آخر 10 مشاركات
1- لمن يسهر القمر- روايات أحلام القديمة- آن هامبسون (كتابة /كاملة)* (الكاتـب : جين اوستين333 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          طوق من جمر الجحيم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : samar hemdan - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          281 - أميرة رغم عنها - صوفي ويستون **تصوير جديد** (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree37Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-18, 11:14 PM   #61

قطرالندى حسن

? العضوٌ??? » 363565
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 375
?  نُقآطِيْ » قطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond reputeقطرالندى حسن has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني أكون من متابعين روايتك الجديدة


قطرالندى حسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 08:11 AM   #62

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطرالندى حسن مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني أكون من متابعين روايتك الجديدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وانا يشرفني اكثر ان تكوني من متابعين روايتي واتمنى ان تنال اعجابك وأهلاً بك صديقتي


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 08:22 AM   #63

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

بصبح على كل اصدقائي وصديقاتي الي بنتظروني, اليوم راح انزل الفصل بدري وبتمنى ينال اعجابكم...وقبل الفصل حابة اقدملكم لمحة صغيرة عن الفترة الزمنية الي بتدور احداث الرواية فيها وهي فترة حقيقية وعصيبة مرت على الأرجنتين.....
في عام 1976 اعتلى الجنرال الديكتاتور خورخي فيديلا (Jorge Rafael Videla)،) سدة الحكم في الارجنتين اثر انقلاب عسكري ,وكان الحاكم المطلق للأرجنتين حتى عام 1981 وقد عاشت الأرجنتين في سنوات حكمه فترة اتصفت بالسوداء من قبل منظمات حقوق الإنسان فقد كان يحكم بالحديد والنار ..وقد اتخذ شعار الحكم بالرصاص.. وخلال فترة حكمه المستبد ..حدثت اعمال مخيفية في قمع المدنيين ..وكبت الحريات... حيث سجن وقتل وشرد مايقارب 30,000 (حسب الأحصائات الرسمية) وكانت نسبة الفتيات والنساء من المختفين حوالي 30 بالمئة من المختفين .

