آخر 10 مشاركات
زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          343 - جزيرة الحب - جانيت هامبتون - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          341 - خيانة حب - كاي هوجز - م.د** (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )           »          13- نجمة الجراح - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-04-19, 12:06 AM   #6461

دندراوي

? العضوٌ??? » 429073
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » دندراوي is on a distinguished road
افتراضي


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه

دندراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:09 AM   #6462

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

مساء الخير يا حلوات
سأبدأ بتنزيل الفصل حالا


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:11 AM   #6463

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل الواحد والثلاثون

في بيت دافئ قديم التفاصيل مشى الصارم على رؤوس أصابع قدميه متوخّيا الحذر خشية من إيقاظ جدّته التي يقتله شعوره بتأنيب الضمير ناحيتها بسبب إهماله المتكرّر لها في الفترة الفائتة خاصّة وأنّه يعلم أن ليس هناك من يتّكل عليه حقيقة في غيابه، فيما عدى هذه الماكرة الانتهازيّة الصغيرة، هكذا ذكّر الصارم نفسه وهو يلمح "براء" ابنة خاله ذات العشر سنوات التي ترقد على كنبة صغيرة مهترئة بالقرب من سرير جدّته بجسدها شديد النحافة منكمشة على نفسها ليس وكأنّ درجة الحرارة هذه الأيّام تتجاوز التاسعة والثلاثين

بإشفاق تناول غطاء كالحا سميكا بعض الشيء وألقاه فوقها عندما سمع صوت جدّته يصله متحشرجا: إيمتى إجيت؟

ابتسم الصارم قائلا لها بينما يقترب منها مقبّلا يدها ثمّ جبينها: هاي وصلت

بتعب تحرّكت قليلا لتجلس مثيرة بالمكان بعض الضجيج ما بين صوت آهاتها وصوت خشخشة الذهب ثمّ أجابته: حمد لله عالسلامة... إجا أبوك؟ شُفته؟

أجابها باختصار قائلا: إجا وشُفته وبيسلّم عليكي، كلهم بيسلموا عليكي بابا وجدّتي وخالتي لميس

بلا تغيّر بملامحها وباختصار شديد أجابته: الله يسلّمك ويسلّمهم

وقف صارم من جانبها وتحرّك ليغادر لغرفته أوقفته قائلة: اتّصلت إمّك اليوم

انغلقت ملامحه تماما وقال دون أن ينظر إليها أو حتّى يلتفت إليها: كويّس

صمتت جدّته للحظة ثمّ أكملت: سألتني عنّك

بسخرية أجابها: حكيتيلها كتير منيح؟

رافضة الرضوخ تابعت: بتسلّم عليك

بلامبالاة أجابها وهو يخرج فعليّا هذه المرة وكأنّه قد ضاق بها ذرعا: كتّر خيرها... تصبحي على خير

بهمّ رمت جسدها النحيف المتهالك على الوسادتين وراءها بينما تتمتم وتقول: الله يهديكي يا باسمة الله يهديكي

.................................................. ................................

في وقت متأخر من الليل

دخلا غرفتهما بعد أن حيّوا والدته ومنال، وما إن أغلقا عليهما الباب حتّى غمرها بين ذراعيه مقبّلا عنقها بشوق شديد لا ينضب وكيف سيفعل وهي الحلم الذي تمنّاه منذ وعى على ذكورته، ابنة الجيران التي رافقته بكلّ أحلام المراهقة وطموحات الشباب

تملمت حنان بين ذراعيه بتمنّع ودلال تحترفه دوما يفلح بتأجيج مشاعره، فأفلتها باعتراض قائلا: شو حبيبي ما اشتقتيلي؟!

بغنج أخبرته بينما تقوم بحلّ أزرار قميصها من قماش الشيفون الأسود الشفاف والذي كانت ترتديه فوق بلوزة تماثله لونا بلا أكمام تستر به جذعها دون ذراعيها: بلى بتعرف أنا دايما مشتاقتلك حتّى وإنت معي

مأخوذا بطريقتها المغرية بخلع قميصها والتي تتعمّد من خلالها إتاحة الفرصة له ليستمتع برؤيتها بقدر ما تستطيع وبطريقة فنيّة، ابتلع ريقه وسألها: طيّب ليش بعّدتي عنّي هيك

هزّت كتفها الذي انكشف لعينيه أخيرا بدلال تقول: زعلانة منّك انا ومخاصمتك كمان

بلهفة اقترب منها وقال: له له شو اللي مزعّل حبيبتي

خلعت أخيرا قميصها كاملا لتبقى أمامه ببلوزة داخلية مكشوفة وتنّورة ضيّقة جدّا من الجينز الأبيض طويلة حتّى كاحليها، فتتبختر أمامه بها قائلة: حبيبتك؟! لا ما هو باين

لاحقا بخطواتها من جديد قال همّام بصدق نابع من قلبه الأبيض: أكيد حبيبتي وعمري و... روحي كمان

قالها بصوت متهدّج وهو يرها كيف تجلس على حافّة السّرير تمدّ ساقها الملساء المخملية أمام ناظريه مكشوفة حتّى أوّل الفخدين بينما تقوم بخلع حذائها المفتوح بكعبه العالي، لتقول باعتراض مدروس: لو كنت حبيبتك زيّ ما بتحكي كان بتشتاقلي

بضحكة مثيرة غمزها قائلا بينما يجلس بجانبها على السرير مقّبلا نحرها بشغف: أكتر من هيك شوق بفقع!

بغضب وقفت مبتعدة عنه تجيبه: لو كنت مشتاقلي كنت قبلت آجي عندك عالعقبة لمّا طلبت منّك

بضيق وبّخها بلطف قائلا: يا عمري كيف بدّك تيجي عندي وأخوي هلّأ ساكن معي، شو بدّك أطرده يعني؟

أدارت حنان له ظهرها لتحلّ زرّ التنّورة وتفتح سحّابها باحتراف بينما تقول: ما دخلني أنا، وإذا أخوك ساكن معك؟ شو هوّ غريب يعني!

بصدمة بحلق بها وهتف بعجب: كيف يعني وإذا ساكن معي، يا روحي يا عمري انا بعرف إنّه إنت بتحترمي أبو صارم كتير وبتعزّيه وبتعتبريه زيّ أخوكي بسّ برضو هاد الحكي ما بجوز

برفض لكلماته نفخت بضيق فأكمل هو بصبر قائلا: حنّون حبيبي مية مرّة فهّمتك إنّه نيتك الصافية وتعاملك الأخوي مع كاسر مش كلّ النّاس بتفهمها صحّ، حتّى طريقة لبسك قدّامه كم مرّة نبّهتك عليها، يعني لازم أحرجك شي يوم قدّامهم لحتّى....

ما إن سقطت تنّورتها أمامه حتّى اختنقت أنفاسه بداخل صدره وانخنقت معها كلماته، لتستدير هي إليه تقول بينما تنظر إليه ودموع التماسيح تملأ مآقيها فتوجع قلبه بها: الحقّ عليّ اللي لبست وتزبّطت بسّ عشان خاطرك

بصوت متهدّج وأنفاس محترقة وقف بسرعة واقترب منها ملهوفا يقول: خاطري هون هلأ بهالغرفة، بعدين إنت عارفة لو بتلبسي قميص نوم إمّي بتعجبيني

قالها وأمسك بها بقوّة بين ذراعيه فاستشعرت تصلّب جسده واستعداده التامّ فتبعده عنها بعنف تمنعه عنها ودموعها فوق خدّها جارية: همّام خلص ابعد... أوعى تقرّب منّي

بيأس وبعض الإحباط أجابها لاهثا: يا روحي شو صار بسّ الموضوع مش مستاهل كلّ هاد!

بجنون نظرت إليه بينما تخلع بلوزتها المتبقيّة وترميها بعنف أمامه لتبقى شبه عارية إلّا من طقم داخليّ أسود شديد الإغراء: مش مستاهل!! مش مستاهل إنّك تشكّ فيّ وتتّهمني بأخلاقي! كلّ هاد مش مستاهل

قالتها واستدارت نحو الخزانة تخرج منها بيجاما قطنيّة محتشمة، بيجاما الاعتكاف هذا ما يعرّفها همّام به، فعلم أنّ التمنّع قد أصبح هجرا وأنّه اليوم ككثير من الأيّام لن ينال منها الّا الاحتقان والنبذ، لكنّه رغم ذلك اقترب منها يودّ استرضاءها فأمسك بكفّها مقبّلا إيّاه يرجوها الفهم: شو شكّ ما شكّ يا عمري ليش هيك إنت، ولك أنا بشكّ بحالي وما بشكّ فيكي، شو مجنونة إنت

بجنون مطابق لتهمته صرخت به قائلة: آه مجنونة، مجنونة أنا، همّام إبعد عنّي أحسن ما أصرّخ وألمّ علينا إمّك وأختك هلّأ

بذهول نظر إليها فاليوم جنونها قد فاق الحدّ فهدهدها بلطيف الكلمات قائلا: حنااان شو صار لكلّ هاد اهدي شويّ

مدّ ذراعيه يريد تهدئتها واحتواء غضبها بداخل حضنه ولكنّها أوقفته بجامح الكلمات وعظيم الاتهامات تقول: بحكيلك إبعد عنّي؟

فاقدا لسيطرته عليها كبّلها بين ذراعيه أكثر ومال عليها يقبّل رقبتها فاتّهمت بقوّة تقول: بدّك تنام معي من غير رضاي يا همّام؟ هيك آخرتها؟ بدّك تغتصبني!!

ارتدّت التهمة بداخل صدره بقوّة فشحبت ملامحه وابتعد عنها بخطوات، قبل أن يخرج من باب غرفته وقد ضاقت عليه الدنيا بكلّ ما فيها، أمّا هي فاستكملت ارتداء ملابسها وابتسامة نصر فوق شفتيها

سيعود تعلم بأنّه سيفعل، سيعود وسيراضيها وسيرجوها الرضا والوصال، واثقة هي، ولم لا تكون وهي لم تفشل يوما بإشعاله وإطفاءه، إقصاءه كما إعادته، فعلى جسده الهائج وقلبه الأبيض دوما تراهنّ ودوما ما تكسب الرهان.. وتفرض السيطرة!!

.................................................. ..........................................



