24-10-18, 11:54 PM
| #341 | |||||||
 
|  انحنت "مليكة" نحو الشاب اليافع الذي كان ينقش على الحلي بين يديه تصميما ينقله من الورق جانبه لتنظر عن كثب للخطوط التي شكلها على القطعة الفضية. اتسعت عينيها تراقب مهارته التي اكتسبها من العمل على الحلي لسنوات كما أخبرها فقد التحق بالجمعية هو و عدد من أصدقائه مدعين مهارة كل منهم في الصناعة التقليدية وقد كلفتها "تيتريت" بما أن مجال عملها تصميم الحلي أن تراقب عمل هذا الشاب الذي ادعى أنه ورث الحرفة عن أبيه. بانبهار راقبت النقوش التي تكونت على صفحة الحلي الفضية و التي تغير شكلها لقطعة جميلة ببساطتها و جودتها المميزة. ربتت على كتفه بحبور وبادرت بتشجيع : - مبهر ... أنت موهوب يا صديقي .... حسنا اعتبر نفسك معي لتضيف مبتسمة بوجهه الذي أشرق بسعادة وأمل : - لن نعمل على القطع سوى أيام العطلة الأسبوعية و بقية الأسبوع ستهتم بدراستك وتتابع محذرة عندما لمحت معالم الاعتراض على ملامحه : - هذا غير قابل للنقاش أيها الشاب فـ"تيتريت" لن ترحمك إن أنت تهاونت بدراستك أنت وأصدقائك وهذا كان شرطها الوحيد لكي تقبل عملكم هنا. أومأ باستسلام لم يحبط ابتهاج انضمامه للجمعية قبل أن يقول بحماس بعث الدفء بصدرها : - ربما أستطيع أن أساعد أمي فلا تضطر للعمل طوال النهار ... أليس كذلك يا آنسة مليكة . ابتسمت مليكة له بحنو وهي تنظر للفرحة التي زينت ملامحه الصبيانية التي تظهر سنا لم يتجاوز الرابعة عشر ... فرحة لم تكن إلا لتمكنه من تخفيف العبء عن والدته ولو قليلا لتقول بحماس مثل حماسه : - طبعا أيها الشاب ... وهذا سيكون بعملك هنا كما ستفرحها بتفوقك بدراستك فإن استطعت خلق هذا التوازن فستنجح بالتأكيد فيما تريده لكن عليك أن تعدني أن تكون دراستك أهم أولوياتك قدمت له يدها تنتظر عهده ولم تفعل طويلا حيث ضم بقبضته القوية يدها واعدا إياها بعينين تتلألآن أملا قبل أن يقاطعهما دخول "أسامة" والذي نقل نظراته بينهما قبل أن يلقي عليهما التحية بهدوء لم يخدع مليكة والتي ودعت الصبي ليقول في طريقه للمغادرة بحبور : - يوم سعيد أيها الضابط أومأ له "أسامة" مبتسما قبل أن يعود بنظراته نحو مليكة التي كانت تدقق بملامحه بتركيز. نقل نظراته عليها لثوان قبل أن يعود بعينيه لعينيها و يقول بصوت جليدي : - هل ستعملين أنت و الصبي فقط ؟ ضيقت "مليكة" عينيها عليه تحاول فهم المغزى من سؤاله لتقول بعد لحظة صمت بهدوء : - تيتريت لم توافق على عمل الصبي معنا هو ورفاقه بمجالات تخصصاتهم سوى بالعطل الأسبوعية .... لذلك ... قاطعها بنفاذ صبر و قد دلف للغرفة و اقترب منها حتى استطاع تمييز الألوان المختلطة بعينيها : - لا أقصد ذلك مليكة .... أقصد هل صناعة الحلي الفضية ستهتمين بها أنت و الصبي فقط ؟ رفعت حاجبيها مستوعبة لما يرمي لتجيبه ببساطة زادت من غيظه : - نعم .... للآن هذا ما استطعنا الحصول عليه زفر "أسامة" يهز رأسه تحت نظراتها المستغربة من الرفض الذي لاح بعينيه و قال مترجما ما قرأته على ملامحه : - لن يكون الأمر مناسبا يا "مليكة" .... فهذا سيجعلك وحيدة مع الصبي و في قرية كقريتنا هذا سيكثر اللغو بين القرويين . اتسعت عيني "مليكة" بصدمة مما حملته كلمات "أسامة" قبل ان تقطب وقد بدأت تستوعب معنى كلماته لتهتف بمزيج من الحنق و الذهول : - أ أنت مجنون يا هذا .... إنه لازال طفلا عن أي لغو تتحدث .... قاطعها متمسكا بهدوئه : - إنه صبي ... مراهق .... ضحكت "مليكة" بعدم تصديق وهي تنظر للجدية التي ظهرت على صفحة وجهه وتقول : - بالله عليك يا أسامة لو تزوجت باكرا لكان عمر أول أطفالي بعمر الصبي ... فلا تتفوه بالهراء رفع "أسامة" حاجبه قبل أن تنخفض عينيه لتحط على خصرها الرفيع الذي يطوقه قميصها الصوفي بطريقة مغيظة .... كما تفعل جل ملابسها مؤخرا .... ذلك الغيظ الذي يزيد من غضبه لعجزه عن تفسير سببه و تفاصيل ظهوره و الذي يزيد الأمر سوءا أن كلماتها صارت محفزة لمخيلته بشكل مخيف . انتزعه من أفكاره صوتها الصارخ و يديها التي التوت حول خصرها تخفي تفاصيل انحناءاته عن عينيه ليرفع عينيه إليها بهدوء يخفي صراعاته الداخلية المتناقضة : - أنت يا هذا لما تنظر. رفع حاجبه وجنونها المعتاد بات يخفف ولو قليلا من الضغط التي يولده بداخله ذاك النزاع المرهق ليقول متعمدا تأجيج جنونها أكثر : - لما هو معروض أمامي اتسعت عينيها مما تتفوه به لتقترب أكثر نحوه صائحة : - أيها الوقح المغرور ... هل تجرؤ أيها .... أيها البذيء ...أيها .... أيها ........ ليهمس باستمتاع وقد سلاه عجزها عن إيجاد الكلمات : - وماذا أيضا؟ أنا انتظر انجذبت عينيه لعينيها اللتان تلمعان بشدة مما يوحي بغضبها فزادت تسليته وهي تهتف به بجنون : - أنت عديم الحياء .... وقليل الأدب ......و (********) غضبها دوما ما يجعل كلماتها متعثرة مما يزيد من استمتاعه فكانت الابتسامة مرتسمة على ملامحه عندما نطقت بكلمتها الأخيرة لتتسع عينيه للحظات قبل أن ينفجر ضاحكا تحت نظراتها المتأججة و يقول بعد لحظات وبعدما هدأ : - صحيح تماما أنا قليل الأدب ... يا مؤدبة . أغمضت "مليكة" عينيها تداري خجلها من الصفة التي رمته بها وتنهدت لعلها تخفف من غضبها لتقول بعدها بما تستطيعه من هدوء : - ما تفعله معي يسمونه تحرش يا سليل آل ملاك - حقا ؟ ... ولما لا أسمي ما ترتدينه تحرشا بالذكور جميعا - ربما لأنها حرية شخصية لا تستطيع قول ذلك ليقترب منها ويهمس بنبرة مغيظة : - و النظر هي حرية شخصية .... فأنا لم أتفوه بكلمة .... ولم ألمسك و النظرات لا تؤذي يا مليكة .... ليضيف مفكرا دون التفوه بالكلمات أمامها : - على الأقل لا تؤذيك أنت تنهد مزيحا أفكاره التي عادت تزاحمه و تشعل الغيظ بداخله وقال بسرعة مانعا إياها من التعليق : - كنت آمل رؤية "تيتريت" ... أين هي ؟ هزت "مليكة" كتفيها و ابتعدت عائدة للطاولة التي تحوي أدوات النقش و أوراق التصاميم فهمت بتوضيبها مجيبة إياه بنفور : - لديها ما تفعله بالمزرعة ... فانصرفت باكرا راقب كيف تساقط شعرها الأصهب المتموج يخفي ملامحها ... بينما استطاع من موضعه ذلك التدقيق بها ... كان قميصها الصوفي يحدد ملامح جسدها و يرافقه جينز ملتصق بساقيها بينها انتعلت حذاء رياضيا عالي الرقبة بلون قميصها ... فوجد الكلمات تنساب من شفتيه دون أن يستطيع التحكم بها : - ألم تنتبك الرغبة قبلا في تجربة ملابس الفتيات انتصاب رأسها و نظراتها المستنكرة ... المستهجنة الغاضبة جعلته يتأكد أن الكلمات التي كانت تحوم بأفكاره قد تسللت لتصدح بالمكان مخلفة موجة جديدة من الغضب فسارع للقول : - لا تهتمي .... انسي ما تفوهت به و هيا سأوصلك للمزرعة صاحت به مقتربة وقد فقدت أعصابها كما تفعل دائما عندما يتقابلان : - لا أهتم .... ألا تنتقي كلماتك يا هذا ؟ ألم يعلمك أهلك شيئا عن اللباقة بالحديث حتى مع السيدات ...أقسم أنني لم أصادف شخصا وقحا مثلك ... أنت وقح بشكل مغيظ ... ابتسم و قال هازا كتفيه : - أعلم أنني وقح فلقد أعدتها منذ لقاءنا ربما لآلاف المرات بحيث لن أستطيع نسيانها حتى لو أردت ذلك أدارت نظراتها بالغرفة بحنق و زفرت لتقول بنبرة غاضبة : - ربما كنت أظنك ستتعظ و تخف منها لكنني أجدك يوما عن يوم أكثر وقاحة . لوى شفتيه بابتسامة متسلية وهز كتفيه مؤيدا كلماتها قبل ان يهمس لها بعينين لامعتين بغرابة : - لا أستطيع النكران فهناك شيء بي يستفز وقاحتي المبطنة . ليتابع موليا لها ظهره والابتسامة لم تفارق شفتيه : - هيا سأوصلك. - (....) ابتعد فقط ... اغرب عن وجهي تعالت ضحكاته وكلماتها تطرب أذنيه ليقول مستمتعا دون أن يلتفت لها أو يمهل من خطواته : - هذا ما لن تعتمدي عليه أيتها الصهباء **************************** تخصرت "تيتريت" تنظر لـ"شريفة" المرتجفة على السرير بمزيج من الحزن و الحنو و الغضب لم يهمد . اقتربت ومدت كفها لترفع وجه المرأة التي غسلته العبرات و سطر الألم عليه خطوطه لتقول بجمود : - سأتركك لنفسك يا شريفة ... أقفلي عليك باب غرفتك و لا تدعي أحدا يشهد لحظات انهيارك ... لكنني لن أغادر حتى تعدينني أن بعد سقوطك هذا ستعودين أقوى ... أقوى من تؤثر فيك كلمات امرأة ساخطة. رفعت "شريفة" وجهها لـ"تيتريت" لتنظر للمرأة التي لمع الحزم بعينيها فما وجدت غير الإيماء لها موافقة قبل أن تومئ لها الشقراء بدورها و تغادر بخطوات غاضبة متسلحة بغضبها لتنجز ما غادرت من أجله الجمعية باكرا. سارت حتى توقفت أمام باب الغرفة المنشودة فاجتاحت باب الغرفة دون أن تطرقه . قابلها الظلام فتنهدت قبل أن تتمهل لتعتاد عينيها على الظلام و تتجه نحو النافذة الوحيدة بالغرفة مزيحة ستائرها الثقيلة قبل أن تتجه للمرأة