آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree50Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-18, 10:33 PM   #311

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


مساء السعادة
اسفة للتأخير في القراءة
فصل مؤلم جدا
اتمنى فلك تخرج قريب و تكمل علاجها بمكان يحترم مرضها و ادنيتها
قاسم بيسعى بكل قدرته انه يخرجها حتى لو حط ليده بايد حمزة
و حمزة و سيرين وجهان لعملة واحدة و كل واحد بيحاول يستغل الظروف لصالحه
فارس و هو فعلا فارس برغم كل اللي حصل مع قاسم الا ان معدنه ظهر وقت الشدة
فصل جميل جدا و بانتظار فصل بكرة


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 03:05 PM   #312

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور
بانتظار الفصل
💜💜💜


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 06:50 PM   #313

همسات ملائكية
 
الصورة الرمزية همسات ملائكية

? العضوٌ??? » 378897
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » همسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور متشوقه للفصل ❤❤❤❤

همسات ملائكية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 08:32 PM   #314

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضوور للفصل

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 08:52 PM   #315

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر


لجسمك عطر خطير النوايا

لجسمك عطرٌ خطير النوايا، يقيم بكل الزوايا
ويلعب كالطفل تحت زجاج المرايا
يعربش فوق الرفوف، يجلس فوق البراويز
يفتح باب الجوارير ليلاً، ويدخل تحت الثياب
لجسمك عطرٌ خطير النوايا
لجسمك عطرٌ به تتجمع كل الأنوثة، كل النساء
يدوِّخني، يذوِّبني، ويزرعني كوكباً في السماء
ويأخذني من فراشي إلى أيّ أرض يشاء
وفي أيّ وقتٍ يشاء
سلامٌ على شامةٍ في ذراعك تغفو كحبة هالْ
سلامٌ على أيّ مشبك شَعرٍ نسِينَاه تحت الرِّمال
سلامٌ على جسدٍ كالخرافة يفتح كالورد أجفانه
ويختار عني فطور الصباح
و أشعر أن السرير يسافر فوق الغمام
سلام على الخصر يخطر بالبال مثل المنام
سلام على قمرين يدوران حولي، فهل تحملين السلام؟
أحبكِ يا امرأة هي عطر العطور ومسك الختام




****


رنين الجرس الملح أجبرها أن تغادر عالم الأحلام... و قد مر وقتٌ طويل منذ حظيت بمثل هذا النوم... حيث غاب تأنيب ضميرها الذي يُترجم على شكل كوابيس تجعل استقاظها راحة...الليلة كانت مع ابنتها...تحضنها كما ينبغي لكل أم ان تحضن طفلتها...هي يقينةٌ أنه مجرد حلم لكنها راضية... تأففت وهي تلتفت للجهة الأخرى و تضع الوسادة على رأسها، تريد أن تعود لحلمها عسى أن تلحق به قبل أن يُغادرها...فتحت عيونها لتلمح في الجهة الأخرى ظهر حمزة الجالس على السرير يُمسك رأسه بين يديه.. حبست أنفاسها كأنها تخشى أن تجعله يلتفت و يعرف بصحيانها.... تنظر لظهره المشنج العاري... يرتدي سرواله البيتي... صدرها يضيق من كتم أنفاسها.... لتحمد الله و هو يُغادر باتجاه الحمام.... لتُسرع مغادرةً جناحه الذي للآن لا تعلم لما أبقى بشقتها ملابسه و أشياءه رغم أنه انتقل منذ سكنها هنا...


كانت تنزل السلالم ببطئ و فضول من الزائر.......تُحاول أن تنسل نفسها من دوامة ما حدث البارحة بينهما...سمعت صوت امرأة تُحدثه، لتنزل الدرجات الملتوية المتبقية... كان يقف بتوتر و امرأة طاعنة في السن تقف قبالته...لم تستطع أن تحدق في ملامحه....فما زال خجل ما حدث منذ ساعات يُسيطر عليها... و لم تكن الوحيدة، فقد كان جسده متشنجا ما ان اقتربت منهما... تنوي المرور للمطبخ دون أن تهتم لهما...لكن صوت الجدة أوقفها و هي تبادرها بصوتها دو لكنةً تحمل غرور الإرستوقراطيين... و حفيدها يُمسك بيدها يُحاول مساعدتها على الجلوس


