آخر 10 مشاركات
الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          88 - البحار الساخر - روبن دونالد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          عروس دراكون الهاربة(157)للكاتبة:Tara Pammi(ج3من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          1 - عودة الحبيب الضال - فلورا كيد - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          28 - سيدها - ساره كرافن (الكاتـب : سنو وايت - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree24Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-18, 06:10 PM   #771

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
مَن عَفَّ عَن ظُلمِ العِبادِ تَوَرُّعا

جاءَتهُ أَلطافُ الإِلَهِ تَبَرُّعا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً
كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا
( الشافعي )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
[read]




(لما قررت المعالجة؟؟)... ...



(لأنني أبحث عن إجابات )....



(ألسنا جميعنا نبحث عنها!!)...

....



(وكيف هي علاقتك مع الله؟؟)...

(ل... ليست ...ج ...يدة)...





(هل تعلمين ... ماذا يعني ...
مرض نفسي



(خلل يُلم بالنفس فينتج عنه.. تغيرا في تصرفات صاحبه ....)...


النفس
...خلقها الله على الفطرة ... وعلمها أين تكمن راحتها ...واين يكمن شقاءها...



والدليل في سورة الشمس ... **فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا** ......

لا أقصد بذلك ... الجزاء ....والعقاب ...

ذلك ليس موضوعي....
بل
أقصد راحتها وشقاءها
هنا في الدنيا


......

ثم منح صاحبها

الحرية ....
حرية العيش ...
حرية التصرف ...
حرية القرارات ....
وخلق فيه صفات تناسب حريته التي منحها اياه ...
كالكبرياء ...
الكرامة...
العزة... ...


وأمر الملائكة ... والشيطان الذي كاد حينها أن يصل مرتبة الملائكة في تعبده لله ...

أمرهم بالسجود له ...
فما بعد هذه الكرامة والعزة التي خص بها الله الإنسان دونا عن باقي مخلوقاته ؟!!......

ولأن الشيطان خلق مثله مثل الإنسان

...للعبادة ..
مفتون ومخير...

غار من الإنسان... وظهر تكبره وتمرده

... يتحدى الله....

أن كيف يفضل عليه انسانا ضعيفا خُلق من طين ...
هو الخارق الذي خُلق من نار... ...


الغبي ...
تكبر وأضاع عمره
...في اثبات أن الناس كما قال هو
... ناكرين للجميل ... وسيتكبرون على خالقهم ... يعني بكل بساطة يريد ان يثبت أن الإنسان مثله

... متكبر ...جاحد ...أحمق... يجهل مصلحته....
ولمن ؟؟
... ل لله العالم بكل شيئ ...
غبي !!....


...لما اخبرك بقصةٍ...

الجميع يعلم بها ويجهل بها

في نفس الوقت ....
أو
لنقل يتجاهلونها

... ...

(انا لازلت أشرح المرض النفسي .... لأن كل أمر كشفنا عن جذوره ... سيطرنا عليه بالكامل

...المهم ....

الشيطان ...
في رحلته الأزلية في جمع الدلائل والإثباتات ....

كرّس جميع حياته لدراسة الانسان من كل نواحيه...
ركز على هدفه وجعله نصب عينيه
... فأول شيئ فعله ...

توّهه عن هدف خلقه .... فالإنسان

خُلق للعبادة بكل تأكيد ..
لكنه لم يُخلق للدنيا ......


فلو كان الله خلق الإنسان للدنيا ...
لكان
أنزل أبونا آدم عليه السلام للعيش على أرضها...
بعد خلقه مباشرة ....
لكنه سبحانه ..

أسكنه وزوجته في الجنة ...
بل وحذره من عدوه

... .. ...



لكنها أحداث قُدرت

... أن ينزل الإنسان على الأرض بعد معصيته...
كي يخلف الله عليها ..
.ولمدة يحددها خالقه..

يعيش فيها عيشة كريمة...

تحت كنفه ...

ثم يعود الى بيته الأصلي...
وهي الجنة..


لكن

العدو الذي نفاه الله الى النار بعد تمرده ....
في المرصاد لا يكل ولا يمل... بعد أن أنسى الإنسان غاية خلقه ... عزز في نفسه حب التشبث بالدنيا ...
التي في الأصل ليست له ...
وبدأ بوساويسه ...
احذر
سيصيبك الفقر!! ..
احذر
ستمرض !!...
احذر

أخوك سيقضي عليك !!...

المال قليل !!...
والدعوات لا تجاب!! ...

فمن انت كي يستجيب لك الله!! ... أنت لست أهلا لذلك !!... بناتك لن يتزوجن!! ..
ليس هناك رجال للزواج !! أولادك لن يجدوا عملا !!... يخوفهم بقلة الرزق في كل شيئ ...وكل أمر ...
والإنسان في طبعه الخوف مثل الشجاعة
... ...

(فبدأ قتال البشر على كل شيئ ... قد ضمنه خالقهم لهم في الأصل ... )...

(أتعلمين أين تكمن السخرية في الأمر ؟؟)...
.
(بعد أن جعلهم يبتعدون

عن الله

.... انتقل إلى المرحلة التالية ...وهو

التخويف بالبعد عن خالقهم ... )..

(إياك والانصات لدرس الدين ...لأنهم سينعتونك بالعاصي!! ... وجزاءك جهنم !!.... ابتعد!!...

لا تقرأ الدرس الشرعي والاحاديث!! ..
.سيثبتون أنك هالك لا محالة !!...لا امل لك ...في الجنة!!... فشتان بينك وبين من سيفوزون بها !!......



يخدعه دائما بالتخويف ....
في حين أن
الله...

خلق الإنسان خطّاء ...
وأخبره انه سيخطئ ...
دائما الى أن يموت ..
.وان الانسان لو كان معصوم ... لكان الله ذهب به ...
وأتى بقوم يخطئون ويستغفرون
.. كي يغفر لهم ....

وأكد لهم ...
ان

باب التوبة
مفتوح في وجه أي مذنب

الى أن تشرق الشمس من مغربها
....أي إلى قيام الساعة ....)...
:m wan44:
:m wan44:

.
(ما يهمني في الموضوع

.... أن العدو...
جعل الإنسان يتخذ ..طريقا خارجا عن فطرة نفسه السليمة ...
وجعله يتمرد عن العبادات التي هي في الأصل..
من مصلحته....

...)...

....





هل
لو جميع من على الأرض... من يوم ان خلق الله الانسان .... إلى آخر فرد سيولد قبل الساعة .... اجتمعوا على قلب رجل واحد ...واعتكفوا في المساجد

..ليل نهار ...

وصاموا جميع أيام الزمن .... وفعلوا كل العبادات بإتقان ... ..



هل

كان ذلك لينفع الله في شيئ او يزيد من ملكه؟؟......



ولو أضلوا جميعهم .....

هل كان لينقص من مُلك الله شيئا ولو يسيرا ؟؟)...

أبدا ...

لأنه
الله ...
...
... إذن ...

من باب الحكمة أن يستعمل الإنسان عقله بمنطقية ....
ليعلم
أن تلك العبادات...
ليست

تكليفا من أجل الخالق ..
.بل من أجله هو ...

من أجل راحته... وصحته ...




لأنه خالقه ...وأعلم بتركيبته الجسدية والنفسية ...
فمن سيُعلّمه كيف يعيش سوى خالقه ؟!...


ومن رحمته بعباده

... أن رافق العقاب بالعبادة ... وكلما

اشتد العقاب الموعود في حالة ترك عبادة ...
كلما
علمنا أن تلك العبادة أهم من غيرها لتركيبتنا الجسدية ....




سأستعين بمثال واحد

... وهو اشد العبادات أهمية ...

الصلاة...
فهي عماد الدين ...



هل تعلمين أهمية الصلاة للإنسان ؟؟... ...
...
الصلاة ...

مجموعة من الحركات ... والوضعيات ...

تمنح الانسان راحة جسمية ...في كامل أعضائه... الخارجية والداخلية...



ألم تسمعي عن شيئ اسمه اليوجا والذي ترجمته الحرفية ..
.دون التطرق لأصل الاسم ...هو التأمل ...

فكم من أناس يلجؤون لرياضة التأمل ...
كي يتخلصون من الضغط العصبي ......
فحركاتها اقرب ...
لوضعيات الصلاة ...
إن كانت رياضة التأمل ناقصة .... لا تمنحك نفس الراحة النفسية الكاملة
... لماذا؟؟...

لأنها تفتقد لأهم ركيزة في الصلاة ....

وهي
صلة النفس بخالقها .....




النفس البشرية



... خُلقت متعلقة بخالقها ...


منه تستمد طاقتها ...
وتفاؤلها ...وأمانها ...
لذلك تحتاج الى صلتها به أن لا تنقطع أبدا .....





يجب ان نتجاوز المفهوم الذي ترسخ داخلنا ....
أن الصلاة تكليف وواجب ....إنما نقضيها فقط لأنها فُرضت علينا .....



إلى الفهم الحقيقي...


أن الصلاة
.... راحة لنا ...
هنا في الدنيا ...

قبل ان تكون نجاة لنا من العذاب الذي قدره الخالق أصلا من أجلنا
... رحمة بنا .. ...

...
النفس
تحتاج للسكون ...
لذلك حثنا على قيام الليل ...
حيث يكون السكون....
ويستطيع الإنسان منح نفسه الهدوء..
والتركيز كي تقوي النفس صلتها بخالقها...
ومن هنا نفهم حثه لنا على الخشوع في الصلاة ....



والخشوع

هو التركيز في الصّلة بين النفس وخالقها ...
والانفصال عن الدنيا ومن فيها



... هل تعلمين كيف يكون ذلك ؟؟)...
...
أن يذكر الانسان خالقه

بتركيز ...

ويستحضر وقوفه امامه سبحانه ......
وذلك في استحضار الآيات يتلوها بتمعن في معانيها ... آيات تذكره بغاية خلقه ...

وكيف يعيش على أرضه! ...
ثم يذكره في تسبيح واستغفار ...



وحين ينزل الى السجود ...


تلك النقطة التي يكون فيها أقرب الى خالقه ...
حيث منحه الحرية ...
حرية الدعاء..
والدعاء كله شكوى الى الخالق....

هناك يطلق الانسان لنفسه العنان في الشكوى ...والبكاء ...
لمن في يده الفرج ....
بل من في يده كل شيئ يخصه .... وحين يطَبق الصلاة ...
بتأني وروية ... وتمهل في الحركات....
ويصل الى مستوى ينطق فيه اسم
الله بقلبه ...
لا بلسانه فقط ...

يخرج منها بروح جديدة ... خالية من الهموم ... والغموم ... مستعدة لمواجهة الحياة ....

...

على الإنسان أن يعتبر الصلوات الخمس ...

اللحظات الاستجمام الخمس ....




لذا
كان الرسول عليه الصلاة والسلام
.... يقول ...
**أرحنا بها يا بلال** ...




لقد فهم أن الصلاة ..
. مهرب للنفس إلى الراحة والاستجمام ....

والتخلص من الهموم والغموم .... وبالتالي ...
تتمتع النفس بصحة جيدة معافاة كليا ...





وقد اثبتت دراسات علمية أن الصلاة التي سُنت في الدين الإسلامي....
.حين تُقام بأصولها وشروطها.. .. تُخلص الجسم من الاشعاعات التي تسببها الأجهزة المشعة ... كالهواتف والحواسب والشاشات الخ



..... والعكس .......

حين

تفقد النفس صلتها بخالقها ..

و
يخرج صاحبها عن الفطرة التي خُلقت عليها

... تبدأ بالشكوى... ثم التعب ...وتنتهي بالمرض ...



هل الصلاة
.... تكليف مجبرون عليه ... أم عبادة مريحة

يجب أن نسرع إليها... ونتخذها ملجأ نستعيد فيها طاقاتنا ...وصحة أنفسنا ؟؟...






لن اكذب عليك ...لم افكر فيها هكذا يوما ...
حتى حين كنت أقيمها ...كنت أسرع ...
كي انتهي من قضاءها

....ولم اكن اشعر بأي تغير ... بعد الفراغ منها ...
لكن الآن...بعد هذا الشرح .. من هذه الزاوية الجديدة....



سأقيمها بنية مختلفة....
بنية لقاء النفس مع خالقها...



فحسب حديثك ....
لقد ظلمت نفسي ...
وحرمتها من مصدر حياتها وأمانها ...
أنا ظالمة في حق نفسي

... ...


:ts_012:
اساس علاجه .... وهو


تقوية صلتك

بخالقك
...حتى تَكُفين عن التعلق بالبشر ...
وتكتفين بالتعلق
برب البشر


...
:ts_012:

:e lk:
[/read]

🌷🌷😍😍حبيبتي يا مووودي .... أشكرك على كل المقولات ... والتعليق عن الاقتباس .... انت رائعة ... دمت دائما صديقتي 😍😍😍


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 11:41 PM   #772

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة ... فصل راائع تسلم اناملك المبدعة المميزة عليه...

من حظ براء انها اختطفت مع ابراهيم ف السنفورة المتهورة ممكن قادها تهورها الى وضع سيء ف حال عدم وجود ابراهيم وايضاً هي محظوظة انها اختارت عصام ففي النهاية ظهر ان لديه عقل ويفكر واعتقد ان علمه بتهوره هو من يحرك نخوته لذهاب معها وليس استفاذته في مجال عمله المهم الان ان السنفورة ستواجه غضب بابا سنفور المتعقل وغضب شرشبيل الهادر فهو لن يمرر الأمر مرور الكرام واكيد لديه كلام غير الذي سمعته منه، واعتقد ان براء ابهرها شرشبيل فهاهي شاهدته اثناء قيامه بعمله والمهم انها مشغولة البال عليه...

شرشبيل كان مفضوح لوالده كما لإبراهيم وصحيح لديه علم ان ماينتابه نحو السنفورة الزرقاء لم يجربه من قبل لكن كبريائه هي التي ترفض فتح مجال التفكير فيما يشعر به نحوها وخاصة ان السنفورة لسانها الطويل الذي يرمي القذائف وخصوصاً على نسبه بالتالي هو لن يسمح ان يربط نفسه ب فتاة تراه اقل منها، لكن الأيام القادمة شرشبيل سيخضع لان والده وابراهيم ايضاً لن يتركوه لحاله وسيكثر الزن على رأسه وبل اعتقد انهما سيتجادلان من جديد امام ابراهيم ووقتها ابراهيم سينفذ قسمه ويزوجهما والسنفورة لن تقول كلمة خاصة بابا سنفور سيأذبها ويقرص اذنها وممكن كعقاب سيوافق على زواجها من شرشبيل دون الالتفاف لمعارضتها...

طلب الهروب الذي قدمته صباح ل مختار هو هروبها من الخسارة فهي المدللة التي اعتادت اخذ كل ما يعجبها خسرت احلى لعبة وامام من امام فتاة لم تسمع بوجودها يوماً وممكن لو شاركتها اهتمام الاب ما كانت ماتت من غيرتها منها مثلما تموت الان لأنها امتلكت اللعبة التي زهت في عينها واردتها لها وارتكبت الجرائم حتى تحصل عليها وماذا تلك اللعبة احبت من امتلكتها وخرجت هي صباح التي تؤشر ب اصبعها الصغير حتى يلبي والدها لها الامنيات والراغبات مثل مارد المصباح من المولد بل حمص ( على قول اخواننا المصريين) ومع سمعة سيئة في مجتمعها لان اكيد مهما اخفى العائلتين ماحدث الا ان هناك من نشر الخبر وان لم تذكر التفاصيل لكن الكل كان يعلم ان صباح رفضت ابراهيم من اجل اسماعيل واسماعيل لم يتزوجها وهذه وحدها تكفيها...

