آخر 10 مشاركات
رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          9- قصر الصنوبر -سارة كريفن -احلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-18, 12:21 AM   #3741

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 292 ( الأعضاء 157 والزوار 135)
‏Gigi.E Omar, ‏بيون نانا, ‏سوووما العسولة, ‏johayna123, ‏amatoallah, ‏oum nadjib, ‏تاتا26071978, ‏الأسيرة بأفكارها+, ‏Zainabalghazi, ‏ميمي 80, ‏اسماء2008, ‏eng miroo, ‏هديل الحياة, ‏rasha emade, ‏rihab91, ‏miromaro, ‏كاراميلا, ‏زهره 85, ‏Doaa dodo, ‏mrmrmero, ‏دلال عمر, ‏chem.Fatima, ‏Sato, ‏مجد22, ‏walaaqasim, ‏الميزان, ‏ghdzo, ‏ريتال مصطفي, ‏Fofa shine, ‏أم دعاء الجزائرية, ‏kouki kouki, ‏rasha shourub, ‏مخبرية, ‏العنود محمد, ‏ام عمر80, ‏sayowa, ‏neno 90, ‏meryamaaa, ‏رفيف نديم, ‏~لحن الذكريات~, ‏sara alaa, ‏Arch dodda, ‏sara liam, ‏ياسمينة الماضي, ‏EMMO, ‏Gogo01, ‏nibal79, ‏غروب الامل, ‏rannar, ‏اولادي جنتي+, ‏gehad sawalha, ‏maiswesam, ‏حنان الرزقي, ‏naziha22, ‏توتو انا, ‏مملكة الامل, ‏عاشقه للوطن, ‏هدير خلف, ‏Msamo, ‏simsemah, ‏موجة هادئة, ‏bambolina+, ‏دمعة حب٩١, ‏نداء1, ‏noor ahmad27, ‏مايا82, ‏Alzeer78, ‏Berro_87, ‏sara osama, ‏taheni, ‏aa elkordi, ‏الغفار, ‏حووووووور, ‏حنان ياسمين, ‏زينب12, ‏مانولر, ‏حوار مع النفس, ‏طوطه, ‏Diego Sando, ‏Cecilia, ‏روني زياد, ‏Doaa said, ‏يمنى اياد, ‏توت 96, ‏راما الفارس, ‏احلام حزينة, ‏الورد زنبق, ‏Aya youo, ‏Hadooshtash, ‏لولة العسولة, ‏ام لمي ولارا, ‏cab123, ‏زهرة الغردينيا, ‏Reemo.B, ‏Shimaa12312, ‏WAFAS, ‏تالا الاموره, ‏كريستنا, ‏leila21, ‏رانيا خالد, ‏bobosty2005, ‏jiada seleem, ‏Noor aleslam, ‏جوري الصديق, ‏رودينا ابراهيم, ‏adma, ‏Ollaa, ‏lob na, ‏Heba Atef, ‏métallurgier, ‏الروح الهائمه, ‏بت البر, ‏shimaa saad, ‏Gehan hassan, ‏Mat, ‏ksuhaila, ‏nadia1996, ‏AdamDado, ‏AyOyaT, ‏حنان عفج, ‏karima seghiri, ‏ريما اشرف, ‏درة البحر2, ‏إسراء فضل الله, ‏عشقي لديار الخير, ‏مشاعل 1991, ‏amira moslema, ‏samarezat, ‏Batoul abou baker, ‏seham26, ‏Batatss, ‏nabilahamdy, ‏حائرة انا, ‏تسنيم قاصي, ‏Angelin, ‏awttare, ‏anabel, ‏فاطمة توتى, ‏Electron, ‏ريناد السيد, ‏om malk90, ‏سميه الشهري, ‏Ese, ‏ام ديمه, ‏نبيله محمد, ‏ام هنا, ‏هبه عجلان, ‏ايمان حمادة, ‏مهيف ..., ‏جلاديوس, ‏Booo7, ‏جيلانتي, ‏mimi0000, ‏ارض اللبان


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:26 AM   #3742

اولادي جنتي

مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية اولادي جنتي

? العضوٌ??? » 422284
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 7,954
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » اولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mrmrmero مشاهدة المشاركة
أنا خلصت شرب النسكافيه ودخلت علي الآيس كريم يعني شربت وحليت 😂😂😂
عافياااااااات
بقى القهوة حتى تسهرين ع المضبوط
يعني نيمتي الأولاد وتأكلين الآيس كريم وحدك ؟!!!!!!!!!


اولادي جنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:26 AM   #3743

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

معلش صبايا تأخر الفصل
بسبب مشكلة النت الي عندي
دقائق وستبدا رغيدا تنزيل الفصل


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:29 AM   #3744

اولادي جنتي

مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية اولادي جنتي

? العضوٌ??? » 422284
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 7,954
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » اولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 305 ( الأعضاء 163 والزوار 142)
‏اولادي جنتي, ‏مملكة الامل, ‏bambolina, ‏Tuo, ‏hhanen, ‏Eman Tarek, ‏amatoallah, ‏داليا حسام, ‏karima seghiri, ‏Hadooshtash, ‏زينب12, ‏إسراء فضل الله, ‏nabilahamdy, ‏مايا82, ‏oum nadjib, ‏roro.rona, ‏هديل الحياة, ‏Aya youo, ‏awttare, ‏Sato, ‏زهرة الغردينيا, ‏بشرى الخالد, ‏مخبرية, ‏كاراميلا, ‏عبث الحروف, ‏ياسمينة الماضي, ‏رؤى*حسن, ‏القبلان, ‏رغيدا, ‏Bnboon, ‏Zainabalghazi, ‏Novella ibti, ‏سراج اليل, ‏Samasaja, ‏Dndn1992, ‏rasha emade, ‏سوووما العسولة, ‏walaaqasim, ‏رفيف نديم, ‏miromaro, ‏~لحن الذكريات~, ‏rihab91, ‏rere87, ‏غروب الامل, ‏Gigi.E Omar+, ‏Om soso, ‏عشقي لديار الخير, ‏زهر البنفسج°, ‏johayna123, ‏eng miroo, ‏مانولر, ‏بيون نانا, ‏زهره 85, ‏Doaa dodo, ‏دلال عمر, ‏مجد22, ‏الميزان, ‏ghdzo, ‏ريتال مصطفي, ‏Fofa shine, ‏أم دعاء الجزائرية, ‏kouki kouki, ‏rasha shourub, ‏العنود محمد, ‏ام عمر80, ‏neno 90, ‏meryamaaa, ‏sara alaa, ‏Arch dodda, ‏sara liam, ‏EMMO, ‏Gogo01, ‏nibal79, ‏rannar, ‏gehad sawalha, ‏maiswesam, ‏حنان الرزقي, ‏naziha22, ‏توتو انا, ‏عاشقه للوطن, ‏هدير خلف, ‏Msamo, ‏simsemah, ‏موجة هادئة, ‏دمعة حب٩١, ‏نداء1, ‏noor ahmad27, ‏Alzeer78, ‏Berro_87, ‏sara osama, ‏taheni, ‏aa elkordi, ‏الغفار, ‏حووووووور, ‏حنان ياسمين, ‏حوار مع النفس, ‏طوطه, ‏Diego Sando, ‏Cecilia, ‏روني زياد, ‏Doaa said, ‏يمنى اياد, ‏توت 96, ‏احلام حزينة, ‏الورد زنبق, ‏لولة العسولة, ‏ام لمي ولارا, ‏cab123, ‏Reemo.B, ‏Shimaa12312, ‏WAFAS, ‏تالا الاموره, ‏كريستنا, ‏leila21, ‏رانيا خالد, ‏bobosty2005, ‏jiada seleem, ‏Noor aleslam, ‏جوري الصديق, ‏رودينا ابراهيم, ‏adma, ‏Ollaa, ‏lob na, ‏Heba Atef, ‏métallurgier, ‏الروح الهائمه, ‏بت البر, ‏shimaa saad, ‏Gehan hassan, ‏Mat, ‏ksuhaila, ‏nadia1996, ‏AdamDado, ‏AyOyaT, ‏حنان عفج, ‏ريما اشرف, ‏درة البحر2, ‏مشاعل 1991, ‏amira moslema, ‏samarezat, ‏Batoul abou baker, ‏seham26, ‏Batatss, ‏حائرة انا, ‏تسنيم قاصي, ‏Angelin, ‏فاطمة توتى, ‏Electron, ‏ريناد السيد, ‏om malk90, ‏سميه الشهري, ‏Ese, ‏ام ديمه, ‏نبيله محمد, ‏ام هنا, ‏هبه عجلان, ‏ايمان حمادة, ‏مهيف ..., ‏جلاديوس, ‏Booo7


