آخر 10 مشاركات
ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          80- لعبة من يخسر يربح- بيني جوردان -روايات عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          80 - العذراء والمجهول - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          7- جنة الحب - مارى فيراريللا .. روايات غادة (الكاتـب : سنو وايت - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-18, 11:58 PM   #401

Huyaam

? العضوٌ??? » 410697
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 58
?  نُقآطِيْ » Huyaam is on a distinguished road
افتراضي


Thanxxxxxxxx xxxxxx

Huyaam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-18, 11:23 AM   #402

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 4 والزوار 15)

‏موضى و راكان, ‏dina adel, ‏Diacono, ‏snan




لست معك كاتبتنا العزيزة فى أن أمير أنقذ لارا من براثن الاسد بل أنقذها من براثن ذئب وضيع فلا

تعلى من شأن خالد بتشبيهه بالأسد



فصل ممتع ملىء بالسعادة لكن الشر يكمن فى أخر سطوره

بالله عليك خلصينا من رانيا و مرفت دول بلاوى بعيد عنك

ههههههههههههههههه




موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 06:35 PM   #403

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
Rewitysmile15 star

فصل جميل جدا 😘😘
سعدت من التخلص من القذر خالد
اتمنى ان ارى لارا ان تندم حقا لرفضها امير
لانها الى الان ترفض العتراف بخطأها تجاه امير
تأثرت بلقاء الصديقات جدا
فريد وسعيه لاسعاد ياسمين 😍😍
لكن هذا لايبرر مافعله وارجو كيف سيطلب من ياسمين مسامحته
مازن تغير جذري بالكلام 😅😅
وما خطت الطبيب لابعاد خوفه من الفقدان
واخيراااا
خطب طارق اسيل
لكن كل هذه الاحداث السعيده بعدها شعرت بالخوف
دينا وما تخطط
حقيره هي وخدامتها
بالانتصار ❤❤💙💙


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 02:56 AM   #404

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

يختاااااي شو هاي القفله ميرفت الواطيه الجاسوسه ومرته لفريد بدهم يقتلو الطفل حقيرات
اخيراً بعد فراق للاصدقاء انجمعو مع بعض المشهد كتير مؤثر والفضل لفريد كم هو انسان رائع وياسمين الله عوضها في
طارق اويليييي زغروووطه للزواج لوووووويش💃💃💃
خالد حقييييييير عفن بالسجن ياواطي
تسلم اناملك ايوش الفصل روووعه😘😘❤❤


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-18, 09:29 PM   #405

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل التاسع و الثلاثون ( ما قبل الأخير )
دلف إلى قصره بتأفف، فلقد عادت رانيا .. أي أنه لم يستطع زيارة حلوته و المكوث معها كما كان يفعل .
وجدها جالسة على الأريكة تعبث في هاتفها، ليقول من دون نفس:
" حمداً لله على سلامتِك " .
قفزت فور أن سمعت صوته، و أسرعت محتضنة إياه، قائلة:
" حبيبي .. اشتقت لك " .
ابتعد عنها مبتسماً بسماجة، و قال بكذب: " و أنا أيضاً " .
ثم أردف بحذر: " سعيد بعودتِك، فلقد توقعت أن الرحلة ستستمر لأشهر طويلة " .
لتقول بدلال: " هي بالفعل كذلك، و لكن شوقي إليك انتصر، فأوقفت الرحلة قبل أن أصل إلى منتصفها .. و عدت إليك " .
لتملس على وجهه، و تقول بإغواء: " ألم تشتاق إليّ حبيبي ؟ "
بل اشتاق لأخرى لم يتركها إلا منذ دقائق، عندما هاتفته رانيا مخبرة إياها بعودتها، اشتاق إلى تصرفاتها و براءتها .. حلاوتها و ابنها التي تحمله في أحشاءها ..
ليتأوه بداخله: " أها يا حلوتي، أتوق لضمِك في أحضاني " .
أيقظه من شوقه صوت الأخرى: " فريد " .
ليعود بجسده .. جسده فقط إليها، بينما روحه مازالت مع الأخرى، ليتجلد بالصبر، فلم يعد يتبقى الكثير .. و ستخرج رانيا من حياته، و يكونا روحه و جسده .. ملكاً لحلوته فقط !
**********
ها قد انتهت أيام العدة، و عليها مغادرة منزل وحيد و أطفاله، أو أن .. تعود إليه على الرغم من اعتراض الصغير، و هي لا تريد ذلك، تريد أن تكون زوجة لوحيد بموافقة و ترحيب أطفاله، ليس كالمرة الأولى عندما تزوجا على الرغم من اعتراض تيم، و كانت النتيجة طلاقها !
تنهدت بقوة و هي تتذكر هذا الصغير و ما يفعله بها، فإن جنت سيكون بسببه هو بلا أدنى شك !
لقد تغير مائة و ثمانين درجة، أصبح مستفزاً بطريقة لا يقبلها عقل، يشاكسها دائماً .. يعترض على قرارتها تارة .. و يستجيب لها بطاعة غريبة تارة أخرى، حتى باتت لا تعرف إن كان يريدها معه أو لا !