- " لطفٌ منك أن تتنازلِي و تأتي لاستقبالي .... لو لم أكن متأكدة أن التراب تواريها ....لاعتقدتُك الأميرة ديانا..."
- " الأميرة ديانا كانت معروفة بطيبة قلبها...و أنا لستُ بطيبة...لهذا لا تحلمي أن أستقبلك في منزلي وقد حضرتي بغير إرادتي..."
رفع حمزة نحوها نظرات غاضبة...لكنها لم تهتم وهي ترفع أنفها عاليا تُحدق به بشجاعة...ابعدت نظرات التحدي عن حمزة باتجاه جدته التي قالت
- " أرى ذلك.. لأن اخفاء حفيدتي عن عائلتها لا يمت للطيبة بصلة...لو لم تستنجدي يومها بحفيدي ما علمنا بوجودها "
- " خطوة سأندم طول حياتي على اتخاذها.... ابنكم حرمني من الكثير و الآن طفلتي ....و سأسعى لحرمانه من ابنتي منذ اليوم لو استطعت ... معادلة سهلة و عادلة جدا... الآن اعذروني...يجب أن أذهب لآخذ فطوري..فهناك عملٌ ينتظرني." استدارت عائدة و هي تستدرك راسمة ابتسامة صفراء " في الواقع.... لا أحتاج لإذنكم..."
كانت تتطلع إليها الجدة بسخط...و تُقيم ما ترتديه .... و كرد فعلٍ أرادت سيرين أن تزيد استفزازها، كانت تُبعد الوشاح الذي تُغطي به عُري كتفيها و الجزء الذي علمته قبلات حمزة العنيفة ببشرة عنقها... ليظهر جزء من ظهرها و صدرها بمبالغة....شخرت الجدة بعدم رضى، لتقول بغضبٍ
- " يبدو أنه اتخذ قرارا جيدا... فيبدو انكِ لن تستطعِ تربيتها كما يجب...."
- " جدتي... " قاطعها حمزة...لترفع كتفيها دليل عدم اهتمام

قشعريرة مرت على طول عمودها الفقري، كانت تُشير لابنتها، و كيف لا تعرف بمكانها و هي جدته....و يبدو من نظراتها إليه أنه حفيدها المفضل....استدارت حيث تجلس الجية باسترخاء... ترتدي بدلة من قطعتين في لونٍ بنفسجي باهث....و تضغط على مقدمة عصاها بيديها اثنين، و كأنها تحاول كبث غضبها...خواتمها الباهضة و المنتشرة على اصابعها اظهرا إلا أي درجة تُحاول أن تميل الأنظار لفحش ثراءها... لم تهتم سيرين، لهيئتها وهي ترتدي ملابس النوم... و لن تهتم لفارق المكانة ولا السن.... اقتربت منها حتى وقفت أمامها... لتقول بكل حقدٍ فقط الأم ستعرف عمقه....و التي أمامها تعدت مرحلة الأمومة....و ستفهمها جيدًا... دنت منها....لتتراجع جدته للوراء، ما جعل سيرين تبتسم بانتصار

- " أقسم بالذي جعلني أشعر بكل انقباضة... و بكل ألم وهي تُغادر رحمي.... سأذيقكم أضعافه و لأنكم تجرأتم على ابعادها عن حضني.... و أنتِ تعرفين الأم و ماهي قادرةٌ عليه"
- "سيرين يكفي...." صاح حمزة بغضب
- " لا تأمرني..." أجابته بنفس النبرة دون أن تحيد عيونها عن عيون الجدة.... تراخت ملامحها أكثر و هي تقول
- " و منذ الآن....لن أسمح لكِ أن تتحدثي عن تربيتي..... و لندع حفيدك يُخبرك عن تربيتك المشرفة له..."

و تركتهما مغادرة.... تحاول ألا تُظهر ضعفها....صدرها ينغزها بقوة.... كان يشتاق لطفلتها....زهرة!


****


- " تزوجتها لإثبات النسب...رغم أنك لم تكن تحتاجه... فأولاد الزنا أصبحوا يُنتسبون بدون زواج...." سكتت تنظر لملامحه المضطربة....لتسأله "ماذا؟! ألم تعتقد أنني متابعة للأخبار؟! ..." ابتسم حمزة و هو يجلس بجانبها... و هو يلمح سيرين قادمة من جهة المطبخ تحمل فنجان قهوة...دون أن تهتم كانت تمر عليهما و هي تُدندن أغنية... تتهادى في مشيتها و كأنهما غير مرئيين...
-" وقحة..." دمدمت جدته لينظر باتجاهها...عيونه عليها و عقله بعيد بآلاف الكيلومترات مع التي غادرت... هيئتها كل شئ بها كان يستفزه...قلبه تضخم بشعور جديد و هو يلمحها تنزل بهيئتها الفوضوية العفوية...نظراته تقيّم تعابيرها خفية حتى كادت تفضحه... ليُعطيها ظهره رحمةً بقلبه...تعابير جسدها و هي تُدافع عن نفسها بكل ضراوة آسرته و كأنها ليست تلك المرأة التي كره ما سببته في حياته من فوضى....إلتفت نحو جدته و هي تسأله بحنية " لماذا تزوجتها بني؟! و لماذا لم تُطلقها للآن...؟!!!"

- " جدتي..." قال يطلبُ رأفتها......ليرجع رأسه للوراء بتعب... كان تعبًا نفسيا قبل أن يكون جسديا.... لكن جدته لم ترأف به، و كل ما يهمها أن توصل رسالة زوجها لحفيدها....و تعمل على طرد تلك العلقة من حياته...

***


كانت على السلالم تجلس تختلس السمع ..كانا أسفلها مباشرةً، و رغمًا عنها كانت تُريد أن تسمع رده عندما وصلها سؤاله...جزءٌ منها يُريد أن يسمعه يعترف انه ربما....فقط ربما يكن لها القليل...ليس بالضرورة حبًّا...احترامًا ربما...أو حتى فخرًا أنها رغم كل شئ و رغم كل ما مرت به وصلت بابنته لبر الأمان...استرعت نبرة جدته اهتمامها...لتتركها فاغرةً فاهها

- " كانت لعبة جيدة منك....تقدم لنورا ما تمنته طول حياتها، كي تتنازل لك عن اسهمها...هذا كان تحدي لإرادة جدك الذي اسثناك من الشركة بعد الذي عملته..."

