بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب

[rihab91]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 296 ( الأعضاء 190 والزوار 106)
‏rihab91, ‏نوت2009, ‏Rachad, ‏ريما الشريف, ‏sayowa, ‏Alzeer78, ‏Aya youo, ‏ميادة عادل, ‏amatoallah, ‏اللهم عفوك, ‏بنت سعاد38, ‏ساميحة, ‏Hana badry, ‏Heba Atef, ‏شهد محمد صالح, ‏شيماء 1990, ‏نوارة ابوها, ‏سرى النجود, ‏miromaro, ‏Aya-Tarek, ‏انايا, ‏أم أحلام, ‏rahmamomin, ‏taheni, ‏تالا صلاح, ‏أمل و ترقب, ‏Malak_, ‏dekaelanteka, ‏جنات عامر, ‏بيون نانا, ‏وردة شقى, ‏aa elkordi, ‏حووووووور, ‏karima seghiri, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Soumaya maya, ‏adma, ‏روجا جيجي, ‏هبة النورى, ‏shadow fax, ‏مازن ممدوح, ‏Diego Sando, ‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏حنان ياسمين, ‏زينب12, ‏زهر البنفسج°, ‏بيسان بانون, ‏sasad, ‏meryamaaa, ‏Hadaldal, ‏abir alami, ‏Totaty, ‏سودوكو, ‏rasha emade, ‏امايا, ‏*حنان*, ‏!!!Atheer, ‏ضحى حماد, ‏م ام زياد, ‏rouka2000, ‏طوطه, ‏توسل, ‏nanash, ‏مينى10, ‏Fatima hfz, ‏Dentistoidissh, ‏tahra taiaa, ‏بريق العابرين, ‏ام ديمه, ‏~لحن الذكريات~, ‏ايمان حمادة, ‏غزيلة, ‏nadoshlibya, ‏توتي توتي, ‏nevoo, ‏lara ali, ‏Agadeer, ‏Huyaam, ‏ميرو*محمود, ‏داليا حسام, ‏myryam, ‏Mema11, ‏Eman o, ‏نغم نبيل, ‏Alaa G Abdel Baki, ‏Dona ashraf, ‏نداء1, ‏مون شدو1, ‏sayda Omer, ‏داليا انور, ‏yousra 05, ‏sweethoney, ‏gameli, ‏koukou1384, ‏الطاف ام ملك, ‏Hopeoun, ‏totamohamedusama, ‏هازان محمد, ‏مريم جمال, ‏مملكة الامل, ‏شكرإن, ‏ريتال مصطفي, ‏Sea birde, ‏wallooo2a, ‏AYOYAAA, ‏فاطمة توتى, ‏كشمير, ‏الحاءرة, ‏littlebee, ‏غرام العيون, ‏Maryoma Ahmed21, ‏jojolove95, ‏NAMOSA, ‏mimi0000, ‏AdamDado, ‏baher mohammed, ‏baraa sh, ‏يمنى اياد, ‏rainfall, ‏ghdzo, ‏ساسو مجدى, ‏dr eman shahin, ‏maria sirine, ‏Shazeema, ‏hadeer22, ‏سمر حلا, ‏amana 98, ‏ام*ابراهيم, ‏Berro_87, ‏احلام حزينة, ‏Bochra88, ‏maiswesam, ‏#احبك, ‏تفاءل..., ‏خفوق انفاس, ‏حميدة تونس, ‏شيماء عبده, ‏احلام فهمي, ‏فاطمة باشا, ‏métallurgier, ‏toomoo, ‏Doaa dodo, ‏Hana alz, ‏موجة هادئة, ‏WAFAS, ‏Gogo01, ‏ماريا جوجو, ‏بلاكو, ‏Sweet monmon, ‏فرح كريم, ‏noorvay, ‏Kholodsaad, ‏فديت الشامة, ‏زهره 85, ‏ولاء حنون, ‏Zaaed, ‏سراج النور, ‏rosetears, ‏جويريا, ‏maha elsheikh, ‏KHALLOUDA, ‏Nassnura, ‏Sanamero, ‏najla1982, ‏Booo7, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏Kanza35, ‏نور الحيااة, ‏رضا الرحمن, ‏Aya404, ‏12nabiha, ‏shimaa saad, ‏رحاب سمرة, ‏ام ماري ياسين, ‏Sara amr, ‏Ebtsam Mahmoud, ‏seham26, ‏amira bacha, ‏gdg, ‏نداء الحق, ‏ام الارات, ‏Cnblu, ‏هامة المجد, ‏angelaa, ‏EXO-L, ‏الزهراء الجميلة, ‏Safo85, ‏سيدة11

[شيماء 1990]

تسجيل حضووووور 💜💜

[nadoshlibya]

