آخر 10 مشاركات
عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-18, 09:10 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 عند المغيب / للكاتبة طعون ، فصحى مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
عند المغيب
للكاتبة طعون




قراءة ممتعة للجميع۔۔۔۔۔


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 11-04-18 الساعة 02:47 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 09:11 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الروايه

https://www.rewity.com/forum/t406269.html#post13131672

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بداية .. اقدم لكم روايتي الأولى .. و بما إني فاشلة بالمقدمات و بجدارة أتمنى إن الرواية تلقى استحسانكم و مثل ما كتبتها بمتعة تقرؤونها بمتعة ..

ثانيًا .. أحب اشكر كل من وقف معي حتى لحظة تنزيل الرواية .. و شكر عميق لـ " لولوة بنت عبدالله" على تصميمها الغلاف .. و شكر خاص لحبيبات قلبي " همس الريح ، الأميرة البيضاء ، نوال "

و ممتنة جدًا جدًا للغالية على قلبي " برد المشاعر " على نصائحها ووقفتها معي بالرغم من ظروفها ..

وطبعًا ما أنسى " حسن الخلق " اللي اسعدني رأيها جدًا جدًا ..


الرواية مكتملة عندي .. و التنزيل رح يكون يومين بالإسبوع بإذن الله ..
كل خميس و اثنين ..


\\

التواقيع
_______


















sira sira likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 05-03-18 الساعة 10:30 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 09:16 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



،


الفصل الأول..


الساعة الـ 8 مساءً..


تركض بأقصى سرعتها .. تقطع الطرقات بخطوات تتعثر و هي تبحث عن ملجئ يواريها عن انظارهم.. لهاثها مسموع بدرجة تثير الشفقة.. مخلفة وراءها دم من اصابة قد اقتنصت ساقها.. تتلفت بمحاولة للرؤية.. فـ مصباحها أسفًا أنها قد اسقطته مع سقوطها عندما اخترقت الرصاصة ساقها.. و الألم اصبح لا يطاق.. طاقتها ارهقت بما فيه الكفاية.. لا تستطيع الركض أكثر.. و اصواتهم اصبحت قريبة منها.. لفت نظرها ألواح خشبية اصطفت على جدارٍ قريبٍ منها.. هرولت إليها بعرج.. صنعت لنفسها فتحة لتدخل من بينها.. اصواتهم تقترب اكثر.. و تصيبها بتوترٍ أكثر.. فـ هي إذا ألقوا القبض عليها.. ستكون نهايتها.. تدرك ذلك.. عندما استقرت خلف الألواح.. كانوا قد وصلوا إلى مكانها.. وقفوا وهم يتلفتون بحثًا عنها.. موجهين مصابيحهم للأمام.. و لم يلحظوا قطرات الدم تحت أقدامهم.. استطاعت ان تتبين عددهم.. في وقتٍ ما كانوا خمسة أشخاص.. لكنهم الآن ثلاثة فقط.. ضغطت على نفسها حتى تخفف من لهاثها كي لا يتبين لهم مأواها الصغير.. تحاول إنقاذ نفسها.. بحثت عن مسدسها.. أرادت البكاء وهي تتبين خلوه من الرصاص.. الآن هي فعلًا ضعيفه.. اذا عثر عليها لن تستطيع الدفاع عن نفسها.. مع اصابة ساقها و نفاذ ذخيرتها.. عادت لتنظر من الفتحات التي خلفتها ألواح الخشب.. لترى أنه اصبح شخصًا واحدًا فقط.. و الإثنان الآخران بلا شك تفرقا ليكملا البحث.. همست من بين انفاسها.. تبًا.. فـ هم من الظاهر لها لا ينوون تركها قريبًا .. لن تستطيع الصمود أكثر.. البرد قارص جدًا.. وضعت يدها على الجرح و هي تحاول وقف نزيفه.. اغماءة قريبة على وشك الحدوث.. ولكنها تتشبث بكل قوتها حتى تبقى واعية.. على الأقل حتى رحيلهم.. و حمدًا للرب ان الآخران أتيا.. رأتهم يحادثون الآخر.. ليلفظ بغضب .. بلهجةٍ تركية: اللعنة.. إلى أين من الممكن أن تذهب تلك الساقطة.. اصابتها بساقها لن تجعلها تمضي بعيدًا.. متأكد بأنها مختبئة بمكانٍ ما كـ جرذ خائف حقير..
تسارعت نبضاتها وهي تدعوا أن لا يعثروا عليها.. نظراتهم تبحث يمينًا و يسارًا.. و كأنهم أدركوا صحة قوله.. رجع صاحب الصوت القوي يهدر بغضبٍ أكبر..: تبًا لها.. سيعاقبنا الرئيس لأننا افلتناها.. رفع الإثنان أكتافهما بقل حيلة.. و أردف أحدهما..: من أين لنا أن نعلم انها مسلحة.. و انها خطرة هكذا..
الآخر و الصامت منذ البداية..: لا أعلم لماذا يريدها الرئيس.. معلوماتها التي وصلتنا لا تثير الشكوك أبدًا..
..: ولكن اتضح لنا انها تثير الريبة و ليست الشكوك فقط.. مؤكد انها مهمة للرئيس..
أعقب صاحب الصوت القوي..: هيا لنعود.. لم يعد لوجودنا هنا فائدة.. لقد أفلتت منا الحقيرة.. سنبحث عنها بوقتٍ لاحق..
تحرك ثلاثتهم وهم يدركون ما سيواجههم به الرئيس من غضبٍ أعمى قد يموتون ضحيته..

أما هي فـ اخذت نفسًا عميقًا مرتاحًا.. وهي تشكر الله لإنقاذها من براثينهم حاليًا.. لأنه و كما تأكد لها.. لا ينوون تركها ابدًا حتى يضمنوا موتها.. تسللت اغماءة لذيذة.. تدعوها للراحة اخيرًا من هذا اليوم المنهك.. وقد أخذ منها الألم مأخذه.. ابعدت وشاح رأسها لتربط على جرحها علّ نزيفه يهدأ.. و عند اخر عقدة منه كانت قد ذهبت ضحية تعب و اغماء..


،


الـ 6 فجرًا..

انفاسٌ رتيبة.. باردة.. ارهاقٌ عظيم يحتل جسدها.. تضايقت من نومها.. و صحوة بدأت تزورها.. فتحت عينيها لتصتدم بالظلام.. حاولت تحريك جسدها و لكن خمولٌ قد نال منها.. اخذت لحظتين فقط لتتذكر أين هي.. ارهفت السمع .. لا يوجد الا صوت صرصار الليل.. و بعض الحشرات.. نظرت من الفتحة امامها ليتبين لها خلو المكان.. اطمأنت قليلًا.. أمالت رأسها حتى تنظر إلى جرحها.. ابعدت الوشاح.. ابتسمت قليلًا عندما رأت أن الدم قد توقف.. يبدو أن الرصاصة لم تخترقها كثيرًا.. و مع ذلك اخذت احتياطها و أعادت لف الوشاح على ساقها.. نهضت ببطء وهي تستشعر حرارة جسدها.. تأوهت بصوتٍ خافت حالما استوت واقفة على رجليها.. ابعدت الألواح بتعب.. خرجت للمكان الغريب عنها و لا تدري أين هو.. جلّ تفكيرها كان أن تنقذ نفسها.. وضعت سلاحها بحزامها من الخلف.. تفقدت هاتفها.. كانت قد كتمت صوته من قبل.. الساعة تشير للسادسة و عشرون دقيقة صباحًا.. تنهدت بصمت.. و اخذت تعبر ببطئ.. استمرت بالمشي لفترة طويلة وهي تنظر إلى الأرجاء حولها .. كيف وصلت إلى ذلك المكان .. بعض الممرات ضيقة و بعضها متعرجة .. بعضها مزفلته و الأخرى مليئة بالحجارة .. ابتسمت بسخرية على حالها الذي وصلت له .. تأوهت بتعب و أمالت جسدها قليلًا حتى تمسد على ساقها المصاب .. رفعت عينيها عندما سمعت ضجة بعض السيارات في هذا الوقت المبكر .. كانت قد اصبحت في شارعٍ عام.. الغيوم تحجب الشمس عن الظهور.. و الجو ينذر بعاصفةٍ من ثلج.. استقرت تحت مظلة.. مخفية نفسها قدر المستطاع.. اخرجت هاتفها و ضغطت عدة ارقام.. انتظرت الرد.. فجائها سريعًا.. بأنفاسٍ متسارعة.. : أين أنتِ .. تبًا لكِ.. الا تتخلين عن عادتك السيئة بإخافتي.. اللعنة.. اجيبي..
بصوتٍ بارد..: أنا في ......... سأرسل لك الموقع..
اجابها الصوت بإشتعال: تبًا لكِ و لبرودك.. قادمٌ حالًا..
ثم اغلق الخط بانفعالٍ لم تره و لكنها استطاعت تخمينه ببساطة.. ارتفعت زاوية شفتيها بابتسامة سخرية على حالهم وما آل إليه..
لم تستطع الوقوف أكثر.. جلست على الأرض ممددة ساقها أمامها إلى حين وصوله..

بعد ما يقارب النصف ساعة..

نزل من سيارته وهو لم يتوقع أن يجدها هكذا.. وقف في مكانه عدة لحظات و هو يتأمل هيئتها.. يريد أن يطمئن بأنها بخير.. انقبض قلبه بألم عندما رأى إرهاقها.. هذهِ الفتاة تؤلمه كثيرًا.. و يحبها كثيرًا.. أسفًا أنها تعلم ذلك ولا تهتم.. خطى نحوها بخطوات واسعة وهو يشتمها بصمت .. قابلته بابتسامة باردة يود لو يلكمها علها تختفي.. تجاهل ابتسامتها و ركز بنظره على نظرة عينيها المرهقة.. اوقفها بمساعدة منه.. وهو يهمس لها..: هل يروقك حملي لك كل يومين و انتِ مصابة أم ماذا..؟
لم يحصل على ردٍ منها كما توقع.. و كما هو الحال منذ شهرين.. لم يمضي إسبوعًا لها بدون اصابات.. و لكن هذه المره كانت اخطرُها..
خائفٌ عليها بحق.. و ما يثير غضبه أكثر.. أنها تدرك بأنها في خطر.. ولا زالت حتى الآن تمارس حياتها اليومية كما السابق.. بدون حذر..

اجلسها في المقعد الخلفي.. كي تمدد ساقها.. اغلق الباب خلفها بغضبٍ منها.. دار حول مقدمة السيارة وهي تنظر إليه.. ركب و أدار المحرك بسرعة اصدرت منه السيارة صوتًا معارضًا اثر احتكاك العجلات بالأرض المزفلتة.. مالت برأسها إلى الخلف و اغمضت عينيها.. تريد الإستلقاء على فراشها وحسب.. و تدرك بأن الجالس أمامها بغضب لن يمرر ما رآه ابدًا .. اذا لم يفرض أوامره التسلطية أصلًا.. أما هو فـ رق قلبه لإرهاقها.. لذلك فضل الصمت مؤقتًا.. ربما لحين شفائها.. اخذ هاتفه وضغط على ارقامٍ قد حفظها.. اتاه الرد قبل أن ينقطع الرنين.. قال من فوره..: أركان.. أريدك عاجلًا.. و احضر معك أدواتُك.. نعم انها هي.. ولكن اصابتها مختلفة.. حسنًا.. لكن لا تحضر معكَ أحد.. تعالَ إلى هذا العنوان.. وصف له عنوانٌ آخر لم تكن تعلم عنه.. فـ هو يجب عليه حمايتها و إن كانت ترفض ذلك.. لا يستطيع تركها تؤذي نفسُها.. و لم يُدرك بأنها قد اخذت درسها و علمت بأن الأمر لا يمكن تجاهله أبدًا كما السابق..


،


قبل ذلك الوقت ..


الساعة الـ 6:20 مساءً

تمشي بشكلٍ مستقيم.. نبضاتها تتزايد وهي تستشعر خطوات تتبعها.. مرهفة السمع بمحاولة لتبين عددهم.. فـ الخطوات مزدوجة.. لم تحاول أن تسرع من خطواتها حتى لا يكتشفوا أمرها و إدراكها لهم.. تتجنب الأماكن التي قد تؤدي الى طرق فرعية كي لا يتمكنوا منها.. رأت مجمع تجاري أمامها.. فأصبح وجهتها.. ولجت إليه.. ثم إلى دورات المياه.. و قبل أن تدخلها رأت احدهم خلفها.. اسرعت خطاها إلى الداخل.. استخرجت اشيائها من الحقيبة و كتمت صوت هاتفها.. ثم قلبت معطفها على داخله.. ليصبح لونه الداخلي هو الظاهر.. وضعت وشاح رقبتها على رأسها ليكون تمويهًا لها و يكسبها بعضًا من الوقت.. تأكدت من حشو سلاحها.. ثم ثبتته بحزام بنطالها الخلفي.. و ضعت الهاتف و اثباتات الهوية في الجيب الداخلي للمعطف .. مع مصباحٍ صغير أصبح لا يفارقها مؤخرًا .. تخلصت من حقيبتها كي لا تعيق محاولتها للهروب.. فتحت الباب بخفة.. لترى أنهما اثنين فقط.. راودها الشك.. فـ الخطوات التي تتبعها كانت أكثر.. ارتدت نظارة وأخفت بعضًا من ملامحها.. ثم خطت للخارج بتوترٍ رهيب.. كان الإثنان يقفان واحدٌ منهم يقف مقابلٌ لها.. و الآخر يقابلها ظهره..
ملتهين عنها بحديثٍ يدور بينهما.. رأت لافتة أمامها بأن باب الخروج على يمينها.. تابعت خطواتها بصورة منتظمة كي لا تلفت الإنتباه.. تنفست بعمق حالما ظهر لها الشارع بمركباته المكتظة..
ابعدت النظارة .. تلفتت بحذر بعينين تدرسان الوضع الذي هي فيه.. حالما اطمأنت أنها وحيدة ولا احد يتبعها سارعت الخطى ولكن صوت من خلفها افزعها.. لتدرك أن الباقي كانوا بانتظارها خارجًا.. ايقنت أن لا مفر لها منهم..و دخلت اول طريق فرعي أمامها..


،


الـ 6:40مساءً..


يتصل على هواتفهم.. و في كل مره ينقطع الرنين ولا مجيب.. شتم ببذاءة وهو يلكم طرف المكتب أمامه.. من أين ظهرت له هذه الفتاة.. تبًا.. عمله الآن في منحدرٍ خطر.. و السبب بكل هذا فتاة.. لذلك هو لا يطيق جنس النساء.. فـ هن لا وظيفة لهن غير افساد كل شيء.. لقد بنى عمله هذا بعد مصارعاتٍ طويلة مع الحياة.. العجوز الظالمة.. التي ظلمته بكل شيء.. و لم تعطه النذر اليسير من أي شيء دون مقابل.. سينال من هذه المدعوّة دينيز و لو كان الثمن غاليًا.. لا يهم.. فـ هو قد اعتاد الدفع.. و لا ضيرَ منه بحالةٍ كهذه.. فـ هو قد تخلّص من والدها قبلًا.. و كان يضنها قد توفت وهي بعمرٍ صغير كما قال له والدها ذات مرة .. و لكن من الواضح له أن أباها كان خائفٌ عليها لذلك قام بتزوير موتها.. غبيةٌ هي إن ظنت أن بإمكانها الإنتقام لمقتل والدها.. هي تسببت بموتها فقط.. لا غير.. أعاد الإتصال على أحدهم.. وهو ثاني أهم رجاله.. أتاه الرد بعد رنتين.. قائلًا بصوتٍ لاهث..: مرحبا سيدي
الرئيس بصوتٍ حاد..: ماذا حدث..؟ و لماذا لا احد منكم يجيب على هاتفه..؟
رجلُه.. جان..: سيدي.. الفتاة مسلحة.. لم نستطع اللحاق بها.. اطلقت النار بشكلٍ عشوائي ثم هربت.. لكننا نظن أننا نعرف إلى أين تتجه..
الرئيس بغضبٍ أعمى..: اللعنة.. أحضروها .. لا يهمني كيف .. و لكن اعلموا أني أريدها هنا حالًا..
ثم أغلق الخط بإنفعال.. ليتنهد جان بصمت.. وهو يدرك معنى ما قاله الرئيس.. فـ موتهم أو حياتهم بيد هذه الحقيرة..

،

الـ 7 مساءً..
بعد مسافةٍ كافية.. كانوا قد ابتعدوا عن وسط المدينة.. و اضحوا بجهةٍ خالية من البشر تقريبًا.. ما عدا مستودعاتٌ مترامية.. هنا و هناك..
صرخ أحد الرجال قائلًا..: رأيت ظل هناك.. يبدو أنها فتاتُنا..
تحركوا بخفة و سرعة و تدريب الرئيس لهم يأتي بثماره.. حيث أنهم استطاعوا اللحاق بها.. استشعرت وجودهم.. بالرغم من خفة خطواتهم .. لتتنقل بخفة هي الأخرى.. من مستودعٍ لآخر.. مخرجة مصباحها الصغير.. فالشمس توشك على الغروب.. و حالما أحست انهم اقتربوا منها أكثر.. أظهرت لهم نفسها و أعادت الأمر بالإطلاق العشوائي.. لتركض بسرعة و تخرج من بين المستودعات لزقاق قديم.. و مع هروبها كانت تلتفت من فترة لأخرى و تطلق النار.. لم يصبر جان .. و لم يكن يريد إطلاق النار.. لأن الأوامر تقتضي بوجودها حية سليمة معافاة.. حتى يستجوبها الرئيس قبل أن ينتهي منها.. و لكنها لا تسهل عليهم المهمة.. صرخ قائلًا..:
من الأفضل لكِ الإستسلام.. فـ انتِ واقعة لا محالة بين يديّ..
و لكنها تصرّ على الهروب.. لذلك أطلق النار على ساقها.. حالما رآها تتهاوى على الأرض.. تنفس الصعداء.. و لكن عينيه اتسعتا بدهشة و هو ينظر لها تقاوم اصابتها لتكمل هروبها.. فقال من بين أنفاسه..: تبًا.. ما هذه الإرادة ..
التفت خلفه ليرى اثنان منهم قادمان.. استفسر عن الآخران.. قال أحدهم..: لقد أُصيب واحدٌ من طلقات الفتاة و الآخر بقي معه..


،


الـ 7:50 مساءً

اختفت من أمامهم وكأن الأرض انشقت لتبتلعها.. لقد بحثوا بكل الإتجاهات و لكن لا أحد.. لم يستطيعوا العثور عليها.. و الآن تبقى لهم جهة واحدة لم يبحثوا فيها.. و هاهم يتوجهون إليها.. بإحباطٍ شديد.. و خوفٌ من فكرة رجوعهم للرئيس بدونها..

أما هي فكانت تسرع من ركضها بما تسمح به اصابتها .. حتى وصلت لأرض مستوية.. يوجد فيها بيوتٌ قديمة لم يتبقى منها سوى جدار او نصف جدار.. لا تنفع أن تكون مكانٌ للإختباء.. لأن أول مكانٍ سوف يبحثون عنها فيه هو هناك.. لذلك أخذت تدور بعينيها لترى ألواح خشبية لن توضّح لهم مكانها اذا لم تفضحها آهاتها..


،


الـ 10:05 دقائق مساءً..