- " نورا ليست مهتمة بالشركة و هو اقحمها بيننا فقط ليراني أُقهر... لكنه لم يصل لمراده..."

- "نعم للآن لم يستطع أن يلوي ذراعك كما لويت ذراعه...جعلته يبدو كطفل أمام القوم...و أنت ترفض الزواج من ابنتهم باتول... لم اصدق أن السبب تلك ..." سكتت و كان مكانتها لا تسمح لها بنطق الكلمة "... التي اغوتك من اجل مالك....و الآن هي تملك جزءًا من عمل جدك... يا إلهي حمزة! لو تراه كيف يُعاني.... أنت استرخصت جهدك و جهد جدك في الإبقاء على تلك الشركة شامخة.... هل كانت السبب؟!!!"

اقتربت أكثر...تتشبث بالدرابيز حتى كادت تسقط...دون أن تُعطي اهتماما لامكانية أن يلمحها حمزة إن فقط قرر النظر للأعلى

- " جدتي... أرجوكِ... تعرفين أهمية الشركة بالنسبة لي...أنا اعتزلت الحياة لتُصبح على ما آلت إليه الآن، لن أترك نورا و ذلك المغرور أحمد يديرانها لتُصبح في خبر كان....كان علي أن أفعل ما فعلته....و لستُ نادمًا " الجملة الأخيرة جعلت روحها تنزف.... ألهذه الدرجة يعتبر اللعب بحيواة الناس لعبة؟!... لقد قتلها وهو يأخذ زهرة منها...و هو ليس نادمًا؟! ... "و سأُعيدها إن اقتضى الأمر...و لا ...لا أحد يهمني بقدر الشركة و مكانتي بها" وقفت.... لتُعاود الجلوس و قد أحست بالدوار.... برودة الخشب جعلها تستعيد جزءٌ من قوتها.... لتنهض ببطئ و تتجه لغرفة النوم...دون أن تهتم لسماع بقية حديثهما....فما يهمها قد حصلت عليه...ابنتها عند المسمى نورا....و هو ليس نادمًا على ما اقترفته يداه.... حقيقتان غذيتا الغضب داخلها... و ما حدث بينهما سابقًا سترميه خلف ظهرها...كما فعلت كثيرًا في الأونة الأخيرة!

- " الآن ماذا؟!.... أختك أخذت ما تريد... و أنت استرجعت سلطتك على الشركة....ما هي خطوتك اللاحقة؟!"

- " لا أدري جدتي....أقسم أنني لا أعرف ما يجب علي فعله..." وقفت عند باب الخروج.... وهو يتبعها، لتلتفت و تضع يدها المنكمشة و البارزة العروق على وجنته و تهمس

- " سأخبرك ما يجب أن تفعله....طلقها... و تعال صالح جدك....فلن تجد أحن منه عليك.... لكن طلقها أولاً... "


****

- " يا إلهي... "

زفر براحة....و أخيراً غادرت جدته، لينعم بالقليل من الهدوء مع نفسه، و يضع قناع اللامبالاة بعيدًا ... فكل ما حدث و يحدث يحتاج منه للحظة يكون فيها لوحده...ليُقيّم الأضرار التي ألحقها بها... ما حدث البارحة قلب حياته رأسًا على عقب....جعله يُحس بنفسه كجلاد....كمغتصب!

أراح رأسه على الحائط البارد....يتذكر كل ثانية مرت...ليُسجلها عقله و يوشَم بها!


قبل ساعات...


- " أنت لست جديًّا ... أليس كذلك؟!"

همست بخوفٍ و هي تُحاول الإبتعاد عن حضنه.... لكنه أحاطها بذراعيه يمنع تراجعها... عيونه أصبحت غامقة من عاطفته....منذ تلك الليلة لم يستطع لجم خيالاته تجاهها....لم يستطع محو صورتها ولا التوقف عن التفكير بها... أتعبه أنه لا يستطيع ان يكون على سجيته و يتقرب منها كما كل رجلٍ أعجبته إحداهن...حتى انه حاول كثيرًا مع أخريات لكنه لم يستطع و كأن روحها تُحيطه لتجعله غير قابلٍ لمعاشرة أنثى غيرها... و كأن تلك الليلة كانت خاتمة لكل لياليه الحمراء لتكون هي مسك ختامها...كان مُحبطا و هو يحاول فك أسر عقله...جسده و كل كيانه من سجنها... ربما شخصيتها تلك الليلة ...جرأتها و كيف جعلته يحلق بعيدًا كانت فقط من سُكرها.. ربما ملامستها لروحه تلك الليلة كان وهمًا منه..

- " بلى سيرين...أريدكِ لي، هذه المرة ستكون مختلفةً عن تلك الليلة.... " همس قريباً من جبينها.. سيُجبرها إن اقتضى الأمر...ما يهمه أن يخرج من الهالة التي رسمها لها عقله ..