اولادي جنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:29 AM   #3745

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر

تجلس على سريرها ترضع صغيرتها بينما تتأمّل فيها بعدم تصديق لم يفارقها حتّى الآن، وقد مرّ على إنجابها أسبوع كامل
تكاد لا تصدّق أنّها هي زاكية التي لم تكن تطيق الأطفال ولا تقدر على التعامل معهم قد اصبحت أمّا لهاته الحلوى اللذيذة، أنّ غزل البنات الهشّة الرقيقة هذه قد كانت جزء فعلا من جسدها، تنظر إليها كيف تحيط صدرها بفمها الورديّ المزموم دائما فتوشك على قضمها لشدّة ما تبدو شهيّة
"زاكية"
هكذا يناكفها زوجها طوال الوقت كلّما قبّل ابنته، بينما ينظر إليها بمكر ملاعبا حاجبيه قائلا: شكلها راح تطلع أزكى منّك وراح تاخد منّك اللقب اللي طول عمرك مش عاجبك ويتتكبري عليه... يمي يمييي
فتردّ عليه مخفية غيرتها وتدّعي عدم الاهتمام قائلة: بكرة بخلّص الأربعين وبس تيجي تدوّر على اليميي راح أحكيلك بح خلّصنا "بح بمعنى انتهى بلغة الاطفال"
أخرجت زاكية صدرها من فم ابنتها التي غفت كما العادة ما إن بدأت بإرضاعها ورفعتها بعد أن وضّبت ملابسها لتقوم بتجشئتها مربّتة على ظهرها بحنوّ شديد
دقائق وخرجت زاكية من الغرفة مغلقة إيّاها بهدوء بعد أن وضعت الصغيرة في مهدها لتدخل غرفة الجلوس حيث تجلس حماتها منتظرة إيّاها ريثما تنتهي من إرضاع الصغيرة
ما إن رأت أم أحمد زاكية تطلّ عليها حتّى سألتها: نامت؟
مبتسمة براحة أجابتها زاكية: الحمد لله
بنبرة نصح حنونة أكّدت عليها قائلة: ضلّي اقرأي عليها ماما، البنت اسم الله حولها بتنعشق مو بس بتنحب اقري عليها لإنه العين حقّ!
وافقتها زاكية قائلة: بقرأ والله خالتو طول ما أنا برضّعها، ولميس كل يوم بس تيجي الصبح بتقرأ عليها الرقية كاملة
ما ان أنهت كلامها حتّى دخل يوسف يحمل بيده أكياسا كثيرة وضعها في المطبخ مستبقيا واحدا فقط في يده، ثمّ اقترب من والدته مقبّلا رأسها فيدها فرأسها من جديد وقال: بتعرفي ماما؟ يعني قدّيش كنت بحبّك زمان؟ من يوم ما ولدت زاكية صرت بحبّك يمكن أكتر بمية مرّة! ومن يومها أبوي الله يرحمه ما بيروح من بالي بالمرة، يا الله شو مشتاقله، نفسي لو يرجع لو لحظة بس عشان احضنه لغاية ما اشبع منّه، وابوس راسه وايديه وحتّى رجليه ، وأحكيله شكرا على كلّ تعبك معانا، شكرا لكل جهد عملته عشانّا، يا الله شو ندمان... ندمان انّي ما استغلّيت وجوده بينّا وقضيت وقتي كلّه تحت رجليه اطلب رضاه!
ترقرقت الدموع في عينيّ والدته حنينا وشوقا لذكرى ذلك الزوج والحبيب والشريك والسند وقالت: رضيان يا يوسف والله إنّه رضيان، طول ما إنتوا إيد وحده راح يضل رضيان، بس المهم يا ابني اوعوا الزمن ينسّيكم ايّاه وتلهيكم عنّه، اتذكّروا دائما بالدّعاء والصدقات، انتو الولد الصالح اللي أجره ما بينقطع
أمّا زاكية التي كانت تتابع ذلك الحوار فغامت عيناها فخرا لروعة زوجها وجمال روحه وقلبه، وغبطته لقدرته على البوح والتعبير، فيما غصّ قلبها حزنا وألما على حالها وحال أخوتها، فهي مثله ومنذ أنجبت لا يغيب والديها عن عقلها وتتساءل كلّما نظرت لابنتها، كيف استطاعت والدتها أن تترك طفليها وحيدين وتخلّفهما وراءها في بلد مختلف دون أن تفكّر لو لمرّة بأن تتفقّدهما أو تسأل عن أحوالهما، كيف استطاعت أن تظلّ كما هي غير متأثّرة بأنّها قد أصبحت أمّا لابنتين عليها أن تكون قدوة لهما
غير غافل عنها، يشعر بها كما لو أنّ روحها في قلبه ساكنه، اقترب منها وقبّل جبينها قائلا: وإم الغلا كيفها شو عامله اليوم؟
ابتسمت زاكية ولامست عضده برأسها بخفّة وهمست تقول بصوت مختنق: بخير طول ما إنت بخير
فابتسم لها بخبث قاصدا أن يناكفها ليزيل عن وجهها لمسة الكآبة التي عكّرت صفو جماله قال: احكيلي... هيّ غلا كم صار عمرها اليوم؟ شو أسبوعين؟ لااا أوعي تحكيلي تلات؟ والله أربعة؟ ما شاء الله صرتي مخلصة الأربعين! طب خلّيني ألغي زيارة أخواني إذا، ماما معلش بدنا نغلبك غلا راح تضلّ بضيافتك الليلة
جاحظة بعينيها ضربته بخفة على صدره بينما تقهقه بلا مقاومة رغم إحراجها من حماتها التي كانت تضحك عليه بدورها قبل أن تمسك بقارورة فارغة بجانبها وترميه بها قائلة: ولك من يوم يومك فاسخ برقع الحيا "أي بلا حياء" ومجنون وهلأ بعد ما ولدت مرتك انهبلت بالمرّة
حينها ابتسم يوسف بعشق قائلا: آآآه من الغلا!

