بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب

[اولادي جنتي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة داليا انور

مساء الخير
هو فى فصل ولا مافيش

فيه إن شاء الله...
وليلتنا فل الفل...
نيفووووو...تكة وجاية

[Dentistoidissh]

شكلي مش راح اقدر استنى اكتر من هيك وراح اغفل وانا مش قارية ولا حاجة من فصل اليوووم 😭💔😭💔

[سماح الطيبة]

الحقوني بالفصل قبل ما انام منكم
مش قادرة افتح عيني

[انيين الرووح]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 329 ( الأعضاء 204 والزوار 125)
‏انيين الرووح, ‏بيلا ميزو, ‏تالا صلاح, ‏mezo48, ‏زينب12, ‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏الغفار, ‏حووووووور, ‏نداء الحق, ‏غربة وشجن, ‏Gigi.E Omar, ‏hope 21, ‏ريملك, ‏سماح الطيبة, ‏اولادي جنتي, ‏ياسمينة الماضي, ‏ليانا21, ‏همسات رقيقة, ‏ريما اشرف, ‏canad, ‏نيو ستار, ‏seham26, ‏سومة111, ‏big_dreams, ‏مجد22, ‏جرح ديسمبر, ‏بيون نانا, ‏امايا, ‏عضوية مجانية (123456), ‏غرام العيون, ‏fatmeh, ‏هامة المجد, ‏ابتسامتي دليلي, ‏princess of romance, ‏AdamDado, ‏Dentistoidissh, ‏Booo7, ‏الورد زنبق, ‏ساميحة, ‏Mema11, ‏maha elsheikh, ‏lara ali, ‏rihab91, ‏ريبكا, ‏من هم, ‏dalia mostafa, ‏Moonita, ‏د/عين الحياة, ‏داليا انور, ‏طوطه, ‏PRINCESSOFWAR, ‏رهف ااحمد, ‏الجميله2, ‏مملكة الامل, ‏ام وزوجه, ‏EMMO, ‏Dona ashraf, ‏samam1, ‏توسل, ‏بيسان بانون, ‏هدير على, ‏صمت الهجير, ‏ريتال مصطفي, ‏Haiaty, ‏ندى المطر, ‏زهرة الغردينيا, ‏Tota Yehia, ‏توتو انا, ‏Meso antar, ‏Sara amr, ‏rontii, ‏tamtam 24, ‏sweet123, ‏meryamaaa, ‏صفصف..., ‏Hadooshtash, ‏زهرة العمري, ‏Joud1, ‏م ام زياد, ‏yasmo, ‏اسو