- " أنا لا أذكر ما الذي حدث هناك... في عقلي لم يحدث شئ، لو لم تولد زهرة كنت سأجزم أن لا شئ حدث بيننا....لا شئ!" كانت تعيدها و هي تحاول الفكاك من أسر ذراعيه بعنف...

- " بلى... الكثير حدث تلك الليلة.... الكثير... لدرجة أصبحتِ هاجسي سيرين، أنا أريدكِ، رغم غضبي و كرهي لطريقة لقاءنا إلا أنني أريدك...."

- " ارجوك.... ابتعد.... " همست و جسدها يتشنج برعب، دقات قلبها تسارعت حتى فقدت سيطرتها عليها... تسمعها تتعالى مطالبةً منه الإبتعاد....لكنه لم يفعل! كان يقربها منها بقوة....يدس رأسه في عنقها و يشمه كمدمن بطريقة أرعبتها... هذا ليس حمزة المحامي اللامع الوقوع...المرعب الذي تعرفه...كان بعيدًا عن التحضر الذي غلف به نفسه لسنوات...جحظت عيونها وهو يفك حزام ردائها...ليبدأ بتحسس تقاسيم جسدها.. عقلها يرسل انذارات لجسدها كي يبتعد....أن يأتي بردة فعلٍ، كانت تُحس بالإنتهاك يطالها و يديه تُمشِّط ظهرها....لتنتقل لكتفيها..يضعظ عليهما ليقربها أكثر إليه.... أحست بتوتر جسده و بارتعاشته... كان مثلها متوتر.... و كأنه مستعجلٌ على اكتشاف أمرٍ ما... آلمتها عنفُ قبلته و هو يُطالبها بمسايرته وهي واقفةٌ جامدة و كأنها ليست هي من يُنتهك...و أخيراً أتت بردة فعلٍ و هي ترفع رجلها لتضرب قصبة رجليه بكل عنفٍ ....استغلت مفاجأته و ارتخاء ذراعيه حولها....لتهرب من أمامه.... و قبل أن تعتلي الدرجات لغرفتها الآمنة....كانت تسمعه يقول بعاطفة متوحشة

- " الليلة سيرين.... إن كنتِ تهتمين بما سيحدث لزوجة حبيبك ستأتين الليلة لغرفتي.... و تكونين ككل زوجة مطيعة و تقدمين لي حقي في جسدك...."

- " اللعنة عليك حمزة...." همست بضعف و دموعها تهدد بالإنهمار...بأصابعة مرتعشة كانت تُغلق رداءها "... أنا أكرهك....أقسم بالله أنا أكرهك"

- " اكرهيني كيفما تشاءين.... لكن اعرفي أنني لا أقدم أي شئٍ بدون مقابل.... الليلة سيرين..."

غاضب من نفسه....لكنه يريدها....لا يستطيع أن يتقدم خطوة بحياته دون أن ينالها ثم ينبُذها، ينام و يصحى على ذكراها... رفع هاتفه الذي يهتز بفعل اهتزاز يده.... لم يخرج بعد من تأثيرها عليه....ضغط بشدة على الهاتف....و أقسم أنها ستكون له الليلة....ليعرف فيما تختلف عن الأخريات، لتأسره دون نية إطلاق سراحه...

- " أريدك أن تُرسلي لي كل المعلومات المتعلقة بقاسم المكي.... بعد ساعة اريد التقرير على بريدي الإلكتروني" قال بغضب اهتزت له أوصال مساعده...دون أن يدري سببًا لذلك!

***

ينظر للمدينة التي لا تنام...ضجيج صفوف السيارات المتوقفة تنتظر اذن الإشارة لتعاود التحرك.... صراخ المارة، الموسيقى المنبعثة من كل مكان.... كل ذلك الضجيج لا يُماثل ضجيج داخله... ذلك الذي يخبره أن يذهب إليها...أن يستغل ضعفها اتجاه ذلك القاسم الذي يكره...

-" تبا لك سيرين..."

كاد أن يتجه نحو الأعلى... و شعورٌ حارق يُخبره أنها ربما ستُسلم له نفسها...من أجله ستُسلم له...لمفاجأته جسده هدأت ثورته وهو يفكر في الأمر... أتحبه لدرجة انها سترضخ لتهديده؟!!

هذا ليس شعور الغيرة... الأمر فقط...أنها زوجته و لا يُريدها أن تُفكر في شخصٍ آخر غيره...

-" مالذي تهدي به حمزة ...اللعنة على اللحظة التي دخلت بها لشركتك لتلمح خالتها على ذراعها"

كان كالأحمق و هو يُحدثُ انعكاس صورته على الزجاج.... راحة غمرته و هو يستمع لرنين وصول رسالة إلكترونية...فالعمل هو وحده الذي أظهر نجاعته في ابقاء عقله بعيدا عنها

-" لنرى ما المثير في حياتك المملة لتكون مركز كل هذه الفوضى... " همس ببرود وهو يفتح الملف " قاسم المكي... تسعة و عشرون سنة...إطفائي منذ سبع سنوات... "

بعد ربع ساعة من تصفح الملف و الذي لم يجده مثيرا لتلك الدرجة

" هااا...لنرى... تم اعتقاله لمهاجمته طبيبا في مستشفى ابن رشد للأمراض النفسية حيث ترقد زوجته التي تعاني من أزمة نفسية بعد ولادتها مباشرة..."