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 26-04-19 الساعة 12:41 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:11 AM   #6464

ام سليم المراعبه

? العضوٌ??? » 342138
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 568
?  نُقآطِيْ » ام سليم المراعبه is on a distinguished road
Oo26

تسجيل حضورررر منتضرين الفصل ومتشوقين 🤗

ام سليم المراعبه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:12 AM   #6465

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

نبضات قلبها السابحة ببركة ثقيلة من الدموع المكتومة تتزايد رغم اختناقها وهي تشعر به يخطو وراءها لداخل بيتهم الذي اشتاق لصاحبه بكلّ ما في تفاصيله وتفاصيل ساكنيه

على غير عادته لم يلج لداخل غرفته مباشرة بل إلى غرفة المعيشة ممّا جعل أولاده يلحقون به ويجلسون متحلّقين حوله يهذرون معه حول الكثير مما غاب عن علمه وعن حضوره خلال الفترة الفائتة

وبلا أدنى مقاومة وجدت لميس نفسها تلحق بهم لتجلس بزاوية بعيدة في الغرفة حيث تراه ولا يراها إلّا لو أراد هو ذلك، تريد أن تتشبّع بتفاصيله رغم ذلك الجرح الغائر الذي أمعن بالتسبّب لها به اليوم

"انا يا دوب قادر أتحمل أشوفك فما بالك ألمسك"

كلماته أوجعتها جرحتها في صميم أنوثتها وقلبها، ولكنّها لا تمتلك إلّا تفهّمه وتقبّل كلّ ما يصدر عنه فكيف لا تفعل وهي خطت لداخل عرينه متقبّلة سلفا لأيّ عقاب قد يقرّر فرضه عليها عندما يعلم حقيقتها المريعة، فأوّلا وآخرا هي ما رضيت به زوجا إلّا بعد أن علمت من هو وفهمت من شقيقته طباعه الصعبة ورجولته الفخورة جدّا بذاتها، تزوّجته مقرّرة التكفير عن ذنوبها سواء بحسن عشرتها له ولأولاده أو بتقبّل عقوبته، فبالأولى جهاد يكسبها حسنات تقدّمها لربّها بيوم الحساب علّها ترجّح بها كفّة سيّئاتها، وبالثانية مصاب تتطهّر بها من عظيم ذنوبها فتمحى بها سيّئاتها

نعم مصابة هي فبغضبه أعظم مصاب، وكم ظنّت بالبداية وبكلّ جهل أنّه بالضرب أو بالطلاق سيكون عقابه لها لتكتشف أنّهما لا شيء... لا يقارنان أبدا بقسوة ما اختاره لها من جزاء... هجره لها بعده عنها... يا الله كم تحبّه وما أعظم ابتلاءها فيا ربّ... ثواب الصابرين هو ما تبتغيه... فالحمد لله

أمّا هو فبنصف ذهن شارد يستمع لما يثرثر به أولاده، فضيق شديد يعتصر روحه منذ تلك اللحظة التي أطلق أعيرة لسانه النارية فوق أنوثتها اثر تمرّد القلب وعصيان الجسد معلنان عليه كلاهما وعلى عقله ثورة استحقّا عليها عقوبة زاجرة للأسف ورغم كلّ شيء... لم تردعهما

كم كره ذاته بينما قلبه قبل عيناه يتعلقان بها طوال الأمسية متتبعا صمتها والاحمرار المحتقن داخل عينيها مدركا ذلك الكبت الجبار الذي كانت تمارسه على نفسها خشية من انفجار مخزي بالبكاء

لهفة أولاده وصخبهم وتلك النظرات المترقّبة لردّ منه استجلبت كلّ تركيزه فقطّب حبينه متسائلا: ايش؟ عيدوا ما سمعتكم

تلك اللهفة والحماس بنظراتهم وأصواتهم سرعان ما انكمشت وهما ينظران لبعضهما ظانّين أنّ مطالبته بالتكرار ليست إلّا نوع من الاعتراض والرفض لما يقولان، فحثّهما من جديد بقلّة صبر قائلا: خلصوني احكوا!

بشجاعة نظر إليه نبراس أخيرا وقال: بدنا نروح عالعقبة

ذاهلا أجابه أبوه: نعم!!

باستدراك لتهوّر أخيها وضّحت العنود: إجازة يعني بابا إجازة كم يوم نغيّر جوّ وهيك

بضيق نظر إليهما وأجاب: مش وقته!!

بخيبة نظرت إليه ابنته وقالت: ليش بابا؟ احنا هلّأ إجازة

ليكمل نبراس قائلا: وإذا عشان المصاري إحنا معنا عيديّاتنا لسّه ما صرفناهم!!

بنفي أجابهم: لأ مش قصّة مصاري بس...

زفر الكاسر بحيرة لا يعرف ما يقول، فهو غير متقبّل لغزوهم لمكان عمله الجديد بل وليكون أكثر تحديدا غير متقبّل لدخولها هي بتفاصيلها لمنفاه الجديد بعيدا عنها وعن تأثيرها، لا يريد اعطاءها الفرصة لتخلق لنفسها هناك أيضا بعض الذكريات الجديدة

صمته أتاح الفرصة لأولاده لتوسّله القبول فيزفر بالنهاية غضبه وحنقه فيصمتهم بوعد مبهم غير محدّد التفاصيل قائلا: في الوقت الحالي طلبكم صعب كتير لأنّه الفترة هاي هناك حرّ كتير والرطوبة عالية،... بس يتحسّن الجوّ بنحكي

ما بين إحباط العنود وأمل نبراس غادرا المكان متّجهين لغرفهم، الّا أنّهم وقبل أن يخرجوا نادى الكاسر على ابنته طالبا منها أخذ شقيقها الصغير الذي رقد غافيا آمنا في حضنه، إلّا أنّها وما إن اقتربت منه لتأخذه حتّى صحى صارخا بها بدلال ازداد بتواجد والده الذي أغدق عليه عاطفته طوال الأمسية: نووو لموثي بابي نامي انا

كزّ الكاسر نواجذه بغضب وأوقفها قائلا: خلص روحي انت أنا بنيمه

ما إن خرجت العنود حتّى نظر لتلك التي باتت الآن تقف أمامه بتوتّر هامسة بصوت مكتوم: هات عنّك أبو صارم

مشدّدا على الإمساك بابنه أوشك على منعها من أخذه إلّا أنّ ذلك اللئيم سرعان ما مدّ ذراعيه لها بدلال فتلقّفته مباشرة لحضنها ليسارع بإحاطة عنقها بذراعيه وإلقاء رأسه بحميميّة ما بين رقبتها وكتفها، فسارعت للخروج من الغرفة هي الأخرى لتقف للحظات حائرة أين عليها أن تضع الطفل الليلة لينام، فإن وضعته بداخل سريرها لربّما ظنّ الكاسر أنّها تطرده من غرفته وإن وضعته بغرفة أخته لربّما ظنّ أنّها تدعوه للنوم معها بطريقة غير مباشرة، وبعد لحظات من التفكير قرّرت أخيرا ترك السرير له ولابنه ولكن... ألن تكون في هذه الحالة هاجرة؟!

بقلّة حيلة وخشية أخذت لميس الطفل أخيرا ووضعته بغرفة شقيقته فأوّلا وآخرا هو هذا المكان الذي خصّصه له والده

منهكة دخلت غرفتها وسارعت بإخراج منامة قطنية نظيفة ببنطال أسود وبلوزة خضراء حرصت على اختيارها محتشمة بعض الشيء فهي لا تريد اثارة اشمئزازه وحفيظته أكثر

حملت ما حضرّته من ملابس وولجت للحمّام لتسارع بالدخول لداخل حوض الاستحمام والنزول تحت مرشّات المياه شديدة البرودة مخفّفة بها عن ما في جسدها من اشتعال وقلبها من حرائق وهناك سمحت لدموعها بأن تسيل أخيرا مطهّرة بملوحتها الشديدة بعضا من جراح روحها النازفة

متنفسا الصعداء ارتاح الكاسر عندما لم يجدها أمامه بميحط الغرفة كما توقّع فهذه هي عادتها دائما ما إن تعود من خارج البيت تسارع لأخذ حمّام مزيلة عنها حرارة الجوّ الذي لا تكاد تطيقه خاصّة بسماكة لبسها وغطاء وجهها، ورغما عنه ودون أن يشعر وجد الكاسر نفسه يتذكّر بقرف ملابس زوجة أخيه الضيّقة التي كانت ترتديها اليوم

وقف أمام خزانته ليأخذ منها ملابس وغيارات له، حريصا جدّا على عدم تأمّل تفاصيل المكان لا سيّما ذلك السرير الرحب الموجود مباشرة خلف ظهره، ثمّ سارع بالخروج للحمّام الآخر خارج الغرفة هاربا منها ومن ذرّات الهواء المحمّل بأريج أنفاسها وعبق روحها

غاضبا من نفسه ومن أفكاره ضرب الكاسر سيراميك الحمّام بقوّة أوجعته شاتما نفسه لاعنا ذلك الضعف الذي بدأ يتغلغل لقلبه وعند أوّل اختبار، فكيف سيصبر ويحتمل قربها لأربعة أيّام كاملة أخرى

تغمض عينيها باسترخاء مستمتعة بهواء مسرّح الشعر الساخن الذي كان يداعب شعرها وبشرة وجهها سالخا إيّاها بصوته المرتفع عن كلّ ما حولها

مكتفية بتجفيف شعرها إلى هذا القدر أوقفت لميس الجهاز، وفي اللحظة التي فتحت فيها عينيها لتنظر لنفسها في المرآة شهقت بهلع وهي ترى وجها مشوّها محروقا يطالعها بلوم وحزن، فهتهف بخوف بينما تعاود غلق عينيها بقوّة: بسم الله الرحمن الرحيم

وفي اللحظة الثانية وبتردّد شديد فتحت عينيها بتوجّس لتنظر في المرآة من جديد فتتمدّد روحها راحة وهي ترى صورة وجهها نضرا صافيا نقيّا من جديد

بيد مرتعشة رفعت لميس كفّها تلامس بها بشرة وجهها بارتعاش وكأنّها تخشى أن تلمس الجلد المتجعّد الخشن الذي عايشته لفترة طويلة اقتات على ذاتها وروحها، ولكنّها سرعان ما زفرت براحة وأغمضت عينيها امتنانا وحمد لله وهي تتأكّد أنّ ما رأته لم يكن إلّا أضغاث ذكريات مُرّة

لكنّها لم تكن إلّا لحظة واحدة وكانت تشهق من جديد وهي تسمع صوته يأتيها من خلفها قريبا جدّا يسألها باهتمام مغلّف بالسخرية فيقول: شو في مالك اصفرّ لونك هيك؟ ما يكون اكتشفت الحبّة اللي طالعتلك بوجهك؟

بنبضات متسارعة جرّاء ما أثاره صوته فيها من فزع كانت يدها ترقد فوق صدرها مهدّئة هديره، وبصوت جامد أجابته بينما كفّها ترتفع لتلامس تلك البثرة الصغيرة التي لا تكاد ترى بجانب زاوية شفتها السفلى: الي وجهها بيوم من الأيّام كان متل وجهي قبل أربع سنين، فكرك ممكن حبّة ولّا حتّى وحمة تفزعها زيّ ما إنت بتقول؟!

قالتها واستدارت لتنظر لنفسها مرّة أخرى وأمسكت بالمرهم المرطّب لتفرده فوق صفحة وجهها بحرص شديد، بينما ظلّ هو يراقب ما تفعل للحظات يتساءل بينه وبين نفسه كيف استطاعت معالجة حروقها بكلّ ذلك الاتقان والاحتراف، لتعود بشرة وجهها بل وجسدها أيضا نقيّة صافية بلا أيّ... دنس

ليزفر بعد لحظات حانقا من اهتمامه ومن أفكاره المشتّتة فيطالبها قائلا بضيق: بدّي مخدّة وحرام خفيف وين بلاقيهم

أجفلت بضيق من مطلبه وأجابته تقول: ليش مالهم اللي على التخت؟

رفع الكاسر حاجبيه ذاهلا من سعة توقّعها وأجابها ساخرا: التخت!! ليش انت متوقعة إنّي ممكن أنام معك على تخت واحد فعلا؟

فتحت لميس فمها لتجيبه ولكنّه قاطعها بصراخ قائلا: شو الظاهر إنت خلص مبطلة "لم تعودي" تفهمي؟ أكتر من إنّي احكيلك ابعدي عنّي ومش قادر لا اشوفك ولا ألمسك شو احكي أكتر من هيك!! انا مش فاهم... انتِ... انتِ شو بتهيّألك عشان تحكي بكلّ هاي البساطة والبرود بموضوع زيّ هاد؟ لأ عنجد إنت شو بتهيّألك؟ كيف متخيلة إنّي ممكن أقبل أنام معك بفراش واحد؟ لهالدرجة شايفتيني رخيص؟ ولا يمكن بتفكريني حيوان ممكن تروضيه وتسيطري عليه عن طريق رغباته وحاجاته الجسديّة؟!

