آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree68Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-18, 06:58 PM   #31

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي


اسعدني مرورك وتحليلك المميز للرواية
كدا اكمل بشهية مفتوحة
اشكرك um soso


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-18, 02:24 AM   #32

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

"الفصل الحادي عشر "
لم تقو ماريا علي إقصاء الينا عن تلك القوقعة التي كورت نفسها بها،مضى عليها ثلاثة أيام وهي تسجن نفسها بغرفتها حتى ظهرت بوادر المرض علي وجهها، لم تستطع الوقوف مكتوفة اليدين هكذا وتلك الاخيرة تقتل نفسها ببطء داخل نفسها، اقتحمت غرفتها وهي تقول صائحة بها
"لا يا الينا دا مش كلام اللي بتعمليه في نفسك دا، انا سيبتك بما فيه الكفاية وانت ولا انت هنا… قومي يلا نخرج سوا"
أنهت جملتها الأخيرة بلهجة آمرة اتبعتها بجذبها من يدها كي تقف على قدميها، إلا ان الاخيرة لم تستطع الامتثال لها إذ خانتها قدمها فسقطت مغشيا عليها فوق فراشها الذي لم تبتعد عنه.
*********
اليوم هو اليوم الثالث لها بالمشفى وقد اكد طبيبها المعالج انها تتماثل للشفاء تماما وقد نصحه ذلك الطبيب أن يتقدم بشكوى للشرطة المصرية بموجب التقرير الذي كتبه اياه عن حالتها و تلك الحبوب التي تعاطاتها بأمر من طبيبها المصري والتي تسببت لها في استمرار لفقدانها للذاكرة الذي ألم بها منذ عدة سنوات، تذكر حواره وهو يقول
"سيدي السفير إن تناول تلك الحبوب والتي تعمل على مراكز الذاكرة له آثار سلبية فهي تعمل على تشويش العقل ولا يستطيع الإنسان تذكر امور بسيطه…. والدتكم كانت تشكو من فقدان جزئي للذاكرة وقد ساعدت تلك الحبوب على استمراره…. اعذرني سيدي فواجبي يحتم على ان اكتب تقريري بصدق…. ومما يترتب عليه أنه هناك جريمة…. مع سبق الإصرار."
لم يقو عقل كنان علي تصديق حرف مما قاله إلا أنه تمالك نفسه قائلاً
"بالطبع…. يجب أن تكتب تقريرك كما هو بدون تعديل…. ما يقلقني الآن هو صحة والدتي والم الرأس ذاك الذي تشعر به… هل من الممكن أن تكون تلك الحبوب أثرت عليها؟"
اجابه بمهنية
"حسنا… نعم لقد أثرت بشكل طفيف الا ان الم الرأس سوف يزول بالتدريج فلا تقلق… اعذرني الآن….سوف اذهب الي عملي …آه هناك أمر ما، لقد طلبت المريضة وبإصرار شديد مقابلة إمرأة تدعي منيرڤا وأنا أرى أن تلبي طلبها ذاك لعلها وبحديثها معها تشعر بتحسن في اقرب وقت "
أشار إليه برأسه وهو يقول
"نعم سوف افعل، شكراً لك "
انتبه كنان الي رنة هاتفه المحمول، أخرجه ليجد اسم مكرم علي الشاشة فتح الاتصال متعجبا لاتصاله بهذا الوقت وقال
"ايه يا مكرم… انت ازاي تتكلم في الوقت دا….انت…."
قاطعه المتحدث على الطرف الآخر قائلاً
"كنان…انا بكلمك علشان اعرفك ان الخطة نجحت…وفيه حاجه تانيه، المجموعة اللي كانت عندك بتوع الهجرة…. خارجين من مزرعة نوران…. وفيه واحد اسمه…."
قاطعه كنان سائلاً
"عزيز؟"
اتاه صوت مكرم بنبرة تعجب خافته
"ايوة… عرفت ازاي؟"
اجابه كنان
"مش مهم.. ده مجرد تخمين… هه كمل"
تابع مكرم حديثه المبتور قائلا
"عزيز دا بيعمل صفقات دولية خارج المزرعة…. بمعني انه دخل المزرعه منظومة التصدير وهي اصلاً إنتاجها محلي… ومأمون بيقول انه وقت ما كان في الحفلة لاحظ ان مربع الفاكهة مزروع بين الأشجار بزرع جديد وكان شاكك انه خشخاش…. وانا اتأكدت انه فعلا خشخاش… و…"
قاطعه بعدم تصديق قائلاً
"وايه تاني بعد المصايب دي لسه فيها.. و...ايه دا وازاي يحصل واحنا ولا على بالنا… دي نوران كدا في خطر"
أتاه الصوت على الطرف الآخر متابعا بتردد
"وعزيز… دا مشارك …دكتور من اياهم بيعملوا عمليات استئصال أعضاء حيوية ويصدرها بره"
"مكرم اقفل دلوقتي ولو عندك اخبار تانيه خليها لما ابقي اكلمك"
كان هذا رد كنان علي هول ما سمعه عن ذاك ال..عزيز..،اغلق الهاتف وهو يشعر باختناق شديد فوضع جبهته علي الحائط لعل برودته تشعره بتحسن.
*********
حملها القطار فوق قضبانه الحديدية يشق معها طريق لذكريات قد ظنت أنه عفي عليها الزمن.
يتردد بداخلها صدى لأغنية قديمة جعلت الدموع تتلألأ بمقلتيها السوداء، حاولت انتزاع نفسها من زمن ولى بذكرياته الا ان رائحة الهواء أبت عليها ان تنسيها ذاك الزمان والمكان ، تركت شفاها المرتجفه ترددها "وحشتوني وحشتوني وحشتوني بقالكوا زمااااااااااان وحشتوني، ياعشره عمر......"وهنا لم تقو على احتمال المزيد واستندت برأسها على نافذة القطار تشبع عينها بمرأى قريتها القريبة لقلبها تاركة العنان لعيناها تذرف ما تشاء من دموعها لعلها تطفئ لهيب الشوق المشتعل بصورها.
مرت الدقائق الأخيرة ببطء حتى اعلن صرير الاطارات الحديدية انتهاء رحلتها مع الذكريات و وصولها لأرض الواقع، رفعت حقيبة صغيرة تحتوي على القليل من الثياب على كتفها واحكمت قبضة يدها علي اطفالها بقوة.مخافة الضياع وسط هذه الزحمة.
لم تعر اهتماما لتساؤلات أطفالها المتعجبون مما يرونه أمامهم إذ كانت مهمومه بكيفية خروجها بسلام وسط الزحام،وبما أن منزل طفولتها لم يبعد كثيراً عن محطة القطار فاتخذت الطريق الترابية لتصل اليه بسرعه.
توقفت علي مقربة منه تشعر برجفه خفيفه تجتاحها ورغبة تدفعها للسجود على تلك الأرض الترابية وتقبيلها، بصرت خيالا يقف في شرفته يحمل كوبا من الشاي يستمتع بتناوله تحت دفئ الشمس، فنجمت انها الرابعة الآن ميعاد كوب الشاي اليومي المصاحب بالثرثرة المعتادة لها مع والدتها.
فجأه........... أعلنت قدماها تمردا عليها واسرعت الخطي متجهة لبيت ذكرياتها مدفوعة بقوة شديده من داخلها راغبة في الارتماء بين تلك الذراعين والغوص في أمواج دفئهما،لتنهل منهما ما يعوضها عن عشر سنوات عجاف.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
""الطير المهاجر هيزور عشه "".....لا تعلم ما الذي حدث لها ولكنه ذلك الشعور المتدفق بداخلها يحمل تلك العبارة ويقذفها بإصرار بين ثنايا القلب ويتردد صداها في أذنها، لم يكن امامها الا الاستغفار فهي تخشى أن يكون من عمل الشيطان، الا ان الماثلة أمامها تكفكف دمع العين بظهر ايديها وخلفها اربعة ازواج من العيون الخائفه محت ما تخشاه بل واكدت ان غريزة الأم بداخلها مازالت متنبهه مستيقظة.
التفت الاذرع ، اختلطت الدموع وارتمت رأس الغائبة علي كتف منتظرة منذ سنوات عدة، لا تعلم ماذا حدث لها إلا أنها لم تستطع الابتعاد من هذا الحضن الدافئ أخذت تردد:
""يااااااااه....... وحشتيني""
اكتفت الأخرى بالبكاء، ابت امومتها المجروحه ان تنبس بكلمة واحدة.
مرت عليهما الدقائق غائبتان في سد فجوة من الشوق افتعلها البعد منذ سنوات لم تنتبها لواقعهما الا على صوت الصغير "زين" وهو يناديها بتوتر ورهبة :
"ماما، تعا......تعالي"
التفت اليه وهي تحيط والدتها بذراع واحدة وتمد الأخرى لهم قائله
"تعالوا سلموا على تيته"
كل ما استطاعوا اجابتها به هو نظرات تساؤل فقط.
نزعت يدها عنها بتوتر وهي ترى تلك النظرة بعينها كأنها تقول _شوفتي عملتي ايه ببعادك عني_.
******************
تركتها بالغرفة نائمة وخرجت وراء الطبيب تتساءل عن حالتها الصحية، أجابها الأخير قائلاً
"واضح انها بتمر بأزمة نفسية ودا مأثر عليها عضويا ياريت تحاولي تخرجيها من الحالة دي وهي هتبقي كويسة ويكون افضل لو تابعت مع دكتور نفسي"
شكرته ماريا وقامت بتوديعه لدى الباب، اغلقت الباب مرتكزة بجبهتها عليه لدقائق وجيزة وهي تفكر فيما حل بتلك الفتاة، لا تعلم ما يجذبها لها ولكنها تذكرها بأختها الصغيرة والتي كانت لها مثل تلك العينين وفي ذات العمر تقريبا.
دلفت إلى حجرتها ووقفت أمام فراشها، تنظر إلى وجهها الذي تبدلت ملامحه الي ملامح متوترة وكأنها تعيش كابوس ما، تركتها كي تجيب علي رنين الهاتف، أما هي فكانت في عالم آخر كانت تشعر انها، داخل دائره سوداء تمشي حافية القدمين تسمع صراخ احدهم من بعيد يأمرها ان تهرب،زادت من خطواتها حتى استحال المشي الحثيث العدو سريع، الم بقدمها جعلها تقف لترى ماذا ألم بها،فرأت دماء تسيل منها بغزارة…وجوه بغطاء اسود يضربها أصحابها بشدة وفي كل مكان بعصا معدنية ونصل يلمع تحت ضوء القمر الفضي …ينزل بشدة وإصرار على وجهها من اعلي لاسفل فمزقه تمزيقا،… دماء تسيل من قدمها لا بل من وجهها… بل من جسدها كله،وبالنهاية جسد مسجى على الأرض مختلطة دمائه بماء المطر وطين الأرض…نور سيارة قادم من بعيد
فتحت عيناها بألم شديد رأت احدهم يحملها بين ذراعيه وليس بينها وبين الموت الا عدة أنفاس، صوته يناديها ان تبقي بجواره ولا تتركه فهي كل ما لديه... ومره اخري تنزل ستارة سوداء فتحجب الرؤية."
قامت من نومها وهى تصرخ ففزعت ماريا لدى سماعها لصراخها وأتت اليها مسرعة وهي تقول
"إلينا…. اهدي انا جنبك"
اخذت تربت علي ظهرها بحنان وتقول بصوت دافئ :
"اهدى انت تعبانه، …اتصل بالدكتور؟"
كانت ترتجف بين يديها وهي تقول بصوت مرتجف :
"أنا …فين، أنا …راسي، حاسه بصداع جامد فيها"
*******
كان ينتظرها امام منزلها، بوجهه حزين الا انه هادئ نسبياً فمنذ قليل أتاه الاتصال الذي كان ينتظره يبشره بإتمام المهمة على أكمل وجه،إلا أن فواز دفع بكبش فداء ليحمل عنه الوزر، بقدر ما حزن لسماعه لذلك الخبر إلا أنه سر لتمكنهم من إيقاف شحنة بهذا الحجم الكبير من السكر قبل ان تهرب خارج البلاد، كما أنه سعد لتمكن جواد من تبديل شحنة الأسلحة قبل دخولها إلى الميناء.
"هذه المرة تمت المهمة فما بال المرات القادمة "،هذا ما كان يفكر به،لولا عمل المخابرات العامة المصرية واكتشافهم لتلك اللعبة الخطيرة لما كتب لتلك المهمة النجاح ايضاً.
ان الصراع الشخصي بينه وبين فواز تفاقم حتي طالت اصابعه أمن الوطن هذا ما اخبره به ذلك الرجل يوم التقاه في مكتب رئيس المخابرات اليونانية، وهو من اعتقد انه يعمل بسرية مع ذاك الفريق الذي انشأه اللواء عدلي بيد أنه يعمل تحت رعاية المخابرات العامة المصرية.
إن الماضي انتهي الا ان تبعاته لم تنتهي ولن تنتهي الا بكشف تلك الاسرار، وهذا ما عزم على البحث فيه.
لقد أحس بأن حملا ثقيلاً قد زال عن كاهله حينما أبلغه ذاك الرجل بأنه يعلم عن كل شئ يدور داخل 'مزرعة النوبارية '، إلا أنه يفكر في العودة الي القاهرة كي يتأكد من سلامة أخته، وهذا ما سوف يقوم به في القريب لكن بعد ان يطمئن علي والدته اولا. ****************************
وكأن ايوب استأثر بصبر الدنيا لنفسه وترك القليل القليل لمن يسكنها بعده.
زرعت أرض الغرفه البيضاء والباردة حافيه القدمين لعلها ببرودتها تلك تنجح في تهدئة نيران متأججه بداخلها تعكس ظلالها الحمراء في عينها.
اخذت تفرك يدها وهي تبحث عن خيوط للصبر تتمسك بها حتى يأتيها اتصاله الا أنها فشلت ومن أين تأتي بصبر نضب بداخلها وهي تنتظر لما يزيد عن العشر سنوات......... عشر سنوات من ذل وقهر قضتهم بين جدران هذا المنزل.
هذه الجدران التي أسرتها وجعلت صوتها حبيسا لحنجرتها خوفاً علي بناتها من بطش ذلك الجائر. التفتت على عقبيها فاصطدمت به واقفاً خلفها ممعنا النظر بكل قسماتها، سألته مذعورة
"خير فيه حاجه؟"
نظراتها المذعورة تلك اكدت له شكه بأن هناك ما يدور بينها وبين ابنه مكرم قال بهدوء
"ايه يا مريم هي غريبه لما واحد يدخل لمراته اوضتها.... ولا علشان سايبك براحتك فهتسوقي فيها؟"
كانت تفكر قلقة بما قاله، فهو يراوغ في اجابته معها......... هل بدر منها ما يجعله يشكك بها؟.. اغمضت عيناها تبتهل ربها ألا يكون ما تفكر به حقيقي، اذدردت ريقها وهي تقول
"هو غلط لما اسأل؟"
وبينما كانت تسأله كانت تحاول ان يبدوا صوتها طبيعياً، بعدما تأملها فتره لا بأس بها انحني بوجهه باتجاهها وهو يقول ببطء شديد ومدروس
"بلاش اسلوب المحقيقين دا وانسي بقي انك كنتي ظابط في يوم من الايام، انسي زمن فؤاد دلوقتي زمن رؤوف..... رؤوف الطحاوي جو..ز..ك"
ارتجفت رموش عينها مانعة اياها ان تفلت دموعها امامه وفضلت السكوت علي رؤيته مكشرا عن انيابه، طقطق بلسانه وهو يرى تعبيرات وجهها المرتجفه حنينا لدى ذكره لاسم أخيه وقال هازئا
"كنت عارف.... لساك علي العهد القديم..... انت عارفه اني شرقاوي جامد والشرقاوه مش من اللي بيسلموا بالساهل.... انا وراك يا مريم لما امحي اسمه من قلبك.... وبكره تشوفي"
قال عبارته الأخيرة صارخاً بها و استدار على عقبيه بسرعه وخطي خارج الغرفه، فاقفلت الباب بشده في اثره واستندت عليه بظهرها وهي تعض على شفتيها تاركة العنان لدموعها في المسيل راجية ربها ان ينهي كابوسها علي خير ويحفظ بناتها.
***************
انتبه من شروده علي صوت حذائها يشق سكون الليل، كانت في أبهي صورة لها وهي قادمة نحوه، فتح لها باب سيارته والتفت إلى الناحية الأخرى من السيارة فارتفع حاجباها، سألته وهي تصعد السياره :
"هو انت لواحدك..... أأقصد يعني هتسوق انت؟"
ادار سيارته عبر طريق سريع وهو يجيبها متسائلاً
"ليه غريبة؟"
جلست جامده تحاول تجاهله الا انها كانت تسترق النظر اليه بين الحين والآخر وهو يقود سيارته ببراعة في الطريق المكتظة بالسيارات ، الي ان رآها فعقدت المفاجأة لسانها وبقيت مسمره عيناها عليه.
اوقف السياره عند اشارة السير واخذت ينقر باطراف اصابعه على المقود، نظر اليها بطرف عينيه وتشابكت نظراتهما حاول الحديث الا ان هذا القرب من تلك العينين السوداوين اربكه وعقد لسانه،سألته بتوتر :
"احنا رايحين فين؟"
أجابها وهو ينظر للطريق من حوله "علي المستشفى، والدتي محتاجة تتكلم معاك، انا مش عارف انت فاكرها ولا لأ بس هي كانت صديقه لمامتك من زمان"
تبدلت اضواء اشارة المرور فسألها متجاهلا دوي ابواق السيارات التي اطلقت خلفه عند بقائه متوقفا :
"انت....... بتبصيلي كدا ليه... انت كويسه.... لو حاسه بحاجه نرجع دلوقتي ونبقي نروح يوم تاني"
للحظات لم تقل شئ، اشاحت بسرعه نظرها بعيداً عنه فكلامه الرقيق جعل الاجراس ترن بأذنها محذرة اياها.
فجأة مد يده ووضعها تحت ذقنها رافعاً وجهها مقابلا له فأجبرت علي النظر اليه وانصدمت بتلك العينين الخضراوين.