تسجيل حضووووور متأخر 🤗

[bambolina]

بعتذر منكم صبايا بس كله لانزللكم فصل يرتقي لذائقتكم ويشبع اشواقكم
دقائق وينزل الفصل

[Gigi.E Omar]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 294 ( الأعضاء 189 والزوار 105)
‏Gigi.E Omar, ‏nadoshlibya, ‏شكرإن, ‏AYOYAAA, ‏سرى النجود, ‏شيماء 1990, ‏Mrs.hamdallah, ‏Aya youo, ‏toomoo, ‏ام رناد, ‏منى طلحة, ‏Fatima hfz, ‏Alzeer78, ‏ميادة عادل, ‏قول يا رب, ‏rahmamomin, ‏أم أحلام, ‏حنان ياسمين, ‏انايا, ‏توسل, ‏rihab91, ‏اللهم عفوك, ‏نداء1, ‏داليا حسام, ‏طوطه, ‏Rachad, ‏sayowa, ‏amatoallah, ‏بنت سعاد38, ‏ساميحة, ‏Hana badry, ‏Heba Atef, ‏شهد محمد صالح, ‏نوارة ابوها, ‏Aya-Tarek, ‏taheni, ‏تالا صلاح, ‏أمل و ترقب, ‏Malak_, ‏dekaelanteka, ‏جنات عامر, ‏بيون نانا, ‏aa elkordi, ‏حووووووور, ‏karima seghiri, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Soumaya maya, ‏adma, ‏روجا جيجي, ‏هبة النورى, ‏shadow fax, ‏مازن ممدوح, ‏Diego Sando, ‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏زينب12, ‏زهر البنفسج°, ‏بيسان بانون, ‏sasad, ‏meryamaaa, ‏Hadaldal, ‏abir alami, ‏Totaty, ‏سودوكو, ‏rasha emade, ‏امايا, ‏*حنان*, ‏!!!Atheer, ‏ضحى حماد, ‏م ام زياد, ‏rouka2000, ‏nanash, ‏مينى10, ‏Dentistoidissh, ‏tahra taiaa, ‏بريق العابرين, ‏ام ديمه, ‏~لحن الذكريات~, ‏ايمان حمادة, ‏غزيلة, ‏توتي توتي, ‏nevoo, ‏lara ali, ‏Agadeer, ‏Huyaam, ‏ميرو*محمود, ‏myryam, ‏Mema11, ‏Eman o, ‏نغم نبيل, ‏Alaa G Abdel Baki, ‏Dona ashraf, ‏مون شدو1, ‏sayda Omer, ‏داليا انور, ‏yousra 05, ‏sweethoney, ‏gameli, ‏koukou1384, ‏الطاف ام ملك, ‏Hopeoun, ‏totamohamedusama, ‏هازان محمد, ‏مريم جمال, ‏مملكة الامل, ‏ريتال مصطفي, ‏Sea birde, ‏wallooo2a, ‏فاطمة توتى, ‏كشمير, ‏الحاءرة, ‏littlebee, ‏غرام العيون, ‏Maryoma Ahmed21, ‏jojolove95, ‏NAMOSA, ‏mimi0000, ‏AdamDado, ‏baher mohammed, ‏baraa sh, ‏يمنى اياد, ‏rainfall, ‏ghdzo, ‏ساسو مجدى, ‏dr eman shahin, ‏maria sirine, ‏Shazeema, ‏hadeer22, ‏سمر حلا, ‏amana 98, ‏ام*ابراهيم, ‏Berro_87, ‏احلام حزينة, ‏Bochra88, ‏maiswesam, ‏#احبك, ‏تفاءل..., ‏خفوق انفاس, ‏حميدة تونس, ‏شيماء عبده, ‏احلام فهمي, ‏فاطمة باشا, ‏métallurgier, ‏Doaa dodo, ‏Hana alz, ‏موجة هادئة, ‏WAFAS, ‏Gogo01, ‏ماريا جوجو, ‏بلاكو, ‏Sweet monmon, ‏فرح كريم, ‏noorvay, ‏Kholodsaad, ‏فديت الشامة, ‏زهره 85, ‏ولاء حنون, ‏Zaaed, ‏سراج النور, ‏rosetears, ‏جويريا, ‏maha elsheikh, ‏KHALLOUDA, ‏Nassnura, ‏Sanamero, ‏najla1982, ‏Booo7, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏Kanza35, ‏نور الحيااة, ‏رضا الرحمن, ‏Aya404, ‏12nabiha, ‏shimaa saad, ‏رحاب سمرة, ‏ام ماري ياسين, ‏Sara amr, ‏Ebtsam Mahmoud, ‏seham26, ‏amira bacha, ‏gdg, ‏نداء الحق, ‏ام الارات, ‏Cnblu, ‏هامة المجد, ‏angelaa, ‏EXO-L, ‏الزهراء الجميلة