السيد 93, ‏ريتاج القلب, ‏jiada seleem, ‏وردة شقى, ‏Sea birde, ‏فاطمة توتى, ‏najla1982, ‏شيماء عبده, ‏Gehan hassan, ‏بت البر, ‏dr kareem, ‏هنّا, ‏الميزان, ‏نداء1, ‏Nada Abd Reda, ‏Rain78, ‏alyaa elsaid, ‏رودينة محمد, ‏ام غيث, ‏bambolina, ‏amatoallah, ‏نهى حسام, ‏KHAD.A, ‏Nelofar66, ‏هبه رمضان, ‏Aya-Tarek, ‏رضا عوض, ‏yasser20, ‏Ese, ‏jojolove95, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏farah mum, ‏Sekasaso, ‏بنت سعاد38, ‏تاتا26071978, ‏sayowa, ‏baher mohammed, ‏ياسمين على احمد, ‏asmas, ‏شيماء 1990, ‏خفوق انفاس, ‏rainfall, ‏حور حسين, ‏أمل و ترقب, ‏dado cole, ‏شفاء النمرية, ‏Arwa ozil, ‏remasa997, ‏samarezat, ‏فالريا, ‏وفاء خطاب, ‏اميرة بيتنا, ‏Israa Ehab, ‏ري 10, ‏فديت الشامة, ‏métallurgier, ‏muneeera, ‏Aya404, ‏هبه عجلان, ‏سمر حلا, ‏شخصيه لمضه, ‏ام الارات, ‏الثقلين, ‏هوس الماضي, ‏ارض اللبان, ‏baraa sh, ‏time up, ‏لوووكة, ‏رودينا ابراهيم, ‏سوزان محمد احمد, ‏غنى محمد, ‏gameli, ‏مينى10, ‏صفحة هروبي, ‏Ino77, ‏إدارية, ‏mimi0000, ‏samerames, ‏mayna123, ‏ansam elmalah, ‏احلام فهمي, ‏Eman o, ‏loleety, ‏adma, ‏ميمي 80, ‏roke, ‏Nana ib, ‏سما جابر علي, ‏هرجوان, ‏مريومة 999, ‏ميمونة meryem, ‏وفاء حسين سلطان, ‏Time Out, ‏noor ahmad27, ‏Maryoma Ahmed21, ‏wallooo2a, ‏امانى منجى, ‏bobosty2005, ‏Sato, ‏اسراء المصري, ‏amira hkeem, ‏كريستنا, ‏رضا الرحمن, ‏Reemo.B, ‏WAFAS, ‏shadow fax, ‏meryyy, ‏m7s, ‏Electron, ‏مشاعل 1991, ‏ام محمد*غزل, ‏sonia16, ‏ندي خطاب, ‏الوصية, ‏جويريا, ‏زرقاءاليمام, ‏Lama9, ‏Cielo celeste, ‏safaa fathy, ‏اليمامه الزرقاء, ‏ليال الود, ‏Ollaa, ‏Khawatir1997

