آخر 10 مشاركات
حكاية قلبين (باللهجة العراقية) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-18, 09:45 PM   #131

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


الفصل امتي يا سوسو

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 09:50 PM   #132

محبوبة فلسطين

نجم روايتي وبطلة اتقابلنا فين ؟ونجم مسابقة الرد الأول وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية محبوبة فلسطين

? العضوٌ??? » 381339
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,024
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » محبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond reputeمحبوبة فلسطين has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ابتسم ^_^فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا.. (عبادة)وعليها نؤجر !!
افتراضي

مساء الورد 💜
راح علي بارت الاسبوع الماضي
إن شاء الله رح اقرأو واكتب ردي قبل ما أبلش ببارت اليوم


محبوبة فلسطين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 09:53 PM   #133

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساء الورد والياسمين
اليوم الفصل الثالث
اعتبره من أهم فصول الرواية
أرجو التمعن فى كل كلمة تقولها قمر
فى كل كلمة تقولها شمس
فى كل احساس يشعران به
الفصل يوضح مواطن العلة بهما وتأثيرها على سلوكهم وتصرفاتهم
وهدفى الرئيسى من الرواية
بعد قراءة كل هذا تخيلوا النقيض فى شخصيات دارين وحمزة وتأثير تربيتهم على سلوكهم وتصرفاتهم
دمتم فى رعاية الرحمن
🌺🌺🌺


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 09:59 PM   #134

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل الثالث

" بدون مراوغة .... ماذا تريدين ؟! "

لم تجب ! .. ظلت تحدق بملامحه الوسيمة القوية .. ترى لمحة إعجاب ساخر فى عينيه لم يخفها ... إعجاب بأنوثتها .. فقط ! .
شعور الإهانة يتسلل إليها من نظراته فتداريه بجمود غلف قلبها قبل محياها .
يستعيد ذهنها ملامح وجه حمزة بنظراته الحادة فى عينيه المشتعلتين .. دائما إما غاضبة .. إما مغتاظة ! .
تفتقد بعينيه هذا الإعجاب بكونها أنثى جميلة ...
هل تشعر بالشفقة على نفسها ؟! .. هل هو شعور النقص بهذا الإحساس تحديدا ؟! ... هل تفتقد أن يشعرها أحدهم بهذا الإعجاب ؟!.
تقبضت يدها حين أمال رأسه يعيد سؤاله بلهجة باردة متطلعا إليها بنظرة شملتها كلها :

" أنا انتظر إجابة .. ماذا تريدين ؟ "

أنزلت ساقها عن الأخرى تبتلع ريقها بتوتر .. تشتد وتيرة أنفاسها فترفع ذقنها بتحد لوجه حمزة الذى يراود خيالها
مالت للأمام قليلا واضعة يدها المتقبضة على الطاولة ونظراتها تشع قسوة وتصميم وهى تقول :

" لدى حلم ... أود تحقيقه "

تضيق عينا أكمل إستغرابا ويرجع بظهره مستندا لكرسيه بإسترخاء ليسألها بهدوء :

" وما علاقتى أنا بتحقيق حلمك ؟! "

يطرق التردد أبواب قلبها فتحاول إقصاءه بعيدا عن حلم قديم .. متمرد.
تتذكر فستانا طفوليا أحمر تختال به فى الثانية عشرة من عمرها أمام المرآة وترفع ذقنها بإباء متخيلة سماع تصفيق المشاهدين...
تتضاحك شمس عليها وتنعتها ' بالتافهة ' وهى تسخر منها وتصمم على تحقيق حلمها .
حلم أرادت به الخروج للأضواء .. معايشة التألق .. الشعور بالاحترام فى عيون مَن حولها ...
ذلك الإحترام الذى لم تره يوما فى عيون أحد والكل يعتبرها الصغيرة التافهة.
مالت أكثر مستندة بذراعيها على الطاولة وكأنها تتخذها دعما وهى تقول بعزم :

" أريد أن أصبح أهم عارضة أزياء فى البلد "

استرخى أكمل على كرسيه أكثر يطلق نفسا حارا رافعا حاجبا واحدا وإبتسامة تسلية تظهر على شفتيه .
أدرك معرفتها بـ .. مؤهلاتها ! .. والحق يقال أنها - مؤهلة - جدا ! .
فيقول بنبرة تعكس نظراته اللامعة .. الخطرة :

" هل تعرفين كم فتاة تأتى إلىّ يوميا بنفس الـ ..... حلم ؟! "

احتدت عيناها وقلبها تعلو نبضاته ترقبا فترد بكلماتها المغترة :

" ولكننى مختلفة "

يميل رأس أكمل عاقدا حاجبيه وإبتسامة التسلية تتسع فتمرعيناه عليها وتثبت على شفتيها فيبتلع ريقه متذكرا مجددا – مذاق الفراولة - !
ثم يسألها بخفوت :

" مَن قال هذا ؟! "

عادت تستند بظهرها للكرسى وتضع ساقها فوق الأخرى مجددا
فترفع ذقنها بتعمد قائلة بثقة تجعل عينيها تلمع :

" أرى ذلك فى نظراتك "

يسحب أكمل نفسا طويلا مستمتعا بالحوار ويطلقه مدركا أنها تتعمد الضرب على الأوتار الحساسة.
لتتسع إبتسامته وهو يقول بصوت خافت أجش .. مغوٍ :

" انتبهى .. أنتى تخاطرين "

لم تتوجس من مقصد نظراته الجريئة .. فليست نظراته فقط ..
هو كله نابضا برجولة تأسر خفقات القلب بنظرة واحدة .. تحيطه تلك الهالة الجاذبة فتجعله لاهبا لمَن يقترب منه .
هزت كتفها قائلة بلا مبالاة لأفكارها :

" الحياة مليئة بالمخاطرات ... أحيانا يجب أن تخاطر لتحصل على ما تريد "

ثم مالت للأمام تستند بذراعها على الطاولة وقالت مشددة على كل حرف :

" ولكن لا أحد يجبر قمر العامرى على ما لا تريده "

ظل ينظر إليها قليلا فتشده نظرة التحذير فى عينيها ثم يرخى أهدابه لحظات وإبتسامته لا تزال على وجهه .
فى الواقع ' أكمل الفايد ' أيضا لا - يجبر - أحدا .. كل ما يريده يأتى إليه بـ - الرضا –
وفى مكانها تجلس قمر محتمية بوجودها فى مكان – عام – لن يستطع أحد أذيتها به.
محتمية باسم – أكمل الفايد – المعروف فلن يقدم على شئ قد يسئ لسمعته.
تدرك صغر سنها .. تخاف .. بل يتملكها الرعب على نفسها
ورغم كل ما بها من ثقة وقوة إرادة إلا أنها تحمل بداخلها ضعفا لو انكشفت مثقال ذرة منه لانهارت أمام الجميع
ولكن هذا ما هداها إليه عقلها الراغب فى .. التنفس .
رفع أكمل عينيه إليها بنظرة براقة ثم نظر فى ساعته بإهتمام ونقر عليها بسبابته مرتين ونهض من مكانه.
أخرج حافظته الجلدية ليضع ثمن القهوة على الطاولة وهى تتابعه بنظرات متسائلة .
ظنت أنه تضايق من جملتها الأخيرة فابتلعت ريقها بتوجس حتى أخرج لها بطاقة صغيرة وضعها أمامها ثم يقول بإبتسامة متلاعبة :