و اليوم .. أخر أيام العدة
وقفت أمام دولابها حائرة، هل تأخذ ملابسها و تغادر المنزل ؟
هل تترك وحيد و أولاده بعد أن ذاقت جنة العيش بينهم ؟، بعد أن اكتشفت الكثير و تعلمت الكثير !
" يبدو أنه لا خيار أخر أمامِك يا نشوى، لقد أخذتي عهداً على نفسِك بعدم العودة إلا بعد موافقة تيم، و عليكِ الإلتزام بكلمتِك " .
لتسقط دمعة وحيدة على وجنتها، فتمسحها بسرعة، ثم تبدأ في ترتيب ملابسها .. استعداداً للمغادرة !
**********
دلف إلى الغرفة، ليراها تضع ملابسها في الحقيبة، فعبس بملامحه، و اتجه إليها .. ليسحب الفستان الذي تمسكه، و يسأل ببوادر غضب:
" ماذا تفعلين؟ "
لتجيب بهمس .. دون أن تنظر إليه: " كما ترى، أحضّر ملابسي " .
رفع حاجبيه باستنكار، و سألها: " لماذا ؟ "
لتبتسم ابتسامة مرتعشة، تحاول بها إخفاء حزنها، و تقول بخفوت:
" لِمَ برأيك ؟، اليوم أخر أيام العدة، و بما أننا لن نعود إلى بعضنا، فعليّ أن أغادر " .
رفع ذقنها .. لتتلاقي نظراتهما، ثم همس ببتسامة: " و مَن قال أننا لن نعود ؟ "
لتغمض عينيها، سامحة لدموعها بالهبوط، و تقول بحزن: " لكن تيم لم يوافق على ذلك " .
ليهمس: " نشوى حبيبتي، تيم أبني و أنا أعرفه جيداً، هو لن يأتي و يطلب منِك البقاء صراحةً، و لكنه سيطلبه بتصرفاته، بل هو بالفعل طلبه !
ألا تلاحظين ذلك ؟
ألا تلاحظين انفتاحه معِك .. مشاكسته لكِ ؟
لقد تغير يا نشوى، عاد مثلما كان، و الفضل في ذلك يعود لكِ " .
هزت رأسها بعدم تصديق، و همست معترضة: " لا أظن ذلك، إن كان فعلاً يريدني بجانبه .. كان على الأقل اعترض على رحيلي " .
تأفف بسأم من عنادها، و هتف بنفاذ صبر: " و الحل الآن، سترحلين؟ ".
أومأت و هي تُبعِد عيونها عنه، ليحيط خصرها .. ساحباً إياها إليه، ثم يقول بصرامة:
" لكنني أريدِك " .
أغمضت عينيها مستمتعة بذلك الشعور، شعور الرغبة، أن يرغب بك أحدهم و يتمسك بك على الرغم من عيوبك، و على الرغم من أنك أخطأت في حقه من قبل و جرحته !
و لكن لا، لن تستسلم، إن رضخت لمشاعرها و وافقت عما يريده وحيد ستغضب تيم بشدة، و هي لا تريد هذا .. على الأقل بعد كل
ماحققته معه، و ربما .. ربما يطلب تيم عودتها يوماً !
" من الممكن أن يتأثر تيم بمغادرتي، وقتها أنت ستستطيع إقناعه بزواجنا ..
و أنا .. سأنتظركم " .
هز رأسه باعتراض، لتهمس برجاء: " لا تخطئ نفس الخطأ وحيد، لقد تزوجتني من قبل على الرغم من عدم موافقة تيم، و رأيت بنفسك النتيجة، لا تكرر الأمر ثانية " .
ليقول باقتناع: " لم أخطئ، أول مرة رأيتك شعرت أنكِ الوحيدة القادرة على إعادة طفلاي إلى الحياة مرة أخرى ..
و أول مرة جلستي فيها معهما، رأيت كيف نلتي قلب لمار، و جعلتي تيم يتفاعل معِك و يتأثر بكِ كما لم يفعل منذ وفاة والدته ..
أنا لم أخطأ باختيارِك نشوى " .
عليها أن تبتعد الآن، و إلا ستندم لاحقاً على القرار الذي ستتخذه !
أسرعت مبتعدة، و هي تقول بتوتر: " سأذهب لأودع لمار " .
ليهمس بعد أن خرجت من الغرفة: " لا ترحلين نشوى .. أرجوكِ، ليس بعد أن أحببتِك " .
**********
دلفت إلى غرفة الطفلين، لتجد لمار فقط بها، مستلقية على ظهرها .. و قصة مصورة للأطفال أمام عينيها .
" طفلتي تقرأ ؟ "
اعتدلت الصغيرة، لتقول بعبوس و هي تشير إلى الصفحة أمامها: " نعم أمي، أنظري ماذا فعل الثعلب ! "
نظرت إلى القصة بلا اهتمام، و مع ذلك قالت: " يا له من ثعلب مكار " .
ثم سحبت القصة لتضعها جانباً، و قالت بشبه ابتسامة: " لمار حبيبتي، سأخبرِك شئ و لا أريدك أن تحزني " .
عقدت الصغيرة حاجبيها، و تساءلت بارتياب: " ماذا هناك أمي ؟ "
رمشت نشوى بعينيها محاولة طرد دموعها، ففراق هذه الصغيرة الرقيقة .. التي تعلقت بها منذ أول يوم و لم تدعوها إلا بأمي صعب عليها .. صعب جداً !
و وجدت نفسها تقول: " أنا سأذهب إلى بيت والداي لفترة، والدتي مريضة و تحتاجني بجانبها " .
حينها دلف تيم إلى الغرفة و بيده سندوتش .. يأكله بنهم، فنظرت إليه باستفراب، و سألته:
" مَن صنعه لك ؟ "
ليقول بغرور طفولي: " أنا " .
لتعقد حاجبيها، و تقول: " كيف ؟، لِمَ لم تطلبه مني أو من والدك ؟ "
ليقول بثقة: " و هل تريني طفلاً لأطلب منكما إعداد سندوتش صغير ؟ "
ثم سار ليجلس على سريره .. متابعاً إلتهام سندوتشه .
لا تعلم .. أ تضحك على تصرفاته و ثقته الطفولية، أم تبكي لأنها ستبتعد عنه .. و ربما لا تراه ثانية ؟!
يا إلهي .. تريد أن تودعه .. أن تضمه إلى صدرها .. لمرة واحدة فقط .. مرة واحدة .
أخرجها من أفكارها تساءل الصغيرة: " و متى ستعودين أمي ؟ "
لتتنهد بقوة، مقررة إسناد مهمة إخبار الصغيرة بحقيقة الأمر إلى وحيد .
" لا أعلم حبيبتي، عندما تشفى والدتي سأعود فوراً " .
لتسألها لمار بحزن: " هل والدتِك مريضة إلى تلك الدرجة ؟، أعني هل يتوجب عليكِ الذهاب و المكوث معها ؟ "
لتقول نشوى بحزن مماثل: " للأسف " .
تدخل حينها تيم، قائلاً بابتسامة مستفزة: " لِمَ عليكِ أنتِ الذهاب ؟، لِمَ لا تأتي والدتِك إلى هنا ؟ "
تسرب الأمل إلى قلبها، أن هذا الصغير يرفض مغادرتها .. يريدها بجانبه !
" ألا توافق على مغادرتي تيم ؟ "
ليقول بتلاعب: " من أجل لمار فقط " .
فتهتف بحذر: " حتى لو كان هذا لطوال العمر ؟ "
ليعبس بملامحه .. و يلوي شفتيه بعدم رضى، لتتنهد بفقدان أمل .
" سأذهب حتى لا اتأخر على والدتي ..
أنتبها إلى نفسكما " .
سارت عدة خطوات، لتتوقف فجأة و هي تسمع صوت تيم .
" أبقي معنا " .
كذبت أذنها، فمن المستحيل أن ينطق الصغير بهذه الكلمات ..
تابعت سيرها، لتتوقف مرة أخرى .. شاهقة بقوة، و عيونها قد وجدت طريقها على وجنتيها، و لكنها كانت دموع فرح !
" أمي، ابقي معي " .
دلف وحيد إلى الغرفة .. في نفس اللحظة التي نطق فيها تيم هذه الكلمات، ليتوقف في مكانه بصدمة .. ناظراً إلى طفله بعدم تصديق .
التفتت نشوى إلى الصغير، لتسأله بشك: " تيم حبيبي، ماذا قولت ؟ "
ليكرر الصغير كلماته ببتسامة: " أبقي معي ..... أمي " .
شهقة أخرى صدرت منها، قبل أن تسرع إليه و تضمه بقوة، و تقول بنبرة توضح مشاعرها المتداخلة:
" تيم أنت تدعوني بأمي، تدعوني أنا بأمي ! "
أبعدته عنها، لتحيط وجهه، و تقول بلهفة:" قلها مرة أخرى حبيبي " .
" أمي " .
و شهقة أخرى صدرت منها و هي تهز رأسها، و تقول بصوت مبحوح: " مرة أخرى تيم، لا أصدق أنك تنطقها حبيبي " .
ليكرر الصغير دون ملل: " أمي .. أمي .. أمي .. أمي .. أمي " .
سحبته إلى أحضانها بقوة و هو يكرر الكلمة، لتقول ببكاء: " آه يا إلهي، و أخيراً .. و أخيراً " .
بدأ وحيد يستوعب ما يدور حوله، ليبتسم بقوة .. شاكراً الله على تقبل أبنه لحبيبته .. أخيراً .
لفت نظره أبنته التي تبكي بصمت، فأسرع إليها، ليجذبها إلى أحضانه، و هو يسألها بفزع:
" لِمَ تبكين حبيبتي ؟ "
لتقول الصغيرة من بين دموعها: " أمي تبكي أبي " .
ليزفر أنفاسه بارتياح، و يقول و ابتسامة واسعة مرتسمة على شفتيه: " والدتِك تبكي من السعادة حبيبتي " .
ثم اقترب بها من نشوى و الصغير، لينحني إلى مستواهما و يضمهما إلى صدره، فتقول نشوى و هي تضم نفسه إلى أحضانه، و تتشبث بتيم أكثر:
" وحيد، تيم .. تيم " ، لتصمت و صوت شهقاتها يتعالى .
فيقول بتفهم: " نعم حبيبتي، لقد قالها " .
ثم يترك أبنته، ليسحب الصغير إلى أحضانه، و يملس على شعره، و هو يقول: " و أخيراً قالها " .
لتهتف لمار بحزن: " أمي يكفي بكاء، أرجوكِ " .
ابتعدت نشوى عن وحيد، و بدأت في إزالة دموعها، و قالت ضاحكة: " نعم .. نعم يكفي بكاء، يجب أن نحتفل لا نبكي " .
و فور أن سمعت لمار هذه الكلمة، صاحت بطفولية: " نعم نحتفل، لنذهب إلى مدينة الملاهي، و بعدها إلى مطعم البيتزا " .
ليهز وحيد رأسه بضجر، و يقول: " كل مظاهر الإحتفال عندِك ملاهي و بيتزا لمار، ألا تملين صغيرتي ؟ "
زمت لمار شفتيها، و عبس تيم بملامحه، لتقول نشوى بمشاكسة:
" انظرا، هناك مَن يخاف على أمواله، لكن لا تقلق سيد وحيد، ستنفذ ما طلباه الطفلين، ليس هذا فقط؛ بل أنك ستشتري لنا الأيس كريم أيضاً، و غير مسموح لك بالإعتراض " .
ليرفع يده باستسلام، و يقول بحزن مصطنع: " حسناً، يبدو أنكم متفقين على إفلاسي " .
**********
وضعا الطفلين على سريرهما، بعد أن ناما أثناء طريق العودة ..
ليتفحص وحيد بعدها جسد نشوى بجرأة، و رغبته بها تظهر
واضحة في نظراته، مما جعلها تتورد بخجل، و تسارع في الإبتعاد عنه .
ضحك باستمتاع و لحق بها، ليمسكها .. و يسحبها بقوة إلى أحضانه، و هو يقول بخبث:
" لن أسمح لكِ بالهرب " .
لتهمس باعتراض ضعيف: " وحيد " .
فيحملها، و يتجه بها إلى غرفتهما، و هو يقول: " انتهى وقت الحديث حبيبتي " .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-18, 09:33 PM   #406

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

استلقت على سريرها بسعادة لم تذقها منذ فترة طويلة، وضعت يدها على قلبها النابض بعنف و عدم تصديق، لتهمس بابتسامة:
" نعم هذا حقيقي، فاهدأ قليلاً، اخشى أن تتوقف من سرعة النبض " .
لتتنفس بقوة، و تهتف بفرحة: " يا إلهي هذا حقيقي، لقد طلبني طارق للزواج، اها يا إلهي " .
ملست على خاتمها - الذي ألبسه لها طارق مسبقاً - لتقربه من شفتيها و تقبله بقوة، ثم تنقلب على الجهة الأخرى، و هي تضم كفها إلى صدرها، و تتنهد بسعادة .
كم عانت، كم قضت أياماً صعبة ترجي فيها حبه، كم تحملت كي ينظر إليها فقط ..
توسعت عيونها بسرعة متذكرة .. تلك الفتاة التي يحبها، و التي رأت بعينيها محادثتهما سوياً ..
ماذا حدث ليتركها طارق و يتزوج بها هي ؟، على الرغم من حبه للأخرى !
لتشهق بقوة مقكرة، هل وقع خلاف بينهما و طارق طلب الزواج منها كي بكيد الأخرى ؟
لتهز رأسها بقوة، لا .. مهما كان، طارق من المستحيل أن يفعل بي ذلك، أظل أبنة عمه .
إذاً .. هل تركها و كي ينساها عرض عليها هي الزواج ؟
أغمضت عينيها و الفكرة تسيطر على عقلها ..
فما الضرر في ذلك؟ ، ربما هو أعتقد أن حبها سينسيه الفتاة الأخرى !
فتحت عينيها، و من دون تفكير التقطت هاتفها و اتصلت به، لتسأله فور أن جاءها صوته:
" طارق .. أنت تحبني ؟ "

