آخر 10 مشاركات
[تحميل] انتقام أعمي ، للكاتبة/ عبير ضياء " مصريه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          الساعة الالماسية- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          لا مفر من القدر - سارة كريفن (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          شورت وفانلةولاب(80)-حصرية-ج5زهور الحب الزرقاء -للآخاذة: نرمين نحمدالله*كاملة& الروابط (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أنا وشهريار -ج4من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-03-18, 09:12 PM   #421

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monefade مشاهدة المشاركة
مساء الخير روايه اكتر من رائعه اسلوب رائع وسلس تسلم ايدك ان صعبانه عليا قمر هو فيه حاجه حصلت لشمس وقمر ماثره فيهم جداا بس اللي واضح عند وتمرد قمر وللاسف لا الام او الاب احتوا قمر او شمس صحيح ابوها شاورها بس كان عندها سته عشر سنه سن صعب لتقرير المصير وفيه نقطه كاتبتنا الجميله لها السبق فيها واضح جدا ان عقده قمر ابوها والفرق بينه وبين اخوه ولحقد على دارين وحمزه ودى مشكله كبيره يعنى يااما ترفض حمزه نهائى ياتجوزه وتعمله مشاكل بالهبل مع اهله بس الكاتبه هنا مديه مساحه حلوة لقمر انها ممكن تتراجع عن تهورها وحبها للعند لمجرد العند والمفروض حمزه يهدى شيويه كده يارب تكون قمر من نصيب حمزه وتصون نفسها وتبعد عن اكما اعتقد الشخصيه اللى تناسب اكمل هى شمس بقوتها وهدوئها ممكن تروضه وتحطه في القفص ههههه سلمت يداكى عزيزتى


مساء الورد غاليتي ❤❤
نورتي بوجودك ومتابعتك 🌺🌺🌺

تسلميلي حبي شكرا لكلماتك الجميلة 🌼🌼

جميل جدا مشاعرك تجاه قمر ومشاعر الاشفاق .. طبعا لا مبرر لكل ما تفعله وراء اهلها لكن لابد ان نضع نفسنا احيانا مكان الشخص وكل شخص يكون التأثير عليه مختلف ولذلك قمر تأثرت أكثر مما نتصور كما قلتي ايضا ان مشاعر ألغيرة من اولاد عمها ادركتها صغيرة ايضا واثرت عليها كثيرا لذلك اشكرك على تعليقك عليها

كما ان نقطة اخرى اعجبتني جدا وهى انتباهك لصغر سن قمر وان والدها ما صدق تقول نعم حتى لو لم تعيها حقا


بانتظار رأيك بأكمل اليوم وما ستفعله قمر 😋😋

شكرا حبي للتعليق الممتع والمتفهم يا قمر
نورتيني 😘😘😘😘


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 09:20 PM   #422

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
من الجميل متابعتك مع انها متأخرة احترت بشخصيات روايتك أحس أن كل منهم يظهر عكس ما بداخله فلا أدرى ما تكون عليه شخصيتهم الحقيقيه تعاطفت مع قمر بالرغم من تصرفاتها المتهورة هى نتاج تربية أب غير متفهم وهو قاسى ويستخدم العنف بالتعامل وهذا خطأ وهى كمن تقول لن أعيش بجلباب أبى وتتمرد على ظروفها وعلاقتها بحمزه هى كانت ترى أنه واخته اعلى منهم فهى تريد أن تدخل العلاقه وتكون ند له فى المستوى الشعور بالنقص مؤلم وهو لا يغير من أسلوبه معها ودائما هناك سوء فهم بينهم لابد أن يحتويها أحس انها مظلومه وتتخبط بطريقها ارجو ألا تقسى عليها بالقادم أعتقد شمس أقوى منها هى غامضه بالنسبه لى وأكمل شخصية معقدة ويحب أن يكون مسيطر ورائد يعيش بالماضى ولا يريد التحرر منه فهل دارين ستحاول أن تحرره ام ستبتعد احسنتى عزيزتى سعيده بمتابعتك 🌷🌷

اهلا وسهلا يا قمر نورتي يا جميلة ❤❤❤❤

حبيبتي تعالي بأي وقت ولا يهمك 💖💖

جميلة مشاعركم تجاه قمر وذلك الاشفاق والتعاطف رغم اني لا ابرر لها سلوكها مع اكمل الا ان تأثيرها النفسي كان اقوى

والدها كان بيربي بناته بطريقة تحدث في معظم البيوت وهى ليست تربية قاسية بقدر ما هو عقاب من وجهة نظر الاب عشان البنتين يجمدوا وميبقوش مدلعين .. ودي وجهة نظر موجودة

اعجبني تفهمك لشخصيتها وتمردها وغيرتها اللي سبب لها احساس النقص بالفعل

حمزة له مبرر قوي سنعرفه اليوم وهو اثر على علاقتهما من ٣ سنين .. القادم سيكون نابع من تصرفاتها وربنا يستر 😋😋😋

حبيبتي سعيدة جدا بتعليقك ومتابعتك
شكرا ليكي يا قمر
دمت سالمة يا رب 💖💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 09:59 PM   #423

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساؤكم قرفة ولسعات جنزبيل حارة

الفصل التاسع أحبائي
هو أطول فصل الي الآن واعذروني للتطويل هذه المرة ولكن لم أستطع إغفال أي شعور التقطه من أبطالي

من خلال حوارات رائد وليلى أظنكم أخذتم لمحة عن رائد القديم الذي يبحث والده عنه

واليوم أرجو التركيز في كل كلمة وكل شعور لأكمل .. لا تنظروا إليه من منظور أنه يخون حمزة لأنه لا يعلم وكل اللوم يقع على قمر .. هذه فقط نقطة أردت توضيحها

تعليقاتكم اليوم ستهمني بشكل خاص لأن الفصل من أهم الفصول التي تعتبر نقطة إنطلاق جديدة

عذرا للتطويل واترككم للقراءة واتمنى أن تكون ممتعة 🌺🌺🌺


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 10:05 PM   #424

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل التاسع


يحدق رائد في العينين السوداوين فيضايقه نظرة الثقة الكامنة بهما..
أخذ نفسا طويلا من سيجارته فتتوقد نار السيجارة في عينيه بلمحة خطر باتت جزءا منه..
تناظره دارين بثباتٍ تُحسَد عليه غير آبهة بطيف إجرامي أصبح يسكن ملامح سمرته الوسيمة في مواقف محددة بحكم العادة..
استند رائد لظهر كرسيه وبيده الأخرى يلتقط قداحته من الطاولة أمامه فيشعل نارها كما يشتعل ..
تظل النار لحظات ينعكس لهبها بأعماقه قبل أن يرفع إصبعه عن القداحة ثم يلقيها أمامه بإهمال..
لتنتقل عيناه عفويا لشعرها الأسود الثابت مثلها رغم قوة هواء البحر .. فقط بضع خصلات حول وجهها تتحرك مع الهواء لكن الباقي راسخا هادئا كهدوء صاحبته..
يراها تنظر إليه بصمت هادئ فيتذكر نظرة والده المتفحصة فيتسائل عن سر التشابه بين النظرتين ؟!.
يمج نفسا آخر شعر به حارقا فى صدره ثم يسأل بصلف نافثا الدخان الضبابي فى وجهها مجددا :

" وماذا تعلمين عني أيضا ؟ "

يتداخل الدخان مع الهواء في تموجات ضبابية سرعان ما تتلاشى ليميز إبتسامتها المغيظة على فمها القلبي وهى ترد السؤال بسؤال بمنتهى الهدوء :

" ما الذي يجب علىّ معرفته عنك أيضا ؟ "

يأخذ نفسا آخر من سيجارته ويجيبها بنبرة باردة وقحة :

" شئ بسيط مثل أني .. ' رد سجون ' "

لا زالت إبتسامتها تزين ثغرها الوضاء وهى تقول بنبرة راقية متفهمة :

" وهذا أيضا أعلمه "

يشتعل صدره أكثر بدخان سيجارته ناظرا لابتسامتها فيشعر برغبة لا يعرف سببها لمحو تلك الإبتسامة عن شفتيها .
يعاوده الألم – النفسي – في بطنه فيغمض عينيه لحظة لتتجسد صورة ' ليلى ' أمامه ليحاول التشبث بها ولكنها تهرب منه .
فتح عينيه ولسبب ما لا يشعر بالراحة فيرغب في إنهاء اللقاء قائلا بحدة بما يقارب الإهانة :

" إذن فيمَ نتحدث ؟! ... تطلبين مقابلتي لتسأليني سؤالا بالرغم من أن إجابتكِ مسبقة .. مؤكد فتاة مثلكِ لن تقبل بشخص مثلي .. لا أعرف سببكِ الحقيقي وراء هذا اللقاء الفاشل وربما جئتِ لتشمتِ في رائد زهران رد السجون .. و لكن لأريحكِ سأجيبكِ عن سؤالكِ "

عقد حاجبيه وهو يميل للأمام قابضا يده على الطاولة فيضيف بوقاحة :

" كما قلت لكِ ... أنا .. لا أعرفكِ .. ولم أركِ .. ولم أتقدم لخطبتكِ من الأساس "

ثم يعود بظهره يستند للكرسي مجددا وهو يشعر براحة غريبة لاغضابها ونظرة إنتصار تحتل عينيه بشراسة وهو يتابع بلا مبالاة :

" والدي فعل ذلك .. وأظن أنني الآن في عمر يسمح لي بإتخاذ قراراتي بنفسي حتي وإن كانت ضد رغبته "

يا إلهى .. ألن تختفي هذه الإبتسامة ؟!
تبدو وكأنها التصقت بوجهها لتعذبه غيظا وقهرا .. تفور الدماء فى عروقه من برود هذه المخلوقة المبتسمة أمامه فينفث دخان سيجارته ببعض الحدة
لا يرى أي تأثر بها من كلامه .. ربما فقط إرتفاع طفيف – مستهين – لحاجبيها ..
ولا يعرف سببا لجلوسه أمامها إلي الآن بدلا من أن يغادر تاركا إياها وحدها .
حين رآها ترفع يدها بأناقة وهى تنظر خلف كتفه بإبتسامتها الرائقة وبعد لحظات وجد النادل أمامهما مجددا فتوليه دارين إنتباهها وهى تقول بإبتسامتها تلك :

" اثنان ليمون بالنعناع من فضلك "

ينصرف النادل مبتسما بإعجاب لم يخفِه بينما يناظره رائد بشراسة عينيه وهو يراه لم ينظر إليه نظرة واحدة .
يعود بنظره لدارين فتحتقن ملامحه غضبا من تلك التي طلبت له دون إذنه
ثم تكتف ذراعيها فتطرف عيناه لحظة .. فقط لحظة لجزعها الرشيق وهى تتراجع لتستند لظهر كرسيها..
ويسمعها تسأله بنبرة عجيبة وقد تلاشت إبتسامتها قليلا وكأنها أدركت حنقه منها :

" يقولون أن الليمون أفضل مهدئ للأعصاب وفي نفس الوقت هو سخرية الأصدقاء إذا رأوا اثنين عشاقا .. ما رأيك ؟! "

تتسع عيناه قليلا وهو يمعن النظر في ملامحها فيجد جديتها في انتظار إجابة سؤالها .
ولكن ما هو سؤالها بالتحديد ؟!! ... رأيه عن الليمون !! .. ليتمتم ببلادة خشنة :

" ماذا ؟!!! "

عادت إبتسامتها تتسع ولكن وهى تحول نظراتها للبحر فتقول بعد لحظات بهدوء دافئ :

" منظر الغروب ساحر... أتعرف أن هناك كثيرون لا يحبونه ؟! "

رغما عنه تشده نبرة صوتها للنظر باتجاه البحر فيرى خط التقائه مع السماء يتلون بالذهبي الداكن المحمر إعلانا لغروب الشمس ..
تتوه نظراتهما في ذلك المنظر الساحر لعدة لحظات صامتة بدت وكأنها هدنة بينهما بلا إتفاق ..
هدنة سماح للذكريات بالتوالي على عقل شارد وقلب مكدوم .


