آخر 10 مشاركات
حكاية قلبين (باللهجة العراقية) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-10-19, 12:38 AM   #8631

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي


معلش يا بنات أخيرا عمّ السلام والهدوء

اخلص النص فصل وارجعلكم
اتمنى ان لا احتاج وقت طويل عشان انا كمان عندي بكرة دوام وصحية من الساعة ستة الصبح



bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 12:49 AM   #8632

بشرى ابنتي

? العضوٌ??? » 429641
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » بشرى ابنتي is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار يا كاتبتنا الحلوة

بشرى ابنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 01:00 AM   #8633

Tuo

? العضوٌ??? » 421877
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 117
?  نُقآطِيْ » Tuo is on a distinguished road
افتراضي

ف الانتظار😍😍💗💗💗💗💗💗
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
معلش يا بنات أخيرا عمّ السلام والهدوء

اخلص النص فصل وارجعلكم
اتمنى ان لا احتاج وقت طويل عشان انا كمان عندي بكرة دوام وصحية من الساعة ستة الصبح



Tuo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 01:05 AM   #8634

Mama h

? العضوٌ??? » 408499
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » Mama h is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
معلش يا بنات أخيرا عمّ السلام والهدوء

اخلص النص فصل وارجعلكم
اتمنى ان لا احتاج وقت طويل عشان انا كمان عندي بكرة دوام وصحية من الساعة ستة الصبح
[size=
[/size]
في انتظارك والله رغم اننا عندنا دوام برضه وكمان صاحين بعد الفجر بس روايتك الحلوه تستاهل الانتظار ده


Mama h غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 01:31 AM   #8635

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

سأبدأ التنزيل حالا

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 01:36 AM   #8636

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الثالث والأربعون
(الجزء الأوّل)

"كاسر!!"

صمت... صمت... صمت

كلّ ما حوله ساكن، كلّ ما فيه ساكن، سوى ضجيج قلبه الذي الهادر بعنف والذي ينتوي اقتلاعه من مكانه ليصمت فلا يشوّش على ناظرية صفاء عينيها والسكينة فيهما

أن يراها.. يتأمّلها.. يتشبّع من وجودها هو كلّ ما يريد من بعد أن ظنّ أنّه المحال بعينه

أمّا هي فتحاول ابتلاع ريقها بعجز، أحقّا هو هنا؟ في مصر؟ أمام باب بيتها؟ كيف؟ ولماذا؟ ألم يطردها من حياته؟ ألم يكسرها بزوجة مفترضة أخرى؟ ألم يخبرها ومن بعد أشهر من العشرة الحسنة أنّه لا يثق بها؟ ألم يطلّقها من دون أيّ لحظة تردّد؟

فجأة ثقلت أنفاسها التي كانت تلهث شوقا قبل لحظات، وتباطأ خافقها بألم وبعيون محمرّة وصوت مختنق سألته: شو بتعمل هون؟

سؤالها صدمه، نبرتها فاجأته، والغضب المشتعل في مقلتيها باغته، فاشتدّت قامته بهيئة عسكرية وبداخله أطلق لقلبه الأوامر بالتريّث وبتململ أطاع، وأطلق العنان للعقل علّه يرشده لحسن التصرّف، وبنبرة جافّة أجابها: هون بدنا نحكي؟

محاولة ابتلاع غصّتها من جديد أجابته: ما في حد بالبيت

إجابتها أشعلت أعصابه وبتحفّز سأل: والمعنى؟

تعلم يقينا أنّه يجوز ولكنّها رغما عنها أرادت إغاظته، اثارة غضبه فاستنهضت لميس القديمة تلك الجسورة القويّة وأجابته: يعني ما بصير

وكما توقّعت حدث إذ اشتعلت عيناه بغضب وتقدّم منها خطوة ومن بين شفتيه و أسنانه المطبقة هتف: لميس بتعرفي كتير منيح إنّه بصير وهالحكي هاد حكينا فيه قبل هيك

بتعنّت أجابته وهي تكتّف يديها فوق صدرها بطريقة بدت له باردة مغيظة: مزبوط بس هاد مشان الزوج والزوجة يعطوا نفسهم فرصة للتفكير والتراجع بس في حالتنا هاي الفكرة مش واردة أبدا

كزّ الكاسر أسنانه بغضب وهي تسحب من تحت قدميه آماله وخططه، وهتف بحدّة: مش واردة بالنسبة لمين؟

رغم انكماشها داخليا بسبب أعصابه التي ابتدأت بالانفلات الا أنّها أجابته: بالنسبة النا احنا الاتنين

مقطّبا جبينه وبغير رضا سألها: وانت على أي أساس بتقرّري عنّي؟

سؤاله استثار أعصابها فوجدت نفسها تفقد سيطرتها وهي تخبره بينما تقترب منه بانفعال ودون أن تشعر: على أساس إنّه إلنا شهور قاعدين مع بعض حالنا حال المطلّقين، على أساس "مش قادر" اللي ما كنت تترك مناسبة إلّا وتأكّدلي ايّاها، ولّا أحكيلك على أساس العروس الجديدة اللي كنت بدّك تتزوّجها!