بعيون ذاهلة مصدومة حاولت إسكاته وإفهامه ما أرادت أن تقول ولكنّه أبى إلّا الإمعان في إهانتها قائلا: لا ستّ لميس أصحي على حالك كتير منيح مش كلّ الناس رخيصة ومش كلّ الناس بتركض ورا نزواتها ورغباتها

كلماته طعنتها بصميم طهارتها فيما أكمل هو قائلا بينما يرفع أمامها سبّابته مهدّدا: وكوني على ثقة إنّي يوم ما أحسّ إنّي خلص مش قادر اسيطر على حاجاتي هاي، راح تكوني إنت آخر وحدة ممكن أفكّر فيها!!!

مرتبكة حائرة مذهولة سكتت لميس لا تعرف ماذا عليها أن تفهم وماذا تقول فتمتمت بالنهاية تقول له بقهر ورضوخ: أنا... أنا مش هيك قصدت، أنا أصلا عارفة إنّك مش طايقني وإنّك بتكرهني، وإنّه لولا ولادك ما كان تركتني على ذمتك ولا يوم

فغر الكاسر فمه مبهوتا بكلماتها، حقّا؟ أهذا كلّ ما لديها لتقوله له بعد كلمات التوبيخ بل والتهديد الكثيرة التي ألقاها على مسامعها؟!!

ضاغطا على أعصابها سألها باستهانة قائلا: وطالما عارفة شو إله داعي الحكي اللي ما منّه فايده؟

طرفت بجفنيها للحظة تحاول اخفاء ما توشك على ذرفه من دموع: أنا كلّ اللي قصدته إنّه ما في داعي تطلع من غرفتك، إنت كنت طول الوقت زلمة وعلى قدّ كلمتك، سترت الي عرفته وما فضحت، وبما إنّه إجيت على حالك وتحمّلت وجودي وما طلّقتني عشان خاطر الولاد، إذا خلّينا نكمّل واجبنا ناحيتهم للآخر ونأمّنلهم الاستقرار اللي محتاجينه جدّا بهالفترة هاي

قطّب بغير فهم ولا وعي وتمتم بحنق قائلا: مش فاهم

باهتمام صادق لامس قلبه أجابته موضّحة: الولاد بالفترة الماضية حسّيتهم متغيرين شويّ، غيابك محسّسهم إنّه في شي مش مزبوط، يمكن رجعتلهم ذكريات فترة طلاقك لإمهم، العنود رجعت لانطوائيّتها، ونبراس مشاكله كترت

نعم لقد علم هو من صارم أنّ شقيقه بات بالفترة الأخيرة يميل للعنف والتعامل البدني مع كلّ مشكلة تواجهه وتقريبا هو لديه الحلّ لهذه المشكلة

سمعها تكمل: أنا قصدي... ما في داعي الولاد يعرفوا باللي بينا أو حتّى يحسّوا فيه

كانت تقول ما تقول بأنفاس متهدّجة، ترمي نفسها بالجحيم ولكنّهم يستحقّون وهي لا تملك إلّا الأمل فربّما... ربّما يوما ما تحصل على غفرانه

تلومها أختها فيه، تظنّها تنصّبه إليها استغفر الله من أن تذنب ذنبا عظيما كهذا لكنّها لا تفهم، لا تفهم أنّه ولأربعة سنوات كان ضميرها الذي يجلدها، يذكّرها بذنبها، يمسك نفسها الأمّارة عن النسيان وربّما العودة لما كان، وإن كانت نظرة الرضا بعينيه حينها استحّقت منها المخاطرة بالاقتراب فكيف بها الآن وهي التي عرفته، عاشرته وعشقته، عشقت رجولته وفخره وكبرياءه، أفلا يستحق الأمر منها الآن أن تسعى إليه حثيثا، أن تتحمّل قسوته وهي التي أقحمته في وضع لم يمتلك خيار القرار في خوض غماره؟

هو ليس إلها... هو ليس قطعة من قلبها... بل هو كيانها بكلّ ما فيه من قلب وروح وجسد

بعيون تتعذّب لأجله ناظرته، تدرك رفضه... صراعه، لكنّها رغم ذلك استمرّت بالضغط عليه، على مشاعر النخوة والرجولة فيه وفوق كلّ هذا وذاك أبوّته الصادقة: زمان وعدتني شو ما يصير بينّا يضلّ بينّا، كلّ اللي عم بطلبه منّك حاليا وعشان الولاد تلتزم بهالوعد

كلماتها كالحطب تؤّجج من نيران غضبه، تظنّ الأمر سهلا تلك اللعينة، فصرخ فيها من عمق جحيمه بينما يشوّح لها بذراعيه: الولاد الولاد بتحكي معي وكأنّه هالولاد ولادك انتِ مش ولادي انا

رغما عنها أحسّت بطعنة من ألم فانغلقت ملامحها بطريقة تقلّص لها فؤاده، ولكنّها بقوّة جابهته: مش ولادي بسّ تعلّقت فيهم... قلبي وروحي متعلقين فيهم... حبّيتهم عنجد... من كلّ كياني، بكفّيني اعرف إنهم... قطعة منّك

كلماتها كسهم ناريّ ملتهب اخترقت فؤاده، أوهنته فاهتاج لضعفه وكما العادة ردّ لها الصاع صاعين: مشاعر تشكري عليها، وللأمانة بحكيلك خففي من هالتعلّق، لإنّه أوّل على آخر بينك وبينهم حبل الصبر، يا راح أقطعه أنا... يا بإيدك إنت راح تقطعيه

اهتزّ بؤبؤيها باختلاجة من رفض وهمست بصوت متحشرج: مستحيل!!

بصدق نطق فاضحا عمق مشاعره التي اغتالتها بيديها فيقولها لها وللمرّة الأولى صريحة حدّ الألم، حدّ النزف، حدّ نزاع الروح: كنت بالنّسبة إلي إشي كبير كتير

تقلّص قلبها بشكل موجع فذرفت دمعتان ثقيلتان أمام ناظريه، حسدها عليهما، فتابع يقول لها بصوت أجشّ تهدّج بعمق الشعور: تخيّلي.. حبّيتك!!

بصدمة شهقت بقوّة ووضعت كفّها على فمها تمنع نشيجها فأكمل آملا أن يراها تنهار بالبكاء ربّما... ربّما بعضا من سكينة تملأ عليه روحه المهتاجة منذ ذلك اليوم: وعشان هيك وللأمانة بحكيلك... عمري ما راح أقدر أسامحك

نشيجها أفلت من بين شفتيها مكتوما من تحت يدها فاهتاجت أنفاسه بحدّة جرحت قلبه ولكنّه تابع قائلا: وجودك ببيتي حاليا راجع إلك، أي قرار بتتّخذيه راح أحترمه سواء قرّرت تضلّي أو تروحي، ولادي أنا قادر أتحمّل مسؤوليتهم

بشحوب شديد ومن بين نشيجها سألته: شو يعني؟

بقوّة وإصرار أجاب: يعني وإنت بتفكري بأهمّ قرار بحياتك، لا تفكري إلّا بنفسك وبسّ بالضبط زيّ ما عملت وإنت بتفرضي عليّ واقع أنا ما اخترته، خلّيكي أنانية زيّ ما كنت من قبل، لإنّه وقت ما أقرّر أنا إنّه صبري نفذ، مش راح أفكّر إلّا بنفسي... وبولادي... اللي مهما كان وصار إمهم بتضلّها أولى فيهم!

ذلك الهلع في ملامحها، وتلك النار المحترقة في مقلتيها، بشكل ما... أرضته، طبطبت على رجولته، أثلجت بعضا من نيران صدره، نيران الغضب... الخذلان و... الغيرة السوداء المقيتة

نعم فلتذق من نفس الكأس، فلتجرّب مرارة طعمه، وسياط قسوته

بخطوات مترنّحة استدارت وتوجّهت ناحية السرير وبخطوات آلية رتيبة انحنت لتنظر أسفله قبل أن تسحب فراش أرضي، وتأخذه وترميه هناك بالزاوية البعيدة تماما حيث مصلّاها، وبذات التخبّط فتحت خزانتها لتخرج منها وسادة وغطاء، وتأخذهما معها حيث الفراش

نظراته المترقّبة تغيّرت معانيها، فما عادت مفهومة ولا حتّى إليه، شاهدها ترتمي فوق الفراش كمن لا روح فيها وتستلقي ساحبة فوقها الغطاء فتدثّر جسدها كلّه به قبل أن تنكمش على نفسها وتدفن رأسها تحت الوسادة، وتنفجر بالبكاء

.................................................. .............................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:14 AM   #6466

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

صباحا

استيقظ الصارم مبكّرا جدّا قرابة الفجر ليدرس قليلا قبل ذهابه إلى الجامعة وبينما يقف بالمطبخ القديم بخشبه المهترئ أمام الموقد ذو العهد البائد يصنع لنفسه فنجانا من القهوة يساعده على اليقظة

يتأمّل المكان من حوله وابتسامة يأس ساخر ترتسم على ملامحه، فمن ينظر للمكان من حوله لا يصدّق كميّة الذهب الضخمة التي ترتديها جدّته مثقلة على عظامها الواهنة التي باتت ومنذ سنوات تئنّ من شدّة ما تنوء به من حمل، وكم حاول عبثا إقناعها بخلعها إلّا أنّها دوما كانت ترفض وبإصرار شديد تخاف عليه من السرقة

نعم جدّته هي ذلك النوع البخيل جدّا من البشر والذي يعشق المال ولا يهنأ له عيش ولا نوم إلّا وما تمتلكه راقد قريبا جدّا منها، بخل أورثته لأخواله الاثنين في حين جعلت من بكرها.. ابنتها بعكسها تماما مبذّرة سفيهة لكنّها مثلها تعشق المال ومستعدّة للتخلّي عن اولادها ان لزم الأمر لأجله

ولكن مهلا ألم تفعل ذلك فعلا!!

