14-05-18, 11:46 PM
| #152 | |||||
 
|  اقتباس:
| |||||
|  |
|
15-05-18, 01:40 AM
| #153 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء 
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
15-05-18, 09:17 AM
| #154 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| صباح الخير على الجميع جئتكم بالفصل الثامن بتمنى يعجبكم وبذكركم صديقاتي انه خلال شهر رمضان راح اتوقف عن تنزيل الفصول على ان اعود بعد العيد بإذن الله كل عام وانتم جميعاً بخير ورمضان كريم الفصل الثامن معاً مهما حصل "اين تحسب نفسك ذاهباً باولو !!"علق سائق الشاحنة بحيرة حين رأى باولو يقتاد اسيرتهم الفاتنة ويتوجه بها نحو الكوخ وحدهما ....نظر له باولو وزمجر بتعاليٍ "ابقوا هنا لحين عودتي..ولا تتبعوني واضح " ثم ابتسم بخبث وقاد لونا باستسلام تام كذبحية تقدم على نصب التضحية والوفاء... همس السائق لزميله الذي يجلس بقربه بسخط" اللعين يريد ان يستأثر بها وحده ..." فرد زميله بقلة اكتراثٍ وهو يشعل سيجارته ويستمتع بسحب عددة انفاسٍ كريهة منها ..."دعه يفعل ما يحلو له ....ثم بعد ذلك نهدده بوشايته للقائد فيعطينا دوراً معها ههههه..." تعالت ضحكاته بتهكمٍ ومجون لكن كلامه لم يرق للزميله الذي ظل يشعيهما بحنقٍ شديد وحسد ...."اللعين يستأثر بهن دائماً " ********************************** في داخل صندوق الشاحنة كان غابرييل يتكور على نفسه وهو يفكر برعبٍ بما سيحل بلونا .... "لا لن اسمح لها ان تضحي بنفسها ... .."فكر بأصرار واخذ يحرك نفسه بصعوبة - رغم المه - زاحفاً صوب باب الشاحنة " يجب ان انقذها ...." فأمسكه الحارس الذي يرافقه من كتفيه ليمنعه وعلق ساخراً "اين تحسب نفسك ذاهباً أيها الحشرة ؟؟ "فأستدار غابرييل على حين غرة وباغته بطعنه في عينه مستخدماً مشبك الشعر الكبير الذي سحبه من شعر لونا سابقاً ,لم تكن الضربة قاتلة لكنها كانت كفيلة لإرباك الحارس الذي اخذ يصيح ويتلوى الماً وهو يرى الدماء تنفر من عينه المفقوءة, وبسرعة وخفة لم يتوقعها تمكن غابرييل من تجريده من سلاحه الناري و بلمح البصر اطلق عليه النار من السلاح الملقم اصلاً فأرداه قتيلاً ,وما ان سمع سائق الشاحنة ورفيقه صوت الرصاص حتى ترجلا ليستعلما الامر وما ان فتحا باب الشاحنة حتى فوجأا برصاصات تخترق جسديهما ,فاسيرهم المنهك الذي ظنوا انه اضعف من ان يتحرك اظهر لهم انه لا يستسلم بسهولة.. سمعت لونا صوت الرصاص بعد ان دفعها باولو داخل الكوخ فشهقت برعب "ما هذا الصوت؟؟" فضحك باولو بشراسة وقال بسخرية.." ربما قتلوه.." شهقت بهلع وحاولت ان تتفلت من قبضته الحديدية غير انها فشلت فأخذت تصرخ بألم " غابرييل...لا " بسهولة امسكها باولو رغم مقاومتها الشراسة ,ودفعها بعنف فسقطت ارضاً ,وأغلق الباب بأحكام قبل ان يسمع المزيد من الرصاصات فشخر بسخرية "لقد انجزوا عليه بالتأكيد ..جيد فقد كنت سأفعل هذا بنفسي بأي حال هههه" ونظر نحوها وفي عيونه نظرة ذئب جائع.. اخذت تتراجع زاحفة للخلف وهي تصيح مهددة بوعيدٍ لم يحفل به.." لن ادعك تقترب مني ايها الحقير " ولم يزده تهديدها الا حماسةً فهجم عليها بكل دنائة ووحشية , فانشبت اظفارها بوجهه وخدشته بشدة وعضته لكنه لم يتأثر بذلك ,بل على العكس أخذ يضحك بتهكم من ضرباتها الواهنة التي زادته شراسة , فتذكرت حديث غابرييل عن طرق الدفاع عن النفس ,وسعت لتطبيقها فضربته بين ساقيه بضربةٍ موفقةٍ آلمته وأربكته فاستطاعت التفلّت منه وجرت نحو الباب وأخذت تحاول فتحه فعجزت عن ذلك. صاح باولو بألم من ضربتها المباغتة التي كادت تقضي على رجولته الزائفة و زمجر غاضباً " ايتها الساقطة الخبيث سأمزقك شر تمزيق " وبصعوبةٍ تماسك وخطى نحوها وأخذ يطاردها في ارجاء المكان وهي تحاول مباغتته والهرب منه مستغلةً بطئ حركته بسبب ألمه الشديد وامتلاء الكوخ بالصناديق والمعدات المتناثرة في كل مكان.. ومع مضي الوقت استعاد اللعين باولو سرعته وزاد غضبه وانقض عليها فأسمكها من شعرها وجذبها بقوة فسقطت ارضاً, انقض عليها ثانية يحاول الاعتداء عليها ومزق مقدمة ثوبها بوحشية ,وثبتها بجسده الثقيل فمنعها من الحركة ,فاخذت تتلوى بشدة تحت ثقل جسده , تلفتت حولها باستمامتة تلتمس النجاة بأي طريقة ,فلاح لها بريقٌ انعكس على بعض قطع الزجاج المنكسر قريباً منها ,حاولت امساك أحداها لكنها بعيدة عن متناول يدها, فقامت بتطبيق الأمر الثاني الذي علمها أياه غابرييل واستغلت انشغاله بفك حزام بنطاله فسعت لضربه على انفه مستخدمةً مقدمة رأسها بقوة فنجحت للمرة الثانية وادمت انفه بشدة حتى فر الدم منه , فصاح بألم ورفع جسده قليلاً عنها مما أتاح لها المجال لركله مرةً اخرى في بطنه ,وتفلتت منه لتصل لقطعة الزجاج ,لكنه تماسك بسرعةٍ وعاد يمسك بها من كاحلها وشدها نحوه وادارها بغضب ,فباغتته بطعنه بقطعة الزجاج الحادة التي استطاعت الوصول اليها ,وبينما غارت قطعة الزجاج في كتف باولو حزت حوافها الحادة راحتها فأدمتها ونزف كفها بشدة , لم تؤثر ضربتها بوحش مثله كثيراً...