تحركت عيناه مجددا متأملا وجهها فشعرت بحرارة العواطف بينهما تتصاعد وتزداد لهيبا لتخرج عن السيطرة، مرر اطراف اصابعه الدافئه علي جانبي وجهها واخذها بين ذراعيه في عناق، حاولت جاهدة ان تقاومه الا انه برقته و نعومته كان آسرا لها بين يديه.
أبواق السيارات التي ازدادت حدة وتطلبا خلف سياره حلق راكبيها فوق سحابه من العواطف جعلتهما يتنبها للطريق من حولهما.
تركها وعاد لقيادة سيارته مرة ثانية بهدوء و براعة حسدته عليه، فعناقه لها اربك هدوئها المعتاده عليه اخرج تلك المراهقه بداخلها فلم تقو علي النظر اليه مره اخري اما هو فيبدو انه لم يتأثر.
استندت برأسها علي الزجاج البارد وهي تتذكر جملة قرأتها منذ زمن لا تعلم اين ""الحب كالارجوحه بصعودها تبتهج المشاعر وبنزولها يكاد القلب يتوقف عن الخفقان""
وهذا هو حال قلبها.



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 01-07-18 الساعة 11:53 AM
عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 12:27 PM   #33

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اذا مريم هي ام ماريا ولا تزال على قيد الحياة

متزوجه من 10 سنوات

اعتقد ان رؤوف هو العم ومريم اختالات ان تتزوجه لتبقى مع بناتها والا كان سياخذهم

لكن يبدوا انه زواج ورقي ولم يدنسها رؤوف سوى بتلك الصفعه



لاالوم الينا اذا انهارت وكل يوم تعرف حقيقه بشعه
انكشف فواز وتلاعبه بدواء عمته

وايضا عزيز مكشوف لكن يمدون له الحبل ليعرفون كل شيء

هي اصلا نوران ذهبت لتبلغ عنه

منيرفا وكنان كناري الحب .. ياعم السفير مالقيت تحضن غير بالشارع وعندما يشتعل الضوء الاخضر

مكنت تحضن والضوء احمر على الاقل عندك نص دقيقه تحضن فيها بهدوء من غير زمامير

الحضن دليل ان مافهمته سابقا صحيح وان كنان تزوج منيرفا
بقي عندنا سر الكتيبه التي عملها والد منيرفا

وماهي الجريمه المتهم بها والتي مسكها فواز عليه زله

اذا كان هو يعمل تحت جناح المخابرات



tia azar likes this.

um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 08-07-18, 01:27 AM   #34

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

" الفصل الثاني عشر "