" توقف يا مجنون .. توقف "
" تبدين أجمل هكذا "
" أجمل !!! ... المرآة أمامك رائد .. انظر إلي شكلي .. لقد أصبحت كالعفريت بشعري المشعث هذا "
" ما عاش ولا كان مَن يجعل عيون ليلتي تدمع هكذا .. مثلما جعلته مشعثا .. سأقضي الليل كله أفك عقده .. شعرة .. بشعرة "
" " حقا ؟!! .. حسنا .. ولك مني على كل شعرة .... قبلة


حرقة قلبه تزيد وتبدو كالحمم المنصهرة تنسكب في سائر جسده فيرتجف إنفعالا لحظيا.
انتبه من ألم ذكرياته على سحر صوت دارين التائه بالغروب وهى تضيف بشجن :

" يعتقدون أنه نهاية .... مع إنه بداية لشروق في مكان آخر "

في هذه اللحظة جاء النادل يضع أمامهما كأسين الليمون فيلتقط رائد نظرة من عينىّ النادل لوجه دارين الشارد بالغروب ..
فتثور دماؤه ثورة – لكرامته – هو بإعتبارها تجلس مع – رجل – وليس مع – قفص ليمون - !!.
بدا أن النادل يتلكأ قليلا لعلها تدير وجهها فيحظى بنظرة منها وما إن همّ رائد بقولٍ لاذع حتى انصرف النادل باديا على وجهه امارات .. الخيبة !.
لتلتفت دارين بعدها مباشرة بتعمد وهى تسأل بتركيز تام وكأنها لم تشرد بالغروب أبدا :

" لماذا تعتقد أن إجابتي مسبقة وأن فتاة مثلي لن تقبل بك ؟! "

فتح فمه ليجب وهو يطفئ سيجارته وقد عاوده مزاجه الحانق المحترق بالألم فتابعت سؤاله مجددا :

" ولماذا تعتقد أن هناك سببا آخر وراء مقابلتي لك أو أني أتيت ... لأشمت ؟! "

كان ينظر إليها بحقد وهو يهم بإجابة وقحة ولكنها لم تعطه الفرصة وهى تتابع بثقة :

" لا تتعب نفسك لأني لا أريد إجابات .. كنت أريد التأكد من شئ ما وفعلت "

نعم .. جاءت خصيصا لتعرف ما إذا كان طلبه – هو – أم طلب – والده - ؟!
إذا كان يعرفها .. أم لا ؟!
وقد وجدت الجواب صريحا .. مباشرا .. سهلا للغاية
وجدته منه .. قولا وفعلا !
يتعجب رائد من تحولات الحديث فيتوه منه الكلام السابق ليركز فى كلامها الأخير متسائلا بحنق :

" وما هذا الشئ ؟! "

لم ترد دارين للحظات أخذت فيها ترتشف من كأس الليمون مسبلة أهدابها ثم رفعت عينيها إليه وقد عادت إبتسامتها المسيطرة وهى تقول بنفس الثقة البعيدة تماما عن الغرور :

" أنا دارين كامل العامري .. اعلم أنك لا تعرفني .. ولكن أول ما يميزني أني لا أقبل بالوسطاء في أي موضوع خاص بي "

يشد انتباهه كلمة ' ما يميزنى ' فيعقد حاجبيه ليسأل عن معنى كلامها حين صعقته وهى تضيف ببساطة شديدة :

" ولذلك اليوم أتيت لأبلغك بنفسي .. أني كنت موافقة "

وكأن بكلمتها بعثت العواصف .. وقصف البرق .. ودوى الرعد في عالمه
لتلقِه في بحر هائج لحيرة ذو أمواج هادرة من عدم الإستيعاب ..
فيحدق فيها بعينين متسعتين بشراسة مَن ينظر للخطر ليقول :

" أقول لكِ أبي فعل ذلك وأنا ... "

تلهث أنفاسه قليلا وكأنه كل ما بداخله يتسابق وتتجمد عيناه تماما لتعود لزجاجها الاسود وهو يضيف بعنف مكبوت :

" لا أريد "

وما زال يصارع أمواج بحر حيرته وهى توضح بنفس البساطة بنبرة صوتها الناعمة :

" أنا قلت ( كنت ) .. أنت قلت لي ذلك الآن .. أنا لم أكن أعرفه وأنا أفكر الأيام السابقة وأقرر الموافقة ... ولهذا أنا أسحب موافقتي طالما أنه لا يوجد موضوع من الأساس "

تأخذ نفسا عميقا وهى تتابع :

" أما عن سبب إخبارك بموافقتي حتى بعدما سمعت منك هذا الكلام فهو إجابة لسؤالك عن السبب الحقيقي لهذا اللقاء ( الفاشل ) "

تختنق أنفاسه رغم قوة هواء البحر وجانب منه يحاول الإعتذار ولكن تخرج نبرته باردة بضيق واضح :

" أنا لم أقصد إهانة لكِ .. أنا فقط كنت ..... "

صمت و بعض الراحة تسللت إليه عندما تأكد أن الموضوع انتهى وأنه .. مرفوض !... أو أصبح مرفوضا !.
فضحكت ضحكة خافتة وهى تمد يدها تأخذ حقيبتها تفتحها وهى تقول :

" لا تبتئس هكذا .. لم يحدث شئ .. أنا مقدرة لصراحتك معي "

أخرجت من حقيبتها شيئا ظل في يدها وهى تنهض قائلة باحترام :

" تشرفت بلقائك سيد رائد "

وقف رائد مكانه عاقدا حاجبيه ولا يعلم ما الذي دفعه ليسأل بغرابة :

" لماذا وافقتِ ؟! "

عيناها فى عينيه بنظرة ظاهرها بريئا وباطنها تتحداه بسؤالها :

" وافقت على ماذا ؟! "

تتضايق ملامح رائد وهو يسب فى داخله رافضا نطق الكلمة فيقول بعصبية حاول إخفاءها :

" على .. الزواج بي "

تنظر دارين إليه لحظات بدت فيها وكأنها تقرأ عينيه حتى شعر أنه أخطأ في إيقافها وسؤالها ..
الآن بات يعرف سر التشابه بين نظرتها ونظرة والده ..
ذلك التفحص العميق في العيون السوداء وكأنها بنظرة تتغلغل لداخل روحه فتمسك موضع الألم بيدها .
يسيطر الإختناق على صدره وبلا وعي منه كان يضع يده على بطنه .
حتى سمعها تقول بغموض وهى تضع أمامه شيئا كان بيدها :

" لأني أحب الغروب "

غادرت من أمامه بلا كلمة أخرى ليشعر أنه لا زال في بحر الحيرة وهو يراقب ظلها الغارب فيراوده إحساس أنها – والغروب – حقا متشابهين !.
ينظر لأسفل حيث ما وضعته على الطاولة فتمتد أصابعه تلتقط دعوة حضور إلي .. سباق خيل !!.
تتسع عيناه قليلا وهو يمسك الدعوة فينبض قلبه بعنف ذكريات قديمة .. قديمة جدا .. بقدم عمره كفارس الرعد !.
فتزيد حيرته وهو يردد آخر جملة قالتها مجددا في عقله وعيناه السوداء لا تفارق النظر للخيل الأسود على الدعوة .



.........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 10:12 PM   #425

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

عصر اليوم التالي

جلست قمر على سريرها تضم ركبتيها إلي صدرها بعد عودتها من التدريب .. نظراتها تحدق لخاتمها على منضدة الزينة ترفض إرتداءه ..
بعد الأسبوع الماضي وما حدث مع أكمل فإنها يجب أن تتخذ قرارا جديا بشأن علاقتها بحمزة ..
ولكن .. لا تستطيع فعلها .. ليس حمزة ..
وأيضا .. ليس أكمل .
نفخت بحنق وهى لا تفهم نفسها ولا مشاعرها وإحساس الخيانة الذي يراودها مؤخرا يعذبها ببشاعته ..
تمردها تجاه حمزة يتلاشى أمام أكمل فيتحول لاستكانة خاضعة لطالما كانت تبغضها ولكن مع أكمل .. تحبها ..
تحبها كثيرا وصوته وهو يأمرها بإطلاق شعرها لأجله لا زال يداعب كل أوتارها ..
ولكن للأسف نغماتها تصدر شاذة مختنقة .. بالخيانة .
حمزة لا يستحق منها هذا .. وأكمل أيضا لا يستحق هذا ..
حمزة يريدها .. وأكمل ..... ماذا ؟!!!
هل تحيا وهما أم حقيقة تختبرها فتضعها بين إختيارين عاجزة ؟!
ولكن هل خيار ' أكمل ' موجودا بالفعل .. أم أنه الوهم نفسه ؟!.
ورغما عنها تعود لذلك اليوم فتميل لتنام على جانبها تتذكر أحداثه و.. عناقه !.


وقفت قمر أمام المنزل الكبير ترفع عنقها وهى تنظر إليه برهبة .. هل هذا هو ما ألغت التدريب لأجله ؟!.
قلبها يدق ترقبا خائفا لما ستلاقيه بالداخل حتى سمعت صوته :

" هيا لندخل "

ابتلعت ريقها بتوجس فتشعر بجفاف حلقها وهى تسأله بخفوت متعجب :

" هل هذا هو المكان الذي أردت تجربته حقا ؟! "

يكتم أكمل ضحكته وهو يقول بجدية مفتعلة زادت شقاوة عينيه :

" نعم ... شركتي كانت المسئولة عن حملة الدعاية الخاصة به .. ألا يعجبكِ ؟ "

أدارت قمر رأسها إليه فتقول بحذر :

" يعجبني ولكن .... أنا لا أحب أفلام الرعب "

ضحك أكمل بخفوت من ملامحها الخائفة فيطمئنها بالقول :

" لا تخافي .. أنا معكِ "

تقدم خطوات باتجاه باب المنزل ثم التفت يمازحها قائلا :

" هيا .. أريد قلب من حديد بالداخل .. حسنا ؟ "

اومأت قمر برأسها وهى تكاد تبكي خوفا وخاصة أنها سمعت عن هذا المنزل بالفعل .. تعرف أنها مجرد لعبة .. ولكنها تكره الألعاب المرعبة ..
ما هذا النهار ؟! ..
هل حلمت يوما أن تأتِ إلي .. بيت الرعب ؟!
وصوت آخر بداخلها يخبرها .. ها هى مياهكِ الراكدة تتحرك .. تنفسي الحرية كما أردتِ إذاً ..
هل هو أكمل ؟! .. بعد كل هذه السنوات .. هل ضالتها تجدها في أكمل ؟!.. الحرية ...
ولكن ... حمزة ..
قطع أكمل أفكارها وهو يمد لها يده منتظرا اليد البيضاء الناعمة .. ظلت قمر تنظر ليده لحظات قبل أن ترفع يدها ببطء لتستقر في كفه الدافئ ..
وحينها أغمضت عينيها على صوته الخافت :

" لا تتركي يدي بالداخل "

