آخر 10 مشاركات
323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6009Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-18, 11:54 PM   #2511

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الواحد والاربعين


الفصل الواحد والأربعين


تحركت ماجدة قليلا تئن في نومها متوسدة ذراعه.. ثم أولته ظهرها .. فانزعج وائل لأنها أدارت وجهها عنه وهو الذي ظل يحدق فيه منذ أن إستيقظ .. لكن طرف عنقود العنب لاح أمامه من طرف فتحة عنق بلوزتها فاشتعلت أعصابه التي يحاول أن يسيطر عليها منذ أن وعى بأنها تنام بين أحضانه .. وإقترب أكثر يتحسس طرف الشامة بأصابعه بخفة متحاشيا ألا يوقظها .. لكنه لم يستطيع المقاومة لأكثر من دقيقة ليميل ويطبع قبلة رقيقة على شامتها ..



تململت ماجدة في نومها واستدارت مرة أخرى نحوه تدفن جبينها في صدره لكنها سرعان ما بدأت تستفيق وتعي وتحاول تفسير أين هي ..



للحظة لم تستوعب.. فحركت وجهها لأعلى لتقابلها عيناه الزرقاوان تحدقان فيها في صمت . ثم همس بصوت مجهد " صباح الخير يا صديقتي العزيزة "
انتفضت جالسة برعب تعدل من ملابسها وتقول "كم الساعة ؟"
رد بهدوء " حوالي التاسعة "


انتفضت من السرير واقفة تقول بتلعثم " أنجيل وميري .. والمدرسة "
قال وائل " ذهبتا للمدرسة في موعدهما لا تقلقي"
ردت وهي تنظر حولها بارتباك وتمسد على ذراعها " ألم .. ألم يسئلا عني ؟ قد يصيبهما القلق من عدم وجودي بغرفتهما "
رد عليها بخفوت وهو يتأملها من موضعه " بل علمتا بأنك في غرفتي "



اتسعت عيناها تسأله " بم أخبرتهما ؟"
قال منزعجا من إبتعادها عن حضنه " كيف سأخبرهما وأنا نائما بجانبك لم أتحرك .. خاصة وأنت مستحوذة على ذراعي طوال الليل ؟"
مسحت بكفها على مؤخرة رقبتها التي تعرقت وردت " إذن .."


قاطعها قائلا " شعرت بإحداهما تفتح الباب علينا بهدوء .. ثم وقفتا تتهامسان وتكتمان الضحكات .. بعدها سمعت ببعض الجلبة في المطبخ ثم باب الشقة يغلق "
تحركت للخلف بحرج تمتم "يا إلهي .. ما هذا الحرج "
رد وائل باستنكار " حرج !!.. لم تشعريني انك كنت تبيتين في حضن رجل غريب "
توترت أكثر ورغبت في الفرار فاستدارت ليرتطم قدمها بقدم السرير وتصرخ فانتفض وائل نحوها يقول موبخا " إنتبهي يا مجنونة ولا داعي للإرتباك "
لكنها استكملت سيرها تخرج من الغرفة بسرعة وهي تعرج .


جلس وائل على السرير مجددا بإنهاك .. غير قادر على حركة .. فالكابوس الذي عاشه أمس كان من أصعب الأيام التي مرت به .. وبالرغم من ذلك لم يشفي غليله بعد .. فهمس في سره " لم ينتهي الأمر بعد يا سامي الكلب "
أجبر نفسه على القيام لإعداد الفطور رغم رغبته في الاستلقاء في السرير .. لتدخل ماجدة المطبخ وتفاجأ به يجلس على المائدة يشرب قهوته باديا على ملامحه الإجهاد فقالت " لم قمت من سريرك تبدو منهكا ؟"


طالعها بنظرة رسمت تفاصيلها ثم رد "أنا بالفعل متعب جدا .. لكني أردت أن أعد لك الفطور .. إجلسي "
تخضبت وجنتيها وأعادت خصلة من شعرها إلى خلف أذنها ثم جلست ترفع الغطاء على الطبق المسطح .. لتجد أنه قد أعد لها فطورا سريعا من الأجبان .. ولم ينسى الوردة بجانب الطبق والتي كانت هذه المرة صفراء اللون .. بينما قال وائل " لم أستطع صنع الأومليت اليوم فأنا مرهق .. كما أني لا أريدك أن تمِلّيه .. ففضلت أن أعد لك فطورا مختلفا اليوم "


تمتمت بإرتباك وهي تدفن وجهها في الطبق " ليس هناك داعي لأن تعد الفطور كل يوم .. "
رد بهدوء " قلت لك سأعد لك الفطور يوميا .. وأرسل لك وردة يوميا.. وأقدم أعتذاري يوميا "
حركت الطبق لتجد تحته ورقة مطوية فتحتها لتجد كلمة (آسف جوجو ) بداخل قلب مرسوم .. فطوتها مجددا وتركتها بجانب الوردة وبدأت في الأكل وهي تتأمل ملامحه الشاردة المهمومة بقلق ثم قالت بشفقة " لم لا ترتاح في السرير "
رد عليها" سأرتاح قليلا .. لكن علينا أن نذهب سويا لمكان ما هذا المساء"
قالت بإندها ش" إلى أين ؟"


رد شاردا " زيارة ثقيلة لكن لابد منها .. أريدك شديدة الأناقة اليوم سنحضر حفلا "
سألت مندهشة " أي حفل "
قال وائل " ستعرفين كل شيء في حينه "



***


بعد الظهر أتصلت ماجدة بأروى التي بادرتها بالقول مازحة " لك كل الحق أن تتدللي ولا تردين على إتصالي .. بعد القنبلة التي ألقيت بها في وجهي فجرا .. وتركتيني مصدومة لم أنم طوال الليل وأنا أفكر فيم قلتيه وكأني أهذي "



تكلمت ماجدة معتذرة " آسفة أروى .. وائل موجود وانتظرت أن يدخل غرفته لأتحدث معك "
قالت أروى " أنا ما يهمني هو ما قلتيه .. تكلمي .. هل ما قلتيه صحيحاً "
فركت ماجدة جبينها بيدها بإجهاد وردت " أجل صحيحا "
صاحت أروى " يا الله !.. يا الله! .. أنا لا أصدق حتى الآن !!"
سألتها ماجدة " لم الغرابة ؟"


صاحت أروى " الغرابة ؟!! .. قولي الخبر العجيب .. الصدفة العجيبة .. فأنا من أشد معجبيك "
قالت ماجدة متفاجئة " صدقاً؟! "
أجابت أروى " أجل .. وتناقشنا أكثر من مرة في بعض التفاصيل "
قالت ماجدة بغباء " لم ألحظ إسمك من قبل "
ضحكت أروى وقالت " لأني أكلمك من حساب باسمMi min على الفسيبوك "


ردت ماجدة " آسفة لا أذكر الأسم "
قهقهت أروى تقول " بالطبع لا تذكرين .. وكيف ستذكريني وسط آلاف المعجبات "
ابتسمت ماجدة في حرج تتمتم " لا تبالغي "


قالت أروى مازحة " أووه الكاتبة الكبيرة شخصية متواضعة جدا "
تمتمت ماجدة " لا أعتبر نفسي كاتبة أنا مجرد مجرد هاوية تحاول إمتاع الأخرين ببعض من الخيال "
سألتها أروى بحماس " هل سأحصل على توقيعك حين أراك ؟! "



ضحكت ماجدة وقالت " أروى كفى مزاحا أنا بالفعل في ورطة كبيرة "
تكلمت أروى مصححة " أنا لا أمزح أنا من اشد معجبيك يا فتاة وقرأت التسع روايات المكتملة التي كتبتيها وأتابع الرواية الحالية كل أسبوع "
ردت ماجدة مصححة " عشر روايات كاملة وواحدة قيد التنزيل"



صاحت أروى بمفاجئة " ما هذا هل فلتت مني رواية لك .. دعينا نراجع رواياتك سويا لأرى أي منهم سقطت مني "
قالت ماجدة بنفاذ صبر " يا بنت إرحميني وكفي عن المزاح ماذا سأفعل مع وائل ؟"


سألتها أروى " ماذا ستفعلين في ماذا؟ أنا لا أعرف أين المشكلة أصلا في أنك تكتبين روايات رومانسية على الإنترنت ( وعادة للهجة المازحة من جديد ) يا الله لا أصدق حتى الآن أن إحدى كاتباتي المفضلات هي صديقة عزيزة "



تكلمت ماجدة متأثرة بوصفها بالصديقة العزيزة " لم أقصد أن أخفي الأمر عنك يا أروى لكن كما تعلمين عمر صداقتنا قصيرا وتوطد في فترة صعبة من حياتي وهي فترة غيبوبة وائل فلم تكن هناك فرصة للحديث أي تفاصيل أخرى "


ردت أروى بجدية " أنا متفهمة طبعا .. المهم أخبريني لم تشعرين بصعوبة إخباره بم تفعلين على الإنترنت ؟"



قالت ماجدة بحنق" أنا لا أريد أن يعرف أحد بشخصيتي الحقيقية .. أحب أن أفصل حياتي الخاصة عن حياتي ككاتبة .. ولهذا اخترت الكتابة على الانترنت تحت إسم مستعار أفضل من النشر الورقي .. أما بخصوص وائل .. فأنا .. أنا لست مستعده لإخباره بعد بهذا الأمر ..مازالت الحواجز بيننا كثيرة .. وهذا الأمر خاص جدا بالنسبة لي .. يظهر ما في مخيلتي وأعماقي "


قالت أروى متحيرة " لكنك قلت أن استخدامك للحاسوب كثيرا مع إختفائك وقت رفع الفصل على الإنترنت يثير بداخله شكوكا نحوك "



تحرك وائل يقترب من غرفتها ويرفع يده ليطرق الباب لكنها تحجرت حين سمع ماجدة تتكلم في الهاتف .
قالت ماجدة " إنه يرصد تحركاتي اكثر من ذي قبل ومتواجد في البيت بكثرة هذه الأيام فلاحظ ذلك .. ولا أعرف ما وصلني من شكه في أمري صحيحا أم اني أتخيل .. وأشعر أن كذبة صديقتي التي أحدثها مساء كل جمعة لن تكون مقنعة له بعد الآن .. ولا أعرف ماذا أفعل "
قالت أروى متهكمة " إبحثي عن مبرر آخر .. ألست كاتبة من العيار الثقيل ؟"



تمتت ماجدة بتوتر " لا أعرف ماذا أفعل؟ "
قالت أروى بجدية " إليك .. سأوضح لك الحالتين .. إذا أخبرتيه سترفعين عن كاهلك ذلك التوتر التي أنت فيه .. وإذا لم تخبريه سيزيد شكه فيك .. ( أخذت نفسا عميقا ثم أكملت وهي تنهت من إرهاق الحمل ) وعلى إعتبار أنك خمنت ما يفكر فيه بشكل صحيح .. فأخشى من رد فعله .. فهو كأي رجل شرقي لن يتهاون في مسائل الشرف والعرض . . وإن كان جانبا مني يتمنى أن يكون تفكيرك صحيحا ليتذوق وائل ولو قدرا بسيطا مما شعرت به أياما كثيرة من قبل "



ردت ماجدة متأثرة " أعلم ذلك .. لكني لن أتحمل رؤيته يتجرع من كأس الخيانة إنه مُر كالعلقم ولن أتحمل أن يتذوقه حتى لو كان واهماً "
إرتبك وائل خلف باب الغرفة .. ولم يستطيع سماع المزيد.. فعاد إلى غرفته بسرعة يستعيد كلماتها في ذهنه مصعوقا " يرصد تحركاتي .. كذبة صديقتي على الإنترنت .. الخيانة .. لا أعرف ماذا أفعل "
صمتت أروى لا تجد ما ترد به .. فقالت ماجدة " قوليها ولا تتحرجي .. قولي بأني حمقاء .. فأنا أعلم ذلك وأعترف به .."



ردت أروى مشفقة " وأنا لا أقل عنك حماقة وصدقيني لو تعرضت لا قدر الله لمواقف مماثلة مع عمرو لكنت نافستك في الحماقة .. فأنا أحبه إلى هذا الحد من الجنون و الحمق مثلك "
زفرت ماجدة بحيرة وغمغمت " سأرى ماذا يمكنني أن أفعل أروى "



صاحت أروى بسرعة " انتظري لا تغلقي قبل أن تخبريني من الذي يرسل الخطابات للبطلة ؟.. سأموت من الفضول .. ألست صديقتك "
ضحكت ماجدة وقالت بإرهاق " ليس الآن.. سأخبرك فيما بعد.. فلست في مزاج يسمح بالحديث عن الرواية ..ووائل يريدني مستعدة للذهاب لحفل ..أعدك بأن أخبرك لاحقا "
سألتها أروى باندهاش " أي حفل "



ردت ماجدة " لا أعلم حتى الآن .. سأذهب سلام"
قالت أروى مودعة " حسنا يا كاتبتنا الكبيرة .. إذهبي في رعاية الله .. ولا تخشِ على سرك إنه في بئر عميق يا ( سيدة الظل جوجو ) "



***
أغلقت أروى الهاتف وقالت تضرب كفا بكف محدثة نفسها " يا الله !.. ما هذه الصدفة العجيبة ..أتعرف على شخصية سيدة الظل جوجو الحقيقية وأكتشف أنها صديقتي !! هذا لا يحدث إلا في الروايات التي تؤلفها سيدة الظل جوجو نفسها..


بعد دقائق كانت أروى تضع عليها إسدالها وتقف ممسكة بباب حماتها لتضغط على الجرس ثم تعود مرة أخرى لكرسيها المتحرك مدعمة بطنها الثقيلة بيدها ..



عليها القيام بهذه الخطوة .. فقد زارت حماتها بعد ذلك اليوم الذي مرضت فيه بضع مرات أخرى لكنها كانت بصحبة عمرو وكانت زيارات سريعة .. وانتظرت أن تدعوها المرأة يوما من نفسها .. أو تتصل بها أو أي خطوة من جانبها لمحاولة توطيد العلاقة بينهما لكن لم يحدث شيئ .. فقررت أن تبادر هي بزيارتها بدون عمرو علها تستطيع إحداث تطور أكبر في علاقتهما من أجل عمرو .. لأنها تريد إسعاده فهي تعرف كم يتوق لأن يرى أمه وزوجته على علاقة جيدة .


فتحت صابرين لها الباب مرحبة فدخلت بكرسيها لتجد حماتها تطالعها بدهشة من الزيارة المفاجئة وبدون عمرو فقالت أروى بمرح " كيف حالك يا خالتي ؟"
ردت عفاف بهدوء " بخير الحمد لله وأنت كيف حال الحمل "



قالت أروى " بخير .. يركل ويركل طوال الوقت لكنه اليوم لم يركل أو يتحرك منذ الصباح لا أدرى لم؟"
تكلمت عفاف تنظر لبطنها المنتفخة وردت " ربما لأنه كبر ما شاء الله فقلت المساحة حوله .. كلي شيئا مُسَكّرا سيتحرك "



لم ترغب أروى في إخبارها بأن أمها أخبرتها بنفس الشيء على الهاتف منذ قليل لتعطي لعفاف الفرصة لأن تشعر بأنها صاحبة الإقتراح المفيد فقالت " سأجرب .. هل لديك شيئا مسكرا .. مثلا مربى البرتقال التي تصنعيها إنها رائعة "
لاحت ملامح الزهو على عفاف وقالت لصابرين " هات بعضا من مربى البرتقال يا صابرين وأعدي لي قهوة "
قالت أروى وهي تستقيم لترفع إسدالها عنها وتلقي به ثم تعود لكرسيها المتحرك مرة أخرى" ما رأيك أن أعد لك أنا القهوة ؟"


أشارت لها عفاف برأسها موافقة رغم عدم تغير ملامح وجهها الجاد .. فتحركت أروى نحو المطبخ وراء صابرين .. بينما عفاف تتأمل بنطالها الوردي القطني الذي يصل حتى ركبتيها وذلك الفستان القطني القصير جدا وكأنه بلوزة بدون أكمام وتمتمت في سرها " مادامت ستلبس له كل يوم بهذه الطريقة لابد أن يجن عقله بالتأكيد"



بعد قليل عادت أروى ووراءها صابرين تحمل صينية القهوة وكوبا من العصير لأروى.. فجلست الأخيرة بجوار حماتها لتجدها تتابع مسلسلا تركيا .. فاستغلت الفرصة لإيجاد حديثا مشتركا بينهما وبدأت بالاستفسار عن قصة المسلسل وسؤالها عن بعض التفاصيل فيه مبدية إهتمامها على الرغم من أنها لا تهتم بقصة المسلسل التي يبدو لها عاديا بالنسبة لمسلسلات أخرى شاهدتها وأغلبها كورية ..



حين شجعتها أروى على الحديث عن أحداث المسلسل انطلقت عفاف للإسترسال في التفاصيل التي بدت أروى مهتمة بها ومتعاطفة معها مثلها تماما .. وبدأت تسمع منها عن قصص أخرى حكت عنها زوجة إبنها في مسلسلات كورية فتحمست عفاف رغم التحفظ البادي على وجهها .


أخيرا قالت أروى " سأحضر لك الحلقات على حاسوبي في أي وقت تريدين البدء في المتابعة ونشاهده سويا "
ردت عفاف تحاول أن تخفي إهتمامها " من الممكن بعد الغداء.. لا بأس معي "



فرحت أروى لتلك اللهفة منها بينما فتح عمرو الباب يلقي السلام بعد أن أخبرته في رسالة واتساب أنها عند والدته حتى لا يعود ولا يجدها في الشقة فيقلق .



قبّل عمرو رأس والدته ثم سأل أروى " هل تحرك ؟"
أشارت أروى برأسها بلا فقال " دعيني أجرب طريقتي ستفلح "
ومال برأسه عليها فدفعته في صدره بعيدا وهي تحدجه بنظرة توبيخ لتذكره بما اتفقا عليه من عدم القيام بأي أفعال قد تثير غيرة والدته.. فتكلم عمرو ببراءة وهو يجلس بجانبها " ماذا فعلت أنا ؟؟.. ألا تريدين أن تطمئني على حركة عبد الرحمن "



وبخته أروى مرة أخرى بينما نظرت إليه عفاف بفضول فقال مفسرا " صدقيني يا أمي كلما اقتربت منها أو قبّلتها يركل معترضا .. هذا الولد سيتعبني "
ابتسمت عفاف بينما قالت أروى تكتم ضحكتها بيدها " أخشى أن يكون مثل المثل القائل ( الولد مثل خاله ) "
صاح عمرو بغيظ " لا لا .. لن أتحمل إبن سماحة آخر في حياتي .. وقتها سأعطيه له ليربيه ثم أخطفك أنا وأختفي ولا يعرف أحد بمكاننا "


قهقت أروى وشاركتهما عفاف الضحك .. فصاحت أروى فجأة تمسك بطنها " تحرك .. تحرك يا عمرو .. يبدو أن ما قلته لم يعجبه "
فأسرع عمرو بوضع يده يتحسس بطنها المنتفخة ليشعر به يتحرك ثم قال لعفاف " صدقيني يا أمي أنا لا أعجب هذا الولد .. سأريك "


حرك عمرو يده الناحية الأخرى من بطنها يتحسسها مداعبا .. لتنتقل الحركة للجهة التي يداعبها عمرو .. فأطرق برأسه وتمتم ببؤس " لم َ يابني تعاملني بهذا الشكل ؟.. أنا والدك صدقني "
قهقت أروى وهي تربت على كتف عمرو مواسية .. لكنهما كانا سعيدان جدا من نجاحهما في إضحاك عفاف .
حين قامت والدته وذهبت للداخل قليلا مال عمرو على أروى مجددا .. فهمست تبعده " ماذا تفعل يا مجنون ؟؟"
رد بحنق هامس " لم آخذ قبلة عودتي من العمل"



أبعدته موبخة " عمرو قلنا لن نثير غيرتها بقدر المستطاع ولا تجلس ملتصقا بهذا الشكل إجلس بعيدا "
زم شفتيه واستقام واقفا يقول " سأنزل لأبدل ملابسي وسأتركك لضميرك ليعذبك بعدم إعطائي قبلتي "
قالت وهو يفتح باب الشقة " أحضر لي حاسوبي معك فهناك مسلسلا أريد أن أريه لخالتي "
إتسعت عيناه وهتف باستنكار " هل ستجعلين أمي تشاهد مسلسلات كورية هي الأخرى !!!"
ارتسمت إبتسامة غائظة على فمها وقال " تناقشنا في المسلسلات وأخبرتها بقصة مسلسل فأبدت رغبة في التجربة ومشاهدته "
قال بغيظ " ووكي !! "


قهقهت ثم ردت " لا .. هذه المرة جان هيوك "
ردد مستنكرا " هيوك !! "
قالت أروى بسرعة " إنه رجل وقور محترم وليس مثل هذا المدلل الذي لم أعد أشاهده ووكي"



عقد حاجباه يطالعها في شك .. فرفرفت برموشها ببراءة .. ليجز على أسنانه ويخرج ممتعضا صافعا الباب خلفه بعنف .. فوضعت يدها على فمها تكتم ضحكة متسلية .


***


يتبع





Waf4sa, Nana.k, bottajojo and 12 others like this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 11:55 PM   #2512

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

في المساء :


نظرت ماجدة لفيلا أحد أخوالها متوترة بينما ركن وائل السيارة .. لقد تفاجأت حين أخبرها أنه عازما على حضور حفل يقيمه أحد أعمامه .. ومن وقتها وهي متوترة لإصراره على إصطحابها معه ..



ترجل من السيارة ودار حولها ليسير بجوارها شاعرا بتوترها .. ثم سمح لها أن تدخل من باب الفيلا أولا معجبا بحلتها الأنثوية البنية وكعبها العال .. وشعرها المصفف بعناية ..
استدارت إليه تقول بتوتر " مازلت لا أرى سبب لمجيئي اليوم معك "



وضع يده على ظهرها وقال " علينا أن نظهر معا أمامهما .. وعليّ أن أثبت للجميع أني موجود في حياتكم حتى لا يتجرأ أحد منهم للتطاول عليكم مرة أخرى "
قالت بتوتر " وماذا لو جاءت سيرة سامي .. أو علم أحد منهم بم فعلت به أمس "
رد وائل مطمئنا " سأكون في غاية السعادة إذا تطرقوا إلى هذا الأمر"
توترت أكثر من اللهجة الغريبة التي يتحدث بها وائل بينما صاح وائل بفرح زائف وهو يدخل على العائلة " اشتقت إليكم "



سلم وائل على أعمامه وأسرهم المتفاجئين بحضوره ومعه زوجته .. ثم أجلس ماجدة وجلس بجوارها فقال وصفي أكبر أعمامه " حمدا لله على سلامتك يا أبا ميري كنا نرسل لك تمنياتنا بالشفاء العاجل "
رد وائل بنبرة لا تخلو من السخرية " أَخبروني .. شكرا على باقات الورود التي ملأت رواق المستشفى من عائلتي الكريمة "



تكلم أحد أعمامه يقول " ما هذه المفاجأة لم نكن نعلم أنك ستحضر تجمع العائلة اليوم "
ابتسم له وائل ورد " أنا عائد من الغيبوبة نادما على أشياء كثيرة من ضمنها عدم التواصل مع عائلتي لهذا أصريت أنا وجوجو على الحضور "



تطلع الجميع لماجدة التي دارت إرتباكها خلف القناع الجليدي لتفاجأ بيد وائل تمسك بيدها .. بينما دخلت سوزان إبنة وصفي الشابة واقتربت من وائل مهللة مرحبة فانتبه لها ووقف بلباقة يسلم عليها لكنها اقتربت وقبلت وجنتيه تقول ببعض الميوعة " الحمد لله على سلامتك يا إبن عمي .. آسفة لم استطع زيارتك تعلم كنت في فترة حداد "
رد وائل بدبلوماسية " أهلا سوزي .. البقاء لله علمت بوفاة زوجك بعد أن استفقت من الغيبوبة ."



