آخر 10 مشاركات
أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ظلام الذئب (3) للكاتبة : Bonnie Vanak .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-19, 02:06 AM   #9231

نوف بنت ابوها

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 145815
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,721
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » نوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
Rewitysmile6


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
انهيت كتابة الفصل
دقائق وسأبدأ بالتنزيل

وووووووووووووصل الفصل الأخير (( ااااااالف شكر وتسلم الأنامل


نوف بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:06 AM   #9232

ميريزااد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ميريزااد

? العضوٌ??? » 341336
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,005
?  نُقآطِيْ » ميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1001x( الأعضاء 365 والزوار 636)‏ميريزااد*, ‏Ahmed mohamed2012, ‏رودى رامى, ‏dodoalbdol, ‏ساره سرسوره, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏mlak993, ‏maryam ghaith, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏اوشه العسل, ‏همهمات صاخبة, ‏amoaasmsma, ‏yousra 05, ‏mayna123+, ‏ضحى حماد, ‏المرض, ‏ام نورين, ‏امبراطورية سين, ‏Amira94, ‏ميمونة meryem, ‏rihab91, ‏bassma rg, ‏nadjou, ‏Waf4sa, ‏Oya_a, ‏حالمة, ‏أحلام وردة, ‏Amonimoni, ‏wallooo2a, ‏saff06, ‏زهرة الحنى, ‏نوف بنت ابوها, ‏ياسمين على احمد, ‏amiramostafa, ‏أمل متجدد, ‏Basant Gamal, ‏ملكة علي عرش ابي, ‏Chochoooo, ‏sira sira, ‏ليل سوسو, ‏قلب حر, ‏دندراوي, ‏soso-2019, ‏wes55, ‏laila2019, ‏هارت دوو, ‏منال نبوي, ‏افتخر بديني, ‏ام علي اياد, ‏Jooli20, ‏nonog, ‏~وردجوري~, ‏lolololy909, ‏zsa89, ‏suad-otb, ‏ghdzo, ‏سحر صالح, ‏غنى محمد, ‏الصلاة نور, ‏1231, ‏اماني حسام, ‏Ramroma3, ‏hoda ateya, ‏toma gogo, ‏حبيبيه, ‏ضحىالفار, ‏Høpë☆, ‏ايمان122, ‏shimaaahmed, ‏Bbsh, ‏imoo, ‏marishfatim, ‏tota55, ‏AsmaSouma, ‏eym, ‏ريما الشريف, ‏منوني1, ‏انستزيا, ‏ihsanmery, ‏شموخي اسطورة, ‏bambolina, ‏سكر نبات, ‏Sara amr, ‏Alzeer78, ‏eylol, ‏nhal ahmed, ‏داليا انور, ‏بتو خليفه, ‏samahss, ‏lostlove_forever, ‏suzi ar, ‏زينب محمود1, ‏Raghad khatib, ‏لوشة العزاوي, ‏kmnbvc, ‏ALAA, ‏rose.rose, ‏الاميرة البيضاء, ‏oum nadjib, ‏Resonance, ‏tamy, ‏عاشقة الحرف, ‏Marwa wahsh, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏browen eye, ‏Fatima hfz, ‏نرجس79, ‏ام لينووو@, ‏Layal18, ‏Preeselen, ‏Jeyda, ‏yasser20, ‏rowdym, ‏mili39, ‏hekmat.3, ‏rere87, ‏من هم, ‏عواصف الصمت, ‏nona-1061, ‏samah 02, ‏Ino77, ‏Zozo.70, ‏نرمين البنجي, ‏Hedy mohamed, ‏miromaro, ‏ام احمد ورؤى, ‏vet dodo, ‏maha elsheikh, ‏do3a, ‏وفاء حسين سلطان, ‏suzan11, ‏ريم ال, ‏Samasaja, ‏mango20103, ‏big zero, ‏سيم سيم 18, ‏hanan21__, ‏السَحَر, ‏Roro adam, ‏mennaessam, ‏Nada $, ‏آيه الحسيني, ‏جعلنى عاشقه, ‏seham26, ‏kokyyou, ‏merna tarek, ‏ننوش-توفيق, ‏الظبي اللعوب, ‏اميرةm*, ‏Eman Abdo*, ‏Nassnura, ‏alyaa elsaid, ‏me@nhoO, ‏raghda e, ‏نورهان البسومي, ‏مها هشام., ‏فرح وهبة, ‏mariem. mohamed, ‏ورد العتيبي, ‏أنثى متمردة, ‏ريما اشرف, ‏Sufana1409, ‏koka 88, ‏فضل من الله, ‏Kalinka, ‏Sillvia Fawzy, ‏شرق?, ‏ميمات4, ‏Amera hamdy, ‏minion, ‏Malak_, ‏esraaalatar18, ‏ام لمي ولارا, ‏ام فارس 3, ‏ام هنا, ‏Shimoo1996, ‏القمر المضئ, ‏gegesw, ‏Reem salama, ‏لولو73, ‏Marwa.., ‏سماح الطيبة, ‏Sbmm, ‏الكتمان, ‏toob23, ‏ملك الشبح, ‏جويرية عمر, ‏لولة العسولة, ‏مليكةوجداني, ‏airlive, ‏Talia issa, ‏Agaiaa, ‏زهرةالياسمين, ‏احلام حزينة, ‏إسراء فضل الله, ‏حديث الذكريات, ‏rabidi, ‏Misou, ‏Mema11, ‏WEDDO, ‏c-moon, ‏shrouk Roja, ‏اتتنن, ‏اضوه, ‏roro.rona, ‏جنغوما, ‏دووووودووووو, ‏Aya youo, ‏belladone, ‏فاطمة عاشور, ‏قلب محترق, ‏مُبهمة, ‏شوق البلد, ‏Nono zika, ‏MOLA ABDALLAH, ‏marwaadel, ‏athenat, ‏أميرةالدموع, ‏Gehan hassan, ‏taljaoui, ‏aya taha, ‏abir alami, ‏فررراشة, ‏تجي نلعب, ‏Betos, ‏alan, ‏Aya404, ‏سر الاحساس, ‏shimaa saad, ‏هبة اسامة, ‏سوسو98, ‏hibatalrahmane, ‏نور الفردوس, ‏Zeo, ‏مجد22, ‏سمني هجران, ‏fofoo92, ‏3isha eid, ‏Hya ssin, ‏sameha elsayed, ‏ابن الشام2, ‏نادية المشري, ‏أمازونية, ‏Iraqi1989, ‏غمزة نظر, ‏عشق القراءة, ‏Noruh 96, ‏loulieta, ‏fazzou, ‏ملاك روحي, ‏Naboosh, ‏اسماء4040, ‏marokina, ‏ليال الحنين, ‏رائحة الفراوله, ‏Fleur rose1, ‏مريم المقدسيه, ‏sososayyed, ‏روج فوشي*, ‏سبنا 33, ‏butterfly.z, ‏ام الارات, ‏Bedourdody, ‏Electron, ‏لعبة الحياه, ‏أم الشيخ, ‏نينو نيمو, ‏اسماء كامل, ‏جوانا وليد, ‏zezo1423, ‏لميعة, ‏Nagat farouk, ‏samir, ‏امايا, ‏بوفارديا92, ‏sosa mahdy, ‏سوسو٩٩, ‏a7la sweet, ‏Ragiahasn, ‏Lam16, ‏kh noor, ‏ليناريان, ‏Nermeen eldyasty, ‏أسـتـر, ‏خوخ و شهد, ‏Koko meral, ‏ورد الشاام, ‏Do d, ‏supermumy, ‏ساميحة, ‏Fattma, ‏حبك سكني, ‏iop, ‏zezeabedanaby, ‏HEND 2, ‏•Abeer•, ‏سوسو نودي, ‏ميمو كوكي, ‏ياسمين نور, ‏Rony mohamed, ‏masmoumati, ‏النايفه22, ‏nod24, ‏شخصيةبلاهوي, ‏سلوى١٩٨٤, ‏دلال عمر, ‏Mervatkh, ‏rowidasaeed, ‏هبه على عزمي, ‏remokoko, ‏Ishtar Star, ‏ShroukYousef, ‏ضحى, ‏Asya Tulyda, ‏omniah alroh, ‏zerozero, ‏For eve, ‏موضى و راكان, ‏Qhoa, ‏أم عمر *, ‏زينة و نحول, ‏Doaa2002, ‏Aigbal, ‏Nermeen R, ‏هند عبد الرازق, ‏sonia16, ‏دمعة حب٩١, ‏حووووووور, ‏القبلان, ‏najla1982, ‏monefade, ‏الزهراء الجميلة, ‏Lamees88, ‏Gogo11, ‏تميمة الخير, ‏safinaz 81, ‏sofiasalamanca, ‏Saphya, ‏tifa jad, ‏Marwa mostafaa, ‏نورسه, ‏دوسة 93, ‏oumadem, ‏نور_311, ‏NAMOSA, ‏hedia1, ‏halimayhalima, ‏Fatima Zahrae Azouz, ‏امانى عبدالقادر, ‏كل الاحلام, ‏تيماء قاصي, ‏Ebtesam98, ‏ي. ع., ‏سديم سديم, ‏salam azzam, ‏إقبال, ‏نزهه هبه, ‏ديناعواد, ‏Emoji, ‏lotus baka, ‏نون القارئة

ميريزااد غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:08 AM   #9233

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

سأبدأ تنزيل الفصل حالا

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:08 AM   #9234

ميريزااد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ميريزااد

? العضوٌ??? » 341336
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,005
?  نُقآطِيْ » ميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1011x( الأعضاء 365 والزوار 646)


ميريزااد غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:09 AM   #9235

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل الخامس والأربعون
الأخير

يجلس فوق مقعد الانتظار خارج غرفة الفحص بقلب شديد الانقباض، من يراه ويرى وجهه الثابت وعينيه الجامدتين من المستحيل أن يحزر أنّه هناك بداخل صدره يعيش حالة عجيبة خاصّة من الرعب، فمنظر جسدها المتهاوي أمامه -والذي لولا سرعة بديهته وحركته لكان قد ارتطم فوق الأرض- لا يزال يُعاد بذاكرته مرة بعد أخرى كإعلان مُجَدْول متكرّر مثيرا بداخله ذات المخاوف والذهول

بجانب جسده الثابت للعيان تنقبض كفّه بعنف شديد، ولولا بعض العقل لكان قام بلكم نفسه عديدا من المرّات؛ فالذنب ذنبه وهو الذي تجاهل كثيرا من علامات التعب التي كانت تبدو واضحة جليّة عليها مقتنعا بتبريراتها الخرقاء، وقد كان آخرها اليوم وهو الذي ترك أمر غرقها المريب في النوم دون تحقيق وتمحيص منجرفا خلف مشاعره كغرّ سخيف!