غلا
هو الاسم الذي تمّ اختياره للطفلة أخيرا من بعد مناقشات واجتماعات ومفاوضات كثيرة ما بين ثلاثتهم
هو وهي وابنة كرم الصغيرة... حلا
فقد كان هذا الاسم مرضيا لثلاثتهم، فهو مشابه بالوزن والقافية للأخيرة الغيورة، ومعبّرا عن شعوره هو نحو الصغيرة، وثلاثيّ الحروف رقيقا ناعما كما أرادت والدتها التي لطالما تعقّدت من اسمها
ممعنا في جنونه منذ أن أنجبت الصغيرة أخرج من الكيس دمية دبّ ورديّ صغيرة على شكل أنثى وقال بحماس: شوفوا شو جبتلها؟ وينها هي عشان أعطيها ايّاها
زفرت زاكية بحنق من تصرّفات زوجها قبل أن تنظر لحماتها وتقول بيأس: شايفة خالتو راح يصحّيها!
ضحكت أم أحمد على جنون ابنها سعيدة جدّا لأجله، بأنّه قد أصبح أب أخيرا بعد سنوات من التصبّر والاشتياق، ثمّ قالت: راح تجنّنوها للبنت
قالت أم أحمد ثمّ سألت زاكية باهتمام: كإنّه أختك روّحت بسرعة بس إجت عندك اليوم؟
هزّت زاكية رأسها بهمّ وقالت تفضفض مع حماتها: والله ما بعرف شو بدّي أحكيلك يا خالتو، معجوقة "منشغلة" كتير، سفرها بعد بكرة، وضايعة ما بين تجهيزات السفر وما بين المسؤولية الكبيرة اللي تركلها إيّاها زوجها، يعني تلات ولاد، تنين منهم مراهقين والله مو هيّنة أبدا، حمل كبير شالته "حملته" فجأة، ما بعرف شو كان بدها بكلّ هالزيجة!
باستياء ورفض قالت أم أحمد: له يا بنتي لشو هالحكي، أول شي هاد نصيب والنصيب ما بنقدر نقول عليه لأ لأنّه قدر ربّ العالمين الي كتبه إلنا، بعدين أختك لمّا تزوّجته للرجّال تزوّجته وهي عارفة إنّه عنده ولاد ويمكن أصلا يكون هاد السبب، اختك رايدة "تريد" الأجر، وما في عمل خير أحسن من ترباية ولاد من غير أم ، هدول الولاد بكره بس يكبروا بتشوفي كيف همّ اللي راح يسندوها ويوقفوا معها، بعدين إنتِ ما بتشوفي كم بتحبّوا للصغير الي بييجي معها وكم هوّ متعلّق فيها، يعني هي راضية ومبسوطة ليش لحتّى إنتِ تأنبيها وتشعريها بإنّه الي عم بتعمل غلط، هاد بدل ما توقفي معها وتآزريها
عضّت زاكية شفتيها بخزي، نعم معها حقّ حماتها فرغم كلّ الارهاق الذي كانت تراه على وجه شقيقتها في الأيام الماضية الا أنّها وتعترف وجدتها حيّة كما لم تكن من سنوات، راضية و... سعيدة، إلّا أنّها ورغم ذلك لا تزال تتمنّى في داخلها لو أنّ هذه الزيجة لم تكن، فالانقباض الملازم لقلبها في كلّ مرّة يذكر اسم زوج أختها أمامها ينبؤها أنّ فقاعة السعادة التي تحيط بلميس هشّة وسرعان ما ستنفجر مخلّفة وراءها في قلبها حسرة وألم أضعاف ممّا قد تكون عرفته يوما وهذا في حدّ ذاته يميتها رعبا!
قالت بارتباك تبرّر نفسها: مش هيك خالتو بس قصدي، والله لو تشوفيها مبارح وهي عندي مهمومة وحيرانه ومقضيتها على النت تدوّر على كتب ومقالات في التربية، قال هاي أمانة ولازم تكون قدها، وطبعا ولا شي عم يعجبها قال كلها حكي فاضي وأفكار مستوردة من الأجانب وما بتنفعنا إحنا كمسلمين
ابتسمت أم أحمد إعجابا بهذه الشابّة التي لا تزال تذكرها قبل سنوات طويلة كيف كانت مجرّد مراهقة عابثة لا تبالي بشيء في الحياة سوى التمرّد على ظروفها، فسبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر سبحانه كيف يدبّر الأسباب فيخلق من كلّ مصيبة فرجا، ومن كلّ ضارّة نافعة، فها هي الآن ومن بعد مصابها الشديد قد ولدت من جديد لتكون إنسانة مختلفة لا تمتّ لتلك بأيّ صلة!
بابتسامة سعادة قالت لكنّتها: قوليلها لأختك تدوّر على اليوتيوب على فيديوهات للدكتور محمّد راتب النابلسي عن التربيّة، هاد داعية إسلامي إله محاضرات كتير حلوة، وماخد دكتوراة في التربية، وفيها كمان تحمّل موسوعته عن التربية في الاسلام وتقراها قراءة إذا بتحبّ!
ابتسمت زاكية بانبهار وقالت: عنجد خالتو؟
هزّت أم أحمد رأسها وقالت: آه والله هديك المرة لمّا إجت جارتنا إم علي عنّا قالت إنّه بنتها منى عم بتابع حلقاته على اليوتيوب دايما وعم بتقول إنها استفادت كتير منها، وإنتِ عارفة منى ما شاء الله عليها قديش ملتزمة وحاطّة دايما مخافة الله بين عيونها بأيّ شي بتعمله!
امسكت زاكية الهاتف بحماس وقالت: والله الله يجزيكي الخير يا خالتو إنتِ ومنى وخالتو إم منى كمان، راح أخبّر لميس وأدوّر على الموسوعة وأحمّلها على طول أنا كمان!
ما إن أنهت زاكية كلامها حتّى كان جرس باب الشقّة يقرع بإزعاج فعلمت أنّهم لا بدّ بيت أبو راشد، فلا أحد في هذه البناية كلّها قد يتصرّف كهذه التصرّفات الجنونيّة إلّا سراب أو ابنها راشد وأمّا الثالث فهو يوسف زوجها بالتأكيد!

أمّا على الباب خارجا فقد كان أحمد يبعد يد زوجته عن الجرس قائلا: بس بسس في حد بيدق الجرس على النّاس هيك، ما بدّك تبطلي جنانك إنتِ؟
بطرف عينها وبثقة أجابته: بخاف أبطله "أوقفه" ما تعرفني!
بيأس رفع أحمد حاجبيه قائلا: لا حول ولا قوّة الّا بالله، طب أنا مجبور أتحمّلك لإنّك مرتي وخلص ابتليت فيك، النّاس شو دخلهم يتحمّلوكِ؟
بلا مبالاة أجابته قائلة: ما دخلهم بس ما عندهم خِيار، مضطرين، مو بقولوا كرمال عين تكرم مرج عيون؟ وإنت العين وأنا تكرم عيوني
حينها فتح يوسف الباب وقال ضاحكا: والله حواركم شيّق بس أعتقد خلص سراب أفحمتك وانتهى الموضوع!
حينها أصدر راشد صوت سخرية من حنجرته ودخل بعد أن قال متمتما: هو متى بابا قدر على ماما!!
بهت أحمد ووقف مكانه بعيون منفرجة، ليقهقه يوسف بينما يتبع أولاد أخيه، فتكتم سراب ابتسامتها وتقول: غشيم ابنك!
نظر لها أحمد بطرف عينه وقال ساخطا: والله ما كذب، مستحيل أقدرلك أنا!
حينها ضربت كتفه بكتفها برقّة ودلال وقالت هامسة خوفا من أن يسمعها أحد: مين قال لسّة مبارح قدرتلي وإذا بدّك اليوم بتركك تقدرلي كمان
حينها اتّسعت ابتسامة أحمد ونفخ صدره ثقة وقال: متى ما حبّيتي نحن لها!


