آخر 10 مشاركات
أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          الجاغوار الأسير (68) بقلم majdalina "مميزة"... كاملة & روابط جديدة (الكاتـب : monny - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          لذة العذاب (67) للكاتبة رعشة هدب *مميزة* ×كـــــاملهــ×تم تجديد الروابط (الكاتـب : جيجي22 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-18, 10:23 PM   #391

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي


لارا الغبيه ضيعت امير من يدها من أجل خالد المخادع و كلامها لاسلام كان جارح هى لا تستحق امير ويبقى ليس عنده كرامه لو رجع لها مرة أخرى واخيرااا مازن عرض الزواج على تومى ليريح نفسه والجميع ورانيا شكل سفرها لتنفيذ مخططها حتى لا تكون موجوده ونشوى تغيرت للاحسن احسنتى عزيزتى بالتوفيق بانتظار القادم 😘

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-18, 02:13 PM   #392

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
B12 star

فصل قمتي بتفجيره 😓😓
لارا الغبيه خسرت امير
امير انسان رائع اتمنى ان تجد فتاة رائعه وتنسى لارا
حتى لو كانت على نيتها لاتجرح هكذا
حتى اسلام الذي رباها اذته بكلامها
من اجل من ؟؟
حتى لو كان شخص يحبك هذا ليس عذرا
اكبر مشكله ان البعض من اجل الحب وضعوا تحتها خطين
يضحوا با هلهم مؤلم ان يجد طفله الذي رباه يسيء اليه ولا يعطيه اعتبار
من اجل شخص عرفه حديثا
مازن صدمنا حقا 😲😲
اني تمنيت اني ان فريد راح يطلق دينا
وهي مدري شتخطط
فصل مذهل بالانتضار 😘😘


