17-07-18, 08:04 PM
| #301 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء 
|  كان المسرح مظلماً ومعظم الحضور قد اخذوا اماكنهم وينتظرون بلهفةٍ بدأ المسرحية التي اعلن عن تأخرها لعطلٍ فني ,وفي الصفوف الامامية بدأت سيدة ممتلاة القوام ومتأنقة بشكل لافت تدفع نفسها بين المقاعد و هي تعتذرمن انزعاج الحضور لتطفلها عليهم ,اخذت تسير بين المقاعد بصعوبةٍ لضيق المكان حتى وجدت مقعدها..وقبل ان تجلس داست بكعب حذائها الطويل الحاد على قدم الرجل جالس بقربها..فتأوه متألماً فاعتذرت بخجل .. "اه عذرا منك سيدي ..لم اقصد... " " لا عليك يا سيدتي.." قالها وهو يحاول كتم ألمه ... "الظلام دامس لذا لم استطع تبين قدمك سيدي ...أنا لا افهم لمَ اطفؤا الأنوار منذ الآن "ردت بتذمر ثم اخذت تتأمل الرجل بعيونها الفاحصة ولم يمنعها الظلام من ادراك حقيقة وسامته الطاغية , زفرت براحة بعد ان استوت في مقعدها وبدأت بالثرثرة فوراً "أنا لا اتأخر عادةً وكان يجب ان اتخذ مقعدي في وقتٍ باكر لكن بعد ان علمت بتأخر المسرحية قليلاً قلت لمَ لا انتظر زوجي العزيز ..انظر هذا مقعده (واشارت للمقعد الفارغ عن يمينها) بقيت انتظره لأكثر من ساعة في هذا الجو البارد " وارتجفت ..ثم عادت تثرثر.." لكنه وبعد كل هذا الانتظار اتصل بي ليخبرني ..انه لن يحضر....انا لا أفهم ما هو الشيء المهم حتى يفوت عرض لونا الأول !!..هذا لا يطاق ...إلا يكفي ان امها وزوجها العتيد لن يحضرا العرض الأول ....اي امٍ هذه التي تفوت عرض ابنتها الأول بسبب رحلةٍ للكاريبي؟؟؟ ....لو كنت مكانها لتركت كل شيءٍ وعدت من اجل دعم صغيرتي " " أوه هل تعرفين الانسة بالاسيو؟؟ " بدى على الرجل الاهتمام حين ذكرت اسم لونا مجرداً وباحت بتفاصيل خاصةٍ عن اسرتها ,فابتسمت السيدة - والتي تدعى باربرا- بزهوٍ لأنه بسؤاله سيفتح لها باب الثرثرة التي تعشقها وستبدأ بحديثٍ لا ينتهي ...فالكل معجب بالانسة بالاسيو وهي تعرفها جيداً لذا اخذت تتباهى وتخبر هذا الغريب عن مقدار معرفتها بلونا,وكيف انها تعرفها منذ الصغر فهي صديقة ابنتها الوحيدة بيكي..كما ان زوجها هو من اقام الدنيا ولم يقعدها حين اختطفت لونا في الارجنتين..وحين رأت نظرة عدم التصديق على وجه الرجل سارعت بالاسترسال باخباره بكل ما جرى وكيف ان زوجها المسكين براد ماكنلي حمل نفسه ذنب ما قد يحصل لهذه الفتاة .. "لقد اجرى براد اتصالاته بكل من يعرفه ليعثروا عليها..(واخذت تستفيض بقولها )لقد عانت الصغيرة الكثير وقام زوجي بالوقوف معها وساعدها في نشر قصتها بجريدة النيويورك تايمز التي يعمل بها..وقام بمساعدتها على اقامة معرضها الخاص للصور...هل رأيته انه معرض مميز هل شاهدته.." هز الرجل رأسه دون قول شيء فمع سيدة مثل باربرا لا مجال للكلام فهي من تتولى دوماً الحديث عن الطرفين ... ثم تابعت بشكلٍ درامي "اه يا ألهي ان به صوراً مؤلمة ..لكن هناك صورٌ اخرى تبعث على الامل..انها فنانة موهوبة ,أتدري ان براد زوجي هو من اكتشف موهبتها في التصوير في المقام الأول ,واوصى بها للعمل في مجلة ناشونال جيوجرافيك , لكنها تركت العمل بها الآن وتعمل كمصورةٍ حرة ...وحتى رقص البالية لم اتخيل انها ستعود له يوماً بعد كل هذا الوقت ...لكنها قالت لي بفخر "سيدة ماكنلي ما كنت لأسمح لأحدٍ آخر باخذ هذا الدور ...انا من كتبت المسرحية وانا من سأرقص فيها ..." ضحكت باربرة بخفة ثم أخذت تسترسل في خوض تفاصيل القصة..ولم تتوقف لان هذا الرجل كان دمثاً بحيث لم يقاطعها او يظهر انزعاجه..فزادت من ثرثرتها حتى ابدى عدد من الحاضرين امتعاضهم..