آخر 10 مشاركات
قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          162 - نجمة الريح - ساره وود ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-18, 10:37 PM   #421

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


دلف إلى القصر، و غضبه من تصرفات ياسمين يسيطر عليه، و لولا حبه لها، لكان له معها تصرف أخر، فليس فريد الجندي الذي يُعامل بتلك الطريقة !
تفاجأ بوالد زوجته و.. زوجته أمامه، ليزداد عبوس ملامحه..
فكيف خرجت من الغرفة ؟، و مَن الذي أعلم والدها و هو لم يتحدث معه حتى الآن ؟
و لكن سؤاله لم يكن يحتاج إلى كثير من التفكير، فبالتأكيد واحدة من الخادمات هي مَن ساعدتها.
" و أخيراً أتيت "، تعالت نبرة رانيا الغاضبة.
ليجلس أمامها هي و والدها بلا مبالاة، و يقول: " أرجو أن تكوني استمتعي الساعات الماضية، فالأيام القادمة لن تري فيها النور، لدرجة من الممكن أن تجعلِك تنتحرين ".
ليقول والدها بصرامة: " من الأفضل لك أن تنتبه إلى كل كلمة تنطقها يا فريد، حتى لا يزداد حسابك ".
ليقول بابتسامة ساخرة: " من الأفضل أن تنتبه أنت إلى حديثك معي، فحياة أبنتك و مستقبلها متعلق في يدي ".
ليصيح والدها بحنق، بينما هي تنظر إليه بحقد: " استيقظ يا فريد، ليست رانيا التاجي التي تتعلق حياتها بيد صرصور مثلك ".
ليننتفض فريد بعيون مشتعلة و وجه محتقن، و يهمس بفحيح: " صرصور مثلي ؟، حسناً سأريك هذا الصرصور ماذا سيفعل ! "
تعالى صوته منادياً على أحد حراسه، ليأمره: " خذها هي و ميرفت إلى المخزن القديم، أريدهما يعيشا أسبوع لم و لن يعيشاه في حياتهما، لكن أحرص أن تظلا على قيد الحياة، فلا زالت هناك أياماً تنتظرهما في السجن ".
ليتابع له بتحذير: " و أي تقصير في تعذيبهما، سأضعكم أنتم مكانهما ".
ليقول الحارس بملامح لا تعرف الرحمة: " أمرك سيدي ".
نظر والده إليهما بذهول، لتغلي الدماء في عروقه، و هو يرى ابنته تُسحَب أمامه رغماً عنها .
" اتركها يا غبي، كيف تمسكها بهذه الطريقة ؟ "
و ركض إلى أبنته ليحررها من يده، إلا أن فريد وقف في طريقه، مانعاً إياه من التقدم منهما، و قال بمكر:
" أرى أن تترك أبنتك الآن، و تتفرّغ لما هو أهم، حتى لا تعلن إفلاسك خلال ساعات ".
ليشحب وجه الرجل، و يردد بذهول: " ماذا.. إفلاسي ؟ "
ليبتسم فريد بانتقام، و يقول بلا مبالاة: " ألم أخبرك ؟، لقد قطعت كل العلاقات التي كانت تربط بين شركتي و شركتك، بالإضافة إلى شراء بعد الأسهم من شركتك، مما وضعها في وضع حرج ".
لتتعالى نبرة والدها بغضب: " ماذا ؟، كيف فعلت هذا ؟، و متى ؟ "
ليقول فريد بنبرة حادة: " ماذا كنت تعتقد إذاً ؟، سأترك أبنتك تحيا كما تريد بعد ما فعلته بزوجته و أبني ".
لتصيح رانيا بانهيار: " أنت.. أنت فعلت كل هذا، مع أنه من المفترض أن ننتقم نحن منك..
تزوجت عليّ، ظلمتني، و بالأخير تنتقم مني لأنني أردت الإنتقام لكرامتي ! "
ليقول مدافعاً عن نفسه: " أنتِ السبب في هذا، أنتِ مَن جعلتني ألجأ لخيانتِك بإهمالِك لي و.. ابتعادِك عني..
لذا لا يحق لكِ محاسبتي عندما أجد الفتاة التي تهتم بي و تُشعرني بمعنى العائلة الذي افتقدته معِك ".
ليتدخل والدها معاتباً إياه: " حتى لو، كان يجب أن تنصحها، تتحدث معها، لا تتزوج عليها ! "
و إلى متى كان سيظل ينصح و يتحدث ؟