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:34 AM   #3746

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

دخل الغرفة بعجلة وقال بينما يخلع قميصه بصوت عالٍ معتقدا أنّها داخل الحمّام: يلا غزل يرضى عليك عجلي والله يوسف صرعني اتّصالات بتعرفي محروقة بصلته!
"السلام عليكم ورحمة الله... السّلام عليكم ورحمة الله"
التفت كرم للزاوية التي كان يعلم أنّها دوما ما تصلّي بها فوجدها تقوم بخلع لباس الصلاة وتطويه بأناة فيظهر فستانها البيتيّ الأخضر الذي يعشقه والذي لا يكاد يتعدّى ركبتيها، ويتعلّق بجسدها برباط عريض معقود خلف رقبتها مخلّفا كتفيها وظهرها عاريا متعة لناظريه، لا سيّما وهي ترفع شعرها فوق رأسها بمشبك ذهبيّ فيتهدّل شعرها الكستنائيّ من حوله بفوضى مثيرة... خاصّة لمحروم مثله
ابتسم كرم بخبث واقترب منها قائلا بينما يقبّلها على جانب فكّها ملامسا إيّاها بحسّية مقصودة: تقبّل الله... شو شايفك بتصلّي اليوم... أخيرا خلّصتِ؟
من بين شفتيها المطبقتين أجابته بينما تبعده عنها تدّعي الضيق: ما دخلك!
ابتسم كرم وأجابها مقتربا منها من جديد: الشووووق
وقفت غزل أمامه وزجرته بغضب حقيقي: كرم!
رفع حاجبيه وقال: شو؟ "ماذا" قصدي السّجادة... سجّادة الصلاة اشتاقتلك!
كتمت غزل ابتسامتها وأجابته بسخرية: سبحان الله سجّادة الصلاة ما اشتاقتلي إلّا لمّا خلّصت الدورة الشهرية
بعجب أجابها كرم قائلا: يا نكّارة من يوم ما رجعت السجّادة من السّفر وهي مشتاقتلك بسّ إنتِ اللي عارفة غلاتك عندها وعم تتدلّلي عليها... بس ليش الحكي... والله بيلبقلك الدلال... والغزل... وأنا ما بقدر إلّا أحكيلك زي ما حكى الأخ المناضل كاظم السّاهر الله يمسّيه بالخير...
اغازلك غصبًا عنّك ترضى ما ترضى...
أصالحك وأزعل منك .. ترضى ما ترضى
لو قفلت الأبواب .. أصعد لك سطوح
ومن كل مسام الل بيك .. تدخلك الروح
أخفت غزل نظرة لين كانت توشك على أن تطلّ من عينيها، فتلاهت بتجهيز نفسها مخفية استمتاعها بمراضاته رغم أنّ غضبها منه حقيقي هذه المرة
لاهية بأفكارها تصرّفت بطبيعيّة وبدأت تخلع ملابسها بينما هي منسجمة تسمع كلمات الأغنية التي تعشقها بصوت زوجها النشاز، فتجحظ عينا كرم بمفاجأة قبل أن تتسع ابتسامته وبشير بكلا يديه بعلامة نصر لم ترها، ويكمل غناءه باذلا مزيدا من الجهد:
يا معشر العشاق .. جيت أشكي حالي
ظالم حبيب الروح .. ظالم الغالي
حينها رفعت غزل حاجبيها ونظرت إليه بغيظ فأيّ ظلم هذا الذي يدّعيه وهي التي رأته بأمّ عينيها بصورة فوتوغرافيّة أرسلها لها يوسف قبل عودتهم بيوم، متمدّدا شبه عارٍ مستلقي على سرير مساج مسلّما جسده لشابّة صينيّة قصيرة لتلامسه كما يحلو لها
ابتدأت تبحث بخزانتها بعصبيّة عن شيء مناسب لترتديه للصعود لبيت يوسف، فتخبو نظرة النصر في عينيه ويزفر بيأس وغضب لاعنا يوسف ومقالبه في عقله قبل أن يقترب منها من جديد فيقبّل رقبتها وكتفها بينما يكمل أغنيته همسا في أذنها بعد أن داعبها برقّة مدّعيا ابعاد خصلات شعرها:
يا روحي لا تبخل .. بس لو نظرة
سلم لي من الشباك .. وأسعدني مرة
دون شعور وجدت غزل نفسها تستدير لتنظر إليه بشوق، فقد كان غيابه هذه المرة طويلا، وكانت هي فيه كوردة ذابلة تنتظر السقيا بقدومه، تنتظر إحساسها بالأمان والذي لا تلقاه إلّا بوجوده وبين ذراعيه، ولكنّه للأسف أفسد عليهما جمال اللقيا من بعد الغياب بخيانته... نعم هي خيانه، هكذا كانت غزل تفكّر بينما تسمعه يكمل قائلا وقد بدأت السعادة والثقة تملأ عينيه بينما يتمادى في لمساته:
يستاهل نضحي .. حبيبي
وأعطي له من روحي .. طبعاً
حينها اشتعلت عيناها مكرا وربّتت على صدره قبل أن تستطيل مقبّلة فكّه وتهمس له وتقول مؤمنة على خاتمة أغنيته: وأنا هيك شايفة كمان، لهيك ضحّي اليوم وروح نام بحضن أميرتك الدلوعة عشان إمها لسة لهلّا مش قادرة تسامحك على خيانتك!
قالتها وابتعدت ليهمس هو قائلا بصدمة وإحباط: خيانة!!
.....................................


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:37 AM   #3747

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد دقائق كانت العائلة تقريبا جميعها مجتمعة في بيت يوسف احتفاء بمرور أسبوع على ميلاد غلا ، مناسبة ما كان هو ليفوّتها أبدا
خرج يوسف من غرفته يحمل الطفلة بين ذراعيه غامرا إيّاها بين حنايا صدره ويقبّل وجنتها الناعمة ما بين كلّ ثانية وأختها حتّى نهرته والدته أخيرا بعد أن ضاقت به ذرعا محاولة إقناعه أنّ تقبيل الأطفال في هذا العمر لا يجوز أبدا
بغير رضا أفلت يوسف ابنته وأعطاها لغزل بينما ينظر حوله قائلا: شو وينهم عصافير الكناريا لسّة ما إجوا؟
حدجته والدته قائلة: ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد!
بطرف عينه نظر يوسف إليها متمتما: كإنّه ابنها بينفع معه حسد دايما محصّن حاله ما شاء الله!
ثمّ أكمل رافعا صوته: ولشو بدّي أحسدهم يعني هو مرته مدلّعته وأنا مرتي مدلّعتني، وينها زاكية حبيبتي عشان تثبتلك، زوزووو حبيبتيييي تعالي شوي لو سمحتي!
خرجت زاكية من المطبخ تردّ عليه قائلة: يا روح روح روووح زاكية!
نفخ يوسف صدره قائلا بينما ينظر إليهم بطرف عينه: بدّك شي حبيبتي لازمك شي؟
بحماس دخلت زاكية للمطبخ وخرجت منه بسرعة تحمل بيدها كيسا أسود وتمدّه له قائلة: حبيبي الله يرضى عليك نزّل كيس الزبالة هاد الدنيا شوب وهلّأ ريحته بتعبّي "تملأ" المطبخ!
حينها قهقه جميع الحاضرين بصخب شامتين فيه بينما يتضاءل رأسه ما بين كتفيه، فيهتف براشد ورشيد ابنا أخيه ويقول لهما موبّخا: تعال امشي انت وايّاه خدوا كيس الزبالة نزلوه بسرعة، وبطريقكم نادوا على عمّكم أبو مصعب قولوله بدنا ناكل الجاتو اليوم مو بكرة، واحكوله نجيبلك الدفاع المدني ولّا ما في داعي؟
رافضا التحرّك نظر راشد لشقيقه الاصغر رشاد وقال: أنا ما باخد زباله، انزل إنت مع رشيد
شامتا بشقيقه بعد مقلبه الذي فعله به، أمسك بكفّ زوجته وقرّب رأسه منها هامسا في أذنها: شو رأيك أعملّك مساج مرتّب بسّ نروّح؟
بطرف عينها رمقته بحنق وقالت: ليش حابب تمارس عليّ الخبرة الي اكتسبتها بالصّين؟ دخلك بدّي أسألك عجبك المزاج الي عملته هناك؟ اوبس قصدي المساج!
زفر كرم ببعض الغضب وقال: والله العظيم كان ضهري يوجّعني، جسمي متخشّب ومو قادر أتحرّك!
حينها نظرت إليه في عينيه تدّعي الاهتمام وسألته: وفكّ جسمك بعد المساج؟ يعني ارتحت؟!
بغباء أجابها معتقدا أنّها صادقة النوايا: كتييير! آي!
وتلك الآي الفاضحة كانت نتيجة قرصة مسمّمة من غزل لفخده
قهقهة مجلجلة انطلقت من فيه يوسف الذي كان مراقبا للوضع والحوار بينهما منذ البداية مثيرا حيرة الآخرين وضيق كرم الذي وقف متعملقا مقتربا منه يودّ ضربه بغلّ، لينقذه وباللحظة الأخيرة قرع الجرس!
لحظات فقط ودخل رشاد ورشيد ومن خلفهم عمر يحمل مصعب بشهوره الستّ في أحد ذراعيه ويمسك بكفّ الأخرى كفّ زوجته، أمّا شام ابنتهم بأعوامها التي تقارب الأربعة فسبقتهم راكضه معانقة الجميع بحياء وحبّ
احتضن يوسف عمر بادّعاء بينما يملّس شعره الرطب قبل أن يغمز لاخوته قائلا: مش حكيتلكم؟
فنظر له عمر الذي زادته السنون وسامة وركازة: إيش في؟
نظر له يوسف بمكر وقال له: ولا شي بس بسمّي عليك، وحابب أوصّيك على حالك، ارحم صحتك!!
احمرّت أذني عمر حياء قبل أن يزجر أخاه بنظراته ويقول: ارحمنا من عينك بس وبنضلّ بخير... أم مصعب يرضى عليكي....
قطعت رحيق التي زادتها السنوات جمالا ودفئا نابعا من روحها وقالت: خير حبيبي؟ أؤمرني!
ابتسم لها عمر بحنان وقال بتقدير تفرضه عليه بحسن عشرتها وحلاوة لسانها: ما يؤمر عليكي ظالم يا رب... يرضى عليك اليوم ما بتنامي قبل ما تقرأي علينا الرقية الشرعية كلها وإذا قدرت تخلصي سورة البقرة لا تقصري!
اتّسعت ابتسامة رحيق وأجابته قائلة: تكرم عينك ابن عمي
من جديد كانت قهقهة يوسف هي الجواب المغيظ لكلّ الحاضرين


