آخر 10 مشاركات
178 - قيد الوفاء - سارة كريفن - روايات عبير القديمة(كامله)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          1112-الإستسلام - شارلوت لامب ج6 -د.ن (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          1109 - شىء من الحقيقة - شارلوت لامب جزء 1- د.ن (كتابة فريق الروايات المكتوبة) كامله** (الكاتـب : essaerp - )           »          رواية بدوية الرحيل -[فصحى&عامية مصرية] -الكاتبة //ألاء محمود مكتملة (الكاتـب : Just Faith - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree30Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-04-18, 12:24 AM   #841

شفاء النمرية

? العضوٌ??? » 382905
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » شفاء النمرية is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضووووووووور
بانتظار على نار الفصل
ومتشوقة للجزء الرابع


شفاء النمرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 12:48 AM   #842

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور
بإنتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 01:10 AM   #843

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 26 والزوار 16) ‏bambolina, ‏sou ma, ‏samahss+, ‏همس البدر, ‏totamohamedusama, ‏عمر أبوبكر, ‏Majd nor, ‏KoToK, ‏توته الاموره, ‏زهرة الغردينيا, ‏جهاد175, ‏sara-khawla, ‏yasser20, ‏فديت الشامة, ‏zainab atta, ‏لك ربي, ‏Esraa Mohammed Ali, ‏شفاء النمرية, ‏darinemounamaria, ‏الطاف ام ملك, ‏soha, ‏Alaa saad, ‏Ayooua, ‏ام توتا

اسعد الله صباحكم ومساءكم وجميع اوقاتكم
بانتظار الفصل


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 01:16 AM   #844

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42x( الأعضاء 26 والزوار 16)‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏sou ma, ‏samahss, ‏همس البدر, ‏totamohamedusama, ‏عمر أبوبكر, ‏Majd nor, ‏KoToK, ‏توته الاموره, ‏زهرة الغردينيا, ‏جهاد175, ‏sara-khawla, ‏yasser20, ‏فديت الشامة, ‏zainab atta, ‏لك ربي, ‏Esraa Mohammed Ali, ‏شفاء النمرية, ‏darinemounamaria, ‏الطاف ام ملك, ‏soha, ‏Alaa saad, ‏Ayooua, ‏ام توتا

مرحبا بكم .... شرفتوني ... ان شاء الله... الفصل ... ما قبل الأخير بعد شوي ... 😍😍😍😍😍


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 01:37 AM   #845

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني عشر(ما قبل الأخير)



الإنسان إذا عرف الآمر ثم عرف الأمر تفانَ في طاعة الآمر، أما إذا عرف الأمر ولم يعرف الآمر تفنن في التفلت من هذا الأمر..... محمد راتب النابلسي.