فنظرت لهم بضيق وقالت بأزدراء " لم تبدأ المسرحية بعد..فلمَ كل هذا الانزعاج علينا ان نتسلى قليلاً قبل ان يبدأ العرض..(ونظرت لساعتها وقالت بتهكم ) والذي تأخر بالفعل اكثر من نصف ساعة " ( ثم تابعت بحماسة )"..اتعلم ما موضوع المسرحية.(وقبل ان يجيبها بأنه يعلم..سارعت تشرح له ) "انها عن قصة امرأةٍ تختطف ابنتها فتبدأ بالبحث عنها..وتفاجأ بعدد النساء اللواتي فقدن اعزاءهن حيث يشكلن جماعة تدعى..( واخذت باربرا تحاول استذكار الأسم لكن الرجل سبقها وأجابها بثقة .. "تدعى نساء ميدان مايو" " اه صحيح اذا فقد قرأت الكتيب..(سألته بشك فهز برأسه بأجل..لكن هذا لم يمنعها من الثرثرة فقالت )وتبدأ المرأة المسكينة تبحث وتبحث عن ابنتها ..لكنها تعتقل ولصدمتها تجد ابنتها في المعتقل ذاته فتعانيان التعذيب والقهر وفي النهاية..." لكن .. وقبل ان تتفوه بالمزيد وتفسد الأمر تماماً سمعت صوت احتجاج من الحضور "شششش" فسكتت مكرهة فقد فتحت الستارة...وعلى التصفيق الحار حين تقدم قائد الاوركيسترا والذي مال باحترام لتحية للجمهور قبل ان يشير بأشارة البدء ,فأنطلقت انغام الموسيقى الرائعة واخذ الرقاصون يتوافدون على المسرح كل حسب دوره وبدأوا يتمايلون برشاقة وخفة... ظهرت ناشا التي مثلت دور الفتاة التي تعتقل((وهو دورٌ صيغ خصيصاً لخوانيتا ))..كانت ترقص مع حبيبها الذي خشي عليها بسبب جرأتها وكلامها الصريح الناقد عن الظلم الحاصل فأخذ يحذرها من مغبة فعلها هذا ...لكنها لم تنصت له فاندفاعها مصدره حبها الحقيقي لوطنها والذي تسعى لتحريره من الجهل..والظلم...." تأمل الرجل الجالس بقرب باربرا المسرحية الراقصة باعجاب واندهش كيف للحركات ان تعبر عن المضمون بدل الكلمات ..."هذا ابداع ٌحقيقي" همس بتأثر ثم جاء مشهد اعتقال الشابة الصغيرة ..وتعذيبها بشكل ايحائي لم يكن مخيفاً لكن لمن يعلم ما كان يجري في الحقيقة كان مشهداً مؤثراً للغاية ابدعت ناشا بتصويره لأنها شعرت بعد كلام لونا بمشاعر المعتقلين المعذبين... ثم في المشهد التالي ظهرت لونا..كانت تمثل دور الام المكلومة التي تبحث عن ابنتها..تحمل صورتها وتدور بالشوارع كان مشهداً مؤثراً خاصة حين رفعت منديلها الابيض ولفته على رأسها واخذت تسير بين كثير من النساء اللواتي يحمل صور احبابهن ويرتدين مناديلهن البيضاء..وفي خلفية المسرح ظهرت صور الضحايا المختفين..وعلا التصفيق والتهليل من الجمهور.. كان اكثر مشهد مؤثر حين تلتقي الام بابنتها في المعتقل وتحاول الأم ان تمنع المحقيقين القساة من تعذيب ابنتها بعرضها نفسها .. (عذبوني بدل منها..اقتلوني لكن لا تمسوها..) كانت لونا تهدي هذا المشهد لغابرييل..الذي تعذب كثيراً من اجلها ومن اجل والدها وكان سعيداً ان يعذب كل يوم ولا يمسوا شعرة منها كما اخبرها مرة ... و رغم كل ما فعلته الأم لكنها لم تستطع حماية ابنتها.. وصور المشهد الختامي كيف اخذ المجرمون النساء والفتيات المعتقلات وقتلوهن بالرصاص..لكن وبعد ذهاب القتلة ..رسم المشهد لوحة لصعود ارواح الضحايا ,وكيف حصلوا على اجنحة وبدأوا يدورون ويحلقون في سماء بحرية ....( فالحرية تحلق في سماء الارجنتين من جديد) وبسبب هؤلاء الضحايا ..انتفض الشارع..انتفض الناس..وانهوا سطوة الطغيان ..ثلة من النساء والرجال الذين احتشدوا في ميدان مايو...(نساء لا يخشين الموت)..وهذا كان اسم المسرحية التي انتهت بتصوير روح الام تحتضن روح ابنتها وتصعدان معاً للسماء بعد ان اطمأنتا على ان الحرية عادت للارجنتين ثانية... علا التصفيق والهتاف خاصة حين عاد الراقصون وانحنوا للجمهور...شعرت باربرا بانسجام ذلك الرجل وتأثره الشديد ,فأدركت انه متذوقٌ للفن الهادف ,وأرادت أن تكافئه على صبره على ثرثرتها ولباقته ..بأن عرضت عليه.. " اتريد مقابلتها...اعني الانسة بالاسيو ...لونا.." " هل استطيع ذلك..؟؟اعني.اجل ...بالتأكيد أود هذا." رد بحماس " اذا هيا بنا من هنا " يتبع | |||||||||