الاستكانة الهادئة تتمكن منها أمام – الحالة – التي تعزف أوتارها بهدوء ..
اومأت قمر برأسها وهى تفتح عينيها وتسير معه حتى مدخل البيت .. وبعد خطوات قليلة ..
صُفِقَ الباب خلفهما بقوة .. وأظلم المكان لحظات .. لينطلق صفير مرعب ..
شعر أكمل بيد قمر تشدد من إمساك يده ثم سمع صوتها يهمس :

" أنا خائفة "

فيشد بدوره على يدها قائلا بهدوء :

" لا زلنا في أول خطوة .. علينا حل الكثير من الألغاز لنخرج "

أنوار خافتة أُضيئَت في البيت ليظهر لهما ديكوره الداخلي القديم .. غبار يغطي بعض الأركان .. وصبغة كالدماء تتناثر بكل مكان ..
كل ما حولهما كان يحكي قصة رعب مختلفة ..
ارتجفت قمر وهى تشعر بأحد ينظر إليها من الجانب فالتفتت ببطء لتفاجأ بسيدة عجوز مذبوحة العنق ملابسها غارقة بالدماء وتنظر إليها بابتسامة شريرة ..
لحظة .. اثنين .. وانطلقت صرختها وهى تختبئ خلف أكمل الذي نظر بنفس الاتجاه ثم استدار إليها يحاول طمأنتها بقوله :

" قمر اهدأي إنها إشارة البدء .. تعني أن علينا البدء بلغز هذه الغرفة .. اسمعيني جيدا .. لا تخافي من أي شئ هنا .. كل هذا وهم وديكور .. هل تفهمين ؟ "

اومأت قمر شاعرة بعجزها عن الكلام وعيناها تدمعان فقادها أكمل نحو الغرفة المظلمة التي غُلِق بابها خلفهما بعنف ..
ليبدأ أكمل بحل لغز الغرفة وهو لا زال ممسكا بيدها ..
وغرفة وراء أخرى كان استمتاعه يزداد بالتجربة المختلفة التي حكى له عنها فريق الدعاية بالشركة ..
ورعب قمر أيضا يتزايد وكل صرخة منها تستمع لاحدى كلماته المطمئنة ..
كلماته المشاغبة المتلاعبة المزينة بضحكاته المرحة فتشعره مراهقا لعوبا ثم تحاوطها رجولته النابضة بدفء الأمان حتى مع كل هذا الرعب حولها ..
رجل فريد من نوعه لم تر مثله من قبل وهو يجمع المرح والجدية في كنف الرجولة ..
لم يترك يدها وللحظات راودها شعور غريب أنه يمسك بيد أحد آخر فيخاف أن يضيع منه !..
وعند غرفة معينة كان عليه أن يترك يدها ليبحث عن شئ ما فتتشبث قمر بيده وقد تمكن منها الخوف بعد هذا الوقت قائلة بلهفة :

" لا تتركني "

يرد أكمل عليها بخفوت :

" لن أترككِ قمر أنا هنا معكِ ... سأحضر شيئا من هذا الخشب ... قمر تذكري .. كل هذا وهم والمكان مُراقَب جيدا .. لا تخافي "

الغرفة كبيرة بأضواء خافتة كباقي البيت ولكن بها رائحة غريبة .. وصفيرا أغرب .. لا ليس صفيرا ..
إنها همهمة بشر يتحدثون بخفوت ..
تلفتت قمر حولها وهى تتذكر كلمات أكمل لتطمئن بها نفسها وهو في أحد الأركان المظلمة ..
تزداد الهمهمات البشرية وكأنها تقترب فتسأل قمر بخوف :

" هل أنت هنا ؟ "

يضحك أكمل ضحكة خافتة وهو يرد عليها ولا زال يبحث :

" نعم هنا ... هل سأظل أذكركِ بثقتكِ بي ؟.. قلت لكِ لا تخافي .. حاولي الإستمتاع قليلا "

أي استمتاع في هذا العذاب الذي تعيشه ؟!
ضربات قلبها تكاد تعانق السماء بداخل جسدها المرتجف كليا ..
تكاد تقسم أنها لن تخرج معه مجددا من هول ما رأته .
لحظات وكانت تسمع صوت جرس يرن بتواصل .. يرن .. ويرن ..
فتزيد الهمهمات حتى توقف صوت الجرس .. انطلق شئ طائر يشبه الخفاش من فوقها فترى قمر بجانبها سيدة صارمة العينين المضيئتين متشققة الملامح ترتدي زي راهبة وفمها يُفتَح بأسنان حادة ..
لا تعرف كيف صرخت بإهتياج فجأة حين امتدت كفان تلمسان كتفيها وهو يقول بقلق :

" هذا أنا .. أنا .. اهدأي "

ولا تعلم ماذا حدث وهى تستدير بنفس اللحظة ... لتعانقه ..وهى تهتف باسمه باستنجاد رهيب الوقع على غريزة الحماية برجولته :

" أكـمـل "

تتشبث بعنقه وتبكي دموعا كشلال بلا توقف وكل خوفها من ضربات والدها وهى صغيرة يتجمع في هذه اللحظة وهى تحتمي به ..
للمرة الاولى تنطق اسمه .. وحين تنطقه يكون تأثيره ممتدا لنفسه
وفي اللحظة التالية .. ذراعا أكمل كانا .. يترددان .. وهو يحيطها برفق ثم يتذكر شيئا ما وهو يستمع لبكائها الخائف ..
فتلتف ذراعاه أكثر حولها وشفتيه تتحركان باسم قديم .. أربعة عشر عاما لم ينطقه وهو يتشكل همسا بغيضا على نفسه ..
فتتألم عيناه لحظة ثم تقسو بشدة ليدفع بالذكرى في بئرٍ سحيق مدركا لأول مرة لماذا كان يرى وجه قمر حزينا بجمال فريد من نوعه منذ اللحظة الأولى ..
ومدركا أيضا أنها فرصته ليقبض على ما فات منه .
تدفن قمر وجهها في رقبته ويزيد بكائها لا واعية غير برحابة صدره القوي الذي ألفت وجودها عليه ..
لا واعية سوى بدفء ذراعين تمدانها بأمان لا حدود له ..
وحينها قال أكمل بنفس القلق :

" ماذا ستفعلين إذا رأيتِ ما رأيته أنا بالداخل إذاً ؟! ... لمَ تخافين هكذا أقلقتني عليكِ "

رفعت قمر وجهها المحمر في وسط الظلام فتتعمق نظرة عينيه وهو يتأملها وهى تهمس كطفلة ضائعة :

" اخرجني من هنا ... أرجوك "

كفاه انسحبا من خصرها ببطء ليمسح دموعها قائلا بجدية خافتة :

" حاضر ..... لا تخافي "

وبهاتف منه كانت الأبواب تُفتَح والأنوار تُضاء قبل أن يخرجا مغادرين المكان العجيب لأصحاب القلوب الحديدية .


بعد دقائق كانت قمر تستند برأسها لمقعد السيارة بإجهاد تام .. لا تصدق أن كل ما حدث لم يتجاوز الساعة .. وها هى خرجت لتلاقي نور النهار بعد الظلام المرعب بالداخل ..
ولكن بعد عناق أكمل فإن الظلام يمتد لداخلها ولا تعرف لماذا تذكرت قبلات حمزة على عنقها يوم حفل عيد ميلاد دارين ..
فوجدت نفسها تسأل بخفوت بدون النظر إليه ورأسها لا زال مستندا للمقعد :

" لماذا تفعل معي كل هذا ؟ "

التفت أكمل إليها ثم نظر للطريق أمامه وهو يستدير بالسيارة قائلا :

" لم أقصد إخافتكِ "

حركت قمر رأسها للجانب الآخر وقد ارتدت سترتها السوداء الطويلة لتسيطر على إرتعاش جسدها وهى توضح له بتعب حقيقي تمكن منها :

" لا .. قصدت كل شئ ... لماذا جعلتني نجمة العرض ... لماذا أردت أن نخرج معا اليوم ؟ "

جمدت ملامح أكمل تماما وهو يشعر بما شعر به بالداخل مجددا فلا يعرف إن كان حقا جعلها نجمة العرض ليستغل جمال وجهها أم لأن شيئا لا واعيا به كان يحركه باتجاهها ..
فيرد بخفوت متصلب :

" لا أعرف "

ظلت قمر تنظر إليه فلا تستطيع قراءة ملامحه لتسأل بحيرة :

" كيف لا تعرف ؟ "

ولم تنل سوى صمت تام وتباعد غريب منه وكأنه لم يسمعها أو .. سمعها ولا يريد إجابتها .





........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 10:18 PM   #426

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

وأسبوع آخر يمر

جلبة تبعث الحماس في النفس وأصوات التشجيع تعلو حتى قبل أن يبدأ السباق .
يوم ربيعي آخر مبهج وبنظرة لهذا المكان المزدحم يُبعَث الأمل من جديد في القلوب .
تتألق العيون وتحتدم النقاشات حول توقعات الفوز والخسارة والكل يشارك برأيه .
تقف شمس تناظر ما حولها بنظرة كئيبة عادت لعينيها مجددا بعد حوارها الأخير مع قمر .. وبإصرار منها على نزع تلك الكآبة من داخلها قررت الإستجابة لدعوة دارين والحضور لمشاهدة السباق .
خاصة بعد مقابلة العمل التي أجرتها في إحدى الشركات ولم يتم الرد عليها حتى الآن وبالتالي تستنتج أنها رُفِضَت .. لقد كانت تلك السيدة التي أجرت معها المقابلة تستفزها بما تحمل الكلمة من معنى .. ولا تعرف شمس أهذا ما يتطلبه العمل حقا ؟!.
أن تكون باردا لا تُستَفز بسهولة ولا يثير أعصابك شيئا .. المنطق يقول أن تعرف عملك جيدا وبدبلوماسية تامة تؤديه وإن حدث وضايقك أحدهم فهنا تظهر شخصيتك في صده .. وبدبلوماسية أيضا ..
لكنهم يتعمدون إثارة أعصابك ليروا ردة فعلك وكأن هذا هو العامل الوحيد الذي يعتمد عليه قبولك أو رفضك ..
والمنطق يقول أيضا أن العمل يكسبك خبرة في الحياة والتعامل على مدار السنين .. لكنهم يريدونك جاهزا ذو خبرة من العدم !! ..
وإن عمل فقط مَن يمتلكون الخبرة فأين مكان شمس ولمياء ومثيلاتهن ؟!
مطت شمس شفتيها بضيق وعادت عيناها تراقب ما حولها
مَن يرى زحمة الناس هنا ونشاطهم المحبب في الإستمتاع بسباق خيل .. يشعر وكأنه لا مرضى ولا فقراء ولا مكلومين .
الحياة غريبة بطبيعتها المستمرة .. لا شئ دائم .. الحزن زائل .. والفرح زائل .. والحياة بأكملها زائلة.
أغمضت عينيها وهى تتنهد ثم تفتحهما لتستند على السياج الأبيض الذي يقفون أمامه محاولة الطفو فوق الحزن والألم والتركيز على حاضرها .. الربيعي.