و على الطرف الأخر
ارتفع حاجبيه بحيرة، و بداخله يتساءل الغرض من سؤالها ..
أليس عرضه للزواج بها اليوم أكبر دليل على حبه لها ؟!
و على الرغم من حيرته، منحها الإجابة التي ترغب في سماعها: " أعشقِك " .
من المفترض أن تقفز سعادة عندما تسمع هذه الكلمة منه، لكن الشك لازال يسكن قلبها !
فصارحته باتهام: " و ماذا عن تلك الفتاة ؟ "
عقد حاجبيه بعدم فهم، و رد على سؤالها بسؤال أخر: " أي فتاة ؟ "
لتصيح بدون شعور، و فكرة أن تفقده بعد أن حصلت عليه تؤلم قلبها: " لا تنكر طارق، لقد رأيت محادثتكما و مدى حبكما لبعضكما " .
فهم ما تقصده .. ليضحك بقوة، فتجز على أسنانها بعصبية، و تقول:
" علام تضحك ؟ "
ليهتف من بين ضحكاته: " عليكِ حبيبتي " .
لتصيح محذرة: " طارق " .
خفتت ضحكاته، ليقول بصراحة: " لا توجد فتاة أخرى حبيبتي، لا توجد غيرِك في حياتي، و ذلك اليوم .. أنا مَن كنت أبعث بتلك الرسائل إلى نفسي " .
لوت شفتيها بعدم تصديق، و قالت بسخرية: " حقاً ؟ :
ليقول بنبرة غريبة: " ماذا تطلبين مني أن أفعل إذاً عندما أعلم أن حبيبتي تلعب عليّ و تدّعي حبها لأخر ؟! "
فغرت فاهها بصدمة، ثم سألته بتوتر: " كيف عرفت ؟ "
ابتسم بسخرية، و قال: " سمعتِك ذلك اليوم عندما كنتِ تتحدثين مع أبي، و تخبريه كم أنا أحمق عندما طلبت منِك الإبتعاد عن حبيبِك .. الغير موجود من الأساس ! "
لتصمت بحرج، فيردف: " لم أرد وقتها أن أظل مخدوعاً أكثر أمامكما، ففكرت بطريقة تحافظ على كبريائي .. و تجعلكما تكفان عن لعبتكما دون أن تعلما أنني أدري بالأمر .. و لم أجد إلا هذه " .
لتعتذر بخفوت: " أعتذر طارق، لم أقصد جرحك أو إهانة كرامتك صدقني، و لكنني كنت؛ تستطيع أن تقول أنني أرادت معاقبتك على السنوات التي تعذبت فيها بسببك " .
ليقول: " حقِك، و لكن كانت هناك طرق أخرى عدا هذه بالتأكيد " .
لتهمس بأسى: " معك حق " .
شعر بحزنها بسبب كلماته، فقال بمرح: " أنا لست غاضباً حبيبتي، فبالأخير .. استطعت أن أنتقم لكرامتي "
لم تستجب له، ليتنهد بقوة، لا يريد أن تنتهي ليلتهما بحزنها: " أسيل أقسم أنني لا أحمل أي شئ بداخلي اتجاهِك، فلا تحزني حبيبتي " .
لينتبه إلى كلماته، فيقول بمرح: " إلا الحب بالتأكيد، هذا ما أحمله لكِ " .
صدرت منها ضحكة صغيرة، ليقول براحة: " أضحكي، لا أريد سوى رؤية ابتسامتِك و سماع صدى ضحكاتِك " .
لتقول بخجل: " أحبك طارق، و أعتذر عن أي لحظة أغضبتك فيها " .
هز رأسه بيأس، و قال بضجر: " كفى أسيل، أنا لست غاضباً " .
ثم يتابع بمرح .. معتقداً أن ماسيقوله سيثبت لها أنه لا يشعر بأي غضب اتجاهها:
" كما أنني مديون لكِ بعقاب، بما أنني أفشلت عقابِك الأول " .
ضحكت بخفوت، و قالت: " أنت لست جدي " .
ليقول بجدية: " بل جدي مائة بالمائة، كما انتقمت لكرامتي، من حقكِ الإنتقام لكرامتِك، فلقد جرحتِك كثيراً " .
حركت رأسها بعدم تصديق، ثم قالت بمشاكسة: " اسحب كلماتك حبيبي، أخشى أن تندم عليها لاحقاً " .
ليقول بثقة: " يستحيل، افعلي ما تفعليه و أنا سأرضخ بنفس راضية " .
لتقول بيأس: " من الأساس ليس لدي شئ لأفعله بك، كما أنه يكفي مشاكسات و خطط .. يكفي ما ضيعناه من أيام، و لنبدأ حياتنا " .
**********
ابتسم و هو يسمع صوتها قادماً من المطبخ، فاتجه إلى هناك، ليتوقف عند الباب، و تتسع ابتسامته و هو يراها تساعد والدته في تحضير الغذاء .
مرر نظراته عليها بعشق لن ينتهي، و قلبه ينبض بقوة .. شاعراً بوجود شئ مختلف فيها !..، لينتبه إلى الفستان الذي ترتديه .. و الذي يصل إلى أول ركبتيها .. متسع من أسفل، لتبدو فيه كالفراشة، و شعرها الأشقر الطويل المنسدل على ظهرها، معطياً لها مظهراً جذاباً .
لكن هذا لم يكن الشئ الوحيد المختلف فيها !
فلقد زالت نظرات الحزن التي كانت تحتل عينيها، و تبدّلت بأخرى لامعة .. فرحة .. مليئة بالشقاوة، و كأنها عادت تلك الفتاة في الخامسة عشر .
التفتت لتحضر الخضار، فرأته أمامها .. يتفحصها مبتسماً ، فتبادله الإبتسام، و تسأله:
" متى أتيت ؟ "
ليجيب بحب، غير آبهاً بوجود والدته معهما: " لا أعلم، عيناي تعلقت بكِ، و لم أشعر بالوقت " .
توردت وجنتيها بخجل، و أشارت لوالدته برأسها، ليكف عن قول المزيد .
لتضحك والدته بصوت عالي، و تغمزه قائلة: "طالما ترغب في الغزل بها فاخرجا من هنا، فليس لدي وقت لمشاهدتكما " .
و لم يتردد طارق لحظة، و سحبها للخارج متجهاً بها إلى غرفته .
لتقول أسيل بتذمر: " طارق ماذا تفعل ؟، يجب أن أساعد خالتي ؟ "
ليقول بلا اهتمام: " أمي هي مَن طلبت منِك الخروج " .
توقفت على باب غرفته، و قالت بدلال: " لن أدخل غرفتك " .
ليلتفت إليها، و يقول بعبوس: " لماذا ؟ "
لتقول و هي تلعب بخصلة من شعرها: " و لِمَ أدخل إلى غرفتك ؟، لم أصبح زوجتك بعد " .
ليسحب تلك الخصلة و يتلاعب بها، و يهمس بوعد: " أقل من شهر و ستكونين حبيبتي .. أعدِك " .
ضحكت بشقاوة، و قالت: " بأحلامك حبيبي، لن نتزوج قبل خمسة أو ستة أشهر " .
توسعت عيونه باعتراض، و صاح: " أشهر، أنسي هذا " .
لتلمع في عقلها كلماته التي ألقاها عليها ليلة أمس، و تقول بمكر: " لا تنسى أنك مديون لي بعقاب حبي " .
فيقول بلا اقتناع: " أسيل لا تمزحين، ثم أين تلك الفتاة التي قالت .. يكفي ما ضيعناه من أيام ؟ "
لتتلاعب بأزرار قميصه بدلال، و تهمس: " لكن حبيبي أنا أرغب في فترة خطبة و عقد قران .. كأي فتاة، نجهّز شقتنا و نشتري أثاثها .. مثل أي عروسين " .
ليحرك رأسه بعدم اقتناع، و يقول: " شهر كافي تماماً لتجهيز شقتنا " .
ثم يمسك بأصابعها التي لازالت تتلاعب بأزرار قميصه، و يضغط عليها هامساً: " أما عن فترة الخطبة و عقد القران، فأعدِك أنني سأعوضِك في الزواج " .
ضربت الأرض بتذمر طفولي، و قالت: " و لكنني أريد أن يتم كل هذا بتمهل، و أكون مثل أي عروس ..
و لا تتسى أنك وعدتني أنك ستنفذ لي ما أريده " .
ليسب نفسه بعصبية، و يقول: " ليتني لم أعدِك، لو كنت أعلم أنكِ ستستغلي وعدي في هذا، لم أكن لأنطق بتلك الكلمات " .
ضحكت بمرح، و قالت بدلال أكثر .. شاعرة بقرب موافقته: " أعرف أن حبيبي لن يخلف بوعده معي، و سينفذ لي ما أريده و أكثر " .
زفر أنفاسه بقوة، و قال بغضب طفيف: " كفي عن هذا الدلال، أنتِ تستغلين تأثيرِك عليّ " .
لتضحك باستمتاع، و تقول: " وافق على طلبي إذاً " .
تنهد مفكراً، من حقها أن تحيا هذا الشعور، أن تستمتع بفترة خطبتها مثل أي فتاة أخرى، و طالما هذا سيسعدها، فهو موافقاً بكل تأكيد، لكن المشكلة تكمن في كيفية قضاء كل تلك الفترة و هي ليست بين أحضانه، فشوقه إليها كل دقيقة يزداد ..
و بدون سابق إنذار، اقترب خاطفاً قبلة من شفتيها، ثم ابتعد هامساً:
" هذه كي أستطيع الصبر كل هذه الأشهر " .
ثم دلف بعدها إلى غرفته، و هو يسمع تذمرها: " قليل الحياء، سأحاسبك على هذه " .
ليتعالى صوت والدته - و التي من الواضح أنها شاهدت ما حدث -- جاعلاً وجنتيها تتوردان بقوة، و الخجل يأكلها: " لديكِ حق حبيبتي، و أنا سأعاقبه عليها أيضاً " .
ثم عادت إلى المطبخ، و الراحة مرتسمة على ملامحها، موقنة أن أبنها حصل على سعادته أخيراً .
أما أسيل فأسرعت صاعدة إلى شقتها، فلن تستطع النظر إلى خالتها اليوم .. بعد ما رأته الأخيرة ...