[منه قمر]

تسجيل حضور بذكر الله
أستغفر الله الذى لا اله الا هو الحى القيوم وأتوب إليه

[rihab91]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 298 ( الأعضاء 191 والزوار 107)
‏rihab91, ‏~لحن الذكريات~, ‏fatma ahmad, ‏sandynor, ‏rahmamomin, ‏مازن ممدوح, ‏Huyaam, ‏Malak_, ‏Ndo93, ‏حنان ياسمين, ‏حووووووور, ‏سرى النجود, ‏طوطه, ‏واحدة من عباد الله, ‏miromaro, ‏Roro adam, ‏Agadeer, ‏mimi12, ‏قلب حر, ‏لوووكة, ‏karima seghiri, ‏درة البحر2, ‏شهد محمد صالح, ‏Gigi.E Omar, ‏Cielo celeste, ‏هبة النورى, ‏simsemah, ‏Mema11, ‏meryamaaa, ‏Eman Dahab, ‏myryam, ‏AdamDado, ‏samah@sama, ‏adma, ‏om gomana om, ‏noor ahmad27, ‏وردة شقى, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏Heba Atef, ‏رانياإمام, ‏maria sirine, ‏Rachad, ‏ام ديمه, ‏أمل و ترقب, ‏pearla, ‏ياسمين نور, ‏زهرة الحنى, ‏مينى10, ‏ضحى حماد, ‏كشمير, ‏lara ali, ‏dr eman shahin, ‏زهره 85, ‏koka 88, ‏Fatima hfz, ‏منه قمر, ‏7oda174, ‏Aya youo, ‏métallurgier, ‏angela11, ‏Dona ashraf, ‏abir alami, ‏بنت سعاد38, ‏لولة العسولة, ‏angelaa, ‏sou ma, ‏قول يا رب, ‏داليا حسام, ‏Doaa dodo, ‏bambolina+, ‏شيماء 1990, ‏شكرإن, ‏nadoshlibya, ‏AYOYAAA, ‏Alzeer78, ‏ميادة عادل, ‏انايا, ‏توسل, ‏اللهم عفوك, ‏sayowa, ‏amatoallah, ‏ساميحة, ‏Hana badry, ‏Aya-Tarek, ‏taheni, ‏تالا صلاح, ‏dekaelanteka, ‏جنات عامر, ‏بيون نانا, ‏aa elkordi, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Soumaya maya, ‏روجا جيجي, ‏shadow fax, ‏Diego Sando, ‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏زهر البنفسج°, ‏بيسان بانون, ‏sasad, ‏Hadaldal, ‏Totaty, ‏سودوكو, ‏rasha emade, ‏امايا, ‏*حنان*, ‏!!!Atheer, ‏م ام زياد, ‏rouka2000, ‏nanash, ‏Dentistoidissh, ‏tahra taiaa, ‏بريق العابرين, ‏ايمان حمادة, ‏غزيلة, ‏توتي توتي, ‏nevoo, ‏ميرو*محمود, ‏Eman o, ‏نغم نبيل, ‏Alaa G Abdel Baki, ‏مون شدو1, ‏sayda Omer, ‏داليا انور, ‏sweethoney, ‏gameli, ‏koukou1384, ‏الطاف ام ملك, ‏Hopeoun, ‏totamohamedusama, ‏هازان محمد, ‏مملكة الامل, ‏ريتال مصطفي, ‏Sea birde, ‏wallooo2a, ‏فاطمة توتى, ‏الحاءرة, ‏littlebee, ‏غرام العيون, ‏Maryoma Ahmed21, ‏jojolove95, ‏NAMOSA, ‏mimi0000, ‏baher mohammed, ‏baraa sh, ‏يمنى اياد, ‏ghdzo, ‏ساسو مجدى, ‏Shazeema, ‏hadeer22, ‏سمر حلا, ‏Berro_87, ‏احلام حزينة, ‏Bochra88, ‏maiswesam, ‏#احبك, ‏تفاءل..., ‏خفوق انفاس, ‏حميدة تونس, ‏شيماء عبده, ‏احلام فهمي, ‏فاطمة باشا, ‏Hana alz, ‏موجة هادئة, ‏WAFAS, ‏Gogo01, ‏ماريا جوجو, ‏بلاكو, ‏Sweet monmon, ‏فرح كريم, ‏noorvay, ‏Kholodsaad, ‏فديت الشامة, ‏ولاء حنون, ‏Zaaed, ‏سراج النور, ‏rosetears, ‏جويريا, ‏maha elsheikh, ‏KHALLOUDA, ‏Nassnura, ‏Sanamero, ‏najla1982, ‏Booo7, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏Kanza35, ‏نور الحيااة, ‏رضا الرحمن, ‏Aya404