يقف الرئيس بمنتصف المكان .. "و هو مستودع يشبه تلك المستودعات التي كانوا يبحثون عن دينيز فيها" .. واضعًا يده في جيب بنطاله.. و الأخرى تستقر على خصره.. ينظر بهدوء لثلاثتهم.. و ما سمعه منهم لم يروقه ابدًا.. نظر للأرض.. حيث استقر هناك جثة الإثنان اللذان لم يواصلا البحث.. رفع نظره بهدوء مرة اخرى للثلاثة..
طلب من أحدهم التفسير للمرة الثانية.. و حالما انتهى.. وضع الرئيس يده على صدغه و كأنه يفكر.. ثم وجه لهم حديثه بنبرة صارمة قاسية بعد أن ألقى نظرة على ساعة يده..: لديكم مهلة يومين.. اذا لم تأتوني بـ دينيز أورهان تعلمون ماهو مصيركم.. لذلك.. انتظر منكم أن تعملوا بكل طاقتكم .. أحمد قادم من السفر في الغد.. و سوف يساعدكم.. انصرفوا..

انصرفوا بخطوات متعثرة.. غير مستوعبين بأنهم لا زالوا على قيد الحياة ببساطة..

،

بنفس الوقت.. و لكن بمقرٍ آخر.. اصابعه تطرق على المكتب بحركة رتيبة.. افكاره تبعد عنه بـ مسافات.. إلى تلك التي لم يستطع الحصول على ردٍ منها.. طرقات هادئة نبهته للمكان الذي هو فيه..
قال بهدوء و استرخاء..: تفضلي..
دخلت شابة جميلة جدًا بـالعقد الثالث من عمرها.. تبتسم له بلطف قائلة..: أريد و لو لمرة أن لا تتعرف على طرقاتي..
رد لها ابتسامتها بالمثل..: هذا مُحال.. استطيع التفريق بين طرقات كل واحدٍ منكم.. و بالطبع طرقات أصابع رقيقة ليست كـ طرقات سرمد التي تجعلني أصاب بالخوف و أكون على وشك الإغماء..
ارتفعت ضحكات الشابة الناعمة وهي تتخيل وجه شريكها اذا سمع بالأمر.. عندما خفتت ضحكاتها سألها..: هل استطعتِ الوصول إليها..؟ تلاشت ضحكاتها تمامًا.. و تنهدت بقلق وقالت..: لا سيدي.. لم استطع الوصول إليها.. ثم استقامت وهي تردف..: بالإذن سيدي.. وانصرفت بعد ايمائة بسيطة منه..

،



الوقت الحالي..


ودّع صديقه أركان.. بعد أن قام بإخراج الرصاصة و تخييط الجرح ثم تعقيمه.. و كتب لها عدة مهدئات تأخذها على فترات متفرقة.. عاد أدراجه ليخبرها بأنه سيذهب إلى صيدلية قريبة ثم يعود.. وقف بفتحة الباب عندما وجدها قد أخرجت هوياتُها الثلاث المزيفة.. ترتبها على حسب أهميتها حاليًا.." دينيز أورهان.. بورجو ديمير.. بهَار أصلان.." و تمسك بالهوية الرابعة.. هويتها الأصلية.. تنظر إليها بابتسامة مشتاقة.. مررت يديها على اسمها.. تتحسسه بحنينٍ مُهلك.. تحفظ الأيام بالساعات منذ أن تخلّت عنه.. محفوظٌ هو بقلبها.. مجبورةٌ كانت.. رفعت أهدابها إليه بصمت.. محتفظة بابتسامتها.. قال بعد أن طالت النظرات بينهم.. بهمس.. ينطُق أسمها الحقيقي.. فـ هو لا يعترف بالباقي.. هيَ هويتُه..: روسلين..
لمعت عينيها بشوقٍ واضح لإسمها.. الذي افتقدته بين ركام الحياة..




.
.
.


انتهى..


sira sira likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 09:17 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






الفصل الثانـي..






عندما نفقد أحدهم.. ثم بعدها بفترة قصيرة نفقد الآخر.. ثم الثالث و الرابع.. نتعوّد على الفقد.. قد يصيبنا أيضًا تبلّد.. او خوف من فقدٍ آخر.. قد تتوقف حياتُنا في محطة رحيلهم.. و قد نمضي أيضًا بحال سبيلنا متجنبين العلاقات حتى لا تصيبنا لعنة الفقد مجددًا.. قد نتذبذب.. و قد ننهض من سقوطنا بقوة أكبر.. كلّ منا يتعامل مع الفقد بطريقته..




،




اقترب منها ببطء.. حتى استوى جالسًا على ركبتيه أمامها.. صدره مقابلًا لساقيها.. اخذ الهويات الأربع منها ووضعها جانبًا.. ثم عاد إلى كفيها.. ممسكًا لها بقوة حانية.. نظراته على أناملها الطويلة.. و كأنه يقرأها.. او يستكشفها.. ليرفع يدها أخيرًا ثم يقبلها بعمق.. ابعد نظراته عن يدها ليرفعها إلى عينيها.. وجهها الذي يعشق.. مكررًا مرة أخرى.. بذات الهمس.. يتذوق حروف اسمها بشوقٍ هو الآخر..: روسلين..!
ابتلع غصة جارحة وهو يقرأ عينيها.. اصبح يلحظ مؤخرًا احتياجًا صارخًا فيها.. يريد تلبيته لأنه يعكس احتياجًا قد احتلّ صدرُه.. لكنها دومًا تمنعه.. تحارب نفسها و تحاربه .. احنى رأسه و وضعه في حجرها..
يعب من هواء وطنه/ حضنها.. ليزفر بقلة حيله.. وهو لا يعرف كيف يتصرف.. لا يريد اخضاعها لأوامره.. هي أغلى منه على نفسه.. و لكنها في خطر.. لا يستطيع الصمت أكثر.. هو لن يفقدها أبدًا.. أحس بلمسة حانية على شعره.. بقي عدة لحظات يستمتع بقربها منه.. لكنه فقد صبره وهو يتحسس اصابتها.. سوف يجبرها.. لا حلٌّ آخر.. جلس بجانبها و احتضنها بقوة.. يريد أن يطمئن قلبه بوجودها.. و ينفي احتمال فقدانها.. ليقول بهمسٍ حارق..: سوف تخضعين لحراسة..
ابعدته عنها.. لتنفي بهزة بسيطة من رأسها.. وكان متأكدًا من رفضها.. فكرر عليها..: ستخضعين لحراسة..
تراجعت للخلف.. حتى استقرت على ظهر السرير.. و عاودت الرفض.. قائلة بهمس.. كلمة واحدة..: لا استطيع..
استقام بانفعال وهو يهتف بحدة..: تعلمين أنك تستطيعين.. كما أعلم أنا.. و كما يعلم رئيسك المتحذلق ذاك..
روسلين بانفعالٍ هي الأخرى..: لا استطيع.. هل تفهم ذلك..؟ لا أستطيع.. أنا لست مستمتعة بالحال الذي انا فيه.. انظر إلي.. مقيدة هنا بسبب اصابة.. مقيدة في هذه المدينة بسبب هوية مزيفة.. لا استطيع التحرك بحرية خوفًا من ان يكون هناك مترصدٌ لي.. و انتَ أكثر من يعلم بأنني ارفض القيود.. أمقتها.. لتجيء انت تريد تقييدي أكثر بحراسة سوف تفضحني..


ليفانت بغضب..: و أين رئيسك من كل هذا..؟ ألم يتعهد على نفسه بحمايتك ما دمت تعملين لصالحهم..؟
تقهقر غضبها وعادت للتقوقع على نفسها.. لم يرد عليه سوى الصمت.. نظر إليها بحدة يريد منها جوابًا و هي تتهرب من نظراته.. مشتتة حدقتيها .. قال بعد فترة.. بصوت مشدود وعدم استيعاب..: لا يمكن .. ما فهمته غير صحيح أليس كذلك..؟
زاد ارتباكها بصورة أكدت له صدق ما اكتشفه.. لفظ بعدمِ تصديق..: هل يعني أن صمت مديرك للآن بسبب عدم معرفته بتعرضهم لك..؟
اخذت تسحب خصلة من شعرها للخلف بصورة مضطربة .. دومًا ما كان يكشفها.. لا تستطيع أن تخفي عنه شيئًا .. بللت شفتيها بارتعاش.. وما زالت تتهرب من الإجابة بصمتها.. فـ رئيسها يظنها بحماية زوجها.. و زوجها كان يظنها بحماية رئيسها.. شهقت بفزع وهي تستشعر لمسته القوية لساعديها.. يهزها بغضبٍ شديد.. يصرخ بأعلى صوته..: لا يعقل.. لماذا تفعلين ذلك.. لماذا..؟
لم تكن قد نظرت إليه.. و حالما نظرت.. هالها غضبه.. وجهه قاني بشكل مخيف.. و عروق صدغه بارزه.. اخفضت بصرها ليده.. تحاول سحب يديها.. ولكنه يقبض عليها بقوة أكبر.. وما زال مستمرًا بهزها يريد ردًا منها.. بقيت صامته.. تدرك بأنه سيغضب أكثر.. سيصرخ أكثر.. قد يتطرف بغضبه و يلكم أي شيء بقبضته.. و قد كان ما توقعت.. فهو صرخ بصوتٍ عال..: اللعنة.. اللعنة.. لماذا تفعلين ذلك.. لمااااذا..؟ عندما لم يجد منها ردًا تركها بعنف ثم خرج مطبقًا الباب خلفه.. و لحظات حتى سمعت الباب الخارجي يطبق بقوة أكبر..
زفرت أنفاسها بهدوء..مصرة على أنها لن تضعف.. فـ العصابة تظنها وحيدة.. لا أحد لديها.. وهي ستؤكد لهم ذلك .. لن تعرّض ليفانت للخطر اطلاقًا.. ستفعل كل ما بوسعها لتجنبه ما سيحدث.. لن تلين و لن توافق على وضع الحراسة.. فـ بسببهم قد يكتشف أمرها قبل أوانه.. استلقت على فراشها.. تنادي النوم ليزورها سريعًا.. فـ هي تشعر بأن عظامها قد تفككت من شدة ارهاقها..




،


اخذ يقطع الطرقات بسرعة علّه يهدأ.. ساعة.. ساعتين.. و في الثالثة لم يقدر على مواجهة كل هذا الغضب وحيدًا.. سيذهب للمركز.. نعم سيذهب و سيواجه رئيسها بما علمه.. لا بد أن ذلك الأخرق نائمًا بالحلم ولا يعلم.. مثله تمامًا قبل ساعتين.. بعد نصف ساعة وصل لوجهته.. أطفئ محرك السيارة.. وبقي جالسًا فيها.. يحاول تنظيم أنفاسه و تهدئتها.. ينظر للمبنى أمامه.. لم يكن موافقًا من البداية على عملها .. و ستضطره الآن لمقابلة ذلك المدعو " كرم" .. اذا لم يكن رئيسها يستطيع حمايتها فهو سيحميها بكل محبة.. نزل من السيارة بخطوات واثقة.. دخل المبنى و توجه من فوره لغرفة شريكيها.. كانت فارغة.. لا احدَ فيها.. عبس وهو يدرك أنه سيتوجه إلى مكتب رئيسها مباشرة.. استدار ينوي الخروج ليجد في وجهه فاتنة المبنى كما يقولون.. صافحها ببرود و ملامح وجهه جامدة.. قابلته بنفس البرود.. سأل عن رئيسها.. فأشارت إليه أن يتبعها قائلة..: هل جئت بخصوص مشكلة لديك..؟
اصدر صوت نفي من بين شفتيه..و لم يعقب بشيء.. فضلت الصمت فهو يبدو بمزاجٍ سيء.. تبعها بصمتٍ مماثل.. حتى وصلا لغرفة رئيس الشرطة.. و رئيس زوجته.. طرقت الباب ثم دخلت قائلة..: سيدي.. زوج روسلين بالخارج.. يبدو بمزاجٍ سيء..
ظهرت ابتسامة شقية على شفتي كرم و هو يقول ..: انه بمزاجٍ سيء دومًا عندما يصبح الموضوع عن زوجته و عملها معي.. مؤكد وجوده الآن يخصها..
ابتسمت سلافا هي الأخرى و هي تتذكر ملامح زوج شريكتها الواجمة.. قال كرم..: ادخليه.. و ابقي معنا.. قد يقتلني ذات يوم من شدة الغيظ..
اومأت سلافا بابتسامة خلابة.. ثم ظهرت للذي كان على وشك اقتحام الغرفة و ليذهب الأدب للجحيم.. الموضوع هنا خطر وهم لا زالوا على وتيرة الإستئذان.. اشارت له بأن يتقدمها.. ثم اغلقت الباب خلفهما..




،






الـ 1:10 دقائق ظهرًا..




حطت قدماه على أرض المطار.. رفع نظره للسماء الملبدة بالغيوم..
تنفس بعمق ثم اخفض بصره للذي رآه أمامه.. احتضنه ضاحكًا..
قائلًا..: لمن أدين بشرف استقبالك لي..؟
تلقى لكمة من صديقه المقرب وهو يقول بغيظ..: تعلم أنني استقبلك دائمًا الا اذا اضطررت أن اتغيب..
ضحك أحمد على غيظ صديقه ليدفعه أمامه و يواصلا السير قائلًا..: ما هو الأمر الطارئ الذي قطعت اجازتي بسببه..؟
تجهم وجه صديقه وهو يقول..: انها فتاة.. تكون ابنة لأورهان.. سأخبرك عنها لاحقًا .. المكان غير مناسب هنا..
ارتفع حاجبا أحمد بخفة وهو يومئ باستغراب.. فـ ما يعرفه أن أورهان لا أولاد لديه..






،


قبل ذلك بوقتٍ قصير..


جالسًا ببهوت.. لم يستوعب ما سمعه للآن.. او بالأحرى لم يتوقع أن يحدث كل هذا وهو لم يشعر ابدًا.. صحيح أنهما اتفقا على عدم حضورها للمبنى حتى لا يعلم كورت بهويتها الأساسية.. لكن لم يتفقا أبدًا أن تتعرض للخطر مراتٍ عدة بدون اخباره.. هو لا يرضى بمثل هذا التجاهل أبدًا.. لقد تعهد بحمايتها.. و يبدو انه اخطأ حين وافقها بعدم الحضور للمبنى.. لكن قرارهم حينذاك كان صائبًا جدًا.. فـ كورت كإسمه تمامًا..ذئب ينهش من أمامه بمخالبه.. و ينتزع منه قلبه بكل برود ما دام يشكل خطرًا عليه.. و الآن.. يبدو أن روسلين هي فريسته..
نظر إلى القابع أمامه بانفعالٍ واضح مهما حاول مداراته.. ثم سأل ببهوت أكبر وهو يدرك الخطر الذي وقعت فيه روسلين..: متى حدث كل هذا..؟ ولماذا أنا لا أعلم..؟
نقل نظره إلى سلافا الجالسة على المقعد الآخر لتهز رأسها بالنفي.. فهي تفاجأت مثله تمامًا.. و لكنها بعكسهم.. فهي تعرف روسلين أكثر منهما .. بالطبع هي لا تتفق معها بتصرفٍ كهذا.. لكنها تتفهمها.. و تدرك دافعها..
عاد كرم بنظره إلى ليفانت الذي قال منفعلًا ولم يعد يستطيع التظاهر بالهدوء..: منذ شهرين تمامًا.. لم يمضي اسبوعًا واحدًا دون التعرض لها..
اتسعت عينا سلافا وهي تتذكر الجرح الذي رأته في جبين روسلين قبل اسبوع.. حيث اتفقتا أن تذهبا لتناول العشاء.. عندما استفسرت منها عن سبب جرحها برعب ابتسمت بهدوء قائلة بأنها لم ترى باب البيت جيدًا فارتطمت به..
أما كرم فقد هب واقفًا وقد عاد كرسيه للخلف بعنف.. لا يستوعب للآن مدى غبائها.. نطق بصدمة..: شهرين..؟ لماذا لا علم لدي..!
استقام ليفانت هو الآخر ليقول بشدة..: و هل تظن أنني سآتي إلى هنا لإخبارك لو كنت تعلم..؟ انا لم اكتشف اخفائها عنا إلا اليوم.. و بالصدفة ايضًا.. كن واثقًا بأنه لو كان لدي ذرة شك بأنك تعلم و تتقاعس عن حمايتها لم يكن لحضوري هنا أي أدب.. و اذا لم تستطع حمايتها فأنا استطيع..
كرم بشدة هو الآخر..: أنا لا اترك أي شخص وانا أعلم بأنه في خطر.. لم أصل لمكانتي ووضعي من عدم.. كما أن زوجتك ستخضع من اليوم لحراسة مشددة.. سأضع أكثر شخصين اثق بهما لحمايتها.. أما الآن فأنا أريد رؤيتها.. و التحدث معها..
ظهر الرفض جليًا على ملامح ليفانت.. لكنه اعتصم الصمت لأنه لا يستطيع الرفض.. فالذي أمامه رئيس زوجته ولا يحق له منعه من رؤيتها.. رأى كرم رفض ليفانت فقال بلطف..:. سأطمئن عليها و اقنعها بالحراسة.. أنتَ تعلم عناد زوجتك و أن الهاتف لا ينفع معها.. احتاج بأن اتكلم معها وجهًا لوجه..
حرك ليفانت عينيه وهو يعلم صحة قوله.. أومأ وهو يتنهد بضيق..: حسنًا.. لنذهب..


خرج ثلاثتهم متوجهين نحو سيارة ليفانت.. و كل منهم قلق على روسلين ولكن بطريقته..




وصلا بعد ما يقارب الساعة.. نظر كرم حوله باستغراب.. قبل أن يتوجه بنظره إلى ليفانت الذي قال بعد زفرة طويلة..: لم استطع العودة بها إلى البيت.. لا اظمن عدم معرفتهم بمكان سكنها.. هنا أعلم بأنها بأمان.. أومأ كرم بصمت وهو يستكشف المكان.. مزرعة واسعة و مريحة للغاية.. نزل من السيارة مستنشقًا عبير زهرٍ قريب.. أما سلافا فنزلت هي الأخرى مبتسمة بأريحية.. المكان يبعث بالهدوء.. و مفيد جدًا للأعصاب بعد ليلة قضتها بغرفة التحقيق وقد أرهقت جدًا.. تقدمهم ليفانت لباب البيت الصغير المتوسط للمزرعة..




،








الـ 2:00 ظهرًا..


بمطعمٍ راقي.. و على احدى الطاولات يستقر شخصان.. يتناولان طعامهما بهدوء.. نظر أحمد إلى كورت .. الضيق يرسم خطوطه بين ملامحه.. عقدة حاجيبه.. نظرة عينيه الكئيبة دائمًا.. قسوة شفتيه و اخيرًا عضه لنواجذه و بروز عظام فكيه.. استغرق النظر إليه مفكرًا.. هل الفتاة بهذه الخطورة..؟ من أين ظهرت..؟ و كيف لم نعلم عنها سابقًا.. حتى لو زيف أورهان موتها كنا سنعلم بطريقةٍ ما عنها.. نظر أحمد إلى المطعم الخالي من أحدٍ غيرهما.. أكمل أكله بهدوء قائلًا..: أذن..؟ ماذا يحدث..؟
تنهد كورت بغضب.. فهو كلما تذكر افلات جان لدينيز يعاوده الغضب.. قال بسخرية على حاله..: الذي يحدث أن أورهان كذب علينا بموت ابنته.. كانت تعيش في اميركا وقد دخلت استانبول قبل ستة أشهر.. كانت تعيش بالقرب من أحد رجالي.. اغوته.. وحين ثمل استجوبته.. اخبرها بكل معلوماتي.. اخبرها بكل شيء.. لم يبقي شيئًا لم يقله.. بمعنى أنني أصبحت مكشوفًا لها تمامًا.. اللعنة.. تلك الحقيرة تعلم حتى موعد الشحنة القادمة.. لذلك.. مثلما ترى.. أنا بخطر.. و علي التخلص منها بأقرب وقت.. كل ما أريده منك.. هو أن تجلبها لي.. سأريها ثمنها الحقيقي.. ثم أتخلص منها..
انصت أحمد وهو يسمع بتركيز.. عاقدًا حاجبيه.. ثم قال أول ما خطر بباله..: قد تكون تخدعنا..!
رفع كورت رأسه كالسهم عندما سمع جملة أحمد.. قائلًا بتوجس..: كيف..؟
هز احمد كتفيه ليتابع بنفس اللهجة الأولى..: قد تكون شرطية..