ظلت تبحث بين طيات عقلها عمن يستطيع مساعدتها دون ان تشعر زوجها بما هي مقدمة عليه، في نهاية المطاف الهما عقلها بفكرة واهية اقدم عليها كثيرون من قبل وباءت معهم بالفشل الا ان شيطانها اوهمها بانها قد تنجح فيما فشل فيه من سبقوها عمدت الي هاتفها واتصلت ب"سيد" احد العاملين في الشركه ممن كانت علي اتصال بهم يبلغها بكل جديد يمر علي زوجها قالت بعد انتظار ليس بطويل :
"الو، سيد انا …لا ركز شويه …"
"…"
"لا مش هاني انا كنت عاوزاك تجيب اخبار الينا …ايوه بنتي"
"…"
"لا …انا عاوزاك تعرف بتقابل مين بتروح فين …وكدا …هه خلاص"
"…"
"انا عارفه انك قدها، وهعتمد عليك …سلام"
انهت اتصالها به وهي تشعر براحة جزئية فما هي مقدمة عليه قد قرب أجله.
*************
جل ما كانت تحلم به هو حياة مستقرة مع من اختاره قلبها ليكون شريكاً لها في مسيرتها مع الحياة، الا ان حياتها ابت ان تكمل طريقها، وتركها الحبيب سريعاً قبل أن تحقق احلامها، ومنذ وفاته و النكبات تتوالى تباعا علي رأسها الصغير، كانت ما تزال ممسكة بسماعة الهاتف عندما قالت :
"وبعدين يا ممدوح كدا عزيز بيدمر المزرعة تماماً"
"…"
أجابته وهي تحاول ان تخفي خيبة الامل التي اصابتها :
"خلاص يا ممدوح انا هتعاقد بعد كدا مع شركات الأدوية بنفسي انا مش ناقصة مشاكل"
"…"
قطع حديثها الهاتفي دخول المعني بالحوار الي مكتبها وهو يقول :
"السلام عليكم"
بدا امامها وكأنه الشيطان متمثل في هيئة انسان كان عليها ان تستجمع كل شجاعتها لتستطيع الاستمرار في المواجهة وقالت وهي متصنعة الهدوء :
"وعليكم السلام …خير ايه سر الزيارة دي وانت عارف ان وجودك هنا مش في صالحك؟"
ضحك عاليا وهو يقول بصوت أجش :
"ايه دا يا نورا …والله واتعلمنا الخربشه، بصي بقي انا عارف ان نظام التحقيق والوقوف عن العمل والكلام دا كله اي كلام وانك كشفتي كل حاجه انت والمساعد الهمام بتاعك …"
قالت بعدم اقتناع :
"ولما انت عارف جاي ليه؟"
انهت عبارتها وندمت علي التفوه بها ولكن لسوء حظها ادركت ذلك متأخرة، كان عليها ان تفكر برويه واتزان وان تجعله يعتقد انها لا تفهم شئ من حديثه، سألها بتهكم :
"ايه السؤال السهل دا واللي اجابته معروفة؟"
اطلق ضحكة خافته ونظر اليها نظرة صارمة جعلت الدم يجمد في عروقها ثم تابع :
"في الأول نتجوز يا نوارتي وبعد كدا سيادتك تبيعي المزرعة دي وفلوسها تتحول لحسابي في اوروبا وبعد كدا نسافر انا وانت وبس"
عقدت جبينها دهشة غير مدركة لمغزي حديثه سمعته يقول وهو يهم بالخروج :
"الليله دي تعرفيني جوابك ايه وعلي حسب ردك انا هيكون ليا ردي…اه مش هقبل غير بأيوه …سلام يا باشمهندسه"
تركها بضحكه مرسومة على وجهه فعمدت الي هاتفها الخاص كى تهاتف أخيها وتطالبه بمساعدتها.
**************
وصلا الي مبني قرأت عليه باليونانيه كلمة "مشفي"،كانت بداخلها ترتجف غير قادره علي التطلع إليه وسؤاله فانتظرت أن يأخذ هو البادرة ويخبرها إلا أنه و دون أن ينبس ببنت شفة أشار لها بالنزول ولما ارتكبت في حل حزام المقعد سارع الي معونتها وبذلك إقترب بانامله اقترابا حميميا فتراجعت قليلا مما جعله ينظر لها ،وهنا اسبلت جفونها غير قادرة علي التطلع إليه وأحست أن شيئا ما يختلج بداخلها فخافت أن تفضحها عيناها.
ثوان وكان يقف بجوار بابها يطالبها بالنزول، لا تعلم ما سر تلك النظره بعينيه.
أمام امرأة عجوز ممده علي سرير طبي تقدما وهى وجله لا تعلم ما سبب وجودها معه هنا وأين تلك السهره التي وعدها بها لكشف الأسرار القديمه، أيعقل أن تكون تلك العجوز هي من لديها مفتاح لصندوق الأسرار تلك.
ارتمي كنان بين يدها يقبلها وهي تمرر يدها علي رأسه بكاء مرير وهي تردد "اسفه"....اسفه...يا ابني"
قبل رأسها وهي يقول بصوت متحشرج
"اسفه علي ايه ياامي هو كان بمزاجك…دا قدر...والحمد لله"
إزاء شاعرية الموقف شعرت منيرفا بحبل الحنين يشدها بقوة الي هذا المكان -حضن والدها وامها -الذي لم تشعر بهما قط.
لم تجرؤ علي الحديث مخافة أن تقطع تلك اللحظه التي تجمع أم بابنها.
ابنها!......تخيلت توامها بين يدها وهي تضمهم بقوه وتملأ رئتيها برائحتهم وتقر عيناها برؤيتهم ،لا شعوريا كانت تضم نفسها بذراعيها ولم تنتبه لذاك الواقف أمامها يناديها باسمها إلا عندما جذبها من يدها ليقدمها لوالدته.
وقفت أمامها ببلاهة لا تعلم ماذا تقول،أو تفعل؟
الي ان انقذتها العجوز من حيرتها وهي تقول
"اقعدي يا بنتي وانت يا كنان......اللي عندي كتييير ولازم تسمعوه"
بادر ابنها بالرد
"امي انا مرضتش أجيبها إلا لما اتأكدت من الدكتور ان صحتك تسمح. ...بس لو حسيتي بتعب ياريت توقفي كلام "
ابتسمت ابتسامة هادئه وهي تقول
"لا يا ابني دا الكلام اللي هيريحني......من زمااااااااااان كنت أنت يا منيرفا لسه مولوده، عدلي والدك و رفعت جوزى وفؤاد والد ماريا وعادل والد مأمون كانوا أصحاب واكتر من أخوات ...لما تقابلهم مشكله يتجمعوا سوا علشان يدوروا علي الحل وفي يوم كان بيتكلموا عن قضيه تاجر مخدرات وقضية اسلحه وتهريب آثار كانوا بيجمعوا الخيوط ويساعدوا بعض لغاية ما والده ماريا وقتها اكتشفت ان كل القضايا دي مربوطه بخيط واحد هو رؤوف الطحاوي أخو فؤاد وفهمي حافظ أخو عادل وأبو فواز، ساعتها كل واحد خاف علي أخوه وقرروا مع بعض انهم يستنوا لما يقنعوهم انهم ينضفوا نفسهم ويجيبوا الناس اللي وراهم لكن....رفضوا ،ساعتها أبوك قال لاخته وطلب منها تسيبه بس هي كمان رفضت فواز كان عنده 15 سنه او16 ومصاحب اخوك. ...الله ير......يرحمه ...."غصه منعتها من الاستمرار فربت كنان علي يدها وطالبها السكوت.
**********
بوضع الجنين اتخذت أسمي مكانها بين ذراع امها، تستمد الدفء وتملأ رئتيها بتلك الرائحة التي لم تداعب انفها منذ زمن من الشوق، احسته........ الدهر.
منذ ما يقارب الساعه وضعت اطفالها بغرفتها ودثرتهم بغطاء ظنته اهترأ لكنه ظل كما هو علي الرغم من مرور السنين عليه، وارتمت باحضانها لم تفعل شيئاً غير البكاء بصمت.
كانت هي من كسر حاجز الصمت ذاك وقالت
"ليه؟ "
كلمه من ثلاثة احرف....... او بالاحري سؤال، لكن لا اجابه... فقط بكاء.
أبي كبرياؤها استجداء الاجابة الا ان امومتها ابت التسليم لذاك الارعن المدعو كبرياء فهي... ابنتها.
تركت ليدها العنان فاتخذت تمسد جسدها المتكور بين ذراعيها المرتجف من وطأة البكاء وكأنهما...... الترياق.
هدأت انفاسها المضطربة وتوقفت دموعها عن السيلان،خرج صوتها ضعيفاً واهنا وهي تقول
"اسفه...... لاني بعدت، اسفه لاني فكرت اني ممكن اكون زيك، اسفه لاني فرطت في مبادئك... اس"
"شششششش"
حرف خرج متلاحقا من فمها اجبر الباكيه علي السكوت، فتابعت قائلة
"اسفه دي كلمه بايخة ما يقولهاش الا قليل الحيله وانا بناتي اتربوا ازاي يغيروا الغلط بالف حيله وحيله مش بآسفه اللي جايه تقوليها، انا يا بنتي مش زعلانه انك بعدتي علشان تبني بيتك وجوزك وزي ما قلتلك قبل كدا... فيه ست تبني راجل وست تهد مليون راجل وانت ما شاء الله بنيتي وعليتي كمان بس انت فين من البنا دا مش شايفاكي ليه......."
قاطعتها قائله "انا..."
الا ان امها تابعت
"بس... لما اتكلم تسكتي ولا نسيتي الادب...... وبعدين عاوزة تكوني زيي ليه دا انت لازم تكوني احسن مني مش زيي،
انت اتعلمتي ودخلتك كليه علشان تكوني اقوي مني...... ليه كدا يا أسمي تخيبي ظني فيك؟"
دموع علي الوجه ترسم اخاديد، وتشعل جمر العين فتحولت للهيب..... كان هذا حال الباكيه الصماء.
تابعت الام "كدا يابنت عاليه...... دا ردك!؟...دموع وبس... قومي يا بنتي نامي وارتاحي وبكره لو حبيتي تتكلمي بدال البكا دا انا هسمعك"
تمسكت بيدها بسرعه وتشدقت بالحديث فبدأت سرد احداث "احدي عشر عاماً".... احداث لا تختلف كثيراً عما تعيشه معظم سيدات العالم، فتاه تزوجت بفتي مازال يقف في بدايات طريقه،تمسك بيده وتتقدم به الي الطريق تجاوره كامرأه تجعله يقف من جديد عند كل عثرة؛ تقدم التضحيه تليها الاخري فالاخري تباعاً ليصل لنهاية الطريق."
"بداية تضحي بالحلم في بناء كيان لها ويصبح كل الكيان.. هو، تليها تضحية بما تملك من مصوغات وحقها في مالها الخاص لتقدم المال ليشرع في بناء حلمه بالعمل، تليها تضحية بالوقت واخري بالصحه وآلاف غيرها، في خضم تلك التضحيات العدة تنسي نفسها وتترك عليه مهمه التفكير فيها والاهتمام بتلك النفس،ولكن يطول الانتظار وتشرع يد الاهمال في العمل داخلها فتحولها من أرض خصبة تزخر بأبهى الزهور والثمار الي أرض جرداء اجهدها كثره العطاء والإهمال.
كانت تعلم يقينا أن التوبيخ والتعنيف سيكونا رد والدتها علي كلامها حينما انتهت من سرد أحداث تلك الأعوام الماضية، لكن ذلك اليقين تبخر عندما سمعتها تقول بهدوء
"قومي اتوضي وصلي وادخلي نامي جنب ولادك والصبح نبقي نكمل كلامنا "
**********
وصل بسيارته امام مدخل المشفي الخاص به والذي لم يستطع الحضور اليه منذ فترة طويله لانشغاله مع ابنة عمه ومع كنان في التحقيق الخاص بمساعد اخته الخاص 'عزيز'، دلف الي المشفي وهو يسير بسرعة حتي ينهي جولته التفقدية سريعاً ليعود إلى المنزل كي يستعد للذهاب الي ماريا بالجريدة.