|  |
|
17-07-18, 08:07 PM
| #302 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| سارت باربرا امامه ..ودخلت من الخلف عند الكواليس والعجيب انه لم يوقفها احد..لقد كانت تتحدث مع الجميع بزهو وفرح.. انها سيدة عجيبة حقاً ,فرغم ثرثرتها التي تزعج البعض لكنها كانت تأتي دوماً محملة بالطعام لتساهم في هذا العمل الذي يمثل حلم ابنتها بيكي مخرجة المسرحية وطبعاً هي لم تخبره بهذه المعلومة بعد لأنها تدخرها للنهاية ,وهذا السبب في انها تستطيع الدخول بسهولة حيث ما أرادت .... سارت باربرا برفقة الرجل حتى وصلت لغرفة لونا..وسألت روبي مساعدة لونا الشخصية عنها .. " اين عزيزتي لونا...؟!!" " ستأتي حالاً سيدة ماكنلي اكيد انها حوصرت من قبل المعجبين..اه ها هي قادمة.."وأشارت روبي لنهاية الممر المؤدي للمسرح حيث كانت لونا تسير بهدوء والرضى والسعادة تشع من وجهها وهي تتحدث مع ناشا التي كانت تتبختر بزهو وسرور بعد نجاحها في اداء دورها ..وقبل ان تصلا لحيث تقف باربرا والرجل الغريب التفتت لونا للخلف حين ناد شخص ما عليها... " لونا عزيزتي .." ثم جرى نحوها شابٌ وسيم بهي الطلعة وضمها بحب ورفعها عن الارض وأخذ يدور بها بسعادة غامرة وهو ينهال عليها بالتهاني على ابداعها ... ضحكت باربرا بخفة ثم التفتت لرجل الذي رافقها لتغدق عليه ببعض التفاصيل التي تتمتع بسردها ,فرأته ينسحب باضطراب واضح وقد شحب وجهه فنادته بحيرة "..سيدي مهلاً لحظة ..الا تريد ان تقابلها ..؟؟!!" " لا..لا ..اظن ان الوقت غير مناسب...شكراً لك سيدتي على لطفك..(تردد برهة ثم عاد نحوها وقام بأعطائها شيئاً وقال برجاءٍ خافت ) ارجو منك ..ان تعطيها هذه.."ثم غادر بسرعة... شيعته باربرا والحيرة تعصف بها من تصرفه الغريب ثم التفتت نحو لونا حين نادتها ببهجة .. "اه سيدة ماكنيلي ارى انك هنا..هل شاهدت العرض...؟؟" فمدت باربرا ذراعيها بألفة وقالت بأنفعالٍ استعراضي " اه يا عزيزتي انه رائع....رائعٌ جداً وقد تأثرت بالقصة للغاية رغم اني رأيت عرضها التجريبي ...لكنه كان اداءاً مبهراً بحق ...وقد أثار الجميع بمن فيهم ذاك الرجل الذي لا ادري ما سمه ,لكنه بدا متأثراً للغاية بالعرض وأراد ابداء اعجابه بك..ولا أدري لمَ غادر فجأة ...لكنه اعطاني هذه...".ووضعت بيد لونا ما قدمه الرجل الغريب لها ..... نظرت لونا لمَ في يدها فشهقت بقوة ٍ ودهشة حين رأت سوارها الفضي , فصاحت بلهفة شديدة " اين ..هو..؟؟" " من ؟؟؟" سألت باربرا بحيرة "الرجل الذي اعطاك السوار ..؟؟" هتفت لونا بأنفعال شديد "لقد غادر ..يا ابنتي .!!" ردت باربرا بدهشة امسكتها لونا وهزتها بقوة وهي تقول بحدة "ارجوك اخبريني من اين ذهب...؟؟" ارتبكت باربرا من الحاحها الشديد وانفعالها غير الطبيعي فهزت رأسها بحيرة واشارت للجهة التي غادر منها ,فانطلقت لونا بسرعة تجري في إثره غير عابئة بمن أخذوا ينادونها بحيرة من تصرفها الغريب ,وقفت امام مخرج المسرح الخلفي..ورأت هناك حارساً فسألته بلهفة " هل خرج رجلٌ قبل قليل من هنا..؟؟" " اجل انسة بالاسيو.." " من اين ذهب..؟؟" " من هنا." واشار الحارس لها للجهة التي سلكها الرجل ,فاطلقت ساقيها للريح وخرجت للشارع تجري خلفه ,كان الجو ينذر بسقوط المطر في هذه الليلة الشتوية الباردة ,ولم تكن ترتدي شيئاً فوق ملابس الرقص وخرجت بحذاء الباليه الذي لم تنزعه بعد, ظلت تجري بسرعة وهي تتفقد وجوه المارة الذين ينظرون لها باستغراب.. "..