[bambolina]

الفصل السابع

في الزحمة الخانقة، وبين مئات من السيّارات، كانا معا في سيّارة ليست لإيّ منهما، غريبين في أرضٍ ليست أرضهما، عالقان معا بورقة زواج لم يجفّ الحبر فيها بعد

هو... غاضبا متعرّقا قليل الصّبر يتأفّف، أمّا هي... تلصق خدّها على زجاج النافذة بجانبها، فيما يداها تفركان بعضهما بين كلّ فنية وأخرى بتوتّر ملحوظ، أمّا عيونها فجامدة منذ أكثر من ربع ساعة، منذ أن انطلقوا في طريقهم معا، تنظر أمامها مباشرة دونما رفّة جفن، غافلة عن كلّ تلك السيّارات الغاضبة المتلاصقة من حولها

ما الذي جعله ينظر لبطاقتها الشخصيّة بتلك الطريقة؟ لماذا دقّق بها وما الذي جعله يتجهّم مقطّبا؟ تُرى هل ذكّره الاسم بها؟ هل عرفها أم فقط شعر بأنّ الاسم مألوفا؟ لا... من المستحيل أن يعلق بذاكرته الاسم كلّ تلك السنوات، فهو ضابط ويمرّ عليه الكثير من الأسماء والوجوه، ثمّ... لو كان قد تذكّرها فعلا ما كان ليكمل كتابة العقد، بل لكان قد فضحها رافضا زواجه منها

ولكن

ماذا لو كان قد عرفها فعلا؟ ربّما شكّ أنّها عرفته وحينها... سيظنّ أنّها تلاعبت به ولا بدّ أن... يرغب بأن ينتقم منها ولهذا إذا... قد تزوّج بها كي... يعاقبها كما يرغب... لسوء حظّها!!

شتيمة نابية ملأت السيّارة فجأة أجفلتها للمّرة التي لا تعلم كم عددها... فأزمة السيّارات بساعات الذروة تكون دوما إيذانا غير مبرّر للسائقين لإطلاق نفير زوامير سيّاراتهم وإفلات أعيرة... ألسنتهم، تعلم هي أن لا زوامير السيّارات ولا الشتائم قتخفّف من تلك الزحمة ومتابعة السير ولكن هل يعلمون ذلك هم أو... هو؟!

من جديد لوّثت شتيمة بذيئة أخرى أشدّ فظاعة أسماعها فالتفتت تنظر إليه بذهول كأوّل إعتراف صريح منها لوجوده في نفس المكان معها

ملاحظا بحلقتها المستنكرة به نظر إليها الكاسر بطرف عينه سائلا ببرود متحدّي: في إشي؟

ارتبكت نظرات لميس ونظرت من الشبّاك تقول مدارية حرجها من أسلوبه البارد: أبدا!

شدّد الكاسر من قبضتيه حول المقود غضبا فمن أشدّ الأمور كراهة إلى نفسه هو اتخاذ التجاهل كأسلوب للردّ عليه في أيّ حوار، وهو إن كان قد قبل منها تجاهله منذ أن انطلقا قبل بعض الوقت فهذا فقط لإنّه قد راعى خجلها وارتباكها لا سيّما بعد تصرّفه الفظّ وكلامه المخيف قبل أن ينطلقا ولكن أن تكرّر الأمر الآن وفي هذا الوقت لهو أشدّ من احتماله!

"لميس"

نظرت له لميس في توتّر وخوف فهل حانت لحظة المكاشفة؟ تنحنحت وقالت بخوف: نعم

حدجها الكاسر بأنظاره محاولا كبح أعصابه حتّى لا تلحق بالكلمات: إذا في إشي بكرهه بالرد أكتر من الصوت العالي وللسان الطويل فهو التجاهل!!

ذُهلت لميس من كلماته، هذا الرجل لم تعرفه سوى منذ أيّام قليلة ولم تجلس معه سوى ساعات تُعد على اليد الواحدة ورغم ذلك تشعر معه أنّها... لم تعرف الرجال يوما فهل هو نوع نادر مختلف عنهم، أم أنّ من عرفتهم... لم يكونوا... منهم!

احمرّت وجنتي لميس ما بين ذنب و... إثارة

أمّا الهلع فكان سيّد قلبها... وكلّ ما بداخلها يصرخ بها... أنّها قد أخطأت بل إنّها قد ارتبكت أكبر غلطة في حياتها!

"لميس!!"