مختار صحيح لا اعلم ماضيه وماضي طائعة وعلاقتهما لكن انا هذه النوعية من الشخصيات لا احبه ، شخصية من يحكي قصة حياته من اول ما فتح عينه الى ان نام ويطلب من غيره ان يكون مثله ومع انه يعلم ان الناس تختلف طبائعها لكنه يريد من الكل نفس المعاملة من ناحية انه يتكلم عن كل صغيرة وكبيرة ف على الباقي نفس الأمر ويزعل وبل يفكر انه غير مهم لهم لأنهم لم يبادلوه الكلام ولا يريد ان يفهم ان البشر ليسوا سواسية وايضاً حركات الأطفال التي عند مثل هذه الشخصية ، طائعة لم تخبرك يا بروفيسور عن قصة صباح واسماعيل لأنها ليس لها حق الكلام في ذلك والحق لي اسماعيل وصباح فقط ( وهذه احدى النقاط التي ذكرتها في تعليقي على الفصل 8) اذن لا حق لك في الزعل منها او محاسبتها على عدم ابلاغك ب القصة، كلام مختار به افادة تشكرين عليها عزيزتي كلام ددر فعلاً لو كانا نفكر اننا خلقنا في هذه الأرض فقط من اجل عبادة الله بالتقرب اليه ما كنا جعلنا الحياة تسرقنا من الفوز بالآخرة دون حمل ذنوب...

الحاج المتصابي حرام يطلق عليه لقب الحاج المهم العجوز المتصابي لوهلة اول كلمتين وصفته بهما حفصة قبل ان تكمل الوصف اعتقد انه الحاج عبدالله جاء لزيارتها كي يعترف عليها ودون ان يلفت نظرها باعتبار انه قادم لزيارة ابنه ياسين ولكن عندما اكتشفت انه ليس هو وانه العجوز المزواج فكرت ان المصائب بدأت بعد ان كانت حفصة تعيش هناء وراحة البال ومع ذلك حفصة لم تسكت وواجهة العجوز ووالدها واتخذت قرار اخذ اخوتها معها، مع ان زيارة المتصابي لها جانب سيء لكن كان لها جانب جيد ايضاً وف حفصة اعطت الموافقة ل ياسين واعتقد ان هذا ما زاد قوة حفصة في مواجهة والدها لانها علمت ان ياسين يريدها زوجة وسيقف معها في كل خطوة تتخذها وبعد رده على سؤالها ( لماذا انا) الذي اوضح ان ياسين غير مهتم الا بحفصة وليس وضعها او مالها او جمالها ، فعلاً دخول ياسين معها سيجلب ل حفصة المتاعب وممكن يجعلها تضعف اذا والدها اتهمها ان هناك شيء بينها وبين ياسين فكل شيء متوقع من والدها ...

ياسين كان خائف ان تفلت الأمور لا ان تضعف حفصة بل لان واجبها نحو اسرتها هو من يقرر بدلاً عنها ولذلك قرر فتح الموضوع معها وان كان معد شيء آخر ف لا اعتقد انه كان يريد ان يفاتح حفصة بهذه الطريقة المهم انه طلب يدها واخذ الموافقة والباقي غير مهم، ياسين هل سيقف مع والده في قراره منع رواح من الجامعة او سيحاول فهم الموضوع من عيسى ويقنع والده ان نجوى تغار من رواح...

الحاج عبدالله ليس من السهل عليه سماع ذاك الكلام عن ابنته وامام الشباب ( منصف وعيسى وهيثم) ولكن اعتقد انه اخذ كلام نجوى بجدية لانه شعر ب اهتمام هيثم وعيسى ولقطع الطريق على ان تقع رواح في يد احدهما قرر ذاك القرار وممكن يسمح لها اذا تقدم احدهما لخطبتها وقتها يضمن انه صان ابنته، اعلم ذهب تفكير لاتجاه آخر ولكن هذا ما شعرته من كلامه وكأنه يخبره اذا عينك على ابنة تعالى من الباب وتسمع الجواب فهو وصله جواب عيسى وكذلك من كلامه ل ميمون وخاصة تلميحه برجل يثق به يعني ليس كل من سيتقدم سيوافق عليه...

الدجاجة المنفوشة رواح لا اعتقد انها ستفتح فمها بكلمة بعد كلام والدها ولكن مؤكد ستحاول ان تطلب مساعدة حق وياسين وبانتظار النتيجة واعتقد ان الدجاج المنفوشة ستقبل بالديك الذي كانت تنفش ريشها عليه ف انا شبه متأكدة ان عودتها للجامعة ستكون مرتبطة بوجود خاتم خطبة او زواج في يدها...

تغريد شعور الفقدان له اثاره من ماضيها البعيد القريب ولو حدث شيء ل ابراهيم ممكن تغريد ستدخل في حالة نفسية صعبة حتى وان كان الكل حولها ف ابراهيم اصبح لها مثل اخوها المسجون...

يعجبني كيف من اشياء صغيرة تعبيرين عن مشاعر ابراهيم وحق المتبادلة دون الاسهاب توصلين لنا قوة المشاعر التي اصبحت تربطهم والاهم ان الحب بعد الزواج رابطه اقوى بكثير من حب قبل الزواج لانه حب نمى تحت مظلة شرعية لذلك حتى احاسيسه تكون غير عن حب بدأ بطريقة تعتبر محرمة من الناحية الشرعية مهما وجدنا اعذار للتلك المشاعر ومهما اعتمدنا ان النية فيه كانت حسنة ونهايتها الزواج ...

مشكورة على كلامك الرااائع الذي لن اجد رد يعبر عن سعادتي به، واحب ان اخبرك ان الإنسان يرى بعين طبعه ( اي كلامك عني هو من جمال روحك وحسن اخلاقك الراااائعة) ...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 01:18 AM   #773

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

بصي لفص كله رائع لكن اروع ما فيه فعلا كلامك عن الصلاة وتاثيرها على لنفس يمكن طريقتك دي هتخلي ناس كتيرة تنظر لعلاقتها بربنا انا لسة النهاردة باقول احينا باحس اني عبيطة من كتر حسن ظني بالناس بس انا عند حسن ظني بالله نه لن يضيمني ابدا شكر على لفصل

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 01:47 AM   #774

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة ... فصل راائع تسلم اناملك المبدعة المميزة عليه...

من حظ براء انها اختطفت مع ابراهيم ف السنفورة المتهورة ممكن قادها تهورها الى وضع سيء ف حال عدم وجود ابراهيم وايضاً هي محظوظة انها اختارت عصام ففي النهاية ظهر ان لديه عقل ويفكر واعتقد ان علمه بتهوره هو من يحرك نخوته لذهاب معها وليس استفاذته في مجال عمله المهم الان ان السنفورة ستواجه غضب بابا سنفور المتعقل وغضب شرشبيل الهادر فهو لن يمرر الأمر مرور الكرام واكيد لديه كلام غير الذي سمعته منه، واعتقد ان براء ابهرها شرشبيل فهاهي شاهدته اثناء قيامه بعمله والمهم انها مشغولة البال عليه...

شرشبيل كان مفضوح لوالده كما لإبراهيم وصحيح لديه علم ان ماينتابه نحو السنفورة الزرقاء لم يجربه من قبل لكن كبريائه هي التي ترفض فتح مجال التفكير فيما يشعر به نحوها وخاصة ان السنفورة لسانها الطويل الذي يرمي القذائف وخصوصاً على نسبه بالتالي هو لن يسمح ان يربط نفسه ب فتاة تراه اقل منها، لكن الأيام القادمة شرشبيل سيخضع لان والده وابراهيم ايضاً لن يتركوه لحاله وسيكثر الزن على رأسه وبل اعتقد انهما سيتجادلان من جديد امام ابراهيم ووقتها ابراهيم سينفذ قسمه ويزوجهما والسنفورة لن تقول كلمة خاصة بابا سنفور سيأذبها ويقرص اذنها وممكن كعقاب سيوافق على زواجها من شرشبيل دون الالتفاف لمعارضتها...

طلب الهروب الذي قدمته صباح ل مختار هو هروبها من الخسارة فهي المدللة التي اعتادت اخذ كل ما يعجبها خسرت احلى لعبة وامام من امام فتاة لم تسمع بوجودها يوماً وممكن لو شاركتها اهتمام الاب ما كانت ماتت من غيرتها منها مثلما تموت الان لأنها امتلكت اللعبة التي زهت في عينها واردتها لها وارتكبت الجرائم حتى تحصل عليها وماذا تلك اللعبة احبت من امتلكتها وخرجت هي صباح التي تؤشر ب اصبعها الصغير حتى يلبي والدها لها الامنيات والراغبات مثل مارد المصباح من المولد بل حمص ( على قول اخواننا المصريين) ومع سمعة سيئة في مجتمعها لان اكيد مهما اخفى العائلتين ماحدث الا ان هناك من نشر الخبر وان لم تذكر التفاصيل لكن الكل كان يعلم ان صباح رفضت ابراهيم من اجل اسماعيل واسماعيل لم يتزوجها وهذه وحدها تكفيها...

مختار صحيح لا اعلم ماضيه وماضي طائعة وعلاقتهما لكن انا هذه النوعية من الشخصيات لا احبه ، شخصية من يحكي قصة حياته من اول ما فتح عينه الى ان نام ويطلب من غيره ان يكون مثله ومع انه يعلم ان الناس تختلف طبائعها لكنه يريد من الكل نفس المعاملة من ناحية انه يتكلم عن كل صغيرة وكبيرة ف على الباقي نفس الأمر ويزعل وبل يفكر انه غير مهم لهم لأنهم لم يبادلوه الكلام ولا يريد ان يفهم ان البشر ليسوا سواسية وايضاً حركات الأطفال التي عند مثل هذه الشخصية ، طائعة لم تخبرك يا بروفيسور عن قصة صباح واسماعيل لأنها ليس لها حق الكلام في ذلك والحق لي اسماعيل وصباح فقط ( وهذه احدى النقاط التي ذكرتها في تعليقي على الفصل 8) اذن لا حق لك في الزعل منها او محاسبتها على عدم ابلاغك ب القصة، كلام مختار به افادة تشكرين عليها عزيزتي كلام ددر فعلاً لو كانا نفكر اننا خلقنا في هذه الأرض فقط من اجل عبادة الله بالتقرب اليه ما كنا جعلنا الحياة تسرقنا من الفوز بالآخرة دون حمل ذنوب...

الحاج المتصابي حرام يطلق عليه لقب الحاج المهم العجوز المتصابي لوهلة اول كلمتين وصفته بهما حفصة قبل ان تكمل الوصف اعتقد انه الحاج عبدالله جاء لزيارتها كي يعترف عليها ودون ان يلفت نظرها باعتبار انه قادم لزيارة ابنه ياسين ولكن عندما اكتشفت انه ليس هو وانه العجوز المزواج فكرت ان المصائب بدأت بعد ان كانت حفصة تعيش هناء وراحة البال ومع ذلك حفصة لم تسكت وواجهة العجوز ووالدها واتخذت قرار اخذ اخوتها معها، مع ان زيارة المتصابي لها جانب سيء لكن كان لها جانب جيد ايضاً وف حفصة اعطت الموافقة ل ياسين واعتقد ان هذا ما زاد قوة حفصة في مواجهة والدها لانها علمت ان ياسين يريدها زوجة وسيقف معها في كل خطوة تتخذها وبعد رده على سؤالها ( لماذا انا) الذي اوضح ان ياسين غير مهتم الا بحفصة وليس وضعها او مالها او جمالها ، فعلاً دخول ياسين معها سيجلب ل حفصة المتاعب وممكن يجعلها تضعف اذا والدها اتهمها ان هناك شيء بينها وبين ياسين فكل شيء متوقع من والدها ...

ياسين كان خائف ان تفلت الأمور لا ان تضعف حفصة بل لان واجبها نحو اسرتها هو من يقرر بدلاً عنها ولذلك قرر فتح الموضوع معها وان كان معد شيء آخر ف لا اعتقد انه كان يريد ان يفاتح حفصة بهذه الطريقة المهم انه طلب يدها واخذ الموافقة والباقي غير مهم، ياسين هل سيقف مع والده في قراره منع رواح من الجامعة او سيحاول فهم الموضوع من عيسى ويقنع والده ان نجوى تغار من رواح...

الحاج عبدالله ليس من السهل عليه سماع ذاك الكلام عن ابنته وامام الشباب ( منصف وعيسى وهيثم) ولكن اعتقد انه اخذ كلام نجوى بجدية لانه شعر ب اهتمام هيثم وعيسى ولقطع الطريق على ان تقع رواح في يد احدهما قرر ذاك القرار وممكن يسمح لها اذا تقدم احدهما لخطبتها وقتها يضمن انه صان ابنته، اعلم ذهب تفكير لاتجاه آخر ولكن هذا ما شعرته من كلامه وكأنه يخبره اذا عينك على ابنة تعالى من الباب وتسمع الجواب فهو وصله جواب عيسى وكذلك من كلامه ل ميمون وخاصة تلميحه برجل يثق به يعني ليس كل من سيتقدم سيوافق عليه...

الدجاجة المنفوشة رواح لا اعتقد انها ستفتح فمها بكلمة بعد كلام والدها ولكن مؤكد ستحاول ان تطلب مساعدة حق وياسين وبانتظار النتيجة واعتقد ان الدجاج المنفوشة ستقبل بالديك الذي كانت تنفش ريشها عليه ف انا شبه متأكدة ان عودتها للجامعة ستكون مرتبطة بوجود خاتم خطبة او زواج في يدها...

تغريد شعور الفقدان له اثاره من ماضيها البعيد القريب ولو حدث شيء ل ابراهيم ممكن تغريد ستدخل في حالة نفسية صعبة حتى وان كان الكل حولها ف ابراهيم اصبح لها مثل اخوها المسجون...

يعجبني كيف من اشياء صغيرة تعبيرين عن مشاعر ابراهيم وحق المتبادلة دون الاسهاب توصلين لنا قوة المشاعر التي اصبحت تربطهم والاهم ان الحب بعد الزواج رابطه اقوى بكثير من حب قبل الزواج لانه حب نمى تحت مظلة شرعية لذلك حتى احاسيسه تكون غير عن حب بدأ بطريقة تعتبر محرمة من الناحية الشرعية مهما وجدنا اعذار للتلك المشاعر ومهما اعتمدنا ان النية فيه كانت حسنة ونهايتها الزواج ...

مشكورة على كلامك الرااائع الذي لن اجد رد يعبر عن سعادتي به، واحب ان اخبرك ان الإنسان يرى بعين طبعه ( اي كلامك عني هو من جمال روحك وحسن اخلاقك الراااائعة) ...

موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...
😍😍ابتهال يا حبيبتي
التزامك يبهرني ..
وحبك لاعطاء كل حدث حقه ومساحة من اهتمامك
شكرا لك حقا ...
اعلم انك لازلت غلى موقفك من البروفيسور
لكن حقا ما يجمعه بطائعة يفرض عليها الصراحة وستعلمين لما ..
لذا سانصحك ان تقرئي فصل غد باذن الله بتركيز
مع حوارين طائعة مع اسماعيل ..و البروفيسور واسماعيل
قد تجدين عذرا للبروفيسور في علة غضبه من طائعة
رواح ... والدها قراره لا رجعة فيه لكن هناك حل وسطي ولله الحمد
والصراحة انا اردت ان انهي مشكلة رواح بواقعية اكثر
وان لا يكون لها علاقة بالزواج ..مع ان الزواح قادم ...ههه باذن الله
اتمنى احداث الفصلين القادمين ...غدا ..والاسبوع القادم باذن الله ان ... يجيب على كل تساؤلاتك ...على فكرة فصل غد هو ما قبل الاخير...
تشبيهاتك لسنفورة والشرشبيل كثير ضحكني وعجبني ... 🤣🤣😍😍😍
شكرا لك مرة أخرى ...ودمت بود

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rasha shourub مشاهدة المشاركة
بصي لفص كله رائع لكن اروع ما فيه فعلا كلامك عن الصلاة وتاثيرها على لنفس يمكن طريقتك دي هتخلي ناس كتيرة تنظر لعلاقتها بربنا انا لسة النهاردة باقول احينا باحس اني عبيطة من كتر حسن ظني بالناس بس انا عند حسن ظني بالله نه لن يضيمني ابدا شكر على لفصل
😍😍😍حبيبتي
ابقي على طيبة قلبك ...فالله لا ينظر الى الاجسام إنما الى القلوب
والرزق والجزاء كله على حسب نوع القلب ...
وزادك الله من حكمته وهدايته ... ولن يضيعك ابدا
تحياتي ...دمت بود ... وشكرا لك


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 02:07 AM   #775

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mouna latifi مشاهدة المشاركة
لم آتيك باقتباس ... لكن بعناوين عريضة ...