المتكورة بالسرير و التي علا صوتها انزعاجا. أزاحت الملاءات الثقيلة من على الجسد المسجى أسفلها فبادرت مطالبة بهدوء : - انهضي يا "عائشة" فلدينا ما نفعله . تأوهت "عائشة" رافضة وسبحت ذراعها حولها تحاول إعادة الملاءات على جسدها لكن "تيتريت" التقطت ذراعها تجذبها حاثة إياها على النهوض و تقول بملل لم يخلو من الغضب : - هيا يا عائشة فأنت لا تريدين اختبار صبري أكثر بصوت ناعس أجابتها "عائشة " التي لم تحاول حتى فتح عينيها : - اذهبي "تيتريت" فأنت تضيعين وقتك وتزلزلين حياة جاهدت لبنائها ضحكت "تيتريت" ساخرة قبل أن تنحني تجذب "عائشة" بقوة أكبر و تقول ما إن فتحت "عائشة" عينيها متألمة و معترضة : - بالله عليك أين هاته الحياة التي بنيتها فانا لا أرى إلا خرابا و دمارا بدون اكتراث قالت "عائشة" تحارب يدي "تيتريت" : - حسنا كما تريدين فدعيني لدماري أهذا جيد ؟ - لا ... ليس كذلك ... لكننا سنحاوله جعله كذلك .... لتقول وقد تركت عائشة لتسقط على سريرها وتستقيم تنظر لها لتقول بتحذير واضح : - سأنتظرك لتجهزي مدة لا تتجاوز الربع الساعة وبعدها سأكون بمجلس والدك لأخبره أن ابنته رفضت العريس صديقه لأنها تأمل في العودة لطليقها و ربما سأنصحه أن يعرض على صديقه عودتك له .... والدك سيرحب بذلك و طليقك العتيد لن يمانع التباهي بزوجتين و بعودة الزوجة التي فرض عليه تطليقها. فتحت "عائشة" عينيها على اتساعهما تنظر ل"تيتريت" التي كانت ملامحها جامدة توحي بمدى جديتها قبل أن تغادر تحت نظرات "عائشة" المذهولة و التي صاحت تناديها ما إن عبرت عتبة الغرفة لترفع "تيتريت" صوتها قائلة : - ربع ساعة يا عائشة فليس لدي اليوم بطوله. ************************** | |||||||
|
|
24-10-18, 11:57 PM
| #342 | |||||||
| رفعت "تيتريت" يدها بخفة لتلقط بأصبعها دمعة تمردت عن المآقي لتتسلل خارجا قبل أن تعيد نظراتها لعائشة التي انهارت على الكرسي بحديقة المستشفى .... تقدمت نحوها وجاورتها في جلستها لدقائق دون أن تبادلها الكلام ... تنصت لصوت بكائها. كان الأمر صعبا أكثر مما ظنت ... كان يجب على "عائشة" أن تنظر حولها لتعلم أن حالتها أفضل من الكثيرين المحيطين بها ...لكنها لم تتوقع أن تصادفا حالة وفاة وهما بأول زيارتهما للمستشفى. كانتا في طريقهما لقسم الحالات المستعصية وقد سهلت لهما صديقتها سناء الولوج عندما بدأت "عائشة " تختنق وهي تنظر لأحوال الناس حولها عندما عادت أدراجها غير قادرة على الاحتمال أكثر لتنهار وهما تصادفان في طريقها حالة حرجة لطفل لم يتجاوز السادسة ... و الذي فارق الحياة ما إن توقفت سيارة الإسعاف أمام باب المستعجلات. كان الأمر والمرأة تعانق جسد طفلها الذي غادرته الحياة مؤلما .. موجعا ونحيبها يستقر بالفؤاد طاعنا إياه بضراوة قاسية ... شعرت حينها بالمرأة أمامها ترتجف قبل أن تهرول مبتعدة نحو حديقة