشت حين ردت صادقة على سؤاله ، وقالت بصوت منخفض : سيعجبنى ... جدا ... جدا ... ان انتقل للعيش معك .

قال ولهجته تقول انه ما كان ليقبل برد اخر : عظيم ... وماذا عن الطلاق ؟

اجابت بوقار : لم اعد ارغب فى الطلاق منك .

حضنها بلطف ... ثم كان هناك شيئا اخر اخبرها به قبل ان يصحبها الى جزيرة شهر العسل ... فقد قال يطلب : اذن ... هل لك ان ترضينى سيدة نورتنغاتون ، بان تعيدى خاتم الزواج الى اصبعك ...

صاحت : زاكارى حبيبى .

ادركت الان انه يشعر بما تشعر به من شغف وحب ، وكان هذا الشعور قد راودها عندما تبادلا القسم واعلنت بملء ارادتها انها ستطيعه !

*****

انتهى الفصل الاخير .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 03:43 AM   #12

سايج@
 
الصورة الرمزية سايج@

? العضوٌ??? » 386322
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,442
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سايج@ is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
DON'T let the past hold you back you're missing the good stuff
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سايج@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:33 PM   #13

AliZahraa

? العضوٌ??? » 325900
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » AliZahraa is on a distinguished road
Elk

[شكراً لكم على هذا المجهود

AliZahraa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:45 PM   #14

Nermin_nano

? العضوٌ??? » 397788
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » Nermin_nano is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااا كتيييييير .. رواية حلوة كتييير

Nermin_nano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:28 PM   #15

blackgirl

? العضوٌ??? » 393672
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » blackgirl is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

blackgirl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 12:14 AM   #16

iman bkz

? العضوٌ??? » 267504
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 443
?  نُقآطِيْ » iman bkz is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
9-ندم العروس .

***************

فى طريق العودة الى لندن ، توصلت استيرا الى توافق مع مالا تستطيع مقاومته كما امنت انها تحررت من الارتباك الذى استحوذ عليها وقت الغداء .

ولم يمض وقت طويل على انطلاقهما ، حتى عاودتها الشكوك . كانت الرحلة حتى الان تسير بخير فزاكارى يتحدث بدماثة ، ولعل اكثر ما يعزيها انه بدا مسرورا رغم الورطة التى وجد نفسه فيها .

فجاة اخذت تتذكر مدى سعادته حين تركته بعد الغداء وهو يتمتم بكل تاكيد يا عزيزتى وكانه بعدما حصل على ما يريد اصبح قادر على الموافقة على جميع ما قد تتفوه به !

خفق قلبها فجاة لمجرد التفكير فى انه يريد الزواج بها الى درجة عدم القدرة على الانتظار حتى يوم الجمعة ! تحول خفقان قلبها الى ضربات كثيرة لانها تعلم ان هذه الفكرة امنية ليس الا ، ولكن شيئا من الشك تسلل اليها عندما راته لا يظهر شيئا من الغضب امام فكرة تخليه عن حريته كما افترضت .

ازدادت شكوكها حتى اضطرت للتساؤل لماذا ؟ تعرف انه شيطان مخادع وانها سارت مرة اخرى بكل بلاهة الى فخه بدون ان تدرى .

فكرت فى الطريقة التى اعتمدها عندما طلب يدها فتذكرت انه اقترح ببساطة الزواج بدون الضغط الذى لا يلين ، ولقد ابتلعت الطعم ! زاكارى معتاد على الضغوط وما من رجل يستطيع ادارة مؤسسة ناجحة بدون ان يكون قادر على تحمل الضغوط اليومية فى العمل . هل لرجل قادر على التعاطى مع عمل جبار ان ينهار امام هاتف يومى من امه ؟

قطع زاكارى عليها افكارها ليسال بلطف : اليس لديك سيارة استيرا ؟

-لا اجيد القيادة .

نظر اليها بحدة بعدما لاحظ لهجتها المتوترة ، ومع ذلك ظلّ لطيفا واردف يقول لها : علىّ انجاز بعض الاعمال الهامة يوم الخميس لذلك ان لم يكن لديك مانع ، سارسل احد سائقى الشركة ليقلك الى البيغ هاوس ذلك المساء .