[انيين الرووح]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 335 ( الأعضاء 208 والزوار 127)
‏انيين الرووح, ‏احلام الوردي, ‏eng miroo, ‏فديت الشامة, ‏شاما علي, ‏seham26, ‏بيلا ميزو, ‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏ريملك, ‏وردة شقى, ‏Shimoo1996, ‏زينب12, ‏الغفار, ‏هبة زكريا, ‏اولادي جنتي, ‏حووووووور, ‏تالا صلاح, ‏mezo48, ‏نداء الحق, ‏غربة وشجن, ‏Gigi.E Omar, ‏hope 21, ‏سماح الطيبة, ‏ياسمينة الماضي, ‏ليانا21, ‏همسات رقيقة, ‏ريما اشرف, ‏canad, ‏نيو ستار, ‏سومة111, ‏big_dreams, ‏مجد22, ‏جرح ديسمبر, ‏بيون نانا, ‏امايا, ‏عضوية مجانية (123456), ‏غرام العيون, ‏fatmeh, ‏هامة المجد, ‏ابتسامتي دليلي, ‏princess of romance, ‏AdamDado, ‏Dentistoidissh, ‏Booo7, ‏الورد زنبق, ‏ساميحة, ‏Mema11, ‏maha elsheikh, ‏lara ali, ‏rihab91, ‏ريبكا, ‏من هم, ‏dalia mostafa, ‏Moonita, ‏د/عين الحياة, ‏داليا انور, ‏طوطه, ‏PRINCESSOFWAR, ‏رهف ااحمد, ‏الجميله2, ‏مملكة الامل, ‏ام وزوجه, ‏EMMO, ‏Dona ashraf, ‏samam1, ‏توسل, ‏بيسان بانون, ‏هدير على, ‏صمت الهجير, ‏ريتال مصطفي, ‏Haiaty, ‏ندى المطر, ‏زهرة الغردينيا, ‏Tota Yehia, ‏توتو انا, ‏Meso antar, ‏Sara amr, ‏rontii, ‏tamtam 24, ‏sweet123, ‏meryamaaa, ‏صفصف..., ‏Hadooshtash, ‏زهرة العمري, ‏Joud1, ‏م ام زياد, ‏yasmo, ‏اسو السيد 93, ‏ريتاج القلب, ‏jiada seleem, ‏Sea birde, ‏فاطمة توتى, ‏najla1982, ‏شيماء عبده, ‏Gehan hassan, ‏بت البر, ‏dr kareem, ‏هنّا, ‏الميزان, ‏نداء1, ‏Nada Abd Reda, ‏Rain78, ‏alyaa elsaid, ‏رودينة محمد, ‏ام غيث, ‏bambolina, ‏amatoallah, ‏نهى حسام, ‏KHAD.A, ‏Nelofar66, ‏هبه رمضان, ‏Aya-Tarek, ‏رضا عوض, ‏yasser20, ‏Ese, ‏jojolove95, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏farah mum, ‏Sekasaso, ‏بنت سعاد38, ‏تاتا26071978, ‏sayowa, ‏baher mohammed, ‏ياسمين على احمد, ‏asmas, ‏شيماء 1990, ‏خفوق انفاس, ‏rainfall, ‏حور حسين, ‏أمل و ترقب, ‏dado cole, ‏شفاء النمرية, ‏Arwa ozil, ‏remasa997, ‏samarezat, ‏فالريا, ‏وفاء خطاب, ‏اميرة بيتنا, ‏Israa Ehab, ‏ري 10, ‏métallurgier, ‏muneeera, ‏Aya404, ‏هبه عجلان, ‏سمر حلا, ‏شخصيه لمضه, ‏ام الارات, ‏الثقلين, ‏هوس الماضي, ‏ارض اللبان, ‏baraa sh, ‏time up, ‏لوووكة, ‏رودينا ابراهيم, ‏سوزان محمد احمد, ‏غنى محمد, ‏gameli, ‏مينى10, ‏صفحة هروبي, ‏Ino77, ‏إدارية, ‏mimi0000, ‏samerames, ‏mayna123, ‏ansam elmalah, ‏احلام فهمي, ‏Eman o, ‏loleety, ‏adma, ‏ميمي 80, ‏roke, ‏Nana ib, ‏سما جابر علي, ‏هرجوان, ‏مريومة 999, ‏ميمونة meryem, ‏وفاء حسين سلطان, ‏Time Out, ‏noor ahmad27, ‏Maryoma Ahmed21, ‏wallooo2a, ‏امانى منجى, ‏bobosty2005, ‏Sato, ‏اسراء المصري, ‏amira hkeem, ‏كريستنا, ‏رضا الرحمن, ‏Reemo.B, ‏WAFAS, ‏shadow fax, ‏meryyy, ‏m7s, ‏Electron, ‏مشاعل 1991, ‏ام محمد*غزل, ‏sonia16, ‏ندي خطاب, ‏الوصية, ‏جويريا, ‏زرقاءاليمام, ‏Lama9, ‏Cielo celeste, ‏safaa fathy, ‏اليمامه الزرقاء, ‏ليال الود, ‏Ollaa
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع

[Gigi.E Omar]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 335 ( الأعضاء 208 والزوار 127)
‏Gigi.E Omar, ‏انيين الرووح, ‏احلام الوردي, ‏eng miroo, ‏فديت الشامة, ‏شاما علي, ‏seham26, ‏بيلا ميزو, ‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏ريملك, ‏وردة شقى, ‏Shimoo1996, ‏زينب12, ‏الغفار, ‏هبة زكريا, ‏اولادي جنتي+, ‏حووووووور, ‏تالا صلاح, ‏mezo48, ‏نداء الحق, ‏غربة وشجن, ‏hope 21, ‏سماح الطيبة, ‏ياسمينة الماضي, ‏ليانا21, ‏همسات رقيقة, ‏ريما اشرف, ‏canad, ‏نيو ستار, ‏سومة111, ‏big_dreams, ‏مجد22, ‏جرح ديسمبر, ‏بيون نانا, ‏امايا, ‏عضوية مجانية (123456), ‏غرام العيون, ‏fatmeh, ‏هامة المجد, ‏ابتسامتي دليلي, ‏princess of romance, ‏AdamDado, ‏Dentistoidissh, ‏Booo7, ‏الورد زنبق, ‏ساميحة, ‏Mema11, ‏maha elsheikh, ‏lara ali, ‏rihab91, ‏ريبكا, ‏من هم, ‏dalia mostafa, ‏Moonita, ‏د/عين الحياة, ‏داليا انور, ‏طوطه, ‏PRINCESSOFWAR, ‏رهف ااحمد, ‏الجميله2, ‏مملكة الامل, ‏ام وزوجه, ‏EMMO, ‏Dona ashraf, ‏samam1, ‏توسل, ‏بيسان بانون, ‏هدير على, ‏صمت الهجير, ‏ريتال مصطفي, ‏Haiaty, ‏ندى المطر, ‏زهرة الغردينيا, ‏Tota Yehia, ‏توتو انا, ‏Meso antar, ‏Sara amr, ‏rontii+, ‏tamtam 24, ‏sweet123, ‏meryamaaa, ‏صفصف..., ‏Hadooshtash, ‏زهرة العمري, ‏Joud1, ‏م ام زياد, ‏yasmo, ‏اسو السيد 93, ‏ريتاج القلب, ‏jiada seleem, ‏Sea birde, ‏فاطمة توتى, ‏najla1982, ‏شيماء عبده, ‏Gehan hassan, ‏بت البر, ‏dr kareem, ‏هنّا, ‏الميزان, ‏نداء1, ‏Nada Abd Reda, ‏Rain78, ‏alyaa elsaid, ‏رودينة محمد, ‏ام غيث, ‏bambolina, ‏amatoallah, ‏نهى حسام, ‏KHAD.A, ‏Nelofar66, ‏هبه رمضان, ‏Aya-Tarek, ‏رضا عوض, ‏yasser20, ‏Ese, ‏jojolove95, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏farah mum, ‏Sekasaso, ‏بنت سعاد38, ‏تاتا26071978, ‏sayowa, ‏baher mohammed, ‏ياسمين على احمد, ‏asmas, ‏شيماء 1990, ‏خفوق انفاس, ‏rainfall, ‏حور حسين, ‏أمل و ترقب, ‏dado cole, ‏شفاء النمرية, ‏Arwa ozil, ‏remasa997, ‏samarezat, ‏فالريا, ‏وفاء خطاب, ‏اميرة بيتنا, ‏Israa Ehab, ‏ري 10, ‏métallurgier, ‏muneeera, ‏Aya404, ‏هبه عجلان, ‏سمر حلا, ‏شخصيه لمضه, ‏ام الارات, ‏الثقلين, ‏هوس الماضي, ‏ارض اللبان, ‏baraa sh, ‏time up, ‏لوووكة, ‏رودينا ابراهيم, ‏سوزان محمد احمد, ‏غنى محمد, ‏gameli, ‏مينى10, ‏صفحة هروبي, ‏Ino77, ‏إدارية, ‏mimi0000, ‏samerames, ‏mayna123+, ‏ansam elmalah, ‏احلام فهمي, ‏Eman o, ‏loleety, ‏adma, ‏ميمي 80, ‏roke, ‏Nana ib, ‏سما جابر علي, ‏هرجوان, ‏مريومة 999, ‏ميمونة meryem, ‏وفاء حسين سلطان, ‏Time Out, ‏noor ahmad27, ‏Maryoma Ahmed21, ‏wallooo2a, ‏امانى منجى, ‏bobosty2005, ‏Sato, ‏اسراء المصري, ‏amira hkeem, ‏كريستنا, ‏رضا الرحمن, ‏Reemo.B, ‏WAFAS, ‏shadow fax, ‏meryyy, ‏m7s, ‏Electron, ‏مشاعل 1991, ‏ام محمد*غزل, ‏sonia16, ‏ندي خطاب, ‏الوصية, ‏جويريا, ‏زرقاءاليمام, ‏Lama9, ‏Cielo celeste, ‏safaa fathy, ‏اليمامه الزرقاء, ‏ليال الود, ‏Ollaa