أ .... مي ... أمي ... أمي!!
كررتها بدءا صادمة ثم ذاهلة، لتنتهي على اللسان بحثا عن مذاق جهلته فتساءلت دوما كيف هو؟؟
قطبت متسمرة مكانها، عينيها على المرأة الباسطة ذراعيها دعوة صريحة لها، ولسانها لا يكل ذكر اسمها بهمس وحيرة، فرفعت كفها تمسح على وجهها لتبحث عن مخرج لم تجده سوى في مدخل لا تعلم حتى أين يفضي، لكنها أرادت البعد، الانفراد والانسلاخ من جلد التبلد الذي أحاط بها.
تجددت الدموع على وجنتي آمنة، فهمّ يونس باللحاق بأخته لكن ابراهيم تدخل بأدب يستأذن ....
)يونس .... دع الأمر لي ... بعد إذنك...)... تنفس بعمق، يشير له بتفهم ....
اتخذ إبراهيم نفس الممر وبحث عنها ليجدها في شرفة صغيرة مطلة على الشارع، تقف جامدة ترمق السراب بسهو.
)تغريد ....)... ناداها برفق، فالتفتت إليه تقول بهدوء مريب ...
)لماذا لم أشعر بشيء؟)... تبسم في وجهها بحنو، فهو قد شاور اسماعيل وأخبره بكل رد فعل ممكن حسب شخصية تغريد وتاريخها الماضي.
)تقبلتُ سترة وشعرت بدفئ تجاهها ... وحتى خالي ... رغم ما أذكره من قسوته ... لكن هي ؟!... لقد نطقتها مرات عدة...أمي .... فلم أجد لها طعما ... حتى الذي ألفته من المرار بسبب فقدها .... أنا بكل بساطة لا أشعر بشيء... ).... كان قد اقترب منها وأمسك بكفها، يربت عليه بلطف و يرد بحنو ....
)خالتك وخالك ... كنت تعلمين عنهما سابقا ... ومُنِحت الوقت كي تستوعبي وجودهما ... أما والدتك ... فأنت في حالة صدمة ... أو لنقل ... في حالة تبلد للمشاعر .... أنت لم تعرفي لك أُما من قبل ... وكل ما شعرت به ...هو كما قلتِ مرار لفقد كيان ... بنيتِ له خيالا غذيته بما تعلمته وسمعته عن رمز الأم.... فكيف ستشعرين بأمر لم تعرفيه من الأصل؟! ... فأنت تُعتبرين يتيمة كلا الأبوين.. أحدهما ظننتها فعلا ميته ... والثاني كان حاضرا بصورة مشوهة عن الأب ...)... تدحرجت دمعة على وجنتها، تسأل بقلة حيلة ...
)ماذا أفعل؟)..... ربت على رأسها، يجيب باسما برقة ...
)تمنحين لنفسك وقتا ... لتتعلمي كيف يكون المرء حين يحظى بأم ... وتمنحيها فرصة كي تُعلمك ذلك ... الوقت والتقبل ...أمرين اثنين سيفدانك جدا ....)... أومات وهي تميل على صدره برأسها، تهمس ...
)لا حرمني الله منك أخي ... أبدا ... أبدا...)... قبّل أعلى رأسها، رابتا على ظهرها، يرد بحزم مزعوم ...
)ولا حرمني الله منك ... هيا أسعدي قلب تلك السيدة ... فقد شاهدت من العذاب ما يقصم الضهر... فلتكوني ابنة بارة بها ... )...
هزت رأسها وقد شعرت براحة انتشرت في صدرها وهي تعود إليها وتستسلم لضمتها القوية، ونحيبها الأليم.
اعتذرت منها بسبب موقفها الأول، فلم تسمح لها والدتها بالتعذر، بل طوقتها وجلست تجذبها إلى صدرها بقوة تقول بنبرة مثيرة للشفقة والرأفة ...
(لا تقولي شيئا صغيرتي ... فقط دعيني أشعر بك في حضني ... يا إلهي الرحيم... لولا صورك التي كان خالك يحضرها لي أولا بأول ... كنت فقدت عقلي ... ولقد أوشكت على ذلك فعلا... ولم أستعد همتي إلا حين رأيتك من بعيد... تألمت حينها فقد كنت قريبة مني ... ومحرم علي القرب منك ... لكن التهديد حولنا جميعا جعلني اتخذ قرارا صارما بالصبر ... والحمد لله .... لقد فرجها الله علينا .. ألف حمد وشكر له .... ) ..... بكت تغريد بين ذراعي والدتها، لينتشر الحزن على وجوه البقية وتنطلق الدموع مدرارا على خدي سترة وإشراق.
ضاق صدر يونس ببكاء أخته، ليقرب على الانفجار حين انضمت إلى سرب النحيب سترة، فتدخل يقول مازحا عله يخفف من شدة وطأة الموقف ....
(هل تعلمين يا خالة آمنة أن صغيرتك أصبحت عروس ... أخبرني عيسى ... أنها أفقدت صديقه المسكين عقله ....)... نظرت إليه عابسة، فاسترسل بما نشر البسمات على الثغور ...
)سنتي خطبة يا ظالمة ... لابد أنه ليس جبلي .... لكان تخطى جنونك منذ زمن .... وأسس لنفسه أسرة ...)...
قلبت شفتها السفلى وقد افلح في استفزازها، تجيب بحنق تملكها بسبب الغيرة ....
)الحمد لله ... أنه ليس جبلي ...)... رفع يونس حاجبه يسأل بمكر وابراهيم يراقب بانشراح ....
)صفيه لي ... فأنا لم أقابله بعد ...)... اندست داخل حضن والدتها وقد أعجبها ما تسلل إلى صدرها من دفئ، ترد بمقلتين لامعتين وبسمة حالمة ..
)رجل طيب القلب ... واسع الصدر ... رقيق الإحساس ... وسيم ... بعينين زرقاوين ...وشعر أصفر...)... قاطعها يونس والباقي ضاحكين، فاحمرت وهي تكمل بهمس لم يسمعه سوى والدتها..
)ذو بسمة دافئة ... يشرق بها قلبي ... فينشر فيها دفئا ... وأمنا.... )... قبلت والدتها وجنتها والفرحة لا تسعها، فاستطرد يونس بمرح ماكر ....
)شعر أصفر ...وعيون ملونة ... حتما ليس جبلي ... جبالنا على الأقل .... وبما أنه بكل هذه الروعة .... لماذا تدفعينه للفرار منك؟).... عبست بحرج، فقرر ابراهيم التدخل للتحقيق غايته ....
)احممم.... أود استغلال اجتماعنا هذا لأوجه كلمة لكما ... خالة إشراق... وخالة آمنة ...)... التفت حوله الأعين بتركيز، فأكمل بثقة من خلال نبرته الودودة ...
)بداية الأمر... نحن لم نكن نعلم أي شيئ يخص زواجكما من والدي ... سوى الورقة التي قدمها لي يونس عن زواج أم تغريد بوالدي .... طبعا كونها توفيت ... جعل الأمر منتهيا ... غير ذلك لم نكن على علم به ... حتى أننا تدبرنا أمر زواج مزيف ... يجمع بين والداي يونس ... حفظا لكرامته وسترا على عرض والدته أمام الناس ....)... انتشر الوجوم بين الوجوه المتابعة الصامتة وابراهيم يكمل ....
)أخبركم بهذا كي أبرر عدم تدخلنا لمساعدتكما أو ضمان حقوقكما ... فكيف نفعل؟ ... سواء أنا أو جدي ونحن لا علم لنا سوى بظاهر الأمور؟!....)... همت إشراق بالتحدث، لكنه رفع كفه مقاطعا ....
)أرجو منك المعذرة خالة ... دعوني أكمل ما أريد قوله ....)... صمتت تهز رأسها بتفهم، فاستأنف حديثه ...
)لا أخفيكم سعادتي بعد كل الظلمة التي واجهناها ... العلم بأن أخي وأختي ولدا في كنف زواج شرعي ... مهما كانت ظروفه .... أراح قلبي وأسعده ... مع أن العكس لم يكن ليردعني عن احتضان لحمي ودمي .... وضمه إلى كنف العائلة .....).... لمعت النظرات بإعجاب حقيقي وحبٌّ أحكم الصدق والرجولة الحقيقية، شدَّ وثاقه على قلوب إخوته....
)سلم الله من رباك من النار يا ولدي ... )... نطق السيد حسن بامتنان، فهز ابراهيم رأسه يؤمن بخفوت، قبل أن يكمل ....
)حقوقهما مضمونة بإذن الله .... من نفقة ... والعدل في العطايا من جدهم .... وبعد عمر طويل له ولوالدي سامحه الله ... كل سينال حقه الشرعي ... إن أمد الله في عمري وكنت حاضرا ... سأكون حريصا على ذلك ... وهنا لا يبقى سوى أمر زوجتي والدي وحقيهما الشرعي والقانوني ... ليس فقط الآن... بل منذ أن أضحيتما على ذمته ....)... هنا نطقت آمنة بحزن....
)عن نفسي لا أريد شيئا يا ولدي ....)... ضمتها تغريد بإشفاق وإبراهيم يرد بتصميم حازم ....
)لست مخيرة في ذلك يا خالة .. إنه حق لك وللخالة اشراق في رقابنا .... ولن يريح قلوبنا سوى بتخليص الحق ورده إلى أهله ..... كل واحدة منكما لها الحق في سكن شرعي ... فمال والدي إن حرمه منه جدي منذ أن خرج عن طوع الله ومال عن الحق ... ينمو مع مال العائلة .... وفيه لكما حق النفقة ... ولقد سعيت فعلا في البحث عن منازل لائقة بكُنَنِ آل عيسى ....)... كان حديثا فيه جبرٌ للقلوب، وردٌّ للمكانة أكثر ما كان فيه رد للحقوق المادية...
)لا أعلم إن كان في حديثي هذا تسرعا ... لكنني سأطلب منك يا خالة إشراق طلبا خاصا... ظللت لليالي كثيرة أدعو الله وابتهل إليه كي لا ترديني خائب ....).... نظر إلى إشراق بنظرة مستجديه، فقطبت المعنية بحيرة وقالت بود حقيقي فهي تعلم عن أخلاق أبناء آل عيسى ولا زالت تصدق أن يونس أميرها وزوجها كان ليكون مثلهم، لولا تكالب الظروف...
)تفضل بني .... وإن شاء الله... لا أخيب ظنك ...)... ابتسم بتشجيع إن كان في حديثه بعض التردد وهو يقول ...
)أريد أن أقدم لك اعتذارا .... ليس بالنيابة عن صاحبته.. فهي إن اردتِ ... احضرها إليك هنا ... كي تطلب منك السماح شخصيا ..... لكن من فضلك ... أتمنى أن تسامحيها ... فالندم ينخر في أحشائها ... قلبي يتألم لأجلها ... ولعذابها ... وإن كان في ما سأقوله عزاء لك.... فهي لم تهنأ مع والدي يوما ....وصدقيني ... فقد دفعت ثمن ما فعلته بك غاليا جدا ....).... حل الصمت بثقله والجميع في انتظار رد إشراق التي للحظة، للحظة وجيزة شعر قلبها بزهو وسرور داخلي، ينبئها بلذة الانتقام وإحضار من ظنت نفسها أميرة تحت قدميها تسألها الصفح وربما حينها لن تمنحه لها إلا بعد رؤية الذل في عينيها، لكن!! ..... رفعت رأسها ثم قالت والخزي يرمي بظلاله على ملامحها ....
)لو كنت طلبت مني هذا الطلب قبل أن أدنس نفسي في وحل الانتقام والاتفاق مع الشيطان في سبيل ذلك .... كنت لأرفض بحقد أسود .... لأن ما فعلته بي والدتك دمر حياتي البائسة ....).... (أمي ....).... نطق يونس بإشفاق فابتسمت له بحزن، تكمل .....
)على أي حال ... لقد ادعيت عليها نفس ما ادعت علي .... وهذا يجعلنا نوعا ما ... متساويتين .... وكما قلت ... كلتانا عاشت جحيمها الخاص..... فلا سماح انتظره منها ... ولا سماح تنتظره مني .... سامحنا الله جميعنا ....).... نظرت إلى ابراهيم، تكمل بوجوم ....
)أرح نفسك بني ... وبلغها بأنني لم أعد أحمل على أحد بعد وقوع الشيطان وعودة الحقوق لأصحابها..... لم يعد يؤرقني سوى ذنوبي الشخصية .....).... تنفس ابراهيم الصعداء وعادت جذوة السعادة لتنير أحشاءه بينما يرد ببضع عبارات مجاملة وشكر، صدح جرس الباب.
فتح يونس ليجد في وجهه ذلك الشاب الذي أصر على اللقاء بسترة، جواره شاب آخر وشابة في مثل عمره، تعرف على هويتهما.
)كيف حالك سيد يونس؟).... سأل جارح ببسمة مكتومة وأسامة يحبس أنفاسه بتوتر.
رفع يونس أحد حاجبيه، يرد بلباقة فشل في ادعائها، فقطبت نوران تتساءل عن السبب خلف عدوانيته الظاهرة تجاه جارح بالذات....
)مرحبا بك سيد جارح .... نسيت أنك يجب أن تكون برفقة السيد أسامة .... كي تجلبه هنا ....)... اتسعت بسمة جارح الماكرة، يجيب بنفس اللباقة المدعية ....
)حسنا .... ولكي أقابل الآنسة سترة أيضا.... )... همهم يونس ناظرا إليه بعدم رضى، فتدخل أسامة قائلا ....
)هلا سمحت لنا بالدخول؟؟).... تراجع خطوة إلى الخلف، يشير لهم بالدخول ثم وقف جانبا، يراقب.
تقدم السيد حسن حين لمح أسامة، يبتسم بسرور يهتف ببهجة ...
)أسامة .... اشتقت إليك بني ...)... استسلم لضمته وإن تشنج قليلا قبل أن يسترخي متقبلا الحرارة التي لقاه بها.
أبعده قليلا ينظر إليه متمعنا يستطرد بحنو، وإشفاق ....
)كبرت يا بني .... واصبحت رجلا .... ما شاء الله ... تبارك الله ....تعال .... أنظر إنها عمتك آمنة ... هل تذكرها ؟؟).... نظر إلى عمته التي تركت ابنتها على مضض وتلقفته بين ذراعيها تضمه بدفئ تذَكره في الحين، فهو حضن شبيه بحضن أمه.
)وهذه سترة... صديقة الطفولة ...هل تذكرها؟؟... )... حافظ أسامة على بسمته الهادئة عكس ما يلهث به صدره من مشاعر شتى، مختلطة وهائجة ...
صافح سترة بلطف، يقول ....
)أنا أذكر القليل ... لا أعلم إن كنتِ مثلي؟)... أومأت تذرف الدموع، تجيب بحنو ...
)القليل فقط ....الحمد لله الذي جمعنا من جديد ...)... تمتم بالحمد، فتدخل السيد حسن يسحبه إلى تغريد ...
)وهذا الفرد الجديد الذي لا تعرفه .... تغريد ... ابنة عمتك آمنة ....)... أومأ لها باسما وأشار لنوران لتقترب منه كي يعرفها عليهم وحين فعلت أمسك بكفها قائلا ....
)هذه نوران .... ابنة خالتي ...وزوجتي ...)... وقف جارح قبالة سترة، فتأهبت فرائس يونس، لولا أن الأول احتفظ بكفيه بعيدا، مكتفيا بإماءة كتحية ....
)واخيرا آنسة سترة ..... وأخيرا ...)... احمرت سترة بخجل، رغم علمها بهوية الشاب الذي استدرك بسرور ...
)أنا إسمي جارح... السيد مصطفى رحمة الله عليه ... كان كالأخ بالنسبة لي ..... وقد أوصاني بك خيرا .... والحمد لله أنني أخيرا ... سأوفي بالوعد ... واعيد الأمانة إلى أهلها.... أنا جدا سعيد .... سأقوم بزيارة قبره ... وانا فخور ... اسأل الله له الرحمة والغفران .... لا فكرة لديك عن مدى حبه لك؟).... أجفل الجميع على شهقات آمنة الحارقة، فأسرعت إليها تغريد وسترة بينما هي تهتف بنحيب ...
)مصطفى حبيب قلبي .... رحمة الله عليك ... أنا لن أسامح نفسي لأنني لزمت الصمت أمام والداي ... كنت خائفة ... لقد هددني الشيطان .... هددني .... آه ... رحمة الله عليك يا مصطفى ...رحمة الله عليك يا حبيبي ….).... مسح السيد حسن على دمعات فرت من مقلتيه قهرا، يكمل عنها بأسى ....
)لم نفلح في إنقاذه .... لم نفلح .... رحمه الله .... رحمه الله ...).... تبادل الجميع نظرات إشفاق وحزن، فاتخذ يونس بادرة التخفيف مجددا، يقاطعهم .....
)لننسى الماضي يا جماعة .... من مات رحمه الله .... ومن عاش هداه الله ... وثبته على الحق إلى أن يصل موعد رحيله ... فلا أحد سيخلد سوى الحي الذي لا يموت ... انتبهوا إلي... لأنني لن أؤجل طلبي يوما واحدا .....)... نظروا إليه بحيرة، باستثناء ابراهيم وجارح الباسمين بمرح ....
)بما أن أوراق سترة الثبوتية لديك يا سيد حسن .... فلا مانع يؤخر زواجي منها .... لذا ... انا أطلب الزواج من ابنتكم ... .... وفي أقرب فرصة ....)... حل الصمت قليلا قبل أن يصدر أسامة ضحكة صغيرة كانت انطلاقا للباقي وسترة تندس خلف ظهر اختها حياء، لتقول تغريد مازحة ....
)يا إلهي أخي... هل تراه فعلا وقتا مناسبا ؟)....لوح لها مهددا...
)إنه انسب وقت .... ومن يعرف ... قد نتزوج أنا وأنت في يوم واحد ... هذا طبعا إن لم يكن صاحب العيون الملونة ... قد فر بجلده ....)... عبست في وجهه والباقي ضاحكين، فاستطرد يونس وقلبه يتضخم حبا وسرورا ....
)ما هو ردك يا سيد حسن ؟؟).... تمالك حسن ضحكاته يرد بمكر ...
)الرد لن تجده عندي ...بل عند صاحبة الشأن ....).... نطق يونس بقوة، وهو ينظر نحوها ليجدها قد تلاشت خلف ظهر أختها وتغريد التي تبتسم له بسماجة متعمدة ...
)وسترة موافقة ..... متى إذن سنعقد القران؟؟ ....)...
……………..