تطلعت سوزي لماجدة وقالت متصنعة المفاجأة " آسفة ماجي لم ألحظ وجودك "
واقتربت منها تقبِّل وجنتيها بفتور بينما ماجدة تقبض قبضتيها بجانبها بقوة تقاوم رغبة ملحة لسكب كأس العصير فوق رأسها الأحمر ..
هتفت سوزي تقول " هل فعلا ما سمعناه أن وائل قد كتب أحد محال الذهب باسمك؟"
قال وائل متصنعا الدهشة " هل وصلكم الخبر بهذه السرعة !! "
فضحكت قائلة " لا شيء يختبئ يا عزيزي "



رد وائل " هذا حقيقي لقد أهديتها أحد المحلات فرفيقة عمرى تستحق أكثر من ذلك " ورفع يد ماجد إلى فمه يقبلها وسط دهشة الحضور ..
قال وصفي " وما أخر أخبار الأعمال .. هل استطاع أمير تصريف الأمور أثناء غيابك ؟"
قال وائل " الحمد لله .. الحقيقة أنه أبلى بلاء حسنا في إدارة الأعمال في غيابي فاجأني أنا شخصيا .. وأثبت لي أنه تاجر إبن تاجر حتى ولو قرر أن يتبع طريق التدريس بالجامعة .. المهم ما أخبار مشاريعك يا عماه أريد أن أشاركك في أحد مشروعاتك ؟"


تهلل وجه وصفي ونظر لإخوته ثم قال " وكأنك أتيت في الوقت المناسب نحن نحتاج لشريك إضافي في مشروع ضخم ننوي البدء فيه "
أبدى وائل إهتماما رغم علمه مسبقا بتفاصيل المشروع المقدمين عليه فأكمل وصفي بحماس "سننشئ قرية سياحية على طراز عالمي ولدينا مساهمين ومستثمرين عرب وأجانب ونحتاج لشريك إضافي معنا لحاجتنا للسيولة من أجل المشروع "



رد وائل متحمسا " وأنا موافق مبدئيا .. أخبرني ببعض التفاصيل "
قال عمه وصفي " لم تكن مهتما بالإستثمار من قبل وكنت مكتفيا بالأملاك وبالحياة الهادئة "
رد وائل بهدوء " ومازلت كذلك .. هذا المشروع ستشارككم فيه جوجو وأنا من أباشر كل ما يخص حصتها فيه "


حدق الجميع في ماجدة التي ابتعلت ريقها وحاولت عدم إظهار أنها متفاجئة .. بينما ضحك وصفي بعصبية وقال " ومن أين ستأتي ماجدة بالسيولة ؟"
قال وائل بهدوء " أنا سأمولكم يا عماه بما تريدون لكن شريكم الرسمي هي ماجدة "



تكلم وصفي متفهما " لا بأس .. دعني أطلعك على تفاصيل المشروع "
تدخلت إحدى النساء تقول بترحيب " تعالي يا ماجدة معظم النسوة يجلسن في الغرفة الأخرى ودعي الرجال يتحدثون عن العمل"





تحركت ماجدة لتتنفس قليلا بعيدا عن مفاجئات وائل التي ستصيبها بأزمة قلبية .. لا تدري علام ينوي ويخطط بالضبط .. وجلست في الغرفة الداخلية تشاهد عبر الباب وائل المستغرق في الحديث مع خالها وصفي بينما تلك الحمراء سوزي قد جلست مكانها ملتصقة به بذلك الشورت الفاضح التي ترتديه دون حياء .. وتعجبت من لهجة النسوة اللاتي بدأن يرحبن بها بحرارة بعد أن كانت مجرد لا شيء عندهم لسنوات طوال .. متسائلة أهذا التغير بسبب المال أم بسبب حضور وائل معها وذلك الاستعراض الذي استعرضه أمامهم .



تسرب إلى مسامعها همسات نسائية جانبية كعادتهن وهذه المرة كانت عن تلك الحمراء سوزي الشابة التي تزوجت رجلا عجوزا ومات منذ فترة قصيرة لترث منه الكثير .. فتطلعت مجددا لسوزي التي إزدادت إلتصاقا بوائل مدعية إهتمامها بمشاركتهم الحديث .. وبالرغم من إندهاشها من تحفظ وائل البادي عليه نحو سوزي .. فهو لم يكن يترك أنثى من قبل دون مغازلة ولو حتى على سبيل التسلي ..



لم تستطع ماجدة التحمل أكثر فاستقامت تاركة الجلسة النسائية المملة عائدة إلى مجلس وائل .. ووقفت تنظر لسوزي بنظرة مخيفة من خلف القناع الثلجي الصامت وقد تجاهلتها الأخيرة مدعية انشغالها بالحديث ..


فقطع وائل كلامه لينظر لماجدة مندهشا وقال " جوجو لم تقفين ؟ .. تعال بجانبي ( ثم نظر لسوزي يقول ) هلا افسحت لزوجتي قليلا لتجلس بجانبي "



تلعثمت سوزي وابتعدت بحرج فشد وائل يد ماجدة لتجلس بجانبه ثم لف ذراعه حول خصرها وعاد للحديث مع عمه .. فلم تدري ماذا تفعل؟ .. هل تتحمل نار الغيرة وتبتعد؟ .. أم تتحمل نار لمساته لها وذلك الاهتمام الذي يربكها منه .. فلا يعطيها فرصة لتحلل الأمور وتستوعب مايحدث..
التوتر جعلها تشعر بتقلصات في معدتها حتى أنها جلست على العشاء غير قادرة على الأكل .. فشعرت بيد وائل على ظهرها قبل أن يميل عليها هامسا" لم لا تأكلين ؟"
ابتلعت ريقها ورائحة عطره تحتل حواسها وأجابت "معدتي متقلصة ولا أرغب في الأكل "
فسأل أحد الأعمام " لم لا تأكل ماجدة ؟"


رد وائل بإبتسامة " الحقيقة معدتها متعبة وأتمنى أن تكون شكوكنا صحيحة "
نظر إليه الجميع بتساؤل فاتسعت ابتسامته وأكمل " نشك في أنها حامل .. كثفوا الدعاء ليكون ما نشك به صحيحا فنحن نشتاق لطفل ثالث ..ماجد .. ماجد وائل مجدي موريس "

نأن
***


بعد ساعات كانت ماجدة تفتح باب الشقة بعصبية ملقية التحية على الفتاتين اللتان تشاهدان التلفاز واتجهت نحو غرفتها مباشرة بينما دخل وراءها وائل ملقيا التحية أيضا على الفتاتين وأسرع وراءها فاتسعت عينا الفتاتين بإندهاش .


دخل وائل غرفة البنات فوجدها قد خلعت سترة الحلة ليظهر تحتها بلوزة حريرية قصيرة بدون أكمام فوق بنطال الحلة الذي يحدد تفاصيلها بإغواء .



قال بهدوء " أنا لا أفهم سبب عصبيتك الآن ؟"
هتفت باستنكار " لا تفهم أنك صنعت مني دمية من أول ما أخبرتني على آخر لحظة إلى أين نحن متجهان ثم ذلك الاستعراض أمامهم وتصنع الحب والغرام وإدخالي في مشاريع لا أفهم فيها شيئا ثم تلك الكذبة التي ألقيتها في وجه الجميع أننا ننتظر طفلا .


رد بهدوء واضعا يديه في جيب بنطاله " أنا لم أقصد أي استعراض جوجو .. لم أخبرك إلى أين نحن متوجهان لأني خشيت من توترك قبلها لوقت طويل.. أرأيت معدتك متقلصة لمجرد مكوثك بضع ساعات معهم .. ثانيا كل ما أوليته لك من إهتمام كان صادقا لم أكن أدعيه فأنت تستحقين أكثر من ذلك "


صاحت بانفعال" أنا لا أريد أن أستحق يا وائل .. كما أن تلك الأموال التي تغدقها عليّ ليست هي الحل وليست ما ستنسيني الماضي .. أنا لا أريد ما أستحقه .. أريد ما يُفعل دون سبب وجيه "



اقترب منها بهوء خانتها شجاعتها أمامه كالعادة فتراجعت قليلا للخلف لتجد خزانة الملابس خلفها..



أسند وائل بيده على الخزانة بجانب رأسها وقال " أخبريني كيف أثبت لك أني مهتما بك فعلا ؟.. وأني لا أفعل ما أفعل لتعويضك فقط عما صدر مني ولكن بدافع الحب أيضا ؟ "


أطرقت برأسها دون رد .. فحفر بأظافره في خشب الخزانة يكبت ما يشعر به من غليان منذ أن سمع بجزء من مكالمتها على الهاتف اليوم .. ذلك الجزء المبتور الذي حمل كلمات لو صدقها لاستحق أن يقتل نفسه إن لم يقدر على قتلها إعترافا منه بأنه يتجرع من نفس الكأس الذي أسقاها منه يوما .. نادما على انسحابه بسرعة أثناء المكالمة .. كان عليه أن يسمعها كاملة .



رفعت ماجدة وجهها إليه تقول بعذاب " أنا أشعر بالإرتباك يا وائل .. وأشعر أنك تضغط عليّ .. أنا غير قادرة على ترتيب أوراقي أو تحليل ما يصدر منك تحليلا منطقيا كي أصدقه .. من الصعب أن أعيش سجينة بعذاب حبك لإمرأة أخرى خمسة عشر سنة .. لتفاجئني بأنك كنت تحبني أنا في الأصل .. كيف أتقبل مشاعرك فجأة بعد خمسة عشرة سنة ؟.. أريد فرصة للإستيعاب يا وائل .. ولتصديق أنك لا تتعامل معي بدافع الإحساس بالذنب "



قبض يده بجانبها بقوة وسألها " هل هذا هو السبب فقط ؟.. أنك مرتبكة وغير مستوعبة .. أم أن هناك أسبابا أخرى تمنعك من التجاوب معي .. ( لمس ذراعها يقول بلهجة خافتة متوسلة ) .. إمنحيني فرصة لأثبت لك أني قادرا على إحتوائك وفهمك يا جوجو .. إمنحيني فرصة واحدة أرجوك "



رن هاتفه فنظر في الإسم ليتحرك مغادرا وهو يقول " هذا طبيبي علي أن أرد عليه لأني تحدثت إليه في الصباح فلم يرد .. إنه في مؤتمر خارج البلاد .. لا تذهبي إلى أي مكان لم نكمل حديثنا بعد .. أريد التحدث معك "


بمجرد أن غادر الغرفة تنفست الصعداء تحاول ترتيب أفكارها .. كل ما فيها يرغب في الاستسلام له .. بأي ثمن .. حتى لو كان الأمر مجرد نزوة عابرة لديه أو مدفوعا بالإحساس بالذنب فقط لا غير .. أو شفقة بها أو أي مسمى آخر لا يهم ..



ما يهم .. هو الاستسلام له و تنفيذ كل ما يرضيه .. حتى ولو اقتصر الأمر على النوم في أحضانه فقط آخر الليل ..
لكن ..


كيف تُخرِس صخب الأفكار في عقلها ؟؟ .. وكيف تقتل كرامتها المجروحة .. تغتالها إغتيالا حتى لا يبقى ما يقف حائلا بينها وبينه .



في غرفته قال الطبيب لوائل " دعنا من أمر سامي الآن وما فعلته به سنتحدث فيه عند عودتي .. هل أنت متأكد مما تقول بشأن زوجتك ؟"


صاح وائل بحنق " أنا لا أتوهم هذه المرة يا دكتور وإن كنت أتمنى ذلك ..لكن هناك شيئا مريبا يحدث .. هناك أمرا تخفيه عني يخصها .. وكلامها اليوم في الهاتف يؤكد لي أن هناك أمرا لا تريد إخباري به "


صمت الطبيب قليلا ثم قال " ولم لا تواجهها .. لم لا تسألها مباشرة لتقطع الشك باليقين "
لم يرد وائل .. فسأله الطبيب " هل أنت خائف من إجابتها ؟"


تكلم وائل بخفوت " بل أنا مرتعب .. ولا أعلم كيف سيكون رد فعلي .. صدقني أنا أخشى عليها مني .. فلو هذا حقيقي سيكون بسببي أنا وليس بسببها .. أنا من جعلتها تلجأ لأمر كهذا بسبب إهمالي لها "
سأله الطبيب " حدثني كيف تتصور الأمر .. أقصد هل تعتقد أنها تقابله مثلا ؟"


انفعل وائل قائلا" ماجدة لن تفعل أمرا كهذا أبدا حتى لو كانت ارتبطت بشخص آخر عاطفيا فلا أصدق أبدا أن تقابله أو تفعل أمرا مشينا "
سأله الطبيب مجددا " كيف تتوقع الأمر إذن؟ إخبرني عن تصورك له ؟"



سحب وائل نفسا عميقا ثم قال " توقعي إما أنه يعيش في بلد آخر أو أنها ترفض مقابلته مكتفية بمحادثات على الأنترنت .. وأن الأمر بينهما لا يخرج عن مجرد دردشة ( وارتعش صوته يحاول التحكم في أعصابه ) وربما بعض الاهتمام من الطرف الأخر والدعم النفسي ( وحك جبينه بارتعاش يتحكم في أعصابه أكثر وقال بخفوت ) يا إلهي أنا أتحدث عن زوجتي التي أشك في أنها تحدث رجلا آخر .. والمفروض أن اتحدث بمنتهى التحضر والهدوء .. أي عذاب هذا!! .. أي انتقام هذا يا الله ! "



قال الطبيب " لمَ لم تضع إحتمال أن تكون صديقتها كما أخبرتك "



رد وائل منفعلا مجددا " الأمر فيه نوع من الشغف والالتزام بموعد محدد.. كما أنها اليوم أكددت بلسانها على الهاتف أن موضوع صديقتها كذبة "



قال الطبيب منهيا الحديث " عموما أنا أرى أن عليك مواجهتها وتحدي خوفك من الإجابة .. أنت متفهم جدا لحالتها وواعي بالأسباب .. وحَسِن الظن بها وبسلوكها .. ولديك يقين أنها لن تقع في الخطأ تحت وطأة مشاعرها أو إحتياجها العاطفي .. كما أني أرى شيئا إيجابيا في هذا الموقف وهو إختبار درجة تحكمك في نفسك وفي أعصابك رغم صعوبة الموقف .. عموما لا تتعجل الأمور ولا تقفز للاستنتاجات فما أخبرتني به من الممكن أن يفسر بأكثر من تفسير .. من الممكن أن تكون صاحبة مدونة .. أو تكتب أشعارا أو مشتركة في مجموعة نسائية على الفيسبوك تحل مشاكل العضوات .. أو مجموعة أدبية تناقش الروايات .. هناك أكثر من تفسير فتروى قليلا .. ولا تحمل أعصابك فوق طاقتها "





بعد قليل كانت ماجدة بالمطبخ وقد فتحت مجموعتها على الفيسبوك ( المجموعة الرسمية للكاتبة سيدة الظل جوجو ) تقرأ تعليق طريف لإحدى القارئات عن فصل الأسبوع الماضي فأضحكها التعليق وبدد من توترها ..



إن إحتكاكها بالقارئات بإختلاف أنماطهن الشخصية وتلقي ردود أفعالهن عما تكتب يبدد توترها ويبهجها .
حين دخل وائل عليها وهي تبتسم للهاتف لم يستطيع التحمل فقال منفعلا " علام تضحكين؟؟ "
تفاجأت بوجوده وأغلقت الهاتف تتمتم " إحدى صديقاتي أرسلت لي نكتة "
اقترب منها يقول " أريني إياها "
شعرت بالتوتر فقالت مراوغة " لم ؟"
لاح الخطر على وجهه واقترب أكثر صائحا وجهها بإنفعال " أريد أن أرى الهاتف يا ماجدة "
تغلبت على إرتباكها تقول " بأي حق؟ "
صرخ منفعلا يضرب على خزانة بجانبه" بأي حق !! .. بأي حق !! .. هل تعايريني يا ماجدة !! "
قالت بسرعة" لا أقصد يا وائل .. اسمعني"



خطف الهاتف من يدها هادرا بقوة " حسنا مادام ليس لي الحق لأني زوج مهمل ومذنب في حقك فدعيني ألتزم بهذا الدور فلم يعد هناك أمل في إصلاحي "


وألقى بالهاتف بعنف ليرتطم بالحائط ويسقط مهشما على الأرض صائحا " فلنستكمل دور الزوج المذنب في حقك "
ثم سحق الهاتف بقدمه يقول بانفعال " أرأيت كيف أحترم خصوصيتك يا ماجدة !!"



تجمد وجهها تمنع نفسها من البكاء أمامه .. فلا تريد أن تريه ضعفها .. فتجاوزته هاربة إلى غرفتها بسرعة تغلق عليها بابها .. بينما وقفت الفتاتان على باب المطبخ يراقبن الموقف بتوتر .. فغطى وائل وجهه بكفيه ناظرا لأعلى يحاول التحكم في غضبه .. لتدخل ميري تلملم الهاتف المهشم من الأرض بينما وقفت أنجيل تمسد على ظهره بحنان .. فلم يستطع التحمل وترك المطبخ والشقة كلها مغادرا ..


بعد منتصف الليل بقليل كانت ماجدة في سريرها تكتب ..
هاربة من مشاعرها وأحاسيسها المؤلمة ..
تتخيل عوالم أخرى أفضل وعلاقات أخرى أكثر سهولة وشاعرية ..



تحاول تخفيف واقعة تهشيم هاتفها على نفسها وهي التي تعتمد عليه في الكثير من الأمور ..



جلست تكتب بإحباط بعد أن اتصلت بأمير من هاتف ميري لتطمئن أن وائل بخير .. ليخبرها بأنه إتصل به وأنه بخير يجلس مع أصدقائه في الخن .. فطلبت من أمير أن يساعدها في إصلاح الهاتف أو إصطحابها إلى أحد المحال لشراء هاتف جديد .. فوعدها بتنفيذ ذلك في مساء اليوم التالي ..
تسربت إلى وجدانها ألحان أغنية من الأغاني التي تسمعها أنجيل بينما صاحت ميري " أخرسي هذه الأغاني أريد أن أنام .. وأمي تريد التركيز "



قالت أنجيل متنهدة بلهجة حالمة " إنها أصالة وصوتها الرائع كيف أخرسه يا غبية "
ردت ميري بغيظ " ما ذنبي أنا وذنب أمي ضعي السماعات في أذنيك"



قالت أنجيل " إصبري حتى تنتهي الأغنية إن أمي تحبها جدا .. أليس كذلك يا أمي ؟"
ردت ماجدة " أجل أحبها .. لكن إسمعي بسماعة الهاتف بعد هذه الأغنية .. فأنا أريد بعضا من الهدوء إتفقنا "
أومأت أنجيل برأسها فزفرت ميري بغيظ ووضعت الوسادة فوق رأسها تسد أذنيها ..



شردت ماجدة في كلمات الأغنية ولم تدري أن وائل قد وصل إلى البيت واقترب من غرفة البنات لكنه واقفاً متسمرا عند الباب يستمع للأغنية معتقدا أن ماجدة تسمعها عمدا أو ربما تريد أن ترسل له رسالة غير مباشرة ..



عايز الحق .. أيوه القلب فى حبك دق

أيوه حلمت إن إنت تكون لى .. وإنى أكون لك


وفات الوقت ..

وجيت دلوقت ..
وأنا مضطره اقولك .. لأ.. لأ.. لأ

إستنيتك عمر بحاله وإنت بعيد..

كان من حقى .. إنى أقابل حد جديد ..

يعنى إنتهت كل الحكاية ..

وماعدش فاضل غير سكوت ..

وفات الوقت ..

وجيت دلوقت .. وأنا مضطرة أقولك لأ .. لأ .. لأ





تلفت وائل لا يعرف أين يذهب ..
هل يعود للشارع؟..



أم يدخل ليعطيها ما أحضره ؟؟ لكنه تحرك نحو غرفته شاعرا برغبة في قتل نفسه .. فرمى ما أحضره لها وجلس مطرقا .. ولم يدر أن بضع دمعات قد فرت من جانب عينيه بينما كلمات الأغنية لا تزال تطارده حتى داخل حدود غرفته .



جيت متأخر والايام مابتستناش

جاى تقولها .. لأ من فضلك متقولهاش
مين يبتدى بعد النهاية ؟

مين بعد ما الأيام تفوت ؟

ما فات الوقت ...

وجيت دلوقت..

وانا مضطرة أقولك .. لأ .. لأ .. لأ



في صباح اليوم التالي إلتزمت ماجدة غرفتها ولم تخرج وهي تسمعه يحضر الفطور للبنات .. فلم تكن راغبة في الاحتكاك به حتى تعطي لنفسها فرصة لترتيب أوراقها ..

بعد مغادرة البنات .. لم تسمع أي صوت بالخارج لفترة طويلة فخرجت من محبسها الإختياري لتتأكد من أنها وحدها في الشقة وأنه غادر مع بناته .. فتنفست الصعداء ودخلت للمطبخ تعد لنفسها شيئا تأكله .. لكنها اندهشت حين وجدته قد أعد لها الإفطار ككل يوم .. ووردة حمراء بجوار الطبق المغطى .. وعلبة أخرى كبيرة ملفوفة بورق الهدايا اللامع .


إزدادت ضربات قلبها بترقب وهي تمسك بدلاية سلسالها وتقترب من المنضدة .. ثم فتحت العلبة لتجد هاتفا جديدا .. ورسالة .. فتأملت خطه الأنيق وقرأتها " جوجو .. أنا آسف مرتين .. مرة بحكم العادة .. ومرة من أجل إنفلات أعصابي أمس .. أنا أثق بك يا جوجو وأتمنى أن تثقي بي أنت أيضا .. وأعدك أني سأتفهم أي شيء قد تخبريني به .. عموما سأتركك دون أن أضغط عليك لترتبي أفكارك .. وتأكدي من أن مشاعري تجاهك حقيقية فلو كان الأمر نابع من عقدة الذنب لأكتفيت بالتعويض المادي والتزمت بعدم رغبتك في تقربنا .. لكني رغم جرح كرامتي غير قادر على الاستسلام لإحتياجي الشديد إليك .. أحبك ..يا صديقتي العزيزة "





اشتعلت وجنتيها ودق قلبها بعنف فمدت يدها للوردة الحمراء تحدثها بغيظ " أنتِ حمقاء يا جوجو .. قوليها أيتها الوردة ولا تتحرجي .. فأنا بالفعل حمقاء وأحبه مهما فعل "
ورفعت الوردة إلى شفتيها تمنحها قبلة حائرة.