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-18, 10:07 PM   #393

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل السابع و الثلاثون
جالس أمامها و روحه ليست معها ، صامتاً لا يجد ما يقوله لها ..
مع أنه إن كان مع أخرى ، لم يكن يكف عن الحديث .. عن مشاكساتها لسماع ضحكاتها .. عن مداعباتها و إلقاء كلمات الغزل عليها .
أما هي ، فلم يجلس معها إلا تنفيذاً لرغبة والدته ، حتى لا تغضب الأخيرة فيؤثر هذا على صحتها .
يعلم أنه يظلم حورية ببعده عنها و تجاهله لها ، و لكن .. ماذا بيده أن يفعل و قلبه اختار أخرى لا يستطيع نسيانها ؟
**********
تمعنت في ملامحه .. مظهره ، شاب وسيم .. ذو مستوى اجتماعي كبير .. و تعليمي رفيع ، أي فتاة تحلم بأن تكون زوجة له
و لكن ما يثير ريبتها هو تباعده عنها و عدم اهتمامه بها ، تشعر أنه يجلس معها رغماً عنه .. أنه يتمنى أن يتركها !
لا تنكر أنها لا تحبه ، و أنها وافقت على الزواج عليه لأنه يناسبها من جميع النواحي .
و مع ذلك هي كأي فتاة ، تحلم بأن يكون زوجها فارسها ، يدللها و يأخذها إلى عالم وردي لا يوجد فيه سواهما .
تنهدت بقوة ، و قد بدأت تشعر بالضجر من صمته و شروده ، فقالت بفظاظة تمّلكت منها :
" إلى متى ستظل صامتاً ؟ "
و أخيراً انتبه إلى نفسه ، فحاول أن يجد أي ما يتحدث فيه معها ، ليقول بحماقة :
" ماذا تشربين ؟ "
أشارت إلى العصير الموضوع على الطاولة بسخرية ، و قالت بتهكم : " ماذا ترى ؟ "
شعر بالحرج .. ليحاول إخفائه ، فيقول بلباقة ، و كلمات والدته تتردد في أذنه :
" أعتذر إن كنتِ انزعجتي مني أمس ، لقد كنت متعباً و لم أكن أقوى على تحريك جسدي حتى " .
كانت ستصدقه ، حتماً كانت ستصدقه لو لم تكن ترى هذا التجاهل و البرود منه ، لكن تصرفاته و تعامله معها توضح أنه لا يريدها من الأساس !
" لا مشكلة ، المهم أن تكون بخير " .
ليتمتم ب ( الحمد لله ) ، و يعود لشروده مرة أخرى .
فتتأفف بانزعاج ، و تقول بحتق : " اسمح لي ، تذكرت أن لدي موعد هام .. و عليّ المغادرة " .
لم بمنعها ، لم يرجوها أن تؤجل موعدها أو تلغيه و تظل معه .. كما كانت تتمنى ، بل قال براحة ، و كأنه تخلص من عبء كان يُثقل كاهله :
" حسناً ، أراكِ قريباً " .
ليزداد حنقها ، و تغادر بخطوات غاضبة .
ليتنهد بتعب ، و يهمس بدون صوت : " أعتذر حورية ، و لكنني لا أستطيع " .
ثم تحرك هو الأخر مغادراً المكان ، بعد أن نفذ لوالدته ما أرادته ، و إن كان ما فعله لا يرضيها تماماً ، و لكنه أعتذر من حورية كما طلبت !
صعد إلى سيارته ، ليمسك بالمقود دون أن يديره ، و عيونه تشرد في أخرى .. اشتاق لرؤية ملامحها و الإحساس بها ، يريد أن يراها حتى لو لدقيقة ، دقيقة واحدة يروي فيها شوقه و يطمئن عليها .
و لكن .. كيف السبيل لذلك ؟
لقد علم من أمير أن والد لارا أصر على اصطحابها إلى منزله ليعتنوا بها ، و كم أراحه ذلك ، فلقد كان خائفاً عليها من المكوث لحالها و هي غير قادرة على القيام بأقل احتياجاتها ، على الأقل الآن هو مطمئن عليها .
" ليحفظِك الله حبيبتي .. و يزيل الحزن من قلبِك " .
ثم قاد سيارته متجهاً إلى المنزل ، فليس لديه رغبة للقيام بأي عمل .
**********
قبل دقائق
فتح لها السائق باب السيارة ، لتصعد إليها بشرود ، بشار يشغل بالها .. يثير حيرتها ، شروده .. صمته .. و الحزن الذي تراه في عينيه ، كلها أشياء لا تدل إلا على شئ واحد .
شئ تتجاهله .. لا تريد تصديقه ، مقنعة نفسها أن الرجل لا يُجبَر على الزواج !
" أنتِ تتخيلين هذا الحزن ، و صمته بسبب عدم اعتياده عليكِ بعد ، لا تنسي أنه رآكِ أول مرة عندما تقدم لخطبتِك ..
لا تتخيلين أشياء ليس لها وجود و افرحي ، فخطيبِك ألف فتاة تتمناه " .
**********
لم تعي على نفسها إلا و كف قوي يستقر على وجنتها اليمنى ، و آثار أصابع تنطبع عليها .
لتُصدَر ثلاث شهقات ، اثنتين منهما من هبه و ريناد ، مصدومتان من حديث لارا .. و صفع إسلام لها !
و الثالثة من لارا ، و التي على ما يبدو قد انتبهت للتو إلى ماتفوهت به !
نظرت إلى والدها ، لتجد الحزن و خيبة الألم يعتلا ملامحه .
يا إلهي ..
ما هذا الذي قالته ؟
كيف تحدثت مع والدها بهذه الطريقة ؟
والدها الذي قضى عمره ليحميها و يحافظ عليها ، الذي لم يبخل عليها في شئ ، الذي كان ينفذ لها طلباتها قبل أن تطلبها ، الذي دائماً يقول أنها أول فرحته ، لم يفرّق بين بناته و بينها يوماً .
تساقطت دموعها ، لبس بسبب قوة الكف الذي استقر على وجنتها ، بل بسبب ما قالته لوالدها ، بكت مؤنبة نفسها ، بكت ندماً ..
و لكن ، بم يفيد الندم بعدما قالت ما قالته ؟!

