آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-03-18, 03:33 AM
| #1 | ||||
| مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل 
|  مختارا شعرية من ديوان "أزهار الشر " * مميزة *  مختارات شعرية من ديوان "أزهار الشر"  لشاعر "شارل بودلير "  ( ما من احترام إنساني ، ولا أي حياء زائف ، ولا أي توافق ، ولا أي قبول عالمي ، باستطاعته أن يرغمني على الكلام بلهجة هذا العصر الفريدة ، ولا على خلط الحبر بالفضيلة )) . (( لقد وضعت في هذا الكتاب البشع كلّ قلبي ، كل رقتي ، كل ديني ( المتنكر )، وكل حقدي )) التعديل الأخير تم بواسطة رانو قنديل ; 02-05-18 الساعة 10:41 AM | ||||
|  |
|
28-03-18, 04:05 AM
| #2 | ||||
| مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل
| شاعر الشر الجميل "شارل بودلير " (( إنني أتمتع بإحدى الشخصيات المحظوظة التي تستمد البهجة من الكراهية , والتي تتمجّد في الاحتقار . ومزاجي المولع _ بصورة شيطانية_ بالحماقة يجعلني أجد ملذات خاصة في تحريف البهتان . طاهرا كما الورق بسيطا كما الماء، مدفوعا إلى الورع مثل مقدّمة القربان ، غير مؤذ ٍ كضحية ، لن يزعجني أُن أُدعَى ماجنًا ، سكِّيرًا ، مُلحدًا و قاتلا )) .  ]حياةٌ بائسةُ عاشها بودلير في قلب القرن التاسع عشر , على الصّعيد الشخصيّ ، فيما بين 9 أبريل 1821 وتاريخ ميلاده ، و 31 اغسطس 1868 ، يوم وفاته . حياة ٌمرتبكة ، قلقة ، متوترة ، متحبطة وعصيبة ، تبدأ بوفاة أبيه وعمر بودلير 6 سنوات ، لتتزوج أمه _ بعد عام واحد من الترمّل _ أحد العسكريين اللامعين ، الصارمين ، ضيّقي الأفق . لم يكن الرجل معاديًا لطفل المشاكس ، لكنّه لم يكن يعرف سو ى التربية العسكرية ، باعتبارها المثل الاعلى لكل تربية وسلوك ، والمستقبل العسكري أو البيروقراطي , باعتباره المستقبل المأمول الذي ينبغي لابن زوجته أن يعمل من أجله . أما شخصية بودلير، فتتكشف مكبرًا مضادةً _ بطبيعتها الاوليّة _ لهذا النمط من التفكير والحياة والسلوك ، والنفور العميق من ((المؤسسة ))على إطلاقها : المدرسة ، والمنزل البرجوازي ، والزواج ، والوظيفة ،وبقية المؤسسات ، لا بحثًا عن مؤسسة بديلة ، بل عن التحرر من كل مؤسسة . وسيظل طوال حياته القصيرة _ نسبيا _ يدفع غالبًا ثمن هذا القرار (( التربوي )) ، لكن دون خضوع أو تنازل .  معركة استنزفت بودلير طول الوقت . هروب دائم من الدائنين ، وتغيير متواصل للإ قامة حتى لايتوصلوا اليه ، واستجداء دائم لبضع فرنكات من أمه ,وكتابة محمومة أحيانًا من أجل الحصول على النقود ، وقلق يسكن الروح يمنعه أحيانًا من الكتابة وإنجاز مشروعات مقررة لمقالات وكتب وقصائد . ضريبة باهضة يدفعها من أجل امتلاكه لحياته التي لن تطول ، واعتصام _ حتى النهاية _باختياراته الشخصية للحياة بلا هوادة . فحتى معركة ((أزهار الشر )) القادمة _ التي وصلت إلى حد المحاكمة ، والتشهير , وإصدار حكم قضائي ضده _ ستبدوا ، بالمقارنه مع هذه المعركة العائلية ، محدودة التأثير عليه ، وعابرة ، على المستوى الشخصي والحيوي ، في مقابل حافزها الناري لقواه الروحية والابداعية لمزيد من الابداع . صراع ين نموذجين للحياة : النموذج