" أريدكِ "

اتسعت عيناها فبدتا كبيرتين مشتعلتين السواد بغضب صارم لم يظن سيراه بها..
وجهها يبدأ فى التوهج إحمرارا فتبدو كلها حمراء تشع منها حرارة يكاد يشعر بها ..
قلبها يضرب جنبات صدرها غضبا وخوفا فتشعر بالنبض فى صدغيها وعقلها يعجز عن الرد ! ..
فيتابع أكمل ساخرا وتلاعبه يتراقص فى وهج عينيه الزرقاوين :

" غدا فى مكتبى الساعة الواحدة بالضبط "

لا زالت عينيها متسعتين مع عقدة جبين خفيفة بدأت بالظهور فيسمع صوت لهاث أنفاسها
فيضيف بتسلية بنبرته الخافتة وهو يلتقط هاتفه وعينيه تعاتبانها على – سوء الظن – به ! :

" ظهرا "

نظرت إلى البطاقة أمامها بتشتت حتى إذا مر بمحاذاتها اختفت التسلية تماما وقال بحزم وهو يشرف عليها بغرور :

" المرة القادمة لا تراوغى .... إياكِ وهذا الأسلوب معى "

هناك ما انتفض بداخلها فتدمع عيناها عفويا وإحساس بالدونية يغمرها فتحاول دفنه فى أعماق سحيقة .
كبرياؤها مُهان بيد صاحبته ! .
التفتت تنظر لظهره العريض مغادرا ، فأبعدت كل المشاعر السلبية لتركز فى شعور واحد فقط ...
التملك القاسى لما تريد تحقيقه .. بنفسها .. بذاتها المجهولة .. والتى لا يشعر بها الأخرين .



نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 10:04 PM   #135

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اتسعت عينا شمس وهى تهتف بذهول عبر هاتفها النقال :
" ما هذا الذى قلته يا لميا ؟! ... كيف تقولين هذا عنى ؟! "
جاءها صوت لمياء بمنتهى العجز وهى تقول بصدق :
" لا اعلم يا شمس كيف فكرت فى هذا فجأة ؟! .... وجدت نفسى اقول هذا .. يا إلهى لا زلت أذكر نظرة عينيه .. لقد كانت مرعبة ثم أصبحت مصعوقة تماما بما قلته فى وجهه "
ابتلعت ريقها بصعوبة وعينيها تدمع خوفا من غضب شمس وقالت بندم مؤلم :
" آسفة يا شمس .. أقسم لم أقصد .. سامحينى .. أردت فقط أن أنهى أى أمل له بكِ ... أعترف أنى أنانية .. ولكنكِ قلتِ لى أنكِ لن تحبيه يوما لذلك .. أنـ ... "
لم تستطع إكمال كلامها وأجهشت بالبكاء .. وضعت شمس يدها على فمها وهى تجلس على سريرها فى غرفتها تستمع لنشيج لمياء الباكى ولا تعرف ماذا تقول ؟! .
نظرت باتجاه الشرفة حيث آشعة الشمس الربيعية تغمر الغرفة بدفء خفيف تتخلله نسمات الهواء الباردة المنعشة .
تفكر فى ما قالته لمياء وتدرك بحدسها أن الأمر أصبح معقدا تماما.
أحمد .. دقة القلب الأولى لصديقتها الرومانسية .. تعلم أن لمياء حالة خاصة جدا عندما يتعلق الأمر بالقلب .. هى نصف حالمة .. نصف واقعية.
تعلم كم تتمنى لمياء أن تحب وتُحَب .. كم تفتقد لمسة ذكورية فى حياتها الأنثوية البحتة !
فلا تلومها على محاولة – سعى – بسيطة قامت بها للمرة الأولى فى حياتها لعلها تحصل ولو - مرة - على ما تريد.
تملكتها الحيرة وهى تفكر كيف ستكون ردة فعله على ما قالته لمياء ؟! .. بعد اليوم لا تستبعد أن يتجاهلهما أحمد تماما .
ولكن الأهم الآن هو شعورها نحو لمياء .. ليست غاضبة منها .. بل لا تشعر بشئ حيال الأمر ... لا يشكل فارقا معها .. أحمد لا يمثل لها شئ .. لا يهمها ماذا يشعر نحوها رغم تقديرها لمشاعره .. لا يهمها كيف سيفكر بها ... لا يهمها إن تجاهلها أو لا ؟.
وربما تريد أن .. تضحك !
تضحك بمرارة تحرق القلب ألما وقهرا حتى تدمع عيناها وتتساقط دموعها دون توقف .
أخرجها صوت لمياء من أفكارها وهى تكرر بصوتها الباكِ المبحوح :
" لم أقصد يا شمس .. لم أقصد ... بعد أن قلت ما قلته أحرقنى الندم ووخز الضمير وتمنيت لو قُطِع لسانى قبل أن أقول له هذا الكلام "
أشفقت شمس عليها فقالت بمواساة بنبرتها الجادة :
" بعيد الشر عنكِ حبيبتى .... لا تقولى هذا ... الأمر لا يستحق .. مؤكد هو أيضا سيعتبره لا يستحق وينسى ويعاملنا بعد ذلك بتحفظ .. هو ناضج كفاية ليتقبل عدم حصوله على كل شئ "
علا صوت لمياء قائلة بجزع وسط شهقات بكائها :
" أنا لا يهمنى هو الآن يا شمس .. المهم أنتى .. هل أنتى غاضبة ؟ .. إن قطعتِ علاقتكِ بي الآن فسيكون لكِ كل الحق .. أنا ارتكبت جريمة فى حقكِ .. قلت عنكِ إشاعة كاذبة و...."
ارتفعا حاجبا شمس بدهشة وهى تقف فتقاطعها :
" توقفى توقفى .. جريمة !! ... أى جريمة يا لميا ؟! .. لا تبالغى هكذا يكفينى مبالغات قمر هنا "
هتفت لمياء ببكائها المرتفع :
" لا لا .. أول مرة فى حياتى أفعل شيئا بهذه البشاعة .... أنا آسفة .. "
قاطعتها شمس مرة أخرى وهى تتحرك فى الغرفة باتجاه الشرفة :
" اهدأى اهدأى ما هذا الكلام ! .. احمد لا يقربنا من قريب أو بعيد حتى نهتم بماذا سيفكر .. وحتى إن فكر بالموضوع فأنتى قلتِ له أنى سأُخطَب ولا عيب فى ذلك "
ثم توقفت فجأة ورفعت أصابعها تحركها على ذقنها وهى تقول بتركيز :
" ولكن أنا جديا أريده أن ينتبه إليكِ .. ولا أعرف كيف أساعدكِ ؟ "
لم يأتها رد من لمياء التى توقف بكاؤها حينما سمعت كلمة ' أساعدك '
' تساعدها ' أن ينتبه إليها شخصا سرق قلبها فيحاولا سرقة قلبه !!
وهل تُسرَق القلوب عنوة ؟!
ما هى إلا إرادة الله – سبحانه – وبعدها إرادة قلب يختار أن يتنعم بحب هذا الشخص دون غيره
' تساعدها ' !!
هى – ذات - الكرامة الغالية والكبرياء الأغلى
تعترف أنها أهانت كرامتها اليوم بكذبتها ولكنها غلطة كبيرة – واحدة – طوال الحياة.
هى المسالمة دوما .. البريئة دوما .. النقية دوما
لمرة واحدة فلتجرب مذاق – الخطأ – لعله يصيب هذه المرة
تنهدت شمس بعد لحظات وهى تجيب على سؤالها بتفكير ملوحة بيدها بإحباط :
" لا شئ أستطيع فعله .. أما عما قلته عنى فأنا حرة وليس له حق سؤالى عن خطبتى المزعومة ... فى الواقع أشعر أن هذا أفضل لأتخلص منه "
شهقت لمياء بصوت مكتوم والألم يغزو صدرها .. فما تتمنى شمس الخلاص منه .. تتمناه هى ....
على الجانب الآخر شعرت شمس بالحرج لاستخفافها بتلك المشاعر التى يكنها لها احمد أمام لمياء فقالت بحذر :
" أقصد أن هذا أفضل كى لا يتعلق بأمل غير موجود "
مسحت لمياء عبراتها بأناملها الرقيقة وقالت بصوتٍ عازم وإن ارتجف قليلا :
" أنا أحبه يا شمس ... يؤلمنى كثيرا أن اسحب منه هذا الأمل الواهى بهذه الطريقة ... سأذهب غدا وأخبره الحقيقة .. سأعتذر له وأخبره أنى فهمت الموضوع خطأ وليس هناك أى خطبة "
تصلبت ملامح شمس وهى تقف مكانها وبدت قاسية العينين وهى تقول بحزم نابع من إهتمام حقيقى بصديقة عمرها :
" اسمعيني جيدا يا لميا .. نحن صديقتان منذ المرحلة الإبتدائية .. كنا نجلس بجانب بعضنا دائما ثم دخلنا نفس الكلية .. وأنا اعتبرك مثل قمر أختى وأكثر ... سأقول لكِ شيئا ضعيه حلقة فى أذنيكِ ... لا تجعلِ الحب يفقدكِ كرامتكِ .. دائما ظلِ رأسكِ مرفوع ولا تضعفِ .. أحمد إن شعر بكِ وحده فهو خير له .. وإن لم يشعر فليس هناك نصيب بينكما وسيرسل الله لكِ الأفضل ... لذلك كوني قوية دائما "
صمتت تأخذ عدة أنفاس متلاحقة ثم تابعت بقسوة مشددة على كلماتها ويدها الحرة تنغلق فى قبضة قوية :
" هل تعرفين ماذا سيحدث إن أخبرته غدا .. هو ليس غرا صغيرا لينطلى عليه الأمر .. سيفهم مشاعركِ تجاهه .. سينعتكِ بالكاذبة ... فى داخله سيقرر أن مشاعرك لا تستحق ( عظيم ) مثله بعد ما فعلته .. سينظر لكِ بإحتقار وإزدراء كلما رآكِ ... سيستمتع بالذل الذى سيراه فى عينيك إن قلتِ له "
بدت شمس شاردة وهى تتكلم وكأنها تصف حالة أخرى وتقول كل ما يخص تلك الحالة بطريقة آلية ..
قاطعتها لمياء بضيق وهى تشعر بالوجع يسكن كل خلاياها فيخنق أنفاسها :
" كفى يا شمس .. لن أخبره بشئ .. إلى اللقاء الآن "
اتجهت شمس نحو سريرها بخطوات ميتة ، فجلست على طرفه منتظمة الأنفاس .. باردة الملامح .. فتحت قبضة يدها ببطء شديد فلم تشعر بأظافرها التى انغرست بها .. وشردت عيناها فى البعيد .
قلبها الموجوع .. فى الأخوة دافئ .. فى الحب جليد .
ما باله الحب يهدر الكرامة هكذا ؟!.
كرامة أرادت لمياء إهدارها وهى تريد الإعتذار من أحمد .
كرامة تحارب قمر الجميع وحتى نفسها لتستردها .
كرامة يحفظها حمزة بكبرياء رجل لا يقال له - لا - ولا يلقى لتفاهات الحب بالا !.
كرامة تحفظها دارين وهى تأخذ الأمور ببساطتها المحببة وتنأى عن الجميع فى حياتها الخاصة الهادئة .
كرامة تحفظها والدتها وهى تصمت برضا على أى قرار يتخذه والدها دون مناقشة .
وهى ! .. أين كرامتها ؟! .
كرامتها ضاعت وأُهدِرَت وداستها الأقدام بنظراتٍ باردة وقلب ميت
كرامتها تحاول لملمة بقاياها المفتتة يوم أن اختارت التحصيل العلمى أن يكون أقصى أحلامها بملء إرادتها أو هكذا ظنت ! .
يوم أن قررت الإكتفاء من الحياة وانتظار الخلاص واللحاق بالغالى وهى دكتورة كبيرة ليفرح بها ! .
حياتها تكاد تسمى – حياة – فلا يجب أن تلوم قمر ...
لقد صَدَقَت قمر وهى تبحث عن حلمها التافه ... المثير !.



نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 10:06 PM   #136

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

أصوات من الخارج أجفلتها فعلمت أن قمر عادت لتنتبه إلى وجهها وقد ابتل بسيل دموعها فتمسحه وكأنه – المعتاد -
تقف لتذهب فتراودها أفكارها عن قمر
ذهاب قمر المسموح إلى النادى بعد مشكلة كبيرة مع والدهما الذى كان يرفض الأمر رفضا قاطعا يعتبر إنجازا بالنسبة لعائلة سليمان العامرى !
طلبت قمر الذهاب .. ورفض الحاج سليمان .. فأصرت قمر وإرتفع صوتها بأن دارين وحمزة أعضاء به .. وكانت النتيجة .. صفعة ! ....
صفعة تلقتها قمر من كف والدهما وأمر حازم بألا ترفع صوتها أمامه مجددا لتظل قمر فى غرفتها ثلاثة أيام كاملة تأبى فعل أى شئ ولتدارك الأمر أخبرت والدتهما .. حمزة ! .
لم تخبره عن الصفعة حتى لا يقل شأن قمر فى عينيه ، ولكنها قالت أن قمر غاضبة لأنها تريد أن تكون عضوة بالنادى مثله هو ودارين ، والحاج سليمان يرفض
ولم يعلما إلى الآن كيف أقنع حمزة الحاج سليمان بذهاب قمر إلى النادى ! ، بل حمزة بنفسه أحضر لها ولشمس أيضا العضوية مما أغاظها بشدة ولكنها استغلت الفرصة لتحصل على ما أرادت .
هذه هى قمر دائما .. مصلحتها الأهم فى النهاية ....
وصولها لهدفها أهم بكثير من الطريقة التى ستحقق بها الهدف ...
أيا كانت الطريقة .. مجنونة .. متهورة .. غاضبة ..
أى أنها تتبع وبجدارة مقولة - الغاية تبرر الوسيلة - ..
ولكن أيضا تمتلك وبجدارة القوة لكى لا يجبرها أحد على شئ لا تريده .. طبعا عدا .. الحاج سليمان !.
خرجت شمس من غرفتها واتجهت لغرفة قمر تاركة كل أفكارها الحارقة خلفها .
طرقت الباب هذه المرة ودخلت ، وجدت قمر منحنية قليلا مستندة بكفيها على حافة منضدة الزينة تطرق برأسها واجمة الملامح .
على السرير لفت انتباهها غلاف طويل باللون الأسود له سحاب من الوسط ويبدو أنه فستان .
عادت بعينيها لقمر واقتربت قليلا وهى تسألها بقلق عاقدة حاجبيها البنيين :
" ما بكِ قمر ؟! "
لم ترد قمر بل ظلت على وقفتها فاستغربت شمس وهى تسأل مجددا :
" ثم أين ذهبتِ يوم الجمعة مبكرا هكذا ؟! "
استقامت قمر وهى تأخذ نفسا عميقا وتطلقه بإختناق ثم خلعت سترتها وضعتها على الكرسى الصغير أمامها ثم الساعة وضعتها على المنضدة وبعض الأساور الجلدية السوداء من اليد الأخرى وتحركت لخزانتها .
إرتفع طرف شفة شمس العليا وهى تسأل بتذمر :
" قمررر .. أنا أكلمكِ ! .. لماذا أنتى بهذه الملامح من الصباح هكذا ؟! "
لم ترد أيضا وهى تخرج ثيابها ولكنها استدارت تضعها على السرير واكتفت بقول :
" ستأتى خبيرة الشعر والتجميل بعد العصر لنستعد للحفل اليوم .. لقد اتفقت معها وأعطيتها عنواننا "
تأففت شمس وهى تقول بنزق :
" أى حفل بالله عليكِ ؟! .. عيد ميلاد دارين ! .. إنه لا يجمع إلا عائلتنا وأصدقائنا .. ما لزوم تلك الخبيرة ؟! "
تركت قمر ما تتظاهر بفعله وارتفع صوتها قليلا وهى تقول بغضب :
" لها لزوم يا شمس .. هو ليس مجرد حفل عيد ميلاد .. دارين تكون فى أبهى صورة وتدعو جميع أصدقائها ووالدتها تدعو سيدات المجتمع المخملى الآتية منه وعمى كامل نفسه يدعو رجال أعمال أصدقائه .. حتى حمزة يدعو المقربين من أصحابه .. وبعد كل هذا تريدين أن نذهب وكأننا ذاهبتين لمحاضرة فى الكلية بهيئة مزرية ومجرد أحمر شفاه باهت "
اتسعت عينا شمس قليلا فرفعت كفيها تهدأها وهى تقول بكآبة سيطرت عليها منذ حديثها مع لمياء :
" حسنا حسنا إهدئى ... أنا فقط لم أعد أحب هذه الأشياء .. سأرى ماذا سأرتدى وأنتي أيضا قرري قبل مجئ تلك الـ... خبيرة "
نظرت لها قمر بحدة غافلة عما تعانيه شمس فى هذه اللحظة
ثم التفت حول السرير فأبعدت الكيس الأسود الطويل ليظهر تحته كيس أبيض من نفس حجمه ، فتحت سحاب الكيس وأخرجت منه فستانا باللون السماوى بأكمامٍ من التل بنفس اللون ، ثم قالت وهى تمده لشمس :
" هذا فستانك .. اعلم أنكِ لا تحبين الألوان الصارخة فاخترت لكِ هذا اللون الهادئ "
ابتسمت شمس وعيناها تدمعان بذكرى قريبة فتقول وشفتيها يرتعشان :
" إنه حقا رائع .. ذوقك رائع يا قمر .. كما أحبه تماما "
شاب صوتها بعض المرارة وهى تحدق بالفستان وتضيف بشرود رغما عنها :
" مع إننى نسيت إرتداء هذه الفساتين "
ثم نظرت للكيس الآخر تلهى نفسها عن البكاء وهى تتابع بصوت حاولت إخراجه طبيعيا :
" إذن .... مؤكد أن هذا فستانكِ أنتى .. أريد أن أراه "
غيمة لامعة انتقلت من عينىّ شمس لعينىّ قمر فاكتست عينا كلاهما بحزنٍ بعيد حاولت قمر تجاهله
وضعت الفستان السماوى من يدها بحرص ثم فتحت سحاب الكيس الآخر وأزاحت طرفيه لينكشف الفستان وهو على السرير
ابتسمت شمس إعجابا رغم أن كل إبتساماتها بدت باهتة ثم هتفت بمرح حاولت إيجاد أى ثغرة للوصول إليه :
" وااااو .... إنه راااائع "
التفت قمر مجددا لجهة السرير الأخرى فسألتها شمس بعفوية :
" هذا مؤجر يا قمر أليس كذلك ؟! "
حدقت قمر فى شمس لحظات ابتلعت فيها شمس ريقها بتوجس من ملامح قمر التى تنذر بهبوب العواصف قبل أن تسألها بغيظ مكتوم :
" ولماذا نؤجر ونحن نمتلك المال لنشترى ؟! .... لقد اشتريتهم يا شمس "
أطبقت شمس شفتيها وهى تهز رأسها لتسأل بهدوء :
" ومن أين لكِ كل هذا المال ؟! "
ردت قمر ببساطة تخفى الكثير :
" أرسلت الفاتورة على مكتب أبى فى الشركة "
مطت شمس شفتيها ثم قالت بهدوء حذر :
" قمر .. أبى سيغضب من دفع كل هذا المبلغ فى فساتين لحفل عيد ميلاد دارين ... هو أساسا يرضى بذهابنا على مضض .. تعرفين أنه لا يقتنع بأعياد الميلاد وهذه السخافات "
رمقتها قمر بإستغراب شديد وودت لو تشدها من شعرها لما تفعله بنفسها.
كيف تستطيع فعل هذا ؟!
هى التى لم يصبها ما أصاب شمس لا تستطيع التفكير فى الجميع بهذه الطريقة مثلها !
فردت قمر ذراعيها وأجابتها بهدوء ظاهرى ساخر يخفى غل دفين :
" آآه بالطبع .. السيدة دارين فقط هى لها حفل عيد ميلاد كل عام .. ولها بطاقتها الإئتمانية تشترى ما تريد ولا أحد يسألها ماذا اشترت ؟! .. ولها عضوية النادى تتجدد تلقائيا .. لها كل ما تريد وما ترغب .. ولها أن تدخل الجامعة التى ترغب بها .. ونحن نخاف من مجرد شراء فستانين جديدين ! "
أنزلت قمر يديها بحدة على جانبيها وعيناها يتسعان بحقد غريب ممتد لقلبها منذ زمن
فتنهدت شمس وهى تعى فى أعماقها صدق ما تقوله قمر ولكنها قالت بتعقل ملأ صدرها بالكآبة أكثر :
" أبى لا يحرمنا من شئ نهائيا يا قمر .. هو فقط لا يحب التبذير والإسراف .. يرى أن كل ما تعلمته دارين لا داعى له ومجرد تفاهات "