صُدِمَ حقاً ، لم يكن يتوقع أبداً أنه سيأتي اليوم الذي تنكر فيه أبنته أبوتها له ، أن تشكك في حبه لها ، هو مَن فعل المستحيل كي يوفر لها ما تحتاجه و يمنحها السعادة ، يعوّضها عما ذاقته في الدار في طفولتها من قسوة و حرمان ، تتهمه أنه لا يهتم بسعادتها ؟!
" أنا يا لارا ، أنا لا أهتم لسعادتِك ؟
أنا لا أعتبرِك سوى أبنة الدار ، أنا ؟
هل تصدقين ما تقولينه ؟ "
هز رأسه باستنكار ، و قال : " مستحيل ، مستحيل أن تقول أبنتي هذا الحديث لي ..
أنتِ لستِ أبنتي ، لستِ الطفلة التي تربّت على يديّ " .
ازدادت دموعها و تعالت شهقاتها ، و مع ذلك لم تبرر .. لم تعتذر !
فماذا سيُقال بعد ما قيل ؟
و أي أعتذارت ستُنسي والدها حديثها و تداوي جرحه ؟
أطرقت برأسها ، منتظرة ما سينهال به والدها عليها ، متقبلة تقريعه و تأنيبه بخضوع و .. اعتراف بالخطأ .