تسارعت خطواته من خلف أخيه المغادر بعد ان أوصى تغريد على الاتصال به حين تقرر العودة إلى المنزل .....
)اخي انتظر ....).. تباطأت خطوات ابراهيم، حتى توقف جوار سيارته وهو يرمقه ببسمة حانية متوقع لما سيخبره به ... (تحدث يونس ... )... أطبق المعني على شفتيه بحرج رغم راحة قلبه للشخص قبالته، لكنه لا يعلم كيف يفتح معه موضوعه ....
)هل قررت أخيرا البحث عن عمل؟؟)... قال ابراهيم بتفهم، فقطب يونس متسائلا ...
)كيف عرفت؟؟)... ضحك مشيرا إلى البناية من خلفه، يرد بتسلية ....
)قررت الزواج.... والزواج يلزمه دعم مادي لتحمل نفقة الأسرة....)... ابتسم بحرج اكتنفه، فربت ابراهيم على كتفه يستطرد بحنو ....
)انضم إلينا في المصنع ... وتعلم حرفة عائلتك ...)... مسد على رأسه من الخلف، يرد بإحراج ...
)لا أفقه شيئا في مجال المعادن أخي .... بعد اذنك ... كنت أريد منك مساعدة لفتح محل لتصليح السيارات وكل ما يتعلق بصيانتها .....).... رمقه ابراهيم بدهشة، يرد بقلق ....
)سمعت عن سباقاتك المتهورة قبلا يا يونس ... أحدها كان سيؤدي بأخيك .... )... أشار يونس بكفيه مدافعا ....
)لا مجال لذلك الآن.... لقد كنت متهورا ... لكنني بالفعل أعشق كل ما يتعلق بالسيارات ... كما أنني تعلمت ما يخصها على يد مكانكي ماهر .... فأنت تعلم .... أنني لم أحظى بفرصة لإكمال تعليمي.... على الأقل كان هناك جانبا نافعا في تهريب السيارات ....).... هتف ابراهيم بحزم، متأهبا يشير إليه بسبابته ...
)لا نفع أبدا .... أبدا ... يأتي من أعمال غير مشروعة ... كان من الممكن أن تتعفن في السجن مدى الحياة ...وتحرم من أهلك ... ومن بناء حياة كريمة لك .... و تخسر آخرتك أيضا .... هل سمعتني يونس؟! .... أنت اخي وأحبك ...وصدقني إن لم تهتم بنفسك ... سأفعل أنا ... ولن تعجبك طرقي لتحقيق ذلك .....).... ابتسم يونس بحنو يرد بما اذهل قلبه شخصيا...
)يمكنك فعل ما تشاء بي يا أخي ولن اعترض .... حقا لن أفعل أبدا .... أنت بالذات ... مستحيل أن أسيئ الظن بك ... أو أغضب منك ....)... تلاشى الحزم من على وجه ابراهيم وربت على كتفيه، يعقب بلطف ....
)غدا بإذن الله ... سأنتظرك في المصنع ... كي أعرفك على من سيساعدك في إيجاد محل مناسب ... لتجهزه كما تريد ... وأيضا لنتحدث في أمر بيت والدتك فأنت يجب أن تعيش معها ... كونك وحيدها .... هذا واجبك.... ولنرى إذا كان السيد حسن سيفعل المثل مع شقيقته ..... )... هز يونس رأسه باسما بأمل، فالتفت ابراهيم يضيف بمرح قبل ان يستقل سيارته ....
)ولتخبرني أيضا عن موعد عقد القران .... يا عاشق ...)... ضحك يونس وهو يشيعه بنظرات الحب والامتنان.
…………….

المشفى ..... غرفة أم جارح ...

تفقدت الممرضة مؤشرات السيدة الحيوية وتأكدت من استقرار حالتها، فانصرفت تخبر أهلها بالمستجدات وبما همست به لها ...
)السيدة حالتها مستقرة والحمد لله ... والطبيب سيمر بعد نصف ساعة من الآن ليفحصها .... من منكم بلسم؟؟)... رفعت المعنية رأسها وسط مراقبة الباقي الحائرة ...
)السيدة تطلب رؤيتك ... حاولي أن لا تسمحي لها بالتحدث كثيرا عن إذنكم....)... استأنفت الممرضة خطواتها بعد أن سمحت للفتاة بالدخول، فرنّ هاتفها وسحبته، تقول بقلق ....
)عزيز ... هل أنت بخير؟)... أتاها الرد مرحا، فتنفست الصعداء ...
)ما بك يا سناء؟؟... هل هذا يعني أنني لا أهاتفك سوى إذا حدثت مصيبة؟).... مططت شفتيها، تخفي بسمة ماكرة خلف ردها العادي...
)هذا هو الشأن ... أنت لا تهاتفني ... إلا لطلب شيئ مني ... هيا أنا انتظرك ....)... قهقه عزيز، فسمحت لبسمتها أن تظهر ....
)سامحك الله يا سناء .... ألا تعجبك طلباتي ؟؟... على العموم ... أنت محقة كالعادة ... يا زوجتي الحبيبة ... وأنا بالفعل سأطلب منك طلب ...)... رقت مقلتيها على عكس نبرتها التي أظهرت عليها الجمود ....
)كنت أعلم .... هات ما عندك ....)... لا يزال ضاحكا وهو يقول بمرح ....
)حتى ترققي من نبرتك قليلا .... فجمودها أقلقني ولن أطلب منك شيئا .....)... زفرت سناء مدعية نفاذ الصبر، فاستطرد يدعي الحزن ....
)لا أريد شيئا ... تراجعت إلى اللقاء ...)... هتفت سناء بحنو يغلبها تجاه من أحبته منذ لقاءها الأولِ به رغم السنوات التي ماطلت فيها ترفض الارتباط به، خوفا من مجهول حتى بعد أن تأكدت من خلو حيتهما منه، ظل هناك شبح له يتربص بها هناك في منطقة الخوف والتكهن والحق يقال عزيز فعل كل شيئ ولازال لكي يؤكد لها أن المجهول ما عاد يهمهما في حياتهما التي كلها معروفة لديهما وكلها نور وضاح....
)حبيبي أنا آسفة ... ماذا تريد؟).... تنفس بصخب ملأ صدرها ثم همس بنبرة رجولية ....
)حبيبي ... من أجل هذه الكلمة ... انا بالفعل لن أطلب منك شيئا ... وليذهبوا أصدقائي إلى الجحيم .... وأنا من سيحضر العشاء جاهزا.... لنجعله كما تقولين ... عشاء رومنسيا ... أو ما رأيك لو استأذنت من عملي ... ونجعله غداء... ونكمل الجلسة الرومانسية ... بعد عودة ابننا إلى الحصة المسائية ... ها؟؟.. فكرة جميلة أليس كذلك؟؟).... ضحكت سناء وهي تلجأ إلى احدى الغرف الخالية، ترد بتهكم ...
)إذن أصدقاءك ... أفلحوا أخيرا باقناعك بالعدول عن بخلك المزعوم .... لا يعلمون أنك لست بخيلا بل غيورا على أهل بيتك .... وتريد أي حجة كي ترفض طلبهم....).... آتاه همسه الرائق ....
)أعشقك وأنت تفهمينني ...و بشكل واضح ...)... تمالكت ضحكاتها بصعوبة، لتستدرك....
)ستبقى في عملك ... لأن لدي عمل ولن اعتذر وأغادره ... وسأجهز العشاء بإذن الله لضيوفك .... )... زفر عزيز، فاستطردت بمكر ....
)بعد مغادرة الضيوف ... وخلود ابنك للنوم ... سنرى أمر الجلسة الرومانسية ....)... قهقه زوجها مجددا، يرد بمرح ...
)جيد إذن سأظل أفكر في ما بعد مغادرتهم.... كي أتحمل.... )... ابتسمت بدفئ وهي تكمل الحديث معه، قبل أن تعود إلى ممارسة عملها.
……….

في غرفة أم جارح ....

تقدمت بلسم نحو زوجة عمها بخطوات بطيئة، قلبها يدق بسرعة توترا، بسبب انسانة لم تشعر تجاهها طيلة حياتها سوى بالخوف والرعب.
)اقتربي يا ابنتي ....)... تصلبت أطرافها جوار سرير الأخرى الراقدة بلا حول ولا قوة، وجهها ينافس شحوب الأموات تعبا ...
)أعلم أنك خائفة مني .... فأنا سعيت لذلك منذ صغرك ... ومنذ ان نزغ الشيطان بيني وبين والدتك ... مع أنني والله شاهد على ما أقوله ... أحببتها في أول تعارفنا .... سامحها الله من فرقت بيننا ... وسامحنا الله ... لأننا منحناها الفرصة ... لتفعل بنا ما فعلته .... )... بلعت ريقها بمشقة، فنطقت بلسم بخفوت ...
)لا تتحدثي أرجوك .... ارتاحي كي تشفي ...)... نزلت دمعات من عينيها فسالت على جانبي جبهتها، تقول بحزن ...
)لا ... بل يجب ان أتحدث ... فأنا رأيت الموت بعيني ... وأحمد الله على فضله ... بأن منحني فرصة ... لأطلب منه الصفح ...وأتوب إليه ... وأتسامح مع من ظلمتهم ... ولم يبقى سواك .... سامحيني يا ابنتي ... أتوسل إليك.... مهما فعلت ... لن أعيد ما كان ... لكن ما حدث لك ... عاد في ابني فلذة كبدي ... وإن كان هو سابقا ... فسبحان من تصاريفه لها حِكم ... وشأن لا نفقه منه الكثير ... بسبب جهلنا وحمقنا .... ).... دمعت مقلتي بلسم ومدت كفها رأفة تخص حبيب قلبها أكثر من والدته وربتت على كف الأخيرة، تقول بحزن....
)اهدئي يا زوجة عمي ... فأنا لا أحقد عليك ... فعلت في وقت ما ... وحقدت عليكم جميعا... لكن الآن... لا يسعني سوى حمد الله ... لأنه حافظ على حياة جميع أفراد عائلتي ... ولم أتحمل ذنب أحدكم .... لو حدث له مكروه بسببي ....)... هزت رأسها بوهن زاجرة برفض ...
)كل ما حدث لنا ولك ... ليس لك فيه ذنب يا ابنتي ... نحن من يفترض بنا حمايتكم أنتم الأبناء.... لكننا فشلنا ... بسبب تهاوننا بالشرع ... وبحدوده ... وافتخرنا بأنفسنا وبحكمةٍ فقدناها .... انسي الماضي يا بنتي ... وحاولي عيش حياتك القادمة بسعادة مع زوجك .... لا تسمحي للظلمة بأن تمتد إلى حياتك المستقبلية ... بل حاربي لتعيشي بخير ... أنا ... تعبت ... سأنام قليلا ....)... أنهت حديثها بوهن فعادت بلسم لتربت على كفها قبل أن تغادر وهي تفكر في حديثها الذي يشبه حديث طبيبتها، وجارح فهي بالفعل يجب أن تسعى للنسيان والشفاء وأكبر انتقام لكبريائها من ظالميها هو ان تعيش بسعادة وتنجح في علاقاتها، أهمها علاقتها الزوجية.
…………

المركز ...... غرفة التحقيق....