و مع ذلك السعادة كانت تملأ قلبها، و كل ثانية و أخرى تضع يدها على شفتيها .. مكان قبلته، غير مصدقة أن طارق أصبح لها .
**********
كعادة أيامهما الأخيرة .. مكالماتهما لا تنتهي !
فتحت الخط، ليصلها صوته بنبرته الهادئة: " طمئنيني، ما الأخبار ؟ "
لتقول ببساطة: " لم يتغير شئ، مازال يعترض بدون تفكير على أي قرار اتخذه، ثم تقترب منه أمي و تهمس له بشئ لا أسمعه، فينظر إليّ بشزر، و يخرج صافقاً الباب خلفه " .
ليبتسم و يقول: " تخبره ألا يضغط عليكِ .. كي توافقين على الزواج " .
لتعقد حاجبيها بحيرة، و تسأله: " و ماذا سنفعل ؟، فهكذا ما نفعله لن يجدي نفعاً " .
ليؤكد صادق، و يقول: " صحيح، لذا عليكِ حسم قرارِك " .
لتسأله بعدم فهم: " أي قرار ؟ "
ليسألها مباشرة: " موافقة على الزواج من مازن أم لا ؟ "
ابتلعت ريقها بتوتر، و بقت صامتة للحظات، ثم قالت بتردد: " إن رفضت، ماذا سيفعل مازن ؟ "
ليقول صادق بثقة: " لا شئ، لن أسمح أنا أو والدِك .. أن يفعل بكِ أو يجبرِك على شئ ؟ "
لتسأله بشك: " حقاً ؟ "
ليقول بنفس الثقة: " بالتأكيد، ثقي أنني مثلما أبحث عن سعادة مازن و راحته، تهمني أيضاً سعادتِك، و لن أقبل بحرمانِك منها ..
لذا لديكِ حرية الأختيار دون خوف " .
صمتت و ذكرياتها مع مازن تهاجم عقلها، الكثير من الأيام عاشتها بجانبه .. تحت حمايته .. عاملها خلالها كالأميرات ..
لتعود و تسأل نفسها، هل ستستطيع الإبتعاد عنه .. رؤيته مع أخرى ؟
وصلها صوت صادق: " أعلم أن القرار صعب تسنيم، لكن عليكِ اتخاذه .. سواء الآن أو لاحقاً " .
لتهمس بتشتت: " أنا لا .. أعرف " .
ليسألها: " أخبريني عن مشاعرِك و أنتِ معه، هل يؤثر فيك ِ" .
استغرقت عدة لحظات، لتقول: " لطالما أحببت أهتمامه بي .. سعيه لإرضائي، كنت أراه أخي الذي لم يرزقني الله به، الإنسان الوحيد القادر على فهمي دون أن أتحدث ..
لكن الآن .. بت أشعر " .
و صمتت .. ليستحثها: " تشعرين بماذا ؟ "
فتقول بتشتت: " لا أعلم، لقد أصبحت أحب الكلمات التي يلقيها عليّ .. أحب غزله لي، و أخشى أن يكون كل هذا لأخرى " .
ليسألها بفضول: " هل شعرتي بهذا مع سيف أيضاً؟، أعني حبِك للكلمات التي كان يلقيها عليكِ " .
لتقول بشرود: " كانت تبهرني بشكل ما " .
ليبتسم باتساع، و يقول: " رائع، هذا يعني أن أنوثتِك لا تتأثر بكلمات مازن، لأنها أول مرة تتذوقها " .
ثم أردف: " تابعي، ماذا تشعرين أيضاً و أنتِ معه ؟ "
لتقول بحيرة من مشاعرها: " أشعر بالسعادة، و هو بجانبي أشعر كأنني لا أرغب في وجود أي شخص أخر " .
ليقول بضحكة استهزاء: " متأكدة أنكِ تحبيه كأخاكِ فقط ؟ "
لتعترف بهمس: " بت أشك في هذا " .
لتتعالى نبرتها الحانقة: ""أنتما السبب، حديثكما لعب بمشاعري " .
ليبتسم و يقول: " اسمعي إذاً الحل لتخبط مشاعرِك " .
**********
فنحت باب غرفته بهدوء، حتى لا تزعج بقية مَن في المنزل، و دلفت إلى الداخل .
اقتربت من سريره، لتراه نائماً بعمق .. كالطفل الصغير، فابتسمت بعشق، و انحنت هامسة:
" مازن .. مازن استيقظ " .
تململ في نومه بكسل، لتتعالى نبرة صوتها قليلاً: " مازن " .
استوعب صوتها .. و وجودها في غرفته، ليقفز من على السرير، هاتغاً بفزع:
" تومي حبيبتي، أنتِ بخير ؟ "
ضمت دميتها إلى صدرها، و أمالت رأسها ببراءة، قائلة: " أنا جائعة، أريد معكرونة " .
تأملها بتفحص، بمنامتها الوردية الطفولية .. و شعرها المنسدل على ظهرها .. و نظراتها البريئة ..
يا الله، منذ متى لم تقف أمامه بهذه الهيئة و تطلب منه هذا الطلب ؟
كم اشتاق لها، اشتاق لتومي طفلته التي كانت بالكاد تفارقه .
و على الرغم من النعاس الذي يسيطر عليه، نهض مرحباً، ليأخذها إلى المطبخ و يصنع لها ما تريده .
و كعادة لم يفعلها منذ عدة أيام ..
حملها ليُجلسها على السطح الرخامي، و بدأ في إعداد المعكرونة أمامها .
ليقول و هو يقوم بعمله: " لا تعلمين كم اشتقت لكِ صغيرتي، اشتقت لوجودِك بجانبي، الأيام التي ابتعدتي فيها عني كانت كالجحيم " .
لتقول برجاء: " لنتحدث في هذا غداً، أرجوك " .
ليقول بجدية: " ليس هناك داعي لنتحدث فيه من الأساس، لننسى الأيام السابقة " .
لتبتسم بسعادة، فيبادلها الإبتسام، و يتحدثا بمرح في كل شئ عدا الأيام السابقة .
انتهى من إعداد المعكرونة، و وضعها في الصحن، ثم اقترب منها .. ليبدأ بإطعامها .
أخذت أول ملعقة، لتغمض عينيها باستمتاع، مصدرة صوتاً يدل على تلذذها، ثم همست .. و هي مازالت مغمضة عينيها:
" عليّ الإعتراف أن لا أحد يضاهيك في صنعها، لقد أكلتها مرة واحدة منذ أن أتيت إلى هنا و لم أستسغ طعمها، و من بعدها لم أتذوقها مرة أخرى " .
ليقترب بوحهه منها، و يهمس و هو يتأمل ملامحها: " اقبلي الزواج بي، و سأعدها لكِ كل يوم " .
فتحت عينيها لترى قربه الخطر منها، فتنحنحت بخجل، و أشارت إلى الصحن قائلة بتوتر:
" لا أحبها باردة " .
فهم ماترمي إليه، فعاد إلى وضعه السابق و تابع إطعامها .
بعد أن أنتهت، قفزت من على السطح الرخامي، ثم قالت: " لقد شبعت، سأذهب لأنام الآن " .
ليبتسم لها بحب، و يقول: " ليلة سعيدة صغيرتي " .
ابتسمت و اتجهت خارجة من المطبخ، لتتوقف على بابه، و تميل رأسها و تقول: " مازن أنا موافقة على الزواج منك " .
ثم ركضت بعدها إلى غرفتها، موصدة الباب خلفها .
فغر فاهه بصدمة، و توسعت عيونه ببلاهة، لعب بأذنه .. متخيلاً أنه لم يسمع جيداً ..
يا إلهي، هل نطقتها تسنيم حقاً ؟
هل وافقت على الزواج منه ؟
لقد ظن فعلاً أن أقترب تسنيم منه مرة أخرى و إعادتها لعلاقتهما السابقة إشارة منها على موافقتها، و لكنه تخيل أنه سينتظر أياماً حتى تفصح عن تلك الموافقة، لكن حبيبته الحنونة، رأفت بحاله و أفصحت عن قرارها .
و الآن، لا تتبقى سوى خطوة واحدة ليحصل عليها .. موافقة والده !
**********
صباح اليوم التالي
استيقظ متحمساً و السعادة مرتسمة على ملامحه، أسرع إلى الخارج .. ليخبر والده عن موافقة تسنيم، و يحصل على موافقته .. كما يتمنى !
ظهرت أمامه، ليبتسم بعشق، و يقترب هامساً:
" صباحِك جمال كجمالِك .. و حلاوة كحلاوة روحِك .. و سعادة كيومنا بعد موافقة أبي على الزواج " .
أطرقت بوجهها و قد توردت وجنتيها بخجل، و همست: " صباح الخير " .
ليهتف بعبوس مصطنع: " صباح الخير، هذا الذي قدّرِك الله عليه بعد كل ماقولته ! "
لتضحك بخفوت، و تقول: " ماذا أقول إذاً ؟ "
ليهمس بنبرة خاصة: " على الأقل أرفقي كلمة ( حبيبي )، صباح الخير حبيبي ..
أ رأيتِ أنني لست متطلبا ؟ "
رمشت بعينيها، و قالت: " حسناً " .
ليرفع حاجبيه بحيرة، و يسألها: " حسناً ماذا ؟ "
ترجته بخجل: " يكفي مازن، لا تحرجني أكثر " .
ليقول باستنكار: " ما بكِ صغيرتي ؟، ثم أنها ليست المرة الأولى التي تستخدمين فيها تلك الكلمة معي ! "
لتهمس بتوتر: " و لكن الوضع تغير " .
ليقول بخبث: " هذا يستلزم أن تستخدمي هذه الكلمة و .. غيرها من الكلمات أكثر، لا تحرميني منهم صغيرتي ! "
تنفست بقوة، و قالت: " هل يمكننا أن نتحدث بجدية، فهناك ما أريد إخبارك به " .
و على الرغم من الفضول الذي سيطر عليه، قال بتذمر مصطنع: " أنا أتحدث بجدية الجدية صغيرتي " .
لتقاطعه ضاحكة: " جدية الجدية ! "
ليقول مؤكداً: " نعم، و هذا دليل على أهمية الموضوع " .
لتهز رأسها بأسف، و تقول: " لننتقل إلى موضوع أخرى ذو أهمية كبيرة أيضاً " .