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 11:56 PM   #2513

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

قبل اسبوع من زفاف سيد وآية :

رد سيد على الهاتف يقول " يا أهلا بسكاكر أعيادي "
ضحكت آية بدلال وقالت " هل أنت في الشقة؟ "
رد مغازلا " أجل في شقتنا يا روح الفؤاد بقي أمورا بسيطة وسينتهون منها اليوم وننقل الأثاث بعدها فورا "



قالت آية بجدية " سيد أنت تجهد نفسك كثيرا رحمة أخبرتني أنك لم تنم تقريبا الأيام الماضية وتضغط على نفسك لجني المزيد من المال لدفع إلتزاماتك .. أرجوك يا سيد ترفق بنفسك .. يكفي ما أشتريناه بالفعل من أثاث .. وأخبرتك من قبل أنه لا داعي لإقامة حفل زفاف من الممكن أن نحتفل في الشارع هنا ببعض الموسيقى والـ dj وكفى .. وانس أمر السفر بعد الزفاف لشهر عسل من الممكن تأجيله لأي وقت قادم .. يا سيد صدقني أنت وكفى بالنسبة لي "


رد سيد بحنق طفولي " لكني أريد أن أقيم حفل زفاف أغني فيه وأرقص أنا وأنت حتى تتكسر عظامنا .. أريد أن أقيم لك حفلا لا ينسى تحكيه لأولادنا وأولاد أولادنا "


تكلمت بخفوت " يكفي أن أحكي لهم كيف تحققت أمنيتي بالزواج من سيد الرجال .. وكيف أحبني من بين بنات حواء كلهن .. يكفي أن أخبرهم كم أعشقه لدرجة أنني على استعداد للتنازل عن أي شيء ..كالأثاث وحفل الزفاف وكل شيء في مقابل أن يكتمل الحلم وألا نفترق للأبد "



صمت قليلا ثم قال على إيقاع نبضات قلبه الراقصة " كل هذا الكلام لي أنا يويا ؟"
ردت بصوت متأثر بالعاطفة " ليتني أعرف كيف أغني كنت غنيت لك كل أغاني العاشقين أو كيف أكتب الشعر .. فلن يكفيني أن أكتب فيك آلاف القصائد .. لكني لا أعرف سوى الرسم فقط "



ابتسم يتذكر تلك اللوحة التي أهدتها له .. رسمت وجهه ضاحك السن والعينان وكتبت تحتها بالخط العربي عبارة " وإني أحبك " .. وتذكر كيف تأثر جدا بهذه الهدية .. فقطع شروده أحد العمال يريد أن يأخذ رأيه في شيء فأخبره أنه سيلحق به بعد قليل وقال لآية " سأتصل بك فيما بعد "


فصاحت " انتظر نسيت أن أخبرك بسبب إتصالي"
صمت سيد مترقبا فقالت" مادمت في الشقة تعال إلى الشرفة "


خرج سيد لشرفة شقته المواجهة لبيت سماحة والتي تواجه بالتحديد غرفتها .. فطلت إليه من على باب الشرفة ليجدها ترتدي شورتا من الجينز فوق الركبة بقليل وبلوزة فضفاضة قصيرة تسقط عن أحد كتفيها .. بينما شعرها ملموما كضفيرة طويلة .. أشار لها بسرعة أن تبتعد عن الشرفة إلى الداخل رغم أنها لم تتعدى باب الشرفة ثم صاح باستنكار " هل تفتحين باب شرفتك وأنت بهذه الملابس .. ماذا لو كان هناك من يتلصص من نافذته "


ردت عليه مدافعة " أنا فتحت الباب الآن أمامك ولم أخرج للشرفة وكل الأدوار التي أمامي من المبنى لم تسكن بعد "
رد بحزم " الحرص واجب يا آية "



رفعت يديها بجانب رأسها تلقي عليه تحية عسكرية قائلة " تمام يا أفندم "
قال بلهجة أهدأ " ماذا كنت تريدين ؟"


أحضرت آية من على السرير شيئان صغيران من القماش الأبيض وفردتهما أمامه الواحد تلو الآخر وقالت " أيهما تفضل ؟"



أخرج سيد نظراته ووضعها على عينيه وقال " أنا لا أرى سوى الشورت الجينز وما يحتويه من جمال وحلاوة "
ضحكت وقالت " أتكلم بجدية يا سيد أيهما تختار؟"



سألها باستنكار " ما هذا؟ أنا لا أرى سوى قطع من القماش "
ضحكت آية وردت بدلال "هذان قميصان أبيضان للعرائس لكني لا أعرف أختار أيهما لليلة الزفاف"



تطلع سيد للقطع الصغيرة في يديها وفرك جبينه وقال يلملم ابتسامته " لكني لن استطيع أن أقرر يويا إلا إذا رأيتهم عليك "



ضحكت بحرج وقالت " بعيدا عن أني لا أجد الشجاعة بعد لإرتدائهم .. لكن كيف ستراهم وقد وبختني بما فيه الكفاية على المقطع المصور الذي أرسلته لك وتأكدت من أني حذفته من هاتفي وحذفته أنت بكل قسوة من هاتفك "



قال محذرا " إياك وتصوير نفسك مرة أخرى بالهاتف فقد يضيع أو يُسرق يا آية ولا أريد الحديث عن وسائل الحماية الحديثة وتلك الأمور التي لا أفهمها "



زفرت آية وقالت بامتعاض " سمعا وطاعة يا أفندم لن أكررها .. أيهما أخترت القصير أم الأقصر منه "
قهقه سيد ضاحكاً وقال بلهجة مغازلة " سنؤجل القرار لليلة الزفاف .. لكن السؤال المهم هل ستملكين الشجاعة وقتها لإرتدائهم "



ردت بثقة "بالطبع وقتها سيتغير كل شيء "
فردد بهمس يشدد على الحرف " أجل كل شيئ "
أجفلتها طرقات عالية على باب غرفتها فإرتبكت آية تقول " أحمد "



وكورت القميصين ووضعتهما تحت وسادتها بسرعة .. ليدخل أحمد مقتحما الغرفة ويشاهد الشرفة المفتوحة وسيد الذي يقف في الشرفة المقابلة فقال بغيظ " ما هذه الفوضى .. (وأخد الهاتف منها وتوجه لسيد يقول ) ما هذا يا حضرة المحترم ألا تستحي على دمك ؟"


منحه سيد أبتسامة متسلية فأغلق الهاتف في وجهه ثم أغلق باب الشرفة بعنف .. فشتم سيد بغيظ .. بينما توجه أحمد لآية يقول " هذا ما نأخذه من البنات .. أين التصاميم التي طلبتها منك يا ست أخيها .. ألا يكفي أنك ستعطلين العمل بذهابك في رحلة شهل عسل وكأن لا أحد غيركما تزوج"


ردت بسرعة " جاهزة.. التصاميم جاهزة "
صاح آمرا " أريدها حالا "


وترك الغرفة يبرطم في عصبية لتلملم تصاميمها وتخرج وراءه .. فأخذها منها يطالعها بعين فاحصة بينما اقتربت هي من بانة وأروى وأمها في غرفة المعيشة تسألهم بخفوت" من أخرج الوحوش من مخبأها "
ردت أمها ضاحكة "الطبيبة النسائية "


نظرت آية لبانة بإستفهام فتكلمت أروى ضاحكة " الطبيبة أخبرته بأن بانة حامل بأنثى "
شهقت آية تقول" يا إلهي ! ليس هناك كونتاً قادماً.. بل كونتيسة !! "


ردت بانة تزم شفتيها " أحرجني أمام الطبيبة وهو يلح عليها بعصبية أن تعيد الفحص وأنها قد تكون مخطئة لكنها أصرت أنها أنثى "
قهقت أروى بينما ربتت إلهام على ظهر بانة تقول " لا تحزني إنه يمزح صدقيني أحمد لا يفكر بطريقة رجعية أبدا "


أومأت بانة برأسها وتطلعت لأحمد الذي دخل عليهم متخصرا مغتاظا يقول "عم تتهامسن .. عن ذلك الإبتلاء "
صاحت أروى فيه موبخة " أي إبتلاء هذا وهل البنات ابتلاء ؟"
أطرق أحمد برأسه يقول ببؤس طفولي " سيقيم أبا قردان على شرفي حفلا من ألف ليلة وليلة "


انفجرت أرى في الضحك حتى تألمت بطنها المنتفخة أمامها فقال لها بنبرة خطرة مهددا" إياك أن تخبريه "
ردت بعينان دامعتان من الضحك " وهل هذا أمرا يمكن إخفاؤه للأبد .. عموما سبق السيف العذل لقد أرسلت له الخبر على الواتساب بالفعل "


جز أحمد على أسنانه يصيح " حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أم أبا قردان الصغير "
فتح الحاج سماحة الباب ملقيا السلام يقول" لم صوتك عال بهذا الشكل؟"



قالت آية " بانة حامل بأنثى يا أبي "
رد الحاج " أخبرني أحمد ( وأشار لبانة لتقترب ثم قال وهو يربت على ظهرها ) مبارك يا ابنتي البنات رزقهم واسع "



هتف أحمد بحنق مشيرا بسبابته لبانة " إسمعي يا بنت الخازن لا أريدها حلوة مثلك .. إياك "
تدخلت أروى قائلة " بل ستشبهني أنا إن شاء الله"
قال أحمد محذرا بانة بإصرار " أكرر إياك أن تكون حلوة مثلك أو مثل أروى أو مثل آية .. أريدها أن تشبهني أنا حتى لا يتزوجها أي ذكر "


جحظت عينا بانة مصعوقة .. بينما صاحت إلهام في وجهه " أعوذ بالله ما الذي تقوله !! "
فقهقه الحاج .. ليقول أحمد مستنكرا " تضحك يا إبراهيم !! .. ألا يكفيني ما سيقيمه أبا قردان من إحتفالات على شرفي "



همس له الحاج متهكماً " استمر يا بني ولا تيأس فقد تفعلها المرة القادمة "
صاح أحمد باستنكار " حتى أنت يا أبي!! .. أتشمت في ولدك .. فلذة كبدك يا إبراهيم !!



***



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 11:57 PM   #2514

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

ليلة زفاف سيد وآية :




في إحدى الفيلات في منطقة نائية خارج العاصمة والتي تم تأجيرها لإقامة حفل الزفاف.. وقف الشباب الأربعة وخامسهم أمير متأنقين في حُلات رسمية أظهرت وسامتهم .. وقد بدا على سيد التوتر الشديد يتطلع في الساعة كل دقيقة .. فاقترب منه وائل يعدل له من رابطة عنقه وسترته قائلا بسخرية لا تخلو من الإعجاب " ماذا هذه الوسامة يا بني .. هلا قرأت عليه المعوذتين يا شيخ عمرو؟ .. ما بك يا سدسد هل هذه أول مرة تتزوج يا رجل "


ابتسم له سيد ابتسامة صفراء مستخفة .. فتأبط وائل ذراعه هامساً حتى لا يسمع أحمد .. ليحشر عمرو رأسه بينهما يستمع لما يهمس به وائل " لا تقلق يا حبيبي سترفع رأسنا إن شاء الله .. هل تحب أن أعطيك بعض النصائح والتوجيهات "
قهقه عمرو بينما ابتسم سيد لكنه لم يستطع السيطرة على توتره ..



فرغم إشرافه على تفاصيل الحفل بنفسه لكنه يريده أن ينتهي بسرعة ليتحقق حلمه أخيرا ..
تمتم بقلق " أشعر أني قد أموت قبل أن ينتهي هذا الحفل "
حوقل عمرو وقال " تفاءل يا سدسد ربك كريم في عطاءه ( وربت على كتفه ) سيمر أجمل مما كنت تظن إن شاء الله "
ثم غمزه يشير على أحمد الذي يقف يديه في جيب بنطاله يتأمل القاعة بشرود .. فاقترب منه سيد وأحاط ذراعه برقبة أحمد قائلا بابتسامة سعيدة " تعرف أني أحبك يا كونت أليس كذلك ؟"


مط أحمد شفتيه ورد ببرود " جميل "
قهقه سيد وهزه يقول " هل تذكر حين كنت متعلقا بك ونحن صغار .. وسعدت جدا أني برسوبي مرتين أصبحت معك بنفس الصف "
داعبت الذكريات مشاعر أحمد .. لكنه حافظ على ملامحه الجادة .. فهزه سيد مرة أخرى يقول " لا تقلق عليها أبدا .. فأنا لن آخذها بعيد عنك .. بل أنا من سأقترب منكم أكثر وأكثر .. "


استمر أحمد على جموده الزائف .. فأكمل سيد بلهجة متأثرة " أنا لا أعرف كيف أصف لك مشاعري.. فالأمر لا يقف عند إرتباطي بحب عمري .. الأمر يا أحمد يتعدى ذلك بكثير .. يقربني من البيت الذي تربيت فيه .. ويقربني من أبي وأمي اللذان لم أعرف غيرهما .. وأيضا يربطني بالكونت للأبد .. يا بني أنا أحبك وأنت تعرف ذلك "
مط أحمد شفتيه بامتعاض وتمتم " أصبحت عاطفيا لزجا كصاحبك الآخر "


قهقه سيد ثم قال " لا تقلق عليها سأدللها "
إستدار إليه أحمد يحدجه بنظرة مغتاظة فأنفجر سيد في الضحك ..
ليبعد أحمد ذراعيه عنه قائلا " سأقول لك ما قلته لعمرو من قبل .. أنس صداقتنا وأنس أنك كنت تعرفني إذا ما أحزنتها يوما .. والله لن يكفيني تمزيقك لأشلاء وإطعامك للكلاب "
قال سيد بعد أن هدأ ضحكه فاردا ذراعه على كتفي أحمد " هذا كلام أحمد صهري وأخو زوجتي .. أين مباركة صديقي الكونت لي في يوم زفافي ؟ "



أبعد أحمد ذراع سيد عنه يتحرك مبتعدا وهو يقول بامتعاض " ألم أقل لك أصبحت لزجاً "


إبتعد أحمد وهو يسمع ضحكاته العالية والتي يعلم تماما أنها مشبعة بالسعادة رغم القلق البادي عليه .. ليقطع بهو الفيلا الكبيرة التي أمتلأ بالحضور على الرغم من أن الحفل كان يضم المقربين فقط من كل جانب وتم التعتيم بشأنه في وسائل الإعلام طلبا لبعض الخصوصية .. وصعد السلم الطويل في آخر البهو والمزين بالورد والبالونات والذي من المفترض أن تنزل منه آية بعد قليل تتأبط ذراع الحاج سماحة كما كانت تتمنى دوما ليوم زفافها وهو ما نفذه لها سيد ..



في البهو الكبير لمح وائل أسرته تدخل الفيلا وقد سبقهم منذ الصباح الباكر ليباشر مع الشباب تحضيرات وديكورات .. ليجدن الإناث كن يلبسن اللون الموحد الذي إختارته آية للآنسات والسيدات المقربات من العائلة والأصدقاء وهو اللون الأرجواني .. فتأمل ماجدة وهو يقطع المسافة للوصول إليها .. ترتدي فستانا بسيط التصميم يعكس شخصيتها الخجول المتحفظة .. طويل بأكمام حتى المرفقين تصفف شعرها معقودا للخلف بعقدة منتفخة أسفل رأسها مزينة بوردات فضية .. كانت أنيقة وراقية وخاطفة لأنفاسه وكذلك كريستين التي أختارت موديل بنفس اللون يناسب بطنها المنتفخة بينما الفتاتان إرتدين فستانين متشابهين بتنورة من التل الأرجواني تنتهي بعد الركبة بقليل وأكمام قصيرة .. وحذاء ذا عكب عال .. مما أثار دهشته فسأل ميري " ألم تعترضي على الموديل التي إختارته أنجيل بدعوى أنه يجعلك كالدمية "



تكلمت ميري بغيظ " رضخت لإلحاح إبنتك المدللة التي كادت أن تُزهق روحي بنحيبها المستمر بجوار رأسي حتى نلبس نفس الموديل .. ونبدو أمام الجميع كعرائس ماريونيت بلهاء "


قهقه وائل بينما قال أمير مغيظا " فعلا يا ميري تبدين كالباربي شقراء بفستان حالم ياللفظاعة ! "
بينما تعلقت أنجيل بذراع أختها تهديها ابتسامة سعيدة ممتنة فزفرت ميري بعصبية قائلا " أوف أوف !!"
شاكس وائل والدته التي أرتدت رداء أسودا وغطت كتفيها بوشاح أرجواني فقال " ما هذا يا أمي .. هل ترتدين اللون الأرجواني الموحد أنت أيضا !!"
ردت أمه بكبرياء " ألست واحدة من النساء المقربات للعروس ؟"


قهقه وائل وقال " بهذا الحجم أنت قبيلة من النساء دفعة واحدة يا أمي "
حركت حاجباها ترد بكبرياء " حتى أملا العين الفارغة يا عيون أمك "
قهقه مجددا وهو يقبل رأسها ويساندها لتصل لإحدى الطاولات متمتما من بين ضحكاته " أحببت نظريتك جدا يا أم وائل "



أجلسها على إحدى الطاولات ثم تأمل فستان ماجدة ولمعت عيناه وهو يرى سلساله يزين رقبتها .. ثم حرك عيناه على قدها يرسمه بنظرات معجبة وأعصاب توشك على الانفجار وقال " أليس ضيقا قليلا هذا الفستان "
تطلعت إليه بدهشة وهي تداري تأثير طلته الوسيمة الشقراء عليها منذ أن دخلت الفيلا وقالت " كيف ضيق ؟ ( ونظرت لحماتها بشك ) أهو ضيق يا خالتي ؟"



ردت أنجيل تقول " الفستان عادي ولكنه هو من ستنفجر أعصابه "
شقهت ماجدة بحرج من تعليقها ودارت كريستين إبتسامتها بينما هتف أمير بوجه محتقن " أمي !!"
عدلت أنجيل من وضع نظارتها على أنفها ثم وضعت كفيها فوق بعضهما على بطنها العالي أمامها وردت ببراءة " ستنفجر من الغيرة عليها ماذا قلت أنا !!"
أشاحت ماجدة بوجهها فقال وائل بصوت خافت " هذا جزاءك لأنك استشهدت بأمي "


سحب لها الكرسي لتجلس فتعرقت وجلست بارتباك .. ليقف مستندا بيده على ظهر مقعدها متلكأ في الأبتعاد يتأمل القاعة الكبيرة أمامه ثم مال عليها يهمس لها " ما رأيك لو نقيم لنا عرسا وأتزوجك من جديد؟"


رفعت وجهها إليه بعينين متسعتين .. فأهداها ابتسامة عريضة بينما السعادة تشع من زرقة عينيه .. لتعود وتتأمل الحضور هاربة من حصاره الذي عاد مجددا منذ ليلة أمس بعد أن التزم بعد تلك الرسالة التي تركها لها مع الهاتف في ذلك اليوم بألا يضغط عليها فكان يحرص على إعداد الفطور لها يوميا مع الوردة وكلمة آسفة ليخرج ولا يأتي إلا في ساعة متأخرة منشغلا في المشروع الذي يشارك فيه أعمامه وفي إدارة المحلات ومع سيد في ترتيبات الزواج .. ليتجدد حصاره من جديد بعد عودتهما من حفل ليلة الحنة التي اقامتها آية في بيت سماحة للنساء وأقامها سيد في الشارع للرجال .. فيحاول مغازلتها من جديد متحدثا في أمر ذلك التلقيح الصناعي الذي يهذي به .. وبعد بعض المشاكسات منه تركها تهرب إلى غرفتها بعد أن دغدغ أعصابها بشقاوته .



في الدور العلوي من الفيلا وبالتحديد في الممر الطويل مؤدي للغرف العديدة مر أحمد على الغرفة التي يستعد فيها الحاج سماحة .. فطرق الباب ودخل ليجده مرتديا حلة رسمية والذي بمجرد أن علم بوجوده أشار له بالرابطة يقول " إربط هذه أم أذهب لأروى لتربطها لي ؟"
تقدم منه أحمد وبدأ في ربطها وهو يتمتم " ما هذه الوجاهة يا إبراهيم ! .. هل تنوي الزواج على أمي على أساس أنك زوجت كل أولادك وارتحت الآن ؟"
ضحك الحاج ورد " وهل ستسمح إلهام بذلك .. ستقطعني حيا .. "



ضحك أحمد ثم قال بقلق " هل تعتقد أننا إتخذنا القرار السليم بتزويجهم .. أقصد .. لا أعرف أنا فقط قلق "
رد الحاج يربت على كتفه "أنت قلق لأنك تحبهما وبالتالي تخشى أن توضع في المنتصف بينهما .. وأنا أعلم أنك لن ترضى على إحدى أخواتك بما يزعجها .. إطمئن إن فضل الله علينا كبيرا وناسبنا رَجلين من خير الرجال "


إنتهى أحمد من ربط الرابطة وقال " سأذهب لأرى لم تأخرت العروس المجنونة .. هل أنت جاهز لإصطحابها يا حاج ؟"
أومأ الحاج برأسه فتركه أحمد ليتوجه لغرفة أخرى تتجمع بها النساء حول آية التي يوضع لها اللمسات الأخيرة ..
طرق أحمد الغرفة وتنحنح للدخول ..



كانت الغرفة تحوي على أختيه وزوجته وأمه وأختي سيد.. والمرأة التي تهتم بزينة العروس .
لمح أحمد آية بفستانها فتمتم وهو يتوجه نحو بانة دون أن يدقق النظر فيها " أسرعي يا آية الجميع في الانتظار "
قالت بتوتر " حالا سأنتهي حالا "



توجه نحو بانة التي كانت في عينيه تخطف الأنفاس فابتسم لها إبتسامة باهته ومسح على بطنها الصغيرة التي تظهر بالكاد فالتصقت به تمسد على صدره شاعرة بمشاعره التي ينكرها .. بينما لكزت أروى آية تشير لها على أحمد .. فرفعت آية أطراف فستانها وتقدمت نحوه فازداد وجومه وإشاحته عنها رغم أنه كان واضحا لهم أنه يتعمد التجاهل ..
اقتربه آية وحضنت ذراعه ترفع وجهها إليه .. فطالعها بطارف عينه وقال بهدوء " ما هذا .. كيف استطالت قامتك هل تقفين فوق أعمدة إنارة!"



