آخر 10 مشاركات
عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سلسلة رسائل حب Love Letters للكاتبة K.L. Donn (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5716Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-22, 08:05 AM   #3431

Hoba82

? العضوٌ??? » 456696
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » Hoba82 is on a distinguished road
افتراضي




Hoba82 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 08:06 AM   #3432

Hoba82

? العضوٌ??? » 456696
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » Hoba82 is on a distinguished road
افتراضي



Hoba82 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 08:07 AM   #3433

Hoba82

? العضوٌ??? » 456696
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » Hoba82 is on a distinguished road
افتراضي



Hoba82 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 08:08 AM   #3434

Hoba82

? العضوٌ??? » 456696
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » Hoba82 is on a distinguished road
افتراضي



Hoba82 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 01:48 PM   #3435

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
موعدنا مساء باذن الله 💙


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 10:04 PM   #3436

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرمين نحمدالله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
موعدنا مساء باذن الله 💙
منتظرين علي نااار


بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 10:59 PM   #3437

عبدوعجوه

? العضوٌ??? » 484697
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » عبدوعجوه is on a distinguished road
افتراضي

هو مانزل فصل هذا الاسبوغ؟؟

عبدوعجوه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 11:43 PM   #3438

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

الطيف الثالث والأربعون
======

_علمت ما حدث لإياد؟!
تهتف بها بتول بانفعال وهي تدخل عليه بهو البيت لتراه جالساَ مكانه على منضدته.. يواجه الحائط كعهده كلما أراد التفكير العميق.. وأمامه رقعة شطرنج ارتصت فوقها القطع.. يلاعب نفسه كالعادة لأنه لا يجد منافساً أذكى!

_هذا سؤال؟!

نبرته الباردة تبدو لها شديدة الخطورة ..ورغم أنه لم ينظر إليها لكنها شعرت بعينيه تخترقان روحها تغرسان داخلها جبالاً من جليد..
يحرك إحدى القطع ليبتسم بظفر وهو يتقمص شخصية المنافس الوهمي فيزيح قطعة من فريقه هو!
تبدو خسارة له..
"تبدو"!
لكنه وحده يعلم أنها ليست كذلك!
هو يجيد دوماَ تحويل الهزيمة لنصر!

_أرجوك.. دعني أفهم.

تقولها بصوت مرتجف وهي تقترب أكثر.. تبسط كفاَ بارداً على كتفه فيتأوه باستمتاع وهو يعيد رأسه للوراء مغمضاَ عينيه في دعوة صامتة لبتها بخبرتها وهي تجلس على ساقيه لتدلك كتفيه..

_يقولون أن أحدهم دس له بعض الأشياء في بيته.. قطع أثرية لا يعرفون إن كانت حقيقية أم مزيفة.. وبعض المواد المخدرة..

يقولها ببرود لتشهق هاتفة :
_من فعلها؟!
_أنا!
يفتح بها عينيه فجأة لتصعقها نظرته القاسية.. ترتد للخلف دون إرادة وأناملها تتراجع عن كتفيه لكنه يعيدها مكانها بغلظة وهو يردف بنفس البرود المشتعل:
_وجهه احترق! كنت أعلم منذ طلبت منه الاستعانة بأخيه كي يسرق تلك السورية أن تحرياتهم قد تقود إليه.. لهذا تعمدت أن أجعلك تغوين أخاه الآخر كي أضغط علي نقطة ضعف تجعل الحلقة تنقطع عنده فلا تعود للدوران أبداً.. أنا ألقيت لهم الطُعم الزائف بمهارة تليق بي وهم تلقفوه بحماقة تليق بهم..
تزدرد ريقها بتوتر وهي تهمس بخفوت:
_لكنني.. لم أنجح.. أقصد.. مع أخيه..
يهيأ إليها ان ملامحه قد حملت بعض الرقة وهو يربت وجنتها برفق هامساً :
_لا عليك عزيزتي.. أنتِ فعلتِ ما بوسعك.. وأنا دوماَ أمتلك الخطة البديلة.
تلتمع عيناه بعدها بشراسة قاسية تجفلها فتعود لتدلك كتفيه برهبة جعلت جسدها يرتجف وهي تسأله:
_وماذا بعد؟!
يصدر همهمة قصيرة وهو يعاود إغماض عينيه قائلاً :
_أنا سهلت عليهم الطريق ومنحتهم قضية سهلة يفرحون بها.. ضحية مثالية يصوبون نحوها سهامهم..
_وماذا لو اعترف إياد بالحقيقة؟!
تهمس بها بخفوت أكبر لتلتوي شفتاه بابتسامة واهنة وهو يضمها إليه برفق ولا يزال مغمضاَ عينيه:
_ميزتي الكبرى أنني أجيد فهم رجالي.. أعرف من اسود قلبه حد التفحم.. ومن لا يزال يحمل نقطة بيضاء.. ودوري في الحالتين أن أجيد استغلال كل منهما على حده.. إياد لا يزال يحمل بقعة بيضاء كبيرة.. كبيرة جداً في الواقع على أن يحتملها رجل في عالمنا.. نحن ضممناه إلينا لبراعته غير المسبوقة في هندسة الاتصالات والبرمجة.. شأنه كشأن شباب كثيرين هنا لا يفتقرون للمهارة لكن ينقصهم الانتماء.. لا أنكر أنني أشعر نحوه ببعض الحب.. يذكرني بصورة قديمة لنفسي.. قديمة جداً حتي أنني كدت أنساها.. لهذا أعتبرها خدمة له.. أن أركله خارج التنظيم بعدما اكتفينا من خدماته.. سيقضي بعض عمره في السجن.. لكنه سيخرج حراً ذات يوم.. أجل.. أظنها خدمة له فعلاً أن أمنحه الفرصة ليعود للعالم الذي يليق ببقعته البيضاء.
_كلامك يبدو وكأنك.. وكأنك.. نادم على هذه الحياة؟!
تهمس بها بنفس الرهبة ليطلق ضحكة قصيرة متهكمة ولا يزال مغمضاً عينيه بجوابه:
_نادم؟! لا يا عزيزتي.. أنا فقط أعرف أي عالم يليق بصاحبه.. لست ذاك الأحمق الذي يصارع طواحين الهواء.. هناك نوع من البشر لن ينتموا أبداً لعالمنا.. حتى ولو دخلوه فلن يندمجوا فيه.. وهو منهم!
_وكيف ستضغط عليه؟! بأي نقطة ضعف؟!
تسأله بنفس الرهبة لكنه يتجاهل سؤالها وهو لا يزال يربت على ظهرها برفق كادت تستسلم لما يوحي به بينما يقول بخفوت:
_أنا أتركهم يخططون.. يهيأ إليهم أنهم اختاروا اللعبة ولا يدركون أنني من اختار الملعب! تماماً كما فعلت مع (بشر) ذاك.. لا أنكر أنني تفاجأت بحقيقة عمله متخفياً مع غازي لوقت طويل كحارس شخصي.. لكنني كشفته بعد مقتل الأخير وأرسلت له هدية تليق بمقامه.. لا أظنه سيحيا ليعرف كيف ستنتهي اللعبة.
_ما علاقتك ب(بشر) هذا؟! يبدو أن بينكما ماضياً بعيداً عن التنظيم!
لم تكد تتفوه بها حتى تأوهت بألم وهي تشعر به يجذب شعرها بعنف فجأة وقد فتح عينيه بهمسه المشتعل:
_تعودي أن تقنعي بفتات ما ألقيه لكِ ولا تطمعي في المزيد.
تكتم تأوهات ألمها وهي تراه يدفعها لتقف مكانها مترنحة فيما يأخذ هو نفساً عميقاَ يحاول به استعادة صفائه..
يحرك إحدى القطع ليبتسم مغمغماً برضا :
_لن تنتهي لعبة كهذه أبداً.. لن يموت ملك أنا أقف خلفه.