ليستشعر أن ماستقوله سيتعبه الأيام القادمة، فيقول بحذر: " ماذا هناك ؟ "
أخذت نفساً قوياً قبل أن تقول: " فيما يخص زواجنا، أنا حتى الآن لم أحسم قراري نهائياً " .
ليقاطعها بنبرة صارمة، و إن كانت بعض السخرية تخللتها: " تحسمين ماذا ؟، قرارِك !
هل صدقتي أنكِ تملكين حرية الإختيار ؟
برضاكِ أو رغماً عنكِ أنا سأتزوجِك حبيبتي، لذا احمدي الله أنني تركتِك تلك الفترة لتفكرين من الأساس ! "
لم تمنع نفسها من القول: " فظ .. عديم الذوق .. متعنت مغرور "
ليهتف بصدمة: " ما شاء الله، لسانِك بارع في إطلاق السباب، لكن عند كلمات الغزل .. يأكله الفأر ! "
ضربت الأرض بقوة، و قالت بحتق: " كفى مازن، لقد بدأت أغضب حقاً " .
كتم ضحكته بقوة، هل تظن أنها ستخيفه بغضبها الطفولي هذا ؟، إنه قادر على إصماتها بصرخة منه !
و مع ذلك كف عن مشاكساته، ليس لشئ إلا ليرى ما تريده .
" قولي ما لديكِ تومي " .
و ما بين الغضب من طربقته، و تأثر أنوثتها بتصرفاته و ملامحه، سيطرت على انفعالاتها .. متذكرة نصيحة صادق لها، و قالت:
" أنا موافقة على خطبة لعدة أشهر، أتعرّف فيها على مشاعري، و أرى إن كنت سأتقبل وجودك في حياتي بصفة غير الأخوة أم لا " .
ليسألها بسخرية: " و إن لم تتقبلي، مطلوب مني أن أتركِك " .
لتقول بمغزى: " إن كنت تبالي بسعادتي " .
تنهد بقوة مفكراً، في الأول و الأخير هو يريدها راضية .. سعيدة، لا يريد إجبارها عليه حتى لا يخسرها ..
لذا .. فليفعل لها ماتريد، ليمنحها الفترة التي ترغبها، و يفعل مابوسعه لنيل قلبها .
همس بداخله بتصميم: " كما تريدين تومي، و اقسم أن أجعلِك خلال أشهر تغفين و تستيقظين على اسمي و شوقِك إليّ ! "
ليهمس بموافقة غير مباشرة: " لنذهب و نخبر أبي بقرارنا " .
سار .. و لكنها لم تتبعه، ليلتفت إليها مستغرباً، و يسألها: " ألن تأتي معي ؟ "
لتقول بارتباك: " بلى سآتي، لكن لا تغضب سريعاً و حاول السيطرة على أعصابك، فأبي لن يوافق بسهولة " .
ليعدها بابتسامة: " لا تخافي حبيبتي، من أجلك أفعل أي شئ " .
**********
تسرب الإرتياب إليه و هو يراهما دالفين إليه، و ملامح أبنه السعيدة بعثت إليه شعور بعدم الإرتياح .
" خير " .
ابتسمت له تسنيم بتوتر، و قالت بقلق: " خير أبي ؟ "
ثم اقتربت منه لتقبله، و تقول: " صباح الخير حبيبي " .
لوى مازن شفتيه بعدم رضى، هامساً بداخله بتذمر: " مع والدي قبلات و حبيبي، و أنا لا أحصل سوى على قليل الذوق و فظ، حسناً يا تومي، حسابنا عندما تكونبن ملكي "
انتبه على صوت والده الغير مقتنع: " دخولكما عليّ في هذه الساعة لا يبشر بالخير " .
ليقول بابتسامة مشاكسة: " و موافقة تسنيم على الزواج بي لا تبشر بالخير أيضاً يا أبي ! "
هبّ من مكانه بصدمة، هاتفاً: " ماذا ؟، مستحيل " .
أمسكت تسنيم يده برجاء، و همست: " أجلس أبي و سأخبرك بكل شئ " .
نظر إليها بحنق، و هتف بعدم رضى: " بم ستخبريني ؟، لقد جننتي و الحديث لن يجدي نفعاً " .
لينسى مازن رجاء تسنيم، و يصيح بغضب: " جنت يا أبي، و لِمَ ؟، لأنها وافقت على الزواج ..
أ لا تريد لنا السعادة ؟ "
ليصيح طه باقتناع تام: " أي سعادة تعتقد أنك ستحصل عليها بعد الزواج من أختك؟ ، أ تظن أن الناس سيتركوكما بحالكما ؟ "
ليقول بعناد: " و ما دخلنا بالناس ؟، هل سيعيشوا معنا و يمنحونا السعادة التي ننشدها ؟ "
ليهز طه رأسه بيأس، و يقول: " اسمعني بنيّ و حكّم عقلك، العادات و التقاليد تبقى كما هي، و ألسنة الناس لا يستطيع أحد إحكامها، فكر فيما سيقولوه عندما تتزوجا، فكر في الإشاعات و الهمزات و اللمزات التي ستنالاها طوال حياتكما " .
لتتدخل تسنيم بهمس: " الناس تتحدث في أي شئ و كل شئ أبي، و سرعان ما ينسوا القصة عندما تظهر أخرى " .
صاح بدهشة: " أنتِ مَن تقولين هذا تسنيم، لا أصدق " .
لتبكي بدون سابق إنذار، و تقول من بين شهقاتها: " أبي أنا أحبك كثيراً، لم أعرف يوماً والداً سواك، أرجوك وافق على زواجنا، أنا لا أريد أن أفعل شيئاً دونما رضاك " .
و على الرغم من ألم مازن و غضبه من بكاءها، إلا أن بعض الفرحة تسربت إليه من فعلتها، خاصة و هو يرى تأثر والده بحديثها .
سحبها طه إلى أحضانه، ليربت على ظهرها بجنو، و هو يقول: " و أنتِ أبنتي حبيبتي، أحمد الله ليلاً و نهاراً على أنه رزقني بكِ " .
اقترب مازن ليجلس تحت قدمي والده، و يقول برجاء: " وافق يا أبي أرجوك، لا تحرمنا من سعادتنا " .
ليقول طه بتردد: " الناس لن يتركوكما في حالكما بنيّ، لن تتحملا حديثهما " .
ليسارع مازن بالقول: " لا نبالي بهم يا أبي، لن نسمح لهم بأن يتحكموا في حياتنا " .
حينها دلفت هالة إلى الغرفة، لتقول باستغراب و هي ترى المشهد أمامها:
" ماذا يحدث هنا ؟ "
أصدر مازن تنهيدة راحة رغماً عنه، فوجود والدته هذه اللحظة .. سيقضي على أخر مقاومات والده .
فهتف بنبرة يعلم مدى تأثيرها على والدته: " اقنعي أبي بالموافقة على زواجنا أمي " .
لم تتمالك هالة فرحتها و هي ترى تسنيم موجودة معه، لتقول بسعادة: " هل وافقتي حبيبتي ؟ "
أومأت تسنيم بخجل، ثم همست: " يتبقى فقط موافقة والدي " .
التفتت هالة إلى زوجها، لتقول بعتاب: " كف عن عنادك يا طه، لا تعذب الأولاد معك " .
ليقول باستنكار: " أعذبهما !..، هل لأنني خائف عليهما و على مستقبلهما أصبحت أعذبهما ! "
لتقول بهدوء: " لا داعي لخوفك هذا، طالما أنهما سيكونان سعيدان مع بعضهما .. فلا خوف عليهما " .
ليقول بدهشة: " لا أعلم كيف تأخذون الموضوع بهذه البساطة ؟، بل أصبح أنا المخطئ أمامكما ! "
لتجلس أمامه، و تقول: " أنت لست مخطئاً، لكل منا أرآه و مبادئه، لكن أرائك هذه المرة تتمركز حول الناس .. الناس و فقط ..
أخبرني، ماذا سيفعلوا لنا الناس إن خسرنا أحد أبنائنا، أو إن عاشا في تعاسة طوال حياتهما ؟
وافق يا طه، وافق و لا تُتعِب الأولاد معك أكثر " .
زفر أنفاسه بقوة، لا يعلم أي قرار عليه الاتخاذ، على الرغم من أن جزءً بداخله اقتنع بحديثما، و أنه ليس عليه الإلتفات إلى أحاديث الناس، لكن الأمر مازال غريب عليه ..
فكيف يتزوج أخ من أخته ؟
" مشاعركما ليس كما تعتقد حبيبي،،لقد عشتا طوال عمركما كأخين " .
ليقول مازن بثقة: " بل كنت أعتقد أنها أختي أبي، و بعدما شعرت بقرب ابتعادها عني، بدأت أفهم مشاعري " .
إن كان هو كذلك فتسنيم ليست كذلك بكل تأكيد، يقسم أنه يرى التشتت و الحيرة في نظراتها .
" و أنتِ حبيبتي، هل تشعرين بنفس مشاعره؟، و لا تكذبي عليّ " .
لتقول بصراحة: " لازالت أحاول فهم مشاعري أبي، و لقد اتفقت مع مازن أن الخطوبة ستستمر لعدة أشهر، أكون فيها اتخذت قراري النهائي " .
لنلمع عيونها فجأة، و تفصح عن الحل المناسب للجميع: " أبي .. لتوافق على زواجنا مبدأياً، و خلال فترة الخطبة نرى كيف سيكون الموضوع " .
لتضغط عليه هالة: " ممتاز، أظن أن هذا الحل سيرضي جميع الأطراف يا طه، فخلال هذه الفترة سيتأكد الولدان من مشاعرهما، و ستتقبل أنت الأمر " .
و أمام ضغطهما و إصرارهما .. وافق طه مجبراً، على أمل أن تنهي تسنيم الموضوع تماماً خلال تلك الفترة !
ليتنفس مازن براحة، و يبدأ في التفكير فيما سيفعله، كي يضمن قلب صغيرته .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-18, 09:36 PM   #407