البرجوازيّ ( حياة مستقرة ، ووظيفة مُعتبرة ، وتأسيس أسرة والتزام بأخلاقيات البرجوازية المنافقة البائسة ... الخ )، ونموذج الفنان الحُر الذي يقرر أخلاقيات ومعايير حياته بنفسه ، حتى لو تعارضت مع اخلاق ومعايير المجتمع ويتمسّك بها حتى اللحظة الاخيرة ، ويدفع ثمنها حتى الموت . معركة بطول الحياة وعرضها ، وحياة في شكل صراع دائب لاينتصر فيه طرف على الآخر ؛ لكن بودلير - في المقابل - ينتصر بموته دون خنوع أو استسلام ، على الرغم من كل شئ . وبعد وفاته _ في الثانية والأربعين من عمره _ كان اعتقاد الأجيال التالية انه انما عاش في الجحيم ، حيث يشهد مصيره على استمرارية رهيبة للعذاب طُوال حياته . ولحظة الوفاة لم يكن لديه سوى كلمة وحيدة سحا وصورة الشاعر الملعون التي يحملها معه الى النهاية . وسيكون على معاصيريه أن ينتظروا وفاته ، ليعثرو في أوراقه على تصوره لدور الأديب في الحياة : (( الاديب هو عدو العالم )) ؛ ولهذا ف (( الأمم لا تنجب العظماء الاّ مرغمة . فلن يكون المرء عظيمٌا_ إذن _الاّ إذا انتصر على أمته كلها )) . وسيكون عليهم أن يدركوا _ بعد وفاته _ جدية صورته عن نفسه ، ليست صورة ًبقدر ماهي كشف ذاتي لأعماق شخصيته التي حيرتهم : (( إنني أتمتع بإحدى الشخصيات المحظوظة التي تستمد البهجة من الكراهية , والتي تتمجّد في الاحتقار . ومزاجي المولع _ بصورة شيطانية_ بالحماقة يجعلني أجد ملذات خاصة في تحريف البهتان . طاهرا كما الورق بسيطا كما الماء، مدفوعا إلى الورع مثل مقدّمة القربان ، غير مؤذ ٍ كضحية ، لن يزعجني أُن أُدعَى ماجنًا ، سكِّيرًا ، مُلحدًا و قاتلا )) . | ||||
|
| |
|
28-03-18, 04:38 AM
| #3 | ||||
| مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل
| ديوان "أزهار الشر " (( إني سعيد تقريبًا لأول مرة في حياتي . فالكتاب جيدٌ تقريبًا ، ولسوف يبقى ، هذا الكتاب ، شهادةً على قرفي وحقدي على جميع الاشياء )) . لا أوهام لديه في ذالك ، ولا رغبة في إقناع أحد بشئ ، أو تفسير شيء ، أو تبرئة نفسه من شئ ، حالة من الرواقية الواعية والغريزية في آن (( قال بعضهم لي : إن هذه الاشعار يمكنها ان تؤذى ، فلم أبتهج بذلك ن واخرون من ذوي الأرواح الطيّبة ، قالوا : إنها قد تفعل خيرًا وذالك لم يحزني )) لا بهجة ولاحزن. .  بعد حوالي القرن ونصف القرن من صدور الطّبعة الأولى من ((ازهار الشر)) يظل هذا الدّيوان الصّغير أكثر فعاليّة وحضورًا في الشعرية الفرنسيّة والعالمية من كل معاصريه . ويظل بودلير أكثر حياةً وتأثيرًا من شعراء قرنه اللاّمعين . فهذا الكتاب الصًغير ( أزهار الشر ) _و الذي لا يزيد عن ثلاثمائة صفحة_ يفوق في القيمة المعيارية الادبية أكثر الأعمال ضخامة وشهرة .