مهما تقول هو والدها ، هو مَن رباها و اعتنى بها منذ أن كانت بعمر التسع سنوات ، هو مَن يخاف عليها .. يحيا لأجلها و لأجل سعادتها .
و رغماً عنها ستمتثل لأوامره و قراراته ، و لن تتزوج هذا الخالد !
" أنا لست والدِك لارا ، لا أبالي بسعادتِك ..
و لأثبت لكِ هذا ، أنا غير موافق على زواجِك من خالد ، و لن أوافق عليه أبداً ، و لن تتزوجي هذا الحقير إلا على جثتي .
و الجامعة لن تذهبي إليها إلا عندما يعود إليكِ عقلِك ..
و هاتفِك سآخذه منِك ، طالما أنتِ تستغلين ثقتي و تتحدثين مع هذا الشاب من وراء ظهري .
و تفضلي ، اذهبي إلى غرفتِك ، لا أريد رؤية وجهِك "
بعد أن أنتهى من إلقاء أوامره عليها ، أسرعت إلى غرفتها دون إبداء أي تذمر أو أعتراض ، فهذا أقل ماتستحقه بعد ما قالته .
و تبعتها ريناد بصعوبة .. بسبب إصابة ساقها ، و انفعالات غريبة تظهر على وجهها ، لقد صُدِمت مما قالته صديقتها ، و صُدِمت أيضاً بردة فعل إسلام !
لقد توقعت أنه سيترك صديقتها ، لن يهتم بها بعد ماقالته الأخيرة في حقه ، و لكنه لازال متمسكاً بها و محافظاً عليها !
" غبية يا لارا ، أن تتهمين رجل مثل هذا أنه لا يهتم بسعادتِك لهو منتهى الغباء " .
وجدت مَن يساعدها على السير ، فحركت رأسها ، لترى إسلام بملامحه الأبوية .. و ابتسامته الحنونة ، يقول لها :
" على رسلِك حبيبتي " .
لتهمس بداخلها بحسرة : " ليتني كنت مكانك يا لارا ، ليته كفلني أنا " .
دلف بها إلى حجرة أبنته ، ثم التقط هاتف أبنته دون حديث ، و خرج من الغرفة .
لتبكي لارا بقوة نادمة ، و تصيح ريناد مُكمِلة عليها :
" غبية ، كيف تقولي لوالدِك هذا ؟
هذا الرجل الذي ينفذ لكِ كل ما تريدين ، الذي يعاملِك كبناته و لا يفرق بينكن ، الذي استقبلني في بيته فقط لأنني صديقتِك "
لا تحتمل أكثر ، يكفي تأنيبها لنفسهل و ندمها على ماقالت ، لا ينقصها تقريع من شخص أخر .
" يكفي ريناد .. أرجوكِ يكفي " .
لتضحك ريناد بسخرية : " ماذا ؟ أ تشعرين بالندم ؟
قليل ، الندم لا شئ أمام ما فعلتيه " .
" يكفي ريناد ، اصمتي " ، صاحت ببكاء .
إلا أن ريناد لم تصمت ، فصديقتها بحاجة إلى أن تستيقظ من غفلتها :
" شئ واحد أريد أن أفهمه لارا ، ماذا فعل معكِ لتتهميه أنه لا يهتم لسعادتِك ؟
أ بسبب خالد هذا فقط ؟
ألم يفعل لكِ والدِك أي شئ أخر يشفع له عندِك ؟ "
" اصمتي ريناد اصمتي " .
لتستلقي على سريرها .. متدثرة بالغطاء .. حاجبة نفسها عن صديقتها .
**********
بعد أن خرج من غرفتها ، ارتمى على المقعد بتعب ، و ملامحه توضح مدى ألمه
لتقترب منه زوجته ، و تقول بشفقة : " لا تغضب حبيبي ، تعلم أنها متهورة و لا تفكر فيما تقوله ، و لكنها لا تقصده بكل تأكيد " .
ليقول بمرارة : " حتى لو لا تقصده ، هي تشعر به يا هبه ، لا يمكن أن تتفوه بكلمات لا تشعرها .
لكن .. ماذا فعلت أنا لتشعر هي بهكذا شعور ؟ "
آلمها قلبها على ألمه ، تجمعت الدموع في عينيها إثر ملامحه المعذبَة ، لتقول محاولة التهوين عليه :
" لم تفعل شئ حبيبي ، لقد ربيتها .. علمتها .. اهتممت بها .. لم تحرمها من شئ ، أنت لم تقصر معها ..
و هي تعلم ذلك جيداً ، و أنا متأكدة أنها نادمة على كل ما قالته ؟ "
" و بم سيفيد الندم يا هبة ؟
بم سيفيد ؟ "
لينهض بتخبط ، و هو يقول : " سأذهب لأنام ، علِّ استيقظ ناسياً ما قالته " .
**********
بعد قيادة لساعات ، استقر أخيراً .. و صفّ سيارته أمام النيل ، ليستند برأسه عالمقود ، و يشرد بحزن .
" و لكنني أحب خالد .. أحبه كثيراً" .
كلماتها تتردد في أذنيه .. جارحة قلبه بقسوة .
يا إلهي ، كم هي قاسية ، تفوهت بكلماتها بكل برود بينما هو يسعى إليها بكل قوته !
تباً له من غبي ، تباً له لأنه سمح لها بأن تهين رجولته و كرامته بهذه الطريقة .
" و لولا والدي ، لكنا الآن مخطوبين " .
إذاً إسلام هو السبب ، هو مَن رفض زواجها من خالد ، لولاه لكانا 1الآن مخطوبين كما قالت ، و هو الأحمق الذي ظن أنها هي مَن رفضت خالد ، و أنه لازال هناك أمل له معها .
هي امتثلت لأمر والدها ، و لكنها لازالت تسعى لأن يوافق على زواجها هي و خالد .
" لا تعلمين مَن تحبين ، لا تعرفين ما يخفيه هذا الحقير خلف ملامحه الحنونة أمامِك ، و لكن أقسم أن أجعلِك تندمين على تفضيلك له عليّ " .
تذكر تلك الفتاة التي جاءت إليه في المشفى ، و أخبرته عن كل مايخص خالد ، وقتها ظن أنه لا حاجة له بهذه المعلومات ، فخالد قد تم رفضه ، لكنه الآن يحتاجها .. يحتاج أن يُري ماسمعه لتلك الحمقاء كومة الشعر ، لتندم أشد ندم على حديثها .
تحرك بسيارته و هو يحاول تذكر العنوان التي أملته عليه تلك الفتاة ذلك اليوم ، عنوان الشقة التي يُقيم فيها خالد حفلاته الخاصة و علاقاته المشبوهة !
مقنعاً نفسه أنه يفعل كل ذلك من أجل الإنتقام من لارا و .. ليس خوفاً عليها !