كلماتها أربكته وكبّلته لم يعرف ماذا يقول وكيف يبرّر أو يدافع، أمّا هي فكانت قد ابتدأت ترتجف بالفعل من شدّة الانفعال، ولحسن حظّه فُتح باب المصعد وخرج منه مراهقين يقطنان في الشقّة المقابلة وما إن تواريا خلف باب بيتهما حتّى نظر إليها بحدّة وقال: لميس افتحي باب الشقة وبلاها الفضايح

بصمت اقتربت من الباب وبيد مرتعشة حاولت وضع المفتاح بالباب ولكنّها عجزت لا سيّما وهو يشرف عليها بضخامته ويلفحها بأنفاسه محيطا إيّاها بغمامة عطره المألوف

بثبات مدّ يده وأخذ منها المفتاح ووضعه بالباب وفتحه لها دون أن يتقدّم بل اكتفى بأن أشار لها بيده بأن تدخل وكانت بالفعل قد ولجت للداخل بثلاثة خطوات عندما لاحظت أنّه لا يزال واقف مكانه بالخارج فنظرت له باستغراب فأجابها على سؤالها غير المنطوق: يمكن مش حابة تستقبليني

صمتت للحظات تتأمّله، تتأمّل هيبته، خشونته، جلافته، وتقطيبته، يالله كم هي مريضة به!

كم تشتاقه!

بقوّة قمعت مشاعرها مانعة ايّاها أن تظهر فوق ملامحها وقالت له بحيادية فتّتت أعصابه: بيت المنصوري ما بيردّ ضيف واقف على بابه

ضيّق الكاسر عينيه بغضب ورغم ذلك دلف إلى الشقّة التي جمعته بها للمرّة الأولى، وبيدها أشارت له نحو غرفة الضيوف حيث صعقته لأوّل مرّة بفتنتها وبهاء محيّاها عندما دخلت عليه تحمل بين يديها فناجين القهوة، وفجأة وجد نفسه يترقّب ذات الرؤيا فالتفت لها وقال: ما بدّك تشلحي "تخلعي" نقابك؟ أظنّ صرتي عارفة إنّه بصير!

طلبه باغتها وفجأة أحسّت بالدماء تهدر في جسدها وبتوتّر أمسكت بالنقاب وخلعته ثمّ أخفضت رأسها دون أن تنظر إليه، مسيّرا بفتنتها وجد نفسه يقترب منها ويمدّ يده لذقنها رافعا رأسها بخشونة ثمّ بدأ في تأمّلها، عيناها رغم ذبولهما رائقتان، شفتاها كما دوما شهيّتان، وأمّا خدّاها لا تزالان رغم شحوبهما كما دوما تغريان بالقبل!

استجابة مراهقة فورية من جسده باغتته ضاربة كلّ خلايا جسده استنفرت باشتياق، فأجفل مبتعدا عنها كمن لدغ بقرصة نحل، أمّا هي فردّة فعله صدمتها فارتبكت بخجل وضيق تظنّ أنّ مظهرها المرهق قد أثار نفوره فلامست وجهها بارتباك ودمدمت معترفة دون أن تشعر: وجهي شويّ تعبان، ما عم بنام منيح!

بسخرية ابتسم ، الحمقاء لا تعلم أنّها مهما ظنّت بشكلها ونفسها ومظهرها ستظلّ في عينيه المرأة الأكثر فتنة وجاذبية و... اثارة

بصوت أجشّ سألها: ليش ما بتنامي منيح؟

سؤاله أربكها فصمتت لا تجد إجابة أمّا هو فبذات النبرة أخبرها: وأنا كمان ما بنام منيح...

بحزن وشجن نظرت إليه وسألته هامسة: ليش؟

ببوح صريح قال: تعبان، تعبان كتير

كلماته تردّدت بداخل صدرها بصدى موجع فاقترب منها مرة أخرى ورفع يده يريد ملامستها لتبعد رأسها بعيدا عنه بردّة فعل تلقائيّة تخشى ضعفها أمامه، تخشى الاستسلام ثم فجأة تذكّرت أخاها منقذها لترفع هاتفها بسرعة وتتّصل به ومن حسن حظّها أنّه خلال ثانيتين كان قد رفع السّماعة وأجابها: وحشتك بسرعة مش كدة؟ ما انا قلتلك اقعدي كمان ما رضيتيش

بصوت رغما عنها خرج جادّا مستجديا نادته: حسين!

نبرتها أثارت مخاوفه فسألها بسرعة متوجّسا: في إيه يا لميس مالك؟

باستغاثة قرأها واضحة بنبراتها قالت له: كاسر هون!

صمتٌ قليل تلا كلماتها ثمّ جاءها صوته متفكّها قائلا: يا أهلا ومية مرحب بأبو صارم، جايله حبيب قلبي!