تدخلت إلهام تقول بلهجة باكية " قلت لها سيؤلمك ظهرك وقد تقعين لكنها لا تسمع الكلام "
ردت آية بابتسامة عريضة" لا تقلقوا الامر كله تحت السيطرة "
فسأل أحمد والدته "لم تبكي يا أماه ؟!"
لم ترد الهام بل إزداد نشيجها متأثرة ولاح التأثر على البقية .. فتدخلت زهرة مندفعة تقول لآية "أرأيتِ .. والدتك تبكي لأنك ستتركينها وتعيشي في بيت سيد .. لا تجعليها تبكي وابق معها "


جحظت عينا آية بينما تحرجت رحمة وقالت بتوبيخ " زهرة ماذا تقولين !!"
ردت زهرة بحنق " ماذا فعلت أنا .. كنت أنصحها ألا تجعل أمها حزينة "
دفعتها رحمة برفق تنظر للجميع بحرج وتتمتم باعتذارات ثم قالت "سنسبقكم إلى أسفل"
ابتسمت أروى بينما قال أحمد" لأمه لا تبكي يا أمي إنها متلهفة جدا لتركنا"



التفت إليه آية تقول" لم هذا الكلام يا أحمد !"
رد عابسا كالأطفال" هذا هو الواقع انظري لنفسك"
تعلقت بذراعه تمنحه ابتسامة حلوة وتقول " ومن الذي سيستفز شياطينك يا كونت لتخرج من مخبأها .. بالطبع لن اذهب لأي مكان "


قرصت الدموع عينيه فتنحنح ليتماسك ورد "سنرى"
شعرت آية بتأثره وتتطلعت إليه مصعوقة .. فلم تتخيل أن يكون متأثرا من أجلها إلى هذا الحد .. فاندفعت تقول" سامحني يا أحمد .. أنا أعلم أني ضايقتك كثيرا .. لكن صدقني لم أكن أحب ذلك.. ربما كنت أفعل ذلك حتى ألفت إنتباهك لي .. لكني الآن أعتذر لك عما بدر مني .. هناك أمورا تكشفت لي مؤخرا .. أني كنت متهورة .. ومخطئة .. بينما أمور أخرى لا أعرف حتى الأن لما كنت تعترض عليها .. لكني بت متأكدة أنك تهتم لأمري بالفعل .. وأنه رغم إختلاف نظرتنا كنت خائفا علي .. وأنا صدقني معظم تمردي كان يخص سيد وحده"



تكلم أحمد يحرك نظراته هنا وهناك حتى لا يظهر تأثره " وأنا أيضا قصرت في حقك .. ولم أرعاك كما يجب .. وتحججت بجنونك حتى أداري تقصيري .. أنا أيضا كنت مخطئا"



لفت آية ذراعيها حول عنقه تحضنه و بدأت في البكاء تتمتم" كلا يا أحمد لا تقل هذا .. أنا كنت فقط أحتاج لأن أشعر بأني مهمة عندك وأن عدم وجودي لن يكون سهلا عليك .. هذا يكفيني لم أكن أطمع في أكثر من ذلك "


حضنها وقال هامسا بتأثر " كنت أتمنى أن تطول المدة التي سأعوضك بها عن إنشغالي عنك لكنك ملهوفة لتركنا "
شددت من ذراعيها حول رقبته .. فربت على ظهرها لتقول باكية" ومن قال أني سأتركك تنعم بالحياة بدوني وتعيش حياة سعيدة للأبد مع سنيورتك .. أنا لن أسمح بذلك أبدا لا تنسى أني في المبنى المقابل " .


رد أحمد متهكما " ياللأسف ! .. ظننت أني سأنعم بالسعادة الأبدية من الآن فصاعداَ"
تدخلت أروى تقول " كفاكما ما تفعلانه لقد تأخرنا على الضيوف وعمرو يتصل بي يستعجلنا "



أبعدها أحمد بحزم يتنحنح فسألته آية " مارأيك في فستاني ؟"..
رد يتأملها " مبهر يويا ..مبهر"



سألته بقلق "هل تعتقد أنه سيعجب سيد .. فأنت بالتأكيد تعرف ذوقه "
رد ساخرا " لن يجد الفرصة لتأمل تفاصيله لأنه قد يغشى عليه بمجرد أن تطلي عليه.. لذا نحن جهزنا استعداداتنا وجلبنا سيارة إسعاف تركن خارج الفيلا لأي طارئ "
ابتسمت في سعادة بينما دخل الحاج سماحة يقول بعصبية "ما كل هذا التأخير لا أفهم "


فلمحت عيناه آية بفستان العرس ليبتسم بحنان فاقتربت منه آية ترفع فستانها وسألته" مارأيك يا حجوج "
قبلها على جبينها وغمغم" كنت منذ أيام تخطين خطواتك الأولى .. متى كبرت لتلبسي فستان الزفاف !"
اتسعت ابتسامتها تعدل له من ياقة قميصه قائلة بتأثر " أنت شديد الوسامة يا حجوجتي اليوم"



قبل جبينها مرة أخرى وقال بهدوء " إتق الله في زوجك وفي بيتك وكوني له السكن والراحة ولا تعتمدي على حبك له أو حبه لك فقط .. هناك أمورا كثيرة تحتاجونها لتكون حاضرة بينكما كي يثمر هذا الحب عن حياة هادئة "
أومأت برأسها بطاعة فقال الحاج " هيا أسبقونا وسنلحق بكم أنا ومدللة أبيها"



تحرك الجميع إلى الخارج ليجدوا عمرو ينتظر أروى التي تتحرك بالكرسي معظم الوقت لعدم إجهاد ظهرها خاصة وهي في المحطة الأخيرة من الحمل ..



بعد قليل ..


وفي بهو الفيلا الكبير والذي تحول لقاعة عرس .. كانت الموائد مصفوفة والمفارش البيضاء مزينة الأطراف بالدانتيل مفروشة على الموائد الدائرية والمقاعد التي ربطت ظهروها بفيونكات من اللون الأصفر الكناري متناغمة مع المزهريات الصغيرة التي تزين كل مائدة بوردات من الأصفر الكناري أضفت بعض الدفء على المكان .. وهي نفس الوردات الصفراء التي تزين سور السلم الحديدي في أخر البهو والتي ستنزل منه آية ..



اقتربت رحمة من سيد تتأمل أناقته فاستقبلها بابتسامة هادئة .. فتمتمت بتأثر "يكفيني أنك سعيد .. فمنذ أن قابلتك لأول مرة لاحظت ذلك الحزن الأبدي الساكن في عينيك .. لهذا أنا في غاية السعادة أني رأيت تلك الفرحة التي تتراقص في عينيك أخيرا "


ابتسم لها بحنان وفتح ذراعيه يضمها وهو يقول " العقبى لك حبيبتي .. يومها سأقيم لك ليلة من ألف ليلة .. وأحسد هذا المحظوظ الذي سيتزوجك منذ الآن "


ثم أبعدها يعيد النظر في فستانها الأرجواني الهادئ الرقيق وتمتم " ما هذه الأناقة يا بنت .. أنا سأكون مشغولا اليوم عنك .. كيف سأفقأ عين من سينظر إليك عليّ أن أكلف أحد الحراس بحراستك طوال الحفل "


ضحكت بهدوء ثم أشارة بحركة من عينيها على زهرة الواقفة خلفهما توليهم ظهرها متكتفة في عبوس ووهمست تخبره بما قالته منذ قليل لآية .. فانفجر ضاحكا ثم اقترب من زهرة يجلس أمامها على كعبيه قائلا " تبدين مذهلة في فستان العروس هذا يا زهرتي "


تأملت فستانها الأبيض من التل المنفوش القصير حتى ركبتيها بحمالات رفيعة وشريطا ورديا لامعا يحيط بخصرها ينتهي بفيونكة وقد فردت شعرها ترفع جانبيه بشريط وردي مماثل ووقفت بخيلاء .. فقال لها باستنكار " هل تضعين أحمر شفاة يا زهرة !! "



مطت شفتيها وتوردت تداري ابتسامة .. فضرب كفيه ببعضهما يحوقل ثم أشارا للحقيبة الوردية الصغيرة اللامعة وقال " كم حقيبة لديك يا بنت شربات .. هذه حقيبة جديدة أليس كذلك ؟"
ردت بزهو "عندي العديد من الحقائب "
تمتم قائلا " أنت تحبين الحقائب إذن"
أومأت برأسها فقال " مارأيك أحضر لك المزيد من الحقائب من سفرتي أنا وآية"
علا الإنزعاج على وجهها وقالت ببؤس "لم لا تأخذني معك وأختار الحقائب بنفسي"



تنحنح بحرج ونظر لرحمة ثم قال " هذه المرة سأذهب بمفردي مع آية وأعدك حين أعود أني سأذهب أنا وأنت وآية ورحمة في رحلة .. وأما بالنسبة للحقائب.. سأرسل لك صورها وتخبريني أي منها تعجبك.. إتفقنا"


تقوس فمها لأسفل فاحتضنها متأثرا .. ثم قال لرحمة " سأجلسكما على طاولة الحاج والحاجة لأكون مطمئناً "
فربتت رحمة على كتفه تقول " لا تشغل بالك بنا .. سنلتزم بوجودنا مع الحاج والحاجة .. إذهب لإستقبال عروسك " .
على الطاولة المجاورة كان عمرو يُجلس أروى بجانب والدته التي حضرت بعد إلحاح للحفل .. قائلا في عبوس" كان من المفروض أن أحضر لك وشاحا إضافيا فهذا الثوب يظهر بطنك "



ردت أروى متهكمة "لأني حامل أتصدق ذلك! "
قال بغيظ "وكيف سأتحمل نظرات الجميع وهم يحدقون في بطنك "
ردت متهكمة " حين ينظرون إليها سيشفقون عليّ لا تقلق "
مط شفتيه عاقدا حاجبيه في عبوس فأشارت إليه بيدها ليقترب .. فمال بجذعه نحوها لتهمس في أذنه " هل تعتقد أن هذا وقتا مناسبا لما تفعل .. أنظر أين نحن وماذا نفعل وأنظر ماذا تفعل أنت "
فهمس باستنكار محدقا في عينيها من قرب " وكيف أدرب نفسي على أن أغار عليك في الأوقات المناسبة أروى هانم !!"


قالت أروى هامسة بغيظ " ليس هذا ما أقصده يا عمرو "
تطلع إليها مندهشا ثم قال " علام تتحدثين إذن؟ "
فأشارت له ليقرب أذنه مرة أخرى ثم همست " هل هذا وقت مناسب لتزداد وسامة ياعمرو القاضي ؟ .. كيف سأغازلك الآن أمام الناس ! "
رفع حاجباه مندهشا ثم تطلع إليها لثوان وقهقه ضاحكا .. ليميل بعد ذلك يهمس في أذنها .. فأحمرت وجنتيها.. فقال وهو يستقيم واقفا مرة أخرى " كل منا يعبر عن مشاعره بطريقته يا أم عبد الرحمن "
قالت له مصححة تداري إشتعال وجنتيها " بيدو "
فسأل بغباء " من ؟!"
فردت بهدوء" قررنا أنا وخالتي أن ندلل عبد الرحمن باسم بيدو "



فنظر عمرو لوالدته التي كانت مشغولة بمراقبة الحضور " بيدو يا أمي !!.. عبد الرحمن أصبح بيدو !!"
فابتسمت عفاف تقول " أحببت الاسم "
ضرب عمرو كفا بكف وقال " أنا ذاهب لأتفقد العريس يا أم بيدو "



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 11:57 PM   #2515

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

وقف سيد بتوتر أسفل السلم الذي تنوي آية أن تنزل إليه منه مع الحاج سماحة .. واقتربت بانة من أحمد تتأبط ذراعه ليضع يده علي يديها بينما وقف وائل بالقرب من سيد يتأمل إنفعلاته .. ويعطي إشارة لشاب الـ dj ليبدأ ..


لاحت العروس تتأبط ذراعه أبيها .. وبدأ صوت سيد بالقاعة مسجلا يلقي جزءً من تلك القصيدة الشهيرة التي كانت إعترافه لها بالحب يوم ..



يا آيتي ..
أحبك جداً ..
وجداً ..

وجداً ..
وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا ..
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستيقلا !
وما همني ..
إن خرجت من الحب حيا ..
وما همني ..
إن خرجت قتيلا..



ثم أذيعت أغنية اسماء الله الحسنى بصوت هشام عباس ..ليتأملها سيد تنزل درجات السلم ببطء .. كشمس صغيرة تشرق بنورها على عينيه ..



فستانها الذي يلتف حول جزعها برقة من القماش الأبيض المشغول برسوم مفرغة وفتحة رقبة على شكل رقم سبعة كبيرة تبدأ من منتصف جزعها وتضيق طرفيها كلما صعدت إلى الكتف لتنتهي بحمالات رفيعة .. ترتدي تحته طبقة أخرى من قماش أنعم غير منقوش يغطي فتحة الصدر والأكمام .. أما تنورة الفستان فكانت منفوشة من طبقات متموجة من التل الأبيض متدرجة أفقية ومتموجة رأسيا فوق بعضها وكأنها شلالات أو وريقات وردة بيضاء من التل .. ويربط الخصر شريطا فضيا لامعا ورفيعا وحجاب أبيض من التل مطعما برتوش رقيها فضية من نفس درجة شريط الخصر .. وفي قدمها حذاء أبيضا لامعا عالي الكعب ..


وضع سيد يده على فمه يقاوم رغبة شديدة في البكاء ..بينما شريط حياته يجرى سريعا أمامه وهو يتطلع إليها من أسفل السلم تتهادي ببطء متأبطة ذراع الحاج سماحة ..
المنظر ..
والشعور ..
كانا لا يصدقان أبدا ..



فذلك الرجل الذي صنع منه رجلا .. وجعله ذا قيمة وسط البشر .. وعلمه وقومه ولم يلقي به في الشارع حين إعوج مساره قليلا ولم ينفضه عنه وعن عائلته .. الرجل الذي لولاه لشب جاهلا يأكل من قبضة يده .. والذي ظل يدفعه دفعا لأن يكمل تعليمه وهو الذي لم يكن مهتما بالأمر .. ومن قطع عليه طريقه للإدمان يوما بصفعة على وجهه مازال يذكر وقعها عليه ..



الرجل الذي يثبت لكل أب أن الأبوة ليست بالتناسل ولكن بمن ربى وعلم وقوّم وصبر واحتسب عند الله ولم ينتظر أجرا ولا مفاخرة ..



وحب عمره ..
الطفلة العصبية التي تعلق بها منذ أن رآها أول مرة بحجم كف اليد غارقة في طبقات القماش .. .. تحمل عينين عسليتين تحدقان فيه بتركيز ..
الشابة التي بمجرد أن نضجت قلبت كيانه كله وقد حسب نفسه يوما إمبراطورا في عالم النساء .. فجاءت بكل بساطة وأنزلته من فوق عرشه بإشارة من إصبعها .. والتي استبد به اليأس والحرمان باستحالة أن يملأ حتى عينيه منها .. باستحالة أن يتطلع فيها كما يشتهي ..
الطفلة التي رباها ..
والشابة التي ذاب عشقا فيها ..



يراها الآن في ثوب الزفاف كأجمل عروس رآها في حياته ..
الأثنان معا .. آتيان إليه ..
يقتربان ..
ويقتربان ..



أهو المقصود بالفعل؟؟؟!!!..
تطلع حوله وكأنه يبحث عن شخص آخر غيره يقف قريبا منه ربما كان هو المقصود .. مرجحاً أنه يعيش إحدى كوابيسه المتكررة .. بأنها تزف لشاب يصغره بالكثير ويفوقه بالكثير والكثير ..



عاد يتطلع إليهما من جديد وقد إقتربا .. والدموع تترقرق في عينيه ..
أهو المقصود حقاً !!..


أهو ذلك العريس .. لتلك .. الجنية الفاتنة .. حب عمره !! ..
شمسه الصغيرة..
صاحبة الضحكة التي تقطر عسلاً ..


إنه الكابوس بالتأكيد .. وسيقطع المشهد الآن ذلك الشاب الذي سيخطفها ويحرق قلبه .
وصل الحاج سماحة والعروس لآخر السلم .. لكن سيد ظل متسمرا لثواني يطبق على شفتيه .. ثم اشاح بوجهه يمسح دمعة فرت من طرف عينه ..



واستدار ليجد من يقطع المشهد بالفعل كما رأه مرارا وتكرارا من قبل .. إنه أحمد سماحة الذي خفف من هول الموقف عليه وإندفع يسلم على أبيه بكل حرارة ويقبل وجنتيه وسط ضحكات الحضور ثم تطلع لآية التي لم تكن بأحسن حال من سيد .. فسحبت عيناها المسلطتان على سيد لتنظر لأحمد بعينان دامعتان فأقترب منها يقبل جبينها ..


بينما تحرك وائل يدفع سيد قائلا "تحرك يا إبن آدم !.. إذهب لإستقبال عروسك "
تحركت قدماه نحوهم .. ليسلم على الحاج سماحة وينحنى يقبل يده .. فأخده الحاج بين ذراعيه .. ليقبل سيد كتفه وقد فرت بعض الدمعات من عينيه بالفعل وتمتم بلهجة متأثرة " لا أعرف يا أبي صدقا مالذي فعلته خيرا في حياتي حتى أستحق من الله أن أُهدى بكم .. لكني سأظل شاكرا ممتنا لله سبحانه وتعالى طول العمر وأعدك أني لن أخون ثقتك هذه أبدا "



أبعده الحاج يتطلع فيه وقال " أنا الآن إطمأننت على أولادي كلهم في أيد أمينة .. بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير "
تمتم أحمد يقول " آخذها وأذهب أم ماذا ( ونظر لأية التي ترتجف بجانبه وقال ) أريتِ لقد عدّل عن رغبته"
تطلعت آية لسيد الذي كان في عينيها وسيما ورجوليا إلى حد يقطع الأنفاس .. والذي تقدم نحوها بخطوات بطيئة متعثرة يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أمسك برأسها يطبع قبلة بطيئة مرتعشة على جبينها ..فعلت الزغاريد وبدأت الزفة والفرقة الراقصة تزفهما .. لكنهما كانا يتتطلعان ببعضهما معظم الوقت بعيون دامعة تقول ( هل تصدق ما يحدث !) .


شبك سيد أصابعه في أصابعها فسألته " مارأيك في فستاني"
قال يتطلع في عينيها العسليتين المكحلتين كعيون المها " رأيي أن توقعي كان صحيحاً "
سألته " أي توقع ؟"



فرد هامسا " أني سأموت الليلة من الفرح "
قالت بتأثر وهي تمسح بعض الدمعات التي فرت من زاوية عينيه من جديد " بعيد الشر عنك يا حبيب روحي "
مال يقبل يديها ثم قال " رأيي ستسمعينه في أول أغنية سأغنيها "


بعد قليل وقف سيد في وسط القاعة يتكلم في الميكروفون قائلا " أنا سعيد بوجود الجميع الليلة ومشاركتهم لي في أهم وأسعد لحظة في حياتي .. ولقد أعددت بعض الأغاني التي سأغني جزءً منها بمصاحبة موسيقاها الأصلية وسأترك الجزء الآخر يذاع بصوت مغنيها الأصلي وبعض منها قد تكون من ألحاني .. وبالتأكيد كل الأغاني الليلة مهداه ( ونظر لآية يقول بلهجة مرتجفة ) لزوجتي آية سماحة "



علا التصفيق لتتغير إضاءة القاعة لأضواء خافتة رومانسية ويشير سيد لمهندس الـ dj .. ويبدأ بعد قليل في الغناء لآية التي تعيش تلك اللحظة الإستثنائية بإنبهار ..


ادي الي ف بالي بالملي.. قمر وم السما نزلي
دي بسم الله ما شاء الله.. تشوفها تسمي وتصلي

عشان أوصفها مالهاش حل .. كلام أغانيا كله أقل
دي خير ف حياتي جاني وهل .. ومن حظي إنه متشالي..





أمسك بيدها فتمايلت أمامه بدلال على ألحان الأغنية الهادئة ..



عشان أوصفها مالهاش حل .. كلام أغانيا كله أقل
دي خير ف حياتي جاني وهل .. ومن حظي إنه متشالي..

بنسبه ميه ف الميه.. حاجات اتغيرت فيا
دي حلم بعيد .. ياناس دي اكيد .. هدية ربنا ليا

عشان أوصفها مالهاش حل ,, كلام اغانية كله اقلل
دي خير ف حياتي جاني وهل .. وم حظي انه متشالي

في واحدة لما تقابلها.. تسيب الدنيا وتجيلها
بغني سنين لكل الناس .. وم الليلة هاغنيلها

عشان أوصفها مالهاش حل .. كلام أغانيا كله أقل
دي خير ف حياتي جاني وهل .. ومن حظي إنه متشالي..





قبّل سيد يديها ودعا المتزوجين والعشاق لمشاركتهم في رقصة العروسين .. فأمتلأت القاعة كل زوجان متعانقان .. فسحب أحمد يد بانة التي كتمت ضحكتها نحو ساحة الرقص ذات الضوء الخافت وأنوار صغيرة متحركة .. ووقفا تتعانق عيونهم وتتشابك أيديهم وقلوبهم .


بينما تطلع عمرو لأروى التي كانت واقفة بجوار كرسيها تشاهد الراقصين فقال لها "أتريدين الرقص ؟"
تطلعت إليه متفائجة ثم قالت" إن ساعدتني قدماي كيف سأراقصك بهذا البطن المتفخ"



إبتسم ولف ذراعه حول خصرها يدعم ظهرها وهو يقول " نحن نلبي أمنيات أم عبد الرحمن .. الشهير ببيدو .. عليها فقط أن تشير بأصبعها "
تطلعت إليه بعينين عاشقتين وهمست" وهل تعرف كيف ترقص يا أبا عبد الرحمن الشهير ببيدو ؟ "
شبك أصابع يده الأخر بأصابعها وهمس في أذنها" لا أعرف للأسف لكني مستعد لأن أتعلم من أجل عيون أروتي أم بيدو "


اتسعت إبتسامتها فسألها " ألا يكفيك وقوفا وتجلسين على كرسيك قليلا "
ردت وهي تتأمل الراقصين .. وتراقب وائل الذي اقترب من ماجدة " سأجلس بعد قليل تعبت من الجلوس "
تقدم وائل نحو ماجدة التي تسدل على وجهها القناع الثلجي وإن كان أقل برودة ما إعتادت عليه ومد يده يقول " هل تسمحي لي بهذه الرقصة جوجو ؟"



ابتعلت ريقها تتطلع إليه بينما هتفت أنجيل الصغيرة بحماس "إقبلي يا أمي إقبلي"
وإبتسامة ميري متسعة تراقبهما بتسلي فقالت أنجيل الكبيرة تشجعها " قومي أرقصي مع زوجك يا بنيتي .. كلهم في ساحة الرقص حتى كريستين تراقص أمير ببطنها المنتفخة "
نظرت ليده الممدودة أمامها بإصرار ووضعت فيها يدها المثلجة .. فسحبها برفق نحو ساحة الرقص واضعا يديه على خصرها يقربها منه فقالت بخجل " وائل !! .. إبتعد قليلا "
فقال بسرعة " آسف نسيت "



وفتش في جيوبه ليخرج أمام عينيها الذاهلتين شريط القياس يفرده أمامها قائلا " كم كانت المسافة؟"
شهقت تعيد إدخال الشريط في البكرة بسرعة وهي تتطلع حولها قائلة" وائل كفى مزاحا الناس حولنا يحدقون فينا ما الذي تفعله!! "



فرد ببساطة " أنفذ رغبات صديقتي الحبيبة "
تطلعت نحوه بغيظ فوضع يديه على خصرها يشدها نحوه بحزم ليلصق جسدها بجسده حتى أضطرت لوضع يديها الاثنين عل كتفيه وأشاحت بنظراتها بعيدا عن عينيه اللتان تسبران أغوارها وتربكانها .