المستشفى لتنهار على أول كرسي يصادفها . غرقت كلتيهما في وجع ما رأوه ليجتر معه عذاب حياتهما ... عقدت المقارنات و تعمق الوجع و زاد الألم .... فتحدثت "تيتريت" بعد فترة بنبرة واهنة لم تسمعها وقد هدها الموقف : - عندما نرى الحياة من زاوية موسعة نصطدم بحقائق تجعلنا نتريث لنتفكر .... تلك الرؤية تقزم مشاكلنا وهي تضعنا أمام مآسي أناس آخرين ... الحياة يا عائشة بمعناها الشامل لا تقتصر على هدف واحد و على شخص واحد وإلا ما كنا استمررنا ... الحياة اختبارات متتالية ... و خيارات متعددة ... و بالأخير أنت تبنين نفسك بنفسك .... حياتك عبارات عن اختياراتك فلا تجمديها لأنه استحال عليك تحقيق هدف فيها. فتتابع و دمعة أخرى تنساب من زاوية عينها : - أنا لا أنكر ألمك ... و لا أطالبك بنكران ذكرياتك لكن ما آمل أن تفعليه أن تجعليها مرجعا للتقدم نحو الأفضل، لتغيري حياتك ... لتعيشي حياتك التزمت الصمت للحظات لترتب كلماتها الموالية وتتابع بحرص و بتأني بعدما التفتت تنظر لعائشة الهادئة دون أن تهدأ دموعها : - أعرف أنك تتشوقين لممارسة أمومتك والله أراد دون أن يكون لك طفل اعتصرت كفها وقد لاحظت إجفال "عائشة" التي دارته بسرعة لتتابع بنفس النبرة المتأنية الهادئة : - وهناك أطفال حرموا من حنان الأم .... حرموا من حضن دافئ و آمن يؤون إليه ... فلنقل أن هناك ..... - خالة "عائشة" هل أنت بخير ؟ رفعت المرأتين رأسيهما للشاب اليافع الذي توقف أمامها ينظر مقطبا لعائشة .... بينما عائشة فالدموع بعينيها و مشاعرها جعل الصورة أمامها مبهمة ليقول الشاب مقتربا أكثر : - هل تذكرينني أنا "معاذ" ... لقد تصادفنا يوم افتتاح الجمعية . رمشت "عائشة" مفرغة عينيها من العبرات و اتضحت الصورة أمامها فرفعت حاجبيها مستدركة هوية الشاب اليافع أمامها لتقول بصوت مبحوح و هي تستقيم ماسحة دموعها لتقترب منه مقاومة وهن عضلاتها و بابتسامة مغتصبة : - طبعا يا صغيري أذكرك كيف صارت ذراعك ؟ طمأنته ابتسامتها ليهز كتفيه بخفة مبتسما و أشار برأسه نحو ذراعه ليقول : - أظنها تشفى ... فلقد صرت أستطيع تحريك أصابعي رفعت يديها تداعب خصلات شعره بحنو .... بينما ابتسامته الصادقة كانت معدية لترتسم على ملامحها ابتسامة باهتة لكنها صادقة لتقول : - هذا جيد جدا ... لكن لما أنت هنا ؟ عاد ليهز كتفيه بخفة و يقول : - جئت لأفك قطب جرح الرأس ... ( ليضيف وقد أمال رأسه ليريها الجرح المخفي تحت خصلات شعره من الجهة الخلفية ) نتيجة أخرى للحادث فيسأل مقطبا وقد نال منه الفضول منتهاه : - وأنت ماذا تفعلين هنا ؟ هل حصل شيء ما ؟ سار بعينيه على ملامحها الشاحبة التي لم تخفي أثار الدموع وشعر بنفسه تهفو ليرسم الابتسامة على ملامحها ... تذكر يوم رافقتهم هو وفارس ...