ابتسمت قمر ساخرة لتقول بعنف مكبوت ما لم تستطع كتمه اليوم أو هذا اليوم تحديدا كل عام .. يوم ميلاد دارين ! :
" نعم مجرد تفاهات ! .. تفاهات جعلتها فى منتهى الثقة والتوازن النفسى .. جعلت حياتها جميلة لها قيمة وهى تفعل ما تحب بينما نحن هنا من البيت للكلية ومن الكلية للبيت ... نتخبط فى الكبت الذى نعيشه وقلة الخبرة فى التعامل مع الناس .. أبى يا شمس لا يقتنع إلا بفكرة واحدة فى رأسه .. مصير البنت لبيت زوجها ... حتى إنه قالها أكثر من مرة لعمى كامل وهو يراه يدلل دارين ويصقلها بتعلم كل شئ .. حتى حمزة رغم تهوره وجنونه إلا أن عمى كامل ترك له حرية تعلم ما يريد .. أتعلمين لو كان أبى رُزق بولد آخر لكان تحكم به وأجبره على دراسة التجارة حتى يكون سنده فى العمل فقط "
أخفضت شمس بصرها أرضا والألم ينشب قلبها بمخالب من نار
لماذا لا تعى قمر تأثير كلامها قبل التفوه به ؟
دمع قلبها قبل عينيها لتحاول إبعاد ما دار برأسها لتركز مع قمر
خرجت أنفاسها كاللهب تحرق صدرها وهى تعى مشكلة قمر الأبدية .. دارين ! .. أو دارين وحمزة ! .
تعلم أن يوم ميلاد دارين فى كل عام يثير فى نفس قمر الغيرة المكبوتة طوال العام فتخرجها اليوم .
رفعت عينيها لقمر شاعرة بنفس الإختناق الذى تشعره قمر الآن
ولكن شتان الفرق بين الأسباب
لتشعر فجأة بالتعب والإنهاك وكأنها فى سباق تنشد بعده راحة أبدية
ولكن تلك الرغبة فى الإطمئنان على أختها جعلتها تنتظر قليلا
فقالت بتساؤل جاد :
" قمر أنتى بخير ؟! ... منذ دخولكِ المنزل وأنتى معكرة الملامح وجامدة التعابير تماما ... ما الذى حدث اليوم تحديدا ؟ "
كيف تخبرها ؟! .. وماذا تخبرها ؟! .. أنها تشعر أنها ليست هى .. أنها لا تشعر بكيانها وتتخبط كما قالت فى كبتها وقلة خبرتها
أنها تحاول الوصول لذاتها بطرق غريبة ملتوية .. حتى هى فى أعماقها لا ترضى عنها
أشاحت قمر بوجهها متمتمة :
" لا شئ .. متضايقة قليلا وسأكون بخير "
فتقول شمس بإبتسامتها الباهتة وهى تحاول إخراجها من هذا المزاج البائس وإن كان مزاجها هى أكثر بؤسا :
" لا تقولى أنكِ فشلتِ فى طريقة جديدة للوصول لحلمكِ الـ ... عظيم ! "
ثارت أنفاس قمر وشمس تضع يدها بلا وعى على موضع الجرح النفسى بها فيلتهب أكثر
اشتعلت عيناها لتستدير بحدة وهى تهدر بعنف :
" لا تتحدثى بتلك الطريقة ... على الأقل أنا لى حلم أسعى لتحقيقه .. لست مثلك عندما يأمر أبى بشئ أنفذه وكل ما أرغب به الآن وظيفة فى شركة ... أنتى رضختِ للأمر الواقع الذى فرضه أبى أما أنا فلا ... وسأحقق حلمى يا شمس رغما عنكم جميعا "
افترقت شفتا شمس وظلت صامتة تحدق بأختها بجمود
أحيانا الصمت أقسى من الكلمات فى لحظات كهذه
قست عيناها وهى تحمل عتابا مؤلما لعينى قمر
ثم أطبقت شفتيها و قالت بعد لحظات بهدوء رغم ألم قلبها :
" إهدأى يا قمر .. أنا لم أقصد .. كنت أمزح معكِ فقط "
استدارت شمس وخرجت من الغرفة فارتمت قمر جالسة على سريرها وشفتيها ترتعشان بما يعتمل فى صدرها .
يا إلهى .. للمرة الألف تتسائل كيف تستطيع شمس فعل هذا ؟
أن تشعرها بالذنب من مجرد بضعة كلمات بسيطة حانية .. ثم عادت تفكر فى سبب كل ما حدث
منذ أن كانت طفلة وأصبحت تدرك الفرق بينها هى وشمس وبين أولاد عمها كامل .
تمسكت بحواف الفراش بقبضتيها وهى تطبق شفتيها لتمنع إرتجافهما
عمها كامل الأكثر إنفتاحا الذى تزوج بعمر السبع والعشرين من شاهندا بعد قصة حب انتهت بزواج سيدة المجتمع الراقى بكامل العامرى ابن أحد التجار الكبار والذى أورث تجارته لولديه سليمان وكامل
وكانت نتيجة الزواج حمزة وبعده بثلاث سنوات دارين ، ليفعل عمها وزوجته كل ما بوسعهما لإسعاد دارين وحمزة وليس مجرد تعليمهما تعليما عاديا ، بل جعلهما مميزين ذوى تنشئة سوية والبحث عن مواهبهما وتنميتها وصقلها بشكل فريد .
أما والدها سليمان العامرى فتزوج بعد أخوه كامل لإنشغاله بالعمل واكتفى بالبحث عن - ابنة الحلال - ذات السمعة والنشأة الطيبة ، فتزوج من والدتها نجوى ابنة شيخ مسجد الحى القديم الذى كان يسكنه العامرى الكبير ، وكانت شمس وبعدها عامر الذى توفى وعمره ثلاث سنوات إثر حمى شديدة أصابته وبعده قمر.
بعد ولادة قمر بفترة تعبت نجوى بسبب ورم ظهر فى الرحم فاضطر الطبيب لاستئصاله وبذلك تم استئصال أمنية الحاج سليمان فى أن يُرزَق بولد آخر يكون سندا لأخوته البنات .
ولكنه حمد الله على ابنتيه وقرر تعليمهما وتربيتهما بما يحافظ عليهما حتى يسلمهما كالجواهر المحفوظة لرجليهما وبذلك يكون قد أتم رسالته فى الحياة .
تعليما عاديا تفوقت فيه شمس ، ولكنها هى قمر أدركت إحساس الغيرة مبكرا ، لتبدأ بالمطالبة بما تتعلمه دارين ويكون الجواب هو رفض تلك السخافات والتفاهات ! ، ليبدأ نزول مستواها الدراسى وتشكيل طبعها العنيف المتمرد ، الرافض لأى إجبار من والديها.
حتى أنهت الثانوية العامة بمجموع ضئيل ، وكان لابد من دخول كلية خاصة حتى تكمل دراستها ، وهنا جاء إختيار والدها نظرا لأنها فشلت وليس لها حق إختيار الكلية الخاصة التى تريدها ! .
لذلك كان إختياره كلية التجارة قسم إدارة الأعمال ، بحيث تستطيع العمل فى الشركة – إن أراد – حمزة " زوجها مستقبلا " !.
تخبط وإنكسار وعجز يغلفهم التمرد والتحدى ...
دائما أبدت شمس إستغرابها من كل هذا العنف المكبوت الذى تحمله قمر بداخلها .. والذى يظهر فى كلامها وتصرفاتها وحتى شعرها الأحمر الذى كاد والدها أن يقصه لها عندما صبغته لولا تدخل والدتها !
ولكن قمر تعرف أن نفسيات البشر ليست واحدة .. ربما تأثرت شمس بطريقة مختلفة عنها أو لم تتأثر نهائيا ..
ولكن ما تدركه قمر بحق أن بعد ما حدث تغيرت شمس تماما !
وبرغم هذا الحقد الذى تحمله هى لدارين إلا أنها لا تحمل ولو ذرة منه لشمس رغم قذفها أحيانا بالكلمات القاسية إلا أن شمس هى حضنها الدافئ والميزان الذى تعتدل به إنفعالاتها .
نهضت قمر وهى تزفر بعنف لتأخذ حماما تهدأ به أعصابها قليلا وهى تشعر أن تلك القسوة تنتشر بداخلها كوباء لن تكون نتيجته جيدة .. تخاف كثيرا أن يدمرها فى النهاية ..
وبرغم ذلك لا تردعها .. بل تجعلها تمتلكها وتحكم تصرفاتها فى كثير من الأحيان.
خرجت وارتدت ثيابها البيتية وجلست تمشط شعرها
لقد زادتها اليوم مع شمس .. وتعرف السبب .. ' أكمل الفايد ' .. أو بمعنى أصح ما حدث مع أكمل الفايد ..
لقد شعرت أنها فتاة أخرى
العناد يتوغل فى صدرها ليدفع بالتصميم الشرس فى تحقيق الحلم الذى اختارته هى ..
فى قرارة نفسها شعور كئيب أنها ستفشل بل ستخسر .
وسط ذلك العناد والتصميم تشعر بالخوف من خسارة ذاتها قبل أن تجدها حتى !.