بلهفة رفع رأسه وهو يستمع لصوت انفتاح الباب وانتفض بقوّة من مكانه وهو يتأكّد أنّ زاكية من كانت تخرج مغلقة ايّاه وراءها وقد كان سابقا قد اتّصل بها فزعا عندما سقطت لميس مغشيّا عليها لترشده لطريقة لإفاقتها وقد كان من شدّة الهلع نسي كلّ أبجديات الاسعافات التي كان مضطلعا عليها، كما طلبت منه مشدّدة بضرورة إحضارها للمستشفى حيث تعمل ما ان تستفيق وتستعيد بعضا من قواها

عينيه المتوجّستين المترقّبتين كانت تدقّقان في ملامحها محاولا استشفاف خطورة الأمر ثمّ ازدادتا اتّساعا وخالطهما الخوف وهو يلاحظ احمرار أنفها وتورّم جفنيها كدلالة واضحة على البكاء

متأهّبا ثابتا اقترب منها رغم تلك الانقباضات الصدرية التي كانت تضغط فوق قلبه معتصرة إيّاه بإيلام شديد ثمّ سألها محتدّا باقتضاب: خير؟ طمنيني!

قالها وكأنّه يمنعها من نطق أيّ من المخاوف الكثيرة التي تتلاعب في تلافيف عقله، أمّا هي فنظرت إليه بعينين ملتمعتين ثمّ فتحت فمها وأقفلته باضطراب حائر، فتوجّس عقله خيفة وهتف متسائلا بقلّة صبر: ايش في؟ مالها لميس؟

عندها وبجنون أنثويّ لم يكن يوما مفهوما إليه وربّما أيضا لرجال الأرض قاطبة، تألّقت عينيها ولم تستطع أن تكتم ضحكتها التي انطلقت مختلطة مع حشرجة بكاء: لميس... حامل!!

مستنفرا مستعدّا متهيّئا لسماع الأسوأ فتح الكاسر فمه ليسأل مستفسرا عن التفاصيل ولكنّ الكلمة سرعان ما وجدت طريقها لعقله المشوّش طارقة وعيه من بين زحام الأفكار متسبّبة بوقفة خاشعة لهيبة الكلمة حتّى همس أخيرا في ذهول: نعم؟!

بقوّة نشجت زاكية أمامه بالبكاء بينما تهزّ رأسها مؤكّدة تقول وكأنّما تؤكّد لنفسها لا له: لميس حامل حامل!

الكلمة هذه المرة هوت داخل روحه بقوّة مثيرة صخبا شديدا بين دقّات قلبه التي تقافزت باهتياج ولكنّ لسانه لم يمتلك إلّا أن يتساءل بذهول وارتباك: بسّ.. متى.. كيف.. قصدي مش هيّ... إنت متأكدة؟!

بتأكيد أومأت زاكية بينما تحاول مسح دموعها وارتداء ثوب مهنيّتها وتقول: متأكدة، عملنالها فحص سونار وكيس الحمل واضح عمره تقريبا اتنعشر أسبوع أقلّ أو أكتر شويّ، صعب هلّأ نحدّد بالظّبط محتاجين نقعد مع لميس ونسألها عن شوية تواريخ وتفاصيل لحتّى نقدر نحدّد عمر الجنين بدقّة

جنين؟!!!

يا الله !!!

جنين لها... لهما... منه ومنها... يجمع ما بينهما!

جنين هو أكثر من قادر لأن يخبرها عن عمره وبأدقّ التفاصيل... بالشهر والاسبوع والساعة لو أرادت، آه يا الله يا الله ما أشدّ كرمك ولطفك يا الله!!!

صوت زاكية وصله متردّدا تقول: أبو صارم

بانتباه نظر إليها مصغيا فأكملت: لميس بتحبّك وبتحبّ ولادك، وإنت لو تلفّ الدنيا ما بتلاقي زيّها، بالله عليك دير بالك عليها هيّ هلّأ محتاجيتك كتير

بوجل أومأ رأسه بخفّة وابتلع ريقه وسألها بصوت مثقل بالأحاسيس: كيفها؟ عرفت؟ شو حكت؟

بصوت مختنق بدموع الفرحة أجابته: ساكتة، مصدومة، ما فتحت تمها بكلمة، كإنّه لسّة مش مستوعبة ولا مصدقة، بسّ سألتني سؤال واحد، "متأكدة؟" ولمّا ورجيتها كيس الحمل غمّضت عيونها وما حكت ولا كلمة، ادخل شوفها، أكيد محتاجيتك كتير

بقوّة أطبق فمه مقاوما إقفال عينيه وقد بات عاجز عن مواراة قوّة أحاسيسه وهو الراكز الرزين، القفز فرحا، الصراخ سعادة و... الركض لهفة

وبالنهاية ببرودة أغاظتها أومأ برأسه بخفّة وبهيبة شديدة وخطوات ثابته... اتّجه مباشرة نحو الغرفة التي ترقد فيها

.................................................. ................



التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 12-11-19 الساعة 03:02 PM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:11 AM   #9236

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

تغمض عينيها بقوّة وبسيطرة مهولة تمنع جسدها عن الارتعاد، تبدو لمن يراها كطفلة خائفة تخشى أن تفتح عينيها فترى ما قد يسيء

أتفتح عينيها فتجد أنّها في سريرها لا تزال نائمة، بأنّ الكاسر لم يأت، بأنّه لم يقبّلها ويذوب مرتعشا فوق جسدها، وبأنّها لم تمنعه لم تقل له لا، لم تسلّم صاغرة، بأنّها.. لم تغب لثواني عن الدنيا، ثواني جعلت منها... حاملا!

حامل!! حااااامل!!

ما هذا الجنون؟ كيف؟ كيف وهي التي كانت في دورتها الشهرية منذ أيّام؟ لا بدّ أنّهم واهمون، لا بدّ أنّ شقيقتها مخطئة أو حتّى تخدعها، ولكن.. لقد أرتها كيس الحمل..

يا الله هي حامل.... همستها لنفسها وبينما تفتح عينيها بانشداه دخل الكاسر الغرفة فسمع شهقتها الملهوفة التي كانت تغبّ بها صدمة الخبر وبهجته غبّا موجعا لقبها الذي لا يكاد يبتلع واقع الخبر، فجاءت كلمته "مبروك" التي ألقاها عليها تصديقا لأفكارها وبصوته المتحشرج كضربة قويّة لعقلها الذي امتصّ الخبر دفعة واحدة فكان أثره مهولا على روحها فشهقت من جديد بينما تنظر إليه وتقول بعيون ابتدأت الدموع تنساب من خلالها بغير وعي ولا إدراك: أنا حامل... حامل يا كاسر...

عدم التصديق والذهول الذي كان يلوّن نبراتها جعله يقترب منها ويومئ لها مبتسما بحنان ويؤكّد لها قائلا: حامل يا لميس، ألف مبروك

اتّسعت عيناها وكأنّها تحاول استيعاب الخبر، من يراها يعلم كم أنّها قد كانت يائسة من فكرة الحمل، بأنّها لم تظنّ يوما أنّها قد تكون أمّا، أمّا هي فكأنّما كانت تدور معه بذات الدوائر إذ سمعها تقول: سبع سنين متزوجة عشتهم بالطول والعرض، ما فكّرت بالولاد ولا الخلفة، كنت مرتاحة ما بدّي هموم ولا مسؤولية، ما بدّي أجيب ولاد ما أعرف أربّيهم، كنت مبسوطة إنّه إيّاد كمان كان ساكت، عاجبه حالنا متل ما هوّ....

كلماتها كانت تضرم النّار في أحشاءه فتقتله، تتحدّث إليه بلا وعي عن سنوات قضتها مع رجل امتلكها، تناقشه بحمل لم يحصل، هو نتيجة حتمية لحميميّة لا يريد أن يفكّر بها، تعذّبه وتقتصّ منه والله هي، فتأتي كلماتها لتزيد من نحره: ولمّا رجعت لصوابي، ما فكّرت بيوم إنّه ممكن بصير عندي طفل، وكنت راضية، راضية لإنّه جزاءه وربنا عادل ما بيظلم حدى، وانا أذنبت وكان لازم يبتليني ويقتصّ منّي عشان أكفّر عن ذنوبي وهلّأ...أنا حااامل حااامل يا كاسر حامل!!!!

مقطّبا جبينه كزّ الكاسر على أسنانه وقبض كفّيه وهو يدرك ذلك العذاب الذي كانت تحيا به خلال السنوات الماضية، تتنفّس من خلال جلدها لذاتها، مسلّمة لكلّ ما قد يسئها والهدف كفّارة!

مؤكّدة خواطره وجدها تنظر إليه فجأة بانفعال شديد أثار اضطرابه وتقول: بتعرف شو يعني؟ هاي البشرى!!

بإدراك التمعت عينيه وغصّة تحتقن بداخل حلقه بينما يسمعها تقول: بشرى ربّ العالمين، هديته، رضاه، مغفرته، مغفرته يا كاسر!!

باضطراب جلس بالقرب منها يخشى عليها من انفعالها وبتأثّر أحاطها بذراعه ولكنّها سرعان ما دفعته بعيدا عنها وبغضب قالت له: بتعرف يعني شوووو؟ يعني أنا مش محتاجة انّك تسامحني، مش راح أقبل من بعد اليوم أشوف بين عينيك ذنبي ومش راح أدوّر فيهم عن توبتي، مش راح أسمحلك من يوم ورايح تشكّك بطهارتي يا كاسر سامعني، أنا تبت وأحسنت وربنا تقبّل، وهاي البشرى يا كاسر فاهمني هااااي البشرى!!

مشفقا عليها كارها لما تسبّب به لها من عذاب غصبها على الركون بداخل ذراعيه مشدّدا من احتضانها مكبّلا مقاومتها بينما يقول: مصدقك حبيبتي والله العظيم مصدقك الله يباركلك ويبارك فيك، وما يحرمني منّك ولا من هدية ربّ العالمين إلك!