الفصل الثالث
سماء الارجنتين




مضت الدقائق ثقالاً على لونا وهي تنتظر في الحديقة ,ولم تدري ماذا تفعل هل تغادر الان وتعود لاحقاً؟؟ ام تبقى اكثر لترى الأستاذ كوفيري ؟!! كانت تدرك في قرارة نفسها انها لا تنتظره فقط لتسأله عن الفونسو كورتيس ,بل هي تريد ان تطمأن عليه ايضاً ,فقد اقلقها ما قالته خوانيتا وتسائلت في قرارة نفسها بأنزعاج
"لمَ ظنت خوانيتا بأنهم قد يأخذون الأستاذ كوفيري ؟!!,ولمَ اخذوا تلك السيدة اصلاً ؟!!...هناك امرٌ مريبٌ يحصل هنا ,واياً ما كان فهو امرٌ مزعجٌ ومخيف " ارتعشت لا ارادياً وحاولت ان تنأى بفكرها عن هذا الوضع المزعج الذي لم تألفه بتأمل بعض الصور التي التقطتها سابقاً ,حاولت ان تعيد تقيمها لتتعرف على نقاط الضعف والقوة فيها ,لكنها لم تستطع ففكرها مشتت والقلق استبد بها فتساءلت بحيرة "لكن بعد كل هذا الأنتظار هل سيفيدني غابرييل كوفيري..؟؟هل سيدلني على مكان الفونسو كورتيس ؟؟ لكن خوانيتا تقول بأن البروفيسور كورتيس معتقل فهل يعقل ان يضيع املي الوحيد في العثور على ابي...ارجوك يا ألهي ان لا يحدث هذا..." وقفت بتوتر وعادت تنظر للمدخل وتفكر بالعودة لمكتب الأستاذ كوفيري ثانية لكنها قد فعلت ذلك قبل نصف ساعة فقط وقد اخبرتها سكرتيرته الجامدة انه لا زال في الجامعة ...
"لكن اين هو بحق الله ؟!! ...ربع ساعةٍ اخرى فقط ...هذا ما سأنتظره وان لم يأتي سوف...اللعنة ...سوف اضربه...فما عادت اعصابي تحتمل " علقت بحنق وحدقت بضيقٍ نحو المدخل للمرة الالف وعاد الشك يعتمل في صدرها "اخشى انه غادر دون ان اراه....لا هذا مستحيل انا هنا منذ مدة وهذا هو المدخل الوحيد حسب ما اعرف...سأنتظر دقائق اخرى وبعدها سأتوجه لمكتب تلك الجامدة واصرخ بوجهها ..فقد اكتفيت" زمجرت بضيق
وقلبت الصور ثانية بسأم ثم وضعتها جانباً دون ان تفيد منها شيئاً ,ثم لمحت داخل حقيبتها طرف دفتر الرسومات الصغير الذي اعطته لها شقيقتها الصغرى ناتاشا قبل مغادرتها امريكا كذكرى منها ,ففتحته بلهفة واخذت تقلب رسومها الطفولية وهي تشعر بالحنين لأسرتها امها واخوتها اليكس وفن والصغيرة ناشا طبعاً .
كانت ناتاشا اصغر اشقاءها وتبلغ العاشرة من العمر وهي مشروع امها الجديد لراقصة الباليه القادمة ,فبعد تخلي لونا عن متابعة دروس الباليه وانشغالها بالتصوير, رافضةً اي محاولة من امها لثنيها عن قرارها ,ما كان من امها الى ان تتحول لناتاشا الصغيرة لتعوض خسارتها ..
ابتسمت لونا بخفة وهي تتأمل الرسم الطفولي الجميل الذي رسمته اختها الصغيرة التي تعشق الرسم بجنون ,وقد قدمت لها دفترها كذكرى ,بحب تأملت لونا الرسمة المضحكة والتي اصرت ناتاشا بإنها صورتها . نظرت لونا للصورة الملونة بالشمع والتي تظهرها تقف على ساق واحدة نحيلة كالعصى بينما تلوح بالاخرى بالهواء وشعرها يتطاير حولها على شكل خطوط مستقيمة مضحكة وكانت ترتدي زي راقصة الباليه بتنورته القصيرة المكشكشة و تحمل في عنقها كاميرة تصوير ..كانت صورة مضحكة للغاية لكنها غاليةٌ على قلبها ...
فجأةً حجب ظل شخصٍ ما الضوء عنها وسمعت صوت مميزاً يقول برقة.." اهذه باليرينا ام مصورة فتوغرافية؟؟؟"
رفعت لونا رأسها بدهشة لتشاهد غابرييل واقفاً فوقها يتأملها بتمعن ,وبتلقائية وسعادة ابتسمت له ونسيت وعدها بضربه حين تراه فبادلها الابتسام بعذوبة قبل ان يقول " هل تسمحين لي ان اجلس؟؟" فادركت انها تحجز المقعد بالكامل بحقيبتها وصورها المبعثرة , فسارعت بارتباك - لم تعهده في شخصيتها الجريئة - بازاحت نفسها ولملمة صورها ووضعها في الحقيبة كيفما التفق لتترك له المجال ,فجلس بقربها ولامست ذراعه الصلبة القوية ذراعها الغض الطري فسرت في جسدها رعشة خفيفة لم تفهم سببها..
"هل تشعرين بالبرد (سأل بقلق وهو يرى ارتجافها وعبس حين لاحظ سترتها الخفيفة التي لا تقيها الهواء البارد الذي بدأ يهب مع دنو ساعات المساء ,وظن ان الامر قد التبس عليها كما يحصل مع كثيرٍ من السياح الذين ينسون بأن الفصولة مقلوبة في القسم الجنوبي للكرة الارضية عنها في الشمالي, فهم الآن في شهر اذار يستعدون لأستقبال الخريف وليس الربيع ....
"لا ..انا بخير...(همست بخفوت ثم اقرت لنفسها بصمت ) الحمد لله انه هنا وبخير "
ادار غابرييل رأسه ناحيتها واقر بخجل "لقد ظننت انك غادرت" وبانزعاج واسى تذكر كيف نسيها تماماً في خضم كل ما جرى له ,ولولا ان نبهته اديبيلا - حين عاد لمكتبه ليأخذ حقيبته - بأن ضيفته تنتظره بالحديقة لغادر من الباب الخلفي حيث يركن سيارته في الباحة الخلفية للجامعة وما انتبه لوجودها ...وحين نظر من نافذة مكتبه شاهدها تجلس وحيدة في الحديقة فتسائل بحيرة
" لمَ بقيتِ هنا .؟؟" وكأنه كرر السؤال بصوت عاليٍ لأنها اجابته بصوتها الرقيق الناعم
" لقد ..كنت انتظرك.."
" اه انا اسف حقاً لانك انتظرت طويلاً ..لقد نسيت امرك في خضم كل ما جرى" رفعت حاجبيها بأستنكارٍوشعرت بطعنة في كبريائها من اعترافه بأنه نسيها ,فلاحظ امتعاضها وخيبتها اللذان ظهرا بجلاءٍ على محياها الرقيق الصادق...فهمس بخفوت "اعتذر"
"لا بأس "ردت بفتور ,وساد الصمت للدقائق بينهما وكلٌ واحدٍ منهما مشغول الفكر بما يخصه ,فبينما هي تفكر ان كان الوقت ملائماً لتحدثه بشأن ابيها والفونسو وهي ترى مقدرا الأسى والضيق الظاهر على وجهه كان هو يستعيد كل ما جرى معه في الساعات الماضية ..فبعد ان استدعاه العميد - والذي كما قالت خوانيتا - انبه بشدة على ما اسماه باستهتاره وتهوره ,وامره بضرورة توخي الحذر في كل ما يقوله للطلبة حتى لا يتورط في المتاعب...ويورط الطلاب معه..رد عليه غابرييل بحنق
"الا يكفيهم انهم قاموا بتغير المناهج والغاء الكثير من المواضيع , لم يبقى لهم سوى ان يلغوا المنهاج بأكمله او يقفلوا الجامعة وليعد الجميع لبيوتهم.."
فرد العميد بانزعاج " انت استاذ تاريخ ياغابرييل , استاذ تاريخ وحسب ..فلمَ تتحدث بالسياسة..."
" صدقني لم اتحدث سوى بالتاريخ وفي صلب المنهاج ,لكن كل شيء نقوم به في حياتنا ينعكس بسياستنا...والتاريخ كذلك يتحدث عن الشعوب حضاراتها ثقافاتها وسياستها....:"
"دعك من هذا الجانب اذاً ...لاتتحدث عنه ,غابرييل ..ارجوك ..لا تدفعني لما لا احب ..انت تتصرف بتهور في الاونة الاخيرة" علق العميد بحدة
ضحك غابرييل بسخرية وقال بتهكم "أتصرف بتهور؟!! بالله عليك..." ثم زفر بعمق واستياء وقال بأسى بالغ وضيق شديد
"صدقني انا اشعر اني لا اتصرف مطلقاً..وهذا مقييت.."..
" ماذا تريد ان تفعل؟؟!!!..اه اخبرني؟؟هل تريد ان تقف في الحرم الجامعي وتتظاهر كتلك النسوة العجائز في ميدان مايو..انت استاذ جامعي وهذه وظيفتك..التزم بها..."قال العميد بعصبية وغضب
كز غابرييل على اسنانه بحنق وقال " وهذا ما افعله.." وقبل ان يكمل بقوله ( وهل افعل غير ذلك) تهادى له صوت جلبةٍ في الممر الخارجي فسكت حين تجاوزه العميد وتوجه صوب باب مكتبه وفتحه ليشاهد سكرتيرته ماريا واقفة عند الباب الخارجي للمكتب تنظر نحو الممر خائفة مذعورة وهي تضع يدها على فمها..
سألها العميد بقلق "ما الامر ماريا ؟؟؟.."
" سينيور لقد ..اخذو البروفيسورة اليينا..."
حين سمع غابرييل ذلك هرع مندفعاً للخارج بسرعة متجاوزاً العميد وسكرتيرته التي كادت تقع بسبب اندفاعه الاهوج و جرى في الممر بسرعة غير آبهٍ لصراخ العميد خلفه "غابرييل توقف لا تكن احمقاً..."
لكنه لا يستطيع ان يتوقف لا يستطيع تركهم يأخذوها.. بسرعة نزل الدرج وتوجه صوب الساحة حيث رأى رجالاً يجبرون الينا على دخول سياراتهم ..
"الينا..!!." صرخ بذعر فالتفت نحوه وهزت رأسها بحركة توحي له بأن لا يتبعها ,ونظرت له مودعة ثم أٌجبرت على دخول السيارة التي انطلقت بها بسرعة....
شعر غابرييل بالعجز والاسى فهو يعلم أنه لن يرى زميلته العزيزة مرة اخرى..امسكه العميد الذي لحق به من كتفه واداره ببطئ ليواجهه وقال محذراً
" بني ..ارجوك كن اكثر تعقلاً هاهم قد اخذوا إليينا فبماذا افادها كل هذا الكلام والخطابات التي كانت ترددها على مسامع طلبتها..كن اكثر تعقلاً والا كنت التالي .."
نظر غابرييل له بغضب شديد ممزوجٍ بالحزن المكبوت وقلة الحيلة وهمس بصوتٍ خنقته العبرات.. "هذا ما يريدونه ...شعب خائف جاهل, مهزوم ,ليسيروه كيف يشاؤون ..(ثم ارتفع صوته رغم دموعه التي خانته وسالت على خده )..لكن كلا لن يحدث ذلك..سنظل نتكلم ونتحدث ..ولن نبالي.."خطى بحنق تاركاً العميد ينظر اليه بأسى ويقول لنفسه "سيكون التالي بلا شك.."