خمس سنوات و أكثر مرت منذ زواجهما، عانى فيها الكثير، و طلب الكثير و الكثير، إلا أنها لم تكن تبالي به، و كانت مصرة على آرائها..
حتى طفل صغير حرمته منه، بعذر أنهما لا زالا في بداية حياتهما، و هي تريد أن تستمتع..
و أي بداية هذه و هو يكاد يُقارب منتصف الثلاثينات !
سأم منهما و من محاولاتهما لجعله المخطئ الوحيد، و كأنها هي ملاك لم ترتكب أي جرم في حقه، فأشار لحارسه ليأخذها، و قال قبل أن يصعد لغرفته:
" صدقيني يا رانيا، لولا أحدهم أخبرني ألا أتهور كي لا أفقد طفلي، لكان لي معك تصرف أخر ".
ليحاول والدها تحريرها، و هو يقول: " صدقني، أنا مَن سيكون لي معك تصرفاً أخر إن لم تتركها، و سأبلغ عنك الشرطة ".
وصل فريد إلى أعلى الدرجات، ليلتفت إلى والدها، و يقول بتحدي: " إن استطعت امتلاك دليل ضدي يثبت أنني فعلت شئ لأبنتك، سأعطيك أموالي كلها، لا تقلق سيدي، كل شئ مرتب، و الرجال الذين ساعدوا أبنتك في اختطاف زوجتي و أبني سيعترفون أنهم مَن عذبوها لأنها لم تعطهم الأموال التي طلبوها..
كما أنني للمرة الثانية أنصحك بأن تذهب و ترى أعمالك، حتى لا تلحق أبنتك في السجن المجاور ".
و أردف، قبل أن يشير للحارس أن يأخذهما: " و للعلم، لقد طلقت أبنتك بالثلاث ".
ثم صعد إلى غرفته لينام، متمنياً أن يأتي الصباح سريعاً، فيرى حلوته و أبنه.
**********
صباح اليوم التالي
طرق على باب منزل إسلام بنفاذ صبر و.. اشتياق كبير إلى حلوته، على الرغم من كل مما فعلته معه، و تصرفاتها الغريية !
استقبله إسلام بترحيب، و أخذه إلى غرفة الضيوف- التي تجلس فيها-
تألم قلبه و هو يرى ملامحها المجهدة، ليقترب منها.. و يحبط وجنتيها هامساً بعتاب:
" ألم تنامي جيداً حلوتي ؟، لِمَ وجهِك أصفر ؟ "
تعلقت نظراتها الضائعة.. بنظراته الحنونة، لتقول بنبرة غريبة: " طلقني فريد ".
انزلقا كفيه من على وجنتيها ببطء، و هو ينظر إليها بعدم تصديق، ليسألها بشك:
" ماذا.. ماذا قولتي ؟ "
لتكرر بنفس النبرة: " طلقني..
أنا لم أوافق على توثيق عقدنا إلا من أجل طفلي، من أجل أن يكون له اسماً، و يعيش مرفوع الرأس..
لكنني لا أريدك، طلقني ".
لم يناقشها، بل بقت نظراته معلقة بنظراتها، تتوسلها.. تطلب منها نفي حديث اللسان، تحاول فهم سبب مطلبها.
و بعد فترة ليست بقليلة، مال على شفتيها مقبلاً إياها بتوديع، ثم ابتعد، و همس:
: " أنتِ طالق حلوتي ".
**********
" صباح الخير ".
ابتسامة جميلة ارتسمت على محياها، و هي ترد على تحيته.
ليسحب المقعد، و يجلس أمامها، و هو يسألها: " كيف حالِك اليوم ؟ "
ردت بمرح: " جيدة جداً، كيف حالك أنت ؟ "
ليعبس بملامحه بضيق مصطنع، و يقول: " جيدة جداً !..، كل هذا لأنني سأسافر ".
لتنقلب ملامحها في لحظة، و تسأله بحزن تمكن منها: " ستسافر ".
ليستند بذقنه على كفه، و يقول و هو يتأملها: " للأسف، صديقي أعتذر عن رحلته، و مضطر أن آخذها مكانه ".
لتطرق برأسها تخفي عنه حزنها، و تهمس: " أوه نعم، تذهب و تعود بالسلامة إن شاء الله ".
لم يخفى حزنها عليه، و تساءل بداخله، إن كانت حزينة على فراق صديقها، أم أنها تشعر اتجاهه ما يشعر هو به !
استمر الصمت للحظات، فلا هي رفعت وجهها و عادت لمرحها، و لا هو كف عن تأملها و تحليل دواخلها.
ليأتي صوت أنثوى مرح، قاطعا صمتهما: " الكابتن نادر شخصيا هنا، ما هذه المفاجأة ؟ "