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

تحاملت على نفسها و تابعت سيرها، على الرغم من تعبها و .. جوعها، فعليها أن تجد عمل اليوم بأي طريقة، و إلا كيف ستعيش ؟
دلفت إلى سوبر ماركت صغير، و كلها أمل أن يكونوا بحاجة إلى عاملة، و لكن للأسف طلبها قوبل بالرفض .. و لم يكن صاحبه بحاجة إلى أي عاملات .
و من ثم دلفت إلى أماكن عدة، محلات ملابس .. أحذية .. أدوات منزلية، مطاعم، دلفت و بحثت و سألت .. لكن بدون فائدة .
سقطت دموعها بيأس، و بداخلها تتساءل ماذا ستفعل، و كيف ستنفق على نفسها و لا نقود معها ؟
بالطبع هي لن تطلب من صديقاتها، لن تذل نفسها أمامهن و تظهر أقل منهن ..
لتفضّل ذل من نوع أخر، ذل مصحوب بلذة القرب منه، و كأخر محاولة ذهبت إلى مطعمه !
دلفت و عيونها تجول المكان بشوق، فأكثر ذكرياتها مع حبيبها كانت هنا..
و أقسى لحظات حياتها .. عاشتها هنا أيضاً !
رآها رشدي فاتجه إليها باستغراب، يتساءل عن سبب وجودها هنا بعد غياب ما يزيد عن شهر !
" ريناد ! "
التفتت إليه، لتبتسم بألم، و تقول: " سيد رشدي كيف حالك؟، افتقدتك كثيراً " .
ليبتسم بعطف، و يقول: " و أنا أيضاً عزيزتي، طمئنيني عليكِ، كيف حالِك ؟ "
لتقول بشرود: " الحمد لله " .
استمر الصمت لعدة لحظات، ريناد تتفحص كل شئ حولها، و رشدي منتظر ليعرف سبب مجيئها .
ليقطع الصمت سائلاً إياها: " خير يا ريناد، تريدين شيئاً صغيرتي ؟ "
لتهتف بحرج، دون أن تنظر إليه: " لقد جئت كي أعمل، مكاني لازال موجوداً، أليس كذلك ؟ "
من كل عقلها تتحدث !
تأتي لتعمل هنا، بعدما حدث بينها و بين بشار !
أ ينقصهما مزيداً من الألم ؟!
فضّل إنهاء الأمر بنفسه قبل وصول بشار، ليقول باعتذار: " بعد كثرة غيابِك ظننت أنكِ لا ترغبين في العمل هنا مرة أخرى، و للأسف .. جاء مَن أخذ مكانِك و لم يعد يتوفر لدينا فرص للعمل " .
لتبرر بضعف: " لكن سيدي .. لقد كنت مصابة، تعرضت إلى حادث و كُسِرت ساقي " .
ليعتذر مرة أخرى: " لم أكن أعلم بهذا، أنتِ لم تخبريني " .
نعم، لقد كان كل مايشغل عقلها وقتها هو بشار و تخليه عنها، كما أنها أعتقدت أنها ستجد عملاً أخر .. و لن تحتاج للمطعم مرة أخرى ..
لكن شوقها إلى بشار و .. حاجتها إلى النقود، اضطراها للعودة !
" أنا أحتاج للعمل سيدي، أ لا توجد أي وظيفة؟، أي وظيفة .. مهما كانت " .
نفى رشدي بقلة حيلة، لتتنهد بيأس .
أشفق عليها، و تمنى لو باستطاعته مساعدتها، لكن وجودها في نفس المكان مع بشار لن يكون من صالحهما .
استدعاه أحد العمال مخلصاً إياها من هذا الموقف الحرج، ليتركها و يذهب .
بقت واقفة مكانها في حيرة، فها هي أخر فرصها للحصول على عمل قد ضاعت .
وقعت عينيها على طاولة خالية، لكن ليس تماماً !..، فعلى الرغم من عدم وجود صاحبها، إلا أن أغراضه كانت موجوده .. و تحديداً .. محفظته !
و بدون شعور، سارت مسرعة .. لتلتقطها دون أن يرى أحد، ثم تخرج من المطعم و كأنها لم تفعل شيئاً !
**********
صفّ سيارته و ترجّل منها، ليتوقف في مكانه بصدمة و هو يراها على مسافة قريية منه .
ركض ليلحق بها، و هو يصيح:
" ريناد .. ريناد " .
و لكن من الواضح أنها لم تسمعه، لأنها تابعت طريقها دون أن تتوقف، و بسبب الإزدحام .. اختفت من أمامه !
توقف .. و انحنى لاهثاً، و بعض الدموع لمعت في عينيه، ليكبحها بقوة .
اقترب منه أحد المارة، و سأله بارتياب:
" أنت بخير سيدي ؟ "
اعتدل في وقفته، و تنفس بقوة، ليقول بتعب .. نفسي: " نعم بخير " .
ثم التفت عائداً إلى مطعمه .
بحث عن رشدي بعينيه فور أن دلف، ليقترب منه فور أن رآه، و يسأله بلهفة:
" عمي، ريناد كانت هنا ؟ "
و أمام لهفته الواضحة، اضطر رشدي للكذب، فطالما أنهما لن يكونا لبعضهما، لا داعي لإيلامه !
" و ما الذي سيأتي بها إلى هنا بعد ما حدث بينكما بنيّ ؟ "
ليسيطر الحزن عليه تدريجياً، و يقول بتردد: " ظننت أنني رأيتها خارجة من هنا " .
ليقول رشدي بكذب: " لم تأتي " .
تحرك بشار بحزن إلى مكتبه، يلوم نفسه على ركضه ورائها و ندائه عليها !
فإن كانت استجابت و توقفت، ماذا كان سيقول لها؟، ماذا كان سيخبرها و هو لازال ملكاً لأخرى ؟!
استند بظهره على المقعد .. مغمضاً عينيه، حامداً الله أنها لن تتوقف، و إلا كان سيجرحها أكثر !
ثم شرد في ذكرياته معها، و ابتسامة حزينة مرتسمة على شفتيه .
صدح رنين هاتفه، ليفتح عينيه ببطء .. و يلتقطه، و عندما وجد أن المتصل ( حورية ) ترك الهاتف بلا مبالاة، و عاد إلى ذكرياته مع حبيبته ..
فلم يعد يملك .. و لن يملك سوى ذكريات !
إلا لو تحرك و دافع عن حقه بها، و هذا يستحيل في ظل مرض والدته !
**********
جالسة في منتصف سريرها، ضامة ساقيها إلى أحضانها، شاردة في المحفظة الموضوعة أمامها .. و التي سرقتها منذ دقائق !
لقد عادت إلى السرقة مرة أخرى .. بعد أن أُغلِقت أمامها جميع الأبواب .
و لكن هل هذا مبرر لسرقتها ؟
لقد أخذت المحفظة و عادت إلى غرفتها بأسرع ما يمكنها، لم تفتحها .. لم تشتري طعاماً يسد جوعها بالنقود الموجودة داخلها ..
شئ بداخلها رفض ذلك، رفض أن تأخذ ما ليس من حقها .. على الرغم من احتياجها له .
صدح صوت بداخلها: " ألم تفعليها من قبل ريناد ؟
ألم تسرقي ما تحتاجيه سواء من الدار أو المدرسة ؟
لِمَ ترفضين الآن الإستمتاع بهذه النقود ؟ "
لتبرر لنفسها بضعف، رافضة أن يُطلَق عليها لقب سارقة: " هذه الأغراض كانت من حقي، مشرفات الدار هن مَن منعوني عنها .. و حرموني منها " .
ليعود الصوت من جديد: " و هذه الأموال من حقك أيضاً، فلقد حُرمتي من العمل على الرغم من حاجتِك له " .
يشهد الله أنها بحثت كثيراً، أياماً قضتها نهاراً و ليلاً في الشوارع تبحث عن واحداً بدون فائدة .
امتدت يدها بتردد لتفتح المحفظة و تُخرِج النقود منها، نقود كافية لإطعامها و سد جوعها .