يتبع

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-18, 10:09 PM   #394

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

( تزوجيني )
لا يبدو أن تسنيم وحدها مَن صُدِمت بما قاله ، بل هو أيضاً صُدِم !
و قبل أن تعلق على كلماته .. تغضب .. تثور ، كان قد اختفى من أمامها !
لترتمي على أقرب مقعد إليها بعدم تصديق ، عينيها زائغة .. و عقلها شارد بما قاله أخيها .
لا ، ليس أخيها ، فكيف يطلب أخ من أخته الزواج ؟
( تزوجيني )
الكلمة تتردد في أذنها بقوة ، مزلزلة دواخلها .. مبعثرة مشاعرها !
لترفض ما تفكر فيه ، و تهمس باعتراض :
" لا تومي .. هذا خيال ، مستحيل أن يطلب منِك مازن هذا " .
ليصدح صوت بداخلها : " و لكنه طلب ، قالها بكل قوة ، طلب منِك الزواج " .
لتغمض عينيها ، و تقول بقوة : " لا .. لا ، لم يقصدها ..
بالتأكيد لم يقصدها ، و إلا ما كان رحل فوراً دون أن يتمسك بطلبه أكثر " .
قطع تشتتها و عدم تصديقها اقتراب نهى منها ، قائلة باستغراب :
" تسنيم ، هل تتحدثين مع نفسِك ؟ "
لتنظر إليها تسنيم بحيرة ، و عقلها حتى الآن يحاول استيعاب ما حدث ، فهمست بتشتت :
" لا أنا .. أنا ..
سأذهب إلى غرفتي " .
ثم تحركت إلى غرفة الضيوف - التي تجلس فيها - تاركة نهى خلفها ، تنظر إليها بحيرة !
**********
في مكان شبه خالي ، ذلك المكان الذي كان فيه مع تسنيم من أيام ، صفّ سيارته ، و أراح مقعده .. ليستند عليه .. و يغمض عينيه بإرهاق .
استرجع عقله تلك الكلمات التي ألقاها على أخته ..
" تزوجيني إذاً ، وقتها لن يتحدث أحد عن علاقتنا المشبوهة ، و لن يُمّس شرفِك " .
فمسح على وجهه بقوة ، و مشاعره مذبذبة .
لقد عرض عليها الزواج !
عرض على أخته الزواج !
يا إلهي ، كيف فعل ذلك ؟
و دون أن يدري .. التقط هاتفه .. ليتصل به ، ذلك الإنسان الذي تجاهله مراراً ، و لم يستسلم و يتحدث معه إلا ليعرف مكان أخته ، إلا أنه الآن بحاجته .. بحاجة للحديث معه !
دقائق و جاءه صوته ، ليقول بلا مقدمات :
" لقد طلبت تسنيم للزواج " .
كانت ضحكة صادق العالية هي أخر ما توقعه ، و نبرته المتسلية شتتته أكثر .. و زادت من تخبطه .
" حقاً ؟ ، و هل وافقت ؟ "
وجد نفسه يقول بغضب : " تستهزأ بي .. أم لا تصدق ما أقوله ؟ "
ليرد صادق بهدوء : " لا استهزأ و .. أصدقك ..
و متحمس أيضاً لأعرف ردها !
هل وافقت ؟ "
و لكن ليس هذا ما كان يريده ، لقد اعتقد أنه سيوبخه .. سيؤنبه على ما فعله ، لكن أن يُبدي حماسه للأمر !
يا إلهي .. ماذا يحدث ؟
قال بضياع : " لا أعرف ، لقد تركتها و رحلت فور أن عرضت طلبي " .
ليسارع صادق دون تردد : " جبان ..
" أنت جبان يا مازن ، لا تواجه .. تهرب من أي موقف تتعرض له ، و تستحق كل ما ستلاقيه " .
ليبرر مدافعاً عن نفسه : " أنا لست جبان ، و لكنك مَن لا تستوعب معنى أن أتزوج أختي " .
ليقول صادق ببرود الغرض منه استفزاز مازن : " لكن تسنيم ليست أختك .
أختك تُدعى رنيم ، و قد توفت منذ أكثر من عشر سنوات " .