و لقد ترجم الى غالبية الّلغات الأروبية . لم يكن أحد لسيتطيع التّنبؤ بذالك ، بل لعلّ الاستخفاف نفسه لم يكن غائّا عن بعض كتابات معاصري بودلير ازاء صدور الديوان ، إن لم نرصد التشفّي والعدائية -التي تصل إلى حدّ الغل - لدى بعض الصحفيين ضيّقي الافق . وبالفعل كانت (( المعاصرة)) _ بالنسة لزمن بودلير _ اكثر من ((حجاب )) يُعمي البصر ويُشوّش على البصيرة . فخلال حياته كان معاصروه يميلون عمومًا إلى وضعه جانبًا في الركن ؛ عقاباً له ،باعتاره (( ولدا خبيثا)) او كشخص ((غريب الأطوار )) فالقرن التاسع عشر هو قرن فيكتور هوجو ولامارتين وشاتوريان وجوتييه ودي موسيه ودي فينيي ، كقامات إبداعية شاهقة هيمنت على النّصف الأول من القرن هيمنةً ساحقة . وفي ظل تلك الهيمنة صدرت الطبعة الاولى من ازهار الشر( 25 يونيو 1857 ) في 1100 نسخة . فكيف كان لمعاصريه شعراء ونقّاد وصحفيين _ان يدركوا أن هذا الديوان الصغير _ للشّاعر الذي لم يتجاوز عمر الشباب _ سيكون ألمع ما أنتجه القرن ، بما انطوى عليه من فتوحات لا تٌستنفَد ؟ لن يدرك ذالك سوى _فيكتور هوجو _ببصيرته الخارقة _ حين كتب له : (( إنك تخلق رعشة جديدة في الشعر الفرنسي )) . واذا ما نظرنا الآن الى (( ازهار الشر)) ، وتكبدنا عناء مقارنة هذا الكتاب بأعمال شعرية أخرى من نفس المرحلة ، فلن يدهشنا أن نجد عمل بودلير متسقا _ بصورة ملحوظة مع مفاهيم بو، ومختلفّا بالتالي عن منتجات الرومانتيكية . (فأزهار الشر) لا يتضمن قصائد تاريخية ولا أسطورية ولاشئ ينبني على قصة . لا تحليق الى الفلسفة ولا ظهور هنا لسياسة . والوصف نادر ودائما وثيق الصلة بالموضوع . لكن كل شي فاتن ،الموسيقى والحسية القوية المجردة .... (( نظام وجمال , ترف ، وسكينة وشهوة )) . والقصيدة البودليرية ليست تعبيرا عن ذات الشاعر ولا تأريخًا لمسيرته الروحية . فالانفصال صارم بين الشعر والشاعر كذاتٍ فردية شخصية ، لتبدا مع بودلير تلك المسافة المباعدة بين القصيدة وصاحهبا ، بحيث تصح القصيدة نتاجًا إبداعيّا ، له وجوده الموضوعيُّ المستقل . ولهذا فهي قصيدة لا عاطفية ( ليس الشعور_ أو القلب _هو الفاعل في العمليّة الابداعية ؛ كما انه ليس العقل ؛ بل الخيال المحكوم _او المكبوح _ بدرجة من العقلانيّة والفكر ) لا آهات ولا دموع .لا أناشيد أو مراثي . لا حزن ولابهجة .  ((شعراء مشهورون تقاسموا منذ أمد بعيد أكثر الأقاليم ازدهاراّ في المجال الشعري . لقد بدا لي ذالك سارّاً ، بل وممتعا أكثر لأن المهمة كانت أصعب ، وهي استنباط الجمال من الشّر )) الوعي في الشّر ((لأني أريدُ أن أبحث عن خٌلاصة الشر) كما يقول في إحدى قصائده . . # القاتلة المجهولة # تجميع وتنسيق | ||||
|
| |
|
28-03-18, 05:14 AM
| #4 | ||||
| مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل
| مختارات من ديوان "أزهار الشر "  إلى القارئ الحمق والضلال والإثم والشّح تحتل نفوسنا وتجهد جسومنا ونحن نغذي النّدم فينا كما يغذي المتسوّل الطفيليات التي تتغذى على دمه آثامنا عنيدة ، وندمنا جبان ونحن ندفع غالباّ ثمن اعترافاتنا ونخوض طريق الوحل مغتبطين ونعتقد أننا بالدموع ندفع ثمن أخطائنا وعلى وسادة الشر يهدهد الشيطان ،روحنا المسحورة ويجتث من نفوسنا معدن الإرادة النفيس ويمسك بالخيوط التي تحركنا نحو ما يُعاف من المغريات ، وفي كل يوم نهبط لنقترب خطوة من جهنم دون تقزّز عبر ظلمات نتنة وكالفاسق المسكين الذي يلثم ويلتهم النهد المعذب لعاهرة محترفة تختلس المتع الخفيّة ، ونحن نعبر الحياة ونعتصرها عصر برتقالة ذابلة كالملايين من الديدان المتراصّة وعندما نستنشق الهواء يتسلل الموت إلى صدورنا