-بمناسبة الحديث عن الاعمال الهامة ... اتسمح ان تخبرنى بصراحة وصدق : لماذا تريد الزواج بى ؟

كانت تنظر اليه اما هو فكان نظره منصبا على الطريق ، ولكن بعد ان بدا انه لن يرد ، التفت اليها بسرعة وقال ببطء : خلتك تعرفين .

-نعم خلت اننى اعرف ، ولكننى ادركت للتو انك معتاد على الضغط فى عملك ، بحيث لن تنثنى امام ضغوطات امك .

-آه ...

-ماذا تعنى هذه " الآه " على اى حال ؟

وللمرة الثانية لم يرد زاكارى فورا وعندما رد تمنت لو امتنعت عن دحرجة مثل هذه الكرة .

-لم اذكر السبب من قبل لاننى لم اجد ضرورة الى ذلك . اما الان فاعترف لك ان الزواج يناسبنى كثيرا لاننى به ساتمكن من اعلان اننى رجل متزوج .

تركها رده فى جهل مظلم كما كانت من قبل ... وكان اول ما فهمته ان السبب هو عمله ... ولكنها ابعدت هذه الفكرة ... اذن ... لابد ان يكون السبب حياته الخاصة ؟

تذكرت استيرا فجاة ما قالته امه ذلك الصباح بالذات ... ولان الغيرة انقضت عليها فلم تفكر الا ان هناك صديقة جميلة متعجرفة ذات خبرة ... وسالت : اتواجه مشاكل مع صديقتك فى هذه اللحظات ؟

انتظرت املا فى الانكار ، لكنه اعترف : لقد اصبت الهدف . فزوج تلك السيدة هو اكبر مشكلة !

احست بالغثيان : اهى متزوجة ؟

ران الصمت فى السيارة وشعرت بانها لا تريد معرفة المزيد ولكنها اوشكت ان تصاب بالمرض بسبب معرفتها دوافعه للزواج . فذلك الدافع المهم هو الاستمرار فى علاقة غرامية محرمة ...

كادت تسارع الى القول الا يزعج نفسه بارسال سائق ليقلها يوم الخميس ، لانها لن تتزوجه يوم الجمعة . ولكنها تذكرت فى الوقت المناسب ان الاسباب الاخرى التى تحتم زواجهما ماتزال قائمة .

كانت الغيرة تتاكلها حين اكتشفت ايضا حاجتها الى معرفة مدى تورطه مع المرأة . هل هى مميزة ؟ ام هى واحدة من صف طويل ؟

سالت : هل ... انت معتاد على الخروج مع نساء ... متزوجات ؟ اعنى ... اتقيم الصداقات مع العديد من النساء ؟

وعندما لم يرد ادركت انه ينظر نظرة خاصة الى اتجاه تفكيرها ، فندمت على تطفلها ... فجاة ادار راسه اليها فرات شبح ابتسامة على فمه : لهوت عدة سنوات استيرا ... ولو كنت ارغب فى حياة الرهبنة لالتحقت باحد الاديرة .

-نعم صحيح .

انتفضت عندما لم يجد زاكارى غضاضة فى طرح السؤال نفسه عليها : وماذا عنك ... امر بحياتك الكثيرون ؟

فاجاها سؤاله وحارت بما تجيب وعندما همت بالاجابة حاولت ان تجعل صوتها هادئا : الانسان يعيش على الامل ... ولكننى ، وان كنت ستستغرب الالامر . مازلت عذراء !

صاح مذهولا : انت ... ماذا ؟ يا الهى !

تغيرت لهجته تغيرا دراميا ، واصبحت اكثر تزمتا .

-ذكرينى اذن ... استيرا موفيت ، بان اخبرك بضع حقائق عن الحياة . فى وقت ما .

استنتجت انه يشير الى تلك الليلة حين اظهرت رغبتها فيه ... قالت بجفاء : ليس الامر بضرورى . والتفتت تنظر الى الخارج .

راحت الغيرة تتاكلها طوال رحلة العودة . كانا يقتربان من شقتها عندما اقترح ببرود وجراة : من الافضل ان نقوم بالترتيبات لنقل اغراضك الى شقتى . استطيع ...