كانت شاحبة كاليوم ... ساهمة ... عينيها منطفئتين ، فاحترما هو وشقيقه صمتها و التزما الصمت. كانت طريق القرية جديدة على فارس الذي لم ينتبه لمطب قوي تحرك هو على إثرها بقوة لتصطدم ذراعه بالباب بقوة جعلته يصرخ ألما ... ضم ذراعه حينها بذراعه السليمة مخففا من الألم متجاهلا صوت شقيقه المستفسر عندما شعر بيد تربت على كتفه وصوت هامس يطلب منه عدم تحريك ذراعه ... خفف قبضته على ذراعه المصابة متنفسا بقوة و قد بدأ يشعر بزوال ألمه الحاد ليشعر بيديها تمتد من بين الفسحة بين مقعدي السيارة لتزيح شعره عن جبهته مستفسرة عما يشعر به قبل أن تطلب من شقيقه قنينة الماء لتطلب منه ارتشاف جرعات قليلة قبل أن تعود لتسأله بقلق واضح إن خف الألم. أومأ لها موافقا قبل أن يعلو صوتها ثانية تطلب من فارس المحارم الورقية لتمسح جبينه المتصبب عرقا متأملة إياه بترقب وقلق قبل أن تطلب من شقيقه الذهاب به للمستشفى للاطمئنان على ذراعه و الذي تفاجأ بإصرارها على مرافقتهم. عاد من ذكرياته على صوتها بنبرته الواهنة التي تثير فضوله وقد أجابته : - لا ... لقد كنا في زيارة لأحد معارفنا. أومأ لها قبل أن يرفع ذراعه يحيي الشقراء التي كانت تراقبهما من مكانها على الكرسي حيث كانت تجاور عائشة قبل أن يعيد اهتمامه للمرأة أمامه و التي أضافت بلطف : - حسنا أيها الشاب فبعد نتائج الحادث المكلفة و المؤلمة .... لن نقترب خطوة من الدراجة النارية زم شفتيه معترضا وقبل أن يتحدث اقتحم صوت رجولي حوارهما بنبرة حازمة : -وذلك ما سيحصل ... لن يكون هناك دراجة نارية بعد الآن . توترت "عائشة" و عادت للانغلاق على نفسها وهي تنظر للعملاق الذي توقف بجوارهما قبل أن يلف ذراعه على ابنه و يرفع نظراته لينظر لعائشة التي تراجعت خطوة مبتعدة عنهما بتوتر واضح قبل أن تنسحب متعثرة بعد ابتسامة مرتجفة لـ"معاذ" وكلمات متمنية له الشفاء وبعد تحية لخليل الذي سمحت له نظارته المعتمة من النظر لها دون حرج له أو لها ... راقبها بنظرات مشفقة تبتعد لتستقبلها الشقراء بابتسامة مشرقة قبل أن تنسحبا من المكان بعد تبادل كلمات قليلة بينما تحرك ابنه ليقابله و يقول بتساؤل متعاطف : - ما هي حكايتها ؟ يكفي أن تنظر لعيني هذه المرأة لتقرأ قصة عذاب وألم فكر "خليل" فيما عرفه عما حدث لها ليقر أن ما صرح به ابنه وصف دقيق لكنه تفاجأ بتتمة حديث ابنه الذي سأل بأمل جعله يستشعر وجود شيء خفي و غريب يحدث مع ابنه : - ربما أراها ثانية إن زرت الجمعية أليس كذلك ؟ تعلقت عيني خليل بعيني ابنه المتألقة بأمل ليسأل نفسه ما جد ليجعل ابنه يرغب في رؤية عائشة ... أ هو افتقاده لوجود أم في حياته أو ربما الضعف المنبعث من تلك المرأة جعل مشاعر ابنه تتدفق نحوها أم فضول لمعرفة قصة المرأة و الذي يعتبره إن كان الاحتمال الصحيح فضولا غير طبيعيا. لكن حدسا مؤرقا جعل احتمال افتقاد صغيره لأم في حياته هو الاحتمال المرجح ليقف مستغربا فقد كان يظن أن ابنه سيتوقف عن افتقاد هذا وقد دق سنوات المراهقة مودعا طفولته إلا أنه على ما يبدو كان مخطئا ... مما جعله يتساءل عن مشاعر ابنه الآخر ... فوجد نفسه يلف ذراعه حول كتفي ابنه و يقول بتشجيع لم يجد له بديلا : - ربما ... ما عليك إلا زيارتهم لترى . ليبادل ابنه الابتسامة التي وجدت طريقها لتزين ملامحه بأمل جعل قلق خليل ينبض بأعماقه . | |||||||