أغمض الصارم عينيه، يحمد الله رغم كلّ شيء على نعمته فجدّته رغم كلّ شيء دوما كانت تراعيه ولم تقس عليه يوما والحق يقال أنّها رغم تقديرها وتقديسها للمال لم تتطاول يوما على حقّ أو مال هو له، فيدها لم تمتد يوما على قرش ارسله والده له، أمّا فيما يخصّ تلك المنح التي كانت ترسلها والدته فقد حلّلها لها هو مبيحا لها أخذها حلالا زلالا مؤكّدا عليها أنّه ليس بحاجة لمنّة منها وأنّ ما يرسله والده يكفيه ويزيد

"شو بتعمل؟"

صوت صغير ناعم قاطع الصمت الشديد من حوله أفزعه بقوّة لا سيّما وهو الذي قد نسي وجود هذه الانتهازية الصغيرة في بيتهم، فنظر إليها بتوبيخ وقال ناهرا إيّاها: يا فتاح يا عليم!! الواحد بيصحى الصبح بيتنحنح بيحكي صباح الخير بيعمل إي صوت بيعطي أي اشارة مش بخوّف الناس وبوقّف قلبهم على الصبح هيك

باستهزاء ناظرته وأجابته بطول لسانها: والله مش ذنبي إذا إنت فافي! بعدين هوّ صوت شخاوير "شخير" ستّي بيخلّي حد يسمع إشي؟!

بقرف نظر إليها وأجابها غاضبا: فافي!! يا ستّي أنا فافي خلّينا الزلومية إلك!

بغضب كتّفت يديها وباستنكار هتفت قائلة: انا زلمة يعني؟

باستهزاء مسح بعينيه فوقها ثمّ هزّ كتفيه بلامبالاة وأجابها قائلا: والله شوفي حالك وبتعرفي

بضيق حقيقي وخنقة سألته: شو قصدك؟

بفجاجة أجابها: شعرك أقصر من شعري

بغيظ مسحت براء على شعرها شديد القصر والذي تصرّ والدتها على قصّه لها باستمرار دائما، ولكنّها سرعان ما شهقت ووضعت كفّها فوق شفتيها وهي تسمعه يتابع بجلافته المعهودة: وشواربك أطول من شواربي

احتقنت عينيّ براء وصرخت فيه بقهر قائلة: ما أزنخك!

حينها فقد الصارم أعصابه وأمسكها من كتف بلوزة بيجامتها شبه الفارغة صارخا بها بصرامة: براء احترمي حالك إلّا بقصّلّك إيّاه لسانك هاد مفهوم!!

بخوف هزّت رأسها موافقة فتركها بسرعة وعاد لدلّة القهوة على النار والتي تبخّر ما بها من ماء، فأمسك بها بضيق ورماها بداخل الحوض، فتبدّلت نظرات خوفها لتأنيب ضمير قبل أن تقترب منه وتقف بالقرب منه لا تكاد تصل لخاصرته بجسدها المتقزّم أمام ضخامته هو فتمسك بذراعه الضخمة وتزيحه بقوّة لا تتناسب أبدا مع حجمها وتأمره بصرامة بدت له مضحكة تقول: انا هلّأ بعملّك بدالها بسّ أوّل شي لازم تفطر

رفع الصارم حاجبه بسخرية وسألها: ليش انت يا نصّ نصيص بتعرفي تعملي قهوة؟

بقوّة هزّت رأسها تقول: ماما علّمتني

قالتها ثمّ فتحت باب الثلّاجة لتنظر فيها تزمّ شفتيها بقوّة مانعة ريقها الذي سرعان ما فرزته براعم التذوّق من السيلان وهي ترى تلك الأنواع الفاخرة من الطعام والتي تسمع بها وتراها ولكنّها أبدا لا تأكلها، ثمّ سألته بجديّة: شو بتحبّ أعملّك فطور؟

بعدم اهتمام أجابها وهو يتناول بعض الأوراق الدراسيّة عن الطاولة: أيّ إشي، اعمليلي أيّ ساندويشة

بعيونها فحصت براء ما في البرّاد قبل أن تخرج علبة "لبنة" وعلبة مليئة بشرائح "السنيورة" ورغيفا من الخبز، وبهمّة فتاة لا تزال في طور التعلّم تتبع فطرتها بالحنان والاهتمام، صنعت له شطيرة مشقّقة ملطّخة، ثمّ وضعتها بداخل طبق وقدّمتها له قائلة: خد

بسخرية هزّأها وقال: خُد! اسمها اتفضّل، ارتقي شويّ بألفاظك

زفرت بغيظ ومطّت شفتيها وقالت: اتفضّل خد!!

ضرب الصارم كفّا بكفّ يائسا منها ثمّ مدّ يده ليتناول الشطيرة ولكنّ أصابعه سرعان ما امتلأت باللبنة الذائبة فنظر إليها بقرف وأمرها قائلا: ناوليني الفاين "منديل"

نظرت حولها ثمّ وجدت علبة ممتلئة بالمناديل فأحضرتها له ورمتها على الطاولة قبل أن تتركه وتتجّه ناحية الحوض من جديد لتتناول منه دلّة القهوة الفارغة

مدّت يدها لتملأها بالماء فاضطرت أن تمطّ جسدها لآخرها حتّى تصل لصنبور الماء شديد الارتفاع بالنسبة لجسدها القصير، وبينما يرمقها بنظراته ليرى ماذا تفعل لاحظ كيف ارتفعت البلوزة بشكل كبير كاشفة خصرها شديد النحول أمام ناظريه فهتف بها قائلا بغضب أعمى بصره: شو هاد الي لابستيه

مرتعبة من صوته نظرت براء إليه بخوف بعد أن أسقطتت الدلّة من يدها فوق الأرض وسألته بهلع: شو الي لابسته؟ بيجاما

كانت البلوزة الآن قد انسدلت فوق خصرها ولكنّها أيضا شديد القصر بالكاد تغطّي طارف البنطال فقال لها: ضيقة!

بارتباك هزّت كتفها لا تعرف ما تقول ولكنّه كان يعرف فهذه البيجاما وأخرى غيرها كانتا كلّ ما تملك للنوم منذ ما يقارب الثلاث سنوات، فصمت لا يعرف ما يقول فلا حيلة له أمام بخل خاله الشديد، وهكذا وبقهر غرس أسنانه فوق الشطيرة يفرغ فيها بعضا من احباطه، ليلاحظ من جديد انحسار ملابسها عن ظهرها وهي تنحني أمامه تريد تجفيف الأرض التي ابتلّت من جرّاء سقوط الدلّة فهتف بها غاضبا: اتركيها

متجاهلة إيّاها أنهت عملها بسرعة فقال لها جادّا: لا تعملي قهوة خلص ما بدّي

بطاعة هزّت رأسها فأكمل لها موجّها وناصحا بينما تقوم بتوضيب الطاولة بهمّة لا تتناسب مع سني عمرها المغبون: براء هاد اللبس ما بصير تطلعي فيه برة بيتكم لا تعيديها مرة تانية

باستغراب توقّفت عن عملها وأجابته ببراءة: بسّ انا ما طلعت فيه، بسّ نزلت فيه من بيتنا لبيتكم!

بيأس حدجها بنظراته فهي صغيرة ولا يريد أن يكون هو من يفتح عينيها على ما لا تدركه، فقضم من جديد قضمة كبيرة بغيظ مجهزا على ثلث الشطيرة، في حين راقبته وسألته بينما تبتلع ريقها: زاكية

حينها فقط لاحظ هو نظراتها المشتهية فسألها متجاهلا الإجابة: ليش ما عملت إلك

بنفي سريع هزّت رأسها وأجابته بهلع: لا لا ما بدّي

مقطّبا سألها: ليش؟

فأجابته بوضوح: شبعانة

مضيّقا عينيه نظر إليها بإشفاق حاول مداراته فكيف تكون تلك الغبيّة شبعانة وهي تنام هنا منذ ليلة البارحة؟!

تنحنح حينها قائلا: حاسس حالي لسّة جوعان اعمليلي كمان وحدة

بطاعة وبراءة أجابته قائلة: حاضر

كان الصارم ينهي شطيرته وشعور عارم بالشفقة يؤلمه على هذه الصغيرة التي كتب لها أن تحيا مع أب بخيل أمّ قليلة الحيلة، صدقا من يرى هموم الناس تهون عليه مصائبه

وقف صارم مكانه واتّجه نحو زجاجة ماء رفعها عاليا وابتدأ يرتشف منها فتتحرّك حنجرته بطريقة دوما ما تثير انتباهها بذلك الانتفاخ فيها

نبّهته قائلة ما انتهى من الشرب: ساندويشتك

حينها نظر إليها ووضع كفّه فوق بطنه وقال: شبعت مش راح اقدر آكلها

باعتراض هتفت به: بس ما بصير حرام بدّك إيّاني أكبها؟ بكرة الله بيحرمك منها!!

حينها نظر إليها وقال وكأنّه لا يبالي: اكسبي فيّي أجر وكليها إنت أحسن ما انحرم منها مضبوط؟

بطرف عينها نظرت للشطيرة بيدها وابتلعت ريقها بقوة تقول: بسّ عشانك

مبتسما أجابها قائلا بينما يتّجه إلى الخارج: شكرا لعطوفتك

وما إن أوشك فعلا على الخروج من باب المطبخ حتّى استوقفته قائلة: صارم

بانتباه سألها: خير شو بدّك؟

حينها اقترب منه بابتسامة متألّقة وعيون ملتمعة ومدّت يدها مذكّرة إيّاه بالعرق الدسّاس وقالت: إيدك عالدينار

بيأس هزّ صارم رأسه متذكّرا أجرها الذي حدّده لها منذ شهور عندما بدأ يضطر لترك جدّته أحيانا بمقابل أن تبقى معها وتعتني بها حيث أن لا أحد من أخواله أو زوجاتهم قد يسأل بها أثناء غيابه أو حتّى يهتم

بقرف مدّ صارم يده بداخل جيبه مخرجا حافظة نقوده قبل أن يفتحها ويتناول منها دينار فيضعه بداخل يدها الصغيرة بقوّة ويقول: من شابه أبوه وعمته ما ظلم!

.................................................. .................................................. ......

على غير ما اعتاد عليه خلال الأسابيع الأخيرة استيقظ الكاسر براحة وحالة من سكون تلفّ عقله، لوهلة نظر حوله يحاول استيعاب تفاصيل محيطه وفي اللحظة التي لمح فيها ملابسها المعلّقة على المشجب بالقرب منه تدافعت تفاصيل الليلة الماضية دفعة هادرة واحدة في عقله

برويّة وخفّة رفع رأسه لينظر إلى الفراش الممدّد على الأرض ليكتشف أنّه قد اختفى تماما كما لو أنّه لم يكن فقطّب جبينه ونظر إلى ساعة هاتفه ليكتشف أنّها قد تجاوزت الثامنة بقليل

من جديد أغمض عينيه وعقله يجرّه رغما عن أنفه ناحيتها

آه كم بكت ليلة أمس، وقت طويل كان قد مرّ وهو عاجز فيه عن النوم يسمع نهنهات بكاءها إلى أن هدأت أخيرا وقد تقطّعت أنفاسها فتغفو مخلّفة وراءها شهقات خافتة متقطّعة تذكّره بوجعها بين الحين والآخر وهكذا إلى أن صحى لصلاة الفجر بعد ساعات قليلة جدّا ليجدها على غير العادة لا تزال نائمة

متتبعا أمر ضميره كان قد أيقظها قبل خروجه إلى المسجد لتصلّي هي الأخرى وعندما عاد أخيرا وجدها قد أنهت صلاتها وعادت لتستغرق في النوم من جديد مخالفة مرّة أخرى عاداتها فهي دوما كانت تحبّ قراءة القرآن بعد فرض الفجر وكم كانت تتضايق عندما يجبرها بأن تعود معه للفراش فتلبّي بطاعة حقّه الزوجيّ المقدّس بعبادة من نوع... أكثر إثارة!

