27-03-18, 11:28 PM | #11 | ||||
| الحلقة 7 انتهى ( ج) من نوبته في القطار 832ودخل مكتب التسليم والتحصيل بالمحطة ليسلم دفتر التذاكر وحصيلة المخالفات التي حررها في نوبته التي كانت مقررة ، عرج بقدميه خارج المحطة كعادته وهو في اشيتاق للجلوس على مقهاه المعتاد وكرسيه المعتاد وعلى قدح من الشاي وشوقه أشد على حجرين من دخان (المعسل) التوباك يشدهما ،فرأسه أصبحت ثقيلة والصداع تملكها وعبأها المقهى يزدحم في تلك اللحظة برواده ومرتاديه ،لقد شغر مكانه زبون أخر ، بحث (ج) على مكان يجلس فيه بعيداً عن ضوضاء الشارع فلم يجد لكنه وجد مقعداً في زاوية للمقهى هو أقرب في الجلوس لصاحبها المعلم حنفي ،أوى إليه كما يأوي الطفل إلى صدر أمه وكأنه أراد أن يلقي حمولته من على كتفه ، ألقى جمال بجسده على المقعد ومدد رجليه واتكأ بظهره للخلف وهو يرفع رأسه في السماء كأنه يستدعي أمراً في ذاته ، قاطعة صبي المعلم ( حبظلم ) وكأنه أراد أن يرجعه إلى وعيه ولم يعطه الفرصة لقد جاءه مسرعاً يرفع صوته ويجئر به ليعبأ به المقهى ويسمعه المعلم الكبير ، مرحباً ب (ج) كالعادة حمدا ًلله على السلامة يا ريس جمال القهوة نورت ، شاي ،قهوة سادة، شيشة ، مشروب( ساقع) بارد أو مثلج أنت تأمر يا عمنا وكأنه يستعجله الطلب ، أشار ( ج) (لحبظلم )بصفته النادل أو الجرسون في المقهى وكأنه يهامسه شاي (مظبوط ) مضبوط القيمة في السكر والشاي وشيشة تكون متغيرة ونظيفة ، تلقف (حبظلم )الطلب من الريس جمال وهو يصرخ بأعلى صوته شاي (مظبوط ) وشيشة للريس (ج) ،سرعان ما عاد صبي المعلم بالطلب يحمل الشاي بيد ويحمل الشيشة باليد الأخرى ، تلقف (ج) مبسم الشيشة وراح يعض عليها من شدة الشوق لها وهو يشد عليها ليخرج دخان التوباك من جوفها الذي سار يتغلغل في رئتيه ويخرج الفائض من( شكمانه ) ) أي منخاريه أو فتحيي أنفه كالمركبة التي خف محركها وتحتاج إلى عمرة وراح يتلذذ ويتمتع وهو يسمع كركرت الماء بداخل زجاجة الشيشة البيضاء كأنها تشاطره الضحك والدخان يتصاعد من جوفها كالسحب ويتكور وهو يدور ليجد متنفساً للانطلاق من محبسه لينطلق إلى رئتي (ج) ثم إلى الفضاء ، التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-04-18 الساعة 03:04 AM | ||||
27-03-18, 11:32 PM | #12 | ||||
| الحلقة 8 ************* لم يكن ما حدث مع سكينة موضع ترحاب في صدر ( ج) ولا كان يود ذلك .! ففي داخل قفصه معركة يدور رحاها ولا يعرف كيف يخرج من تلك المعركة التي فرضت عليه ..... في صدره وفي وجدانه ، كثرت الأسئلة المطروحة وتجمعت بأم رأسه وهو يقلبها ويدور معها كما تدور الناعورة . عله يجد مناصاً أو ملجأ يلجأ إليه أو رؤية تبصره بما حدث بحيث لا يكن مخطئاً ، أن ما حدث كان بمحض الصدفة مع ( ج)... ؟ قد تكون تلك المرأة بريئة مما ظننت فيها .! أم أن خوفك من المفتش الذي كان يسعى خلفك جعلك تغلظ عليها ويموت قلبك ؟ ، فتسقط المرأة المسكينة بفعلك على الركاب والأرض جثة هامدة ، ما أغلظ قلبك يا قاسي ...! قد تكون في حاجة للتذكرة وليس بها مقدرة لدفعا ، لا.! كيف ؟ إنها قروش قليلة .... ، هناك من لا يستطيع دفع ثمن التذكرة .! أهي منهم ؟ تبدو عليها علامات الفقر ، يا لك من جاحد غليظ القلب .! ،أسئلة كثيرة وحوار لم ينقطع وماذا ستفعل معها ، أليس من الواجب عليك أن تعرف ما آل من أمرها ، ماذا لو ماتت ؟ ستكون أنت القاتل ، وماذا لو ظلت على قيد الحياة وسئلت عن سبب سقوطها . وهنا انتابه الخوف وكأنه سرق اختطف من مقعده وغاب بعينيه في السماء ، وخرجت آه من جوفه بزفير يكاد يحرق المقهى برواده وعلا صوته بالآهة وتغيرت ملامح وجهه وهو يقول : معلون أبو الشغل ، معلون أبو التذاكر والقطارات معلون أبو الفقر وأبو الفلوس ، ملعون أبوك يا دنيا ..! التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-04-18 الساعة 03:03 AM | ||||
27-03-18, 11:37 PM | #13 | ||||
| الحلقة 9 كان المعلم حنفي كعادته يراقب رواد قهوته وزبائنه ، و( ج)ما هو ببعيد عنه وليس من زبائن القهوة الجدد ، بل هو زبون دائم كثيراً ما يحادثه ويوده والحديث بينهما سجال لتجاذب الطرف والنكات ، والحج حنفي رجل أكلته الدنيا وعصرته عصراً فيستطيع أن يقرأ وجوه أصحابه وزبائنه بفراسته المعهودة وحنكته وخبرته في الحياة ، فيتدخل في حل بعض المشكلات التي تعرض عليه من بعض زبائن القهوة وروادها لما اتسم به من شهامة ابن البلد وصدق النية فيما يفعل فاشتهر بين أهل الحي وذاع صيته وصار محل تقدير واحترام للجميع يشار عند الضرورة ولا يفتر عنك إن طلبته هكذا كان المعلم حنفي أو الحاج حنفي . التقط الحاج حنفي من ملامح ( ج) شيئاً أرقه في مجلسه فقد رأى ملامح (ج) تنقبض وتنبسط وهمهمات وشرود لم يعتاده على ( ج) من قبل ، لذلك وضعه تحت عين المراقبة وهو ينظره إليه بخفة لا يثير انتباهه وينتظر أن يقدم (ج) ويفشي ما بداخله أو بما يكنه ويؤرقه ليفك رموز الحيرة له ،كان لشرود (ج) الزائد ليوحي بأمر فوق تصور الحاج حنفي فاستل كرسيه وانتصب من مقامه ووضع الكرسي أمام (ج) وهو يبتسم ويقول : مالك يا بني ؟ لست كعادتك هَمُك يبدو ثقيلاً وها أنا أسمعك .! التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-04-18 الساعة 03:02 AM | ||||
27-03-18, 11:42 PM | #14 | ||||
| الحلقة 10 استطاع المعلم حنفي أن يخرج المكبوت من جوف ( ج) بطريقة المعلم والأب اللبيب فهو صاحب الفراسة والحنكة ..... تنهد المعلم حنفي تنهيدة طويلة ملتهبة وهو يدور برأسه ناحية الشارع وهو ينادي صبيه الجرسون ( حبظلم ) وهو يشير إليه أن يأتي بشيشة وفنجان قهوة للريس ( ج)، يعترض ( ج) : على الطلب لا يا معلم كفاية .! اشرب يا ( ج) فلدينا ما نقوله ...! جاء (حبظلم ) بالعجلة تلبية لأمر الحاج حنفي وهو يضع الشيشة أمام (ج) وهو يعبث في جمرها وينفخ فيه لتعطي دخانها بغزارة لرئتي ( ج) وهو يقول طلب المعلم حنفي يا ريس . صدح الآذان من فوق مآذنه المسجد المجاور لصلاة العصر . وكان على الحاج حنفي أن يمضي للصلاة ثم يعود فلا يستطيع تأخير صلاته كما تعود ، وقف المعلم حنفي وتأهب للذهاب للصلاة لكن يده تمتد فيمسك يد جمال ليخرج به من المقهى وظن ( ج) أن المعلم سيذهب به إلى مكان ما ..! لكن المعلم قصد الترغيب في ( ج) قبل أن يقبل على حل ، مشى ( ج) بجانب المعلم حنفي دون أن ينبس بكلمة واحدة ولم يقل ولم يسأل وكأنه مسخر أو مأسور قابل للتشكيل في تلك اللحظة فلم يبدي نفورا أو امتعاضاً ، بل هو راغب فيما يقوله ويمليه عليه الحاج حنفي ، ولم يدري ( ج) إلا وهو على أعتاب المسجد يمد يده لينزع نعليه من قدميه ، أدركتهما الصلاة التي كان منقطعاً عنها منذ فترة ووقف في الصف بين المصلين يرفع يديه إلى السماء يبتغي الفرج والخروج من هذا الضيق ويطلب من الله الستر وتخر عيناه كأنه عاد من المعصية إلى التوبة ، التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-04-18 الساعة 03:01 AM | ||||