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 10:09 PM   #137

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

طرقت قمر باب غرفة شمس ودخلت بهدوء حاملة على ذراعها الفستان مطويا وبنفس اليد تمسك حقيبة بلاستيكية كبيرة
وجدت شمس جالسة على زاوية السرير فتوجهت إليها وشعور الذنب يلون محياها الجميل ..
وضعت الفستان بحذر على السرير ثم وضعت يدها بداخل الحقيبة فأخرجت حذاءا فضيا أنيقا ذو كعب عال وهى تقول بحرج :
" أحضرت لكِ أيضا هذا الحذاء وحقيبته .... هل أعجبكِ ؟ "
ثم أخرجت لها حقيبة صغيرة فضية تلائم الحذاء ووضعتها على رجلى شمس فبدت كطفلة مشاغبة تعتذر من والدتها
أمسكت شمس الحقيبة ونظرت إليها بإبتسامتها الباهتة ثم رفعت نظراتها لقمر فاتسعت إبتسامتها قليلا وأومأت برأسها قائلة برقة :
" دوما كان ذوقكِ مميزا "
جلست قمر أمامها تحدق فى وجهها ثم سألتها بنبرة على وشك البكاء :
" كنتِ تبكين ؟ ..... بسببى .. صحيح ؟ "
مسحت شمس عينيها مجددا من آثار الدموع الباقية فيهما وحافظت على إبتسامتها بينما تقول بحنان :
" بسببكِ !! .. ليتنى أبكى فقط بسببكِ .. كان الأمر سيكون هينا .... لن أبكى بسببك أبدا يا قمر .... أنا أكثر واحدة تعرف جنونكِ وتهوركِ وعنف لسانكِ هذا .. ولا أغضب منكِ .. ولن يحدث هذا أبدا حبيبتى "
مسحت قمر على شعرها بعجز ثم ارتمت فى حضن شمس التى أحاطتها بحنان وقوة وكأنها تشد من عزيمتها ..
فانسابت دمعة من عين قمر تتبعها أخريات وهى تتذكر تلك الإنسانة الأخرى التى كانت تجلس مع أكمل الفايد اليوم ..
إزداد بكاؤها وجسدها يختض وهى تتذكر نظرات أكمل اللامعة عليه لتقول من بين بكائها :
" سامحينى .. شمس ... أنا متضايقة جدا ... لا أريد أن أبالغ ولكننى حقا متعبة نفسيا شمس .. متعبة ولا أشعر بوجودى فى هذه الدنيا وكأن لا قيمة لى ... لقد تعبت من كل هذا التحكم "
تشدد شمس ذراعيها حولها فيما تهذر قمر بالمزيد بحرقة :
" أتذكر الضرب الذى كان يترك آثاره على جسدى لأيام .. وأنا أُعاقَب على أخطاء تافهة ... أتذكر الصفعة التى تلقيتها .. وأنا أطالب بالذهاب للنادى مثل حمزة .. ودا.... "
تصمت قمر قليلا فتظل تبكى ثم تعود لكلامها بكل ما تحمله من غضب وقهر :
" تسلط وتحكم حتى فى أيام المدرسة كان يأتى معنا لينهى كل أوراقنا ... وحتى الجامعة أتى معنا بنفسه ليقدم أوراقنا .. يظن بذلك أنه يحمينا مما قد يحدث لنا .. يظن أنه يرحمنا من التعامل فى هذه الأشياء التى تخصنا فينهيها هو بالنيابة عنا "
تنفخ شمس محاولة إبعادها وقد ضج قلبها بإحتراقه فتشدد قمر من إحتضانها وهى تبكى وتكمل بقسوة :
" لم يجعلنا نعتمد على أنفسنا فى أبسط الأشياء ... نحن لم نفعل شيئا فى حياتنا سوى أن ننكب على الكتب فنحفظ ما فيها ... حتى أنشطة المدرسة كان يخبرنا ألا نشترك بها .... منعنا من الخروج مع أصدقائنا حتى أصابهم الملل وابتعدوا عنا .... أصبحنا فى عمرنا هذا بلا صديق يؤنسنا "
ربتت شمس على ظهرها وهى تحدق أمامها وقد تجمدت عيناها وتوشحت ببعض القسوة فيخرج صوتها بنبرة غريبة :
" أنتى لا تبالغين قمر ... كل منا تأثرت بطريقة مختلفة ... ربما بالغ أبى بحمايتنا وكانت النتيجة أن عزلنا عن العالم الخارجى فأصبحت شخصياتنا ضعيفة مهتزة متعبَة نفسيا بالتعود رغم القوة التى نظهرها .. لا أحد سليم تماما قمر "
تغمض شمس عينيها تتمالك إنفعالها الداخلى فتأخذ نفسا يحرق صدرها أكثر ولكنها تتابع بحنان مُعذَب :
" لكن أنتى موجودة حبيبتى وقيمتك كبيرة ومهمة ... الأمر فقط أنكِ لم تكتشفيها حتى الآن .. حبيبتى أنتى صغيرة جدا وأمامكِ حياة طويلة .. وبإذن الله ستكون جميلة "
خفت بكاء قمر وهى تشدد من إحتضان شمس فرفعت شمس وجه قمر وأمسكته بكفيها وقالت بثقة وهى تنظر لعينيها :
" أخبركِ شيئا قمر ... اسعى لحلمكِ وحققيه أيا كان .... فى الحقيقة أنا أشك أن هذا هو حلمكِ الحقيقى ... فى داخلى أشعر أنكِ فى حالة تخبط ولا تدركين بعد ماذا تريدين حقا .. ولكن كما قلت لكِ أنتى لا زلتِ صغيرة .. حققى هذا الحلم الآن .. ثم اكبرى واحلمى مجددا وحققى حلمكِ التالى .. واكبرى أكثر واحلمى أكثر وحققى كل ما تحلمين به "
ابتسمت قمر بإرتعاش فقابلتها إبتسامة شمس المتفهمة لتمسح بأناملها دموع قمر وهى تمعن النظر لملامحها الجميلة البريئة
لتعود قمر مجددا لأحضان شمس وقد شعرت أنها بحاجة ماسة لهذا الحضن لعلها تستمد بعض الدفء.
ربما خشيت على مشاعرها من – التجمد – فى وسط كل هذه – الماديات – التى تريدها ووسط ما تعانيه .