قابله النائب الأول الذي وضعه في ادارة المشفى لحين عودته، قال الأخير مرحبا
"اهلا دكتور مكرم، حمدا لله على سلامتك"
اجابه بعمليه :
"الله يسلمك، ممكن تجهز كل التقارير الاخيرة لل3 شهور اللي فاتوا… انا في المكتب"
تركه ليحضر ما امره به وبعد دقائق عاد ومعه مجموعة من الملفات الورقية وضعهم امامه قائلا :
"اتفضل دول تقارير وملفات الشهور الأخيرة، بس مش كنت تطلب فطار الأول او فنجان قهوة"
اجابه وهو يفتح احد الملفات :
"اتفضل انت، انا مش عاوز حاجه تانيه"
أخذ يقلب بين اوراق الملفات الموضوعة امامه باهتمام بالغ وهالة عدد العمليات الجراحية التي تمت داخل المشفى خلال الشهور الاخيرة ولا جعل الشك يزداد وينمو بداخله ان غالبية هذه العمليات وان لمحت يكن كلها قد توفي أصحابها سريعا رغم عدم خطورتها.
وقف على حين غرة والشرر يتطاير من عينيه وهو يلملم في الاوراق المبعثرة امامه وخرج غاضبا وهدفه حجرة رئيس قسم الجراحة، الا ان صوت صفير هادئ استرعى انتباهه التفت في اتجاه الصوت فوجده احد العاملين في المشرحة يومئ له بان يتبعه فتبعه بهدوء وهو يتطلع من حوله.
**********
لم تكن تعلم أن ذلك الطفل سوف يكون ذو حظ وفير عندما تركته يذهب لكنف عمته، فمنذ وفاته علمت أنه قد ترك لزوجته وطفله الوحيد مساحة شاسعة من الاراضي الزراعيه بمحافظة البحيرة فضلاً عن الأموال السائلة المودعة في البنوك.
كان تلك الأفكار تتوارد في ذهنها وهي تجري اتصالها الهاتفي المعتاد والذي دأبته منذ اكثر من عام اتاها الصوت علي الطرف الآخر مرحبا فقالت بدون ترحيب :
"ايه الاخبار يا متر؟"
اتاها الرد بمهنية :
"لا جديد تحت الشمس، الولد بخير ونوران بتدير المزرعة بطريقه فوق الممتازة وكله تمام"
صرخت باعلي صوت لها قائله :
"انت بتقول ايه؟ يعني هي عماله تكنز في فلوس اصلها بتاع جوزي وانا هنا بشحت من ابني ومراته، حامد البيت وقع وانا قاعده عند مؤمن بقالي فتره بقولك ايه …"
قاطعها متسائلاً ببرود
"ايه؟"
تابعت حديثها
"انت لازم تزرع حد هناك يجيب الاخبار من جوه انا لازم اشوف حل مش معقول الغرب يتمتعوا بفلوسي وانا قاعده اندب حظي"
اجابها بنبرة شيطانية
"اهه كدا الشغل مش تقولي استني لما الولد يموت ولا تحاولي توقعي بين ابنك ومراته علشان يتجوزها …لا سيبيلي الموضوع ده وانا اجيب اخره …خلاص؟"
اجابته بنفاذ صبر
"خلاص …سلام"
انهت اتصالها به وهي تشعر بغضب شديد فكم تمنت لو تمكنت من تزويج ابنها من ارملة اخيه الا ان زوجته عادت اليه وباءت خطتها بالفشل.
********
عمدت ماريا الي هاتفها وقامت بالاتصال بمكرم، حينما أتاها الرد قالت متلهفه :
"مكرم، أنا …انت لازم تطلب من صاحبك ده يقابلنا بكره في احتفالية الجريدة"
لم تجد ماريا الا الوقت الخاطئ كى تهاتفه فيه، ما كان منه الا ان اجابها بنزق :
"ودا وقت تتكلمي فيه وتقولي حاجه زي دي …طيب ازاي في كام ساعه اوضب مقابلة زي دي بين اتنين لسه ما يعرفوش بعض…"
قاطعته بغضب شديد قائله :
"انت ازاي تتكلم معايا كدا وبعدين حالة الينا النفسية مدمرة دلوقتي واللي اسمه هاني دا مش سايبها في حالها، انت …"
جاء دوره ليقاطعها بأسف قائلاً
"انا اسف …بس الظروف ملخبطه معايا انا هكلم جواد واشوف ظروفه ايه واكلمك …انت ممكن تسهري شويه؟"
جاء صوتها هادئا وهي تقول
"ايوه هستني اتصالك …انا سهرانه شويه لانها تعبانه ومش هقدر اسيبها كدا"
انهت اتصالها به وهي تشعر براحة نسبية لما لمسته من حنان ودفء بصوته.
**********
كانت تستند على عمود حجري وهي تستمع إلى اتصال والدتها بالمحامي الخاص بها، في بادئ الامر ظنت ان هذا الاتصال بسبب منزلهم المنهار الا ان طريقتها الغاضبة في الحديث وذكرها لأموال احدهم جعلها تسترق السمع لعلها تفهم شئ وحينما فشلت دخلت اليها قائله بتساؤل
"كنت بتكلمي المحامي؟"
نظرت اليها بترقب وهي تقول
"وانت بتتجسسي عليا ولا ايه يا آمنه؟"
ردت عليها آمنه بجزع قائلة :
"لا …بس سمعتك وانت بتتكلمي وقلتي يا حامد ففهمت"
نظرت اليها بغضب وقالت بصوت جمهوري
"عادتك ولا هتشتريها، ايوه كنت بكلمه عندك مانع؟"
انعقد لسانها امام غضبها ولم تقو علي الحديث فاستطردت والدتها قائلة :
"ومش عاوزة مؤمن يعرف والا هتلاقي نفسك في الشارع …مفهوم؟"
اجابتها بنظرة صامتة وبهزة خفيفة من رأسها.
*********
أنهي حديثه الهاتفي والتفت لمحدثه قائلا
"كنا بنقول ايه؟"
اجابه الرجل قائلا بصوت منخفض
"زي ما قلتلك يا دكتور، المستشفي هنا بتعمل عمليات لناس علي قد حالهم لكن نسبة كبيرة قوي بيموتوا مع انها عمليات المفروض بسيطة ومش خطيرة"
تساءل مكرم
"ازاي يعني؟ منين سهله ومنين بيموتوا وبعدين دي مستشفي استثماري ازاي بتقبل حالات علي قدها؟"
نظر الرجل حوله ليتأكد من خلو المشرحة قبل أن يقول :
"في الأول انا قلت زيك كدا بس قلت يمكن والدك حابب يعمل حاجه لوجه الله لكن لما لقيت حالات كتير ماتت استغربت خصوصا والدكتور بلال والطقم بتاعه بيصروا يدخلوا الحاله المتوفية العنايه كام يوم قبل ما يعلنوا الوفاه وبيجهزوا تقاريرهم ان الوضع كان طبيعي لآخر لحظة وفيه واحد زميلي هنا هو اللي بيغسلهم وبيجهزهم علي الدفن علشان محدش يشك فيهم …"
بتر حديثه متلتفتا حوله فحثه كنان علي متابعته قائلاً :
"كمل ما تخافش"
تابع
"من اسبوع كدا هو تعب وانا استلمت لقيت الجثة فيها شق كبير في الجنب وساعات بلاقي جثث من غير عيون او تلاقي الفتحة في الصدر دورت وراهم وعرفت انهم بياخدوا اعضاءهم وبتدخل علي اجهزه حيوية تفضل محافظه عليها وبعد كدا بتسافر بره"
لم يستطع مكرم تصديق ما سمعه للتو الا ان هذا الحديث بكل ما يحمله من غرابة اقرب تفسير لما وجده منذ قليل في ملفات المشفي.
تركه مكرم بعد ان شدد عليه بعدم الحديث مع احد حفاظاً على سلامته واخبره ان يترك هذا الموضوع اليه وهو سوف يجد حلا له.
اتصل بأخيه يطلب منه الحضور الي القاهره الا ان الاخير اخبره بوجوده بالفعل في القاهرة وانه ينتظره بمنزله.
*********
"خلاص يا امي كفايه كدا ونسيبك ترتاحي"
رفعت يدها رافضة لرأيه قائله بوهن
"لا يا كنان زي ما قلتلك هرتاح لما اقول اللي عندي اقعد يا كنان.... اخذت نفس عميق وزفرته على مهل ثم تابعت قائله
فواز كان هو وعنان زي الاخوات واكتر ويعلم ربنا اني حاولت اساوي بينهم في المعامله، وفي يوم كان عمك" فؤاد "ومراته بيحتفلوا بترقيتها لنقيب شرطه علشان الضبطية بتاعة المخدرات اللي كانت شغاله عليها جه" رؤوف "وقال لاخوه ان الرجاله اللي ورا الناس دي مش هيسبوهم في حالهم وهو كمان لانهم عرفوا ان" جوهره" مرات" عدلي "وصلت للبوابة اللي بتوصل لكنز كبير في الشرقيه من ايام الفراعنه ومادام سابوا المخدرات ليهم تبقي عنيهم علي اللي اغلي، انا ورفعت سمعناه ساعتها فرفعت هدده لو ما بعدش عنهم هو هيهد الدنيا عليهم ومش هيعمل حساب لحد وهو كمان هدده لو عمل حاجه هيندم، بعدها بيومين فواز الله يسامحه خد اخوك معاه عالبحر ورجع من غيره بالرغم من انه يا حبيبي بيعرف يعوم انا شكيت في رؤوف وشكي اتأكد لما ابوك كشفهم ساعتها وسلمهم للحكومه بالآثار اللي كانوا واخدنها من المعبد قبل ما يتسلم للوزارة...... لكن طلعوا منها بعد سنه واحده بس من قواضي واستئنافات والاخر طلعوا منها بعدها ابوك اختفي وقالولي اعتبريه مات وعمك فؤاد مات ومراته اختفت هي وبنتها كانوا اسوأ سنتين مروا علينا ولما فاض بيا روحت لعمتك بشاير بيتها لاقيت فواز بيتخانق مع ابوه وبيقوله انه خلصه من عنان علشان يضغط علي ابوك وانه مسجل له وهو بيقتل فؤاد......... زادت وطأة البكاء الا انها ابت السكوت وتابعت..... وانه عارف ان مرات فؤاد مع اخوه اللي قتل بنته الصغيره من صدمتي من اللي سمعته صرخت وسمعوني جريت لبره وفواز يجري ورايا لغاية ما اتخبط في عربيتك وانت جاي لعمتك والباقي انت عارفه.... انا كدا يا ابني برأت ذمتي وسلمتك الامانه وانت عليك تجيب حقوق الناس دي اللي مات واللي لسه عايش "
بدأت الخيوط المتداخله تنساب واحد تلو الآخر وتتباعد حتي بدأت الامور تتضح امامه اكثر فاكثر، وتساءل
"يعني فواز وابوه ورؤوف الطحاوي وعمتي بشاير ورا كل دا"
ردت بصوت تعب
"ما تظلمش عمتك هي ما عملتش حاجه قدامي وانا معرفش اذا كانت معاهم ولا لأ انما فهمي ورؤوف كانوا هما اللي بيعملوا كل حاجه لكن كانوا برافان لحد تاني ودا اللي ابوك كان بيدور عليه"
لم تتحرك منيرڤا من مكانها بل ظلت واقفه جامدة امام تلك المرأه تحاول استيعاب ما قالته لكنها لم تستطع.
لم تستطع تصديق اذنيها في تلك القصه المبتوره فتزاحمت الاسئله برأسها، احست بالوهن في اقدامها وكأنها استحالت لاقدام من ورق فرفعت يدها لتستند علي شئ ما وكانت يده الملبيه لنداء يدها فساعدها علي الوقوف وهو يسأل:
"انت كويسه؟"
اجابته بهزة خفيفة من رأسها وسمعت والدته تنصحه باخذها للخارج حتى تتنسم مزيداً من الهواء المنعش.