يائسة من تركه لها دفنت أخيرا رأسها بداخل صدره بينما تنشج بالبكاء متمتمة بانهيار: آآآآآآآآه شكرااا إلك يا الله، ألف حمد وشكر إلك يا رب

أنهت لميس كلماتها ثمّ انقطع صوتها ولم يسمع منها إلّا البكاء فلانت ذراعاه حولها وابتدأ يربّت فوق رأسها مهدهدا إيّاها مقبّلا قمّة رأسها لعدد من المرّات متوجّا إيّاها بقبلات اليقين فيما عيناه فكان يقفلهما بقوّة قامعا حرقة ملحّة فيهما، إلى أن ابتدأت أنفاسها تهدأ قليلا فتشنّجت بين ذراعيه للحظة قبل أن تقول: اتركني، ساعدني بدّي أقوم

بتوتّر كبّلها بين ذراعيه رافضا تركها، بذرة من خوف تشقّقت بداخله بأنّ مهمّته في حياتها قد انتهت، بأنّه ما عادت له قيمة الآن وقد انتفى بالنّسبة إليها سبب وجوده في حياتها، ولكنّها برجاء طلبت منه: بدّي أصلّي ساعدني!

مبتلعا ريقه ابتعد عنها وأراد أن يخبرها أن تنتظر حتّى عودتها للبيت ولكنّه ادرك حاجتها لهذا الفعل كما وأنّه احتار إلى أيّ بيت عليه أن يأخذها!

بعد دقائق كان الكاسر غارقا في تأمّلها منغمسا جدّا في التفكير في مستقبلهما عندما وجدها تسلّم أخيرا وفي لحظة كان يقف بالقرب منها ويمدّ لها يده ليسندها ولكنّها سرعان ما قامت بينما تقول له: صرت منيحة

بخشية انقبض قلبه ولكنّه قال: ان شاء الله دوم

هاتف لميس قاطع الصمت الذي كان يلفّهم فمدّت يدها لتجيبه فتتّسع ابتسامتها لا اراديا وهي تفتح المكالمة المرئيّة لترى وجهي شقيقيها معا اللذين كانا في المكتب، وما ان وصلها صوت محمّد الحنون يبارك لها بنبرته الدافئة حتّى انهارت بالبكاء عاجزة عن الردّ فوصله صوت شقيقها يهتف بها قائلا: ليه كده بسّ يا لميس يا حبيبتي والله لو كنت اعرف انّك هتعيّطي كدة ما كنت اتّصلت دلوقت!

بإقرار أجابته وشمس بسمتها تشرق رغما عن أمطار عينيها: مبسوطة كتير

مقصيّا عن سعادتها كان الكاسر يقف بصبر متأمّلا ضحكتها التي ابتدأت تظهر واضحة فوق ملامحها لا سيّما وصوت حسين يأتيها قائلا: ربّنا يباركلك يا رب يا لمّوسة يا حبيبتي يا رب، بقولّك ايه عايزنها بنت عشان نجوّزها لابن محمّد وناخدها من كاسر لمصر زيّ ما خدك منّنا العين بالعين والبادي أظلم، بسّ إيييه مش هوصّيك تبصّي في المرايا على طول هااا في المرايا مش الاقيكي مخلّفالي مؤنّث الكاسر!!

بإحراج كتمت لميس ضحكتها وعضّت فوق شفتيها وبطرف عينها نظرت للكاسر المتجهّم بجانبها فأدرك حينها حسين أنّه موجود بالمكان فابتسم بخبث قائلا: ازيّك با ابو صارم، مبروك علينا وعليك النونو اللي جايّ، يا رب ولد خفيف ولطيف وطالع على خاله!!

مبتسمة سألته تقول: حيّرتنا بدّك بنت ولا ولد؟

بحماسة أجابها قائلا: توأم ناخد البنت لابن اخويا حبيبي والولد اجوّزه لبنتي بعون الله والله يكون في عونه من دلوقت على حماته!

كانت لميس تقهقه بسعادة عندما طرقت زاكية الباب ودخلت فتكتشف اتّصال أخوتها فتبتسم بسعادة وتجلس بجانب أختها وتزداد وتيرة الهذر من حوله فيزداد شعورا بالاقصاء فيخرج مختنقا من المكان منتظرا انتهاءها مترقّبا للساعات القادمة التي ستشكّل حياته وحياتها، ومهما قرّرت عليها أن تعلم أن لا خلاص لها منه، مصيره ومصيرها الآن يلتقيان في منطقة واحدة، منطقة تجمعهما معا هما و... طفل!

.................................................. ...



التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 12-11-19 الساعة 03:12 PM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:14 AM   #9237

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

بعد حوالي ساعة

في منتصف طريق العودة، وعند مفترق يؤدي لطريقين أحدهما بيته والآخر بيت أخته توقّف الكاسر بسيّارته ونظر إليها متسائلا بجدّية: على بيتنا؟

جمدت للحظة ثمّ نأت عنه بنظراتها وأجابته: على بيت منال!

ثمّ برجاء نظرت إليه وأتبعت تقول: وبدّي نمر!

بضيق كزّ على أسنانه وأجابها: لميس، أنا ما بعرف شو اللي ممكن يرضيك، بسّ.. إنت مرتي، وحامل، وبيتك أولى فيك!

بعند نظرت إليه وجراحها تتقيّح من جديد وتقول: أيّ بيت؟

فاقدا لأعصابه أجابها: بيتي.. بيتك، لميس إنت مرتي، أنا صحيح تركتلك فرصة تقعدي فيها مع نفسك، تريحي حالك، بسّ خلص الوضع هسّة تغيّر، وصار لازم ترجعي!

ببرود سألته: ليش شو اللي تغيّر يعني؟

بتملّك أجابها: الولد اللي ببطنك، ابني!

نظرت إليه وبسخرية أجابته: اللي بعرفه إنّه عندك أربع ولاد ومع هيك تارك إمّهاتهم ومطلّقهم عادي يعني

صرخ بها أخيرا وقد ضاق بها ذرعا وأجابها بينما يمسك بذراعها بعصبيّة ويقول: وهاد لحاله سبب عشان تعرفي إنّه إنت غير، فاهمة؟ إنتِ.. غيييير!

صوته كان قد ملأ السيّارة المغلقة ثمّ بيأس أضاف: لميس مشان الله افهميني، معك حق، إنتِ صح، حملك هاد كلّه ما بقدّم ولا بأخّر بحقيقة إنّه أنا بدّي إيّاك، أصلا أنا اليوم إجيتك من الصبح عشان أحكيلك إنّه أنا خلص، تعبت، مش قادر أكتر من هيك

توقّف بضيق وهو الذي لا يحسن فنّ الكلام ثمّ أمسك بيدها وقال: لميس أنا.. أنا... مش قادر أعيش من غيرك أكتر من هيك، أنا... مخنوق!

بلهفة ودون أن تشعر وضعت يدها فوق صدره وأجابته: سلامة قلبك من الخنقة

بقوّة موجعة أمسك بكفّها الراقد فوق صدره واعتصره بينما يقول: بكفّي لميس، بكفّي هيك، ارجعي لبيتك، لولادك.. إلي

ثمّ أكمل بغضب وهو يشعر بإنّه قد أذلّ نفسه كثير فقال: بعدين... مش من حقّ الولاد يفرحوا فيك، يفرحوا بإنّه في أخ جديد أو أخت راح ييجي إلهم، طيّب.. عالأقل عشان لا سمح الله لو صار معك إشي تلاقي حدّ في البيت معاك، وكمان العنود موجودة وبتساعدك!

حائرة مشوّشة لا تعرف كيف عليها أن تفكّر وماذا تقول، نظرت إليه وبعينيها طلب إنقاذ، حلّ لسؤال، توسّل لمساعدة، فأغمض عينيه بقوّة وأخبرها: شكلك تعبانة، راح أتركك من هون للمغرب تنامي وترتاحي وبعدها بنحكي، بسّ حطّي براسك مكانك في بيتي، مهما أجّلتِ قرارك لغير بيتي ما راح أسمحلك تروحي

ابتلعت لميس ريقها تأثّرا ورأته يشعل سيّارته ويتوجّه بها نحو الطريق الذي يؤدّي لشقّة شقيقته، فأغمضت عينيها بضيق وسألته بصوت أبحّ: ونمر؟

بوجه مشدود وملامح مغلقة أجابها: المغرب

.................................................. .................................................. ...........

في غرفة الضيوف الرسميّة حيث لا تفتحها والدته إلّا في الأعياد والمناسبات الرسميّة قدّم همّام لابنه رامي الجالس متخشّبا من رهبة الموقف والمكان كوبا من العصير قبل أن يجلس أمامه ويقول: هلا والله بشيخ الشباب رامي

بارتباك نظر لوالده وهزّ رأسه وقال: اهلا

كاتما ابتسامته نظر همّام لابنه وقال: بتعرف ليش انا مدخلك أحكي معاك هون بهاي الغرفة

بنفي هزّ الطفل رأسه بينما ينظر لكوب العصير بيده يخشى عليه من الاندلاق فإجابه والده: لإنّي عرفت إنّك الاسبوع هاد اتصرّفت بأدب زيّك زيّ الكبار، وإنّك ما أزعجت تيتا ولا خالتو وكنت كبير ومسؤول عنهم وعن اخوانك

بذهول نظر إليه وقال: أنا؟!

كاتما ابتسامته نظر لابنه وقال: آه انت!

بانبهار سأله: زيّ صارم يعني؟

بضحكة عريضة أكّد له: زيّ صارم يعني

قالها رغم علمه أنّ ابنه لم يكن بذلك الأدب ولكن ما يعلمه أنّه على الأقل قدّ حاول، بأنّه ورغم ازعاجه لأمل لم يتطاول عليها بالقول ولم يدخل غرفتها من جديد، ثمّ ربّت على كتفه وقال: شوف بابا بما إنّه أنت صرت كبير وبتفهم زيّ ابن عمّك صارم أنا لازم أحكي معك بموضوع كتير مهم، بيخصّك انت واخوانك

بقوّة رمش رامي مرّتين ومدّ يده محاولا وضع الكوب فوق الطاولة فتناولها همّام منه مسرعا وبتوتّر خشية على صالون والدته العزيز، ثمّ بعد أن وضعه بمكانه بعيدا عن مجاول السقوط نظر لابنه وقال: ماما حكت معي كتير بدها ايّاكم تروحوا تسكنوا عندها في بيت جدّو وتيتا، بسّ انا بصراحة ما كنت راضي لإنّي بحبكم وبدّي ايّاكم تضلّوا معي

بارتباك متأثّر همس ابنه يقول: وهسّة بطّلت بدّك ايّانا عشان مرتك الجديدة؟

كزّ همّام على أسنانه محاولا أن يتمالك غضبه وهو يعرف من الذي أدخل هذه الأفكار على رأسه ابنه ولكنّه سرعان ما استرخى وقال: أوّلا عيب اسمها خالتو امل مش مرتك الجديده، ثانيا مين حكى إنّه أنا بطّلت متمسّك فيكم؟ بالعكس أنا بدّي ايّاكم اتضلّوا معي على طول وما تتركوني أبدا، وحتّى خالتو أمل كمان فرحانة فيكم لإنكم بتذكروها بإخوانها الصغار اللي تركتهم هناك بالعقبة واللي كانت تحبهم واتدلّلهم وتشتريلهم اشياء حلوة كتير وهي دايما بتحكيلي قدّيش نفسها تصير أصحاب معاكم