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:38 AM   #3748

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اليوم التالي
تنظر إلى ساعة يدها بوجوم والنّار تأكل صدرها قلقا
يالله أين هو؟ لِم لَم يعد حتّى الآن ما الذي حدث له؟
أغمضت لميس عينيها والأفكار السوداء تنهش عقلها و... قلبها، ترجو من الله أن يسلّمه، وتستودعه لله في عقلها مرارا وتكرارا محسنة الظنّ بالله مقاومة وساوس الشيطان في صدرها التي لا تفتأ تهوّل الأفكار السوداء في عقلها وتزيدها بشاعة
تُرى ما الذي أخّره؟ أخير أم شرّ؟
وضعت لميس يدها وقبضتها فوق صدرها وسؤال يتلاعب بعقلها مزعزعا صمودها
ماذا لو حدث له مكروه؟ بل... ماذا لو لم يعد؟!
شهقة خوف خرجت منها دون أن تشعر ومضت مع صورة وجهه المشاكس شديد الوسامة، يشاكسها ويناكف والده!
شحبت ملامح لميس وأغمضت عينيها برعب وأسى بينما تتخيل نظرة الخيبة في عينيّ الكاسر، بل ربّما نظرة اتّهام، اتّهام بكونها لم تكن على قدر المسؤوليّة التي أوكلها إليها، لم تكن على قدر ثقته
ذلك الذي داعب خدّها خفية بينما يودّعها أمام أولاده وقبّله سرّا قبل أن يطبع قبلة أخرى مطوّلة على جبينها قبل أن يغادر هامسا بأذنها: لا تخافي... أنا واثق إنّك قدّها، ولو لزمك أيّ شي، أو صار أيّ شي، لا تنسي اللي حكيتلك إيّاه مبارح!
نعم!!
ما قاله لها!
بالضّبط هذا ما يجب أن تفعله
استدارت لميس بتصميم تبحث عن هاتفها لتجد العنود قد خرجت من غرفتها وقد دخلتها قبل بعض الوقت لتلهي شقيقها عندما شعرت بتوتّر لميس
لاحظت العنود دمعة لميس التي كانت قد ذرفتها دون أن تشعر فعضّت شفتها قليلا قبل أن تقول لها بارتباك واجم: خالتو لا تخافي نبراس دائما عند جدّتي كان يتأخّر هيك حتّى إنّه آخر مرّة طوّل كتير واتّصلت ببابا وراح هوّ وصارم ضلّوا يدوّروا عليه لحتّى لاقوه!
نعم... هي تذكر ذلك جيّدا فكيف بغباءها قد نسيت هذا الأمر
إذا فهي محقّة فيما قد قرّرت أن تفعله، فليس لها عن ذلك بديلا ولتحتمل بضعا من النظرات الباردة والاتّهامات
أمسكت لميس بهاتفها لتجري المكالمة ولكنّها لم تنس أن تنظر للعنود بامتنان وتهمس لها بالشّكر
........................................
بعد ساعة
ما إن خرج صارم من غرفة أخيه غاضبا بعد أن انتهى من توبيخه حتّى دخلت هي إلى غرفته بخطوات بطيئة، تنظر إليه بلهفة تحمد الله في سرّها على سلامة عودته
وقفت لميس قريبا من سريره حيث كان يجلس واجما منكس الرأس لا تدري أرفضا لوجودها في هذه اللحظة أم خجلا، فصمتت تنظر إليه ولا يزال كل عصب في جسدها يختض هلعا فهي حين أخبرها صارم بخيبة وخوف -ظهر على صوته رغم ادّعاءه الجلد والثقة- أنّ نبراس ليس حيث توقّع أنّه قد يكون، أنّ عليه أن يبحث عنه الآن لدى أصدقاءه، ضربت معاول اليأس عميقا بداخل صدرها فتركتها خائرة بلا حول ولا قوّة
قالت أخيرا هامسة وقد ضاقت ذراعا بصمته: بتعرف قديه "كم" خفت عليك؟ بتعرف مدى بشاعة التخيلات الي اجت في بالي خلال الساعتين هدول؟ بتعرف درجة العجز الي حسيت فيها وانا قاعدة هون عاجزة مو عارفة شو ممكن اعمل وكيف ممكن ألاقيك؟ أكيد ما بتعرف لإنك لو بتعرف كان أكيد ما كنت تصرفت بهاد الإهمال!
قالتها قبل أن تنهار على السرير بجانبه و تشهق باكية مفجرة كل المشاعر السلبية التي أصابتها خلال الساعتين الماضيتين
خوف وهلع، عجز وضعف، وحاجة و... فقد، فقد لذلك الي حتّى في غيابها قدّم لها الدعم المطلوب والذي لولا تلك الكلمات المغمغة التي ألقاها لها في فجر يوم سفره بعد لقاءهما الحارّ والذي بدى فيه متخبّطا ككاسر ينهش بلا راحة
" امي وصارم معك ما راح يتركوك حتى لو كانوا في بيوتهم، أيّ وقت وأيّ لحظة بليل أو نهار احتجتيهم بتلاقيهم عندك، صارم إله كلمة عليهم بيحبوه وبعملوله حساب، ووقت الجدّ قادر يخوّفهم، وإمّي كمان بحبوها وبقدروها، قوية وماكرة وقادرة تخليهم يعملوا الي هي بدها اياه"