،






المزرعة.. الـ 2:00 ظهرًا..


بغرفة متوسطة الحجم.. و بعد أن صافحتهم روسلين و تحمدا لها بالسلامة.. جلس ليفانت و كرم على مقعدين من الخشب امامهما هي و سلافا حيث استقرت على السرير من جانبها الأيسر.. ظل كرم ينظر إلى روسلين حتى شتت حدقتيها بتوتر.. لم تظن أن ليفانت سيخبره .. فكرت بأنه سوف يجبرها بطريقته على الحراسه و هي سوف ترفض بطريقتها.. و لكن من الواضح أنها أساءت تقدير خوف ليفانت عليها.. هوَ الخائف من فقدٍ آخر.. يتشبث بها بقوة.. وهيَ لا تريد أن تكون حمايتها هي هاجسه الجديد.. فـ يقسو عليها.. و يصدر القرارات التي قد تجعله يطمئن قليلًا..
بقي كرم على نظراته لها وهو يطرق اصابعه على فخذه بحركة رتيبه تحفظها و تسبب لها التوتر أكثر.. ثم سأل بهدوء..: لماذا لم تخبريني..؟
ابتلعت ريقها وهي تنظر جانبًا إلى سلافا لتجد نفس التساؤل بعينيها.. اخفضت نظراتها وهي تلعب بالمفرش بين اصابعها ثم قالت بهدوء..: لم أكن أريد إخافتكم سيدي..
كرم..: كان يجب عليكِ إخباري.. تعلمين ذلك.. لا يحق لكِ التكتم
ما دمتِ تحت حمايتي..
روسلين بمباشرة..: أعتذر سيدي.. لكن الحراسة سوف تفضح أمري..
كرم بصوت محتدٍ قليلًا.. أشار لساقها المصابة وهو يقول..: انظري إلى أين أوصلك غباؤك.. تتعرضين للخطر ولا زلتِ تقولين أن الحراسة سوف تفضح أمرك..!
روسلين بهدوء..: اعتذر مرة أخرى.. لكنه ليس غباءً سيدي.. الحراسة توترني و تعيقني من التصرف بحرية.. وهذا سيكشف أمري.. لم نتفق أن أتغيب عن الحضور للمركز حتى تتبعني حراسة بكل مكان.. انا اكثر من قادرة على حماية نفسي.. كما أن المعلومات التي أخذتها من رجل كورت خطيرة.. و أريد التصرف بحرية كي لا اقع بين يديه..
ألقت نظرة سريعة على ليفانت لتجده ينظر إليها بضيقٍ بادٍ على ملامحه.. فهوَ ما زال غاضبًا من اغوائها لذلك الرجل.. مع أنه ليس بالإغواء بمعناه الصحيح.. فهي قد جعلت الرجل يثمل ثم طلبت من رجلين أن يساعداها بحمله للسيارة مدعية بأنه زوجها..
أعادت نظرها إلى كرم الذي قال..: و مع ذلك لا يحق لكِ الإخفاء.. سوف تخضعين لحراسة.. سيكونون خلفك لا يظهرون لأحد.. ولا يتدخلون إلا وقت الضرورة.. لن يثيروا الشك ابدًا..
روسلين برفض..: لا أريد الحراسة سيدي..
كرم بصرامة..: أنا لا آخذ إذنك.. أنا آمرك.. او ستتخلين عن القضية.. و تعودين للعمل في المركز.. و سيقتصر عملك في المركز على المكتب.. لن تكوني في الميدانِ أبدًا.. الخيار لكِ..






،






دخل بإرهاق.. لم يأخذ راحة اليوم.. فهوَ منذ وصوله قد انشغل مع كورت بأمور الشحنة القادمة.. مع انشغال كلاهما بابنة أورهان..
استلقى على الأريكة مغمضًا عينيه.. مرّ حديث الظهر بباله.. لقد نفى كورت بشدة أن تكون مع الشرطة.. فهو بعلاقاته قد بحث عن اسمها و معلوماتها كاملة.. أكد له كورت بأنها لم تدخل استانبول الا منذ ستة اشهرٍ مضت.. و مع ذلك هو ليس مقتنعًا.. يشعر بأن ورائها شيء.. استجوب جان و تبين له بأنها ماهرة جدًا.. لقد نفذت من بين يديّ خمسة رجال مدربين.. لذلك هو ليس مطمئن أبدًا.. مع علمها بموعد الشحنة القادمة.. سيضطرون لتغيير المكان.. أما تغيير الموعد لا يستطيعون.. تبًا.. انهم حتى لا يعلمون اذا كانت قد اخبرت أحدًا بأمرهم.. و مع افكاره و تحليلاته غرق في النوم من شدة ارهاقه..








.
.
.




انتهى..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-18, 08:13 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثالـث..




لقد تأخر جدًا.. فهو منذ خروجه ظهرًا بعد مغادرة كرم و سلافا لم يعد حتى الآن.. نظراتها تعانق xxxxب الساعة.. الثواني تمر ببطء.. تدرك خطأها.. و تريد الإعتذار منه.. لم تستطع المكوث في الغرفة أكثر.. خرجت إلى الصالون بمساعدة عصا كان قد احضرها مع أدويتها.. اتكأت عليها حتى استقرت على الأريكة المتوسطة الحجم.. مددت ساقها أمامها.. و القدم الأخرى عانقت بأصابعها أرضية الغرفة.. اخرجت هاتفها و ألقت نظرة على الساعة فوجدت أن فرق الوقت دقيقتين فقط.. تأففت وهي كارهة وضعها.. هوَ حتى لم يتصل ليطمئن عليها.. ستنتظر رجوعه.. مهما اخذ من الوقت.. ستنتظره لتعتذر من قلبه الرقيق.. اغمضت عينيها باسترخاء وهي تكرر وعودها.. طال انتظارها حتى اخذها النوم ..






فتح ليفانت باب البيت بخفة.. دخل بهدوء وقد انبأه هدوء البيت بأن شمسه نائمة.. قد تكون هادئة.. ولكنها صاخبة بطريقتها..
توقف عن المشي وهو يراها على الأريكة بنومها الغير مريح.. تنفس غيظًا منها.. هل كان يتوقع ان تبقى في الغرفة؟.. بالطبع لا.. اقترب منها بخطوات واسعة حتى لم يعد يفصل بينهما شيء.. وقد اصطدمت ساقيه بالأريكة.. يشرف عليها من علو.. ينظر إلى ملامحها الغارقة في الإرهاق.. و يبدو من شدته لم تشعر به.. هي التي نومها خفيف و هذا اكتسبته من طبيعة عملها كـ مفوضة.. استند على ركبتيه امامها.. مرر سبابته على تقاسيمها.. تاهت عيناه بملامحها الهادئة.. ثم ابتسم بحنان.. مهما كان غضبه منها تستطيع إخماده بلحظة.. بقصدٍ او بدون قصد.. لا يصبر على الحياة بدونها.. لقد تاهَت نفسه منه بوقتٍ مضى أوشك فيه على خسارتها.. هي ركيزته للعيش .. روسلين شمسه التي لا تغيب.. تنشر أشعتها الذهبية من حوله فتشعره بهالة من الطمأنينة والأمان بأن الدنيا لا زالت بخير.. لذلك هوَ لا يستطيع فقدانها.. فهي كـ مجرى الهواء له.. وضع رأسه على صدرها ثم اغمض عينيه بهدوء حزين.. همس بألم..: قلبي يؤلمني روسي.. يؤلمني جدًا.. أريدك كل الحياة.. لكن الحياة تريد أخذك مني.. و أنتِ تساعدينها روسي.. تساعدينها..
رفع رأسه بسرعة حالما وضعت يدها عليه ..نظر إليها بحزن.. ابتسمت من بين طيات نومها.. بصوتٍ ناعس..: تأخرت ليفانت..
ابتسم لها في المقابل دون أن يشعر.. عاد لملامسة وجنتها بسبابته صعودًا و نزولاً على نعومة خدها.. بمداعبة بسيطة قال..: أحببت أن أتخلص من المشاعر السلبية قبل أن آتي..
تغضنت ملامحها لترفع يدها تدعوه لاحتضانها.. احتضنها فقالت بهمس يخالطه بعض الضيق..: أسفة ليفانت..
شدد من احتضانها وهو يدفن رأسه بشعرها.. لقد احتاج حضنها.. منذ شهرين و وضعهم بشدٍ و جذب.. همس بوجع..: اشتقت إليك..
خبأت وجهها بعنقه لتشد عليه أكثر.. وبهمس مماثل..: أنا أيضًا..
بقيَ محتضنًا لها بصمت.. وصمتت هي في المقابل.. ولكن صمتها رافقه نعاس.. أبعدها بهدوء بعد أن انتظمت انفاسها.. أهداها قبلة على الجبين.. ثم حملها إلى الغرفة .. استلقى بجانبها وهوَ يفكر بـ آردا.. هل ستوافق أن تذهب إليه حتى تتعافى..؟ روسلين التي يعرفها من المؤكد سترفض.. ولكنه يأمل بأن ترحمه و توافق.. قربها منه محتضنًا لها.. همس بقرب اذنها..: ليتك تعلمين كم أحبك..






،






صباح اليوم التالي..




دخل إلى مكتبه و صداع قوي يفتك برأسه.. طرقات على الباب جعلته يلتفت و يرى سلافا ومعها كوب من القهوة.. ناولتها له ثم جلست على مقعدٍ أمامه.. ما زال واقفًا و يرتشف من القهوة بتلذذ.. سألها وهو يتكئ على حافة المكتب ..: متى سيعود سرمد..؟
نحن بحاجة إليه..
بهدوء أجابت..: سيأتي اليوم سيدي.. عندما علم بتعرض كورت لروسلين قطع إجازته و أتى..
اومأ كرم ثم قال..: متى سيأتي..؟
اجابت بذات هدوءها وهي تنظر إلى ساعة معصمها..: يفترض ان يكون هنا .. لابد انه قادم الآن..
وضع كرم كوب القهوة على المكتب قائلًا..: جيد.. تعلمين أن شحنة كورت بعد اسبوعين.. و نحتاج أن نكثف جهودنا حتى لا تفلت منا او يوشى بنا.. لا أحد يعلم عنها سوى نحن الأربعة.. و أريد أن يبقى الأمر كذلك..
قاطعته طرقات على الباب صاحبها دخول سرمد الصاخب.. صافح كرم ليشد على كتفه ثم يحتضنه مرحبًا.. ثم التفت إلى سلافا المبتسمة ليفتح لها يديه .. استقامت ليحتضنها بخفة ثم أبعدها عنه ناظرًا لعينيها الزرقاء..: فاتنة المبنى.. اهلًا و سهلًا..
اتسعت ابتسامة سلافا و بانحناءة بسيطة ردت له التحية..
استدار كرم حول المكتب ليجلس مشيرًا لسرمد بالجلوس مقابلًا لـ سلافا.. أخرج ملف القضية.. قائلًا لهما..: اليوم سيكون مرهقًا لكما.. كذلك الإسبوعين القادمين.. ثم بسط يده أمامه مردفًا..: لذلك.. إذا تمت المهمة على خير.. سيكون لكما يومًا للراحة تستمتعان فيه على حسابي..
أطلق سرمد تصفيرًا مستمتعًا و غمز لسلافا التي غمزت له بالمقابل.. نظر لهما كرم بأسفٍ زائف..: لكن للأسف .. الميزانية محدودة.. تفضلا لعملكما..
حدجه سرمد باحباط.. و ابتسم كرم باستمتاع و هو يسترخي بطريقة مبالغ فيها بإغاظة لـ سرمد الذي بالفعل نظر له بغيظ.. ارتفعت ضحكة كرم وهوَ يشير لهما بيده لـ الخروج..




،








بعد اسبوعين..




نقاش محتد بينهما.. كلاهما متوتر.. لا يعلمان هل هما بأمانٍ أم بخطر.. دينيز متوارية عن الأنظار.. لم يستطيعا الوصول إليها.. متأكدان بأنها لا زالت في استانبول.. لقد استعلما عنها في المطار ولم تغادر.. في محطات السفر برًا ايضًا لم تغادر.. بمعنى أنها متواجدة.. قد تكون أقرب إليهم مما يظنون.. و قد توشي بهم مع أن رجلهم في الأمن نفى أن لديهم إخبارية .. لذلك هما بحيرة.. و لأول مرة يقعان بظرفٍ كهذا.. يقطع غرفة المكتب بتشتت.. لا تثبت خطواته بمكان.. اقترب منه أحمد بهدوء ليجلسه على مقعد مكتبه.. أخذ كورت نفسًا عميقًا يحاول الهدوء قبل أن يسأله..: كم المتبقي من الوقت..؟
أجابه أحمد بتوتر..: نصف ساعة ..
استقام كورت تلقائيًا وقد فشلت محاولته في الهدوء فضغط أحمد على كتفيه حتى جلس مرة اخرى قائلًا..: كورت.. يجب أن تهدأ.. أنت توترني أكثر.. سيصلنا الخبر مهما كان.. جيدًا أو سيئًا.. إذا كان جيدًا سنحتفل أما اذا كان سيئًا فنحن سنحتاج لقوتك و تركيزك أكثر.. لا ينقصني تعبك.. يكفي مالدي من توتر.. استجمع نفسك باللهِ عليك..
كورت و توتره يشتد مع مرور الدقائق أكثر..: لا استطيع .. اشعر بأن شيئًا سيئًا سيحدث.. شيئًا يفوق أن يمسكوا بـ جان رجال الأمن..
أحمد بعد أن جلس على المكتب أمامه..مازال يضغط على كتفيه وهو ينظر لعينيه ليبث له هدوءًا قدر المستطاع..: و مع ذلك.. استجمع نفسك.. أنا بحاجة إليك.. هل تسمع كورت.. أنا احتاجك..
إيماءة خفيفة من كورت جعلت أحمد يبتسم له بجمال الصداقة بينهما بعد ان ربت على أحد كتفيه.. ثم استقام متوجهًا نحو الهاتف.. رفعه ليصله صوت العاملة في المنزل بعد ثوان.. قال مبللًا شفتيه وهو يشعر بصداعٍ بدأ باحتلال رأسه..: اريد كوبان من الماء مع مسكن..




،






موقع التسليم..




تراقب من ثقبٍ سكن أحدى جدران العمارة السكنية التي استقامت فوقها.. مثبتة فتحة المنظار فيه .. تتابع بدقة رجال كورت و هم ينقلون الشحنة بحذر.. مستغرقة بمتابعتهم.. افزعها صوت من خلفها لتنظر بوجهٍ شاحب .. كانت سلافا.. وضعت يدها على صدرها وهي تطلق انفاسها بعد إدراكها بأنها كانت تكتمها من الفزع .. هتفت بصوتٍ مشدود ..: لقد افزعتني.. لماذا لا تصدرين صوتًا..
استلمت سلافا مهمة المتابعة وهي تقول بهدوء..: آسفة.. ظننتك قد سمعتِ خطواتي.. "ثم اردفت وهي تثبت المنظار بدقة".. ماذا حدث معك..؟
اطلقت روسلين باقي انفاسها لتقول..: ينقلون الشحنة فقط.. يبدو بأنهم متوترين .. يتحركون بإرتياب و حذر..
سلافا بهدوء..: لم أتوقع بأن كورت لن يغير موقع التسليم.. ظننته سيخاف أن يخسر بضاعة بهذه الكمية الكبيره.. من الواضح انها تساوي ملايين..
ضحكت روسلين فنظرت إليها سلافا باستغراب و هي تستفسر رافعة حاجبيها..: لماذا تضحكين..!
اجابتها ولا زالت اثار ضحكها مرتسمة على شفتيها بـ ابتسامة..: لأنني أصبحت اعلم كيف يفكر كورت و في المقابل كيف يفكر أحمد وهو العكس من كورت تمامًا..
تابعت سلافا عملها وهي تقول بدهاء لروسلين التي اتخذت من الأرض مقعدًا لها بسبب ألم ساقها..: هل تقصدين أن كورت كان يريد تغيير الموقع ولكن أحمد اقنعه بالعدول عن ذلك..؟
روسلين بتصفيرة خافتة وهي تفرقع اصبعيها السبابة بالإبهام تؤكد لسلافا استنتاجها بحماس ..: تمامًا..
ابتسمت سلافا لحماس روسلين وقالت..: يبدو أحمد اخطر من كورت..!
وافقتها روسلين القول لتردف..: أحمد يريد أن يعلم ما وراء دينيز.. يريد أن يتخذذ قراراته بعد أن يثبت قدميه جيدًا حتى لا تتزعزع الأرض من تحت اقدامهم ثانية.. أما كورت ..
اكملت عنها سلافا و هي الأخرى تستنتج معها..: فهو يتخلص ممن يقفون في طريقه..
استقامت روسلين وهي تنفض عنها الأتربه العالقة ببنطالها وأومأت لسلافا و تابعت..: أما بعد أن تنتهي الليلة و بدون مداهمة و بعد أن يتخلصوا من ضغط اليوم و التوتر الذي انا موقنة بأنهم يعيشونه حاليًا ماذا سيحدث..؟
سلافا تحثها للمتابعة وهي تصدر صوتًا يبين لها اندماجها بتحليلهم.. قالت روسلين وهي تضحك بحماس..: سيجعل أحمد كورت يتصل بـ دينيز لتقابلهم..
ضحكت سلافا هي الأخرى..: وهكذا سيقعون بفخ دينيز أورهان و التي تكون أنتِ..
رقصت روسلين حاجبيها بمرح و بنظرات عاودتها شقاوة افتقدوها..: اتخيل وجه كرم عندما يعلم بأنهم وقعوا بالفخ.. ستطل من عينيه نظرات الفخر ولكنه سيقمعها ثم يقول بتكشيرة كلمته الدائمة لي.. " من اعطاكِ الحق بالتصرف"..
عندها قالت سلافا وقد اختفى المرح منها.. و اطل قلق على روسلين وعدم مبالاتها بنفسها..: إنه محق روسي.. اذا حدث لكِ شيء سيكون هو المسؤول..
روسلين بهدوء و هي تحاول أن تشرح لها وجهة نظرها في الموضوع..: أنتِ تعلمين أنني أتوتر اذا كنت اعلم انني مراقبة.. ولا استطيع التصرف بحرية.. عندها سيفضحني توتري.. من الأفضل أن أقابلهم بمفردي.. وها هي ساعتي يوجد بها المتعقب .. لو حصل لي شيء ستجدونني.. لقد اقتنعت بالمتعقبات لكنني لن أوافق على الحراسة ابدًا..
أشارت لها سلافا بالهدوء مردفة..: أنا افهمك روسي.. مع أنني لست أوافقك الرأي.. لذلك أنا لن أخبر كرم بمقابلتك لهما.. ولكني سأكون قريبة لأتدخل اذا شككت بالوضع.. و لا زال الوقت مبكرًا لنتحدث فيه.. نحن على رأس عمل الآن و لم ننتهي بعد.. حين يتصل كورت ستخبريني.. وانا سأكون معك..
أرادت روسلين الرفض ولكن أخرستها نظرات سلافا الصارمة..
عادت سلافا لتكمل عملها .. ثم قالت بمرح..: جان وسيم جدًا..
مدت روسلين شفتيها للأمام وهي تقول بتبرم..: ايضًا كورت و أحمد وسماء جدًا.. تبًا لهم.. أحمد له وجه ملائكي من يراه لا يظن انه سيضر أحد.. أما كورت فتبدو عليه ملامح الشر ولكن لا تنقص وسامته ابدًا.. ثم أردفت..: لقد بدأت أشعر بالملل .. ألم ينتهوا بعد..؟
سلافا بهدوء..: يبدو أنهم على وشك الإنتهاء..
اومأت روسلين ثم استندت على الجدار لتقول لها سلافا..: هل سلاحك موجود..؟
انعقدت حاجبا روسلين و اعتدلت بوقفتها ثم نطقت بريبة ..: لماذا..؟ هل حدث شيء..
سلافا بذات هدوءها..: لم يحدث شيء.. ولكن للإحتياط فقط..
أخرجت روسلين سلاحها لتتأكد من حشوه و من وضع الأمان..
حينها قالت سلافا..: لقد انتهوا.. ليتبع كلمتها بعد لحظات صوت عجلات الشاحنة وهي تقطع الطريق بسرعة متوسطة.. تابعت سلافا..: لكن يجب أن نبقى لما يقارب الساعة.. لا زال رجال كورت متواجدين..
روسلين وهي تقترب لتستلم المهمة عن سلافا..: حسنًا.. ابتعدي سأكمل المتابعة..
ابتعدت سلافا قليلًا وهي تقول..: ألن تؤلمك ساقك..؟
نفت روسلين ثم أردفت..: لم تعد تؤلمني.. فقط وخزات صغيرة.. و اشعر بشد اذا كانت حركتي كثيرة..
قبلتها سلافا من خدها..: بالشفاء حبيبتي..