هى ليست تربية قاسية ولا عنفا أسريا ..
هى الحالة الوسطية للتربية – المغلقة - فى – أغلب – البيوت التى توجد بها فتاة .
هى استخدام – الخوف – كوسيلة مجدية – للطاعة -.
هى نظرية الأم والأب أن الفتاة – جوهرة – يجب أن تظل بداخل علبة مخملية – مغلقة – حتى يتسلمها – رجل - .
هى قاعدة موضوعة لتظل الفتاة – جاهلة – حتى وإن كانت تعلم كل شئ حتى تظل فى نظر ذلك الرجل – القطة المغمضة الأعين –
هى التمييز – المزيف – للفتاة للبعد عن كل مؤثرات الدنيا من أشياء وحتى بشر فتظل – وحيدة نائية – باعتقاد أن ذلك الرجل سيملأ حياتها .
هى نقطة البحث عن – الفتاة الخام – التى لم يمسها أذى ولم تفتح عينيها على الدنيا .
هى – إنعدام المشاعر – بفرض إنها تخلق فتاة لينة – تافهة التفكير -.
هى – إفقاد الثقة – للفتاة ليتفوق عليها بثقته بنفسه فيتحكم بها فى مجتمع – ذكورى – مهما رُفِعَت شعارات المساواة .
هى – إهمال الذات – بعدم التقدير .. عدم التشجيع .. عدم التنبه بدعوى أنها مجرد – فتاة -.
هى – اكسر للبنت ضلع ينمو لها أربع وعشرون -.
هى – تهميش – الأنثى لكونها – أنثى –
وتجبر الرجل لكونه – رجل –
والنتيجة عدم – الإتزان – مهما طالبوا بشخصية سوية
عدم – الثقة بالنفس – مهما قالوا أحسنا التربية
الإفتقاد للحياة !!!.

بعد لحظات من السكون ابتعدت قمر ورفعت وجهها تنظر لشمس للحظات بطريقة غريبة ثم تسألها بنبرة أغرب :
" كيف تستطيعين أن تكوني هكذا بعد كل ما حدث لكِ ؟! ... أنا لم أسامح أبى بعد على ما فعله بكِ ... وأنتى ؟! ... هل سامحتِه ؟! "
توسعت عينا شمس بطريقة مخيفة فتحذر قمر بالأمر الصارم :
" قمر .. توقفى .. أنا قلت من قبل هذا الموضوع لا يُذكَر مجددا فى البيت "
نهضت قمر عن السرير فتهز رأسها بتعجب متراجعة خطوات للخلف ببطء وهى تتمادى بالسؤال وصوتها يرتفع تدريجيا :
" أنا حقا لا أفهم كيف أنتي هكذا ؟! ... أنسيتِ له كل شئ وتقولين بالغ فى حمايتنا فقط .. أى حماية ؟! .. أنسيتِ الحزام الجلدى الذى كان يترك آثاره على أجسادنا لأيام إذا ارتكبنا خطأ صغير ... الخرطوم الذى كان يقابلنى به ... اكسر للبنت ضلع ينمو لها أربع وعشرون .. أنسيتِ كل هذا ؟! .. أنسيتِ ما فعله بكِ ؟ "
تتأجج النيران بقلب شمس فتبدو كالبركان الثائر ألما فتخرج أنفاسها متلاحقة لاهبة
تشتد عروق رقبتها وتنهض بحدة وهى تصرخ بالأمر وجسدها يرتعش إنفعالا غاضبا :
" اخرسي .. كفى .. أنا قلت هذه السيرة دُفِنَت .. دُفِنَت "
تتمادى قمر بالصراخ لتُفتَح كل الجراح وهى تقول :
" لولا أن قال له جدنا رحمه الله أن ختان الإناث محرم لكان .... "
تقاطعها شمس وهى تتجه نحو الحائط بجوار الشرفة فتضرب بكفيها عليه عدة مرات صارخة :
" كفي .. كفى ... حرام عليكي .. كفى "
تزداد قوة ضربات كفيها للجدار وهى تبكى بحرقة قلب لا تشعر بألم كفيها
حتى يُفتَح الباب فجأة وتدخل نجوى هاتفة بجزع :
" ماذا يحدث ؟ ... شمس !!! "
تتوسع عيناها وهى تضرب على صدرها برعب فتنظر لقمر المذهولة من رد فعل أختها لتقترب من شمس تحاول تهدئتها
فتصرخ شمس حتى بُح صوتها :
" لا تقتربي .. اخرجاااا .. اخرجاااا الآن .. اتركووونى "
تضع قمر يدها على فمها تكتم بكاءها وتندفع جريا إلى غرفتها ثم تبعتها نجوى مغلقة الباب على شمس ودموعها تسيل أنهارا بحرقة قلب أم على ابنتها.
وبالداخل انهارت شمس على الجدار وهى تبكى بكل قوتها .. بكل عذابها .. بكل ألم الدنيا وثورة الغضب بداخلها ...
تتمسك بموضع قلبها تشعر بسخونة النار به فترغب فى إخراجه من مكانه وإعتصاره حتى يتوقف نبضه ...
شرايينها تنبض بالألم الذى يجرى مع دمها فيحرق كل خلية بها ...
كل ما فيها ينزف .. عيناها تنزف دموعا .. قلبها ينزف دما .. شفتاها تنزفان تأوها مختنقا محترقا
لم يُنسَ شئ .. لم يُدفَن شئ .. ويندلع الإحترااااق أكثر
ابكي يا قلبى ابكي
" آآآآآآه .... "
ومع صرختها كانت تميل على جانبها أرضا تغطى وجهها الأحمر بكفيها المتشققين من ضرب الجدار ويخفت بكاؤها فيصير مكتوما صامتا يختض له جسدها وكأن عيناها لم تعد هى التى تبكي ...
بل قلبها الذى يبكي ..