👈👈طائعة اكتشفت غيرة اسماعيل عليها 🤤🤤 من من ؟؟؟... ولماذا يا ترى؟؟😉😉😉
اكيد البروفيسور الا حاشر انفه في حياتهم الشخصية
👈👈صباح تصاب بهستيريا... ونامت بفعل مهدئ... 😎😎😎
اعتقدت شاهدت اسماعيل مع طائعة او ان البروفيسور رفض عرضها
👈👈الحاج عبد الله آل طالب يقابل العطار حكيم المدينة... واتخذ قرارا صارما ...بشأن زواج ابنه بحفصة ...فيا ترى ماهو القرار؟ 😈😈
لا تقولي انه سيرفض لان انا متأكدة لو اراد الرفض كان رفض بعد ان اخبره ياسين وضعها كمطلقة وفضيحتهم ووالدها

👈👈و اخيرا قرار بالزواج ... واعتراف بالحب .... 😍😍😍
هذا سهل الزواج السنفورة وشرشبيل واعتراف الحب مريم وامين
تحيأاااتي لكم ..... وانتظروني ... احبكم .... 🌷🌷🌷
بانتظار الفصل ان شاءالله


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 03:36 AM   #776

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
الفصل الحادي عشر (ما قبل الاخير)




قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلت لهم … إِن الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ … وفيه أيضاً لصونِ العرض إِصلاحُ –
أما ترى الأسدَ وهي صامتةٌ ؟ … والكلبُ يحُسى لعَمْري وهو نباحُ ...
الإمام الشافعي





المشفى ..... أمام غرفة الإنعاش

(حق .... يكفي عزيزتي .... لقد أشار لك واطمأننت عليه ... يكفيك وقوفا .. انت حامل ..ولا يجب أن تتعبي نفسك ... )... التفتت إليها لا يشي بتعبها سوى الاصفرار الذي علا سحنة وجهها، تومئ لها قائلة بهمس مرتعش ...
(ماذا ان أستيقظ ...وأراد شيئا؟... )... ابتسمت طائعة بوجوم، تسحبها تجاه الغرفة الأخرى التي حجزوها من أجل الراحة....
(هناك ممرضين يتفقدونه كل حين ... هيا ... لقد أحضرت بعد الطعام ...).. تبعتها مستسلمة، ومقرة بتعبها.
استقام الحاج ما إن لمحهما يبتسم قائلا...
(الحمد لله ... ابراهيم بخير... وسيكون أفضل بإذن الله ... أريحا نفسيكما قليلا .... هيا بني ...لتقلني إلى البيت ...).. ربت على رأس حق بحنو، وانصرف برفقة الشابين.
بسطت لها الطعام على المنضدة، وتناولتا لقيمات بصمت لم تجد أي واحدة فيهما القوة لقطعه.

[IMG][/IMG]
تنفست طائعة بقنوط، وهي جالسة على الكرسي تراقب إغفاء حق بعد إلحاحها عليها بوجوب الراحة، من اجلها وطفلها. شعرت بالباب يفتح فرفعت رأسها وابتسمت للذي عاد يرمقها بريبة بعد أن كان يبادلها البسمة. أشار لها بالقرب من الباب، حين لمح الراقدة على السرير، كي تتبعه فقامت مستجيبة له.
أقفلت الباب بخفوت، فأمسك يدها يسأل بقلق ...
)ماذا بكِ؟)... عضت شفتها بوجوم، تتأمل تفاصيل وجهه، غير قادرة على الرد، فتلفت حوله، ثم سحبها عبر الرواق حتى وصل إلى غرفة ما تأكد من خلوها، وأدخلها مغلقا الباب من خلفهما.
استدار إليها يعيد السؤال بجدية ...
)أخبريني يا طائعة.... تركتكِ تعبة ... حزينة ... ...وهو الأمر العادي مع ما حدث ... لكن الآن... ما سبب الدموع ؟؟... )... استسلمت لضعفها فأطلقت عنان شهقاتها، تنتحب بحرقة أخافت قلبه المتوله فيها، فاقترب يضمها إليه هامسا بحنو ...
)ششششش..... اهدئي ... حبيبتي ...ما بك)... انتظرها بصبر الى ان تمالكت نفسها بين ذراعيه، ثم أبعدها قليلا كي ينظر إلى وجهها المحمر بكاء. رفع كفيه يمسح دموعها قائلا بحيرة ...
)ذهبتِ للقسم النفسي... ماذا حدث هناك؟ ... هل هي مريم ؟)... أومأت نافية، فأكمل ...
)البروفيسور؟!)... تشنجت ملامحها، فزفر يردف بغضب ..
)ماذا فعل ؟؟).... نظرت إليه بخجل، تقول بتردد..
)لقد علم بقصة صباح ...م .... مع عائلتك ....)... تلكأت وهو على حاله، تستطرد ....
)أخبرني بما كنت أتجاهله منذ أن علمته .... واجهني به ... فكان وقعه على قلبي أليم وصعب ... ).. تحدث يسأل ببرود ...
)ماذا قال ؟؟)... نزلت دموعها مجددا وهي تجيبه بحزن ...
)تزوجت حبيب أختي ...بأمر من والدي ...)... شهقت ببكاء، فمرر يديه على دراعها مهدئا، يقول ببرود ...
)طائعة ... أنت تعلمين أن باطن الأمر مختلف .... كما نعلم أن البروفيسور ... سيعلم ...على اي حال...حين يتولى حالة صباح)... توقفت فجأة تبلع ريقها، ثم مسحت دموعها تقول بحيرة ....
)أنا لم أخبره لأنني كما قال ...خجلة من الأمر برمته ... لكن ... أنت ).... صمتت تحدق فيه بتفحص، وهو على بروده لا يتغير تكمل بريبة ...
)بل كان عليك إخباره عن الحالة.. فلما ؟؟)... شهقت بصدمة و احمرار طفيف يعلو وجنتيه، تهتف بدهشة ...
)هل كنت تريده أن يتشاجر معي؟؟. ... يا إلهي اسماعيل !!... هل تغار منه؟ ...من البروفيسور؟!... ما ...اسماعيل؟!)... نادته بقلة حيلة، فأومأ بلا معنى يخفي بسمة حرجة، لتنفض يديه بخفة تسأل بجدية ...
(لكنني أخبرتك كل شيء .... حتى ما يتناقض مع سرية المرضى ... لأن الأمر اختلط بالعلاقة الشخصية ... والشرع بنفسه لن يسمح بعلاقتي به ... ان لم تكن واضحة أمامك أنت زوجي ... ...فهو مثل أخ لي ... بل أخ حقيقي ...فعل ما لم يفعله الذي أنجبني من صلبه ....)... رفع كفيه بمهادنة يفسر بهدوء ...
(أنت طبيبة نفسية .... يجب عليك أن تعلمي الفرق بين الغيرة.... والشك)... فغرت شفتيها تحدق به وهو يكمل ...
(والغيرة تتعلق بالقرب ... لا يهم إن كان غريب أو من العائلة ...)... أقفلت فمها تضم بين حاجبيها، ثم سألت بحيرة ...
)ماذا تقصد ؟؟)..
أنزل دراعيه الى جانبيه ثم اقترب منها، يقول مفسرا ...
(ذلك التفاهم بينكما ...لا اعلم... لكنه يؤلمني بطريقة ما ... منذ أن قابلتكما معا ... ذلك الترابط بينكما واضح ... يمنح الغريب عنكما فرضية انكما فعلا اخوين ... تتفاهمان فقط بالنظرات .. هو يرعاك عن بعد ..وانت!! ... بالله عليك لم أرى البروفيسور يستجيب لأحد اثناء نوبات غضبه ...سواك ... والآن حزنك لأنك اخفيتِ عنه امورا مهمة ... في الوقت الذي هو أخبرك عنه كل شيئ)... لا تزال على دهشتها، وهو يحك رأسه من الخلف، ويستدير بجسده مرتبك وهو يكمل ....
(اعلم ان هذا خطأ ... من كل النواحي ... فكلاكما عانى ...ووجد أحدكما الآخر في أصعب الظروف .... وأعلم ايضا بحالته ..)... انتفضت تمسكه من دراعيه تهتف بغضب لأول مرة يراه عليها ...
(أسكت إسماعيل.... لا تجعلني أندم على اخباري لك ...عن أمرٍ ... لم أكن لأُخرجه مع لساني ...لو لم يكن ...).. سقطت دمعة من احدى المقلتين التين لمعتا بحريق غضب جارف، أعلمه بمدى فداحة خطئه، فقبض على كتفيها يرد بأسف ...
(من فضلك اعذريني ... أعتذر بشدة .... أدرك أنك ضغطت على نفسك ...وخالفت مبادئك ...فقط كي تحافظي على علاقتك بي ... لكن ..)... رفعت دقنها، تكمل عنه وبجفاء ...
(ماذا اسماعيل؟... أنا أنتظر حجة قوية ....لا تدعني اغير راي فيك .... فأنت بالنسبة لي ...رجل ناضج رزين ... حكيم في النفوس ....يا طبيب النفوس )... زم شفتيه ثم قال بتردد...
(أعترف ان كل هذه المشاعر ...أربكتني ...فأنا لم اعتد على فقدان السيطرة حول أي شيئ... يخص من أحب ...أنا!!)... بتر كلماته حين تحدثت تستفسر ...
(وماذا يخصني ...تفقد عليه السيطرة إسماعيل ؟؟... ان كنت وهبتك قلبي ...فماذا يحدث؟)... زفر بإعياء يعترف ...
(صدقيني طائعة ...لقد حلّلت كل شيئ .... وكنت بالفعل سأخبر البروفيسور.... بل وأشرح له كل ما خفي عنه ...لكن الأحداث توالت بسرعة ...ولم أضع في الحسبان ...أن صباح ستخبره بهذه السرعة .... حتى أنني لازلت استغرب ...قرارها في النطق أخيرا ....)... بللت شفتيها تفكر، فاقترب منها يلمس احدى يديها برقة، يكمل باستجداء للتفهم ...
(اطمئني .... وامنحيه بعض الوقت ... سيعرف مدى ظلمه لك ...وسيتراجع ... إنه فقط ،،،، البروفيسور... يتصرف بطفولية أحيانا ....)... عبست تقول بعتاب ...
(يبدو أنه ليس الوحيد ...من يتصرف بطفولية ...).... علت البسمة المشوبة بذنب ثغره، وسحبها يضمها هامسا بحب ...
(ألم أخبرك ؟!... هذه الأحاسيس جديدة علي ... وتربكني ... لكنني أسيطر عليها ...لا تقلقي...)... ضمت حاجبيها تجيب بتهكم ...
(أنت وسيطرتك ...).... أطلق العنان لبسمته، قبل أن يميل تجاهها يقبلها بعمق. ابتعد قليلا يقول بمرح انتقل إليه، وهو يتأمل جسدها ....
(هل ترتدين كعبا ؟؟).... رمته بنظرة ماكرة، قبل أن تنسل منه تقول وهي تفر خارجا ...
(أنا في نفس طولك اسماعيل ...سيطر على ذلك ....)... ضحك بصخب سيطر عليه ليستعيد رزانته، قبل أن يتبعها عائدين إلى الرواق أمام غرفة الإنعاش.
......................

القسم النفسي .... غرفة صباح ....

تمصص شفتيها بضجر وامتعاض، وهي تراقب ابنتها التي تراجعت عن كل خططها وتغير حالها الى النقيض، دون أن تخبرها عما يدور في خلدها. فتكتفي بالصمت خوفا من رد فعل قد يحرمها من ابنتها إلى الأبد. تتسع مقلتيها ويقفز حاجبيها بالتدريج، وهي تلمحها خارجة من الحمام تقطر مياها، وتبحث عن شيئ ما، وجدته بكيس لم تلحظه قبلا، ليتبين لها أنها عباءة وسجادة للصلاة.
تجاهلت والدتها، يكفيها ارتباكها مما هي مقبلة عليه، ولا يلزمها حديث أمها المحبط. انزوت إلى ركن بعيد عن مرمى نظراتها، ثم فردت السجادة.
وقفت مستقيمة وهي تستحضر حديث البروفيسور، **يجب ان أركز... ركزي صباح** ... رفعت كفيها وكبّرت ثم بدأت في تلاوة سورة الفاتحة...**الآن ماذا ... كيف اركز؟؟ ... انا لست مركزة ...وكيف أكون مركزة ؟! ...ماذا قال؟.. اجل أركز على الآيات...**... ،،ملك يوم الدين ...،، **ماذا لو كان يخدعني؟ ...لكنه طبيب يا صباح كيف سيخدعك؟ ؟... يا إلهي! ... فقدت تركيزي مجددا**... ،،ولا الضّالين.... آمين .... **أي سورة اقرأ.... هل اجعلها قصيرة أم طويلة؟؟ ..... وماذا تحفظين يا صباح سوى قصر السور؟!... ابدئي بإحداها!!... لكن هكذا سأكمل بسرعة ...وهو قال علي التمهل... آه!! ...لقد فقدت التركيز مجددا ...لماذا عقلي لا يكف عن التفكير؟**... بسم الله الرحمان الرحيم ... قل هو الله أحد ...**أنت حمقاء ...لن تَصِلي الى ما أخبرك به .... تُضيعين وقتك ... الذي يجب أن تقضيه في كسبه هو... أصمت ودعني أركز!! ....**... ،، لم يلد ولم يولد ....**سيضيع من يدك هو الآخر.... تماما كما ضيعت اسماعيل لمن اخذت منك كل شيئ ..... أصمت ...أخبرتك أن تصمت!!!**..... الله اكبر....)...
ركعت تسبح بتوتر، والطّواحين في داخلها تعمل على أشدها.. (سبحان ربي العظيم .... **أنت تصدقين البروفيسور؟... فأين ما وعدك به من تركيز وراحة ؟!... أجل سأركز... اخبرني ان استحضر وقوفي أمام الله ... لكن كيف؟... لقد أخبرتك.. أنت تُضيعين وقتك**... سمع الله لمن حمده ...)... استقامت وقد بدأ اليأس في الطغيان، لكنها أكملت بتصميم، وسجدت .....
(الله اكبر ... سبحان ربي الأعلى .... **يجب علي الدعاء ....لا... قال الشكوى .. انتظري... قال الدعاء هو الشكوى ... إذن سأدعوه** .... يا رب .. يا رب ... يا رب... **ألا تخجلين من دعاءه بعد كل ما فعلته ؟؟....أنا ... أنا...**.. يا رب ... يا رب ....**أجل ... تذكري ماذا فعلت .... بداية مع مجيد .... حين سمحت له بالتجاوزات ... ثم اسماعيل .... كذب وسحر الى حد القتل .. بل محاولة قتل حق ...تهديد الحاجة ....وترهيبها كي لا تقبل كنتها التي هي أختك ... والآن... تدعين ربك بكل وقاحة .... ألا تخجلين من نفسك ؟؟....**).... تفاجأت من نفسها وهي تشهق باكية، وتفتح فمها وتقفله مرات عدة، وهي تبحث عن الكلمات، ولا تجدها...
(...**أنتِ ميؤوس منكِ ...فلا تضيعي وقتك ....أنت مجرمة وتستحقين العقاب ...أنت مكانك الجحيم .... وليس الجنة**)... ضحكات ساخرة علت في رأسها، توازيها شهقات بكاء تحولت لنحيب هستري، لتجد نفسها تُسحب من على الأرض ووالدتها تهتف بنفس اللحظة التي دخل بها والدها ....
(ما بك يا صباح ؟؟... يا إلهي !!.... لقد افزعت قلبي)....
انتفضت تصرخ بحدة وعنف، مما سبب صدمة لوالديها اللذان تجمدا بخوف يراقبانها ....
(ابتعدي عني!!....لا !!... أنا لست مجرمة ... لا !!...أنا لست قاتلة .... أنا مجنونة!!.... أجل ...افقد عقلي مرات .... حين أرغب في شيئ ما ... أرغبه بشدة لا أتحكم فيها ... لكنني لست قاتلة ...لست مجرمة ... لا اريد الجحيم ...لا ... )... دخلت الممرضات مسرعات على اثر صراخها، وطُفْن حولها يحاولن امساكها، وهي تصرخ بهياج.