ليُغمض مازن عينيه بقوة ، و صورة شقيقته تتراءى أمامه .. و السيارة تصدمها .
و هو .. السبب .. في هذا .
فقال بدون وعي : " شقيقتي قُتِلت " .
ليقول صادق بنفس البرود : " و أنت مَن قتلها ، أليس كذلك " .
" نعم أنا ، أنا مَن ركضت ورائها ، و لم أسترح إلا عندما رأيتها مُلقاة على الأرض .. و الدماء محيطة بها " .
لتتسارع أنفاسه موضحة مشاعره و ما يعانيه في هذه اللحظة .
ليقول صادق بهدوء : " لا يا مازن ، أنت لست السبب .
يومها كنت تلعب معها .. تُسعِدها و تستمتع بضحكاتها ، و هي كانت سعيدة لأنك تلعب معها و تنفذ لها ما تريده .
لكن القدر كان له رأياً أخر ، و أراد الله أن يسترد أمانته ، و لا أنا و لا أنت يحق لنا الإعتراض على هذا " .
صمت سيطر على محادثتهما ، ليقطعه صادق قائلاً : " سأسالك سؤالاً .
إن لم تلعب مع شقيقتك ذلك اليوم ، لم تكن لتموت ؟ "
ليجيب بدون تفكير : " وقتها لن أكون أنا السبب في موتها " .
" لكن النتيجة كانت ستكون واحدة .. ألا و هي موتها ، لذا ليس عليك تحميل نفسك الذنب " .
و مع كل ما قاله صادق ، كان شئ داخل مازن غير مقتنع ، شيطانه يتلاعب به مقنعاً إياه أنه السبب .
ليتابع صادق بصبر : " هل أتهمك والديك يوماً أنك السبب ؟
هل عاتبوك ؟
هل رأيت كرههما لك في أعينهم ؟ "
ليقول مازن بشرود : " لا " .
فيهتف صادق بنبرة قوية محاولاً اختراقه : " هذا لأنهما مؤمنان ، يعلمان أن هذا أمر الله و لا اعتراض عليه ، يعلمان أنهما بك أو بدونك كانوا سيفقدوها ذلك اليوم .
أما أنت فإيمانك ضعيف ، لا ترضخ لأمر الله .. تعترض على حكمه ! "
لينفي مازن بشدة ، و فكرة اعتراضه على حكم الله تثير رعبه : " لا .. لا أعترض ، بالتأكيد لا " .
ليقول صادق : " إذاً قل إن لله و إن إليه راجعون ، و ادعو الله أن يجمعك بها بالجنة .
و عندما تتذكرها اذكر الله و اقرا آيات من القرآن ، لا تسمح للشيطان بالتلاعب بك " .
ليهدأ مازن قليلاً ، و يتذكر تسنيم و ما قاله لها ، فيقول :
" و تسنيم ، ماذا أفعل معها ؟ "
ليبتسم صادق بقوة ، فمازن يطلب نصيحته .. يسأله ما يتوجب عليه فعله ، بعد أن كان يهرب منه و يرفض الحديث معه !
عاد إلى بروده المستفز ، و هو يقول :
" هل ستحتمل رؤيتها مع أخر ؟ ، متزوجة من غيرك ؟ "
ليقول مازن بلا تردد : " أخرس !
هي لي و لن تبتعد عني" .
ليصمت فجأة منتبهاً إلى ما قاله ، في حين أن صادق على الجهة الأخرى ابتسم بانتصار !
فما توقعه صحيحاً ، و مشاعر مازن اتجاه تلك الفتاة أبعد ما تكون عن الأخوة ، و ها هو على وشك اكتشاف مشاعره و تحديد مستقبله .
" و ماذا ستفعل كي لا تبتعد عنك ؟ "
كان الصمت هو جوابه ، فظن أن مازن يرتب أفكاره ، أو يحاول إيجاد مهرب مما قاله .
إلا أن الصمت قد طال ، مما جعله يقول : " مازن ، أنت معي ؟ "
و لم يحصل على رد أيضاً ، فنظر إلى الهاتف باستغراب ، ليجد أن الخط قد .. أُغلِق !
هز رأسه بيأس ، فعلى عكس ما كان يعتقد منذ دقائق ، سيتعب كثيراً مع مازن حتى يصل إلى بر النهاية !