اين هو ؟؟..اين ذهب.؟؟"تلفتت حولها بلهفة واخذت تنادي عليه بصوت عالي غير عابئة بمن حدق بها بأستهجان "غابرييل...غابرييل...!! " لمحت من بعيد رجلاً طويل القامة يرتدي معطفاً ويضع قبعة فظنت انه هو..سارت خلفه بسرعة تحاول اللحاق به..رأته يقطع الشارع ,فاخذت تنادي عليه بصوت عالي وهي تدفع الناس وتبعدهم من طريقها.. وصلت للطريق وقطعته دون الانتباه للاشارة التي اضاءت فتحركت السيارات مسرعة نحوها ولولا يدان شدتها للخلف لداستها احدى السيارات ولهلكت .. فقدت توازنها وسقطت ارضاً مع الرجل الذي دفعها جانباً لينقذها ,ثم سمعته يلومها بعنف " هل جننت كدت تقتلين.." نظرت لليدين اللتين تمسكانها قبل ان ترفع رأسها فترى وجهه قربها فهمست بأنفعال "غابرييل..اهذا انت ...حقاً؟؟!!.." رفعت يديها لتلمس وجهه لتتأكد بأنه حقيقة وليس وهماً نسجه خيالها ...تلمست خطوط وجهه التي حُفرت في ذاكرتها ووجدانها ,واخذت تتبع ما خلفته السنوات السبع من اختلافٍ فيه ,فلاحظت بعض الشعر الابيض الذي بدأ يظهر عند جانبي رأسه ,وبعض خطوط التجاعيد عند زاوية عينيه ..وقبل ان تنطق كلمة اخرى جذبها ورفعها عن الارض وسألها بأنفعال واضح " ماذا كنت تحسبين نفسك فاعلة ؟؟كدت تموتين.." كان يتحدث بقلقٍ بالغ وانفعال وهو ينظر لثيابها التي اتسخت وحذائها الذي ابتل وشعرها المشعث ,وكحلها الذي سال من عينها لأنها كانت تبكي....فقام باخراج منديله ليمسح وجهها.. لكنه قبل ان يفعل ذلك دفنت رأسها في صدره..واخذت تبكي بحرارة..فلم يستطع إلا ان يضمها له بحب وشوق كبير .. يتبع | |||||||||
|
| |
|
17-07-18, 08:10 PM
| #303 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| " لقد جئت اخيراً..لا اصدق نفسي .." هتفت بانفعال ورفعت راسها تنظر اليه بلهفة وهتفت بعتب من بين دموعها "..لماذا لم تنتظرني..لماذا غادرت وتركتني..؟؟.." اظلمت عيناه قليلاً واشاح بها جانباً,فكيف يخبرها بأنه بعد ان اضناه الشوق وارقه السهاد واستمات ليأتي ويراها كان الوقت قد فات وخسرها ... وقبل ان يفتح فمه ليجيبها سمع صوت رجلٍ ينادي عليها بلهفة فاستدار كلاهما فإذ بذاك الشاب الوسيم نفسه الذي رأه غابرييل يحتضنها بعد المسرحية قد جاء خلفها جرياً وهو يلهث.. " لونا ماذا تفعلين هنا بحق السماء ؟؟"سألها باستنكار وهو يلاحظ هيئتها المشعثة اخذت لونا تنقل بصرها بينه وبين غابرييل..الذي كان يضغط على ذراعها بغير قصد حتى آلمها..فأدركت الامر فهمست تقول.. " هذا غابرييل.." " غابرييل !!..من ..غابرييل؟!"سأل الشاب بحدة وهو يرمق ذلك الرجل الطويل الممسك بشقيقته بتملك لم تجبه لونا بل نظرت لغابرييل..وهمست برقة وهي تربت على يده ليخفف من قبضته المتوترة... "هذا اليكس..اخي..يا غابرييل " شعرت بقبضته ترتخي عن ذراعها وهو ينظر لها ببلاهة يحاول استيعاب ما قالته له قبل ان يهمس بدهشة " اخوك..؟!!" فردت بنعومة " اجل..الكساندر..اتذكر..حدثتك عنه مرة.."وقبل ان تكمل..كانت ناشا وفتاة اخرى قد لحقتا بهم أيضاً ,فبعد ان جرت لونا كالمجنونة نحو الشارع لحق بها شقيقها اليكس وتبعته ناشا وميرا زوجته .. أشارت لونا نحو شقيقتها الصغرة وقالت بخفة "وهذه ناشا...اتذكرها .. اختي الصغيرة " همس غابرييل بخفوت "صاحبة الرسم " فضحكت لونا بسعادة لتذكره ذلك الأمر وهتفت بتأثر "اجل..." ثم ما لبثت أن لحقت بهم السيدة ماكنلي وكانت تلهث بشدة فقد دفعها الفضول للحاق بهم لتعرف قصة لونا مع هذا الرجل.. تنفست باربرا بعمق وهي تضع يدها على صدرها ..