هذه المرّة خرج اسمها من بين شفتيه أكثر حدّة، فرمشت بصدمة ونظرت إليه برعب للحظة، فهل قرأ ما كان يجول برأسها إلّا أنّه سرعان ما أكمل: حكيتلك أكتر شي بكرهه بحياتي هو التجاهل ومع ذلك مصرّة تضلّي ساكتة!!

اتّسعت عينا لميس بإدارك وتضرّجت وجنتيها بالحرج وقالت بنبرة اعتذار صادق: بعتذر عنجد آسفة ما بعرف شو مالي!

قطّب الكاسر مفكّرا هي فعلا لا تبدو طبيعيّة بل خائفة مرتبكة متوجّسة وفعلا جاء سؤالها مؤكّدا توقّعاته: لمّا دخلنا السيّارة حكيت إنّه من... سوء حظي إنّي صرت....

وصمتت عاجزة عن قول الكلمة وجدتها أصعب من أن تنطقها، أعقد من أن تستوعبها

بزاوية فمه تبسّم الكاسر، ملاحظا حرجها من نطق الكلمة فأكمل هو يقولها بملء روحه متذوّقا كلّ حرف بها، منتشيا بمضامينها، مستشعرا بتملّكها، قالها متمنيا لو يكون كلّ حرف منها ذراع له تطوّقها، تلصقها به، فلا يغادر مصر اليوم إلّا وهي معه... بين ذراعيه: مرتي!!

باغتتها الكلمة بل... باغتتها نبرته... تغلغلت لروحها... ناغشت قلبها... كانت... كقبلة

ابتلعت لميس ريقها وأرادت الفرار من جديد للنافذة خجلا ولكنّها لم تفعل خوفا، فعلقت بفخّ نظراته

وبالمقابل......

صمت الكاسر وتأمّل عينيها مستمتعا، ومن جديد تساءل إن كان من الصواب أن تظلّ هاتان العينان مكشوفتان هكذا، ولكنّه يدرك أيضا أنّه سيبدو متشدّدا ومتعصّبا إن طلب منها تغطيتهما أيضا، حسنا... ربما نظّارة شمسيّة غامقة قد تفي بالغرض وهو إن اشترى لها واحدة الآن سيبدو لها مهتمّا مراعيا وهكذا... سيضرب عصفورين بحجر واحد!

ابتسم الكاسر بعبث ورغم ذلك قال بصدق: حكيتها لإنّي بعرف حالي... الله يكون بعونك عليّ... راح أدعيلك كتير

نعم... سيدعو أن تحتمله وتحتمل غلاظته... عُقد حياته وألاده ولكن... هل سيكون حينها يدعو لها... أم لنفسه؟!

.................................................. ...................................................................... ..

[bambolina]

يحمل بيده عددا من أكياس التسوّق فيها هدايا لوالدته وأولاده وأخيه وأولاده وبعضٍ من زملائه ساعدته هي بانتقاءها جميعا لا سيّما تلك الخاصّة بابنته ووالدته حيث تبيّن له أنّها ذات ذوق عالٍ وراقٍ كما وقد أشارت عليه بشراء بعض من الصناعات القطنية مشيدة بها من حيث جودتها العالية هنا، في الحقيقة لقد سارت كلّ الأمور بما أرضاه، بما لم يغضبه ويثير حفيظته فقط... رفضها لشراء النظّارة...

زفر الكاسر بغيظ بينما يتذكّر جدالهم الزوجيّ الأوّل في محلّ النظّارات حيث رأى لمحة من عنادها وهي ترفض بإصرار وضع نظّارات شمسيّة فوق عينيها بينما يحاول هو اقناعها بضرر الشّمس عليهما بسبب لونهما الشفّاف، وحين أصرّت على الرفض مدّعية بكون مظهرها سيبدو غريبا ومضحكا إن هي فعلت، كزّ على أسنانه وقال لها "وإنتِ شايفة إنّه من المنطق إنّه عيونك يبينوا هيك عادي... عأساس منتقبة وملتزمة!"

ذلك الذهول الذي ارتسم على ملامح وجهها جعله يدرك أنّه قد بالغ، ولكنّها رغم ذلك وارضاءً له فعلت ما جعل قلبه يتضخّم برضا، إذ نظرت لمرآة جانبية في المكان وسحبت حجاها للأمام قليلا ونحو عينيها للأسفل حتّى ما عادتا ظاهرتان لأحد بشكل واضح

ولكن

هذا لم يكن جدالهما الأوحد، فجدال آخر أشدّ قام بينهما بينما يدخل بها لمحلّ صاغة ليشتري لها شبكة تليق بها، وإذ بها تتعنّت بموقفها رافضة بعناد أغاظه، أن يشتري لها سوى دبلة ومحبس، قائلة أنّها ترفض أن تأخذ منه سوى مهرها الذي طلبته وليس هنا إنّما هناك في الأردن... مهرها الذي لم يكن سوى دينارا من الذهب عملا بقول رسول الله

"أقلهنّ مهرا، أكثرهنّ بركة"

وفي الحقيقة هو إن كان قد عرف عن "زوجته" اليوم شيئا فقد عرف أنّها عنيدة حين تريد

زوجته!