قبلة على رأسها فاجأتها فأهدأت بكاءها قليلا قبل أن تبدأ بمسح بشرة وجهها الرطبة، لتسمعه من بعدها يقول: خالتو أنا اسف، والله ما كنت ناوي اتأخر، أنا رحت مع صاحبي على بيته على أساس بده يوريني سي دي جديد اشتراه للعبة البلاي ستيشن، بعدين قاللي تعال بسّ لنجرّبها، ومن غير ما أحسّ كيف لقيت حالي تأخرت
بريبة وتوجس سألته مستفسرة: كان في حد في البيت غيركم؟ أجابها مسايرا: أهله كلهم!
تساءلت بنبرة مؤكّدة: حتّى إمّه؟
هزّ نبراس رأسه إيجابا، فابتلعت لميس ريقها وقالت تسأله بخشية: حد منهم عملّك اشي؟ يعني مثلا احم... لمسك من... مقاطعا اياها أجاب نبراس: ما حدّ تحرّش فيّي اطمّني، صاحبي هاد من الصفّ الأوّل وجدّتي بتعرفه وبتعرف أهله!
تمتمت لميس بالحمد، فتنحنح نبراس بضيق ثمّ سألها بخشية: راح تحكيله؟
صمتت لميس قليلا ثمّ أجابته بصدق قائلة: أنا عاهدته ما أكذب عليه ولا أخبي عليه إشي
أخفض نبراس رأسه بأسى لامس قلبها، فأكملت قائلة: بس ما وعدته إنّه لازم أحكيله كل شي قبل ما يرجع
بعدم تصديق نظر اليها نبراس متأمّلا ومستفسرا، فوضّحت له قائلة: يعني معك من هو ليرجع تكون عملت أشياء كتير منيحة لحتى تغطي على عملتك السودة هاي!
حينها وكأنّ شيئا لم يكن قفز نبراس عن سريره مقبّلا خدها بقوة قائلا: أحلى لمّوس في الدنياااا والله!
ضحكت لميس بقوّة، ولكنها عندما شاهدت خروجه السّريع نادته قائلة: وين وين؟
ببراءة نظر اليها قائلا: أحضر افلام كرتون
بذهول سألته: والدراسة؟
بغمزة شقاوة أجابها قائلا: لاحقين عليها!
بعد دقائق كانت لميس توشك على الخروج عندم دخل عليها صارم الذي كان قد جعل من مراقبتها في الأيّام الماضية شغله الشّاغل حتّى أنّه أحضر كتبه وملازمه وكان يعود من جامعته فورا لبيتهم، ولا يغادرهم إلّا متأخّرا في المساء وهي واثقة أنّه لولا اضطراره لما كان فعل
نظر إليها صارم متأمّلا قليلا قتجاهلته كما اعتادت أن تقعل حتّى قال لها أخيرا: على فكرة إذا بتضلّي متساهله مع نبراس هيك كتير، راح ينزل مستواه بالدراسة!
قطّبت لميس تفكّر بكلامه الذي لا تملك أن تقول أنّه مخطئ به، ولكنّها بذات الوقت لا تصدّق أنّها تملك صلاحية حقيقيّة لتفرض على أولاد الكاسر شيئا، ولا رصيدا من الحبّ يجعلهم يطيعونها بالضغط عليهم عاطفيّا، فصمتت عاجزة عن الردّ، ولكنّ صارم بالطّبع أبى أن يبقى لبقا معها لفترة أطول إذ أكمل قائلا بنبرة تهديد: وإذا نزل مستواه... بتعرفي... بابا راح يزعل كتير!
جحظت لميس بعينيها بعدم تصديق، هل يهدّدها بأبيه حقّا؟!
زفرت حينها بقنوط منه وقالت بجديّة وبرود: البركة فيك تشدّ عليه إنتَ
أمسك صارم بدفتر مرميّ على المكتب أمامه مدّعيا قراءته وقال: مش أنا المسؤول، بعدين أنا مش دائما بقدر أكون موجود، أصلا هلّأ مضطر أروّح!
نظرت له لميس بصدمة وسألته: من هلّأ؟ غريبة!
وبالطّبع أبى صارم أن يفصح عن أيّ من أفكاره فاكتفى بالقول صادقا بعض الشيء: جدّتي تعبانة
قبل أن تتفوّه بكلمة كان نمر يدخل الغرفة عليهم وقد استيقظ من نومه للتوّ مشعث الشعر أحمر الوجنتين وبعيون ذابلة، فابتسمت له تلقائيا ومالت عليه لتحمله ليقول متململا: عندي نونو "يحتاج الحمّام"
تلقّفته لميس بسرعة وأدخلته إلى الحمّام وما إن خرجا، حتّى نظرت لصارم قائلة وإن ببعض التردّد: صارم إذا بريّحك تجيب جدّتك لهون لحتّى تكون مطمّن على البيتين، أهلا وسهلا انا ما عندي مانع من بعد إذن أبوك طبعا!
جحظت عيون صارم للحظة قبل أن يخفضهما بسرعة مخفيّا صدمته وربّما تأثّره قبل أن يقول بصوت جامد: شكرا إلك
ابتسمت لميس وقالت صادقة: أنا جدّ بحكي مو عزومة مراكبية
شبه ابتسامة ظهرت حينها على وجه صارم وقال: وانا بحكي جد شكرا إلك بس جدّتي مريضة وتعبانة وما بتحبّ تطلع من بيتها
صوت نمر قاطع عليهما كلامهما منبّها إيّاها قائلا: ذوعان
ضحكت لميس بخفّة وقالت: ما خسى الجوع، تعال نحط الغدا أصلا إحنا كلنا جوعانين، صارم بتتغدا أوّل بعدين بتروح!