[اولادي جنتي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح الطيبة

الحقوني بالفصل قبل ما انام منكم
مش قادرة افتح عيني

انت إعملي كوباية قهوة
والأمور ستكون بخيررررر
والسهرة صباااااحي

[bambolina]

اسفة جدا بس بنتي كانت منكدة لحتى نيمتها
سأبدأ التنزيل حالا
ما كتبته كثير وان كنت لم أكمل فصلا ونصف ولكن ابشروا بترضية تبهجكم وترضيكم
بسم الله نبدأ

[bambolina]

الفصل الثاني عشر
"الجزء الثاني"

على الطاولة الخشبيّة المهترئة جلست بتول تقرأ عبثا من كتاب أمامها متخّذة إيّاه ذريعة لها تمنع من خلاله أيّ تواصل مباشر معه، وبذات الوقت تستطيع عبره مراقبته كما يحلو لها أن تفعل دون أن تضبط بالجرم المشهود

تنظر إليه ولا تزال تنبهر في كلّ مرّة من جديد وتتساءل، هل هو حقّا هو في بيتها، يشرح لأختها أمرا ما في اللغة الإنجليزيّة و تنظر إليه مفتونة بحمق، يمازح أخاها بمزح رجوليّ خشن فينظر إليه بانبهار وإعجاب، ويأكل من صنيع يدي والدتها كلّ ما تضعه أمامه فترنوا إليه بمحبّة وإجلال

يتكلّم مع الجميع ببساطة، يضاحكهم ويمازحهم، يتعامل معهم بتلقائية محبّبة صادقة فتستشعرها قلوبهم فيتعاملون معه بذات العفويّة والحب... إلّا هي، تتفاداه و يتجنّبها، وكلّ ذلك بسبب الذي جرى بينهما أمس، ليس صراخه عليها وجرحها بكلماته عندما أيقظته، ليس غضبه منها لإيقاظه بطريقة يدّعي بأنّها مهينة، لكنّه أمر أعمق من ذلك، أمر تغيّر بينهما، لغى عفويّة تعامله معها، وأنهى جرأة تخاطبها معه، بل هي لحظة فقط، تلك اللحظة بينما تتطلّع إليه ويحدّق بها، لحظة فارقة غيّرت بداخل كلّ منهما شيء ما، تشعره بأنوثتها، تأمله بحلمها، وترفضه بمنطقها، وتعلم أنّه مستحيل

ومع ذلك، ها هو ورغم كلّ شيء، يصرّ منذ الأمس قضاء كثير من الوقت في بيتهم بحجّة أنّه يطمئنّ على والدتها، يصرّ على إيصالها بنفسه، يحضر معه العشاء بالأمس يودّ إراحة والدتها ويتحدّاها أن تكون أنانيّة فترفض، وتمتدّ ساعة الغداء لسهرة تطول، يستمتعون ويضحكون وكيف لا يفعلون وهو ملكها، بمزاحه وضحكه وحديثه المشوّق الذي لا يملّ، وفي نهاية السّهرة ببساطتها وطيب أصلها تصرّ والدتها على ردّ عزومته، فتستقبله ببيتها من جديد وتتكرّر التفاصيل وإن كانت اليوم أكثر دفئا وصدقا وعفويّة، فعائلتها اليوم يتعاملون معه وكأنّه حقّا... واحدا منهم، فتارة أخواها يشكوان له من بعضهما، وأخرى تحكي له مريم عن مدرّستها التي لا تشرح لهم الدروس بل تكتفي بالقراءة من الكتاب وحلّ الأسئلة بنفسها، أمّا شقيقها فيخبره عن بعض المزحات السمجة التي يتبادلها هو وأصدقاءه في المدرسة فيصدمه هو بتفاعله معه وقهقهته باستمتاع عجيب، ومن بين كلّ هذا تأتي والدته فتتذمّر شاكية له عن مياه "المجاري" التي تملأ الحيّ والتي لم تتحرّك البلدية حتّى الآن بإنهاء أمرها رغم العريضة الموقّعة الطويلة التي قدّمها لهم أهل الحارة!

الغريب بالنّسبة لها لم يكن تلك التلقائية التي تآلفت فيها عائلتها مع حسين فهم بقلوبهم النقيّة ونفوسهم الخيّرة ستغلبهم عفويّتهم اتّجاه أيّ شخص يتعامل معهم بلطف، ولكن ما أثار عجبها هو ذلك التآلف الطبيعي الذي اندمج به حسين معهم، ذلك الاستمتاع الذي تقرأه في مقلتيه، وذلك الاسترخاء الذي تراه في تصرّفاته

جالسا هو ووالدتها في شرفة البيت الصغيرة التي أصبح يعشقها، خالعا سترته وفاتحا زرين من قميصه ورافعا كمّيه، وضع حسين آخر حبّة من حلوى "بلح الشام" بفمه قبل أن يربّت على معدته برضا قائلا: الله يا وزه، إنت عبقرية

مبتسمة بعجب ردّدت قائلة: عبقريه!!

هزَ يوسف رأسه مؤكّدا وقال: أيوة طبعا عبقريه، أمّال إيه إنت فاكره إنّ أيّ عقليه عاديه ممكن تبدع في الأكل زيّك؟ أكيد طبعا لأ!