فهي لم تكن بالقوة التي تمكنها من اذيته ,لكنها كانت كفيلة بارباكه وابعاده عنها للحظات انشغل فيها بإخراج الزجاج من ذراعه وهو يشتم بحنقٍ ويتوعدها بالشر ,ولم ينتبه لسقوط المفتاح من جيبه ,فباغتته لونا بركلةٍ آخرى على وجهه القته ارضاً ثم اغتنمت الفرصة واخذت المفتاح وجرت مبتعدة ,زمجر ساخطاً وأخذ يتوعدها بأشد العذاب ويكيل لها الشتائم البذيئة على تجرؤها على ضربه .. اسرعت لونا نحو الباب وتمكنت من فتحه وخرجت تجري صوب الشاحنة وهي تصرخ بذعر "غابرييل..غابرييل "وكل ما يشغلها قلقها على مصيره . سحب باولو الزجاجة من كتفه وهو يتلوى الماً وغيظاً "سأمزقكك ايتها اللعينة " زمجر بسخطٍ ولحق بها وقبل ان يدركها و ينقض عليها ثانيةً عاجلته رصاصة في رأسه فاردته قتيلاً , صرخت لونا فزعاً حين رأت تناثر الدماء من رأسه ,لكن حين تبينت هوية مطلق النار هرعت نحوه واحتضنته بلهفة " اه غابرييل..انت حي ... ..ظننتهم قتلوك.. " وأخذت تبكي بشدة وهي تعانقه ابعدها غابرييل قليلاً وهو ينظر لمقدمة ثوبها الممزقة بألم وغضب فعرفت ما يفكر به فسارعت بالقول بلهفة "لم افعلها ..لم أفرط في نفسي ولم امكنه مني ..لم استطع.." عاد يحتضنها بقوة لكنه لم يستطع التماسك اكثر وهوى بسرعةٍ على الارض فجسده المهشم ما عاد يحتمل اكثر ,فما بذله من جهدٍ في سبيل انقاذها استهلك اخر ما لديه من طاقة.. "غابرييل..أأنت بخير ... "اخذت تهزه بهلع وهي ترى شحوب وجهه فهمس بتعبٍ ووهن " لونا...دعيني واهربي ...ارجوك...توجهي لفيلا جرال سافيو ..هناك..سيساعدوك..." " لن اتحرك من مكاني ما لم تأتي معي..اتفهم هذا !!....هيا بنا.."صرخت بعنادٍ وأخذت تشده بكل ما أوتيت من قوة " لا استطيع..لا ..أستطيع..لم اعد اقوى على الوقوف " قال بصوت منهك مالت على صدره برفق تبكي وهي ترى مقدار وهنه بسبب ما تعرض له من تعذيب ,وقالت باستسلام.."لن اذهب لأي مكان واتركك..ان بقيت أنت فسأبقى معك ." اغمض عينيه بألمٍ وقال بوهن ورجاء "ارجوك لونا...اذهبي ..واتركيني فأنا بالكاد استطيع الحراك وسأعيقك...." همست بأصرار وهي تبكي .." لا ...لن افعل..ان لم تأتي معي فلن اتحرك من هنا...سنبقى معاً ...نحيى معاً او نموت معاً ... ولن اتخلى عنك ابداً...أتفهم " تلمست وجهه الدامي فاختلطت دماؤها النازفة من كفها بدماءه وهمست بانفعال وتأثر من خلال دموعها "غابرييل..الم تفهم بعد... انا احبك..احبك...ومصيري قد ارتبط بمصيرك ,واريد ان اعيش معك أو أموت بين احضانك فلن اتخلى عنك ابداً..."بكت بتعب وامالت رأسها على صدره باستسلام. رفع كفه بوهن واخذ يمسد رأسها بيده المرتجفة واغمض عينيه بتعبٍ شديد وكاد ان يغيب عن الوعي ثانية لولا ان عاد صدى وعده لها – بأنه سيحميها- يصدح في رأسه وادرك بأنها اعند من ان تتركه ,وان بقيت هنا سيمسكونها بالتأكيد وهو لن يسمح بذلك أبداً ,فما فائدة تضحيته اذاً ..فقال بعزم " لا لن تموتي..لن تموتي...لن اسمح لكِ بذلك...." بصعوبة رفع نفسه فسارعت لونا بأسناده ومساعدته حتى استوى واقفاً ,لكنه صرخ بألم من ساقه المكسورة وعاد يهوي على الارض.. عادت تشد من ازره وتشجعه ليحاول الوقوف ثانيةً,فتجاسر وتشبث بها وعاد ليقف رغم المه القاتل..نظر للشاحنة وهتف بقلق "هل تجيدين القيادة....؟؟!" هزت راسها بثقةٍ وقالت " ..نعم.."(وحمدت الله لفضولها وحبها للتحدي الذي دفعها لتعلم قيادة شاحنة المؤن لا لشيءٍ سوى لتحي مارسيلو خلال فترة عملها في البعثة ) ببطئ شديد اقتربا من الشاحنة عندها رأت الحارسان الميتان على الارض..والثالث الملقى داخلها..رغم منظرهم المريع بدمائهم النازفة واجسادهم التي مزقها الرصاص لكن لم تشعر بالفزع او الشفقة عليهم ,فهم قد تسببوا لهما بالألم والعذاب خلال الأيام الماضية .. "اغلقي الباب "امرها بتعب فاسندته للشاحنة وسارعت لتنفذ اوامره لكن جسد الحارس الذي كان في داخل صندوق الشاحنة حال دون اغلاق الباب بالكامل فسارعت بسحبه من ذراعيه والقته ارضاً بجانب رفاقه واقفلت الباب ,نظرت لغابرييل فوجدته يرتجف بشدة فدنت من احد الحراس وبجرأةٍ لم تتخيل ان تملكها نزعت عنه سترته لتعطيها لغابرييل ,وعندها سقط منها شيء لامع جذب نظرها فأدركت انه سوارها الفضي.. " اذن انت ايها الوغد من انتزعه من يدي"فكرت بحنق واخذت سوارها وهمست بتهكم وكأنها تخاطبه "لم تعد بحاجته ايها الوغد...لقد عاد لصاحبته.."وضعت السوار بجيب ثوبها وتوجهت لغابرييل لتساعده بأرتداء السترة لعلها تحميه ولو قليلاً من البرد الذي اشتد ,فلاحظت الجرح الغائر في كتفه ,فمزقت حاشية ثوبها وصنعت منها ضمادةً لعلها تخفف من نزيفه ...