دون أن تشعر ابتسمت على كلمات شقيقها ومعرفتها بما هو قادم فأنار وجهها وأشرق أمام ذلك الدارس لكلّ تفصيلة من تقاصيلها والذي كان يحترق غيظا وغضبا وقال: بسّ أنا جاي أحكي معك إنت مش أخوك

باعتزاز رغم ارتباكها أجابته: كل شي بتعلّق فيّي بيخصّ إخواني، أوّلا وآخرا أنا ما بعمل اشي إلّا بشورهم

هذه المرّة استطاعت أن تستفزّه بالفعل وهيّ تولّي لآخرين أمرها، وهي تخرج راضية من تحت عباءته لتلتجئ لغيره، فصاح بها قائلا: وفي أشياء بتتعلّق فيك ممكن تصير من غير شورك ولا شورهم

بغير فهم سألته: شو قصدك؟

نادما على جلافته وهو الذي جاء ليصلح من الأمور أدار رأسه لعدّة ثوان استطاعت خلالها هي أن تفهم ما قصده بكلماتها فاحتدّت أنفاسها بغضب هي الأخرى

أمن بعد طلاق موجع سيهينها أيضا بإرجاع مُذلّ حيث لا رأي فيه لأخوتها ولا لها؟ أيعيدها غصبا وهي التي بذلت من نفيس كرامتها وقلبها وروحها الكثير والغالي لأجل أن تبقى في بيته زوجة ولو بالاسم، لأجل أن تظلّ مرتبطة ولو بظلّه، لأجل أن تكون سيّدة لبيته وأمّا لأولاده؟ أيعيدها هكذا بكلمة كما طلّقها بكلمة؟

عيناها نطقتا بكلّ ما جال بخاطرها من أفكار وهو استطاع قراءتها وفهمها ولأجل كلّ مشاعرها لم يفعلها من الأساس، فكم كان من الأسهل عليه أن يعيدها بكلمة واحدة ويكتفي بإخبارها ولكنّه لم يفعل، يعلم كم جرحها وكم أهانها، يعلم كم كان قاسيا عليها ولكنّه لم يكن يقصد، لقد كان الأمر فوق طاقته، لم يكن من السهل عليه أن يخلخل أفكارا ثابتة راسخة عاش عليها جلّ حياته، لم يكن من الهيّن تقبّل ما رفضه عمره كلّه، وحتّى الآن يكذب لو قال أنّه راضٍ تماما أو سعيد، تقبّلَ توبتها وآمن ببياض صفحتها، عقله اقتنع وقلبه لا يبالي والروح تهفو ولكنّها رجولته من تئنّ أحيانا وتتحسّر

ولكنّه قويّ وقادر على التعامل مع ذاته وترويضها لأجلها، يكفيه أن تنام بين ذراعيه من جديد لتتخدّر كلّ هواجسه، يكفيه أن يصحو وينام على مرأى صفحة وجهها ليهدأ، يكفيه أن تسكن بيته من جديد، تنيره بروحها ترفرف فوق ساكنيه بجناحيها ليتناسى، وربّما ويوما ما بالفعل قد ينسى.

بعزيمة وتصميم نظر لها وقال: لميس...

قالها باستجداء ومن ثمّ صمت، فكم هو فاشل في الكلام، ثمّ أخذ نفسا عميقا وبيأس قال: ما كنت أعرف إنّه دار المنصوري بُخلا

بحميّة دافعت عن إخواتها وقالت: لا طبعا بيت المنصوري بيت كرم وعزّ

انتفاضتها لإخوتها بتلك القوّة جعلته يبتسم بحسرة ويحسدهم عليها ثمّ قال: بسّ لا شُفنا من عندهم فنجان قهوة ولا حكولنا اقعدوا

عندها انتبهت أنّها بالفعل لم تدعوه للجلوس، فعضّت شفتيها جالبة أنظاره إليهما فابتلع ريقه بقسوة وطعم قبلاته لهما يعود لذاكرته حيّا حتّى ولكأنّه انتهى من تقبيلهما الآن، لا بل... ابتدأ الآن و... يريد المزيد، بل يحتاجه يا الله كم يحتاجه

فجأة قال لها بصوت متحشرج وكأنّه يوشك على البوح: لميس...

لكنّ صوتا كريها سرعان ما قاطع كلماته يقول: ايه ده انت لسّة مقعدتش اخص عليك يا لميس سايبة الراجل واقف ليه لحد دلوقتي

قالها حسين واقترب من الكاسر وسلّم عليه قائلا: يا أهلا ومية مرحبا، ازيّك يا ابو صارم اتفضّل اقعد واقف ليه، نوّرت مصر والله، واقفة ليه يا لميس يا حبيبتي ما تروحي تعملي شاي لابو صارم بسّ إيه عايزه كشري انا سامع انّه بيحبّه!

