آخر 10 مشاركات
همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree50Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-18, 05:54 PM   #221

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sahar sidawi مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
تشرفت بمرورك عزيزتي إن شاء الّله الفصول نالت استحسانك


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-18, 03:35 PM   #222

زينب عبد الكريم

? العضوٌ??? » 397711
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 448
?  نُقآطِيْ » زينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond repute
افتراضي

بداية جميلة عزيزتي ملاك ❤❤❤

زينب عبد الكريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-18, 04:24 PM   #223

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب زيزي مشاهدة المشاركة
بداية جميلة عزيزتي ملاك ❤❤❤
شكرا حبيبتي.... سعيدة أنها نالت إعجابك ❤ ❤ ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-18, 04:34 PM   #224

زينب عبد الكريم

? العضوٌ??? » 397711
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 448
?  نُقآطِيْ » زينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond repute
افتراضي

فلك وقاسم زعلان عليهما اكتير خصوصا قاسم حبيته نبذته وخانته وفلك قبلت تزوجت واحدة بيحب اخر يشوفها هي اي امراة تقبل بوضع هذا

زينب عبد الكريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-18, 06:29 PM   #225

زينب عبد الكريم

? العضوٌ??? » 397711
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 448
?  نُقآطِيْ » زينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond repute
افتراضي

سيرين كيف لها واجهة تجي تقابل قاسم.. بس فلك زودات كتير مع قاسم 😡😡

زينب عبد الكريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-18, 07:02 PM   #226

زينب عبد الكريم

? العضوٌ??? » 397711
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 448
?  نُقآطِيْ » زينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل جميلة جداا

زينب عبد الكريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 01:37 AM   #227

Madih

? العضوٌ??? » 416270
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 265
?  نُقآطِيْ » Madih is on a distinguished road
افتراضي

سلام حبيبتي انا امينة من المغرب انا من المحبين والمشجعين انتي عندي كاتبة كبيرة رواياتك انين الهوى ومداوات الجروح رائعة انا اقرء وابكي روايتك تمس اوتار قلبي بغيت نتواصل معك اذا امكن

Madih غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 02:20 AM   #228

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

لو لم تكوني في حياتي (١)

لو لم تكوني أنتِ في حياتي
كنت اخترعت امرأة مثلك يا حبيبتي
قامتها جميلة طويلة كالسيف
وعينها صافية مثل سماء الصيف

كنت رسمت وجهها على الورق
كنت حفرت صوتها على الورق
كنت جعلت شعرها مزرعة من الحبق
وخصرها قصيدة وثغرها كأس عبق
وكفها حمامة تداعب الماء ولا تخشى الغرق
كنت سهرت ليلة بطولها
أصور ارتعاشة العقد وموسيقى الحلق






ساعتين وهو يراقبها.... جالسة على الكرسي قرب النافذة، تنظر للخارج، دون أن تأتي بأية حركة.... وهو كذلك، منذ أن سمع كلمات الممرضة " تُعاني من اكتئاب ما بعد الولادة "... جملة حددت حالة زوجته دون أن يفهم أي شئ مما تعنيه.... يريدها فقط أن تنظر للملاك الذي يحمله بين ذراعيه دون أن تكون له الرغبة بإطلاق سراحه...كيف لا تلمع عيونها ....و لا يتضخم قلبها لمرآها...شعورٌ فريد ما أحس به وهو يحمل "روح" للمرة الأولى بين ذراعيه....رهبة تختلط بنشوة وهو يجرب شعور الأبوة لأول مرة في حياته... أعاد نظراته حيث زوجته....جامدة في مكانها....و كأنها في جزيرةٍ معزولة لوحدها....تُحدق بجمودٍ للخارج من خلال النافذة... و كأنها تبحثُ عن شئٍ ولا تستطيع أن تُدركه....شئٌ غير ملموسٍ....بعيدً عن ال" روح" التي يحمل بين ذراعيه... كانت تبحث عن روحها هي....تلك التي انفطأت فجأة....لتُغرق صاحبتها في ظلام دامس!

الهوة السوداء العميقة لم تعد مريحة... لم تعد تمدها بالخدر الذي تحتاجه لتنسى كل شئ... بل أصبحت تهمس لها بكلمات تثير رعبها...أنها وحيدة... و كل ما يحدث لها تستحقه....مشاعر كثيرة تخالجها... أغلقت عيونها، تعصرهما من الدموع الحبيسة، علها تُفرغُ روحها من تلك النتانة التي تحتلها.... أحكمت إغلاق جفنيها بقوة ....ليشملها السواد أكثر، كانت وحيدة....وحيدة جداً.... تريد النوم رغم أنها تعلم أن الكوابيس تنتظرها....لكنها متعبة و تريد أن ترتاح...