زوجان من العيون ارتفعا لها في نفس اللحظة، مع اختلاف النظرات..
فنادر كان يحاول تذكر أين رآها من قبل، و ليندا كانت تنظر لها بغيرة لأول مرة تشعر بها على نادر !
" أنتِ قريبة أحمد، أليس كذلك ؟ "
سعدت الفتاة بتعرفه عليها، لتقول بتأكيد مرح: " نعم أنا، لكن ما اسمي ؟ "
ليعقد نادر حاجبيه محاولا التذكر، و ليندا تنظر إليه بعيون مشتعلة.
" سوما ؟ "
لتبتسم الفتاة بقوة، ابتسامة ودت ليندا لو تمحيها لها في التو و اللحظة، و قالت:
" سهام، لكن جيد أنك تتذكر ( سوما )، فأنا لا أحب أن يناديني المقربين مني بأسم غيره ".
المقربين منها !
طبعا، يجب أن تقول هذا و هي تراه لا يتذكر إلا أسم دلالها !
لا تعلم لِمَ الغيرة تأكل قلبها، فبالنسبة لها نادر ابن زوجة والدها و فقط، و هي لا تحب غير علاء !
لكنها نحّت هذه الأقكار جانباً، و ركزّت مع الفتاة التي أخذت تتحدث مع نادر بأريحية:
" لقد تفاجئت عندما رأيتك، حتى أنني بقيت للحظات أستوعب أنك أنت حقاً، فعلى حسب معلوماتي، أنت لا تأتي إلى النادي كثيراً.
حسناً، من الواضح أن الموضوع جدي، و هذه الفتاة حقاً معجبة بأبن زوجة والدها، لدرجة أنها بحثت عما يحبه و ما لا يحبه !
قبضت كفها بدون شعور، و هي تراه يبتسم إلى تلك ال ( سوما )، و يقول:
" هذه حقيقة، و لكنني جئت من أجل صديقة عزيزة ".
طعنت الكلمة قلبها، و جلبت الحزن إليه..
يا إلهي، لِمَ لا يراها الجميع إلا صديقة ؟
أ هي سيئة إلى هذه الدرجة ؟، فلا ينظر إليها أحد !
الدموع التي تجمعّت في مقلتيها، جعلتها تنهض بلا تفكير، و هي تقول دون أن تنظر إليه:
" لقد تذكرت موعداً هاماً، يجب أن أغادر ".
و دون أن تمنحه فرصة الرد، سارعت بخطواتها مبتعدة عنهما.
ليقفز نادر ليلحق بها، بعد أن أبتسم لسوما بإحراج، و هتف بعجلة:
" أعتذر، لكن عليّ الرحيل، سعدت بلقائِك ".
ليبتعد بعدها دون أن يستمع لردها، فتزم الفتاى شفتيها بأسى، فمن الواضح أن لا فرصة لها معه، فقلبه.. مشغول بأخرى !
**********
توقف بعصبية، و هو يرى سيارتها تبتعد عنه، الغبية، لِمَ رحلت بهذه الطريقة ؟
أ يمكن أن...؟
هز رأسه باعتراض، رافضا تأمل شئ من الممكن ألا يحدث، ليتعالى صوت بداخله، باعثاً الأمل إلى قلبه:
" و لِمَ لا ؟، بالعكس.. من الواضح أنها تحمل اتجاهك مشاعر خاصة، و رحيلها بهذه الطريقة منذ دقائق أكبر دليل على حبها لك و غيرتها عليك ".
و يتابع مقنعاً إياه: " و لِمَ نبني الأمر على مجرد افتراضات ؟، لِمَ لا تتخذ خطوة إيجابية تجعلك تعرف رأسك من قدميك، و تحدد حياتك القادمة كيف ستكون ؟ "
و بتصميم.. صعد إلى سيارته، و أدارها متجهاً إلى منزل والدته و زوجها.
**********
أما هي، فحمدت الله أنها لم تجد مريم في طريقها، و أسرعت إلى غرفتها مغلقة الباب خلفها، لترتمي على سريرها و تبكي بقوة.
لتهمس لنفسها من بين شهقاتها: " أنا لِمَ أبكي ؟
أنا لا أحبه، إنه مجرد صديق عوضني ابتعاد علاء، لكن حب لا ".
وضعت يدها على قلبها تستشعر نبضاته السريعة، لتتابع: " لِمَ تنبض بهذه السرعة ؟، لِمَ شعرت بالغيرة عندما رأيته يتحدث و يبتسم لها ؟
استيقظ، لا أحد سيراك في مكانة غير الصداقة، فلا تتعب نفسك كل فترة بالنبض لشخص من المستحيل أن يلتفت لك ".
أغمضت عينيها بقوة، سامحة لأخر دمعة بالهبوط، قبل أن تمسح باقي دموعها بتصميم على عدم البكاء.