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 08-07-18 الساعة 09:05 AM
عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-18, 09:30 AM   #35

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل ناري انكشاف الكثير من الحقائق
اولها ان فواز ليس ابن عمة كنان فهو ليس ابن بشائر


من ايت طلعت لنا ام مؤمن .. بالبخت
هي نوران ناقصه تجي ام زوجها تعمل مؤامرات عليها


لكن قي اشياء غامضه بموضوع ام مؤمن
تركت الطفل لعمته .... و تقول انها اموال زوجها
يعني مخمخه اولى انها ليست ام مأمون بل زوجة ابيه وام اخيه مؤمن وهي طامعه باموال ابن زوجها لذا تخطط لتزويج نوران من ابنها

شيء اخر من تتنصت قلتي انها تتنصت على والدتها واعتقدت انها تتحدث عن بيتهم المنهار

هي في ام تهدد بنتها بالطرد للشارع ؟؟
عزيز ماهذه الثقه ياراجل .. ماذا يجبر نوران ان توافق خصوصا وقولك وحدك يعني لاتريد ابنها ..انت من يجب ان تخاف وليس هي ..!!

مكرم دكتور !!!!!!!!!!!!!!!! الا تنتهي مفاجاتك

ولكن اكتشف مصيبه بما يفعلنوه في المستشفى
كيف سيكشف الموضوع دون اضرار خصوصا للمسكين الذي اخبره بما يجري

وكل شيكن انكشففنك وبان وام كنان حكت لهم ماكتن يجري والان كنان سيستطيع ربط الخيوط كلها القديمه والجديده معا
بس سؤال جانبي هو فواز قتل عنان وعمره 15 سنه فقط
وايضا قالت الام انه جرى واتخبط في عربيتك
فتون اين مكانها من الاعراب لم تظهر مع اخداث الماضي ولم نعرف هي اخت فواز من نفس الام وايضا موضوع الحادثه الذي استغلوه من اجل اجبار كنان ان يتزوج فتون

هل يوجد حادث اخر غير ضربة كنان لفواز

وكيف اصبحت فتون مقعده

وايضا لم تحكي الام كيف فقدت جزء من ذاكرتها حتى استغل فواز الموضوع وبالادويه ابقاها مستمره بفقدان الذاكره