**************************
تنهد غابرييل بعمق وافاق من شروده على يدٍ دافئة تضغط برقة على ذراعه ..نظر لشابة الحسناء الجالسة بجواره ورأى في عينيها المحيطيتين اهتماماً وتأثراً بالغاً وهي تسأله." انت مستاء مما حدث لزميلتك اليس كذلك..؟"وكأنها قرأت افكاره فهز رأسه بصمت مؤكداً ,فوقفت بهدوء وهي تقول بتفهم " اذا ليس علي ان اثقل عليك اكثر..ربما نتحدث في وقت لاحق...الى اللقاء "
وقبل ان تخطو مبتعدة تشبث بها وامسكها من يدها قائلاً "ارجوك انتظري ...." نظرت له وقد حبست انفاسها بعد ان اثارتها لمساته الدافئة وسمعته يقول بتردد " انت تنتظريني منذ مدة طويلة..وليس من الانصاف ان ادعك تذهبين هكذا." هكذا برر الأمر لها لكنه ليس السبب الحقيقي وراء تصرفه ,بل هو لا يدري لمَ لمْ يشأ ان يدعها تذهب ....كل ما يريده ويرغب به بأن تبقى معه, فقد شعر بالأنس لوجودها لذا تابع بخفوت " ليس من العدل ان تنتظري كل هذه المدة ثم تغادري هكذا...ان ما جرى امرٌ صعب وقاسي لكن الحياة لن تتعطل رغم ذلك وإلا ما فائدة كل تلك التضحيات التي بذلت .؟!!" كان يتحدث بتأثر وانفعالٍ شديدين ولم تفهم لونا ما كان يعنيه بالتضحيات لكنها خجلت من ان تسأله الآن ...بسبب انزعاجه الظاهر بجلاء ... لذا كل ما استطاعت قوله :
" لا تقلق..ستكون بخير ..اليس كذلك.؟؟"سألت برجاء ان تكون خوانيتا مخطئة وان البروفيسورة اليينا كما قال استيبان ستعود بعد ان يحققوا معها في امرٍ ما ..لكن من نظرة الأسى التي ارتسمت في عينيه ادركت برعب ان الامر اخطر مما تعتقد فسألته بخشية "هل الوضع سيء لهذه الدرجة..؟؟؟"
هز راسه باسى وقال بوجوم "ارجوا غير ذلك..فإليينا انسانة رائعة..وتستحق كل خير.."رفع عيونه الدامعة للسماء مبتهلاً بصلاة خافتة ..هز رأسه بضيق وخلل اصابعه بشعره المسترسل الطويل وحركها بتوتر , ثم غطى وجهه ليمسح دموعه التي تجمعت في زوايا عينينه ..قبل ان يرفع رأسه ثانيةً ويقول بتعب وارهاق جليّين "..علينا ان نأمل فقط ,لا نملك سوى الامل..."
شعرت لونا بتأثره البالغ كحال الطلبة جميعاً وربما اكثر,كانت تود الاعتذار والمغادرة لتترك له المجال ليختلي بنفسه بعد هذا اليوم العاصف لكنها في ذات الوقت رغبت بالبقاء لمؤازرته ومواساته.. لكن لم تجد الكلمات المناسبة لذا لاذت بالصمت لوهلة قبل ان تجفل لسؤاله المفاجئ غير المتوقع حين سألها "هل انت جائعة...؟"
ارتبكت لبرهة قبل ان ترد بصراحة كعادتها " اجل ...بل في الحقيقة انا أتضور جوعاً." وضحكت بخفة
فضحك بوهن لعفويتها ,ثم زفر بقوة ليستعيد ثباته وحماسة وقال بثقة "اذا هيا بنا " وامسك يدها بعفوية وقال بخفة "انا ايضاً جائع فلم اتناول شيئاً منذ الصباح.. فلنذهب لنأكل شيئاً وسنتكلم هناك عما تريدينه ....."
لم يرد غابرييل ان يفسر لنفسه سبب دعوته لها ,كل ما يعرفه انه يرغب في البقاء معها لاطول مدة ممكنة ,وإن اخذ يفكر الآن في دوافعه الحقيقية فسيعود ليتصرف بتحفظ كما عود نفسه سابقاً حين يتعامل مع اي انثى تعجبه ,لكنه لن يفعل ذلك هذه المرة ,جل ما يريده ان يقضي معها بعض الوقت يتحدثان ليسمع ما تريد ...فقط , هكذا دون اي تفسير او تبرير ....فهي ليست كبقية الفتيات اللواتي التقى بهن سابقاً ...ان فيها سحراً خاصاً يجذبه لها ويثيره ,فتحرك بسرعةٍ قبل ان يسترسل في تحليلاته اكثر....
خطى معها بخفة وصمت حتى وصلا لحيث ركن سيارته الفيروزية اللون من نوع بيجو 403 ,كانت سيارةً قديمة موديل 1960 وقد اثار منظرها استهجان لونا بشكلٍ جلي ,فعلق غابرييل بخفة ومرح وهو يضرب على غطائها الامامي بيديه "لا يغرنّك مظهرها فهي متينة .."
ردت لونا بأرتباك بعد ان فضحتها نظراتها المزدرية الصريحة " لم اقصد شيء ..اعذرني ..لكن .."
" لكن ..ماذا ..؟؟" قال بتسلية فهو ادرك رأيها بسيارته بمجرد النظر لوجهها الصادق الصبوح .. فلم تستطع المواربة وقالت له بصدق وصراحة كعادتها
" الحقيقة..لا ادري تصورتك تقود سيارة افضل ..و اكثر حداثة ..ربما (ولم تشأ ان تكمل لأني اجدك شاباً عصرياً ولست قديم الطراز كسيارتك لكنها احجمت عن قول هذا وحمدت الله على تمكنها من كتمان ذلك ,ثم عقبت بخجل " لا ادري لمَ؟؟..اسفة.."
"لا داعي للأسف "قال بخفة وفتح لها باب السيارة ودعاها للدخول فهزت رأسها بأمتنان ,وحين استوى امام عجلة القيادة قال لها "المظاهر تخدع احياناً " ثم قام بتشغيل محركها الذي اصدر ضجيجاً مرعباً قبل ان ينتظم دورانه ,ثم قال براحة ويسر
" المهم انها تفي بالغرض وان لم تكن حديثة ,كما ان سعر السيارات الحديثة اغلى بكثير وانا براتبي بالكاد استطيع تأمين معيشتي..فلا يغرنّك اني استاذ جامعي ..فنحن نعد من طبقة الكادحة متوسطة الدخل "وضحك بسخرية..
" الا تحصلون على رواتب مجزية.."سألت بحيرة وهي تذكر والد احدى صديقتها الذي كان يعمل استاذاً محاضراً في جامعة بوسطن وهو ميسور الحال اذ يتقاضى راتباً مجزياً
" لا ...(علق غابرييل بخفة )...رواتبنا بالكاد تكفينا ..لكن هذا ليس مهماً ..المهم ان نقوم بعملنا..اليس كذلك؟؟ ..الا توافقيني الرأي انه لا بد لأحدٍ من أن يقوم بهذه المهمة مهما تدنى راتبها..." ولم ينتظر سماع اجابتها بل انطلق بسيارته القديمة يقودها بمهارة في الشوارع المكتظة ...
تأملته مطولاً قبل ان تسأله بفضول " هل تحب مهنتك..؟؟"
تلفت نحوها لبرهة قبل ان يعود للأنتباه للطريق وقال بصدق وانفعال واضح " انا اعشقها..فالتعليم هو شغفي منذ الطفولة ..رغم اني اجيد امور اخرى(غمغم اخر عبارة بغموض ثم استرسل براحة اكبر )..لكن التعليم هو ما اردت القيام به دوماً ..فبالعلم تنار العقول وتتسع الافاق..ونقضي على الجهل والتخلف ..الا توفقيني الرأي ..؟؟"سألها ليسمع تأكيدها لكنها اذهلته بصراحتها المعهودة المفاجئة حين ضحكت بتهكم وقالت "انا ..لم اكن افكر به يوماً هكذا..اسفة.."
قال بخيبة واضحة" حقاً..هذا مؤسف..اذا فأنت لستِ من مناصري العلم..."
" لا تصغ الأمر هكذا (سارعت بالدفاع عن نفسها واحتارت ماذا ستقول ثم تابعت بصدق كعادتها ) حسناً ربما انا لا اكترث به هههه ,فقد كانت حياتي كلها تدور في فلك واحد ..الرقص ..ثم الرقص ...ثم الرقص ...(زفرت بقوة وتابعت ) الى ان تحولت للتصوير ..ولم اكن اعير اي شيء اخر اي اهتمام...بما في ذلك متابعة دراستي..."..
" الرقص (سأل بدهشة )..اتعنين (وهز يديه بحركة مضحكة ثم تابع بتهكم واضح ) الروك اند رول و الديسكو الذي جن العالم به .." وفكر بازدراءٍ بكل تلك الرقصات الحديثة والغريبة التي تروج بين جيل هذا اليوم المستهتر ,واستهجن ان تلغي شابة مثلها حياتها للتعلق بشيء سخيف كهذا...لكن جوابها اراحه اكثر حين اقرت
" لا ...ليس الروك اند رول بل الباليه..لقد كنت منذ صغري اتدرب علي رقص الباليه على امل ان اصبح .. راقصة عالمية " ضحكت بسخرية ثم اردفت "والذي تبين انه لم يكن ما اريد القيام به بعد كل هذا الوقت..."
" راقصة باليه..هممم.( سكت قليلاً ليستوعب الامر واقر لنفسه )"لهذا تبدو رقيقة وخفيفة كالنسمة الناعمة.."
لكنها قاطعت تأملاته حين قالت بحنق لم تقصده "تجد الامر سخيفاً اليس كذلك..؟؟ اعني الرقص وكل هذه الامور " لكنه فاجأها حين قال
"حسناً لأكون صادقاً لو قلتي الروك اند رول لقلت بلا ...لكن الباليه ...اوه كلا فرقص الباليه فن راقٍ جميل انه (وتأنى وهو يختار الكلمات التي ستعبر عن رأيه ثم قال بشكل رائع ) انه كرواية قصة جميلة لكن بدون كلام فقط بالرقص والالحان" ابتسمت لتعبيره الجميل الذي عبر عن رقص الباليه بأجمل ما يمكن التعبير عنه ,ودل ذلك على تفهمه لهذا الفن الراقي ,فهو لم يعتبر امراً ساذجاً سخيفاً كما كان يظن صديقها السابق مايكل والذي يعشق الروك اند رول ويكره الباليه للغاية وكان يداوم على السخرية منها معتبراً رقص الباليه سخافة اسطورية يجب الغاؤها ....
بدأ غابرييل يحدثها ويسألها عن الباليه باهتمام فادركت ان علمه وثقافته اتسعت ايضاً لتشمل هذا النوع من الفنون, حيث تحدثا عن الفرق الكبرى ومسرحيات الباليه المشهورة كبحيرة البجع وكسارة البندق والجميلة النائمة.. ثم سألها بأهتمام
"هل تفضلين الباليه الكلاسيكي ...ام الحديث..؟"