تشتعل مراجله بالغضب فلا يملك إلّا أن يقول: قهوة لميس وإذا ما عندكم لا تغلبي حالك بأي إشي

رغما عنها غلبتها شفقتها عليه فتمتمت تقول: لأ فيه هلأ بعملّك

لم يمتلك حسين إلّا ان يغيظه ويقول: طب ما تخلّيكِ مستريحة انت واقوم انا اعملها

بسرعة لمحت لميس كيف كزّ الكاسر على أسنانه فقالت: لأ خلّيك مرتاح حبيبي أنا هلّأ بعملها

مشتعلا غيرة من كلمة حبيبي التي انطلقت من بين شفتيها بتلقائيّة مغيظة نظر إليها بغضب سرعان ما حاول السيطرة عليه وهو يذكّر نفسه أنّه قد فقد كلّ حقوقة عليها




bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 01:37 AM   #8637

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

ما إن خرجت من الغرفة حتّى جلس أخوها مقابلا له وقال: ما قولتليش ايه اللي جيّبك مصر؟

ولأنّ أسلوب حسين دوما يجده مستفزّا له تجاهل قصّة وفاة حمي أخته والذي يوقن هو بمعرفتهم به وقد أخبره جمال أنّ أبناء المنصوري قد حضروا واجب الدفن قبل حضوره هو وأخيه في اليوم الأوّل، فأجابه: في إلي أمانة وجاي أرجّعها

طريقته أغضبت حسين فكزّ على أسنانه وقال: غريبة يعني أنا مش فاكر انك سبت أي أمانات عندنا ، اللي اعرفه اني رجعت من عندكم مع اختي اللى انت طلقتها ، يعني مدتناش حاجة ، لكن سبت حاجة غالية ادنهالك... سبتها بمزاجك ورجعتها لينا لأنك مش عايزها ، وخلاص معدتش بتاعتك ولا تخصك

تقبّضت كفّي الكاسر فوق فخديه بقوّة وأطبق شفتيه للحظات ثمّ قال: كلّ المتزوجين بصير معهم كتير وقليل

بذات طريقته الباردة قال: صحيح بسّ مش كلّهم بيطلّقوا

بغيظ أجابه: بسّ في كتير بيتطلّقوا وبيرجعوا عادي على فكرة

باستفزاز ذكّره: بسّ انت ما بترجّعش!

بصراحة أجابه قاطعا عليه الطريق المتعرّج الذي يحاول أن يقوده إليه: لا لمّا أكون غلطان بندم وبرجّع، واعتقد انّنا كلنا بشر وممكن في يوم نغلط، ولّا انت عندك رأي تاني؟

بجدّية أجابه حسين قائلا: لا رأي تاني ده إيه عدّاك العيب، بسّ هوّ يعني حيث انّك راجل ما شاء الله أسهل كلمة عندك الطلاق ايش ضمنّا انّك مش هتغلط للمرة التانية قصدي الرابعة ده على أساس انّ اختي هيّ التالتة بسم الله ما شاء الله.. الله اكبر يا رااجل ده انت جبروووت

مغتاظا جدّا من سخريته كاتما غيظه الكبير بصبره القصير، مرّر كفّه الضخمة فوق صفحة وجهه مستجلبا جميع سيطرته ثمّ قال: هيّ غلطة وحدة وبسّ، واعتقد من حقّي أصلّحها، حقّ كفلّي ايّاه ربّ العالمين ومش من حقّ أيّ حدى يوخده منّي

قالها ببعض الحدّة أخيرا وقد ضاق ذرعا بهذا الحسين المستفزّ!!

في هذه اللحظة عاودت لميس الدخول تحمل في يدها صينية فوقها فنجانين، تتمسك بها بقوّة بمحاولة للسيطرة على مشاعرها، فكيف من الممكن لجملة واحدة بسيطة أن تحلّق بالانسان وتسمو به لدرجات مخيفة من الاثارة والسعادة

"هيّ غلطة وحدة"

أن يعترف الكاسر أمام أخيها بأنّه قد اخطأ لهو أمر عظيم، أمّا أن يقرّ بأنّه ما ندم يوما إلّا على طلاقها هي لَهُو أمر في قلبها له وقع أعظم، فقد اعترف ضمنيا أنّها ليست كأيّهنّ، ليست مثلهنّ، ليست عددا إضافيّا لانتصاراته أو حتّى هزائمه

وما إن انحنت أمامه تقدّم له فنجان القهوة خاصّته حتّى نظر لعينيها بعمق بينما يتناول فنجانه بكلّ لهفة، وبكلّ هدوء وأدب طلب من أخيها دون أن يبتعد عنها بناظريه: لو سمحت حابب أقعد مع لميس لحالنا شويّ

مخفيا ابتسامة شامتة بترويض هذا الكاسر الجلف أجابه ببرود: ما عنديش مانع بس نشوف رأي لميس الأوّل

بارتباك وخوف استقامت لميس و للحظات نظرت إلى الأرض أمامها، ثمّ بتردّد نظرت إلى أخيها الذي أومأ لها مشجّعا بأن تقول ما تريد، أومأ لها يخبرها أنّه يثق بها، يثق باختياراتها، وهكذا نظرت إليه، إلى الكاسر جنّتها في الأرض ونارها، وهي لا تبحث عن جنّة في الدنيا بل عن نعيم في الآخرة، ولا شيء يخيفها كما النار سواء في الدنيا أو في الآخرة