ترمقه بنظرة مرتعبة وهي تشعر بعاطفتها الغريبة نحوه تكاد تقذفها خلف أعلي جبال الجنون..
خاصة وهو يردف بنفس الشراسة الباردة:
_أعظم إحساس أعيشه عندما أوهم من أمامي أنه نجح في اللعب من وراء ظهري لأن اللحظة التي ألتفت فيها نحوه..
يقطع عبارته وهو يزيح إحدى القطع لتسقط أرضاً بدوي مرتفع مع قوله :
_تكون لحظته الأخيرة.
=======

*بنفسجي*
======
تقف أمام مرآتها تتحسس أذنها بضيق وهي تميز اختفاء قرط هالة.. أين ذهب؟! تبدو لها ملامحها غريبة دونه كأنها قد خلقت به!
قلبها ينقبض بشعور رهيب بالذنب يدفعها للبحث عنه من جديد في أرجاء الغرفة.. على الفراش.. تحته.. بين طيات الأغطية.. في كل الزوايا..
لا فائدة.. غير موجود!
تدمع عيناها بالمزيد من شعورها بالذنب والذي يكاد يسلمها لصور أشباحها من جديد لكنها هذه المرة كانت تملك القوة التي جعلتها تأخذ نفساً عميقاَ وهي تتمتم لنفسها:
_سأجده.. أين عساه يذهب؟!

تشعر بكف سند الصغير على كتفها فتلتفت نحوه ولا تزال جاثية علي ركبتيها على الأرض، تراه يمسح دموعها بحنان فاض في ملامحه البريئة فتبتسم له مدللة بلهجتها :
_(على رمشي والله بتمشي).
تعانقه بعدها بقوة لتصطدم عيناها بهذا الذي وقف على باب الغرفة..
لا.. لم يكن فقط ينظر إليهما..!
بل بدا وكأنه يدخر كل ما تقع عليه عيناه منهما كمئونة لسنين فراق عجاف قادمة..
تزدرد ريقها بارتباك وهي تراه يتقدم بمشيته الشامخة التي تناقض نظرة كسيرة بعينيه صارت تدركها جيداً..
_لم أسمع هذه العبارة من قبل.
يقولها مشيراً لعبارتها الأخيرة فتبتسم بشرود وهي تنهض لتقف.. تختطفها طيور الذكرى لتجد نفسها تقول بشرود :
_لم أستخدمها منذ زمن طويل.. جرت على لساني دون وعي..جدي أخبرني يوماً أنها كانت عبارة غزل اختص بها جدتي.. لكنني كنت أقولها لكل من أحبهم.. أمي.. أبي.. جاراتنا القريبات.. رفيقاتي في المدرسة..
تصمت لحظة لتضحك ولا تزال أسيرة الذكرى فتردف بنفس الشرود :
_أمي كانت تقول بتذمر : (ديمة نست كيف تقول "شكراً" و "أحبك" كبقية الناس.. صارت تستخدمها بدلاً منهما.. فيرد جدي باعتزاز:ومالها والناس؟! "يليق بها الدلال"!

تلتقي عيناهما في هذه اللحظة فترتجف شفتاها وهي تغمض عينيها بآهة خافتة سبقت استطرادها:
_لا تعرف ما الذي يحدث لي مع كل ذكرى تعود.. تختفي ندبة وتولد مكانها نجمة.
_يوماً ما ستختفي كل الندوب وتمتلئ سماؤك بالنجوم.
همسه يخزها بين "نعومة وعد" و" قسوة وداع" فتفتح عينيها على اتساعهما كأنها مثله أصابتها عدوى (الادخار)!

_أتمي ارتداء ملابسك كي لا نتأخر.