سُرّت لونا لمعرفته بهذه التفاصيل..وعلقت بخفة " رغم حبي للحداثة..الا انه وفي مجال الباليه افضل الكلاسيكي..وانت؟؟"
" انا لم اشاهد استعراضاً للباليه في حياتي...لكني ارغب يوماً بفعل ذلك..واظن ان الباليه الكلاسيكي اجمل لا ادري ربما لاني استاذ تاريخ لذا أحب كل ما هو كلاسيكي ههههه " ضحك بخفة ثم تابع باهتمام بالغ "لكن لمَ اخترت الباليه؟"
فردت بحدةٍ لم تقصدها " لم اختاره بنفسي..وقد تخليت عنه الآن "
لمس في نبرتها استياءً فسألها بحيادية يحسد عليها " ألم تكوني تحبين الباليه إذاً ؟؟"
"بل اعشقه "ردت بأنفعال
فسألها باستغراب من تباين مشاعرها " ان كنت تحبينه لهذه الدرجة فلمَ تخليت عنه؟؟."
سكتت لونا قليلاً تفكر بسؤاله وربما للمرة الاولى منذ اتخذت قرارها بالتخلي عن الباليه , فهي فعلاً لا تدري لمَ فعلت ذلك ,أمن اجل اغاظة امها فقط ام لانها احبت التصوير اكثر..
قالت بشرود "اظن اني لم اكن استطيع ان اكون الاثنين معاً راقصة ومصورة..(ثم لاحظت نظراته المتسائلة فأقرت بصدق )
"الحقيقة لقد كان حلم امي ان اصير راقصة باليه محترفة كما كانت تتمنى هي ان تكون ,فقد كانت امي ترقص مع احد فرق الباليه الروسية التي كانت تجوب العالم وكان حلمها ان تصير راقصةً محترفة ,(ثم اقرت بسأم ) لكن لم يتح لها ذلك بعد حملها بي لذا رغبت بأن اكمل حلمها واصير راقصة باليه محترفة "
" اه افهمت (رد غابرييل بهدوء وهو يدرس انفعالاتها الواضحة جداً والتي تظهر مقدار تخبطها بشأن قرارها لكنه لم يرد احراجها بمتابعة تحليلاته التي تصيب دوماً لذا سعى لتخفيف عنها بتعليقه بخفة "آه ...اذاً فأمك روسيه ؟!! فهمت الآن من اين ورثتِ لون شعرك الذهبي المميز وقسمات وجهك الفاتنة"
اربكها قوله وفاجأها في ذات الوقت فهو لم يبدي اي ملاحظة من قبل عن اعجابه بجمالها ,لذا سُرّت بأن تسمعه يقول هذا , واكدت لنفسها بأنه شخصٌ دمثٌ حقاً ,حيث خرج كلامه اقرب للتعليق البريء منه للغزل , مع انها ولأول مرة في حياتها تتمنى لو تسمع كلام غزل معسول منه بعد ان كانت تنفر إن صدر ذلك من اي شخصٍ اخر,فقد كان جمالها لعنتها التي ما انفكت توقعها بمشاكل من كثرة المترصدين والمتغزلين الذين لا يرون فيها سوى جسدٍ جميلٍ خالٍ من الروح والعقل...لكن غابرييل على خلاف المعهود لديها من الرجال خاطب عقلها قبل ان يلتفت لجمالها...وهذا اثارها وادهشها ,وكانت مستعدةً لسماع المزيد من اطرائه غير انه لم يبدي اي ردة فعل اخرى تدل على اهتمامه بها بشكل خاص سوى هذه الملاحظة العفوية .لكن ما لم تكن تدركه بأنه كان مفتوناً بجمالها الذي سحره فعلاً ..وكان يجاهد رغبة جامحةً تجتاحه وتدفعه للمس شعرها الجميل وتقبيلها... عدل جلسته وركز على الطريق وتنحنح ليجلي حنجرته من الانفعال والأثارة التي تتركها في نفسه واكمل بهدوءٍ " بحسب معرفتي ان العمل كمصورة وخاصةً ان كنتِ تعملين لدى مجلة عالمية كناشونال جيوجرافيك فإن ذلك يتطلب منك السفر لأماكن كثيرة اليس كذلك..؟؟فهل هذا ما جذبك للهذا النوع من العمل ؟؟؟"
" نعم فعلاً (ردت بحماسة كبيرة فقد شعرت بأنه يفهمها حقاً ) ..لقد اتاح عملي معهم لي الفرصة للتجول في اماكن لم اتخيلها يوماً ...وقد كنت في البرازيل قبل ان اتي الى هنا.."
" هل كنت في البرازيل حقاً هذا مدهش!!!(كان مندهشاً من خبرتها التي اكتسبتها في سن صغيرة وقبل ان يشرع بفتح حوار اخر معها عن رحلتها في البرازيل هتف بخفة )..اه ها قد وصلنا..."
اوقف سيارته على احد جانبي شارع ضيقٍ يقع في حي (سان تيلمو san telmo ) وترجل منها ودار بخفة ليفتح لها الباب في بادرة لطيفة كعادته ,لكنها كانت قد سبقته وفتحته بنفسها ,لكنه ابى الا ان يمسك بيدها ويساعدها على النزول ,لم تكن تهتم بمعاملتها بشكل متميز لكونها امرأة جميلة وان سُرّت بلفتاته اللطيفة تلك التي اشعرتها ان غابرييل لا ينتمي لهذا الزمن فهو لا زال يحتفظ بلمسات النبل والدماثة التي كان يتمتع بها رجال الزمن الماضي, والتي تخلى عنها شباب هذا العصر المجنون.. وبثقة -تعجبت منها -وبكل طيب خاطر اعطته يدها فأحتضنها بكفه الكبير الدافئ وقادها بخفة خلال هذا الشارع الضيق المرصوف بالحجارة البازلتيه الصغيرة ,والذي صفت على كلا جانبه حوانيت و مقاهي ومطاعم صغيرة اقيمت اسفل منازل اثريةٍ قديمة ..بذهول تأملت المكان الذي ظهر وكأنه انتزع من ذاكرة كتابٍ اثريٍ وادركت بالفعل ان غابرييل يعشق التاريخ...بفضولٍ اجالت بصرها فيما حولها فرأت بعض الناس يطلون عليهم من شرفات منازلهم الصغيرة المطلة على هذا الشارع الضيق ,بينما جلس بعض رواد المقاهي حول طاولات مدورة مظللة ...البعض كان يجلس كثنائي فبدو لها كعشاق يتسامرون ,بينما جلس اخرون على شكل جماعات ,مرت بقرب مقهى شعبي امتلأ عن اخره بالناس الذين تجمهروا حول تلفاز صغيرغير ملون يتابعون مباراة بكرة القدم ,اجفلت قليلاً حين وقف الناس مرة واحدة وقد علا ضجيجهم وصراخهم حين ادخل لاعب منتخبهم الوطني الهدف بمرمى منتخب البلد الاخر.. لكن لمسة حنونة من يد غابرييل ربتت على ظهرها ابعدت عنها الارتباك والفزع ...
"انه هوس كرة القدم " علق بخفة فهزت رأسها وضحكت قائلة "عندنا من هو مهوسٌ بها كذلك...لكن.." توقفت لوهلة وقد ادركت شيئاً غريباً وقالت باستهجان"لكن نحن لا نلعبها هكذا"
ضحك بخفةٍ حتى بانت اسنانه البيضاء حسنة الترتيب بالفطرة وقال" اجل اعرف انتم تطلقون على هذه اللعبة اسم سوكر حسبما اظن...لكن هي في العالم بأسره تسمى كرة القدم..."
"حقاً !!" سألت بدهشة وبدت كفتاة صغيرة عرفت امراً عجيباً فضحك بأستمتاعٍ وهو يراقب انفعالاتها المثيرة ولم يستطع منع اعجابه بها ,وقد لاحظ مقدار انبهارها بكل ما يدور حولها حتى ابسط الاشياء كانت تدهشها , وكأنها طفلة صغيرة تتأمل دُماها الجديدة,وظل يراقبها بمتعة وهي تجيل بصرها بشغف بكل ما هو حولها وتتحرك بخفة الفراشة هنا وهناك وكأنها تستكشفٌ عالماً خيالياً مثيراً ...
كانت لونا بالفعل تدرس كل شيءٍ تراه بتأني وتتفحصه بعين المصور المحترف الذي يتلمس الجمال في كل شيء..وفجأةً تنهدت بأسف وهي تعاين زخارف احد الابينية التي تعود لعصر الاستعمار الاسباني وقالت بتحسر ..."ليتني احضرت كاميرتي .."
ثم خطت بخفة امام غابرييل لتستأنف مسيرها لكنها توقف ثانيةً امام حانوت صغير يعرض بعض الحقائب المطرزة والجلدية يدوية الصنع, وكان ما شد انتباهها بعض الحلي المصنعة من الفضة والمزدانة بالخرز الملون البراق ,وقد جذبتها اسورةٌ ناعمة بخرزات زرقاء داكنة و جميلة فسارعت بسؤال البائع بأسبانيتها الركيكة عن ثمنها..فأجابها بمبلغ كانت تجده معقولاً جداً ,فهمت بفتح حقيبتها لإخراج حافظة نقودها لكن غابرييل اوقفها بخفة بحركة من بيد قبل ان تسارع بدفع ثمنها ,فنظرت له مستغربة فبادرها بابتسامة لطيفة وهمس
"مهلاً لحظة " ثم اخذ يتحدث مع الرجل بالاسبانية وبسرعة ,ففهمت انه يساوم البائع
قال بعتبٍ للبائع "يا رجل انها صديقتي هل تحاول خدعها..عار عليك" وراقبت كيف حاول البائع باستماتة اقناع غابرييل بأن ثمنها معقول جداً, لكن غابرييل لم يكن مقتنعاً وعاد يساومه ليخفض من سعرها ..
ضحكت لونا وهي تقول بخفة "لا بأس سآخذها .."
لكنه هز رأسه وقال بحزم "دعي الامر لي لونا.."وعاد يساوم البائع..واخيراً رضي البائع بالمبلغ الذي عرضه واعطاه السوار فامسكه غابرييل بحرص وقال لها بمرح"هنا المساومة جزء من البيع "ثم تابع برقة
" اسمحي لي"وقام بألباسها السوار بنعومة, فسرت رعشة في جسدها وقالت بارتباك "اشكرك ,بروفيسور كوفييري.."
"غابرييل ارجوك ..ناديني غابرييل..فقط ."همس بعذوبة
"شكرا لك غابرييل."ردت بأنفعال وقد احمرت خجلاً بشكل غريب لم تعهده بشخصيتها المتمردة والتي تفخر بتحررها ,رفعت ذراعها واخذت تتأمل سوارها الجميل وهو يلمع مع انعكاس الضوء ..
لم يستطع غابرييل ان يبعد نظره عنها وهو يراقب بأعجابٍ انعكاس السوار الذي تلألأ مع لون عينيها الرائعتين والتي حاكت خرزاته زرقةً ,كما اثارته ضحكتها الناعمة البريئة ..مد يده في محفظته واخرج النقود واعطاها للبائع قبل ان تلاحظ لونا الامر ,فسارعت للأحتجاج معترضة ..
"اه لا داعي ..انا سأدفع ثمنها فأنا من اردتها..."
نظر لها بعبوس وقال بلوم " لونا ..انها هدية بسيطة..ترحيباً بك في بلدنا..:"
" لكن .."ردت بحرج فقاطعها
"بدون لكن ..ارجوك..حين اتي لزيارتك ..اهديني شيئاً .."