ابتسم بظفرٍ و هو يكتشف سبب ثورة غريمه السابقة...اعاد جسده للوراء ...مشبكًا اصابعه خلف راسه...و هو يُفكر بألف طريقة يُرسل بها غريمه لوراء الشمس!

***

منذ مدة وهي تقف أسفل رذاذ المياه القوي... تُحاول أن تُنسيها لسعات المياه... انتهاك حمزة لقُدسية جسدها... رغم كل ما مرت به، كانت تُعتبر عدم تذكرها لتلك الليلة نعمة... لأنها ما كانت ستحتمل و شريط استسلامها يُعاد في ذهنها.... تعرف أنها ليست بتلك القوة لمواجهة حقيقة أنها سلمت له بكل إرادتها....رغم أن حمزة و الآخرون يعتبرونها كذلك بالفعل....لكنها مازالت مصرة و واثقة أنها لو كانت بوعيها فلم تكن ستتمادى معه.... انسلت الليفة الخاصة بالحمام التي اختفت اسفل فقاعات الصابون تُعيد تمريرها على عنقها.... صدرها و كل مكان طالته يداه.
دموعها اختلطت بالمياه....لا تدري ماذا تَبكي و من تُبكي؟!
هل تبكي سيرين... العذراء؟! التي لن يسلبوا منها أحقيتها أن تُحس بذلك تجاه جسدها.... منذ أن انقلب عليها الجميع معتبرينها الخاطئة الوحيدة.... عهدت نفسها أنها سترحمها....هي تعلم ما وقع و قد دفعت ثمنها في جزءها من الجريمة..و الآن حتى لو هاجمها الكل و ابنتها بين ذراعيها و اتهموها أنها ليست كما تدعي.... ستصم آذانها..

كم تكره لحظات ضعفها كالآن....عندما يجب عليها أن تتنازل، القشعريرة مرت على جسدها و هي تتذكر لمساته على جسدها....بصعوبة منعت نفسها من الإستفراغ.... رفعت رأسها تنظر للساعة الرقمية أمامها....كانت الساعة تشير للحادية عشر ليلاً... انسلت ثوبًا دون أن تهتم لاختياره.... لبست دون الإستعانة بمرآة لتقيم طلتها....فما الحاجة و هي الذاهبة لتقديم جسدها كقربان للوحش ليساعد قاسم.... ربما هو نقطة ضعفها... الشخص الوحيد الذي لن تريد اذيته و قد كان نعم السند لها....يكفيه أنه لم يطردها و استقبلها في منزله.... كانت ستفعل المستحيل لأجله، لأنه يستحق!

بخطوات متعثرة كانت تتجه لجناحه....دفعت الباب، ليستقبلها الفراغ.... احست لجزء من الثانية أنها بخير.... و أنها ستعود الخطوات التي قطعتها لتجد نفسها في غرفتها آمنة...لكن صوته المتفكه وصلها من خلفها....و مع انغلاق الباب... كانت تبلع ريقها بصعوبة وهي تلتفت إليه..بملامح غادرتها الدماء وهي تُودع فرصة نجاتها!
- " أوووف....لم أكن أتوقع هذه المفاجأة اللطيفة......" صفر و هو يدور حولها....يقيم طلتها، ما زاد معدتها اضطرابًا.... اغلقت عيونها تتنفس بعمق.... لتفتحهما و تجده أمامها...يُحدق بها ببرود.... فتحت فمها تريد التنفس....و بدت لعيونه كسمكة ابعدت قصرًا عن المحيط....لتبدأ بالتخبط طلبًا للهواء...
يحدق أكثر بملامحها.... يحاول توقع فيما تفكر دون أن يستطيع....
- " لننتهي من الأمر بسرعة.... أرجوك..." همست بنبرة مرتجفة من الرعب.
خنوعها أجج الغضب داخله....هي لم تكن هكذا تلك الليلة.... كانت النقيض، كانت مغوية ساحرة...تعرف على ماذا هي مقبلة....عكس الآن....كانت ترتجف و بدت كعذراء لم تمس يومًا!
- " أكل هذا من أجله؟!" سألها بغضب....يتمنى لو لم تكن الآن أمامه....كانت تلك الإنقباضة في قلبه ستزول....نكست رأسها للأسفل... كاد أن يقنط من جوابها....لكنه وصله
- " هو لم يؤذيني....و رغم كل شئٍ فعلته.... ساعدني عندما احتجته..."
- " هو طردك تلك الليلة و أنا تلقفتكِ...." رغم هدوء نبرته إلا أن صدره كان يعلو و يهبط بانفعال
- " هو لم يطردني....أخبرني أنه لن يعود حتى خروجي من منزله.... لم يحدد المدة...عودته كانت مرهونة بخروجي!.." استطردت تترجاه " هو أعطاني مكانًا و ابنتي"
دفاعها عنها زاد من احتقاره للمسمى قاسم.... بخطوات سريعة، كان يندفع باتجاهها و يُمسك بذراعها بقوة....و هو يهمس من تحت أسنانه دافعًا إياها على السرير
- " ابقي هنا.... سأعود" و دخل غرفةً جانبية....قبل أن يغيب في الحمام.