وقطبت حاجبيها استهجاناً حين لاحظت كيف التصقت لونا به بشدة ,فسألته بفضول وعتب " هل تعرف لونا ,لمَ لم تقل ذلك من قبل ؟؟.." لم يجبها غابرييل لأنه لم يستوعب الأمر بعد, وعاد الكس يسأل باستغراب وفضول..." من هذا يا لونا..؟" لم تجبه لأنها شغلت عنهم جميعاً بالنظر لحبيبها الذي اخذت تهدأ من روعه بعد ان فهمت سبب اضطرابه فقالت شارحةً " أخي اليكس ...كان مسافراً منذ مدة ,وجاء ليشاهد العرض مع زوجته ".. قلبت ناشا بصرها بفضولٍ بين اختها والرجل الغامض وحين أدركت من هو هتفت بأثارة "أهذا غابرييل يا لونا !!" فضحكت لونا بسعادةٍ غامرة من بين دموعها وقالت "اجل هو....هل تصدقين هذا !! " " غابرييل من؟؟؟!" جاء السؤال من فم اليكس وباربرا في ان واحد... " انه حبيبها.."قالت ناشا بثقة وسعادة وهي تقفز بفرح "ماذا..؟؟" هتف الجميع باستهجان فهم لم يصدقوا ما سمعوه ,فلونا ليس لها حبيب او حتى صديق مقرب حسب علمهم..وكانت برابرا تستغرب ان تكون فتاة بجمالها وثقافتها وليس لديها صديق حميم حتى هذه اللحظة ,رغم ان عدد معجبيها من الجنس الاخر كثير...وكانت تظن ان تجربتها المريعة في الأرجنتين قد افقدت الفتاة اهتمامها بالرجال .... لم تكن لونا وغابرييل يشعران بما يجري من حولهما فقد انشغلا بنفسيهما فقط اذا همست له بانفعال وهي تتلمس صدره بلهفة دون ان تحيد ببصرها عن عينيه اللتان تشعان شوقاً ملتهباً يوازي شوقها او قد يزيد "لقد اتيت اخيراً ..من اجلي.." ضمها له بشوق وهمس بانفعال بعد ان زال خوفه من أن يكون خسرها " اجل..لكني خشيت انك قد نسيتني اعني..حين رأيت اليكس..ظننت....." وتكدرت ملامحه ولم يكمل فرفعت حاجبيها بخفة وابتسمت بعذوبة فقد ادركت انه ظن اليكس حبيبها..فسارعت تقول بحرارة " لا احد ..لا احد سواك في حياتي..فأنت حبي الوحيد.." ودمعت عيناها..من جديد..ثم تابعت بحرارة " قلت لك بأني سأنتظرك..ولو لاخر العمر..." ضمها لصدره بحرارة وهمس بانفعال .." لم انسك يوماً يا حبيبتي ,وتمنيت الحضور قبل الآن لكن لم استطع فعل ذلك.." رفعت رأسها وقالت بأنفعال "..لو لم تأتي اليوم لتراني لكنت جأت اليك بنفسي..لقد نويت السفر بعد ان انهي عرض مسرحيتي " ... اخذ يتلمس خطوط وجهها الندي الذي حفر في ذاكرته وقلبه ,ولاحظ ارتعاشة جسدها فأدرك انها تشعر بالبرد خاصةً وانها لا تزال في ملابس الرقص الخفيفة فسارع بخلع معطفه..والبسها اياه وهمس بأنفعال "هيا بنا..." احاطها بذراعه بحمايةٍ وتملك واخذا يسيريان معاً وهما ينظران لبعضهما بحب ,والكس وباربرا ينادون على لونا باستهجان لكنها لم ترد عليهم فهي لا ترى سوى حبيبها ولا تسمع سوى صوته.. ضحكت ناشا بخفة وقالت " دعوهما فهما لا يكترثان لشيءٍ آخر ..هيا بنا لنغادر فالجو بارد وأظنها ستمطر بعد قليل.." "لكن يا الهي ..انها تسير بحذاء الباليه.."قالت باربرا..باستهجان " لا اظنها تبالي بأي شيء بعد الان..سيدة ماكنلي "ردت ناشا بتأثر ثم ابتسمت بحبور وهي ترى السعادة مرتسمة على وجه اختها .. استدارت باربرا نحوها يدفعها الفضول لتكتشف القصة..فامسكت بناشا واخذت تستجوبها بفضول عما تعرفه ,والشابة الصغيرة تضحك بسعادة وزهو لأنها الوحيدة التي تعرف الحقيقة كاملة ,تعرف كل شيء عن قصة حب لونا وغابرييل... ************************* يتبع | |||||||||
|
| |
|
17-07-18, 08:16 PM