لقد اعترفت لنفسها بعد أن عادت لاخوتها أنّها أخطأت وهي تبحث في عينيه عن دليل مغفرة وتوبة، أخطأت وهي تضع مصيرها بين عينيّ رجل بقسوته لا يرحم ولا ينهزم، عاجز عن المغفرة لا يقدّر ولا يعتبر، تحبّه ولكنّها أيضا تستحقّ أن تُحبّ، لقد تابت وأصلحت وعفّت وتطهّرت وفي روحها ما عاد هناك مكان لانتقاص وملامة، فهي... تستحقّ أفضل من ذلك

عيناه في عينيها، يقرأ اختلاجاتها، قلبه انقبض، روحه اختنقت، وحلقه جفّ وتثاقلت أنفاسه، وكما توقّع جاءه صوتها ليحكم على آماله بالموت: لو عشان نرجع لبعض، ما في داعي للحكي، أنا آسفة بسّ... صعب

قالتها ثمّ احتدّت نظراتها أكثر ودقّقت في عينيه أكثر وأكثر بينما تقول: مش قادرة!

كان ينتظرها يقسم أنّه بغريزة ضابط محنّك كان ينتظره هذه الكلمة بالذات ولكنّه رغم ذلك لم يستطع أن لا يتألمّ فالكلمة ارتدّت فوق صدره بقوّة مباغتة أوجعته بشدّة، لكنّه على الأقل -وكم يحمد الله على ذلك- استطاع أن يسيطر على كبرياءه ويحافظ على كرامته فيقوم من مكانه في هدوء ويتمتم بجانبها بخشونة قائلا: معك حقّ ووو حقّك عليّ غلطت فيك بسّ... كان غصبٍ عنّي

قالها ثمّ وقف أمامها مباشرة بكلّ شموخ وأكمل: شكرا على كلّ شي عملتيه مع ولادي ولسّة بتعمليه، خاصّة العنود

كلماته كانت كريح عاصفة هبّت فوق جبال تماسكها فابتدأت بالانهيار فتمتمت تقول حزينة بأسف وحزن تكتم ألمها بسؤاله عن قهوتها التي لم يشربها فأجابها

بحسرة وأسف: ما إلي نصيب فيها!

وهكذا كانت كلّ السبل بينهما تغلق، والحكاية توشك أن تنتهي أو... كادت، إلى أن سمع صوت رنين جرس الباب، وصليل المفاتيح وصخب ضحكات رجولية وأخرى أنثويّة، ثمّ جاءهم صوت ناعم يهتف ضاحكا يبعلوّ: فينك يا لمييس، تعالي اسمعي آخر خبر، مش اتاري أخوك طلع جايبلك عريس؟!

بصدمة بذهول بعدم تصديق نظر الكاسر إليها

عريس؟ أي... رجل!

رجل تكن له كما كانت إليه؟ ترعاه وتطيعه و...تحبّه!

رجل يرعاها ويدلّلها ويمتلكها كما..... امتلكها!!!!!

وفجأة عادت أعاصير الغضب لتضرب أعصابه، ما عاد للحسرة مكان، وتحوّل التفهّم لجنون والتقبّل لعنّت، وتعمقت الغيرة لتصبح وحشا ضاريا لا يشبع إلّا إن نهش، فنظر لهما بغضب ثمّ تحوّلت أنظاره لمحمّد الذي كان قد دخل عليهم للتوّ معه زوجته التي تجمّدت ابتسامتها بصدمة والذي كان يحاول استيعاب صدمة وجودهم، وقبل أن يجد فرصة ليقول أيّ شيء وصله صوت الكاسر الخشن يقول له بسخرية: طيّب يا رَجُل قبل ما اتجيب لأختك عريس، اتأكّد أوّل انها مش متزوجة!

بتشوّش نظرت إليه لميس، وبصدمة تأمّله حسين، أمّا محمد فسيطر على غضبه رافضا الانجراف لشجار عقيم لن يعود عليها إلّا بالسّوء

بهمس متحشرج نظرت لثلاثتهم وقالت: شو يعني؟

بتحدّي نظر إليها وأجاب: يعني أنا ردّيتك وأظن هاد من حقّي

بحنكته وهدوءه فارق جانب زوجته التي كانت قد ابتدأت عيناها تهطلان وقد أدركت مغبّة ما فعلت، واقترب من زوج أخته ووقف أمامه يقاربه ضخامة مخفيا أخته من أمام ناظريه ثمّ قال: حقّك وما حدّش يقدر ينكر، بسّ أنا برضو من حقّي أدافع عن أختي وأكفلّها حقها، حقّها إنّي ما أخرّجهاش من بيتها هنا إلّا برضاها، حقها زيّ ما دخلت بيتك أوّل مرّة برضاها ما ترجعلوش إلّا برضو برضاها، حقها زيّ ما طلعت من بيتك مجروحة ما ترجعلهوش إلّا وهيّ مجبورة الخاطر مرفوعة الراس