يرمقه طارق باستفزاز واضح، يرخي ظهره على مسند كرسيه الحديدي واضعا قدمه على أخرى وباسطا ذراعه على سطح الطاولة الفاصلة بينهما، ينقر عليها بطرف أصابعه وبرتابة. أما الآخر فجامد لا يؤتي برد فعل ظاهر، عينيه في عيني غريمه لا يحيد عنهما يبادلهما تحدٍّ طاغٍ لا يفتر، لكن طارق كان لديه كل الوقت خصوصا من أجل هذا الشيطان الذي شعر تجاهه بفضول خاص لم يسبق ان تمَلّكَه نحو مجرم قبله مهما بلغت درجة خطورته.
أجفل من أفكاره الخاصة على نبرته الباردة مثله.....
)إلى متى سيمتد هذا؟.... لا أنكر إعجابي بلون عينيك ... وبحلقتك المعجبة بي ... لكن إن كان حقيقيا ... لننتقل الى اتفاقات ضمنية ... افضل لكلينا ....من ضياع الوقت...)....
لم يتململ طارق من جلسته قيد أنملة، فهو بارع في قراءة محدثه جيدا بحكم خبرته التي اكتسبها من عمله على مدى السنين. لذا رفع جانب ثغره في ما يشبه بسمة ساخرة وهو يجيبه .....
)لا أظن أنني أناسب تطلعاتك .... فنوعك المفضل لا يتجاوز العقد الثاني ... أو حتى الأول ....)... رفع طارق حاجبه حين قبض الشيطان على كفه كأول رد فعل يُحْسب منذ أن ألقى القبض عليه .....
)بما أنك أجبت ... فلمَ لا تجعل الرد كاملا؟).... قال الشيطان، فتنهد طارق دون أن يترك تحدي البحلقة ....
)أَنْتَظِر .....)... نطقها وصمت، فقال الآخر مستفسرا وملامحه في جمودها لا تتزعزع ....
)و ما هذا الذي تنتظره؟).... هز طارق كتفيه باستخفاف، يجيب ...
)انتظر رؤسائي ... أو أحد المسؤولين لينقذك ... أو حتى ليبدي تدخلا لصالحك .... وها قد مرت الساعات ... وبدأ العد يتجاوز ذلك إلى الأيام ... ولا أحد اتصل ...ولا سأل ... )...
)تحسب نفسك ذكيا؟.... فخورا بنفسك@ ...)... سأل بتهكم، فرد طارق بتفكه متعمد وهو يعتدل في جلوسه مستندا بكلا مرفقيه على الطاولة، يدّعي الحماس ....
)ليس لديك فكرة .... يكفيني فخرا أنني من ألقيت القبض على الشيطان .... أوووووه !!.... إنه أمر عظيم ... اعترفْ بذلك ... بالله عليك .... أوووبس!!)... وضع طارق دقنه على كفه، يكمل باستمتاع حقيقي ....
)أنت لا تعرف الله .... لا!! ....أنا أعتذر منك ... أقصد ... أنت عاص تتحدى الله ... وبكل حمق وصفاقة اتخذت الله عدوا لك .... يجب أن تعترف ... أنك لا تحسن اختيار أعدائك .... ولا حتى أصدقاءك .... كما يبدو .....)... رد عليه الآخر بنفس الجمود اللعين ....
)أنت تسألني اعترافات كثيرة .... ولم نصل بعد إلى ما يهمك ... ويهم قضياك .... )... حك طارق جانب فكه، يتشدق ببرود ....
)قضياك أنت وليست قضاياي ... على أي حال ... لا حاجة لنا باعترافاتك ... احتفظ بها لنفسك .... فما حصلنا عليه من دلائل ... لا تحتاج لاعترافات .... لكن ... لنتسلى قليلا .... ونتحدث في أمر آخر .... ).... ابتسم طارق بلؤم والآخر يرد بامتعاض ....
)وما هو هذا الأمر؟).... اختفى أي اثر للبسمة على ثغر طارق بينما يقول بجفاء ....
)ما فعلته بأشقاءك مثلا .... كيف دمرتهم؟.... وابن آل عيسى وزوجته معهم ؟!... دعني أقدم لك أنا اعترافا شخصي .... أنا مبهور ..... حقا!).... ضحك الشيطان وتبلد طارق يرمقه بذهول.
لقد ضحك بالفعل وطالت قهقهاته لدقيقة أو اثنتين، فاستطرد طارق بدهشة ....
)ألم أخبرك!!... أنت تبهرني يا رجل .... آسف ... يا شيطان ....).... بتر ضحكه وعاد إلى جموده، قائلا ....
)اعتبرني شيطانا كما تريد .... لكنهم حقا مجموعة من الحمقى ..... والقانون لا يحمي المغفلين ...)... زم طارق شفتيه ثم رد بتشدق ....
)ومن قال أن الشيطان يوقع بأصحاب الفِطَن؟! .... فهو لا يوقع سوى بالحمقى مثله ... )... اختلجت عضلة جانب أنفه فاستدرك يسأل بتهكم، يستفز ردوده...
)ولائك لعائلتك غريب .... لكن ماذا أنتظر من معتدي على ابنه فلذة الكبد .... ولا تقبل بلقب شيطان... ماذا تكون إذن؟).... أخذ نفسا صاخبا ولاذ بالصمت وحرب النظرات لا تنقطع فحاول طارق مجددا ....
)استغليتهم جميعا .... أحكمت خيوط اللعبة حولهم جيدا ...).. تحرك حاجبه الفضي، يرد بجفاء ....
)لا تشفق عليهم .... كانوا مجرد مجموعة من الطماعين ... حثالة يظنون أنفسهم أمراء ....)... قلّب طارق شفته، متسائلا بمكر....
)أمير ... تقصد يونس آل عيسى!! .... )... وكما أراد طارق، أكمل عنه الشيطان قائلا ....
)ونسيبه ... جد زوجته .... للأسف لم أستطع استدراج جده هو ولا والده ....كان ليكون ربحا عظيما ...بالفعل ....)... كان دور طارق ليضحك قبل رده الساخر.
)أخبرتك ... لا يوقع سوى بالحمقى .... وكما قلت أنت... نسيب يونس طماع .... أما يونس وصديقه الذي هو شقيقك.... كانا غارقين في الضلال ... والمنكرات .... لكن ماذا عن النساء؟..... ).... عاد إلى جموده، قائلا بامتعاض...
(ألا تعلم أن لا فتنة أشد على الرجال .... من النساء؟... أسهل طريق توقع به الرجل .... المرأة ....)... هز طارق رأسه مؤكدا بحسرة....
)للأسف صدقت وأنت كذاب ... ضعفهم ... ولجوئهم إليك حين ابتعدوا عن الحق .... أوقعهم في شر أعمالهم .... وأنت استغليت الوضع ... ).... رفع الشيطان كفيه مبتسما بمكر ....
)أنت قلت بنفسك .... ضعفاء ... على ضلال ... أنا لم أفعل شيئا سوى عرض مساعداتي .... وهم قبلوا بها ... وكان يجب أن يدفعوا الثمن... فأنا لا أقدم خدمات مجانية ....)... استقام طارق وقد شعر بقلبه ينقبض، متذكرا آية من القرآن الكريم، تلاها على مسامع الشيطان وهو يميل بجذعه مسندا راحتي كفيه على سطح الطاولة وناظرا في عمق ظلمتيه ...
)بسم الله الرحمن الرحيم..... وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ... سورة ابراهيم.
لكن هل تعلم ماذا يا شيطان؟......)...... ابتسم طارق بسرور حقيقي وشع التحدي بقوة من عينيه وهو يرمق انكماشا قاومه بشدة لكنه ظهر رغم كل تجلده....
)من أغويتهم .... واحد منهم فقط من سبقك إلى السجن .... وسأسعى بكل قوتي أن لا يخسر آخرته كما خسر دنياه ... أما البقية ... فقد تاب عليهم ربهم ... وأنابوا إليه.. وهم الآن ونحن نتحدث ... قد قاموا بطي صفحتك إلى الأبد .... وسيعيشون ما تبقى من حياتهم بفضل الله وكرمه ... في طاعته .... لأنهم تعلموا درس حياتهم بسببك ... يعني... )... عاد مستقيما بجذعه يضيف قبل أن ينطلق خارجا من ضيق المكان على صدره ....
)بعد كل ما فعلته ...وما مكرته ... وما كدت به ... ستتعفن في عقابك لوحدك ..... هل سمعت يا شيطان ... لوحدك في السعير ....).....
وهناك بعد أن اختلي الشيطان بنفسه، سمح أخيرا لقناعه أن ينسلخ من جلد البرود والجمود، ليظهر على حقيقته البشعة.
……………………….

الشقة الأمنية .....