شعور غريب ينتابه كلّما فكّر بها بتلك الطريقة، لا يعلم ان كانت الاثارة تنتابه لكونه متزوّج من جديد، أم لكونها هي بالذات أصبحت زوجته

نهر الكاسر نفسه موبّخا، ما هذا الحمق الذي يفكّر به، فمن المستحيل أن تكون قد أصبحت فعلا شخصا مميّزا لديه، لا بدّ أنّ الأمر فقط كونها ستكون سببا لعودة جميع ركائز حياته إلى نصابها من جديد

عند هذه الفكرة شعر الكاسر بضيق مفاجئ، أن تعتمد حياته عليها يعني أن يكون ضعيفا اتّجاهها، وهو هكذا يعود لذات الدائرة التي مركزها واحد... هي، لميس

وبينما هو على ذلك الحال وقبل أن يلجا إلى المصعد رآها تخرج هاتفها النقّال من حقيبتها وتعبث به بأصابعها المغطّاة بالقفّاز والتي يلتمع فوق بنصرها ومن فوق القماش خاتمي الزواج

مقطّبا ينتظر هبوط المصعد، استمع لها تتحدّث إلى شقيقته

(السّلام عليكم، كيفك منال؟)

(احكيلي محتاجة مساعدة هلأ أطلعلك؟)

(احنا هاي رجعتنا راح نطلع للاصانصير بدّي أروّح على شقّتنا أغيّر أواعيّي وأصلّي بس قُلت أشوف أوّل إذا بدّك شي)

(لأ إن شاء الله ما بتأخّر)

(لا إله إلّا الله)

ما إن أنهت لميس المكالمه حتّى دخلت المصعد الذي كان قد فتح أبوابه للتوّ

انغلاق أبواب المصعد عليهما نبّهت أعصاب لميس جميعها وشعرت فجأة كما لو أنّها جرذ وقع في مصيدة نُصبت له على يد... كاسر

بجنون أخذت عيناها تتلفّتان لكل صوب حينا وإلى لوحة الطوابق أخرى، وأنفاسها التي كانت مكبوحة خلف النقاب بدأت بالتسارع، أمّا كفّيها فعصرت كلّ منهما الأخرى بتوتّر واضح

فيما عيناه هو وبعد جولة خبيرة في المصعد وبعد أن تأكّد من خلوّه من الكاميرات، فراقبتاها مستمتعا بارتباكها وتوتّرها بينما تحصي الأدوار المتبقيّة دورا دورا

1، 2،

تُرى هل يراقبها أم أنّها يتهيّأ لها ذلك؟

3،

لا بدّ أنّه يفعل وإلّا لماذا تشعر بتلك الحرارة اللاهبة تحرق ظهرها بل وتكاد تصنع فجوة عميقة فيه؟!

4، 5،

هل تتثاقل أنفاسه أم هو خيالها ما يُهيّئ لها ذلك؟

6،

وها هو الدور التاسع حيث تقع شقّتها يقترب

7،

، وها هي تكاد تلتقط أنفاسها أخيـــــــــ...........

تلك الدوخة التي أحسّتها جرّاء ارتداد جسدها للخلف اثر سحبها من ذراعها سرعان ما اندثر وهي تستوعب حالها في تلك اللحظات

متى أصبحت بين ذراعيه؟ متى سُحب النقاب حتّى أسفل ذقنها؟ متى غرقت في عينيه؟ ومتى... حطّت شفتاه على جبينها؟

بصدمة انتفض جسدها وبلحظة سكن إثر كلمة واحدة منه، بل أمرٌ واحد: اهدي!!

بعيون تائهة نظرت إليه، لا تستوعب ما حدث، عقلها لا يستقبل الصورة فهي أكبر من قدرته على الاستيعاب، ولكنّه أبى إلّا أن يكتسحها بالكامل، فرفع كفّه إلى وجنتها

محاولا بأقصى جهده السيطرة على ارتعاشة قبضته، لامس الكاسر بأطراف أصابعه وجنتها الحمراء، ناعمة... شهيّة... تغري بالقبل... قبلٌ حقيقيّة... دسمة مشبعة... لذيذة... تستحقّ وقتها كاملا وهو... لم يكن يوما من محبّي الوجبات الجاهزة السريعة

تبسّم الكاسر بثقل وقال بصوت مختنق بينما يعيد رفع نقابها إلى حيث كان فوق وجهها: تذكّرت إنّي ما باركتلك!