" من أجله أقوم بذلك....سأستخلص كل دينه الذي على رقبتي، سأكون حرةً بعدها....لن أدين لأي شخص بعد الآن....ثواني و يمر الوقت و أصبح حرة... سأنسى كل شئٍ....و سأكمل رحلة بحثي عن ابنتي....سأجدها و سنغادر بعيدًا.... بعيداً عن حمزة و عائلتي و عائلته و قاسم....فقط أنا و زهرة..."
كانت تُغلق عيونها....حتى خيِّل إليه أنها تتلو صلاةً.... فتحتها لتسقط مباشرةً على رجلي حمزة الحافية.... و فجأةً غادرتها شجاعتها....لتبدأ بالبكاء بصوتٍ عالٍ.... كانت كطفلة صغيرة....مرعوبة !
لم يفهم شيئًا في التحول المفاجئ في شخصيتها.... جلس بجانبها.... دون أن يأتي بأي حركة....مسحت أنفها بطريقة غير لبقة....وهي ترفع عيونها نحوه....لأول مرة يرى تلك النظرة فيهما...و قبل أن تنطق بها كان يقرأها في مقلتيها....و يُصدقها.... غصبًا عنه صدقها!
- " أنا خائفة...." همست... ليُقربها من صدره يحضنها بعنفٍ...وهو يمسد شعرها....حائرٌ... بل تائهٌ في وصف الشعور الذي يتملكه الآن....و كأنه لا شئ يستحق أن يعيش من أجله....إلا حمايتها!
ثواني فقط ما احتاجته لتستغرق في النوم في حضنه....و يستكين جسدها الذي كان يرتعش.. حملها ليجعلها تتمدد في سريره.... ينظر إليها، نائمة بعيدًا عن دفاعاتها التي تحملها معها....مستعدةً أن تنسف كل من يُحاول الوصول إليها....كانت طوال الوقتِ في مركز المدافع.... تدافع عن طفلتها، عن نفسها....و كأنها تخوض حربًا شرسة....هي ضد كل العالم....!

جعدت ملامحها وهو يمرر اصبعه على أثرٍ بشعٍ خلّفه عنفه اسفل اذنها .... كانت تبدو هشَّة.... سهلة الكسر، لكنها مازالت صامدة..
لم يمل من النظر لملامحها...استلقى بجانبها مُتقابلين.. ليهمسَ و هو يُقرب وجهها نحوها...ليطبع قُبلةً على شفاهها...زلزلته رغم أنها كانت بريئة غير مُشبعة لتملكه تُجاهها
-" آآه لو تعلمين فقط كم أُحبك...رغمًا عني أحببتك"

***
فتح حمزة عيونه فجأة.....كان يتمدد في الأريكة و قد نام من التعب.... نظر إلى الساعة كانت تشير للحادية عشر صباحًا....و قد تأخر جدًّا على موكلته.... فلك الوداني!


****

- " لا أظن أنها فكرة سديدة أن تأخذ روح لذلك المكان قاسم!" قال فارس وهو يُسلمه الطفلة...ليخرج من المقعد الخلفي للسيارة
- " أدري فارس.... لكنني أخشى أنها لن تخرج اليوم ولا قريباً ما لم يسمح لها ذلك الطبيب ال..." سكت وهو ينظر لطفلته " أخشى أن تيأس فلك... و تعود لصمتها معي....و روح الوسيلة الوحيدة لتعرف أننا معها و نساندها....و ننتظر خروجها بفارغ الصبر." أجابه قاسم يحاول أن يتحلى بالقليل من الإيمان.... رغم أن كل الأبواب أُغلقت في وجهه....لكنه لن ينهار....سيجد وسيلةً ما.... و سيخرجها قريباً!
- " أتمنى لو أستطيع مساعدتك... " همس فارس، ليمسك قاسم بكتفه يضغط عليها بامتنان
- " لقد ساعدتني جداً.... اعتناءك بروح كان اكثر من مساعدة....سأظل ممتنا لك طوال حياتي....فلم أكن أعلم ماذا كنت سأفعل بدونك...."
- " واجبي قاسم.... فنحن كعائلة مهما اختلفنا.... حياة أحدنا تعتمد على الآخر... فلستَ تُواجه ألسنة اللهب مع أيٍّ كان إن كنت فعلا لا تثق به...."
- " دائماً سيكون أحدنا خلف الآخر...." أجابه قاسم بثقة... و هو يُغلق باب سيارته.... مودِّعًا زميله الذي طلب منه الإتصال به ما إن تنتهي فترة الزيارة.... ليحمل عنه روح أثناء العودة...

دخل من الباب الضخم و الطفلة في يده نائمةٌ في مهدها المتنقل و الذي ابتاعته له عمة فارس مع عدة أشياء أخرى، لم تكن لتخطر في باله.... أحس بأحدهم يراقبه ليرفع عيونه، لتتلاقى بعيون تلك المرأة المسؤولة عن التنظيف....عيونها تسأله إن وصل لمسعاه... لكنه حرك رأسه نفيًا و أسفًا....لتبتسم له بحزنٍ و مواساة....و شفقة على فلك!