(انتظري بنيتي لماذا أنت مستعجلة؟؟)... نطقت آمنة بهلع، حين استأذنت لتعود إلى منزل أهلها فضمت كفيها ترد بإشفاق ....
)لا تقلقي أمي ... سأعود إن شاء الله ... لكنني لا أستطيع ترك بيت إخوتي.... )... لمعت مقلتي تغريد، فانقض عليها يونس وهو يرتمي خلفها على الأريكة، يطوق عنقها بذراعه من الخلف وكأنه سيقوم بخنقها، هاتفا بمكر ....
)دعكي من هذه الجبانة .... إنها لا تستطيع ترك عش اخوتها ... منبع الحنان ....).... أمسكت ذراعه تحاول فكه من على عنقها، تهتف بحنق طفولي وداخلها يزهر بالسرور والبهجة، فها هي أيامها مع أخيها الذي قام بتربيتها فعليا قد عادت وأفضل مما كانت....
)لست جبانة .... ولست ناكرة للجميل أيضا ...)... قهقه يونس، يعقب ساخرا ...
)وهل الجميل ما يمنعك عن الزواج أيضا؟.... لك الله يا صاحب العينين الملونتين ... والشعر الأصفر...)... ضربته على كفه ترد بحنق ....
)اسمه منصف ... على فكرة.... وكف عن اتخاذه مادة لسخريتك ....).... رفع يونس حاجبه يشدها أكثر وسترة تراقبه جوار باب الغرفة بنظرات اختلطت فيها شتى المشاعر...
)منصف ... ها؟؟.... تبيعين أخاك ... من أجل عيون زرقاء ...وشعر أصفر .... أين الجميل في هذا؟).. انسحبت سترة بمقلتين لامعتين لم تفت يونس بينما آمنة تتدخل بحنو ...
)لماذا تؤخرين زواجك بنيتي؟).... ارتخت كفي تغريد على ذراع يونس، الذي سحبها هو الآخر هامسا لها بحزم قبل أن ينسحب في أثر المنصرفة ....
)اساليها كي ترتاحي ... ).... ما إن انفردت بوالدتها حتى أفضت بما أثقل على قلبها ....
)أنا بالفعل جبانة يا أمي .... أخشى أن أفقد ما حظيت به عند اخوتي من حنان ... وحب واحتواء ... وأمان .... لقد ... فقدت الأمل يوما في كل ذلك ... ولم أعرف منه سوى الشيء اليسير ... من أخي يونس ... فقد كان هو أيضا صغيرا... رغم ما كان يفوتني به من سنوات ... ماذا لو تغير منصف؟... ماذا لو عاملني كما عاملك والدي؟... ماذا لو اغتصبني كما حدث معك؟).... شهقت آمنة بفزع، تمسك بكفيها كي تصمت ...
)لم يفعل .... لم يفعل بنيتي ... لقد تزوجني وهو مخمور ... كما عاشرني مرات عدة وهو كذلك .... لكنه لم يفعل ولا مرة بالغصب.... كان ذلك شق من خطة الشيطان ... وأنا كنت أرضى وأرضخ .... كما فعلت في كل شيئ قبلها... بسبب تهديده .... اسمعيني يا تغريد ....)... فغرت تغريد فمها صدمة، فكل ما عذبت به نفسها كان وهما وخطة شيطان لعين ...
)لقد تعلمت في هذه الحياة درسا بأصعب الطرق .... فتعلميه مني واحفظيه جيدا .... أمان الفتاة .... بل أمان الإنسان بصفة عامة .... ليس بيد والدين ...ولا إخوة... أو زوج ...أو صاحب سطوة أو حتى صاحب ملك ..... الأمان بيد الواحد القهار ... هو أمانك الوحيد ....ونجاتك في هذه الدنيا... وفي الآخرة أيضا ..... هل فهمتي بنيتي؟).... بلعت تغريد ريقها، تسأل بلهفة ....
)يعني ... ماذا أفعل؟).... ابتسمت لها والدتها، تقبلها على وجنتها ترد بحنو وعاطفة متدفقة .....
)يعني تمسكي بحبل الله .... والتزمي طاعته في كل ما يخصك من قول وعمل وفعل أولا بأول ... واستخريه في كل قراراتك ... الكبيرة والصغيرة .... وفي ما يخص زواجك ...)... بسطت لها كفها تعد على أصابعها، مكملة ....
)أول الأمر... احرصي على طهارة قلبك بنيتي ... فالطيب لا يمتزج إلا بالطيب ... والخبث لا يجتمع إلا بالخبث .. فإن تمنيت زوجا صالحا ... كوني أنت صالحة ... ثم حين تختارين زوجك يكون على أساس الدين والخلق.... لأن الزوج الصالح يتقي الله في زوجته ... في السراء والضراء .... وإن كان يحبها أو حتى لو كرهها .... لأنه يتقي ربه ... وحين ترين منه التقوى والدين .... فاستخيري المطلع على سرائر البشر .... فهو وحده من يعلم بما يجول في أحشاء خلقه .... إن كان خيرا لك يسره الله لك ... وبارك لك فيه ... وإن كان لك شرا صرفه عنك ورزقك الخير حيث كان ..... ).... أومأت، تقول بحيرة ...
)لقد أخبرتني حق من قبل .... وقد استخرت ربي فعلا ...ومرات عدة .... وكل مرة أقرر فيها الموافقة ... أتذكر أخي يونس وما حدث لك .... فأتراجع... لكن منصف لا يتراجع أبدا ... متمسك بي لأقصى حد .... )... ضمت خدها بكفها، تعقب بحنو ....
)إذن ذلك مجرد وساوس الشيطان .... حين تؤمنين بأن خلاصك مع الله .... يقوى قلبك ... وتزيد ثقتك بالله .... وبنفسك .... توكلي على الله بنيتي ... ولا تضيعي السنوات هباء... فلا شأن للمحبين سوى الزواج.... وأنا على ما أسمع منك عنه .... أنتما تحبان بعضكما ....).... هزت رأسها مجددا محمرة، فاندست في حضنها، تقول ....
)لن أعود الليلة ... سأستأذن أخي ابراهيم لأنام في حضنك ..... وكذلك ...)... رفعت رأسها باسمة، تكمل بسرور ...
)سأبلغه بموافقتي على الزواج ....)....
……………..

في المطبخ .....

لمح دموعها فتنحنح وهو يقترب منها، لتمسحها خفية عنه وتنشغل بتسخين الماء.....
)هل تريد شيئا؟)... نطقت بتوتر، تتفادى النظر إليه، فرد بمكر ....
)أريد سلامتك .... )... ابتسمت تفر منه وتتلهى بالأواني أمامها، فاستطرد بلطف ....
)لماذا تبكين ؟؟).... بللت شفتيها ترد بارتباك ....
)لا شيئ ... تعلم ... ما حدث اليوم ... )... لاذت بالصمت، فقال بحزم ....
)لا .... تلك الدموع الأخيرة مختلفة .... تحدثي سترة ... فنحن مخطوبين الآن.... وقريبا جدا بإذن الله ... ستصبحين زوجتي ....).... توقفت كفيها عن ما تفعله ثم سألت بتردد...
)هل أنت متأكد؟)... قطب بحيرة، يستفسر...
)متأكد من ماذا؟).... زفرت بخفوت ثم ردت بأسى ...
)هل أنت متأكد ... من رغبتك بالزواج مني ... انظر إلى زوجات اخوتك .... و اختك أيضا ... كلهن متعلمات .. وصاحبات شهادة عليا .... وأنا... أمية يا يونس ... أمية...)... ذرفت دموع القهر مجددا، فانخلع قلبه من صدره، يهتف بلوعة ....
)إياك والبكاء .... امسحي دموعك .... ولا تحقري من نفسك أبدا .... يا إلهي كيف تفكرين هكذا؟... ثم لا تنسي أن الذي أمامك ... ليس عالما أو حتى صاحب وظيفة محترمة ...لم أكمل تعليمي.... ولقد كنت في السجن لعشر سنوات يا سترة ... وكنت قبل قليل أطلب من أخي مساعدتي في فتح محل لتصليح السيارات .... وأنت ورثت عن شقيقك أموالا تشتري لك مدرسة بحالها وليس فقط استئجار مُدرسين لتتعلمي .... هل رأيت من عليه القلق بيننا؟؟).... لمح الاستنكار يتشكل على محياها، فقاطعها مستدركا بمكر عابث ....
)ولماذا تظنين أنني أسرع في طلبي ...وأصر عليه ؟؟).... اختفى الاستنكار وحلت محله الحيرة، فأكمل بحب ...
)لكي لا أمهلك وقت كافيا حتى تكتشفي أنني لا أرقى إلى مستواك .... يا صاحبة الأموال.... )... غمز بعبث، فاحمرت تخفي ضحكتها الخجلة، فأضاف بمرح يخفي به عشق قلبه المفضوح ...
)لقد فضحتِ أمري وانتهى الأمر.... كله بسبب ظنك الأحمق... إذا رفضتني عروسي الآن.... ستتحملين أنت ذنب ذلك ....)... ضحكتها الخجلة متعلقة بثغرها تتسع لها بسمته، لتقول بحياء وهي تفرك كلا كفيها ببعضهما.....
)ستكون العروس حمقاء إن رفضت رجلا مثلك...)... رفع حاجبه الأيسر، يدعي التهديد ....
)عروسي ليست حمقاء! ....)... ردت مقلدة نبرته قبل أن تفر من أمامه ضاحكة من المطبخ...
)إذن هي لن ترفضك .... )... تنهد بسهو حالم قبل أن يجفل على السيد حسن يتلاعب بحاجبيه قائلا ....
)يبدو أنك محق يا سليل الشرفاء ... ويجب أن نسرع في تزويجكما ....)... اقترب منه يونس ضاما إليه كتفيه يرد بتشدق ...
)أقسم إن فعلت ستصبح صديقي المفضل ... وسأتحمل كل طرقك الغريبة .....).... علت ضحكاتهما تعبر عن صدق البهجة تزدهر بها أحشاءهما..
…………….

بئر السواد .....

تأكدت من حقيبتها الجلدية ثم انصرفت لحال سبيلها ....
)مصرة على المغادرة يا سهر؟)....هتفت رباب، فتوقفت ترد بعبوس ...
)لقد قامت قيامة البئر ... يا إلهي لقد هدموا أغلب البيوت المشبوهة ... لا أعلم حتى متى تمكن الأمن من فعل ذلك؟ .... وكيف نجت هذه البناية لا أفهم؟... سأعود إلى بيت أهلي وأطلب منهم الصفح ... وأتحمل طبيعتهم أهون علي .... لن أتراجع عن موقفي .... )... زفرت رباب تتخصر فاستطردت سهر بينما مروان يراقب بصمت ....
)لن انقطع عن الدار .... سأذهب غدا بإذن الله .... هل سألقاك هناك؟).... هزت رباب رأسها بوجوم، فلوحت سهر بسبابتها محذرة...
)إياكما والحرام .... تزوجا ... وبلغاني حين تفعلان ... الله من فوقكما يراقب ....)... لمست أذنها مؤكدة على تحذيرها، فابتسمت رباب ترد بينما مروان يزفر بنفاذ صبر....
)أنا سأقطن غرفة إشراق وسترة .... إلى أن يتم المراد بإذن الله .... ).... قطبت سهر، تتساءل ....
)ألم تعودا بعد؟).... أومأت رباب، تقول بريبة ....
)لا أصدق كيف استطاعت إشراق ترك قططها .... لقد تركت لهم طعاما كثيرا .... سأعتني بهم ... إلى أن تعود.... اعتني بنفسك ... وأراك في الدار إن شاء الله ....)
... هزت رأسها فتقدمت من خلفها مروان يخبرها ....
)سأوصلها وأعود .... اقفلي عليك غرفتك جوار القطط ... )... ابتسمت وقبس من نور السعادة، يحبو على استحياء، ينير ظلمة أحشائها.
…………….. ...........

منزل آل عيسى ......