عند هذه الفكرة تفاعل جسده بقوّة جرّاء تذكّره لشعوره الملتهب الساحق بوجودها بين ذراعيه... وفجأة وجد نفسه يتساءل، هل حقّا قد امتلكها يوما!!؟

آآآه

تنهّد الكاسر بلوعة وحسرة وسبّها بداخله بحرقة لما أوصلتهما إليه

ساخطا قام من السرير بعنف بينما عقله ينازع ليفرض سيطرته عليه مذكّرا إيّاه أنّه رجل وأن ما يشعر به الآن ليس إلّا فقد لحاجة طبيعية لرجل صحيح البدن مثله وأنّ الأمر بيولوجي بحت لا علاقة لها بها سوى أنّها الحلال الوحيد المتاح، والذي يموت ولا يدنّي نفسه للقرب منه!!

مطمئنّا لهذه الفكرة ارتاحت كبرياءه قليلا قبل أن يذهب للوضوء وأداء ركعتي الضحى متسلّحا بهما وبأفكاره لمقاومة ما بقي من أيّام لإجازته

...................

تقف أمام باب المجمّد تفكّر بحيرة ماذا سوف تطبخ له، تعلم أنّها ليس رجلا مهيّأ لحياة العزوبيّة وبأنّه ليس من محبّين طعام المطاعم الجاهز، لذلك تريد أن تدلّلـــه هذين اليومين بقدر ما تستطيع

بوقفتها الحائرة هذه أحسّت به يقف بباب المطبخ ومشدوها كان ينظر هو إليها، طاقة من نور تشعّ منها، ترتدي فستانا خمريّا بسيط التفاصيل شديد الاحتشام، بينما ترفع شعرها كذيل حصان فوق قمّة رأسها

أخرجت لميس قطع اللحم ووضعتها بجانب حوض الغسيل قبل أن تتّجه نحو الباب حيث يقف وتمرّ بجانبه بكلّ سلاسة فتداعب أنفه رائحتها المسكيّة لتقول له بقوّة بعد أن تعدّته ودون أن تنظر إليه: الفطور على الطاولة، بسّ تخلّص وتطلع من المطبخ أعطيني خبر ضايل فيه شويّة شغل بدّي أخلّصهم

مقطّبا حاجبيه مستعجبا برودها وقوّتها بعد انهيارها بالأمس، أوشك أن يسألها لم لا تنهي عملها الآن، لكنّه بدلا من ذلك سألها: الولاد ما بفطروا؟

بحيادية أجابته: العنود ونبراس بتأخّروا شويّ بالنّوم، أمّا نبراس شويّ وبيصحى

بضيق مبهم الأسباب أجابها: بتقدري تخلصي شغلك بالمطبخ براحتك، انا ما بدّي أفطر

جمدت للحظة تريد أن ترجوه بأن يفعل ولكنّها تمالكت أعصابها، لا تريد أن تطيل بكلامها معه، لا تريد استفزازه ولا اثارة غضبه ولا حتّى اشمئزازه منها فصمتت وعادت إلى المطبخ حيث كانت تتحرّك بداخله وأمام عينيه كما فراشة الربيع برشاقة وحيويّة

بداخلها تعلم استغرابه تريد طمأنته، المسح فوق شعره والطبطبة فوق مهجته ولكنّها لا تستطيع... لا تجرؤ

مغالبا نفسه سألها بجمود أخيرا: قرّرتي؟!

جمدت يداها للحظات فوق دلّة القهوة التي كانت تريد ملأها ثمّ أجابته بصوت متهدّج: قرّرت!

نعم لقد فعلت، فهي ومنذ أن استيقظت قبل قرابة الساعتين وهي تفكّر وتفكّر، لقد وضعت نفسها مكانه، قدّرت خيبته، خذلانها له، لقد كانت بعينيه كبيرة كما قال، لقد أحبّها كما اعترف، وآه ما أصعبه وأقساه من اعتراف

لقد آذته، طعنته بالصميم، هي لم تكن جاهلة ولا مغيّبة، ولكنّه كان، هي ببساطة كانت أنانية وهي تفكّر بنفسها فقط، تتخبّط بطريق التوبة، أفتبخل عليه الآن بقصاص عادل يبغيه منها مقتصّا لكرامته وفخره ورجولته وحتّى... قلبه؟!

سيعذّبها ويقسو عليها ويجرحها، لكنّها ستظلّ بكلّ الأحوال رابحة

والطريق أمامها قد بات واضحا بعد استخارة لربّها صلّتها منذ الصباح

تعلم أنّ طريق الصبر شائك لكنّ ثوابه عظيم ومن يعلم ربّما بالنهاية قد تستحقّ قلبه من جديد

من مكانها حيث تقف بعيدة عنه.. قريبة، أدارت وجهها النضر بإشراقته المهلكة ونظرت لعينيه ثمّ أجابته بعينين ذائبتين ممتلئتان بالندم: ما بحياتي كلها كان في إشي بستاهل أصبر عليه وأتحمّل عشانه زيّك إنت، حبل الصبر اللي حكيت عليه بإيدك إنت وبسّ قطعه أمّا أنا، فكلّ يوم بعيشه معك ومع ولادك مهما كانت صعوبته... بعتبره مكسب

اختضّ صدره وتهدّجت أنفاسه وتراخت من تحته قدميه فأمسك بإطار الباب يستند عليه قبل أن يجيبها بلهاث مخنوق: شو يعني؟

بقوّة استدارت بالكامل لتواجهه بجسدها تنظر إليه وتجيبه بقوّة وجرأة: يعني أيّ عقاب بتفرضه عليّ أنا رضيانة فيه، بعترف انا زمان غلطت ذنبي كبير، بسّ بدّي تكون واثق وأكيد، أقسم بالله العظيم الذي لا إله إلّا هو... إنّي تُبت

قسمها هزّه...... يصدّقه... موقنا به... ولكن أكثر ما يوجعه... أنّه رغم هذا اليقين الذي يعلمه ولا ينكره لا يزال غير قادر على السماح!!

فصمت للحظات ثمّ بألم قال: أنا عارف إنّه كلامي إلك زمان كان قاسي كتير، وأنا آسف لإنّه وجّعك، أنا هيك طبيعتي جلف وشغلي فرض عليّ أسلوب زفت وقاسي بالتعامل مع... نوع محدّد من البشر، أنا بعترف إّني غلطت، بسّ اللي بدّي إيّاك تعرفي يا لميس إنّه توبتك لربّك مش إلي، وكما أنا ما إلي أعاقبك عشان أنا مش إله

كلماته أوجعتها أطفأت بعضا من أملها فنطقت بيأس تسأله بوجع: طيّب ليييش

عندها وبصدق نابع من داخل عميق قلبه، صدق أحسّتها كسكّين مسنونة تحزّ قلبها حزّا: يا لميس اللي إنت مش قادرة تفهمي إنّه أنا مش عم بعاقبك... أنا ببساطة مش قادر!

.................................................. .......................................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:15 AM   #6467

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

مساء

"دكتورة جيهان... دكتورة جيهان"

غير قادرة على فتح عينيها تمتمت جيهان مجيبة: همممم

بحنق مكتوم أجابتها الممرضة: المريض منير عايز حضرتك

بغضب فتحت عينيها وسألتها: عايزني يعني إيه

بخوف أجابتها: والله يا دكتورة انا قولتله انّ حضرتك مش مسؤولة عن حالته وانّ ايّ حاجه يعوزها يطلبها منّنا احنا وانّ حضرتك دكتورة بتكشفي وبتعايني وبس مالكيش في أي طلبات تانية

سألتها مبدية ضيقها تداري بها لهفتها لمعرفة الإجابة: وقال إيه حضرة جنابه؟

هزّت الممرضة كتفيها بقلّة حيلة وأجابت: قعد يشخط فينا وعمل فضيحة في الريسبشن قال هو هنا بفلوسه والي هو عاوزه لازم يتنفذ

ممتعضة من اسلوبه الهمجي، سعيدة بإلحاحه الدائم لوجودها قال: طب روحي انت وانا جايه وراكي اشوف حضرته عايز ايه

بعد دقائق كانت جيهان تخرج من غرفة المقيمين متهندمة مرتبة وقد اعادت ترتيب شعرها وتجديد زينتها الهادئة وتتجه نحو غرفته التي باتت تشكل خشية لجميع الممرضات

رغما عنها ابتسمت جيهان فهذا المنير منذ ذلك اليوم وهو يوقظ بداخلها انوثتها التي كانت تعتقدها في سبات أبديّ طويل لتكتشف أنّها كانت في غفوة تنتظر من يداعبها برقة لتستفيق

رقّة؟ حقّا!

امتعضت ملامحها من جديد فمحدث النعمة الجلف هذا ليس بينه وبين الرقة سابق معرفة أبدا وعليها جدّيا أن تضع حدّا لهمجيته التي يتعامل بها مع الجميع

بعد لحظات كانت جيهان تقف عند باب غرفته المشرّع تتأمّل منير، تعترف أنّه ليس وسيما أبدا ولا حتّى جذّاب لكن رغم ذلك به رجولة صارخة خلف ملامحه شديدة السمرة والتقطيبة الدائمة ما بين حاجبيه

نظرة الرضا التي رماها بها استفزّتها كثيرا فبدا كما لو كان طاغية متجبّر بأمر مطاع، فكتّفت ذراعيها بغضب وقرّعته تقول: إنت مش هتبطّل الهمجيّة الي انت فيها دي!

بغضب حدجها بنظراته وقال: ما تتعدلي يا بتّ وانت بتتكلّمي معايا بدل ما انفخك!

مصدومة نظرت إليه وهتفت بذهول: انفخك و... بت!!

بعجب أجابها: آه بتّ مالك مصدومة كده ليه تكونيش جنس تالت وانا معرفش!

بذات التعابير الذاهلة أجابته: جنس تالت!!

ثمّ استدركت نفسها تقول: استاذ منير اللي واقفة بتتكلم معاك دلوقت بعد ما اضطرت تقوم من النوم علشان تتدارك سوء تصرفات حضرتك تبقى دكتورة... دوك... تووو... ره

بسخرية أجابها: هع... طُز!

بغضب هتفت صارخة: إيه؟

ببرود أجاب: أيوه طُز... المرة الي فاتت قولتهالك وهعيدهالك النهاردة، طلعتِ ولا نزلتِ برضو هتفضلي وحدة ستّ، علشان كده لمّا تبقي تتكلّمي معايا تتكلّمي بأدب وبصوت واطي كمان

رغما عنها كلماته ألجمتها، أثارت بعضا من الخشية داخلها، وبشكل مرضيّ ما... أثارت أنوثتها

مقاومة مشاعرها فتحت فمها لتردّ ولكنّ التمتمات الحماسية الهامسة من خلفها أغلقت فمها... بصدمة: بيضة يا ماما بيضة

تجاهل منير شقيقته ونظر لوالدته بترحاب فسار باتّجاهها وأمسك بيدها ليجرّها نحو السرير بينما يهمس بداخل أذنه قائلا: عجبتك يمّا؟

بسعادة عاينتها والدته من جديد ثمّ أجابته بهمس مسموع وقالت: شقّ اللفت يا واد

بغضب نهرها قائلا: واد إيه بسّ ما يصحّش كده يمّا الله

طبطبت والدته فوق صدره ثمّ قبّلته على كتفه مسترضية: يوه يقطعني يا حبيبي راجل والنبي راجل وسيد الرجالة كمان، هو بس... قلب الأمّ اللي بيخّليني مهما كبرتوا تفضلوا فعيني عيال

ابتسامة حنونة جدّا ارتسمت فوق شفتيه خطفت أنفاس تلك التي لا تزال تقف مبهوتة عند الباب بينما تسمعه يجيبها: ربّنا ما يحرمني منّك يا رب...