صاحت تقاطعه : لا داعى الى ان نعيش معا فزواجنا لن يلبث ان ينهار . لذا لا حاجة الى نقل اغراضى .

اعتقدت انها اقنعته ، مع انها لاحظت انه لم يكن متحمسا لمعارضة رغباته ... ولاشك فى انه ظن ان هناك سببا لما قالته ... فهو لم يجادلها . بل قال : قد تزورنا امى ولكن فى حال حدوث هذا الامر ساجد حلا .

ولم تشك استيرا فى قدرته على هذا ... واكمل : مع اننى اعتقد ان من الخير لنا لو نسافر الى مكان ما بعد مراسم الزفاف.

خذلها قلبها واجبرها على القول : لاباس ، مادمت ساعود الى العمل يوم الاثنين .

رد متزمت : سيكون عملك فى طليعة ما افكر فيه .

ضحكت لمجرد المشاكسة : دعك من السخرية نورتنغاتون .

وكانما اعجبته ضحكتها ، فضحك بدوره .

لكنها لم تكن تضحك حين فتح لها باب شقتها ، واعاد اليها المفتاح ... فلو قال لها وداعا واضاف شيئا مثل : اراك فى الكنيسة لضربته !

لكنه لم يقل شيئا من هذا القبيل ، بل وقف للحظات ينظر فى عينيها ... ثم ، رفع يدها اليمنى الى شفتيه وطبع قبله خفيفة عليها ، وقال بصوت ناعم : لا تقلقى ... سيكون كل شئ على مايرام استيرا .

ورحل ...

ورغم ذلك شعرت استيرا بالقلق .

ذهبت الى العمل يوم الاثنين فطلبت من السيد شلنجر اجازة يوم الجمعة ولكنه لم يظهر تعاطفه وكادت تقول له سبب غضبها السريع الاشتعال مؤخرا " اذهب انت ووظيفتك " ولكنه اخيرا وافق على طلبها ، بعد ان اصر بعناد : ساكون سعيدا حين تعالجين مشاكلك المنزلية .

وهذا بالضبط ما ستفعله ... ذهبت تلك الليلة الى شقتها ، وفى تمام السابعة رن جرس هاتفها فرفعت السماعة خافقة القلب لعلمها ان المتصل زاكارى : اقبلى دعوتى الى العشاء .

تصاعدت كلمات القبول الى شفتيها ولكن الغيرة ارجعتها وقالت كاذبة : لقد تناولت طعامى منذ قليل .

ملعونة هى لو رضيت ان تكون البديل عن عشيقته .

-تبدين ... متزمتة ؟

-هذا لاننى متزمتة .

ووضعت السماعة وندمت على ذلك .

امضت معظم المساء ، تحب زاكارى ، وتشكو منه ... اخيرا اوت الى الفراش ، تكرهه ، تكرهه منطقه ، تكره خداعه ، تكره حتى واقع عدم اصراره على انتقالها لتعيش معه . ووصلت غيرتها الى الذروة ... لانها متاكدة ان السبب الوحيد لعدم اصراره هو اعادة التفكير ، وادراكه ان وجودها فى مسكنه قد يغير نمط حياته ويعيقه . فهو رغم جراته لن يستطيع اصطحاب عشيقته الى شقة تعيش فيها زوجته .

استيقظت صباح الثلاثاء ثائرة اكثر منها متوترة ... وظلت الثورة هاجعة فى نفسها طوال ذلك الصباح ، ولم تكن حتى ذاك الوقت قد فكرت فى ما ترتديه لحفل الزفاف ، وفيما هى حائرة امام واجهة محل لثياب الاعراس توقفت وسط الرصيف ، ووجدت امامها اجمل فستان عرس طوله لا يتجاوز منتصف الساق .

احست بغصة فى حلقها ... وتلاشت ثورتها للحظات . لتحل محلها نظرة حالمة ، كل ما استطاعت ان تراه فجاة استدارة زاكارى وانتظاره لها وهى تسير على ممر المذبح مرتديه الفستان المعروض .

ولكن الصورة تبخرت حين احست بوخز يتجمع فى مآقيها . ارتاعت لانها شعرت بانها ستجيش فى البكاء فى وسط المركز التجارى .