(هل بلغتي البروفيسور؟؟)... سألت احداهن، فردت الأخرى (أجل ..انه قادم ....)... تمكّن منها أخيرا، فاستسلمت لحقنة المهدئ، ولحملهن لها إلى السرير.
ظلت تهدي ونبرتها تخفت مع تسرب السائل عبر شرايينها، فلمحته بين سحب الضباب التي تفلها، لترفع كفها إليها تستنجده بنبرة أثارت شفقة كل من كان حاضرا، حتى البروفيسور نفسه ...
(أنت اخبرتني أن الله يغفر الذنوب ...أنا لست مجرمة ... أنا لست قاتلة ..... أنا خاطئة ..... أنا اخشى الجحيم ... أنا اخشى الله ..... أنا خاطئة ..... أنت ...قلت... الله .... غفور ...ر... رحيم)..
امسك رسغها يجس نبضها، يرمقها بتمعن ووالدتها تقص عليه ما حدث وهي تبكي. انهى فحصه ثم استدار يقول بجفاء ....
(من فضلك غادري .... من الأفضل لها ... لو بقيت لوحدها لأيام....) ...تدخل الحاج زكريا، ينفض عن نفسه الصدمة، يقول بقلق ....
)لكن ...كيف نتركها في هذه الحالة ؟؟...)... رمقه البروفيسور بحيرة يقول بنفس الجفاء...
)ومن تكون؟؟)... بسط كفه ليصافحه، مجيب برسمية ...
)زكريا المرابط ... والدها...)... للحظات ظن الحاج أنه لن يبادله المصافحة، وهو يرمقه بنظرات غامضة، ختمها أخيرا بلمسة خاطفة، نطق خلفها بوجوم ...
)ممممم .... وأخيرا ....زكريا المرابط...)...)عفوا!!)... نطقها الحاج باستفهام، فاستدرك البروفيسور بحزم ....
(المرضى ...تارة يحتاجون للانفراد بأنفسهم ...وعن تأثير من حولهم ... لذلك ..من فضلكما ... من اجل مصلحتها... لا تزوراها إلا حين اطلب منكما ... غادرا ... لو سمحتما ..)... سحب زكريا زوجته الباكية، كي يرحلا بعد أن منحا ابنتهما الراقدة كأنها جثة غادرتها الحياة، نظرة مشفقة ليوقفهما البروفيسور يقول قاصدا الحاج ....
)سأنتظر زيارة منك بإذن الله .... هناك الكثير مما يجب أن نتحدث فيه ... )... أومأ له بحيرة واستأنف خطواته، بينما البروفيسور أخذ مقعدا وجلس عليه، واضعا رجلا على أخرى، يتأمل حالة شحوبها هامسا بسهو واجم ...
)قدري إصلاح ما أفسده السيد زكريا المرابط .... ذهب النوم الى الجحيم هذه الليلة .... )...
…………………..

على باب المشفى .....

تمسكت بوالدتها وهي تكابر على ألمها، بعد ان فلتت دمعات من مقلتيها أثناء اعادة الطبيب لكتفها الذي انخلع من مكانه. لتلعن جميع المجرمين على الأرض. حتى والدها قد تراجع عن غضبه منها مشفقا، فهو لم يتعود رؤيتها بذلك الضعف والألم، مع أن ذلك لم يزده سوى تصميما على شد حبال الأبوة حولها، فما ذاقه من حنظل القلق في بُعدها أدمى قلبه وضرب نواقيس الخطر داخله.
توقفت فجأة قبل ان تستقل سيارة والدها، ليتوقفا هما أيضا ينظران إليها مستفسران. توجهت نحوه تسأل بلهفة ...
)هل قبضتم عليه؟؟)... تجمد مكانه متفاجأ من مظهرها الضعيف الشاحب، تقف بقوة واهية، وكلها يرتعد حتى صوتها الذي ألفه ثابت، يرتعش ...
)انسي يا براء ...واهتمي بنفسك ...)... كانا والدها خلفها تماما، حين فاجأتهم بدموعها المنهمرة على حين غرة، تجيب بنبرة ملئها الغضب والحزن والوجع ...
)يجب ان تقبض عليهم ... أنت المفتش طارق ... الذي لا يدع مجرما يفلت من عقابه ... حتى يونس آل عيسى الذي ضلل الشرطة لأعوام طوال ... قبضت عليه بعد انتقالك هنا لثلاث سنوات فقط ... ذلك الرجل...لا يجب ان يبقى على رأس المجلس البلدي ...ذلك المنافق ... البائس ...الحقير!!)... سكتت تلهث، بأنفاسها وشفتيها مزمومتين بحزن اكثر منه غضب، ليتدخل والدها ملاحظا جمود المفتش يبحلق فيها بغموض لم يفهمه...
)آسف سيد طارق .... لكنها محقة ...أولئك المجرمون ... مكانهم خلف القضبان ... وليس خلف المكاتب والمناصب ... هيا ابنتي ... لنغادر..)... رفعت أصابع مرتعشة تمسح دموعها، فارتعدت دقات قلبه معها، ليقول بجدية وحزم ...
)كان سيفلت منا ... لأنه عزل نفسه جيدا عن الشبهة... فالمخازن لم تكن باسمه ... وبذلك لا تكون له علاقة بها ... لكنني فتشت منزله العائلي..... للشبهة به بسبب الشجار الذي حدث بينه وبين ابراهيم ...فكان من حقي إصدار تصريح بتفتيش أملاكه... وفعلت ذلك سرا حتى داهمناه على غفلة منه ... لم يلحق على تنظيم نفسه... وأنا كنت أعرف جيدا على ماذا أبحث ... ولله الحمد وجدته ...).. اقتربت منه خطوة، تسأل بتوسل ...
)ما هو؟؟... أعدك لن أذيع شيئا ...بدون موافقتك ... فقط أرح بالي...) ... رفع زاوية فمه بما يشبه البسمة، يجيب بظفر ...
)سلاح جريمة قتل ...ذلك الموظف في مصلحة المياه.... لم يثبت بعد تطابقه مع نتيجة التشريح .... لكنني متأكد ...وادعو الله أن لا يخيبني ...)... شقت شفتيها عن بسمة حلوة، نشرت الدفيء في صدره، وهو يكمل مسرورا بإزالة غمامة الحزن من على محياها...
)وما إن يقع ... ستنهار باقي الجدران من حوله ... وينتهي )... أومأت مؤكدة وهي ترمقه بمقلتين لامعتين بشعور، عصف بثبات صدره بقوة لم يفعلها الركض خلف المجرمين، كما كاد إلحاحٌ أن يعصف بتعقله وينفد رغبته الشديدة في سحبها، وضمها إلى صدره ويحاوطها بالأمان والحماية.
فجأة تذكر حديث صديقه عنها، وفي رغبته بتزويجهما. بلع ريقه صدمة من إدراكه المفاجئ، دون أن يحيد عنها بمقلتيه التان اتسعتا وكأنه يتأكد، أَفعلا هي من تحركت مشاعره لها؟؟
)حسنا ابنتي ...هيا ..يجب ان ترتاحي ...).. تنفس بعمق حين تذكر والديها، فابتسم لهما برسمية يقول قبل ان ينسحب تجاه المشفى ...
)استأذنكم سيد عمر ... يجب ان اطمئن على إبراهيم.... تصبحون على خير .... سأمنح الانسة براء.... وقت لترتاح ...قبل ان نستدعيها للتحقيق ... السلام عليكم)... تبعت والديها اللذان تناظرا فيما بينهما بغموض، ولم تستطع منع نفسها من الاستدارة قبل أن تنحني إلى مقعدها الخلفي، وتبحث عنه لتجده قد فعل الشيء نفسه على باب المشفى، ولسبب لم تعرف كنهه، ولم تتعب نفسها في تحليله، بعثت له بسمة حملتها النسائم بينهما إليه بدفئها، ليستقبلها قلبه النابض بقوة، ويسمح لنفسه لنفس السبب المبهم في إرسال أخرى تخصه هدية لها وحدها.
………………..
منزل آل طالب ....

غرفة رواح ...

)أقسم لك اخي ...هذا ما حدث ... )... نطتها رواح ببكاء، تستطرد شاهقة بألم ...
)أعترف أنني تماديت ...فلم أكن أنا تلك التي تفعل كل ذلك ... لكنني أردت إطفاء النار في جوفي ...فلم استطع الانتقام من امي التي انجبتني ... ولم اجد سوى نجوى ... أردت ايلامها كما فعلت بي طوال السنوات... لكن اقسم لك أخي ...ما كنت لأسمح لقريبها بتجاوز الحدود ابدا...)... زفر ياسين وهو يرفع كفه الى دقنه، يمسد على لحيته المشذبه، صامت يمنح نفسه فرصة للاستيعاب، ولاحتواء غضبه كي لا يفرغه عليها، ففي النهاية هي فتحت له قلبها وحكت عن كل شيئ فعلته بثقة، وهذا له معنى واحد أنها لم تتمادى بشكل مخزي ولم تسمح لشاب بلمسها، وهذه نعمة يجب ان يحمد لله عليها. فإن عامله بالعدل لا باللطف سيجعله يدفع ثمن الفتاتين التين تعرف عليهما في حياته اثناء الدراسة الجامعية، وكاد أن يتمادى ويصل الى علاقة كاملة لولا رحمة ربّه به، انقبض قلبه وانتفض مقترب منها يمسك يدها بحنو وهي تكمل بحرقة ....
)أشعر بالنقص يا أخي ... وهذا يحرقني ها هنا ...).. ضربت على موضع صدرها، تستدرك ..
)مهما فعلت ....مهما تأنقت ...ومهما اعتنيت بنفسي... حتى انني أقوم من نومي فزعة .. وأقف على قدماي كي أتأكد من صحتها ... وكل هذا لا يجعل الأصوات في رأسي تختفي ... كلما أسمعه ...أنت معاقة ...انت ناقصة ....)... سحبها بين أحضانه يربت على ظهرها يقول بحنو ...
)ما فعلته خطأ يا رواح ... وما تفكرين به ليس حقيقة ... انا متأكد أن الحق في أعماقك موجود ...فقط يجب ان تنقبي عليه ... ليخرج الى النور ...)... أبعدها قليلا يمسك برأسها، يستطرد ...
)لم تكوني يوما ناقصة ... وأظن رفض أبي للعملية أكبر دليل على ذلك ...فلما تأثرت بأمك ؟...ولم تتأثري بي وبحق ..وأبي؟ ... لم أبحث عن علاج لك ...سوى كي أزيل نظرة الانكسار من عينيك فقط ... فأنا كنت دائما اراك كاملة... وكذلك كنت ... وستبقين إن حاربت البشاعة في داخلك ... وقتلتها قبل ان تستولي عليك ...حينها ستكونين ناقصة بحق ... وأفكارك معاقة ... )... أومأت تسأله بترقب ...
)هل انت غاضب مني ؟؟)... ترك رأسها وتنفس عدة مرات قبل أن يجيب بجدية لا تخلو من الحزم ...
)لا انكر أنني غاضب من طريقة تفكيرك ...بعد كل ما فعلته من اجلك ... لكنك دفعت الثمن غاليا ... وحُرمت من حريتك ... )... ذرفت الدموع مجددا، تقول بحزن....
)أرجوك اخي ... تحدث مع أبي... لن اعيد الكرة .. من فضلك اخي ...)... هز رأسه سلبا يرد بحزم ....
)لا رواح .... كل ما استطيع ضمانه ...هو حضور امتحاناتك ....كي لا تفقدي دراستك ... غير ذلك ...لن يسمح به ...وانت أعلم بذلك ...)... ابتسمت بأمل تقبله على وجنته قائلة ...
)شكرا أخي ...وهذا يكفيني ...لا حرمني الله منك ).. قبل اعلى رأسها، وتركها بعد ان أوصاها ...
)اهتمي بدراستك ...وانسي الموضوع حاليا ...حين يقترب موعد الامتحانات ...سأحدثه بإذن الله ... تصبحين على خير)... ما إن وصل الى غرفته، وأقفل الباب عليه حتى رفع الهاتف مقررا التحدث إلى التي لم تفارق عقله رغم كل ما مر به يومه ذاك. استلقى على سريره بثيابه وراقب الأرقام وهي تتوهج في شاشة هاتفه، كما يتوهج قلبه بالأحاسيس الجميلة حين ذِكرها.
………..

منزل السيد عمر ....قبل لحظات ...

أقفلت خديجة الهاتف تهتف باكية بهلع وحزن ...
)يجب ان نذهب إليها يا حفصة ... جارتنا سعيدة سمعت شجارهما ....وهذا يعني أنه ضربها ..قد يؤديها يا اختي ...)... اوقفتها حفصة تجيب بحزم ...
)لا.... انت سمعتها جيدا ... هل تريدين إهدار تضحيتها؟؟.. كل ما سيفعله حين يتمكن منك ..هو حبسك وتزويجك لذلك العجوز... وماذا بعد؟؟... ها؟؟)... رمقتها بتساؤل تستدرك بغضب مرير...
)هل سيتوقف عن وحشيته ؟؟... او ضربه لأمي ولنا جميعا؟؟... لن يتغير ...أبدا .... فلا تزعجي نفسك ... وكما قالت امي ... عسى أن يسجن ونرتاح جميعا ...).. زفرت بقنوط واختيها تشهقان بكاءا، وفُتح الباب لتستدير بقلق ولهفة، تعدو إلى الواصلين، قلبها يهفو إليهم بفرحة وسعادة. ضمت براء إلى صدرها تهتف بقلق ...
)حمدا لله على سلامتك ... يا إلهي براء!!... لقد خفت عليك ... الحمد لله ...الحمد لله ...)... ابتسمت لها بوهن تربت على ظهرها، وترد بخفوت ...
)شكرا لك ...حبيبتي ... )... ما فتئت أن قطبت بحيرة حين لمحت الفتاتان تذكرهما من زيارتها لأهل حفصة، ليتدخل السيد عمر قائلا بحنو ...
)كيف حالكن ؟؟... )... كانت السيدة أمينة تضم إليها الفتاتان تسلم عليهما، حين سألت براء بريبة من وجوههن المكفهرة والمحمرة...
)ماذا حدث ؟؟... لماذا تبكيين جميعكن ؟؟)... صمتوا حتى والدها يمسح على وجهه، ثم نطق بأسف يقصد حفصة...
)أنا آسف بنيتي لأنني لم أكن بجانبك .... )... أومأت حفصة باستنكار على أسفه، فهتفت براء وحاجبها يعلو بخطورة ..
)ليخبرني أحدكم ماذا حدث؟؟)... التفتت إليها حفصة تقول بمهادنة ...
)ليس الآن حبيبتي ...أنت متعبة ... ويجب ان ترتاحي..)... اقتربت منها براء تتجاهل حديثها، وتشير إلى وجهها قائلة بتهكم...
)تعبي بديهي... فقد خُطفت ...وضُربت من مجرمين ...لكن أنت ما سبب الكدمة على خدك؟؟... ولماذا منظرك وشقيقتيك كأنكن تحت تهديد بالسلاح ....هل واجهتن مجرم انتن أيضا؟؟)... زفرت والدتها بيأس، بينما السيد عمر يرد عليها، حين لاحظ خجل الفتيات الثلاث ....
)والدها ضربها ...لأنها رفضت الزواج من صديقه ... وهرّبت شقيقتيها خوفا من أن يزوج إحداهما ....)... اتسعت مقلتي براء، وانفجرت وكأن روح القتال دبت فيها مجددا، تهتف بتوعد ...
)ذلك المجرم!! .... سأذهب إليه حالا !!...لأريه قدرة النساء اللائي يتجبر عليهن!! ...... )... رفع والدها كفه ليوقفها، وشقيقتي براء يراقبنها بانبهار صادم ، بينما حفصة والسيدة أمينة تتبادلان نظرات يأس من تغير حالها.
)براء .... اهدئي ...أين ستذهبين؟)... ردت بانفعال ...
)إنه جبان ...أقسم لو واجه رجلا حقا ...وتلقى تهديدا صارما ...سيقيد كفيه رغما عنه ...لنخبر المفتش طارق ... سيعيد تربيته ... انتم اعلم به ...)... ابتسم العالمين بحالها مع التنين، بينما شقيقتي حفصة لا تزالان على انبهارهما، فقال والدها يبتسم مُجبرا ...
)بلى .... أليس هو البطل المغوار؟؟ ...الذي يقبض على كل المجرمين؟؟)... سكتت براء بريبة، حين أكملت والدتها متهكمة ...
)مع أنه كان قبل يومين فقط ....التنين المتوحش ...)... بللت شفتيها والحرج يزحف إلى وجهها، بينما حفصة تنهي على سخرية الموقف ....
)سبحان مغير الأحوال...)... تكومت على نفسها بغتة، تمسك كتفها المعلول وتقول بنبرة خافتة متصنعة التعب مع انها لم تكن في حاجة لذلك، فهي بالفعل مستنزفة على آخرها ....
)آآه ...كتفي يؤلمني ...أنا تعبة ..ويجب أن أنام... لما لا تهتمون بي؟؟).... ضحك والداها، بينما حفصة تقترب منها وتسندها، قائلة بمرح ....
)عفاك الله حبيبتي ...هيا سأساعدك ... )... نظرت إليها تجيب بعبوس طفولي ...
)شقيقتك الصغرى جميلة جدا .... أريدها أن تنام بجانبي ...).. هزت حفصة رأسها بمهادنة تكتم بسمتها المرحة، لولا الغصة في قلبها لما يحدث لهم لضحكت من كل قلبها، والأخرى تكمل بطفولية ...
)بل أريدكن أنت وشقيقتيك من حولي ...حتى أنام ... أو ما رأيك لو جلبنا سرير غرفتك إلى غرفتي؟؟ ...وننام جميعا في غرفتي!! ...سيكون ذلك رائعا ...أليس كذلك؟؟)... اتسعت بسمة حفصة رغما عنها وهي تجيب ...
)جدا ... سنفعل ذلك...)... ضحكت براء تقول بسرور صادق ...
)أنت محظوظة بشقيقتيك .... محظوظة جدا ...).... اوصلتها إلى الحمام، وعادت تجهز لها ثيابها، فعلا رنين هاتفها. انتفضت مستغربة، فلا أحد يحدثها في ذلك الوقت من الليل، فترددت ترمق الرقم المجهول لها، لكنها ردت خوفا من أن تكون والدتها. عند تلك الفكرة فتحت الخط، وهتفت بقلق ولهفة ...