| #304 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| "كيف ابي والجميع....؟؟"سألته لونا بقلق فطمأنها بقوله "انهم بخير الجميع يا حبي فلا تقلقي.." " لقد علمت ان منزلكم احترق بعد أن غادرت...فماذا حصل ؟؟"تسائلت بقلق "بعد مغادرتك بفترةٍ قصيرة ..جاءنا روبيرتو هارباً ..." "روبيرتو..صديق..خوانيتا...؟"س� �لت بدهشة "اجل..فبعد اختفاء خوانيتا كثف الشاب المكلوم بحثه عنها..ولكنه لم يعثر عليها طبعاً..وكان يشك بأحد زملائه ويدعى استيبان بأن يكون الواشي .وبالفعل عرف بأنه كان يعمل مخبراً " " يا الهي..اهو..من...؟؟" " اجل ..انه من وشى بك..وبي وبنا جميعاً.." نكس غابرييل رأسه وقال.بأسى.. "لقد قام روبيرتو..بخطف استيبان..وظل يضربه ويعذبه حتى عرف منه الحقيقة..وحين علم بموت خوانيتا جن جنونه ولم يتحمل الأمر ..فقام بقتله,بعدها شعر روبيرتو بالضياع ,فرغم انه ليس شاباً همجياً ولا عنيفاً بطبعه..لكنه فقد السيطرة على نفسه ,وقام بسرقة سلاحٍ من احد معارفه وتوجه لأحد مراكز الشرطة ,واطلق النار على عشرة اشخاص وفر هارباً ...ظل مطارداً لفترة وعاش ظروفاً صعبة ومرعبة , ولم يجد من يؤويه فلجأ الينا وكان من القلة القليلة التي تعرف بمكان اهلي ,كان نادماً على ما ارتكبه فهو يعلم ان العنف والانتقام لا يحل المشكلة..بل يزيدها..لكن ما حصل قد حصل ....تتبع العسكر اثره وتوصلوا لمكانه ,وهكذا اقتحموا المزرعة ودمروا كل شيء.." " يا الهي..هذا رهيب..وماذا فعلتم ,كيف استطعتم الفرار.. .؟؟." " انا كنت بطبيعة الحال قد غادرت بعد رحيلك بفترة ...واليخاندرو كان متحسباً لأي طارئ فقد نشر رجاله في كل مكان و حالما عرف بقدوم العسكر تمكن من تهريب الجميع ,بينما بقي هو حيث نصب بعض الكمائن مع رجاله وقضى على عدد من الجنود ثم ولى بالفرار مع روبيرتو للجبال.." " لكنه بخير الآن اليس كذلك...؟؟"سألت بأنفعال وخشية "لا تخشي شيئاً يا حبيبتي فهو اسد شرس لا يهزمه احد..." قال باعجابٍ وثقة مالت برأسها على صدره وهمست بتأثر وانفعال " اه لو تدري كم بحثت عنكم..؟؟" فرد بتفهم " اعرف يا حبيبتي..فقد جاء شخص يسأل عني في الجامعة اكثر من مرة فادركت انه من طرفك وبأنك تبحثين عني..كان علي القدوم قبل الان لكني لم استطع ,فبعد ان أُطيح بحكم فيديلا شُغلت مع عددٍ من معارفي واصدقائي في التقصي عن حالات الاختفاء القصري والتعذيب والأغتيالات التي حصلت من اجل توثيقها لتستخدم لأدانة من قاموا بكل تلك الانتهاكات الفظيعة ,فعلى عاتقنا تقع مسؤولية الثأر لكل الضحايا وأعادة بناء وطننا الحبيب ,ولا زال العمل قائماً وسيحتاج لسنواتٍ كثيرة بعد فما خلفته الحرب القذرة يحتاج لسنين من العمل الشاق لتعود الارجنتين للحياة من جديد...لكني لم اعد اطيق البعد عنك أكثر فجأت لأراك وكلي رجاءٌ ان اجدك بأنتظاري " قالها بأمل كبير وهو يلتهمها بنظراته المشتاقة الولهى " بطبع كنت في انتظارك ..." ردت بانفعال فعاد يضمها له بشوقٍ كبير رفعت عينيها وعادت تسألته بلهفة "اين تقيم اسرتك الآن ....؟؟؟" " انتقلت اسرتي لمنطقة البامبا..فهناك تقيم اسرة ابن خال امي كاستلو ,وهو قائد قبيلة وزعيم مهيب يمتلك مزرعة كبيرةً للماشية ,انها كالمستعمرة منطقة شاسعة وشديدة الخصوبة ,رحب بهم وساعدهم كثيراً....لكن أنا وأليخاندرو وروبيرتو بقينا مختبئين في الجبال لسنوات خوفاً من الملاحقة ألى ان سقط حكم العسكر ثم انتقلنا للعيش معهم..اه ..لن تصدقي لقد صار اليخاندرو راعي بقر حقيقي لقد اغرم بحياة الغاوتشو هل تصدقين الاشتراكي المتزمت صار غاوتشو..هههه" علق ضاحكاً فشاركته لونا الضحك وهي تتخيل هيئة والدها وهو يرتدي ثياب الغاوتشو التقليدية ويمتطي صهوة الجياد... تابع غابرييل بخفة " مازال يعمل كطبيب بالطبع بل لعله صار اشهر طبيبٍ في المنطقة بسبب مهارته وحنكته ومعالجته للفقراء والمحتاجين بالمجان ...