ثمّ همس لها من جديد متسائلا: ها إيه رأيك في زوقي يا ستّ الكلّ

بحماسة شديدة غمزته وقالت: طول عمرك مبخت يجعلها من نصيبك يا رب

بتأمين على دعاءها أجاب: آمين يا ربّ كثّفي الدعاء والنّبي يمّا حاكم البنت شايفة نفسها بشهادة الطبّ اللي معاها

بطريقة مصريّة أصيلة شهقت والدته وهتفت بحماس: على نفسها يا ضنايا على نفسها

بجزع نظر لجيهان التي كانت تبحلق بهما بصدمة ثمّ احتضن والدته قائلا بهمس: اهدي بسّ يا ستّ الكلّ مش عايزين العروسة تطفش منّنا

شهقة جديدة أتبعتها والدته قائلة: بعد الشرّ لا تطفش إيه بسّ

قالتها ثمّ نظرت لها ودعتها لتقول: تعالي تعالي يا حبيبتي واقفة مكانك هناك ليه

بخطوات مرتابة دخلت جيهان الغرفة فتلقّفتها أمّ منير بين ذراعيها بقوّة مقبّله إيّاها بينما تغمز لابنها من وراء ظهرها وتقول: هيّ يا منير هيّ

عندها فهمت أخيرا كلّ شيء أدركت لكلّ تلك الهمسات فاعتذرت منهم بتمتمات غير مفهومة وسارعت بالخروج بينما ثلاثتهم يتابعونها بعيونهم السوداء داخل وجوههم شديدة السمرة

لتقطع أخيرا والدته بحلقتهم بها قائلة: يوه باينّها اتكسفت ولّا إيه؟

.................................................. ...........................................

تقف أمام المرآة تتزيّن بطريقة ناعمة لا مبالغة فيها ولا إسفاف، تتأمّل نفسها وبعض من التردّد وقلّة الثقة تلامس روحها لأوّل مرّة في حياتها، تتساءل بينها وبين نفسها إن كان مصطفى لا يزال يرى فيها تلك النجمة العالية التي أحبّها وارتبط بها لتكون أنثاه الأولى رغم علمه أنّها ليست الأولى في حياتها

صعبة المنال هكذا أحبّها وهكذا دوما أشعرته كي لا تفقد بريقها ورونقها في نظره، دوما سعى إليها، دوما استرضاها، دوما طالب بها وبقربها ولم تفعل هي يوما

تنظر إليه من خلال المرآة كيف ينظر لهاتفه وابتسامة ناعمة ترتسم فوق شفتيه، تتساءل بينها وبين نفسها إن كان قد ابتدأ الخرف يداعب عقله وابتدأ حركات المراهقين باحثا عن علاقة سريّة يكسر فيها روتين حياته

تنفض إحسان رأسها برفض فمصطفى من المستحيل أن يفعلها فهو عاقل رزين وفوق هذا وذاك يحبّها

إذا ما سرّ هذا الهجر الطويل؟

تعلم أنّهما ما عادا شبابا، وبأنّ العمر له أحكامه، ولكن... لقد مضى زمن طويل!!

أكثر من شهرين لم يقربها وحتّى لم يحاول، وصدقا لقد ابتدأت الفئران تتقافز في عقلها مثيرة ريبتها

بخطوات رزينة لا تتناسب مع ما تحاول أن تفعله للمرّة الأولى في حياتها، السعي نحو زوجها بطلب الوصال، السعي لقربه وتبديد جفاءه عبر ابداء مشاعر انسانية لا تتقنها، اقتربت منه وهي ترتدي مبذلا حريريا شبه أبيض بأزهار نيلية يحيط به فراء ناعم، لترقد بالنهاية بجانبه كلوح ثلجيّ تنتظر منه الاقتراب وكأنّها بما فعلت أدّت ما عليها من واجب ويزيد وهو ليس إلّا حيوان جائع سيكتفي بأن تلوّح له بقطعة من اللحم المجمّد ليركض إليها لاهثا ويطلب المزيد

دافنا رأسه بهاتفه متجاهلا ما يراه منذ بداية العرض، أخفى بداخله ابتسامة ساخرة، وكلمة "تأخّرت كتير" تكاد تنطلق من بين شفتيه لتهشّم ثقتها التي في غير محلّها

بغيظ مكبوت وصله صوتها: ماسك الموبايل ودافن دماغك فيه كده ليه؟

بصوت بارد أجاب: أهو بسلّي نفسي

ضيّقت إحسان عينيها قهرا ثمّ تنحنحت وأجابته: طب ما تسيبه وتبصّلي بقالنا فترة ما... احم... اتكلّمناش مع بعض

أنهى مصطفى المحادثة على هاتفه والتفت إليها ليرى شكلها الفاتن واعترف لنفسه بينما يتأمّلها بأنّ جمالها أمر لا يختلف عليه اثنين ولكنّه للأسف ما عاد يؤثّر به

أمّا هي فحاولت إخفاء الخيبة التي أحسّت بها وهي تنتظر تلك الالتماعة الشغوفة في مقلتيه والتي دائما ما تفضح تأثّره بها ولكنّها لم تجدها وحينها فقط اهتزّ قلبها... بخوف!

فجأة سمعته يقول: من كم يوم كده شفت دكتور محمد وانا في المحكمة

بغير اهتمام أجبته: امممم

بغيظ من برودها أكمل قائلا: المهم قعدنا مع بعض شربنا فنجان قهوة ودردشنا شوية مع بعض

بذات النغمة الباردة أجابته: طب والله حلو

متمالكا لأعصابه التي ابتدأت تهتاج من لا مبالاتها أكمل: المهم كنت بسأله على إيمان وفهمت من كلامه انّ نفسيتها تعبانة شويّه

بضيق حقيقي من سيرة ابنتها أجابته باختصار لا تريد إطالة لهذا الحديث: وإيه الجديد ما هي طول عمرها كئيبة

بنرفزة أجابها نافرا منها ومن برودها: وهيّ يعني كئيبة من نفسها مش من الي فيها!

بغيظ أجابته: وانت بتتعصب عليّ انا كده ليه هوّ في إيه يا مصطفى الله!!

بندم حقيقي أجابها قائلا: علشان البنت دي بالذات احنا قصرنا فيها جامد وانا قلبي واجعني عليها بجدّ

برفض لما يقول ناقشته: واحنا قصرنا فإيه ان شاء الله؟ مدارس خاصة سجّلناها مدرسين خصوصي ووفّرنالها هنعملها ايه يعني أكتر من كده؟ هي اللي كده واخده الغباء وراثة عن باباها!!

ينظر إليها بعدم تصديق، يتساءل بينه وبين نفسه كيف تحمّلها طوال السنوات الفائتة بل كيف أحبّها أصلا

باشمئزاز ابتعد عنها وغادر السرير ثم نظر إليها وقال: الي عند ايمان اسمه دسلكسيا وانت عارفة كويس جدا ان ده مالوش علاقة بالغباء وان لولا اهمالك وتقصيرك فيها كانت زمانها يمكن بقت دكتورة احسن منك كمان

بغضب اعتدلت على السرير واجابته: بتتكلم كأنها مش بنتي

بمرارة سخر منها وقال: يا ريتك كنت افتكرت من زمان انها بنتك... بنتك انت مش بنت ابوها اللي قدر يضحك عليكي ويتجوزك في السر من غير موافقة اهلك ولا معرفة اهله ولا... مراته

ارتدّ جسد إحسان من قوّة كلماته وشحبت ملامحها بطريقة أرضته جدّا فقال: عن إذنك يا... دكتورة

.................................................. .......................................




bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:17 AM   #6468

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5

ما إن دخل محمّد إلى البيت حتّى تلقّى فوق صدره قنبلة مشتعلة هوجاء التفّت بذاعيها حول عنقه، فتلقّفها من فوره متشبّثا بخصرها ملصقا إيّاها بقوّة بين ذراعيه

بشغف تمتمت تخبره: وحشتني أوي

بسعادة أجابها: وانا كمان يا حبيبتي... اممم الله على دي ريحة

بحماسة أفلتته ووقفت أمامه تقول: بجدّ عجبتك ريحة الأكل، ده انا عاملاك فراخ بانيه ومكرونة نجرسكو

بابتسامة أخبرها: يا سلام على دي ابداعات

بفخر اتّسعت ابتسامتها وقالت: هتاكل صوابعك وراها

بمداعبة أجابها: مافيش شكّ، بسّ انا مابتكلّمش على ريحة الأكل على فكرة

بحيرة طفوليّة سألته: أومال؟

قالتها وابتدأت تعمل أنفها باشتمام ما حولها فأجابها باسما: بتشمّي إيه؟ أنا بتكلّم على ريحتك

التمعت حينها مقلتيها بسعادة وأجابته: عجبك البيرفيوم

بنفي قال: لأ عجبتيني انت

قالها ثمّ تأمّلها بشغف بفستانها الفستقيّ الذي لم يكلّف سوى ربع متر من القماش لتفصيله فتوهّجت عيناه وأكمل: جدّااا

مدركة لنظراته التي تتأمّل بتفاصيلها ضحكت بحياء وأمرته تقول: بسرعة يلّا اغسل ايديك وتعال على السفرة

بمداعبة سألها: إيه ده إنت عايزاها على السفرة؟ وماله البيت كلّه بقى لينا احنا وبسّ ونقدر نعملها ماطرح ما نعوز

بارتباك رفرفت إيمان أهدابها ثمّ سألته بحيرة: اللي هيّ إيه دي؟

ضحك محمّد بإشفاق ثمّ أجابها: ما تاخديش ببالك يا حبيبتي روحي انت وانا ححصلك على طول

بطاعة هزت إيمان برأسها واتّجهت إلى المطبخ لكنّه سرعان ما استدرك قائلا: إلّا صحيح يا إيمان أخبار الرسمة إيه؟

بخجل نظرت إليه وأجابته: فاضلّها قدّ كده

قالتها وهي تقرّب سبّابتها من إبهامها فابتسم وأجابها: طيّب أصل الرسمة لو عجبتني هيبقى عندي ليكي مفاجأة هتعجبك!

بحماسة طفوليّة عادت إليه وقفزت أمامه تقول: بجدّ طب قولّي هيّ إيه؟

مستغربا نظر إليها وقال: طب بالزمّة هتبقى مفاجأة ازّاي لو قولتلك هيّ إيه؟

بإحباط نفضت ذراعيها كطفلة ساخطة وقالت قبل أن تغادره: أوفّ أوف!!