[IMG][/IMG]
)من معي ؟؟)... لم ترى الذي رفع كفه ووضعها على موضع قلبه، يرد بهدوء لا يعبر عن العاصفة في صدره ...
)أنا ياسين ....)... تلكأ قليلا، يصله هسيس أنفاسها المتلاحقة، ثم أكمل ...
)آسف على تطفلي ...لكنني انشغلت في امور طارئة ... ولم أستطع النوم ...دون الاطمئنان عليك.... كيف حالك ؟؟).... عضت شفتها وهي تسند جسدها بكفها على الدولاب، وقلبها في سباق مهلك .....
)ح.... حفصة ... هل أنت بخير؟؟)... شيئ ما في نبرته، جعلها تخطو الى السرير وتهوي عليه، وتجهش ببكاء مرير. انتفض من مكانه يمسك الهاتف بين يديه بقوة، بينما شهقاتها تصله واضحة. هم بقول شيئ ما، لكنه تراجع محافظا على صمته للحظة قبل أن يقول بهمس ...
)ابكي... ولا تكتمي في قلبك ... الدموع أحيانا تغسل الهموم ...لكن لا تضعفي أبدا ... هل سمعتني يا حفصة ؟...إياك والضعف ... فهو كجرثومة قاتلة ...إذا تسللت إلى الجوف ظلت تقتات عليه حتى تقضي عليه ....)... تماسكت بعد ان تسللت كلماته هو إلى جوفها، وبددت الغم في قعره، فاردف باسما حين استجابت له وهدأت ….
)الفرج غير بعيد عنك يا حفصة ... فمتى تشتد الظلمة إلا قبيل الفجر؟! .... القليل بعد من الصبر... وأنت لست من فاقديه يا حفصة ....)... أحبت اسمها على لسانه، فنطقت بخفوت وتوتر ...
)أشكرك.... )... كلمة واحدة، تلاه انقطاع خط، والحالم على سريره يتأمل السقف ببسمة كحاله حالمة، وامتزجت صورتها في خياله بأحلام نومه الذي سلبه إلى عالمه دون حتى أن يغير ثيابه.
…………….

اليوم التالي .....



المشفى ....القسم النفسي ....غرفة صباح ...

رفرفت برموشها تشعر برأسها سينفجر، فتحت مقلتيها بتعب ثم نظرت حولها تسترجع ذكرياتها، لتتجمد حين لمحته غافيا على مقعده أمام سريرها.
سكنت مكانها تحت الغطاء، تتأمل هيئته، وتتساءل ما الذي جعل قلبها يتعلق به وينسيها إسماعيل بين ليلة وضحاها؟!، فلا هو بوسامته ولا بشبابه، لكن هناك أمر مختلف به، بل أمور تمنحه هيبة خاصة به وحده. رفعت كفيها تتفقد رأسها، فانتفضت ترتب طرحتها التي وصلت نصف رأسها، وتجمع الخصلات المنفلتة تحتها. شعر بها ففتح مقلتيه يقول بتهكم ...
)بشعة ....حين تقومين من النوم لتوك .....)... زفرت بحنق، ترد وهي تمسح على وجهها...
)أنت فظ ... عل تعرف ذلك؟؟)... ابتسم ببرود يجيب
..
)بل مراوغ .... اخبرتك ذلك كي تتجاوزي احراجك مني ... بسبب هيئتك التي تظنينها مزرية ...وتتحولين الى الهجوم الحانق .... وقد نجحت في ذلك ...)... ابتسمت بهدوء، فرفع أحد حاجبيه يسأل بجدية ....
)كيف حالك ؟؟)... اعتدلت في جلستها تجيب بعتاب حزين ...
)رأسي يؤلمني ... لقد فشلت في صلاتي أمس ...)... أومأ سلبا يقول ...
)لا ...أنت لم تفشلي ... بل نجحت ...وبامتياز ...)... اتسعت مقلتيها ترمقه بجهل، ففسر ...
)الفاشل ...هو من لم يتغير حاله بعد الصلاة ... وأنت ...).. أشار إلى حالها وتعبها يكمل ...
)قد تغير حالك بالفعل ... أخبريني بما شعرت ؟؟)... داهمها الخوف وهي تجيب ....
)سأدخل الجحيم .... بسبب ما قمت به من أفعال... يا الهي ...لقد كنت على وشك قتل أناس ... هل تصدق؟؟... أنا حتى لا أعلم كيف سمحت بذلك ؟؟)... زم شفتيه متمعنا، ثم قال ...
)هذا جيد في بداية الطريق ...الاعتراف بالأخطاء والذنوب ... ثم محاولة اصلاحها ...مع الاستغفار ... )... رفعت يدها تسأل بانزعاج ...
)كيف ذلك ؟... كيف سأصلح دفعي لحق زوجة ابراهيم من على الدرج؟ ...وكيف سأصلح اطعامهم السحر ؟... الذي كان سيؤدي بهم!! ... وكيف اصلح تهديدي للحاجة وهي مشلولة ؟.. ... وكيف سيغفر لي ربي بعد كل ذلك ؟؟... كيف؟؟).. قاطعها يقول بتنبيه ...
)على رسلك .... الله يغفر جميع الذنوب سوى أن يُشرك به .... وحتى المشرك ما إن يعلن توحيده .... يغفر الله له كل ما سلف ... كل ما في الأمر... ان ظلم العباد ... قد علق الله غفرانه ...بغفران المظلومين ....)... نظرت إليه باستفسار، فاستدرك ...
)لذا يجب عليك ... التأسف لمن أخطأت في حقهم .... مسامحتهم ستساعدك نفسيا لتقبل ... أن الله غفر لك ... والى حين ذلك ...كل ما ستحركين به لسانك في الصلاة وبينك وبين نفسك ...الاستغفار ... استغفري ...ولا تدعي الصوت في عقلك يمنعك من ذلك ... )... هتفت بدهشة ...
)هناك صوت أليس كذلك؟؟... يا إلهي إنه يثير جنوني ...)... ابتسم من تلقائيتها، ثم شرح قائلا ....
)في الحقيقة هما صوتين....وليس صوت واحدا.... صوت النفس ... أو ما يسمونه بالضمير ... وصوت الوسواس ... الشيطان هل تذكرينه؟؟...)... أومأت، فقال بعد لحظة يسأل...
)على فكرة .... لماذا أردت التخلص من زوجة ابراهيم؟؟.. فأنت رفضت ابراهيم .... سعيك خلف اسماعيل معلومة أسبابه ...لكن حق؟؟)... صمت فردت بخجل تفرك بين كفيها....
)ابنة عمي ...شقيقة مجيد ....هي بمثابة أخت لي ... أحبها جدا ... معها لعبت في صغري... وكبرنا معا في مكان واحد ... وهي مغرمة بإبراهيم جدا ... وكنت أخطط لتزويجها له ...وأنا من شقيقه ...فنجتمع في بيت واحد ...كما عهدنا ...لكن لم يحدث ما اردته .... وعواطف رحلت ... اشتقت إليها كثيرا .... شعرت بفراغ كبير بعد رحيلها ...)... استقام واقفا، يقول قبل أن يغادر ....
)حاولي التفكير في كيف ... ستعتذرين ممن ظلمتهم! .... سنناقشه ...ونتخذ قرارا .... ارتاحي ...أنا منعت عنك الزيارة ...كي تنفردي بنفسك قليلا .... وإن احتجت لي ... إبعتي الممرضة ... عن اذنك ...)...هزت رأسها بتفهم، فخرج يهمس لنفسه ساخرا ...
)لديها فكر إجرامي بحث .... اللهم أجرنا ...)...
……………………..

غرفة إبراهيم...

عينيه تهرب منه إليها كل حين، تلك البسمة الحلوة التي لا تفارق ثغرها، رغم التعب الذي أثقل جفنيها، والاصفرار الذي طغى على بشرتها، إلا انها تبدو مشرقة. تلك الصغيرة تحبه بحق، تحزن لفراقه وتخشى عليه من كل شر، وتشرق في حضرته، تنفس بعمق يريح رأسه على الوسادة، يقر بحظوته، يبتسم بحب لها دون عن النساء. شعر بدفئ على ظهر كفه فالتفت الي والدته التي أصرت على المجيئ لرؤيته والاطمئنان عليه، تبتسم له بحنو على كرسيها النقال، تومئ له وتشير الى حق، ثم حركت لسانها بمشقة تنطق ...
(ح.... حق ...ح...ق)... من يسمعها يظنها تنطق حروف اسم كنتها، لكنه تلقى الرسالة كاملة، وأمسك بكفها، يقول بتفهم ...
(أجل.. إنها عطية من الحق .. الحمد لله ... )... اتسعت بسمتها من تفهمه، فاستدرك بإشفاق ....
(أمي ... سامحيني لأنني اتعبتك ...بالمجيئ إلى هنا ...)... دمعت مقلتيها وهي تمد يدها، وتتلمس على وجهه، وجنتيه، أنفه، عينيه، كل وجهه ثم نطقت بتمهل ...
(ح.... مد.... ل.. لله .... )... لمعت عينيه بدموع أبت النزول، وقبّل أصابعها على وجهه، ثم نظر إلى تغريد المنزوية منذ قدوم والدته، بعد أن كانت تضمه وتقبل وجنتيه باكية هي الأخرى تخبره عن مدى قلقها ورعبها من فقده، ليكتشف أن صغيرة اخرى تحبه وليس كاخ لها بل كوالد، ليقر بمدى حظوته بأفراد عائلته، ومدى حب خالقه به إذ عوضه كل عذاب صغره بنِعم لا تعد ولا تحصى، كما عوضه كره والده بحب أناس كثر. تتبعت والدته نظره بسبب الوجوم الذي حل عليه بغتة، لتلمح تلك الفتاة التي لم تراها سوى مرات معدودة، تظنها تتهرب منها، ففكرت قليلا لتشير الى عيسى كي يدفع كرسيها، واستجاب لها مسرعا، ووجهته نحو تغريد التي دق قلبها بسرعة مترقبة، حالها كحال الجميع يراقبون بصمت.
أوقف عيسى الكرسي، ورفعت كفها إلى تغريد التي تبلدت من الموقف الغريب، فتسمرت قليلا، قبل ان تمد كفها بتردد. قبضت عليها وسحبتها إليها فانحنت تغريد بنفس التردد والجميع متابع بتوجس، ربتت على وجنتها تبتسم لها بحنو، ثم سحبتها اكثر حتى قبلت وجنتها، وأشارت لها نحو ابراهيم. أطلقت تغريد سراح دموعها مجددا وهرولت الى ابراهيم تلقي برأسها على صدره وضمها إليه كاتما آهة ألم فتدخل عيسى منبها بتهكم ....
(تمهلي يا فتاة ...ستقتلينه ...)... تجاهلته تعبس بطفولية، وابراهيم يربت على رأسها بحنو. مانحا والدته نظرة شكر وامتنان.
........................


مصنع المرابط ...

دخل عليهما ياسين ليلمح العبوس عنوان لملامحهما، فألقى التحية ليلفت انتباههما ...
(السلام عليكم ....).... رفعا رأسيهما، يردان التحية فلم ينعش صدره سوى تلك الهزة الخفيفة التي ألمت بدنها، كما اللمعة في مقلتيها حين لمحته. ليستدرك مستفسرا ...
(ما بكما ؟؟... )... عاد الوجوم ليشمل ملامحها، والسيد عمر يرد بغضب ...
(والدها يحبس والدتها في بيتهم ... رافقت حفصة قبل ان نأتي إلى العمل ...كي نطمئن عليها ...فشقيقتيها لم يغمض لهما جفن ...تبكيان خوفا على والدتهما ... ذلك الرجل حبسها في البيت متوعدا بقتلها إن دخل السجن .... أمثاله عار على علينا يا رجل ...)... ضم ياسين شفتيه غضبا، ثم قال بحزم ...
(نستطيع إبلاغ الشرطة ...واخراجها من هناك ... )... انتفضت تهتف بقلق ..
(لا من فضلك .... لا داعي لمزيد من الفضائح ....)... زفر ياسين، فقال السيد عمر منهيا الموضوع ....
(سننتظر قليلا ...حتى نرى رد فعل صديقه ذاك ....ان صدق في تهديده ... سيسجنه ...حينها نتصرف بإذن الله .... )...
...............

المشفى .... القسم النفسي ....غرفة مريم ...