وجد عائلته في انتظاره كل يتساءل بصمت، هل فعلها وجلب الغفران أخيرا لوالدتهم؟! هل من الممكن أن يحلموا بانتهاء كوابيسهم مرة واحدة، فلا يعد يربطهم بالماضي سوى ذكريات يتناساها الجميع بين طيات سعادة حاضرهم!!
كانت إيماءة واحدة من رأسه كفيلة بنشر الرخاء عبر ملامح وجوههم، هكذا ودون سؤال وكأن أعصاب الجميع قد انهكت، فلا مكان بعد لتفاصيل غير مهمة، ليتجاوزوا الأمر إلى السؤال عن حال تغريد، قبل أن يحثوه على مقابلة والدته وحمل البشرى إليها.
وها هو واقف في غرفتها ينتظر فراغها من صلاتها وظل يتأملها بحنو وهو يسمع شهقاتها المتقطعة بحرقة، فيهمس لنفسه أن يا أمي لك الحق في البكاء وبنفس الحرقة وأشد، فالذنب إن تغافل عنه الإنسان و لم يُقدِّر من عصاه حق قدره، كان في انتظاره حساب عسير، قلَّ من يتصور مدى عسرته.
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).... شعرت به فلهف قلبها، ترفع رأسها بحثا عنه ولم يتأخر عنها ملبيا، يهتف بسرور وهو يضم كفيها ....
(أبشري أماه .... لقد غفرت لك ...وتعتبر نفسها وإياك متساويتان .... )... ابتسمت إيجة بعدم تصديق، تهتف بلوعة ...
(حقا يا ولدي؟.... الله بعت بالفرج؟.... هل قبل توبتي .... وغفر لي؟).... رقت مقلتيه وقبَّل رأسها، يرد بحنو ...
(إن شاء الله يا أمي ..... أحسني الظن بالله.... فهو غفار الذنوب لمن تاب وأصلح ..... فقط أكثري من الاستغفار ... ولا تهجريه أو تقللي منه أبدا .....).... ضمته بقوة تبكي، فتستغفر تارة وتحمد ربها تارة وبقي إبراهيم مستسلما لضمتها، بل وبادلها إياها مانحا لها كل الوقت فقد عاد إلى أمه، بعد أن علمت عظم ذنبها وتابت والله حسب حسن ظنه قبل توبتها.
......................
بعد أسبوع ...... المدينة السياحية ....

شقة أسامة .....

مسدت على فستانها وارتدت السترة فوقها ثم تطلعت إلى المرآة ومنحت نفسها نظرة رضا على هيئتها. تلفتت باحثة عن حقيبتها حين دخل أسامة عليها الغرفة على غير عادته فهو لا يكتسح خلوتها حين تقرر اللجوء إلى غرفتها لتغيير ملابسها او نحو ذلك، كما يستقبلها في غرفته دون تساءل يذكر أو لوم محدد وبأفعاله الكريمة يغرقها في عشقه كل يوم أكثر، وأعمق.
)ما بك أسامة؟).... حك خلف رأسه، يجيب بتردد....
)لدي خبر سعيد جدا ... وخبر غير جيد .....)... أمسكت على صدرها قلقا، تستفسر ....
)أخبرني أسامة أنا خائفة ....)... اقترب منها، يقول بتهكم جامد ...
)إذن أخبرك بالسار .... مدرس ملك ...)... بلعت ريقها، فاستدرك باسما بتردد....
)وضعنا خطة أنا وعادل ... بالاتفاق مع المدير حين أخبرناه ... واستعملنا نبرة تحذير بأن نشوه سمعة المدرسة... والحقيقة قد تجاوب مستنكرا فعلته .... ووافقنا على خطته لكن بشرط الستر ...)... همت بالرفض، لكنه ثبتها ضاغطا على كتفيها يكمل بتفسير ....
)لقد طُرد يا نوران وهذه غايتنا ... وطبعا الإشاعات لن ترحمه .... )... اغلقت فمها ذاهلة، فأكمل مبتسما ...
)وضعنا له آلة تصوير صغيرة ... وصورت فعلته بالفتيات اللاتي يُدرس لهن .... وقد تحول إلى التحقيق ... ووُقِّف عن العمل .... والمدير أكد لي أنه سيُطرد ....)... ابتسمت فرحا ولمعت مقلتيها تهتف ....
)الحمد لله .... شكرا لك أسامة ... أنا سعيدة جدا .... )... عبس بقلق، فتذكرت حديثه ...
)ماذا عن الخبر السيئ؟).... زفر يرد على مضض...
)والدك في المشفى...)... (ماذا؟).... هتفت بصدمة، فضغط مجددا على كتفيها يشرح ....
)حسنا حالته مستقرة ... اهدئي ...).. (لكن ماذا به؟؟).... انطلقت دموعها من عقالها، فرد بإشفاق ....
)لقد واجه ذلك الحقير صديقه في بيته وسط عائلته .... وقام بفضحه هناك ... وهجم عليه .... تشاجرا بالأيدي... ووالدك لم يتحمل ... وأصيب بأزمة قلبية .... ).... شهقت نوران بهلع وتقدمته مهرولة تهتف ....
)يجب أن أراه اسامة .... يا إلهي احفظ أبي ... يا رب ...)...
…………..


مشفى ... المدينة السياحية ....

ركضت نحو والدتها الواقفة في الرواق تبكي بين ذراعي شقيقته بينما عادل يقف في الجهة المقابلة....
)امي .... كيف هو أبي؟؟).... استدارت إليها تهتف بلوعة وهي تمسك بكفي ابنتها ....
)قلبه لم يتحمل يا نوران ...لم يكن ينام وهو يفكر فيك .... وفي تقصيرنا نحوك .... وفي النهاية ذهب إليه الى بيته .... )... شرعت في البكاء، فضمتها نوران تهمس بخوف تمكن من قلبها أن تكون فقدت فرصتها معه، أن تطلب منه السماح بسبب غضبها وما قالته في وجهه، فهو والدها الذي دللها رغم كل ما حدث. فهل سيكون آخر لقاء يجمعهما، ذلك الصراخ والانهيار؟؟!!... لا!!... لن تتحمل!!
)أ... سامة... ق.. ال ... حالته مستقرة ....)... تدخلت خالتها تقول بإشفاق..
)سامحك الله يا راجية ... أفزعت الفتاة .... أسامة صادق ... بنيتي ... في الحقيقة كنا ننتظرك ... لأنه طلبك انت لوحدك
.. ولا يريد رؤية أحد غيرك ....)... فغرت شفتيها بدهشة ورمشت بجفنيها مرات عدة تبعد الدموع عن مرآي نظرها.
فأشار لها زوجها وشقيقها مشجعين ودخلت.
اقشعر بدنها من البرودة التي تسللت عبر عروقها، رغم دفئ الغرفة وعينيها على الراقد الشاحب.....
)نوران .... أتيتِ يا ابنتي .... ).... اقتربت منه مسرعة، تضع وجنتها على ظهر كفه تهتف بنحيب ...
)سامحني أبي ... سامحني .... أنا آسفة ... أنا أحبك ابي.... أرجوك قم على رجليك ... ولا تتركني ...)... ابتسم بوهن، يرد بحنو ...
)الحمد لله .... أنا من يجب أن يعتذر منك... لأنني لم أحمك من الذئاب .... ولم أقم بواجبي ... كما يفترض بأي أب
.. أن يفعله .... لكن اعلمي حبيبتي... أنك وشقيقك ... وملك ... أحب إلى قلبي من نفسي .... ابنتي....).... قبلت وجنتيه بلهفة ثم كفيه تهتف زاجرة ....
)من فضلك أبي انسى .... دعنا من الماضي ... فقط عد إلينا ... أنا أحبك أبي .... ولا أتخيل حياتي من دونك ... أرجوك أبي ... دع القلق ... أنا نفسي نسيت ... أقسم بأنني بدأت أنسى ... وكنت أنوي التحدث معك ومع والدتي في أقرب فرصة ... فقط كنت خجلة... منكما .... عدني أبي... عدني أنك ستنسى .....)... بسمته تتسع بهجة، يضمها إليه مستعيذا أميرته الصغيرة التي كان يضع رأسها على كتفه فيشم منها رائحة الزهور.
……………………….

مدينة الجبل .... منزل آل عيسى .....

مطط يونس شفتيه، يلمح جارح يدخل بسيارته عبر بوابة المنزل الكبير، فعلق عيسى الواقف جواره بمرح ....
)لا أعلم لماذا لا تحب هذا الشاب بالذات .... إنه متزوج يا رجل ... أنظر لقد أتى برفقتها ..... )... زم شفتيه ثم رد بامتعاض ....
)لست أكرهه هو .... بل ذلك الاهتمام المفرط بسترة... أشعر بنفسي سأقتلع تلك البسمة الواثقة من على ثغره ... لو كان أتى قريب سترة لكان أفضل من هذا .... لكن حماه مريض واعتذر ....).... أومأ عيسى بتفهم ثم ابتسم بمجاملة للوافد عليهما ....
)سيد جارح... شرفت منزلنا ... )... صافحهما جارح محافظا على ذات البسمة الودودة، يرد .....
)الشرف لي .... سيد عيسى .... سيد يونس ....)... أشار عيسى إلى المدخل الداخلي بينما يونس يرمق جارح بتفحص، كاد يثير ضحك الأخير ....
)أطلب من السيدة الالتحاق بالنساء داخل المنزل .... أما الرجال هناك ... في ملحق الضيوف .....)... أشار جارح لبلسم التي فارقته بتردد، فسأل يونس بريبة ....
)هل أتممت جميع الأوراق؟).... كانت التسلية تنضح من مقلتي جارح، وهو يجيب ....
)أوراق التسليم منتهية ... لكن بقي بعض الأمور طلبتها مني الآنسة....)... (السيدة).... (ها؟!)... نطق جارح مدعيا البراءة، فنطق يونس من بين نواجده مؤكدا بينما عيسى على وشك الانفجار ضحكا .....
)السيدة سترة ... لقد تزوجنا قبل ساعات ..... )... رفع جارح حاجبيه، معقبا بدهشة مدعية ...
)أووه .... أنا آسف ... السيدة سترة .... مبارك لكما ...)... أومأ يجيب وهو يمسد على ثوب جلبابه الأبيض، مستفسرا بفضول ....
)بارك الله فيك .... وماذا تريد منك زوجتي تحديدا؟)... مسح جارح على شفتيه كي يخفي البسمة التي تفرض نفسها فرضا على ثغره ....
)آسف مرة أخرى سيد يونس .... لا أستطيع اخبارك ... يمكنك سؤال السيدة .... زوجتك .....)... عض يونس على نواجده غيضا، فأشار له عيسى لينسحب وهو يحمر ويخضر بفعل كتم ضحكه....
)ظريف ....).... نطق يونس بغيظ، فسأل عيسى بمكر ....
)من؟)... ليقول بامتعاض....
)أنت و هو ....أين صديقك على فكرة؟).... تلفت حولهما، يجيب بتسلية ....
)أظنه فعل ما تمناه وتسلل إلى غرفة زوجته ....)... (وماذا أفعل أنا هنا؟)...سأل يونس بتهكم، فهز عيسى كتفيه يجيبه بمرح ...
)لا أرى أحدا يقيدك ... )...ضم شفتيه مفكرا، ثم قال وهو يعدل ياقة جلبابه بفخر ...
)لا ... أنا ابن جبل... ولست كصاحب العينين الملونتين ... حين آخذها إلى بيتنا مساء ... إن شاء الله.... سأبارك لها ... واسألها عن طلبها من ذلك .... ال .... أستغفر الله ....).... ضحك عيسى أخيرا، يسحبه نحو الملحق حيث الرجال، يتشدق ساخرا ....
)رجل ... من ظهر رجل ....)....
……………………


في غرفة تغريد ......