كل ما يُحيطُ بها هو الظلام.... تلتفتُ حولها تبحثُ عن مخرجٍ لها من هذا النفق.... تجري حافية القدمين و الزجاج المتكسر ينغرسُ في قدميها دون أن تجد الفرصة لتتستكشف مدى الضرر الذي لحق بهما.... قلبها يكاد يتوقف من عنف ضرباته....و العرق البارد يتصبب من جسدها....خائفة حدّ الموت.... هدير قطارٍ أعلمها أنها على سكة حديدية.... فلابد أن هناك مخرجاً ما.... لكن المكان بدأ يضيق و يضيق وهدير القطار يزداد قُربًا.... أضواءه ساطعة تُعمي عيونها التي اعتادت الظلام....و سرعته المهولة تُهدد أن تُحيلها لأشلاء..... أغلقت عيونها تنتظر النهاية....تُريد فقط أن ترتاح و تبتعد عن هذا الخواء الذي يسكنها.... لم تُدرك بشاعة الموت وحيدة إلّا الآن...كانت تدعو... ألا تموت وحيدة... بكاء طفلة جعلها تفتح عيونها لتلتفت حيث الصوت الذي طغى على هدير القطار.... هناك في آخر النفق سطع القليل من الضوء.... كان كمنارةٍ لها.... بكاء الطفلة يزداد كلما زاد اقترابها....لكن القطار لم يمنحها الفرصة للنجاة....دعواتها لم تُستجب...و في ثانية كان يمر عليها.... ليُحولها لأشلاء و صرختها الأخيرة....يتردد صداها اقوى داخلها.... دون أن يسمعها آخر غيرها...لتفتح عيونها بسرعة... تُمرّرها حولها... تتلمس جانبيها ...مازالت في مكانها...و قاسم يحدق بها في فزعٍ.

اقترب من مكان جلوسها...ليجد تحرك رأسها بقوة....صوتها يتحول لأنين قاتل له... و هو يُحس بنفسه مربوط... لا يفعل سوَى التحديق بها و هي تدوي أمامه...جسدها يهتز...تُحاول أن تخرج من الكابوس المزعج الذي سجنها يرفض الفكاك...

- " بسم الّله...بسم الّله...فلك استيقظي أنت بخير... مجرد كابوس" يهمس بفزعٍ قريبا منها...و كأنه معها في ذلك الكابوس
فتحت عيونها تنظر لتقاسيمه....جسدها يؤلمها، و العرق مازال لم يجف من جبينها.... أحست بالإطمئنان وهي تُحدق به.... دفئ سرى في جسدها....لكنه سرعان ما اختفى و ذكرياتٌ مريرة تُعاد إليها....
- " لا تلمسني..." صرخت في وجهه... وهي تُبعد يده من على ذراعها...." لا تلمسني..." أعادت بهمس وهي تعاود النهوض ببطئ.... تبتعد عن نظراته المستفزة لها....لتعود لسريرها.... لتنام عليه....و عيونها تنظر إليه...محتلا مكانها السابق...دون أن يُخفَى عليها عناقه الحمائي لابنته...و كأنه يخشَى عليها...

تلك الهوة التي هربت إليها عندما لم تعُد تقوى على ضربات المحيطين بها خذلتها.... بل أصبحت تخبرها أنها من الدونية و الضعف على أن تتحمل... هي تريد النهوض لكن تلك القوة التي تُعيدها أضعف و أضعف.... أكبر من أن تقاومها...." لا فلك...أنتِ فقط توهمين نفسك... أنتِ تعلمين أنك بدون أهمية، ليس هناك من يُحارب من أجلك....أنظري إليه.... يحضن الطفلة بكل حب، ذلك الحب الذي لم تكوني تستحقينه يومًا.... و لن تستحقينه" الصوت هذه المرة يمس الجانب المنطقي في عقلها... غيرة قاتلة هاجمتها... لم يعرفها إلّا منذ أيام و ها هو يُعاملها و كأن روحه مُتعلقة بها...عندما كانت داخلها لم يسألها يومًا عن حالها، لم يحضنها يومًا بمواساة....و لم يُقدم لها أي دعم من قبل....فلماذا هي؟!...ما الذي تملكه تلك الطفلة و تفتقر إليه هي؟!!