،






بعد أن أخذ أحمد مسكن للصداع استقر جالسًا على المقعد راميًا رأسه للخلف باسترخاء ينشده ولا يحصل عليه.. يحاول ان يتناسى الوضع الذي هم فيه.. و الذي هو من اقتراحه.. وصله صوت كورت المشدود وهو يوشك على الصراخ فيه..: كل ما نحن فيه بسبب اقتراحك الغبي.. لو تركتني اتخلص من الحقيرة لم نكن نعيش كل هذا التوتر..
أحمد ما زال مغمضًا عينيه..: اهدأ كورت.. تأخيرهم يدل على وضعٍ جيد.. الأخبار السيئة تصل دومًا بشكلٍ سريع..
لم يكن يعلم.. هل هو يطمئن كورت أم يطمئن نفسه وما يتمناه أن يحدث..
كورت بصوتٍ عال..: هل تقول أن فتاة تبحث عن الإنتقام لمقتل والدها لن تخبر الأمن بموعد شحنة تعرفها..؟ ثم همس بعصبية..: فقط لو لم اطاوعك و بدلت مكان التسليم..
قاطعهما صوت الهاتف.. استقام أحمد بتوتر فالوقت قد انتهى منذ ما يقارب العشر دقائق وهذا اول اتصال يصلهم.. اجاب كورت وهو يحاول الهدوء..: ماذا حدث..؟
جان بابتسامة..: لقد انتهينا سيدي.. لم يوجد أي وضع مريب.. كان التسليم بهدوء تام و بدون أن يعيقنا شيء..
كورت وهوَ لم يصدق بعد..: هل تقول أن كل شيء على ما يرام..؟
تتسع ابتسامة جان وهو يردف..: نعم سيدي.. لم يحدث أي شيء..
عقد كورت حاجبيه وهو يقول..: لماذا اشعر بوضعٍ مريب..؟ لا اصدق ابدًا..
حينها ضحك جان و ترافقت معه ضحكة أحمد و جان يقول..: تأكد سيدي.. لا وضع مريب.. لم نتحرك حتى تأكدنا من أن كل شيء بأمان..
اطلق كورت صرخة حماسية وهو يضرب يده بيد أحمد.. ثم يقول لجان الذي ما زال على الخط..: أحظر الرجال لنحتفل..


بعد أن اغلق الخط احتضن أحمد كورت ليردف الأخير بعدم تصديق..: انا غير مقتنع بأنها لم تخبر أحد.. كيف لشخص يبحث عن الإنتقام يتجاهل موعد شحنة وهو يدرك بأنه سيحصل على انتقامه منها..؟
حينها اعتلى حاجب أحمد و اطلت من عينيه نظرة مكر يعرفها كورت جيدًا.. ابتسم كورت ثم قال..: بماذا تفكر..
أحمد و كما توقعت روسلين قال..: سنقابلها و نعلم.. ستهاتفها في الغد و تأخذذ معها موعد طعام.. اذا لم ترفض طبعًا..




،






الواحدة بعد منتصف الليل.. كان ليفانت لا يزال في الشركة.. يشغل نفسه بأي شيء وهوَ يعلم بأن روسلين ليست في المنزل لذلك كان يؤجل عودته لحين عودتها.. قاطع انشغاله رنين هاتفه.. رفعه ليتضح له رقم خاص و مميز.. عقد حاجبيه باستغراب فـ هاتفه شخصي لا يعرفه الا المقربون.. فتح الخط و وصله صوت مرح يقول..: هل قاطعت رجل الأعمال عن أعماله..؟
انفكت عقدة حاجبيه و الصوت ليس بغريب.. يعرفه من مكان ما..و وقت بعيد .. قال بشك..: من معي..؟
اردف صاحب الصوت بعتب كاذب..: ألم تعرفني ليفانت..؟
حينها تيقن ليفانت من هوية المتصل.. هتف بترحيب..: كيف لي ألا اعرفك.. لقد شككت فقط لأن الرقم خاص..
أحمد بابتسامة..: هل نتقابل..؟




.
.
.




انتـهـى.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-18, 08:08 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الـرابع..




صباحًا.. يجلسان متقابلين على طاولة الطعام.. يأكلان بهدوء بعد صخب اللقاء بينهما.. تقابلا قبل ساعةٍ من زمن.. كانا محملان بالحنين لوقتٍ مضى كانت فيه صداقتهم جميلة.. لم يدخلها زيفٌ أو بعد.. لكن ليفانت ابتعد بعدما فقد والديه و أخوته.. الحريق الذي فتك بهم ابتلع معه ليفانت.. روحه اصبحت رمادًا من فراقٍ مفجع.. لا أشد من فجيعة الموت فيمن نحب.. لقد نهشه موتهم مخلفينه وراءهم يتجرع حسرته عليهم.. ابتعد عنه ليفانت.. عن كل شيء سيذكره بهم و هوَ لم ينساهم اطلاقًا.. رفض أن يرى أحد ضعفه.. نبذهم من دون قصد.. قاوم أحمد نبذه.. و لكن الحياة ابتلعته مشغلة له عن وجع ليفانت.. و عن صداقة بقيت محفورة بقلبه.. لم ينساه يومًا.. و عندما أتى من سفره.. كان يريد أن يقابله ولكنه انشغل مع كورت.. الآن لم يعد شيء يمنعه عن اللقاء به..
رفع أحمد عينيه يتأمل ليفانت وهو يمضغ بهدوء.. قال وهوَ يريد أن يعرف كل ما حدث له في السنوات الفائتة..: اذن.. ما جديدك..؟
رفع ليفانت كتفيه بأن لا شيء مهم حدث..: مثلما ترى.. أسست حياتي من جديد.. من ألمي لفراقهم.. ثبت قدماي بالتجارة كما كان يريد أبي.. ثم فتح يديه باتساع وهو يكمل..: و ها انا ذا.. كما ترى..
غمز أحمد عينه بمرح قائلًا..: اعلم عما قلته فأنا أتابع أخبارك .. اريد التفاصيل الأخرى.. عن الجنس الناعم.. أرى بيدك خاتم زواج.. لم يصلني خبر زواجك..؟
تعلقت نظرات ليفانت بخاتمه و هو يبتسم بشوق.. مرت عليه أحداث ليلة أمس.. عندما فاجأته روسلين وهي تدخل عليه المكتب في الشركة.. بمرحها الذي فقده.. كان مشتاقًا لها جدًا.. و كان مرتاحًا من بعد اتفاقه مع أحمد على أن يتقابلا.. فهو صديقه الوفي.. و لم ينسى ابدًا مقاومته لنبذه عنه.. ولا يلومه لانشغاله.. احتضنها مقبلًا لها.. لم تمنعه عنها وهذا ما أراحه.. عاد بنظره لأحمد ووجده يبتسم بخبث لم يخفى عليه.. ابتسم ليفانت وهو يقول بحب تنطقه عينيه العاشقتين..: تزوجت منذ سنتين و نصف.. بعد أن دخلت باكتئاب.. انقذني دكتور نفسي اسمه آردا.. تقابلت معه صدفة.. اصبح صديقي.. و ذات يوم رأيت معه شعاعًا ذهبيًا.. بعينين كالبحر الصافي.. وقعت بغرامها.. لا استطيع ان اقول بأنه حب من اول لقاء.. و لكن مع الوقت جذبني بحر عينها.. و غرقت به.. اعجبني الغرق فيه.. فهوَ صافٍ لا تشوهه الأمواج.. ثم رفع يده باستسلام وهو يردف..: لكنني اعترف بأنه ابتلعني بأمواجه منذ وقت.. و لم استطع النجاة الا ليلة أمس.. بعد اتصالك..
ارتفعت ضحكات أحمد.. فهوَ لم يصدق بأن ليفانت العاشق هو ذاته صديقه.. يبدو أن تأثير شعاعه الذهبي كان قويًا.. جلى حنجرته من آثار ضحكته.. ثم قال بفضول ..: لم تذكر اسم شعاعك الذهبي بعد..!
ليفانت يتنهد بحب.. ثم قال بإشراق انعكس على صفحة وجهه..: روسلين.. اسمها روسلين..






،




استيقظت على رنين هاتفها.. يبدو بأن المتصل مصرًا.. فالصوت قد بدأ يزعجها منذ عدة دقائق .. رفعت الهاتف ليتضح لها انه كورت.. كانت قد حصلت على رقمه من هاتف رجله.. انتصبت جالسه و الحماس بدأ يدب فيها.. اختفى النوم و الإرهاق.. اجلت حنجرتها من أثر النوم.. ثم هدأت انفاسها كي لا تفضح حماسها.. البست صوتها ثوب البرود ثم فتحت الخط..: مرحبا..
جاءها صوت قوي غليظ..: هل أتحدث مع دينيز أورهان..
بذات البرود أجابته وهي تستفسر..: نعم.. أنا هي.. من المتحدث..؟
حينها جاءها نفس الصوت القوي..: اظنك تعرفينني.. كورت هالوك.. قالها ببطء متعمد ..
ازداد برود صوتها الذي ناقض اتساع ابتسامتها..: ماذا تريد..؟
كورت وقد استفزه برودها الذي لم يتزعزع.. فهو ظن أنها ستخاف منه.. قال بغلاظة أكثر..: أريد مقابلتك..
روسلين باستعباط و كأنها لا تدرك لماذا يريد مقابلتها..: السبب..؟
صر كورت على اسنانه بغيظ منها..: ستعرفين حالما نتقابل..
زمت روسلين شفتيها تمنع ضحكة من الإنفلات على صوته الذي يبين لها مدى غيظه..: حسنًا.. أين نتقابل..
تنهد مكرهًا وهو يقول..: سيصلك العنوان برسالة.. إلى اللقاء..
حالما انقطع الإتصال صرخت بحماس مختلط بضحكاتها.. وصلها صوت الرسالة تحمل مكان اللقاء.. رفعت هاتفها واتصلت على سلافا.. وصلها صوتها بعد رنتين.. اخبرتها بما حدث.. بمكان و زمن اللقاء.. اطمئنت بأن سلافا ستكون متواجده.. مهما بلغت شجاعتها ولكنها ستقابل مجرم.. هي ما زالت رافضة للحراسة ولكن وجود سلافا قريبة منها يطمئنها.. تدرك بأن كورت لن يخاطر من أول لقاء.. رفعت هاتفها من جديد.. لتخبر ليفانت بأنه طرأ لها عمل و لن تتواجد على العشاء..






،






الـ 9 مساءً..


يهز قدمه بتوتر.. التفت نحو اليمين حيث يجلس بجانبه أحمد.. ينتظران دينيز..: هل تظنها ستأتي..؟ لقد مر من الوقت المحدد عشر دقائق..
أحمد بهدوء..: اظنها ستأتي.. لن توافق على المجيء ثم تنسحب..
اعاد كورت رأسه للأمام وهوَ ينقل نظراته لما حوله زافرًا بملل.. يكره التأخير.. يحب أن يأتي الشخص على نفس الموعد.. و الليلة قد كره تأخرها هي تحديدًا وكأنها تتعمد ذلك..


في الخارج..
اوقفت سيارتها.. نظرت للمرآة لتتأكد من أناقتها.. شعرها الذهبي بتموجات جعلته أكثر كثافة .. عينيها الزرقاء اللوزية الصافية .. تكاد تكون شفافة .. شفتيها المكتنزة قليلًا و المطلية بلون زهري هادئ.. فتحت باب السياره ثم خرجت بثقة.. زفرت انفاسها لتخفف من حدة نبضاتها.. كانت تتوقع ان تتوتر ولكن ليس هكذا.. اخذت عدة انفاس عميقه ثم نفظت شعرها للخلف.. استعادت هدوءها و دلفت إلى المكان باستقامة.. مطعم راقي كما هوَ متوقع.. سألت عن طاولة كورت ثم تقدمت بهدوء إلى أن اصبحت أمامهما.. تفاجأت بوجود أحمد.. فـ هو و كما تعرف لا يحب اللقاءات و يقوم بها كورت.. جلست على المقعد أمامهم في حركة تبين لهم بأنها لا تمتلك الوقت للمصافحات و المجاملات.. نظر إليها كورت بغيظ و مفاجأة وهو يتذكر توتره البارحة.. أما احمد فقد رفع حاجبه بحدة.. عندما لاحظت نظراتهما قالت ببراءة كاذبة..: لا اظن انكما كنتما تنتظران مني مصافحتكما أليس كذلك..؟
رد أحمد وهو لا زال يرفع حاجبه..: من الإحترام أن تحيينا ثم تتفضلي.
رفعت روسلين كتفيها بعدم اهتمام.. قائلة..: ساقي لا زالت تؤلمني ولا استطيع الوقوف كثيرًا.. لذلك لا داعي للمجاملة..
قال كورت حينها.: جيد اذن.. تريدين ان ندخل في الموضوع مباشرة..
صمتت تنتظره أن يكمل كلامه.. و جاءها سؤاله..: لماذا لم تبلغي عن الشحنه..؟
عقدت روسلين حاجبيها وكأنها تحاول أن تتذكر عن أي شحنة يتكلم.. ثم بسطت ملامحها فجأة وهي تقول بتحدي..: أتعني شحنة السلاح الذي تتاجر به..؟
ناظرها كورت بحدة لكلماتها المتحدية.. ثم قال..: أريد أن أعلم لماذا لم تبلغي عنها..
اجابت بهدوء وقد فضلت أن لا تثير أعصابه أكثر.. بزيف..: قد تكون الشحنة لا تهمني.. الشيء الذي لا يضرني لا أهتم له..
لم ترق له اجابتها.. لديه إحساس بأنها تتلاعب به.. هذا ما يغضبه منها.. هوَ حياته بمنحدر حاد وهي لا تفعل سوى اللعب به..: لم تقنعني اجابتك..
روسلين بهدوء..: لست مضطرة لاقناعك..
كورت بتحقيق..: فتاة تبحث عن الإنتقام لوالدها.. تعلم عن شحنة ممنوعة لقاتله.. ولا تهمها الشحنة..؟ قولي شيئًا مقنعًا..
روسلين ببعض الحدة..: أنت تعترف اذًا بأنك قاتله..
كورت وقد بدأت اعصابه بالإشتعال..: اجيبي على سؤالي..
نظر إليها بقوة يريد أن يخيفها.. لكنها قابلت نظراته بـ أقوى منها.. بحر عينيها و كأن الأمواج قد ثارت فيه.. لا تريد أن تفقد اعصابها.. هي على رأس عمل.. و الذي أمامها مجرم قد كثرت جرائمه وما زال حرًا طليقًا.. ذكرت نفسها.. اهدئي روسي.. انتِ على رأس عمل.. حياة الآلاف على ظهرك و يجب عليكِ حمايتها.. و مع كلماتها المشجعة استطاعت ان تهدأ و تجاوبه بهدوء..: لقد أجبتك.. و انا لا ابحث عن الإنتقام لوالدي..
كورت باشتعال..: توقفي عن العبث معي.. انتِ تبحثين عن الانتقام وهذا واضح جدًا..
حينها ضحكت روسلين.. ضحكتها جمدت ملامح الجالسان أمامها.. توقفت عن ضحكها ثم نظرت لكورت بملامح واجمة.. بقسوة و تمثيل متقن ..: أنا ابحث عن الإنتقام..! انتَ لا تعرف شيء.. أورهان الذي تقول بأنني سأنتقم له.. لقد انكرني.. دفنني حية عندما أرسلني للخارج وانا لازلت طفلة.. مع خالة مريضة تحتاج تقويمًا لسلوكها.. أورهان الذي تتحدث عنه.. هوَ والدي بالإسم فقط.. لم أرى منه يومًا جميلًا.. فلماذا انتقم له وهوَ حرمني من والدتي.. بذنب هوَ ذنبه.. ألم يقل لكما أنني مت منذ الطفولة..؟ ولكن هل تعلم..! نعم.. أنتَ على حق.. عندما عدت لاستانبول كنت اريد الانتقام.. فمهما يكن يبقى والدي.. ولكني ما ان وصلت حتى اكتشفت دناءته اكثر.. لذلك.. أنا لا ابحث عن الانتقاام..
كورت باستفسار وعدم اقتناع..: لماذا اذن قمتِ بإغواء رجلي..؟
روسلين بابتسامة حاولت قدر الإمكان ان تكون مقنعة.. ثم ببرود..: قد يكون للفت النظر..
أغمض كورت عينيه وقد استفزه برودها ، قال من بين أسنانه المطبقة بحدة ..: لماذا تريدين لفت النظر..؟
روسلين بذاتِ برودها..: ليس لشيء.. فقط احب لفت النظر..
حينها اعتلى حاجب احمد وهو معجب بقوتها.. الحديث الذي دار بين كورت و دينيز كان مستمع له فقط.. يتأمل ملامح روسلين.. عيناها الصافية.. رموشها الكثيفة.. جلستها الواثقة.. ناصبة ظهرها و مكتفة يديها على صدرها.. كنزة صوفية داكنه يعلوها بلوفر أبيض.. شعرها الذي تنتشر به خيوط الذهب بخصل متفرقه بجمال.. لا يدري لماذا جاء بباله حديث ليفانت صباحًا.. ووصفه لشعاعه الذهبي.. وكأنه يراه أمامه..
سمع دينيز تقول لكورت بعد عدة لحظات من الصمت..: اذن.. ماذا تريد..؟
كورت لم يقتنع بكلامها.. ولكنه يراه منطقي جدًا.. فهو قد عاش القهر.. و يدرك كم هوَ مؤلم.. واذا كانت تريد لفت النظر.. فقد نجحت بذلك.. قال بثقة .. و بأول شيء طرأ على باله..: أريد ان اعرض عليك العمل ..
روسلين بدهشة.. فهي توقعت أسئلته لها ولكن لم تتوقع ان يعرض عليها العمل..: أنت لا تظن أنني سأوافق أليس كذلك..؟
كورت..: لماذا لن توافقي..؟ ما دمتِ لا تشكلين خطرًا.. و إن كان كما قلتِ تريدين لفت نظري.. ها قد نجحتِ بذلك.. أنا اعرض عليك العمل..
روسلين باحتجاج وقد بدأت تتوتر و نطقت بأول شيء فكرت فيه كعذر..: تبقى أنتَ قاتل والدي.. وانا لا اضمن حياتي معك..
أحمد و قد اعجبته الفكرة..: نريد أن تفكري جيدًا.. الرفض غير مقبول حاليًا..
روسلين بهدوء..: و عندما افكر جيدًا.. و أرى بأنني لا احتاج للعمل معكما.. هل لدي خيارات..؟
كورت ببساطة و مباشرة ..: لديك خيار الخروج من تركيا فقط..
روسلين وقد بدأت تنزعج.. بكل وقاحة يهدد.. استقامت واقفة.. ثم قالت..: سأفكر بعرضك كورت.. لكنني لا اعدك بالعمل معك.. فهوَ يبقى حرية شخصية لدي حق القبول او الرفض.. وانتَ لا تستطيع اخراجي من استانبول.. وداعًا..
ادارت لهما ظهرها لتخرج.. تقدمت خطوتين عندما وصلها صوت كورت و هو يقول بثقة..: تركيا.. تركيا وليس استانبول دينيز..
اكملت خطواتها بثقة للخارج أمام نظراتهم.. معترفين سرًا باعجابهم.. مكرهًا كورت اعترف بقوتها.. لم تصب توقعاته و لم يحسب حسابًا لذكائها الواضح له جدًا.. باختصار.. لم يكن اللقاء كما توقعه..