لتظهر صورة بشار أمامها فجأة، ينظر لها بخيبة و عدم رضى على فعلتها، فتلقي النقود من يديها، و الدموع تسقط على وجنتيها .
" لا، أنا لست سارقة " .
التقطت هاتفها بسرعة، لتفتح صورة بشار، و تحدّثه - كما تفعل دائماً - .
" أنا لست سارقة بشار، لقد فعلتها لأني أحتاج للنقود، لكن أعدك أنني لن اصرف منها قرشاً و سأعيدها كاملة إلى صاحبها " .
لتترجاه بحزن: " فقط لا تنظر لي هذه النظرة، إنها تقتلني " .
لتترك الهاتف بعد أن قالت: " ثم أنك السبب في هذه السرقة، فلقد وظفت شخصاً أخر مكاني " .
التقطت المحفظة مرة أخرى، لكن هذه المرة .. باحثة عن أي شئ يدلها على صاحبها .
لتبتسم بسعادة و هي تجد بطاقة مطبوع عليها اسمه و رقم هاتفه ..
لتلتقط هاتفها مرة أخرى، و تتصل به بلا تردد:
" السلام عليكم سيدي، لقد وجدت محفظتك في شارع ...... " .
صمتت منصتة إليه، لتعود و تقول: " لنتقابل هناك بعد نصف ساعة " .
ثم أغلقت الهاتف، و نهضت لتذهب إليه، راضية عما فعلته .
**********
بينما هي نائمة، كان هو يستند بذراعه على الوسادة .. يلعب بخصلات شعرها .. و يتأمل ملامحها .
لقد كذب على رانيا، و أخبرها أنه مضطر للسفر من أجل العمل، فقط كي يكون بجانب حلوته عندما تلد .
نعم .. فلقد دخلت الشهر التاسع منذ أيام، و توقع طبيبها الخاص وضعها خلال أيام، و ها هما في انتظار أول أطفالهما .
مال ليقبل جبينها، ليعبس بملامحه بخوف و هو يلاحظ انكماش ملامحها تحت شفتيه .
ابتعد عنها قليلاً، ليرى انعقاد حاجبيها .. اصفرار وجهها .. تسارع انفاسها ..
و قبل أن يوقظها، صدرت منها صرخة، انتفض على إثرها قلبه خوفاً .
" فريد .. فريد، أنا ألد " .
و مع أنه قد درّب نفسه كثيراً، للتعامل مع هذا الموقف، إلا أنه تجمد في مكانه بصدمة .. غير مدركاً لما يتوجب عليه فعله .
لتصيح بنبرة تعبر عن ألمها: " فريد ألم تسمعني ؟، أنا ألد " .
و عندما لم تجد رد فعل منه، دفعته بضعف لتنبهه، و هي مازالت تصيح: " أها فريد " .
نحّى خوفه جانباً، و نهض ليحملها .. و يتجه بها إلى أقرب مشفى ..
لتوقفه بصياحها المتألم: " حقيبة الطفل و ملابسي " .
لينتبه إلى ما يرتدياه، فيسرع لالتقاط تيشرت له .. و عباية لها، ليلبسها إياها بسرعة، ثم يلتقط الحقيبة التي تحوي ملابس الطفل، و يحملها مرة أخرى، ليسرع بها إلى الخارج .
**********
جلس أمام باب غرفة العمليات بعد أن منعه الطبيب من الدخول معها، على الرغم من إصراره !
أخذ يردد الأدعية، و يدعو الله بتضرع: " يارب .. احمها و حافظ عليها، يارب .. لا يصيبها مكروه ..
أرجوك يا إلهي، لا تعاقبني على أفعالي و أخطائي الماضية فيها ..
يارب .. تكون بخير، ليس مهم الطفل، المهم هي تكون بخير " .
دفن رأسه بين كفيه، و هو يردد هذا الدعاء دون ملل .
و لم يرفع رأسه، إلا عندما ربتت يد على كتفه، و وصله صوت هادئ:
" لا تخف هكذا، جميع النساء يعانون في الوضع، خاصة لو كان الطفل الأول .. تكون الآلام غير محتملة " .
اكتفى بالصمت، لتسأله لارا بخوف: " متى دخلت ؟ "
ليقول بخفوت: " منذ أربعة عشر دقيقة " .
و عاد لصمته مرة أخرى، و قلبه يدعو لحلوته قبل لسانه .
أخذ إسلام لارا، ليجلسا على مقعد قريب منه، و هو ينظر إليه بشفقة، على الرغم مما يحمله داخله اتجاهه !
إنه يكره هذا الرجل، يكرهه لأنه استغل فتاة ضعيفة .. وحبدة مثل ياسمين .. و تزوجها عرفياً، على الرغم من أنه لا يعرف ملابسات هذا الزواج و ظروفه، إلا أن الفكرة وحدها تدعو للإشمئزاز، فالزواج العرفي بالنسبة له .. زنا !
و مع ذلك، و هو يراه الآن .. جالساً أمامه بكل هذا الضعف و الخوف، أشفق عليه، فهو قد عاش نفس الأمر .. نفس الخوف، ليس لمرة واحدة .. بل لثلاث مرات !
أخرها كانت منذ عدة أيام، عندما وضعت هبته طفلته الصغيرة ( درة )، لؤلؤته الغالية و أصغر بناته .
ابتسامة كبيرة ارتسمت على ملامحه و هو يتذكر طفلته الصغيرة بملامحها الناعمة ..
لتعيده لارا إلى الواقع بسؤالها: " أبي، ياسمين ستكون بخير، صحيح ؟ "
ليبتسم لها مطمئناً، و يقول: " بمشيئة الله حبيبتي، لا تخافي " .
دقائق و وصلا تسنيم و ريناد بصحبة مازن، و الخوف بظلل ملامح الفتاتين .
اقتربتا من لارا، لتسألها ريناد: " أين هي؟، كيف حالها ؟ "
أشارت لارا إلى غرفة العمليات، و همست: " لا يوجد عنها أي أخبار " .
اقترب مازن من فريد، الشارد بعيداً عنهم، و كأنه في عالم أخر غير عالمهم، و قال:
" ليخرجها الله بالسلامة و تفرحا بطفلكما " .
ليهمس فريد: " يارب " .
تركه مازن و اتجه إلى حيث يجلس إسلام، فمن الواضح أن الرجل غير قادر على قول كلمتين حتى !
كان الصمت مسيطراً إلى حد ما، إلا من همهمات تصدر من الفتيات كل عدة دقائق .
لترتسم السعادة على ملامح الجميع، عندما وصلهم صوت بكاء طفل من الداخل .
ليهنأ إسلام فريد: " مبارك لك " .
لم يرد فريد عليه، و نهض منتظراً خروج الطبيب بنفاذ صبر ..
لكن إسلام لم يغضب من هذا، فهو مقدّر حالته تماماً .
سأل فريد الطبيب، حالما ظهر الأخير أمامه: " هل ياسمين بخير".
ليمازحه الطبيب قائلاً: " اسئلني عن جنس الطفل أولاً .. حالته " .
ليقاطعه فريد بقوة: " ياسمين بخير أم لا ؟ "
ليهز الطبيب رأسه بيأس، و يقول: " أعان الله الفتاة عليك لا أعرف كيف تتحملك !..، اطمئن هي بخير .. و الطفل أيضاً بخير " .
ليتنفس فريد براحة، ثم يقول بلهفة: " أريد أن أراها " .
ليعود الطبيب إلى مشاكسته: " هي أم الطفل ؟ "
جز على أسنانه، و قال بتهديد: " لولا أنك صديقي، لكنت الآن وراء الشمس " .
ليضحك الطبيب و يقول: " و لِمَ كل هذا؟، دقائق و ترى زوجتك، و طفلك إن أردت " .
**********
انسحبن الفتيات و إسلام و مازن بعد أن رأوا ياسمين نائمة، و فضلن الفتيات الذهاب إلى الحضانة لرؤية الطفل، في حين أعترض فريد مرافقتهم، و أصر أنه لن يرى الطفل إلا مع زوجته

