19-11-17, 02:32 PM
| #33 | |||||
| نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة 
|  اقتباس:
شكرا عزيزتي لمرورك العطر وتعليق الأروع .gif "Eh S(7)") وسعيدة ان دليلتي تروقك ههههههه وياما لسه في الجراب يا حاوي ههههههههه  جاد عنده نوايا كثيرة لدليلة لكن لنرى ان كان سيحقق شيئا منها  | |||||
|  |
|
19-11-17, 02:33 PM
| #34 | |||||
| نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
19-11-17, 02:36 PM
| #35 | |||||
| نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة
| اقتباس:
الله يبارك بعمرك يا قلبي دليلة يمكن ما عجبهاش الزواج بجاد فأخذتها من قصيرها وهربت ههههههههه | |||||
|
| |
|
20-11-17, 01:17 AM
| #37 | ||||
| نجم روايتي 
| عزيزتى الكاتبة روايتاك بدايتها غامضة ومشوقةاتمنى مع اللاحداث كيفة تحايلها على جاد واية الاسباب الى خاتها تتركة وكمان لية انزعج من زفاف ابنة خالتة السابقة هو كان بيحبهاهانتظر ونرى مع الاحداث ياترى مواعيد نزوال الفصوال كل ثلاثاء كما زكرتى واتمنى لكى التوفيق | ||||
|
| |
|
21-11-17, 02:03 AM
| #38 | |||||
| نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة
| اقتباس:
اعتقد.كيفية تحايلها على جاد واضحة من المقدمة اما اسباب تركها له فالفصول الجاية رح توضح هذا الشيء مواعيد التنزيل مساء كل ثلاثاء وسبت باذن الله واول ما اوصل للفصل 11 رح يكون التنزيل مساء كل يوم سبت | |||||
|
| |
|
21-11-17, 10:57 PM
| #40 | ||||
| نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة
| خاطرة وسيبقي رأسي عالياً في السماء ليس تكبراً أو استعلاء بل هي ثقهةفي النفس وكبرياء، وستبقى دمعتي غالية لأنني اكتشفت ـن لا شيء يستحق البكاء فقد علمتني الدنيا ألا أطلب من الأشواك أن تفوح بالعطور ولا من الصحراء أن تنبت الزهور ولا من فاقد الإحساس أن يهتم بالشعور "منقول" *********************************************** الفصل الثاني بعد جزء من الثانية تجاوزت دليلة صدمتها ووضعت الأكياس على طاولة المطبخ... لتقول ببرود: - لما جئت يا زوج أمي؟ أنت تعرف أنَّه غير مرحب بك في منزلي!!. تنحنح قبل أن يقول بعتب خفيف: - لما تكرهينني دليلة؟ بدأت تفرغ الأشياء من الأكياس... محاولة تجاهل وجوده... لكن لم تستطع منع نفسها من القول له ببرود: - لا أكرهك... ولكن في المقابل لا أستلطفك أيضاً... لما جئت؟ أكيد خالد هو من أعطاك المفتاح!! تنهد ليقول: - خالد أوصلني إلى هنا... لابد أنَّكِ رأيت دراجته النارية في الأسفل... لقد ذهب لشراء الشاي وسيعود بعد قليل... أنتِ تعرفين جيداً أنَّ خالد لا يستطيع أن يعطيني المفتاح أبداً... كان في صوته رنة حزن لم تهتم بها دليلة كثيراً... أحمد المدني، رجل طويل القامة... نحيف... أسمر اللون بشعر غزاه الشيب فهو في الثامنة والخمسين من عمره... زوج والدتها منذ عشرون سنة... حتى الآن لا تستطيع دليلة أن تستلطفه... مع أنَّه بذل جهده وأكثر كي تتقبله... لكن لم تستطع أن تتجاوز واقع أنَّه سرق منها أمها... لطالما اعتبرت أمها ملكية خاصة بها... لكنه سرق اهتمامها الذي كان منحصراً بها فقط... هي تعترف أنَّ هذه أنانية منها رغم أنَّها كانت صغيرة في السن آنذاك.. عادت لتفرغ الأكياس... وهي متجاهلة وجوده تماماً... فهو على ما يبدو لا نية له بإخبارها بسبب قدومه... - لما لا تريدين مساعدة خالد؟ سألها فجأة... التفتت نحوه وقالت بحدة: - أنت تعرف أنَّه لم تعد هناك أيَّة علاقة تجمعني بجاد... إذاً لما يجب أن أتوسط لخالد لديه؟ الشيء الوحيد الذي سيجعلني أذهب للقاء جاد هو الاتفاق على الطلاق... أما غير ذلك فلن أذهب!! قبل أن يفتح فمه ليقول أي شيء بادرته دليلة: - ما اسم الأستاذ؟ ربما أنا أستطيع أن أتحدث معه... قبل أن يجيبها سمعت الباب يفتح وصوت خالد يسأل والده: - هل عادت دليلة؟ أجابته هي ببرود: - أجل عدت... اقترب لتخبرني أية مصيبة وضعت نفسك فيها!! دخل خالد الذي يشبه والده إلى حدٍ كبير... خالد أصغر منها بست سنوات... أسمر، شعره أسود وعيونه كذلك... طويل القامة ونحيف... من يراه معها يكاد يقسم أنَّها لست شقيقته وذلك لأنَّ دليلة تشبه كثيراً المرحوم والدها الذي كان أبيض البشرة، أشقر بعيون زرقاء... كان وجه خالد اليوم شاحب فعرفت دليلة أنَّ الأمر خطير.. عادت لتسأله من جديد: - ما الذي فعلته خالد؟ جلس على الكرسي وقال بصوت بالكاد يسمع: - لقد... لقد... فاجأني الأستاذ... وأنا أغش... وقد أقسم أنَّه سيخبر الإدارة... وقد يصل الأمر لفصلي من الكلية... جلست دليلة على الكرسي قربه... فكرت أنَّ الصراخ عليه لن يحل أي شيء... من الأفضل التفكير بهدوء في الأمر... - متى حدث الأمر؟ سألته بهدوء لم تكن تشعر به بتاتاً... أجابها خالد متلعثماً: - اليوم صباحاً... لذلك اتصلت بكِ قبل أن يصل الموضوع إلى الإدراة في الغد... أخذت نفساً قبل أن تقول: - ما اسم هذا الأستاذ؟... لأذهب غداً إلى الكلية وأتحدث معه... وسيكون عليك أن تعتذر منه... - زيد... الأستاذ زيد... دعكت جبينها وهي تحاول أن تتذكر هذا الأستاذ... - حسنا غداً سوف أذهب في الصباح إلى الكلية... أريد أن أجدك هناك في الثامنة... إياك أن تتأخر... سوف أتحدث بنفسي إلى الأستاذ... وسوف تعتذر منه... تنحنح زوج والدتها قبل أن يقول: - لكن بإمكان زوجك... التفتت نحوه بسرعة قبل أن تقاطعته: - لن أطلب من جاد أي شيء!! سوف أحل المشكل وحدي... التفتت نحو خالد لتقول بحدَّة: - وأنت... هذه آخر مرة أساعدك فيها!! بعد ذلك تصرف وحدك وتحمل مسئولية أخطائك!!. نظر إليها خالد وقال بتلعثم: - لما لا تطلبين مساعدة زوجكِ؟ أخذت دليلة نفساً عميقاً قبل أن تقول بهدوء يناقض الثورة التي تشعر بها في داخلها: - لأنني بكل بساطة لن أطلبها.. تنهد خالد بضيق وقال: - حسنا كما تريدين دليلة... رفعت حاجبها الأيسر وقالت بهدوء وهي تقوم من مكانها: - أجل كما أريد أنا... حسناً ماذا تريدان للعشاء؟. تنحنح زوج والدتها وقال: - لا شيء... سوف نذهب الآن.. هيّا خالد... تنهدت دليلة وقالت بسخرية بينما وقفت أمام المغسلة تضع يديها عليها بقوة تبثها بعضاً من غضبها: - أجل بما أنَّ ما أتيتما من أجله قد نُفِّذ فلما ستبقيان؟!! سؤال غبي أليس كذلك؟... تنحنح من جديد زوج والدتها وهو يقول: - دليلة... قاطعته دليلة بسرعة وهي تقول بحدَّة: - حسناً إلى اللقاء ومن فضلكما أغلقا الباب خلفكما... لم تلتفت دليلة لترى إن كانا قد خرجا أم بقيا... لكن بعد دقائق سمعت الباب الخارجي يقفل... وعاد الصمت ليطوق المكان عدا عن صوت أنجيلا ديميتريوس الذي يصدح في أرجاء شقتها الفارغة إلا منها... رفضت بكبرياء السماح لدمعة يتيمة هدَّدت بتجاوز سجن عينيها... تعترف لنفسها أنَّها تشعر بالوحدة... لكن أليست هي من حكمت على نفسها بهذه الوحدة؟ ألم تكن من اختيارها؟ إذاً لما تتذمر الآن؟!! تنهدت وهي تترك كل شيء من يدها وذهبت لغرفتها لتنام بعد أن أقفلت صوت المسجلة... ****************** في الغد... وصلت دليلة متأخرة إلى عملها إذ أنَّها ذهبت إلى الكلية مع خالد لتحل مشكلته... لم يأخذ الأمر منها الكثير من الوقت فلقب "حرم جاد العلمي" فعل الأعاجيب.. فقد فتح لها عدَّة أبواب موصدة... ابتسمت لنفسها ساخرة من كان يظن أنَّه بعد الذي حدث سوف تلجأ لاستخدام الاسم الذي طالما حلمت أن تحمله وحين حملته ندمت أشد الندم عليه... نزعت هذه الأفكار من رأسها وهي تدخل مكتب المحاماة حيث تعمل وهي ترسم على شفتيها ابتسامة... قابلها حسام بابتسامة مشرقة وهو يقول: - صباح الخير... أين تأخرتِ؟ نظرت إليه دليلة بابتسامة وهي تتساءل عن سر إشراقته الصباحية: - ما سر هذه الإشراقة الصباحية؟ كأنَّك كسبت في اليانصيب!!. - لا هذا ولا ذاك.. لقد اتصلت بي شهد.. وهي التي كانت تتهرب من أي احتكاك معي.. وأخيراً... بدأت أشعر أنَّها تلين!! نظرت إليه دليلة وهي تكتم ضحكها بصعوبة وضعت حقيبة يدها على المكتب واحتلت الكرسي خلفه وهنا لم تعد قادرة على كتم ضحكتها أكثر، الشيء الذي جعل حسام ينظر إليها باستغراب: - ما بكِ تضحكين؟ حاولت أن تتمالك نفسها وتجيبه لكنها عجزت وهي تضحك... بعد عدَّة دقائق تمكنت من أخذ نفس عميق وقالت وعيناها تدمعان من الضحك: - كل هذا الإشراق من أجل اتصال شهد فقط؟!! ماذا ستفعل حين توافق عليك؟؟!! عادت لتضحك من جديد بينما وقف حسام أمامها وهو يقول بغيظ: - هل الأمر مضحك حقاً؟!! حسناً.. انسي هذا الموضوع، أين تأخرتِ اليوم؟. توقفت دليلة عن الضحك وهي تقول: - لقد كنت في كلية خالد أحل له مشكلته مع أحد الأساتذة... قاطعها حسام قائلاً: - من هو الأستاذ؟ - إنه الأستاذ زيد، أستاذ القانون الجنائي... - زيد؟!! وهل تمكنت من الدخول عنده؟ المعروف عنه أنَّه مستحيل أن يدخل أحد إليه!! نظرت إليه دليلة بسخرية وهي تقول: - أيكون وزير الداخلية وأنا لا أدري؟!! على العموم لقد أعطيتهم اسمي "مدام دليلة العلمي" ضحك حسام وهو يجلس على حافة الطاولة وقال ساخراً: - حسنا قولي أنَّكِ استخدمت كلمة السر "جاد العلمي"... زفرت دليلة بضيق وهي تقول: - لم يكن أمامي غير ذلك... لقد حاولت الدخول لكنهم رفضوا ذلك وحين سألوني عن اسمي قلت بطريقة آلية أنَّني دليلة العلمي، مع أنَّني لم أستخدم كنية جاد منذ شهور.. سألوني إن كنت قريبة جاد وقلت أنَّني زوجته... وبعد ذلك فتحت في وجهي الأبواب الموصدة... حتى أنَّه قرَّر أن ينسى أمر تقديم شكوة ضد خالد وذلك إكراماً لاسم زوجي العزيز... ضحك حسام وهو يقوم متجهاً نحو مكتبه وهو يقول: - لكي تعرفي أنَّ لزوجكِ مكانة ثقيلة في المجتمع... ردَّت عليه دليلة بغضب غير مبرَّر: - لست مضحكاً حسام!! جاد لن يبقى زوجي طويلاً، عما قريب سأصبح طليقته وهو سيتزوج حبيبة قلبه جيهان!!. - متى ستذهبين إليه؟ سألها حسام باهتمام... تنهدت وهي تجيبه: - اليوم.. في استراحة الظهر... أتمنى فقط أن أنهي الموضوع بسرعة... لم يجبها حسام فهو خير من يعرف بما تشعر به دليلة... ويعرف جيداً أنَّ موضوع جاد يضايقها جداً... إنه يشفق عليها حقاً... لقد تحطمت كل آمالها بذلك الزواج... كل ما خطط ت له لم تحصل عليه... إنه يذكر جيداً بعد يوم زواجها اتصلت به تبكي وتقول له أنَّ أحلامها وأمانيها تحطمت... مضيفة أنَّها تكرهه كما لم تكره أي أحد في حياتها... قابلها ذلك اليوم وحاول تهدئتها لكن دون جدوى... لم يسبق له أن رأى أو سمع دليلة تبكي كذاك اليوم... فهو يعرفها منذ صغرهما... إذ كانا يسكنان نفس الحي قبل أن تنتقل دليلة من ذلك الحي... لقد عرفها دائماً مبتسمة ومنفتحة على الحياة إلا في ذلك اليوم... لقد حذرها قبل أن تقوم بما قامت به... لكنها لم تستمع له... تنهد وهو يعود من ذكرياته... إنه يشفق على صديقته الغالية لكنها للأسف عنيدة ومندفعة جداً... ما أن حانت استراحة الغداء حتى ذهبت دليلة إلى مكتب جاد الكائن في وسط المدينة في حي راقي... فكرت بسخرية أنَّه أكيد جاد لن يرضى بأقل من ذلك الحي الراقي ليقيم في مكتبه... لطالما اهتم هو وعائلته بالرفاهية.. إنها تتذكر السيدة "منى العلمي" تلك المرأة الأرستقراطية التي لطالما عايرتها بكونها ليست لائقة باسم عائلتهم العريق وأنها مجرد دخيلة سرعان ما سيتخلص منها جاد... لقد كرهت تلك العائلة كما لم تكره أحداً في حياتها... لكن للأسف مازالت تحب جاد... مازالت تشعر بالضعف تجاهه... بالرغم من كل ما قاله وفعله إلا أنَّه يبقى الرجل الوحيد الذي أحبته في حياتها... وصلت إلى مكتبه ودلفت عبر الباب الزجاجي للعمارة حيث يتواجد أغلب المحامين المرموقين... قرأت اسمه "جاد العلمي" محامي محلف، المكتب 34 الطابق العاشر... قبل أن تستقل المصعد لحق بها الحارس يسألها أين تتجه وما أن ذكرت اسم جاد حتى بادرها: - هل لديكِ موعد سابق معه؟ لم تعجب لهجته المتسلطة دليلة فرفعت حاجبها الأيسر وهي تقول بتعالي وبرود تدربت عليهما لعدَّة شهور والفضل في ذلك للسيدة منى العلمي: - هل يجب أن أخذ موعداً لأزور زوجي؟!! أجل أقل ما يستحقه ذلك المتعالي هو أن تخبر هذا الحارس الغبي أنَّها زوجته... لمحت بتسلية الحارس يفغر فاهه دهشة وهو يقول بتلعثم معتذراً عن سلوكه معها: - آسف... لم أكن... أنَّه... لقد ظننت.. رحمته دليلة وهي تتجه نحو المصعد قائلة ببرود: - لا عليك... في ذلك الوقت انفتحت أبواب المصعد ودخلت دليلة بعد أن أخرج منها رجل يكاد يكون في سن جاد لكن لم تبقى دليلة لتحدق فيه طويلاً فقد أغلقت الأبواب خلفها... *********************** ما أن أقفلت أبواب المصعد حتى التفت صلاح نحو الحارس ليسأله وقد عرف دليلة لكنه أراد أن يتأكد من الأمر: - إلى أين تتجه السيدة؟ - ألا تعرفها؟ لقد قالت لي أنَّها زوجة الأستاذ جاد.. بسرعة أخرج صلاح هاتفه واتصل بريم سكريتيرة جاد: - ريم بعد قليل سوف تأتي سيدة تطلب رؤية جاد، ستقول لكِ أنَّها مدام دليلة العلمي أو مدام دليلة التازي، أخبريها أنَّه مسافر ولن يعود قبل... حسناً قولي قبل أسبوع... أعتمد عليكِ ريم... نظر إليه الحارس بتشكك وهو يقول: - هل كذبت عليّ تلك السيدة؟ لكن صلاح لم يجب بل طلب رقم جاد بسرعة: - جاد... دليلة ستصعد إليك حالاً... لقد تحدثت مع ريم ستخبرها أنَّك مسافر لأسبوع... لا أفهم حقاً لما تريد أن تؤجل المحتوم!! ليصله صوت جاد بحدَّة: - افعل ما أطلبه منك بدون نقاش صلاح!! - حسناً... أقفل صلاح الخط وأعاد هاتفه إلى جيبه والتفت نحوه الحارس ليقول له: - لم تكذب عليك هي فعلاً زوجته... لكن بينهما خلا.. توقف صلاح عن التحدث واستطرد بعد لحظات: - لا يهم... المهم أنَّها لم تكذب عليك... ابتعد قليلاً وهو يتمنى فقط أن يمر الموضوع على خير... لكن عاد مسرعاً فهو يعرف أنَّ دليلة ليست سهلة ولن تخدع بسهولة، وريم يعرفها تخاف من خيالها ويكفي لدليلة أن تصرخ في وجهها حتى تخبرها بكل ما تود أن تعرفه... ************************** توقف المصعد في الطابق العاشر، خرجت منه دليلة وهي تعدل ملابسها رغم أنَّها لا تحتاج ذلك... لكن مع جاد يجب أن يكون مظهرها لائق... فهي لم تنسى بعد ملاحظاته عن طريقة لباسها التي كانت عادة عبارة عن جينز وسترة من الجينز أيضاً، ودائماً كانت تترك شعرها الأشقر مجعداً بينما تضع في أظافرها كل ألوان الطلاء... لكنها تغيرت منذ ذلك الوقت... أصبحت أكثر حرصاً في انتقاء ثيابها... لا تعرف لماذا... لكن هذا ما عليه الأمر... قرأت اسم "جاد العلمي" أمام باب مكتب، فأخذت نفساً عميقاً قبل أن تضرب جرس الباب لتفتح لها بعد ثواني شابة تكاد تكون في العشرين من عمرها، شعرها أسود مربوط على شكل ذيل حصان... لم تكن تضع مساحيق التجميل... ابتسمت لها فردت لها دليلة الابتسامة وهي تقول بود: - الأستاذ جاد موجود؟ حافظت ريم على ابتسامتها رغم التوتر الذي شعرت به، فهذه المرأة أمامها هي ربما زوجة رب عملها وهي الآن بصدد الكذب عليها... ابتلعت ريقها وهي تقول: - لا... الأستاذ جاد... غير موجود الآن، لقد سافر، من أقول له؟ نظرت إليها دليلة بتشكك... فسيارة جاد مركونة في الخارج... إنها تحفظ عن ظهر قلب رقم تسجيل السيارة... راقبت ريم بقلق تغير تعابير وجه دليلة... وسمعتها تقول بسخرية: - هل أنتِ متأكدة يا... ما اسمكِ؟ - ريم... أدعى ريم... سيدة...؟. تركت سؤالها معلقاً لتتأكد إن كانت هي السيدة المقصودة أم لا: - دليلة العلمي، زوجة جاد... إذاً هل هو موجود؟ كان في صوتها تعالي وتكبر... وأضافت بغرور: - أنا أعرف أنَّه موجود فمن فضلك ادخلي له وأخبريه أنَّ زوجته العزيزة قد حضرت لتراه... لمحت دليلة بتسلية الفتاة تتراجع إلى الخلف وهي تتمتم: - سيدة العلمي صدقيني... لكن لم تكمل فقد جاء صلاح الذي قال من خلف دليلة التي لم تتجاوز مدخل المكتب: - ريم لم تكذب سيدة العلمي... جاد غير موجود الآن... عودي بعد أسبوع... التفتت دليلة نحوه ورأت نفس الشخص الذي قابلته في الأسفل قبل أن تدخل إلى المصعد وقالت له بسخرية: - وهل تراني طفلة صغيرة لتضحك عليها بهذا الكلام؟ توقفت قليلاً قبل أن تقول بإصرار: - أريد أن أرى جاد، وهذا ليس طلباً بل أمر!! - ومن أنتِ يا صغيرتي حتى تأمري الناس اللذين يعملون معي؟ جمدها صوته خلفها... عدَّت إلى العشرة قبل أن تلتفت ببطء نحوه وهي تشعر بالوهن في ساقيها، كان يقف بتكاسل على باب أحد المكتبين المتواجدين أمامها... كان يرتدي بذلة سوداء وقميص ناصع البياض بربطة عنق موضوعة بعناية... شكله لم تكن تشوبه شائبة.. كل شيء في مكانه... دائماً ما كان يضايقها اهتمامه الزائد بأناقته... لم تره يوماً بربطة عنق مفكوكة أو حتى زر مفتوح في قميصه!! كان مرتباً إلى حد الازعاج!!... نظرت إلى عينيه الفضيتان اللتان تنظران إليها ببرود... فكرت بسخط لو أنَّها كانت تظن لحظات أنَّ لقائها به سيكون سهلاً فهي واهمة... فهي لم تنسى بعد مشاعرها نحوه... ما تزال ذات الرجفة تعتريها حين تراه... ابتلعت ريقها بتوتر وهي تراه ماثلاً أمامها بوسامته وجديته المعتادة وشفتيه المزمومتين اللتان ربما لم تعرفا الابتسامة في يوم... ابتلعت ريقها لعدَّة مرَّات وقد تبخر كل حديث كانت ستقوله له من رأسها... رمشت بعينيها لثواني.. لتزم شفتيها اللتان ارتجفتا قليلاً قائلة بهدوء لا تشعر به بتاتاً: - أهلاً جاد... هل كنت تختبئ في الداخل؟ لمحت الغضب سكن في عينيه لكن كما ظهر ذلك الغضب فجأة غادر وقال بسخرية: - ولما سأختبئ منكِ يا... صغيرتي!! شعرت دليلة بالغضب يتصاعد داخلها لنبرة السخرية... هتفت في داخلها: "اللعنة عليك جاد!!..." لمح جاد غضبها يرتسم في عينيها لكن مع ذلك حافظت على ابتسامتها الساخرة التي تزين شفتيها المرسومتين بأحمر الشفاه الوردي الفاتح... مرَّر نظره برضى على لباسها فقد كانت ترتدي بذلة رمادية اللون تتكون من بنطال وسترة مع قميص وردي، أما شعرها الأشقر الذي كان في الماضي دائماً مجعداً فقد رفعته الآن على شكل شينيون تتدلى منه بعض الخصلات التي زينت وجهها البيضاوي... فكر بتسلية أنه من الواضح أنَّ ملاحظاته السابقة قد أتت أكلها... فقال بسخرية: - أرى أنَّ ذوقكِ قد تحسن كثيراً صغيرتي!! أصبحتِ أكثر أناقة!! راقب بتسلية الغضب يكسو ملامحها الجميلة وقالت وهي تكور يديها: - وأنت أرى أنَّ غرورك وتكبرك لم ينقصا بعد!! إن كانت قد أرادت أن ترى رد فعل غير البرود في ملامحه فقد فشلت في ذلك، إذ أنَّ جاد لم يفقد بروده من جراء كلامها معه... انتبهت إلى أنَّ صلاح وريم قد غادرا المكتب تاركين إياهما وحدهما... سمعت جاد يقول بسخرية: - إذاً لما شرفتني بزيارتكِ غير المتوقعة وغير المرغوب بها يا عزيزتي؟ زمت شفتيها بقوة قبل أن تقول بحدَّة وهي تكاد أن تفقد رباطة جأشها: - جئت لنتفق على الطلاق جاد!! بروده هو كل ما قابلها منه... شعرت برغبة طفولية في غرس كعبها العالي في حذائه الإيطالي الثمين وضربه بحقيبة يدها على رأسه المغرور... لكن تماسكت قليلاً فهي لن ترغب برؤية سخريته منها أكثر من الآن إن هي فعلتها... سمعته يقول ببرود ممزوج بسخرية معهودة منه: - ومن قال أنَّني أود أن أطلقكِ؟!! انسحب الدم من وجهها وهي تسمع كلماته هذه... لكنَّه أضاف بسرعة: - لكن حين سأريد ذلك فسوف أفعل... أنتِ الآن تشكلين بالنسبة لي لعبة أريد أن أتسلى بها قليلاً... عدَّت إلى العشرة... لكن ذلك لم ينفعها في أن تهدأ فقد قالت بغضب وهي تضرب بقدميها على الأرض: - اللعنة عليك جاد!! خرجت من المكتب وصفقت الباب خلفها بقوة اهتزت لها أرجاء الطابق وهي تسمع صدى ضحكته الساخرة ترافقها إلى أن وصلت إلى المصعد... ************************* ماتت الضحكة على شفتي جاد بعد أن غادرت دليلة... لقد كانت تقف أمامه بكل وقاحة تطلب الاتفاق على الطلاق كأنها لم تفعل له شيء... كأنَّها لم تحطم فرص زواجه بجيهانته الصغيرة... الزوجة التي اختارتها له جدَّته... والتي