"وهل تفكر بزيارة بلدنا .؟"سألت بلهفة
" ربما .."قالها بخفة وابتسم لها ثم تابع في سره ( ربما وجدت الآن ما يدفعني لذلك ..)وعاد يوبخ نفسه على استرساله في الاماني .."انها مجرد ضيفة..وستغادر..نقطة في نهاية السطر..ولا داعي للأنجراف وراء حلمٍ تعرف جيداً انه لن يتحقق.."
ابتسمت له بعذوبة وقالت بخضوع بعد ان قبلت بمنطقه في دفع ثمن سوارها " حسناً..اشكرك كثيراً" كانت تشعر بالحرج من كل بادرة لطيفةٍ يقوم بها وقبولها لهديته كان لأدراكها بأن هذه الشعوب معتادة على تقديم الهدايا بدون ان يكون ورائها هدف او غاية خفية...لكن لمَ شعرت لحظة البسها السوار بأنه سيكون اكثر من مجرد هدية ترحيبٍ بسيطة ,لمَ شعرت بأنه سيربطها به بشكل او بأخر ...سخرت من تفكيرها واكدت لنفسها بحزم "انها هدية عفويةً ..مجرد هدية فلا تحميليها اكثر مما تستحق.."و تذكرت كلامه عن راتبه القليل فأقرت بأنه كريم رغم فقره وقلة معاشه...
" على الرحب والسعة (رد عليها بخفة وكان مسروراً برؤية سعادتها بسوارها الجديد رغم بساطته ثم تابع بخفة "المهم ان السوار اعجبك ."
تتطلعت له بفرح وهتفت بحماسة " انا اعشق الفضة كثيراً ,فبينما تفضل الكثيرات الذهب والبلاتين والالماس احب انا الفضة..."
ابتسم بجذل وقال "اذاً انت تحبين الارجنتين.".نظرت له بحيرة مستغربة قوله هذا فسألته بحيرة
"ولمَ تقول ذلك ؟"
هز كتفيه بخفة وقال "لان الارجنتين مشتقة من الكلمة الالتينية ارجانتيوم اي الفضة..وقد دعيت بلادنا ببلاد الفضة.."وحين رأى دهشتها اضاف بفضول "هل حقاً لم تكوني تعلمين هذا ؟"
حين هزت رأسها نفياً فقال مشاكساً " يبدوا انك لم تكوني طالبة مجتهدة لونا."
ضحكت ببساطة وقالت بصدق "لا كنت اكره الدراسة وكنت مشاغبة (رفع حاجبيه بعدم تصديق فتابعت بخفة ) لكني انوي ان اتعلم من جديد فقد بدا لي ان العلم ليس بذلك السوء" كانت تتحدث بخفة وسهولة وصدق كعادتها وزاد من مرحها طبعه الهادئ وسلوكه الدمث..فمنحته اروع ابتسامة رأها يوماً ,فقال لها مشككاً " يصعب علي ان اتخيلك مشاغبة يا لونا فأنتِ تبدين شخصاً هادئً وديع"
ضحكت بخفة من تعليقه ثم أقرت بجرأة "لو عرفت كيف كنت اتصرف ايام الدراسة لما قلت هذا" ورغم جرأتها لكنها لم تستطع ان تمنع حمرة علت وجنتيها فزادتها تألقاً..كاد يعصف بعقله فاسر لنفسه بلوم
" ما الامر يا غابرييل ؟!!هل بت تعجب بفتاة لا تحب العلم..اعتقد اني بحاجة لأن يضربني احد على رأسي بقوة لكي افيق..او لعلي لا اريد ان افيق؟؟كفى حمقاً غابرييل ..كفى " أنب نفسه بشدة واشاح بوجهه عنها فهي تعصف بجمالها وعفويتها برجاحة عقله ,وحاول صرف تفكيره لشيئ اخر ثم تابع بصوت اجلاه بنحنحة خفيفة
" هيا بنا ..فأنا اتضور جوعاً .." ومد لها ذراعه الذي تأبطته بكل رحابة صدر وسار معاً حتى وصلا لمطعم صغير بسيط ..وقفت لونا تتأمل واجهته التي زينت برسوم تعبيرية جميلة وقد خطت فوق الواجهة يافطة كتبت بخط جميل ,حاولت تهجأتها فبدت مضحكة بمحاولتها المتعثرة لقراءة اسمه بالاسبانية , اقترب غابرييل منها بخفة وهمس لها برقة
" سماء الارجنتين.." التفتت نحوه والتقت نظراتهما لدقيقة بصمت وكأنهما حلقا معاً في سماء الارجنتين.. كانت يده لا تزال تحتضن يدها برقة ,وعيونهما لا تستطيع الانفصال عن بعضها بحميمية غريبة ..حتى قاطعهما صوت نادل شاب يرحب بهما ..فانفصلت نظراتهما اخيراً وشعور بالارتباك والاحباط هو السائد بينهما..
حاولت ان تلهي نفسها عن مشاعرها المتخبطة الغريبة بتأملها لهذا المكان الجميل ..فرغم صغر حجم المطعم وبساطته لكنه امتاز بجاذبية خاصة ,فقد صفت بعض الطاولات المظللة في الخارج لتتيح لمن يريد ان يتناول طعامه في الهواء الطلق بأن يفعل,خاصة حين يكون الجو صافياً مشمساً كهذا اليوم ,وقد رغبت لونا بالجلوس على احداها لمراقبة المارة من حولها ..لكن غابريل لم يمهلها للتختار بل سار بها للداخل ,ولم يكن المنظر في الداخل اقل جمالاً وكأن يد فنان مبدع زينت جدرانه برسوم جميلة ,كما اضفت نباتات الزينة الالق على محيطها الهادئ رغم اكتظاظه بالزبائن , ولدهشتها لم يختر غابريل طاولة ايضاً بل تابع سيره صعوداً نحو الطابق الثاني عبر درجٍ لولبي ضيقٍ بعض الشيء ,لتفاجأ لونا بوجود طابقٍ اخر لا يقل جاذبيةً عن الطابق الارضي حيث توجد مقاعد وطاولات اخرى شغلها عدد من الزبائن وإن كان اقل اكتظاظاً من الطابق الأرضي..بدأت تنقل بصرها في المكان لتختار مكاناً ملائماً لتجلس عليه غير ان غابرييل كان يفكر بشيءٍ اخر فقد اشار لنادلٍ شاب بحركة من رأسه فابتسم الشاب له وجرى نحوه يرحب به بحفاوة قائلاً
"اهلاً بك ايها الاستاذ .. مكانك جاهز .." وضع غابرييل يده على كتفها بخفة وسار معها حتى وصلا الى شرفة صغيرة منعزلة تطل على الشارع ,شهقت لونا بذهول من روعة المنظر ,حيث توسطت الشرفة طاولة صغيرة دائرية بمقعدين,وقد غرقت الشرفة بالخضرة اليانعة تماماً وكأنها قطعة من الجنة ..حيث ملئ المكان بالزهور ونباتات الزينة..بخفة سارت صوب الحاجزالحديدي المزين بنقوش جميلة والمطل على الشارع ,امالت نفسها قليلاً للامام ونظرت للشارع من تحتها ثم اجالت بصرها متأملة روعة المكان من حولها ,بقوةٍ تنفست فتشبعت انفاسها بالرائحة الزكية لنبات الياسمين وانتبهت بأن الشرفة مغطاة بها تماماً..
ناداها غابرييل برقة لتجلس معه فاستدارت نحوه والدهشة مرتسمة على محياها وهتفت بجذل "هذا رائع"
ثم لاحظت كيف سحب لها غابرييل الكرسي في بادرة لطيفة مهذبةٍ كعادته,ودون ارادتها قارنت بين تصرفه النبيل وبين الطريقة الفظة التي يتصرف بها اصدقاؤها من الرجال في امريكا ,فبعد ان قاتلت النساء لنيل حريتهن وتحقيق المساواة بالرجال لم يعدن يحظين بهذه اللمسة اللطيفة منهم...سخرت من نفسها لأنها كانت تتصرف كأحدى هؤلاء النسوة اللواتي اصررن دوماً على ان يعاملن بتساويٍ كالرجال ,لكن رغم هذا لم تستطع الا ان تشعر بالغبطة والسعادة للفتاته اللطيفة المهذبة...
بسرور خطت قربه وجلست بعد ان شكرته بأمتنان ..لكنه لم يبادر للجلوس الا بعد ان قطف غصن ياسمين صغير واهداها اياه قائلاً "لا يوجد ما هو اروع من الياسمين...انه يعطي شذي منعشاً مع اقتراب المساء و يستمر طوال الليل حتى طلوع شمس اليوم التالي ..ولا شيء يضاهي تناول طعام العشاء وشذى الياسمين يعبق في الأجوء" واخذ نفساً عميقاً وهو يغمض عينيه ثم فتحهما بحركة تدل على استمتاعه بهذا الجو البهيج الذي انساه كدره قليلاً
قربت لونا الغصن الغض من انفها واشتمت اريجه بشغف ..وتنهدت بروعة وقالت بشكل حالم
" رائع..(ثم عبست قليلاً وتابعت بخيبة امل )ليتني احضرت كاميرتي فعلاً."
ضحك غابرييل بسرور..وقال " هذه المرة الثانية التي تقولين فيها هذا "
فتعجبت من انه لاحظ الأمر وقالت بتحسر "خسارة ان اضيع علي كل هذا الجمال "
فرد بخفة " لا عليك سأعوضك..يمكنني احضارك مرة اخرى لتلتقطي الصور التي تريدين."
"حقاً !!! اشكرك.."علقت بأمتنان ..
تقدم منهما النادل الشاب وسألهما ماذا يريدان ان يتناولا على العشاء بما ان الوقت قد قارب على المغيب..نظر غابرييل لها وقال.."ماذا تودين ان تأكلي.؟؟".
حركت يدها بحركة تدل على حيرتها فاهتز سوارها الجميل برنة عذبة تماثل صوتها الرقيق وهي تجيب" لا ادري ..اختر لي لو سمحت .."
ابتسم لها بعذوبة وقال " حسناً ..هل سبق ان تذوقت الاسادو..؟؟" ((الأسادو (Asado) مصطلح يستخدم لطائفة واسعة من تقنيات الشواء والمناسبات الاجتماعية التي تتضمن إقامة حفل شواء في الأرجنتين والأوروغواي، حيث يعتبر طبقاً شعبياً استثنائياً. في هذه الدول))
هزت رأسها نفياً فهي منذ حضرت قبل عشرة ايام تقريباً وهي تتناول وجبات سريعة وسندويشات والبيتزا من مطعم ايطالي بالقرب من فندقها الصغير ,لم تكن تفكر في شيء سوى في مقابلة البروفيسور الفونسو كورتيس ..ولم تهتم يوماً بما تأكل..