لمعت مقلتيها من بين نظراتها نحو نفسها في القفطان الأبيض العرائسي عبر المرآة، لا تصدق أنها أخيرا أقدمت على الخطوة وقررت وأصبحت زوجة منصف.
ابتسمت بخفر غريب عليها و دقات قلبها في تسارع متعب، تردد بهمس....
(زوجة منصف .... زوجة ...م...)... (زوجتي وحبيبتي ... وقريبا بإذن الله ... أم أولادي الذين ستنافسهم في إفقادي ما تبقى من تعقلي ..)... شهقت تستدير نحو مدخل الشرفة، تهتف بذهول ....
(منصف ....؟؟).... في لحظة كان جوارها، يضمها قائلا بمرح ...
(قلب منصف .... لم أحظى بفرصة لأبارك لك أثناء عقد القران .... ).... رمشت مرات عدة، ترد بتوتر وتأثر ....
(ت... بارك.... أعني ... م ....)... ضحك وهو يمسد ذراعيها قائلا ...
(اهدئي ... ما بك؟؟....سأبارك لك فقط ... أما الباقي ففي بيتنا الليلة .... بإذن الله ....)... شهقت مرة أخرى، تضرب أعلى ذراعه، تهتف بتأنيب ...
(منصف!!).... ضمها إليه يرد بحب....
(يا ويل منصف... وأنت لا تكفين عن نطق اسمه ... هيا دعيني أبارك لك ....)... عبست بطفولية، تقول ببراءة بينما تستشعر لمساته الحانية وقربه الدافئ للمرة الأولى...
(بارك لي ... لم أمنعك .....)... اتسعت بسمته بمكر، يقول بينما يرفع دقنها ....
(أنظري الي هكذا....)... رفعت وجهها مستجيبة، فعلِقت في زرقة مقلتيه، وسبحت في بحرها، تتلون بها ظلمة جفنيها المنسدلتين وهي تتلقى أول قبلة في حياتها من زوجها، حبيبها الأزلي. لحظة سحرية لفتهما في غمامة الدهشة شملت كلا قلبيهما وسرعان ما تجاوزها منصف وهو ينهل من منبع عسل وعد به نفسه، فسعى إليه بكل حذر و تخطيط شرعي صحيح، لينال حلمه ويستمتع به أفضل مما حلم به يوما فهكذا هي سنة الحياة، الحلم والسعي الحق في تحقيق الحلم، لتكون النتيجة أكثر من مرضية. أما هي فقد سحبتها الدهشة الى عالم الانبهار واحتُبست هنالك دون قدرة على الرجوع، تكتشف أول خطوات العشق تحت عباءة الستر و الحلال.
فتح مقلتيه على مهل ورفع كفه يربت على خدها المكتنز المحمر، يهمس بحب ....
(افتحي عينيك تغريد ...)... أطاعته لاهثة، وهو لا يزال يتحسس وجنتها مستدركا بنفس الهمس ....
(كيف هي أول قبلة لنا؟.... بالنسبة لي ... كانت أفضل مما حلمت به يوما .... فماذا عنك؟).... بلعت ريقها وتنفست مرات عدة، تحرك شفتيها دون قدرة على النطق فعليا فتركها بخفة يقول باسما وهو يختفي في الشرفة كما دخل ....
(إلى لقاء قريب جدا .... بإذن الله.... مبارك علينا حبيبتي ..... أحبك ....)... رفعت كفها تتحسس شفتيها بذهول، تلاحق خيالها العالق وسط لجة مشاعرهما.
........................

في غرفة الضيوف .... عند النساء ....

ربتت على كفها فنظرت إليها بوجل، لتهمس الأولى مطمئنة ...
(اهدئي .... كل شيئ سيكون بخير ....)... أومأت لها إشراق بتوتر، تشعر بقبضة تطوق قلبها، فيضيق صدرها وتعود للوم نفسها على موافقة ابنها واخوته بالقدوم إلى بيت آل عيسى من أجل حفل العرس، بعد أن قاموا بإقناعها أن الأوان قد حان كي يتعرف الناس على والدتيْ تغريد ويونس، فيكفوا عن تداول الإشاعات كم كانت الفكرة مغرية حينها، فلِماذا انقلبت إلى كابوس ما إن أَصبحت وسط النساء، تحسب كل همسة أو لمزة عليها.
تلاشت أنفاسها وهي تلمح الكنة الكبرى على باب الغرفة، تدفع كرسيا عليه،... اتسعت مقلتيها وفغرت شفتيها، هل تلك إيجة؟!... مستحيل!!... يا إلهي!!.... أين الشباب؟!... أين الجمال؟! ... أين الفخر؟!... أين القد المياس؟!... من تكون تلك العجوز المحدبة الظهر، المجعدة البشرة، الضئيلة الحجم، المكومة على نفسها تعبا، ومرضا؟!...
أجفلت على بسمتها التي لم تجد لها معنى، سوى أنها تفهم ما تفكر فيه....
(مرحبا ... بأم يونس .... وأم تغريد ....)... نطقتها إيجة بنبرة قصدت علوها، فردت آمنة التي تماسكت أكثر من إشراق....
(سلمك الله يا أم ابراهيم .... وسلم أبنائك من كل شر ...)... أومأت فانتشر التهامس كعادة شائنة بين النساء، لينطلق لسان ميمونة من عُقاله كعادته .....
(أليست هذه إشراق ابنة السكير؟ ... أنا أذكرها ... من أخبرتِ النساء عنها ... ألم تكن ؟! ...)... بترت حديثها حين غصّت رواح بالشاي وادعت السعال كي تقطع على والدتها استرسالها الأحمق كالعادة، ولِحظها نباهة حفصة، التي زعمت مساعدتها لكونها جوارها.
عاد التهامس، فانكمشت إشراق في مكانها وظهر الخزي على ملامحها ولم تكن آمنة بأفضل منها، لتتنحنح إيجة مشيرة لحق أن تدير الكرسي نحو النساء ....
(لقد أخطأت ولا أجد عذرا سوى أنني غِرت ....)... ساد الصمت فضولا وهي تسترسل بقوة من قلب وهنها فها هو ربها يمنحها فرصة ذهبية، واللعنة عليها إن لم تستغلها، لتثبت لنفسها أمام الله ما علمه قبلا، فهو علام الغيوب.
(الحقيقة ... أنه خطبها ورفضني ومن غيرتي ... قلت ما قلته سامحني الله .... ومع ذلك .... تزوجها بعد ما تزوجني .... وبعدها تزوج بآمنة .... يعني لا أساس لكل شائعات الناس ... لقد كانتا تعيشان بعيدا عن المدينة .... لأن زوجنا كما تعلمن .... غائب ... ولم يكن هناك داع لذكر الأمر أمام الناس ... لكن حين كبر الأبناء اجتمعوا ... وكان لابد أن نعلن الأمر .... كي نتفادى أي تهمة سيئة ... فاتقين الله ولا تقترفن نفس ذنبي .... فإنه والله لَذنب عظيم .... وعاقبته جحيم حارق ....)... لازال الصمت قائما للحظة، قبل أن تهتف رواح وهي تفرق الدفوف بمساعدة حفصة وطائعة المراقبة للوضع ....
(هيا يا نساء ..... نحن في عرس .... نريد أن نلهو قليلا ... )... سريعا ما التهين باللهو عن موضوعٍ لم يعد فيه ما يهم ليصبح علكة تتقاذفها الأسنان، واللسان.
التفتت إيجة تلقي نظرة على وجه إشراق، لتجدها في انتظارها تبتسم لها بتسامح، تهمس بإشفاق ....
(سامحنا الله ...... سامحنا الله....)....

.......................


المدينة السياحية ..... مساء .... شقة أسامة ...

حمل الهاتف ولجأ إلى الشرفة كي يهاتف البروفيسور الذي لم يمهله بعد أول رنة هتف بنزق جعل أسامة يبتسم بمرح ....
(أين كنت طوال الأسبوع؟.... تختفي هكذا وتطفئ هاتفك؟)... تأكد من إقفال باب الشرفة واقترب من سورها يستند عليها بمرفقيه، مجيبا ....
(لقد أرسلت لك رسالة ....)... شخر البروفيسور بتهكم ثم استطرد ....
(رسالة مقتضبة .... أشعلت جذوة فضولي بدل أن أطمئن ... ).. ضحك أسامة وهو يهز رأسه بيأس والبروفيسور يكمل بنزق ....
(ما معنى .... أنا أواجه أول امتحان حقيقي.... إما شفاء نهائي .... أو انتكاسة أبدية؟.....).... تحدث أسامة بهدوء عكس ضحكه السابق ....
(لقد كان امتحانا بالفعل .... لكنني كنت جبانا وفضلت الهروب ... فلم أعرف ... إن كان شفاء ... او انتكاسة ...)... قطب البروفيسور، يترك القطعة من صورة الأحجية التي كان يلهو بها مع ابنته، فأصدرت الأخيرة همهمة غير راضية، لتتدخل صباح تلهيها وتشير له بأن يختلي بمحدثه ففعل بعد أن قبل رأسها بخفة....
(ماذا تقصد ؟؟).... سأل البروفيسور، فرد أسامة كما فكر وقرر أن لا يخبره بكل التفاصيل، لأنه وبكل بساطة سيعرف هوية والده الذي أصبح أشهر مجرم على الصعيد العالمي...
(لقد حظيت بفرصة لرؤية والدي ..... وهو في موقف ضعف ... ولا تطلب مني التفاصيل .... لكنني خشيت المواجهة... خشيت فقدان كل ما حصلت عليه من تقدم ... ونِعَم ... لا أريد أن أنتكس ... و الألعن .... لا أريد أن أستعيد ملامحه وأنا بالفعل بدأت أنساه .... )....تذكر حين تفادى النظر إليه في مقاطع الفيديو بينما يُقبَضُ عليه متلبسا، رافضا أن يسترجع ملامحه التي أفلح أخيرا في طيها مع صحف الماضي.
أتاه الرد مفاجئا شيئا ما، وهو الذي توقع تأنيب منه ....
(خيرا فعلت ....)... (حقا؟!).... نطق أسامة بعدم ثقة، فأكد عليه البروفيسور مفسرا ....
(أنت في بداية العلاج .... وكل مريض أو مدمن ... أو حتى مذنب... في أول خطوات علاجه ولمدة طويلة ... يُطلب منه البعد عن أي أمر قد يسبب له انتكاسة من أي نوع ... وإذا كانت رؤيته ... تخيفك لتلك الدرجة... وتهدد أمنك وسلامتك ... إذن انساها ... وانفذ بجلدك ..... )..... عض أسامة على شفته السفلى مفكرا لوهلة، قبل أن يسأل بفضول ....
(لكنك لم تفعل نفس الشيء مع والدتك ... بل بحثت لها عن كل عذر .... وهي ميتة .... لماذا لست مثلك ؟؟).... تنفس البروفيسور بوجوم، يستوي على الأريكة البنية في صالة صغيرة مفتوحة على المطبخ ....ثم قال مناقشا ...
(حالنا وإن تشابه اختلف ..... والدتي كانت مريضة حين اعتدت علي وأضرت بأعضائي الحساسة ... لم تكن في حالتها الطبيعية... أنا ممتن لأنها لم تقم بقتلي فهي معذورة يا غريب .... ومع ذلك ... بحثي عن الحقيقة .... لم يكون سوى للتأكيد على ما علمته .... كي لا أسمح للحقد والكراهية أن يُحرقا أحشائي تجاهها... كما أن وفاتها ساعدت في التخفيف عني مهما أنكرت .... ولو كانت على قيد الحياة حينها ... لا أعلم كيف سيكون موقفي؟!.... مواجهة أم فرار ... كما فعلت أنت ؟!..... ).... زم البروفيسور شفتيه بصمت، فقال أسامة بإشفاق ....
(فهمت ..... أنت محق .... ).... (حين تشعر بنفسك واثقا بما فيه الكفاية ... لتتجاوز أحقادك تجاهه .... ولا يبقى في قلبك سوى رغبة في مساعدته .... حين فقط .... يمكنك السعي لمقابلته ..... غير ذلك .... انجو بنفسك حتى تشفى ... لأن لقاءكما دون ما ذكرته سابقا ... لن يفيد أي منكما ....)... أكد عليه البروفيسور فتنفس أسامة براحة، ليبتسم قائلا بدفئ ....
(كيف حال سما؟).... ابتسم البروفيسور تلقائيا، يرد بنفس الدفئ ...
(أنهينا مرحلة الأسنان بخير ...والحمد لله .... )... تمتم أسامة بالحمد، فاستطرد البروفيسور ....
(وكيف حال زوجتك؟).... حكى له عن المستجدات، مكملا بتعب ...
(سيخرج والدها غدا بإذن الله .....وهي الآن في غرفتها ...)... (الحمد لله .... شفاه الله ... وجيد جدا ... بالنسبة لمدرس الطفلة .... لا تتغافل عن عائلتك يا غريب ... كن دائما مراعيا .... متفقد لأحوالهم .... فأنت ككل فرد من عائلتك ... مسؤول تجاههم .... )... لا يعلم لماذا ومضت صورة عامر في رأسه تلك اللحظة، ليقر لنفسه مدى تقصيره نحو عائلته، فمنح ربه وعدا في سره أن يبدأ بتحمل جميع مسؤولياته ما استطاع وتحمل.
(لا زلت معي؟).... أجفل على هتاف البروفيسور، فأجابه بسهو ....
(بلى ... أنا هنا ....)... تنهد البروفيسور قائما، يقول بحزم مازح ....
(إن لم يكن هناك ما تريد قوله .... سأعود إلى صغيرتي ...لكن لا تختفي مرة أخرى ... يا غريب ... )... عاد أسامة إلى بسمته الرائقة مودعا على وعد باستئناف المكالمات اليومية.
..............