تسربت موسيقى الأغنية بنعومة أضفت الشاعرية على الأجواء .. وسربت الرجفة في الأجساد حتى خلجات القلوب .



أنا ... أنا كلى ملكك
أنا كل حاجة حبيبى فيا بتناديك
أنا .. أنا مش بحبك
الحب كلمة قليلة.. بالنسبة ليك



أنا .. أنا كلى ملكك
أنا كل حاجة حبيبى فيا بتناديك
أنا .. أنا مش بحبك
الحب كلمة قليلة بالنسبة ليك


أبتسمت آية تتطلع إليه وقالت " أحب هذه الأغنية جداااا"
فرد عليها هامسا " أعرف لهذا أخترتها لنرقص عليها سوياً "
إزداد تعلقها برقبته وهمست " سيد أنت اليوم وسيم إلى درجة قلبي غير قادر على تحملها .. "



إبتسم ومال يشدد من ذراعيه حول خصرها ويدفن وجهه بين كتفها ورقبتها غارقا في حضنها .. فشددت من إحتضانه أكثر تتطلع لأعلى وتراقب تلك الأضواء التي تتراقص على الحائط .. غير عابئة بتلك الدمعة التي تسيل من طارف عينها وهي تستشعر دفئه ورائحته التي تغزوها وتحتلها إحتلالا .


إنت فرحة جات لعندى
بعد عمر من التعب
فى السعادة اللى بعيشها
يا حبيبى انت السبب
ضحكتك عقلك جنونك
والحنان اللى فى عيونك
اوصف ايه واحكيلك ايه
شعر أحمد ببطنها الممتلئة قليلا بينهما فتمتم هامسا "هل تذكرين رقصتنا الأولى "
فأومأت برأسها مبتسمة وقالت " حين كنت تختبرني في التاريخ ؟"
رفع حاجبا يقول " بالطبع لابد أن أختبرك هل أي فتاة عادية تتزوج من الكونت "
قهقهت وقالت مؤيدة " بالطبع لا "



ثم دندنت مع الأغنية بصوتها وهي تقبل عينيه بعينيها .. فأتسعت إبتسامته وأشاح بوجهه لثوان يتمتم بصوت مسموع " مستمرة بنت الخازن في مخططها لإغوائي وكأن هذا القدر من العشق لها لا يكفيها"



ثم عاد يتطلع إليها وهي تداعب أذنه بصوتها الجميل .



أنا ... أنا كلى ملكك
أنا كل حاجة حبيبى فيا بتناديك
أنا .. أنا مش بحبك
الحب كلمة قليلة.. بالنسبة ليك



معاك بضحك وبفرح
مابقتش خايفة ازاى هخاف
وانا بين ايديك
ساعات بخيالى باسرح
قبل ما بحلم كل حاجة بلاقيها فيك


نظرت ماجدة نحو طاولة عائلتها فسألها وائل " فيمن تتطلعين بفضول ؟"
فردت دون وعي " في أنجيل الصغيرة ( ثم استدارت لتنظر إليه وقالت باستدراك) أقصد لا شئ "
قال وائل بهدوء " أعتقد أن نظراتها لأبن سماحة إختلفت وأصبح شخصا عزيزا لا أكثر "



حدقت فيه متفاجئة وقالت بخفوت " كنت تعرف؟!!"
رد عليها باستنكار " بالطبع كنت أعرف .. أنا لم أكن مغيبا إلى هذه الدرجة يا ماجدة وحتى لو كنت أتجاهلك وأنت عرفتي سبب .. كنت أهتم ببناتي .. انسيت أنهن من خرجت بسببهن من المستشفى حين علمت أنهن أتوا للحياة "



تكلمت ماجدة وقد توترت لغضبه " لم أقصد ذلك بالعكس أنت كنت تهتم بهن كثيرا في الفترة الأولى من حياتهن .. السنوات الأخيرة فقط ( وصمتت قليلا تتطلع للإنزعاج البادي على ملامحه وقالت ) تقوقعت على نفسك أكثر وكنت تتمنى الانسحاب من حياتهن "



أطرق برأسه قليلا فندمت بقلبها الأحمق أن تفوهت بما قالت ليرفع رأسه لها معترفا " لا أنكر ذلك.. أنا نادم على ذلك صدقيني .. كنت في الفترة الأخيرة قد استبدت بي الوحدة ولم أعد اطيق الإدعاء وكأن قلبي قد أثقله الكذب .. وكما أخبرتك إخترعت شخصية مريم لتضعني أمام نفسي وتجعلني استفيق .. أنا كنت أرغب في الفرار ولاوعيي يرغب في إفاقتي من غيبوبة طويلة دامت لسنوات .. رأفة بحالي وحال قلبي .. ورأفة بكِ يا عمري الضائع "


كانت ضربات قلبها أعلى من الموسيقى خاصة حين قرب خده من خدها مقصرا المسافة بينهما رغم أنها لم تعد موجودة أصلا .. فأغمضت عيناها تستريح قليلا من كل شيء ..


من التفكير ..
ومن كرامتها التي توبخها ..
ومن مقاومة حضوره المعذب ..
ومن أنوثتها المحرومة الجائعة إليه وحده من دون كل الرجال ..



أغمضت عيناها ولم تعد تعي أي شيء سوى سوى أنفاسه الساخنة على رقبتها ويديه التي تعزف اللحن على ظهرها برقة شديدة .. أما وائل فلم يستطع المقاومة فمال يطبع قبلة على رقبتها .. أصابتها بالرعشة فهمست بإعتراض " وائل ماذا تفعل ؟؟ ..نحن أمام الناس!! "


فلم يجيب.. ولكن شدد من ذراعيه بتملك حول خصرها المنحوت بطريقة أزادت من عذابه .


والسنين هتفوت وتمشى
منك أنت أنا مش همل
بوعدك يا حبيبى عمرى
شوقى ليك ما فى يوم يقل
هبقى فرحك وقت حزن
فى التعب تلاقينى حضنك
كل يوم من عمرى ليك
أنا كل حاجة حبيبى فيا بتناديك
أنا .. أنا مش بحبك
الحب كلمة قليلة.. بالنسبة ليك




يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 11:58 PM   #2516

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

تطلع سيد لآية لثوان بعد إنتهاء الموسيقى ومسح الدموع الهاربة من عينيها .. ليميل إليها يحضنها ويرفعها إليه ويلف بها مرتين وسط تصفيق الحضور ثم أنزلها ببطء.. فمط أحمد شفتيه بإمتعاض لتتأبط بانة ذراعه وتعود معه للموائد فيقفا بجانب عمرو وأروى .


بينما سحب وائل يد ماجدة بعيدا عن الموائد وعن القاعة وعن البهو كله .. ليخرجا للشرفة العريضة التي تشغل جانب كبير من طول الفيلا .. فيستمر في السير يسارا وسط اعتراضات ماجدة وتساؤلاتها وصوت كعبها العالي الذي ينقر في قلبه فيعذبه حتى صاحت " سأنكفئ على وجهي يا وائل "



لصقها في الحائط يتطلع إليها بنظرات متألمة وأنفاس متسارعة قائلا باستجداء " أعلم أني لا أستحق.. لكن ألا يمكن أن أقبّلك .."


أطرقت برأسها فرفع ذقنها يلفح وجهها بأنفاسه الساخنة قائلا " أتذكرين قبلتي يا ماجدة .. أتذكريني؟ "



نظرت لزرقة عينيه المغوية وخارت قواها أمامه .. تعلم جيدا أنها حمقاء .. لكنه لا يقاوم فلو قاومته أعصابها .. فكيف سيقاوم قلبها ذلك الألم في عينيه .. فدفنت وجهها في كفيها بخجل وارتباك .. فقال وهو يبعد يديها عن وجهها " إن لم تريدي فلن أضغط عليك .. رغم أني أكاد أجن يا ماجدة أقسم بالله "



حين لم تعترض صراحة لم يستطع الصمود أكثر فالتصق بها يميل برأسه إليها مطبقا على شفتيها بقوة .. بيأس .. وبإشتياق كان يوما غافلا عنه حتى أمرضه .
إنه أمرا يدعو للدهشة ..
أن تكون النعم أمام عينيك وملك يمينك وتتلفت تبحث عنها حولك ! ..



بعد قليل كان يحدق في عينيها من قرب وشفتيه مازالتا تطبعان قُبل هامسة على شفتيها .. مشددا من ذراعيه حولها وهو يستشعر ذوابانها التام بينما ماجدة تحاول استعادة ثباتها وجمودها الذي فرضته على نفسها .. وتحاول السيطرة على فوضى المشاعر التي أثارها بداخلها .. دون جدوى .. فهمس بجوار أذنها " أتعتقدين أيضا أن ذلك التجمر الذي أنا عليه الآن سببه عقدة الذنب ؟.. ألم تخبرك قبلتي بما أنا فيه؟ .. ألم تطلعك ولو على قدر بسيط مما أعانيه ؟.. وبما تقتصه لك الأقدار ؟"



هل كانت تتمنى المزيد ..
هل أوشكت على توسل المزيد ؟ .. منه ؟!..
لملمت ماجدة حماقتها وقالت بصوت خافت في محاولة للهرب من نفسها قبل أي شئ " علينا أن نعود .. فإختفائنا سيبدو غريبا أمام البنات "
نكس رأسه قليلا في إحباط ثم تحرك يمنحها ذراعه في استسلام .. فتأبطته بوجنتين متوردتين ليقول " انتظري أحمر شفتيك قد تلطخ"
أخرج منديله وبدأ في مسح فمها فحاولت أن تأخذ منه المنديل لتفعل ذلك بنفسها لكنه أعترض قائلا وهو يمسح حول فمها بالمنديل " كيف ستفعلينها هل لديك مرآة "
تكلمت بصوت هاربا منها فلم تستعيد السيطرة على إرتجافها بعد " سأمسحه كله "
نظر إليها بعينان تغرق في بحرهما وهمس " إذن أنت تنوين إعلام الجميع بالأمر "



عقدت حاجبيها وقالت أي أمر؟ "
فهمس أمام شفتيها يقاوم انفلات وشيك لأعصابه " أني كنت أقبلك في الشرفة فانمسح أحمر شفاهك"
أطرقت برأسها تلعن حماقتها التي لا تظهر إلا أمامه فرفع ذقنها يكمل مهمته التي يتلكأ فيها ..



حين تركها أخيرا أطلقت سراح أنفاس حبستها في صدرها .. وأشارت له بإرتباك على شفتيه هامسة وهي تشيح بوجهها " أنت أيضا "
رد مدعيا الغباء " أنا أيضا ماذا؟ "
نظرت إليه ثم أشاحت بوجهها مجددا " إمسح شفتيك "
مد يده بالمنديل إليها يقول بصبيانية " ساعديني جوجو من فضلك "
تحركت تجبر قديمها على الابتعاد دون أي كلمة أخرى .. فمسح فمه بالمنديل وهو يتحرك مسرعا وراءها يصيح " جوجو إنتظري " مطلقا ضحكة سعيدة .



حين عادا للقاعة وهو يقبض على كفها ويقودها للمنضدة حاول الكبار عدم إحراجهما بالتحديق فيهما بينما ظلت الفتاتان تتفحصا وجهيهما في محاولة للتفسير ..مفكرين هل تشاجرا؟ .. أم أن هناك سببا آخر لتلك الحالة التي بدت عليها والدتهما من الخرس والتورد وتلك الابتسامة التي ترتسم على شفتي أبيهما وهو يتخذ مقعدا مجاورا لها ويفرد ذراعه على ظهر مقعدها .




أما العروسين فكان سيد قد انتهى من غناء أغنية أخرى ناعمة لعروسه .. فشدها من يدها نحو مقعد العريس والعروس المزين على إحدى الجوانب .



فقال عمرو لأحمد الواقف بجواره " لا أصدق .. هل سيتعقلان ويجلسان مكانهما أخيرا !!"
مط أحمد شفتيه بعبوس ثم هتف فجأة باستنكار " ماذا يفعل هذا المختل !! "


كان سيد يركع على ركبة أمامها يرفع فستانها بحرص حتى لا يكشف عن قدميها وخلع حذائها ذا الكعب العالي .. ثم أعطته رحمة علبة أخرج منها حذاءً رياضيا أبيض بفصوص لامعة وحليات من الدانتيل واللؤلؤ .. فشهقت آية لجمال الحذاء ليبتسم لها سيد وهو يربط جيدا رابط الحذاء ويمد يده لتستقيم أمامه واقفة فشدها .. ليمسك بالمكروفون مجددا ويقول بحماس " هيا حان وقت الرقص .. شاركونا "
تحرك بعض الشباب لساحة الرقص وبدأ موسيقى صاخبة لتنقلب الحفل لأجواء أكثر بهجة وجنونا..





وبدأ سيد وآية في الرقص أمام بعضهما كرقص السامبا بينما الشباب يرقصون على الجانبين .. فتمتم عمرو يقول " ها قد سمح للمدعوين بالمشاركة في فقرات الحفل أخيرا بعد أن كانا يستحوزان عليها منذبدايتها "



زفر أحمد بغيظ فصاحت أروى بتوبيخ " مالكما تقفان كعجائز الأفراح .. أتركاهما يفعلان ما يرغبان في حفلهما "



تحرك أحمد فنظرت بانة لأروى باندهاش ولحقت به.. بينما العروسان لا يدريان بما يحدث في أي مكان آخر نغمات الأغنية الصاخبة الراقصة .. فوقفت آية تتراقص أمامه رافعة فستانها عن الأرض قليلا .. تحرك كتفيها بدلال وإنطلاق بالحذاء الرياضي .. لا ترى سوى عينا سيد اللتان تأكلانها وتلك السعادة التي تحلي قسمات وجهه .. فتلف آية حول نفسها لنفتح طبقات التل في فستانها وتعود لنفس النقطة من جيد ..



تعود لعيناه .



عارفة أحلى حاجة فيكي إيه؟
بتحلي أي شئ عينيكي تيجي فيه
قمر ده إيه اللي تتساوي بيه
تعالي أقولك أحلى فيكي ايه
ولا إنتي فاهمة قصدي .. واللي بالي فيه
فيكي اللي ياما حلمت بيه ..

يلا ...
إن شالله أموت في هواكي ..إن شالله
ده كتير عليا الحب ده والله ..

هتمنى أكتر من كده ايه
يلا ..
إن شالله أموت في هواكي إن شالله
ده كتير عليا الحب ده والله هتمنى اكتر من كده ايه





لاحظ وائل أن أنجيل الصغيرة تحرك ذراعيها مع الموسيقى فقام وسحبها لتقف وحاول مع ميري لكنها رفضت برعب .. فسحب أنجيل أمام منضدة العائلة وقف أمامها يراقصها كالسامبا ويمسك بيدها لتلف حول نفسها ويتأملها والبهجة تغزو قلبه فتؤلمه ..



بفستنانها الارجواني القصير من التل المنفوش وكعبها الرفيع الأنثوي وهي تتمايل أمامه بخفة وبحركات رشقية .. ممتنا أنها عادت لطبيعتها وتخطت تلك الحادثة البشعة ..
نظر إلى ميري التي تصفق بسعادة من مقعدها تشجع توأمتها .. نادما على كل يوم مر عليه فكر في أن يغادر هذه الحياة تاركا زهرات قلبه دون أب .. بينما أنجيل الكبيرة تمسحت دموعها الصامتة وهي ترى إبنها أخيرا يتخلص من تلك اللعنة التي أصابته لخمسة عشرة سنة ويتوازن نفسيا محاولا تصحيح ما أعوج في حياته .. تأملته وهو يرقص أمام إبنته كشاب مراهق شقي من نفس عمرها ..


أما ماجدة فلم يعد في إمكانها المقاومة أكثر .. مهما حاولت فإن هذا الرجل سحره يتسرب إلى مسامها ..يتغلغل فيها محتلا كيانها كله .. مهما حاولت الفكاك لا تستطيع .. وكأنها خلقت له فقط.


حد بالبراءة دي مفيش
ولا في الغلاوة دي انا معنديش
قلبي اللي ليكي ما تكدبيش
عنيكي.. قلبي .. عقلي روحي عمري
دول ليكي مش حردهم لي
ولحد آخر يوم في عمري





استدار وائل ووقف أمام ماجدة يتراقص بكتفيه فنظرت حولها بحرج وقد لفت رقصه مع إبنته بعض الحضور فحدجته بنظر موبخة ليلعِّب لها حاجبيه .


شاريكي يلا
ان شاء الله اموت في هواكي ان شاء الله
ده كتير عليا الحب ده والله
هتمنى اكتر من كده ايه



استدار وائل مشفقا عليها من الحرج وقد أحمر وجهها وكاد أن يغشى عليها ليراقص أنجيل الصغيرة من الجديد .


يلا ان شاء الله اموت في هواكي ان شاء الله
ده كتير عليا الحب ده والله هتمنى اكتر من كده ايه







بمجرد أن أنتهت الأغنية الراقصة قّبل يد إبنته يعيدها إلى مقعدها ويميل على رأس ميري يقبلها بحنان .



في الجانب الآخر قال أحمد لوالدته التي تبروز الابتسامة شفتيها منذ بداية الحفل " سعيدة أنت يا إلهام بهذه الميوعة والأحضان والقرف أمام الناس ها ؟"
قهقت وقالت " لن تتغير أبدا يا حبيب أمك .. أنا مشفقة على إبنتك قبل أن تحضر إلى هذه الدنيا"



رد بغيظ " لن أسمع لأي ذكر بالاقتراب من إبنتي أبدا "
ضحك والده ورد " ستضطر صاغرا أن تزوجها لمن تريده رغم عن أنفك لأنك تحبها وتريد سعادتها "
تمتم أحمد بزهو طفولي " أبدا .. أبدا يا إبراهيم هذا لن يحدث أبدا .. إن كنت أنت استسلمت أمامهما أنا لن أستسلم مطلقا "



كتمت بانة ضحكتها خلفه فاستدار إليها يحدجها بغيظ .. ثم زفر وتركهم فلحقت به تقول " أنت يا كونت أنا أجري وراءك طوال الحفل "
وقف يولي ظهره للحفل يحدق في النافذة فاقتربت منه تقول موبخة " أنا جريت وراءك كثيرا اليوم يا احمد ظهري يؤلمني وبطني أيضا "



نظر إليها ثم تطلع لبطنها ومد يده يمسد عليها مشفقا .. فقالت له متخصرة " أنا تركتك تستوعب الصدمة لكن هذا الأمر لا يعجبني يا باشمهندش أحمد .. ما بهم الفتيات لا أفهم .. نحن بمائة رجل بالمناسبة .. وأمها خير مثال أمامك .. هل أنت نادم على إنجاب فتاة ؟.. "




تأملها أحمد من رأسها حتى أخمص قدميها .. عيناها الجميلتان غاضبتان .. وملامحها التي تشع نضارة وحلاوة بفعل هرمونات الحمل .. وذلك الفستان الأرجواني الأنيق وبطنها المنتفخة قليلا .. بينما أكملت بانة بحنق " لم لا ترد؟ .. ماذا ينقصنا ها؟ .. نعمل مثلكم .. وهناك نساء تعيلن عائلة كاملة .. النساء اليوم تعمل خارج البيت وداخل البيت وتنجبن وتربين الأبناء .. إن لم تعجبك الفتاة أستطيع أن أعود لبلدي بإبنتي "


رفع حاجبا ورد من بين أسنانه " متهاأكنتم مع بانة بنت الخازن في فقرة .. "
فقاطعته بانة تقول " فقرة إبن سماحة الغليظ "
ضيق عيناه وأقترب أكثر يقول محدقا في عينيها عن قرب " يا غبية !.. إنها إبنتي كيف سأندم على إنجابها "
قوست فمها لأسفل بتأثر فأكمل" أنا مغتاظ لأن مخططك قد نجح "
سألت بغباء "أي مخطط ؟!"


رد بغيظ " المخطط الدولي للسيطرة على إبن سماحة .. انظري ماذا فعلت بي من أول ظهورك في حياتي حتى الآن .. أصبحت تملكينني .. تسيطرين على كل كياني .. ولم يكفيك هذا بل ستنجبين لي فتاة .. بانة أخرى صغيرة .. "
اشرقت ابتسامتها .. فأكمل بخفوت وهو يقاوم تأثير إبتسامتها عليه " هذا ليس عدلا أبدا .. "



بدأت أغنية راقصة أخرى في سماعات القاعة فتحركت عينا أحمد نحو ساحة الرقص لتعيد بانة وجهه إليها تقول وهي تتأبط ذراعه بدلال حرره حبيبها من محبسه يوما "استمرارا للسيطرة عليك نريد أن نعلمك بأمر هام .. أني وجدت قميصاً من قمصان الخالة سوسو لم ألبسه بعد "
لاح الإهتمام على وجهه وقال بشك" كاذبة .. أنا جربت كل القمصان عليك لم أترك واحدا "



تحول وجهها لحبة طماطم وردت قبل أن تعض على شفتها " صدقني وجدت واحدا جديدا .. هل أصفه لك "
قال بسرعة " كلا .. لا تحرقين المفاجأة .. أريد أن اتفأجأ به بنفسي "
ضحكت .. فقربها منه يحيط ذراعه بظهرها .. فمالت برأسها تستريح على كتفه يشاهدان العروسين من أخر القاعة وهما يرقصان على أغنية أخرى راقصة وحولهما بعض شباب الحفل يرقصون على الجانبين لكن سيد وآية كان في عالم آخر ..



تأمل سيد قدها القصير المهلك وهي تتمايل وتتراقص بشقاوة وسعادة أمامه على نغمات الموسيقى .. تحرك خصرها تارة وذراعيها تارة أخرى وتستدير لتميل عليه بكتفيها ورأسها بدلال .. لتعود مجددا ترقص أمامه وهي تمسك بطرفي سترته محدقة في عينيه .. فيرقص أمامها مسافرا إلى ذلك العالم الذي تأخذه إليه إبتسامتها التي تقطر عسلا .



يتعلموا يتعلموا .. من الرقة دي يتعلموا
شوف هما فين .. وحبيبي فين..
مشافوش كده ولا يحلموا

اللي عنده ضحكة زي دية
واللي لون عيونه مش عادية
يجي هنا جنبي يجي ليا
احكيله اللي شفته انا بعنيا

أموت أموت في الضحكة دي
أموت أموت في النظرة دي
الله الله الله عينيه عليه

يتعلموا ويقلدوا .. دة مش بعيد يتعقدوا
جماله بيزيد كل يوم ..

عن حضني عمري ما هبعده
واللي عدى عدى عدى عدى
الجمال دة شفته مرة واحدة..

عيني عيني عيني عيني باردة..
عاللي خلي قلبي ناره تهدي..