ثم اعانته على ركوب الشاحنة.. كان يحاول التماسك من اجلها لكن المه كان شديداً فلم يستطع كبت آهاته ,وبعد ان اطمأنت لوضعه استدارت وركبت مكان السائق ,وحين حاولت تشغيل المحرك انتبهت ليدها التي تنزف بشدة ,فتجاهلتها ببأس وشجاعة واكتفت بتمزيق جزءٍ من حاشية ثوبها مرةً اخرى ولفت به كفها ,ثم قامت بتشغيل المحرك وانطلقت في الطريق الريفي المظلم بينما تكفل غابرييل بأرشادها ... ساروا معظم الليل و مع بزوغ الفجر طلب منها ان توقف الشاحنة عند مفترق طرقٍ خالي ومقفر وترجلا منها.. " لمَ لا نتابع بها.؟" سألت بحيرة فهو بالكاد يستطيع المشي "لا نستطيع السير بها بعد الآن ,قد تقابلنا دورية ,كما أنهم لن يلبثوا ان يعرفوا بأمر هروبنا ....ولا أريدهم ان يقتفوا اثرنا....اريد تركها بالعراء في مكان مهجور حتى لا يدركوا اين نتجه.."نظر لها بتعب وهمس "ستكون الطريق شاقة..جداً " فهتفت بعزم " انا مستعدة.." تلمس خدها برقة وقال بثقة "اعلم ذلك ..." نزلت من الشاحنة بعد ان ركنتها كما امرها وساعدته على النزول ,فاشار نحو قطعة خشبٍ بالية ملقاةٍ على قارعة الطريق ليستخدمها كعكازٍ يعينه على تخفيف الضغط عن ساقه ,فاحضرتها له وتشبثت به ووضعت ذراعه حول عنقها واسندته بجسدها, وبدأ السير مخلفين الشاحنة مشرعة الأبواب على قارعة الطريق ,كانت حركتهما بطيئة وثقيلة بسبب اصابته و جروحه الكثيرة ,لكنه رغم هذا كان يجاهد في كل لحظة متحملاً الالم في سبيل ان يبعدها عن الخطر ما استطاع.. وصلوا مع ساعات الصباح الباكر لمنطقةٍ كثيفة الحشائش ساروا خلالها لأكثر من ساعتين كانت تخللها فترات راحة تصر عليها لونا بشدة حين ترى مقدار تعبه ,لكنه ما يلبث ان يقف مجداداً وهو يقول باصرارٍ أكبر "علينا ان نتابع..فلن يمضي وقتٌ طويل حتى يتبعونا.." كان يتحامل على المه بشكلٍ مثيرٍ للأعجاب, فهو يريد اخذها لبر الامان بأسرع وقت ,وبعد فترة وجيزة وصلوا لجدول ماء صغير يتدفق خلال سهل شديد الوعورة , سارا خلاله لنحو ساعة -لاخفاء اثارهما - قبل ان يهوي جسد غابريل بشدة ,فقد استبد به الاعياء ولم يعد يقوى على السير اكثر ,فجرته لونا نحو حافة الجدول واجلسته ببطئ ,فتهالك جسده المنهك المهشم على الارض واخذ يأن ويتألم وهو يرتجف بقوة,سارعت لونا لتمزيق جزءٍ آخر من حاشية ثوبها البالي واخذت تبلله بالماء وتمسح رأسه ووجه وقد بدى لها مع ضوء النهار حجم الضرر والعذاب الذي تعرض له..بصمت انسابت دموعها وهي تتتبع جسده الذي لم يخلو مكان واحدٌ فيه من القروح والجروح ,تابعت تنظف جروحه وهو يأن بشدة ,وعندما امسكت ساقه وحاولت تنظيفها صرخ بألم كبير ,فساقه في حالة مريعة فقد تورمت بشكل مخيفٍ وازرقت... " لن استطيع ان اسير بها...وهي بهذه الحالة.."همس بتعب وقبل ان يكمل هتفت بحدة " سأظل معك..لن اتركك..اتفهم..!!" تنهد باستسلام فقد اراد جدالها ليقنعها بتركه لتنجو بنفسها , لكنه احجم عن فعل ذلك لعدم قدرته على الكلام بسبب تعبه الشديد ,ولإنه بات يعلم مقدار عنادها...بتعب اغمض عينيه وضاع في سبات عميق ..القت لونا نفسها بجواره منهكة وضمته لها بحرص وهمست مؤكدة.."افضل الموت معك على الحياة بدونك...يا حبيبي " قبلت خده الدامي برقة واغمضت عينيها باستسلام ونامت هي الاخرى من شدة ارهاقها ..... *********************************** بعد وقت ليس بطويل شعرت بشيء رطب يداعب وجهها ففتحت عينيها بتثاقل..لتفاجأ برأس اسود كبير فوقها ,صرخت مذعورة وهي تبعده عنها بجزع قبل ان تتبين انه مجرد كلب يلهث,زفرت براحة لكنها عادت واجفلت فزعاً حين باغتها صوت مبحوحٌ حائر " من انتِ ..؟ تلفتت حولها بذعر فشاهدت رجلاً عجوزاً يحمل عصاً بيده وحوله قطيع من الخراف.. التصقت لا ارادياً بغابرييل واحتضنته في حركة دفاعية بينما هو غافلٌ عن كل ما يجري حوله... " من انتما ..؟؟ سأل العجوز بحيرة وهو ينظر لها وللرجل شبه العاري الملقى بجانبها , لم تدري في البداية بماذا تجيبه ,لكنها تمالكت نفسها وهتفت بصوت متهدج من شدة الاضطراب " ارجوك..ساعدنا..لقد اختطفونا وعذبونا اياماً ..ونحن هاربان من هؤلاء المجرمين..ارجوك ساعدنا". لم يقل الرجل شيئاً وظل يحدق بها بغموض ,كان يدرك انها غريبة فهي تتحدث لغتهم بصعوبة..عاد ينظر لغابرييل بحيرة وادرك انه في وضع حرج ..دنى منه وتحسس جبينه المتعرق بشدة.. " انه في حال سيئة (اقر بقلق )..ساعديني في نقله.."هتف امراً ثم نظر صوب حماره الذي يقف قرب شجرة يرعى العشب وقال "انتظري لحظة "وقاد الحمار نحوها ليحمل غابرييل عليه وحاول مع لونا رفعه لوضعه على ظهر الحمار ..لكن لم يتمكنوا حتى من تحريكه بسبب ثقل وزنه .. باستسلام اقر العجوز "لن نتمكن من رفعه وحدنا..سأذهب لاستدعي المساعدة.." وهمّ واقفاً فتشبثت به لونا وهمست بخوف و رجاء " سيدي..ان كنت ستسلمنا لهم ..ارجوك اقتلنا اولاً..