خرجت روسلين من المطعم وهي تزفر توترها.. ثقته بتهديدها اثارت بجسدها قشعريره.. هي تعلم بأنه قادر على تنفيذه .. وصلت سيارتها.. استقلتها و تحركت مبتعدة عن المكان.. رفعت هاتفها لتتصل على سلافا.. سألتها عن كرم واذا كان لا يزال في المبنى.. اجابتها بأنه قد انتهى عمله لليوم.. عرضت عليها ان تأتيها لمنزلها لكن روسلين رفضت.. فـ هي خشيت بأن كورت قد وضع من يتبعها.. ولا تريد بأن تعرض سلافا للخطر.. استمرت تقطع الطرقات حتى وصلت لحي راقي يعمه الهدوء.. فـ كورت ان كان قد وضع من يتبعها فالمبنى أمامها تقع فيه شقة بإسم دينيز أورهان.. نزلت من السيارة بهدوء.. ثم دلفت المبنى بذات الهدوء.. استقلت المصعد للطابق الثاني حيث شقتها.. دلفت ثم ضغطت مفتاح الإضاءة لينتشر النور.. ذهبت للنافذة و حركت الستارة بحركة خفيفة.. نظرت إلى الشارع لكنها لم ترى أي سيارة تتبعها.. جلست على الأريكة لتتنهد بملل.. يجب أن تبقى هنا للإحتياط.. لا تستطيع الذهاب لمنزلها مع ليفانت في المزرعة.. تمددت على الأريكة ووضعت المنبه بعد ساعة.. ثم اغمضت عينيها تريد النوم
حتى ينتهي الوقت..






،


اليوم التالي..


صباحًا.. اوقفت دراجتها على بعد شارع من المبنى الأمني.. كانت xxxxب الساعة تعانق الثامنة.. و ما زال الشارع متسع وهادئ.. فاليوم هو العطلة الرسمية لنهاية الإسبوع.. قطعت الشارع حتى وصلت.. دخلت المبنى بهدوء.. استمرت بالمشي وهي تحدد طريقها و لم تلتفت لأحد.. واضعة نظارة شمسة مخفية اغلب ملامحها.. مع احمر شفاهٍ داكن.. بنطال من الجلد ضيق اسود يكاد يفصل جسدها ولا يبقي للخيال شيء.. و جاكيت بنفس اللون.. اسود داكن كـ احمر شفاهها.. مع شعر أشقر شاحب قصته القصيرة اظهرت طول عنقها.. غرة تغطي جبينها و تتمرد بضع خصلات لتعانق نظارتها.. تبعدها بهدوء وهي مستمره بمشيها.. حتى وصلت إلى الباب المنشود.. حيث لافتة من الخشب المحروق مكتوب عليها بخط ذهبي .. بزخرفة.." رئيس الشرطة.. كرم أونور.." طرقت الباب عدة طرقات.. ولكن لا مجيب.. عقدت حاجبيها ثم فتحت الباب .. ظهر لها المكتب الخالي.. دلفت إليه بهدوء.. وقفت عند النافذة ظهرها للباب.. دقائق و شعرت بأنفاس تشاركها المكان.. كان كرم واقفًا عند الباب.. ينظر إلى الفتاة أمامه بحدة.. من تكون هذه التي دخلت إلى مكتبه بغيابه و بدون علمه.. وصلها صوته الحاد يهدر بقوة..: ماذا تفعلين هنا..؟
حينها ابتسمت بهدوء وهي تلتفت عليه.. أزاحت نظارتها عن عينيها العسلية.. عقد كرم حاجبيه عندما لم يتعرف عليها.. الملامح ليست غريبة عليه.. تقدم بهدوء بعد أن أدرك هويتها.. أغلق الباب بقدمه دون أن يلتفت.. وقف أمام مكتبه و عقد ساعديه على صدره.. ثم قال بهدوء..: ماذا تفعلين هنا روسلين..؟
اتسعت ابتسامتها..: صباح الخير لك أيضًا..
رفع كرم حاجبه باستخفاف وما زال مركزًا على لون عينيها الجميل.. بسخرية..: لن تحرجيني روسي.. ماذا تفعلين هنا.. هل اشتقتِ إلي أم ماذا..؟ ولماذا أنتِ متنكرة هكذا..!
ضحكت بهدوء و هي تتقدم لتقبله على خده.. ابتعدت عنه وقالت بهدوء..: جئت هنا لأمرٍ هام لا ينفع على الهاتف.. ولا أريدك أن تأتي للمزرعة.. سلافا قالت بأنك ستكون متواجدًا هنا اليوم.. وهيَ و سرمد بطريقهما إلى هنا حاليًا..
بسخريته ذاتها..: لماذا لا تريدين أن آتي للمزرعة.. هل يرفض ليفانت..؟
روسلين تنظر إليه بعينين ضاحكة..: هوَ يغار منك فقط..
استدار كرم حول المكتب ليجلس على مقعده مشيرًا بيده لروسلين حتى تجلس في المقعد المقابل له.. بتعجب عقب على كلامها..: يغار مني..؟ ماذا حدث لتتزعزع ثقة الرجل الوسيم صاحب الشعر شديد السواد..؟
كتمت روسلين ضحكتها وهي تقول له..: أنت تحسده على شعره أمامي..
كرم بمزاح ساخر..: بحق الله.. أنا اكبره بسنتين فقط.. و الشعر الأبيض قد امتلئ به رأسي..
رقصت روسلين حاجبيها لتغيظه .. لكن كرم لم يتجاوب معها وهوَ يعود للأساس.. وهو وجود روسلين هنا ناقضة اتفاقهما..: ماهوَ الأمر الهام الذي جئت لأجله..؟
زمت شفتيها بارتباك .. لا تعلم كيف ستبدأ بالموضوع.. لاحظ كرم ارتباكها.. فقال بحدة..: ماذا فعلتِ مجددًا..؟
شتت حدقتيها بتوتر.. ثم بللت شفتيها بحركة تلقائية تفعلها دومًا عندما تتوتر.. حينها قال كرم بنفاذ صبر..: روسليييين..
رفعت يدها ليهدأ و هي تزفر انفاسها..: حسنًا.. حسنًا.. سأتكلم.. فقط لا تغضب..
وسع عينيه بحدة وهو ينظر إليها وقد أنبأه حدسه بأنها خالفت أوامره كما هو معتاد منها.. قدم جسده للأمام ليتكئ بمرفقيه على الطاولة.. قال بنبرة اقرب للوعيد..: اسمعك ..
لم تعد تحتمل كل هذا التوتر.. فلتقلها مباشرة.. و ليحدث ما سيحدث.. هي لا تجيد تنميق الكلام اذا كانت مخطئة..: لقد قابلت كورت بالأمس..
كرم بصرخة حادة تلقائية افزعتها..: ماذا..؟ ماذا فعلتِ..؟
وضعت روسلين يدها على صدرها لتهدأ انفاسها بعد خوفها من صرخته..: ما سمعته.. لقد قابلت كورت..
كرم بأعصاب مشدوده..: و من سمح لك بهذا..؟
حاولت روسلين تبرير موقفها لكن قاطعتها ضربة حادة على المكتب تلاها صراخ كرم..: تبًا لك روسي.. لقد مللت من استهتارك وعدم مبالاتك.. اللعنة..
دار كرم في المكتب وهو يحاول أن يهدأ.. لا يدري ماذا يفعل بالغبية القابعة وراءه.. يكره مخالفتها لأوامره.. تستفزه ببرودها..
تقدم إليها ليستند بيديه إلى المكتب.. مال بجسده إليها.. انفاسه ثائرة.. نظر إليها نظرة أرعبتها بحق.. غاصت في المقعد بتوتر.. لم تظن بأنه سيغضب بهذا القدر.. أعاد عليها كلماتها وكأنه يحاول تكذيب ما سمعه منها.. ببطء..: أنتِ قابلتِ كورت بالأمس.. و بدون إذنٍ مني.. صحيح..؟
اومأت برأسها وهي تغوص بالمقعد أكثر و تدعو أن يصلا سلافا وسرمد حالما رأت شرار نظراته.. اغمض عينيه بغضب شديد منها..
لا يدري ما سبب حبها للتصرف بدون أن ترجع الأمور له.. يريد ضربها.. حقًا لديه رغبة شدية بضربها.. لكنه عوضًا عن ذلك استقام بوقفته وهو يقول بصرامة باردة..: انا اسحب منك القضية..
اتسعت عينيها بصدمة.. بتلعثم..: مم.. مماذا؟
أعاد عليها ببرود صقيعي.. وكأنه لم يكن الغاضب في دقيقة مضت..: أنا اسحب منكِ القضية.. اقصيك عنها.. ستعودين و ابتداءً من الغد للعمل.. لن تستلمي أي قضية قبل مرور شهر.. او حتى أرى بأن عقلكِ قد عاد إلى مكانه .. عندما استخرجنا الهوية المزيفة قلت لكِ بأننا سنتروى و نضع خطة محكمة و منعتكِ من التصرف من تلقاء نفسكِ .. لكنكِ تعاندين .. لذلك أنا أسحب منك القضية .. فلست بحاجة لمفوضة ليست مؤهلة و تخالف الأوامر ..
استقامت روسلين وهي تهتف بارتباك..: و لكن..
قاطعتها إشارة حازمة من يده..: لن أكرر ما قلت..
نظرت إليه بضياع.. تبحث عن شيء يطمئنها بأنها مزحة منه.. فهي لا تتحمل جلسة المكتب و كرم يدرك ذلك جيدًا.. ولكن لم يقابلها سوى صرامة شديدة اعتلت ملامحه.. قبضت يديها بتوتر و بنبرة مشدودة..: لكن كورت أصبح يعرفني..!
حرك كرم كتفيه بعدم اهتمام وهو يعود لمقعده.. وقال بلا مبالاة..: هذا ليس خطأي.. ستتحملين نتائج اخطائك.. و ستدفعين الثمن ان اضطر الأمر لذلك.. أنا لم آمرك بمقابلة كورت.. و لم اتفق معكِ على أي شيء..
روسلين وهي تشعر برغبة بالبكاء.. فهي تريد أن تحل هذه القضية فعلًا.. كما أن كورت أصبح يعرفها.. استجمعت انفاسها.. غضنت جبينها رافضة بقوة ..: لن اتخلى عن القضية سيدي..
رفع كرم حاجبه بسخط..: أنا آمرك.. و سأوقع على الأمر بنفسي..
روسلين بإصرار..: لن اتخلى عنها ابدًا..
حينها قاطعت كرم طرقات على الباب صحبها دخول سرمد و سلافا.. هاجمهما كرم بحدة..: هل كنتما تعلمان..
سأل سرمد بتوجس وهو ينقل نظراته عليهما..: عن ماذا..؟
اشار كرم بسبابته إلى روسلين و بذات حدته..: عن مغامرة شريكتكما..
نفى سرمد معرفته أما سلافا فقد التزمت الصمت وهي تتنقل بنظراتها الزرقاء الدخانية بين ملامح روسلين الواجمة و ملامح كرم الغاضبة.. التقت نظراتها بنظرات كرم ليرفع لها حاجبه وقد أدرك من صمتها بأنها مشاركة لروسلين بمخالفة أوامره.. رفعت سلافا كتفيها بقلة حيلة وهي تبرر..: عندما علمت بما تنويه لم استطع تركها بمفردها سيدي..
اطبق كرم جفنيه وهو يهتف لنفسه.. الصبر.. الصبر .. خرج صوته مشدودًا وهو يفتح عينيه وينظر إلى سلافا..: أريد توضيحًا.. حالًا..
بعد أن شرحت له سلافا ما حدث.. عاوده الغضب وهوَ يدرك بأن روسلين قد وقعت بفخ ثقتها و شجاعتها.. فـ احمد قد رآها مع كورت.. و الخطر اصبح شديدًا.. و مع ذلك.. هو مصرًا لاقصاءها.. حتى تتعلم درسها.. وجه نظراته لروسلين ببرود..: عدم اعطائهما موافقتك بالعمل لديهما تعتبر نقطة لصالحك.. انا متعجب بأنك لم توافقي..!
روسلين بأمل..: هل يعني أنك لن تقصيني..؟
كرم بتشفي..: لا.. انا اقصيك.. و ستواظبين على عملك منذ الغد.. عمل مكتبي دون الخروج للميدان.. و دون استلام أي قضية.. ستتعاملين مع الشكاوي ومشاكل المرور و ما شابه..
حاولت الأعتراض من جديد ولكنه قاطعها..: تستطيعين الإنصراف..
خرجت بسخط وهي مصرة على عدم ترك القضية مهما حدث.. ستعاود المحاولة مع كرم حتى يمل و يتراجع عن قراره..






،






انتهـى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-18, 08:09 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الخـامـس..



قابعة على الأريكة في صالة المنزل.. نظراتها مصوبة بجمود على شاشة هاتفها و كلمات رسالة كورت أمامها .. يسألها كم تحتاج من الوقت للتفكير.. فهوَ لا يملك الوقت و يريد منها ردًا سريعًا.. تنهدت بصمت و هيَ لا تعلم ماذا تقول.. لقد كتبت رسالة قالت فيها بأن يمهلها اسبوع.. لكنها تراجعت عن ارسالها، فـ هي لا تضمن متى سيتراجع كرم عن قراره.. قاطعها اتصال.. تألقت نظراتها ثم ابتسمت بشوق وهي تجيب.. وصلها صوته المحبب و بنبرة حانية..: مرحبًا روسي..
روسلين بحب..: مرحبًا اخي.. اشتقت إليك جدًا..
آردا..: اشتقت إليك أيضًا ، أريد رؤيتك و الإطمئنان عليك.. ألا زلتِ مصرة على عدم المجيء إلي..؟
روسلين بنبرة حانية لا تأتي الا مع أخيها..: لا استطيع حبيبي.. انا بمهمة صعبة جدًا تحتاج للوقت.. كما أنني لا اريد الإبتعاد عن استانبول..
تنهد آردا باستسلام.. فهذه المرة الرابعة التي يحاول فيها من بعد اصابتها أن تأتي إليه ولكنها ترفض..: حسنًا روسي.. سأطمئن عليك يوميًا.. ولكن عندما تنتهي المهمة ستأخذين اجازة و تأتين إلي..
.. بلطف..: سأرى.. ابلغ زوجتك سلامي وقبل لي زهراتك الجميلات.. إلى اللقاء..
بحنان وهو ينظر لتوأمه..: حسنًا.. إلى اللقاء..
اغلقت الهاتف وهي تضعه على الطاولة أمامها بابتسامة مرتاحة.. فأخيها يهاتفها يوميًا.. سعيدة لأخيها وقد استقر بحياته.. سمعت الباب يفتح.. استقامت وهي تتقدم حتى تستقبل ليفانت.. احتضنها ثم ابعدها عنه وهو يسأل بمرح..: أين قبلة المساء..؟
ضحكت برقة وهي تقبله على خده.. فهوَ منذ رآها وهي تقبل كرم على خده اصبح يلزمها بها.. أول الأمر غضب و أصر بالقول انها تكن لكرم مشاعر خاصة.. لكنها اوضحت له بأن كرم الزمها هي وسلافا بقبلة الخد كل صباح.. لم يقتنع حتى رأى سلافا ايضًا تقبل كرم.. و منذ ذلك الوقت وهوَ يغار من كرم و يلزمها بقبلة المساء.. ولا ترضيه دائمًا ان تكون على الخد.. فهوَ يحتال معظم الوقت لتكون قبلته أكثر عمقًا.. شدد ليفانت من احتضانه لها وهو يقبلها.. يتذوقها.. يشعر بلذة تجعله يتعمق أكثر .. و لو كان الأمر يعود إليه لقبلها بكل وقت .. لحظاته في أحضانها تجعله يطمع بالمزيد .. فهي جميلة جدًا .. و لا يستطيع الإكتفاء منها .. افلتها بعد مدة لترتكز برأسها على كتفه.. ابتسم برضا وهوَ يرى دفاعاتها الشهرين الماضية تتداعى أمامه..احتضنها قليلًا ثم قبل جبينها قبلة عميقة و ابتعد عنها بخطوات متوازنة .. دخل غرفتهما و وصلها صوته قادمًا منها وهو يناديها .. تقدمت حتى وصلت إلى الغرفة ، وقفت عند الباب وهي تراه بدأ بتبديل ملابسه بأخرى غير عمليه.. استغربت فهوَ قد وصل للتو ويبدو بأنه سيخرج مرة أخرى.. نظر إليها و قال ..: ألن تبدلي ملابسك..؟
نظرت روسلين إلى ملابسها البيتيه ثم رفعت نظراتها إليه وهي تسأل بتعجب..: لماذا أبدلها..؟
ابتسم وهو يقول..: سنتناول العشاء في الخارج
روسلين بذات تعجبها..: بهذا الجو..؟ و الثلوج تتساقط..!
اتسعت ابتسامته ليؤكد لها..: تمامًا..




،




صباح اليوم التالي..

خرج كورت من المنزل بمزاجٍ سيء ليشتم ببذاءة وهو يرى الثلوج قد امتلأ بها الطريق أمام بيته ولا يستطيع الخروج.. ليس بمزاج لجرف الثلج ابدًا.. ضرب بمقدمة حذائه بعض الثلج ليتطاير وهو يشتم من جديد.. لو علم أن العاصفة ستخلف وراءها هذه الكمية لترك جان ينام معه حتى يجرفه له .. اخرج هاتفه ليتصل على أحمد ولكن لا مجيب.. عاود الإتصال لينقطع الرنين.. نظر إليه ليرى بأنه قد اغلق الخط.. أعاد شتائمه بغضب وكانت من نصيب أحمد هذه المره.. لا حل أمامه الآن سوى أن يقوم بالجرف، اخذ الآلة ليبدأ بمزاج اسوء، هوَ يعلم بأن تجاهل دينيز وعدم ردها هو سبب تعكير مزاجه المتقلب دائمًا ، لم يرتاح لها ابدًا، بنظراتها شيء غريب، لا يعلم ماهو ولكنه استشعره ، وكأنها غاضبة من شيء.. حين حديثها عن والدها نظراتها لم تكن حقدًا، كانت قوة و لم يرى فيها ألمًا، كأن ما قالته تحصيل حاصل حدث وانتهى ، ولم يبقى تأثيرٌ له عليها.. أما نبرتها فهي كانت مليئة بالقهر و الأسى، لذلك هو محتار.. لم يصدقها ولكنه اقتنع بكلامها.. بعكس احمد الذي صدقها وواضحٌ جدًا انها اعجبته.. زفر بضيق من احمد، لم يروقه بأن صداقته مع ليفانت قد أعادت أواصرها، ليفانت عالمه نظيف كما هوَ واضح.. بعكس عالمهم تمامًا.. ولن تمتزج العالمان أبدًا..