الكل يحبه ويحترمه .... اما امي فقد انتهى خوفها بعد ان عادت ترى اسرتها حولها ...لقد اصبحت تشعر بالهدوء والسكينة أخيراً .. " وماذا عن دافيد..هل سافر كما كان يريد ...؟؟؟" " اه ...لا.... فبعد أن انتقل مع اهلي الى البامبا ...احب فتاة هناك وتزوجها وقد استطاعت ان تنسف فكرة السفر من رأسه ,وبعد طول شدٍ وجذبٍ بينهما رضيت ان تستقر معه في العاصمة ,وهناك افتتح دكان لبيع اجهزة الحواسيب ...يقول انه عصر التكنولوجيا..لن تعرفيه الان..فقد سمن واصبح له كرش كبير.. (ضحكت لونا على الصورة التي تخيلتها تابع غابرييل القول براحة ) والاهم من كل شيء انه سعيد بحياته" " وادونيكا وخوسية والصغيرتين.." سألت بلهفة " لقد رزق خوسية وادونيكا بطفل جميل..سموه جوليانو ,وامورهما رائعة فقد تخلى اخي عن سكوته.. واصبحت البسمة لا تفارق وجهه..وهو من يتولى شؤون المزرعة في البامبا..لقد اعجب به كاستيلو كثيراً لمهارته في ادارة المزارع,وادونيكا بصحة جيدة ولا زالت ذراع ابي الايمن في عمله.. ولن تصدقي كيف اصبحت ريتا لقد كبرت وصارت شابة حسناء فاتنة وهي تريد ان تصير مصورة فوتوغرافية مثلك..اما روزا فلا تتوقف عن الكلام ابداً وكأنها بلعت مذياعاً وتحب الرقص وظلت تلح على والدتها حتى عثرت لها على مدرسةٍ لرقص الباليه في المدينة المجاورة وهي الآن تحلم بان تصير راقصةً بارعة .. (قال بانفعال وهيام وهو يتلمس خصلة فرّت من شعرها ) كما انها لا زالت تحتفظ بشعرك..لا تتخيلي عدد المرات التي حاولت فيها ان اتحايل عليها لتعطيني اياه لكنها لا ترضى ان تعطيه لأحد ,وبعد طول ترجي واستجداء تكتفي بمنحي خمس دقائق فقط للمسه وبعدها تأخذه وتخبئه بصندوقٍ محكم وكأنه تميمة حظها " توقف عن السير وتطلع لها بحب وهمس بأنفعال وبشكل حالم.." لذا كنت اتسلل لغرفتها سراً لاراه..والمسه..وألثمه "وضمها اليه بحب وتابع بانفعال شديد "كنت احترق شوقاً لكِ كلما لمسته وشممته..." نظرت له بحب وقامت بسحب مشابك شعرها فانسل كنهر ذهبي جميل.. ثم قالت " لقد اطلقته من اجلك ..ولم اقصه ابداً كما وعدتك ....." فاحتضنها بحرارة ودفن رأسه في شعرها فرفعت يدها لتلمس وجهه ,فلاحظ انها لا تزال تمسك بالسوار فاخذه منها وعاد يلبسها اياه ثم قبل يدها بحب وقال بأنفعال " هل تتزوجيني..يا لونا.." ضحكت وقالت بمكر" لقد تأخرت في طلبك كثيراً...يا استاذ " تبدل حاله وارتسمت الخيبة على محياه بجلاء فسارعت للشرح بمكرٍ محبب " فأنا مخطوبة لرجل منذ سبع سنين..." (وحين شعرت بصدمته ضحكت وقالت بخفة ) "الم تخطبني من قبل..ما بالك هل نسيت !!!!" نظر لها بحيرة فرفعت سوراها وهزته بخفة وقالت بانفعال " حين البستني السوار اول مرة شعرت انك ربطتني بك للأبد ..لقد اعتبرت انك خطبتني من يومها..وحين وعدت بالمجيء لرؤيتي..اعتبرتها نذور زواجنا...فأنا لك يا غابرييل من يومها..ولن اكون إلا لك ..." " لونا..حبيبتي..."دنى منها يريد تقبيلها ليغرقها بأشواقه ومشاعره المتأججة لكن بعض المارة اصتدموا بهما فحالوا دون ذلك فضحكا بخفة ,ثم زمجر بانفعالٍ وهو يغالب اشواقه المتفجرة في نفسه "علينا ان نغادر من هنا.." فردت عليه بوعدٍ لذيذ "شقتي قريبة من هنا فلنذهب اليها ,سأدعوك على العشاء..سأطهو لك.." رفع حاجبيه باستغراب وسألها بدهشة " هل صرت تطبخين الآن ..هذا تقدم..فعلاً.؟؟" " لقد اخذت دورة في الطبخ.." ردت بخفة وزهو " حسناً وماذا سنأكل.؟؟." سألها بخفة " هممم..اظن اننا سنضطر لأكل البيتزا الباردة من ثلاجتي.."علقت بشقاوة "ماذا .؟!.(تسائل بأستنكار )لكنك قلت انك ستطهين لي.!!." ضحكت بخفة وقالت بدلع "على الارجح لن يعجبك الطعام الذي سأعده لأني سأحرقه بالتأكيد ..