الموت اهون من العذاب.." ظنت انه لم يفهم ما قالته لأنه حدق بها طويلاً قبل ان يقول بحزم " لن اسلمكم... انتم في حمايتي.." شعرت بالراحة لكلامه ,ترك العجوز خرافه وكلبه وركب الحمار وغادر مسرعاً ليعود بعد نحو نصف ساعة مع رجل اخر اصغر سناً واقوي جسداً رغم قبح وجهه وغرابة شكله,فهو يمتلك نظراتٍ غائرة مبهمة ,ودون اي كلمة سارع الرجلان بحمل غابرييل ووضعاه في عربة يجرها حمار آخر احضروها معهما... عبروا السهل الصخري الوعر نحو تلة قريبة كثيفة الأشجار بان خلالها دربٌ ترابي غير معبد سلكوه ببطئ قبل ان يظهر لهم كوخ صغير متواري بين الاشجار الكثيفة أعلى التلة...كان هذا منزل الراعي العجوز الذي عرّف عن نفسه بأسم ( راؤول بيولي) حين وصلوا للكوخ كان في استقبالهم زوجته التي ما ان رأتهم حتى هرعت نحوهم ..نظرت السيدة العجوز لجسد غابرييل المهشم الدامي وبكت بنحيب مؤلم وهي تهتف بأسى " دياغو صغيري ماذا فعلوا بك؟؟" وضع الراعي العجوز يده فوق كتفها وهمس بـتأثر "عزيزتي ..انه ليس دياغو "تجاهلته وعادت تردد بحزن " حبيبي دياغو..لا تخف ..يا ولدي ستكون بخير" واخذت تقبله وتضمه بحرارة بينما استدار العجوز باسى يداري دموعه التي انهمرت بمرارة نظرت لونا بحيرةً لما يجري فسارع العجوز بالتعليل بعد ان تمالك نفسه قليلاً " اعذريها يا ابنتي فهي ليست بكامل وعيها ,فمنذ ان قتل ابني وهي على هذه الحال.." "انا اسفة... (هتفت لونا بتأثر لكن فضولها تجاوز اللباقة فسألته ) كيف قتل ابنك ..؟؟" زفر العجوز بتعب وقال ببؤس " قتله الطغاة الذين فعلوا بكم هذا .."وعاد يبكي بصمت .. لم تتمالك لونا نفسها امام نحيب العجوز الذي يقطّع نياط القلوب وبؤس زوجته الشاردة الذهن فسالت دموعها بصمت حزين ,فالكل يشترك في نفس المأساة..الكل عانى وقاسى من ظلم المستبدين الطغاة.. بهدوء خطت قرب زوجة الراعي وربتت على كتفها وقالت لها برقة "يجب ان ندخله للمنزل حتى نعتني به " هزت العجوز رأسها وتعاونوا جميعهم على حمله ووضعوه على السرير ,ثم سارعت زوجة الراعي بإحضار وعاء مملوء بالماء واخذت تضع ضمادات على رأس غابرييل بلطف امومي كبير , فقد كانت حرارته مرتفعة بشكل خطير ثم امسكت بقطعة قماش آخرى وبللتها واخذت تمسح وجه غابرييل الدامي وهي تهمس "ستكون بخير يا ولدي ...ستكون بخير" ثم لاحظت الدماء الغزيرة التي تنزف من كتفه فذعرت وبدأت تصرخ بهلع ....فسارع الراعي العجوز لتهدأتها ....اسرعت لونا بأخذ قطعة قماشٍ نظيفة وغطت الجرح محاولةً منع نزيفه ,ثم همست بمرارة وهي تبكي "وحوش على شكل بشر." فهز العجوز رأسه مؤيداً كلامها وهو يضم زوجته المنتحبة .... رغم الكمادات الباردة لكن حرارة غابرييل ارتفعت اكثر فأكثر حتى بات يرتجف بشدة وهو يهذي بكلام مبهم ويئن بألم فصاحت لونا مذعورة "لن يصمد اذا لم يتلقى العلاج اللزم...".. فرد الراعي العجوز "لقد ذهب باغو لطلب المساعدة..فلا تخافي يا بنيتي لن يتأخر...سأذهب لمراقبة الطريق .." خرج العجوز بعد ان سحب بصعوبةٍ زوجته المسكينة التي ظلت تهذي عن ابنها الراحل ,بينما ظلت لونا تحاول جاهدة خفض حرارته ..ولم يطل الوقت حتى فتح باب الكوخ بعنفٍ وظهر من خلاله شخص ضخم الجثة مخيف الشكل ,اثار مرآه الرعب في نفسها ,كان طويلاً قارب طول غابرييل تقريباً ,ويمتلك بنيةً جسدية ًعضلية وقوية وكأنه مصارع من نوع ما , واكثر ما اخافها وجهه... فقد كانت بشرته من الجهة اليمنى مشدودة بشكل مخيف بسبب حرقٍ قديم ابرز عينه بشكل بشع ,اقترب الرجل منها فتراجعت خطوتين لكنها عادت وتمالكت نفسها ففردت ذراعيها على اتساعهما ووقفت حائلاً بينه وبين غابرييل ..وهي تقول بحدة رغم ارتجاف صوتها " توقف..لن اسمح لك بأخذه.."و رغم انها كانت تنتفض خوفاً من هذا الرجل القبيح ,الا ان خوفها على ماقد يصيب غابرييل اكبر من خوفها على نفسها او من هذا الغريب الذي قال بصوت اجش... " لا تخافي..لن اؤذيه "واقترب اكثر دون ان ينزل نظره عنها..وما ان وقف امامها بقرب رأس غابرييل حتى فتح غابرييل عينيه وهمس بصوت منهك " ابي..؟!!!" نظر الرجل للغابرييل بحنو شديد ومال نحوه يتلمس وجهه برقة شديدةٍ لا تتلائم وغلاظة اصابعه .. " اجل يا بني..انا هنا...لا تخف..ستكون بخير" لم تصدق لونا اذنيها ..هل هذا والد غابرييل حقاً ؟؟!!! وتبادر لذهنها سؤال محير " كيف عرف ابوه انهم هنا ...؟؟" مال والده نحوه وقام بفحص جسده بيدي خبير فأدرك حرج وضعه ,فسارع بلف جسده بالغطاء ونادى بصوتٍ جهور زلزل المنزل بأكمله "باغو تعال فوراً " فهب الرجل غائر النظرات نحوهما ,وهز رأسه وقال بطاعةٍ عمياء "امرك سيدي " "ساعدني "علق بحزم فدنى المدعو باغو منه وساعده بحمل غابرييل وتوجها صوب الباب وسط ذهولها الشديد ,ثم التفت الرجل نحوها وهتف برقة لا تتناسب وضخامته وغلظة صوته " الن تأتي ...؟" هزت رأسها بوهن وسارت خلفهما بآليه ورأتهما يضعان غابرييل بحذرٍ وحرص في مؤخرة شاحنة مكشوفة احضرها معه ,ثم قام بلفه بغطاء سميك بشكل محكم وبخفة لا تتلائم مع حجمه الكبير قفز من الشاحنة ودنى منها ومد يده نحوها يدعوها للصعود ,وبعد تردد دنت منه وبخفةٍ حملها بين ذراعيه كطفلة صغيرة لا تزن شيئاً واركبها الشاحنة فجلست بجانب غابرييل ,ثم قام بخلع سترته ولفها بها