قهقهت فوزية تقول بينما ترفع الأطباق قائلة: هو صحيح انّي انا مش مقتنعة بكلامك، بس برضو ربّنا يجبر بخاطرك!

باعتراض أجابها حسين قائلا: لا طبعا مش مقتنعه ازّاي؟ انا اليومين دول كلت في بيتكم عن سنه لقدّام

ضحكت فوزية وذكّرته قائلة: إنت بتهزّر يا أستاذ حسين؟ هوّ إنت ناسي إنّك إنت اللي جبت أكل مبارح بحجّة إنّك عاوز تردّلنا العزومه قال يعني أنا مش عارفه إنّك عملت كده علشان ما انت عارف إنّي انا تعبانه

ابتسم حسين أكّد عليها قائلا: أوّلا إحنا اتفقنا إنّك تفكّك من استاذ حسين دي وتركّزي في كلمة ابني، تانيا بقى برضو... هوّ نفسك العبقري وإنت بتحطّيلنا الغدا هوّ اللي خلّا طعم الأكل حلو، وحلو إنّك فكرتيني برضو إنّي لازم بكره أردّلك عزومة النهارده ولو إنّ ما فيش أيّ أكل في الدّنيا ممكن أجيبه ويوازي "المسقّعه" العبقريّه اللي انت اتحفتينا فيها النهارده

حينها وضعت فوزيّة الأطباق الفارغة التي كانت تحملها بيدها ونظرت له بجديّة قائلة: بصّ يا ابني ، انا إن كنت سكتلك مبارح على العشا اللي إنت جبته معاك فده أولا علشان كنت فعلا تعبانه وتانيا علشان إنت تبقى مرتاح وإنت بتدخل علينا وإيدك مليانه، لكن أرجوك لو كان ليا خاطر عندك لو حبّيت تيجي عندنا فأيّ وقت فأهلا وسهلا بيك البيت بيتك لكن من غير أيّ تكاليف وإلّا وقتها أنا اللي هزعل واعتبر إنّ أكلنا مش قدّ المقام

باعتراض قال حسين: مش قدّ المقام ده إيه، هو في أحلا من كده؟ طب اقولّك على حاجه تريّحنا احنا التنين؟ انا اوعدك انّي مش هعتبر عزايمك سلف ودين وانت هتعتبريني ابنك بجد يعني أيّ وقت ازوركم فيه تأكليني من الموجود من غير زيادة ولا تكليف وبكده وقتها أنا هبقى مرتاح إيه رأيك؟

ابتسمت فوزيّة له بحبّ وامتنان ولولا حرام يمنعها لكانت ربّتت له على شعره حنانا ملبية نداء صارخا تراه يملأ عينيه هو ما يجعلها تعامله هذه المعاملة الخاصّة: اتفقنا

قالتها فابتسم هو الاخر وقال واقفا: تمام كده انا همشي دلوقت يا وزتي بس اتأكد الأوّل إن الولا محمّد عرف يحلّ الأسئله اللي كتبتهاله علشان امتحان بكره واشوف لو مريم لازمها أيّ سؤال في اللي انا شرحتهولها النهارده، وهمشي على طول عشان تعبت جدا ومحتاج اريّج جتّتي كم ساعة كده لو ربّنا سهّل وعرفت انام

نظرت له فوزية بامتنان وقالت وهي تتحرّك لتدخل الأطباق وترى أولادها: ربّنا يرضى عنّك يا ابني ويجبر بخاطرك ويهدّيلك سرّك ويفرّحك ببنت الحلال اللي تسرّ قلبك وخاطرك قادر يا كريم

سارحة بكلمات والدتها رفعت بتول غرّتها بنظّارتها فوق رأسها وقد ضاقت بكليهما ذرعا، ثمّ وضعت القلم بفمها وعقلها يتوه منها يفكّر ويحلّل كلّ ما يخصّه والذي أدركت أنّه ليس بالكثير، وأهم ما قد خطر لها ولم تجد له إجابة هو سبب عدم زواجه حتّى الآن