أحاطت جسدها أقرب.... و عيونها مازالت مركزة عليهما....عيونه تلمع وهو يُمرر اصبعه على بشرتها... و مع كل تمريرة كان يخط جُرحاً غائراً في روحها هي!!

****

بعد أسبوع

- " أنظري إليها...تشبهك كثيرا.... نسخة مصغرة عنكِ...." حركت بؤبؤ عينيها باتجاه الطفلة... تنظر إليها بتقييم، رغم كل مشاعرها تجاهها... الطفلة تبدو جميلة جدا و رقيقة سهلة الخدش، قربت اصبعها ناحيتها لتبعده بسرعة...تخاف أن تُدنسها، أن تُمرر لها الإسوداد الذي يحتلها....هي صغيرة جدا على أن تتحمل كل تلك المشاعر المتناقضة التي تتملكها...و بلمسةٍ منها بالتأكيد ستطالها.... تتصارع بين شعورين متناقضين.... تُريد أن تُؤلمها لكنها لا تستطيع....و تريد البكاء إلا أن تنشف مقاليها....لكن في نفس الوقت أن تضحك بأعلى و أصخب صوتٍ حتى تبح حنجرتها.... تريد أن تؤلم نفسها لأنها تستحق.... و لكنها تستحق أيضاً أن ترتاح.... ألا تشعر بشئ...تريد أن تنام....للأبد!

-" أنا قادم " قال قاسم وهو ينهض من جانب السرير الذي ترقد عليه فلك و في السرير الآخر الذي قربه نحوها، و الذي أعطَى الكثير ليُسمح له باستغلالها ترقد طفلتهما...يريدهما أن تحسا و لو بتقاربٍ طفيف....أن تعرف روح أن هناك لمسةً أخرى لم تستشعرها بعد....لمسة حانية ستَعِدُها الكثير، في كل لحظة يحملها بين ذراعيه يُحاول أن يُعوضها يُتمها من غياب والدتها الحية الميتة.... شعوره بالذنب لكونه السبب في كل ما آلت إليه أمور اسرته...يجعله يبدُل أقصى ما يستطيع في أن يُعوض الطفلة إحساس الآمان الذي فقدته...و تخبطها بين ذراعيه و كأنها تبحث عنها....عن والدتها.... التي أفقدها إحساسًا لطالما تمنت أن تعيشه.... منذ أشهر فقط.... و كأنها قرون كان يختلس إليها نظراته و هي تُمرر يدها على بطنها، تتحس وجودها....و لمعة عيونها تُخبره مدى لهفتها لملقاءها....وها هما تلتقيان لا نظرتها لمعت و لا يدها تحسستها....كل ما يدل على حياتها....كان تنفسها المنتظم.

- " فلك ....سأذهب لرؤية والدك....لماذا لا تهتمين بالطفلة قليلا....سأعود بعد ساعة" أخبرها و هو يبعد خصلات شعرها عن عيونها....التي رغم جمالها كانت تُثير رعبه.... لم تأتي بأية حركة....وعيونها مازالت على طفلتها....روح....تركها مُقبلا جبهتها الساخنة...دون أن تحيد مُقلتيها عن مسارهما...روح!

- " من فضلك....سأعود بعد ساعة....المستشفى اتصل بي لحالة طارئة....ادخلي عند فلك الطفلة معها..." لم يهتم قاسم لتأفف الممرضة الفاقدة للصبر... ليدس يده في جيب معطفه و يقدم لها آخر ورقة نقدية يحملها معه...غصبت الممرضة ابتسامة صفراء.... كان يبدو مُتعباً..فقد الكثير من وزنه منذ أول مرةٍ رأته به..الهالات السوداء تُحيط بعينيه و هي تشهد أنه لم ينل قسطاً من الراحة منذ أُدخلت زوجته للمستشفَى أو ربما أكثر... استدارت عائدةً لمكان جلوسها خلف المكتب المهترئ....بمجرد هرولته بعيداً باتجاه باب المستشفَى غير عابئةً بواجبها الذي أخذت الرشوة من اجل القيام به على أكمل وجه....