واحكم اغلاقها عليها ثم هتف برقة " اعتني به .." "أجل " همست بخفوت والتصقت بغابرييل وعانقته دون ان تنزل عينيها عن هذا الرجل الغريب الذي لا تستطيع تصور انه والد غابرييل , رأته يتوجه صوب السيد راؤول وذلك المدعو باغو ,اخذ يحدثهما بكلامٍ مبهم لم تسمعه بوضوح لكن بدى عليه الاضطراب والحدة , ثم رأت الراعي يشير صوب المكان الذي عثر به عليهما وكأنه كان يروي ما حدث معه ,و سمعت والد غابرييل يأمر المدعو باغو بالذهاب هناك واخبره بشيءٍ لم تستوضحه جيداً ,لكن هذا الأخير سارع في تنفيذ امره وغادر مبتعداً ,ثم اتسعت عيناها في محجرهما بذهولٍ وخشية حين رأته يخرج رزمةً كبيرة من المال ويعطيها للراعي العجوز ,فتجمدت الدماء في عروقها وفكرت برعب "لمَ اعطاه المال!!! هل يكافؤه !! لكن على ماذا ؟؟ على انقاذنا ام على تسليمنا له ...يا الهي أيعقل انهم خدعونا ؟؟؟..وأنه ليس من يدعي..؟؟؟ايعقل انه من الخاطفين؟؟ "بذعر التصقت بغابرييل وفكرت "ان كانوا كذلك فلن افر ابداً ..سأبقى معه " نظرت لحبيبها الغفل عما يجري حوله وضمته بقوة ,ثم عادت تحدق بوجلٍ في ذلك الرجل الغرب واقرت "لا يعقل انه من الخاطفين ,لو كان كذلك فأين رجاله ؟؟؟ كما انه تعامل معنا بلطف , وقد سمعت غابرييل يناديه ابي..فهل كان يهذي ام ان هذا الرجل اباه حقاً...لكنه لا يشبهه ابداً ...ربما لان وجهه مشوه بالحرق .." كانت لا تزال تتخبط في ظنونها وتساؤلاتها حين رأت الرجل الضخم يعود صوبها ثانية , تأملها للوهلة قبل ان يركب في المقدمة ويأمر سائقها بالانطلاق..رغم هواجسها وقلقها الا ان دفأ غريباً قد شعرت به من خلال نظراته لذا عادت تغلب فرضية انه والد غابرييل. ***************************** سارت الشاحنة في السهول النهرية الشاسعة لما يعرف بمنطقة بين النهرين..ساروا لاكثر من ساعة وفجأة بدأت الشاحنة بتهدئة سرعتها حتى توقفت تماماً عند منعطفٍ خفي نظرت لونا حولها بارتباك وخوف حين شاهدت رجالًا مسلحين يرتدون عصابات على رؤسهم يظهرون من كل مكان حولها ,من خلف الصخور والأشجار ,أقترب ثلاثة منهم مدججين بالسلاح من الشاحنة فالتصقت بغابرييل بتلقائية وحمية ,وتجمدت مكانها من شدة الخوف معتقدةً انهم من فرقة الخاطفين لكنها فوجأت حين اقترب احدهم واخذ يحدث الرجل الضخم (والد غابرييل )بكل ادب واحترام واصغى لما يقوله بأهتمام وكأنه يتلقى تعليمات منه.. سمعت والد غابرييل يقول بجرأة وقوة وكأنه رئيسهم "عند اي حركة اعلموني بسرعة واضح ,لا تدعوا احداً يمر دون علمي.."حيّاه الرجل المسلح بأحترام وتقدير وقال بطاعة "بأمرك ايها الطبيب.." ثم استأنفت الشاحنة مسيرها "من هذا الرجل !!(تسائلت لونا بحيرة ) هل هو حقاً والد غابرييل ؟؟؟ كم يبدو مهيباً و ذو شأن كبير.. رغم شكله المخيف..ولمَ ينادونه بالطبيب..فهل هو حقاً طبيب ؟؟ ومن هم هؤلاء المسلحون؟!!"عادت الحيرة والفضول يعصفان بها وتذكرت فحصه الدقيق لغابريل كان يبدو خبيراً بالفعل وعارفاً بما يفعل..وتذكرت حديث غابرييل حين اخبرها انه درس الطب لعامين وبأنها كانت رغبة ابيه لكنه لم يقل بأن اباه كان طبيباً . تحركت الشاحنة ثانية وسارت قرابة العشرين دقيقة قبل ان تصل بهم لطريقٍ فرعي محفوفٍ بالأشجار من الجانبين بينما امتدت من خلف الأشجار مساحات خضراء واسعة وكأنها مزرعة كبيرة جداً ,وصلوا لبوابةٍ حديدية ضخمة ,اجتازوها لتفاجأ بمنزل كبير مهيب الشكل مبني على الطراز الاسباني القديم لبيوت النبلاء والاقطاعيين الغزاة... استقرت الشاحنة في ساحة المنزل الواسعة فتلفتت لونا حولها بدهشةٍ ورأت عدد كبيراً من الناس يتحلقون حولها ,رجالٌ ونساء وحتى اطفال صغار ,جميعهم كانوا ينظرون اليهم بأسى مشوب بالترقب والفضول ويتهامسون بينهم ..بدى الامر وكأنها دخلت عزبة احد الاقطاعيين القدامى وكأن هؤلاء خدمه وحاشيته...نزل والد غابرييل من الشاحنة فهرع عدد من الرجال نحوه فأمرهم بقوله "احضروا النقالة ..." فسارع اثنان من الرجال بأحضارها وساعدوه بوضع غابرييل عليها وحملوه بحرصٍ شديد ,بينما تكفل رجلٌ آخر بمساعدة لونا على النزول ولحقت بهم وهي غارقةٌ بأفكارها المتخبطة الحيرى ...ثم اخرجها من شرودها وتأملاتها صراخ حاد وعويل مريرٌ لأمرأة جاءت تجري من داخل البيت باتجاههم " هل مات ولدي ؟!! .. هل مات يا اليخاندرو ؟!!.....هل مات غابرييل...؟؟ اقتربت من والد غابرييل الذي تبين ان اسمه اليخاندرو..وما ان وقع نظرها على هيئة غابرييل المرعبة حتى صرخت بذعر واغشي عليها من فورها . فصاح اليخاندرو بغضب في رجلٍ شاب جاء يهرع في أثرها " لمَ جعلتها تخرج..؟؟الم اقل لا تخبروها..." بأرتباكٍ رد الرجل " اسف يا ابي...لم اتمكن من ايقافها.."