بحدّة نطق الصغير: بسّ أنا ما بحبها عشان هيّ خطفتك من ماما

بقهر قبضّ همّام كفّه عدّة مرّات ثمّ قال: بابا رامي، اطّلع عليّ قدّيش كبير أنا وشوف خالتو أمل قدّيش صغيرة كيف يعني بدها تكون خطفتني؟ بعدين أنت ناسي كيف إنّه انا قوي وسوبر مان؟

كلمات جعلت الصغير يبهت للحظات بينما يفكّر بإجابة منطقيّة لم يجدها إلى أن هزّ كتفيه بحيرة أخيرا فدعاه همّام ليجلس بجانيه ثمّ احتضن كتفه وقال: بابا، خالتو أمل ما دخلها إنّه أنا وماما تركنا بعض، أنا وماما زيّ انت وصاحبك محمود ابن الجيران لمّا صرت تتقاتل معاه كتير شو عملت؟

بمنطقيّة أجابه ابنه: بطّلت ألعب معاه

بذات المنطق أجاب ابنه: وأنا وماما نفس الاشي بطّلنا نلعب مع بعض، بس انت واخوانك الاشي الوحيد اللي انا وماما بنحبّه زيّ بعض واحنا التنين بدنا ايّاه، بسّ أنا عمو كاسر حكالي لازم تسأل رامي وتعرف هوّ وين بحبّ يكون أكتر معك ولا مع ماما، عشان هيك أنا هسّة بسألك، بتحب تعيش اكتر هون معي ولا مع ماما؟

بعيون دامعة صمت الصغير للحظات ثمّ بدموع منهمرة قال: عندكم انتو الاتنين

مشفقا احتضن ابنه ثمّ بصوت متحشرج قال: يا بابا أكيد احنا الاتنين راح نشوفك وتشوفنا بسّ انا قصدي أواعيك ألعابك كتبك مدرستك وين بتحبهم يكونوا؟

صمت رامي للحظات ثمّ سأل: يعني لو ضليت عندك بقدر اضل اشوف ماما ولو اخترت ماما بقدر اضل اجي هون اشوفك انت وتيتا؟

بتأكيد اجابه والده والغصّة تستحكم في حلقه: طبعا أكيد

عندها طال صمت رامي لدقائق طويلة قبل أن ينظر لوالده ويبتلع ريقه ويقول: وما راح تزعلوا؟

بنفي أجابه: راح نزعل بس مش منّك بس كمان احنا بهمنا راحتك انت واخوانك بالأوّل وبالأخير

أخيرا نظر الطفل لوالده ونظرة الذنب بعينيه تقول الكثير، تنطق بالقرار قبل اللسان فيقول أخيرا وبذكاء منطقيّ شديد: انا بختار اروح عند ماما لا تزعل بابا بسّ انت ما بتكون هون بالاحد والاتنين والاربع والخميس ويوم الجمعة والسبت لمّا تيجي بتوخدنا من عند ماما وبتجيبنا هون شو رأيك

رغما عنه ضحك همّام مبهورا بمنطق ابنه الذكيّ فاحتضنه بقوّة وقبّله موافقا معه رغم ما في قلبه من غصّة وقال: رأيي إنّك ذكي وشاطر وحرام هاد العقل نستخدمه بالتخريب وبس لازم نستخدمه عشان تصير الأوّل على صفّك، وهاي من هسّة بحكيلك مش تصير تحكيلي مشغول ومش فاضي وخلّيها للأسبوع الجاي

بخجل ضحك رامي وهزّ رأسه واحتضن أباه وهو يقول: لأ ما تخاف

أمسك بيد ابنه وصافحة يقول: وعد؟

بقوّة هزّ الطفل رأسه وقال بتأكيد: وعد!

.................................................. .................................................. ......................



التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 12-11-19 الساعة 03:22 PM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:15 AM   #9238

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

تسمع الضجيج بخارج المطبخ فيتراقص قلبها بهجة، وفي داخل رحمها تذوب العواطف والحنين، تضع يدها على بطنها وتتمتم بخفوت وتقول: شايف ماما، سامع يا روحي أنا؟ هدول كلهم مبسوطين عشانك إنت، شُفت إخوانك قدّيش انبسطوا فيك؟ بس بدّي ايّاك ما تزعل من نمّورة هاد المدلّل الغالي، آآآه ألف حمد وشكر إلك يا رب

تمتمت بها بصوت مرتفع وهي تغمض عينيها مجزلة بالحمد

لم يغمض لها جفن اليوم رغم كلّ ما بها من تعب، لتفاجأ وقت العصر عندما علم الكاسر أنّها لم تنم وهو يأتي إليها جالبا معه الطعام الجاهز وكلّ أولاده حتّى نبراس الذي لا تعلم حتّى الآن كيف أقنعه بالحضور، لا يزال قلبها يختضّ بالفرحة كلّما تذكّرت ردّة فعلهم وهو يخبرهم قبل تناول الطعام بأنّه يحمل إليهم مفاجأة سارّة، وربّما حينها فقط ومن التماعة عينيه وهو يزفّ لأولاده الخبر وضحكته الغريبة على محيّاه كم هو سعيد فرح بهذا الطفل الجديد، ليس أنّها ظنّت أنّه سيغضب أو يحنق، ولكنّها ظنّت فقط أنّه لن يبالي، وكم كان الأمر معاكسا، فما إن زفّ إليهم الخبر حتّى انطلقت البهجة وعمّت أرجاء الشقّة مثيرة الصخب، فهذه العنود تقفز صارخة وتعلن منذ الآن مسؤوليتها الكاملة عنه، فهي بمثابة أمّ أخرى له بفرق العمر الكبير بينهما، أمّا نبراس فيتطلّع لأن تكون أنثى تشبهها هي، وأعلن مهمّة حراستها من المغازلين والمعاكسين في طريق ذهابها وعودتها إلى المدرسة، فيما سخر الصارم من نفسه وهو يتخيّل كيف سيكون شعوره وهو بهذا العمر ويأتيه أخ صغير، عندها بعيون تبثّه الثقة أجابه أبوه أنّه أيّا كان نوع الجنين فهو سيكون بمثابة أب أقرب له، أمّا نمر فكشّر وجلس بزاوية بعيدا عنهم وعندما اقتربت منه لتدلّله، نظر إليها بحزن وتوسّلها قائلا: لمّوثي ماما نمّولي

عندها لم تمتلك إلّا أن تحتضنه بقوّة وتقول: ونمّوري حبيب لمّوسي وابن قلبها وروحها وعمرها كمان

عيناها رغما عنها توهّجتا الآن وتضرّجت وجنتيها وهي تذكر كيف ارتدّت للخلف بلحظة لتجد نفسها تسقط بين ذراعيه فيلتقطها ويهمس لأذنيها يقول: قرّبت أدبحهم ولاد الكلب هدول اللي نازلة اتدلّلي كلّ واحد فيهم لحال وأنا أبوهم، جوزك، زيّ اللي مطرود من الجنّة ومحروم من هالنعيم!

عندها لم تمتلك إلّا تنظر إليه وتبتسم بغنج أنثوي فطريّ غير مقصود لكنّها أحسّت كيف فعل به الأفاعيل لا سيّما وهي تقول: "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" (الفرقان 70)

لم تكن بوقتها تعلم أنّ مفاجآته لهذا اليوم لم تنته فلم تكن سوى سويعات إلّا وكانت والدته وأخوه وزوجته يطرقون الباب، ليتبعهم بعدها بوقت قليل بيت عمّها أبو مجد ومعهم سراب تلحق بهم زاكية وزوجها وغلاهم الجميلة، حيث كان قد اتّصل بهم جميعا سابقا داعيا إيّاهم جميعا لتناول "الكنافة" كاحتفالية بسيطة بمناسبة حملها.

بسخط وصله صوته قائلا: مش عارف يعني شو بتعملي إنت؟ لو عارف بدّك اتضلّي واقفة هيك كان ما ما عملت الجَمعة!

بابتسامة عريضة ووجه مشرق أجابته: بالعكس منيح إنّه عملت هيك، كتير مبسوطة

سعيدا لأجلها تطاير تجهّمه وأجابها: ان شاء الله دايما يا رب

صوت الصخب بالخارج جعله يغلق باب المطبخ قليلا قبل أن يقترب منها جدّا وهي تلملم ما على طاولة المطبخ ويقول مقرّبا فمه من أذنها: التجمّع هاد والكنافة ما بذكروك بإشي؟

دون أن تشعر ابتسمت لميس لكنّها بمشاكسة هزّت رأسها بنفي فأمسك بوجهها ولفّه ناحيته ونظر لعينيها وقال: زيّ صباحيّة عرسنا مثلا؟

تضرّجت وجنتيها أكثر فلم يمتلك إلّا أن يقبّل خدّها بما ظنّه نعومة، ولكنّ القبلة أثارت شهيّته بشراسة فلفّها نحوه بخشونة وانقضّ عليها مقبّلا شفتيها بنهم وجوع، أمّا هي فسلّمت له بل بادلته وشاركته كيف لا وهي المشتاقة العاشقة التي تحيا حالة من سعادة لم تعرف مثلها يوما

صوت قهقهات صاخبة من الخارج ضربت وعيهما فابتعدت عنه محرجة وابتعد هو بتململ ولكنّه عندما حاولت الابتعاد أمسك بذراعها وشدّها إليه بقوّة وبخشونة قال بينما يغرق داخل غابات عينيها: والله تُبنا وعرفنا إنّا ظلمنا، وآمنّا واعترفنا إنّك من أطهر وأشرف من خلق ربّنا، وإذا عالعمل الصالح إن شاء الله إنّه مستمر ومش مقطوع، إييييييمتى سيّئاتنا بدها تصير حسنات؟ ما اشتقت؟ ما حنّيتي؟ طب مش عأساس بتحبّيني وبدّك تصبري عليّ وتتحمّليني؟

بحقد نظرت إليه وأجابته: بسّ مش لدرجة بدّك تتجوّز علي!

بدفاع أجابها: كنت مضطرّ وهيّك شفتي البنت وين صارت، هايها في بيت أخوي، مرته، ولك يا مجنونة هاي قد بناتي يعني كان مستحيل في يوم أتجوّزها عنجد ولا حتّى أفكّر فيها!