يقولها قاطعاً همس روحيهما وهو ينحني ليحمل سند.. فتهتف بتساؤل عن وجهتهما ليرد بغموض التف بالشجن :
_دعيها مفاجأة.
تستقل معه سيارته التي انطلق بها ليختلس نظرة جانبية نحوها.. يراها وقد ارتدت ثوبها الأرجواني الذي اشتراه لها ذاك اليوم عندما ذهبا للتسوق..
_الثوب الوحيد الذي لم أدفع ثمنه بعد..قلت لي يومها أنك تريد أن يكون هو هديتك الأولى في عهدي الجديد..
تتمتم بها بشرود وأناملها تتلمس الثوب قبل أن تلتفت نحوه.. لتردف بنبرة غريبة :
_لا أعرف كيف أشرح لك.. لكن هذا الثوب بالذات وددت لو لا أدفع ثمنه أبداً حتى لو عرفت كيف أفعلها.. فليبقَ كهبة من السماء.. كغيمة ممطرة.. كشدو كروان.. كابتسامة قمر.. ككل تلك الأشياء التي لا نملك ثمنها.. يزداد أمامها فقرنا مهما اشتد غنانا.
لا تزال ثرثرتها العفوية تأسر روحه في طياتها.. كيف يقنع نفسه أنها لم تعد له؟! أنه اقتلع شجرة حبها من صحرائه وإن بقي جذرها مكانه يسخر منه.. يتوعده بأن ينبت مكانها ألف شجرة عشق .. وألف ألف شجرة حنين؟!
تشتد أنامله على مقود السيارة وهو ينتزع نفسه من سحر عينيها ليهمس باقتضاب جاف يحرقه قبلها:
_جميلٌ أن يبقى بيننا شيء ولو مجرد دين معلق.

تشحب ملامحها وهي تشعر بخفقات قلبها تتسارع.. منذ عاد من لقاء عاصي الرفاعي وهو يتباعد عنها أكثر.. طيف أخبرتها أن اللقاء بينهما مر علي خير فلم يعد هناك مبرر للخوف من عاصي ومع هذا لم تجد هي الجرأة كي تسأله عما حدث.. الأزرق اللعين هزمها هاهنا بالذات!
ربما لأن عدوها هذه المرة داخلها.. عدوها نفسها.. نفسها التي تنقسم اثنتين!

تنقطع أفكارها وهي تميز البيت الأنيق الذي توقفوا أمامه..
إنه هو.. البيت الذي اختارته..
يالله! المزيد من البيوت!!


_لا مزيد من البيوت يا ديمة.. إنه بيتك أنت هذه المرة.. تملكينه ولا يملكه غيرك.. لن ينازعك أحد فيه ولن يؤذيك فيه أحد.
يقولها كأنما قرأ أفكارها وهو يناولها المفاتيح ..
ترتجف أناملها وهي تقترب منه..
تنتزعها منه فجأة بقوة كادت تجرحها كأنها تختطف معها كل حق لها في الحرية.. في العيش.. في الأمل..
تغادر السيارة لتهرع إليه بخطوات راكضة.. أناملها المرتعشة تفتح بابه الخارجي بانفعال.. ليلحق بها وهو يمسك كف سند..
الدراجة!
الدراجة الأرجوانية التي تزينت بالياسمين والتي أحضرها لها في بيته القديم تنتظرها هنا في الحديقة..
تطلق صيحة فرح وهي تندفع نحوها لتركبها..تدور بها في الممر الممهد فاردة ذراعيها..
هذه المرة لا تخاف السقوط!
تتوقف أخيراً لتفتح عينيها..
هذه الدمعة الجامدة في عينيه تعانق ابتسامة حقيقية على شفتيه..
ابتسامة تبدو وكأنها خلقت لها وحدها!
والآن تولد على شفتيها ابتسامة تشبهها!
هي الأخرى تبدو وكأنها خلقت له وحده!
تراه ينحني ليخاطب سند بقوله:
_هذا هو بيتك الجديد..أحضرت لك في غرفتك ألعاباَ جديدة و سننقل فيه كذلك كل تلك القديمة.. لن أستطيع المبيت فيه معك كالسابق لكنني سآتيك كل يوم..
تتغضن ملامح الصغير قليلاً لكن حسام يمسك كتفيه بقوة ليردف بطغيانه الحاني:
_ماذا؟! خفت؟! هل سيعود "ابني" بحاجة ل"بطة صفراء"؟!
"ابني"!!
الكلمة السحرية تغادر صدره بتحشرج كسيف ذي نصلين.. أحدهما يجرح.. والآخر يداوي!
قالها ؟! أخيراً قالها وهو الذي ظن أنه لن يفعل أبداً!!
قالها بهذه العفوية كأنها لصيقة لسانه طوال عمره..
وبهذه الرهبة كأنه يخاف أن يُحرم منها ما بقي من عمره!!

من قال إن الصغار لا يفهمون؟!
هاهو ذا سند يبدو وكأن روحه قرأت كل مشاعره هو بفطرته..
يعانقه بقوة ثم يقبل وجنته وهو يهز رأسه نفياً..
يريه جيبه الخالي كأنما يخبره دون كلمات أنه ما عاد بحاجة للعبته البلاستيكية كي يشعر بالأمان..
يقبل حسام جبينه وهو يزرعه بين ضلوعه للحظات ليعاود القول بنفس الصوت المتحشرج :
_تعال إذن وشاهد البيت من الداخل.

يقولها وهو يحمله ليتحرك به نحو الداخل مستكشفاً البيت فتتبعهما وهي تشعر بخفقاتها تدوي كقرع الطبول..
أناقة البيت من الداخل لا تقل عن خارجه..
النول اليدوي خاصتها هناك.. نقله هنا.. متى فعلها؟!

_أردت أن يكون أول ما يستقبلك هنا كي لا تشعري بالغربة في البيت الجديد.

من جديد يقرأ أفكارها فتلتفت نحوه بامتنان.. تراه يصرف سند نحو غرفته القريبة فينشغل بألعابها بينما يعود هو إليها ليستخرج من جيبه ورقتين منحها إحداهما..
تتناولها بسرعة لتقرأها بعينين ملتمعتين..
عقد ملكية البيت.. باسمها..

_ديمة.. ديمة ضرغام.. بيتي.. هذا بيتي.. أنا.
تتقطع حروفها بدموعها وهي تضم العقد لصدرها بانفعال قبل أن تلقي نفسها بين ذراعيه كأنما أرادت في هذه اللحظة أن تعانق أمانها كاملاً!
أحد كفيها يقبض على العقد بقوة والآخر يتلمس عقدة حنجرته !