وستفضل البيتزا الباردة عليه " " الم تأخذي دورة في الطهي..؟" سألها بشك " اجل قلت اني تدربت على الطهي..لكني لم اقل اني اتقنته." جلجلت ضحكته على اسلوبها المرح الذي اشتاق له ,ظل يضحك حتى التفت كل من حولهم لهما وحين تمالك نفسه قال بحب " لونا انا احبك حتى ولو لم تجيدي الطهو.." ثم داعب خدها بلذة فسألته بمكر " الن يزعجك ذلك..؟" " الحمد لله..ان امي طاهية ماهرة(رد بخفة )..ستطهو لكلينا ولأطفالنا ايضاً ..وستكون مسرورة بذلك " نظرت له بزاوية عينها وقالت بمرح وشقاوة.."لكن هل تعتقد انها ستسمح لي باللعب بالصابون ..والتمرغ على ارض المطبخ.." ضحك بمرحٍ وقال بأثارة " ..على الارجح لا..لكنها لن تستطيع الأعتراض ان ساعدتك هذه المرة , فالمرة السابقة تركتك تلعبين وحدك..لكني لن افعل ذلك بعد الآن " ضمها لصدره بانفعال وقبلها بشغف وحرارة حتى كاد ان يضيع في غياهب عشقها لذا ابعدها مكرهاً وهمس بإثارة "لنذهب الآن وبسرعة " كان يتحدث بأثارة ورغبة جارفةٍ ابقاها حبيسة قلبه سنواتٍ طويلة وما عاد يطيق صبراً وتابع بلهفة "..لقد ارسلت امي تؤنبني على تأخري بالقدوم لأحضارك...اخبرتني انها تعد لحفل زواجنا منذ سنوات ولم تعد تصبر اكثر فهي تعلم كم كنت اتعذب طيلة تلك المدة, كنت اعد الأيام والساعات لهذه اللحظة ..." "وانا ايضاً..."ردت بأنفعال فعاد يقبلها بشغفٍ حاول بجهدٍ السيطرة عليه فعاد يهمس بانفعالٍ واثارة "لنذهب بسرعة من هنا ..." فردت بمرحٍ وشقاوة وهي ترفع قدمها وتريه حذائها المبتل .."سيكون عليك مجارات خطواتي ..." فأبتسم لها وبحركةٍ خاطفة رفعها بين ذراعيه وقال بثقة "سأحملك واجري بك " وتذكر تلك الرغبة الجارفة التي اجتاحته لحملها حين دعاها أول مرةٍ لتحضر محاضرته ,لكن يومها لم يكن يجرؤ أن يفعل ذلك فهي كانت غريبةً عنه ...أم الآن فهي له ...حبيبته التي سيمضي بقية عمره معها ... خطى بها بثقة متجاهلاً النظرات الفضولية من حولهم , فقالت له بقلق وخشية وهي تذكر كل ما تعرض له من تعذيبٍ في السابق "سأتعبك ..." "ابداً ..."رد بثقة واستأنفا سيرهما باستمتاع ولم يكترثا بالمطر الذي بدأ ينهمر ولا بالناس الذين يحدقون بهما باستهجان فكل ما يهمهما انهما صارا معاً ولن يفترقا بعد الان..ابداً.. النهاية شكر وتقدير لأمهات لا تهاب الموت لم يكن المناخ القمعى فى الارجنتين يسمح بانشاء اى حركة احتجاجية او حزب سياسى يقف فى وجه هؤلاء الطغاة الا حركة واحدة ضربت مثالاً رائعاً و فريداً فى تلك الحقبة ,وجسدت اهمية دور المرأة فى الوقوف فى وجه كل ظالم متجبر هذه الحركة هى حركة " (Associacion Madres de Plaza Mayo ) " أمهات ميدان مايو" تكونت هذه الحركة عام 1977بتجمع 14 أم فى ساحة ميدان مايو بالعاصمه بيونس آيرس أمام قصر الرئاسة, ليطالبوا بمعرفة مصير ابنائهم المختفين متحدين بذلك ارهاب الدولة , ولأنهم مجرد مجموعة من الأمهات اهمل العسكر تجمهرهم الا أن الحركة فاجأتهم بالاتساع و اكتسبت شعبية كبيرة فى الارجنتين حتى اصبحت حركة المعارضة الوحيدة الموجودة فى وجه العسكر حتى انه لم يستطع يوماً قمعها لأنها و منذ ذلك التاريخ و على مدار اكثر من 30 عاماً لاحقة لم تنقطع الآف الامهات عن التجمهر كل خميس للمطالبة بحق معرفة مصير ابنائهم المختفين و محاكمة قتلة ابنائهم بل اتجهت الحركة للمناداة بعدم تكرار ما حدث فى حق ابنائهم مره اخرى ليس لشباب الأرجنتين فقط و لكن لكل شباب العالم بأسره | |||||||||
|
| |
|
17-07-18, 10:52 PM
| #307 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
37Likes
العرض العادي