بحيرة واضطراب نظرت حولها ثمّ بتوتّر ابتلعت ريقها وأجابته بهمس متحشرج: خايفة ما تنسى!

بصوت دافئ قويّ واثق أجابها: "إنّ الحسنات يذهبن السيّئات"، والزمن كفيل بكلّ إشي

بخوف وتردّد أجابته: خايفة تجرحني، شيطانك يغلبك، ما راح أتحمّل، ما راح أقبل

بصدق قال لها بينما يمسك بعضديها مجبرا إيّاها على مواجهته والنظر لعينيه: ينقطع لساني لو جرحتك، لميس.. يمكن أكتر إشي كان مجنّني إحساسي إنّه انخدعت وإنّه انضحك عليّ، بسّ هسّة.. الوضع مختلف، أنا رجّعتك برضاي وبدّي إيّاك، بحاضرك ومستقبلك، أمّا شيطاني و.. ماضيك انا قادر عليهم، وإن شاء الله راح أغليهم، بسّ كوني على ثقة إنّه صراعي معهم إنت راح تكوني برّاه نهائي

صمتت لميس للحظات وأجابته: خلّيني أفكّر

بسرعة أجابها: كم لازمك وقت؟ نصّ ساعة؟ ساعة؟ لآخر السهرة

مندهشة من لهفته المفضوحة ضحكت وأجابته: كاسر، بدّي أستخير، وكمان لازم أحكي مع إخواني وأشوف رأيهم

بغضب أفلتها من بين ذراعيه وبقهر قال: تشوفي رأيهم بشو بالله؟ شو إنت ناسية إنّك مرتي؟ مرتييي

بعند أجابته بينما تتكتّف وتنظر له بإباء: ولووو لازم آخد رأيهم... وموافقتهم كمان!

بحقد نظر إليها وبداخله أقرّ معترفا بأنّها... تغيّرت وباتت أكثر صلابة وثقة في مواجهته، ولا يعرف ألسرّ بلهفته المفضوحة أم هرمونات حملها أم... عزّتها بنفسها؟

لا يهمّ... المهمّ أنّها بكلّ حالاتها تعجبه، ورغم اقراره إلّا أنّه لم يمتلك إلّا أن يحنق بطفوليّة فيقول: بسّ لا تنسي وإنت بتشاوري وبتفكّري إنّه طول ما إنت بتتمنّعي وطول ما أنا غضبان الملائكة بــــ........

بخوف جحظت عيناها ووضعت يدها فوق فمه تقول: لا كاسر استحلفتك بالله لا تحكيها ولا تغضب، إنت اللي حكيتلي برضاك

مبتهجا منتشيا انتفخ صدره وأمسك بكفّها الذي فوق فمه يقول: اتدلّلي... بس لا اتطولي... عشان أنا... مش... قاااادر

قالها بصوت مختنق بينما شفتاه كانتا تقتربان منها ليرنّ صوت هاتفه فجأة بمكالمة مرئيّة فعلم أنّها ليست إلّا أخته، ففتح هاتفه ونظر إليها قائلا بصوت حانق: خييير يا هادمة اللّذات ومفرّقة الجماعات

صوت منال جاءها مقهقها بقوّة بينما تقول: أوووبببااااا نفس الموقف المحرج تبع يوم صباحيّتكم وبرضوو بمطبخي!!

بحرج أعطى الكاسر الهاتف للميس بينما يتمتم قائلا: قلّة حيا!

بسخرية رفعت لميس حاجبيها وكأنّها تسأله من هو قليل الحياء حقّا!!

متجاهلا إيّاها خرج من المطبخ تاركا إيّاها وراءه لتتحدّث مع أخته وما إن رآها حتّى سألته والدته: وينها مرتك؟

برزانة عادت لملامحه تلقائيّا أجابها: بتحكي فيديو مع منال اتّصلت تباركلها

بحرقة أمّ دعت الله: الله يعطيها هيّ كمان ويجبر بخاطرها!

أمّن كلّ الموجودون لتقوم سراب وزاكية ليوافوها إلى المطبخ بغرض مشاكسة منال قليلا فيما نظر همّام لأخيه الجالس بينه وبين عديله وتمتم يقول: احم... فيه حومرة "أحمر شفاه" امسحها!

بقوّة أجفل الكاسر ووضع يده فوق فمه فتمتم أخوه مقهقها والذي لم يكن إلّا يخادعه: مسكتك!! والله طلعت بتعرف تتشاقى

صوت ضحكات يوسف المكتومة بجانبه أجّجت حنقه فنظر لأخيه وقال: بتعرف تحترم حالك وتضبّ لسانك ولا أضبّلك ايّاه!

بضحكة أقوى شاكسه همّام يقول شامتا به: بهيك موقف بصراحة صعب، شوف للأمانة أنا كنت مفكرك اتقاعدت، يعني شهور زواج من غير ما مرتك تحمل كنت شاكك فيك بصراحة بسّ هسّة خلص اطّمنت عليك!

عندها لم يمتلك يوسف أن يمنع لسانه فمدّ رأسه لينظر لهمّام من خلال كاسر قائلا: وحّد الله يا زلمة هاد زلمة بنشكّ فيه؟ ميّة ميّة أخوي أبو صارم وحش!!

بضيق زفر الكاسر بقوّة وتمتم قائلا: لا حول ولا قوّة إلّا باللّه الواحد يروح يقرأ على حاله سورة البقرة أحسنله!!

بقوّة قهقه الرجلين ممّا أثار غضب الكاسر لا سيّما وهو يرى عديله الذي يمسك شبيهة خالتها بخدّيها الشهيّين فيقبّلهما في كلّ حين، فيتناولها من حضنه بجلافة مناديا صغيره فيقول: تعال بابا نمر خد عروستك تعال

عندها قفز نبراس من مكانه صارخا باعتراض: لا يابا هاي حُصتي!

بلا مبالاة أجاب ابنه: خدها يابا، مش فارقة إلك لأخوك المهم بدنا نتحفّظ عليها

قال كلماته تحت نظرات يوسف المغتاظة ثمّ قبّلها بخشونة منتقمة فوق خدها الشهيّ قبل أن يناولها لاينه الذي رغم كتفه المكسور وأضلاعه المرضوضة تناولها تحت جناحه وفرّ من أبيها الذي كانت قد اشتعلت أعصابه هاربا تحت ضحكات الموجودين جميعهم، وفي هذه اللحظة كانت النسوة قد خرجن بعد ان عاودت لميس تغطية وجهها وسمعن جدّته تقنعه وتقول: ولك نبراس رجّع البنت لأبوها بلا جنان بلاش توقّعها من إيدك

مشاكسا لاعب نبراس حاجبيه لهم وقال: ليش ستّي خلّيها شوفي كيف بتضحك ومبسوطة

بلهفة نادته لميس تقول: نبراس حبيبي ما بصير هيك كتفك راح توجعك

بنذالة وضع يده فوق قلبه وقال: آآه على قلبي زيّ العسل

قالها ثمّ عضّها بقوّة أثارت ضحكاتها وغضب والدها الذي قفز عليها بقوّة مختطفا ابنته من بين يديه ومتعمّدا دفعه بقوّة من كتفه المخلوع، فهتفت زاكية باسمه بغضب بينما هتفت أختها باسم الصغير وجرت ناحيته لتحتضنه بعد أن رأته كيف مال للأمام محاولا مقاومة الألم إلّا أنّه وبصلابة شديد نظر ليوسف من تحت ذراعها قائلا: ليش هيك بسّ يا عمّي طب حتّى اللي بتعرفه أحسن من اللي ما بتعرفه!

بيأس دوّر يوسف عينيه ثمّ أفلتت منه ضحكة وقال: يا أخي مش طبيعي شو مستفزّ

عندها حدجته زوجته واجابته: بذكّرني بحدى بعرفه

قهقهت سراب وأجابتها: والله إنّك صادقة نسخة منه!

باستهانة رمقهما يوسف واحتضن ابنته وعاد لمكانه يتمتم في أذنها كلمات استحقّ منها عليها... صفعة!

أمّا الكاسر فكان يتململ في مكانه جرّاء وقوف لميس أمامهم محتضنة نبراس فهتف فيها قائلا: إم صارم اتفضّلي اقعدي ليش واقفة هيك

مؤيّدة قالت حماتها: تعالي اقعدي يا بنتي احنا كلنا أهل وما إله داعي تتعبي حالك

بابتسامة ناعمة أجابتهم لميس: والله مش تعبانة بسّ عموما هاي جاية أقعد

بنخوة وقف همّام أمامها مخفضا عينيه بينما يقول: اتفضّلي تعالي اقعدي هون أريحلك

بحياء رفضت لميس وأجابته: لأ عادي هاي في مكان جنب خالتو ومرة عمو بقعد جنبهم

بسخرية أجابتها حماتها: اتردّيش عليه نصّاب بتحجّج بدّه يقعد جنب مرته عشان يقضّيها يجنّن فيها!

ضحك همّام لا سيّما وهو يرى احمرار وجنتي زوجته الصامتة معظم الوقت وقال لها: شُفتي كيف كاشفتني الحجّة، اتفضّلي أم صارم تعالي حاسس أخوي مش مرتاح بالقعدة جنبي

ضحكوا جميعهم فيما هتف صارم الذي كانت جلسته بجانبها قائلا: كلكلم نازلين أم صارم أم صارم، خلص يا عمّي راحت عليّ أنا الله أعلم هسّة أم إيش تصير خالتي!

بسرعة أجابه يوسف قائلا مثيرا ضحك الجميع: ضرغام!

أمّا هي فنظرت لصارم مبتسمة ممسكة بيده وأجابته: أم صارم، والله لو ييجيني عشر ولاد غير أم صارم ما بقبل حدّ يناديني

متأثّرا مال عليها صارم مقبّلا يدها دون أن يشعر حتّى، قبلة اختضّت لها روحها وروح أبيه وأدهشته هو بنفسه إذ لم يتوقّع أن يفعلها يوما، أمّا كاسر فوجد نفسه يتمتم بخشونة متحشرجة لمسامعها هي: الله ما يحرمنا منّك

أمّا أمل فهمست متأثّرة تحت مسامع زوجها وحماتها: يا الله ما أحلاها وأحلا روحها عنجد نيّالهم فيها

فربّتت حماتها فوق يدها وتمتمت: مش حكيتلك!