وبينما هي تفكّر بذلك غافلة أنّ تحديقها به قد بات مفضوحا، انتبهت أنّه هو أيضا قد كان يبادلها التحديق، فارتبكت وتشتّت نظراتها خجلا قبل أن تقوم من مكانها وتمشي إليها بخطوات مرتبكة لا تشبهها، فيلفته رقّة جسدها ودقّة تفاصيلها التي أبرزها الفستان الخمريّ المنزليّ الناعم والبسيط الذي ترتديه، وبينما هو يتأمّل مظهرها الذي لا يتشابه بتاتا مع سفّاحة مثلها، وبينما هو ينظر إلى قدميها نحو الأسفل، وإذ به يقهقه عاليا لفت نظر أحد المارّين بالشّارع، وفجأة طار ارتباكها وتبخّر خجلها وإذ بها تتخصّر أمامه تقول بحنق شديد: ممكن أفهم في إيه في منظري ضحّك حضرتك؟

من جديد نظر حسين لقدميها قبل أن ينفجر في قهقهة جديدة، فتخصّرت حينها كابنة أصيلة لهذه الحارة وسألته في حدّة: أستاذ حسين لو سمحت

بسخرية أجابها حسين ممعنا باستفزازها بينما يشير لها بإصبعه قائلا: بوقفتك دي ما ينفعش أستاذ حسين خاااالص، انت كده تخبطي ايديكي في بعض وتصوّتي وتقولي ما يحكومشي!!

أحرجت بتول من كلامه كثيرا فأنزلت يدها وقالت كطفلة مهذّبة: انا اسفة

ابتسم حسين وأكمل قائلا: وبعدين ايه اللي انت لابساه في رجليكي ده؟

نظرت بتول لقدميها المكشوفتين تماما إلّا من خطّ غليظ أحمر يفصل ما بين أصبع قدمها الكبير وبقيّة أصابعها، وقالت باستغراب: شبشب أبو ورده!!

بانشداه أجابها حسين: شبشب وابو ورده كمان!! طب والله خسارة فيكي اسم "سيدة منشن"، دي حتّى كانت كلّها هيبه وبرستيج وكلّه عندها بالاتيكيت، انت بكتيرك نندهلك ونقولّك يا سفّاحة الزواحف والحشرات الطائرة!!

بحرج كبير وغيظ أكبر خلعت بتول الخفّ من قدميها ودخلت مخلّفة إيّاه وراءها، فنظر حسين إليه بريبة قبل أن ينحني ويحمله بيده مكتشفا ويتساءل بعجب: ده ميداليه ده ولّا إيه، ازّاي بيدخل في رجل أيّ انسان طبيعي أساسا، البتّ دي عاهة ومتخلّفة حتّى في النموّ، قال مش عاجبها منشن قال، طب والله دي حتّى سبانك خساره فيها !!

.................................................. .................................................. ......................

[bambolina]

صباحا

رنين جرس الهاتف انتزع بتول من نومها العميق، وما إن أمسكته حتّى رأت اسم "أستاذ حسين" مكتوب على شاشته، فنظرت تلقائيّا نحو السّاعة لتجدها لم تتجاوز السادسة والنصف لتقطّب بحيره إذ أنّ هذه المرّة الأولى التي يكلّمها فيها على هاتفها الشخصيّ، فأيّ مكالمات تخصّ العمل كانت دوما تتمّ أثناء الدوام ومن خلال هاتف المكتب، فتحت بتول الخطّ بتوجّس وردّت متسائلة بريبة وبصوت متراخي من أثر النوم: الوو

صوتها النّاعس جعله ينظر لساعة الهاتف تلقائيّا قبل أن يردّ عليها قائلا بأعتذار ضمنّي بينما يدير مقود السيّارة باحتراف ورويّة في شوارع القاهرة التي لم تمتلئ بعد: شكلك لسّه نايمه، معلش ما كنتش عايز أزعجك بسّ قلت انت أكيد بتصحي بدري علشان الجامعة، ما حبّتش أصحّي مامتك وأقلق منامها

تنحنحت بتول وعدّلت من جسدها لتستفيق وتركّز معه قائلة: محاضرتي النهارده متأخّر شويّه، إنّما خير في إيه؟