بجوارها تقف قمر تشاهد .. ولا تشاهد .. نظراتها لا تعبر عن شئ وإحساسها الداخلي بالفراغ يزداد في هذا المكان على الرغم من حماسها في التدريب لعرض الأزياء.
عدا تلك الشعلة التي تتوقد في قلبها كلما تذكرت أكمل فتشعر أنها واقعة بين شقىّ الرحى ..
وافقت بحمزة لتحرك مياهها الساكنة ببعض الأمواج الهادرة ورغما عنها تحرك قلبها فلن تنكر إنجذابها إليه .. تحب أنه يريدها هى ..
ولكن الأمواج الهادرة لم تأتِ إلا مع أكمل ورغما عنها أيضا يتحرك قلبها فلن تنكر إنجذابها إليه هو الآخر .. تحب جرأته .. تلاعبه .. شقاوة عينيه .. وجاذبية رجولته .
هل تحب كل هذا بأكمل ولا تحب بحمزة سوى أنه يريدها ؟!!.
إحساس الخيانة بغيض .. بغيض للغاية وهى تدرك أنها تخون الاثنين وليس واحدا دون الآخر ..
ولكن لماذا تعتبرها خيانة ؟! ... لماذا لا تعتبره إختيار ؟!
نعم .. هو إختيار .. على الأقل ليرتاح ضميرها قليلا حتى تبني نفسها وسط العالم الذي تتوق لدخوله رغم رهبتها منه .
ولكن ذلك الواقف بجوارها يمتص حماسها وأفكارها ليمنحها تشتتا بالتفكير تعجز عن إيقافه في حضرته.
ينظر إليها حمزة بإشتياق جارف وفستانها الچينز يحدد خصرها بإستفزاز فيشع جسده حرارة حرمانه منها وهو لم يرها منذ آخر مرة جاءته وطردها وهى تعاقبه بحرمانه من رؤيتها وحتى سماع صوتها فلا ترد على إتصالاته .
بينما هو فعليا يحترق بما قاله لها آخر مرة .. ورغم لوعة كبريائه المجروح بكلامها .. لكن لوعة شوقه كانت أقوى لتجبره على الإتصال بها وهى بكل برود لا تجيب.
لابد أن يعقد قرانه عليها لأنه لن يحتمل أكثر - هفوات - لسانها الحاد وابتعادها عن محيطه ..لا زالت – صغيرة - يريد تربيتها على يديه .. بين ذراعيه ..
حين تكون زوجته سيعرف كيف يمحي أثر تلك الصفعة التي أثرت في علاقتهما منذ ثلاث سنوات ..
سيعيد إليه تلك القمر التي كانت تلعب بقدميها البيضاء برمال الشاطئ ذلك اليوم ..
لحظة يتوه فيها من نفسه وعقله يسأله لماذا أحببتها ؟!
ثم تتوه منه الإجابة وسط المشاعر فيدرك أنه حب بلا أسباب .. هكذا نظر إليها بنظرة مختلفة عن نظرة الأخ لأخته .. فوجد نفسه يحبها ..
شفتاه تنطبقان بقوة وذكرى ملمس بشرتها عليهما تذوقه وأصبح يعرفه فأدمنه ..
ينظر لشعرها الأحمر فتوخزه يده لتحسس نعومته فيمنعها وهو يقبضها بقوة ليقول حانقا ووجيب قلبه يعلو :

" سأقص لكِ شعركِ هذا في يوم من الأيام "

يخفق قلبها بنبضات خاصة به وحده وهى تشعر بالغيرة النابضة بصوته وشبه إبتسامة تظهر على شفتيها المغريتين لعينيه وهى ترد بغرور :

" قصه .. أنا جميلة في كل الأحوال "

يكز حمزة على أسنانه والدماء تندفع حارة في عروقه ليشعر بألم خفيف في ذراعه المجبر المرفوع على حامل إلي صدره فيبعد عينيه عنها باحثا عن ' مروحة قلبه ' دارين .. ليرها بعيدا مع ... " نيڤادا "..
يتذكر إبتسامتها الجميلة ذلك اليوم الذي أحضر لها به بطاقة السباق وهى تنظر إليها بعشق خالص للخيل منذ صغرها فيغمض عينيه متذكرا قوله لها :

" أنا أحب قمر أضعافا مضاعفة "


أمام بوابة النادي توقفت السيارة الرمادية بجوار الرصيف ليطفئ قائدها المحرك ثم يستمع للصوت الحانق :

" " لماذا جئنا إلي هنا ؟!

يضع زهران يده على عتلة الباب ليفتحه ويترجل من السيارة قائلا بنبرة آمرة :

" " انزل وستعرف

ينزل رائد من السيارة وهو ينظر لوالده بضيق لم يخفِه لأنه تذكر حين رأى النادي أن اليوم هو موعد السباق..
لقد نسى تماما الأمر حتى إنه ألقى بدعوته التي أخذها منها في القمامة !.
لم يكن سيحضر ولم يفكر في الموضوع مرة أخرى ولكن يبدو أن والده على علم بكل ما تفعله تلك الفتاة .
والده جدي جدا في الأمر وكأنه أقسم أن يحقق هذه المرة ما يريد
بينما هو يحاول السيطرة على إنفعالاته ولا يريد إخباره أنه قابلها وأخبرها بكل شئ وانتهى الموضوع ..
يريده أن يعرف رفضها بنفسه من والدها عندما يتصل به ليعرف رده ..
يريده فقط أن يتركه لحاله مع أشباحه التي صارت جزءا منه ...
الألم .. العذاب .. الاحتراق .. الغضب ...
والذكريات .

يسير بجوار والده حتى عبرا بوابة النادي للداخل وتلقائيا يتجه زهران لساحة السباق وهو يتبعه بصمت مجبرا .
مؤكد هو يظنه لا يعرف بأنها حاضرة لمشاهدة السباق بل ودعته للحضور أيضا .
مع كل خطوة تتدفق الذكريات في عقله أكثر فيبدو وكأنه يتابع شريط حياته في الست سنوات السابقة أمام عينيه الشاردة ..
هذا النادي شهد البداية .. وعرض الزواج .. وسباقين خيل كانت فيهما معه .. تشجعه .. وتمنحه عشقا .
وصلا إلي الساحة ليتلفت والده قليلا قبل أن يبتسم وهو يتجه لجهة معينة حيث يقف كامل وشاهندا.
يصلا إليهما فتبدو الدهشة على وجه كامل وهو يرحب به تتبعه شاهندا ليصافحهم رائد أيضا بتحفظ مجبر ثم يقف صامتا حانقا وكامل ووالده يتبادلان الحديث الذي لم يهتم بسماعه .
يحمد الله أنها ليست هنا ولا يريد معرفة لماذا لم تأتِ لمشاهدة السباق ؟!
فلا رغبة لديه لرؤيتها تلك التي شوشت أفكاره الأيام السابقة بكلامها المحير الذي يريد نسيانه ولا يبالي بتفسيره ولكن عقله لا يتركه إلا ويذكره به .
ترتفع الأصوات في مكبر الصوت معلنة بدء السباق فيشعر بالحنين يملأ روحه وهذا الصخب – المألوف – يزلزل كيانه الغاضب ليطفو " رائد " القديم على سطح هذا الحنين.
تشده ذكرياته الصافية منذ عشر سنوات إليها فيكاد يرى نفسه كان هنا .. ربما البارحة فقط !.
ينتبه بكل حواسه للسباق وقد شعر الآن أنه كان حقا بحاجة إلي المجئ هنا .. اليوم تحديدا .
نسى كل شئ وهو ينتبه لدخول المتسابقين بأحصنتهم فيمر بعينيه عليهم حتى .. رآها.
تحفزت كل عضلة بجسده وعيناه تتسعان وهو يراها – متسابقة – وليست – مشاهدة - !!.
أنيقة جذابة بثياب الخيل التي نساها .. تهمس بشئ ما لحصانها وتبتسم له بحب لن يفهمه مثله ..
ثم يراها تستعد كما المتسابقين ثم تمتطي حصانها بحركة جسدها الرشيق ..
تلتفت الجهة الأخرى فتطبع على أصابع يدها قبلة وتمد يدها باتجاه أحدهم ليبادلها ذلك الشاب - الذى لم يكن إلا حمزة – قبلة شقية فى الهواء.
تفعل المثل وهى تلتفت جهته لترسل قبلتها هذه المرة إلى والدها ووالدتها .. فتراه .
خُيل إليه أن يدها توقفت لحظات وعينيها تلتقي بعينيه ليختفي الصخب في لحظة وتبقى فقط تلك .. الفارسة.
يسكن العالم حوله بنظرة عينيها التي لا يفهمها ابدا فيشعر أنه انتقل لمكان آخر .. وزمان آخر .

أعادت يدها لتمسك اللجام وهى تطرق بنظراتها فينتبه للتعداد العكسى للانطلاق .
خمسة .. أربعة .. ثلاثة .. اثنان .....
وعيارا ناريا يشق الهواء لتُفتَح الحواجز أمام الخيول بصوتٍ يزلزل القلوب رهبة وحماسا ..
وقبل نقطة الإنطلاق بثانية واحدة كانت ترفع نظراتها الحادة المليئة بالإصرار فتبتسم .. إليه .. وتنطلق .
عقد حاجبيه وهو متحفزا حقا لمتابعة السباق مفكرا .. إبتسامتها لم تستفزه اليوم كما المرة السابقة !.
يعلو التشجيع أكثر وأكثر ولكن يميز صوت كامل وشاهندا هاتفين باسمها .. ثم ينظر للجهة الأخرى فيرى شفتي ذلك الشاب تتحرك باسمها وهو فى قمة الحماس .
يعود بنظره إلى السباق فتعلو دقات قلبه رغما عنه والحنين يتحول لصرخات حماسية في أعماقه تعيد إليه ذلك الزمن البعيد .
اشتدت وتيرة أنفاسه ترقبا وهو يركز بكل حواسه معها فيراها تتقدم عليهم جميعا حتى نقطة معينة فينتبه رائد لمتسابق آخر يريد أن يسبقها ..
ضغط على أسنانه ويداه تتقبض عفويا ليهتف بداخله
( عليها أن تميل الآن لتزد السرعة )
لم يشعر بوجود أحد وتركيزه الكامل منصب عليها فيأخذه الترقب لوقتٍ خبر فيه كيف ومتى يميل لتزيد سرعته فوق جواده .
وكأنها سمعته حقا ! .. ولكنها خبرتها هى التي جعلتها تميل في هذه اللحظة لتزداد السرعة وهى تهتف بإصرار لفرستها الحبيبة :

" هيا نيڤادا "

تشاطرها نيڤادا إصرارها فتزيد قوة ركضها .. وتتوقف الأنفاس عند الإقتراب من خط النهاية ...
ذلك المتسابق وراؤها بخطوات قليلة .. أصبح بجوارها تماما .. تقدم عليها ...
ارتجف جسد دارين وهى تكاد تشهد خسارتها .. واليوم ..
لتهمس بداخلها وعيناها تدمعان عفويا
( ليس اليوم ..... ليس اليوم )

حمزة توقف متسع العينين ويده تنغلق بقوة على السياج الأبيض أمامه ..
كامل وشاهندا يتمنيان فوز دارين فيهتف كامل باسمها بكل قوته ..
زهران مال قليلا لتتضح رؤيته فتضيق عيناه منتظرا فوزها وكأنه إثباتا له لشئ آخر أكثر أهمية ! ..
شمس تعقد حاجبيها وعيناها تقسو وهى تتركز على عمها كامل وهو يهتف باسم ابنته بهذه القوة ..
شبح إبتسامة يظهر على شفتىّ قمر وهى تراقب الفارس الآخر الذي يريد سبقها ..
وتوقفت أنفاس رائد ..
عيناه المتسعتان تتباعدان معه وهو يتذكر يوما كهذا فوق ظهر فرسه الأسود يكاد يشهد خسارته أيضا ..
نعم .. هى والغروب حقا متشابهان .. متشابهان في أنهما بداية لشروق في مكان آخر كما قالت ..
ولكنه فاز ذلك اليوم بالسباق .. وهى الآن .. وقت غروبها لم يحن بعد .