هزّت رأسها وبداخلها طاقة كبيرة لتتغيّر وتتعلّم حتّى وقد أصبح الأولاد يستقرّون الآن مع والدتهم ولكنّهم سيزورون والدهم وهي ليس في نيّتها أن تبعدهم عنه او تحرمهم من وجوده، ولكنّ وبينما ترى الطريقة التي مال الكاسر عليها يتمتم شيئا في أذنها ضربة مؤلمة أوجعت ضميرها وهي تتخيّل أن ماذا كان ليحدث لو أنّها قد تزوّجته فعلا، كم كانت ستؤذي هذه المرأة الرائعة، وبداخلها حمدت الله أنّها لم تكن من أفسدت زواج همّام، وإلّا ما كان ضميرها ليحتمل أبدا... ولا حتّى قلبها

فجأة انتبهت على العنود التي كانت قد وقفت وابتدأت تلملم ما على الطاولات من أطباق وفناجين وأكواب فقامت هي الأخرى لتساعدها إلّا أنّ يد همّام أوقفتها فنظرت إليه مستغربة وبحدّة سألها: وين؟

باضطراب وحرج أجابته: بدّي أساعدها

للحظة تردّد أيتركها أم يمنعها ولكنّه سرعان ما أفلت يدها بينما يقول: طيّب بسّ بسرعة لا اتطولي

باستغراب هزّت رأسها لا تعلم ما يصيبه في بعض الأحيان فتكتفي حينها بطاعته لعلّها تستطيع تهدئة تلك المخاوف والظنون التي تراها تموج في أعمق أعماق عينيه

بعد ربع ساعة كانت أمل والعنود قد انغمستا في الحديث والكلام وقد تآلفت روحيهما بينما تقومون بتنظيف المطبخ وغسل المواعين عندما رنّ هاتف العنود التي علمت أنّها أمّها من النغمة التي تخصّصها لها أوّلا ولأنّها الوحيدة التي تعرف رقمها الحاليّ ثانيا، فتكدّرت ملامحها للحظة قبل أن تأخذ نفسا عميقا وتنظر لأمل معتذرة قبل أن تأخذ هاتفها وتخرج من المطبخ

ما إن خرجت العنود حتّى غسلت أمل يديها وجفّفتها إذ كانت تقريبا قد انهتا عملهما وفي اللحظة التي أوشكت فيها على الخروج كان الكاسر يدلف إليه قائلا والهاتف فوق أذنه حيث كان يحاول اجراء مكالمة: ناوليني قنّينة ميّ من التلاجة وكاسات نضيفة بابا

بتلقائية وعفويّة أخرجت أمل زجاجة الماء وناولته إيّاها بينما تقول بحرج: بسّ ثواني أشوف وين في كاسات هون

بدهشة رفع الكاسر عينيه ثمّ أخفضهما وقال معتذرا: ما انتبهت إنّه إنتِ فكّرتك العنود

بخجل أجابته مبتسمة: زيّي زيّ العنود ما في فرق

مؤيّدا بحميّة أجابها: أكيد أي لحظة بدّك إشي أو إشي مدايقة دغري بتحكيلي هناك في العقبة في أبو زهير وهون في أبو صارم

بامتنان تحرّكت تبحث له عن الاكواب بينما تقول بذات الحرج: شكرا كتير عمّو

باهتمام حقيقيّ سألها قائلا: طمنيني كيف همّام معك؟ ان شاء الله أموركم تمام

بسعادة نظرت إليه وأجابته بعفويّة: همّام ما في منّه بجنّن

بصدق أجابها: عشان انت بنت حلال، الله يسعدكم انتو الاتنين

وبينما تتمتم أمل بالشكر تناولهم هو منها قائلا بعفويّة كما يخاطب العنود: شكرا يرضى عليك

قالها واتّجه مباشرة عائدا نحو الصالة ليفاجأ بأخيه واقفا بالقرب من باب المطبخ، أمّا همّام فما إن رأى أخاه حتّى بوغت وبان في نظراته الذنب فسأله كاسر بجمود: مرتك بالمطبخ إذا بتدوّر عليها

فجأة لانت نظرات همّام وأمسك بكتف أخيه وأجابه: شو أدوّر عليها وما أدوّر عليها هيّ بنت صغيرة ضايعة يعني؟ بعدين عندك ياخوي ما بضيع اشي الدار أمان، أنا بسّ كنت عطشان ورايح أشرب ميّ ولقيتك جاي وجايب معك، بسّ!

مبتسما بتفهّم أحاط الكاسر بعنق شقيقه براحة ثمّ قال: تعال والله لو إنها آخر قطرة ميّ بالأرض ما بلاقي أعزّ منّك أعطيه ايّاها

مقبّلا كتف أخيه تمتم همّام بتأثّر قائلا: الله لا يفرّقنا يا رب

قالها والخجل يملآن صدره من لحاقة بأخيه ووقوفه متخفّيا متعمّدا التنصّت للحوار الذي دار بينه وبين زوجته، ليجد أنّه بعد كلّ كلمة تصدر من أيّ منهما يشعر بالضآلة والخزيّ من نفسه أكثر وأكثر

أمّا العنود فبداخل إحدى الغرف كانت تتحدّث مع والدتها تخفي بداخلها النزق الذي كان يشتعل بداخلها جرّاء كلمات والدتها الممتعظة: والله كنافة وجمعات، اللي بيشوف أبوك بحكي هاي أوّل خلفته كإنّه بعمره ما صار عنده ولاد، بحياته ما عملها يعني واحتفل بحمل واحد منكم هيك، حتّى إنت مع إنّك كنت البكري ومفروض فرحته فيك غير شكل

مخفية ضيقها ذكّرتها ابنتها: بسّ أنا مش البكرية يا ماما، أخوي صارم هو البكري!

بغضب هتفت فيها والدتها: أوف منكم أوف ما فيكم ولا حدى بيريّح البال كلكم أهبل من بعض وما فيكم فايدة

ما إن أغلقت والدتها المكالمة حتّى رمت العنود الهاتف بحزن لتلفت للخروج وإذ بها تفاجأ بوجود النبراس في العتمة ينظر إليها بعتاب صامتا فتهمس بخزي تقول: شو أعمل، ما بحبّ تزعل

بخفوت قال لها: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واعتقد انّه ربنا نهانا عن الغيبة والنميمة والتجسّس، يعني بكرة بسّ ربنا يحاسبك لا تيجي تحكيله هيّ إمّي وهيّ أمرتني

شحبت ملامحها وعضّت شفتيها بخزيّ وخوف فأكمل قائلا بينما يخرج من المكان: وإذا بدّك رأيي الإم اللي بتحبّ ولادها هيّ اللي بتعرّفهم طريق الجنّة مش النّار!!

.................................................. .................................................. ......


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:17 AM   #9239

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5

دخل جمال بيته ليلا يترنح من شدّة التعب فارتمى فوق الكنبة بعد ان خلع سترته وأغمض عينيه دون حتّى أن يخلع نظّارته

دقائق وكانت منال تخرج من المطبخ لتتفاجأ وهي تلمح سترته المرميّة فوق الأرض فقطّبت حاجبيها وتوغّلت بالصالة لتكتشف وجوده وهو لا يزال ممدّدا على حاله

مشفقة عليه اقتربت منه تتأمّله للحظات قبل أن تجلس أمامه على ركبتيها تتأمّل تفاصيله بحبّ قبل أن تمدّ يدها وتبدأ بملامسة وجهه بتأني شديد وكأنّها تقوم برسمه فتمرّر أصابعها فوق حاجبيه وجفنيه وجبينه، ثمّ صدغه وخدّه وفكّه لتمرّرها أخيرا عند حافّة شفتيه بشوق شديد وفي الوقت الذي ابتدأت تستجيب لحاجتها الملحّة بتقبيله فتح فمه بقوّة ليقوم بالانقضاض على اصبعها فأجفلت بخوف وتراجعت للوراء لتسقط بقوّة فوق أردافها فيبدأ هو بإطلاق قهقهات قويّة أثارت غضبها ثمّ هتفت به: يا الله منّك يا جمال، بكرهك!!

بمزاح قال لها: طب الحمد لله انّي تعبان جدّا ومش هينفع الليلة لا تحبّيني ولا احبّك!!

بمغايظة وقفت منال وتخصّرت امامه ببيجاماتها القطنيّة ذات الشورت الكحليّ القصير جدّا وبلوزتها الورديّة ذات الحبلين بينما تقول بلهجة مصريّة: طب الحمد لله انّك تعبان عشان مش هينفع تقرّبلي من هنا لحدّ يوم الجمعة!

لحظات وكان جمال يقوم من مكانه منفعلا ويقول: ايه؟ قلتي ايه بشورتك ده وبلوزتك دي؟!

يمغايظة نظرت إليه بطرف عينها وأجابته: زيّ ما سمعت!

بغيظ كزّ على أسنانه وقال لها: طب هوّ احنا مش اتّفقنا يا بنت النّاس انّي في علامة للأيّام دي؟ مش قلنا ما بلاش اللبس ده؟ مش قلت تلبسي الجلابية الي جابتهالك أمّي؟ حصل ولّا ما حصلش؟ ايه يا منال ايه شيخة حرام عليك اللي انت بتعمليه فيّا ده، امشي امشي يا بتّ امشي من قدّامي بشكلك ده وانت عاملة كده زيّ القمر!!

بدلال ضحكت منال واقتربت منه تعانقه بغنج وتقول: ما انا كنت رايحة البسها لمّا شفتك واصل ومتمدد عالكنباي، ما قدرت أتركك وأروح بتعرفني ضعيفة قدّامك وأنت بصراحة بتعرف تدخلي من ثغراتي، بالضبط زيّ ما عملت هلّأ

بمشاكسة رفع حاجبيه وقال: والله!!

مقبّلة شفاهه برقّة أجابته: اممم والله

ذائبا وهو الذي لم يقربها منذ أيّام أوشك على الانقضاض على شفتيها قبل أن يمسك بوجهها ويغطّيه بكامل كفّه ويدفعها بعيدا عنه ويقول: امشي من قدّامي امشي هوّ انا ناقص

بمشاكسة ذكّرته: عأساس تعبان ومش قادر

بغمزة أجابها بينما يتركها ويتوجّه ناحية غرفة نومهم: بصراحة آه بسّ انت برضو بتعرفي تدخليلي من ثغراتي

ضحكة وقحة كانت فقط إجابتها بينما تلحق به لينظر إليه أخيرا ويقول: حصل إيه شايفك النهاردة مبسوطة

بابتسامة قبّلت صدره بينما تتناول منه قميصه الذي قد خلعه بينما تقول: يا حبيبي طول ما أنا شايفتك بكون مبسوطة، بسّ بصراحة فعلا فيه حاجة حصلت

بفضول نظر إليها متسائلا فأجابته بحماسة: احزر مين حامل؟

اختلاجة طفيفة عبرت عينيه سيطر عليها بقوّة كما سيطر على ابتسامته كي لا تزول وسألها باهتمام: مين؟

بحماسة صفّقت بينما تقول: لميس مرة الكاسر!