مبتسما أوقفها مرّة أخرى قائلا: إيمان ما نسيتيش حاجه

بحماس توقّفت خطواتها ورجعت إليه لتتلقّف من يده كيس الحلوى الذي يحضره لها كلّ يوم، ثمّ تركته من جديد دون أن تنسى أن تطبع فوق خدّه قبلتها الرقيقة

بدفء لاحقها بنظراته بينما تغيب عن مقلتيه وما إن اختفت تماما حتّى انقلبت نظراته بلحظة إلى ألم وحزن فيعد نفسه من جديد باجتياح حياتها وقلبها رأسا على عقب ولكنّ الصبر هو فقط ما يلزم حتّى يجعلها تثق به وبمشاعره ناحيتها فتفصح له عن مكنونات صدرها برضاها ودونما ضغط ولكن هذا لا يمنع أنّه سيتسلّل لروحها وينفخ بداخلها علّها تنتفض أخيرا على ذاتها

................................

بعد أكثر من ساعتين

تجلس على السرير بيدها دفتر رسم كبير وقلما من الرصاص، تنظر إليه ما بين كلّ لحظة وأخرى تتأمّله وهو يجلس أمام مكتبه منهمكا بقراءة قضيّة ما على حاسوبه الخاص، ثمّ تعاود لدفترها فتخطّ فوقه خطوطها السحرية التي دوما ما تنجح بجذبها ناحيتها فتغوص فيها ناسية كلّ ما حولها

بعد بعض الوقت كانت إيمان أخيرا تنهي رسمتها وترفعها أمام ناظريها تتأمّلها بفخر شديد، ليس فخرا بنفسها ولكن تحتوي الصفحة تفاصيله

صوته قاطع تأمّلاتها يقول بحماسة وابتهاج: أخيرا خلصت!

بإجفال ناظرته وبخشية أمسكت الورقة وأخفتها بسرعة خلف ظهرها، فرفع حاجبيه بغيظ وسألها: إيه ده انت عايزة تخبّيها عنّي، ده انا بقالي فترة قاعد زيّ الولد الشاطر وبستنّاها تخلص من غير ما افتح بقي بكلمة علشان ما اقطعش انسجامك، تقومي اخرتها مش عيزة تفرّجيني!

بارتباك وخشية حقيقيّة أجابته وهي التي عاشت عمرها تتخفّى بهوايتها عن العيون خوفا من كلمات التهميش الجارحة: اصل يعني يمكن الرسمة ما تكونش زيّ ما انت منتظر ولّا حاجة

بحنان أجابها من مكانه قائلا: الحاجة الوحيدة الي انا كنت منتظرها لاقيتها فعلا

بحيرة سألته: ازّاي؟

فأجابها قائلا بدفء غمرها وملأ حناياها دون حتّى أدنى اقتراب: نظرة الفخر والسعادة اللي كانت مالية عنيكي وانت بتبصّي عليها

حينها ابتسمت بسعادة حقيقيّة وأجابته بحبّ خالص: الفخر والسعادة دول كانوا من نصيب اللي جوّه الرسمه

بفضول سألها: رسمتِ مين؟

بتوتّر عضّت فوق شفتيها وحرّكت له كتفها بدلال رافض، فابتعد بكرسيّه الدوار عن المكتب قليلا ثمّ مدّ لها يده وقال: تعالي

مشدودة إليه بخيوط دعم وهميّة قامت من مكانها وابتدأت تخطو نحوه كطفلة في عامها الأوّل، فأمرها من جديد وقال: ارفعي راسك وبصّي في عنيّا وقرّبي

وبلا أدنى مقاومة أطاعته، تنظر إليه ترى الحبّ في مقلتيه، لكنّ العبرات تتشكّل فوق حدقتيها فتشوّشان عليها فترفّ بأهدابها لتجليهما فتتساقط الدموع وتصل إليه يحتضن خصرها ويجلسها فوق ساقيه ويتناول الورقة من يمينها ويرفعها لينظر إليها فيختضّ قلبه من هول ما اكتنفه من مشاعر

فارس كان هو على صهوة جواد، بنظرات دافئة عميقة، ويد طويلة منيرة كشعاع، يمدّها إليها فتتسلّل من بين القضبان لداخل سجنها المظلم فتجلي من حولها عتمة المكان فتتلمّس طريقها بنوره الوهّاج

لم يتمالك محمّد نفسه وهو يدفن وجهه في صدرها بقوّة يخفي عنها تأثّره الشديد يدفن فيها تهدّج أنفاسه والتماع مقلتيه بدمع شفيف محبوس بداخل صدره منذ عشرات السنين

مصدومة من ردّة فعله تمتمت تقول بهمس خجول: إيه هيّ الرسمه وحشة للدرجة دي

غير قادر على الحديث استمرّ محمّد على وضعه صامتا لاهثا، فأحسّت هي بأنّ هناك أمر يعتريه فأخذت تداعب شعره وشعور بالشفقة لا تعرف سببه يملأ قلبها نحوه فتحتضن رأسه أخيرا بحنان جارف نابع من قلب أمومة لا يزال مطمور

اخيرا وبعد لحظات طويلة استطاع محمّد تمالك أنفاسه فرفع رأسه وأمسك بيدها ليرفعها لفمه مقبّلا إيّاها بشغف ويقول: انا ما تخيّلتش ابدا إنّك بتعرفي فعلا ترسمي حلو للدرجة دي، انت على كده تبقي فنّانة وتعدّيتي كلمة هاوية بمراحل

تضرّجت وجنتي إيمان وأجابته متجاهلة الاستفهام عن حالته السابقة بذكاء: ده رأيك بجدّ ولا بتجاملني؟

بصدق أجابها: لا والله العظيم ما بجامل، انت فعلا بترسمي حلو جدّا جدّا

براحة رمت إيمان رأسها فوق كتفه فقبّل رأسها وابتدأ يتخلّل شعرها الخيلي الناعم بأصابعه بصمت مطبق قبل أن يأخذ نفسها مرتعشا عميقا ويتنحنح ثمّ يقول: هوّ انت فعلا شايفاني بالشّكل ده يا إيمان؟

للحظات صمتت هي الأخرى تفكّر كيف ستقدر بكلمات قليلة أن تعبّر له عن شعورها نحوه لا سيّما وأنّ الكلمات لم تكن يوما من نقاط قوّتها، فأخذت أخيرا نفسا عميقا ثمّ اعتدلت فوق ساقيه وثبّتت وجهه بين كفّيها ونظرت لعينيه وابتدأت تقول: بص.. انا عمري ما عرفت اعبّر عن مشاعري بالكلام، علشان كده مش هعرف اقولّك انت إيه بالنسبالي ولا غيّرتلي إيه في حياتي، مش هعرف أفهّمك انا قبلك كنت فين ومعاك بقيت فين، كلّ اللي هقولهولك بجدّ إنّك إنت الفارس الي طول عمري بستنّى فيه، وإنّك بالنسبالي رقم واحد ومن بعدك الدنيا كلّها ما تلزمنيش

ما إن أنهت إيمان كلماتها حتّى شهق بقوّة اهتزّت لشدّة عنفها، قبل أن يحملها بين ذراعيها ويضعها فوق مكتبه ليرتمي فوقها أخيرا ينهل منها ومن سعادة لم يعرفها يوما إلّا من خلالها، فيبثّها عاطفة جامحة لا قبل له بها ولا طاقة لديه للسيطرة عليها لينتهي أخيرا مرتميا فوق صدرها لاهثا فيقّبل جبينها بحنان جارف يعتذر لها بهمسات متقطّعة: آسف لو كنت خضّيتك

بصمت هزّت رأسها فحملها برقّة ووضعها فوق السرير محاولا احتضانها ولكنّها لذهوله رفضت فارتعش قلبه خوفا قبل أن ينتفض لهفة وهو يكتشف أنّها تريد هذه المرّة هي أن تحتويه، فتركها لتفعل، فتحتوي ضخامته بين ذراعيها الرقيقتين مطبطبة على قلب الطفل الذي جبرت لتوّها كسرا قد كان فيه


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:19 AM   #6469

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 6

اليوم التالي يرفع النمر عاليا ويرميه بقوّة فوق الكنبة قبل أن ينهال عليه بلكمات كاذبة ودغدغات عابثة وعضّات فيثير الصغير الجلبة من حوله بقوّة مالئا غرفة معيشتهم ما بين صراخ وقهقهات دخلت منال عنده وقدّمت له فنجانا من القهوة تاقت له نفسه، فجمد للحظات قبل أن يتناوله منها وهو الذي رفضه منها بالأمس فلم تعاود الكرّة بعرضه وضع الفنجان على الطاولة الصغيرة أمامه ثمّ أبعد النمر عنها بذراعه منبّها إيّاه قائلا: انتبه بابا في قهوة هسّة اقعد عاقل ومؤدّب عشان آخدك معي بسّ اروح أجيب نبراس بابتسامة نظرت إليه منال وقالت: فكرة حلوة إنّك تسجّل نبراس بنادي ملاكمة، خلّي يطلّع فيها طاقاته بدل ما يطلّعها على ولاد الجيران ولا يطلّع عين لميس هزّ الكاسر رأسه بقلق على ابنه وقال: هاد الولد ما بكبر إلّا وهوّ مطلّع روحي بانتفاضة ووجل أجابته: بعيد الشرّ عنّك حبيبي الله يطوّلي روحك الهي بقلق حقيقي نظر إلى شقيقته وقال: ما حكيتيلي شو أخبارك إنت؟ بابتسامة ربّتت على ذراعه وقالت: كتييير منيحة مضيّقا عينيه سألها: وجمال كيفه معك؟ بابتسامة مشتاقة لمن ذكر اسمه توّا أجابته: جمال ما في منّه يخلّيلي قلبه ما أحلاه بغيظ أجابها قائلا: وجع!! شدّي حالك يا بنت! بنت!! حقّا!! هل جنّ شقيقها؟ هل عليها مثلا أن تذكّره أنّها ما عادت بنتا منذ سنوات وأنّ هذا الذي غار عليها منه هو مرتكب الجريمة الفاضحة؟! ضحكة مجلجلة أوشكت أن تفلت منها ولكنّها سرعان ما كبتتها وهي تقرّب فنجان القهوة من شفتيها وتقول: اممم ما في أطيب منها هالقهوة... اشرب حبيبي اشرب بتوجّس نظر الكاسر للفنجان أمامه كمن يخشى أن يكون ما أمامه سرابا، لا يصدّق أنّه فعلا يوشك أن يرتشف قهوة من صنيع يديها أخيرا دون أن توجعه كرامته بتنازل تأباه رجولته، فتناول الفنجان أخيرا واستنشقه بقوّة قبل أن يرتشف منه رشفة كبيرة أجهزت على نصف محتواه، ثمّ نظر لشقيقته وأكمل حديثه معها قائلا: وحماتك شو عاملة معك؟ أوشكت منال أن تشرق برشفتها وهي تسمع سيرة حماتها الهادمة لكلّ لذّة فوضعت الفنجان من يدها بينما تقول: اتركك منها ومن سيرتها هاي وحدة مخرفة سيرتها بسّ بتعملّي اكتئاب بقوّة وخزها بنظراته موبّخا إيّاها موقفا قلبها بينما يهتف بها ويقول: منال!! في وحدة محترمة بتحكي عن أم جوزها هيك! ارتجفت منال من شدّة الخوف وتمتمت تقول: والله مو قصدي بس.. إنت ما بتعرف هاي المرة شو عملت فيّي رفع الكاسر يده موقفا إيّاها عن متابعة كلامها قبل أن يسألها: قبل ما تحكيلي أيّ كلمة راح أسألك، بدّك إيّاني أتدخّل بالموضوع ولّا بس بدّك تفضفضي؟ "تفرغ ما في قلبها" صمتت منال للحظات قبل أن تهزّ رأسها بالنفي وتقول: بدّي أفضفض بصرامة أجابها: إذا بتفضفضي بس باختصار ومن غير طولة لسان وحكي ما إله طعمة، احكيلي حماتك شو اللي بدها ايّاه؟ عضّت منال شفتيها بضيق وقهر من هذه السيرة التي تخنقها، وقبل أن تقول له أيّ شيء مدّت يدها نحو فنجان قهوتها لتتناوله ولكنّه سرعان ما أبعده عن متناول يدها محتجزا إيّاه بجانب فنجانه وقال: فنجاني!! بتمدّي إيدك عليه كمان مرة بكسرلك إيّاها! فغرت منال عينيها ثمّ قالت باعتراض: بالله! ضيّق عينيه وقرّب أذنه منها وقال: شو اتفضّلتي؟ انكمشت منال على نفسها من جديد وتمتمت بغيظ بينما تكتم ابتسامتها: قلت بالهنا والشفا أخوي حبيبي مطرح ما يسري يمري! متكّئا بمجلسه من جديد بارتياح ذكّرها وقال: اهااا... ما حكيتيلي حماتك شو اللي بدها إيّاه؟ بألم نظرت إليه منال وأخبرته بانكسار: بدها ولاد!