كنهر خفيّ يطلق أنّاته المجنونة فإذا كان الاغتصاب والسّم والحرائق والخنجر لم تنسج بعد شبكة مصائرنا برسومها المستحبة المثيرة فلأننا وا أسفاه لم نبلغ من الجرأة مايكفي وبين كل الفهود والxxxxب والساعدين وبنات آوى والعقبان والأفاعية الكلاب وكل الوحوش التي تزمجر وتدمدم وتزحف داخل نفوسنا لآسنة والوضعة هناك واحد هو أشدٌها دمامة وخبثا ونجاسة وهو ، وإن كان قليل الحراك ضعيف الصوت مستعد بجولة واحدة أن يبتلع العالم إنه الضجر الذي يحلم بالمشنقة وهو يدخن نرجيلته وفي عينيه تلتمع دمعة لا إرادية أنت تعرفه أيها القارئ ، هذا الغول الناعم أيها القارئ المرائي _ ياشبيهي _ يا أخي  | ||||
|
| |
|
29-03-18, 01:22 AM
| #5 | ||||
| مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل
| ترجمة أخرى [/QUOTE]إلى القارئ الحماقة ، والخطأ ، والفجور ، والشح تحتل أرواحنا وتستولي على أجسادنا ونغذي نداماتنا المحبوبة , مثلما يغذي الشحّاذون هوامّهم فخطايانا عنيدة ، وندمنا بليد , وندفع ثمناً باهضا لاعترافاتنا ونعود مبتهجين إلى الطريق الموحل ، معتقدين أن دموعا زهيدة تغسل او ساخنا على وسادة الشر إبليس المٌعظّم الذي يهدهد طويلا أرواحنا المسحورة ، ومعدن إرادتنا النفيس تبخّر تماما على يد هذا الكيميائي العليم هو الشيطان الذي يمسك الخيوط التي تحركنا فنجد الفتنة في الأشياء الميتة ، وننحدر كلّ يوم خطوة إلى الجحيم بلاهلع ، عبر الظّلمات الآسنة . هكذا كفاجر بائس يٌقبل ويلتهم النهد الشّهيد لعاهرة عتيقة ، نختلس _ في الطريق _ لذّة محرمة ، نعتصرها بقوة كبرتقالة ٍ قديمة . متراصين متزاحمين ، كمليون دودة مَعَويَّة ، يُعربد في عقولنا حشد من الجن ، وعندما نتنفس ، ينحدر الموت ألى رئاتنا ، نهراً خفيًا مع الأنًات الصّمّاء . وإذا ما كان الإغتصاب ، والسًمً ، والخنجر ، والحريق ، لم تُوش بعد برسومها الهازئة اللَوحة التَافهة لمصائرنا البائسة فلأن أرواحنا _ للأسف _ لاتملك الجُرأة الكافية . لكن بين أناء آوى ، والفهود , وكلا الصّيد ، والقرود ، والعُقاب ، والأفاعي ، والوحوش العاوية ، والنّابحة ، والمُزمجرة والزاحفة ، في معرض الوحوش الشّائن لخطايانا ، هناك ماهو أكثر بشاعة ، وفظاظة ، وقذارة على الرغم من أنّه لايُصدر حركات واضحة ولا صرخاتٍ فادحة ، يمكنه أن يُحيل الأرض إلى أطلال ويبتلع في احدى تثاؤباته العالم ، إنه الضجر - تلك العين المغرورقة دمع لاإرادي ، تحلم بالمشانق وهي تدخن النّار جِِيلَة . تعرفه ، أيها القارئ ، هذا الوحش الرّهيف ، _أيها القارئ المنافق _ ياشبيهي _ ياشقيقي [/QUOTE] | ||||
|
| |
|
29-03-18, 01:41 AM
| #6 | ||||
| مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل
| [/QUOTE] مُباركة عندما يظهر الشاعر في هذا العالم الملول بقرار من القوى العلوية تلوّح أمه المذعورة بقبضتيها المتشنجتين في وجه الله الراثي لحالها هائجة وتقول: ليتني وضعت وكراً من الأفاعي بدلاً من أن أرضع هذا الطفل التافه ملعونة هي ليلة المتعة الزائلة التي حملته فيها ليكن هذا الحمل كفارةً عن كل ما ارتكبته من آثام بما أنك يا رب اخترتني من بين النساء جميعاً لأكون موضع قرفٍ لزوجي البائس. إنني لا أستطيع أن ألقي بهذا المسخ المخيف كما تلقى رسالة الحب في اللهب سأقصف عمر هذه الشجرة لكي لا تنمو براعمها الوبيلة. وهكذا تجرَّعَتِ المرأة زَبَدَ حقدها وهي تجهل أن القدر المحتوم جعلها تعدّ بنفسها, في قصر الجحيم, المحرقة المهيأة لجرائم الأمومة لكن ملاكاً خفياً بيسط حمايته على الولد المحروم فيسكر بالضياء. وفي كل ما يأكل ويشرب يجد الرحيق وشراب الآلهة. يلهو مع الريح ويتحدث إلى الغيوم ويمشي على درب الآلام وهو يغني والروح التي ترافقه في حَجِّه المقدس تبكي لرؤيته فرحاًكعصفور الغابة ويراقبه بخوف كل الذين يرغب في محبتهم أو يغتنمون هدوءه ليبحثوا عمن يستطيع أن ينتزع منه شكوى ويجرون عليه تجارب وحشيتهم ويخلطون خبزه وخمره بالرماد والبصاق ويلقون جانباً, برياء, بكل ما تمرُّ عليه يده ويعاتبون أنفسهم لأنهم ساروا على هدي خطاه وزوجته تصرخ في الساحات العامة قائلة: بما أنه يجدني جميلة حتى العبادة لذلك سأفعل ما فعلته الأوثان القديمة سأجعله يعيد طلائي بالذهب وسأسكر بعطر الناردين والبخور والمّر والخمور والسجود واللحوم لأعرف إن كنت أستطيع أن أزاحم الولاء الإلهي في قلبه المعجب وعندما أسأم هذا التهريج سوف أمد يدي القوية الهشة إلى قلبه وأظافري الشبيهة ببراثن الجوارح تستطيع أن تمهّد الطريق إليه وكالعصفور المرتعش سأقتلع هذا القلب المدمّى وألقيه أرضاً باحتقار, لأشبع في داخلي وحشي المفضل لكن الشاعر الهادئ يرفع ذراعيه الخاشعتين إلى السماء إلى حيث تلمح عيناه عريشاً رائعاً وومضات روحه الكبيرة الصافية تحجب عنه مشاهد الشعوب الغاضبة فلتكن مباركاً يا الله يا من تمنح الآلام كأنها دواء سماوي لأوزارنا والرحيق الطاهر الذي يعدّ الأقوياء لتلتقي المتع المقدسة أنا أعرف يا إلهي أنك تحتفظ للشاعر بمكان في صفوف السعداء وتدعوه للمشاركة في الأعياد الخالدة للعروش والفضائل والانتصار على الرغبات أنا أعرف أن الألم هو الشرف الوحيد الذي لا ترقى إليه أرض ولا جحيم وأن صناعة تاجي الرمزي تقوم به جهود الأكوان والأزمان وأن كل جواهر تدمر القديمة المفقودة والمعادن المجهولة ولآلئ البحار التي استخرجتها يداك لن تكون كافية لتزيين هذا التاج الباهر المضيء لأنه من صنع الأشعة النقية النابعة من موطن الأضواء الأصيلة المقدسة وأن العيون الغافية على أشراقها ليست إلا مرايا مظلمة وشاكية بالنسبة إليها…. [/QUOTE] | ||||
|
| |
|
01-04-18, 11:55 PM
| #9 | ||||
| مشرفة منتدى الحوار الجاد ومُحيي عبق روايتي الأصيل
| ترجمة اخرى مباركة عندما تجلّى الشّاعر في هذا العالم الضّجر ، بقرار من القوى العُليا ، أشهرت أُمهُ المذعورة الطّافية بالتّجديف قبضتها نحو الرّب ، الذي يشفق عليها : _ (( آه ! لم لم أضع حشداَ من الحيّات أفضل من إرضاع هذا المسخ ! فاللّعنةُ على ليلةِ الملّذاتِ العابرة التي حملت فيها بطني كفارتي ! (( وطالما أنك اخترتني من ين كُل النساء لأكون موضع اشمئزازِِ زوجي الحزين ، ولأنّي لا أستطيع رمي هذا المَسخِِ الضّامر في النّار ، مثل رسالة حُب ، (( سأصبُّ كراهيتك الّي تُثقلُني على الأداة اللّعينة لشرورك ، وسأقطع تماما هذه الشّجرة البائسة ، فلا تستطيع أن