- " لديكما حتى الحادية عشرة و النصف...." قالت الممرضة... لم يهتم أن يُحلل مشاعره تجاهها....فلا شئ يستحق أن يركز عليه و يحظى بكامل تركيزه إلا طفلتيه...
دخلت فلك....لتُسرع تعانق خصره بقوة.... قبل قمة رأسها ليقول بحنية.
- " أحضرتُ لك مفاجأة...." رفعت رأسها تجاهه و عيونها تنتظر بلهفة... ليميل مظهرًا روح فوق الطاولة الإسمنتية
- " هل هي...؟!!" تساءلت... لتُغطي فمها بيدها تُخفي شهقتها... تراجعت حتى اصطدم ظهرها بجسد قاسم.... الذي خاب ظنه قليلا
- " اقتربي حبيبتي... لا تخافي" همس لها برقة بجانب أذنها و هو يحيطها
- " أنا....أنا خائفة من أن أؤذيها...." قالت وهي تُحاول منعه من جعل جسدها يقترب....لكنه كان مصرًّا
- " لا تُفكري في أي شئٍ.... فقط تعالي..."
وقفا يُطلان على الطفلة...يُسند جسدها الضعيف و المرتعش بجسده.... عيونها تبرق وهي تنظر إليها.... لتشهق و الطفلة تفتح عيونها و تنظر إليها... كانت جميلة جداً...صورتها تظهر في عيونها الواسعة.. لتُقسم أن الطفلة تراها لوحدها دون غيرها...
- " اقتربي...." همس بلطف يُشجعها....لتُلبي طلبه و تقترب أكثر، و عيون روح مازالت تحدق بها...
- " هي تعرفكِ فلك.... في كل مرة كنتُ أحملها كانت عيونها تسأل عنكِ.... هي لا تعرف بوجودكِ لكنها كانت تشتاق للمستك أنتِ....فلمسة الأم لا تُماثلها أخرى.... إحمليها حبيبتي..."
مدت يديها باتجاهها....لكنها تراجعت، تخشى أن تؤذيها.... و كلمات الممرضة لم تُغادرها ثانيةً....فكيف ستؤدي هذا الملاك الصغير إن لم تكن قد أسقطتها سهوا وهي تحملها...
-" سأؤذيها...." همست برعب..... شهقت بمفاجأة و قاسم يضعها على ذراعيها التي فُردت تلقائيًّا تستقبلها....و كأنها وُضعت حيث تنتمي!
أجلسها قاسم....ليجلس القرفصاء أمامها....ينظر إليهما، كانتا صورتين اختلفتا حجمًا فقط..نفس العيون و نفس البراءة..و نفس عشقه لكل واحدةٍ منهما.. ابتسم و فلك تُمرر اصبعها على بشرتها.... لتُغلق روح عيونها....رفعت عيونها إليه و كأنها تطلب منه أن تجعلها تفتحهما مجدداً... فهما وسيلة تواصلها الوحيد معها...
- " هي تُغلق عيونها لأنها آمنة معكِ....و تثق بك" همس لها قاسم
- " حقًّا.... " تساءلت بلهفة..
- " نعم....أنظري إليها...." أشار لأصبع روح الذي يتشبث بقميصها " تُخبركِ ألا تذهبي....أن تبقي دائماً معها....لقد عرفت أنك والدتها.... عرفتكِ بالفطرة"
و كأنها تلقت كمية كبيرة من المشاعر التي لم يستطع قلبها تحملها....و لا عقلها تحليلها....كانت تنظر إليها، صغيرة جدا.... و جميلة جداً.... حركت رأسها موافقة وهي تسمع صوت قاسم الهامس " هي تحتاجكِ فلك....فلا تيأسي"
قطع تواصل عيونهما صوت الممرضة
- " انتهت وقت الزيارة... " صاحت بنبرتها الحادة التي يبدو أنها تُصاحبها دائماً
- " لاااا...." قالت فلك باعتراض وهي تقف بقوة حتى كادت تُسقط الطفلة لولم يمسك بها قاسم...
فلك لم تكن تنوي أن تذهب هناك لذلك الجحر المرعب و تترك روح.... لا تريد! أظهرت جانب تمردها و هي تصرخ و تهاجم الممرضة التي تحاول أن تمسك بها بالقوة.... بينما قاسم يُحاول أن يُثني الممرضة من الخشونة التي تستعملها، و روح انظمت للاعتراض و هي تبكي بأقصى قوتها.... لا يعرف مالذي يجب عليه أن يفعله...كان في ورطةٍ حقيقية!
- " لا أريد....لا أريد...." كانت فلك تصرخ و تُزمجر و الممرضة تكبلها من الخلف
- " اتركيها.... ليس هكذا....أرجوك ستؤذينها...."
- " مالذي يحدث هنا؟!"
إلتفت الكل حيث ظهر رجلٌ أنيق....يحمل حقيبة يدوية، و خلفه الطبيب المضطرب....و بعض الرجال...نظراتهم تُمشط المكان باحتقار و كأن قُوةً غصبتهم على القدوم لهذا المكان... الذي لم يتخيلوا وجوده في حياتهم...و تلك القوة لم تكن إلا المحامي " حمزة العياشي "
حتى فلك استكانت و هي تسمع نبرته المسيطرة....فقط روح من استمر في البكاء بأقصى ما تستطيع... تريد أن تلفت إليها الأنظار...ربما أنظار والدتها!
- " سيدي...." التفت حمزة خلفه...ليعود بأنظاره لفلك" رأيت بأم عينيك كيف تعامل موكلتي في هذا السجن.. المسمى مستشفى..و هناك حلان لا ثالث لهما.... أن تخرج فلك الوداني من هنا الآن مع تعويض سيتم تحديده لاحقًا بعد جلسة مع موكلتي...أو سنطبق المسطرة و يتم الكشف عن المريضة..جسديًّا و نفسيًّا..و نرى نوع العناية التي تتلقاها....و أخبرك أن المحاكمة ستنتهي أيضاً بتعويض و إطلاق سراح موكلتي.... إضافةً لفتح تحقيق داخلي... و محاسبة كل مقصِّر و لا أظن أن موكلتي أولى الضحايا!!.... إذن ما قولكم؟!"
- "بالطبع سيُخلى سبيل المريضة الآن....و سأتابع بنفسي محاسبة كل مسؤول....لا تهتم سيدي سأتكفل بالأمر شخصيا..و التعويض إدارة المستشفى ستتكفل بالإهتمام بالأمر..." أجابه رئيس الجهة... ليبتسم له حمزة و هو يعلم أن الموضوع سيُغلق هنا....لأن ميزانية المستشفى سبق و سقطت في بطونهم.
قاسم....مصدوم من الأمور كيف توالت...منذ ثواني فقط استسلم عقله لفكرة أنها لن تخرج...و لقاءهما سيكون بعد أسبوعٍ من اليوم!
-" لا... لا نحتاج لأي تعويض...نريد فقط أن نخرج من هنا..."
أسرعت فلك لحضنه تندس بجانب ابنتها...دون أن تفهم أي مالذي يدور حولها...
-" يُمكنكما الخروج الآن ...و سأتكفل بجميع الإجراءات" قال حمزة برسمية دون أن يستطيع النظر في عيونه...يخشى إن فعل إن يتذكر تضحية الأخرى من أجله...عيونه ما زالت على فلك التي كانت في حالةٍ يُرثى لها...تخيل سيرين مكانها و ما قاسته في أيام حملها الأولى ليحتقر نفسه أكثر..
-" شكرا لك..." همس قاسم و هو يمر م جانبه
-" هذا كان تصفية حسابات بينك و بين زوجتي...أتمنى ألا تتلاقى درؤبكما مستقبلا" أجابه حمزة و هذه المرة كان ينظر مباشرةً في عيونه و نظرة تهديد تحتلهما
لم يهتم قاسم بمبادلته التهديد فكل ما يهمه في حضنه الآن!