وبغرفة قمر كانت قمر مرتمية وسط سريرها تبكى قلب أختها المكلوم .. وقلبها الذى يوشك على الموت ...
وتهمس لنفسها :
" لطالما كنتِ دعمى السرى شمس ... ليتنى كنت مثلكِ ... نحن لسنا مهتزتين فقط يا شمس ... نحن نفتقد للحياة "


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 10:11 PM   #138

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

منزل كامل العامرى

توقفت السيارة التى تحمل شمس وقمر ووالدتها و ... والدها ! .. والذى كان لا يحضر أعياد ميلاد دارين أبدا
فاجئهما وهما ينزلان الدرج تلمع عينيه إعجابا وفخرا بابنتيه رغم تلك النظرة الغاضبة الغير راضية التى وجهها لقمر والتى تخبرها بوضوح عن إمتعاضه من مبالغتها .
فاجئتهما شمس قبلا وهى تخرج عند العصر من غرفتها بفستانها السماوى تستقبل خبيرة التجميل بنفسها وتأخذها على غرفتها أولا .
فوقفت قمر ونجوى مشدوهتان حرفيا وشمس تبدو فى أبهى حلة لها منذ وقت طويل !.
إبتسمت شمس لوالدها بنعومة وهى ايضا تشعر بالفخر والإنتماء إليه مما جعل قمر ترمقها بتعجب شديد !
بعد كل ما حدث .. هو والدها .. نيته دوما الحفاظ على ابنتيه .. فكيف تحاسبه على خير نواياه ؟!.
تنزل شمس الدرج وكلمات قمر كسياط تجلدها وهى تتكرر مرارا وتكرارا فى عقلها لتظل النار بلا إخماد فى قلبها .
تنظر لوالدها بوقاره وهيبته وتتسائل فى نفسها
' متى آخر مرة أخذها بين أحضانه ؟! '
هى حقا لا تذكر ..
تربيته معدومة المشاعر .. ليس عن تعمد .. وربما عن تعمد !
هذا هو الحاج سليمان العامرى ..
يخفى عواطفه دوما .. لا تعرف أيخفيها لأنه يعتبرها ضعفا أم لأنه لا يعرف كيف يظهرها بشكل صحيح ؟! ..
رغم أنها ترجح الإحتمالين معا !
لكنها تدرك اختلاف النفوس والعقول .. كل شخص وله طريقة تفكيره ...
فلتلتمس الأعذار لوالدها – الحبيب -
أجفلها صوته المهيب وهو يوجه كلامه لقمر بضيق ونظرات قوية حادة :
" ألم تستطعى إختيار فستان كأختكِ محتشم هكذا ... ألابد من المبالغة وهذه الألوان .. ألا يكفى شعركِ ولونه المبهرج وشكله الملفت هذا ؟ "
لم ترد قمر واكتفت بنظراتها المتمردة بطبيعتها وإن لاح فيهما الخوف
لتقول شمس بلطف غريب عن تلك التى كانت تبكى منذ ساعات محاولة صرف انتباه أبيها :
" أبى .. قمر هى مَن اختارت لى فستانى "
تنظر لها قمر وشعورها بالذنب نحوها يتفاقم ..
نظر لها والدها ثم ربت على كتفها برضا وهو يبتسم لها .
يلوح على محياه الوقور ذنبا قديما تم تغطيته برماد الحزن.
ولكن الحياة تستمر حتى إن ظلت المعاناة صامتة فى النفوس.
ثم فاجأ الجميع عندما اتجه لقمر فاحتضنها لتتجمد هى تماما بين ذراعيه ..
اتسعت عيناها قليلا لتشعر بضيق يجثم فوق صدرها ثم وخزات ضمير تعذبها بطريقة ما .. وكأنه .. وكأنه شعور – الخطيئة - .
دمعت عينىّ والدتهما تأثرا وقلقا حين قال الحاج سليمان بغلظة صوته الرجولى المهيب :
" سأتغاضى عن منظركِ هذا الليلة .. الليلة فقط "
ليس الليلة فقط .. منذ ذنبه مع شمس والحاج سليمان .. انكسر ظهره !.
فأصبح يهادن قمر ويتغاضى كثيرا عن عنفوانها .
تركها مبتسما بهيبته الشديدة .. مما جعل قمر .. تتوجس ! .
الآن فقط شمس تذكرت ...
متى آخر مرة أخذها بين أحضانه !!.

وها هم قد وصلوا منزل كامل العامرى .
ترجل الجميع فأمسكت قمر بهاتفها وأخبرتهم أنها ستكلم مرام أولا قبل أن تدخل فظلت فى حديقة المنزل وسبقها الجميع للداخل .
تتجنب النظر لشمس منذ العصر إلا من طلب خجول لصورة معها بعد رحيل خبيرة التجميل .
فتلبى شمس الطلب بقلب أكبر من أن تستوعبه قمر .
عشر دقائق كاملة وهى تقف تستنشق الهواء فى الحديقة المظلمة إلا من مصابيح طويلة متفرقة ... لم تتكلم مع مرام !.
إنها فقط حجة لتدخل وحدها فتدير الرقاب وتجحظ العيون لمرآها بطريقة شبه درامية !.
تعلم يقينا أنها الأجمل وتريد أن تكون نجمة الحفل .. بلا منازع .

وأخيرا ظهر القمر ...



انتهى
🌺🌺🌺


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 10:17 PM   #139

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

انتهى الفصل
ارائكم تهمنى
من روايتى الاولى احببت دائما ان اعرف اكثر جملة اثرت بالقراء فى الفصل
وهنا ايضا
يا ريت فضلا تتركوا لى مع تعليقكم أكثر جملة لمست احساس بكم فى الفصل
وان شاء الله فى كل فصل
ولا تنسوا رأيكم فى غلاف الرواية بريشة الجميلة رودى ❤
شكرا لوجودكم فى حياتى
💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 29-01-18, 10:45 PM   #140

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5)
‏sandynor, ‏rontii, ‏همهماتى, ‏انجوانا+, ‏محبوبة فلسطين+, ‏Mat


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.