سحب المقعد كعادته وجلس جوارها يسألها ببهجة ....
(كيف حالك مريم ؟؟)... ردت بنفس البهجة، وهي تعتدل في جلستها ...
(بخير الحمد لله ... بروفيسور ...)... أومأ ونظر الى الكتب يقول ...
(هل فكرت في مستقبلك ؟؟)... عضت جانب شفتها السفلى خجلا، فحثها مشجعا ....
(اخبريني مريم ... لا تخجلي ...)... تنحنحت ثم نطقت وهي تمسد على كنزتها الصوفية السميكة، ترد ببعض من الخيبة ...
(ليس لدي خيارات ... فقد فقدت فرصتي في الالتحاق بكلية الطب ... رغم أنني قبلت حينها ... إلا أنني لم أتمم أوراق تسجيلي .... والآن لن أُقبل بالشهادة الثانوية القديمة... ولا الحرة الجديدة .... القوانين لا تسمح .... فكرت في تخصص أقرب... ولم أجد سوى معاهد التمريض الخاصة ... لكنها تستلزم المال ...لذا يجب علي التفكير في العمل بشهادتي الأصلية من معهد التكوين المهني ... ).. هز رأسه بتمهل يفكر، ثم قال يبتسم بحنو غريب عليه ...
(لا تحملي هم ذلك يا مريم ... سأتولى أمر مصاريف دراستك ... أعلم جيدا اي معهد يجب ان تلتحقي به ...).. اتسعت مقلتيها صدمة تسأل بدهشة ...
(ل.... ماذا ... فعلت كل ذلك ولازلت تفعل من أجلي ؟؟... انت لا تعرفني ...ولست قريبة لك ...ولا املك شيئا اقدمه لك بالمقابل ...).... مال تجاهها يقول بمقلتين لو كانت مريم تمعنت بهما، للمحت تحجر الدموع داخلهما، وهو يجيب بجدية غامضة ......
(بلى ... لديك مقابل... يهمني جدا ... إن قدمته لي ..تأكدي.. سأتمكن من التنفس بأمل مجددا .... )... قطبت جبينها بحيرة، وهو يكمل ...
( أن تقاتلي من أجل نفسك ... أن تتعالجي وتستعيدي حياتك ... وتنجحي فيها وفي دراستك .... كلما رأيتك سعيدة هكذا ... عينيك تلمع بالفرح والتفاؤل .... كوني على يقين انك تقدمين لي مقابلا اكبر ...من أي شيئ فعلته من اجلك ...لأنني طبيب وملزم بمساعدتك بكل ما أستطيع .... هل فهمت يا مريم ؟؟)... هزت رأسها بدهشة، وهو يريح ظهره على الكرسي يستدرك بمكر، كي يغير دفة الحوار ...
(كما اتمنى ...رؤيتك في بيت زوجك ... حولكما أولادا صغار ... زوجا تختارينه بنفسك ...وتقبلين مشاركته حياتك ...)... ابتسمت بحياء والاحمرار يزحف إلى وجنتيها، فاستدرك بجدية عاد إليها ....
(مريم !!.... لما كنت تستسلمين للشخصية الأخرى... كي تلعب بمستقبلك ...وقراراتك؟؟)... ردت بسرعة مدافعة ...
(لا ... انا لم أسمح لها ...أنا حتى لا أشعر بها متى تستولي علي..)... أمال رأسه مفسرا، وهو يمسد على رأس عكازه ...
)لم أقصد ذلك مريم ... أنت قوية الشخصية .... لك مبادئ واضحة تؤمنين بها ... وغالبها قناعات صحيحة ... وقراراتك سليمة .... فلما تستولي عليك رغم ذلك ... وكأنك خاطئة في قراراتك ... وهي الحكيمة التي تقرر عنك ما يصح؟؟ ... ).... قلبت شفتها بجهل واضح، ففكر لوهلة قبل أن يستدرك مجددا ....
)من أقرب الناس إليك يا مريم؟... تحبينه ويهمك رأيه.. وما يفكر به ؟؟)... ردت بتلقائية وصدق ...
)أبي ...وأمي ...)... أومأ ثم أكمل في أسئلته...
)حين قررت الذهاب الى كلية الطب ... ما كان رأيهما؟؟)... أجابت وهي تلمس خاتمها في حركة مألوفة، كلما توترت .. ...
)أخبرني أنه فخور بي .... وأنه سيساعدني بما يستطيع .... رغم عوزه ....أمي كانت صريحة ...أخبرتني بحزنها بسبب الفراق ...وحذرتني من التعب الذي ينتظرني ..بسبب العمل الى جانب الدراسة ..)... ضم البروفيسور بين حاجبيه، يقول بريبة ....
)كانت صريحة؟؟... هل هذا يعني أن والدك لم يكن ؟؟).... مططت شفتيها بحزن، ثم فسرت ....
)للأسف اكتشفت ذلك في إحدى الليالي ...حين سمعت حواره مع امي ... يخبرها أنه خائف من بعدي .. ومن عدم قدرته على حمايتي ومساعدتي ... وقد كانت كل آماله أن اتزوج باكرا ... لأريحه من همي ... أذكر انني لم أذق طعما للنوم ليلتها ... وأنا أبكي قلة حيلتي ...وأبي يثير شفقتي ...فهو محق .. يحق له الاطمئنان على بناته ... بعد كل شيئ فعله من أجلهن .. ).. ذرفت دموع الحزن، فتدخل يقول بتفهم ...
)اهدئي ... هذا ما كان يشكل ثغرة في شخصيتك مريم ... والديك بالنسبة لك ... مركز الأمان... والأهمية في قلبك ... وإن لم يتوافق مع رغباتهما قرارك حتى إن كان صحيحا ... باطنك لا يتقبله ...وهنا تدخل الأخرى... كشخصية مطيعة واهية ... تنفذ ما يفترض بك أن تفعليه من اجل طاعة والديك ...والحصول على رضاهما ... وهذا يجب ان يتغير... ).. راقبته بتركيز وهو يستطرد ...
)من الآن فصاعدا .. كل شخص يهمك أمره... وتحبين طاعته ... يجب أن تخبريه بما علمت عن حقيقة رايه تجاه قراراتك ....وسلوكياتك .... كل ثغرة قد تشكل ضعفا او تناقضا في داخلك.. ومع باطنك ...يجب ان تزيليها .... وتتوضح دواخلك بالنسبة لك .... هل فهمتي يا مريم؟؟)... هزت رأسها بعدم تأكد، فأضاف مؤكدا ...
)سنتدرب على هذا في كل جلسة بإذن الله .... ثم بعدها سأبدأ بتصريح لأهلك بزيارتك ....كي أرصد ردود أفعالك ...ونجهزك لمواجهة الحياة.... فتشجعي ...وايقظي مريم المقاتلة الشرسة ... اتفقنا ؟؟!).... ابتسمت بثقة، ترفع ابهامها إشارة للنصر، تهتف بثقة ...
)اتفقنا ...بإذن الله )...
………………..

[IMG][/IMG]

**شارع البقالين **....

رفع الحاج عبد الله طرف سلهامه، ودخل المحل الكبير للعطارة، يلقي السلام على صاحبه وبعض من رفقائه الذين لا يخلو المحل منهم الا في ما نذر....
)السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ...).... ردوا عليه التحية بمثلها باسمين لرؤيته....
)وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.... )... نطق صاحب المحل قائما من بينهم يمد يده له مصافحا....
)حللت أهلا ...ونزلت سهلا ... يا سليل آل طالب ... أطلت الغيبة عني يا أصيل ...)... ابتسم له بحبور صادق، يجيبه وهو يصافح يده بود ....
)وأنت تعلم لما يا حكيم الجبل ... )... ضحك الحاج عبد الحكيم، يسحبه بعيدا عن جماعة رفاقه ....
)أنت من القليلين الذي لا يحبون اجتماعات الرجال ...)... هز رأسه وهو يستجيب لإشارته كي يجلس على احدى تلك الكراسي القصيرة المصنوعة من القصب، ويقول بجدية ...
)عقلي لا يتحمل اللغو ...ولا صبر لي على تصرفات البشر... لسنا جميعنا حكماء يا حكيم ....).. جلس قربه بعد أن جلب قنينة عطر صغيرة مسكية، مسد برأسها على أعلى كتفيه ثم أعطاها له ليدسها في جيبه، كضيافة عود عليها أصدقائه، مجيبا ببشاشة ...
)ليست حكمة ...إنما فرضٌ عليّ بسبب عملي ...فأنا تاجر ...وسر التجارة الرابحة ... بشاشة الوجه وسعة الصدر ... طبعا مع جودة البضائع ... )... هز الحاج عبد الله رأسه بتفهم، فاستدرك العطار حديثه مستفسرا ...
)كنت أود لو كانت زيارتك محبة فيّ فقط .... لكنني أرى حديثا ينطق به وجهك يا سليل آل طالب ....)... ضحك الحاج عبد الله كما لم يفعل إلا لمما، يجيب بود ...
)لقد أخبرتك... حكيمٌ ... يا عبد الحكيم ...لكن .. معزتك في قلبي ...وثقتي بك ...ما جلبني إليك اليوم ...كي استشيرك في أمر مهم لدي ....).. قطب العطار بحيرة، يرد بحكمة ...
)أدعو الله أن لا يخيب ظنك فيّ يا حاج .... تفضل ..متوكلين على الله ...)... غمغم الحاح، قبل أن يبدأ حديثه الجدي ...
)و نعم بالله ..... أريد سؤالك عن فتاة ... اسمها حفصة ...ووالدها ...اسمه سْليمان جابير ...)... رفع الحكيم إحدى رجليه من تحت جلبابه الأبيض، وحط بها فوق الأخرى، ليسند مرفق احدى يديه على ركبتيه، ويمسك بكفها على دقنه الطويلة البيضاء، كبياض وجهه، رغم سمار بشرته. ثم صمت لبرهة امتدت والحاج عبد الله منتظر بصبر يحسد عليه. نظر إليه أخيرا يبتسم بغموض وهو يقول ...
)هل تريد ما يروج له الناس ؟؟... أم الحقيقة ؟؟)... رفع الحاج عبد الله زاوية فمه بتهكم، وهو يجيبه ...
)وبرأيك لو أردت الإشاعات .... كنت قصدتك بعد الله يا حكيم الجبل؟! ....)... ربت العطار على ركبتي الحاج يسأل ...(هل يمكنني معرفة السبب ؟؟... فأنت لست من محبي اللغو ... وأنا كثيرا ما استعمل أذنيّ .... وألجم لساني ...)...
أخبره بصدق ...
)ابني يريد الزواج بها ...)... اتسعت بسمة العطار، يجيب بثقة ...
)إذن ...... اسمع مني يا سليل آل طالب ....)……
……………

المشفى ......
غرفة ابراهيم ....

ابتسم ابراهيم يرد على صديقه بسرور....
)الحمد لله .... تخلصنا منه .....لكن احذر طارق ... أمثاله تكون لديه طرق ملتوية ...كي يفلت منها ..)... هز رأسه بتفهم يرد بتصميم ....
)أنت محق ... لكن لا تخف ... لقد حِكْتها من حوله جيدا ..ولا مفر له منها هذه المرة ... فكل من كان يساعده بدأ بفضحه ....خوفا من تحمل المسؤولية لحالهم ....).... تنفس بعمق وحرك يده يمسد على كتفه المصابة، قائلا بمكر ....
)السيد عمر اتصل بي ... لم يستطع المجيئ ... بسبب مشاغل أخرى.. فسأل عن صحتي ... وتحمد لي بالسلامة ... وشكرته لأن ابنته في النهاية السبب في إيجاد مكاني... )... تغير حاله، وارتخى على المقعد يرفع أحد حاجبيه يرد بامتعاض...
)ماذا فعلت بالله عليك؟؟... إنها جلابة مشاكل ... لو كنت مكان والدها ...لحبستها في البيت.... كي يكف جنونها عن البشر ...)... ابتسم ابراهيم بمرح يقول ....
)سهل جدا أن تكون في مكان والدها ....وأنا أقسمت على تزويجكما .... إن خرجت حيا ... ولا أريد الحنث بقسمي ...)... قفز حاجبي طارق، يرد بدهشة ...
)وهل فقدت عقلي ... كي ابتلي بسنفوره مجنونة ... تحيل حياتي الى جحيم ؟... انسى يا صديقي ... وحين تتعافى كليا ... صم ثلاثة أيام ...كفارة يمينك ...)... رفع ابراهيم رأسه يرمقه بتمعن، ثم قال يهز كتفيه بخفة ...
)إذا كان كذلك.... لا مشكلة.... سأخطبها لشقيقي الأصغر ...)... انتفض طارق معتدلا في جلسته يهتف بصدمة ....
)من ؟؟... عيسى؟!... إنه أصغر منها... كيف ...هل أنت بخير ابراهيم؟؟... هل أثر عليك الحادث؟؟)... تظاهر ابراهيم بالجدية يجيب ...
)أنا بخير والحمد لله .... والفتاة جيدة ... قد تكون طائشة بعض الشيء ...لكنها أصيلة ...وتدافع عن مبادئها بكل حياتها ...فأين سأجد فتاة كتلك لشقيقي؟... الله عالم بي ...قد فضلتك عن اخي ...ولفت انتباهك إليها مرات عدة ...لكن بما أنك رفضت ... أخي أولى بها ... وما بينهما سنوات قليلة ...)... قاطعه بانفعال ...
)أخوك اصغر منها ...ولا زال يدرس!! .... ثم من قال انني رفضتها ؟؟.. )... لا يعلم ابراهيم كيف كبت الضحك في نفسه، من منظر صديقه المتأهب على كرسيه كانه جالس على جمر، والعروق في وجهه تكاد تنفجر، يقول بهدوء مستفز ...
)أنت ... من رفض ... )... أسرع يجيب نافيا ...
)أبدا لم ارفض ... لقد أسأت فهمي ...)... ارتفع حاجب ابراهيم بمكر يتشدق ....
)لا ...لا !!...أنا لا أرضى بالجنون لصديقي ...ولا أرضى له ببلاء ...دع السنفورة المجنونة لأخي... هو أجن منها.. سيتفقان معا ...)... احتد تنفسه وهو يرد بحنق ...
)لا تناديها هكذا ابراهيم ...وكف عن جمعها مع أخيك في جملة واحدة ...)... التحق الحاجب الآخر بأخيه، تعبيرا عن الدهشة، دون أن يكف عن استفزازه ....
)ماذا تقصد ؟؟... السنفورة.. ال..)... (ابراهيم؟؟!!)... ضحك المعني بتعب، يمسك على صدره، ثم قال بحنو وهو ينظر الى صديقه المحمر غضبا ...
)يا إلهي يا طارق ....هل فهمت اخيرا؟؟... لقد أتعبت صدري ...)... ارتخت ملامحه تفهما، وقال بمزاح ...
)أنت اسوء من أبي وأمي ... لم يتركانني هذا الصباح حتى انتزعا مني اعترافا بالحب ....)... تعالت ضحكات ابراهيم يقول بدهشة حقيقية ...
)اعتراف بالحب؟؟... انهما بارعين حقا ....كل ما كنت آمله ...هو اقناعك بالزواج منها ...لا غير ...لكن حب؟؟... أنا بالفعل متفاجئ ....)... هز راسه مستسلما يقر ...
)أنا مثلك لم اصدق ما نطقت به الى الآن.... لهما طرقهما صدقني... ...وهما جدا سعيدين ... وسيشكلان حلفا معها ... لأنهما أحباها قبل أن يلتقيا بها ...ومع جنونها ... سيطير عقلي لا محالة ....)... ابتسم له بهدوء يقول ...
(بل ستستقر ... سيجد قلبك مرفئ له ثق بي ... لكن تنازل قليلا عن حدتك ... فهي ستكون زوجتك ... غير زملائك والمجرمين ... )... نطق طارق بتهكم يتهرب من حرجه ...
(لقد أصبحت متمرسا ...ولم تفت السنة على زواجك يا رجل ...)... أومأ يجيب بصدق ....
(لن اكذب عليك يا صديقي ...على عكس ما كنا نسمعه من نكات حول ... بشاعة الزواج... وكآبته ... وجدت فيه نفسي ... وراحتي ... فلا تطرق سمعك للشياطين ... كلٌّ له حياته مسؤول عنها ...وفي يده إدارة دفّتها ... تحت رضى الرحمان ... لكن اسمع نصيحة من رجل امتنع عن الزواج بعد وفاة زوجته ... لسبعة عشر سنة ... ولا زالت السنون في توالي ... لمن يعُدْ .... **حينما يجد الرجل المرأة التي تملأ قلبه .... يستغني بها عن باقي النساء ... حتى إن لم تعد تشاركه الأنفاس **.... كما اخبرني ... بنصيحة أخرى أظن أنها ستفيدك أكثر مني ... **حين تُقفل أبواب النقاش بينك وبين زوجتك ... غازلها ... فنقطة ضعف الانثى تكمن في الكلمة الحلوة ...**...)... ارتفع حاجبي طارق، يهتف بسخرية ..
(أراهن أن صاحب النصائح ليس بابن جبل ......).. ضحك إبراهيم يجيب بتقرير ...
(بل من صلب الجبل ... لكنه واجه الحمم المشتعلة بالنيران في قاعه... ليتعرف عن أسرار تاهت عنه ...حين كان في قمته بين صقيع الثلوج ... هل فهمتني يا صاح ؟؟...)... أومأ بتفهم، وهو يزم شفتيه، فسأله بجدية ...
(إذن متى ستخطبها؟؟)... نظر إليه بمقلتين لامعتين، يجيب بهدوء ...
(بعد انتهاء التحقيق... بإذن الله).... أرخى إبراهيم رأسه على المخدة، يقول بلطف ....
(بارك الله لكما وعليكما .... يا صديقي )....
..............