استلقت على ظهرها، و رغماً عنها تذكرت الأيام الماضية، و كيف تقرّب منها و تطورت علاقتهما، لقد كان وجود والدته في منزلها أكبر دافع لمجيئه الدائم، و شيئاً فشئ تطورت علاقتهما و لقائتهما، حتى باتت تشمل المنزل و خارجه.
همست لنفسها بتأنيب: " أنتِ ترتكبين نفس الخطأ مرة أخرى يا ليندا، تقتربين من نادر و تتعلقين به، في حين أنه لا ينظر لكِ، و في الأخير ستبكين عليه، كما بكيتي على علاء من قبل ".
لتتابع بعدها بتصميم: " لا أنا لا أحبه، لست متعلقة به، إنه مجرد صديق، مجرد صديق ".
و غفت و هي تردد هذه الكلمات، لكن دون اقتناع !
**********
منذ أن ألقى عليها الكلمة بكل بساطة و غادر، و هي لن تكف عن البكاء، بكاء لا تعرف سببه !
فلقد قضت الساعات الماضية في التفكير، تفكير عميق جدي، لتتوصل في الأخير أن فريد لم يوثق زواجه منها إلا من أجل الطفل، و لولا هذا لكانت استمرت زوجة سرية.. مخفية.. لا يعرفها الناس !
إحساس أنها رخيصة، أنها بالنسبة إليه ليست إلا نزوة، استحوذ على عقلها، لتتوصل إلى القرار المناسب، ستتطلق منه، ستتخلص من هذا العار الذي يتلبسها، ستصبح حرة.. نظيفة.. غير ملوثة !
لا تنكر أن شجاعتها لإتخاذ هذا القرار كانت بفضل وجود صديقاتها و عائلتهن بجانبها، فلقد شعرت أنها ليست وحيدة، و أن فريد إن حاول إجبارها و السيطرة عليها- كما فعل من قبل - سيكون هناك مَن يتصدى له.
لكنها في أبعد خيالاتها، لم تكن تتصور أن فريد سيمنحها حريتها بهذه البساطة.. دون أن يرف له جفن !
مالت على طفلها، لتهمس و دموعها تغرق وجنتيها: " أنا لست خائفة إلا عليك، لكن أعدك أنني سأهتم بك، لن أجعلك تذوق الحياة التي ذقتها، سأعوضك عن غيابه، و لن أجعلك تحتاج إلى شئ ".
لتقبله بعدها، و هي تهمس: " لا تخاف حبيبي، سأفعل المستحيل لأحافظ عليك ".
اعتدلت و هي ترى الباب يُفتَح، و صديقاتها الثلاثة يدلفن إليها.
جلست ريناد بجانبها، لتمسح دموعها بحنو، و تهمس: " لا تبكين، هو لا يستحق دمعة من عينيكِ ".
لتقول ياسمين بابتسامة مصطنعة: " كيف سأبكي و أنا مَن طلبت الطلاق، إنها دموع.. دموع ".
و صمتت حائرة، فهي نفسها لا تدرك سبب بكاءها هذا !
لتحتضنها ريناد متفهمة ما يدور بداخلها، و همست لها بمواساة: " إن كان يحبِك حقاً لن يتركِك، و سيفعل المستحيل ليعود إليكِ ".
كانت تتفوه بتلك الكلمات لنفسها قبل ياسمين، علها تقتنع أن بشار لم يحبها يوماً، و أنها يجب أن تنساه و تخرجه من حياتها !
لتقول ياسمين بنبرة غريبة: " لكنه تركني بالفعل، أي أنه لا يحبني ".
لتبتعد ريناد، و تقول و هي تنظر في عينيها بقوة، تريد منحها إلى صديقتها: " هذا معناه أنه لم يجمل لكِ أي مشاعر، و هكذا شخص، لا يجب أن تبكي عليه ".
أومأت ياسمين باقتناع، هاتفة لنفسها.. أنها هي حتى لا تحمل لفريد أي مشاعر.
" ريناد، أنا سآتي للعيش معِك، ريثما أرى ماذا سأفعل ".
ضربت ريناد فخديها، و هي تقول بأسى مصطنع: " أنتِ أيضاً ما شاء الله، غرفتي أصبحت ملاذ لكن ".
لتقول تسنيم بمرح: " رغماً عنكِ، و إن لم تكفي عن التذمر سنطردِك نحن منها ".
لترفع ريناد أصبعها، و تقول بخبث: " أنتِ خصيصاً لا تتحدثي، حتى لا أفضحِك و أحكي لهما عما فعلتِه مع مازن ".
لتقول تسنيم بارتياب: " و ماذا فعلت ؟! "
لتسارع لارا بمرح: " نعم، احكي لنا ما حدث ".