ولم يعرف أحد ماذا حدث حين اتسعت العيون ونيڤادا تعبر خط النهاية قبل الحصان الآخر ..
لتتوقف بعدها بلحظات وتتجمد دارين فوقها قليلا منقطعة الأنفاس
تحاول إلتقاط أنفاسها فتلهث ثم يعود وعيها بالواقع وهى تسمع الهتاف باسمها فتظهر إبتسامتها العريضة تنير وجهها المحمر جهدا فجعلها شهية أكثر ..
نزلت أخيرا فتحتضن رقبة نيڤادا بحب وتقبلها هامسة لها بشكر عميق من القلب ..
وبدت نيڤادا أكثر شكرا منها وهى تتجاوب معها فتميل برأسها وكأنها تحتضنها هى الأخرى .

تقطر سعادة وهى تعود وإبتسامتها لا تفارق وجهها فيقابلها حمزة بفرحته الغامرة وهتافه المحبب باسمها وهو يركض إليها فتركض إليه ليرفعها عن الأرض بذراعٍ واحدة يعانقها ويدور بها عدة مرات وهى تتشبث بعنقه وضحكتها تصل لأسماع رائد .. تكويه .
تبدو كتلة من الحيوية و – الحياة – التي فقدها هو منذ وقت طويل .
تعانق دارين والديها بينما يعود رائد للواقع فيتلفت حوله يعاوده الضيق مجددا شاعرا بأن المكان .. لم يعد مكانه منذ زمن مضى.
يقترب والده منها مباركا لها ثم يقتربا .. منه .. فيشعر برغبة الهرب !.

مد رائد يده بمصافحة باردة مع كلمته اليتيمة :

" مبارك "

وبإبتسامتها التي عادت تستفزه ترد عليه برقة :

" شكرا .. وشكرا لأنك أتيت "

ترتبك نظرات رائد وهو ينقلها لوالده الذي نظر له نظرة خاصة ثم قال لدارين :

" أنا سأذهب لأن لدىّ عمل ... رائد سيظل هنا حتى تتسلمِ ميداليتكِ الذهبية .. مبارك مرة أخرى "

ثم يلتفت لرائد فيقول بجدية :

" سأترك لك السيارة ''

يتجاهل زهران نظرات ولده الغاضبة وهو يمد له يده بمفتاح السيارة يعطيها له ليخرج من النادي ويذهب لتنفيذ .. مخططه !.


ينشغل الجميع بتهنئة دارين عنهما فتقف هى وأختها وحدهما .. وحيدتين .. كئيبتين .. فاقدتين للحياة .
ترى دارين وهى تتسلم الميدالية الذهبية فيتقطع قلبها غلا ويتمزق كيانها غيرة منفرة .
فتبعد عينيها عنها كرها وتتلفت في الوجوه المعجبة بدارين لتشعر بمزيد من الغيرة .
ولكن كل هذا طار برمشة عين وهى تراه أمامها على الجهة الأخرى .. يبتسم لها .. لها هى .. وعيناه الزرقاوين تناديها هى .
تنظر قمر إلي أكمل بشوق غريب وقلبها يعود للحياة بمرآه
ثم تلتقط إشارة رأسه الخفيفة بأن تتبعه قبل أن يستدير ويبتعد عن ساحة السباق .



........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 10:25 PM   #427

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

تتلاعب دارين بالميدالية في يدها بينما يسير جوارها رائد لا يجد ما يقوله .
لا يعلم من الأصل كيف انتهى به الأمر يتمشى معها هكذا ؟! .. ربما هو الحنين لرؤية هذا المكان بعد أربعة سنوات لم يقربه فيها ..
بعد أن تسلمت دارين ميداليتها عرضت عليه أن يأتِ معها لتريها .. لنيڤادا ! .. وهو وافق .
رآها تحتضن عنق الفرسة الأصيلة وتضع الميدالية عليها وكأنها تريد أن تشعر نيڤادا أن هذه الميدالية لها هى وليس لدارين فقط .
يتعجب رائد من حبهما فيتذكر الفترة التي قضاها سجينا حيث الكره والنفور يحيطان بكل شئ حد التعود والإدمان .
إلي الآن يحاول تهذيب طباعه التي اكتسبها من مخالطة قادة الإجرام فيصنع مزيجا فريدا من – الإجرام المهذَب –
أخرج إحدى سجائره يشعلها فيأخذ نفسا قصيرا منها وتتراخى مشيته بجوار دارين وهى تسأله :

" هل أعجبك السباق ؟ "

عيناه تجولان في المكان بحنين مهلك قائلا بشرود :

" إنه نفس النادي المشترك به ولكني لم أعد آتي إلي هنا .. أبي أصر على تجديد إشتراكي بعد خروجي من ... السجن .... ولكني لم أحضر من وقتها "

لا زالت دارين تتلاعب بالقلادة في يدها فترد بهدوء :

" نعم .. أنا لا أراك أبدا هنا "

تلتقط عينا رائد كل ما يمر عليه من حوله بنظرة جديدة فيدرك لماذا وافقها على التجول معها حقا ..
يشتاق للمكان كله .. للزمان الفائت .. لأجمل ذكرياته هنا ..
تغيم عيناه عند مكان معين فيمج من سيجارته ثم يقول بشرود متزايد :

" كنت مصرة على الفوز .. تبدين شديدة القرب لحصانك "

تنظر دارين لجانب وجهه فتدرك بحدسها ما يدور بداخله ثم تقول بصوت غامض هادئ النبرات حتى لا تزعج أفكاره :

" نعم .. نيڤادا عزيزة علىّ جدا .. إنها جزء مني أو أنا جزء منها .. لم تخذلني يوما وأنا أيضا لم ولن أفعل "

بدا له وكأنها تتحدث عن شئ آخر أو ربما هو الذي تاهت منه أفكاره وتشوش سماعه بكلمات أخرى .. بعيدة .
يتطلع رائد لطاولة محددة في مقهى النادي فتتوقف خطواته ويبدو قد انفصل تماما عن الواقع ..
لكنه يقول بشجن وصوته يخفت وكأنه لا يحدثها – هى - :

" أنا أيضا لدىّ حصان .. لم أهتم به منذ فترة طويلة "

توقفت دارين مثله وابتعدت عنه خطوة للخلف فتتألق عيناها ببريقها الخاص وهى تتسائل بنبرة خافتة أقرب للحث :

" حقاً ؟ "

يتقدم رائد باتجاه تلك الطاولة ويبدو على ملامح وجهه لوعة قلبه المحترق فتتعذب عيناه بمزيد من النيران التي يشعلها وجوده هنا.
حمما منصهرة تصب على أحشائه في هذه اللحظة فترتفع يده لبطنه شاعرا بأن ذلك الشق بها سينزف دما الآن.
نفس الإحساس النفسي المُعذِب كلما تذكر – ليلته – فيشعر أن دمه على وشك أن يسيل نزيفا لن يتوقف.
يقف أمام الطاولة الفارغة مطرق الرأس ينظر لكرسي معين ويقول بنبرة حزينة متألمة أقرب للهمس :

" منذ عشر سنوات كنت أنا الفائز بهذا السباق .. ولستة سنوات متتالية كنت أحصل على المركز الاول "

صمت لحظات ثم يهمس بسؤال جزع يمزق القلب :

" أتذكرين ؟ "

تنظر دارين إليه صامتة وهى متأكدة أنه يكلم أحدا غيرها فيخفق قلبها إشفاقا حنونا وتبتسم إعجابا بـ .. الوفاء .
بعد لحظات تركته لنفسه فيها سمع صوتها خافتا وهى تقول بتحدٍ خفي :

" حقا ؟ .. رائع .. عليك أن تشترك العام القادم .. ولنر وقتها مَن منا سيكون الرابح ؟ "

رفع رائد نظراته وهو يعود للواقع فيراها أمامه على الجهة الأخرى من الطاولة تنظر له وإبتسامتها تفيض بذلك التحدي الهادئ ..
للحظة شعر أنها تمد يدها لتنتشله من شئ ما بجملتها هذه فيسأل بتحدٍ ساخر :

" هل تتحدينني ؟! "

يشتد بريق عيناها تألقا وهى تدور حول الطاولة تناظره بقوة وترد :

" ربما ... ثلاث سنوات وأنا لم أخسر هذا السباق "

إبتسامته كانت ساخرة مستخفة وهو يرد بنبرة أقرب للإهانة :

" لم أعد أهتم بهذه الأمور التافهة "

هزت دارين كتفها وهى تقف أمامه تبتسم ببراءة وهى تقول بتفهم :

" حسنا ... أمامك عام كامل لتعيد التفكير .. ومن هنا لوقتها .. لا أحد يعلم ماذا سيحدث ؟ "

أظلمت عيناها فجأة وهى تحدق في عينيه حين رأت لمحة – كره – واضحة بهما ..
فتاهت خفقة من قلبها شعرت بها تُسرَق عنوة لتقبض صدرها ضيقا..
ولكن سرعان ما تألقت عيناها مجددا وواجهتها الهادئة المسيطرة تزينها إبتسامة ثغرها بتحدٍ لمَن يراها أن يستطع محوها .
تستفزه تلك الإبتسامة لأبعد الحدود فيضع راحته على الطاولة ليستعيد بروده بلمسة طاولة الذكرى وكأنه يتذكر لمستها – هى –
نظرة عينيها السوداوين لا يفهم معناها فتعطيه إنطباعا بإختلافها الغامض مما يضايقه بشدة.
لا فتاة مختلفة سوى – ليلته – والباقي كقشور سطحية لا تستحق إهتماما.
رمش بعينيه مجفلا حين رن هاتفه فجأة فقطع لحظات الصمت ويشتد غيظه وهى تسبل أهدابها بهدوء وتبتعد خطوة للوراء .
التقط الهاتف يرد بحركات حادة وشحنات الغضب تتناثر من جسده .. ثم تتسع عيناه وهو يستمع لمحدثه فيقول وهو يدور بعينيه في المكان :

" ماذا ؟! .. أبي !! "

يستمع عدة لحظات أخرى ثم يقول بتحفز :

" قادم حالا "

أغلق الإتصال وهو يتجاوزها بلا كلمة بخطوات متسعة ولكنها تعقد حاجبيها فتستدير تجاري خطواته بطولها الفارع لتسأل :

" ماذا حدث ؟ "

لم يرد عليها حتى وصلا لبوابة النادي ليفتح رائد السيارة بجهاز التحكم فيراها تستند عليها تنتظر إجابته فينفخ ثم يقول بنزق قلق :

" أبي في المشفى "

وما كان منها إلا أن فتحت باب السيارة وجلست بها فركب رائد وهو يتسائل بعنف ونبرة صوته ترتفع :

" ماذا تفعلين ؟! .. انزلي من السيارة "

تربط دارين حزام أمانها وهى ترد عليه بجدية وقد بدا القلق على محياها لأول مرة يراه :

" أريد الاطمئنان على السيد زهران .. هيا سنتأخر "

لحظة واحدة نظر إليها فالتقط تعابيرها القلقة ثم انطلق بالسيارة وسرعته تزداد كلما تراءت له تلك التعابير عند كل طريق .
السرعة تزيد وتزيد ووجهته محددة .. المشفى .