***
بانغلاق تلك البوابة خلفهما كانا يودعان فصلا مؤلمًا من حياتهما...أسرع بهما نحو سيارته.. و كأنه لم يُصدق أنهما معه...بعدما ساعدها على الجلوس...همس لها و هو يمشط تقاسيم وجهها التي اشتاقها بلهفة
-" هل تستطيعين الإعتناء بها حتي نصل للبيت ؟؟"
أشارت برأسها و هي تتمسك بروح بقوة في حضنها...همستها سمرته و هي تترجاه
-" أرجوك... لنذهب لرؤية أبي..."


















...


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-18, 12:16 AM   #316

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

أنامل سحرية التي خطت هاته الأسطر إبداع مطلق قريتو بخفة .. سلمت يداك

Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-18, 01:13 AM   #317

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا ملك

شكرا على الفصل الجميل

عندما خرجت ملك من المشفى تنفست الصعداء ولكنني عدت وحبست أنفاسي عند جملة فلك الاخيرة
حقا قاسم كلما وجد حلا لجهة تعقدت من جهة أخرى

حمزة أستمتع بتخبطه جدا وانتقام سيرين منه سواء عن عمد أو عن غير عمد من خلال المشاعر التي تبثها فيه

بالتوفيق


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 15-07-18, 01:49 AM   #318

همسات ملائكية
 
الصورة الرمزية همسات ملائكية

? العضوٌ??? » 378897
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » همسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond repute
افتراضي

واخيرا فلك خرجت من المستشفى الموبوء

لكن جملتها الاخيره راح تهد كل شي يحاول قاسم بنائه

سيرين وحمزه مرات اتعاطف وياهم ومرات اقول وافق شن طبقه ويستحقون كل الي يجرالهم نتيجه تكبرهم وكبريائهم الزائف

عاشت ليدج فصل جدا جميل


همسات ملائكية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-18, 02:31 AM   #319

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

مش مرتاحه بردوا حاسه ان حمزه مش هيعديها علي خير

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-18, 02:41 AM   #320

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hayette bjd مشاهدة المشاركة
أنامل سحرية التي خطت هاته الأسطر إبداع مطلق قريتو بخفة .. سلمت يداك
حبيبتي حياة.... كلماتك حياة ❤❤❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.