أطلقت ريناد تنهيدة حالمية، قبل أن تقول: " بعد أن أوصلاني إلى منزلي أمس، لم يرضى مازن أن يتركها معي لحالها، بعذر أنه خائف عليها، لكن من الواضح أنه كان... مشتاق "، مطت كلمتها الأخيرة و تنهيداتها تزداد.
لتقترب لارا من صديقتها، و تهمس لها بترقب: " ماذا فعلتما عندما وصلتا البيت ؟ "
التقطت تسنيم الوسائد، و ألقتها عليهما، و هي تقول: " أنتما قليلتي أدب، و أفكاركما منحرفة ".
لتتعالى ضحكات ياسمين، و تقول بمرح بدأ يتسرب إليها من صديقاتها: " واضح جداً أنهما قليلتي أدب، و ليس أنتِ ".
لتتذمر بطفولية: " حتى أنتِ يا ياسمين تقفين معهما ".
" أ تريدين إقناعي أنه لم يحدث شئ من هنا أو من هنا "، قالتها لارا و هي تغمزها.
لتتورد وجنتي تسنيم، و هي تتذكر القبلة التي كانت على وشك الحصول عليها، فتشير إليها لارا بظفر، و هي تصيح:
" هاه أرأيتم ؟، توقعي صحيح، و الندلة لا تريد أن تحكي لنا ".
لتلتقط تسنيم الوسادة مرة أخرى، و تلقيها عليها، فتبادلها لارا بضحك، و تشاركهما ياسمين و ريناد، التي نجحت في إخراج صديقتها من حزنها.
**********
تجهّزت هي و طفلها للذهاب إلى منزل ريناد، عندما صدح رنين جرس الباب، فقفزت تسنيم قائلة: " هذا بالتأكيد مازن ".
ليتفاجئوا الفتيات بدخول إسلام و خلفه... فريد !
نظرن الثلاثة إلى صديقتهما، التي حدقّت في فريد ببلاهة و عدم تصديق.
لتبادر لارا بالقول: " أنت، ما الذي جاء بك إلى هنا مرة أخرى ؟ :
تجاهلها فريد، و اقترب من السرير المستلقية ياسمين عليه، لينحني إلى طفله، قريباً منها.
توترت ياسمين و ابتعدت عنه، إلا أنها لم تستطع الإبتعاد كثيراً، فأنقذتها لارا، مكررة:
" يا أنت، رد عليّ ".
ليهتف ببرود، و نظراته معلقة على طفله: " جئت لأرى طفلي، و أحضرت له بعض الأغراض، أم أن هذا ممنوع ! "
ثم التفت إلى ياسمين، ليقول بنبرة ذات معنى: " سآتي لزيارة طفلي و الإطمئنان عليه كل يوم، و سألبي كل احتياجاته ".
لتسيطر ياسمين على انفعالاتها الداخلية، و تقول بهدوء: " جيد، و هذا أفضل، فأنا لا أريد لطفلي أن يذوق نفس الحرمان الذي تذوقته ".
ليبتسم فريد بغرابة، و يعدها بداخله: " و سأعوضِك عن هذا الحرمان حلوتي، أعدِك ! "
صدح رنين جرس الباب مرة أخرى، لتقول تسنيم بتأكيد: " هذه المرة مازن بالتأكيد ".
و بالفعل، ثواني و دلف مازن إليهم، ليحييهم بمرح: " مساء الخير عليكم ".
ليتوقف في مكانه مصدوماً من رؤية فريد، فعندما هاتفته تسنيم، أخبرته أن فريد طلّق ياسمين، فماذا يفعل هنا إذاً ؟!
نظر إلى حبيبته بتساؤل، لترفع كتفيها بعدم فهم، فحتى هي صُدِمت من عودة فريد المفاجأة.
" كيف حالك فريد ؟ "
ليرد فريد، و هو مازال منشغل بطفله: " بخير مازن، كيف حالك أنت ؟ "
تمتم مازن ب ( خير )، قبل أن يقول: " هل أنتن جاهزات يا فتيات ؟ "
لتقول ياسمين: " نعم ".
نظر لها فريد باستغراب، إلا أن السؤال انبعث من إسلام: " إلى أين ؟ "
لتجيبه ياسمين بحرج: " سأذهب لمنزل ريناد، لقد أتعبتكم معي كثيراً عمي ".
ليعترض إسلام بنبرة لا تقبل النقاش: " لن تتحركي من هنا، أنتِ بحاجة إلى الراحة ".
لتهمس باعتراض واهي: " لكن سيدي ".
ليقاطعها إسلام بقوة: " لا يوجد لكن، بعد أن ترتاحين و تستردين صحتِك اذهبي إلى أينما تريدين، أما الآن فلا ".
لتستسلم له ياسمين، و ينظر له فريد بامتنان، فحلوته بحاجة إلى وجود أناس بجانبها يساعدوها و بكونوا معها هذه الفترة.