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:40 AM   #3749

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اليوم التالي مساء
كانت تجلس في قاعة الانتظار واجمة مثقلة القلب والوجدان، تنظر من حولها ولا تكاد ترى شيئا سوى نظرات الأولاد، لا تزال كلمات نمر تتردّد في قلبها فتثقله حزنا
"خاتّو ليث نمل لأ معاك... إنت كل يوم أوخديه معاكِ... نمل ذعلان منّك لأ حبّك"
(خالتو ليش نمر مو معاك... إنت كلّ يوم بتوخديه معاكِ... نمر زعلان وما بيحبّك)
أخذت لميس نفسا طويلا فأمسكت منال التي كانت متحمّسة لعودتها لبيتها وزوجها أخيرا يدها وقالت: طولي بالك لميس هاي هي ضريبة الغربة شتات بالروح وتعب بالقلب!
نعم كم هي محقّة، لقد كانت الأيّام الماضية متعبة فعلا بالنّسبة لها.. جسديا ونفسيّا، فبقدر الحماس الذي كان تحسّه لسفرها ورؤيتها لإخوتها، بقدر التردّد الذي أصابها وتأنيب الضمير عندما حانت لحظته أخيرا، ورؤيتها لنظرات أبناءه المعلّقة بها، حزن العنود.. خوف نبراس... غضب نمر و... سخرية صارم
كلّها كانت كأحجار ثقيلة حملتها بداخل صدرها فجعلتها وعلى عكس ما كانت تتوقّع كارهة للمغادرة، وصدقا لولا اضطرارها... لولا يُتم كان لا بدّ سيخنق أخويها حزنا وفقدا في ليلة تسمّى ليلة "فرح"، لربّما كانت لغت سفرها أو على الأقلّ أجّلته حتّى عودة والدهم
الكاسر!
زوجها الغائب منذ عدّة أيّام دون أن يكلّمها ولا لمرّة واحدة، مضطرٌّ هو وتعلم هي ذلك، فقد أخبرها سابقا أنّه في البداية يمنعون عنهم أيّ اتّصالات خارجيّة حتّى تستقرّ جميع أمورهم، ولكنّها رغم ذلك... كانت تشعر بالحزن و... بالفقد!
وكأنّما هما على موعد بالتخاطر، صوت رنين هاتفها انتشلها من أفكارها، فنظرت لهاتفها بحيرة عندما لم تر رقما مسجّلا على شاشته، ولكنّها رغم ذلك فتحته متوجّسة وهمست بصوت حاولت تغليظه قليلا : السّلام عليكم!
صمت قليل ثمّ أتاها صوته ثابتا خشنا كما هو: وعليكم السّلام
صوت شهقتها الحادّة ضرب قلبه على بعد مئات من الكيلومترات: كاسر!
أمسكت لميس يد منال وأشارت لها بأنّها ستتحرّك باحثة عن مكان لتستطيع التحدّث فيه مع زوجها، وبالفعل ما إن وجدت مكانا هادئا خاليا حتّى نطقت اسمه من جديد بعدم تصديق و.. لهفة: كاسر!!
غامت عينا الكاسر شوقا من حيث هو وقال بصوت رقّ قليلا: كيفك؟
حينها ومن جوف روحها خرجت كلمتها كمناجاة بدت له قاتلة: اشتقتلك
قالتها وأجهشت بالبكاء، فاحترق الكاسر شوقا بينما شعوره بالعجز بسبب بكاءها يثير كلّ مشاعر الغضب بداخله: لميس! شو في ليش بتعيطي "تبكي"؟ صاير معك إشي؟ الولاد فيهم إشي؟!
هزّت لميس رأسها نفيا وكأنّه يراها قبل أن تتمالك نفسها وتدخل يدها من تحت النقاب تجفّفه بمنديل ورقيّ وتقول: لأ ما تخاف ما في إشي
قطّب الكاسر جبينه وسأل بإلحاح واهتمام: طيب ليش كنتِ بتعيطي "تبكي"
تغضّن جبين لميس في قهر وقالت بصدق مسّ شغاف قلبه: قلبي وجعني على الأولاد
ثمّ أكملت بقهر طفوليّ لذيد: وكمان نمر زعل منّي وقال ما بحبّني
ضحك الكاسر برواق رغما عنه قبل ان تلين ملامحه كما لم تلن يوما، فطريقتها بقول كلمة "الأولاد" بدت له عفويّة أكثر مما يجب، دافئة أكثر ممّا تحتمل صلادته، فتنهّد مهدّئا الصخب في صدره وقال: لا تخافي عليهم هم عند إمّي بعدين كلها أسبوع وبترجعي ووقتها راضي لنمر باشا براحتك
حينها قالت بتصميم لمع في عقلها: تلات أيّام... تلات أيّام بكفّي!
وسّع الكاسر فرجتي عينيه وقال: بدّك تقعدي بمصر بسّ تلات أيّام؟ بدّك تتركي إخوانك عشان ترجعي... للولاد؟
هزّت لميس كتفيها وقالت بمنطق غافلة عن ذلك التأثّر الذي اشتعل في صدره: هيك هيك إخواني بعد العرس بدهم يكونوا بشهر العسل، شو بدّي أقعد أنا أعمل هناك على الفاضي؟!
أغمض الكاسر عينيه يخفي تأثّره الفاضح حتّى عن نفسه قبل أن يقول لها: قولتيلي اشتقتيلي؟
حينها انتبهت لميس على عمق الشعور بتلك الكلمة التي نطقتها ما إن سمعت صوته بعفويّة صادقة فاحتقنت الدماء في وجنتيها وضجّ قلبها تأثّرا بسماع صوته فقالت بصوت ذاب من شدّة الشوق والخجل: كتير!
تلك ال"كتير" المائعة ضربته في مقتل وفارت لها دماءه، وما إن فتح فمه ليشاكسها حتّى سمع صوتا يعلن عن وصول إحدى الطائرات فوعى لطبيعة مكانها فنطق قائلا بذهول: صحيح إنت من وين عم تحكي؟
استغربت لميس من انقلاب مزاجه فقالت: من المطار
بقلّة صبر أجابها: والله من المطار؟ ما أنا عارف من المطار، أنا قصدي وين واقفة؟
نظرت لميس حولها وأجابته قائلة: قريب من المصلّى، لا تخاف ما في حد حوالي!
حينها ابتسم لها قائلا بصدق قويّ نابع من قلبه: إنتِ ما بينخاف عليكِ الله يرضى عليكِ!
لا تدري لميس بتلك اللحظة ما الذي حدث لها، إذ فغرت فمها بصدمة وابتدأت الأنفاس تتزاحم في صدرها الظمئان فتخرج منه لاهثة بقوّة
هل قالها حقّا؟ هل اعترف للتوّ بأنّه راضٍ عنها؟ هل تضمّنت كلماته ثقته بها؟ هل اعترف بأنّها صالحة لائقة به وبأنّ من مثلها تتغيّر فعلا ولها... توبة؟!
أغمضت عينيها بسعادة تحاول أن تتخيّل عينيه وهما تمتلئان بالرضا عليها!
تُرى... كيف تبدوان؟ يا الله كيف تبدوان!!
ليته أمامها... ليته!
بعيون ملتمعة مغرورقة بالدموع همست تسأله رجاء وعدم تصديق: عنجد كاسر؟ عنجد رضيان عنّي؟
ابتسم الكاسر بصدمة وقال: أكيد رضيان ليش لحتّى ما أرضى وين بلاقي أحسن منّك أنا؟!
باستجداء طالبته بصوت مرتعش: طيّب قولها مرّة تانية!
رفع الكاسر حاجبيه وقال: شو الي اقولها مرة تانية مالك انهبلتِ إنتِ؟
توسّلته بدلال ولهفة: كاسر الله يخلّيك قولها
هزّ حينها رأسه بذهول منها وقال وبثقل: والله العظيم رضيان عليكِ، يلّا أنا لازم أروح، انتبهي على حالك منيح وسلميلي على إخوانك وباركيلهم بالنيابة عنّي ولا تنسي توصليلهم الأمانة، الله معك و... يرضى عليك!
أنهى الكاسر كلماته وأنهى المكالمة غير دارٍ بتلك الحال التي تركها عليها، حيث كان دموعها تنهمر على وجهها مدرارا بلا أدنى قدرة على التوقّف، لتتحرّك من مكانها بعد دقائق وقد شعرت بخطوات تقترب منها فتدخل إلى غرفة المصلّى فتصلّي لله شكرا ركعتين وتركض من بعدهما ركضا نحو بوابّة الطائرة