05-04-18, 10:20 PM | #17 | |||||
| اقتباس:
بداية : عذراً على التأخير في الرد ....! ثانياً : التمهيد انتهي في الفقرة الأولي بكتابة عبارة بقلم : سيد يوسف مرسي أما القصة جعلتها حلقات متصلة ولكن سهواً لم أجعل للحلقات أرقام 1- ، 2_ ، 3....الخ تحتي وتقديري لكم ومحبتي وأكثر | |||||
07-04-18, 03:10 AM | #18 | |||||
مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
فجر الخير... شكراً على الإهتمام بالرد تم تعديل وكتابة الترقيم للحلقات اذا هناك لخبطة ارجو ابلاغي بها حتى اعدل الخطأ ... | |||||
08-04-18, 01:27 AM | #19 | ||||
| الحلقة رقم [ 11] خرج (ج) من المسجد وقد أدى أول صلاة له بعد انقطاع ، وقد ضحك على شيطانه وأحس بطمأنينة تسري في وجدانه وجوارحه وأحس بالسكينة في داخله التي كثيراً ما اشتاق لها ، وقبل أن يلتفت كان الحاج حنفي يجلس بجواره يهنئنه على الصلاة ويبارك له سعيه إلى المسجد ورجوعه إلى ربه وهو يبتسم له مسروراً . قال الحاج حنفي وهو ينظر إليه : كان عليك أن تذهب خلفها وتسلمها أنت إلى المستشفى حتى لا تقع في هذه الحيرة ، (ج) : لا أستطيع يا معلم أن أترك نوبتي كنت سأجازى وأعاقب ، لا يا (ج) .. أنت خشيت المسائلة من البشر ...؟ ،(ج) : يا حج : الأمر ليس بهذه السهولة واليسر كما تتوقع ، فهذه مسؤولية ، كيف أترك نوبتي والقطار بدون محصل ؟الحاج حنفي : معك زميل وتستطيع أن تستأذن ... (ج) : دون توفير لبديل عني أو بإعلام رئيس الحركة قبل مغادرتي القطار ، كان الأمر بالنسبة لي صعب ولا أخفي عليك يا حاج خفت أن تكون قد ماتت وما زلت أخشى .....! فأنا الذي دفعتها ، لكن أقسم بالله لم أقصد إيذائها بمكروه ، إنما هذا المفتش اللعين الذي لا يود تركي كان معي في نفس القطار بل نفس العربة واقترب منها فأردت أن اثبت له أنني غير مهمل كما يدعي ، ولا تنسى يا حاج فقد تسبب لي هذا المفتش في عقابي العام الماضي ودخلت في تحقيق ، فقد أوقع بي الجزاء من قبل ، الحاج حنفي : لا عليك يا ( ج) ، سنبدأ سوياً ونسأل رجال الإسعاف بالمحطة التي نزلت بها ونعرف أخبارها ، ألا تعرف تتصل بزملائك أو رجال الإسعاف ؟ ، وما هي إلا بضع دقائق إلا وهما في مكتب الكمسارية والمحصلين بالمحطة ، ويقبض (ج) على سماعة التليفون ويده ترتعش ، ألو : ، من : (ج) ، مرحباً .....، من معي ؟ فهمي .! أهلاً فهمي وكيف حالك ؟ الحمد الله . وأنت تمام . فهمي ؟ ألا تعرف أخباراً عن الراكبة التي أخذتها عربة الإسعاف من المحطة الساعة الواحدة ظهرا، انتظر ....! حديث يدور يقطف منه (ج) بعض أطرافة يغمر سماعة التليفون وهو على عجلة وينتظر خبراً أو معلومة .....! | ||||
06-05-18, 09:49 AM | #20 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الروايه متروكه من فتره طويله مايقارب شهر دون جديد ارجو ان يكون المانع خيرا | |||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|