وسارع بحمل امه بمساعدة شاب اخر اصغر سناً وادخلوها المنزل ,تبعهم اليخاندرو وامرهم بوضعها بغرفتها والعناية بها بينما اتجه هو صوب غرفة أخرى في الطابق الارضي اعدت لتكون عيادة طبية ,وهناك كانت في انتظارهم سيدة شابة برداء ابيض ما ان رأتهم حتى سارعت برفع غطاء السرير وقربت المعدات لأليخاندرو (والد غابرييل ).. وما ان وضعوا غابرييل على السرير حتى شهقت السيدة الشابة لمنظره المرعب وتجمدت في مكانها , فهتف اليخاندرو بها بعصبية وحدة "ادونيكا لا تقفي مكانك كالبلهاء اسرعي الي بالمقص...هيا بسرعة..."استدركت الشابة المدعوة ادونيكا نفسها واسرعت تناوله ما طلب .. تناول اليخاندرو منها المقص وقام بقص السترة ونزعها بأكملها عنه بينما اسرعت ادونيكا بتغطيته بالغطاء الابيض..الذي تلوث سريعاً بالدماء النازفة من جروحه . "المصل "امرها اليخاندرو بحزم ..لكن يديها كانت ترتجف بشدةٍ وهي تغالب دموعها فاهتزت الابرة في يدها مما دفع اليخاندرو لسحبها منها بعصبية ,لكنه عاد يؤنبها بلطف اكبر هذه المرة "تماسكي ادونيكا..لن تفيده دموعك الان...انا بحاجة لتركيزك "هزت رأسها بأسى واشاحت وجهها لتمسح دموعها ووالتقت نظراتها بنظرات لونا الواقفة بجمود تراقب ما يجري ,فبادرت ادونيكا بأشاحة بصرها بغضب وحنق لم تستطع اخفاءه .. لم تعرف لونا ما صلة هذه الشابة بغابرييل لكنها بالتأكيد تمت له بصلة ما لأن خوفها عليه كان واضحاً وجلي ..وبضيق لم تستطع منعه من التسلل لنفسها فكرت بأن الامر قد يكون ينطوي على اكثر من مجرد معرفة ,لكنها نحت غيرتها جانباً فحياة غابرييل اهم من اي شيءٍ آخر الآن. بمهارة وسرعة تمكن اليخاندرو من تركيب المصل الطبي ورفعه على عمودٍ معدني قرب السرير وبدأ بمعاينة راس غابرييل أولاً ثم صدره وظهره وذراعاه واخيراً ساقه.."سنبدأ بالأهم "علق اليخاندرو بهدوءٍ وكأنه يخاطب نفسه.. لزمت لونا مكانها دون ان تتحرك وظلت تراقب ما يفعل دون ان تبنس بكلمة ,ولم تشعر بمن تحلق حولها الا عندما سمعت شهقة من خلفها فاستدارت لتجد طفلتين صغيرتين تقفان عند مدخل العيادة وتنظران لما يجري في العيادة بخوف وقلق,كانت احداهما لا تتعدى الثامنة -حسب تقديرها- والاخرى تكبرها بعامين او ثلاثة ..لم تعلم لونا ماذا تفعل اتتركهما يراقبان ام تنبه الطبيب لوجودهما لكنه منهمك بمعالجة غابرييل ,ثم ما لبثت (ادونيكا)ان انتبهت لوجودهما فزجرتهما مؤنبةً لوقوفهما هناك فهربت الطفلتان بسرعة..خطت ادونيكا بعصبية لتغلق الباب فنظرت للونا بنظرة غاضبة وكأنها تكره وجودها معهم لكنها لم تبادر بفعل اي شيء لأخراجها وان حاولت ذلك ما كانت لونا لترضخ لها بالتأكيد... عادت ادونيكا لتقف بجانب اليخاندرو تساعده ...وكم تمنت لونا لو انها مكانها تقدم له المساعدة لانقاذ حبيبها ,لكنها تجهل اي شيء في مجالهم ولا تفهم شيئاً من المصطلحات الطبية التي استخدماها او اسماء المعدات التي كان يطلبها اليخاندرو فتسارع ادونيكا بأعطائه اياها بلمح البصر...لذا اكتفت بالوقوف بضيقٍ تراقب وتبتهل لانقضاء هذه المحنة.. تنبهت حين قال اليخاندرو لادونيكا بقلق لم يستطع اخفاؤه ..." لديه ثلاث ضلوع مكسورة..."واشار لأماكنها , وعاد يتحسس صدره بدقة...لم يكن يمتلك بعيادته الصغيرة اجهزة شعاعية لذا فقد اكتفى بالطريقة القديمة في تقييم الضرر. "لمَ لا تأخذه للمستشفى " انساب السؤال من فم لونا بقلق حين عرفت فداحة اصابته ,لكنهما تجاهلا كلامها تماماً فشعرت بالأستياء الشديد من تجاهلهما وكادت تهم بسؤالهما ثانية لكن اليخاندرو بادرها اولاً بسؤاله وبعصبية كبيرة تظهر مقدار قلقه " هل كان يجد صعوبة في التنفس اكان يبصق دماً!!؟ " "اجل كان يجد صعوبة في التنفس لكنه لم يبصق دماً ...هل وضعه خطير؟؟؟..." سألت بقلق.. تجاهلها ثانية وقال لأدونيكا" لا اظنها اخترقت الرئة..سيكون بخير ..ارجو ذلك !!"قال بحذر وعاد يتحسس ضلوعه بدقة ليقيم الضرر واقر بضيق " انها مكسورة بالتأكيد وهذا واضح من تورمها .ثم تابع القول لأدونيكا "ابدأي بتعقيم الحروق والجروح وتضميدها ..ريثما اعالج كتفه ..." فاسرعت بتنفيذ اوامره بينما سارع هو بالعناية بجرحه الغائر في كتفه بعد تعقيمه.. "الن تفعل شيئاً لضلوعه المكسورة ..؟؟" سألت لونا بقلق وحدة لم تستطع منعها خشية ان يتجاهلاها ثانية لكنه اكتفى بالرد عليها دون ان يلتفت نحوها "هذا كان رائجاً قديماً ..لكن ضرره اكبر من نفعه..." "كيف ستعالجها ...اذاً ؟؟؟"سألت بعصبية زفر بتعبٍ وكأنه سأم من مقاطعتها "ستلتأم مع الوقت ,فقط يجب ان يبقى ساكناً ..." لوى فمه بانزعاج بعد ان قال تلك العبارة وكأنه يدرك ان ما يقوله سيكون صعبا التنفيذ خاصة حين يأتي دور ساقه التي ارجأ امرها للأخير .. كم رغبت لونا بسؤاله (متى ستشفى ضلوعه )لكنه بدى مركزاً بشدة وهو منشغل بقطب جرح كتفه الدامي لذا التزمت الصمت مكرهةً.. وبعد ان انتهى من علاج اعضاءه الحيوية توجه نحو ساقه ,وعاد يتفحصها جيداً لمعرفة مقدار الضرر.. " اللعنة لقد تحرك العظم من مكانه..اخشى انها بحاجة للجراحة...لكننا لن نستطيع فعل ذلك هنا.."هتف بأستياء شديد وهو يتلمس ساقه المتورمة. "ماذا ستفعل إذاً ؟؟" سألته ادونيكا ولونا في آن معاً ...