كان الكاسر يستمع لكلمات أخيها وعيناه عليها هي، يرى دموعها الصامتة، عينيها الجريحتين، نظراتها العاتبة ووجهها الشاحب، وكم يبدو سهلا أن يقول لهم أن لا، هذا ليس من حقّها، ليس من حقّها الرفض، أنّ القبول هو خيارها الوحيد، وكم كان هذا الجواب أقرب لقلبه، لرغبته، ولكنّه ببساطة لم يستطع، في داخله يعلم أنّ هذا حقّا من حقّها، من حقّها أن تغفر له أو لا تغفر كما ظنّ سابقا أنّ هذا من حقّه، من حقّها أن تقتصّ لكرامتها، من حقّها أن تقسو عليه كما قسى، نعم تستحقّ هي، فلتقسُ فلتعذّب فلتفعل به ما تريد ولكن وهي تحت عصمته!

بتفهّم نظر لأخيها ثمّ قال: حقها!

كلمة واحد قويّة واثقة صدحت بالمكان أصمتتهم جميعا، فاجأتها فرفعت ناظريها تنظر إليه بغير تصديق وذهول فرنا إليها وبدفء أكمل: وشو ما بدها بطلعلها وحتّى اللي مش حقها بنخلّيه حقها، هاي لميس واللي ما بصير لغيرها بصير إلها

قالها ثمّ بمقاومة شديدة استأذن منهم جميعا مغادرا، تاركا إيّاهم على صمتهم للحظات قبل أن تنهار فوق الكنبة أمام أخويها تنشج بعنف شديد وكأنّ تلك المشاعر التي كتمتها طوال الساعة الماضية قد انفجرت أخيرا

بسرعة ولهفة جلسا بجانبها وسارع محمّد بضمّها بحنان يهدهدها لتركض إيمان هي الأخرى نحوها تقول لها ببكاء: أنا آسفة والله العظيم ما كنتش عارفة انّه موجود معاك هنا

بحنان نظر لزوجته وقال: ما تزعّليش نفسك يا حبيبتي وما تعيّطيش، كاسر كده كده كان هيعملها، كان ممكن يستنّى يوم ولا اسبوع ولا حتّى شهر، بسّ برضو كان هيعملها، ما كانش ممكن هيسيب العدّة تخلص من غير ما يردّها

قالها ثمّ أبعدها عن حضنه ونظر إليها متابعا بابتسامة شديدة الرقّة: كاسر بيحبّها وما كانش ممكن هيسيبها تضيع من بين إيديه

بضحكة لفّها حسين ناحيته وقال لها غامزا بمزاح: والله وطلعت جامدة وقدرت تروّضي الكاسر وتخلّيه ينخ يا بتّ يا لميس!

دون أن تشعر ومن بين بكاءها أطقلت ضحكة رقراقة صفّق لها وقال: أيوة كده اضحكي وانبسطي وكيدي العوازل بسم الله الله واكبر!!

.................................................. ..........................................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 01:38 AM   #8638

رانيا توباز

? العضوٌ??? » 437644
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 50
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » رانيا توباز is on a distinguished road
افتراضي

تعلمنا في روايتك الصبر.... وأدمنا السهر....من ديوان ننتظر للفجر

أتمنى ألا تكون لميس حاملا ، أولا لئلا تختم الرواية كما ختمت خمسون ألف رواية أخرى وثمانمئة مسلسل وحكايلت أخرى ... وثانيا لتخرج لميس من دائرة السلبية المغلقة التي تعيش فيها ، وتفهم أن التوبة لا تعني أن تتوقف حياة الانسان على الندم والتكفير عن الذنوب..... عندما تقرر لميس العودة لكاسر أتمنى أن تفعل لأنها تريد ذلك .... لأنها ترغب بالحياة التي سيمنحها لها و ستفعل ما ترغب به في الحياة ....


رانيا توباز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 01:39 AM   #8639