*****

- " يجب أن تتصلي بوالدك...." غمغم حمزة وهو يدلف للغرفة دون أن يطرق الباب....لتتسع عيونه بصدمة وهو يجدها نصف عارية... المنشفة تُحيط بخصرها...وهي تُوازن بين إغلاق حمالة صدرها و الحفاظ على المنشفة مثبتة..... دون أن تفقد التواصل مع ابنتها فوق السرير...المستمتعة بالأصوات التي تُصدرها والدتها... والتي جعلتها لا تفطن لمشاركته معها الغرفة.... اقترب بأنفاسٍ مسلوبة يُحاول ألا يغرق في تفاصيلها المثيرة الناعمة....في ثانية كان يمسك بكلتا حفتي الحمالة و يُغلقهما ...تلكأت أصابعه هناك قليلا و هو يستمتع بملمس بشرتها المبلّلة...و رائحتها الطبيعية تغلغلت داخلها... ابعد أصابعه بسرعة ... يُسيطر على انتفاضة جسده الوشيكة...و يلبس قناع البرود و هي تلتفتُ برعب حيث يقف....شامخ كما تعرفه دوما.... بارد بملامح منحوثة...و بذلته الثلاثية تنحث جسده العضلي الذي لطالما آسرتها رشاقته....
- " ما... ماذا تفعل هنا؟!" صرخت بصدمة و هي تحاول أن تُغطي عريها.... " أخرج من غرفتي.." استطردت بانفعال و توتر و هي تتبع نظراته الوقحة.... لم يتزحزح من مكانه... أنفاسه تضرب جانب جبهتها....ليقترب أكثر، حتى كاد جسديهما يتماسان... ارادت أن تبتعد لكنه امسك بعضديها يثبتها مكانها.... ليهمس بكل هدوء
- " هذا منزلي....و جميع غرفه.... غُرفي...." بلعت ريقها بصعوبة.... وهو يستطرد " أنتِ هنا بإرادتي....و لا تُجبريني على طردك من منزلي بكل سهولة.....وحدكِ" ابتعد قليلا ليقيمها بنظرات مشمئزة...." ولا أظن الدور يليق بك كثيراً.... فقد حصلتُ عليك سابقًا.... و بدون عناء....وليس هناك شئ يقف بيني و بينك الآن....إلا أنني أعيفكِ.... و تثيرين قرفي...." بصق الكلمات في وجهها، لتُغلق عيونها بقوة و كأنها بذلك لن تصل كلماته لأعماقها....لتُفند أكثر شعورها نحو نفسها...
- " و الآن.... لنعد لأعمالنا... غدًا سنعقد قراننا... أتمنَى لك الحظ في اقناع والدك أن يكون وكيلك....أو فلترضين بزواجٍ بدون وكيلٍ... بالنسبة لي لا أمانع....فهذا ما يستحقه أمثالك.... زواج غير شرعي يعلمهن مكانتهن...."
- " سأجعلك تندم....أقسم.... كل كلمةً مسمومة أسمعتها لي سترن في اذنيك يومًا....و لن يغادر صداها ابدًا رأسك الأجوف ذاك.....أقسم ستندم!"
ملامحه الوسيمة تقلصت ببشاعة وهو يُحدق بها....كانت نظراته تُخبرها الكثير...حتى الكلمات لن تستطيع ترجمة ما يكنه لها من حقدٍ و بُغض.... سقطت جالسة و عيونها مازالت تُحدق بها..... لأول مرة تشعر فعلًا أنها مُقبلة على شئٍ أبشع من ولادة طفلتها بين القمامة...أكبر حتى من الإحساس بالرخص الذي يُغرقها...وسط مجتمعٍ لا يقبل بعزوبة الأم.... التفت مغادرًا.... كأنه يخشى أن يعود إليها و يدق عنقها.
- " أنا لم أعد أريد الزواج " نطقت بسرعة قبل أن تفقد شجاعتها....متشبثةً بالمنشفة....أصابعها تؤلمها، و جسدها يهتز....
- " ماذا؟! " نطق بغضبٍ هادرٍ....وهو يعود حيث كان سابقًا....أسرعت تُمسك بطفلتها....و كأن ذلك الجسد الضئيل سيكون حاجزًا بينها و بين جسده الضخم الذي خُيِّل إليها من اضطراب أنفاسه و ارتفاع صدره....أنه ستنشق عنه بذلته ليتحول ل "هولك الخارق".
ابتسم باستهزاء وهو يرى تشبتها بطفلتها.... ليهدأ قليلا و الطفلة تنظر إليه بعيونه......كانت تحمل تقاسيم والدتها و عيونه هو....
أغلق عيونه ....ليفتحها من جديد، لتحتل ملامحه نظرة الدبلوماسية التي يُغلف بها نفسه في المحاكم.... فلم يكن أفضل المحامين بضربة حظ....بل يدرس منافسه بدقة.... ينبش ماضي كل من له علاقة بالقضية.... و القاضي لم يكن استثناءًا.
- " ألا تريدين أن يكون ل زهرة اسمًا... كسائر الأطفال" همس بهدوء وهو يرفع يده يمررها على شعر ابنته الكثيف
- " بلى.... لكن تستطيع القيام بذلك بدون زواج... و أنت أدرى بذلك" أبعد يده بعنفٍ....لكنه تنفس بعمق يُحاول ألا يخرج عن طوره...
- " أو....؟!!"
- " أو ماذا؟!" أعادت سُؤاله بهمس مُرتجف
- " أنا لستُ غبيا سيرين....هناك مطالب خلف هذا الإقتراح.... ماذا تريدين؟!" قال وهو يضغط بشدة على اصابعه داجل جيبي سرواله....ينظر إليها ببرود لا يعكس ما يشعر به من حنق داخله....الأمور تكاد تتسرب من بين أصابعه....و هو الأدرى أنه إن لم يسيطر عليه الآن...لن يستطيع لاحقًا!
- " لا....أنا لا أريد شيئًا...." قالت باندفاعية....تُحاول أن تبرئ ساحتها....هي ليست مصلحجية....او على الأقل لم تعد كذلك....تريد فقط أن تغادر هذا المنزل و تختفي مع ابنتها
- " بلى سيرين...." قال بغموض وهو يقرأ صفحة وجهها...التي تتعاقب عليها مشاعرها....كانت شفافة لرجل خبير بقراءة منافسيه....و سيرين لم تكن فقط كذلك....بل هي عدوه.....و أصل كل مشاكله..." لن تُقنعينِ أنك تريدين فقط الهروب....و العيش في راحة و اطمئنان مع ابنتك.... بعيداً عن هنا" و اشار للغرفة....و ما تمثله لها الأربعة جدران....كانت اكثر من جدار اسمنتي.... كانت الأمان... " أنتِ ادرى بالشوارع.... و امرأة جميلة مثلك...." اقترب يمرر ابهامه على خذها... يحدق في عيونها التي تتحداه أنه لا يؤتر بها.... لكنه يُقسم أنه كذلك.... فهي تؤتر به....و سيكون ملعونًا إن كان الوحيد هنا " سرعان ما ستكون لقمةً سائغة للمغتصبين.....و عندما يملون..... سيتجهون إليها...." و ببرود و ضع يده على رأس زهرة.... أحست بالإشمئزاز و عقلها يحلل كل كلمةٍ قالها.... ابتسم بزهوٍ و الرعب يرسم ملامحها....و عيونها تمتلئ بدموع يأبى كبرياؤها تركها تنزل...." سأدعكِ تفكرين في الموضوع.... " همس تاركًا إياها... و كأنه صيادٌ محترف، ألقى بصنارته و هو واثقٌ أن صيدهُ الثمين لن يغفل الطعم ابدًا.... و طُعمه لها.... حمايته.