أجابها قائلا بصوته الجادّ الصارم الذي دوما ما يرافقه عندما يتكلّم بما يخصّ العمل: قولي لوالدتك ما تروحش المكتب النهارده ولو في مواعيد مهمّة تأجلها لبكره أمّا لو في حاجه مستعجلة تخلّيها للعصر يمكن اقدر افرّغ نفسي شويّة لإنّي تقريبا مش هاجي المكتب النهارده

تساءلت بتول قائلة: وهيّ ماما ممكن يكون معها في البيت جدول المواعيد وارقام العملاء؟

قطّب حسين قائلا: والله معاك حق، انا مش عايزها تنزل المكتب عالفاضي، خلاص هشوف لو قدرت امرّ عليه

نظرت بتول للساعة من جديد وقالت بجديّه: خلاص يا أستاذ حسين أروح أنا واشوف في إيه وأكلّمك

منزعجا أجابها: مش عايز اتعبك

تحرّكت بتول من مكانها وقالت: مفيش تعب يا استاذ حسين المكتب في طريقي للجامعه حضرتك عارف، بس... هوّ في حاجه؟ قصدي يعني حضرتك كويّس؟

قالتها بلهفة وقلق بدى على لمسامعه واضحا داعب قلبه بلمسة من دفء خاص، أجابها رغم ذلك بقلق يخصّ المستغرق في نوم مضطرّب على الكرسيّ بجانبه قائلا: : إن شاء الله خير، أصل محمّد وصل من السّفر من شويّه و......

بحماس قاطعته بتول قائلة: بجدّ؟ آبيه محمّد وصل بجد؟ إيمتى؟ وهييجي على المكتب النهــــ.........

بنرفزة وعصبيّة قاطعها حسين شبه صارخ قائلا: حيلك حيلك في إيه مالك عامله زيّ القطر بتجري من غير أي كونترول، وافرضي محمّد وصل، إنت مالك؟ إيه الدّعي لكلّ المهرجان اللي إنت عملتيه ده؟ مالك فرحانه برجعته كده ليه خييير؟ يهمّك بإيه؟ يكونش من بقيّة أهلك؟

سكت حسين لاهثا، ولم يقابله من الجهة الأخرى سوى الصمت المطبق، فقطّب بحيرة وقال بينما يلتقط أنفاسه: بتووول؟

بصوتها العمليّ البارد أجابته قائلة: آنسه بتول لو سمحت؟

بسخرية همس ناطقا: آآنسه؟ طيبّ يا آنسه يا أمّ شبشب ابو ورده حمرا...

ممارسة على نفسها أقصى درجات التحكّم بالذات التي يسمح به عمرها قالت بعمليّة: في أوامر تانية يا أستاذ حسين؟

بمهادنه أجابها قائلا يستدرّ عاطفتها: لأ بسّ كده، أصل محمّد واصل عيّان وتعبان وأنا ما نمتش طول الليل وعلى آخري ومش هقدر اسيبه النهارده في البيت لوحده

ببرود مخفيّة قلقها أجابته: ألف سلامه على حضرته، هبقى أكلّمه اسأل عليه!!

بحدّة صرخ بها والغيظ يملأ قلبه: بتوووول

بأنفة قاطعته تقول: بعد إذنك يا أستاااذ حسين!

صوت ضحكة ذاوية متحشرجة خرجت مِن مَن المفترض به أن يكون غافيا قبل أن يقول بصوت هدّته الحرارة والإعياء: بقى بتغير عليها منّي يا حسين!

بذهول نظر إليه حسين وقال: أغير عليها؟ لأ طبعا وانا هغير عليها بتاع إيه إن شاء الله، بسّ هيّ كمان عيب عليها مأفوراها كتير بصراحة ملهوفه عليك على ايه يعني، دول كلّهم تلات ايّام عمي اللي انت غبتهم، دي... دي كان فاضل تقوم تزغرد عشان بقولها محمّد وصل... ماشي يا بتول يا ام الشباشب، هوّ تنشكحيله الانشكاح ده كلّه وانا تقوليلي انسه بتول يا استاذ حسين، قادره ومفتريّه دي لو كانت اطول كانت عملت ايه، صدق اللي قال احذروا كلّ من اقترب من الأرض، ده انا اللي هربّيكي يا بنت فوزية!!


يتبع https://www.rewity.com/forum/t402401-303.html