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 10:41 PM   #422

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

شكراً لكل واحدة باركتلي على تميز الرواية، الله يبارك فيكم حبيباتي و شكراً بجد لأنكم اسعدتوني جداً بحماسةم و تفاعلكم طوال نشر الرواية..
كانت رحلة جميلة استمتعت بيها و أتمنى أنتوا كمان تكونوا استمتعتوا..
موعدنا يوم الاثنين إن شاء الله مع الجزء الثاني من الفصل الأخير و الخاتمة


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 11:47 PM   #423

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 627
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

سلام...سلمت الأنامل الذهبية ...بالتوفيق ....بالانتظار

Shadwa.Dy متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-18, 12:32 AM   #424

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروك التميز، الرواية رائعة وبتستاهل،
وانتي كاتبة مميزة بتستاهلي. الفصل روعة جدا
اعتقد فريد طلق ياسمين عشان يتقدم لها كما ينبغي،
ويعوضها عن اللي عمله فيها ويرد لها كرامتها،
مازن مجنون رسمي، عايز ابوه يعتذر منه عشان قاطع
القبلة😂😂😂، هيجنن طه😂😂، بشار ايه اللي هيحصله،
وممكن امه تلين بعد الحادث اللي حصله؟


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-18, 12:02 AM   #425

مى علاء حسن

? العضوٌ??? » 436769
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » مى علاء حسن is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

مى علاء حسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-18, 10:13 AM   #426

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
Rewity Smile 3 star

اصاير 😲😲
جنت داخله مستشفى وستوني قرريت البارتات
صراحه مبدعه
فصلين مو طبيعيات
خاصه من انخطفت ياسمين اجيت ابجي 😔
وفريد راد يبد بدايه صحيحه من ياسمين من طلقها
بشار شيصير اله ورا الحادث
ودنيا كون تتعفن بالسجن شلون حقيره هي وميرفت
واخيرا اقول الف الف مبروك على الوسام ❤❤❤❤
واتمنى لكي التوفيق 😘


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-18, 11:31 PM   #427

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف مبروك التميز وموفقة دوماً بإذن الله.
لو يمحتي اليوم الإثنين أين الفصل ؟
تحياتي


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-18, 11:43 PM   #428

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضووووور في انتظارك🌷🌷🌷🌷🌷

ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-18, 12:01 AM   #429

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

مساء الخير
اعتذر على التأخير بس النت كان فاصل من الصبح، نسيت ادفع الفاتورة 😂😂😂
سيتم تنزيل أخر جزء من الفصل الأخير و الخاتمة حالاً ❤❤