سرعان ما استعادت سيطرتها على نفسها حين عرفت انها لن تستطيع ارتداء هذا الفستان على اى حال . فالفستان ابيض والابيض بالنسبة للسيدة نورتنغاتون مرفوض ، ولكنها ظلت تفكر فيه حتى عاودتها روح الثورة فجاة ... اللعنة ... ! هذا حقها ... ودخلت الى المحل ثم خرجت منه تحمل كيسا ورقيا ضخما .

ظلت مشاعر الثورة متاججة حتى عادت الى شقتها . فجاة ، وهى تنظر الى فستانها الجميل المعلق فى الخزانة ... عرفت انها لن تستطيع الاستمرار ... لكن لو كان زاكارى يحبها ...

ابعدت استيرا افكارها بعيدا عما ليس من الممكن ان يكون ابدا . وحاولت ان تتذكر اين وضعت البطاقة التى اعطاها اياها زاكارى مرة وهى بطاقة تحمل اسمه ورقم هاتف منزله ... يجب ان تقول له وكلما اسرعت ، كان افضل .

بعد منتصف الليل توجهت الى فراشها محبطة بسبب فشلها فى الاتصال بمنزله فقد حاولت وحاولت وما من مجيب ومما لاشك فيه انه الان يلوّن الليل بالاحمر مع صديقته .

لم تنم تلك الليلة جيدا ، ولم تنم كذلك فى الليلة التالية وما تمكنت من الاتصال بزاكارى ... وحين اتصلت بمكتبه كان فى اجتماع ، وحين اتصلت بالمنزل لم تجده .

حالما غادرت الفراش صباح الخميس احست ان الوقت متاخر على القيام بشئ ... فلابد الان ان السيدة قد نظمت حفلة استقبال ما بعد الزفاف ، ولابد ان الكاهن قد حصل على الاذن الخاص ... وفى هذا اليوم شعرت استيرا بانها منزعجة من فكرة الزواج وهذا ما لم يكن حالها فى اليومين السابقين .

لم تدر ما اذا كان سبب هذه المشاعر هو حبها لزاكارى ام رغبتها فى عدم فقدان احقيتها فى رعاية ميرا .

لم يمض على وجودها وراء مكتبها اكثر من نصف ساعة حتى ثارت مشاعرها الهاجعة مجددا . لماذا لم يتصل زاكارى بها ؟ لا تنكر انها اقفلت الخط فى وجهه فى المرة الاخيرة التى اتصل بها ، ولكن . متى هذا ...

امضت ما تبقى من اليوم متوترة . قال زاكارى انه سيرسل سيارة لتقلها الى البيغ هاوس لذا كان اقل ما يمكنه فعله هو الاتصال ليقول لها متى تتوقع وصول السائق ... هذا ان لم يكن قد غير رايه بشان التخلى عن حريته .

منعها كبرياءها من الاتصال به وغادرت عملها وهى فى اقصى حالات التوتر ... ان لم يكن لدى زاكارى نورتنغاتون الكياسة للاتصال بها ... حسنا ... فجاة اتسعت عيناها وشلّ تفكيرها ... هناك امام مسكنها تقف اروع سيارة فاخرة .

هذا غير ممكن ! ام انه صحيح ؟ لم تشأ ان تعرض نفسها للسخرية بالتقدم مباشرة الى السائق الذى يرتدى البزة الرسمية ، لذا تظاهرت بانها لم تره . تقدمت الى باب المنزل ... وما ان ادارت ظهرها لتدخل حتى خرج رجل ممتلئ الجسم فى اواسط العمر من السيارة خاطبها باحترام : عذرا سيدتى ... هل لى ان اسال ان كنت الانسة موفيت ؟

-هل ارسلك السيد نورتنغاتون ؟

وابتسمت له ابتسامة طبيعية لم تبتسم مثلها منذ ايام .

بعد ساعة كانت استيرا فى مقعد الرولزرويس الخلفى فى طريقها الى البيغ هاوس عاملها مالكولم السائق بدماثة ، وقد اذهلتها خفته ورشاقته حين وثب من السيارة ليفتح لها الباب قبل ان تصل الى حافة المقعد .

-شكرا لك مالكولم .

-تسرنى خدمتك انسة موفيت ... ساكون حاضرا لاقلك الى الكنيسة فى الصباح .