تعلق بها... - اللعنة عليك دليلة!! ضرب بيده على الحائط بعنف وهو يهتف بغضب لم يظهره أمامها: - أقسم أن أجعل حياتكِ أسوء من الجحيم!! دخل إلى مكتبه مغلقاً الباب خلفه بقوة... بعد أن رتبت حياتها تأتي له ليحررها بعد أن أفسدت حياته هو... اللعنة عليها من امرأة!! إنها لعنة!! سيكون أكبر غبي إن تركها تذهب هكذا بدون أن يؤدبها على ما فعلته به... ضرب بيده على طاولة المكتب بعنف وهو يفكر: - لن أكون جاد العلمي إن لم أجعلكِ تندمين على ما فعلته!! اللعنة عليكِ دليلة!! سأحرص جيداً أن أفسد حياتكِ مع حسام ذاك!!. في هذا الوقت كان صلاح وريم قد عادا إلى المكتب وسمعا صوت جاد الغاضب وهو يكلم نفسه.. نظرت ريم نحو صلاح باستفسار لكنَّه لم يلقي بالاً إليها ودخل خلف جاد... تنهدت ريم وهي تفكر أنَّها تعمل مع مجنونين... فقبل أيام وصلت دعوة زفاف لجاد واعتكف بعدها في مكتبه وهو يصرخ باسم دليلة متوعداً إياها بالعقاب.... والآخر بالكاد يلاحظها، كل همه أن يكون جاد مرتاح!!... نظرت إلى ساعتها بسخط... وكتبت بسرعة ملاحظة وضعتها على مكتبها خرجت لتتناول غدائها... وسؤال واحد يشغل بالها.. ماذا حدث بين جاد وزوجته الرائعة الجمال التي حضرت اليوم حتى يتوعدها بذلك الشكل؟ هل خانته؟ إذ أنَّها سمعت اسم حسام حين كان يحدث نفسه بصوتٍ عالي منذ قليل؟ إن كان الموضوع موضوع خيانة من دليلة فهي تؤيدها، فهي لم ترى من قبل رجلاً في برود جاد العلمي... يجب عليه أن يدخل إلى كتاب غينيس فقد حطم الرقم القياسي في البرود والغرور... لكم تتمنى أن تبصق هذه الكلمات في وجهه في يوم من الأيام... لكنها للأسف جبانة... زينت الابتسامة ثغرها حين تذكرت إمساك صلاح ليدها ليجرها خلفه ليتركا الزوجين يتحدثان، لقد شعرت كما لو أنَّ مساً كهربائياً ضربها... رجفة لذيذة سرت في جسدها من مجرد لمسة يد... لقد عملت معهما منذ أكثر من سنتين ومنذ اليوم الأول الذي خطت فيه إلى هذا المكتب شعرت بدقات قلبها تغيرت بمجرد أن رأت ذلك الشاب الأسمر... ذو الجسد الرياضي الذي أشعرها بالطمأنينة بعد أن بث فيها جاد العلمي الرعب وقد قرَّر أنَّها لا تنفع للعمل كسكريتيرة لديهما... لكن صلاح أقنعه أنَّها تصلح حتى ولو لم تكن قد درست القانون من قبل... وهكذا تم قبولها ولو ضد رغبة جاد ومنذ ذلك اليوم وهي واقعة في غرام ذلك الغبي الذي لم يشعر بعد بها!... رنين هاتفها أعادها من تفكيرها... نظرت إلى شاشته وهي تبتسم فقد كان رقم المكتب، هذا أكيد صلاح... أجابت بصوتٍ هادئ: - ألو... قبل أن تقول أية كلمة أخرى سمعت صوتاً غاضباً وهو يقول: - أين أنتِ آنسة ريم؟! أظن أنَّ استراحة الغداء قد انتهت منذ زمن!! صعقت!... فمن يكلمها ليس صلاح كما توقعت بل رجل القطب الشمالي شخصياً!!... تنهدت بضيق وهي تفكر أنَّها كانت سعيدة خلال الستة أشهر التي غابها عن المكتب... إن ما نعتته به دليلة كان صادقاً فغروره وبروده في تزايد مستمر واليوم وصل إلى الذروة بمجيئ دليلة... سمعت صوته يهدر في أذنيها وهو يقول: - آنسة ريم!! ردَّت عليه متلعثمة: - نعم أستاذ جاد... لكن أنا لم أتناول بعد... قاطعها بحدَّة: - إن لم تتناولي غدائكِ فتلك مشكلتكِ!! أريدكِ أن تعودي الآن لتطبعي لي رسالة مستعجلة!! أقفل الخط بكل تكبر قبل أن يسمع ردها... نظرت إلى هاتفها بغباء وهي تفكر بحنق: - أتمنى أن تذيقك دليلة المر!! ******************************* كانت دليلة تحفر الشارع بحذائها... وهي تتوعد جاد... دخلت إلى المكتب حيث تعمل وهي تحدث نفسها بغضب: - الحقير!! لا أفهم لما يريد تأجيل الموضوع!! لا والأروع سوف يطلق حين يقرِّر هو الأمر... اللعنة عليه أينما كان!! سمعت صوت حسام من خلفها وهو يقول بمرح: - اهدئي دليلة!! ماذا حدث لتحدثي نفسكِ هكذا؟ التفتت نحوه بغضب وهي ترمي حقيبتها على الأرض: - لا شيء حدث!! الحقير لا يريد أن يمنحني الطلاق هذا ما حصل!! اللعنة عليه!! تنهد حسام وهو يمسك يدها ليجلسها على الكرسي وهو يقول بلطف: - اهدئي دليلة... هل تريدين مني أن أكلمه لكِ وأقنعه أن يطلق؟ نظرت إليه والغضب لم يغادر بعد: - أعدك حسام أن أجعله يندم على غروره وتكبره اللذين عاملني بهما اليوم!! تنهد حسام وقال بعد لحظات: - دليلة صدقيني تلعبين بالنار... دعيني أكلمه أنا وأعدكِ أن أقنعه بالطلاق... - لا حسام!! مشكلتي أحلها وحدي ولن يساعدني أحد فيها!! قام حسام من قربها وهو يقول بسخط: - عنيدة!! لن أتدخل من جديد!! لم تعره دليلة اهتماماً... فهي ما تزال تذكر نظراته الباردة الممزوجة بالسخرية وكذلك ملاحظته عن لباسها... - الحقير سيظن أنَّني غيرت من لباسي بسبب ملاحظاته!! اللعنة عليه!! هتفت بحنق!... هكذا أمضت دليلة فترة بعد الظهر وهي تتمتم لنفسها بوعيد لجاد أن تجعله يندم على تكبره وغروره... بينما حسام ينظر إليها بملل من سماعها لوعيدها المتكرِّر لجاد.... أوصلها حسام بعد انتهاء الدوام وكانت قد هدأت قليلاً... - ما رأيكِ باحتساء فنجان قهوة قبل أن تذهبي إلى البيت؟ نظرت إليه دليلة بتعب وهي تقول: - مزاجي ليس جيداً حسام... أكيد سوف تكرهني أكثر مما فعلت اليوم... أقلني إلى بيتي فقط... كل ما أحلم به هو أن أستلقي على سريري وأغط في نومٍ عميق عله ينسيني ما حدث اليوم... تنهد حسام وهو يتوقف أمام العمارة حيث تسكن وهو يقول: - حسنا كما تريدين دليلة... إن أردتِ التحدث فاتصلي بي في أي وقت... عانقته وهي تقول: - أشكرك يا شقيقي... هل تعلم ليتك فعلاً كنت شقيقي!! ضحك حسام وهو يقول بخفة ويضحك ويداعب أنفها: - لو كنت شقيقكِ لم تكوني لتحكي لي أي شيء... دعيني أكون صديقكِ فقط... ضحكت دليلة وهي تنزل من السيارة وتقول: - حسناً يا صديقي... إلى اللقاء، أراك غداً... سارت إلى باب العمارة والتفتت لتلوح له قبل أن يذهب... تنهدت وهي ترتقي الدرج المؤدي إلى شقتها وهي تتمنى فقط أن تنام بعمق... حين وصلت إلى شقتها وقبل أن تدخل المفتاح في قفل الباب سمعت صوت المسجل وصوت أنجيلا ديميتريوس... هتفتت بحنق وهي تدخل إلى شقتها: - خالد أيُّها الأحمق!! أتعتقد أنَّني أعيش وحدي في العمارة!! أغلق المسجل!! لم تتلقى أيَّة إجابة من خالد مما زاد من غضبها... دخلت غرفة الجلوس لتقف مشدوهة وهي ترى جاد العلمي يجلس على الأريكة بكل وقاحة كأنَّه مالك المكان!! ************************* انتظروا الفصل الثالث مساء يوم السبت في نفس التوقيت باذن الله بانتظار تعليقاتكم  التعديل الأخير تم بواسطة Jamila Omar ; 21-11-17 الساعة 11:17 PM | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
31Likes
العرض العادي