- " موافقة.....لكن بشروط"
- " أنا من يضع الشروط هنا...."قال دون أن يلتفت نحوها...هو واثق أنها مسألة وقت فقط قبل أن تلين
- " إذن اتفقنا....." قالت بنبرةٍ جعلته يتوقف....و ينظر باتجاهها ... كانت و كأنها قد سئمت من حديثهما...و الأكثر.... أن لها اليد العليا في هذه المحادثة.
- " حسناً ماذا تريدين....." قال صاغرًا...لم يكن يعتقدها بهذا الذكاء... أن تلوي ذراعه التي تُؤلمه
- " هذا البيت....سيكون لي قبل عقد القران.... " همست بثقة
- " حسناً... هو لكِ..."أجابها بعدم اهتمام
- " و ثلاثون في المئة من أسهم الشركة...." كانت الضربة القاضية..
- " هل أنت مجنونة...." سألها بعدم تصديق
- " هل تعتقد أنني لا أعرف لما كل هذه التمثيلية؟!!!... أنا لستُ جاهلة بكونك تتعرض لهجوم و ستفقد منصبك في شركة جدك.... إن لم تسلمه وثيقة زواجنا.....أليس كذلك؟! لقد سمعتك تلك الليلة....كان غباءً منك أنت تتحدث أمام امرأة... تحت التخدير....فكما تعلم لا تدري أبداً متى تستعيد وعيها.... "
- " 15%... " قاطعها بغضب...وقد لمست الوتر الحساس
- " عشرون....او الإقتراح ملغٍ...." أجابته بابتسامة انتصار
- " ايتها الحقيرة.....ستندمين....اقسم سأدفعك الثمن...." رفع يده قريبًا من وجهها....لتهمس بهدوء و رضًا عكس التخبط الذي كانت تُعانيه في بداية الساعة
- " مع منزل كهذا و منصب.... لا تُهمني تهديداتك... "
نظر لزهرة....و ابتسم.... ثم خرج!