هكذا قال ببساطة، وبذات البساطة فُتحت أبواب المصعد

وكأنّه لم يبعثر كيانها توّا، وكأنّه لم يشعل من تحت الرماد... جذوة

ذاهلة فكّرت لميس، ألم يكن من الأسلم لو قال "مبروك"!

بلى لا بدّ كان ليكون أسلم هكذا كان الكاسر يفكّر بينما المصعد يحمله للدور الذي يليه بينما يحاول هو التقاط أنفاسه من جهة والسيطرة على تشنّجات جسده من جهة أخرى

.................................................. .................................................. ......................

[bambolina]

بوجه محمرّ من أثر الحرّ في المطبخ والعمل المجهد دخلت منال غرفة الضيوف ونادت قائلة: تفضّلوا على السّفرة

وقف حسين بحماس قائلا: ريحة الأكل جميله جدّا يا مدام منال وخلّتني أحسّ بجوع فظيع

قالها حسين وتبع جمال ولكن حماسه ذلك سرعان ما تلاشى بينما ينظر لطاولة الطعام بصدمة، حيث امتلأت بأطباق متنوّعة لم يكن من بينها ولو طبق مصريّ واحد

فما بين أكلة "المسخّن" إلى "شوربة الفريكة" فـ"معكرومة الفوتوتشيني" تنقّلت عيناه قبل أن ينظر إلى محمّد ويتساءل ساخرا: إلّا قولّلي يا محمّد يا خويا، هوّ احنا من شويّه ركبنا الأصنصير ولّا الطيّاره؟ أنا حاسس إنّي هبطت في مطار عمّان الدولي... أمّال فين الحمام بالفريك، فين البطّ، فين المحشي، طب... طب يا ربّي ان شاالله طبق كشري... مصر بتضيع منّنا يا جماعة إنّما لااا... تحيا مصر!!

تبسّم محمّد وقال بيأس: اقعد بسّ وبلاش كترة غلبه وفضايح

أمّا جمال فمقهقها رفع ذراعيه بيأس وقال: أقول إيه بسّ حكم القوي!

صدحت ضحكة منال برنين فاضح كالعادة وقالت: تحيا مصر تحيا مصر ما اختلفنا بس اللي بعرف أطبخه أحسن من اللي ما بعرفه وعموما إنتو جربوا بسّ وما حتندموا

هزّ حسين رأسه قائلا: آه ما انا عارفه، ده اللي اسمه عليه شويّة حراره، بتعمَلهولنا لميس كلّ سنه مره، بتفضل تقولّنا أكله فاخره وبالآخر تلاقيها بتضحك علينا برغيفين عيش مدهونين بزيت وشويّة بصل وعليهم حتتين فراخ وشوية مكسّرات

غافلة عن جمال، قهقهت منال متقبّلة ببساطتها مزاح حسين الذي وجدت به نسخة عن زوجها، وسمعت محمّد يقول: ما تسمعيش كلامه يا مدام منال تسلم إيدك تعبناكِ النهارده

ابتسمت منال بمجاملة وقالت: لا تعب ولا شي، كلّه بهون لعيون لمّوس والكاسر، بعدين شكلك نسيت إنّه إحنا خلص صرنا أهل... تفضّلوا عالسفره

أمّا جمال فاستغلّ فرصة مرورها من جانبه ليمسك بها من ذراعها ويقرّب رأسه منها قائلا بهمس زاجر: خفّي شويّه يا منال بضحكك المايع وهزارك البايخ خلّي العزومه تعدّي على خير!

ذاهلة نظرة له منال فشاهدت الغيرة تشتعل في مقلتيه فابتسمت بوجهه ابتسامة بدت له مستفزّة، فاحتدّت نظراته قبل أن تلين بمحبّة وقلّة حيلة وهي ترمي له بقبلة طائرة مسبوقة بغمزة!

.................................................. .................................................. ......................

بعد الغداء

أنهت منال ولميس توضيب المطبخ الذي كان في حالة يرثى لها، ثمّ ارتمت كلّ منهما على كرسيّ بجانب طاولة الطعام الصغيرة حيث تناولتا الطعام سابقا بعيدا عن الرجال، وكم كانت هي تحمل همّ هذا الأمر فهي منذ التزمت بنقابها بل والحجاب أيضا لم تتعرّض لموقف يجبرها على محنة الاختلاط وهذا أحد أهم فوائد استقرارها بمصر بعيدا عن الأهل واجتماعاتهم وجلساتهم المختلطة في الأردنّ، ولكن منال جزاها الله خيرا طمأنتها بأنّها لن تضطرّ لأن تجلس على ذات سفرة الطعام مع جمال، ولكنّها بالطّبع لم تكن تعلم أنّها تخطّط لجعلها تتناول الطعام منفردة مع شقيقها تلك الماكرة، اقتراح قدّمته منال ورفضته هي جملة وتفصيلا!