لكنه يبعدها بكف مرتجف وهو يشيح بوجهه فترفع عينيها إليه.. تعانق وجنته براحتها لتجذب وجهه إليها من جديد..
حلقة الزعفران في عينيها تبدو له كألف ذراع يعانقه..
كيف تقول شكراً؟!
كيف تقول أحبك؟!

_(على رمشي والله بتمشي)!

تخرج منها دون تفكير.. عفوية منطلقة جموح تشبه روحها في هذه اللحظة..
فيبتسم وكأنه تلقى لتوه أعظم و-آخر - هداياه!

تكاد تندفع بالحديث من جديد لكنه يضع سبابته على شفتيها هامساً بحزم :
_لا تقولي شيئاً.. دعيها آخر عبارة أسمعها بيننا اليوم.
تتكدس الدموع في عينيها ونظرة عينيها تفيض بالسؤال الذي جف على شفاهها..
فيمد يده بالورقة الثانية!

تعض شفتها السفلى بقوة كادت تدميها وعيناها تجريان على السطور..
طلاق!
ورقة طلاق!
ترفع عينيها إليه بصدمة فيشيح بوجهه وهو يقبض كفيه جواره!
هو الذي أدرك أنه لن يتمكن من مواجهتها بها..
وما أقسى هذا الإدراك الفاضح لوهن رجل مثله!!

_حرة.. صرت حرة..

لم تنطقها شفتاها وكأنها تحافظ على عهدها السابق.. لكن كل جوارحها كانت تصرخ بها..
في ضحكاتها الهستيرية وهي تدور حول نفسها..
في حركة ذراعيها وهي تضم الورقة لصدرها بقوة. .
وفي دموعها التي أغرقت وجهها كأنها أخيراً وجدت شاطئاً تهدأ فوقه سفينتها التي طالما اختطفها القراصنة وآن لها أن تتحرر لتقودها هي.. هي فحسب..!

تشعر بأنامله تمسح دموعها لكنها تعجز عن مواجهة عينيه فتغمض عينيها بقوة..
لكنها تفتحهما رغماَ عنها من جديد وهي تشعر به يلبسها شيئاَ ما في أذنها..
القرط!
قرط هالة!
لا.. ليست فردة واحدة.. بل الاثنتين!!
كيف؟!

_لم يكن الأمر سهلاً.. تعلمين أنها كانت ترتديه عند موتها.. كان في أحراز القضية التي أغلقت من يومها.. تمكنت بطريقة ما من إحضاره.. طليت الفردتين بالذهب.. من اليوم سترتدينه كاملاً..لامعاً وليس صدئاً كما كان.
ينعقد حاجباها برهبة وهي تتحرك كالمغيبة نحو المرآة القريبة..
هل تتوهم ام أن القرط بشكل أروع؟؟
لمعته زاهية براقة متوهجة كروحها الجديدة..
مكتمل.. لا ناقص.. أضاف لوجهها هذا الوهج الجديد الذي تود لو لا يختفي أبداً..
تكتم شهقة بكاء امتزجت بابتسامة..وهي تميز دلالة ما فعله..
تنظر إليه عبر المرآة فتراه بعيداً.. بعيداً جداً.. كأنها مهما ركضت لن تصل إليه..
و-للعجب- تراه قريباً.. قريباَ جداً.. كأنها فقط لو التفتت لوجدت نفسها بين ضلوعه!!

_لا داعي لأن تشعري بالذنب نحوها من جديد.. أنتِ أخذتِ ثأرها مني كاملاً.. وأنا اقتصصت لها من نفسي قبلك.. كفاني رحمة من القدر أن يغلق الدفتر عند هذا الحد.. تفهمين ؟!.. يغلق عند هذا الحد!

يكرر عبارته الأخيرة بنبرة غريبة اهتزت فيها صرامته لتمتزج بانكسار نادر على شخص مثله..
يعطيها ظهره ليغادر بخطوات سريعة حاسمة فتركض إليه تكاد تعانق ظهره بذراعيها لكنه يهتف بصرامة دون أن ينظر إليها :
_إياكِ!

يتجمد ذراعاها في الهواء وكل ذرة داخلها تدفعها للتمرد على كل هذا..
لكنها تبقى مكانها تعتصر الورقتين في كفيها بقوة وهي تراقب ظهره المغادر بمشيته الشامخة التي هي خير من تدرك أي بركان يختفي تحت قشرتها الكامنة.
========











*نيلي*
=======
_زهرة! ما هذا الذي ترتدينه على رأسك؟!
يقولها جهاد باستنكار عاتب وهو يدخل عليها غرفتها في المركز الطبي، فتشير أناملها المرتجفة لشعرها الاصطناعي قائلة بنبرة شاحبة :
_ألم تعجبك؟! حسناء جلبتها لي.
يطلق تنهيدة قصيرة وهو يقترب منها أكثر ليجلس على طرف فراشها، يحتضن كفيها بين راحتيه فتردف بمزيج من حسرة وخزي :
_سنوات طويلة مرت وأنا أحلم بك.. كيف ستراني بعد أن أكون حليلتك.. أشعر بالغيرة من كل النساء اللائي سبقني جمالهن لعينيك وأنا أراني عادية الملامح.. شعري كان أجمل ما فيّ.. طالما كنت أعتني به وأتخيل كيف ستعانقه عيناك أول ما تراه.. كيف ستداعبه أناملك راسمةً فوقه أماني الغد..
يشتد ضغط كفيه علي راحتيها فتردف بابتسامة مرتعشة وهي تشير لرأسها:
_هذا أقرب ما يكون لشعري الطبيعي.. فكرت أنك ربما تكون قد مللت من رؤيتي بوشاح رأسي.. حسناء رسمت لي حاجبيّ أيضاً.. هل هكذا يبدو شكلي عادياً"؟!

يرمقها بنظرة طويلة تتوه هي فيها عبر بحار عينيه الصافية.. ولدهشتها لم تحمل عيناه أي نظرة شفقة كعهده منذ التقت خطواتهما من جديد..
عيناه تحملان دوماً نظرات حب.. دعم.. أمل.. وأحياناً قليلة جداً بعض الألم الذي يهزمه بسرعة كأنه يحاربه بكل قوته..
كأنه يعرف أن أي نظرة شفقة منه ستكشفها عيناها الخبيرتان به..
ستكشفها وتذبحها!