*****

- " وقعي هنا! " باغتها وهو يضع الأوراق ...لتصدر دويًّا على الطاولة الزجاجية أمامها... أحست بالخجل وهي تنظر حولها تبحث عن أي شئٍ تُغطي بها زهرة التي ترضع من ثديها...لكنها لم تجد و عيونه التي لا تخجل تُناظرها بهدوء ما أجبرها على قطع على زهرة وجبتها.... لتضطرب أكثر وهي تُقابل ذلك بالبكاء الشديد...تعلم أن ابنتها جائعة جدًّا لكنها تشعر و كأنها عارية أمامها...
- " أنظر ماذا فعلت ألن تنتظر عالأقل حتى تنتهي زهرة.." قال بغضبٍ وهي تُحاول تهدئتها
- " لماذا تبحثين دائماً على شماعة لتعليق أغلاطكِ... أنتِ من حرمها من حقها و لستُ أنا...." رفعت نظراتها إليه...لتُعيدهما لابنتها... ليستطرد ببرود و عيونه الزرقاء لم تأتي بأي ردة فعلٍ....و كأنهما بحيرة جليدية....لا حياة داخلها " آه...أنت تخجلين... أو ربما لا تُريدين أن تتم مشاهدة مفاتنك دون مقابل... "
- " كيف تجرؤ؟!" همست بغضب و خجل
- " إعفيني من عفتك المصطنعة و وقعي الأوراق...لا أريد أن أتأخر أكثر... هذا ما اتفقنا عليه....المنزل و حصتك من الشركة...ثم الأوراق الخاصة بعقد القران...." أجابها باشمئزاز....ابتسم و هي ترفع القلم بأصابع مرتعشة... و تُوقع على الأوراق أمامها... و هي تكاد يُغمى عليها من كلماته المسمومة و التي أفادت كأس تحملها بعد مكالمة والدتها ...و تهمس لنفسها أنها تستحق...كل ما يحدثُ لها تستحقه...لكنه ليس أقل منها دناءة... إن لم يكن اسوأ....و صلت للورقة الأخيرة....رفعت لتقرأ المكتوب... لكن الدموع في عيونها منعت ذلك....لتُوقعها بسرعة و تُسلم له الملف.
- " أعلم غباءك جيدًا....لكن أن تكوني دارسة للقانون و لا تقرئي الوثيقة قبل امضاءها.... أكبر من الغباء بكثيييير" قال بتسلية وهو الملف في جيب بذلته الداخلي
- " ماذا يوجد بها؟!... أنت قلت أنها..." همست وهي تُحس بنفسها قد خُدعت
- " ماذا يوجد بها؟! سؤال فات أوان طرحه....." أجابها بابتسامة وهو يخرج من الغرفة.... وقبل أن يستدير مغلقًا الباب... التفت ينظر إليه....ملامحه أثارت الرعب في نفسها...." مرحبا بك في عالم المحاماة الحقيقي... بل مرحبًا بك في عالمي.... " همس لها بوعيد...لتشحب ملامحها أكثر.... كان يقصد الكثير، لكنها متعبة....مشوشة و الأكثر مجروحة على أن تستطيع فك طلاسيم كلماته....تُريد فقط أن ترتاح .... أخرجت آخر التمرات التي تحتفظ بها في كيس بلاستيكي لتتناولها، ثم تُعاود إرضاع طفلتها.... اسندت رأسها للوراء تُفكر في الأيام السابقة.... كانت كفيلم سينمائي هابط.... لا تعلم من البطل و من الضحية فيه....لكنها تعلم جيداً أنها المجرم الوحيد... و تتمنى ألا تكون نهايتها كنهاية كل مجرمٍ في فيلم.....مسحت دمعةً يتيمة و هي تتذكر مكالمتها مع والدتها منذ دقائق