" حسناً اذا اسادو .. انه طبقنا التقليدي..وهذا المطعم يعد نوعاً خاصاً منه و بشكلٍ رائع ,وبعدها لا بد من تناول حلوى دولتشي دي ليتشه..ما رأيك..؟؟" ((يُنطق "دوول-تشي دي لي-تشي،" يعني "حلوى الحليب" أو "جيلي الحليب"وهي حلوى شائعة في العديد من دول جنوب أمريكا مثل الأرجنتين وأوروغواي))
هزت رأسها موافقة رغم انها لم تكن تعرف ماهو هذا الطعام بالتحديد ولكنها لن تمانع بتذوقه معه,كانت مسرورة للغاية ولم تتكلم كثيراً فهي حين تكون سعيدة جداً او حزينة قلما تتكلم..
اتكأ غابرييل على ذراعيه مقرباً المسافة الفاصلة بينهما ..فتمكنت من شم رأئحة عطره الخفيف ...الذي امتزج بعرقه بعد يوم حافل..لقد اثارتها تلك التركيبة العجيبة ولا تدري لماذا..فلم يكن يخطر ببالها قبل الآن ان استاذاً قد يكون له هذا التأثير الساحر عليها خاصة ان كان استاذ تاريخ !!!,فمعظم اساتذتها في المدرسة كانوا مملين وسمان وغير جذابين اطلاقاً ولم تكن تظن انه يجود في العالم شخص جذاب مثل غابرييل ويكون استاذاً؟؟!!!!
قطع تأملاتها حين قال بهدوء وهو يتأملها باعجابٍ بالمقابل .." اخبريني ايتها المصورة المحترفة كيف سمحت لكاميرتك بأن تبتعد عنك؟؟ فأنا اظن ان من يمتهن التصوير يسير حاملاً كاميرته اينما ذهب..كما في الرسم.."
عبست تفكر عن اي رسم يتحدث قبل ان تفهم ما يقصده فضحكت بخفة حين تذكرت رسمة ناشا اختها وقالت بصدق " معك حق فأنا منذ السادسة عشر لا اسير بدونها وفي السابعة عشر تعلمت تحميض الافلام بعد ان عملت باستديو تصوير خلال العطلة الصيفية لأوفر ثمن التحميض .. كنت ادخر مصروفي لشراء الافلام التي استهلكها بنهم كالطعام..هههه. وفعلاً من يومها وانا لا ابتعد عنها ابداً..لكن في المرات السابقة التي حضرت بها للجامعة ,زجرتني سكرتيرة العميد وقالت لي معاتبة (واخذت تقلد صوت ماري سكرتيرة العميد "لمَ تصورين كل شيء !!!من انت؟؟ ... هل انت من المحققين...؟؟لذا لم احضرها معي اليوم.."
عبس غابرييل وتكدر حين أتت على ذكر المحققين..فسارعت للأعتذار لتذكيره بالامر..فهز راسه بامتعاض وهمس بخفوت " لا عليك." فهو لم ينسى ما جرى ولن ينساه ابداً...لكن على الأقل يستطيع ان يغلق عقله عن التفكير بتلك المأساه ولو قليلاً ...ثم تنفس بعمق قبل ان يقول محاولاً ازاحة الفكرة المزعجة جانباً
"الرسم كان جميلاً ومعبراً عنك (راقصة باليه ومصورة ) لمن هو..؟؟"وتوقف قليلاً وابتعد عنها ليتيح للنادل الشاب وضع الطعام الذي بدى شهياً ..نظرت له لونا وقالت انه رسم لأختي الصغرى ناشا "
"ناشا.!!! اسم غريب ما اصله ؟"سألها بفضول
" روسي وهو تصغير ناتاشا وقد اسمت امي اخوتي بأسماء روسية لكنهم ينطقونها الان بشكل مختصر كما هي العادة في امريكا فناتاشا اصبحت ناشا والكساندر (اليكس)... وايفان (فن )وهكذا .."
" وانت اسمك هو من خرج عن هذا النمط ..اليس كذلك؟؟ هل يوجد اسم في الروسية يختصر بلونا...ام انها سمتك على القمر في لغتنا.."
ضحكت لونا وقالت "الحقيقة ان اسمي هو الذي خرج عن النسق الروسي لامي فعلاً ..فأسمي لونيتا .. ويختصر بلونا."
فرد بروعة "اسمٌ جميلٌ حقاً لونيتا" لفظ اسمها بشكل ساحر ونظر لها بأعجابٍ فأحمرت خجلاً ونكست رأسها تداري ارتباكها لما تتركه نظراته تلك فيها ...ادرك حرجها وعرف انه ان استمر يتغزل بها هكذا لن يتوقف ابداً وعليه ان يتوقف الآن قبل فوات الآوان ...ذكر نفسه بحزم لذا قال لها ليغير الحوار " سيبرد الطعام ان بقينا نتحدث دون ان نأكل ...هيا لونيتا عليك تناول طعامك فأنت تبدين ممن لا يأكلون كثيراً.."
ضحكت بخفة وقالت ببساطة كعادتها دون تكلف "بل اكل كثيراً واكلاً غير صحي كما تقول امي دائماً ..فأنا اشتري الطعام دوماً من محلات الوجبات السريعة؟؟"
عبس وقال مستهجناً"وهل يعتبر ذلك طعاماً..!!"
هزت كتفيها باستخفاف..وقالت" لقد غادرت منزل عائلتي ,فلم اعد اتمتع بطعام طاهيتنا اللذيذ كما اني لا اجيد طهو بيضة بنفسي ..لذا فالطعام الجاهز هو الحل.."
" هههه لا ..لا ..لو سمعتك امي لاصيبت بالذهول ولقالت ..فتاة بعمرك..ولا تجيد الطهو بعد ..كيف ستجدين من يتزوجك..؟؟".وضحك بخفة لتذكره كلام امه التي اشتاق لها كثيراً ولم يدري ان كلامه ازعج لونا التي تصلبت يداها على الشوكة ورفعت حاجبيها الدقيقين باستهجان وقالت بحدة فتاة امريكية متحررة ومتمردة " وهل تعتقد بأن على كل فتاة ان تجيد الطهو فقط لكونها فتاة ..؟؟؟هذا امرٌ اختياري يمكنني ان اتعلمه او لا الامر عائدٌ لي....ثم ما علاقة ذلك بايجاد زوج..اظن ان من يتزوجني يجب ان يتزوجني لنفسي ..لا لأجادتي الطهو اليس كذلك..؟؟" كانت تتحدث بحدة وعصبية شديدة فبالدلها غابرييل النظر بهدوء كبير وقال ببساطة وهو يبتسم بخفة
"انا لم اقصد ان ازعجك ...لقد قلت ماتعتقده امي فهي امرأة تقليدية..لذا لا تأخذي الامر على محمل شخصي..كان مجرد تعبير لا اكثر..(ثم تابع بجد اكثر ) لكن ان اردت رأيي فعليك ان تتعلمي الطهو لنفسك اولاً ..لان الطعام السريع هذا..(وحرك يديه بأشارة ازدراء )اعذرني ..لا اعتبره طعاماً بالمرة..."
اقرت لونا انه محق فهي مرة تناولت فيها طعاماً سريعاً مشبعاً بالدهون وشعرت بالتوعك الشديد واصيبت بمضاعفات مزعجة ,فاخذ الطبيب يوبخها على تناولها لتلك الوجبات السامة كما سماها....لكن عنادها دفعها لتهز كتفيها بلا مبالاة..وقالت.." ماذا افعل انا لا اجد وقتاً لتعلم الطهو.."
نظر لها غابرييل بتمعن وابتسم بغموض وهو يقر لنفسه "ان بقيت هنا يا لونا فقد اعلمك الطهو بنفسي...(ثم زجر نفسه التي عادت لأنجرارها وراء افكارٍ غريبة ) ياه ماذا اصابني؟؟! اكيد اني اهذي..."
عاد يقطع على نفسه استرسالها قبل ان يتوه في دوامة يصعب عليه الخروج منها قائلاً" تناولي طعامك قبل ان يبرد...فهو ليس لذيذاً وهو بارد...هيا انه طبقنا التقليدي ولن تجدي احداً في العالم يعده كما يفعل الارجنتينيون ..."
نظرت للاكل بشهية فقد كانت تتضور جوعاً واقرت " معك حق " لذا توقفا عن الكلام قليلاً واخذا يتناولان الطعام الشهي باستمتاع..لقد اعجبها فعلاً فهو لا يشبه في شيئ تلك الوجبات السريعة المضرة ....اخذت تصدر اصوات همهمةٍ تدل على اعجابها الشديد وقد ارتسمت على وجهها علامات تدل على ذلك ايضاً.. ورغم انها ليست المرة الاولى التي يتناول به غابرييل هذا الطبق في هذا المكان لكن هذه المرة كانت مميزة بالفعل ,اخذ يراقب حركاتها وسكناتها وسُرّ جداً بعفويتها وبساطتها ..وقفز لعقله تساؤلٌ مفاجئ
"ترى كيف كانت ستكون لو اختارت ان تكون راقصة باليه واصبحت شهيرة ,هل كانت ستتصرف بنفس العفوية والبساطة..."ودون ان يعلم من اين جاءه التأكيد اقر لنفسه "اكيد ما كانت لتختلف.."
" الشراب لذيذٌ ايضاً"علقت لونا بمرح وهي تشرب جرعة من كأسها قبل ان تلاحظ تقلص وجه غابرييل وهو يضع يده على خده متألماً ..
" ما الامر؟" سألته باهتمام...
هز رأسه بضيق وقال بخفوت" لا شيء مجرد الم في سني.."
"اظن ان عليك مراجعة الطبيب.." علقت ببداهة
" اجل..حين اجد الوقت لذلك... " رد بفتور
" انا اسفة ....اظن اني آخذ من وقتك الكثير واشغلك..." ردت بأنزعاج فقد فهمت الامر بشكل خاطئ..فسارع بالنفي
" لا ..لم اقصد ان اوحي لك بشيء ,انا سعيد بصحبتك فهي بالتأكيد افضل من زيارة طبيب الاسنان.."
" اتخشى منه.؟." سألته باستهجان بعد ان رأت رعشة خفيفة صدرت عنه فهي لا تظن ان شخصا ًكغابرييل قد يخشى طبيب الأسنان لكنه أكد لها بكل صراحة .
" ومن لا يفعل ..لكن اظن ان الوقت قد حان فعلاً لتجاوز خوفي منه فقد اصبح الالم مزعجاً.." نظر لها وغير مجرى الحديث الذي يزعجه بمجرد تذكر صوت صرير آلة الحفر التي ترعبه للغاية .. تحدثا بأمور متنوعة عن بلده وما تشتهر به من انواع الشراب والطعام والرقص وكيف اضفى المهاجرون عليها نكهتهم الخاصة,حيث تحولت الارجنتين لمزيج من الثقافات المتعددة ولكن ما جذبها اكثر حديثه عن التانجو حيث وصف هذا الرقص بشغف اظهر مقدار حبه له ,فأخذت تستعلم منه بلهفة عن هذه الرقصة التي لطالما سحرتها..