|
|
|
25-10-18, 12:41 AM
| #343 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب أحلام 
| وجيت اول واحده 💃💃💃😂😂😂😂 يا خراشي علي الهبل 😂😂😂😂😂عقل عيال ،عارفه 😅 بس واضح جدا قوي خالص أن تتريت هتغير من حياه عيلتها وايلي حواليها بس عاجبني قوي القط والفار مليكه واسامه 😁وواضح أنه هوه كمان عاجبه لموضوع الوقح قليل الادب 😂😂😂😂 | ||||
|
|
|
25-10-18, 02:01 PM
| #347 | |||||||||
| عضو ذهبي
| الفصل هادئ وجميل بارك الله فيكي ..سمية الغيرة حتوديها في داهية وتستاهل ساعتها الحقارة الي بتتصرف فيها مع شريفة الي شخصيتها مهزوزة قمة الحقارة. .وعائشة المفروض تفوق الي صار لها صحيح ظلم وهزها بس في غيرها شافوا ظلم اكبر وافظع منها وزي ما قالت تثريت في ولاد حرموا من الامومة ممكن هي تعوضهم واعتقد خليل وولاده حيكون لهم دور انها ترجع تنظر للحياة بشكل افضل وتثريت شكلها جاية تقلب موازين العيلة والتقاليد القديمة الي لسة الجد متمسك بيها ..مليكة واسامة الي مش عارف يحدد شعوره ناحيتها بس الواد وقع خلاص البنت الصهباء وقعته ..الفصل جميل زيك ياعسل منتظرين وعدك بفصلين بمناسبة العطلة ..دمتي بخير يا عسل 😘😘 | |||||||||
|
|
|
26-10-18, 12:14 AM
| #348 | ||||
| نجم روايتي
| سمية تشعر بالغيرة من شريفة وأعتقد أنها لن تصمت وسوف تحاول اهانتها مجددا .... تتريت تدافع عن شريفة بقوة و تريدها أن تكون قوية كما أنها تساعد عائشة لكى تنسي الماضي المؤلم وتبدأ حياتها من جديد أعتقد أن خليل سوف يطلبها للزواج عندما تصبح أفضل .... تسلم ايدك على الفصل الرائع ❤❤❤ | ||||
|
|
|
26-10-18, 02:09 AM
| #350 | ||||||||||
| نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات 
| سمية الحقيييرة جاية تقول لشريفة ملكيش مكان في الصورة .... هي نسيت نفسها و لا ايه ؟؟؟؟ و شكلها كدا عايزة تاخد مكان شريفة في كل حاجة .... عجبني ان تتيتريت وقفتها عند حدها و ردتلها كل كلامها و المرة الجاية تبقى من شريفة 💪 مليكة و اسامة الوقح 💃 بيغير من مرااهق طب ما يقولها و يقدر كمان يقولها على لبسها بطريقة الطف لان واضح ان مليكة بتاخد كل كلمة منه على نفسها .... بس هتفكر في كلامه على لبسها و تغيره ؟؟؟ تتيتربت بدأت كمان تقوي عائشة 💪 خليل وولاده هيكون له دور في حياة عائشة ؟؟؟ 🤔🤭 | ||||||||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| عطر،حواء،عطر حواء، epilobe |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