وتطلعتا لبعضهما لبرهة قبل ان تركزا النظر على اليخاندرو الذي قال بانزعاج واضح " يجب اعادته لمكانه..لكني سأضطر لأستخدام الاسلوب البدائي مع الاسف..." نظر لادونيكا وقال بحدة "استدعي خوسة..بسرعة..ودافيد ايضاً هيا ..."فغادرت ادونيكا من فورها لتعود بعد لحظات مع الرجلين المعنيين واللذان رأتهما لونا سابقاً يساعدان ام غابرييل ,وبطبيعتها المدققة في ابسط التفاصيل استطاعت تبين الشبه بين الاخوة,فخوسية يمتلك نفس عيون غابرييل وانفه لكنه داكن البشرة اكثر وبشعرٍ قصير قد خط الشيب في جوانبه قليلاً فأدركت انه شقيقه الاكبر ,ام الشاب الاصغر سناً والذي يقاربها بالعمر والمدعو دافييد فهو يشبه غابرييل اكثر من حيث القسمات ولون البشرة رغم انه اقل طولاً .. "اذا هؤلاء اشقاؤه..(فكرت بفضول قبل ان تتسائل بحيرة )لكن ما صلة ادونيكا به ,(واخذت تتمعن في تفاصيل وجهها محاولة ايجاد اي شبه بينها وبين غابرييل فلم تجد وعادت تتسائل بضيق) قد لا تكون اخته , فمن هي اذاً ؟!! ولمَ اشعر بعداءها الشديد نحوي ,فهل تلومني على ماجرى معه(فكرت لوهلة واقرت بأسى ) ولمَ لا تفعل؟!! ..الست السبب فيما هو فيه !!!" عادت تتنظر لجسد غابرييل الدامي وتجاهلت تلك الافكار المزعجة حين سمعت اليخاندرو يطلب من ادونيكا ان تفتح فم غابرييل لتضع فيه قطعةً خشبيةً مستطيلة الشكل ملفوفة بقطنٍ وقماش ابيض..ثم قال بحزم "كلٌ يمسك به من جهة..ثبتوا ذراعيه بأحكام ,وانت يا خوسية امسك قدمه ..من هنا " قال اليخاندرو امراً فراع لونا ما يفعلون فسألته بذعر "انه غائبٌ عن الوعي فلم تثبتوه هكذا " لكن لا احد اجابها ..وعاد اليخاندرو يتلمس الساق المكسورة بحذر ثم اشار لهم بقوله " الان.."وفجاة شد ساق غابرييل بكل قوته فصاح غابرييل بألم شديد وصوت عالي يصم الآذان ويمزق القلوب..استمر اليخاندرو بتحريك الساق بحذر وكأنه يحاول اعادة العظم لمكانه وصراخ غابرييل يملأ المكان..ثم هدأ فجأة بعد ان اغشي عليه من جديد؟؟.. " ارجو انه عاد لمكانه الصحيح.." اقر اليخاندرو بخفوت "كيف سنعرف هذا يا ابي ..؟؟" سأل دافيد بقلق "لن نعرف بسهولة سننتظر حتى يخف الورم وبعدها سنتبين ان كان ما فعلناه صائباً .." رد بضيق "هل احضر الجبائر.." سألت ادونيكا بحرص "لا ..لن نجبر الكسر الان ..حتى يخف الورم..احضري الماء البارد والثلج ..اسرعي " قطع اليخاندرو كلامه ونظر مع ابناءه وادونيكا للخلف حين سمعوا انيناً وانتحاباً مخنوقاً..كانت لونا تبكي بشكل متشنج.. "أوه يا الهي كم عانى غابرييل.."همست بألم وكأنهم لاحظوها لأول مرة حيث تبدلت نظراتهم وبان بها الاسى الشديد والتعاطف ,فخطى اليخاندرو نحوها ولمس كتفيها مواسياً ...وقال برقة متناهية " هل تتألمين يا طفلتي..سأعاينك بعد قليل..لا تخافي " ظن اليخاندو ان بكاءها عائد لتألمها رغم انه لم يلاحظ اي اصابة خطيرة عليها سوى يدها الدامية وبعض الرضوض والخدوش المتفرقة , هزت رأسها بشدة وقالت بصوت مخنوق " لا ..لا ارجوك ساعده..فقط..انا بخير...ساعده ارجوك" "اذهبي و استريحي اذاً ..دافيد ارسلها لغرفة.."وقبل ان يكمل صرخت باحتجاج " لا لن اذهب الى اي مكان..سأبقى هنا.." نظر لها اليخاندرو بتفهم وهز رأسه قائلاً بهدوء لا يتوافق مع شخصيته العصبية القوية والمسيطرة "حسناً ,كما تحبين....." "هل هناك ما نقوم به.." سأل خوسيه والده فهز اليخاندرو رأسه وهتف "اذهبا للأطمأنان على امكما ...ابقيا معها ولا تدعاها تنزل هنا واضح.."قال بعصبية هزا رأسيهما بطاعة وغادرا...بينما عادت ادونيكا بالثلج والماء البارد .. "ابدأي بوضع الكمادات الباردة على ساقه " امرها اليخاندرو باقتضاب واخذ بدوره يمسح ذراع غابرييل بالماء النظيف الممزوج مع المعقم.. "دعني افعل هذا..رجاءً" همست لونا بانفعال واسرعت بأمساك قطعة من القماش القطني واخذت تنظف ذراع غابرييل الاخرى "دعيه سأقوم انا بهذا.." هتفت ادونيكا بحدة ونظرت نحوها بانزعاج واضح "لا بأس ادونيكا دعيها تقوم بهذا.." اقر اليخاندرو ذلك فلم تجرؤ ادونيكا على مخالفته وعادت لتنهي عملها بوضع الكمادات الباردة على ساقه المتورمة وهي تتابع لونا بنظراتها الغاضبة والحانقة ,بينما لم تكن لونا تكترث بها فهي لا تعبئ بشيء سوى بحبيبها الملقى بأنهاك امامها...تابعت عملها في تنظيفه ذراعيه وساقيه بصمت وهي تغالب دموعها وتهمس له بكلمات الحب بلغتها الام ... وحين انتهى اليخاندرو اخيراً طلب من الفتاتين ان تبتعدا قليلا ً ليتمكن من انهاء عملية تفقد ابنه وتنظيفه "اخرجن الآن علي ان اكمل الامر الآن وحدي .." علق بصوتٍ غليظ متحشرج هزت ادونيكا رأسها بتفهم مدركة ما يقصد ,بينما تسمرت لونا مكانها ترفض التزحزح قيد انملة فاضطرت ادونيكا لشدها بالقوة بينما اغلق اليخاندرو الستارة البيضاء الفاصلة في وجهها ...تلفتت لونا بغضب نحو ادونكا تلتمس منها تفسيراً لما يجري فقالت الاخيرة بفتور .. "لن يفعل ذلك امامنا..." عندها ادركت ما تقصده ..