يطول صمته فتكرر سؤالها بوجل:
_هل يبدو شكلي عادياً؟!
يهز رأسه نفياً فتتسع عيناها بضيق وهي تتحسس شعرها الاصطناعي لكنه يزيحه عنها برفق، ثم يتناول محرمة ورقية قريبة مسح بها ما رسم ليبدو كحاجبيها..
تهم بالاعتراض وهي تشعر بالمزيد من الخزي لكنه يغمرها أخيراً بين ذراعيه ليمنحها أقوى وأرق عناقاته!
تخفي وجهها في صدره وهي تشعر بعطايا شفتيه السخية على بشرتها فتعض شفتها بتأثر وهي تسمع همسه الدافئ ينساب كنهر من عسل في أذنيها :
_منذ متى كان شكلك في عيني عادياً يا "نيلية"؟! لا شيء فيكِ من قمة رأسك وحتى أخمص قدميكِ يليق به أن يوصف ب"العادي"! أنا لم أعشق فيكِ وجهاً أو جسداً.. أنا عثرت فيكِ على روح سكنتها بعد طول غربة..عروة الزر التي بقيت مسدودة في صدر قميصي تمنعه الغلق وتشعرني بالبرد حتى أتيتِ لتفتحيها وتغلقيه بكل الدفء الذي يعنيه حضورك..مهما رأيت من نساء تبقين بعينيّ الأجمل كيفما كنتِ.. كيفما كنتِ يا نيلية.

تدمع عيناها بفيض امتنانها فيمسح دموعها برقة مردفاً :
_نسيتِ أنني أنا الآخر أعرف عنك الكثير منذ زمن بعيد.. وأعرف أن بشرتك تتحسس من أقل شيء.. لا تثقلي على نفسك حبيبتي..
يقولها مشيراً لفروة رأسها التي كانت قد احمرت متحسسة بالفعل من ذاك الشعر الاصطناعي.. ليبتسم وهو يقبل عينيها بقوله:
_غداً تشفين تماماَ حبيبتي..ويعود شعرك كما تحبين أن أراه.. تعانقه عيني وتداعبه أناملي بل ويشهد معنا ليالي عشق طويلة يفرد فيها على كتفيّ.. ننسى فيها ألم هذه الأيام التي نعيشها الآن فلا نذكر منها سوى تشبث كل منا بصاحبه.. وكيف كان ينتظر ليعيش بالآخر عمراً.. عمراً لن يعاش دونه!
تنتقل ابتسامته إليها وهي تقبل رأسه باعتزاز قائلة :
_بعد دقائق أخضع لجلسة علاج معتادة كنت أعدها دوماً أصعب دقائق أعيشها.. لكن وجودك جواري هوّن كل شيء.
عاطفته تمتزج بعتاب قوي فاض في نظراته وهو يتحسس معصمها حيث التف سوار اللؤلؤ المضفر مع شريطة بألوان علم بلاده.. عتاب تجاوزه وهو يسألها باهتمام :
_من صنع هذا؟!
_معاذ ابن صهيب.
تقولها بعفوية لتلمح طيفاً من غيرة في عينيه قبل أن يشيح بوجهه. . غيرة تشهدها لأول مرة في عمر علاقتهما.. وتجعلها تتساءل بدهشة :
_بالله عليك.. دعني أكذّب حدسي أنك تغار من صهيب!
_كيف تتصورين شعوري تجاه رجل ظل طوال الأيام السابقة في المكان الذي كان يفترض أن أكون فيه؟! المشفى كله يتحدث عن دوره معك وتأثيره عليكِ.. بروفيسور (روبرت) ذكرها أكثر من مرة دون حرج أنه كان يستعين به عندما كان يريد إقناعك بما لم تكوني راغبة فيه موقناً من أنكِ ستستجيبين له.. في الوقت الذي أقصيتِني أنتِ فيه بعيداَ عن كل هذا.. وتتحدثين الآن عن الغيرة؟! الغيرة أبسط ما أشعر به نحو ذاك الرجل لو تعلمين!
نبرة صوته تعلو تدريجياً حتى تتحول لما يشبه الصراخ في عبارته الأخيرة،
لكنها تبتسم برقة وهي تمد سبابتها لتفك انعقاد حاجبيه.. ثم تهز رأسها بعجب مستنكر :
_يا إلهي.. لا أصدق أن يأتي اليوم الذي تغار أنت فيه من رجل.. أي رجل!! .. ليس أنت.. ليس وأنت تعلم من تكون لي!
يشيح بوجهه دون رد وقد احمرت أذناه بانفعال وجدته يزيد جاذبيته.. وكأنما تنقصه الجاذبية!
تقبل وجنته بما يشبه الاعتذار لتحتضن وجنته براحتها فتجبره على النظر إليها قائلة :
_الرجل مر بتجربة مشابهة لي.. كان يعاني نفس المرض وقد كتب له الشفاء منه لهذا كان يمنحني الدعم وهو..
يزمجر غاضباً فتقطع عبارتها لتتنحنح وهي تشعر أنها تزيد الطين بلة فتعاود البحث عن كلمات :
_كان يحاول مساعدتي بالتخفيف عني وهو..
من جديد يزمجر غاضباً فتزم شفتيها للحظات بشبه ابتسامة يائسة من استرضائه..
لتقول أخيراً :
_صدقني دوره معي لم يكن يختلف عن دوره مع النزلاء هنا.. كما أنه متزوج ويحب زوجته كثيراً.
_تمزحين ؟! زوجته ماتت منذ زمن بعيد.
يقولها بانفعال لترتد برأسها للخلف وهي تشعر بالصدمة التي ترتسم واضحة على ملامحها فينعقد حاجباه وهو يردف :
_لم تكوني تعلمين؟! بروفيسور (روبرت) أخبرني بنفسه!
تهز رأسها بجهل حقيقي وهي تهم بالرد لولا أن سمعت صوت طرقات سريعة على الباب مميزة لصاحبتها التي دلفت للداخل بسرعة فور ما سمعت إذنها بالدخول..