- " أمي... أتوسل إليك... أقنعيه أن يأتي، أريده أن يكون ولي أمري....أرجوك.... " كانت تبكي وهي ترجوها...أن يكون والدها حاضرًا من أجلها....ألا يخذلها....فقد اكتفت.
- " أخبرته سيرين....هل تعلمين ما قاله.... و ماذا في ذلك...بدأت بالحرام....فلتكمل بالحرام.... يرفض حتى ذكر اسمك.... "أجابتها والدتها بتأتر....فلازالت لا تستطيع تصديق أن ما يحدث حقيقي...ابنتها قصمت ظهرها...ولولا أخيها الذي أخذها... لكانت فضيحتهما على كل لسانٍ.
- " أمي... أحتاج لولي لأستطيع ان اتزوج.... أرجوك اقسم أنني نلتُ الكثير.... لا تدرين ماذا عايشت طوال العام... منبوذة... و العار قد لطخني.... أمي... لا تُغرقوني في الوحل أكثر.... أرجوكم".... رق قلب والدتها عليها....هي تعلم أن ما قامت به لا يُغتفر... لكنها أم... لن تُنكر أنها شعرت بالقليل من الراحة و هي تسمع خبر هروبها من عند خالها....هي الأدرى بأخيها و قسوته.... وهي بنفسها من أدخلتها للشقة التي تملكها من إرثِ والدتها....و التي كانت ستكون هدية زفاف لها... لكنها هربت بعد أيامٍ....لتختفي من جديد....ولا تظهر إلا الآن...." أمي..." همست سيرين تُخرجها من سرحانها
- " سأحاول معه...في أي ساعة.... و أين؟"
- "غدًا في العاشرة صباحا... مسجد أبوبكر الصديق.....ألن تكوني معي....؟!"
- " آسفة... لا أستطيع.... لكن خالك ماجد أخبرني أنه سيكون هناك....." صمتت قليلا لتهمس بغصة...خانقةً دموعها " سيرين... لا تتصلي مجددا.... انسي أن لك عائلة.... لا تجعلينِ أخسر عائلتي من أجلكِ أرجوكِ .... فأنت لا تستحقين"
- " أجل...أعلم أمي....الوداع " همست....كان الوداع....و الذي لم تتخيل يومًا أنه سيكون.... حتى عندما تعرفت على قاسم.... في إحدى الدورات المجانية التي تقوم بها وحدة الإطفاء في الثانويات... لتلقين طرق الإسعافات الأولية... رأته ...لم يكن وسيمًا ...لكن الخجل و احمراره من تحديق الفتيات كان دافعها لتقترب منه و عفراء....كانت غايتهما أن يستمتعا بإخجاله.... لكن بمجرد أن نظر باتجاهها وهي تُطلق ضحكةً رنانة....إثر كلمات عفراء له...أنها لا تُحس بخير و تُريد تنفسًا صناعيًا منه....حتى توقف بها الزمن.... لثواني كانا يحدقان ببعضهما....ما اجبر صديقتها على الإبتعاد.... فقد عرفت أن صديقتها قد أصابها سهم العشق....
هي من سعت إليه....في ظرف اسبوع كانت قد حصلت على كل معلومة كانت تحتاجها....لم تحتج إلا لأشهر كي تجعله رسمياً حبيبها، الكل علم بقصتهما.... السنوات تمر و حبهما يزداد قوة ...أو هذا ما اعتقدته... كانت ملتهفة أن تكون له...و كان مصراً أن تكمل دراستها...و مع اقتراب تخرجها...كانا قد أثتا شقة والدتها...اختارا كل شئٍ تقريبًا... لكنها خانت الوعد... لينهار حصن عشقهما قبل اللبنة الأخيرة...ليكون الوداع... كلمة لم تضعها يوماً في حسبانها...لتصبح حقيقة تجرعتها و ما تزال!
( يقول أنه سيكون هناك.... بشرط أن تعودي للمنزل بعد الزواج.... بمفردك)
رسالة فقط ما توصلت بها.... جعلتها تتمنى لو أنها لم تخن...أبدًا!

*******
- " سيد قاسم ....المريض يُحتضر....و يطلب رؤية ابنته"
لم يفهم مالذي حدث و يحدث.... شفاه الطبيبة تتحرك....صوتها يصله....لكنه لا يستطيع استعابه.... " تفضل للدخول..."
وجد نفسه أمام ابراهيم.... الذي فتح عيونه الكبيرة جدا في ذلك الوجه الشاحب....
- " ف...ل...ك...." همس، ليتتبع نظرات قاسم حلقه الذي يبلع بصعوبة لعابه....كانت عملية مجهدة للجسد الهش أمامه...
كيف يُخبره أن ابنته غدت جسدًا بلا روح؟! كيف يصدمه في الذي اعتبره ابنه و آواه....أنه خذله و جعل ابنته ترفض حتى طفلتها؟!!... مالذي يجب عليه فعله و أحباءه يسقطون واحد تلو الآخر؟!!
أمسك بيده ابراهيم يقبلها....دون أن تسمح له عباراته بقول أي شئٍ غير الإعتذار....كان يقولها و يكررها....دون أن يترك للعجوز فرصةً ليُودعه....
أحس بيده توضعُ على رأسه المنكسة.... ليرفعها و يواجه نظرات ابراهيم....
- " قاسم... اهتم بهما....لم يعد لهما غيرك....فلك يا قاسم....فلك يا قاسم...." يرددها و يُعيدها...." فلك يا قاسم...." حتى أُغلقت عيونه للأبد...