أموت أموت في الضحكة دي
أموت أموت في النظرة دي
الله الله الله عينيه عليه




جاءت الكعكة الكبيرة ذات الطبقات .. فوقف سيد وآية يقطعانها ويتصوران .. ثم لصقت كفيها أمامه وشاهدته مقطوعة الانفاس وهو يحرك محبسها من اليد اليمنى لليد اليسري ببطء .. ولم يكن يهمها الخاتم بل النظر إليه هو ما يشغلها من أول الحفل ..
أي حلم جميل هذا !!..
وأي هلوسة رائعة تلك !! .



تركها تنقل محبسه من يده اليمنى ليده اليسرى ثم أمسك بوجهها يقبل جبينها بقبلة طويلة ..
بعدها فتحت موائد الطعام للحضور .. لكن أحمد ظل واقفا في منتصف القاعة يغمز لعمرو الذي طمأنه بإبهامه أن كل شيء على ما يرام فنظرت بانة لأروى مستفهمة فحركت كتفيها بأنها لا تفهم ثم سألت " ألن نأكل؟ "


رد أحمد بهدوء " أنا لست جائعاً "
فقال عمرو " أنا أيضاً "
قالت بانة ببؤس خافت" لكني جائعة "
إنتبه أحمد وقال بسرعة " حالا نحضر طعاما لبونبونتي وزيتونتها الصغيرة وأرورا وقردها الصغير " وتحرك نحو المائدة .


ضيقت أروى عيناها وقالت لعمرو " هناك شيئا تدبرونه .. فأنت وهو لم تأكلا طوال اليوم "
حرك عمرو كتفيه وتصنع البراءة يقول" أبدا إطلاقا .. ليس لدينا شهية للأكل "



ثم لمح وائل الذي يميل على والدته يتحدث إليها وقد خلت منضدتهم إلا منه هو وهي وقد ذهب الباقين لمائدة الطعام .. فنادي عليه عمرو لينظر له وائل مستفهما فيغمز الأول بعينه ليرفع له وائل إبهامه بأن كل شيء تمام .. ثم استدار يكمل كلامه مع والدته بهمس " أريدك أن تقنعي الفتاتين بالمبيت معك اليوم يا أمي "



حدجته بنظره ماكرة وقالت " لم ؟"
جز على أسنانه ورد بغيظ " تعرفين يا أمي فكفى مكرا "
قهقهت أنجيل فترجرجت بطنها أمامها ثم ردت ببراءة " وكيف ساقنعهما "
هتف وائل بغيظ " أمي !"


قهقهت أنجيل مجددا بينما حضر أمير وكريستين والفتاتين يحملون الأطباق ليجلسوا في أماكنهم فسأل وائل " أين ماجدة ؟"
رد أمير" تعد طبقا لأمي "


استقام وائل واقفا يبحث عنها .. فوجدها تقف منتظرة عند المائدة الطويلة أمام أحد الصحون العملاقة حتى أن ينتهي أحد الشباب من الغرف في صحنه .. ثم استدار يغرف في طبقها .. فطالعته ماجدة بوجهها الثلجي وأومأت برأسها على سبيل الشكر وتحركت مبتعدة فاندفع نحوها وهو يرى نفس الشاب يقترب منها مجددا .. لينحشر وائل بينهما يحدج الشاب بنظرة خطرة فاستدار الأخير لصحن عملاق آخر يغرف منه ثم تحرك مبتعدا .


إلتفت وائل لماجدة يقول " هل انتهيت ؟"
أومأت برأسها فعاد بها لطاولة العائلة .



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 12:02 AM   #2517

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7

بعد الطعام كانت ساحة الرقص فارغة والجميع على طاولاتهم فلم تبدأ الموسيقى بعد ولا يعرفون ماذا يخبئ لهما العروسان ..



فلجس سيد خلف البيانو الكبير ووقفت بجانبه آية ليتحرك وائل فجأة يتوسط الساحة حاملاً الميكروفون في يده .. فتطلع إليه الجميع بترقب بينما قالت ميري " هل سيغني أبي أم ماذا ؟"


شعر وائل بالحرج لكنه أراد ذلك بشدة .. فأمسك بالميكروفون يقول " مساء الخير .. اليوم عيد زواجي .. وبمناسبة هذا الحفل الجميل وإحتفال صديقي بزواجه .. وجدتها فرصة جميلة لأهدي زوجتي ( وأشار بيده نحو طاولة أسرته ) أغنية أغنيها لها بنفسي بصوتي المتواضع.. وأهديها للعروسين أيضا ولكل عاشقين .. وسيصاحبني بالعزف على البيانو عريسنا بنفسه مشكورا .
اتسعت عينا ميري متفاجئة ثم تطلعت بفضول لأمها بينما تحمست أنجيل الصغيرة وتوردت وهي تكتم ضحكتها ..
أما ماجدة فسقط قلبها بين قدميها حرجا خاصة حين وجدت جميع من في القاعة يحدقون فيها بفضول وتصفيق ..
نظر وائل إليها .. ثم تكلم أولا دون موسيقى ..


لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات..
أنت امرأة تبقى امرأة في كل الأوقات..



بدأ عزف سيد على البيانو في الخلفية وهو يتطلع في وجه آية .. فغنى وائل الأغنية بإيقاع هادئ ورقيق .. على عزف البيانو ليضفى جوا شاعريا على الأجواء .



أنت امرأة ... لا أحسبها بالساعات وبالأيام
انت امرأة .. تسكن جسدى قبل ملايين الأعوام
أنت امرأة صُنعت من فاكهة الحب ... ومن ذهب الأحلام ..



تأملته ماجدة بحُلته الأنيقة وهو يقترب منها ببطء ورفعها من مرفقها لتقف أمامه لكنها لم تقدر على التحمل ..
لا مشاعرها .. ولا وقوفه أمامها .. ولا الحرج الذي تشعر به والكل يتطلع إليها .. ولا كلمات تلك الأغنية التي تعشقها ولم تحلم يوما بأنه يتذكرها حتى وهو يسمعها فما بال يقف أمامها ويغنيها ..



لم تقدر ماجدة على التحمل فأطرقت برأسها تدفن وجهها المشتعل في كفيها بحرج .. وأنجيل الصغيرة وعدد من الحضور يصورون الحدث بهواتفهم .


أنت امرأة ... لا أحسبها بالساعات وبالأيام
انت امرأة .. تسكن جسدى قبل ملايين الأعوام
أنت امرأة صُنعت من فاكهة الحب ... ومن ذهب الأحلام

يا سيدتي ليس هنالك شئ .. يملأ عيني..
لا الأضواء..

ولا الزينات..
ولا أجراس العيد..
ولا شجر الميلاد..

لا أتذَكّر إلا وجهك أنتِ..

لا أتذَكّر إلا صوتك أنتِ ..



مد يده يبعد يديها عن وجهها فنظرت إليه بعينين دامعتين متخلية عن قناعها الجليدي .. الذي أنصهر من حرارة مشاعرها .



تعالي تعالي تعالي
هاتي يدكي اليمنى كي أتخبّأ فيها ..



أجبرها على فتح كفها الأيمن ثم أسقط فيه من يديه قرطاً عبارة عن لؤلؤة على قمتها ماسة صغيرة ..

تعالي تعالي تعالي
هاتى يدكي اليسرى كي أستوطن فيها..



أسقط في يدها اليسري القرط الآخر وعاد الغناء مرة أخرى .



تعالي تعالي تعالي
هاتي يدكي اليمنى كي أتخبّأ فيها..

تعالي تعالي تعالي
هاتى يدكي اليسرى كي أستوطن فيها..


قولي أي عبارة حب .. حتى تبتدئ الأعياد..

أنت امرأة ... لا أحسبها بالساعات وبالأيام ..
انت امرأة .. تسكن جسدى قبل ملايين الأعوام..
أنت امرأة صُنعت من فاكهة الحب ... ومن ذهب الأحلام ..



توقف صوت البيانو فتكلم بدون غناء يقول :


سوف يظل حنيني أقوى مما كان..
وأعنف مما كان..
فأنت امرأة لا تتكرر في تاريخ الشعر..
وفي ذاكرة الزنبق والريحان ..



أشفق من إرتعاش كفيها المفرودة أمامه فأمسك بكفيها بيده وأقترب يقبل جبينها .. وقد علا التصفيق الحار ..


فنظر أحمد لبانة الجالسة بجانبه ورفع يدها إلى فمه يقبلها.. بينما أنزل عمرو يده يمسك بكف أروى تحت المنضدة بعيدا عن عين أمه .. فنظرت إليه أروى متسائله ليرسم بإصبعه في كفها قلبا .. فاتسعت إبتسامتها.. وشبكت أصابعها في أصابعه .


جلس وائل بجوار ماجدة التي تحاول السيطرة على دموعها فهي تكره أن تظهر مشاعرها أمام الآخرين .. تكره ذلك بشدة .. بينما سألت أنجيل الصغيرة بحماس " لم اخترت اللؤلؤ بالذات يا أبي "



نظر لماجدة ثم أجاب إبنته " اللؤلؤ يعبر عن الدموع .. فإن كنت قد أبكيتها يوما سأهديها لؤلؤة في كل مناسبة قادمة لأخبرها أن دموعها لم تكن بلا فائدة أبدا بل تحولت للآلي غالية الثمن .. "



فصاحتا الفتاتين بإعجاب بينما تكلم أمير يقول ساخرا " يالرومانسية ! .. أنت بهذا الشكل تضعني في موقف حرج "


زمت كريستين شفتيها تضرب ذراعه بغيظ وتقول " أرأيت الرومانسية .. تعلم من أخيك "
قهقه وائل ولعب لهما حاجبيه بينما تكلمت أنجيل الكبيرة بإعياء وهي تضع يديها على صدرها " أشعر أني ستزورني أزمة التنفس الليلة .. وأخشى أن تأتيني ليلا وأنا وحدي بالشقة "



مسحت ماجدة دموعها وقالت " هل تودين أن نبيت معك يا خالتي ؟"
ردت حماتها " لا يا ابنتي ليس هناك داع لكن لو تبيت معي الفتاتين الليلة سأكون مطمئنة أن معي أحداً "
قال أمير" سنبيت كلنا يا أمي معك لا تقلقي "



فحدجه وائل بغيظ ثم قال " الفتاتان تكفيان معك يا أمي .. وإذا احتجت شيئا.. واحدة من التوأمتين ستتصل بي .. أنا مضطر أن أبيت في غرفتي الليلة لأني عندي بعض الأوراق المهمة علي أن أسهر عليها .. "


فقالت ماجدة " سأبيت معها إذا احتاجت شيء "
فقالت أنجيل الكبيرة " لا لا .. يكفي الفتاتين .. حبيباتي ستنامان معي اليوم أليس كذلك "


قالت أنجيل مطمئنة" لا تقلقي يا جدتي ألف لا بأس عليك "
بينما تأملت ميري أبيها وأمها بنظرة مرتابة .
في الميكروفون تكلمت آية تقول " يبدو أنها ستكون فقرة الإهداءات فبعد أن أهدى أبيه تلك الأغنية الرائعة لزوجته .. سأهدي أنا الأخرى قصيدة لسيد بما أني لا أستطيع الغناء ( وتطلعت لعينيه وأكملت ) وسيهديني هو الآخر أغنية أتشوق لأعرف ما هي .. وبذلك سنختم حفل زفافنا "


تمتم أحمد من مكانه " إهداء !! .. ومالذي كان قبل ذلك من صداع إذن !! .. "
رد عليه عمرو" قل حمدا لله أننا سنذهب لبيوتنا أخيرا "
وقفت آية أمام سيد تلقي القصيدة :


لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أسكبها
وللعصافير والأشجار أحكيها
أنا أحبك فوق الماء انقشها
وللعناقيد والاقداح اسقيها
أنا أحبك يا سيفا أسال دمي
يا قصة لا أدري ما أسميها


أشار سيد للـdj بقلب مرتجف لتبدأ الموسيقى فاقترب منها يمسك بيدها يغني بنغمات هادئة ناعمة :



بتحلوي ..
وطول الوقت بتزيدي جمال وهدوء ..
كأنك شيء نزل من فوق ..
كأنك جاية م الجنة
وإن الجنة هي أنتي ..
في حضنك ببقى أنا إبنك ..
في حضني تقلبي بنتي .


ترقرقت الدموع في عينيها فاقترب يحيط خصرها بذراعه يلتصق بها وباليد الأخرى يمسك المكيروفون مائلا عليها مغنيا أمام عينيها .


كأنك بيت ..
كأنك حتة م السكر ..ودابت فيا .. فاحلويت .
في عز الضيقة بتساعي ..
في عز الضعف بتقوي ..
بدون أسباب بتحلوي .
بتحلوي .


أطلق سراح خصرها ليمسك بيدها ويجعلها تلف حول نفسها فتنتفش طبقات التل حولها فبدت كالأميرة ..


وطول الوقت تتشافي ..
بكل براءة الأطفال ..
وكل بساطة الفساتين ..
يا أول طفلة في الدنيا بتكسر حاجز العشرين ..
وتفضل وردة طول الوقت .. لا بتكبر ولا بتصغر.
هتتغري وإيه يعني..
من حق الجميل.. يتغر ..
يا أول بنت في الدنيا ..
توصل مركبي للبر ..


سحبها يلف ذراعه حول خصرها مرة أخرى يقربها منه ..


وتاخد إيدي وتعدي ..
يا أول حضن في الدنيا بحس بإنه على قدي ..
ومتفصلي بالميللي ..
غريب حبك ..
غريبة أنتي ..
بتحلوي وبتحلي .


سكتت الموسيقى .. وهدأ الرقص لكن القلوب لم تصمت عن الصخب ولم تهدأ عن الرقص .. فتأملها سيد وهو يشدد من إحتضانه لها وسط صفير المعجبين والمهللين ..



وقف أحمد وخلع سترته يقول لبانة المتسائلة وهو يعطيها السترة " وجها آخر من إبن سماحة ستشاهدينه الآن يا بنت الخازن فاستعدي لهذه اللحظة التاريخية "



اتسعت عيناها ونظرت لأروى بتوتر والتي بدورها سألت عمرو بجانبها " ماذا سيفعل بالضبط ؟"
ابتسم عمرو رد " كل خير إن شاء الله "


قال سيد في الميكروفون " نشكر كل من حضر الليلة للإحتفال معنا فأخذت آية منه الميكروفون لتقول بلهجة إذاعية أصبحت تميزها " شكرا أن كنتم جزءً من أهم حدث في عمرنا "



ظهر أحمد فجأة بجانب آية وسيد اللذان تفاجآ بوجوده في ساحة الرقص وسحب الميكروفون من يدها وسط ذهولهما فتمتمت إلهام من مقعدها تسأل الحاج بتوتر " أستر يا رب ماذا سيفعل المجنون ؟!!"



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 12:06 AM   #2518

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 8

ظهر أحمد فجأة بجانب آية وسيد اللذان تفاجآ بوجوده في ساحة الرقص وسحب الميكروفون من يدها وسط ذهولهما فتمتمت إلهام من مقعدها تسأل الحاج بتوتر " أستر يا رب ماذا سيفعل المجنون ؟!!"



وقف بخيلاء أحمد يخاطب الجميع في الميكروفون واضعا يده الأخرى في جيب بنطاله يقول لوائل الجالس في أول طاولة أمامه " إنها فقرة الإهداءات يا إكسلانس فماذا نحن فاعلون "



قهقه وائل ورد " فيم تفكر يا كونت "



قال أحمد " نريد أن نهيده أغنية .. أنت أهديت زوجتك أغنية وهما أهديا بعضهما أغان وأشعار .. علينا أن نهديهم أغنية نحن أيضا .. مارأيك يا عمرو؟ "


رد عمرو يرفع صوته " أغنية (الغراب جوزوه أحلى يمامة) يا كونت "



رد عليه أحمد " يا بني ماذنب الغراب أن نشبهه بسيد ألا يوجد في قلبك رحمة بالطيور ! "



علا الضحك فقال وائل بينما قالت إلهام بتوتر " أشر له يا حاج ليتركهما .. أخشى أن يثقل في مزاحه أمام الناس .. والله ستكون فضيحة"



رد الحاج مبتسما وهو يتابع الحوار الدائر على فالساحة " أتريكيهم يا إلهام هم يعرفون خصال بعضهم .. وابنك ليس غبيا ويعلم ماذا يقول ومتى فلا تقلقي "



تمتمت بتوتر " أستر يارب من مزاح أحمد "



أشار سيد لآية لتستريح على أريكة العروسين وذهب إليه يقول " إذن أنت تريد أن تنهي الحفل بالإستظراف والسخرية "



رد عليه أحمد ببرود " بالطبع .. لأخفف من جرعة الرومانسية التي أثقلت بها قلبي يا رجل "



وضع سيد يديه في جيب بنطاله يطالعه ببرود فقال أحمد للحضور " الحقيقة أردت أنا الآخر أن أهديه أغنية .. وكنت أريد كما فعل وائل أن أغنيها له بصوتي .. لكن زوجتي رفضت بشدة لا أدري لم؟"


ضحك الحضور فتابع أحمد " فأنا فهمت فورا أنها تغار علي من المعجبات اللاتي سيعجبن بصوتي"
علا الضحك من جديد فقال سيد " أو ربما لأن صوتك نشاز لا يطاق "



إلتفت إليه أحمد يسأله ببرود " سأغنيها لك إن أردت "
إبتسم له سيد إبتسامة صفراء مستخفة وقال بقلة صبر " خلصنا هات ما عندك "



فاستدار أحمد يحدث الحضور مرة أخرى " فقررت أن أتفق مع هذا الشاب الموهوب ( واشار للشاب الواقف على الـ dj صديق سيد ) أن يشغل لنا الأغنية التي أريد أن أهديها لسيد أنا وأصدقائي "



نظر سيد مندهشا للشاب وقال " تتفق معهم من ورائي يا معتز!! "
فضحك معتز بينما قال له أحمد بثقة " لست وحدك تضع خططا سرية لحفلات زفاف الأخرين يا سدسد أم نسيت ما فعلته في حفل زفافي "





أشار أحمد لمعتز ليبدأ ثم أشار لأصحابه فقام وائل يخلع سترته و ينتظر عمرو المتحرج للأقتراب من ساحة الرقص فذهب إليه وائل يشده ليتوجها نحو الساحة يقفون حول سيد الذي قال بغيظ " متفقون عليّ.. جميل .. جميل جدا !! "



بدأت الموسيقى وسيد يخمن أي أغنية ساخرة سيشغلها هؤلاء الأوغاد .. فوجد آية تتابعهم بقلق ليغمز له بعينه أن تطمئن .. ثم إنتبه لموسيقى الأغنية التي تعرف عليها بسهولة فعلا وجهه الإندهاش.. ثم يبدأ الموال الإفتتاحي للأغنية ليفقد سيد النطق بعدها محدقا في أحمد بذهول :


لو جبنا سيرة الجدعنة .. إسمك لازم يتقال
صاحبي إللي بيه بفتخر.. من يوم ما كُنا عيال

مهما الأيام تتعِبُه .. عمره ما بص شمال
في الشدة راجل جدع .. واقف كما الأبطال

والدنيا مهما إديته .. مايغيروش المال
لا عمره مني أشتكى ..
ولا عمر قلبه ما شال ..



تدفقت الدموع بغزارة لعيني سيد وهو يتطلع في وجه أحمد وصاحبيه المبتسمين أمامه بمحبة .. وبذل مجهودا كبيرا ليتماسك ويداري تأثره .. فأشاح بوجهه قليلا يحاول أن يكبح جماح تلك الدمعات التي تصر أن تفر .. بينما بدأت الموسيقى الشعبية الراقصة فيستدير ليتفاجأ أكثر حين يجد أحمد فاتحا ذراعيه بمستوى كتفيه .. ويبدأ في الرقص أمامه يحرك ذراعيه وقدميه بخطوات ذات خطوات معروفة في الرقص الذكوري الشعبي .. لم تكن فقط الأغنية مؤثرة ولا تلك العاطفة التي تشع من وجوه أصحابه .. لكن أن يتنازل أحمد عن كبريائه ويرقص أمامه وهو لم يفعلها في أي مناسبة تخص اي أحد من قبل فهو أمر لا يصدق .. بينما قالت بانة لأروى وهي تشهق " يا إلهي زوجي يرقص .. يرقص .. الكونت تنازل ويرقص !!"



تِشرّف أي حد.. علشان راجل بِجد
لو وسط النار تِسد.. عمرك ما تجيب ورا
تكبر باللي منك .. جدع من صُغر سِنك
ما أقدرش أستغنى عنك.. حبيبي وربنا

بحبك يا صاحبي .. من وأنا لسة بحبي
أنا مسنود عليك ..
ده أخويا وحبيبي
في الأوجاع طبيبي.. حلوة حياتي بيك .



بدأ وائل ينافس أحمد في الرقص ويرقص أمامه بينما تقدم منه عمرو يحضنه ويتمتم " مبارك يا سدسد "
أما سيد فتحولت عيناه للون الأحمر يمسح الدمعات المصرة على الإنفلات ..



توب الرجولة معمول عموله على قد جسمك
لو غبت حتى في أي كفاية إسمك

بحبك يا صاحبي .. من وانا لسة بحبي
أنا مسنود عليك ..
ده أخويا وحبيبي
في الأوجاع طبيبي.. حلوة حياتي بيك .



تقدم منه أحمد يحضنه فربت سيد بتأثر على ظهره وهو يسمع أحمد يقول بجوار أذنه " مبارك يا صاحبي"


بينما وائل يشد عمرو الواقف يصفق ليرقص أمامه فتبعه عمرو ببعض الحركات بالقدمين لدقيقتين ثم تراجع بأذنين حمراوين ليعود واقفا بجوار سيد .. ولمحت عيناه أروى من بعيد تصفر وتهلل بتشجيع وترسل له قبلا في الهواء ثم تشبكت سبابتيها وإبهاميها لتشكل قلبا فحدجها بنظرة موبخة أن تتعقل .. لكنها أستمرت بمغازلته بصمت وإمطاره بالقبل من بعيد فأشاح بوجهه عنها متوعدا بينما ضحكت عفاف على جنونها ...



يميل عليا الزمن.. بإيديك بترفعني
بتحب من غير تمن .. عمرك ما بتبيعني
بتحس بيا ..
من غير ما أقول ولا حرف
ديماً في ظهري ..
في كل لحظة ضعف
بتخاف عليا ..
ديماً معايا كتف في كتف



وقف وائل أمام سيد يرقص فحاول سيد الإستجابة والرقص أمامه .