_صرتما أشهر زوج في ألمانيا.. انظرا.. (العاشقان يهزمان الموت).. (هل نشهد قصة عصرية لسنوايت التي تعيدها قبلة الأمير للحياة؟!).. (فتاة الموت العربية تقترن بالطبيب الفلسطيني الشهير الذي أعلن رفضه للتطبيع مع إسرائيل)..

تهتف بها حسناء بمرحها المعهود وهي تشير لهاتفها حيث عناوين أحد المواقع التي كتبت عن زهرة وجهاد.. لتهز رأسها مردفة باستياء:
_لا.. لا.. لا يعجبني العنوان الأخير.. ما (فتاة الموت) هذه.. كفى الله الشر! ثم كيف يذكرون كل هذا عنكما ولا خبر واحد عني؟! كوني أنت سنوايت وليجعلوني سندريللا مثلاً..(سندريللا التي تنتظر علي قارعة الطريق تلوح بفردة حذائها وتنتظر الأمير)
تقول عبارتها الأخيرة مفخمة وهي تلوح بكفها في استعراض ليقول جهاد ممازحاً :
_أشك أنه لو جاءك الأمير أنتِ بالذات فستضربينه بالحذاء على رأسه!
تشهق باستنكار وسط ضحكات زهرة هاتفة :
_هذا جزائي بعد كل الخدمات العظيمة التي أديتها لتكتمل قصة حبكما؟!
_أنتِ محوتِ تاريخ خدماتك كله بإخفائك أمرها الأخير عني.. لن أسامحك أبداً.. سأظل أدعو الله عليك ألا تتزوجي أبداً.

_(وأنا مالي يا "لمبي"؟! الشر بره وبعيد!)
تهتف بها مستنكرة مع شهقة عالية وهي تحلق كفها في وضع دائرة ترسمها في الهواء حول رأسها فتتعالى ضحكات زهرة من جديد تزامناً مع صوت الممرضة التي طرقت الباب لتطلب من الأخيرة الاستعداد لجلستها التالية..
فترمقهما زهرة بنظرة امتنان جلية وهي تستسلم لذراعي جهاد يساعدها في النهوض..
يلبسها وشاحاً قطنياً ناعماً دون أن ينسى دهن رأسها ب"كريم مضاد للحساسية"..
حركة بسيطة من حركات كثيرة تشعرها أنهما حقاَ صارا واحداَ..
أنها لا تحتاج لفتح شفتيها بالشكوى.. هو جوارها يفهم ويشعر ويدعم.. وإن عجز عن فعل شيء كفاها أنه فقط هنا!
لقد عاد أبوها لمصر مع أمها لثقل النفقات بعدما اطمأنا لوجودها في كنفه هو..
تبدل أحوال أبيها بعد مصابها كانت تراها معجزة.. معجزة تأمل في مثلها وهي ترفع رأسها لأعلى بدعاء لهج به قلبها أن يمنحها الله الشفاء.. وظنها أن الكريم لن يخيب رجاءها.
=======
يرصف ريان سيارته أسفل بيت رفيدة بحنق وهو يشعر أن الدنيا كلها تآمرت عليه..
كل يوم يمر عليه في المركز الطبي مع إيلان ويولاند يبدو له كقطعة من جحيم!
هي التي تتعمد تجاهله تماماً وهي تكاد تلتصق بإيلان كظله فيشعر بغيرة حارقة تكوي ضلوعه..
لقد عادت نمرة شرسة متوهجة كما عشقها أول مرة.. لكنه فقد كل فرصه معها!
لقد بدأ يشعر بالندم على عمله في ذاك المركز وهو يدرك يوماَ بعد يوم أن إيلان يتعمد تقليص مهامه.. تراه يفعلها بدافع من يولاند؟!
بالتأكيد! هي تريد الانتقام منه!

_لا تكن مبالغاً يا رجل.. هؤلاء الناس لا يكترثون كثيراً بالمشاعر كالعرب.. هم لا يجيدون سوى لغة المصلحة فحسب.. والدليل أنه أوكل إليك اليوم إدارة القسم الجديد هناك بكل ما فيه..افخر بإنجازاتك.. هيا.. آن الأوان أن تبلغ رفيدة البائسة لعلها تفرح بأي شيء ينسيها فقدانها طفلكما.. لا تدع شيئاً ينغص عليك حياتك..هيا.
يخاطب بها نفسه وهو يغادر سيارته دون أن ينسى إحضار هدية رفيدة منها.. هدية غالية جداً لكن لا بأس.. سينال مقابلها بالتأكيد يوماً ما.. لابد أن يسترضي مزاجها العكر هذه الأيام كي لا يخسر كل شيء.

يمر أحدهم جواره وقد وضع العطر المفضل لجهاد فيتوقف مكانه وهو يشعر بلفح من حنين..
كيف ينكر أنه اشتاق عهد صداقتهما القديم؟!
ينعقد حاجباه بخزي وهو يتذكر أنه كان يريد الاتصال به ليعيد الود القديم ويسانده بعدما علمه عن حالة زهرة وسفره إليها.. لكنه لم يفعل!
خشي أن يعرف أحدهم في المركز أنه على اتصال به وهو الذي أفسد كل شيء بتصريحه ذاك اليوم في المؤتمر..
جزء بداخله معجب ب"الفلسطيني" الذي انتفضت عزته أمام عدوه..
وجزء آخر حانق.. غاضب.. حاقد.. لأنه رفض ما قبله هو!
وللمرة التي لا يعرف عددها يختار عقله مصلحته ويبررها لنفسه :
_وما الذي يمكنني فعله له؟! ربما عندما تسنح لي فرصة للسفر أذهب إليهما هناك.. زيارة مباشرة أفضل من مكالمة هاتفية بالتأكيد.

يخرس بها صوت ضميره وهو يعاود السير في طريقه بخطوات ثابتة..
لا مكان للندم في الحياة لمن يريد العيش.. كل البشر خطاءون فمن هو كي لا يخطئ؟!