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-18, 12:41 AM   #3750

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد أيّام
صبيحة يوم الزفاف
أنهت لميس تبخير غرف أخويها وتأكّدت من أنّها قد وضّبتهما جيّدا وأنّ كلّ شيء فيهما أفضل ممّا يجب، فهي رغم علمها أنّهما لن يعودا إليهما الليلة إلّا أنّها فعلت كلّ ما يليق لاستقبال العرائس عند دخولهما لأوّل مرّة
وضعت لميس المبخرة على طاولة صغيرة في الصالة، ثمّ أخذت تنظر حولها للمكان الذي آواها وكان بيتها لأربع سنوات كاملة، ورغما عنها أحسّت فيه بالغربة، فالبيت ما عاد هو ذاته وقد أعيد تقسيمه لاستقبال عروستين لا واحدة، وهي... قد وجدت في مكان آخر بيتا وسكنا لها!
لا تنكر لميس أنّها كانت قد استغربت كثيرا ترتيبات السكن هذه عندما وصلت لمصر، ولكن محمّد شرح لها أنّ قرار زواج حسين جاء متأخّرا جدا ولكنّه رغم ذلك أصرّ وألحّ على أن يتم زواجه مع أخيه أوّلا لكي لا يعيش بينهما عازبا ودون زوجة، وثانيا وهو الأهم أن يستغل فرصة وجودها لتكون في يوم زفافه ايضا
لقد أخبرها محمّد كيف ذهب بنفسه إلى فوزيّة راجيا إيّاها بالقبول بهذا الوضع المؤقّت في السكن وعدم تعطيل الزواج لأجله واعدا ايّاها أن يحفظ لابنتها أكبر قدر من الخصوصيّة إلى أن يشتري لحسين شقّة خاصّة به في ذات هذه البناية وعده صاحبها أن يبيعه إيّاها ما إن يعود بعد شهور قصيرة من غربته، ولأنّها امرأة طيّبة مراعية ولأنّها تثق بكلا الشابين فقد وافقت لا سيّما أنّها تدرك جيّدا كم أنّ أمر استئجار شقّة حاليا وتأثيثها أمر مرهق معنويّا لهما وماديّا... لها
وفي الحقيقة إنّ لميس وإن كانت تدرك أنّ قبول فوزيّة وهي التي رأتها عدّة مرات سابقة في مكتب أخويها أمرا معقولا ومتوقّعا، إلّا أنّها لا تعلم كيف وافقت والدة إيمان خطيبة محمّد!
نعم!
لقد تعرّفت هي على كلا خطيبتيّ أخويها في أوّل يوم لقدومها، وشتّان ما بين العروسين وما بين كلّ ظروفهما
فبتول رغم بيئتها البسيطة، وقلّة الإمكانيّات في أسرتها، كانت ندّا حقيقيّا لأخيها حسين، لم تتحدّث معه كثيرا ولم توجّه له الكلام إلّا أنّ عينيها لم تتوقّفا عن الزجر والتأنيب والتوبيخ، وفي كلّ مرّة كانت تنظر في عينيه حنقا كان يتحفها في إحدى مداعباته السمجة فتضطر أن تخفضهما حياء ولكن ليس قبل نظرة توبيخ
قوّيّة كانت رغم حياءها ورغم ذلك التشتّت الذي كان يبدو عليها، قويّة رغم سخرية حسين المستمرّة منها، أمّا حسين نفسه فقد كان سعيدا بحقّ، مرتاحا بينهم وكأنّه في بيته، وكم كانت هي سعيدة وهي تراه قد وجد أخيرا في السيّدة فوزيّة الحنان الذي يتوق إليه والكلمة التي يهفو لسماعها "ابني"
أمّا هناك في الناحية الأخرى وفي بيت إيمان الفخم الراقي الكائن في أرقى أحياء القاهرة، فقد كان الوضع معاكسا تماما
لفتتها تلك الهشاشة التي كانت تبدو جليّة على إيمان وانعدام الثقة رغم جمالها والرفاهية المحيطة بها، نظراتها المعلّقة بمحمّد باستجداء، سعيها اللافت لإرضاءه وإن من خلال المبالغة في الترحيب بها، تقلّصها بوجود والدتها التي لم ترتح لميس لها أبدا
ويبدو أنّها ليست وحدها من لا تفعل، فأخوها أيضا لم يكن هناك على طبيعته، لقد كان طوال الوقت جامدا باردا بل وأحيانا... متغطرسا، أمّا في تعمله مع خطيبته نفسها فقد كان التهرّب هو سمته الأساسيّة
وبقدر ما تشعر لميس الآن بأنّها سعيدة لحسين، بقدر ما هي قلقة على محمّد لا سيّما وهي لا تشعر أبدا بأنّه يولي أمر زواجه ذات الحماس الذي يوليه الأوّل!
....................................
بعد ساعات
مساء
كانت لميس تنهي تعبئة الثلّاجة بكلّ ما أوصت به أخويها من أكل وشراب وحلوى، عندما سمعت نحنحتهما الذكورية قبل أن تملأ رائحتهما الفخمة العطرة المكان من حولها
ما إن استدارت لتنظر إليهما حتّى كتمت في اللحظة الأخير شهقة الإعجاب التي ملأت قلبها، فاستغفرت الله بسرعة وذكرت الله
تنظر إليهما كيف يبدوان جذّابين أنيقين شديد الوسامة بطقميّ الزفاف الأسودين الذين يرتدياهما، فالتمعت مقلتيها فخرا وقلبها امتلأ على آخره حبّا لهذين الرجلين العظيمين الذين وهبها الله أخوّتهما ومنحها لهما رأفة بها، تنظر إليها وتعجب منهما، كيف صنعا نفسيهما بنفسيهما بتوفيق ورحمة من الله، تكاد لا تصدّق أنّهما أخيرا ومن بعد سنوات من القنوط والمجافاة، قد قرّرا أن يبنيا لنفسيهما حياة حقيقيّة، أسرة يملآنها بكلّ ما حرما منه من دفء ومحبّة ومساندة، وعسى الله أن يوفّقهما ويصلح لهما زوجتيهما
مقاومة دموعها التي كانت تغصّ في صدرها اقتربت منهما وقالت بصوت متحشرج: يا ريتني بعرف أزغرد لحتّى أعبّي القاهرة كلّها زغاريد، أحكيلكم والله ما راح أحرم حالي...
حينها انطلقت لميس تزغرد لهما، بغير معرفة ولا اتقان، زغرودة لم تشأ أن تحرم نفسها ولا أخويها منها، انطلقت بتعثّر واختنقت بالدموع التي انهمرت بلا قيد ولا حساب
مقتربان منها بسرعة، أحاطا بها كلّ منهما يسترضيها بطريقته
فقال محمّد: إيه ده، هوّ لمّا الجواز وحش للدرجه دي كنتوا بتقولولنا نتجوّز ليه؟!
أجابه حسين بجدّية مضحكه: حقد! أي والله زيّ ما بقولّك كده، همّا كانوا شايفينّا مبسوطين وواخدين راحتنا على الآخر وما فيش ورانا لا همّ ولا غمّ، قالوا اشمعنا احنا، قوم ايه، هاتك يا زنّ
مدّعيا الاقتناع قال محمّد: تصدّق صحّ... بقولّك إيه ما تيجي نفلسع!
ضاحكة أبعدتهما لميس عنها وقالت تدّعي الحزم: لا والله! شايفة ما صدّقتوا، خلص راحت عليكم حبايبي تورّطتوا ومشي الحال، قوموا يلا بسرعة كلّ واحد لعند عروسته وركض على الفندق!
حينها قبّل محمّد رأسها وسألها متحقّقا: مش هتيجي معانا؟
ربّتت لميس على صدره وقالت: إنت عارف ما بقدر، بعدين لا تنسى بدّي أجهّز حالي للسفر
بأسى سألها حسين: مُصرّة تسافري اللّيلة؟ يعني بذمّتك خدتي ايه من الزيارة السريعة دي، كنتِ زوّديهم حبّة ان شا الله يا ربّي أسبوع
ابتسمت لميس وأجابته: اللحظة هاي لحالها بتسوى عندي الدنيا وما فيها
قالتها بصدق، فهي رغم قصر الزيارة، ورغم الأسى الذي كان مرافقا لها فيها، إلّا أنّها سعيدة جدّا أنّها فعلتها وجاءت لتكون معهم وتشاطرهم سعادتهم
ثمّ أكملت ضاحكة: بعدين يا بكّاش، اسبوع ايش هاد اللي بدّي اقعده هون وانتوا بشهر العسل، هلّأ بس كل واحد منكم يشوف عروسته وتصير بين إيديه، مو بس بينسى لميس، لا الدنيا كلها كمان!
غمز حسين محمّد فحدّق بها الأخير بصدمة وقال: إيه ده!
صدمت لميس وسألته: شو فيه؟
فقال حسين بذات الصدمة: لميس انحرفت يا ولداه! بركااااتك يابو الكواسر
تخصّرت لميس وقالت ضاحكة بحياء: بسّ لو ما كنتوا عرسان كنت ورجيتكم شغلي معكم!
حينها وبذات اللحظة رنّ هاتف محمّد بمكالمة مرئيّة كانت من زاكية وزوجها يوسف ابتدآ بالمباركة لهما والتمنّي لهما بالسعادة والهناء وانتهت بمناكفات ومشاكسات كثيرة، كانت خلالها لميس تحصّن أخويها بآيات الرقية والتحصين!


يتبع على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t402401...l#post13452342


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.