القسم النفسي .... مكتب اسماعيل ...

رفع رأسه من على الملف أمامه، فمطط شفتيه فيما يشبه بسمة، تخلو من أي لمحة من المرح أو البهجة ....
(ظننتك لن تأتي اليوم ... وانا استمتع بمنصب رئيس القسم هنا ....)... ضم شفتيه وجلس على المقعد أمام المكتب، يقول بترقب....
(كيف حالك بروفيسور؟؟.... أخي بخير الحمد لله ...شكرا على سؤالك ...).. أنهى عبارته بنوع من التهكم، فرد عليه البروفيسور بجفاء ....
(أعلم أن شقيقك بخير ...لأنني زرته صباحا ... وأنا على خير حال ... والحمد لله ...)... ابتسم إسماعيل بحرج، ثم قال بغموض ...
(لقد احزنت قلب طائعة ... وبكت امس كما لم تفعل من قبل ...)... أقفل البروفيسور الملف أمامه بعنف، يجيبه بنبرة حادة لكن غير عالية ...
(لا تستدرج عواطفي يا اسماعيل .. ولا تدعي معرفتك الكاملة بها ... فكيف تعلم انها لم تبك بحرقة قبلا ... ولم تكمل معها شهورا معدودة ؟؟!! ...)... اشتعلت مقلتي اسماعيل، فأكمل بظفر يتشدق ...
(أتعلم ؟؟.. لقد مُنِحت وقتا للتفكير ليلة أمس... وأنا ألاحظ حالة صباح ... وقلبت الأفكار والأحداث في رأسي .... لأصل لنتيجة لا أعلم مدى صحتها ؟!....)... قطب اسماعيل ومقلتيه لا تزالان في اشتعال، وهو يكمل بتهكم ...
(كنتَ ملزم بإعلامي عن كل ما يرتبط بحالة صباح ... لكنك لم تفعل.... وقد استغربت حقا ... وأنا أتساءل لماذا اخفيت عني أهم الأمور.. وأنت متأكد... أنني سأعلم لا محالة ... وأول من سألوم هي زوجتك التي أعتبرها أختي ..وكانت يوما ما مريضة عندي .. لماذا يا ترى؟؟)... ربت على جانب فمه يدعي التفكير، ثم أكمل بنفس السخرية ...
(حينها ... صوت ما في دماغي ... اخبرني ان طبيب النفوس البارد اللبق .... أراد أن أتشاجر مع زوجته... لأنه يغار مني عليها ... وهذا يعني أنه تنازل عن برودته من اجل حماية ما يخصه... كما تنازل عن لباقته وطرد صباح من بيت عائلته مرتين .... وأنا حقا ...لا أعلم كيف أشعر ؟؟... بالإطراء ...أم بالشفقة من أجلك...)... ضم إسماعيل شفتيه بامتعاض، فرفع البروفيسور حاجبه يستدرك بنزق ...
(كان من الممكن ان تواجهني مباشرة ... لكنك لم تفعل ... وهذا يجعلني أتساءل... هل زوجتك المصون ...خرقت السرية الطبية وأخبرتك بما لا يجب ان تخبرك به ؟!....)... كان يعلم انه في مأزق رهيب، ويجب عليه التصرف بذكاء، يدعو الله ان يفوق ذكاء الذي أمامه، وإن استحال الأمر، من الأفضل ادعاء الجهل. لذا قطب حاجبيه يخبره بريبة مزعومة بإتقان ...
(لهذا بالذات أشعر بالغيرة منك ...لأنني على يقين من أن ما يجمعكما عميق ... وأعترف بأنه يثير جنوني ...)... ارتخت ملامح البروفيسور للحظة، قبل أن يعود لنبرة المكر، يقول بتهكم ...
(عليك أن تتعلم ...في بعض المواقف ... يجب أن تكتفي بالثقة ... الثقة فقط ... فهل تستطيع ذلك يا طبيب النفوس؟؟)... بلع اسماعيل ريقه يشعر بنفسه على شفا حفرة عميقة، يتفاداها في ظلام دامس. والبروفيسور يكمل بمكر ...
(كما ستكتفي بالثقة بي ...حين اخبرك أن صباح ...لن تشكل خطرا عليكم بعد الآن.... إن شاء الله ...)... قام من مكانه يهم بالرحيل، فوقف إسماعيل يسأل بريبة ....
(ماذا تقصد ؟؟... فصباح لم تعد تشكل خطرا ..منذ ان انهارت ...ودخلت هنا ....)... اتسعت بسمة البروفيسور باستمتاع، يهتف وهو يبتعد ويلوح بعكازه ....
(الثقة يا طبيب النفوس ..... الثقة ...)... حرك اسماعيل شفتيه المزموتتين الى كلا جانبي فمه بتمهل، مفكرا وهو مقطب بريبة...
...................

مصنع المرابط ....

تقدمت من جانب مكتبها، حين لمحت الوالج الغريب بالنسبة لها تقول برسمية ...
(السلام عليكم سيدي .... هل من خدمة؟)... نظر إليها الحاج عبدالله بتقييم، قبل أن يجيب بنبرته الجدية ....
(ومن تكونين؟).... رمته بنظرة خاطفة، قبل أن تطرق مجيبة بعملية ...
(أنا حفصة سيدي ... مساعدة السيد عمر ... مدير مكتب السيد ياسين... وهما الآن في اجتماع مع صاحب المصنع .... فبماذا أساعدك؟؟)... أمال راسه إلى الخلف بخفة، يرمقها بنظرات غامضة، ثم رد اخيرا ...
(أريد ياسين في امر مهم ...سأنتظر ...)... ابتسمت له بحياء، وأشارت إلى المقاعد الجلدية، تطلب منه ....
(تفضل سيدي ... ).. جلس وعادت إلى مكتبها، وبين داخل وخارج، سكن هو مكانه ملاحظ تصرفاتها وردود أفعالها، وبشكل ما ذكرته بابنته حق، وذلك لحاله يبعث بثقة فيما يريد فعله. خرج السيد عمر من مكتب ياسين برفقة الحاج زكريا، فتوقفا حين لمحا الحاج عبد الله وتقدما إليه باسمين بترحيب ...
(كيف حالك يا حاج ؟؟...)... (أي ريح طيبة حملتك إلينا يا حاج ؟؟).. استقام واقفا وصافحهما يرد بود ...
(نحمد الله ونشكر فضله .... شكرا لكما ...).. استأذن الحاج زكريا وغادر، فقال الحاج عبد الله يقصد السيد عمر ....
(حمد لله على سلامة ابنتك يا عمر ... يجب ان تلجمها قليلا ..لولا انني أعرفها منذ الصغر... وأعرف معدنها ومعدن من رباها ..... لكنت أسمعتك حديثا موجعا .. كي تعلم ابنتك حدودها ...لكنني أشعر بانك بِتّ تعلم .... ما عليك فعله ...)... ابتسم السيد عمر بحرج، شاركه فيه ياسين الذي خرج على أثر صوت والده، يقول وهو يقبل ظهر كفه ...
(مرحبا والدي).. في تلك اللحظة، رفعت حفصة رأسها، بدهشة لمحوها جميعا، فنطق الحاج بجدية امام الاثنين ...
(الرجل حين يقرر أمرا ما ... فإنه يتحمل مسؤوليته كاملة .... فهل أنت مستعد لما ينتظرك من مسؤولية؟؟ ...)... فغر ياسين شفتيه يتمتم بريبة وصدمة ...
(أبي؟!!).. رفع الحاج حاجبه وأشار إلى الجامدين مكانهما، يستدرك بحزم ....
(هي العروس ...وهو الشاهد عليكما ...فلما الاندهاش؟؟)... تمالك السيد عمر نفسه عن الضحك، وياسين يجيب بثقة، بعد ان لمح المترقبة بحياء ...
(انا على قدرها بإذن الله .....)... عدل الحاج عبدالله طرفي السلهام، ثم قال ....
(نهاية الدوام وشيك ... فهلموا بنا .... لن يسدل الظلام بظلاله ...حتى نحل هذا الأمر... بإذن رب العالمين ... )... تقدمهم خارجا، فتناظروا بينهم، ليهز السيد عمر كتفيه قائلا ببهجة....
(ماذا تنتظران؟؟... هيا بنا .... أنا متحمس جدا ...)....
.......................

منزل آل طالب ....

اجتمعت النسوة في غرفة الضيوف بمنزل آل طالب، منهن من تؤدي واجبها، ومنهن من جلبها الفضول او الشماتة.
(حمدا لله على سلامتها... )...(مسكينة ...لم تكد تفرح بصحة رجلها)... (آه ...إنها عين حسودة ... أصابت ابنتيك ... ما أصاب زوج حق ليس بالسهل ابدا ... ورواح ..كل في يوم واحد!! ...)... (أجل... هي محقة ...يجب ان ترقي ابنتيك يا ميمونة...)... (أنا أعرف شيخا بارعا في الرقية ...)... (لا ... بل يجب ان تبخري بالحبة السوداء ...).. (بل يجب ان تبخر بحجر الملح بعد ان تحيط به جسديهما وتقرأ المعوذتين والاخلاص ... والفاتحة ... )... (أهم شيئ ... أن تحصني بيتك ....وابنتيك .... واطلقي سورة البقرة في البيت ...كي تطرد الشياطين والعين الحسود)... (لا باس عليها ... ان عادت عرجاء ...المهم أنها حية وبخير)... زفرت رواح نفسا ضاق به صدرها، تراقبهن وهي تشعر بنفسها بعيدة عنهن، لتعبس بحزن عميق، حين نطقت والدتها تدافع بلهفة مثيرة للشفقة ...
(لا ...رجلها صحيحة ...لم تعد للعرج ...الرجل الأخرى هي التي كسرت... لكنها ستشفى ...بإذن الله ...ابنتي ليست معاقة...)... لمعت مقلتي رواح بدموع حارقة، فتدخلت واحدة من النساء تقول بتشدق ....
(على فكرة ...ابني عبد الحفيظ عاد من الخارج... وطلب مني انتقاء عروس له... وأول من فكرت بها هي رواح ...)... جعدت المعنية جبينها بتوجس، وأخرى تسأل بامتعاض ...
(ألم يكن متزوجا من فرنسية؟؟)... سارعت تجيب بتلجلج...
(تزوجها فقط من اجل الإقامة.... لا غير ...وهو يريد ابنة بلده كي ينجب منها الأولاد...)... قطبت ميمونة تسأل بحيرة، ورواح يحتد تنفسها ...
(وهل سيأخذها معه ؟؟).. مططت شفتيها ترد بتوتر ...
(لا اعلم ...هما يتفقان لاحقا ..المهم موافقة العروس).. صمتت ميمونة، واخرى تقول بنية غير معلومة ...
(مادام متزوجا من فرنسية ...فلن يستطيع اخذ زوجته معه ...لأن قانونهم لا يسمح ...بل لو اثبتت زواجه من غيرها ...سيدخل السجن لا محالة ... )... همت ميمونة بالتدخل، فصاحت رواح بنفاذ صبر، تصيح كقنبلة انفجرت في وجوههن... ..
(كفى ...كفى!!... يا إلهي اتركوني وشأني ... أنا لست سلعة تتفقدون مدى صلاحيتها وجودتها ... أنا انسان ...انسان له أحاسيس ويشعر .... يشعر بالحزن ..بالضيق ...بالقنوط ... وأنا لا اريد الزواج... لا من ابنك ولا من اي احد آخر ...فاتركوني وشأني !!...).... وقفت بتعثر تحاول الانصراف، والجميع مفغر فمه بدهشة، فقالت والدة العريس بامتعاض ...(معاقة وتشترط ...عشنا وشفنا ...)... شهقن بصدمة، وحل الصمت للحظة وجيزة، كل من في الصالة ينظر الى رواح التي اتسعت مقلتيها تحمر وهي تلتفت إليها، وبعدها .......... زمجرت بقوة وهي تهجم عليها، لتنقض عليها والدتها تمسكها بكل قوتها، والأولى تصرخ بهستيرية ...
(أخرجي من بيتي!! ...أيتها المنافقة !!...عسى ابنك يتعرض لحادث يحرق قلبك ... كما أحرقت قلبي ... اخرجن جميعكم ... مجتمع منافق .... أنتم المعاقين بسبب افكاركم الرجعية ...تتدعون التحضر ...وقلوبكم متوحشة ... تدعون العلم وانتم في قعر الجهل تغرقون .... مجتمع معاق ... اخرجن من بيتي ...أنا لا أريدكن !!.. ولا أريد رؤية أحد ... منافقات ... شامتات ... كاذبات !!).... ارتعد بدنها بين يدي والدتها، المصعوقة، فنفضتها عنها لتقع أرضا تكمل بحسرة ومرار...
(ابتعدي عني .... أنت السبب .... انت من رخصتني أمامهم ... )... ضربت والدتها على صدرها تهتف باستنكار ...
(ماذا ؟؟... أنا؟؟)... رفعت وجهها الباكي إليها، تجيب بمرار ...
(إن كنت أنت أمي ...ترينني بعين ناقصة ... وتعتبرينني معاقة ... كيف سيراني الباقي؟؟!! ... أنت أمي أنا ... يجب ان تفخري بي ...وترينني بعين كاملة ... أنت امي أنا ..من حقي ان تفخري بي ...من حقي ان أكون كاملة في عينيك ...من حقي أن تحبيني كما انا ....كما أنا ...)... شهقت بنحيب ودموع غزيرة تجري مدرارا على وجنتيها، فانحنت والدتها كي تضمها، تهم بالرد، إلا أنها منعتها بغضب تكمل ...
(لا.... إياك!!... انا لا اريد شفقتك ... أتوسل اليك ارحميني ...ودعيني لشأني ...)...
....................




منزل ..... سْليمان جابير ...