بذهول نظر إليها وقال: إيه؟ وهي لحقت؟ بعدين استنّي هنا هيّ مش المفروض ما بتخلّفش؟!

بضحكة أجابته تقول: هيك كانت تقول بسّ سبحان الله هايها حملت، يا حرام كاينة حامل من وهيّ هون ومش حاسّة على حالها

بغبطة ابتسم وقال: ما شاء الله الله وأكبر ربّنا يباركلها، فكّريني بكرة ان شاء الله ابقى اتّصل واجب أكلّم أبو صارم عشان أباركله

قالها واتّجه نحو السرير فتلاشت الابتسامة من فوق شفتيها لثواني والتمعت عياناها بالحزن قبل أن تظهر من جديد وهو يتمدّد أمامها فتقول: شو بدّك تنام عنجد من هلّأ؟

أجابها وهي يستلقي أخيرا دون أن يرتدي ملابس للنوم ولا حتّى يأخذ حمّامه المعتاد: آه معلش يا حبيبتي تعبان أوي مش قادر

بشفقة اقتربت منه لتستلقي بجانبه فنظر إليها مستغربا فهزّت كتفها وأجابته: بعرفك لو ما نمت جنبك ما راح تعرف تنام

مبتسما اقترب منها واحتضن جسدها فوضعت كفّها فوق شعر رأسه وابتدأت بتمسيده وعمّ الصمت بينهما للحظات إلى أن قال أخيرا بصوت مثقل بالنعاس: بكرة ربّنا هيكرمك زيّ ما كرم لميس ان شاء الله

بحنان قبّلت جبينه وأجابته: أنا الله كرمني يوم ما اتجوّزتك

مشدّدا من احتضانها قال لها: أنا بحبك أوي

قالها وتثاقلت أنفاسه فعلمت أنّه نام ولكنّها رغم ذلك أجابته: وأنا بموت فيك وبموت من غيرك

.................................................. .................................................. .........................

يستلقيان فوق السرير بحالة من التناغم الدافئ المريح، رأسها فوق صدره وكفّه تتلاعب بشعرها الناعم بكفّ بينما الأخرى تداعب ذراعها العاري من تحت البطّانية الناعمة، كانت أنفاسهما قد ابتدأت تعود لرتابتها من بعد جولة من الحبّ عندما امتدّت يده أخيرا لتحت الوسادة مخرجا حبّة من شوكولاتة "التويكس" فابتسمت مستمتعة بهذه العادة الغريبة بينما تتناول منه اصبعا ويتلهم هو الآخر وبقضمة واحدة كبيرة

بمتعة نظر إليها كيف تمتصّ الشيكولاته من فوق البسكويتة بطريقة عجيبة قبل أن تبدأ بأكل البسكوتة وبداخل عقله كان سعيدا فخورا بنفسه لاختلاق هذه العادة الجديدة كروتين لما بعد انتهاء العلاقة، وكان قد ابتدعها بعد أن علم أنّها تعشق الشيكولاته فجعلها بالنسبة لها استكمالا لأوقات يرجو أنّها سعيدة

بتأمّل نظر إليها للحظات وسألها: مبسوطة معي؟

بصدق أجابته: كتير

بإلحاح سألها: وبالسرير؟

عندها تضرّجت وجنتيها وتشنّج جسدها وأرادت أن تبتعد عنه ولكنّه استبقاها قائلا: عادي لو ما بتنبسطي احكيلي، حقّك تستمتعي زيّي زيّك!

بخجل نظرت إليه ثمّ بحرج أجابته: ما ببيّن عليّ؟

آآآه لو يخبرها أنّه ما عاد يؤمن بما يرى، فما عاد يفرق بين الحقيقة والادّعاء، ولكنّه تجاوز الأمر وسألها باحتياج: يعني بتحبّيني؟

لثواني صمتت أمل ومن ثمّ أجابته: آه لو تعرف من إيمتى

باستغراب نظر إليها وقال: من إيمتى إيش؟

بابتسامة شجن نظرت لعينيه وأجابته: من إيمتى بحبّك

بصدمة ابتعد عنها ونطق بذهول: شو؟

بابتسامة ناعمة وصوت حزين وعيون ملتمعة قالت له: كان حلمي الوحيد كلّ يوم الصبح إنّي ألمحك بسّ، أمرق من جنبك أو حتّى أسمع ضحتك ولا حتّى صوتك

مندهشا قال لها: مش متخيّل، مش مصدّق

مبتسمة برقّة أجابته وهي تلامس خدّه بتوق كبير: لأ صدّق يا همّام ليش لحتّى ما تصدّق إنت أي وحدة بتشوفك وبتعرفك لازم تحبّك، أصلا أنا كلّ يوم الصبح وبالليل بدعي ربنا بصلاتي يبعد عنّك كل اشي اله علاقة بالتاء المربوطة أو التنّورة

للحظة قطّب همّام قبل أن ينفجر بقوّة ضاحكا فأحرجت منه وضربته فوق صدره بينما تقول: ماشي يا همّام بتضحك عليّ الحقّ عليّ أصلا اللي حكيتلك

بصخب أكمل قهقهته قائلا: يا حرامك طيّب التنّورة ماشي بسّ التاء المربوطة!!

بطفوليّة هزّت كتفها وأجابته: فاطمة آمنة منية خديجة سلافة بنات هدول ولا مش بنات

بقوّة هزّ رأسه وأجابها ضاحكا: وسيّارة وشقّة ومزرعة وعمارة

ببساطة هزّت كتفها قالت له: ما بهمّوني، الغرفة هاي بتكفّيني طالما انت معي والي انا لحالي

بابتسامة متّسعة قال لها بينما يعود للاستلقاء من جديد: طيّب يا مجنونة احكيلي وشو كمان؟

أخذت أمل نفسا عميقا ونامت فوق صدره ثمّ بحزن أجابته: أسوأ يوم بحياتي كان يوم ما سمعتك أوّل مرّة بتحكي مع مرتك، يومها عرفت إنّك متزوّج، ويا الله قدّيش توجّعت وقدّيش عيّطت

رغم أنّه لم يخطئ بحقّها إلّا أنّه وجد نفسه متأثّرا فيقول لها معتذرا: أنا آسف

بابتسامة مترفّقة أجابته: انت ما دخلك، مو ذنبك

قالتها ثمّ كشّرت بينما تقول: ولّا يوم ما بابا كان بدّه ايّاني اتزوّج أخوك، كنت راح أنجن، إنّه كيف كيييف بدّي أتزوّج واحد وأنا بحبّ أخوه، يا الله، الحمد لله قدّر ولطف فيّي ربنا والحمد لله اللي خلّاك من نصيبي!

" كيييف بدّي أتزوّج واحد وانا بحبّ أخوه"

جملتها كانت تتردّد بقوّة داخل عقله واستمرّت تدور وتدور إلى أن أدرك أخيرا، أنّ هنا بالضبط يكمن الفرق ما بين الثرى والثريّا، وبأنّ أمل أبدا لن تتشبّه يوما بحنان وهو قد رأى هذا بنفسه اليوم وهو يراقب طريقتها ونظراتها بالتحدّث إلى أخيه وليس أخوه فقط بل وأيّ ذكر آخر!!

هنا نظر إليها همّام أخيرا وكانت قد غرقت في النوم فنظر إليها بحنان وقبّل شفتيها برقّة قبل أن يقول: والحمد لله اللي خلّاك من نصيبي

.................................................. .................................................. ..............