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

أنهت أمل توضيب المنزل وقد هدّها التعب تاركة أمر الطبيخ وتجهيز الطعام لحماتها بأمر منهت إذ تشفق عليها لشدّة ما تنظّف من وراء أولاد زوجها وتنظّم دون فائدة فالأولاد كما هو ظاهر لم يكونوا يلقون التأديب والتهذيب المناسبين إذ أنّهم يعيشون في طريقة بوهيميّة منهكة ومتعبة حيث لا قوانين ولا أنظمة تنظّمهم
ما إن دخلت غرفتها حتّى توجّهت إلى الخزانة لتخرج بعضا من ملابسها وما إن فتحتها حتّى وجدت كلّ ما فيها من ملابس مبعثر ومقلوب كما لو كان أحد ما قد دخل غرفتها وعبث في محتوياتها
موجة من إحباط وغضب عصفت بصدرها وسبب الفوضى يلوح اسمه في تلافيف عقلها لا سيّما وهو في كلّ يوم يجد سببا جديدا لزيادة الفوضى في حياتها عامّة وفي غرفتها ومتعلّقاتها خاصّة
رامي!
ولكنّها سرعان ما أغمضت عينيها وأخذت أنفاسا عميقة وهي تذكّر نفسها بأنّه ليس إلّا طفلا ذو ست سنوات، بأنّ من حقّه أن يغضب وأن يثور وقد انقلبت حياته فجأة وتشتّت أسرته والسبب في نظره قد تكون هي، ومن يعلم -هكذا كان يلحّ عليها ضميرها- ربّما تكون فعلا هي السبب، ربّما لولا وجودها لكان همّام قد عاد لزوجته فعلا، تعلم أنّهما على خلاف شديد، ولكنّها أيضا تعلم أنّه كان يحبّها بل ويعشقها، وربّما لولا وجودها لكانت المياه بينهما قد عادت إلى مجاريها وربّما هذا سبب رئيسي لخوفها المزمن لبحث ومناقشة أيّ من تفاصيل حياته السابقة، هذا عدى الجرح العميق الذي دوما ما تراه بنظراته كلّما لاحت ذكرى لحياته الزوجيّة السابقة
على حافّة السعادة مشرفة هي، تراها تشتمّها تستشعرها ولكنّها تخشى القفز في هاويتها، تخشى اقتناصها، تخشى أن تكون سببا في دمار أسرة وتشتيت أطفال، دوما علّمتها أمّها رغم فقرهم أن لا تنظر لما في يد غيرها، ويعلم الله أنّها لم تفعل، أحبّته تعترف ولكنّها لم تحلم بأن تتزوّجه، وحتّى عندما تزوّجته لم تأمل بأن تحيا معه حياة طبيعيّة، ليس وكأنّها تفعل الآن -هكذا ذكّرت نفسها- ولكنّ هذا ما يخطّط له هو حاليا وبإصرار شديد
احمرّت وجنتا أمل تلقائيّا وهي تتذكّر ذلك التحوّل المريب الذي كان يطرأ على تصرّفات همّام ناحيتها، تلك الجرأة التي باتت سمة لتعامله معه، تلك التلميحات الواضحة، كلمات الغزل الفاضحة، والنوايا الصريحة، والتي لولا وفاة حمي أختهم لكانت الآن قد أصبحت قيد التنفيد وبقدر حبّه لها بقدر خوفها منه ومن اندفاعه المريب هذا
متجاهلة ما حدث حضّرت ملابسها ودلفت إلى الحمّام لتغتسل وبعد قليل كانت تخرج مرتدية روب حمّام قطني بلون المشمش ووجهها يفوقه اشراقا وتوردّا بفعل الماء الساخن أمّا شعرها فكان ملفوفا بمنشفة من ذات اللون، وقبل أن تخلع وتبدأ بارتداء ملابسها كان هاتفها يستقبل اتّصالا مرئيّا لا بدّ أنّه منه
للحظة ارتبكت لا تعلم ماذا تفعل وأرادت تجاهل الاتّصال حتّى ترتدي ملابسها أوّلا ولكن ما إن صمت الهاتف حتّى عاود الرنين مباشرة بإلحاح شديد فسارعت بالإجابة خوفا من إغضابه فهمّام كمان باتت تعلم شديد التملّك يكره أن تلتهي عنه أو تلتفت لشيء غيره
ما إن فتحت المكالمة المرئيّة حتّى جاءها صوته هادرا بغضب
" ليش تأخّرتِ بِشو ملهيّة؟"
قالها همّام بانفعال ولكنّه سرعان ما رأى شعرها المحاط بالمنشفة الكبيرة فابتسم باتّساع وقال
"نعيمًا"
بحياء أجابته بينما تتأكّد من غلق المبذل جيّدا فوق جيدها
"ينعم عليك"
بابتسامة عابثة سألها
"لبستِ؟"
بارتباك وحماقة أجابته
"ما لحقت، كنت بدّي ألبس بسّ إنت رنّيت"
شاكسها بمزاح
"طيّب قومي البسي يلّا أحسن تبردي"
بخجل أجابته
"لا عادي"
كثعلب ماكر ألحّ
"لا شو عادي بلاش تمرضي"
بتوتّر أخبرته
"عادي"
مدّعيا الجدّية أجابها
"لا شو عادي، بكرة راجع تروحي تنقليلي عدوى مين بدّه يدير باله عليّ هناك بالعقبة؟"
بلهفة قالت له
"من غير شرّ عن قلبك"
بإلحاح طفوليّ أمرها
"طالما من غير شرّ إذا يلّا قومي غيري بسرعة -ثمّ أكمل غامزا- وما تنسي تتركي الكاميرا عليك"
بارتباك واختناق عاتبته لا تعرف ماذا تقول وكيف تفعل لترضيه
"لو سمحت همّام، الله يخلّيك، آسفة بسّ.. والله العظيم بستحي ما بقدر"
قالتها وابتدأت بالبكاء فنظر إليها بصدمة إذ لم يكن يعرف أنّه بالفعل كان يضغط عليها لتلك الدرجة فهتف بها بذهول
"أمل شو فيه ليش هيك بتعيطي والله كنت بمزح معك!"
كلماته زادت من بكاءها فاحتدّت نبرته بينما يأمرها قائلا
"أمل اطّلعي عليّ... بحكيلك اطّلعي عليّ"
نبرته الحادّة أخافتها فرفعت رأسها محاولة كتم انفعالاتها فسألها بحدّة
" شو صار ليش كلّ هالعياط"
تنهنهت أمل لثواني ثمّ باحت له بأحد أكبر مخاوفها وقالت
"أنا آسفة إنّه مش قادرة أكون زيّ ما بدّك، مش قادرة أجاريك، مش قادرة أتعوّد على طريقتك وجرأتك ومزحك بحاول والله بسّ... مش قادرة، غصبن عنّي بستحي وكمان...."
مذهولا باعترافها حثّها متسائلا
"وكمان شو؟"
بتمتمة ضعيظة نظرت إليه وأجابته
"بخاف منّك"
دون أن يشعر وجد نفسه يحتويها بلينه وحنانه ويسأل
"من شو بتخافي؟"
هذه المرّة طال صمتها فاستحّثّها قائلا
"احكي لا تخافي"
عندها نظرت إليه وأجابته
"بخاف تعصّب عليّ أو... تضربني!"
هذه المرة جاء دوره ليطيل الصمت لا يعرف كيف يشعر وماذا يقول، فها هي أمل تخشاه، تراه رجلا قاسيا مرعبا كما أرادته حنان لكنّه لا يشعر بأنّه سعيد، لا يجد نفسه مختالا منتشيا برجولته بل لا يشعر سوى بالضيق والنقص، فالخوف ليس ما يريده منها بل... التقدير والحبّ، هو لا يريد أن يكون العصا التي تعلّق فوق رأسها بل الغمامة التي تحيطها، لا يريد أن يكون الوحش الذي يلاحقها بل الحائط الذي تستند عليه والبيت الذي يحويها
صوتها جاءه متردّدا ضعيفا خافتا
"زعلت منّي؟
بصمت كزّ على أسنانه وهزّ رأسه بنفي، ولكنّها ألحّت عليه تقول بطريقة طفوليّة
"همّام أمانة لا تزعل منّي، أنا والله بحبّك وما بحب تزعل منّي!"
اعترافها الذي انزلق من بين شفتيها أذهله وصدمها وفي حين كانت شفتاه تتّسعان بابتسامة أمامها، كانت عيناها تجحظان بخزيّ، وبنبرة غير مصدّقة سألها
"عيدي شو حكيتي ما سمعت!"
بارتباك وخجل أجابته
"همّام عمتي بتنادي عليّ مضطرة أسكّر، باي"
بمشاكسة سعيدة أوقفها
"بسيطة اهربي براحتك بكرة راجع وراح أخلّيكي تعيديلي ايّاها لايف، ومش بسّ هيك راح أخلّيكي تغيري قدّامي برضه لايف"
شهقتها الخجلة الحادّة تبعها إغلاقها المباشر للاتّصال وما إن أغلقته بوجهه حتّى جحظت عيناه وبحلق أمامه للحظات قبل أن تبدأ ابتسامته الذاهلة بالاتّساع رويدا رويدا إلى أن انطلقت من بين شفتيه ضحكة صاخبة مجلجلة تردّدت حوله محلّقة بسعادة في المكان
.................................................. .................................................. .