"هل تجيد التانجو؟؟" سألته بفضول وهي تحاول مقارنة صورة الاستاذ الجامعي الرصين براقص التانجو الشغوف ,ورغم انها قد تكون مفارقة غريبة لكن مع غابرييل لا شيء مستبعد ,وقد فاجأها حين اكد ظنها واجاب بنعم قبل ان يسألها نفس السؤال ..
"هل سبق و رقصتي التانجو...؟.."
"لا ...لكني اطوق لتعلمه ,ربما افعل بعد ان اعود (ثم صمتت لوهلة وهي تتذكر الاستدعاء الذي ارسلته المجلة لها قبل مغادرتها البرازيل لضرورة عودتها ان رغبت بالألتحاق ببعثة اخرى في افريقيا ...فتابعت بفتور ) هذا ان وجدت وقتاً لذلك.."
"ولمَ الانتظار ...هيا بنا ... "
نظرت له بدهشة واستفهام دون ان تفهم قصده ,ورأته يقف بعد ان دفع الحساب وبعض البقشيش للنادل الشاب والذي عرفت من خلال حديثهما بانه احد تلاميذه في الجامعة والذي يعمل بدوام جزئي في هذا المطعم..
"كثيرون من امثاله يكدحون في سبيل النجاح.."هكذا علق غابرييل بفخر وهو يحدثها عن تلاميذه المجتهدين اثناء مغادرتهم للمطعم....وكانت شبه واثقة بأنهم يبادلونه الشعور بالفخر ايضاً كونه استاذهم...
قادها خارج المطعم...وتوجها صوب اخر الشارع الضيق حيث اتسع بشكل مفاجيء بعد ان افضى لساحة واسعة تشكل تقاطعاً بين شوارع اخرى ووقد ملأت بعدد من الناس الذين كانوا يتجمعون حول اشخاصٍ يرقصون على انغام التانجو الرائعة التي تعزفها فرقة موسيقية محلية... شهقت بذهول من روعة المكان حيث اضيئت الساحة بالمصابيح الصغيرة المعلقة بحبالٍ تشابكت عند الوسط وتفرقت بالاتجاهات المعاكسة فوق المباني التي تحيط بالساحة من كل صوب ,فبدت كمظلةٍ من الأضواء تنير المكان بعد ان حل المساء ,بينما كان بعض سكان البيوت المجاورة يسهرون في شرفاتهم الخاصة المطلة على الساحة و يتسامرون في هذه الامسية اللطيفة الحارة نسبياً بالنسبة لليلة خريفية.......
ادارت لونا رأسها ذاهلة من روعة المكان الذي يبدو وكأنه اقتطع من مشهدٍ تاريخي ساحر, حيث تعود معظم هذه الابينة لعقودٍ طويلةٍ مضت ,وأكد لها غابرييل ذلك حين اخذ يحدثها بنبذة عن المكان قائلاً ..
"هذا حي سان تيلمو وهو من اقدم احياء بيونيس ايريس, وقد شيدت العديد من مبانيه قبل مئات السنين على يد المستعمر الاسباني ,ثم اضفى المهاجرون الجدد الذين رفدوا لبيونيس ايريس من مختلف دول العالم نكهتهم الخاصة عليه والتي استمدوها من وطنهم الأم ,قد يظن البعض ان الخليط الذي يشكله سكان بيونيس ايريس سيؤدي للتباين ...لكن لا ...لقد اعطى هذا التنوع وامتزاج الثقافات ميزة لبيونيس ايريس التي فتحت اذرعها على اتساعها لتحتضنهم جميعاً وتمزجهم جميعاً بخليط مذهل افضى لكل هذا الجمال.." فتح ذراعيه على اتساعها وكأنه يعرض مقطعاً من مسرحية درامية مدهشة ,فأثارها حديثه الشيق كما اثارتها روعة المكان ,وطغت الموسيقى المداعبة لأحساسها بمزيج مسكر يفوق الخيال ,وزادها القاً تمايل الراقصين على انغام التانجو المدهشة ..
"تعالي معي" قال بخفة ودون ان ينتظر جوابها وضع كفه على ظهرها وقادها لتقترب من ساحة الرقص اكثر حيث وقفا يراقبان الراقصين بصمت وقد لفت نظرها ثنائيٌ مدهش مكونٌ من رجل عجوز قد شارف الثمانين ورفيقيته التي تصغره بقليل ,وكانا يتمايلان بخفة ورشاقة لا تتوافق مع بياض شعرهما وتجاعيد وجههما ,كان الرجل يضم رفيقته بتملك واضح وشغف وكأنهما عاشقين لم يشبعا من الحب رغم كل سنين عمرهما ..وكأن غابرييل قرأ دهشتها فترجمها بكلماته ..
"هذان اقدم زوجين راقصين في بيونيس ايريس وربما في الارجنتين كلها ...جوزيف واميليا..."
"متزوجين..؟؟" سألت بدهشة فأبتسم لها بعذوبة وقال بخفة "منذ خمسين عاماً..."
"الم يسأما ؟؟" سألت بذهول وحيرة فبنظرها يعتبر الزواج قيداً يتمنى الجميع الفكاك منه..لذا لم تستطع استعياب ان يظلا متزوجين كل هذه المدة ولا زالا يحبان بعضهما بهذا الشكل الواضح للعيان...
"يسأما؟؟!!" سألها غابرييل باستهجان من استخدامها لهذا المصطلح الجاف
فقالت بصدق "اعني كيف قضيا كل هذا الوقت معاً ..دون ان يملا من بعضهما "
"لأنهما يحبان بعضهما اكيد.." رد بدهشةٍ من سؤالها ,فعقدت حاجبيها باستنكارٍ فهي لا تستوعب الامر ولا تظن ان هناك زواجاً قائماً على الحب فعلاً ,كل ما هناك مجرد توافق معين وانجذاب حسي وقتي ليبرر علاقتهم ,وفكرت بأمها وزوجها روبرت كمثال فهي تدرك ان ما يجمعهما ليس الحب بالتأكيد فهما على طرفي نقيض في المشاعر والاهتمامات ٍان كل ما يجمعهما هو عقدٌ مبني على تفاهمٍ ما ومصلحة يدفعهما للاستمرار بزواجهما حتى اللحظة ,لكنها تدرك تماماً انه زواجٌ خالٍ من الشغف والحب الذي تراه يشع من عيني هذين الزوجين العجوزين... انها حتى لا تعتقد بوجود حبٍ كهذا قد يدوم نصف قرن...
انتهت الرقصة واثارتها الحركة الختامية التي قام بها الرجل العجوز بأمالة زوجته للخلف بحركةٍ نصف دائرية قبل ان يسحبها بقوة لتلاصق صدره و تستكين عليه فسارع بطبع قبلته الشغوفة فوق شفتيها بحركة اثارت الحضور الذين صفقوا لهما بحرارة...لم تتمالك معها سوى ان تشاركهم التصفيق والهتاف رغم دهشتها التي لم تزُل ابداً ,خاصة وهي تراى الثنائي العجوز يخطوان على مهل خارج حلبة الرقص وهما يتأبطان بعضهما بحبٍ واضح...
ظلت تراقبهم بدهشة وحيرة لفترة قبل ان تشعر بيد غابرييل تدفعها بخفة لتسير لوسط الساحة حيث فاجأها بالقول " حان دورنا .."
" اه ..لا..لا..لا..غابرييل ..انا ."حاولت الاعتراض لكنه لم يستجب لها ..كانت مرتبكة جداً من ان تجرب الرقص لأول مرة امام كل هذا الحشد ومعه هو بالذات, وقد زاد قربه منها من ارتباكها خاصةً حين اوقفها امامه واحتضن كفيها براحتيه و قربها منه بهدوء حتى تلامسا فشعرت بالحرارة تنتشر في جسدها وبدأ قلبها يخفق بسرعة حتى قبل ان تقوم بأي مجهود ,فقط كان يكفي ان يضع يده خلف ظهرها ويضمها الى صدره لتشعر بأن قلبها سيتوقف...لم تكن اول مرة يراقصها رجل او تكون بقربه بهذا الشكل الحميم ,لكن مع غابرييل الامر مختلفٌ تماماً .فهو آسر بشكل غامضٍ بالنسبة لها ..بدأت تتنفس بصعوبة وتلهث فلاحظ ارتباكها وظن ان خوفها عائدٌ لخشيتها بأن لا تتقن الرقص امام كل هذا الحشد فقام بتشجيعها بقوله
"لا تقلقي سأرشدك...فقط اتبعي تعليماتي.".وبدأ يحركها بخفة ويعلمها الخطوات ببساطة ويقول لها كيف تتحرك ,فاطاعته بشكل اعمى دون تفكير لأن عقلها ببساطة شل عن التفكير ,و شيئاً فشيئاً بدأ اضطرابها يزول وانسجمت حركاتهما ونسيت خوفها وارتباكها ,ليحل مكانه شعورٌ غريب ولذيذ لم تألفه سابقاً ,لكنها لم تدع لنفسها مجالاً للتفكير بسببه بل اكتفت بالأستمتاع به .
كانت مرنة ورشيقة ,تتحرك بين يدي غابرييل بسهولة وليونة مثيرة..وتتعلم بسرعة ادهشته ,وفي اقل من نصف ساعة من التدريب اتقنت عدداً من الحركات..ثم حين بدأت مقطوعة جديدة بالعزف, رقصا ثانية بأتقان اكبر..كانت تسايره بالحركات حتى بدى لمن يراها بأنها ترقص التانجو طوال عمرها..
لم يستطع غابرييل ان يخفي اعجابه الذي زاد اكثر واكثر مع كل حركة وسكنة تصدر منها ,وكانت كفاه تحترقان من لمسها ,فيطفأهما بالتشبث بها اكثر واكثر حتى نسيى كل شيء اخر غيرها...وظلا يرقصان لأكثر من ساعة دون ان يشعرا بمرور الوقت او بمن يرقصون حولهما ..وكأن الزمان توقف من اجلهما والساحة خلت لهما...تحت سماء الأرجنتين.
ومع نهاية الرقصة الأخيرة أمالها للخلف كما فعل الرجل العجوز مع زوجته سابقاً ,حتى وصل رأسها للارض ثم سحبها نحوه بقوة فالتصق وجهه في وجهها ,وتوقفت الموسيقى وتمنى لو يختمها بقبلة شغوفة كما فعل الرجل مع زوجته , لكنه اكتفى بلثم خدها بقبلةٍ صغيرة الهبته فوراً فابعدها عنه مكرهاً وقام بالانحناء لها بلباقة بعد ان رأى تورد خديها ..وقال محاولاً اخفاء مشاعر الاثارة التي اجتاحته بقوة "انت فعلاً تتعلمين بسرعة.."
فردت بخجل ماثل اضطرابه "وانت ايضاً ...استاذ رائع...شكرا لك.."
استبقى يدها حبيسة في يده وكأنه لا يريدها ان تفارقه للحظة ...وكان هذا شعورها ايضاً.