لايزال امامنا الكثير

بانتظارك بشوق كبير


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 15-07-18, 12:52 AM   #36

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر
إن هذا الاتصال هو آخر ما كانت تريد أن تفعله إلا أن عزيز وتهديده الأخير لها لم يترك لها مجالا للاختيار، أتاه صوت أخيها على الطرف الآخر يقول بجدية تامة :
"كنت هتصل بيك لكن كنت في المستشفى بطمن على ماما وشغلتني شويه"
سألته بهدوء يشوبه التوتر :
"وهى أخبارها إيه؟"
أجابها بأريحية :
"تمام الحمد لله، يومين كدا وتكون في مصر"
نظرت الى اعلى وهي تقول بتردد :
"كنان …أنا كنت …يعنى"
قطع ترددها بنبرة ثابتة وهو يقول :
"أنا عارف كل حاجة، مش عايزك تقلقى خالص وان شاء الله كله يتحل،المهم دلوقتي عاوز اعرف حاجه"
سألته بلهفة قائلة
"ايه هي؟"
تابع سؤاله
"ازاي عزيز يقدر يدخل عمال المزرعة بدون ما تعرفي و ازاي بتخرج الناس دي بدون علمك، وحكاية مربع الفاكهة ازاي يزرعوا بدون علمك و…"
قاطعته قائلة بنبرة ندم
"من اول ما كريم تعب وانا انشغلت معاه وكنت مأمنه عزيز علي كل حاجه، لكن هو خان الامانه دي واستباح المزرعه لحسابه"
تابعت حديثها عندما لم تجد منه رد عليها وقالت
"كنان، عزيز بيهددني دلوقتي وطلب مني ابيع المزرعه واتجوزه ونسافر بره وقالي انه عايز الرد الليله دي ولازم يكون ايوه"
لم يشعر كنان بمدى القيود التي فرضها عليه عمله كدبلوماسي كما شعر بها الآن وهو يستمع لنبرة الخوف في صوتها لم يجد امامه الا ان يقول
"نورا …انا هتصرف، بس عايزك تعرفي حاجه انا بحبك جدا واي تصرف عملته كان علشانك انت وكريم، نوران مش عايزك تزعلى منى في يوم من الأيام"
حديثه ذاك اشعرها بقلق خفي فقالت
"انت قلقتني"
قاطعها قائلاً بصدق
"لا مفيش قلق، انا بس حبيت تعرفي اني بحبك، الليله كل مشاكلك هتتحل، يلا سلام دلوقتي علشان الحق اتصرف"
انهت اتصالها وهي تشعر باطمئنان مشوب ببعض من الحذر.
****************
لم يختر لنفسه شيئاً فقد فرضت عليه حياته فرضاً، فى صغره فرض عليه الإبتعاد عن والدته رغم حبه الشديد لها الا ان والده أبي عليه واخيه ان يجتمعا بها، بعد سفره للاسكندريه بفتره علم من مكرم ان والده تزوج امرأه عمه وانه فرض علي زوجته العيش معه لخدمتها.
ثارت ثائرته وتوعد لها فور عودته الا انه وجدها لا حول لها ولا قوة وانها مثل والدته مجبرة علي ما هي فيه.
وقع في غرام ابنتها ولم يستطع الإبتعاد عنها وعند……
قطع دخول اخيه عليه استرساله في ذكرياته توجه اليه مكرم قائلا
"انت كنت عارف بتجارة ابوك في الاعضاء في المستشفي؟"
*********
مع ذاك الإتصال الهاتفى لم يكن أمامه إلا أن يعود لذلك المكان من جديد، ليس أمامه إلا ساعات معدودة لذا لم يجد الوقت الكافي كي يستعين بجواد او مكرم.
سافر مأمون سريعا الى محافظة البحيرة وعند وصوله الي المزرعة تسلل خفية إلى مبني المهندسين بعد أن قام بتعطيل الكاميرا الأمامية الخاصة بالمكان، دخل متسللا وكمم فم عزيز وهو مسترخي على كنبة جانبية يشاهد مجموعة من الصور الملتقطة لزوجته، كانت قطعة القماش الموضوعة علي فمه مبللة بمخدر طويل المفعول.
بعد دقائق من المحاولة المستميتة لم يستطع عزيز المقاومة اكثر فمالت رأسه مغشيا عليه، حمله مأمون بسهوله ودفع به في مؤخرة السيارة وقادها متجها الي الاسكندرية.
**********
"انت بتقول ايه؟!… اعضاء اي؟ه وتجارة ايه؟"
وضع مكرم ملفا صغيرا بين يدي جواد وهو يقول "اقرأ وانت تعرف"
تناول جواد الملف قارئا اياه وبعد قليل من الوقت قال
"مش فاهم دي عمليات بتتعمل تبع القسم المجاني واصحابها بيموتوا فين التجارة دي؟"
أجابه مكرم بحسرة قائلا
"القسم المجاني! ابوك عمله علشان الغلابه تدخل تتعالج اللي يخرج يخرج من غير كليه او حته من الكبد او حتى يسحب منه دم المهم ياخد منه حاجه واللي يموت بيسحب منه عين، كليتين، مرارة او اي حاجه تنفع"
نظر اليه جواد نظرة مطولة وقال باشمئزاز
"وانت عاوز ايه من راجل قتل مراته واتجوز مرات اخوه بعد ما قتله؟"
قام مكرم من مقعده منفعلا وهو يقول بغيظ
"لامتي بقي مش كفايه عليه كدا؟ ابوك مش عاوز يتصلح انت عارف انا شاركتكم علشان ابوظ عليه اي عملية يعملها ويتوب بقي لكن هو …"
قاطعه جواد قائلا بسخريه
"يتوب! ابوك يتوب اسكت يا مكرم قال يتوب دا ابليس يتوب وهو لا"
نظر اليه مكرم نظرة الواثق مما يسمعه وقال بنفور
"عندك حق …وبعدين؟"
ابتسم قائلاً
ولا قبلين المهم دلوقتى نفضل زي ما احنا نهايته قربت "
نظر اليه بتمعن وقال
"علي فكره ماريا كلمتني وقالت إن …"
قاطعه بلهفة سائلاً
"مالها، الينا مالها؟"
اجابه بإيجاز
"تعبانه وخايفه من هاني، وماريا عاوزاك تقابلها بكره في حفله الجريده في اسكندريه".
************
مع أولى نسائم الصباح توجه جواد إلى قصر والده زاعما البحث في قضية الأعضاء قبل السفر إلى الإسكندرية.
على أولي درجات السلم الرخامي تلاقي هو وزوجة عمه وجها لوجه حيته بابتسامة ضعيفه قائلة
"خير يا جواد، جاي بدري عن المعتاد، انت كويس؟"
نظر اليها مليا وجاهد ليبدو ودودا وهو يقول
"انا كويس الحمد لله…وانت؟"
لم تستطع تصديق اذنيها فتساءلت
"انا ايه؟"
اعاد سؤاله قائلا بخفوت
"انت كو..يس..ه؟"
الجمتها فرحتها بسؤاله فأشارت برأسها موافقة وقالت بعد مرور لحظات
"جواد …ربنا اللي يعلم بخفايا القلوب …بلاش سوء الظن يا ابني"
نظر اليها بصمت واكتفي بهزة خفيفه من رأسه واستأذن منها تاركاً اياها ليقابل والده.
************
كانت تضع اللمسات الأخيرة على زينتها حين سمعت طرقات ماريا الخفيفه علي باب غرفتها ،ابتسمت لها الأخيرة بمحبة بينما كانت ترى انعكاس صورتها الرائعة بالمرأة، وحينما انتهت من وضع زينتها وضعت حول عنقها سلسال رفيع ينتهي بزمردة صغيرة من الياقوت الأخضر المناسب للون عينيها الرائع.
شهقت إلينا شهقة استحسان عندما رأت انعكاس الياقوته علي صدرها قالت لها ماريا
وهي تضع حلق هو بنفس شكل الياقوته بالسلسال حول اذنها
"الطقم دا كان بتاع اختي الصغيره كان ليها نفس لون عنيك بالظبط و....."
قاطعتها إلينا بتساؤل
"كان؟.....هي فين"
خيم الحزن على صوتها وهي تقول
"ياريتني اعرف...."
كانت إلينا تشعر بأن وراء ذاك الوجه القوي الذي لا تعرف الضحكة له طريق مأساة كبيرة وكم من مرة عزمت علي فتح طريق للحوار بينهم إلا أن ذاك الهاني جاء بما لا تشتهيه الانفس.
وجدتها فرصة سانحة لخوض ذلك الحوار المتأخر
"تصدقي يا ماري عمرك ما كلمتيني عن عيلتك"
اجابتها بصوت ملئ بمرارة كبيرة
"عيلتى! والدي مات وانا عندي 15 سنه وبعدها بسنه انا سافرت انجلترا عشان أكمل دراستي هناك، سنة وملك اختي حصلتني علي هناك وبعدها بفترة بسيطة امي بطلت ترد على اتصالاتنا وأما كلمت خالي في الأول كان بيتهرب ولما قلقت قررت أنزل اشوف في ايه......قطعت دموعها عليها استرسالها بالحديث إلا أنها مسحتها بقوه وتابعت....ولم نزلت لقيت خالي بيقولي دول مختفيين من فترة "
ناولتها إلينا منديلا وسألتها
"وهو ما بلغش البوليس ليه؟ أو دور عليهم...أو أي حاجه يعني يعرف عايشين ولا......."
رفعت عيناها المليئة بالدموع وهي تقول بحسرة
"اذا كان هو في الوقت دا كان رائد شرطه ،وعندما لاحظت نظرة التعجب في عيناها تابعت وأمي كانت مقدم شرطه..."
***********
كانت تعتقد أنها الوحيدة صاحبة اكبر هم في الدنيا، الا ان الماثلة أمامها تكفكف دمع العين علي احبة غادروا الحياة وآخرين لم تعلم مصيرهم من هذه المعركة الدنيوية، جعلها تتذكر خالقها وتحمده وتشكره سرا فبرغم ما حدث معها إلا أنها وجدت لها اصدقاء يساندونها وام مازلت على قيد الحياة ووالد عاشت معه ولها معه ذكريات عديده تساعدها في تحمل غيابه عنها.
امسكت يدها مواسيه اياها وقالت بصوت مختنق
"انا آسفه... يعني... انت متأكده... قصدي..."
تابعت عنها حديثها قائله
"قصدك يعني يكونوا ماتوا.... مش عارفه ساعات بحس بكده خصوصاً مفيش حد طلب فدية او اي حاجه وكمان بابا الله يرحمه كان شغال وقتها في قضية تهريب آثار واتقبض وقتها علي ناس كتير"
دقات الساعة مصاحبة لرنه هاتفها الخاص جعلها تنهي حديثها بسرعه وتحثها علي انهاء زينتها قائله
"دا اكيد مكرم بيستعجلنا يلا خلصي وانا هرد علية"
استوقفتها قائله :
"ابقي فكريني اسالك ايه حكايه مكرم دا كمان"
تركتها وهي تبتسم من عفويتها وصدق احساسها اللذان جعلا منها طفله بريئه في صورة امرأة ليس لها مثيل"
****************
عندما رأت الكدر يلوح من وجهه قالت بشعور من القلق :
"أمير مالك؟"
نظر اليها مأمون بغضب، هذا سماعه لهذا الاسم من بين شفاهها يشعره بغضب شديد وقال
"مفيش، اليساندرا اذا سمحتي انا مش في حاله تسمح بالكلام دلوقتي"
أمعنت النظر في قسمات وجهه المتكدرة وقالت
"مين الراجل اللي تحت …أمير؟"
هجم عليها بغضب وأمسك بكلتا كتفيها بقوه وهو يقول صارخا
"انتي بتراقبيني يا اليسا؟"
شعرت بالخوف يرتفع الى حلقها ويدق كنبضات قلبها الغير منتظمة جراء الذعر الذي يكتنفها وقالت
"لا لكن استغربت من مجيك هنا دلوقتي ولما بصيت من الشباك شفتك بتشيل راجل علي كتفك …بس"
قال باقتضاب بعد أن تركها
"روحي نامي"
************
وصل إلى مكان الاحتفال بسرعه مفزعة،اخذ يجول بعينيه في وجوه المدعوين الا انه لم يجدها فآثر الانزواء في ركن هادئ وبعيد عن الضوء ليحصل على بعض الراحة.
دقائق وشعر بحركة غير عادية بالقاعة أنبأه حدسه انها وصلت فرفع رأسه قليلاً... وجدها قد وصلت.
فهي كالضوء الساطع يجذب الفراشات من حوله، اعادته حادثة اليوم لذاك اليوم بالنادي عندما كان يراقبها من بين الأزهار وكانت عيون جميع الرجال والنساء متجهة إليها الرجال بهيام والنساء بحسد.
عينا اخيه اخذتا في البحث عنه بين الجمع الغفير، إلا أنه فضل الاختباء قليلاً ليترك لها وقتاً كافياً للاستمتاع بالحفل ويؤجل استمتاعه هو بلقائها لأجل قريب.
****************
كان جو القاعة يزداد اختناقا و هي الغير معتادة على تلك الحفلات، بحثت حولها عن رفيقتها الا ان تلك الاخيرة كانت منغمسه في حديثها مع زملائها من الصحفيين والإعلاميين.
كانت الشرفة بظلمتها وهوائها المنعش تدفعها للخروج إليها لاستنشاق بعض من هذا الهواء المنعش، نظرت الي المندمجة بأحاديثها الجانبية فوجدت أنه ليس هناك ضرر إذا هي خرجت قليلاً، حتي تنتهي تلك من حديثها.
استندت بكفيها الرقيقتين على سور الشرفة البارد تنعم برائحة الازهار و شجيرات الورد المزروعة بالحديقة،وهواء أكتوبر الخريفي الذي يتسم ببرودته واذ بها تناهى إلى مسامعها صوت رجولي يردد بنبرة هادئه ودافئه
"قاوميني بما أوتيت من حيل
إذا أتيتك كالبركان مشتعلا
احلي الشفاه تلك التي تعصي
وأسوأها تلك التي دوما تقول
بلي"
حمل لها الهواء تلك الكلمات المقتطعة من قصيدة لشاعرها المقرب لقلبها "نزار قباني "بين طياته الباردة فكانت بنعومه ودفء المخمل علي جسد بارد، شعرت بالرجفة تجتاحها فلم يسبق لها أن سمعت تلك الكلمات من بين شفاه رجل وبتلك الانسيابية الناعمة.
حاولت ان ترى وجه من رددها بيد ان غيمة لئيمه حجبت القمر فكانت العتمة تحيط بها.
انها تشعر بوجوده بل تشعر بانفاسه الدافئة ايضا، هذا ما فكرت به، هبت نسمة هواء فرفعت رأسها لأعلى كانت الغيمة السوداء تنزوي بعيداً عن القمر فسبر شعاعه الفضي أغوار الشرفة، نزلت بعينيها لأسفل فاصطدمت برجل يقف على مقربة منها وكان قد استند بظهره الي الباب ويده في جيبه، تقدم منها بخطى ثابتة وهادئة، انحبست انفاسها وهي تتابعه يتقدم منها.
لم تتأثر طوال حياتها بشخص لدرجة أن ترتجف قدماها وتصبحا غير قادرتين على حملها الا عندما قابلت هذا الرجل فجأة خرج صوتها متهدجا قائلاً
"جوااااااد"
ارتفع احد حاجبيه بتساؤل فاحمر وجهها و قد ادركت انها نادته باسمه من نظراته المتسائله.
تراجعت كمن صفعت علي وجهها ورفعت يدها تغطي بها عيناها، الا ان يدا طوقت خصرها بنعومة وقادتها بانسيابيه لمنتصف الشرفة، دار بها ال"جواد"برفق وبطء علي الارض الرخاميه الملساء والبراقة تحت ضوء القمر الفضي ومن بعيد صدحت انغام الفالس.
لم تعلم متى انتهت الموسيقى او كيف؟
الا انها شعرت كمن نبذ من الجنة، بقيت تعابير وجهها الهادئه مغايرة لتلك النار التي كانت تشتعل بداخلها ودقات قلبها أخذت تزداد وطأة حتى صارت كطبول الحرب في شدتها.
تركها بمفردها بيد أن ذاك اللمعان الغريب بعينيه لم يتركها.
لا تعلم ما إذا كان ما حدث من نسج خيالها ام لا، الا ان تلك اللمسات على يدها وتلك الكلمات التي اسمعها اياه اخبرتها انه واقع لا خيال، أطبقت جفونها برفق وهي تستعيد تلك الكلمات
""بحيرة خضراء في شطها،، تاقت صبايا النور"".