تكوم على نفسه خوفا، فظهر في جلبابه الرمادي المخطط البالي، وكأنه متسول على وشك تلقي عقاب عسير، وزوجته تضمها بناتها من كل جانب، يبكين من حال وجهها المتورم. نطق الحاج عبد الله بغضب جارف، قلبه يحترق في صميمه، لكنه يتريث بحكمة ....
(اعلم أنني لا أعيد تحذيري مرتين ....وإن لم تعلم من هو عبد الله آل طالب ...اسأل عنه وسيخبرونك.... دَينك قد اشتريته من أشباه الرجال ذاك ...قبل أن آتي الى هنا ... وسأراقبك يا سْليمان ... إن فقط تعرضت لأحد مهما كان ... أو فقط جربت أن تمارس عنفك على احد ....سأسجنك ... بعد أن أوريك ضرب الرجال كيف يكون ؟؟... فلا تظن أبدا ...أن من يلجم يده وغضبه عن الناس عامة ...وعن الضعفاء خاصة ... هو ضعيف ...بل هو الرجل الحق .... أما من يستقوي على الضعفاء ...فما هو الا جبان حقير ... هل فهمت يا ابن جابير؟؟)...
ابتسم السيد عمر، معه ياسين والمعني ينطق بخزي وخوف ...
(أجل يا حاج ... أنا أفهمك ...)... رفع الحاج وجهه يرمقه بتهديد وتوعد، وهو يقول ....
(الفتيات سيعدن الى بيت والدهن ... معززات مكرمات ... حيث مكانهن ... وسيعدن إلى مدارسهن ...وزوجتك تجلس في بيتها ...معززة مكرمة ... وأنت من سيخرج للعمل ... فأنت الرجل ...ألست يا ....سْليمان؟؟)... ازدرد ريقه وهو يمسد على كفيه بالتناوب، يهز راسه مرات عدة وهو يجيب ...
(ل... لكنني لم اجد عملا يا حاج ...)... زمجر الحاج وكأنه يسعل، فانتفض سليمان خوفا، ليرفع الباقي كفوفهم يخفون افواههم خيفة من الضحك....
(ابني سيؤمن لك عملا ... وإياك من التهور والعنف ... ها انا ذا أخالف عادتي واحذرك مرة أخرى..)... هز رأسه مجددا، يهتف بتوتر ...
(رحم الله والديك ... يا حاج ... أشكرك...)... رفع الحاج كفه رافضا يقول بحزم ...
(لا تشكرني ... لكن انتبه لنفسك ولأسرتك ...فنحن سنكون انسباء ان شاء رب العالمين ....أم ان لديك راي آخر ؟؟)... (ها؟؟!)... سأل ببلاهة، فاستطرد الحاج ...
(أنا أطلب منك ابنتك المصون حفصة ... لابني ياسين على سنة الله ورسوله ...)... فتح الرجل فمه ببلاهة، يرمق حفصة بدهشة، ثم ينظر الى ياسين، ليعود الى الحاج يقول بغباء ...
(لكن يا حاج ...لقد سبق لها الزواج؟ ...و...)... عبست حفصة بحزن وخجل، فقاطعه ياسين بتأهب ....
(نحن نعرف كل شيئ عنها .... فزواجها السابق ...لم ينل من صلاحها ...ولا أخلاقها ... ولم ينقص من قيمتها أي شيئ ...بل هي كما هي ...قطعة ألماس ... محظوظ من يفوز بها ...).. ابتسمت حفصة ووالدتها وشقيقتيها بتأثر، ووالدها لا يزال مفغرا فمه ببلاهة، بينما الحاج عبد الله يقول بجدية....
(ها انت سمعت من العريس نفسه ... فما رايك يا سليمان؟؟ .... سيُرفع اذان المغرب بعد قليل ....ويجب ان نلحق بالصلاة ...)... بلل شفتيه ينطق بنفس الغباء الذي حل عليه، فلم يكن هو من واجه رجالا أشداء من قبل....
(ن.... نلحق بالصلاة؟؟)... أومأ الحاج يجيب بتوعد عاد اليه ...
(أجل ...ن.... نلحق بالصلاة ...أم انك على غير ديننا يا ابن جابير ؟)... انتفض يرد بسرعة ينفي عنه التهمة، والجميع تكاد تفلت ضحكاتهم ...
(قطعا لا ....أنا مسلم ...ماذا تقول يا حاج؟؟).... وقف وقامت معه هيبته، ليقف الجميع وهو يقول ...
(جيد يا سليمان ...إذن اتوقع رؤيتك في المسجد الكبير ...الى جانبي في كل صلاة ...وفي الصف الأول... حتى الفجر ... كي أُعرّف الناس على نسيبي ... وبعد أول صلاة لنا معا ...سنحدد موعد العرس بإذن الله .... )....
..........................

بعد أيام .....

[IMG][/IMG]

المركز الأمني....

رمق المفتش طارق ساعته فزفر مستغربا من تأخرها، ليرفع رأسه على إثر دقة على الباب. ابتسمت من منظر وجهه وتقدمت تقول بمرح خجل، حتى ان احمرار طفيفا علا وجنتيها أضاف الى دهشته المزيد ...
(أقفل فمك يا حضرة المفتش ...الحشرات في الأجواء...)... اقفل فمه مجفلا، ثم أشار لها كي تجلس، ودون كلمة بدأ التحقيق والمساعد يدون الحوار، فلم يستطع أبعاد عينيه من عن مظهرها الجديد، وحتى طريقة حديثها وكأن فيها شيئ ما مستجد.
انسحب المساعد عند نهاية التحقيق، فقالت بتهرب من بحلقته ..
(أظن اننا انتهينا ... استأذن ..).. همت بالوقوف فقال بتهكم ..
(كيف تمكن والدك من قص ريشك ؟؟)... قفز حاجبيها، تهتف بحنق وخيبة، بعدما انتظرت منه كلمة، ولو كلمة تكمل على سعادة قلبها، لكن لا ...ذلك الجلف!! ...
(أنت متوحش ...ولن تتغير!!)... قهقه ببهجة، فتاهت في ملامحه المسترخية، لتجفل من نبرة تهكمه مرة اخرى ..
(كنت ستخدعينني بادعائك للخجل ...)... عبست تزم شفتيها، وهي تقوم منصرفة ليستدرك بسرعة ...
(مظهرك جميل ...على فكرة...)... تجمدت مكانها تستدير إليه، وهو يشير الى رأسها مكملا بمكر ...
(الحجاب يليق بك ... والفستان ... كنت اظن الفساتين حشمة ... لكنني أتراجع ... لا أعلم ما الذي سيكون عليك محتشما ؟؟)... أجفل من قوله فانتظر منها هجوما آخر، إلا أنها اهدته بسمة، ذكرته بتلك التي اهدته على باب المشفى، تقول بلطف ..
(شكرا لك ... )... ثم قلبت شفتها تكمل بتهكم ساخر ...
(لكنك متوحش حتى في إطرائك .... إلى اللقاء).. ضحك عاليا، ليهمس بعد حين...
(لديك كل الحق يا ابراهيم ....)...
ضغطت على موضع قلبها المسرع في ضرباته، وهي تذكر حديث والدها، بعد ان أسمعها محاضرة طويلة، عريضة حول الحدود التي يجب ان تلتزم بها من اجل مصلحتها وامانها، ورغبته في حجابها. لتتفاجأ حين اخبرها أنه دائما ما يتمنى رؤيتها في بيت زوجها تُكون أسرتها، لكنه لم يرد إحباط آمالها واهدافها، وان المرء مهما نجح في عمله يتمنى ان يستقر ويبني أسرة وينجح في حياته الاسرية أيضا. ومن خجلها لم تخبره انها بالفعل اصبحت تفكر في ذلك وتتمناه، خصوصا بعد أن قابلت المفتش. لا تعلم الى الآن كيف تسلل إلى قلبها، وعشش فيه، هي التي كانت تظن فيه كل العبر التي تكرها، لتجد نفسها تفكر فيه مع كل نفس يخرج من رئتيها، وتتخيل كيف ستكون حياتهما معا، ولكم طار قلبها فرحا حين سمعت والدها يخبر والدتها، أنه قد طلب منه موعدا ليأتي بأسرته كي يتقدم رسميا بعد التحقيق. اتسعت بسمتها تهمس وهي تبتعد ...
(تنيني المتوحش ...يا إلهي... أنا أحبه..)...
..................

شقة عيسى ...ومنصف ...

بحث عنه في أنحاء الشقة، ليجده في الشرفة الصغيرة يرمق الشارع بكآبة، تحدث ببشاشته المعتادة يقول ...
(كفاك وجوما يا عيسى ... أنت تحبطني ...)... التفت إليه مجيبا بانزعاج ...
(اشتاق إليها يا منصف ... لم أكن أعلم أنني متعلق بها إلى هذه الدرجة... الجامعة اصبح جوها كئيب ...وعيني تبحثان عنها كل حين ...)... ربت على كفه، يقول بجدية...
(لما لا تخطبها يا عيسى؟؟... أنت تحبها يا صاح وهذا ظاهر..)... تنفس بقنوط يرد...
(لازلت ادرس يا منصف ....أعلم ماذا ستقول ...لكنني أخجل من طلب هذا من إخوتي وانا لم أقدم شيئا بعد ...لعائلتي ...حتى أنني لم اعمل قبلا في المصنع ...)... هز كتفيه يقول بتلقائية...
(إذن عليك بالصبر ...وعلى العموم ... عرس اخيها قريب ... قد تتمكن من رؤيتها ...كما أنها ستحضر الامتحانات... كما اخبرك ياسين )... مشط شعره بيده، يجيب ..
(أتمنى ذلك ...فهي لا تزور أختها ...بل الأخيرة من تذهب إليهم....)... استندا على الحاجز، كل منهما يفكر في مستقبله، أحدهما مرتاح باله لأن معشوقته لا تزال صغيرة، يستبشر بالقادم ان يجمعهما بعد تكوين نفسه، بينما الآخر كل ما يخشاه أن يخطفها احد منه، وهو لم يربطها به باي طريقة كانت، حتى أنه غير متأكد من شعورها تجاهه.
...................

على باب الجامعة ....

اسرعت بخطاها لتلحق به قبل ان يستقل سيارته، تهتف بنبرة حزينة مزعومة ...
(هيثم ...انتظر ارجوك .... ألا زلت غاضبا مني ؟؟)... فتح باب سيارته، وتوقف يجيبها بجفاء ...
(نجوى كفِّ عن اللحاق بي ... أنا غاضب منك ولن أسامحك).. ظهر وجهها البشع، تقول بغل ...
(تقاطعني من أجلها؟؟... إنها مجرد منافقة كاذبة).. قاطعها يهتف بحنق ...
(لم ارى منافق بيننا سواك يا نجوى... تعمدت بث سمك ...كي يحرمها والدها من دراستها... ماذا كسبت من ذلك ؟؟.. انا لم أفهم... لكنني فهمت امرا آخر ... انك لست سوى حاقدة... خائنة للصداقة ... ومن تبيع صديقتها قد تبيع اي احد غيرها ...)... ردت بحقد اسود تقول ..
(لم تكن يوما صديقتي.... بل عدوتي منذ الصغر ... أنت لا تفهم .... هي كذبت عليك ...)... رفع كفيه يسكتها قائلا قبل أن يغادر بسيارته ...
(إن فعلت فقد دفعت ثمنا أكبر ..لأنها لم تؤذي أحد ... وأنت ماذا؟؟... لا تحسبي انني لم اسمع ما قيل عن حادث رواح .... واتمنى ان لا تكوني بالفعل بتلك الوحشية .... من فضلك ابتعدي عني .... لا أريد رؤيتك بعد اليوم ..)... شيعته بنظرات حاقدة، ووحش من الكره والغل ينهش أحشاءها.
.................

المشفى ...... القسم النفسي ...مكتب اسماعيل..

دق الباب فهتف ان تفضل، ليدخل الحاج زكريا يبحث عنه ويلمحه على المقعد خلف المكتب. ترك الملفات بين يديه وقال بعملية ....
(مرحبا يا سيد زكريا ......تفضل اجلس ...).... اطاعه يرد بلطف ...
(مرحبا بك بروفيسور ...شكرا لك ...)... صمت البروفيسور قليلا، يرمقه بتمعن أربكه فاستطرد بتوتر ....
(كيف حال صباح؟؟... والدتها تلح علي ...تريد رؤيتها ..)... جعد دقنه يرد بجمود ...
(ليس من مصلحتها رؤية أي منكما حاليا ... فأنتما السبب المباشر في ما حل بها ....)... جعد جبينه يسأل باستنكار...
(نحن ....كيف ذلك؟؟)...
(ممممم.. وهل انت مستعد لتحمل الحقيقة يا سيد زكريا ؟؟)... مسد على جبينه بحيرة، وأومأ بترقب، لتنفجر ماسورة كلمات من فم البروفيسور جعلت الحاج زكريا يتجمد مكانه وتنحبس انفاسه، غير قادر على التحدث او الإتيان بأي حركة ....
(كيف أقولها ؟؟.. لنقل أنك دللت ابنتك وافسدتها .... وضخمت من تقديرها لذاتها ...حتى صنعت منها شخصية نرجسية ...ترى نفسها أعلى من الآخرين... كما أدمنت سماع المدح والاطراء منهم ... واعتادت انقيادهم لرغباتها ...فلم تستطع إقامة أي علاقة صحية ...حتى مع ابنة عمها التي تحبها ...لذا حاولت لاحقا تعويضها بإبراهيم آل عيسى الذي تحبه الأولى ... كما أنها فاقدة للثقة في نفسها ...وهذا ظهر مع اول نقطة سوداء في حياتها ... ابن عمها الذي استغل الجانب العاطفي لاستدراج الانثى داخلها... فانصاعت له بإدمان آخر أوصلها إلى التعلق المرضي... وفي خضم ذلك ..دخل اسماعيل آل عيسى في الخط حين عاملها ... ببروده ولباقته المعتادة ... لتنبهر بأمر جديد لم تره من قبل ..و سعت وسخرت كل قوتها ...واستغلت كل من صادفت في طريقها كي تحصل عليه ....وكان لوالدتها الفضل الكبير في تسهيل ذلك .... وهذا يجمع بين الشخصية النرجسية والتعلق المرضي .... لكنني لن اقف هنا .... فمنذ زمن وانا أتمنى مقابلتك كي اسألك سؤالا واحدا ...ظل يدور كالفأر العالق بين دهاليز عقلي ....كيف بالله عليك استطعت تجاهل ابنة كالدكتورة طائعة؟.... تلك الفتاة الرائعة... الخلوقة ...المجتهدة ... الطيبة القلب... الرقيقة ...المراعية ... كيف سمحت لنفسك بحرمانها من حضنك؟ ...من حنانك؟ ...من أبوتك ؟؟... أين كان عقلك؟؟.... لكنني لن ارحمك أبدا ... وسأخبرك يا سيد زكريا ... يا حاج بيت الله .... أن ابنتك التي حرمتها منك ... كانت تتسلل من مدرستها كي تراقبك مع اختها .... أجل ... كانت تحاول تعويض نفسها من خلال اهتمامك بأختها ... فتراقبك من بعيد ... كل يوم خميس ...حين كانت في الاعدادية ... وبعد كل ذلك ..حين طلبت منها أول طلب ... استجابت لك بسرعة وطاعة ....ماذا يعني لك ذلك يا سيد زكريا ؟؟)... لم يجد منه ردا سوى الصمت من الصدمة، ليومئ بحسرة يكمل بحزن ...
(أن الفتاة الصغيرة .... توقفت عن النمو ....تنتظر سكاكر والدها ... مع قبلة حانية على الخد ... وضمة الى الصدر .....)...

أستغفر الله وأتوب إليه
الى اللقاء مع الفصل الاخير بإذن الله ...الأسبوع المقبل
لنحضر الأعراس .. وولادة حق ... وكيف سيجتمع ... عيسى ورواح ... ومريم وأمين ...وما هي آخر علاقة البروفيسور بصباح ..... تحياتي ...





noor elhuda likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 08:57 AM   #777

الطاف ام ملك

? العضوٌ??? » 329032
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 405
?  نُقآطِيْ » الطاف ام ملك is on a distinguished road
افتراضي

اسعد الله صباحك بكل جميل
كالعادة اتحفتينا بفصل راااائع متخم بالمشاعر
الحاجة ام ابراهيم اعجبني تصرفها مع تغريد
براء والتنين وانكشاف المخفي في الصدور
طائعة واسماعيل جلسة مصارحة وشفافية تليق بطبيبي النفوس
واخيرا درس عظيم من البروفيسور لزكريا عله يلحق ما فاته مع ابنته
سلمت يداك ووفقك الله دوما


الطاف ام ملك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 09:20 AM   #778

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

ابدعتي في وصف الوسواس وقت الصلاة.. وكيف يوسوس للمصلي بأن صلاته لن تقبل..
أما المواجهة الأخيرة بين كل من البروفيسور والحاج زكريا .. فهي موجعة بحق.. لا أستطيع استيعاب ما يقوم به بعض الاباء من اقصاء لاولادهم .. فهم زينة الحياة الدنيا..
السنفورة والتنين وفتح صفحة جديدة بينهم ..
موفقة دائما عزيزتي
..


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 01:04 PM   #779

mona1987
 
الصورة الرمزية mona1987

? العضوٌ??? » 359939
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,088
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » mona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
أحبب حبيبك هوناً ...... عسي أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغض عدوك هوناً ...... عسي أن بكون حبيبك يوماً ما علي بن ابي طالب وتسأليني : ما الحب ؟! الحب : أن اكتفي بك ولا أ
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مع أنه كان قبل يومين فقط ....التنين المتوحش ...)...
براء ......... اخيراااااااا تعترف بعشق التنين المتوحش حينما يميل القلب تنقلب الاحوال وسبحان مقلب القلوب


mona1987 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-18, 01:04 PM   #780

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

بصراحة ابدعتى فى الفصل دا فى وصف وسواس الصلاة ربنا يعافينا ويبعده عنا.ووالد حق وموقفة وحكمته فى حل امور حفصة راجل بجد دومتى مبدعة

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.