-وهل ستاتى خصيصا من لندن ؟

-بل سابيت ليلتى فى كاربنتر آرم .

حاول مالكولم حمل حقيبتها والكيس الورقى الى المنزل فاسرعت تقول له : ساحملها بنفسى ، وداعا .

وفيما كانت تجتاز جزءا من الطريق المرصوفة بالحصى ادركت ان معرفتها بوجود زاكارى فى مكان قريب يخفف من توترها .

-استيرا !

فتحت السيدة نورتنغاتون الباب قبل ان ترن استيرا الجرس .

-ادخلى عزيزتى .

شعرت بها تستقبلها بحفاوة فدخلت غير متوترة . وعندما مضت الامسية شعرت بانها عضو مرغوب فيه فى العائلة ... ليس لان السيدة تفيض عاطفة ، بل بسبب السحر الصادق الذى تحدثت به طوال فترة العشاء .

والغريب فى الامر ان السيدة نورتنغاتون لم تشر الى الغد اطلاقا ولم تتحدث مرة عن حفل الزفاف ، او عن ميرا ... كان الموضوعان فى الماضى يسببان الانفعال ولربما رغبت السيدة فى تجنب اى منهما ، لئلا تتوتر العروس ليلة عرسها .

امضت استيرا الطف امسية مع مضيفتها وفى العاشرة والنصف ، نظرت الى ساعتها ، لتعلن عن رغبتها فى النوم .

-اترغبين فى شراب قبل النوم ... ؟ حليب ساخن او ...

-لاشئ ... شكرا لك .

تركت استيرا مقعدها ، ولكن قبل ان تتمنى لها ليلة سعيدة رن الهاتف فتقدمت السيدة لترد ... لم تشأ استيرا ترك الغرفة قبل ان تلقى تحية المساء .

التفتت السيدة تمد لها سماعة الهاتف : المخابرة لك .

وابتسمت ... كان زاكارى الشخص الوحيد الذى يعرف مكانها ! تسارعت دقات قلبها ، وتقدمت لتمسك السماعة قائلة : الو ؟

تحملت وقفة طويلة قبل ان ياتيها صوت زاكارى العميق : اخبرنى مالكولم انه اقلك سالمة .

بدا وكأن وصولها سالمة يعنى الكثير له ... فنسيت استعدادها يوم الاثنين والثلاثاء لالغاء كل شئ . وردت عليه : مادمت قد رايت مالكولم فهذا يعنى انك وصلت الى كاربنتر آرم سالما كذلك .

-وصلت منذ برهة .

وهذا يعنى انه رفع سماعة الهاتف فورا للاتصال بها . فجأة لاحظت استيرا ان كلمة الجنون لا تكفى ... ولكنها كانت مجنونة منذ صمت هاتف شقتها مساء الاثنين .

ردت بحدة : عملت جاهدا بدون شك .

سرعان ما استولى عليها الرعب فصوتها بدا مشبعا بالغيرة والخبث ! ومر بها وقت ظنته سنة قبل ان يرد ! قال ببطء : هل اعتقدت اننى كنت امضى الوقت بالتمتع ؟

-التمتع ... ؟

عرفت انه لاحظ غيرتها . فاضافت كاذبة : لا افهمك ... الم تقل فى المرة الاخيرة التى كنا فيها معا ان عليك انجاز اعمال مهمة . وبناء على قولك افترضت انك ستبقى فى مكتبك حتى وقت متاخر ... على فكرة ... هل سيقلك مالكولم الى الكنيسة غدا ايضا ؟ آه ، طبعا نسيت ان معك سيارتك .

-معى سيارتى ، لكن ... من تقاليد عائلة نورتنغاتون ان يسير العريس من كاربنتر آرم الى الكنيسة يوم زفافه .

-وهذا تقليد ستحافظ عليه ؟

-لا استطيع سوى ذلك .

-اجل ... لن تستطيع .

فجاة شعرت بكلماته تضعف عزيمتها فخشيت ان تتفوه بشئ بدون تعقل . فقالت بسرعة : كنت اهم بالخلود الى النوم .

-اذن تصبحين على خير حلوتى استيرا .

وقبل ان ترد ، اقفل الخط .