،




دخلت المبنى و مزاجها يعلو مزاج كورت سوءًا.. توجهت لغرفتها المشتركة مع سرمد و سلافا.. دلفت لتجد سرمد منغمس بملف بين يديه.. وضعت اغراضها على مكتبها ثم تقدمت من سرمد حتى التصق بطنها بحافة المكتب.. طرقت على المكتب بنقرتين من اصبعيها السبابة و الوسطى.. رفع عينيه باستغراب.. فهو لم يشعر بدخولها الغرفة.. ابتسمت روسلين برقة..: صباح الخير..
رد لها تحيتها.. نظرت للملف بين يديه لتجده ملف القضية اللي اقصيت منها.. نظرت إلى سرمد و وجدت نظرات مكر تلتمع بعينيه.. و ليغيظها أكثر اغلق الملف وهو يقول..: كما تعلمين.. اصبحت القضية شيء خاص لا استطيع اطلاعك عليها..
زمت شفتيها بحنق ثم أردفت.: لقد كنت بالأمس فقط مطلعة على كل أحداثها.. و لا اظن بأن شيئًا هامًا قد حدث..
ابتسم سرمد بخبث ابتسامة واسعة ناظرًا لبحر عينيها..: ومع ذلك، لا يحق لك الإطلاع عليها..
نظرت إليه روسلين باستعطاف ليتجاهلها، اعادت نقراتها على المكتب فـ مثل الضجر منها، تأفف بعدم صبر متقن..: ماذا.. ماذا تريدين..!؟
روسلين تنظر إليه عن قرب ثم تهمس لعينيه وكأن ما تقوله سرًا..: أريدك واسطة .. حاول اقناع كرم بالعدول عن قراره..ارجوك..
اضافت رجاءها بنبرة خاصة و هي تميل رأسها قليلًا..
ارتفعت ضحكة سرمد لترميه بقلم كان أمامه وهي مغتاظة منه.. مسح بكفيه على وجهه و نظر لها بابتسامة خفيفه من اثر ضحكته.. و بجدية خافته..: أنا لست ليفانت روسي.. لن تستطيعي اقناعي بحركاتك، انتِ عرضتِ نفسك للخطر معرضة لنا معك، هل تتخيلي ردة فعل كورت لو علم من تكونين..!
ابتلعت ريقها بربكة وهي لا تريد أن تتخيل كيف ستكون ردة فعله.. لقد تمادت فعلًا ولكن كرم سيعرضهم للخطر سريعًا اذا لم يغير رأيه و استمر بإقصائها.. بثقة علقت..: لذلك أريد منك اقناعه.. هوَ سيعرضنا للخطر أكثر اذا استمر بقراره.. أما اذا قبلت العمل معهم سأستطيع تجميع المعلومات أكثر.. خطرهم زاد كثيرًا.. وكل يوم يمضي بدون أن نتحرك سيتسبب الأذى للمزيد من الأبرياء..
سرمد وهو مقتنع بفكرتها و قد حاول اقناع كرم أساسًا ولكنه رفض وصرفه إلى عمله.. قال بهدوء..: اعلم روسي.. لكن لم يكن عليك التصرف من تلقاء نفسك.. انتِ لم تأخذي اذنًا من رئيسك.. لو حدث لكِ شيئًا سيلوم كرم نفسه..!
روسلين بثقة..: لقد كنت واثقة بأن كورت لن يفعل شيئًا معاكس.. كان يريد معرفة لماذا لم ابلغ عن الشحنة كما يفكر..
غضن جبينه من ثقتها.. دائمًا ما تستفزه ثقتها.. ليس لشيء ولكنه خائف عليها من هذه الثقة.. ستوقعها بمصيبة يومًا ما..تنهد وهو يومئ برأسه لها..: حسنًا.. سأحاول..
مدت يدها له ليضرب كفها بكفه الغليظة.. تأوهت وهي تسحب يدها و تنظر له بسخط فأخرج لها طرف لسانه بإغاظة.. تجاهلته وهي تعود لمكتبها لتبدأ عملها الممل..





،




في الشركة..

يدور بمقعده يمينًا ويسارًا.. مغمضًا عينيه.. قلمه يقبع بيده.. يفتحه ويغلقه بحركة رتيبة.. من يراه سيرى شخص مسترخٍ ولا يوجد لديه هم.. ملامحه هادئة.. لا تشي بما يعتمل به صدره من اضطراب.. يتذكر حديثه ليلًا مع روسي.. كلما حاول تجاهله يرجع له من جديد زارعًا نفسه بين افكاره.. لم يذق طعم النوم ليلًا الا بوقتٍ متأخرٍ جدًا.. عقد حاجبيه بانزعاج.. لقد اربكته بسؤالها.. و صنعت لها ضجيجًا خاصًا فيها كما دأبت أن تفعل.. سألته باهتمام..: اشعر بأن لديك خطبٌ ما.. هل يوجد لديك مشكلة..؟
لا زال بذات هدوءه الذي يفرضه الظلام في الغرفة.. نفى بتمتمة خفيفة.. ولكنها اصرت على ذلك.. التفتت إليه بكامل جسدها و هي تقترب بجذعها منه.. بينما قبل ذلك كان رأسها ما تديره إليه فقط.. مررت اصابعها بشعره.. ثم انحنت لتقبل جبينه.. ابتعدت قليلًا لتهمس فوق جبينه..: انا اشعر بك ليفانت.. هناك ما تخفيه عني و يشغلك كثيرًا.. انت لست ليفانت الذي اعرفه..
حينها فقط ضغط على عينيه بيده.. كيف نسي بأنها مفوضة.. و التحقيق يجري بدمها.. لقد ظن بأنها ملتهية عنه بمهمتها و اصابتها.. فدائمًا عملها هو الأول.. ثم يأتي هو من بعده.. تنهد قائلًا..: مشاكل قليلة ليست مهمة.. ولكنها تشغل بالي أحيانًا..
عادت روسلين إلى جانبها بصمت.. استمر الصمت دقائق عدة و تنهد ليفانت بضيق.. فهي لم تهتم لنوع مشكلته.. قد تكون سألته من باب الملاحظة فقط.. وليست مهتمة لما قد تكون.. قاطع افكاره صوتها تقول بخفوت..: لا أعلم لماذا لدي احساس بأنها مهمة وليست كما تقول..!
ضغط ليفانت أسنانه الأمامية على شفته السفلى وهو يشدد من اغماضة عينيه.. يرجوها بصمت ألا تكمل تحقيقها.. لا يريدها أن تعرف أبدًا.. افلت شفته وهو ينهي الموضوع..: لا شيء مهم حبيبتي..
ساد الهدوء بعد قوله و نامت روسلين سريعًا..
عاد لواقعه على صوت رنين هاتفه.. رفعه و وجده احمد.. ابتسامة تلقائية عانقت شفتيه حالما رآه المتصل.. لقد اتفقا على اللقاء ولكنه لم يحدد له وقتًا.. تركه على حسب أعماله و الآن هو أفضل وقت للهروب من ضجيج افكاره..




،



في المبنى..

على المقعد أمامه يجلس سرمد باسترخاء.. واضعًا القلم بين شفتيه.. و يطرق برجله اليمنى على الأرض بحركة بطيئة.. طرقات على الباب تبعها دخول روسلين.. وقفت أمام كرم ..: هل طلبتني..؟
اومأ كرم وهو ينظر إليها قائلًا..: قال لي سرمد بأنكِ تريدين إكمال القضية..
روسلين بثبات..: بالطبع أريد ذلك..
حينها قال كرم بثقة..: اذًا.. انتظر منكِ اقناعي.. اريد سببًا يجعلني أوافق..
عضت روسلين باطن خدها وهي لا تعلم كيف ستبدأ الشرح.. رنت بنظراتها إلى سرمد فـ شجعها بالمقابل.. ابتسمت له ثم نظرت إلى لكرم و بدأت بشرحٍ مقنع لما تريد فعله.. كانت تشرح بيديها موضحة عندما تصعب عليها الكلمات.. لم تخنها ثقتها يومًا ولكنها تريد تجنب غضبه حتى تصل إلى غايتها.. حالما انتهت زفرت نفسًا عميقًا.. تبًا إنها لأول مرة تتوتر أمام كرم..
أما كرم فقد استقرت نظراته على صدرها الذي ارتفع من اخذها نفسًا عميقًا.. لأول مرة يراها هكذا.. يبدو بأن غضبه قد أربك ثقتها.. حبس ابتسامة أوشكت على الخروج و عوضًا عن ذلك قال بصرامة..: حسنًا.. لقد اقتنعت ولكن لدي شروط.. لن تستأنفي القضية حتى توافقي عليها.. أي اعتراض سأعتبر بأنك لم تأتِ وانا لم أستدعكِ..
أومأت وهي تدعو بأن تكون شروطه سهلة و مقبولة .. حينها استقام كرم واقفًا أمامها واضعًا يده على حزام بنطاله و الأخرى مفرودة أمامها وهو يعدد على أصابعه..: هي ثلاثة شروط.. اذا قبلتِ بها ستكونين على رأس القضية أما اذا اعترضتِ فقرار اقصاؤكِ لازال قائمًا.. أولًا.. أنتِ تعلمين بأني لم أكن لأعرضكِ للخطرِ اطلاقًا.. لقد تصرفتِ من تلقاء نفسك عندما قمتِ بإغواء رجل كورت.. و التزمت الصمت .. لم تخبريني عن تعرض كورت ورجاله لكِ حتى أصبتِ، وحينها تركت لك القرار واخترتِ عدم الحراسة ولكن عوضًا عنها وضعتِ المتعقب.. و الآن تقابلين كورت من دون أذنٍ مني و أنتِ مدركة لخطورته، ولم يكن وحيدًا وهذا خطرًا أكبر.. من الآن وصاعدًا ستتحملين نتائج قراراتك.. أي خطر سيلحق بالفريق سيكون بسبب استهتارك ولا مبالاتك.. تذكري هذا دائمًا.. أما ثانيًا" قالها رافعًا لكفه موازٍ لكتفه فاردًا لـ ثلاث اصابع".. الحراسة ستقبلينها و بدون أي اعتراض.. لن يعلم أي احد بأمر الحراسة و الرجلان لن يثيرا الشك أبدًا.. ستضعين أيضًا المتعقب ولن تتركيه اطلاقًا.. ثم أكمل سرد شرطيه الباقيان بصرامة وحزم لا يقبلان الإعتراض ابدًا..




،




بعد مرور 4 أيام..

تعاقبت لقاءات أحمد و ليفانت وهذا ما يثير غيظ كورت أكثر، ومن ناحية أخرى تأخر دينيز عن الرد له.. حتى أحمد فقد بدأ ينتابه الغضب ويخرج من ثوب الهدوء بسبب تأخرها.. يجلسان بمقهى يطل على البسفور بوقتٍ متأخر من الليل.. نظر ليفانت إلى أحمد وهو يلاحظ مزاجه السيء ، سأله بهدوء وهو مدرك للحواجز التي بينهما و التي لن تذهب بسهولة.. فكل منهما له حياة خاصة قضاها بعيدًا عن الآخر و رغمًا عنهما لم يعودا مثل قبل..: ماذا هناك أحمد..؟ هل لديك مشاكل استطيع مساعدتك فيها..؟
نفى أحمد بحركة خفيفة من رأسه و عيناه تضيقان في ماء البحر أمامه، قال بضيق..: لاشيء مهم ليفانت.. فقط انتظر ردًا على عرض عمل..
ابتسم له ليفانت بلطف ثم بتساؤل..: أنتَ لم تخبرني عن عملك بعد..؟
رفع أحمد كتفيه بذاتِ ضيقه وما زالت عيناه شاردة..: أعمال حرة..
تعجب ليفانت و بصوت خالطته بعض الدهشة..: أنتَ لم تصبح مهندسًا..
غضن أحمد جبينه مستاءً من اتجاه الحديث..: أنا لم أكمل دراستي.. حدثت لي ظروف في تلك الفترة ولم أستطع انهائها..
التزم ليفانت الصمت وقد أدرك بأن الفجوة بينهما أكبر مما يدركه.. غير أحمد مجرى الحديث وهو يسأل ليفانت بمرحٍ زائف..: لم تخبرني بسبب اتصالك و لقاؤنا.. هل أنتَ مطرود من المنزل أم ماذا..؟
لوّح ليفانت بيده وهو يقول ببرود..: زوجتي لديها مناوبة ليلية اليوم ولم أرغب بالذهاب للمنزل..
أحمد بتوجس..: ماهو عملها..؟
نظر ليفانت لملامحه الوجلة باستغراب.. و أجاب ببساطة..: مفوضة..
شدد أحمد من قبضته تحت الطاولة بتوتر.. تبًا.. هل كل شيء سيء اليوم يعثر عليه أم ماذا..
قاطع حديثها رنة رسالة على هاتف أحمد.. فتحها ليتبين له محتواها.."أنا أقبل العمل و لكن لدي شروط .."



،






انتـهى..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-18, 09:17 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس..


تقود سيارتها بسلاسة تتابع بعينيها لتطبيق الخرائط أمامها فـ يبدو بأن موقع كورت بعيدًا.. نظرت من مرآة السيارة الجانبية لتلاحظ السيارة التي تتبعها ثم زفرت بضيق مجعدة لملامحها الهادئة، يضايقها أن كرم لم يعد يثق بقدراتها كما السابق فهو قد أصر على إرسال شخصين يكونا ملازمين لها ولكن بعيدًا عن أنظار أحمد و كورت تحسبًا لحدوث أي خطر، تذكرت شروط كرم الباقية لتفلت منها ضحكة مستمتعة ، متشوقة لردة فعلهم، حتمًا سيصاب كورت بنوبة غضب عاصفة فشروط كرم ستمس كبريائه العاتي، انتبهت لصوت التطبيق الآلي وهو يرشدها للطريق و يبدو بأنها شارفت على الوصول، نظرت إلى المكان الخالي نسبيًا أمامها إلا من بعض مباني متفاوتة في البعد ، موقع كورت الذي تعرفه كان خارج استانبول من الجهة الشرقية أما الآن فالموقع من الجهة الشمالية حيث تخلو الأراضي من المباني السكنية بطريق يؤدي إلى قرى خارج استانبول ، عندها أشار التطبيق بأنها قد وصلت إلى وجهتها.. أطفأت المحرك ثم فتحت الباب لتترجل بثقة ، ارتفعت نظراتها للسماء وكان وقت الزوال وقد بدأ اللون البرتقالي يطلي زرقة السماء بوهجه المتفاوت ، أعادت نظرها للسيارة وهي تغلق الباب ثم تحركت بنفس ثقتها.. ظهرت أمامها بوابة ضخمة يقف أمامها حارسان فاقتربت منهما وقالت بهدوء..: مرحبا.. أنا دينيز.. السيد كورت بانتظاري..
أومأ الحارس باحترام وهو يفتح لها الباب وقد دخلت مقيمة المكان بنظراتها و يبدو بأنها ستحبه فهي عاشقة للطبيعة وما تراه أمامها كـ قطعة من الجنة بخضار الأرض والأشجار العالية يمثل ذلك العشق المجنون ، قاطع تأملها صوت الحارس الآخر و هو يتقدمها و يفتح لها باب المنزل الداخلي ، شكرته بهدوء وهي تكمل خطواتها إلى الداخل.. قابلتها شابة شقراء بملامح جامدة تناقض لباسها الأبيض ووجهها الملائكي وكأنها طائر وقع على رأس كورت، غرزت أسنانها بباطن خدها وهي تحبس ضحكتها عندما تخيلت صاحبة الملامح الجامدة ترفرف فوق رأس كورت ، شتت نظراتها وهي تعلم بأن عينيها تفضح ضحكها المكتوم ، أخذت نفسًا عميقًا وهي تعاود النظر للواقفة أمامها لتقابلها تلك الشرارات التي تنطلق من عينيها الحانقة فابتلعت ضحكتها ابتلاعًا وهي تلاحظ نظرتها الحادة وكأنها قد قرأت أفكارها، تقدمتها الشابة بصمت وقد لحقت بها بصمت مماثل حتى وقفت أمام باب من الخشب المحروق مزخرف بالخط العثماني زخرفة أبهرتها وكأنها لوحة فنية ، طرقت الباب ثلاث طرقات متتالية قبل أن يصلها صوت كورت بصرامة سامحًا لها بالدخول ، أغمضت عينيها إغماضة سريعة وهي تأخذ نفسًا عميقًا لتزفره ثم مدت يدها إلى مقبض الباب وفتحته بهدوء ورسمت ابتسامة بسيطة على شفتيها ، قابلتها مكتبة أثرية ضخمة وخمنت أن كورت مهتم بالتاريخ حيث لفت نظرها مجسمات عثمانية متوسطة منتشرة بترتيب أنيق في المكان، كان أحمد متواجدًا وهذا طبيعي جدًا بعد أن اختصته بتبليغه قبولها تمهيدًا لباقي الشروط حيث رد عليها باختصار بأنهما سينتظرانها اليوم ليتما عقد الاتفاق إذا ناسبتهما شروطها ، استقاما واقفين لتحيتها ، صافحتهما و شد كورت على كفها قليلًا يعبر عن استياءه فرفعت حاجبها بالمقابل وهي تسحب يدها بهدوء فإن لم يكن يراها نداً له فهو مخطئ و قد أوضحت له ، جلست بعد أن أشار لها أحمد بالجلوس.. سألها كورت إن كانت تريد شيئًا لتشربه ، رفضت بلطف و قد كان من أهم شروط كرم لها أن تكون لطيفة ولطيفة جدًا ولا تحاول استفزازهما .. حينها قال كورت..: بلغني أحمد بموافقتك ولكن لديك شروط..!
كانت إيماءة بسيطة من رأسها هي ردها على سؤاله اكتفى بها كورت وطالبها بأن تبدأ.. ساد الصمت قليلًا لتقطعه وهي تركز بنظراتها على كورت قائلة بثقة..: هما شرطين فقط .. إن اتفقنا بدأت بالعمل و إن لم نتفق لن أخرج من استانبول أو تركيا أبدًا إلا بقراري...
كانت نظرات أحمد مستقرة عليها وقد سكنه الفضول لشروطها تلك والسبب وراء إعلامه بقبولها متجاهلة كورت وهو من عرض عليها العمل!! بثقة أردفت بعد كلمته.." حسنًا "..: أولا.. لن انزل للميدان أبدا.. سيكون عملي مكتبي.. سكتت تنتظر تعقيبًا من أحدهما ولكنها التزما الصمت فأكملت وهي تنقل نظراتها بين ملامح كورت السمراء وملامح أحمد الشقراء المناقضة تمامًا لكورت ، بذات ثقتها التي خالطها بعض الترقب و باستفزاز لم تتعمده.: سيكون عملي مع أحمد..
ازدردت ريقها وهي ترى الوجوم الذي اعتلى وجه كورت مضيقًا عينيه يرمقها بحدة ، أما أحمد فكانت الدهشة من نصيبه فلم يتوقع بأن يكون هذا شرطها ! نظر إلى كورت فوجده متماسكًا بأعجوبة مع أسلوب دينيز الاستفزازي.. كورت يحب أن يكون هو المسيطر دائمًا ولذلك دينيز تستفزه جدًا بثقتها ومواجهتها له ، أعاد نظراته لدينيز فقابلته حينها عينيها الزرقاء الشديدة الصفاء ، غضن جبينه من غموض عينيها ، لقد أشعلت فضوله من أول لقاء جميعها أسرار وعيناها اللوزية اللامعة تبدو له سرًا لوحدها ، سمع كورت يقول بصبر ليس من صفاته..: لماذا لا تريدين العمل معي آنسة دينيز..؟
روسلين تشير ببساطة..: لأنني لا أثق بك، والثقة شيء أساسي في أي عمل..
أطبق كورت جفنيه وهو لا يتحملها إطلاقا ، ضبط نفسه على شيء ليس معتادًا عليه كالصبر يجعله يوشك على الصراخ غيظًا.. زفر بعنف وهو يقول..: ولماذا لا تثقين بي..؟
روسلين باستنكار زائف..: لقد أطلقت علي النار بحق الله.. وقبلها قتلت والدي ولا زلت تسألني لماذا لا أثق بك..!
ضربة من يد كورت المقبوضة على سطح المكتب أخرستها و قطعت كلماتها.. تدخل أحمد حينها وهو يهدأ كورت..: حسنًا.. ستعملين معي ، ستكونين مساعدتي الخاصة..
نظر إليه كورت بحدة فأومئ له أحمد بصمت بحركة معناها " ثق بي".. رد له كورت إيماءته بصمت مماثل.. وكل هذا تحت أنظار روسلين الواجمة..
, نظر لها أحمد ثم أردف بهدوء..: لنذهب إلى مكتبي كي أعلمك على أساسيات العمل و نكتب عقد الاتفاق.. ستبدئين العمل في الغد..
استقامت بسكون و خرجت خلف أحمد وهي تزفر توترها.. تبًا له ، لقد أخافها الحقير .. اللعنة