نهاية الفصل الثالث وقراءة ممتعة للجميع



التعديل الأخير تم بواسطة ريبانزيل ; 10-04-18 الساعة 09:22 AM
ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 11:32 AM   #64

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي



modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 11:44 AM   #65

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

"هذا ما يريدونه ...شعب خائف جاهل, مهزوم ,ليسيروه كيف يشاؤون ..
لكن كلا لن يحدث ذلك..سنظل نتكلم ونتحدث ..


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 11:46 AM   #66

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

ان ما جرى امرٌ صعب وقاسي لكن الحياة لن تتعطل رغم ذلك وإلا ما فائدة كل تلك التضحيات التي بذلت .؟!
علينا ان نأمل فقط ,لا نملك سوى الامل...


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 11:51 AM   #67

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

.فبالعلم تنار العقول وتتسع الافاق...ونقضي على الجهل والتخلف ..الا توفقيني الرأي ..؟؟"


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 12:13 PM   #68

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
"هذا ما يريدونه ...شعب خائف جاهل, مهزوم ,ليسيروه كيف يشاؤون ..
لكن كلا لن يحدث ذلك..سنظل نتكلم ونتحدث ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ان ما جرى امرٌ صعب وقاسي لكن الحياة لن تتعطل رغم ذلك وإلا ما فائدة كل تلك التضحيات التي بذلت .؟!
علينا ان نأمل فقط ,لا نملك سوى الامل...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
.فبالعلم تنار العقول وتتسع الافاق...ونقضي على الجهل والتخلف ..الا توفقيني الرأي ..؟؟"
حبيبتي مودي كالعادة تستطيعين النفاذ لعمق كلاماتي وانتقاء اجمل ما فيها ... وهذا ما يبهجني ويريح قلبي حين اجد القارئ الواعي الذي لا ينتظر المشهد الرومانسي والقبلة فقط ,رغم اننا نحب الرومانسية ...لكنه يلمس حقيقة المشاعر الأنسانية التي تسمو فوق اي نزوات ....من اجل قارئٍ مثلك استمر واكتب وهذا ما دفعني للعودة بعد ان كنت قد قررت الأعتزال ....


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 12:14 PM   #69

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
آمين يا رب العالمين


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 06:59 PM   #70

راويةG

? العضوٌ??? » 416000
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 189
?  نُقآطِيْ » راويةG is on a distinguished road
افتراضي

ررررررررررررروعة

راويةG غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.