يهز بها كتفيه كانها كافية وحدها لتسقط عنهما وزر ذنبه ثم يستقل المصعد نحو الأعلى..
يفتح الباب بحرص.. يعرف أنه ليس موعد عودته لكنه أراد أن يعد لها مفاجأة خاصة أنها صارت شديدة العصبية بعد فقد طفلهما..
تراها علمت عن ظهور يولاند الجديد في حياته؟!
تراها تخاف شماتتها بعد فقدانها لطفلها هي الأخرى؟!

يهم بمناداتها ليستوقفه صوتها كأنما تخاطب أحدهم في غرفة نومهما..

_صرت بخير.. خشيت أن يؤثر الأمر على جمال جسدي لكنه لا يزال مثيراً كما تحبه..

يحمر وجهه بغضب والدماء تفور في عروقه بينما يلقي ما بيده جانباَ دون صوت..
يكذب أذنيه وهو يقترب بنفس الحرص من الغرفة المفتوح بابها ليجدها مستلقية على بطنها فوق فراشهما تعطيه ظهرها..
يجول ببصره في الغرفة يمشطها بعينيه بسرعة لكنه يجدها خالية!

هل كان يهيأ إليه؟!

يكاد يتنهد بارتياح ليعلن عن وجوده لكن تصعقه حركتها وهو يراها تنهض لتجثو علي ركبتيها فوق الفراش.. تخلع عنها ثيابها بحركات مغوية مع كلمات ساخنة أشعلت الحمم في عروقه وهو يميز أخيراً شاشة حاسوبها المفتوحة أمامها في مكالمة مرئية..

_أيتها ال (....)!
يصرخ بها هادراً وهو يندفع نحوها فتتنفض مكانها متفاجئة أول الأمر، تغلق الشاشة بسرعة قبل أن تنالها صفعته المدوية علي وجنتها لتطلق صرخة عالية..
يحاول فتح الشاشة ليتبين ملامح محدثها لكنها تمنعه بكل قوتها فيصفعها من جديد وهو يصرخ بالسباب..
ينجح أخيراَ في فتح الشاشة لكن الاتصال يكون قد انقطع!

صفعة تلو صفعة نحو وجهها ونحو روحه هو قبلها!!
_لم أتصورك بهذه الحقارة.. لماذا ؟! لماذا؟!

يصرخ بها بجنون وهي تحاول التملص من بين ذراعيه لتنتزع قميصها محاولة ستر عريها صارخة بدورها :
_لا تنتفض هكذا واعرف مقامك أولاً.. بكلمة واحدة مني ألقيك وراء الشمس..
_ابقي هكذا حتى أراك علي حقيقتك.. عاهرة.
يصرخ بها وهو ينتزع قميصها منها ليلقيه أرضاً ثم يجذبها من شعرها لتطلق صرخة أخرى وهي تتوعده من جديد فيهتف وهو يرجها بين ذراعيه :
_كيف تتبجحين وقد رأيتك هكذا؟! من ذاك السافل؟!
_أحبه.. أحبه وسأتزوجه بعد ان تطلقني.. تدري لماذا ؟! لأنك لم تكن رجلاً بما يكفي لتملأ عيني.. لهذا أجهضت نفسي كي أقطع كل ما يمكن أن يصلني بك.
تصرخ بها بجنون وهي تستجمع كل قوتها لتدفعه بقوة فيترنح مكانه وهو يشعر كأنما تلقى ضربة على رأسه..
_ماذا ؟! ماذا فعلتِ ؟! أنتِ.. أنتِ من أجهضتِ الطفل؟!
الصدمة على ملامحه ترضي غرورها لتهتف بغطرسة وهي تلهث من فرط الألم والانفعال:
_لا داعي للمزيد من التمثيل.. أنت قبضت ثمن هذه الزيجة جيداً.. ولا داعي لأذكرك بما فعلته لأجلك.. اكتفِ بهذا.. و... آآه!

تنقطع كلماتها بصرختها وهي تراه يثب نحوها ليعتصر عنقها بين قبضتيه صارخاً بعينين حمراوين أغشاهما الغضب والغدر :
_ألا حد لحقارتك؟! سأقتلك.. سأقتلك!
_لن تفعل لأنك جبان بلا شرف.. ستفضل قبض الثمن المناسب ككل مرة.. لن.. لن..
صرخاتها تتحشرج لتعلو بالاستغاثة وهي تراهن على طبعه الذي تعرفه لكنه كان في وادٍ آخر..
الآن يرى على ملامحها صور أولاده الثلاث تباعاَ..
كل صورة تلومه.. تجلده.. تذكره بما فقده ولن يعود..
صورة يولاند..
عاتبة تارة.. غاضبة تارة.. وشامتة أخرى..
صورة دينا..
شقيقته التي تخلى عنها بزعم أنها لطخت شرفه.. رفض أن يحتويها ليتفهم أسباب ما فعلته واختار الطريق الأيسر بأن يلفظها وعارها خلف ظهره..
والآن تأتيه صورتها ساخرة.. مشفقة.. تسأله (كيف حال الشرف؟!)
وأخيراً صورة جهاد..
شامخة تذكره بنقيضه.. آسفة على حاله.. لكنها كبقية الصور تصفعه.. تخنقه..
تخنقه كما يخنقها الآن!!