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 10:48 PM   #37

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 12:48 AM   #38

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع عشر
لقد ساءت الأمور مؤخراً بينه وبين صديقه الوحيد فالأخير ومنذ بداية خلافاته مع زوجته قد تبدلت أحواله كثيراً، وأصبح مزاجيا بطريقة لا تحتمل.
انتهز هاني فرصة تواجده بالمكتب كى يتحدث معه فيما يشغل باله، دخل إلى مكتبه دافعا الباب بقوه وهو يقول :
"مؤمن انا لازم اتكلم معاك"
اغلق مؤمن حاسوبه النقال قائلاً بنفاذ صبر
"خير يا هاني، عاوز تتكلم في ايه؟"
نظر اليه مستنكرا :
"انت مالك كدا بقالك فترة مش كويس؟"
وضع مؤمن رأسه بين كفيه لبضع لحظات مفكرا في طريقه مناسبة كى يصوغ لصديقه ما يشغل فكره بكلمات ملائمة، رفع رأسه قائلاً :
"وضع الشركة في النازل والمناقصات اللي المفروض نكون قربنا ننتهي منها لسه يادوب بادئين نشتغل فيها وانت …ولا علي بالك"
ابتسم هاني بسخريه وقال بنبرة استخفاف
"وهو دا من اختصاصى، انت المهندس وانا يادوب ماسك الحسابات وبس …ايه يا مؤمن انت بترمي اخطائك عليا ولا ايه؟"
نهض مؤمن من كرسيه غاضبا ودفع به الي الوراء، سار باتجاه هاني وقال
"انا فعلا المسؤول لاني اتكلمت مع واحد زيك وسمعت بنصيحتك وكانت النتيجة ان البيت بقي مضيفة ومراتي خدت جنب مني وعلاقتنا مش زي الاول …هاني امشي دلوقتي وسيبني اخلص الشغل المتأخر"
فتح باب المكتب والتفت اليه قائلاً :
"انا غلطان انى اديت نصيحتي لواحد غبي معرفش يطبقها صح، انا سايبلك المكان"
خرج هاني وكانت نظرة الغضب هي آخر ما رآه مؤمن علي وجهه قبل ان يخرج.
***********
"يا باشا الشغل كدا يخسر معايا انا انت لازم تتصرف"
"…"
"يا باشا انا معرفش حصل ايه لكل ده؟"
"…"
"حسابات قديمة! مع مين؟"
"…"
"لا يا باشا محدش يقدر يقف قدام فواز"
"…"
"البركه فيك بقي تمشي الشحنة دي بدفعة صغيرة من سعادتك، خلاص انا معتمد على سيادتك"
"…"
"اللي تؤمر بيه سعادتك، طبعا، مع السلامة"
وضع فواز سماعة الهاتف من يده والتفت إلى الواقف خلفه وهو يقول بابتسامة خفيفة :
"الباشا وافق يطلع هو الصندوق اياه"
نظر اليه الرجل الاخر قائلاً بخوف
"انا خايف تتظبط وساعتها المستشفي وسمعتي هيكونوا في الباي باي"
اشعل فواز سيجاره ونفث دخانها لأعلي متابعا صعود الابخرة لاعلي قائلاً :
"المهم جواد ما يعرفش حاجه لانه هيخاف علي اخوه وممكن يقول ليه خلينا في الامان"
تبادلا النظرات الصامتة لثوان معدوده قطعها الآخر قائلا:
"انا قلت له انهارده الصبح(ومع نظرات الاستنكار المرسومة على وجه فواز تابع) أصله اتخانق مع اخوه الليله اللي فاتت لان مكرم راح المستشفى ودور في الملفات بتاعتها وبيشك في الموضوع"
تساءل فواز
"وانت قلت لجواد ايه يا رؤوف؟"
*********
كان الليل فى أوله عندما وصل هانى إلى منزله محاولا عدم إصدار أية أصوات حتى لا يلفت انتباه زوجته فهو يحاول فى الفترة الأخيرة ألا يتواجه معها، كانت تقف فى الشرفة الخلفية وتدير ظهرها اليه تتكلم مع أحدهم على الهاتف، صوتها المنخفض جعل الشك يتسرب إليه، وقف متواريا حتى يتسنى له الاستماع إليها حيث كانت تقول :
"معقول!اتجوزت ازاى؟"
"…"
"لا لا خليك زي ما انت وتبلغني بالتطورات اول بأول"
"…"
"مستشفى؟ ليه؟"
"…"
"خلاص زي ما قلتلك، لينا تفضل تحت عنيك وانا هبعتلك الفلوس الصبح علي فوري، سلام"
انهت اتصالها ضاحكه ضامة هاتفها الي صدرها ناظرة إلى السماء نظرة ملؤها السعادة …سعادة الانتصار.
دارت الي الخلف فوجدته ينظر إليها بتساؤل، حاولت جاهدة ان تخفي الخيبة التي أصابتها لدى رؤيتها له وهي تقول بارتباك :
"انت …واقف هنا.. من امتي؟"
أمسك بها وبوجه غاضب سألها :
"مين اللي اتجوزت؟"
أصابتها نبرة صوته بالإضافة إلى سؤاله الغير مبرر بهلع مخلوط باستياء، عقدت جبينها غضبا واستياء وهي تقول :
_"انت مالك باللي يتجوز واللى يطلق؟"
_"انا سمعت اسم لينا …انطقي هي اتجوزت فعلا؟"
لم تجبه فهزها بعنف مرددا سؤاله مرة أخرى، كانت أصابعه القاسية تغرز فى كتفها بقوة أكبر كلما أصرت علي السكوت، وأمام ازدياد وتيرة ضغطه عليها وتألمها الشديد صرخت قائلة
"ايوه هي اتجوزت كفايه بقي عاوز ايه تاني، انا يا هانى حبك الحقيقي، ولادنا، حياتنا، قصتنا القديمه فيها فريال وهاني وبس …كفاية"
صرخ بها بالمثل قائلا
"لأ …أنا حياتي لالينا وبس، الحياة هنا والبيت ده والولاد ليكي انت انا ليا الينا …والينا ليا، فاهمه"
ألقى كلمته الأخيرة بتحذير مبطن وقد ظهرت العصبية في عينيه، حاولت أن تتحرر من قبضته، كانت الدموع تتساقط على خديها وهي تنظر اليه غير مصدقة وبغضب ويأس صرخت بكلام جارح لم يكن لها أن تسمح لنفسها أن تتفوه به أمامه.
كان يتحرك أمامها بخطوات وئيدة فاركا جبينه بقوة محاولا السيطرة على نفسه، مثل طير جريح حبيس غرفة يأبى صاحبه عليه مداواته كما يأبي خروجه.
سألها بجفاف :
"هي فين؟"
أجابته وهي تتصنع الابتسام
"مش عارفه؟ دلوقتى هما راحوا شهر عسل تفتكر ممكن عصافير الحب يروحوا فين؟"
رمقها بنظرة آمرة وهو يقول
"حياتك انت وولادك في كفه ومكانها في كفة …هه تختاري ايه؟"
ضحكت فريال ضحكة مثيرة لها أكثر من معنى،وقالت بهدوء مشبوب بخوف خفى من تأثير تهديده :
"اسكندرية يا هاني، راحوا اسكندرية …بس معرفش فين بالظبط"
عقب إلقائها لتلك العبارة أتاها الإتصال المنتظر فسارع هاني الي هاتفها وفتح الاتصال، سمع الطرف الآخر يخبرها بأن ابنتها تم نقلها الى مشفى "…"بالاسكندرية.
رمى الهاتف بوجهها وخرج مهرولا وجهته محافظة الاسكندرية حيث حبيبته.
*********
انهت عملها بالمزرعه سريعاً وعادت إلى منزلها كي تستعد لموعد اتصال أخيها،لا تعلم سر رجاؤه أن تكون تحركاتها خفية وألا تغضب منه إلا أنها لم تسأله شئ منتظرة لقاءه وجها لوجه حتى تخبره بكل ما يقلق مضجعها منذ أشهر.
كان الغسق ما زال منتشرا عندما وصلت إلى المنزل ودفئ غريب يكتنفها،دقات قلبها المتسارعة تنبؤها أن الليلة ستكون مميزة، ردت ذلك الاحساس الجميل والذي لم تشعر به بعد رحيل زوجها إلى أنها لم تلتقي بعزيز اليوم رغم تأكيده على عودته الليلة الماضية إلا انه لم يأتي، هاجس بداخلها يخبرها بأن اختفاء عزيز اليوم مرده لاتصال أخيها بالأمس .
ارتقت درجات السلم بخفة غير معهودة بها وتوجهت لغرفه طفلها كي تطمئن عليه، كان يجلس على حافة النافذة غير عابئ بجو الخريف المتغير، عانقته وداعبت رأسه وهي تقول
"ايه يا كريم مش حاسس انها بردت شويه؟.... يلا ادخل عشان العشا هيكون بدري شويه لاننا عندنا خروجه انهارده"
نظر اليها نظرات حزينه لم تراها من قبل، تابعت حديثها متسائلة بقلق بالغ
"كريم..... انت كويس؟"
ارتمي بين ذراعيها وهو يقول بصوت منخفض يخالطه البكاء
"ماما هو بابا فين......انا....."
ازدادت وتيرة البكاء وصاحبته شهقات عاليه دبت الخوف في قلبها المكلوم، جهلت بما تجيبه.هل يستطيع طفل في الرابعة من العمر أن يعي معنى كلمة الموت؟ كيف؟!
خرج صوتها متهدجا وهي تقول
"أنت... أنت ليه بتسأل؟... انت عاوز حاجه؟...شوف اللي انت عاوزه وانا اعمله"
انتزع نفسه من بين ذراعيها وارتمي باكياً علي سريره الصغير دافنا رأسه بين طيات فراشه وهو يقول بصوت مكتوم :
"انا مش عايزك انا عايزه هو عايز...بابا "
كبحت جماح دموعها كثيراً، الا انها لم تستطع امام عبارته تلك ان تمسك بها أكثر من ذلك... فانهمرت.
توقف صغيرها عن البكاء حين سمع شهقاتها فقام إليها فزعا، وقال لها برجاء :
"لا يا مامتي.... انا بحبك ومن هقدر استغني عنك... بس عايز بابا ليا... زي اصحابي"
غمرته بذراعيها بقوة شديدة فهي لم تكن ترغب أن يحس صغيرها باحساس اليتم هذا... ولكن ما باليد حيلة... فهذا قضاء الله الذي لا مرد له.
بعد دقائق هدأت نوبة بكائها فقالت له
"حبيبي..... فيه ناس ربنا بيحبها قوي قوي فبيخاف عليهم... يقوم يخليهم عنده... وبابا راح عند ربنا علشان هو بيحبه... فهمت"
عاد الصبي لهدوئه سريعاً وسألها بتلقائيه الأطفال التي يعجز امامها الكبار
"طيب المفروض اعمل ايه علشان ربنا يحبني و يختارني عنده اعيش مع بابا"
عقله الصغير هذا لن يستوعب الأثر الذي تركته كلماته في نفسها ، فهذه العبارة رغم بساطتها الا انها كانت كسكين حاد نصلها، انغرست بشدة في قلب أضعفه الحزن مرة ولن يحتمل اخرى.
لم يسعفها عقلها المصدوم الا بكلمه واحدة قذفتها في وجهه برجاء واهن حينما قالت
"وتسيبني"
أحاط الصغير جيدها بذراعيه الصغيرة وقال ببراءة
"ابداً ابداً ابداً... خلاص هفضل معاك يا مامتي"
غمرته بذراعيها وقبلاتها واستكانت برأسها على كتفه الصغيره وهي تتنشق رائحة رجل رحل عنها وترك لها ذكرى تتمنى بكل خليه من خلايا جسدها أن تحافظ عليها.
********
رفعت يدها للسماء راجية مبتهله لرب السماء، عانقت أشعة الصباح صفحة وجهها الهادئه فضحكت واستبشرت بيومها.
قامت من صلاتها إلى نافذتها تملأ رئتيها بهواء الصباح البارد ورفعت وجهها للشمس التي خرجت على استحياء من بين السحاب، أطبقت جفنيها بتنهيده حنين لبيت ذكرياتها.
ارتكزت بذراعيها على إطار نافذتها تتابع المارة، فهنا تكون الحياة الحق.
الجميع مستيقظ مع نسمات الفجر الأولى يؤدون فرضهم جماعة ثم يذهب كل إلى عمله متبسماً في وجه من يقابله مستبشرا الخير له من يومه.
هنا ماضيها الذي نزعت نفسها منه نزعا... هنا جذورها التي اقتلعتها قسراً لتزرعها قهراً في ارض جرداء يبست بها.
"نهار سعيد مليان بالخير لست البنات"
كانت تلك تحيه والدتها-وكما اعتادت بالماضي -التي جعلتها تنتبه لدخولها فردت تحت وطأة الحنين
"النهار السعيد باللبس الجديد "
لم تتمالك والدتها نفسها فأطلقت العنان لضحكه نابعة من القلب دمعت العين من صدقها وقالت متشدقة
"لسه زي ما انت.... كبرتي وخلفتي وجواكي لسة اسمي بنتي اللي اشتلتها بين ايديا"
غامت الأحداق بالذكرى وقالت المعنية بالحديث
"يااااه...... هي فين ....ياريت يا امي لو بإيدي عجلة الزمن ادورها وارجع بين ايديك تاني من غير هموم"
امعنت والدتها النظر اليها للحظات متألمه وقالت
"غيرى هدومك والبسى لبس حشمه مش بتاع مصر دا وتعالي معايا"
قاطعتها متسائلة
"علي فين.... والعيال"
"مشوار مهم والعيال مع ام عائشه هتاخد بالها لو صحيوا..... واحنا مش هنتأخر دي ساعة زمن"
هرولت كطفلة صغيرة ملكت سعادة الدنيا لخروجها مع والدتها ... ارتدت ملابس ظنت انه قد عفي عليها الزمن ولن تعود اليها وزينت وجهها بحجاب لا يناسب الا من سجدت لربها منذ قليل ودعته بقلب خاشع.
وقفت امام مرآتها وقد هالها روع ما رأت فتاة في العشرين من عمرها زادها ردائها الساتر لجسدها وحجابها المزين لوجهها جمالا فوق جمال وسكنت عينها راحه قد هجرتها منذ زمن، مدت يدها لكتاب الله المهجور على مكتبها وضمته بشوق كبير إلى صدرها باكية لا تعلم لماذا......؟!.
*********
عاد مؤمن إلى منزله مع تباشير الصباح الأولى، فور دخوله من باب المنزل التقي باخته "آمنه" وقد دأب منذ حضورها الي المنزل بعد انهيار بيتهم القديم ألا يحتك بها.
وضع قدمه على أولى درجات السلم فسمع شهقة مكتومة، ارهف السمع وتبين له ان هذه الشهقة كانت جراء بكاء أخته بصوت مكتوم، عاد على عقبيه وتقدم ناحيتها بخطى مترددة، وقف خلف ظهرها وسألها بنبرة جافة عن سبب بكائها فأجابته بصوت باكي
"مفيش حاجة"
جلس امامها بفتور مكررا سؤاله واستطرد قائلاً
"انا جاي تعبان ويا دوب ساعتين تلاته وارجع تاني، مش ناقص يعني"
نظرت اليه بعتاب وقالت بنبرة غلبها الكبرياء
"وانا مش عاوزه ازود عليك، خليك في حالك وانا في حالي ومشاكلي انا متكفلة بيها، يا ريته كان عايش ياريت …"
كانت تقصد بـ امنيتها الاخيرة اخيها مأمون والذي علمت بالأمس أنه قد فارق الحياة، اما مؤمن فأعتقد خطأ إنها تعني زوجها مما جعل علامات الحيرة ترتسم علي وجهه، هو يعلم انها لم تكن تحب زوجها الراحل وهذه من أولي المرات التي تتمنى فيها تلك الامنية.
نهض بتعب وقال بصوت ضعيف :
"ياريت كنت انا ارتحت …انا طالع انام، مش عايز ازعاج والظهر تصحيني"
تركها لحزنها تندب وتنعي حظها، تصب غضبها علي الايام وصعد بهدوء قاتل الي حجرته.
********
"بارك الله لكما وبارك عليكما "
كانت هذه آخر عبارة ختمت بها تلك الليلة الغريبة وها هي امرأة متزوجة.
إن ما يحدث معها غريب جدا فكيف أو بالأحرى ماذا حدث؟
نظرت باتجاه النافذة الكبيرة تتأمل السماء الزرقاء والبحر الهادئ، كالزيت تلتمع صفحته الزرقاء بانعكاس أشعة الشمس عليه وهي تتذكر ليلة أمس المحمومة الأحداث 'عندما وجدت نفسها وحيدة مع ذاك الغريب...غريب!لا كيف يكون غريبا وهي سمته بإسمه ؟ولم تشعر بهذا الإحساس بداخلها انها تعرفه منذ زمن؟
نظرت إليه يستدير خارجا من الشرفه قابضا علي معصمها بقوه ساحبا اياها خلفه؛ كانت القاعة مزينة بأقمار ونجوم وغيوم من رقاقات الفضة ومضاءه بأضواء بيضاء جعلتها كمسلوبه اللب لم تعي لتلك الأحاديث حولها، دقائق وقادتها ماريا الي غرفه جانبيه ودقائق أخرى وكان مكرم وكيلها وثواني معدودة وأصبحت زوجته.
خرجت ماريا لإحضار مجموعة ورود لها وكانت عائدة وكاتب العقد يعلن" إلينا فؤاد صلاح الطحاوي زوجة ل"جواد رؤوف صلاح الطحاوي"
فاقت من صدمة زواجها لتصدم بجسد ماريا المرتطم بالأرض.
لم يستطع عقلها استيعاب ما يدور به فغاب في ظلماته مرة أخرى، تاركاً خلفه رجل يتمنى لو يتذكره.
***********
لم تحرك ماريا ساكنا بالرغم من رغبتها الشديدة بوضع حد لتلك الأسئلة المتزاحمة بعقلها،تمنت لو باستطاعتها الصراخ ولا شعوريا على أنينها المكتوم حتى صار كالشوك ينغرس بصدرها فلم تر بدا من البكاء حتى تريح صدرها ما دامت وحدها لا تراها عين ولا تسمعها أذن .
لم تبك منذ زمن طويل وهي المعروفة بصلابتها وتماسكها لكن الأمر مختلف كليا هذه المرة
هي تبكي ذكرى حبيب تركها منذ زمن ولم تستطع الثأر له...تبكي ذكري أم لا تعلم عنها شئ...تبكي أخت كانت أمامها ولم تتعرف عليها...نعم كانت تشعر بشيء تجاهها لكنها فسرته كاحتياج لعائلة...تبكي سنوات عمل مع رجل أمنته على حياتها ،على قلبها لكن ماذا؟
هو ابن عم لطالما وددت لو كان بين يديها لتمزقه تمزيقا،أعطت قلبها لابن عدوها اللدود.
ظلت الذكريات تتوالى تباعاً أمام عينيها كشريط سينما بالأبيض والأسود ليس فيها ألوان وبكائها يزداد وطأة حتي وصلت لحاله هياج نفسي فقامت من فراشها وأخذت تحطم كل ما تناله يدها في الغرفه.
*************
عند اطمئنانه علي حالتهم الصحية وقف بجوار غرفتها لا يدري ماذا يفعل؟
لطالما أراد أن يطلعها علي مكنونات صدره من أسرار الا ان حبه لها ابي عليه ان يقدم على هذه الخطوة، وها هي رياح الحقيقة أتت بما لا تشتهيه سفن النفس.
اخرج هاتفه النقال وضغط علي اسمها فور اتصاله بها اتاه صوتها الملهوف تقول
"اخبارهم ايه يا مكرم …طمني الله يخليك "
بثبات طبيب محترف المواجهات الصعبة اتي صوته مطمئناً:
"الحمد لله انا مش مصدق ان الحقيقه هتكون سهلة كده، متخافيش هما كويسين، الينا عشان حالتها الصحية انا نقلتها المستشفي عشان رجوع الذاكرة مش سهل زي ما انت عارفه"
عقلها أراد التسليم بما يقول وتصديقه اما قلب الام بداخلها ابي التصديق وبين هذا وذاك قالت :
"مكرم انا مش قلقانه لاني عارفة انك جنبهم …خلي بالك من امانه عمك يا مكرم …وربنا يهدي الحال"
اراد ان يطمئنها اكثر الا ان صوت ضجيج بداخل غرفة معذبته جعله ينهي اتصاله سريعاً قائلا :
"ان شاء الله، سلام دلوقتي"
**********
ارتفعت شمس الخريف في السماء بلونها الأصفر ونشرت أشعتها على ذات العينين السوداوين فوقفت أمامه مثل حوريه من حوريات الارض، شرد فيما يراه وتوقف عقله على ذكرى يوم اقتحامها لمكتبه، ذاك اليوم الذي أتته باكية تردد انها كيف تكون متزوجة بمن لا يحل لها ،لم ولن ينسى ذاك الإحساس الذي شعر به فرح، سعاده، ألم وندم...نعم ندم،لأنه لم يكلف نفسه عناء التأكد من زواجها، بيد أن ما يخفف عنه ألمه انه وعندما تيقن من طلاقها تزوج منها علي الفور.
أخرجه من شروده صوتها الناعم وهي تقول بضعف
"أنا مش فاهمه حاجه وعايزه افهم...انت ليه اتجوزتني وايه اللي والدتك بتقوله ده....و...كنان ..إنت بتبص ليا كده ليه انا حاسه اني هتجنن"
تقدم بضع خطوات ليقف مقابلا لها ومد ذراعيه واحتواها بينهم وهو يقول بحنان :
"ششش اهدي وانا هقولك كل حاجه..تعالي نروح الكوخ وقوفنا هنا خطر ممكن فتون تكون باعته حد ورانا وهناك هقولك كل حاجه."