اطل يوم الجمعة مشرقا مشمسا ... وعلمت استيرا ان الوقت فات على التراجع خاصة بعدما دخلت السيدة نورتنغاتون بنفسها وهى تحمل لها فطورها .

شهقت استيرا : انا ...

ولكنها ادركت ان تصرفها هذا احد تقاليد العائلة ، فقبلت متمتمة : شكرا لك .

-شكرا لك انت استيرا .

وضعت الصينية على ركبتيها ... وكانت استيرا تحاول فهم ما تعنيه بقولها شكرا لك . غادرت السيدة نورتنغاتون وكأن امامها اطنانا من الاعمال التى عليها انجازها .

مر الوقت ببطء ، واخيرا حان وقت ارتداء فستانها الابيض . ثم تسارع الوقت فشعرها لم يكن مرتبا كما تريده ، وماكياجها ايضا ، والاسوا انها فكرت فى انها اخطأت بشراء الثوب الابيض .

اخيرا جعلت شعرها الاشقر اللماع يبدو كما تريد . ثم وبعد طرقة خفيفة على الباب دخلت السيدة نورتنغاتون وهى تحمل باقة ورود حمراء جميلة ... صاحت استيرا : آه ، سيدة نورتنغاتون !

-ارسلها زاكارى .

واردفت بدون ان تظهر عدم موافقتها على الفستان الابيض : تبدين رائعة عزيزتى ... انا مضطرة للذهاب لئلا اتاخر ... سيصحبك مالكولم بعد دقائق .

استخدمت استيرا ما لديها من قوة ارادة لئلا تبكى . بعد ذهابها همست ومشاعرها تكاد تخنقها وهى تنظر الى الورود : آه ، زاكارى .

سحبت عدة انفاس عميقة قبل ان تشعر ببعض الهدوء . حملت الورود ثم غادرت الغرفة ، وما هى الا دقائق حتى وصل مالكولم .

-صباح الخير انسة موفيت .

ساعدها مبتسما على ركوب الرولزرويس .

عندما وصلا الى كنيسة القرية . كانت استيرا تتمسك بباقة الورد ، وكانها حبل النجاة ... استقبلها الكاهن بحفاوة ولكنها لم تسمع ما قاله .

كانت صماء عن كل شئ ثم سرعان ما اصبحت عمياء عن رؤية الناس المصطفين على جانبى الممر وسارت برفقة الكاهن الى حيث يقف زاكارى منتظرا ، ثم اصبحت الى جانبه واستدار ينظر اليها .

راته شاحبا قليلا ومتوترا كحالها هى ، ثم لما التقت عيناها عينيه ادركت انه سعيد لارتدائها الابيض ... كان فى عينيه الاعجاب ، واللطف ... تسللت الى شفتيه ابتسامة وسرعان ما شعرت انها افضل حالا ... فردت له الابتسام .

افضت بوعود الزواج بحب وصدق وافضى بوعود الزواج بصدق وعدم ادعاء ... فقد اقسم على الولاء بصوت واضح صادق ... كانت استيرا اسعد مما كانت قد ... لكن هذا لم يدم طويلا .

بعد توقيع العقد هناتهما السيدة نورتنغاتون ، ثم غادرت استيرا الكنيسة متعلقة بذراع زاكارى . عندما خرجت وبعدما اعتادت عيناها على اشعة الشمس بدات الاشكال الاخرى تتضح صورها ثم فجاة تشوشت مشاعرها .

فى البداية ظنت ان المحتشدين جميعهم من القرويين ولكن بعدما اعتادت عيناها على النور القوى ، تعرفت على امرأة ليست من القرويين بل ليست من اهل المنطقة ... انها غولييت ... !

لاحظت استيرا المذهولة ان غولييت مشرقة وهى تحمل ميرا بين ذراعيها والى جانبها نايغل الذى يماثلها اشراقا . ادارت راسها الى زاكارى وكأنها فى فيلم بطئ الكركة تطلب تفسير ما يذهلها ، ولكن زاكارى لم يكن ينظر اليها بل رات ان عيسنيه لحقتا بعينيها ولاحظت ان وجهه تجهم عندما وقع بصره على اخيه .