نطقت منال بعد دقيقة كاملة من الصمت: عنجد يسلّم إيديكي تعبتك معي وعلى أساس العزومة على شرفك!

ابتسمت لميس وقالت لمنال بودّ: إنت اللي غلبت حالك والله ما كان إلها داعي هاي العزومة كلّها

ابتسمت منال بحماس وقالت: هاي بتعتبريها عزومة؟ استنّي لمّا تنزلي على الأردن وشوفي العزايم الحقيقيّة عند إمّي، يييي صحيح ذكّرتيني والله ماما وصّتني بس لنفضى أحكي معها حتّى تباركلك

ماما... أي والدة الكاسر... أيّ حماتها

أمر آخر جديد عليها، فهي لم يكن لها حماة من قبل ولا تعرف كيف قد يكون التعامل معها ولا تدري إن كانت هي ستعجبها، كل ما تعرفه أنّها أحد خطوطه الحمراء وهذا وحده كافٍ ليربكها حين تحدّثها!

نحنحة خشنة تبعها اجتياحٌ للمطبخ جعل لميس تلقائيا تبحث عن نقابها بهلع فيما ترفع طرف الحجاب تغطّي به وجهها

قهقهة منال أوقفتها تلقائيا فأدركت حينها جنون ما تفعله لا سيّما ومن دخل لم يكن إلّا.. زوجها

متأمّلا ملامحها المرتبكة من جديد، ابتسم الكاسر، ولكن منال كعادتها قالت: يا هبله ليش هيك خفتِ يعني معقول جمال يدخل هيك زيّ الدبّ وهوّ عارف إنّك هون؟!

ضيّق الكاسر عينيه ينظر لها بغضب، أمّا لميس فأخفت ابتسامة صغيرة تحت حجابها الذي كانت تتلاعب به فوق فمها

نظرت لهما منال باستغراب قبل أن تنتبه لما قالت فاعتذرت بسرعة وقالت: يييي والله مو قصدي يعني إنت بالنسبة إلك إحنا أختك ومرتك ما في بينّا حد غريب!

زفر الكاسر غاضبا وقال: طيّب روحي شوفي زوجك قاعد لحاله

بحلقت به لميس وقالت: ليش وين راحوا محمّد وحسين؟

نظر لها متمعّنا وقال: روّحوا قال عندهم شغل مأجّل

بضيق أجابته: وليش ما قالولي حتّى أروّح معهم؟

بتحدٍّ أجابها: حكيتلهم إنّي بدّي إيّاك تضلّي... حابب أقعد معك... نتناقش بأمور مهمّة... ولإنهم عارفين إنّي سفري الليلة شافوا إنّه هاد الأمر منطقي طبعا غير إنّه هاد حقّي.. كونك مرتي، ولّا إنتِ عندك رأي تاني؟

مأخوذة بطريقته الهجومية صمتت لميس فارتبكت منال تقول بدلا عنها تداري تلك "الحجارة" التي كان شقيقها يقذف بها من فيه: أكيد طبعا حقّك، أساسا خير ما عملت فعلا في أشياء كتير لازم نعرف رأي لميس فيها بتخص البيت والأثاث الجديد حتّى أعرف أزبّطلها إيّاها أنا وأختها بما إنّها مصرّة ما تنزل إلّا بعد أسبوعين يعني قبل الزواج بيوم

بطرف عينه نظر إليها أخوها قائلا: هاد الحكي بتتفاهموا عليه إنت وإيّاها بأي وقت لسّة قدّامك تلات أيّام قبل ما تلحقيني عالأردن... لميس!

نظرت له لميس تائهة ما بين الكلمات فأكمل قائلا: أنا رايح أجهّز شناتي السفر "حقائب"، اعمليلي فنجان قهوة والحقيني

متابعة خروجه بعيونها سألت أخته بذهول: هوّ كلّ وقته هيك؟

متلهيّة عنها بإعادة بعض المواعين الجافّة إلى خزائنها، مرقّصة شفاهها المزمومة يميما ويسارا، قالت منال بارتباك: لا حرام... فيه عشرة بالميّة بكون فيهم أحسن... شويّ

لاهية عن أجابة سؤالها الذي طرحته تساءلت لميس بحيرة: صحيح... ألحقه وين؟

بمكر ابتسمت منال بينما تتابع ما تفعل: احم... غرفة نومه!

.................................................. .................................................. ..............
........

تابع الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t402401-171.html