توب الرُّجُولَةَ مَعْمُولَ عموله .. عَلَى قَدْ جَسَّمَكَ
لَوْ غِبْتُ حَتَّى فِي أَيُّ حتة.. كُفَاِيَّةٍ إسمك
لَوْ غِبْتُ حَتَّى فِي أَيُّ حتة .. كُفَاِيَّةٍ إسمك


إنتهت الأغنية فمسح سيد دموعه يحضن أصحابه وأختص أحمد بحضن طويل مؤثر وتمتمت " شكرا يا أحمد .. شكرا جدا "





فرد أحمد بصوت متأثر بالمشاعر " كنت وستظل أخي الكبير .. ( وابتعد عنه يقول بكبرياء ) لكن هذا لا يعني أني لن أكرهك وأعذبك .. هذه نقرة وهذه نقرة أخرى "



كان التأثر واضحا على الحاضرين ومنهم من دمعت عيناه بالفعل فقال سيد لأصحابه " إلى أين أنتم ذاهبون أنتم غنيتموها لي لكني لم أغنيها لكم ( وكلم شاب dj ) شغلها موسيقى فقط يا معتز "



بدأ سيد بالموال مجددا مشيرا على أصحابه ويخص أحمد بالكثير منها :



لو جبنا سيرة الجدعنة .. إسمك لازم يتقال
صاحبي إللي بيه بفتخر.. من يوم ما كُنا عيال

مهما الأيام تتعبه .. عمره ما بص شمال
في الشدة راجل جدع .. واقف كما الأبطال

والدنيا مهما إديته .. ميغيروش المال
لا عمره مني أشتكى .. ولا عمر قلبه ما شال

بدأ الشباب الأربعة بالرقص مصطفين بصف واحد تارة وأمام بعضهم البعض تارة أخرى .. مشجعين عمرو على المشاركة .. وسيد يغني لأصحابه والدمعات مصرة على التدفق من عينيه كلما نظر لأحمد أو رقص أمامه ..



تشرف أي حد.. علشان راجل بجد
لو وسط النار تسد.. عمرك ما تجيب ورا
تكبر باللي منك .. جدع من صغر سنك
ما أقدرش أستغنى عنك.. حبيبي وربنا

بحبك يا صاحبي .. من وانا لسه بحبي
أنا مسنود عليك ..
ده أخويا وحبيبي
في الأوجاع طبيبي.. حلوة حياتي بيك .
توب الرجولة معمول عموله على قد جسمك
لو غبت حتى في أي كفاية إسمك

بحبك يا صاحبي .. من وانا لسه بحبي
أنا مسنود عليك ..
ده أخويا وحبيبي
في الأوجاع طبيبي.. حلوة حياتي بيك .

أمسك وائل الميكروفون وبدأ بالغناء هو الأخر على نغمات الموسيقى وبدموع منهمرة يستعيد كل ما فعله من أجله أصدقائه ..

يميل عليا الزمن.. بإيديك ترفعني
بتحب من غير تمن .. عمرك ما بتبيعني
بتحس بيا .. من غير ما أقول ولا حرف
ديماً في ظهري .. في كل لحظة ضعف
بتخاف عليا .. ديماً معايا كتف في كتف

توب الرُّجُولَةَ مَعْمُولَ عموله .. عَلَى قَدْ جَسَّمَكَ
لَوْ غِبْتُ حَتَّى فِي أَيُّ حتة.. كفَاِيَّةٍ إسمك
لَوْ غِبْتُ حَتَّى فِي أَيُّ حتة .. كفَاِيَّةٍ إسمك


بحضن جماعي مؤثر أنهى الأصدقاء أغنيتهم المؤثرة ولملموا عواطفهم التي أغرقت الليلة منذ بدايتها .. على الرغم من محاولة كل طرف إخفائها عن الطرف الآخر ..
لكنهم .. ببساطة لم يكونوا في حاجة لإعلان أي شيء .. فما بينهما أقدم وأكبر وأعمق من أي كلام يمكن أن يقال وأي أغنية يمكن أن تغنى .





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 12:13 AM   #2519

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 9

في ساعة متأخرة من الليل وبالقرب من الحي كانت سيارة وائل وماجدة تقترب بينما ركبت الفتاتان مع جدتهما وسبقوهما للبيت ..



حاولت ماجدة التركيز في جملة مفيدة بعد طوفان المشاعر الذي أصابها به وائل خلال الساعات الماضية ..
تحاول التعقل ..
تحاول التريث ..
تحاول إعطاء الكلمة العليا لكرامتها ..


فبادرت بالقول " أنت مَن طلب من خالتي أن تأخذ البنات الليلة أليس كذلك ؟"
رد ببراءة " أنا !!"



قالت بغيظ " وائل.. لا تتلاءم أنا أحفظك كخطوط يدي ؟"


رد بجدية " مادمتِ تحفظيني كخطوط يديك لمَ لا تخففين قليلا من عقابي ؟.. لمَ لا تشفقين على حالتي .. لو كنت تعرفيني حق المعرفة يا جوجو لعلمتِ أي عذاب أنا أعيشه .. وأي جمر أنكوي به "


ردت تحاول تذكير نفسها بحقيقة الأمر لا تذكيره هو .. لتقاوم ذلك الخدر الذي يسري في أعصابها وعقلها قبل قلبها " وائل أنا أخبرتك أني سامحتك .. وقبلت ما قدمته لي من هدايا مادية رغم عدم إهتمامي بها.. لأشعرك بالتحسن ولأخلصك من عقد الذنب .. فلمَ لا نرضى بهذا التقدم في علاقتنا وننتبه لتربية البنتين ؟ "


زفر بضيق وأشاح بوجهه لينظر من النافذة بجواره وغمغم "كما تريدين "
شعرت بالندم لإزعاجه .. بينما مد وائل يده بعصبية ليشغل الأغاني ليداري شعوره بالضيق وينفض ذلك الإلحاح في عقله والذي يؤكد له أنها ارتبطت عاطفيا برجل آخر .. ليصدح في السيارة تلك الأغنية التي بات يسمعها مرارا وتكرارا حتى تعذبه وتجلده بسياط الندم ..



مين يبتدى بعد النهاية ؟

مين بعد ما الأيام تفوت ؟

ما فات الوقت ...

وجيت دلوقت..

وانا مضطرة أقولك .. لأ .. لأ .. لأ



اتسعت عينا وائل حين أدرك الأغنية .. ثم مد يده يغلقها بعصبية فقالت ماجدة "أتركها أنا أحبها "..
ليرد بغيظ "وأنا لا أحبها "



فأشاحت بوجهها تنظر من النافذة تلعن حماقتها التي تلح عليها بالإستسلام .



حين وصلت السيارة للبناية التي تقع فيها شقتهما قال بوجوم " إنزلي وأنا سأركن السيارة وألحق بالشباب .. وإذا أردتِ اللحاق بالبنات عند أمي إذهبي "
سألته " ماذا ستفعل مع الشباب في هذا الوقت المتأخر؟ "
رد عليها بيأس " إعتدت السهر في كل مناسبة تخص أحد منهم .. على ما يبدو تلح علي الوحدة وقتها أكثر من أي وقت آخر فأتحاشى أن أكون وحدي "



أطرقت برأسها .. فنظر إليها قليلا ثم مال نحوها يطبع قبلة على خدها ثم يعتدل في مقعده قائلا دون أن ينظر إليها "تصبحين على خير جوجو" .


خنقها البكاء.. فترجلت من السيارة وراقبها وهي تدخل المبنى الذي تقع فيه شقته .. فحرك السيارة ليركنها .



اصطفت السيارات في شارع سماحة لإيصال العروسين إلى بيتهما .. بينما سبقهم عمرو يوصل والدته قائلا على بوابة المبنى وهو ينظر لسيارة العروسين التي وصلت أمام بيت سماحة " سأوصلكما ثم أنزل بسرعة "


طالعته والدته بدهشة بينما قالت أروى" ماذا تخططون بالضبط ؟ أنا اشم رائحة شقاوة "
قال عمرو بنظرة ماكرة "لا شيء سوى أننا سنسلم على العروسين هيا لأوصلكما إلى فوق "
أمسكت أروى بذراعه تقول بمرح طفولي" وأنا أريد أن أسلم معكم على العروسين "


تكلمت عفاف " إذهبا ولا داع لمرافقتي سأصعد وحدي "
بعد دقيقة أمام بيت سماحة وقف سيد يحمل زهرة التي تتعلق برقبته راغبة في الصعود معه .. بينما إلهام تبكي وهي تحتضن آية بجوار السيارة ثم تترك الفرصة للحاج ليبارك لإبنته هو الآخر .. أخذ سيد يقبل زهرة ويتمتم " ورحمة .. هل ستتركين رحمة تنام وحدها عند الخالة إلهام ؟"
ردت زهرة وهي تنظر لآية " نأخذ رحمة معنا أيضا "
ضحك سيد وقال " ألم أعدك أني حين أعود من سفري سنذهب سويا في رحلة طويلة أربعتنا معا"


رفعت رأسها من على كتفه لتواجهه قائلة " بل ثلاثتنا أنا وأنت ورحمة.. لمَ هي تذهب مرتين ونحن نذهب معك مرة واحدة ؟"
اتسعت ضحكته السعيدة ورد " سنناقش هذا الأمر في حينها "
تدخلت إلهام تقول " هيا يا زهرة لتنامي لقد قضيت معظم الحفل نائمة "


أخذتها رحمة تحملها فقالت إلهام" إنزليها يا بنتي ليست صغيرة كيف ستصعدين بها السلم "
اطاعت رحمة فقبل سيد رأس أختيه وسلم بتأثر على الحاج والحاجة .. لتقول الهام فجأة وهي تنظر خلفه " ماذا يحدث بالضبط ؟؟!!"


استدار سيد ليجد آية تتأبط ذراع أحمد الذي يرافقها إلى داخل البناية التي تقع فيها شقة العروسين .. ودخل وراءهم عمرو وأروى التي تكتم ضحكها .. بينما بانة تلحق بهم بعدم إستيعاب لما يحدث .. ليقول له وائل بإبتسامة متسلية " ألن تأتي يا عريسنا ؟"



اقترب منهم سيد يقول" ماذا تفعلون ؟"
رد أحمد ببساطة" لقد أقسمت أنا والشباب أن نرافقك حتى شقتك "
زم سيد شفتيه بينما نظرت إليه آية تضحك فنادى أحمد قائلا " ألن تصعد معنا يا حاج لتبارك للعروسين "


ضحكت رحمة وانسحبت تصعد لبيت سماحة مع أختها التي أصرت على عدم العودة لبيت خليل في نفس الليلة .. بينما قالت إلهام لزوجها بتوتر "أيعجبك ما يفعله إبنك يا إبراهيم ؟؟.. ماذا سيقول علينا الناس حين يرونهم يصعدون معهم في ليلة عرسهم الشقة"



رد الحاج مبتسما" إتركي الشباب يتمازحون يا إلهام .. لقد اشتقنا لمزاحهم من كثرة الهموم التي حلت علينا .. لا تقلقي وتعالي نصعد إلى بيتنا فأنا متعب ومرهق جدا "..
تململت قليلا قلقة .. فشدها الحاج سماحة .. بينما دخل سيد وراء الشباب .
عند مصعد البناية دخل أحمد مع آية المصعد ثم سحب بانة لتدخل وقال لعمرو" دع أم عبد الرحمن تصعد معي أولا فلن يكفينا المصعد كلنا واحضر أنت ووائل العريس بعد قليل .."
دخلت أروى بكرسيها وانغلق المصعد في وجه سيد الذي كان يحدق فيهم صامتا .. يديه في جيبيه بينما هتفت أروى "إلامَ تخططون يا مجانين؟"



ضربت بانة كفا بكف تقول" أنا لا أفهم صدقا ماذا تفعلون ؟"
تجاهلها أحمد ينظر لآية قائلا " تريدين طردنا أليس كذلك؟"
ابتسمت بتأثر وحركت برأسها بلا فقال" لمَ إذن هذه الحالة من الخرس "
رفعت إليه وجهها وردت بصوت هارب منها "لأني لم أتخيل يوما أن أرى تلك الغيرة علي في عينيك وتصرفاتك .. كما كنت تفعل مع أروى "



صمت يداري تأثره وفرد ذراعه حول كتفيها يضمها إلى صدره مقبلا رأسها فمسحت آية دمعة فرت من عينها ..
في الشقة بعد دقائق وقف سيد صامتا بجوار آية يشاهد الشباب يجلسون أمامهما على الأريكة بينما أحمد يضيفهم بتوزيع الشيكولاتة عليهم من طبق الشيكولاتة الكريستالي على المنضدة الصغيرة أما بانة فكانت تجز على أسنانها وتشد أحمد في حرج " هيا يا أحمد كفى مزاحاً "



رد أحمد ببرود " لم نقدم لهم التهاني بعد ( ثم أمسك بطنه يقول ) أنا جائع "
قالت بسرعة " هيا سأعد لك أحلى طعام في بيتنا"
ليرد عليها بساطة "ولم الكلفة ؟..الطعام موجود"



توجه أحمد وسط دهشة بانة نحو منضدة السفرة يزيح سيد ببرود ثم سحب الصينية الضخمة المغطاة فوق المنضدة يحملها بين يديه ويتوجه بها للشباب واضعا إياها أمامهم على الطاولة الصغيرة أمامهم



فتمتم وائل وهو يشمر أكمام قميصه " كنت جائع والله "
قال عمرو وهو يرفع الغطاء القماشي عن الصينية " وأنا أيضا ( ثم هتف بإنبهار ) بسم الله ما شاء الله ..ما كل هذا الطعام!! .. يبدو أن الخالة إلهام كان قلبها يشعر بأن الطعام سيكون من نصيب أكثر من شخصين "



كتمت أروى ضحكتها تراقب تعبيرات سيد وآية الهادئة والشباب الذين بدأوا في الأكل بالفعل ثم قالت " أشعر بالجوع انا أيضا "



رد عمرو بسرعة " أجهز لك يا أم بيدو .. أعلم الجزء الذي تحبينه بالذات من ذكر البط "
فأشار أحمد لبانة" ألن تأكلي يا أم زيتونة "


فلملمت بانة إبتسامتها على منظرهم وهو يمزقون ذكر البط بين أيديهم وردت بلا .. فعاد أحمد ينكب على الطعام مع صديقيه .. بينما جلست بانة قليلا بعد أن أرهقها الوقوف تنتظر إنتهاءهم .


نظرت آية لسيد تحاول تخمين ما يدور في عقله وتحديد أسباب ذلك الهدوء الذي يتملكه منذ تلك المفاجئة التي فاجأه بها أحمد في الحفل بالرقص أمامه على تلك الأغنية المؤثرة ..



فلمست ذراعه تقول بهمس " لا أتوقع أنك غاضبا منهم "
فابتسم وهمس بالضبط "لا"
فسألته هامسة " لم هذا الصمت إذن .. ألا زلت متأثر بتلك الأغنية ؟"



أبتسم مجددا ورد "أجل .. أنا أشكر الله أن منحت نعمة مصاحبتهم.. وأن زرع في قلوبهم محبتي .. حتى ما يفعلونه الآن يؤثر بي .. فما أجمل أن يملك المرء رفقاء يدخلون اللحظات السعيدة على حياته ليجعلوها أكثر تميزا بأفعال قد تبدو في ظاهرها للإغاظة لكنها تحمل خلفها الكثير من الدفء والمحبة .. ( تأملهم مجددا ثم قال ) يصنعون ذكريات تُحكى فيما بعد بابتسامة ودمعة متأثرة" ..



تطلعت إليه مندهشة من هذا التفاهم بينه وبينهم دون أي مجهود .. كل منهم يتقبل الآخر بشكله وبشخصيته بعيوبه ومميزاته دون أن يحاول أن يغيره لما يراه الأفضل من وجهة نظره ..



يصنعون نقاط إلتقاء كثيرة يزرعونها في أرض مشتركة .. يسقونها بالثقة .. ويقطفون منها المحبة الخالصة .



قال أحمد بعد قليل " أشعر بالإمتلاء"
صاح عمرو " والحمام يا كونت لم تأكل سوى واحدة"
رد وائل " هات يا بني واحدة أخرى "



تمتم أحمد " ذكر البط كان رهيبا سلمت يدها أمي ( واستدار لسيد يقول ) تركت لك رقبة ذكر البط فأنت تحبها "
تحكم سيد في ابتسامته دون رد بينما انفجر الباقين في الضحك ..



قال عمرو بفم ممتلئ " أتعرفون مالذي ينقص هذه الوليمة ؟"
فرد وائل وهو يمصمص عظام البطة " صحن مولوخية "
أيده عمرو مهللا" بالضبط يا اكسلانس نسيت خالتي المولوخية للأسف لكن لا بأس بهذا الطعام"



بعد قليل خرج الشباب من الحمام الصغير الذي يقع بمدخل الشقة يجففون ايديهم بينما نظرت بانة للصينية التي تحولت لفوضى .. وتم القضاء على كل ما فيها فتمتمت " ستصاب أمي بنوبة قلبية إذا علمت بما فعلوا ( ثم نظرت لآية تقول ) سأجهز لكما طعاما بديلا وأرسله "


تكلم سيد بهدوء " لا تشغلي بالك بنا يا بانة سنتصرف "
فغمغمت بانة تبارك لهما بحرج ثم اقتربت من آية تقول "مبارك يا غليظة"
وقبلت وجنتيها فحضنتها آية ضاحكة ..



قال الشباب مغادرين " دائما عامر يا عريسنا "
فرد سيد بهدوء " سأرسل لكم فاتورة الحساب بما أكلتموه في بيتي اليوم مضافا إليه رسوم تعويض عن تحمل غلاظتكم في يوم زفافي " .
قهقه الشباب غائظين وخرجوا فكان أحمد أخرهم الذي نظر إليهما ثم أشار بسبابته لسيد بتهديد " حافظ عليها "
وخرج بتململ فقالت آية لسيد "انتظر قليلا "


ثم جرت وراءه قبل أن يدخل المصعد تنادي عليه .. وحين إلتفت .. وجدها ترتمي عليه تحضنه وهي تغمغم بتأثر " أنا أحبك يا أحمد الله لا يحرمني منك أبدا "
حضنها أحمد ورد " ولا حرمني منك يا حبيبتي "



تقدم سيد يسحبها من أحضان أحمد قائلا بإغاظة " هذه المرة أنا من سيطلب منك المغادرة ويغلق باب الشقة في وجهك يا كونت "



***



بعد قليل وقفت آية تنظر بتوتر لسيد بعد أن أغلق باب الشقة .. فاستدار إليها مبتسما ثم تركها وتحرك ينظر متلصصا من فتحة النافذة الصغيرة التي فتحها .


عقدت آية حاجباها بإستغراب وسألته "ماذا تفعل؟!!"
فأشار لها بسبابته أن تلتزم الصمت ..فسكتت بترقب تحاول فهم على من يتلصص في الشارع الهادئ .
بعد دقائق قال لها بهدوء "غيري فستانك وحضري نفسك للذهاب "


اتسعت عيناها تسأله بصدمة "الذهاب أين؟!!"



قال " نفذي أولا ليس لدينا وقت .. بالمناسبة أنا أخذت الحقيبة الكبيرة التي أعددتيها لشهر العسل فلا تفزعي حين لا تجدينها في الغرفة المهم غيري فستانك هذا لرداء أكثر راحة ثم هيا"
قالت معترضة "لن أغير فستاني الآن"



سألها بدهشة" لم ؟؟!!"
ثم اقترب منها ينظر إليها بنظرة ذات مغزى قائلا " للأسف لن استطيع مساعدتك في خلع الفستان هنا .. لأنني لأن أقدر بعدها المغادرة أبدا .. فبدلي فستانك وحدك "
ضربت بقدمها على الأرض تقول بإصرار" لا .. سأخرج بالفستان "


ضيق عيناه وقال" حسنا مادمت مصرة رغم أنه سيعطلنا"
فسالته بدهشة" يعطلنا عن ماذا؟"
اتسعت إبتسامته قائلا " عن الهرب .. سنهرب يويا حالا ولن ننتظر يومين لتبدأ رحلة شهر عسلنا .. ( ومال يحدق في عينيها قليلا ثم قال ) سأخطفك حالا وبسرعة قبل أن يتنبه أحد" .


شدها ليغادرا فاتسعت ابتسامتها في حماس ثم قالت بسرعة " انتظر ثوان سأحضر بعض الأشياء المهمة "
رفعت فستانها عن الأرض واسرعت مهرولة للغرفة ..



فتأملها ..ببريقها ولمعان فستانها .. وطلتها .. يحدث نفسه" أصبر قليلا يا سدسد قليلا"



بعد قليل كان سيد يطل برأسه من بوابة البناية ليتأكد من أن الشارع خالي تماما من المارة ..ونظر نحو بيت سماحة ليتأكد أن أحمد ليس بالشرفة ثم أشار لآية لتخرج .. ليتسللا من البوابة ثم يهرولان وهو يساعدها في لملمة فستانها الذي يحف بالأرض .. ليعطفا عند أول شارع جانبي .. ليجدا سيارة سيد التي كانت تنتظرهم في الشارع"



أجلسها سيد في السيارة يحشر فستانها ثم وضع الحقيبة الصغيرة التي أحضرتها في الكرسي الخلفي لسيتدير ويجلس في مقعد السيارة منطلقا بسرعة وصمت لا يقطعه سوى أنفاسهما المتوترة .. وبمجرد أن غادرا حي سماحة نظرا لبعضهما بانتصار ثم انفجرا في الضحك مبددين سكون الليل حولهما ..



***



وقف أحمد يراقب بانة التي تغسل الأكواب بعناية ثم وضعت فيهم بعض الماء الساخن .. فشعر بنفس الخوف عليها كالمرة السابقة .. أن يحرق الماء الساخن يدها .. ليعود ويطمئن من سيطرتها على الوضع .. فمد الرجل العجوز يده لها بليمونة يقول بإمتعاض وهو يختلس النظر لأحمد " لا تنس الليمون يطرد الوسواس الخناس "



رفع أحمد حاجبه ينظر للرجل بينما كتمت بانة ضحكتها وأعطت الرجل الكوبين النظيفين ليصب لهما من الحمص الساخن .. ليحمل أحمد بعدها الكوبين ويجلسا في نفس البقعة التي جمعتهما يوما قبل أن تطلعه بانة على رفضها للزواج منه .



نظرت بانة حولها وقالت بحنين " حين جئت إلى هنا المرة الماضية كنت أعاني بشدة .. ممزقة بين مشاعري تجاهك ومستقبلي الغامض ".



تكلم أحمد بهدوء " وقتها تألمت بشدة من رفضك الزواج مني .. شعرت بأنك حكمت علي بالإعدام"



صمتت بانة تتأمل ملامحه الشاردة .. لقد أصرت عليه أن يأخذها للتنزه بالسيارة بعد أن وجدته متأثرا جدا بعد مغادرته لسيد وآية .. فأرادت إبعاده عن الحي كله ..
سألها" لم أردت العودة إلى هذا المكان مجددا "


ردت ببساطة " لأنني لم أتذوق الحمص ليلتها .. كما أن زيتونة أرادت بشدة أن تتذوق الحمص"



تأملها قائلا " أنت وزينوتك المدللة !.. ألم تنتهي فترة الوحام والاشتهاء؟ "..



حركت كتفيها بدلال وردت" ما ذنبي أنا إبنتك التي تطلب" .
قال مازحا " أخبريها أن أبيها شديدا لن يدللها أبدا"
أمسكت بيده بحنان وردت " بل سأخبرها ألا تخاف من عصبية أبيها أبدا فخلف تلك القشرة الصلبة التي يحيط نفسه بها حتى لا تظهر إنفعالاته يوجد إنسان دافئ حنون يحب بعمق وتطرف ".