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-18, 12:05 AM   #430

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

تابع الجزء الأخير
استلقى على السرير الذي لطالما جمعهما، و هو يفكر ماذا سيفعل معها الأيام القادمة، فمن الواضح أن المشوار سيكون طويل ! "
فهو لم يطلقها إلا لأنه رأى في عينيها حاجتها لإعادة كرامتها، لاكتساب الثقة، لم يرغب أن يقضي معها الباقي من عمره و هو يرى نظرة الإنكسار في عينيها، لم يرغب أن يقترب منها، فيتسرب إحساس الذل الذي تشعر به إليه !
يريدها قوية.. عاشقة.. مسلّمة ..
لهذا منحها ما تريد، و لكنه لن يستسلم إلا عندما يُعيدها، فحلوته مكانها في.. أحضانه.
**********
يوم زواج طارق و أسيل
نظرت إلى نفسها في المرآة بحدقتي لامعتين، ها هي أخيراً ترتدي الفستان الأبيض لحب حياتها، حبيبها الذي ظنت أنها من المستحيل أن تكون له !
ملسّت على فستانها ببطء، تستشعر ملمسه، ذلك الفستان الذي طلبه لها عمها خصيصاً من أشهر مصممي العالم.
و من خلفها، تعالت الزغاريد من زوجة عمها و أبنة عمها- أريج - و التي قد أتت من الخارج هي و زوجها لحضور حفل زفافها.
انتهت أريج من إطلاق الزغاريد، لتحتضن أسيل، مباركة لها بصدق:
" مبارك لكِ حبيبتي، أنا سعيدة جداً من أجلِك، من أجلكما ".
لتهتف أسيل، و ابتسامة حلوة تزيّن شفتيها: " شكراً لكِ أريج، و أنا سعيدة لأنكِ تمكنتِ من الحضور ".
لتقاطع سعاد حديثهما، و هي تقول بسعادة: " العريس وصل ".
تسارعت نبضات أسيل، و سيطر التوتر عليها، و توردت وجنتيها و هي تراه يقترب منها بحلته السوداء الرسمية، لتطرق برأسها بخجل و هي تراه على بعد خطوة منها.
**********
تأملها بانبهار، و أخيراً هذه الصغيرة.. الجميلة أصبحت ملكه، يا إلهي، كم أهدر من أيام كان ليقضيها بسعادة، لولا حماقته !
اقترب مغمضاً عينيه، ليقبل جبينها ببطء، ثم يهمس بصوت لا يسمعه سواها، و شفتيه مازالت تلامس جبينها:
" ساعات فقط يا أسيل، ساعات و سأحصل عليكِ ".
ليزداد تورد وجنتيها، و هي تفكر فيما من الممكن أن يفعله بها، فتتراجع عدة خطوات للخلف، منهية قبلته الطويلة !
تعالت الزغاريد من حولهما مرة أخرى، ليمد لها ذراعه كي تتأبطه، فترفع ذراعها، مستجيبة له بخجل.
تحرك بها، و الزغاريد و الأغاني تتعالى من حولهما، ليصعدا إلى السيارة- و التي يقودها إسلام - و ينطلقوا نحو القاعة.
**********
في أجمل أحلامها لم تكن تتوقع أن ليلتها ستكون بهذا الجمال، أو ربما هي تراها جميلة، لأن طارق هو مَن يشاركها فيها !
سحبها إلى منتصف القاعة، ليؤديا معاً رقصتهما على موسيقى هادئة.
حاوط خصرها، مقرباً إياها منه بطريقة أربكتها.. و اقشعر لها جسدها.
فمال على أذنها، هامساً بخبث و.. بنبرة عالية قليلاً.. كي تصل إلى مسامعها:
" إهدأي حبيبتي، لازال الوقت مبكراً على الإرتباك، مبكراً جداً ! "
لتتورد وجنتيها، و يزداد ارتباكها، فتستعطفه بلا شعور: " طارق لا تُخيفني ".
فيُتابع بجرأة: " لا تخافي حبيبتي، سأكون حنوناً معِك و لن أؤلمِك ".
اشتعل وجهها أكثر، و سددت له لكمة على صدره، بقبضتها الصغيرة، فتتعالى ضحكاته..
و الناس من حولهما ينظرون إليهما بفضول، متمنين أن يعرفوا ما يقوله لها ليُخجلها هكذا !
" أعدِك أن تكون ليلة مميزة، و لن.. ".