صوت جرس الباب يشق سمعه أخيراً فتختفي الصور..
كل الصور!!
ولا تبقى سوى صورة وجه رفيدة الذي شحب تماماَ وقد فقد بريق الحياة!
ينتفض مكانه وهو ينتبه لتراخي جسدها بين ذراعيه فيتركه دون وعي ليسقط تحت قدميه..
يشعر ببعضهم يقتحم المكان لتعلو الصرخات حوله فيسقط مكانه على ركبتيه وهو يبكي بحرقة من كشف له الستار كاملاً ليرى خلفه ظلمة ما ينتظره من ليل طويل.
=======






=======
_"فهمي" طلب الشاي بلبن..أنا الذي طلبت الشاي (سادة).
يهتف بها راغب لصبي المقهى المجاورة لورشته والذي جاء حاملاً صينية المشروبات لهما في ورشة راغب..
ليقول فهمي بخنوعه المعهود :
_لا بأس.. أشربه هكذا.
_ولماذا تشربه على غير طلبك؟!
يهتف بها راغب باستنكار حمائي ليخاطب الصبي بقوله:
_ خذ يا" ولد" هذا وأتِ بما طلبه!
يرمقه الصبي بنظرة إجلال تناقض هذه المستخفة التي رمق بها فهمي وهو يكتم سخريته في نفسه شاي بلبن! بالطبع هو يناسب طبيعته "اللينة" أكثر! أتصور لو شرب يوماً (حجر معسل) فلن تطلع عليه شمس يوم جديد.. خسارة هذا الجسد مفتول العضلات في رجل مثله.. صحيح (من بره هلا هلا ومن جوه يعلم الله)

ينصرف الصبي ليعود بسرعة بالمشروب الذي يضعه أمامهما منتظراً "البقشيش" السخي الذي يمنحه إياه راغب كعهده..
قبل أن يتخذ مجلسه أمام شقيقه على أحد الكراسي الخشبية أمام الورشة.. يرتشف رشفة من الشاي ليخاطب فهمي بقوله :
_هذا هو المقصد يا أخي.. لماذا تقبل دوماً بالأقل مادمت تستطيع أن تنال الأفضل؟! لماذا تفرط دوماً في حقك؟!
فيطرق فهمي برأسه وهو يرتشف رشفة من مشروبه ليرد بنبرة مستسلمة :
_الحمد لله.. رضا!
_ونعم بالله! لكن الله لا يرضى عن أن نظلم أنفسنا.. أنت تعرف عما أتحدث.. أنا جلبت لك عملاً مريحاَ هنا.. فلماذا تتشبث بعملك البعيد الذي يحرمك من بيتك واولادك لنصف الشهر؟!
يتنهد فهمي بحرارة مصطنعة مطرقاً برأسه وهو يتمتم مستنكراً :
_يحرمني؟! أم يريحني؟!
فيطلق راغب زفرة قصيرة وهو يقول بضيق رغم تفهمه :
_أدرك أنك تهرب من طبع هيام.. وهي - صراحة - تُترَك لأجلها بلاد وبلاد!
يبتسم فهمي ابتسامة واهنة تبدو مع ملامحه الخانعة خير مثال ظاهر للطيبة فيردف راغب بإشفاق:
_لكن أولادك يحتاجونك.. لم يعودوا صغاراً.. وأنت يكبر عمرك ولن تعود تحتمل مشقة السفر وخدمة نفسك هناك.
_ربك كريم.. يدبرها!
يقولها فهمي بنفس النبرة فيرمقه راغب بنظرة مغتاظة وهو يعود لاحتساء مشروبه هاتفاَ :
_كل واحد يريحه عقله! أنت حر.
يسمع راغب أحد الصبية يناديه من داخل الورشة فينهض ليتقدم للداخل غافلاً عن نظرة فهمي التي تبدلت لشراسة مخيفة في لحظة خاطفة وقد لمح عصا قريبة ساقطة علي الأرض ذات نتوءات بارزة حادة.. هذه التي قربها بحرص بقدمه في حركة بطيئة غير محسوسة ليحركها في الوقت المناسب فيتعثر بها راغب ليسقط على وجهه فتصيب إحدى نتوءاتها ساقه فتدميها..

_أخي! انتبه! انت بخير؟!

يهتف بها فهمي بجزع مصطنع وهو يقفز نحوه فيما يكتم راغب صرخة توجعه حرجاً وهو يرى نفسه ساقطاً على الأرض..
يكتم نزيف ساقه وهو يستند علي كف فهمي ليقف قائلاً باستخفاف :
_بسيطة.
_لا ليست بسيطة.. هذه العصا ملوثة بالتأكيد.. لنذهب للمشفى القريب.
_قلت لك "بسيطة".. لا تضخم الموضوع.. دع عنك قلبك (الخفيف) هذا!
يهتف بها راغب وهو يتناول من أحد الصبية ما طهر به الجرح ليلفه بقطعة قماش نظيفة..

صوت سيارة تقترب يجبره أن يرفع رأسه نحوها وكذلك فعل فهمي الذي رمقها بنظرة عابرة وهو يكاد يعود لجلسته لولا أن لمح وجه سائقها.. ومرافقه اللذين ترجلا منها!
كيف يمكن أن تتبدل المشاعر على وجه صاحبها بهذه السرعة وبهذا التباين؟!
شراسة.. شراسة كادت تحيل وجهه لملامح وحش لا يرحم..
ألم.. ألم يمتزج بالشر كأنه لشيطان يحتضر..
قوة.. قوة ترج الدماء رجاً في شرايينه وكأنه لو أطلق العنان لقبضتيه لحطم الدنيا كلها الآن..
وخوف.. خوف يبدو غريباً.. ومؤذياً.. مؤذياً جداً لرجل بتاريخه.. كأنه في لحظة واحدة عاد ذاك الرجل العاجز الساقط أرضاً والذي انتهكوا امراته أمام عينيه مرة تلو مرة..!!

خفقاته تشبه قرع الطبول وأنفاسه كنفث النار وعيناه تدوران بتفحص ذكي على وجهي الزائريْن وقد بدت الصدمة جلية على وجه أحدهما وهو يرمقه بنظرة دهشة كأنه قد فوجئ به!!
دهشة تحولت لغضب يليق بالتاريخ الأسود بينهما..
فقد كان.. حسام القاضي.
=========
انتهى الطيف الثالث والأربعون


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:08 AM   #3439

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله على السلامه يا دكتوره نهاية ريان ورفيدة هي النهايه الصحيحه للظلم والخيانة سلمت يداكي متشوقون من الآن للفصل القادم 💚💚💚💚💚

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:33 AM   #3440

ماماسماح

? العضوٌ??? » 495260
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » ماماسماح is on a distinguished road
افتراضي

الف سلامه عليكي حبيبتى شفاكي الله وعفاكي يارب
فصل تحفه ياقمر تسلم ايدك حبيبتي ومنتظرين مواجهة حسام مع فهمي هتولع شكلها كدا


ماماسماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.