تنموا براعمها الموبُوءة ! )) هكذا تبتلعُ زبد كراهيتها وإذْ لاتعي الأقدارَ الأبديَّةََ المرسومة ، تروح تُعِِدُّ بنفسها في قاع الجحيم المحرقة الخاصّة بالجرائم الأمُوميّة . لكن ، تحت حماية ملاك خفيه ، يسكر الطّفل المحروم بالشّمس ، وفي كُل ما يشربُ ويأكل يجد الرّحيق وماء الحياة الوردي . يلعبُ مع الرّيح ، يتكلّم مع الغيم ، ينتشي بالإنشاد لطريق الصّليب ؛ والرّوح الّتي تتبعه في طوافه تبكي من رؤيته سعيدا مثل عُصفور الغابة . أمّا من كان يهفوا إلى حبهم فيراقبونه بوجل ، أو مُجترئين على سكينه ، يبحثون عمّا يدفعه إلى العويل ، ويمارسون عليه وحشيتهم . وفي الخز والخمر المرصود لفمه يمزجون الرّماد والبصاق القذر ؛ وبنفاق يرمون كُل مايلْمس ، ويلومون أنفسهم على وضع أقدامهم على خُطاه . وتصرخ زوجته في السّحات العامّة : (( طلما يراني جميلة إلى حدّ الجدارة بالعبادة فسأتخذ مهنة المعبودات القديمة ، ومثلهنّ ، أُريد أن أتحلى بالذّهب ؛ (( وسأسكر بالنّاردين والبخور والمُر ، بالرّكوع ، باللّحوم والخمور ، لأعرف قدرتي _وأنا ضاحكة _ على اغتصاب القرابين السّماويّة من القلب المعجب بي ! (( وعندما أضجر من هذه الهزليّات الكافرة ، سأضعلاعليه يديَ الهشّة القويّة ؛ وأظافري الشّبيه بأظافر الخفافيش , ستشق طريها حتّى قلبِه . (( ومثل عصفور صغير يرتعش ويرتجف سأنتزع هذا القلب الأحمر من صدره ، ولأشفي غليلي الغبي ، سأرميه له على الأرض بازدراء ! )) إلى السّماء ، حيث ترى عينه عرشا رائعا ، يرفع الشّاعر الوادع ذراعيه في ورع ، والبُروق الشّاسعة لروحه الصّافية تحجب عنه مرأى الحشود الهائجة : _(( مبارك أنت ، يارّبُ ، يا من تمنح الألم كترياق سماويّ لقذاراتنا وكالجوهر الأنقى والأرقى الّذي يُهيئ الأقوياء للملذّات القُدسيّة ! (( أعرف أنك تحتفظ بمكان للشّاعر في صفوف الأبرار من الأفواج المقدَسة , وأنك تدعوه إلى الحفل الأبدي للملائكة ، والفضائل ، والسّيادة . (( أعرف أن العذاب هو النّبلُ الفريد الّذي لن يأكله أبدا الترابُ ولا الجحيم ، ولكي أضْفُرَ إكليليَ الرّوحي لابُد من تغريم الأزمان والأكوان . (( لكنّ المجوهرات الضَائعةَ لِبالمِِيرا (1) القديمة , والمعادن المجهولة ، والآلِئ البحار , التي أَعدّتْها يدُك ،لن تستطيع الوفاء بهذا التّاج الجميل ، الباهرِِ الوهَّاج (( لأنّه لن يُصنع إلاّ من نور صاف , مستقىً من نارٍ مُقدّسةٍ للأشعّة الأُولى ، وإزاءها لن تكون العيون الفانية ، على روعتها الكاملة ، سوى مرايا مُعتمة نائحة ! )) ____________________________ (1) بالميرا ( مدينة النخيل ) : مدينة سورية قديمة تحمل اسم (( تدمر )) . كانت قوية وبالغة الثراء ، حيث أسَست فيها الملكة ((زنوبيا)) مملكة قوية وشهيرة . | ||||
|
| |
|
06-04-18, 12:45 PM
| #10 | ||||||||||
| مشرفة الأدبي،المجلة الشبابيةوعالمي خيالي وشاعرة ،نبضٌ متألّق ومميز وحي الكلمة ومحررة ورئيسة الجريدة، كاتبة،قاصة ،مدققة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام ،راوي القلوب،ملهمة كلاكيت  
| سلمت غاليتي على طرحك المميز والرائع | ||||||||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