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 02:20 AM   #9240

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 6

في اليوم التالي
يجلس أمام باب العيادة التي دخلت إليها زوجته منذ حوالي النصف ساعة، يهدّئ من أنفاسه التي ضجّت فجأة من بعد رتابة وإحباط الأمس وهو يتركها وأولاده وحدهم في بيت شقيقته، ليغادر هو جنّتها وحيدا والدعوى تَحَضُّر، فما كان منه سوى أن دخل بيته وحيدا ليدرك الحمق الذي ارتكبه، ليشعر كم قد تغيّر، كم أصبح... أحمقا، فمنذ متى كان التحضّر يليق به، دوما كان ثوبا ضيّقا عليه يخنقه ويتفتّق عليه مكشّفا عن بربرية وجلافة... تناسبه و... تريحه
حينها فقط قرّر أن يعود لأصله، أن يخلع ثوب التفهّم المرتّق، ويعود لديكتاتوريّته الأثيرة و... يضعها تحت الأمر الواقع
بحماسة اتّصل بابنته مذكّرا ايّاها بما اتّفقوا عليه جميعا من وراءها، مؤكّدا عليها وعلى نبراس أن لا يتركوا في البيت شيئا لها إلّا موضّبا وجاهزا لأخذه معهم، ولكنّ.. هناك بند ما في الخطّة، بندا سريّا لم يشاركه مع أيّ أحد منهم، بندٌ هو السبب بذلك التحفّز الشديد الذي يشعر به في كلّ خليّة من خلايا جسده وتلك الاثارة التي توشك على ايقاف قلبه المبتلى بها!
كان الكاسر ينهي مكالمة عندما خرجت لميس من عند الطبيبة التي زكّتها لها شقيقتها، بعد أن طمأنتها عن وضعها ووضع الجنين، كما وطمأنتها أنّ الدماء التي كانت تنزل عليها بفترات متقطّعة لم تكن دورة شهرية كما كانت تظنّ بل إنّها أمر طبيعي يحدث لبعض النساء ما لم يزد عن الحد، ثمّ زوّدتها بوصفة فيها كلّ المقويّات التي عليها أن تتناولها حاليا لتساعدها وتساعد جنينها على النموّ بشكلّ صحيّ سليم بعد أن أكّدت عليها بتحديد موعد قريب للزيارة القادمة
ما إن رآها الكاسر حتّى وقف ليسألها مطمئنا على حالها، وعندما أخبرته أنّها بخير التمعت مقلتيه وسألها متأكّدا: يعني أمورك كلها تمام وكل شي طبيعي؟
بتأكيد هزّت رأسها وأجابته: الحمد لله، -ثمّ غافلة عن الفخّ الذي ينصبه لها خطت له بقدميها بينما تقول- شفت ما كان إله داعي خوف مبارح، حكيتلك الحمد لله حاسّة حالي منيح
كابتا انفعالاته هزّ رأسها وأجابها بينما يقودها خارجا بعد أن أخذ الوصفة ليجلبها لها بطريق العودة: طيب الحمد لله شو بدنا أحسن من هيك!
قالها وقادها نحو السيّارة لينطلقا بها معا نحو طريق عودتهما، ولكن ليس قبل أن يتوقّف عند الصيدليّة وعدّة أماكن أخرى
لم تعرف لميس متى نامت ولا كيف، كلّ ما تعرفه أنّ رأسها بدأت تثقل بشدّة وعينيها تحرقانها لا سيّما وأنّها لم تنم جيّدا طوال يومين، ولكنّ ما إن توقّفت السيّارة حتّى تفاجأت بأنّها تصطفّ أمام بيت الكاسر... بيتها!
بصدمة نظرت إليه وسألته باستنكار: شو بنعمل هون؟
ببرود رفع حاجبيه وقال: شو بنعمل هون! شو هالسؤال الغريب؟ شو النّاس بتعمل لمّا بترجع على بيتها؟ بتروّح ترتاح، تنام، ما بعرف!
بحنق سألته قائلة: كاسر إنت فاهم كتير منيح قصدي، احنا ما اتّفقنا هيك!
بلامبالاة أجابها: احنا ما اتّفقنا أصلا!!
باعتراض أجابته: مبلى، اتفقنا انّك تتركني براحتي لغاية ما افكّر واقرّر
بهتاف أجابها: كنت غبي، ورجعت عقلت، واتذكرت إنّه النسوان ما بينعطوا عين، وانهم لمّا بتيجي اتدلّلهم بيسوقوا فيها وبيتمادوا والأهم ما بيعرفوا يفكروا ولا يقرّروا ولو غلطوا برضو ما بقدروا يتراجعوا، عشان هيك أنا قرّرت أريحك، ففكّرت وقرّرت ونفّذت وعفيتك من احراج الغلط والتراجع عن القرار!!
باعتراض أجابته: مين حكى؟
بغضب رفع حاجبيه وسألها: طيّب ممكن تفهميني انت هسّة شو اللي بدّك ايّاه عشان ترجعي؟ ضلّ اشي ما حكينا فيه؟ ضلّ عندك تساؤلات؟ طيّب بلاش ممكن تحكيلي شو هيّ خطتك للعشر سنين الجايات اللي بدّك توخديهم وقت عشان تفكري وتوخدي القرار؟
بغضب فتحت لميس فمها ثمّ أقفلته عدّة مرّات قبل أن تقول: انت بتبالغ على فكرة!
بحدّة نظر إليها للحظات قبل أن يكتّف ذراعيه ويقول: طيّب، وهاي قعدة، اتفضلي شو مشكلتك؟ شو المطلوب؟
مدّعية الغضب أدارت لميس وجهها للحظات نحو الشبّاك مقطّبة جبينها تحاول اعتصار دماغها لتجد شيئا لم يتناقشاه بالأمس وقبله دون أن تتذكّر شيئا إلى أن قالت له أخيرا: محمّد! مرتك مش مرتك غير برضا أخوي مش راح أدخل البيت
بتحدّي ومغايظة أجابها: وأخوك موافق، أنا اليوم بنفسي حكيت معه وحكى أهم شي راحة لميس ومصلحة الولد!
مقطّبة جبينها أجابته: مستحيل!
بغضب نظر إليها وقال: نعم! شو قصدك أنا كذّاب؟
بارتباك تلجلجت وأجابته: لا طبعا لا مش هيك قصدي
بحدّة مدّ لها يده بالهاتف وقال: لميس هاي التلفون اتفضلي خدي الموبايل ورنّي على اخوك واسأليه
بعند أجابته: راح أسأله!
بتأكيد قال لها: اسأليه اتفضّلي، بسّ مش هون، ادخلي البيت واحكي مع اللي بدّك ايّاه!
بارتباك أجابته: طيب والولاد؟
لوهلة أوشكت بسمة ان تظهر على فمه ولكنّه سرعان ما كبحها وقال: مش فاهم مالهم الولاد! ولّا بدّك يعني نروح انجيبهم وبعدين تقعدي تحكي مع أخوك قدّامهم وتقرّري بدّك ولا ما بدّك؟!!
بارتباك وحرج أجابته: لا طبعا مش هيك قصدي
بقلّة صبر قال: لميس بلاها طولة السيرة انا هايني داخل عالبيت اتفضلي الحقيني واحكي مع مين ما بدّك بلاها الفضايح بالشارع هون، صرنا فرجة
بصدمة نظرت لميس حولها ولكنّها لم تلمح انسيّا قطّ إلّا أنّها زفرت أنفاسها بتردّد وهي تراه يخرج من السيّارة ويغلق الباب وراءه وبعد مشاورة سريعة وعاجلة مع الذات وجدت انّ هذا الحلّ هو أكرم الحلول، فهي... تعترف... أنّها لا سبيل آخر لها إلّا إليه، وأن تقول له موافقة تعال فخذني لهو أمر عصيّ إذا... لم لا، ألم يئن أوان الراحة؟
بعد حوالي ربع ساعة خرج الكاسر من الحمّام يلتفّ بمنشفة الحمّام بعد أن ترك لها المجال لتكلّم أخاها الذي كان هو بالفعل قد تحدّث معه في وقت متأخّر من ليلة الأمس ليخبره بأنّه يريد أن يستعيد زوجته، بأنّه يريدها، معترفا بأنّه اخطأ بحقّها وأنّ الخطأ مردود وحقّها في رقبته محفوظ، فكان أخوها أكثر نضجا من التعنّت الأهوج وهو الذي يعلم انّ طفل الآن أصبح في الطريق تتغيّر لأجله كلّ الخطط والمسارات، فانتهت المكالمة كما يجب أن تكون مع كامل الودّ والاحترام
ما إن أحسّت لميس بخروجه حتّى فغرت فاها وهي تراه أمامها بشعر مبتل وجسد شبه عار فهتفت تقول: انت شو كنت بتعمل؟
ببساطة أجابها: بتحمّم!
بصدمة سألته: ليش؟
مدّعيا عدم الفهم سألها: كيف ليش؟ عادي اتحمّمت زيّ كل النّاس، إذا بدّك ادخلي اتحمّمي انت كمان، الميّ لسّة ساخنة!
ثمّ متجاهلا صدمتها نظر حوله برضا وقال: بسّ كيف البيت؟ نضيف صح! من كم يوم خلّيت إمّي إجت وجابت معها شغّالة عشان تعزّلك البيت، مع إنّي ما كنت عارف إنّك حامل، سبحان الله!
لثواني بحلقت لميس به ثمّ سألته: والولاد؟!!
مدّعيا عدم الفهم سألها: مالهم؟
بنفاذ صبر ذكّرته: ما بدّك تجيبهم؟
بسخرية لا تليق به وضع يده على صدره المنتفض وأجابها: ولادي فلذات أكبادي ما بستغني عنهم كيف يعني ما بدّي أجيبهم؟
بضيق هتفت به وقد انتفضت أخيرا من جلوسها المتيبّس في مكانها: كاسر!!
عندها سرعان ما تلقّفها بين ذراعيه يقول: عيون كاسر وروح كاسر آآآه لو تعرفي بسّ
بتوتّر حاولت ابعاد ذراعيه من عليها بينما تسأله بارتباك: أعرف شو
بقوّة اعتصر كفّها ووضعه فوق صدره المنتفض بقوّة بينما يقول: حسّي
يدها ارتعشت بقوّة وهي تشعر يضربات قلبه الصاخب داخل صدره فانتفضت محاولة الابتعاد عنه ولكنّه كبّلها بذراعيه وانقضّ على شفتيها بقبلة قويّة ملهوفة جائعة بثّها فيها كلّ ما عجر عن قوله وأرادها ان تحسّ به
دقائق مرّت عليهما وهو يقتنص منها كلّ نفس داخل أو خارج إلى أن شعر بأنّها قد ابتدأت تختضّ بين ذراعيه فاحتنضنها بقوّة وأمرها بصوت خشن أجشّ: اهدي!! اهدي!!!
وما كانت إلّا ثانيتين و... هدأت حركتها ولكنّ صدرها كان قد امتلأ بكثير من فوضى المشاعر والمخاوف والأفكار والتي عجزت عن التعبير عنها جميعا سوى بكلمات أبحّة قليل: كاسر أنا خايفة
ثمّ فجأة انهمرت دموعها مفجّرة مشاعرها المشحونة دون أدنى سيطرة مباغتة إيّاها فهدهدها بقوّة قائلا: ما عاش الخوف وكاسر موجود وبتنفّس، لميس، اطّلعي عليّ لميس
قالها وأبعدها عنه مجبرا ايّاها لان تنظر لعينيه ليكمل: أنا ما بعرف أحكي، هيك الله خلقني جلف، بسّ اسمعي منّي هالكلمتين كتير منيح لإنّه غالبا والله وأعلم ما راح أرجع أحكيهم مرة تانية، أنا صحيح جلف وعصبي ومرّات بكون متخلّف كمان، بس قسما بالله قسما باللي زرع منّي برحمك هالطفل اللي بيوم من الأيّام اتمنّيته بكلّ كياني، إنّه هالقلب القاسي لا بعمره حبّ ولا راح يحبّ زيّ ما حبّك وأظنّ إنّه هاد لوحده كفيل ينصفك وينتقملك منّي لو بيوم جرحتك أو ظلمتك
رعشة قويّة هزّت كلّ ذرّة من كيانها، قسمه على حبّها رجّها رجّا فارتجفت اثر كلماته أعصاب جسدها جميعها فارتخت بين يديه ليتلقّفها بقوّة ويحملها بين ذراعيه منقضّا بقوّة فوق شفتيها لتكون وخلال دقائق أسيرة جسده المتصلّب فوق سرير شهد غزوات وانتصارات تشاركاها معا ليشهد الآن ملحمة جديدة فريدة من نوعها ملحمة صاخبة هوجاء أظهرت الحقّ وأزهقت الباطل فتسامت الأرواح بنشوى خالصة قبل أن تعود لأصحابها بعد أن أنعم عليها الرحيم الغفور بالسكينة والطمأنينة فتسكن أجسادهم التي كانت لا تزال ترتعش فيسكن كلّ منهما بين ذراعيّ الآخر بعد رحلة طويلة من العناء والتعب!
وبعد وقت طويل، وبعد أن ابتدأت حالة الخدر اللذيذ تفارقهم، تململت لميس بين ذراعيه تقول: كاسر... كاسر!!
صوته الكسول المتراخي أجابها من فوق رأسها: اممممم
باسترخاء سألته: الولاد متى بدّك تروح تجيبهم
بصوت مثقل بالنعاس أجاب: خلّيهم مرميين هناك ولاد كلب!!
.................................................. .................................................. ................................
يتبع
https://www.rewity.com/forum/t402401-925.html




التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 12-11-19 الساعة 04:23 PM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.