اليوم الأخير أيضا كانت وجهته .. المشفى .
يضرب وجهه الهواء البارد من نافذته المفتوحة فيراوده إحساس أنه نفس الهواء في ذلك اليوم ..
رمش بعينيه أكثر من مرة عله يدفع تلك الصور ولكنها تعود بقوة وحشية لتسيطر عليه ..
تزيد السرعة أكثر ودارين جواره تحدق بوجهه فتشعره يتباعد .. وكأنه يختفي أو يغوص في ذكرياته ..
وكان هو يصارع أمواج تلك الذكريات الهادرة .. تلك الذكرى الوحيدة التي يرفض تذكرها ..
ولكنها عنيدة قوية وكأنها أقسمت أن تعذب روحه الملتاعة ..
تنهشه بمخالبها فتدمي جسده ليسيل دمه نزفا لا يتوقف ..
تزيد السرعة .. وتزيد
ويخلو الطريق .. ويمتد إلا ما لا يدركه بصر ..
ولكن وقتها كان الليل قد أرخى سدوله ليخيم الظلام بسلطانه الآخاذ وتشع النجوم بريقا في السماء الحالكة ..
الإنارة الصفراء على جانبي الطريق كشموس متحايلة لتضئ العتمة ..
وهى بجانبه ..
جسدها ملقى بلا حراك على المقعد جواره وتنفسها تقريبا انعدم ..
يلفها بحزام الأمان مدركا أن لا فائدة له وقد نُزِل الستار وانتهى كل شئ .
ولكن رغبة المقاومة بداخله تزداد تشبثا بغريزة – البقاء - الفطرية التي تحملها أرواح الأنام ..
لم ير رعبها من السرعة الجنونية التي يقود بها لأنها لا تشعر بها .
فتتداخل ذكرى بذكرى وهو يستمع لصوتها الخائف بيومٍ ما قبلا


" أرجوك رائد خفف السرعة قليلا ... أنا خائفة "
" خائفة وأنا بجانبكِ "


فتقوى سرعته أكثر وغريزة البقاء تحتل كيانه فينغلق عقله تماما إلا عند هذه الفكرة ..
وكان قدر محتوم على رجلٍ أبسط من البساطة ليلقى عواقب غريزته ..
وكان اصطداما لم يدركه .. لم يلتفت له .. وكأنه إنسانا – آليا – مبرمجا على تنفيذ معلومة واحدة وعداها لا يفقه شيئا ..
فقط .. إنقاذها ..
تاركا خلفه رجل غرق بدماء – الكد – الممتزجة بعرق – شقائه - على طريق عودته لبيت أهله ..
رجل كل – ذنبه – أنه كان يعبر الشارع ليفاجئ بالمصير يخبئ له – مستقبلا – آخر .


على صوت دارين المرتفع المباغت :

" انتبه "

ارتعد جسده وهى تفك حزام أمانها فتمسك المقود بيديها وتديره لأقصى اليمين فتنحرف السيارة مصدرة صريرا مزقه غضبا كالأشواك ..
ثم استعاد جسده بحركات آلية السيطرة على السيارة فضغط المكابح وهو يوقفها على جانب الطريق .
يتداخل كل شئ وهو يرى رجلا أمامه يلوح بيده ويشتمه ويدعو على كل مَن يركب سيارة ..
ثم ينظر بجانبه فيرى دارين ليعود للواقع وهو يدرك تواً أنها أنقذته من دهس رجل – آخر - .
أنفاسه متسارعة وصدره يحترق بفيض عنيف من التناقضات ..
ينظر لوجهها الذي انغلق تماما على أفكاره وهى تحدق أمامها بجمود بلا كلمة ..
فيدير رأسه مجددا للطريق وينطلق بالسيارة بسرعة .. أقل .


...........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 10:30 PM   #428

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

تنظر قمر ورائها بقلق كل عدة خطوات وهى تتبع خطواته أمامها بمسافة حتى وصل للحديقة الخلفية للنادي وحينها توقف واستدار لينتظرها .
هو أيضا لا يريد أن يره أحد معها بالرغم من عدم إهتمامه ولكنه لا يحب التدخل بشئونه الخاصة..
لربما قرأ غدا الخبر في إحدى الصحف الصفراء مع صورة له معها وهو هذه الأيام يحاول ترتيب أموره ليشترِ حصة وجدان من الشركة حتى يتخلص منها.

تباطأت خطوات قمر حينما اقتربت منه ونست الإلتفات خلفها .. فمَن ذا الذي يستطيع إزاحة عينيه عنه وهو يقف هكذا ؟! ..
واثق الخطوة واضعا يديه في جيبي بنطاله الرمادي الداكن ونظراته الزرقاء تتغزل بخطاها المتهادية..
بلا ربطة عنق كانت أزرار قميصه الأبيض العلوية تكشف بشرته الخمرية وتتجسم سترته الرمادية على صدره العضلي الواسع ..
ينبض رجولةً ويشتعل إغراءا لأي أنثى أن تر من عينيه فقط نظرة نحوها ..
بديع الحسن في هذا الوجه ذو النظرات الفيروزية المتوهجة ..
بسواد شعره سحر الليل .. وبزرقة عينيه هدر الموج ..
سبحان مَن خلقه فأبدع حسنه الرجولي .

تلاشت أفكارها وعجز عقلها وهى تسمع صوته الخافت بإبتسامته المحببة :

" لم أركِ منذ أكثر من أسبوعين وهذا مضر لكل أفكاري "

تبتلع قمر ريقها وكلها يتأثر بغزل عينيه الجرئ الظاهر فتقول بخفوت مشاغب :

" " نسيتني

تتسع إبتسامة أكمل فيطرق برأسه لحظة ثم يرفع عينين أكثر توهجا ويقول بثقة مغوية :

" " ليس أنا

تمر نظراته الحارة على فستانها الچينز المحدد لرشاقتها فيرتعش جسدها تلقائيا وهو يقول بهمس مسموع :

" " وليس أنتِ أيضا مَن تُنسَى

خفتت ابتسامته قليلا وذكرى فكرة تشاغله في الأسبوعيين الماضيين فلا يستطع أن يمحها أو يثبتها في عقله تلح عليه الآن وهو ينظر لوجهها ..
فيقول بهدوء غريب جاد وكأنه يتحدث إلي شخص آخر :

" ربما كنت أمنع نفسي عنكِ "

رمشت قمر بعينيها وهى تستشعر خطبا غريبا فتسأل بحيرة :

" لماذا ؟ "

بدت عيناه تتقلب في مشاعرها بين الكره والقسوة .. والحنين .. وملامحه تتقلب معها بعقدة حاجبيه ثم ...
هدوء ملامحه عاد وكأن شئ لا يحدث بداخله وهو يقول بمداعبة جريئة :

" حسنا سأخبركِ شيئا ... عندما يمنع رجل نفسه عن فتاة فإنه يمنع أشياءا شديدة الخطورة على وشك الحدوث "

تتشابك أصابع قمر معا وشفتيها تفترقان لتلتقط أنفاسها وهى تخفض نظراتها أرضا بخجل غريب عليها وتتراجع خطوة لتتعثر قدمها وتشهق بخفوت وهى تميل حين أمسك أكمل مرفقها يسندها وهو يضحك واعيا لتأثيره عليها .
ثم يترك مرفقها وهو يقول بصوتٍ يزينه الضحك بتسلية :

" حسنا ... اهدأي ... كيف حال الأسبوعين الماضيين من التدريب ؟ "

تستغرب قمر ما يحدث لها ولكن لابد أنه تأثير حمزة وأكمل معا في نفس اليوم ونفس المكان !!..
إرتباكها يتصاعد واستكانتها أمام أكمل تتضاعف فلا تعرف نفسها ويتلاشى تمردها في الهواء الفاصل بينهما ..
تحاول التحكم في خفقات قلبها المجنونة وهى ترفع عينيها فترد بنبرة تحاول جعلها عملية :

" " التدريب جيد .. وممتع أيضا

يرتفع حاجبا أكمل وهو يقول ما بدا حقيقيا تماما :

" أتعلمين يا قمر ؟ .. إن أكملتِ في هذا المجال سيكون مكسبكِ أكبر من أي رقم خيالي قد يخطر ببالكِ ... مالكِ الخاص .. يمنحكِ إستقلالية .. يمنحكِ ذاتا واسما جديدا .. أو لنقل .. النظرة إليكِ هى التي ستكون جديدة .. المال .. لغة العصر "

شردت نظرات قمر مع كلماته فتتمتم همسا :

" " نعم ... صحيح

يعيدها أكمل إليه وهو ينتبه لعينيها فيقول بإهتمام :

" ولكن انتبهي لنفسكِ ... هذا العالم خطر ولا يعرف أحد مقدار خطورته سوى مَن دخل به .. هذا العالم يغيركِ وأنتِ لا تدركين وتظنين أنكِ تحكمِ سيطرتكِ على الأمور ... وبعد وقت طويل تكتشفين أن الزمام لم يعد في يدكِ نهائيا ... لذلك انتبهي لنفسكِ "

اهتزت حدقتيها وهى تنظر إليه فيقرأ أكمل خوفها واضحا وشعور يتسلل إليه بالراحة أنها جاءت إليه هو ..
مَن يعلم ماذا كان سيحدث لها إن ذهبت لغيره فتعرفت عليه بنفس الطريقة المجنونة ؟!..
على الأقل ' أكمل الفايد ' لن يؤذها أبدا مهما بلغ تهورها ..
لن يفعلها .. ولم يفعلها قبلا ورجولته تفرض عليه حماية تمثل جزءا لا يتجزأ منه مهما تغير .
عيناه كانت تطمئنها وأفكاره تتشكل عنها أكثر وهو يقول لها بابتسامة هادئة :

" أنا أتابع أخبار تدريبكِ شخصيا "

انتبهت إليه فتراه يركز على عمق عينيها ثم تتسائل بإبتسامة ناعمة :

" " حقا ؟ ... وماذا يقولون لك عني ؟

رفع أكمل أحد حاجبيه وعيناه ترسل إشارات الإعجاب قائلا :

" " ذكية .... مجتهدة .... جميلة

تنخفض نظراته لشفتيها فتخفت إبتسامته قليلا وتتكحل عيناه بأزرقها الداكن فيستعيد صوته الخفوت المغو :

" " كما قلت لكِ من قبل .. جميلة جدا في الواقع

تنظر قمر لعينيه فترى رغبته بها جلية لا ينكرها .. نظرة لطالما رأتها في عينىّ حمزة .. لكن هنا ينقصها شيئا ما !..
مليئة بالشغف نعم .. لكن ما زالت لا تشبه نظرة حمزة ..
نظرة حمزة تحمل شغفا .. غيرة .. تملكا .. رغبة مشتعلة لا تنطفئ.
إحساس الذنب يخنقها من جديد فتبعد نظرها وهى تسأل أي شئ بإرتباك :

" " لماذا جئت اليوم إلي هنا ؟! ... اعلم أنك لا تأتي للنادي اليوم

يضحك أكمل فترن ضحكته أجراس قلبها ثم تسمعه يقول عابثا :

" " آآه .. صحيح أنتِ كنتِ تراقبينني وترصدين كل تحركاتي

عقدت قمر حاجبيها فتنظر إليه وهى ترد بدفاع مندفع :

" " ليس لهذه الدرجة ... مواعيد النادي فقط

يضحك أكمل مجددا فتنغلق عيناه ورأسه يرجع للخلف فتشعر برغبة عناقه ..مجددا !.
وتدور برأسها أفكارها عنه فتتسائل فى نفسها .. كيف سيبدو هذا ' الأكمل ' وهو عاشقا ؟!.
تهدأ ضحكات أكمل شيئا فشيئا ثم يقول بإعجاب :

" لو تعرفين كم أحب صراحتكِ هذه .. تقولين ما تريدين ولا تبالين بما يمكن أن يحدث "

هزت قمر كتفيها وهى تبتسم ببراءة وتلمع عيناها كالأطفال وهى تسأل بلا إهتمام :

" " وما الذي يمكن أن يحدث ؟!