في المطبخ

وضعت لميس المقلاة الصغيرة فوق النّار لتسكب بداخلها قدرا من زيت الزيتون بينما تتابع تقطيع حبّات البندورة الحمراء الطازجة لدوائر رفيعة لتصنع بها مقلاة حارّة من البندورة الحمراء كانت قد سمعته صباحا يخبر شقيقته بأنّه يشتهيها

منال هذه الشقيقة من غير أمّ ولا أبّ

كم كانت سعيدة اليوم وهي تراها وقد جاءت لزيارتهم منذ الصباح الباكر معلنة لهم بأنّها قدّ قرّرت قضاء يومها عندهم، وكم كانت ابتسامة الكاسر دافئة وهو يستقبلها باحتواءه المعهود، ذلك الاحتواء الذي باتت هي مقصاة عنه

برجاء دعت لميس الله من عميق فؤادها أن يمنح قلبه السكينة علّه يقدر يوما ويتجاوز

صوت قهقهات منال كما العادة جلبت البسمة لشفاهها فضحكتها دوما ما تخرج بقوّة من داخل قلبها بلا لجام ولا رباط رغم كلّ ما بها من ألم

دعوة أخرى خرجت من بين شفتيها خصّت بها هذه المرّة أخت زوجها أن يقرّ عينها بالولد ناسية أنّها هي بنفسها محرومة منه

غافلة عن الزيت الذي احترق قليلا بداخل المقلاة أمسكت لميس بقطع البندورة وسكبتها فوقه فما كانت إلّا لحظة واحدة وكانت النار تهبّ بوجهها خارجة من المقلاة

صرخاتها الجنونيّة العالية أثارت فزع الجالسين هناك فهبّ كلاهما بجنون يسبقها هو يكاد قلبه ينخلع من مكانه لشدّة ما اعتراه من خوف وما إن دخل إلى المطبخ حتّى رآها تقف بالزاوية تغطّي وجهها بكفّيها مستمرّة بالصراخ، وبنظرة واحدة أدرك ما بها فأمسك بالمقلاة وألقاها بقوّة داخل الحوض فاتحا فوقها صنبور الماء ليتركه كما هو مفتوحا بلا انتباه وهو يتّجه نحوها بخطوات واسعا فيمسك بكفّيها بهلع يبعدهما عن وجهها ويأمرها قائلا: لميس ورّيني وجهك... لميس...

بعالم آخر تعيش ذكرياتها القديمة من جديد فلا ترى حولها إلّا النيران في كلّ مكان، تقترب منها، تلامسها، تحرقها

آآآآه صراخها يرتفع بشكل أثار فزع الجميع من حولها

منال.. العنود... النمر

أمّا هو فرآى وجهها الذي لم تلمسه النيران، لكنّه أيضا يرى الفزع بعينيها والجنون بنظراتها

صراخها يوجعه وكأنّه يراها تحترق أمام عينيه من جديد، وهكذا ودون أن يشعر رفع كفّه وصفعها بملء يده

لسعة قويّة حارّة على خدّها أخرستها، فصمتت للحظة لتنظر حولها بذهول شديد، لتنتهي بنظراتها أخيرا عليه هو

لحظة... لحظتين... وثلاثة

وكانت لميس أخيرا تنهار فوق صدره تجهش بالبكاء

.................................................. .................................................. .........................



انتهى الفصل عزيزتي
قراءة ممتعة

ارجو أن يكون الفصل قد حاز على اعجابكم
تصبحون على خير


























bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-04-19, 12:20 AM   #6470

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

يسعد هالمساااااااااااااااااااا ا
تسجييييييييييييييل حضوووووووووووووووووووووور

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 493 ( الأعضاء 246 والزوار 247)
‏ضحى حماد, ‏هواي مكة, ‏bambolina+, ‏ياسمينة الماضي, ‏rihab91+, ‏Dina Maged, ‏محبة ريم, ‏seham26, ‏Agadeer, ‏ام توتا, ‏مملكة الامل, ‏Nagat farouk, ‏أميرةالدموع, ‏هبة النورى, ‏عاشقة الحرف, ‏الطاف ام ملك, ‏awttare, ‏أمل متجدد, ‏Emma Moon, ‏hayat mohamed, ‏غروب الامل, ‏يمامه جدا, ‏اليك ربي, ‏Sanamero, ‏ريم ال, ‏samam1, ‏ميمونة meryem, ‏قمر سهران, ‏miromaro, ‏ميمو كوكي, ‏مخبرية, ‏دوسة 93, ‏Resonance, ‏mayna123, ‏نزووف, ‏Aya-Tarek, ‏ʏɷ ʏɷ, ‏ألين ♡, ‏درة البحر2, ‏شيماء عبده, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏إلين 1988, ‏samira bouanane, ‏جوانا وليد, ‏سكر نبات, ‏بشرى الخالد, ‏نادين حسو, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏bassma rg, ‏REEM HASSAN, ‏amana 98, ‏nibal79, ‏ري 10, ‏ملك الشبح, ‏منو6, ‏ToOoOmy, ‏وفاء حسين سلطان, ‏ندى طه, ‏Ronyfayez, ‏nasmat ba7r, ‏امايا, ‏كريستنا, ‏fatiroze, ‏Hagora Ahmed, ‏Fawzia ali saad, ‏همس البدر, ‏Kyureem, ‏ريبكا, ‏يوما ما, ‏shrouk Roja, ‏ريما اشرف, ‏zsa89, ‏وفاء123, ‏hayeksousou, ‏angela11, ‏Malak_, ‏maha elsheikh, ‏mimi0000, ‏Samaa Helmi, ‏غرام العيون, ‏Maryam william, ‏نور122, ‏فريدة يحيى, ‏najla1982, ‏Samasaja, ‏رهف ااحمد, ‏halimayhalima, ‏abir alami, ‏ام سليم المراعبه, ‏حوار مع النفس, ‏حنان ياسمين, ‏الروح الهائمه, ‏ريم1122, ‏Anine, ‏كرمتى, ‏لورا2, ‏Esraaahmed, ‏mennaessam, ‏saro22, ‏ايكوسان, ‏do3a, ‏ضحى, ‏Sohailaahmed, ‏نبيله محمد, ‏ريما الشريف, ‏toma gogo, ‏سميرة احمد, ‏kamsed, ‏ali.saad, ‏هديرخلف علي, ‏michacho, ‏aaa124, ‏Fay~, ‏gdg, ‏ريتاج القلب, ‏رينو فريد, ‏butterfly.z, ‏Batatss, ‏noorvay, ‏nourelhayat, ‏imansalem, ‏butter fly, ‏rowdym, ‏Aya youo, ‏مملكة الاوهام, ‏Rofd, ‏Fatma Ah, ‏مونى جيسى, ‏amatoallah, ‏دعاء جمعة, ‏تيماء قاصي, ‏Raheeek, ‏Reham303, ‏hanan21__, ‏صمت الصحراء, ‏suzan11, ‏سحاب الغيم, ‏Booo7, ‏lanlon1, ‏حبيبي روحي انت, ‏hhanen, ‏esraaelshahar, ‏rubaahmad, ‏shmo3, ‏رانيا توباز, ‏nour91, ‏Sebar, ‏ام احمد ورؤى, ‏موضى و راكان, ‏بسملة المصطفى, ‏نقطة سلام, ‏سومة111, ‏سلسبيل 31, ‏احلام الوردي, ‏Emyan, ‏لين عبد, ‏zjasmine, ‏Ayamhboob, ‏métallurgier, ‏فديت الشامة, ‏yanayana, ‏أمل رياض, ‏منى رشدى, ‏دلال الدلال, ‏ام علي اياد, ‏روني زياد, ‏sira sira, ‏Sweetheart96, ‏حب الدنيا, ‏ouertaniradhia, ‏مزوووووون, ‏سرين جوجو, ‏لولو عماره, ‏فراشة ذهبيه, ‏cersten, ‏وردة الجنان5, ‏jewa, ‏chem.Fatima, ‏Tuo, ‏pretty dede+, ‏رحاب نبيل, ‏sanahdb, ‏minacne, ‏Agaiaa, ‏omarboodi, ‏أم البنات 2, ‏karima seghiri, ‏بيون نانا, ‏نداء1, ‏Safo85, ‏باشووR, ‏عشقي لديار الخير, ‏meryem j, ‏زهرة البربر, ‏samarezat, ‏Ebtsam Mahmoud, ‏koka 88, ‏زهوري الحلوة, ‏yawaw, ‏حوراء ١, ‏زهرة الحزن, ‏فاطمة توتى, ‏om lnmm, ‏Saro7272, ‏sasomonem, ‏ranona1992, ‏فوضى الروح, ‏Ghada$1459, ‏Rody Husam, ‏ichra9, ‏jadayal, ‏الاف مكة, ‏rasha moner, ‏Fofa shine, ‏الزنوبية, ‏اسماء4040, ‏ريمين, ‏browen eye, ‏khma44, ‏رياح النصر, ‏Hager Elfeky, ‏Zainabalghazi, ‏Mmariem, ‏emytroy2, ‏تونى جونى, ‏EXO-L, ‏شهد محمد صالح, ‏ام البنات1989, ‏راما الفارس, ‏الفراشه النائمه, ‏shimaa saad, ‏أحلام وردة, ‏الشهرانيه, ‏داليا حسام, ‏mili39, ‏هديل الحياة, ‏Preeselen, ‏Tota Yehia, ‏Ayoosh moustafa, ‏سوزان محمد احمد, ‏Vero samy, ‏nur vattar, ‏مايا محمد علي, ‏aseralroo7


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.