مدينة الجبل ...... منزل يونس الجديد ....

(لا أعلم لما أصرت الخالة إشراق على المبيت لدى أمي آمنة؟).... رشقها بنصف نظرة، وهو يرفع جلبابه ينسل عنه، فأطرقت برأسها خجلا....
(لا أعلم ... اسأليها حين تعود ....)... نطقها ببراءة مدعية فوقفت وهي التي كانت جالسة على طرف السرير، لتمسك بالجلباب كي تقوم بتعليقه على المشجب.
تأمل هيئتها وكام كانت جميلة في قفطانها الأبيض المتصف ببساطة الخياطة والتطريز، رافضة كل أنواع البهرجة والفخامة. وصل الى رأسها فقال مقطبا ...
(لما لازلت بالطرحة ؟).... بلعت ريقها، تفسر بتوتر ....
(هل أنت متوضئ؟؟ ... يجب أن نصلي)... رفع أحد حاجبيه متمعنا بتفاصيلها ...
(بلى أنا على وضوء ... تفضلي كي نصلي).... ما إن فرغ من صلاته حتى شعر بها واستدار ليجدها تفر نحو الحمام، فضحك يهتف بتهكم ...
(هل أكلت شيئا سيئا؟).... لم يسمع ردها ولجأ إلى حمام آخر وانتعش ثم عاد وغير ثيابه، منتظرا إلى أن نفد صبره، فاقترب من الحمام يُطرق السمع ....
(سترة.... هل نمتِ في الحمام ؟).... (لا ... أنا قادمة ..)... وصلته نبرتها المتوترة، فابتسم بمكر.وابتعد يهتف بمرح...
(جيد .... كنت سأكسر القفل ....)... سمع شهقتها، فاتسعت بسمته بينما هي ترمي نفسها في المرآة بنظرة قلقة ثم تنفست بقوة تهمس....
(إنه يونس .... من تمنيته ... وأحببته ... هيا ...لا تكوني جبانة... ).... فتحت الباب وأطلت من خلفه فاستدار إليها ليتجمد مكانه وقلبه يدق بسرعة رهيبة.
تقف مكانها تفرك كلتا كفيها ببعضهما، قبل أن ترفع أحدهما إلى شعرها الأسود المائل لحمرةٍ تلمع به خصلاتها الطويلة إلى نصف ظهرها، تحاول جمع غرتها الممتدة إلى مستوى دقنها.
بلع ريقه وهو يتقدم نحوها بخطوات ظنها لن تنتهي وهي تتلاشى مكانها حياء، وحين وصل أخيرا، مد كفه وتتبع تلك اللمعة الحمراء على احدى خصلاتها، بينما مقلتيه تتابع نعومة حرير القميص إلى حافته، متسائلا عن سر تأثره بالقميص وهو يغطي جسدها كله تقريبا، سوى ذراعيها بدءا من المرفقين، مثل القفطان بسيط للغاية، أم أنها بساطتها هي، وهويتها هي، التي كانت إلى أمسٍ قريب، حلما أو ركنا أساسيا من حلم كان له مثل السراب أو أسطورة لا يمكن ادراكها وها هي الآن تقف أمامه، بل ويلمس شعرها ويتأمل حسنها، الذي تبرزه ولأول مرة كي تضيف إلى ناره الحطب وكأنه لم يكن يراها حسناء، ... سمراء مليحة ....
(مممم ...الدعاء... يا يونس ...)... وعى من هيامه، ليكتشف أن لسانه خانه ونطق آخر كلمتين، فزاد من توترها وطلبت منه الدعاء.
(اللهم إني اسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه).....
مال نحوها كالمسحور وأخذ نفسا شبع به خلايا صدره من رائحة المسك، ليندثر المكان من حولهما، فيستجلب خياله تلك الأجواء من ليالي ألف ليلة وليلة، وآه من عبير مسكٍ يعيده إلى أساطير كانت وولت إلى قصص سمع عنها ولم يسمعها، فقد كان طفلا غير الأطفال وكان فتى غير الفتيان، ليعيش شابا غير الشباب لكن ذلك كله مضى وأصبح باهتا مبهما، غير مكترث حتى بتوضيحه. فهو في وسط أسطورة من أساطير الخيال المفقود عبر الزمن وسيستمتع بكل لحظة تهديها له سمراءه المليحة، ليندس تحت ستارها معها، وبرفقتها.
وكم كانت شفتيها ندية برشة من الزعفران، حملته عبر البساط السحري، فغرق فيها وفي عالمها الأسطوري، يعد نفسه لخوض حكاية أو مغامرة لا تشبه الواقع في شيئ، فتشبث بها مقربا إياها مكتسحا عالمها من المروج الخضراء والبحور الهادئة تارة، والعاصفة تارة أخرى.
(يونس ...).. همست برجاء، حين استلقى بها على فراشهما، فرفع رأسه دون أن يقتلع نفسه من دوامتهما، ونظر إلى مقلتيها التان توهجتا بظلمة أشد قتامة، فاكتشف أن رجاءها لم يكن له معنى، فهي تطأ معه عالمها الأسطوري لأول مرة مثله وما كان منه سوى أن همس بحب وهو يمسك بيدها عائدين على بساطهما السحري....
(لا تخشي شيئا... حبيبتي.... أنا .... أحبك .....)...
..........................................

هذا التصميم للفصل العاشر ... شكرا لك رويدا




انتهى الفصل


بإذن الله الأسبوع المقبل لو أمد الله في اعمارنا ... نسأله البركة وطولة العمر .... سنختم بفصل أخير .... يضم جميع قفلات القصص التي لها علاقة بالاجزاء الماضية .... لأنني أنوي باذن واحد احد .... أن افتح قصص جديدة لفرع آخر من عائلة آل عيسى ... لكن لن يكونوا في نفس المكان .... ساشرح بعض التفاصيل في آخر الفصل القادم ..... بارك الله لنا في شعبان ... وبلغنا رمضان ... شكر ومحبة خالصة من القلب لكل من شجعني او ادخل على قلبي السرور ... بكلمة طيبة ... وحتى من لم يسعفه الوقت بالتعليق .... اقول له شكرا لأنك قرأت.
أستغفر الله وأتوب إليه




noor elhuda and Abeer flower like this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 15-07-20 الساعة 01:02 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 02:33 AM   #846

karima seghiri

? العضوٌ??? » 362469
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 168
?  نُقآطِيْ » karima seghiri is on a distinguished road
افتراضي

لأول مرة أجد رواية تناقش أكثر المواضيع جرأة، سوداوية، ومثيرة للجدل لكن بطريقة دينية علمية وحتى اجتماعية... طريقة راقية لا غبار عليها، الاغتصاب الشذوذ التحرش وكل ماهو مسكوت عنه في مجتمعاتنا الشرقية استطعت شرحه بطريقة أكثر من رائعة.
شكراً لك
بوركت وبورك البطن الذي حملك


karima seghiri غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 02:41 AM   #847

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

الله على الجمال فصل هادئ ومبهجة وتوبة ايجة واشراف ابدعت فى سردها حتى والدة جارح ومصارحتها لبلسم كانت جميلة وبينت اد ايه الواحد مايمشيش ورا صاحب السوء دمرت عائلتين ربنا يكفينا الشر فى انتظار نجاح أسامة ونوران لعلاقتهم دومتى مبدعة

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 03:16 AM   #848

باسم محمد ابراهيم

? العضوٌ??? » 360279
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 965
?  نُقآطِيْ » باسم محمد ابراهيم is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك ياحبيبتى وسلمت انامللك ابدعتى وادعو الله ان يديمها عليك نعمه وبارك الله لك فيها وفى كلماتك التى تمس القلب ... لك مني أجمل تحية .

باسم محمد ابراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 03:52 AM   #849

sara-khawla

? العضوٌ??? » 110686
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 514
?  نُقآطِيْ » sara-khawla is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

sara-khawla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 05:56 AM   #850

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل ده مبهج جدااا كل روووعه بجد

هبة الله 4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.