ضاقت عينا أكمل فتتوهج مجددا بسحر يخلب لبها وهو يقول بإغواء عفوي يملكه :

" " تُسحرين العقول .. تخطفين القلوب ... تـشعلين الـ...

قاطعته وهى تذوب أمامه إرتباكا فتتلاحق نبضاتها قائلة بأنفاس لاهثة قليلا :

" " تبدو مختلفا تماما هنا .. وذلك اليوم .. أنت جاد للغاية في العمل

ابتسم أكمل وهو يتذكر يوم الرعب الخالص الذي تشاركه بجنون معها ويجيبها بجدية حقيقية :

" كل نجاح ورائه شخص جاد يا قمر .. وجاد للغاية "

ثم يعود لعينيه العبث وهو يعزف بهدوء على أوتارها بنغمات – خبير – فيهمس بنبرة شغوفة :

" " لكن ... معكِ أنتِ .... يمكنني التنازل عن هذه الجدية قليلا

أخرج يده من جيبه لترتفع قليلا ناويا لمس خدها بسبابته حين هدر صوتا مشتعلا :

" قمـــــر "

وانقطعت أنفاسها .. تماما .



........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 10:37 PM   #429

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

في غرفة المشفى

يقف رائد أمام والده الراقد على سرير المستشفى الأبيض وكل خلاياه تنبض بالعجز .. مجددا .
يكره المشافي فيتدفق الكره بداخله غضبا يكاد يحرق كل ما حوله حتى الأقربين إليه .


تعود ذاكرته تنهشه بصورتها ملقاة أمامه هكذا على سرير مماثل والطبيب يقول له بأسى :

" البقاء لله "

بفستانٍ أسود منذ أقل من ساعة ارتدته ليخرجا معا يتناولا عشاءا على ضوء الشموع ...
لكأن الشموع تحرقه حيا فتأكله النار وهو يحدق بها غير مستوعبا ويناديها بصوت بالكاد خرج منه مهتزا :

" ليلى "

لم يكن يدرك حقا أنه دهس شخصا منذ لحظات وهو في طريقه إلي هنا .
لم يكن يرى جسد ذلك الرجل لأن عيناه توقفتا على ذلك الجسد أمامه ..
جسدٌ هامد وذيل الفستان الأسود يتجاوز حافة السرير فتبدو كالأميرة النائمة ليعاود نداءه بقلب يرتجف إحتراقا :

" ليلتي أنا ... انهضي "

أمسك جسدها بكفين مرتعشين فيهزها برفق ثم بقوة .. وبقوة ..
تتفتت عظامه فيشعر بقلبه ينفجر بداخله ودمائه تغطي جدران روحه ..
ولا زال يهزها بين يديه بقوة ... وأكثر قوة حتى صرخ بألم الدنيا :

" اتفقنا ألا يأخذكِ مني سرطاااااان "

انهار رائد معها يحتضنها بقوة عنيفة باكيا بحريق قلبه وعذاب الألم النابض بشرايينه..
فيشعر بجسده يتلاشى معها ببطء ...
ويتلاشى ... وكأن خلاياه تموت نواتها فتتوقف عن وظائفها الحيوية لتفقده .. حياة .


تغيم عيناه بحزنٍ لا يبدو له نهاية ووالده يطمئنه بالقول فيسحبه من ذكرياته سحبا :

" أنا بخير بني .. لا تقلق "

ثم ينظر لدارين فيقول بنبرة بدت واهنة :

" دارين ! ... شكرا لمجيئكِ "

تبتسم دارين فتشرق الشمس الغاربة وتُملَأ الحياة ألوانا مزدهرة وهى تقول برفق :

" أردت الإطمئنان عليك ... الطبيب بالخارج قال أنك بخير والضغط انخفض قليلا لا أكثر "

ثم تناغشه بالقول المداعب :

" هيا هيا كفى دلالا .. أنت أصغر من ابنك الكئيب هذا "

ينظر زهران لرائد الصامت الحانق في نظراته إليها ثم يعود بنظراته لدارين موافقا بإتفاق ممازح :

" معكِ حق .. إنه كئيب فعلا "

تتسع إبتسامة دارين وهى تحاول إضحاك زهران فتقول بصوتٍ خافت وهى تميل عليه قليلا :

" أخبرك سرا ؟ .. إنه لم يعرف شيئا أخترعوه يسمى الإبتسام "

ضحك زهران لحظات بإستمتاع ثم قال بمشاكسة وكأنه ليس في مشفى :

" يبدو أنكِ مشكلة فعلا منذ لاحظت ذلك في حفل عيد ميلادك "

تخفت إبتسامة دارين وهى تنظر لعينيه فكأنها تتوقع ماهية الحديث القادم ولكنها لم تتوقعه مباشرا هكذا حين قال زهران بثقة :

" ولكن أتعرفين ... أنكِ ستكونين زوجة هذا الكئيب ؟ "

تتسع عينا رائد وهو يهتف غاضبا :

" أبي "

ينظر إليه زهران بتوبيخ صامت حين قالت دارين بإبتسامتها اللطيفة :

" لا تقلق سيد زهران .. لقد أخبرني رائد أنه كان طلبك أنت وليس طلبه "

ينتبه رائد لاسمه الخارج مجردا من فمها فيحنق أكثر ووالده يسألها برجاء :

" هل تسمحين أن أعتبركِ ابنتي واطلب منكِ شيئا ؟ "

يتعجب رائد لنبرة صوت والده ودارين تجيب بتسامح وهى ما زالت مائلة قليلا :

" نعم "

فيضعف صوت زهران أكثر ليقول بنبرة أكثر وهنا :

" إن طلب منكِ الزواج يوما .. فلا تتركيه ... إنها وصيتي إليكِ "

عقد رائد حاجبيه بشدة وهو يتراجع خطوة قائلا بغضب أهوج :

" يكفي أبي "

اعتدلت دارين في وقفتها تأخذ نفسا عميقا وهى تنظر لرائد الذي احتقنت ملامحه عند ذكر الأمر فتدرك صعوبته عليه ..
ثم تنظر لزهران بتمعن وتقول بغموض :

" سأذهب الآن وآتي إليك غدا .. إن بقيت هنا "

اشتدت عينا زهران وهو يبادلها النظر فتتراسل إشارات خفية بينهما لم يلحظها رائد وهو غارقا في غضبه ..
حتى غادرت دارين فينفلت لسان رائد بالقول الأكثر غضبا :

" الموضوع انتهى .. لماذا تفعل بي هذا ؟ .. أنت تعلم أني لا أستطيع "

ينخفض صوته قليلا بنفور عروق رقبته وهو يكرر من بين أسنانه بحدة :

" لا أستطيع "

نظر والده إليه فتملأ الحسرة قلبه وهو يرى وجه رائد الأحمر غضبا فيزيد الإصرار في عينيه وهو يقول :

" إنها لوحة الألوان التي ستعيد للبيت الحياة "

يكرر رائد نفس الكلمة بشراسة والذكريات تتابع على عقله فتتشوش أفكاره وتحجب عنه واجهته الباردة :

" لا أستطيع "

يتوغل الإصرار أكثر فيدفع بالعناد برأس زهران وهو يرد بالمزيد :

" ستعيد بناء قلبك المكسور .... ستمدك بنسائم تجلي عنك هذا الإختناق "

يفقد رائد سيطرته تماما فيتجه لأقرب كرسى يدفعه بقدمه بعنف صارخا :

" أقول لك لا أستطيع "

يرتطم الكرسي بالحائط بعنف أرجف صداه الجدران
ثم يستدير رائد بحدة فيتفاجئ زهران بما يراه على وجهه ..
فهذا الواقف أمامه بجسده المتشنج المرتجف غضبا تلهث أنفاسه بشدة فتنبض العروق النافرة في رقبته ويحمر وجهه حتى لتبدو الدماء ستنفجر منه بأية لحظة .. ليس بابنه رائد .
أذنيه ستنفجران بطنينٍ مزعج فتتقبض يداه حتى تبيض مفاصلها وهو يعاود صراخه :

" لا أريد "

تزداد ملامحه شراسة تحاكي إنفجار الغضب به .. فقط عيناه هى الوحيدة الدالة على ' رائد ' القديم ..
عيناه تتلوع بعذاب عشق حُرِم منه بالمرض ثم الموت .. ليُحرَم بعدها من الحزن عليه وهو يؤخذ بعد العزاء مباشرة للقضبان ..
كان قدره الذي رضى به وهو حبيس أربعة جدران تتساقط دموعه عليها فيعرف معنى ' الدم لم يجف بعد '..
ليجرب في ذلك العالم مذاق دم آخر .. دمه هو .
تتكالب عليه أحداث الماضي فتضعف مقاومته وهو يقول بما تبقى منها بنبرته المعذَبة :

" لا أقدر "

يحترق قلب والده بعذاب الأبوة التي تحاول إنقاذ صغيرها فيقول بلين بصوتٍ أنهكه وجع ولده :

" ستروي أزهار روحك الذابلة حتى تعود ابني رائد وليس هذا المسخ الذى أراه "

يزداد إرتجاف جسد رائد فتدمع عيناه ويستدير ليخفِ عينيه عن والده قائلا بنبرة قاطعة :

" لن أفعل "

اتجه للباب يغادر هذه اللحظة قبل أن .... يستوقفه والده بما يعرف معناه لدى ولده الوحيد :

" رائد .... اذهب لليلى "

وهطلت دمعة .. دمعة شقت طريقها بخشونة حارقة على خده الأيمن
فتتشوش رؤيته بباقي الدموع وهو يستمع لصوت والده يضيف بحنان :

" وبعدها اذهب واطلب دارين للزواج بنفسك "

غادر رائد الغرفة بخطوات سريعة مجنونة منفلتة الغضب


يدخل الطبيب الأشيب يقف أمام زهران صامتا لحظات ثم يسأله :

" " من أين جئت بهذه الفكرة يا زهران ؟!