لم يخجل من ضخامة جسده....و اللحية التي عادت لتحتل اغلب وجهه....كان يبكي بقوة.... و يذرف الدموع عليه....مات ابراهيم دون حتى أن يتسنى له الوقت أن يلمس حفيدته....أو يطمئن على ابنته.... غادره ابراهيم وهو يوصيه عليهما.... غادر ابراهيم.... دون أن تستطيع ابنته وداعه.....كانت نقطةً سوداء تنضاف لسجله معها....مع فلك!.


*****

شئٌ ما يحدث... سيهز أعماقها بقوة.... سيجعلها تغرق دون عودة.....عاصفة قوية هوجاء هذه المرة تتجه نحوها.... التفتت نحوها تستكشف أين قادتها كوابيسها هذه المرة.... القمر منير....وهي على مركبٍ خشبي قديم... المياه تعكس ضوء القمر...حدقت أكثر حولها...كانت هناك جثتٌ كثيرة تطفو في المياه .... أحست بالهلع.... بالخوف....المياه الراكدة بدأت بالتحرك....و العاصفة تقترب أكثر.... و كحد السيف كانت تقسم المركب لنصفين، ليبدأ بالغرق جارًّا معه جسدها الذي تيبس من الرعب.... صرخت و إحدى الجثت تدفعها المياه باتجاهها.... لتصدم بأسفل جسدها الغارق في المياه.... حاولت الإبتعاد....لكن الجثة تحركت أقرب إليها.... تحاول الصراخ لكن دون أن تستطيع..... عينٌ واحدة هي كل ما ظهر خلف الشعر الكثيف، ....لتبدأ بتسلق جسدها.... مغرقةً إياها في البحرأكثر و الذي تحول مياهه فجأة لدماء..... قاتلت لكنها كانت أضعف من أن تهزم ذلك الشئ الذي أصبح يتسلل إليها....يلتف حولها ليبدأ بسحب روحها اتجاهه.... تُحس بها تُسحب سحباً... كانت تختنق و عرفت هذه المرة أنها النهاية " يا رب" همست بينها و بين نفسها.... لتفتح عيونها على صراخ بجانبها.... كانت روح مازالت ترقد حيث تركها قاسم.... مسحت جانب فمها لتتلون اصابعها بدماء قاتمة...كريهة الرائحة..... لتبدأ بالصراخ.... ليعلو صراخ روح يُنافسها....

سكتت فجأة.....لتلتفت إليها.... صوتها يُصبح اكثر ازعاجًا.... يصم آذانها.... نزلت من السرير لتلتف حوله....مُتجهتا حيب روح و تحملها....صورة الطفلة تتحول بين يديها... كانت تلك العين كل ما يظهر لها....انفاسها تسارعت....يجب أن تتخلص منها... لا تُريد لذلك الشئ أن يعود...حملتها باتجاه النافذة.... و دموعها تسيل....لأول مرة تذوق ملوحة دموعها منذ فترة طويلة...كانت إنسانية جدا في تلك اللّحظة.

- " فلك لاااااااا...؟!" إلتفتت لصرخة الممرضة خلفها....لتبتسم لها....و تعاود النظر حيث تُمسك بروح.... و تنظر نحو الأسفل..





















.


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 02:27 AM   #229

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب زيزي مشاهدة المشاركة
الفصل جميلة جداا
حبيبتي زينب شكرا لمرورك الرائع و أتمنَى الفصول الجاية تنال إعجابك


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 02:28 AM   #230

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Madih مشاهدة المشاركة
سلام حبيبتي انا امينة من المغرب انا من المحبين والمشجعين انتي عندي كاتبة كبيرة رواياتك انين الهوى ومداوات الجروح رائعة انا اقرء وابكي روايتك تمس اوتار قلبي بغيت نتواصل معك اذا امكن
مرحبا مرحبا ببنت بلادي...شكرا بززززاف و سعيدة أن رواياتي نالت إعجابك ... و شرف كبير ليا تكوني من القارئات... هذا فايس ديالي Malak Ali أجوتني و لا سيفطي ليا مسياج ن أجوتيك


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.