أنقذها من وقاحته و كلماته الجريئة، صوت عمها المشاكس: " ماذا تقول لصغيرتي يا ولد لتحعل وجهها مثل ثمرة طماطم طازجة ؟ "
ليتوقفا عن الرقص، و ينظر طارق إلى والده، هاتفاً بمرح: " هذه أسرار زوجية يا أبو طارق، لا أستطيع الإفصاح عنها ".
لتتعالى ضحكات محمد، و يقول: " أسرار زوجية، أنتما لم تدلفا منزل الزوجية بعد حتى تكون هناك أسرار ! "
ليسحب أسيل منه، و هو يقول: " هيا ابتعد، أريد أن أرقص مع صغيرتي ".
ليتذمر طارق باعتراض، إلا أن محمد لم يبالي به، و رقص مع أسيل.
**********
تمسكت بأحضانه، و ترجّته بخوف: " أرجوك عمي، خذني معك ".
سحبها طارق بقوة، لترتطم بصدره، و هو يقول بنفاذ صبر: " إلى أين تريدين الذهاب بالله عليكِ ؟ "
لتبتعد عنه، قائلة بتصميم: " سأهبط مع عمي إلى الشقة، و إن لم ترد المجئ معنا، يمكنك قضاء الليلة هنا ".
يقضي الليلة لحاله، ما شاء الله !
هتف بوقاحة، غير مبالي بوجود والديه و شقيقته: " و كيف سأدخل و أنتِ في شقة و أنا في شقة ؟ "
شهقت شقيقته خجلة من كلماته، ليضربه والده على كتفه، و هو يقول بصرامة: " احترم وجودنا يا ولد ".
ليتذمر هو: " أ لا ترى ما تقوله يا أبي ؟ "
اقتربت منها سعاد، لتضمها بحنو أمومي، جعلها تتحسر على تلك التي نسيتها منذ زمن، و لم تحاول الإقتراب منها أو الإتصال بها !
" لا تخافي حبيبتي، سيكون كل شئ بخير، و مع شروق الشمس ستجدينني عندِك لأطمئن عليكِ ".
و تابعت مازحة: " لكن أتمنى أن تستقبليني أنتِ وقتها، و لا تختلقي الأعذار لطردي ".
ثم قبلتها، و سحبت زوجها و ابنتها، و هي تقول: " لنتركهما لحالهما ".
أُغلِق الباب عليهما، ليتنهد طارق براحة، سُرعان مازالت، و هو يستمع إلى صوت شهقاتها !
يا إلهي، كل هذا خوف !
حاوط وجنتيها، و همس بحنو: " لِمَ تبكين حبيبتي ؟، لا تخافي أنا لن أجبرِك على شئ ".
لتقول ما لم يتوقعه، و الدموع أنهار على وجنتيها: " تمنيت أن تكون أمي معي، أ لا يكفي أن أبي ليس موجوداً ؟ "
صمت للحظات لا يعرف كيف يواسيها، ليسحبها إلى أحضانه، مربتاً على ظهرها بحنو، ثم همس:
" والدِك سعيد لأنه يراكِ سعيدة، أما والدتِك ".
ليصمت محاولاً إيجاد كلمات مناسبة، ثم يقول باقتناع: " والدتِك هي مَن خسرتِك، و ليس العكس ".
ثم تابع بمرح محاولاً إزالة غمامة الحزن التي سيطرت عليها: " أنا فقط أريد أن أعلم مَن نظر لي في الليلة !
من الواضح أنني لن أذق دخلة و لا صباحية ".
قهقهت بخفوت، و سددت له لكمة على صدره، و هي تهمس: " توقف عن قلة الأدب ".
ليشاركها الضحك، و هو يقول: " قلة أدب !..، أنتِ زوجتي يا غبية ".
ليلتقط كفها، و يُردف: " ثم أن صدري هذا الذي تسددين له اللكمات، ستطلبين النوم عليه فيما بعد ".
لتردد مرة أخرى: " قليل الأدب ".
رفع حاجبيه باستنكار، و هتف: " حتى في هذا قلة أدب ! "
ليفتح أول أزرار قميصه، و هو يقول بخبث: " سأريكِ كيف تكون قلة الأدب حبيبتي ".
توسعت حدقتيها بخوف، و قالت: " ماذا ستفعل ؟ "
و في لحظة، كانت محمولة بين ذراعيه، و صوته المشاكس يصل
إلى أذنها: " سأفعل الكثير و الكثير ".
أخذها إلى غرفة النوم، ليضعها على السرير، و يقترب منها و يهمس:
" تريدين قضاء الليلة في شقة عمِك ؟، سأجعلِك تندمين على هذا ".
ليأخذها بعدها إلى عالمهما الخاص، و تندم أسيل بالفعل على طلبها !

يتبع

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.