عينا زهران تشرد في حال ولده فتتجعد أكثر وهو يرد ببساطة :

"" رأيتها في أحد الأفلام

يرتفع حاجبا الطبيب بينما زهران يتابع بتصميم يكبله الأسى :

" لن أتركه يُضيع مستقبله يا صالح .. لا زال في عز شبابه ويدفن قلبه تحت غبار ماضيه "

يتنهد صالح وهو يتجه للكرسي المقلوب فيحضره ليجلس عليه أمام السرير قائلا :

" حماه الله لك يا زهران وأحيا قلبه ... لقد سمعت صراخه ولم أدخل ومنعت أي أحد من دخول الغرفة حتى تتحدثا كما قلت لي "

هز زهران رأسه نفيا وهو يعتدل جالسا على السرير قائلا بتفكير :

" لم يؤثر فيه شئ ولا حتى رؤيتي مسجى على فراش المشفى .. لم يمتثل لرغبتي .. يبدو أن مهمة دارين ستكون صعبة للغاية .. قلب رائد ليس مغبرا فقط .. قلب رائد .. تقريبا مات "

انزعج صالح من القول فيقول بتنبيه :

" الأمر ليس هكذا يا زهران .. ما مر به رائد صعبا على أي رجل أن يعود بعده كما كان "

تشرد عينا زهران مجددا بلا رد فيسأله الطبيب صالح بإهتمام :

" لماذا اخترت له هذه الفتاة تحديدا دون غيرها ؟ "

يتنبه زهران لسؤال صديقه فيعقد حاجبيه قليلا وكأنه يخفي شيئا ما ثم يقول بتركيز شارد :

" قلبي يخبرني أنها هى المنشودة ... مجيئها هى تحديدا في هذا التوقيت الذي بدأت ابحث فيه عن فتاة مناسبة لرائد وظروفه اعتبره إشارة من الله ... وأدعو أن يصدق قلبي .. لقد سألت وعرفت عنها كل شئ قبل طلب يدها .. إنها حقا لوحة ألوان "

هز صالح رأسه متفهما وهو يقف ثم يقول بنزق :

" والآن هيا انهض لتخرج .. هل أحببت جلسة المشفى أم ماذا ؟! ... شغلت لي غرفة من مشفاي وأنت سليم معافى .. لو يعلم أحد أني اشتركت معك في هذا المخطط الطفولي لتزويج ابنك لضاعت هيبتي وسط الأطباء "

ضحك زهران ضحكة خافتة مهمومة ثم صمت لحظات مضيقا عينيه بتفكير عميق قبل أن يقول بجدية جعلت عينا صالح تتسعان بالرفض :

" لن أخرج قبل أن يفعل ما أريد ... غدا ... أخبره أني مريض بنفس مرض ليلى .. ربما هذا هو الشئ الوحيد الذي قد يجعله يغير رأيه ... وينفذ ما سيعتبره وقتها ... وصيتي "



........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-03-18, 10:43 PM   #430

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اتسعت عينا قمر وهى تجفل من هدر صوته المرتفع كرصاصة تخترق ظهرها لتشعر بقلبها يهوي.
شل الرعب أطرافها لحظات طويلة فتصلبت في مكانها وما استطاعت سوى حركة بطيئة تدير بها رأسها باتجاهه مقطوعة الأنفاس .
تشعر بألم جفنيها المتسعين عن آخرهما وفعليا تجمد كل جسدها عن الحركة حين وقف حمزة أمامها ينظر لها بعينين مرعبتين غضبا.
وجهه كله تدفقت به دماء الغضب معلنة ثورة البراكين بداخله.
وتوقف العالم حول ثلاثتهم فبدا كل منهم كتمثال من صدمة الخيانة خاصة بعد انتباه أكمل للخاتم في يد قمر اليمنى..
' قمر حمزة ' .. مكتوبة على .. خاتم خطبة !!
ثلاثتهم متوقف الأنفاس التي لو خرجت لأشعلت الهواء نيرانا حارقة
ثلاثتهم تضخم قلبه بخفقات بشعة من الخداع .. الشك .. الخوف
عيناه الخضراوان مشتعلتان بجحيم أحرق مروجه الدافئة .. جحيم يشتعل بصدره فيشعر بقلبه يتآكل .. مجددا .
تكوي النار أحشاءه والذكرى تلسع عقله بسياط مرآها سابقا في موقف مشابه ..

تتضاحك بأنوثتها البرية مع شاب تجاوزت نظراته كل حدود الجرأة ..
تتلاعب أمامه بخصلات شعرها السوداء في عامها الجامعي الأول وهو يحترق بمعنى الكلمة وهو يشاهدها مستمتعة بحديثها معه ..
وفجأة وقع قرطها فانحنى الشاب يأخذه ثم اقترب منها بإبتسامة جريئة يمد يديه يمسك بأذنها ليضع بها القرط..
ولم يشعر بنفسه وهو يتحرك نحوهما فيلكم الشاب بعنف أوقعه أرضا وهو يحذره ألا يقترب منها ثم يسحبها بحدة ليركبها سيارته الفضية ويتخذ مقعده لينطلق بالسيارة وغضبه يعمي عينيه ..
وهى .. هى التي دوما تكذب عليه هو فقط .. تبكي دموعا كاذبة .. تخبره أنها كانت في حوار عابر عن الجامعة..
تخبره أنها لم توضع من قبل في موقف مشابه ولذلك لم تفعل شيئا حين اقترب منها ذلك الشاب ..
تخبره أنها كانت ستصده إن تمادى أكثر بعد أن يضع لها القرط ..
ولم يسيطر على نفسه وقتها إلا بعدما .. صفعها ..

صفعها بكل الغضب الذي ملأ كيانه وقتها .. صفعها حتى تركت أصابعه آثارها على خدها .
صفعة واحدة .. لا زال كفه يرتجف كلما تذكر أنه فعلها
صفعة واحدة .. أنزلت دموع عينيه بعدها وهو وحده لأنه للمرة الاولى بحياته يدرك أن ' الغيرة نار تحرقك حيا '..
صفعة واحدة لم يعلم أحد عنها شيئا .. ولم يعلم أحد أنها السبب في تغيرها .
وماذا كانت قبل أن تتغير ؟!
ماذا كان هو بالنسبة إليها ؟!
وسيلة – تباهي – من النوع الفاخر أمام صديقاتها !
كان يعلم .. وقال صغيرة .. كان يرضى .. وقال ستكبر
وكبرت الصغيرة .. ليرها أمامه تكاد يد آخر تمسها

أتضيع دموع عينيه سدى ؟
غاليا أنا يا قمر .. كرامتي غالية .. كبريائي غالي
ولكن ..... أنتِ الأغلى .. وعشقكِ أغلى وأغلى
ليحترق أكثر وأكثر وتتقبض يداه مع تشنج كل عضلة بجسده محاولا السيطرة على أعصابه..
كلمتان .. كل ما استطاع قوله على هيئة سؤال بسيط يطوي خلفه غضب تعلم أنه سيتفجر في أية لحظة :

" مَن .... هذا ؟ "

وصل صوته إليها بعيدا لكأنها الآن في سيارته .. يده ترتفع منذ ثلاث سنوات بسرعة ظهور البرق لتصفع خدها .
فتضرب ذاكرتها صورها محشورة خلف الأريكة تختبئ رعبا من حزام والدها وهى ابنة الاثني عشر عاما التي تُعاقَب على أخطاء تافهة وصوته يتردد بصدى مخيف يملأ أرجاء البيت
' اكسر للبنت ضلع ينمو لها أربع وعشرون '
لتدرك حينها أن حمزة العامري .. هو النسخة المصغرة لسليمان العامري.
فتتلاشى جميع أفكارها عن أن ' حمزة ' نقطة – إنطلاق – بحياتها الراكدة وتظل فكرتها عن أنه أراد إمتلاك الفتاة – الخام – تتشعب بداخلها بقسوة تمتد لأعماقها .
اهتزت حدقتيها خوفا وهى تحدق في عينيه فتتمنى لو يعود الزمن للوراء ما كانت تحركت خلف أكمل..
وتلاشى أكمل .. تلاشت كل أفكارها عن أكمل ليتبقى فقط .. حمزة ..
بصوتٍ مرتعش بالكاد يُسمَع تحركت شفتيها المرتجفتين :

" إنه .. أكمل .. الفايد "

لم يسمع حمزة باقي الاسم وهو يحدق بشرارات الدنيا الغاضبة بأكمل الصامت بجوارهما ..
شفتاه منطبقتان بقسوة .. عيناه الزرقاوان حاكت عصف أمواج المحيط وهى ترتفع لتغرق بلدة بأكملها ..
توهجتا برقا .. ضاقتا شراسة .. وعدتا إنتقاما .
ها هو عقله يستنتج .. يجمع نظراتهما .. صوت أنفاسهما الحادة .. تشنج جسديهما .. والأهم .. الألم على وجه كلاهما..
يجمع الخيوط فتتشابك بنتيجة واحدة

قمر خدعته

ينظر للخاتم في إصبعها ليقرأ مرة أخرى ' قمر حمزة '
فيجيش صدره بمشاعره المدفونة في أعماقه وذكريات الماضي تلاحقه بلا هوادة .
الآن مَن سيخسر إن سألها بنبرة خطرة :

" هل هو حمزة ... الذي ترتدين خاتمه ؟ "

أدارت وجهها ما إن سمعت صوته بنبرته القاسية على أذنيها فتتحرك أصابعها بلا وعي تخفي الخاتم وقد نسيت أنها ترتديه ..
تنظر لملامح أكمل النابضة بالتوعد الشرس فترتعش شفتاها أكثر لتسيل أول دمعة على خدها تتبعها أخرى فتتوالى أخريات ..
ترى حلمها يتكسر كلوح زجاجي ويتناثر كشظايا تحت أقدامهم تمزق روحها المحرومة ..
تشعر بالعجز التام بينهما وبكاءها يزداد حين صرخ حمزة وهو يقبض على نفس المكان من مرفقها :

" ماذا تفعلين معه ؟ "

يعجز عقلها تماما عن الرد فتتشوش رؤيتها بالدموع لتغمض عينيها بين الاثنين ..
تتخيل نفسها عادت لغرفتها الآمنة ولكن دموعها لا تتوقف حتى اخترقت عقلها آشعة الطمأنينة وصوت شمس بجوارها يسأل بقلق وهى ترى أختها تقف بين حمزة ورجل آخر لم تنظر إليه :

" ماذا يحدث ؟! "

ثلاثة أسئلة .. بإنتظار إجابتها هى
ثلاثة أسئلة .. عليها أن تختر أيهم ستجيب وأيهم ستتجاهل ؟!
والتجاهل هنا يعنى .. الخسارة .. العودة لنقطة الصفر
والقلب أحيانا خائن .. متحكم .. متسلط .. يفرض إختياره علينا إجبارا
يتطاير شعرها بنسمة هواء محملة بشحنات مشاعرهم المتناقضة فبدت كصفعة جديدة على وجهها..
وهى كالريشة تشعر بالدوار وسطهم .. ثلاثة أزواج من العيون بإنتظار .. رد .
ليأتِ الرد صاعقا لأربعة قلوب بمعنى الكلمة .. وقد اختار – قلبها – أي سؤال سيجيب :

" كان .... يخبرني بشئٍ أقوله .... لشمس "

أصابها الصمت المطبق حولها بالصمم فلم تعد تشعر سوى بأنفاس شمس الرتيبة.
صغيرة عالقة في مهب الريح وضغط أعصابها أعجز عقلها عن إجابة منطقية عادية فهرعت خلف قطرة دناءة أخرجت الكلمات على شفتيها ..
الدناءة .. النذالة .. تتجسد فيها وهى تخفض نظراتها أرضا عن الجميع .
سُحِب الهواء من رئتيها وهى تشعر بذهول شمس جوارها وهى تستنتج ما يحدث بلا رد ..
قبضة حمزة تنزل عن ذراعها وهو ينظر لشمس منتظرا التفسير
لم يعلم أحدهم أن الشمس كما تُحرِق .. فإنها أيضا .. تحترق .
تحترق بعذاب الدنيا وهى تدرك أختها – تبيعها – رخيصة .
إبتسامة ساخرة شقت طريقها ببطء على شفتي أكمل وقد تغطت ملامحه برداءٍ من قساوة صارمة في شراستها ...
أمواج عينيه الهادرة تبرق حرفيا وهو يقول بتهكم محتقِر بدا كالرعد في نبرته :

" براڤو "

نظرة أخيرة قاتلة ألقاها على شمس التي بدت في عالم آخر لا تنظر سوى لأختها واستدار ليرحل أكمل بخطوات واسعة تنهب الأرض غضبا مكتوما .




...الصفحة التالية .....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.