،



غادرت بعد حلول الظلام وبعد تعلمها أساسيات العمل وأسلوبه.. لقد كانت شروطها هي شروط كرم الباقية، فهو يريد منها معلومات شاملة عن كل شيء ولن تستطيع جلبها له إذا لم تقترب من أحمد، فأحمد هو العقل و كورت هو التنفيذ ولذلك أراد منها كرم العمل معه،
مدت يدها وسط ظلام السيارة لتخرج هاتفها الأساسي من صندوقها الجانبي، ضغطت على رقم ليفانت لكنها لم تحصل على رد منه ، أعادت الاتصال ولكن هذه المرة كان على هاتف كرم، أبلغته بما حصل كما اتفقا وكان من ضمن شروط كرم أيضًا، عندما وصلت لتقاطع تقسيم إشارة من يدها جعلت سيارة الحارسان تغادر من المنعطف التالي، تابعت قيادتها حتى وصلت وجهتها وكان الوقت يقارب الـعاشرة مساءً، ترجلت لتدخل المبنى بثقة ثم وقفت أمام المصعد لينفتح ويظهر لها ليفانت، ارتفع حاجبيها بمرح عندما رأت دهشته بوجودها أمامه وهي التي قالت له بأن لديها عمل وكان لتوه يفكر بطريقة تجعلها تأتي إليه.. تقدمت منه حتى وقفت أمامه وارتفعت على رؤوس أصابع قدميها ولفت ذراعيها حول عنقه محتضنة له ، احتضنها بالمقابل وهو يهمس مبتسما ..: ماذا حدث حتى تنازلت شمسي من عليائِها و أتت إلي..؟
قبلته على خده بطريقة طفوليه جعلت ضحكة صغيرة تفلت منه ثم ابتعدت عنه ونظرت لعينيه التي تحدق في عينيها برقة وهتفت بصدق..: هل تعلم بأني أحبك..؟ قد لا أقولها كثيرًا و لكنني أحبك جدًا..
اتسعت ابتسامة ليفانت أمام اندفاعها الصريح المفاجئ وقال بعينين ضاحكتين..: ما سر هذا الاعتراف الخطير..؟
حينها ضحكت وهي تتعلق بيده متوجهان إلى خارج الشركة..: لقد حصلت على عمل
التفت إليها ليفانت برأسه مغضنًا جبينه باستغراب..: لكن أنتي لديكِ عمل حبيبتي !!..
ابتسمت وهي ترفع وجهها ونظرها له و لازالت متعلقة بذراعه قائلة..: دعكَ مني.. إلى أين سنذهب..؟
وقف حينها وأدارها لتصبح أمامه ووجهها المبتسم برقة مقابلا له ومد يده متحسسًا وجنتها الباردة بسلامياته ثم مرر سبابته على ثغرها وهمس بصوت خافت عميق ..: لمكان أستطيع تقبيلك فيه دون قيود.. قال كلمته الأخيرة وهو يمرر نظراته حولهما مشيرًا بعينيه إلى موقع شركته حيث تقع وسط مجمعات تجارية قبل أن يعود بها إلى عينيها يتوغل فيهما بعمق ودفء ..,
أسرتها نظرته كما أسرها العمق فيها وتلك المعاني التي لن تحتاج للكثير لتفهمها ، اتكأت بطرف جبينها على كتفه ثم رفعت نظراتها إليه وابتسمت لعينيه التي تفضح شوقه لكلمة " أحبك " التي قالتها.. رفع كفها وقبله بعمق ثم انزله ممررا أصابعه لتتداخل مع أصابعها مكملين سيرهما إلى سيارته.. أجلسها في مقعدها ثم استدار متوجهًا لمقعده، ما أن جلس وأغلق الباب التفتت إليه وقالت بحلاوة..: إلى أين ستأخذني..؟
ببساطة أجاب..: إلى المنزل..
ارتفع حاجبيها بصدمة قائلة..: أنتَ تمزح أليس كذلك..؟
انطلقت ضحكته بمرح عندما رأى صدمتها ونفى بتأتأه صغيرة ، غضنت جبينها ناظرة إليه بغيظ من ضحكاته التي تتعالى وعضت طرف شفتها السفلى وهي تفكر بطريقة تجعله يندم على اختياره للمنزل..




،





صباح اليوم التالي..




وصلت إلى مقر عملها الجديد عند التاسعة صباحًا و قد مرت ساعتين ولم يظهر أحمد بعد ، رفعت معصمها ناظرة إلى ساعتها اليدوية.. كانت xxxxبها تشير إلى الحادية عشرة و النصف ، زفرت بضيق من الصداع الذي أصابها من انحنائها على الأوراق فقد كان ينتظرها عمل متراكم أنهت أغلبه ، ليست متعودة على الجلوس هكذا طويلًا ولم تجد حتى الآن أي شيء مهم وهذا أمر طبيعي فهما لن يضعا من أول يوم أوراق عملياتهم الممنوعة أمامها ، أعادت رأسها للخلف وهي تمسد صدغها برقة ، فتحت عينيها وهي ما زالت على نفس وضعيتها لم تتحرك عندما سمعت صوت خطوات ثقيلة تعبر الرواق الذي يقع فيه مكتب أحمد ليظهر لها الأشقر كما تسميه سلافا وبيده كوب قهوة شقت رائحتها انفها ، اعتدلت في جلوسها وما زالت عيناها معانقة لعينيه ، قابلها بابتسامة لطيفة وهو يحييها بإيماءة من رأسه وردت له تحيته بصمت.. اقترب منها لينظر للأوراق بين يديها ولكومة الملفات التي تضعها على جانب الطاولة في الأرض ، قال بلطف..: يبدو أنكِ أرهقتِ نفسك
أومأت وهي تنظر للملفات بجانبها على الأرض ثم قالت برقة..: لقد كان العمل متراكما وفضلت إنهاءه اليوم..
جلس على حافة الطاولة مستندا بقدمه اليسرى على الأرض ليرتشف قهوته بهدوء.. وضع الكوب على الطاولة وأخذ الأوراق التي كانت أمامها ، تصفحها بتركيز وهو يسألها..: هل لدي مواعيد اليوم..؟
هزت رأسها قائلة..: لديك موعد عند الرابعة فقط..
لم يعقب على قولها وهو يكمل قراءة الأوراق ثم رفع رأسه عندما وصله صوتها قائلة بفضول..: لماذا العمل متراكم هكذا..؟
أجابها بلا مبالاة..: لأني لا أحب أن أشغل وقتي بالعمل هكذا , كما أن مساعدتي قدمت استقالتها منذ أسبوع..
هزت رأسها بتفهم وعاودت سؤاله..: تبدو لا تحب الأعمال الحسابية? ..


نظر لملامحها الصافية ولخصلات الذهب التي تحيط بوجهها ثم انزلقت نظراته إلى نحرها الذي يخفيه ايشارب صوفي ، عاد بنظراته لبحر عينيها الصافي لافظًا بسخرية..: وكيف اكتشفتِ ذلك..؟
روسلين بثقة..: منكَ أنت.. بالمناسبة.. ما هو تخصصك..؟
أضافت سؤالها بلطف منتظرة إجابته مركزة على ملامحه .. لتهتف فجأة..: أنتَ تحاول الكذب..
اتسعت عيناه بدهشة وهو يتأكد مما سمع، بتعجب..: ماذا..؟
بثقة أعادت كلماتها..: أنتَ كنتَ تحاول الكذب علي..
غضن جبينه وهو مندهش حقًا.. ابتلع دهشته ليهتف بسخرية يخفي خلفها فضوله..: وكيف عرفتِ ذلك..؟
بذات ثقتها و بنبرة عملية وهي تحرك القلم بأصابعها في حركة دائرية ..: لأنني عندما سألتك نظرت إلى اليسار ، لو كنتَ محقًا فأنتَ ستنظر نحو اليمين لأن الجزء الأيمن من الدماغ يحوي الذاكرة.. أما الجزء الأيسر فمهمته هي التفكير..
رفع حاجبيه باستحسان للمعلومة التي يعرفها للمرة الأولى ثم قال..: أنت تثيرين دهشتي.. هل استطيع سؤالك من أين لكِ المعرفة بذلك..؟
زمت شفتيها تخفي سخريتها فهي قد حفظت هذه المعلومة و طبقتها على المجرمين أمثاله ، استرخت بمقعدها وهي تضرب بالقلم على فخذها بطريقة رتيبة ثم لفظت بهدوء وهي مركزة بنظراتها على ملامحه الباردة وليست تعلم لماذا دائمًا تربط الملامح الشقراء بالبرودة..: لدي شغف لمثل هذه المعلومات..
أومأ بإعجاب وهو يقول..: يبدو بأن لديكِ الكثير لأكتشفه..
ابتسمت ببرود دون أن تعقب على كلماته.. ليفاجئها عندما قال..: ستأتي معي عصرًا بما أنكِ أصبحت مساعدتي..
عقدت حاجبيها باستياء لتلفظ بضيق..: لم تخبرني بأنني سأرافقك في مواعيدك..
رفع حاجبه بتحدي وصلها من كلماته..: هل هناك مشكلة..؟
زفرت بضيق وهي تنفي بهزة من رأسها ليستقيم أحمد وهو يدخل إلى مكتبه..




،




دخل إلى منزله بعد إرهاق ساعات العمل.. رن هاتفه بجيب بنطاله ، أخرجه متنهدا وهو يفتحه و يسأل بشكل مباشر..: هل تم الأمر..؟
على الطرف الآخر و بصوت غليظ..: تم الأمر سيدي..



،




صباح اليوم التالي..



جالسة خلف مكتبها ومنهمكة تماما في الأوراق بين يديها وكعادتها تنسجم في عملها درجة أن تصل للانفصال عما حولها ... إلا أن الظل الذي انعكس على المكتب أمامها والأنفاس التي شاركتها المكان جعلتها ترفع نظراتها ببطء وتوجس مرورا من منتصف جسد الواقف أمامها وقلبها ينبض بقوة حتى وصلت لملامحه ، صرخت بفزع وهي تقف على قدميها وصوت صرختها المدوية النافية قد جلبتهم إليها قائلة بخوف..: . . . .




.
.
.



انتهى..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-18, 09:19 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل السابع..



جلست على المقعد وبيدها كوب ماء ترتشف منه ببطء لتهدئ به أنفاسها الذاهلة وما زالت الرجفة تسكن أناملها الرقيقة ، رفعت يدها لتبعد خصلة وهمية من أمام عينيها ، لا زالت حتى الآن لا تستوعب الملامح التي رأتها و كأن الماضي يعود أمامها ، انتبهت على صوت سرمد وهو يسألها بهدوء..: ماذا حدث سلافا.. هل تعرفين الفتاة ..؟
زفرت بربكة وحركت رأسها تنفي معرفتها بها بصمت ورفعت كوب الماء و ارتشفت منه مجددا كي تشتت ارتباكها ، حينها قال سرمد يختبر ردة فعلها..: لقد طلبتك بالاسم..
احتبست أنفاسها وفي لمحة بصر شهقت بقوة مختنقة بالماء ، اقترب سرمد سريعًا ووقف خلفها وضرب براحة يده بين كتفيها حتى استعادت أنفاسها.. وقفت تسحب الهواء لصدرها جرعات وتدور حول نفسها باضطراب و خوف وهي تردد بخفوت..: لا .. ليس هو مجددًا ، ليس مجددًا..
وقد كانت هذه هي كلماتها عندما دخلا عليها هو و كرم ليجدا الفتاة قد بهتت بمكانها من الصدمة وفي الجهة الأخرى كانت سلافا قد التصقت بالجدار تصرخ بأنه لن يحدث مجددًا.. نظر إليها وقد بدأت بالبكاء بصمت وكانت عينيها فقط التي تذرف الدموع وما زالت على نفس كلماتها ، اقترب منها يريد أن يفهم ما يحدث معها لكنها أوقفته بحركة من يدها لتمسح بعدها دموعها بقسوة .. اتجهت لمعطفها و لبسته ثم أخذت حقيبتها وبدأت بجمع أغراضها باضطراب وكأنها لا تعي ما تفعل ، اقترب منها وأمسك يدها لتنفضها بعنف وهي تقول..: اقسم لن اجعله يحدث مجددًا.. أبدا..
ثم لبست حقيبتها بشكل معاكس لتخرج بخطوات واسعة تحت أنظار سرمد المتفاجئ من حالتها..




،




تمشي بخطوات واثقة بالرواق المؤدي لمكتب أحمد و صوت كعب حذائها العالي يطرق في الأرضية ، عندما اقتربت من باب مكتبها استنكرت وجود شخص يبدو كأنه حارس ، وصلت إليه لتتفاجئ وهي ترى أحد حراسها يقف أمامها ، تحية بسيطة من رأسه مع ابتسامة صغيرة جعلتها ترفع حاجبيها باندهاش ، نظرت إلى الرواق الخالي ثم إليه باستنكار وعندما أرادت أن تسأله عما يفعله هنا أشار لها بيده على شفتيه علامة السكوت ثم بإيماءة من رأسه جهة مكتب أحمد جعلتها تصمت وتتقدم لتدخل مكتبها ، طرقت على الباب ودخلت بعدما سمعت صوته يأذن لها بالدخول ، وقفت أمامه وسألته إذا كان يحتاج شيئًا وبعدما انتهى ما يريده منها لفظت بهدوء..: عند دخولي وجدت شخصًا يقف أمام الباب و يبدو لي كحارس شخصي..
أومأ وهو يؤكد لها ما استنتجته..: انه شخص تقدم للعمل ومؤهلاته جيدة ولكني لا أحتاجه فعرضت عليه أن يكون سائقي و حارس شخصي بنفس الوقت فوافق..
حبست ابتسامتها فقد أصبح الموضوع واضحًا لها فكرم قد أرسل الحارس ليحرسها هي وليس أحمد كما يظن ، قالت بلطف وهي تتوجه للخروج:.. بالخير لكما إذًا..
,






كان في مقهى الشركة حيث الطاولات الموزعة بعشوائية تضج بالموظفين المتلهفين لاستراحة الغداء وجميعهم في صخب وحديث مستمر عداه هو كان جالسًا بضجر .. مرر أصابعه في مقدمة شعره ساحبًا له للخلف وهو يتأفف بشدة ونظره قد استقر على بخار القهوة التي وضعها النادل أمامه قبل ثوانٍ فقط ، ارتشفها وهو يشعر بمرارتها وكأنها شفرة حادة تجرح حلقه وهكذا ستكون حياته بدون روسي ، تنهد بضيق من أفكاره التي أصبحت تلازمه مؤخرًا فالتهديدات لم تتوقف وإن تفاوتت أوقاتُها، يهددونه بها لأنهم يدركون جيدا أن أقسى شيء على المرء أن يصيب مكروهٌ ما أحد أحبائه ، شردت نظراته وهو يتذكر ذلك اليوم الكئيب ..

،


قبل شهرين من الأحداث الحالية ..