فتشت بعينيها عن السيدة نورتنغاتون ولم يطل بها الامر لان السيدة كانت واقفة على مسافة من غولييت ونايغل مشغولة بآلة تصويرها ، وعلى وجهها ابتسامة عريضة تكشف ان كل خطايا نايغل فى الماضى مغفورة من قبلها .

- غولييت عزيزتى اعطى ميرا الى نايغل ، لالتقط صورته وهو يحمل ابنته !

ووصل صدى الكلمات الى استيرا ...

وجدت ان السيدة تعرف حقيقة ميرا ، ورات غولييت وهى تناول الصغيرة الى نايغل . فجاة ادركت انها تزوجت زاكارى بدون سبب على الاطلاق !

تركت جانب زاكارى ، مشتتة الفكر ، ودنت من غولييت غير مدركة لما تفعل .

سمعت زاكارى ينادى : استيرا ...

صاحت غولييت التى اسرعت لتلقاها فى منتصف الطريق : استيرا ! تبدين رائعة حبيبتى ... لم استطع مقاومة المجئ لرؤيتك وانت تتزوجين ... اعرف ان زاكارى حذرنا من المجئ ولكن ...

صاحت استيرا بحقد : ماذا فعل زاكارى ؟

ولكن زاكارى كان قد لحق بها ، وكان هو من اجاب : استيرا ... انا ...

تقدم نايغل ليقاطعه : اعرف انك طلبت منى عدم الظهور ولكن ...

التفت زاكارى اليه بحدة فصمت .

لمحت استيرا تعابير وجه زاكارى ، وعرفت ان نايغل اوشك ان ينال توبيخا قاسيا ، ولكنها لن تنتظر لتسمع ... وكانت السيدة نورتنغاتون وصلت لتمسك بتلابيب ابنيها لئلا يتصادما فى هذا الوقت وهرعت استيرا غاضبة لم تشعر بمثله قط .

يا الله ليس غريبا ان يطلب زاكارى من اخيه وغولييت عدم الظهور فهو يعرف خير معرفة ان ظهورهما قبل الزواج سيلغيه حتما ! كان يعرف ان حقيقة بنوة ميرا قد انكشفت ! الشيطان المحتال الماكر المتامر ... انه بحاجة الى زوجة لتكون ستارة لعلاقة غرامية قذرة مع امرأة متزوجة ... ولقد مضى قدما فى مراسم الزواج ، ليس من اجل أمه او من اجلها هى بل من اجل مصلحته هو .

فتح السائق لها الباب حالما شاهدها تركض نحوه . ذكرته استيرا بسرعة : لقد طلب اليك ان تنفذ رغباتى ... وانا ارغب فى ان تصحبنى بسرعة الى لندن .

انطلقت الرولز فى الوقت الذى اقترب فيه زاكارى فانزلت النافذة ورمته بوروده .

وفيما كانت تقفل النافذة لمحت وجوه الناس الدهشة ، وهذا ما سرها . لقد استغفلها زاكارى نولارتنغاتون ... ولقد حان الوقت ليظهر هو بمظهر الابله .

****
انتهى الفصل التاسع .


iman bkz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 02:33 PM   #17

Libra Sky

? العضوٌ??? » 367540
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,509
?  نُقآطِيْ » Libra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Libra Sky غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 03:21 PM   #18

جوريات111

? العضوٌ??? » 118590
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 995
?  نُقآطِيْ » جوريات111 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جوريات111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 05:05 PM   #19

عطر الفل والياسمين

? العضوٌ??? » 408572
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 271
?  نُقآطِيْ » عطر الفل والياسمين is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

عطر الفل والياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-17, 05:12 PM   #20

فاطمة الزهراء 1
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء 1

? العضوٌ??? » 304743
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 394
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء 1 has a reputation beyond repute
افتراضي

متألقه دائماااا حتى في اختياراتك .. Love You ♥♥

فاطمة الزهراء 1 غير متواجد حالياً  
التوقيع
‫ نوفيلا(عالم موازي)https://www.rewity.com/forum/t368692.html
قصة (حتى أخر العمر )
https://www.rewity.com/forum/t342197.html#post11031034
قصة( عيناك قدري )
https://www.rewity.com/forum/t344332.html#post11102243
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.