وكما يقولون " نبش الماضي كنبش القبور لن يرضيك ما يخرج منه ".
حاولت منيرڤا أن تربط خيوط الماضي الذي كشفت عنه الليلة الماضية والدة المجاور لها بجسده لا بعقله، بيد أن هناك هوة عميقة عندما تصل إليها تفقد الترابط بين الخيوط فيتوقف فكرها .
ان قلق والدها عليها وابتعاد والدتها جعلها منغلقة علي كثير من مجريات الأمور حولها، شعرت بطبول تدق في رأسها فاحاطته براحتيها وهي تفركه بشدة لعلها تستريح الا ان الالم زاد اكثر كأنه يعاندها.
بعد دقائق من قيادة السيارة بصمت لم يقطعه إلا اتصالين لسائقها ؛وصلا الي الكوخ امسك بذراعها وجذبها خلفه بخطوات واسعة عبر الممر ؛فتح لها الباب وتركها تدخل بينما هو يغلقه خلفهما .
هو يعلم أن ما حدث لها امر يفوق طاقة البشر فلم يخفي عليه تلك الطريقة التي مسكت بها رأسها ولا ذلك الالم الذي يطل من مقلتيها السوداء، إلا أنه ليس بيده الأمر فالاحداث تتوالى تباعاً دون توقف.
فمنذ دقائق اتصل جواد وسرد عليه ما حدث معهم الاربعه الليلة الماضية وبعدها بلحظات اتصل مكرم ليعيد عليه ما سبقه به جواد ويزيد عليه بطلبه منه العودة ، فما كان منه الا ان وافقه على طلبه.
ً توجهت منيرڤا رأساً إلى النافذة وفتحتها على مصراعيها وتركت نسمات الخريف الباردة تداعب وجهها لعلها تلطف المها.
بينما هو وقف بصمت وأطلق لعينيه العنان ليتأملها بوجهها الأبيض رغم مسحة الألم تلك،عيناها السوداوين بعمقها وتلك الدموع المترقرقة بهما آبيه السقوط، شفتيها المكتنزتين المرتجفتين من المعاناة التي تبذلها لمنع تلك الدموع الحبيسة من الفرار وأخيرا شعرها الليلي الذي يتطاير مع النسمات الخفيفة، اطلق زفرة الم عميقه وخلع سترته ملقيا اياها على أقرب مقعد واتجه للمطبخ كى يعد لهما شيئاً يساعدهما على متابعة باقي النهار،ويبحث لها عما يداوي الم رأسها.
لم تتحرك منيرڤا من مكانها بل ظلت واقفه امام النافذة سارحة في افكارها، ذهبت بذكرياتها للماضي البعيد فلم تستطع تذكر شئ كل ما كانت تتذكره بضع لحظات هنا وأخرى هناك أحداث لا قيمه لها، حاولت التنقيب في ذكرياتها القريبه فلاحت امامها صورة لرجل أسود الشعر ذو عينين خضراوين،عادت لواقعها والخوف مرتسم بحدقتيها السوداء .
تقدم منها كنان وهي تنتظر امام النافذه وناولها حبه لالم الرأس ؛وكأنما أحس بخوفها....احتضنها بين ذراعيه بحنان ودفء اشعراها بالأمان... ذلك الامان الذي فقدته منذ ايام تعبت من عدها.
شعرت كأنها تعيش حلم ساحر ،لذا قررت أن تترك نفسها لهذه الذراعين الآسره لها لتجرب احساس احتوائهما لها وإن كان حلما.....إذا كان احتضانه لها بخيالها جميلا هكذا فما بال الواقع.
زقزقة عصفور صغير حط علي شجرة بجوار النافذة أخرجها من عالمها السحري علي واقع انهما متعانقان حقيقه لا حلماً،هو يرتكز بجبينه علي جبينها،أنفه المستقيم يلامس انفها الدقيق وعيناه تحتضن عينها بل وتأسرهما بنظراتهما العشبية الساحرة. انتشلت نفسها عنوة وقد بلغ منها الخجل مبلغه وارتبكت خطواتها وكادت ان تقع الا أنه لحق بها وامسك بها من مرفقها وهو يقول بصوت متحشرج :
"ميرا هتقعى...... انت اخر مره اكلت امتي؟"
نظرت اليه دهشة وهي لا تقوى على الكلام،فتابع حديثه قائلاً :
"انا جهزت وجبه خفيفه ناكلها واحنا بنتكلم
وانت خدي حبه الصداع"
تركها وسار باتجاه المطبخ كي يحضر الوجبة التي وعدها بها.
ما بال هذا الرجل كأنه قد من معدن لا من لحم ودم،او كأنه يدار بالكهرباء لا عاطفه فيه،-هذا ما فكرت به -وهي تفرك ذراعيها بكفيها كأنها تستمد هدوئها من موضع يده علي ذراعها فمنذ قليل كاد يزهق روحها باحتضانه لها والآن يتحدث عن وجبة خفيفة كأن ما كان يجمعهم منذ قليل هو أمر عادي.
أما هو وقف أمام طاولة الطعام مستندا بكفيه عليها "ا أسخف ما قاله!" هذا ما كان يردده عقله، لقد بحث عن عذر ليأخذ لنفسه بضعة دقائق يسترد فيهم هدوء عواطفه فلم يجد غير الطعام .....سحقا لهذا العشق الذي صنع منه أحمقا !
لقد أفسح لها المجال لتنفرد بنفسها حتي تستطيع استيعاب تلك الاحداث المتلاحقة، فلماذا عاد إليها، بل وليزيدها تعقيداً قام باحتضانها.
هو لا يعلم ما دفعه لذلك غير أنه لم يستطع كبح ذراعيه وهو يرى الخوف ساكناً تلك العينان السوداوان.
*********
داخل جدران بيضاء متداخلة بالأزرق، تمدد جسد لا يرى امامه الا انوار باهته، تتداخل الرؤي وتظهر سيارة يقود صاحبها باقصي سرعة يغشي ضوئها العين...... تتداخل الصور ويبدو رجلاً يحملها جسداً هامدا.... تنحجب الرؤية تحت ستار احمر ساخن يسيل علي عينها...... وتنعدم تماماً لتطفو من جديد لكن هذه المرة بين جدران بيضاء متداخلة باللون الأزرق.
تباعد جفناها المنغلقين بشدة لتري امامها امرأة بزي وردي تبتسم لها وتحمد الله علي سلامتها... اين هي وماذا حدث اخر ما تتذكره هو تذكرها لليلة عقد قرانها من امام حجرة ماريا بالمشفي... ماريا.... اختها... وزوجها يحملها... ابن عمها.... لا تعلم ماذا حدث او كيف حدث ...كثير من علامات الاستفهام بدون اجابه.
حاولت أن تستجدي الاجابه من عقل يبدوا انه محي ذاكرة اثنا عشر عاماً... لكن باءت المحاولة بالفشل كررتها مرة واثنان وثلاثة وكل مرة يرفض هذا العقل الانصياع لامرها... لا شئ مجرد ضوء أسود يغطي تلك الفترة من عمرها جازفت بالمحاولة للمرة المائة وكانت النتيجه انعدام الرؤية واحساس بفقدان للسيطرة علي إدراكها كأنها تغوص داخل بحر من الظلمات وفجأه......دخلت بسبات عميق.
يا صيفي الاخضر يا شمسي
يا اجمل ... اجمل الواني
هل ارحل عنك وقصتنا
احلي من عودة نيسان
احلي من زهرة غاردينيا
في عتمة شعر إسباني
ذات الصوت... نعم هو نفسه لكن اين هو لم لم يقترب ولم يقف تحت الضوء فيحجبه عني؟
فتحت فمها لتناديه بسباتها الا ان الشفاه انغلقت وابت الكلام... فبكت لعله يسمع البكاء طالما لن يسمع النداء.
يا حبي الأوحد لا تبكي
فدموعك تحفر وجداني
اني لا املك في الدنيا
الا عينيك واحزاني
اقترب منها جسد بدون رأس فمدت يدها
لتمسكه،سمعته يقول:
أأقول احبك يا قمري
اه لو كان بإمكاني
فأنا إنسان مفقود
لا أعرف في الأرض مكاني
**********************
تسير بجوارها مرفوعه الهامه واثقة الخطي، كما كانت منذ أكثر من عقد من الزمن قبل أن تقتلع نفسها من هذه الارض لتبني لها حياه أخرى.
لا تعلم ما الذي حدث لها ولكنه ذلك الشعور المتدفق بالحنين داخلها يحمل تلك العباره ويقذفها باصرار بين ثنايا القلب فيتردد صداها في اذنها." كم اشتاقت لتلك الأرض! هنا تشعر بالعزه والكبرياء "
العزه والكبرياء.....صفتان انساها زواجها من مؤمن اياهما . نظرت لرفيقتها بالمسير واسترعتها هاتان العينان اللامعتان ببريق الزهو والفخر تابعت بعيناها اتجاه نظراتهما حتي استقرتا علي أرض زراعية خضراء مترامية الأطراف مقسمة الي اربعه أجزاء مربعة يمر بمنتصفها جدول افقي وآخر رأسي يتلاقيان بالمنتصف بدائرة كبيره تدور بشكل راسي تعمل علي سقايه الأرض، شردت فيما تراه كأنها...... جنه عدن امامها.
دون أن تنبس ببنت شفة نظرت الي والدتها متسائلة
اجابتها الاخيرة بتنهيده
"دي ارضي وارض شاهين يا أسمي"
علا وجهها الاصفرار وهي تتساءل
"ماما..... دي فلوس المكافأة؟"
للحظات لم تتفوه عاليا بكلمه بانتظار ان تزيل ابنتها سؤالها بكلمه أسف الا ان الاخيره كانت تنتظر الاجابه منها فقالت بهدوء شديد
"يظهر يا بنت شاهين عيشتك مع مؤمن نستك مين امك.... مش عاليا الصعيدي اللي تاخد تمن لاستشهاد جوزها وهو بيدافع عن ارضه وان كانت باسم مكافأة، هما عرضوها عليا وانا قلت لعدلي يومها يروح يشتري بيهم سلاح وياخد بتار شاهين الكافي......الارض دي انا اشتريتها بتعبي اشتغلت فيها بإيدي وهي فدان واحد ودلوقتي بقت 21فدان"
خيم الحزن علي صوتها وهي تتابع قائله
"من 12 سنه اتحطيت قدام مفرق طريق وكان قدامي يا أيأس واخواتك لسه في اول طريقهم، يا اتناسي حزني علي شاهين واكمل وكأنه موجود....... مجد كان لسه ليه سنتين في طب، وعز خلص كليه وسافر يكمل بره اشتغلت في الوقت اللي الكل كان مفكر اني مش هقدر ودلوقتي كل واحد عنده شغله ومراكز كل البلد بيحكوا ويتحاكوا فيها اللي دكتور واللي مهندس ومدرسة ومحاسبة وغيره وغيره..... وانا كبرت الارض وعملت مشغل كبير بيشتغل فيه بنات البلد كلهم وانا يادوب معايا الابتدائيه ..... انت بقي يا بتاعة الكليه عملتي ايه.... فين اسمي شاهين الكافي؟"
التفت اليها وامسكتها بقوة من ذراعيها وهي تقول
"انا هزمت حزني ويأسي بجهلي حولتهم لنجاح بإيدي مش بمساعدة حد بنيت رجاله تشتال بيوت وبنات يعتمد عليهم كل واحده في اخواتك بتبني جوزها وبتبني نفسها كمان.... انت بقي عملتي ايه؟"
كلام كالسياط يمزق جسدها تمزيقا، اصابها الخرس لا من حدته وانما من صدقه.... نعم اين هي من زوجها؟.
افاقت من شرودها علي سؤالها
"الشمعة اللي تحرق نفسها علشان تنور لغيرها بتدوب يا بنتي وتترمي لكن الشعله اللي بتحمي نفسها وتنور لغيرها تستمر طول العمر وانت......انت رضيتي لنفسك تكوني شمعه تتحرق."
حدقت بعينان ملتهبتان بالغضب وتابعت
"ساكته ليه؟.... يا خساره تربيتي فيكي"
خرج صوتها ضعيفاً متحشرجا من الالم وهي تقول
"انت قولتي ان البيوت اسرار وانا...."
قاطعتها متسائلة بالم
"اسرار؟.... عني أنا ؟...أمك؟! وعن نوران لا؟... لجأتي لخالتك وانا لا..... انا ربيتك كدا؟ بصي يا بنتي انا قلت ان البيوت اسرار اه لكن لو كنت جيتي زي اخواتك تزوريني انا بقلبي هعرف كل حاجه زي ما عرفت وساعتها هقدر احطك عالطريق من غير ما تتكلمي في اسرار"
طأطأت رأسها للاسفل وهي تقول
"انا آسفه انا غلطت....... لكن اللي يغفرلي اني حاولت"
ردت عليها بصوت ناعم لا يخفي فيه لمسه الغضب
"لا يا بنت شاهين..... مفيش حاجة اسمها حاولت.... انت لازم توصلي وتحققي هدفك مش تحاولي....بصي عالعود الاخضر دا لو شديته من ارضه وزعته في ارض تانيه هيحصل ايه"
"هيموت" اجابتها اسمي بتلقائيه فكان تعليق السائلة
"هيموت.... عارفه ليه؟ لانه ساب جدره في الارض فمش هينفع يخضر تاني من غير جدر... فهمتي"
حاولت ان تمنع دموعها المنهمره وهي تومئ برأسها ورفعت عينيها لتلتقي بنظره امها الحانية فغامت حدقتاها البنيتان بالدموع الموشكه علي السقوط والتوت شفتاها بابتسامه متألمه وهي ترتمي بين احضانها لتأخذها الاخري بين ذراعيها الممدودتين وهي تربت علي ظهرها بحنان وتقول بصوت غلبه البكاء
"ولادي اتربوا علي الكرامه والكبرياء ولازم يفضلوا بكرامتهم وكبريائهم _تناولت وجهها بين يديها وهي تتابع _رجعيلي اسمي شاهين عز الكافي بنت المقدم شاهين اللي رفض يبيع بلده و اثار بلده ومات وهو بيدافع عنها .... فهمتي"
اشارت برأسها وهي تكفكف دموعها وتقول
"فهمت ومن هنا مكان ما وقفت هكمل"
************************
فاق من نومته علي صوت دق عالي في الطابق الثاني فقام مغمض العينين غير متزن الخطي ليستطلع الامر، صعد السلم بصعوبة فائقة ودخل الي الغرفه مصدر الصوت فوجدها تدق مسمار في الحائط لتسند عليه لوحه مكتوب عليها "وكفي بالله وكيلا"
سألها هازئا
"هي وقعت تاني؟....يعني الحديد مش مستحمل الحبس بين الاسمنت وبيقع بلوحتك اللي مش بتفارقك وانت زي ما انت مش عاوزه تعرفي بالخسارة"
لم تبادل سؤاله بالجواب واعتبرته كأن لم يكن، بل ودارت بالغرفه تنظمها من بقايا الطرق، فقال بصوت هادر
"انت مش خايفه مني؟.....انت عارفه انا ممكن اعمل ايه؟"انهي عبارته بغمزه من عينه.
اجابته بهدوء
"الجسد فاني مهما اتلوث فهو مسيره التراب المهم هي الروح... انت تقدر تلوث روحي؟"
أصابه ردها بالخرس للحظات إلا أنه استعاد صوته وهو يقول:
"لسه لسانك زي ما هو يا بشاير.... بقولك ايه ما تيجي نتفق... انت تعرفي بعجزك قدامي وانا اسيبك لحال سبيلك"
مسكت كتاب الله بيدها لتنظفه وتطيبه وهي تقول
"لا يا ابن حافظ..... هخرج زي ما دخلت رافعه راسي للسما مش بنت العشرين تفضل نضيفة وبنت الستين تلوثها"
ضحك عاليا وهو يقول
"بنت.... صدقتي..... بس وضع وهيتغير.... ومش عاوزك تعتمدي علي اللي في ايدك"
اجابته باعتزاز
"انا معتمده على الخالق سبحانه وتعالى.... وعمري ما خسرت..... روح لحال سبيلك يارب ابن حافظ... ربنا يتوب عليك"
تركها بضحكه مرسومة علي وجهه ونار تلظي بداخله، تركها وهو يفكر من اين لها بتلك القوه التي تجعلها تقف امامه الند بالند وتكون لها الكلمه الاخيره دائماً.
*********
دارت بنظرها على الغرفة التي تقيم بها بالمشفي بعد ان حولتها لكومه من الفوضي ووقفت بعيناها امام بابها فوجدته واقفاً هناك ويلقي نظره ضاحكه عليها، فما كان منها الا ان هجمت عليه وحاولت ان تنشب اظافرها بوجهه لتمسح تلك النظرة عنه الا انه كتف يدها بيديه وحملها بقوه الي الخارج.
زادت من عنفها معه وهي تأمره ان يتركها فتركها تقف علي قدميها مواجهة له وقال
"مارريا، دلوقتي لازم تهدي وتسمعيني لو مفكرة انك لما تكسري شويه حاجات وتضربيني هتبقي احسن يبقي بتحلمي، انت دلوقتي وزي الناس العاقلة هتيجي معايا البيت وهناك هتفهمي كله حاجه"
صرخت باعلي صوت لها قائله
"بيتك!"
لم يكن ينتظر منها ردة الفعل تلك فسارع بتكميم فمها وهو يقول
"انت في مستشفي وامور العيال دي مش هنا..... وايوه هتيجي بيتي ولا نروح بيتك"
ومع نهايه جملته رفعت يدها لتنزل بها علي وجهه وهي تقول بعصبيه
"وبكدا تكمل صح.. انت اكيد مجنون لو مفكر انو انا هوافقك علي....." قاطعها متسائلاً
"هو فيه واحده بتعصي جوزها!؟!"
اتسعت عيناها علي وقع تلك العباره الصادمه ورددت بتساؤل
"جوزها؟!"
احكم قبضته علي يدها وقال وهو يقودها للخارج
"ايوه انت مراتي من 12 سنه يا بنت عمي… وهتيجي معايا و عمي بنفسه هيعرفك كل حاجه بالتفصيل"


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 01:01 AM   #39

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

صراااحة الرواية حدها حلوة و مشوقة بانتظارك في القريب العاجل

nessrine noussa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 08:06 PM   #40

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

الرواية بها الغاز كثيييرة بلييييز كملي

nessrine noussa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.