وقفوا أمام الغرفة التي تضم العديد من الأطفال حديثي الولادة، و من ضمنهم أبن فريد .
لتضع تسنيم يدها على الزجاج الفاصل، و تقول بسعادة: " يا إلهي، انظر مازن .. كم هو جميل و صغير " .
ليقترب مازن منها و يهمس: " العقبى لنا حبيبتي، لكنني أريد طفلة جميلة تحمل نفس ملامحِك " .
توردت وجنتى تسنيم بخجل، على الرغم من أنها باتت تسمع مثل هذه الكلمات كثيراً في الفترة الأخيرة، فمازن لا يدّخر فرصة إلا و غازلها و دللها .
همست ريناد بصوت لا يسمع: " يا إلهي، كم هو صغير و .. وسيم " .
لتلمع عينيها، و يتعالى صوتها: " ما رأيكن في اسم وسيم للطفل ؟ "
ليتدخل إسلام بحذر: " لا دخل لنا في هذا ريناد، والديه سيسمياه " .
برطمت ريناد بعدم رضى، في حين أن لارا قالت بلا مبالاة: " لا يهمنا سوى رأي ياسمين، و إن طالبناها بتسمية الطفل ( وسيم ) ستوافق بلا تردد .
ليهز إسلام رأسه بيأس من أبنته طويلة اللسان .. التي لا تخجل من أحد .
لتبتسم ريناد، و تقول بتأييد: " نعم .. لنخبرها بالأسم، كما أن لا أسم أخر يليق به " .
ليقطع محادثتهما و اتفاقهما صوت تعرفه لارا جيداً، و باتت تشتاق إليه كثيراً في الفترة الأخيرة .
" سيد إسلام، خير إن شاء الله، ما الذي أتى بك إلى هنا في هذا الوقت ؟ "
ليبتسم له إسلام، و يقول: " أمير، كيف حالك ؟، اشتقت لك يا رجل ..
جئنا من أجل صديقة لارا، لقد وضعت طفلها منذ دقائق " .
ليقول أمير بدهشة: " حقاً، مبارك لها " .
ثم أردف بعتاب: " لِمَ لم تخبرني ؟، كنت لأكون بجانبكم إن احتجتم إلى شئ، أم أنه طالما علاء غير موجود لا تتحدث معي ؟ "
لينفي إسلام بقوة: " لا و الله، و لكنني توقعتك أنك أيضاً في منزلك .. مثله " .
ليقول أمير بتذمر طفولي: " ليتني كنت هناك، و لكنني للأسف لست عريس مثله لأتدلل " .
ليضحك الجميع على نبرته، و يقول إسلام بمرح: " ليرزقك الله بفتاة تدللك يا أخي " .
ليقول أمير بتنهيدة، غير غافلاً عن نظرات لارا نحوه: " قريباً .. قريباً جداً " .
حبنها .. صدح صوت أنثوي: " أمير، كل هذا تجلب القهوة ؟ "
********
التفت أمير إليها، و ملامحه يكللها الإعتذار، و قال: " أوه شيماء أعذريني، لقد نسيت نفسي " .
لينظر إلى إسلام، و يقول: " الدكتورة شيماء، طبيبة هنا في قسم الأطفال " .
ثم عاد بنظراته إلى شيماء، و قال: " و هذا السيد إسلام، شقيق علاء، و أبنته و أصدقائها " .
حيّتهم شيماء بابتسامة، ثم أخذت كوب القهوة البلاستيكي منه، و قالت:
" سآخذ أنا القهوة و أنتظرك في الغرفة " .
ليقول معترضاً: " لا انتظري سآتي معِك " .
ليلتفت إلى إسلام، و يقول: " إن احتجت إلى شئ اتصل بي و ستجدني أمامك خلال ثواني " .
ليشكره إسلام بامتنان، فيبتعد أمير و .. صديقته، و نظرات لارا تلاحقه !
سألت والدها بحنق، و هي تراهما يدلفا إلى إحدى الغرف القريبة:
" مَن هذه أبي ؟ "
ليبتسم إسلام بسخرية، و يقول: " لقد قال أمامِك، الدكتورة شيماء " .
لتقول بغيرة: " و مَن شيماء هذه ؟، لِمَ تتعامل معه بهذه الحرية ؟ "
ليقول لدهشة: " و من أين لي أن أعرف ؟، ثم ما دخلي أنا بطريقة معاملتهما " .
لتقول ريناد ببساطة: " ربما هي الفتاة التي ينوي الزواج بها " .
لتهمس لارا بذهول: " ماذا ؟ "
لتقول ريناد بمنطق: " نعم، و الدليل على ذلك إشارته للزواج القريب " .
قبضت لارا على كفها بقوة، و فكرة أن يُعجَب أمير و يرغب في الزواج من غيرها تثير حنقها و .. غيرتها !
ليقطع إسلام هذه المحادثة، بقوله: " انسوا أمير، هو ليس من بقية عائلتنا لنفكر في الفتاة التي سيتزوج منها ..
و هيا لنذهب إلى المنزل، فمن الواضح أن ياسمبن لن تستيقظ قبل الصباح " .
لتعترضن الفتيات في صوت واحد: " لا، سنبقى معها " .
ليقول إسلام بحزم: " ماذا ستفعلن ببقائكن ؟، زوجها معها، و نحن سنعود فور أن تشرق الشمس " .
ليؤيده مازن: " أنا مع السيد إسلام، وجودنا هنا بلا داعي " .
لتقول تسنيم بحزن: " أريدها أن ترانا بجانبها عندما تستيقظ، لا أريدها أن تشعر بأنها وحيدة " .
ليعدها مازن بحنو: " أعدِك أنكِ ستكونين هنا قبل أن تستيقظ حبيبتي، لكن لنذهب إلى المنزل الآن " .
و أمام إصرار الرجلين، استسلمن الفتيات لهن، و غادروا جميعهم المشفى .. بعد أن أخبر إسلام فريد بهذا .
**********
شدت شعرها بعصبية، و هي تصيح: " ماذا تعني بهذا ؟، هل تمزح معي ؟ "
ليقول الرجل بتوتر: " أنا أطلب القليل من الوقت فقط سيدتي، فأخذها في هذا الوقت صعب " .
لتسأله بصباح: " لِمَ ؟، ما الذي يجعله صعباً ؟ "
ليقول بتردد: " السيد مع الفتاة منذ أن خرجت من غرفة العمليات، لم يتركها لحظة، إنه حتى لم يرى طفله حتى الآن " .
لتجز على شفتيها، و تقول بحقد: " هكذا إذاً ؟
حسناً، سأبعد فريد عنها، لكن أريد الفتاة و الطفل عندي خلال أقل من ساعة " .
ليطمئنها الرجل بثقة: " لا تقلقي سيدتي " .
أغلقت الخط منه، لتتصل بأحد أصدقائها هي و زوجها، و تقول فور أن وصلها صوته:
" السلام عليكم، أريد منك خدمة بسيطة، هل تستطيع إنجازها من أجلي ؟ "
و بعد عدة كلمات متبادلة، أغلقت الخط، و وجهت كلماتها الساخرة إلى ميرفت:
" تأكدي من أن كل شئ جاهزاً لاستقبال .. الخادمة " .
**********
تم الأمر بسرعة و بمنتهى الدقة، تولى أحد الرجال مهمة إبعاد الحارس - الذي استدعاه فريد قبل مغادرته - عن غرفة ياسمين، بينما اتجه اثنين ليحضرا الطفل .
و حينما أصبح الوقت مناسباً، تسلل اثنين إلى غرفتها، و حملها أحدهما إلى الخارج ..
ليأخذوها هي و الطفل إلى رانيا !
انتهى الفصل قراءة سعيدة

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:30 AM   #408

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تمييز الرواية وتثبيتها بتميز اسلوب كاتبتها اسلوبا وطرحاً

الف مبروك ونتمنى لك دوام التميز ونرجو أن يعجبك الغلاف الاهداء من احدى مصممات فريق وحي الاعضاء





اشراف وحي الاعضاء





سيلينان likes this.

قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:49 AM   #409

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

قفلتك شريرة ونيتك شريرة مخبية لياسمين ايه
دي الهبلة الغلبانة اللي فيهم، وكمان معقول كل ده
فريد متجوزهاش رسمي؟!!! متشوقة جدا اعرف
اللي هيحصل ومتوجسة منه كمان😱😱😱.


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 03:54 AM   #410

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

مبروك التميز



موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.