ابتسم ثم وقف يخلع سترته ويلبسها لها.. ثم أحاط ذراعه بكتفيها فقالت " كيف علمت أني أشعر بالبرد؟ "
رد عليها وهو يتأمل عيناها الجميلتان" زيتونتك أخبرتني .. "
همست بعشق "أحبك "


شدد من ذراعه حول كتفيها ..فمالت برأسها على صدره لتقول بعد قليل " هل تعتقد أن جلوسنا هنا بهذا الشكل ليس فيه مشكلة"



رد عليها بهدوء " لن يحدث شيء سوى أننا معرضون لأن تقبض علينا شرطة الأداب ".


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 12:22 AM   #2520

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي والاخيرة 10

في مصعد أحد الفنادق الشهيرة قالت آية بحماس وهي تمسك بالبطاقة الالكترونية الخاصة بالجناح الذي حجزه سيد مسبقا " حين قلت لرجل الاستقبال " غرفة باسم سيد صبرة وحرمه .. تسمرت قليلا غير مستوعبة "



لف ذراعه حول خصرها يقربها منه قائلا "هل صدقت أننا هربنا بالفعل؟"



لم ترد بل غلبت مشاعرها ذلك الحماس الذي دب فيها من تلك المغامرة الصغيرة.. وغلبت أيضا ذلك التوتر الطبيعي لأي فتاة لم يسبق لها الزواج حتى لو كانت مثلها لا يوجد ما يقف حاجزا بينها وبين أستاذها وصديقها ومرشدها .. فتأملته بتأثر ليميل سيد نحوها ببطء وكاد أن يصل لشفتيها لكن باب المصعد إنفتح فجأة أمام الدور المطلوب فحملها سيد فجأة .. فأطلقت ضحكة متفاجئة وهي تلف ذراعيها حول رقبته .


تأملها قليلا بأنفاس متسارعة ثم قال " تمنيت كثيرا أن أحملك هكذا "



مسدت على لحيته الخفيفة المشذبة وقالت " وأنا أكتفيت بتخيلها كل ليلة دون أن أجروء على تمنيها "
غامت عيناه بالتأثر وقال " ما أجملها هلوسة !"



عند باب الغرفة مال بها لتمرر بطاقة الغرفة فانفتحت .. ليدخل ويركل الباب بقدمه ثم قال هامسا "إفتحي الضوء"
طأطأت بلسانها رافضة بشقاوة ليقول " مرري البطاقة وافتحي ضوء الغرفة يا آية لا أرى أمامي لأتحرك "
اطلقت ضحكتها ومدت ذراعها تفتح الضوء فتأمل وجهها قائلا " ها قد اشرقت الشمس "


أحمر وجهها ونظرت حولها للجناح ثم قالت "أنزلني .. أريد أن أفعل شيئا مهما"
تعجب وأنزلها لتقف أمامه ثم قالت " أنتظر هنا ولا تتحرك"



تسمر مكانه مندهشا ليراها تدخل الحمام ويسمع صوت المفتاح من الداخل .. فابتسم متحمسا يحاول أن يخبر نفسه مرارا وتكرارا بالتعقل والصبر مذكرا نفسه أنها قد لا تتحمل ضغط مشاعره وعنفوانها .


في الحمام بدأت آية بفك طرحتها وحجابها بسرعة وحماس .. ثم حاولت بصعوبة وبعد عدة محاولات فتح سحاب الفستان الجانبي لتسقط الفستان عنها قليلا .. ثم خلعت البلوزة البيضاء ذات الأكمام التي كانت تغطي ذراعيها وفتحة صدر الفستان .. أعادت إرتداء الفستان من جديد وأغلقت السحاب تتأمل نفسها في مرآة الحمام الكبير عارية الذراعين والرقبة وجزء فتحة العنق .. ففكت عقدت شعرها لتعيد ترتيبه بعقدة مرتفعة قليلا أنزلت منها بعض الخصل على جانبي وجهها .. ووقفت خلف الباب تلتقط انفاسها وتهدئ ضربات قلبها التي تقصف بقوة في صدرها .. واستجمعت شجاعتها وخرجت إليه .


إستدار إليها سيد بمجرد أن سمع صوت باب الحمام .. لتتسع عيناه وتتكور شفتاه علامة عن الإعجاب الشديد .. فتمتمت آية وهي ترتجف من الخجل لم تحسب حسابه " أردت أن أريك الفستان دون حجاب "



تقدم نحوها يبتلع ريقه بصعوبة متأملا جمال ذراعيها ورقبتها .. وروعة الفستان على قدها الذي كان دوما يذيب أعصابه وهو مغطى بالكامل ..متسائلا عم سيفعل به حين يُسمح له بلمسه ورؤيته وتذوقه.


مرر يديه ببطء على ذراعيها نزولا .. ثم أحاط وجهها المشرق بكفيه يحدق في عينيها هامسا بعشق " يويا "
ومال عليها ينهل من شهد شفتيها بقبلات متقطعة وهو لا يزال محدقها في عينيها غير راغب في إشاحت النظر عنهما .. فتمسكت به آية متشبثة بقميصه .. تسيطر على الخدر الذي يسري في أعصابها .


سمعا طرقات على باب الغرفة فتركها بصعوبة وتوجه ليفتح الباب.. فتحركت آية تجري نحو الحمام مرة أخرى بعد أن أخرجت من الحقيبة الصغيرة التي أعدتها منذ قليل القميصين القصيرين.



أدخل سيد عربة الأكل ثم بحث عنها متعجبا واتجه لباب الحمام يقول "أين ذهبت يويا" ..
جاءه صوتها من الداخل تقول " سأرتدي أحد القمصان لتراه"
رفع حاجباه .. ثم تحرك مبتعدا يحدث نفسه وهو يفك أزرار قميصه " أنا ميت الليلة لا محالة فكل هذا لن تتحمله أعصابي أبدا "



حين غابت في الحمام قال بقلق " يويا هل أنت بخير ؟ هل تحتاجين لمساعدة؟ "



انفتح باب الحمام فتطلع إليها بترقب ليجدها لا تزال بفستان الزفاف تطرق برأسها فانسدل شعرها يغطي ملامحها .
فرفع حاجباه وسألها مندهشا " أين القصير و الأقصر منه ؟"
رفعت إليه وجها أحمر وقالت بصوت مبحوح " سيد ألا يمكن أن نؤجل أمر القميصين قليلا ؟"
سألها بفضول هامس " لم يويا ؟"



نظرت إليه تقضم أظافرها الطويلة الملونة.. فابتلع ريقه بصعوبة وقال بخفوت " لا تقولي لديك ما يمنع "
حدقت فيه بغباء تسأله " ماذا تقصد؟ "


رد مفسرا " ما يمنع يويا.. ما يمنع ألا تفهمين .. الظروف الشهرية "



غطت بحرج فمها مصدومة ثم حركت رأسها وسبابتها أمامه نافية.. فتنفس الصعداء وقال بقلق "ماذا حدث إذن ؟"
حدقت فيه قليلا بصمت وعادت لقضم أظافرها ثم قالت بخفوت " قصيران .. جدا جدا جدا يا سيد "


صمت قليلا يستوعب ثم انفجر ضاحكا يضرب كفا بكف ثم قال من بين ضحكاته " أين ذهب الحماس.. والشجاعة ؟.. من كل قمصان العرائس اخترت القصير والأقصر منه .. وقلت بثقة إختر يا سيد .. وفي النهاية .. قصيران جدا يا سيد !!!! "



مطت شفتيها بعبوس طفولي ثم قالت" أعدك أن أتعود بسرعة وألبسهما لك قريبا "


اقترب منها وسحبها بين ذراعيه قائلا " دوما تتحدثين قبل أن تفكرين .. تتحركين قبل أن تفكرين "
تطلعت في عينيه فأكمل بجدية " إسمعي يويا .. لا تشغلي بالك بأن تكوني مغرية .. كوني كما انت ولا تحاولي القفز على سنوات عمرك ولا مستوى خبرتك "



قالت موضحة " أريدك أن تصل لأقصى درجات السعادة .. أن تشعر بالإكتفاء.. لكني لا أعرف كثيرا في هذه الأمور فلو علمتني أعدك أن .."



مال عليها بشفتيه يخرسها بقبلة ترجمت عنف المشاعر التي أثارتها بداخله بما تفوهت به .. فأغمضت آية عيناها تتعلق برقبته تختبر لأول مرة مشاعر أنثوية تزداد ثورة وجموحا بداخلها .



ثم أطلق سراح شفتيها يتطلع إليها بعينين تموجان برغبة مشتعلة.. لم يعد قادرا على كبح جماحها بعد الآن .. ومال يطبع قبلات محمومة على رقبتها وكتفها مزيحا حمالات الفستان بسهولة ..


لقد أشعلت هذه الجنية الفتيل .. ووقفت بين ذراعيه ترتجف وهي تتلقى منه أول دروسها في العشق ..



حين تكلم كان صوته أجشا وأنفاسه تعلن عن الجمر المشتعل في صدره .. فلفحتها أنفاسه وهو يقول " يا بنت.. قلت لك لستِ في منافسة مع أحد .. وجودك وحده يكفني .. يا آيتي .. أنا حرّمت على نفسي السلام عليك باليد حين استشعرت جنون مشاعري تجاهك وما تفعلينه بي بنظرة عين .. هل تستوعبين المعنى ! .. إن كان لمس يديك يستفز رجولتي .. فماذا سيحدث لي حين أشتم شعرك أو ألمس خصرك .. أو أمنح الفرصة لملء عيني برؤية تفاصيلك "..



استطالت على أطراف أصابعها تطبق على شفتيه فلف ذراعيه حول خصرها ورفعها إليه دون أن يفلت شفتيها .. لتجد نفسها بعد قليل مستلقية على السرير غير عابئة بالفستان الذي تُرك ملقى على الأرض بإهمال .. لا تدرك سوى أن سيد يخيم فوقها يحررها من كل القيود والأصفاد التي دُقت في جسدها وروحها يوما.. يسقيها من كأس الغرام رشفة رشفة بتمهل مرتعبا من يؤذيها بطوفان مشاعره العاصف ..
حرر شفتيها يغرق أصابعه في شعرها ويقبل أطرافه .. وهمس مقربا وجهه من وجهها " أتعلمين بماأشعر في هذه اللحظة يويا ؟


أشعر بشعور طفل يتيم مُنح قطعة سكاكر عملاقة .. أنا لا أدري صدقا أي خير فعلته في حياتي ليسمحوا لي بالإقتراب منك .. بالتطلع فيك .. بلمسك .. بفك ضفائرك .. باستنشاق عطرك .. بالغرق في حضنك .. لا أدري ماهذا العمل العظيم الذي قمت به ليكتبك الله لي زوجة .. ( وازداد صوته تأثرا بعاطفة معذبة ) أتصدقين ذلك!! .. أتدركين أين أنت الآن؟؟ .. في حضني .. أنت في حضني يويا.. وأنا .. أنا .."



أرتعش صوته بتأثر .. وتبخرت العبارات من رأسه .. فرفعت آية رأسها تطبع قبلات على صدره العضلي ورقبته ثم همست أمام شفتيه " أنت حبيبي واستاذي وبوصلتي ..ومن تكون آية بدون سيد .. أنت المارد .. المارد الذي يحب السكاكر "


ابتسم وقال " بمناسبة المارد الذي يحب السكاكر .. وبما أنك أكبر قطعة سكاكر قد أراها في حياتي أريد أن أخبرك شيئا هاما "



تطلعت في عينيه اللتان تشتعلان بالغربة فقال " إذا مت يا آية .. إذ لم يتحمل قلبي تلك السعادة ومت .. فأعلمي أني مت سعيدا راضيا أن كانت أخر لحظات حياتي بين ذراعيك "
ومال يغرق في حضنها بحرمان ويُتم تأصلا في كينونته منذ أن وعى على دنياه .



***



بعد السير بسيارته في الشوارع الساكنة قليلا عاد وائل إلى شقته يائسا وحيدا .. لكنه شعر ببعض الإرتياح حين وجد ضوء غرفتها مضاء .. فقد توقع أنها قد تذهب وراء البنات هاربة منه.



تحرك نحو غرفته متلكأ قليلا عند باب غرفتها مترددا في طرق الباب .. وملجما شعورا ذكوريا همجيا ذا كرامة مجروحة يرغب في إقتحام الغرفة وتلقينها درسا يرضي غروره الذكوري ..
لكنه قلبه يمنعه ..



قلبه وحده من يمنعه فلا شيء آخر قادرا على تلجيمه سواه ..
أين كان ذلك العشق مخبأ ..
أين كان ذلك العشق حين كانت تجاوره في نفس الغرفة لسنوات طوال ..
أين كان ذلك العشق حين أهملها حتى توقفت عن حبه ..
وأين كان هو ..



سؤالا سيظل يسأله لنفسه حتى يموت ..
وقفت ماجدة خلف الباب تشعر به واقفا عند غرفتها .. ففركت كفيها بارتباك و حيرة ..
ماذا تفعل؟ ..
تستسلم؟ .. أو لا تستسلم؟..
قلبها؟ أم كرامتها؟ ..
"جوجو "
قالها وائل بإنهاك من خلف الباب فانتفضت مرتبكة لكنها كتمت أنفاسها بكفيها .


تكلم وائل "هل أنت مستيقظة ؟ .. أنا فقط أردت أن أقول.. أن كل ما قلته اليوم لك في الحفل كان من أعمق أعماقي .. فأنا لم أحب ولن أحب إمرأة غيرك .. قلت تريدين حبا دون سبب وجيه .. وأنا أقول أني أتحمل نظرتك لي بأني لست رجلا في نظرك .. أعلم أن الادوار تبدلت الآن وأن والأقدار تسقيني من نفس الكأس لكن يا جوجو كما تعلمين أن هناك أمورا محفورة في كرامة أي رجل شرقي لا يمكن قبولها .. ومع هذا أنا أتحمل ظنوني التي تقتلني .. محملا نفسي الذنب لا أنت .. باذلا كل ما استطيع لإستعادتك.. وكل أملك من قوة للتحكم في نفسي حتى لا أفعل ما أندم عليه .. أليس هذا سبب غير منطقيا يثبت لك حبي "..



حين لم ترد أطرق برأسه وتمتم" حسنا تصبحين على خير "


اعتصر الألم على قلبها .. ففتحت الباب بسرعة تقول بغضب من نفسها في الأساس"ماذا تريد يا وائل؟.. وما هذا الكلام الذي قلته منذ قليل عن انتقاص رجولتك وما الى ذلك .. وهل ستحتاج مني أنا لتأكيد رجولتك ! .. ومن أنا ليكون لي هذا الشرف الرفيع !!.. أنا مجرد حمقاء تلف وتدور في فلكك.. مهما فعلت بها تعود لتجدها في نفس موضعها الذي تركتها فيه .. من أنا سوى شخص على الهامش .. مفعول به لا فاعل .. حين كنت صغيرة علموني أن أحبك .. أفهموني اني لم أخلق الا لك .. فظللت أتجرع كؤوس العذاب في حبك الكأس تلو الأخر وعشت عمرا آخر وأنا زوجة مع وقف التنفيذ وكأني قضيت ليلة مع رجل حملت فيها طفلتيه .. من أنا ؟؟؟؟"


قال وائل بسرعة " أنت حبيبتي ذات الحظ العثر الذي كتب عليها ان تحب رجلا مثلي .. أنت عمري الضائع و حاضري الذي اشتاق لان أعيشه ومستقبلي الذي يئست من الوصول اليه .. إن كنتِ مفعولا به كما تقولين .. فأنت الآن الفاعل .. أنت من بيدك أمري .. ومن بيدك اسعادي واتعاسي .. انقلبت الامور واصبح كل شيء بيدك الآن "..





اقترب منها يتأمل وجهها.. فارتبك كيانها كله.. كالعادة .. كلما اقترب .. نسيت كل شيء إلا وجوده ..
ظالما .. قاسيا .. شاعرا بالذنب .. أو صادقاً ..
كلها أمور تنسى .. تتبخر في الهواء عند اقترابه خاصة مع تلك النظرة المتألمة التي يطل بها عليها ..



هربت من عينيه لتطرق برأسها قليلا ثم رفعتها لتسأله بطريقة ذكرته بماجدة الفتاة الخجول ذات التاسعة عشرة في ليلة زفافها حين قالت " هل تحبني حقا أم تستغل حماقتي "
كيف يمكن أن يصرع الأمل اليأس بداخلك في أقل من الثانية ؟؟!!


كيف بسؤالها المتلعثم هذا تكتب شهادة نجاته في أقل من الثانية ؟؟!!.



شقت الابتسامة طريقها لوجهه.. وازدادت زرقة عينيه.. ليميل عليها هامسا بجوار رأسها " بالطبع أستغل حماقتك جوجو فمن ستسامحني بعد كل ما فعلت إلا إمرأة حمقاء مثلك "


أبعد رأسه لينظر في وجهها فوجدها متسعة العينان تحاول استيعاب ما يقول .. فحضن خديها بكفيه قائلا بهمس أمام شفتيها " ومع هذا أحبك وأحب حماقتك .. وهذا أيضا سببا غير منطقيا آخر أحبك بسببه جوجو"



رمشت بعينيها .. فضحك مستدركا " بالطبع أحبك يا جوجو .. أحبك .. أحبك .. كم مرة تريدين أن أقولها لتصدقي ؟.. تعالي "



سحبها نحو الشرفة وسط ذهولها تحاول إستيعاب ماذا سيفعل .. ففتح باب الشرفة وملأ صدره بالهواء ثم صاح بقوة "أحبك يا جوووجوووو! "


لطمت ماجدة على وجها وسحبته للداخل بسرعة تغلق باب الشرفة وهي تصيح مصعوقة " ماذا فعلت يا مجنون !! .. انفضحنا وسط الجيران "


قال بسرعة متجها نحو باب الشقة" سأنزل لأقولها في وسط الشارع ليستيقظ كل الناس لتصدقي أني أحبك "


شهقت وجرت وراءه حتى لحقت به عند باب الشقة .. فأمسكت به تقول بتوسل " كفى جنونا يا وائل أرجوك ستفضحنا "


قال بابتسامة "لابد أن أثبت لك أني أحبك فأنت لا تصدقيني "
قالت بسرعة "صدقتك .. صدقتك .. هيا اغلق الباب أرجوك "
اتسعت ابتسامته وأغلق الباب ثم سحبها إليه يقول "إذن علينا أن نوثق هذا الحب فورا قبل أن يهدأ"
سألته بغباء "كيف"



فهمس أمام شفتيها " دعيني أشرح لك هذا الأمر بالضبط يا صديقتي العزيزة "


قبّلها ..
قبّلها بقوة عشق قديم يصارع للتحرر منذ سنوات .. قبلة قلبت كيانها .. وأفقدتها ما تبقى لديها من المقاومة .. هذا إن وجدت ..


تركت ماجدة شفتيه تشهق وهي تنظر إليه وكأنها تستعيد الحياة مرة أخرى.. فقبّلها مرة أخرى .. وأخرى .. وأخرى .. لتلف ذراعيها حول عنقه بقوة .. وكأنها تريد أنت تفتته ليتسرب إلى داخل جزيئاتها .. تستشعر جسده وتمرر يدها المرتعشة عليه .. وتتحسس ظهره باشتياق .. باستجداء للوصال .. بترجي صامت .. أوجعه .. طعنه في صميم رجولته ..



فلف ذراعيه حولها بقوة يعتصرها و يطبع قبلات محمومة على عنقها ..


سألته وهي تذوب بين ذراعيه " ما اسمي يا وائل؟ .. انطق أسمي .. أريد أن أسمعه من بين شفتيك لأتأكد أنها أنا "
رفع وجهه عنها متألما.. ثم طبع قبلة على شفتيها يقول بصوت باك "جوجو"
وقبلة أخرى متبوعة بجوجو
وأخرى متبوعة بجوجو



ثم مال على شفتيها المشتاقة يطبق عليها في قبلة طويلة محمومة .. يسقيها من الغرام ما حرمها منه سنينا طويلة .. تاركا الحرية ليده لأن تمهد له امتلاكها من جديد ..
قبلته .. حضنه .. أنفاسه الساخنة .. وكل ما يخصه أذابوها حتى استسلمت ..



استسلمت له دون أن تفكر في أي شيء آخر.. سواه ..
سوى وائل ..
حبيبها وموئلها .. الموشوم في قلبها للأبد .


***





دفن سيد وجهه في شعرها قليلا .. ثم طبع قبلات رقيقة فوق جفنيها المغمضين .. ليتحرك عنها مستلقيا على ظهره بجانبها ينظر إليها محاولا تنظيم أنفاسه .. وراقب شروق عيناها وتلك الإبتسامة الثملة التي تعتلي وجهها ..



تطلع لشعرها المنثور حولها ولكتفها الأبيض الناعم غير قادر على قول أي شيء .. متخم بالمشاعر .. شاعرا بالإمتلاء ..
لأول مرة يشعر بهذا الشعور .. الإمتلاء ..
وتساءل عن سر تلك الجنية التي سلمها كل ما يملكه واستسلم لها ..



ما سرها حتى تشعره وكأن لم يعاشر إمرأة من قبل؟!!
ما سرها حتى يشعر لأول مرة في حياته بذلك الدفء الذي سرى في كل خلية من جسده ..



نظرت إليه آية ثم سحبت الملاءة عليها حتى فمها وكتمت ضحكات محرجة ..


فابتسم ينظر إليها مشدوها بكل ما مر به معها من مشاعر فاقت كل تخيلاته وتوقعاته .. غير قادر حتى على الحديث .. وغير قادر على مسح تلك الدمعة التي تسربت من طارف عينيه أمامها رغم أنه لم يكن يبكي .. فرفعت آية رأسها تشرف عليه من عليّ وسألته وهي تمد يدها لتمسح دمعته بإصبعها " لم ؟"


أجبر نفسه على الحديث فقال بخفوت" لا أعرف ربما لأنك حلوة لدرجة كادت أن تصيبني بنوبة قلبية "
عضت على شفتها السفلى سعيدة وقالت " سيد "
رد بخفوت "روح سيد التي ردت إليه "
تحرجت قليلا ثم سألته " هل أصبحت إمرأة متزوجة الآن .. أقصد .. أقصد .. أنت تفهم ؟"



ابتسم ثم أومأ برأسه بنعم صامتة مصاحبة لدمعة أخرى سالت من طارف عينه ..فغطت آية فمها مجددا بالملاءة تكتم ضحكتها لتقول بعدها بلهجة شقية" أحببت الزواج منك جدا "


وكتمت ضحكة أخرى متحرجة .. فلم يقدر على مقاومة حلاوتها فمد ذراعه تحتها يسحبها إليها لتتمدد فوقه.. وغطاها بالملاءة يمسد على شعرها الذي يفترش صدره .. ناظرا لسقف الغرفة يتمتم في سره " الحمد لك والشكر لك يا الله "





نهاية الفصل الواحد والأربعين



أرجو أنه يكون عند حسن ظنكم



الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى الفصل الأخير والخاتمة

من رواية قلبك وطني

الأحد القادم نهاية الرحلة

بإذن الله تعالى



أنتظر تعليقاتكم ورأيكم عن فصل النهاردة

خالص شكري وتقدري

شموسة








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.