كانت روسي قد أخبرته بأن لديها مناوبة ليلية و كعادته لا يحب الذهاب إلى لمنزل وهي ليست فيه فقرر أن يذهب للنادي الرياضي خاصته وعندما وصل هناك و حالما ترجل من سيارته سمع صوت احتكاك عجلات سيارة قادمة من الجهة الأخرى وكأن صاحبها قد توقف فجأة ، لم يسعفه الوقت ليستوعب ما يحدث فقد انهالت طلقات الرصاص على سيارته فقفز بخفة وسرعة متجاوزًا صدمته واختبئ خلفها وبعد دقيقة لم يعد يسمع شيئًا وقد عمّ الهدوء المكان ، رفع جسده بخفة ليقف على ركبتيه ينظر بقلق من نافذة سيارته المحطمة فلم يجد السيارة التي غادرت ولم يتبقى في المكان سواه ، عاد لجلسته على الأرض وهو يزفر أنفاسه المتوترة بحدة ، بقي على نفس وضعيته لما يقارب العشر دقائق وهو يستوعب ما حدث ..!! في التجارة سيكون لديه أعداء وهذا أمر طبيعي لكن لم يتمادى أحدهم من قبل لهذا الحد ! فتح الباب جهة مقعد السائق وهو ما زال جالسًا على الأرض ليخرج هاتفه من جيب الباب ، رفعه بعد أن حدد اسم من يعلم أنه سيساعده وقد وصله الرد خلال بضع ثوان وصوت الرجل في الطرف الآخر يقول بسخرية ..: لقد تنازل حضرة الوسيم ليسمعني صوته .. أتمنى أن يكون ما ورائك مهمًا وأنتَ تتصل في هذا الوقت المتأخر مقاطعًا لأعمالي ، آه .. بالمناسبة .. أنا لا أعلم مكان زوجتك..
كز على أسنانه بغيظ و كلماته تستفزه فقال بحدة ..: ليس وقت استظرافك أبدًا .. ثم تنهد ليضيف..: أحتاجك ولكن لا استطيع القدوم إليك..
عقد كرم حاجبيه وهو يستغرب نبرة ليفانت الغريبة ، لم يطِل الحديث وهو يسأله مكانه بينما يخرج مسرعا لسيارته.. بعد نصف ساعة أوقف كرم السيارة في ذات الشارع فاستقام ليفانت واقفًا وهو يتقدم إليه ، ترجل كرم وصافحه وهو ينظر لسيارته بدهشة ليهتف بقلق..: ماذا حدث..؟ هل أنتَ بخير..؟
هز ليفانت رأسه ثم هتف بانفعال ..: لقد تعرضت لإطلاق نار كما ترى ..
اقترب كرم من سيارة ليفانت واستدار حولها متفحصًا لها وهو يسأله ..: هل رأيت السيارة أو الرجل الذي أطلق النار..؟
وضع ليفانت يده على سقف السيارة وهتف بضيق ..: كانت سيارة رباعية الدفع لكني لم أرى الرجل ولا أعلم حتى إن كان واحدًا أو أكثر..
وقف كرم ووضع يده على سقف السيارة أيضا واقفًا من الجهة المقابلة له وبعد لحظات من التفكير العميق بنظرة شاردة للفراغ قال بعد ان نقل عينيه إليه ..: بما أنك واقف أمامي بكامل أعضائك سليمًا فهذا يعني أنه أراد إخافتك فقط ..
اطرق ليفانت برأسه متكئًا على يديه بنفس وقفته ثم رفع نظره قائلًا بصوت مكتوم ..: أريد أن أعرف من يكون..!
تحرك كرم بخطوات رجولية واثقة حتى وصل إليه ليربت على كتفه وهو يقول ..: سأعلم من يكون وماذا يريد.. وإذا تعرض لك من جديد أخبرني.. "ثم أردف وهو يزفر بقوة ناظرًا للسيارة التي ملأتها الثقوب" تعالَ معي.. سوف أقلّك إلى منزلك..
ابتعد ليفانت عن السيارة وهو يرمقها بنظراته للمرة الأخيرة ثم استدار ولحق بكرم .. حالما استوى بمقعد الراكب سمع كرم يتكلم مع أحد رجاله وكل ما كان يفكران به أن التهديد يتعلق بليفانت لكونه رجل أعمال .. ليلتها وحالما وصل منزله اتصل بروسلين ليطمئن عليها.. وكان ثمة ما ينتظره أيضا وهي تخبره بأنها تحتاجه فتحرك بعجلة وتحدث مع مساعده ليأتي إليه بسيارة من الشركة ، كان الوقت يقارب الواحدة بعد منتصف الليل عندما وصل إليها ليجد المفاجأة الحقيقية بانتظاره .. غرفة وكأنها مقطوعة من صورة منزل مرمية وحدها في مكان خال تماما ... فارغة رثة وزوجته واقفة وعلى وجهها ابتسامة انتصار واضحة و كأنها قد نالت مرادها أخيرا و يقبع أمامها بالضبط رجل مقيد إلى كرسي خشبي و شخيره يعلو في صمت المكان ، قلّب نظراته في المكان حوله مجعدًا ملامحه باستغراب و تقزز ، اقتربت منه وقبلت خده فأبقاها قربه يحتضن كتفيها بذراعه ونظراته مصوبة على المقيد في المقعد أمامه وقال بهدوء..: ماذا يحدث هنا..؟
لفظت بسخرية وهي تبتعد عنه..: كما ترى عزيزي.. رجل مقيد ثمل يثير الاشمئزاز.. انتهيت من استجوابه منذ قليل والآن سألف حبلي حول عنق رئيسه..
كان ما يزال مصوبًا بنظراته عليه وهو يسأل بهدوء..: كيف استطعتِ جلبه إلى هنا..؟ قالها مشيرًا بيده إلى جسد الرجل المليء بالعضلات نسبيًا..
ابتلعت ريقها وهي تشتت حدقتيها فها قد حانت لحظة الحقيقة والتي تعلم أنها لن تعجبه إطلاقا.. حين طال صمتها نظر إليها وهو يزم حاجبيه ينتظر ردًا منها ، رطبت شفتيها وهربت بنظراتها من عينيه قائلة باعتراف وتردد خالطه بعض التوتر وهي مدركة لوقاحة ما فعلته ..: لقد جعلته يثمل ثم طلبت من رجلين مساعدتي بحمله إلى السيارة مدعية بأنه زوجي..
قبض ليفانت يديه والمعنى قد وصله واضحًا لا يحتاج لأي توضيح ، اقترب منها بسرعة وقبض على فكها بأصابعه القوية الطويلة تلفح بشرتها أنفاسه الحارة المتسارعة لافظًا بنبرة مشدودة كصفير رياح هوجاء..: جعلته يثمل روسي.. جعلته يثمل.. هل الآن أدركت شناعة فعلك..؟
أضاف كلماته الأخيرة بصراخ جعلها تجفل بتوتر وهي تحاول إبعاد قبضته عن فكها الذي تشعر بأنه تفتت من قوة يده ، ضغط عليها بحدة أكثر ثم نفضها بعصبية جعلتها تتراجع خطوتين للخلف وهي تمسد فكها بأصابعها الرقيقة ولازالت حتى الآن لا تنظر إليه ، زفر بقوة وهو يشعر بأنه يرزح تحت ضغط هائل من التوتر ، أغمض عينيه بشدة ممررا أصابعه في شعره يحاول استعادة بعض هدوءه وقال بعد مرور عدة دقائق ..: هل يعرف من تكونين..؟
نظرت إلى وقفته المنتصبة ورأسه الذي يرفعه عاليًا يحاول تنظيم أنفاسه وهمست بخفوت ..: لا ..
انزل رأسه وهو يميل بوجهه جانبًا و نظراته مركزة على الرجل أمامه .. صور مختلفة لزوجته وهي تغوي هذا الرجل لتجعله يثمل ، صور أخرى وهي تحمله لهذه الغرفة الصغيرة وهو يستند عليها ، وصور أخرى ترتسم أمامه تصور له اقتراب هذا الرجل من زوجته بكل حرية ومع انه يثق بها وبأنها لن تسمح له بلمسها لكن ما يثير حنقه هو طرقها الملتوية لتصل إلى ما تريد ، التفت إليها لتواجهه بنظرات قوية يدرك بأن ورائها توجس وخوف منه وخير دليل على ذلك هو حركة حلقها ، استقرت عيناه على نحرها وهو يقول بصوت متصلب..: هل انتهيتِ منه..؟
غرزت أسنانها بزاوية شفتيها وهي تومئ بصمت.. أضاف بحدة ناظرًا لعينيها ..: ما المطلوب مني الآن ..؟
مسدت رقبتها وهي تهرب من نظراته التي تشعر بأنها ستحرقها وواثقة من أنه يتمنى ضربها الآن بقسوة وهذا فعلًا ما كان يريده ، لقد توتر اليوم بما يكفيه لأيام ولا يريد أن تكون كبش الفداء خاصته مع أنها تستحق ذلك ، لعقت شفتيها لتلفظ أخيرًا بخفوت ..: أريد أن تحمله لنضعه في مكان بالقرب من رئيسه.. و بتوضيح..: أريد أن أرسل له عن طريق هذا الرجل رسالة سيفهم محتواها .. سيتصرف بدون حذر وأنا سألتقط ثغراته التي سيخلفها بحمق..
فتح عينيه بدهشة مما سمع وهو يعيد ما حدث له اليوم.. هل كان الرجل الذي اعترض له يفكر هكذا..؟ أنه سيرتبك وسيفلت الثغرات بحمق..؟ تبًا تبًا..
عندما طال صمته واجهته بنظرات متوترة .. تستغرب من الدهشة التي احتلت ملامحه ، غضنت جبينها بريبه وهي ترى نظراته التي اشتعلت فجأة وصدره الذي أصبح يرتفع ويهبط بانفعالٍ واضح .. سألته بشك ..: ماذا.. ! هل حدث شيء..؟
أغمض عينيه ونفض رأسه و كأنه يخرج أحداث اليوم جميعها منه ثم قال بهدوء وهو يتجاهل الرد عليها ويتحرك نحو الرجل..: اذهبي لتفتحي مقعد سيارتك الخلفي..
تحركت بسرعة وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة ، قربت سيارتها لباب الغرفة ثم ترجلت منها ودخلت فوجدت ليفانت قد فك رباط الرجل و يحاول أن يجعله يستند عليه ، اقتربت قائلة بهدوء ..: هل أساعدك..؟
ابتلعت باقي كلماتها وهي تواجه شرارات النار المندلعة من عينيه الواسعة لتتراجع ببطء للخلف متابعة بعينيها ليفانت وغضبه الصارخ منها .. وضعه بسيارتها ثم أمرها أن تقود سيارته و غادرا المكان.. هي أمامه لتدله على موقع رئيس الرجل وهو خلفها يشتم بعنف وغضب و تمتمات الرجل غير المفهومة تصيبه بالغثيان..
عاد لواقعه وهو يشعر بأنه مراقب لترتفع عيناه غريزيا بحدة تواجه عينا الشخص أمامه لا تفصل بينهما إلا طاولتين.. عينين بنظرات وقحة متحدية له ، نظر إليه بتحدٍ مماثل فارتفعت زاوية فم ذلك الرجل بسخرية ثم وقف وتحرك لخارج المقهى وقد أوصل له رسالة محددة تلقاها ليفانت بغضب.. فإن كان قد تجرأ ودخل إلى مكان عمله فهو قادر على أن يدخل ذات يوم إلى منزله ويجده قابعًا أمامه..



،




طرقت على الباب ودخلت بعد أن سمعته يأذن لها بالدخول ، تقدمت نحوه حتى وقفت بجانبه وهي تمد إليه ببضع ملفات تحتاج إلى توقيعه ، أخذها ليوقع و حالما انتهى سألها ..: هل يوجد غيرها..
أجابت برقة ..: نعم يوجد.. ولكني أردت أن توقعها أولًا بأول حتى لا تتراكم فوق مكتبي وتصيبني باكتئاب حاد..
رفع نظراته بسخرية قائلًا ..: ما دمتِ لا تحبين عمل المكاتب لماذا اشترطتِ عدم خروجك للميدان..
أجابت ببساطة ..: لأنني أحب نفسي
..: عفوًا ..!! قالها باستغراب فأوضحت له بصراحة..
بما أنني قبلت العمل وتحسبًا لأي طارئ فقد يقبضون عليكما يومًا وأنا لا أريد أن اقضي حياتي المتبقية في السجن .. لذلك اشترطت عمل المكتب حتى لو كنت ابغضه.. كي لا أتورط بالأمر..
حبست ضحكتها من ملامح وجهه التي اعتلتها دهشة حقيقية من صراحتها وقد قال بتعجب..: ألا تهتمين إن طردتكِ من العمل بسبب صراحتكِ هذه ؟
قالت بثقة ..: أنا وأنتما لن نستطيع ترك بعضنا.. فـ لو طردتني مثلًا لن تضمنا أني لن أذهب لأبلغ عنكما لذلك ستتصرفان بشأني ، و في المقابل أنا لا استطيع الذهاب للحفاظ على حياتي..
رفع حاجبه بسخرية وهو موقن من صحة قولها ..: حسنًا .. لنغلق الموضوع ، إذا انتهيتِ من باقي العمل أنا بانتظاركِ مجددًا ..
باستفزاز رقيق هتفت بسخرية ..: بالمناسبة ، أعمالكم الخيرية كثيرة ، يبدو بأنكما تحبان الخير..
كان قد عاد إلى ما بين يديه عندما وصلته سخريتها ، رفع عينيه بتحدي مدركًا لمعنى سخريتها ليقول ببرود ولا مبالاة ..: و نحن كذلك فعلًا..
فلتت منها ضحكة رقيقة متهكمة وهي ترتب الملفات وتخرج وحالما أغلقت الباب اتسعت ابتسامة احمد من سخريتها لتتحول لضحكة خفيفة ، إنها جريئة حقًا وواثقة من نفسها .. وتدب فيه حماسة العمل منذ بدأت بصخبها المحبب..




,




بتهور تقود سيارتها متجاوزة للسيارات حتى أصبحت على الطريق السريع وما زالت بذات سرعتها ، وصلت إلى وجهتها لتوقف السيارة بحدة ، ترجلت بغضب و أغلقت الباب بعصبية ، وقفت تستنشق هواء البحر شاعرة به يدخل رئتيها باردًا وتزفره مشتعلًا ، صرخت بمرارة و بصوت عالٍ جدًا عندما مرّت من أمامها ملامح تلك الفتاة ، تبًا حتى وهي مغمضة لعينيها لا زالت تظهر صورتها أمامها وكأنها تسخر منها ، صرخت بانفعال شديد وتكررت صرخاتها وهي تركل مقدمة سيارتها و بهمهمة غاضبة ..: اللعنة ، اللعنة ، انه هو بملامحها ، استطيع أن أدرك هذا دون جهد ، اللعنة عليك ..
جثت على ركبتيها بعد أن تعبت و أسندت رأسها على السيارة وهي تلهث من فرط انفعالها ، أغمضت عينيها بهدوء زافرة هواءً حارًا ليدخل إلى سمعها صوت أمواج البحر والهواء القوي يلطمها لتصدر صوتًا معترضًا ، شعرت ببرودة الهواء تطفئها وكأنها ماء بارد انسكب على رأسها .. بقيت على نفس وضعيتها حتى استعادت صفاء ذهنها ، ابتعدت عن السيارة وهي تعيد ترتيب شعرها بهدوء ثم استقامت تنفض من ملابسها التراب العالق فيها ، أعادت ترتيب نفسها وتقدمت بخطوات واهنة حتى وصلت إلى منحدر الهاوية ، نظرت إلى الأسفل غارقة بتأمل الأمواج وشعرها يتطاير حول وجهها وتفكيرها كان بعيدًا عن البحر أميالًا ، ماذا تريد منها تلك الفتاة..؟ هي حتى لا تعرف اسمها.. ؟ لن تجعل ماضيها يرتبط بحاضرها أبدا فهي قد تخلصت منه منذ زمنٍ بعيد بكل ما فيه ، ولكنها أيضًا مدركة بأن تلك الفتاة ستعاود المجيء ما دامت تعلم مكان عملها ، عليها أن تذهب للمركز لتجري تحرياتها حول ذلك ، و لكن سرمد... ؟ أغمضت عينيها بشدة عندما تذكرت حالتها الهستيرية أمامه منذ ساعات فقط.. لا بد بأنه قلق عليها ولديه فضول لمعرفة من تكون تلك الفتاة.. فتحت عينيها بنظرة مصممة ، فهي تعلم ما يجب فعله.. عادت بخطواتها إلى سيارتها لتستقلها وتعود بحال غير الذي وصلت فيه ..


عندما وصلت إلى المركز دخلت بهدوء إلى غرفتهم المشتركة ، وجدت سرمد واقفًا أمام اللوحة التي يحللان فوقها الجرائم مستغرقًا بحل قضية بين يديه ، التفت إليها عندما سمعها تناديه ، اقترب مسرعًا واحتضنها بقلق فتمسكت هي بحضنه في المقابل وكأنها تبحث عن الأمان فيه من كل مخاوفها وماضيها .. أبعدها عنه ونظر إلى ملامحها الشاحبة ومرر نظراته عليها كاملة ليقول بقلق ..: هل أنتِ بخير..؟
أومأت وهي تقول بنبرة مرهقة مبحوحة ..: أريد مساعدتك..


ساعدها للوصول إلى المقعد مع أنها ليست بحاجة للمساعدة ولكنه قلق عليها فقط .. فتح زجاجة ماء وقدمها إليها وهو يهتف بعزم ..: سأساعدك سلافا ، مهما كان الأمر ، سأساعدك..
ابتسمت له بلطف وهي تشكره ونظراتها مصوبة لمكتب روسلين باحتياج ، نظر إليه هو الآخر وسأل بهمس ..: هل تفتقدينها..؟
باحتياج باحَت ..: احتاج لطرقها الملتوية لنيل ما تريد..
ربت على كتفها وهو يؤكد ..: تعلمين أنها ستلبي لكِ احتياجك ، كل ما يلزمك هو اتصال ..
بلطف ..: أعلم ذلك.. سأكلمها اليوم..
ثم التفت إليه وهي تطلب منه معلومات خاصة ستفيدها بما تريد فعله..


,


مساءً..






كانتا عائدتين من دورات المياه بعد أن تناولتا الطعام وكانتا على وشك الخروج عندما دخل
رجلان للمطعم و صخب ضحكاتهما يصلهن بوضوح ، تجمدت روسلين وهي تتعرف على صاحب
الضحكات من قبل أن تراه والذي لم يكن سوى ليفانت لتتسع عيناها بصدمة حالما رأت الواقف معه
سحبتها سلافا بسرعة لدورات المياه مجددًا قبل أن ينتبها عليهما وصدمتها تساوي صدمة روسلين التي
أخذت تتأتئ وتشير بحركات خرقاء للخارج وهي تحاول أن تنطق اسم ليفانت بصدمة ، كلاهما لديهما
نفس الاستفهام ..؟ لماذا يتواجد أحمد وليفانت مع بعضهما وصوت ضحكاتهما الصاخب يملأ
صالة الطعام ، وما مدى علاقتهما ببعض..؟








أما في صالة الطعام فقد جذبته الحركة عند دورات المياه للنساء حالما دخلا و هو منذ ذلك الوقت ينظر كل حين إلى
هناك علّه يجد سبب اهتمامه الغير معروف ، وكلما مر الوقت ولم يخرج أحد من تلك الجهة يكبر الشك
لديه إن كانت قد حدثت حقًا جلبة هناك أم لا .؟ عادت نظراته إلى ليفانت بعد أن جذبه لموضوع يناقشه فيه ..




،




بعد ساعة ..



زفرت روسلين وهي لا زالت لا تستوعب وجودهما مع بعض ، سألت سلافا للمرة الألف ..:
هل رأيت ما رأيته أم أنا أتخيل..؟
وهي تجيب عليها بذات الكلمات ..: نعم لقد رأيت ذلك..
روسلين..: تبًا.. من أين يعرفان بعضهما.. يجب أن أعرف..
وافقتها سلافا بحركة من رأسها ثم قالت لتطمئنها وهي تعلم اتجاه أفكار روسلين والتي هي نفسها تفكر بالمثل:
لا تحكمي عليه سريعًا روسي ، لنفهم الوضع أولًا .. قد تكون مجرد معرفة أو شراكة بأعمالهم الخيرية..
بتشتت هتفت روسلين..: أنا واثقة من ليفانت ، لكن وجودهما معًا وبهذه الطريقة دون كلفة أثارت ريبتي.. فلنأمل أنه كما تقولين..
احتضنتها سلافا مهدئة لها وهي تقول ..: يجب أن نخرج.. لا أظنهما لازالا في الخارج..قد مضت ساعة على كل حال.. لكن يجب أن تبقي هنا لأتأكد أولاً..
همست روسلين بهدوء وهي محتضنة لنفسها..: حسنًا..
وبعد لحظات عادت إليها لتخبرها بأنهما قد غادرا.. خرجتا من باب المطعم بعد أن ارتديتا معاطفهما

ووضعت روسلين وشاحها حول عنقها مخفية فكها وشفتيها تحته..



حينها كان أحمد يستعد للمغادرة فلفت نظره هيئة يعرفها ، لم يتبين ملامح صاحبتها و لكنه رفع حاجبه بحدة وهو ليس مطمئنًا أبدًا ، التفت إليه ليفانت باستغراب عندما وجده لم يتحرك ونظراته شاردة للأمام ، نظر لنفس وجهته ليقابله الفراغ ولا شيء آخر..
ناداه مبتسما وملوحا بيده أمام وجهه مخرجا له من شروده فتحرك ولازال نظره على السيارة التي ركبتها المرأتان قبل دقائق ولم تتحركا حتى الآن.





،
،
،




انــتــهـــى..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-18, 03:41 AM   #10

طُعُوْن

كاتبة بمنتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية طُعُوْن

? العضوٌ??? » 328503
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 648
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » طُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يامقيدني وأنا حر الجناح..لآتبعثرني وأنا بك ممتلي..!
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامارا مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بداية .. اقدم لكم روايتي الأولى .. و بما إني فاشلة بالمقدمات و بجدارة أتمنى إن الرواية تلقى استحسانكم و مثل ما كتبتها بمتعة تقرؤونها بمتعة ..

ثانيًا .. أحب اشكر كل من وقف معي حتى لحظة تنزيل الرواية .. و شكر عميق لـ " لولوة بنت عبدالله" على تصميمها الغلاف .. و شكر خاص لحبيبات قلبي " همس الريح ، الأميرة البيضاء ، نوال "

و ممتنة جدًا جدًا للغالية على قلبي " برد المشاعر " على نصائحها ووقفتها معي بالرغم من ظروفها ..

وطبعًا ما أنسى " حسن الخلق " اللي اسعدني رأيها جدًا جدًا ..


الرواية مكتملة عندي .. و التنزيل رح يكون يومين بالإسبوع بإذن الله ..
كل خميس و اثنين ..


\\

التواقيع
_______





















صباح الخير .. اول شيء مشكورة عالنقل و سعيدة إن سطور روايتي رح يضمها
هالمنتدى ..


ثانيًا .. التواقيع جدًا جدًا جميلة ورايقة .. مشكورين على جهدكم ..

ممتنة لكم .. و قراءة سعيدة للكل ..


دمتم بود 💜


..


طُعُوْن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.