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-19, 01:45 AM   #8640

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

انتهى الجزء الأول من الفصل الثالث والأربعين
مشهدين لكن اتمنى انهم متخمين فيما يخص أبطالهم
تمنيت أكتب أكتر من هيك بس والله ما قدرت
بنات انا عارفة اني بضغطكم معي وانكم كرهتوني وكرهتوا روايتي
لكن زي ما حكيتلكم انا حاليا لا استطيع ان اكتب غير في اخر الاسبوع وفعليا كان عندي ضيوف يوم الجمعة والأحد واليوم والدتي كانت عندي والله عشان انزللكم النص فصل هاد ما قدرت أقعد معها منيح
غير مرض بنتي اليوم

وصدقا لولا الرواية في اخرها وانكم لا تستحقون سوى اكمالهم كما ينبغي لكنت اوقفتها انا تعبانة جدا لكن تعب سنتين مش هاين علي يضيع بنهاية لا تليق

بأمر من ادارة المنتدى مش من المسموح للكاتبة التنزيل غير باليوم المحدد لها يعني مستحيل نزل النص فصل بيوم خلال الاسبوع
لا اعرف لو كنتوا بتفضلوا مثلا تنتظروا اسبوعين تلات وانزللكم بقية الفصل ونص والخاتمة مرة وحدة
ولا نضل ماشيين كل اتنين حتى لو حبو نص فصل بنص فصل
نفسيتي تعبانة عشانكم وجسديا منهكة جدا والله
شوروا علي
أفيدوني أفادكم الله


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.