فخجلت من غبائها ونكست رأسها لكنها لم تتزحزح من مكانها منتظرةً انهاءه عمله بفارغ الصبر... قام اليخاندرو باكمال عملية التنظيف ومعاينة اصابته في الاماكن الحساسة وزفر براحة حين ادرك انه لا يعاني من اي اصابة خطرة سوى من حرقٍ ملتهب تحت سرته وفي اعلى فخذه الأيسر(تسبب به سكب القهوة الساخن حين القاه المحقق الباغي) عالج حروقه بعناية وغطى جسده ثم أستبدال الغطاء بأخر نظيف, وبعد ان انهى عمله دنى من غابرييل وقام بتقبيل رأسه بحنوٍ شديد وعاطفة ابويةٍ رقيقة , ومسح على شعره وهو يغالب دموعه التي غلبت كبريائه في النهاية وانهمرت على خده, فسارع بمسحها بتوتر وبيدٍ مرتجفة من الانفعال زافراً براحة استتاره عن عيون الجميع وكأن نزولها يقلل من شأنه ومهابته ,غير مدركٍ للعيون الزرقاء التي رأته يفعل ذلك من خلال شقٍ جانبي في الستارة .. همست لونا حين رأته يقبله بكل هذا الحب "انه حقا والده..كيف شككت به "زفرت براحة قبل ان يفاجأها بفتح الستارة ,نظر لها بتمعن ورسم ابتسامة رقيقة على محياه المخيف المشوه ثم امسكها من كتفها وهتف امراً بلطف " يجب ان ندعه يرتاح الآن ..تعالي معي.." "الا استطيع ان ابقى معه" سألت برجاء "لا ..انه نائم الان بسبب الدواء وسيظل نائماً لفترة طويلة ..لذا لا داعي لبقائنا ..حرارته معتدلة ووضعه مستقر سيتحسن قريباً لكنه بحاجة للهدوء والراحة لذا..لندعه هيا بنا ,فقد حان دورك الان يا طفلتي " بهدوء..خرجوا وتركوه.. "هل اصبت ..هل...تعرضت للتعذيب ايضاً.." سألها اليخاندرو بقلق شديد و وجل بينما كان يتفحصها في غرفة اخرى ..لم تظهر عليها اي اصابات خطيرة في جسدها سوى بعض الرضوض والخدوش واسوء جروحها كان كفها الذي جرح بالزجاج حين طعنت الحقير باولو ,كان جرحها قطعياً عميقاً بحاجة للقطب لكن لونا لم تكن تشعر به..فذهنها انشغل بغابرييل طوال الوقت , بلطف ازال قطعة القماش البالية التي اقتطعتها من ثوبها ولفت بها جرحها حتى تتمكن من قيادة السيارة ,واقر: "سيحتاج للتقطيب..لا تخافي ستكونين بخير..هل اصبت بجروحٍ اخرى !!؟ .."سأل بأهتمام بينما يمد يديه نحو علبة المطهر بعد ان طلب من ادونيكا تجهيز الادوات اللازمة للفحص,حركت لونا رأسها نفياً وهي تنظر للاسفل..وهمست بخجل"لا ..فهم..لم يقوموا بضربي..مثل غابرييل" " هذا حسن..." قال برقة وابتسم لها مشجعاً " لكنهم ..اغتصبوني.." همست بخجلٍ ومرارة ,فارتجفت يدا اليخاندرو وهو يمسك قطعة القطن التي اراد تبليلها بالمطهر فانسكب القليل منه على الارض..بارتباك وتخبطٍ ليس مألوفاً بشخصيته القوية شديدة البأس , اعاد زجاجة المطهر مكانها وتحرك بتثاقل مبتعداً حتى وقف مقابل ادونيكا التي نظرت له بحزن.. " ستكشف ادونيكا ..عليك.." قال بأنفعال واضح وغادر مندفعاً كأعصار هائج حتى انه اصطدم بأبنه خوسية في الممر ولم يقل شيئاً " ابي ..هل كل شيء على ما يرام.. ابي...ابي...!!!" لكن اليخاندرو لم يجبه واندفع دخل غرفة اعدت لتكون مكتباً له واغلق الباب بقوة هزت اركان منزله الضخم كله ,ثم انهار على اول كرسي صادفه..وفجأة اخذ ينتحب ..ويبكي ...كطفل صغير... ************************* نهاية الفصل الثامن | |||||||||
|
| |
|
15-05-18, 10:01 AM
| #155 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي  
| صباح الخيرات صح امشي معك تاتي تواتي بس لسه انا موجوده انت ماشاء الله فصولك طويله وانا مشغوله بالاعداد للمسابقه ان شاء الله الحق معك وصلت للهروب وانا تعرفين لااعلق لان الاحداث اكيد مشت وظهر الكثير بس كلمه واقفه ببلعومي ربما انكشفت الان لكن مع ذلك ساسأل ياترى الطفل ذو العشر اعوام في الصوره مع الاب والبروفيسور هل يمكن ان يكون غابرييل نفسه | |||||||
|
| |
|
15-05-18, 01:26 PM
| #156 | ||||
| سلمت اناملك ع الفصل الجميل والذي بانت فيه بوادر الفرج كما نتمنى فرحت بنجاة لونا من اغتصاب باولو وقتل غابرييل له ولاعوانه، وفرحت اكثر بنجاتهم ولقاؤه بوالده الطبيب فهو بأمس الحاجه لهم ولمن يعتني به. والد غابرييل حنون مثله، يبدو ان ادونيكا تحب غابرييل لذلك توجه نظرات حاقده للونا. مشاعر والد غابرييل في الاخير وبكاؤه اثر معرفته باغتصاب لونا اثر في كذلك سلمت اناملك يامبدعه، كلي شوق لباقي القصه وكيف ذهبت لونا لوطنها وماحل بغابرييل وكل عام وانت والمتابعات بخير❤ | ||||
|
| |
|
15-05-18, 07:34 PM
| #157 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
15-05-18, 07:39 PM
| #158 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| اقتباس:
الأن راح تبداً مرحلة جديدة في حياة لونا بين اسرة غابرييل والي راح تأثر كتير عليها ....معلش ما راح اعطي تفاصيل كتير بتمنى تنتظريني لبعد العيد وان شاء لله استأنف القصة لأنه خلال رمضان راح تكون استراحة وكل عام وانتم بخير ... | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
37Likes
العرض العادي