بعث إليه رسالة ، تضمن محتواها : " واجه نفسك و حدد مشاعرك ، و بعدها فكر فيما تريده و ما تفعله .
و أنا بجانبك و سأدعمك مهما .. كان قرارك ! "
و بعدها اتصل بطه ، ليأخذ منه رقم تسنيم ، فحكاية مازن لن تنتهي عند زواجه من تسنيم !
**********
أغلق الخط و حيرته قد ازدادت .. مشاعره مشتتة ، ما بين أخت قضى معها معظم حياته ، و فتاة لا يريد ابتعادها عنه .
انتبه إلى وصول رسالة إلى هاتفه من صادق ، ففتحها ليرى ما كتبه .
ثم أغمض عينيه مرة أخرى ، و لحظاته مع تسنيم تتراءى أمامه ، ممتزجة بكلمات صادق التي قرأها منذ قليل .
سأدعمك مهما .. كان قرارك !
و ما هو قراره ؟
ماذا يريد ؟
يريدها كزوجة أم ك .. أخت ؟
تنهيدة طويلة صدرت منه ، قبل أن يهمس : " تومي .. تومي ، أنا حائر .. لا أعلم ما أريده أو يتوجب عليّ فعله ..
أخبريني أنتِ صغيرتي ، ماذا تريدين ؟
ليصدح صوت بداخله : " و إن لم تكن تريدك ، هل ستتركها ؟
هل ستحتمل رؤيتها مع أخر .. تكون ملكه ؟!
ليهز رأسه بقوة نافياً ، لن يحتمل .. لن بحتمل ابتعادها عنه ، لن يحتمل أن تكون لرجل أخر ، يدللها و يستمتع بضحكاتها .
( واجه نفسك .. حدد مشاعرك )
ألم تحدد مشاعرك بعد يا مازن ؟
كاذب !
أنت تعرف ما تريده ، أنت تريدها .. و لا تريد غيرها !
هي ليست أختك ، إن كانت كذلك فعلاً كنت ستفرح لها ، ستساعدها على الزواج ممَن تحب ، و لكن رفضك لهذا أكبر دليل على عشقك لها .
و لكنك من لم ترد الإعتراف بهذا ! "
و عند هذا الخاطر ، اعتدل و انطلق بسيارته ، عائداً إلى صغيرته .
**********
أما هي ، فارتمت على سريرها بعد أن دلفت إلى الغرفة التي تمكث فيها ، و ما زال عدم التصديق يسيطر عليها ، و مشاعرها متخبطة بين أخيها و مَن .. عرض عليها الزواج !
رنين هاتفها أخرجها من أفكارها ، لتنظر إلى المتصل ، فتجد رقم بدون أسم !
فتحت الخط ، و انتظرت كي يتحدث المتصل ، ليصلها صوته بعد ثواني :
" السلام عليكم ، تسنيم معي ؟ "
عقدت حاجبيها بحيرة ، فهذا الصوت لم تسمعه من قبل .. و لا تعرف صاحبه ، و الغريب أنه يعرف اسمها
" مَن معي ؟ "
" صادق .. صديق مازن .
أو بالأصح .. دكتور صادق ! "
قفزت من على السرير بخوف ، و هي تسأله : " مازن بخير ؟ ، أين هو ؟ ، طمئني أرجوك " .
عقد صادق حاجبيه بتفكير ، تُرى أهي خائفة على مازن كأخ ؟
أم أنها تبادله مشاعره ؟
" بخير لا تقلقي ، و لكنني بحاجة لرؤيتِك و الحديث معِك " .
تجاهلت كلماته ، و أعادت سؤالها : " أين مازن ؟ "
بدأ الشك يراوده ، و مع ذلك قال بثقة غريبة : " غالباً .. هو في طريقه إليكِ " .
و أردف بتصميم : " لم تخبريني ، متى يمكنني رؤيتِك ؟ "
تنهدت بارتياح بعد أن سمعت كلماته ، لتعبس بعدها بملامحها .. من إصرار هذا الرجل لرؤيتها ، مع أنها لا تعرفه !
" لم أسمع بأسمك من قبل ؟ ، فكيف أنت من أصدقاء مازن ؟ "
ليسألها : " و هل تعرفين كل أصدقائه ؟ "
لترد بثقة : " بالطبع " .
ليقول مطمئناً إياها : " صداقتنا حديثة ، لذا طبيعي ألا تعرفيني ، لكن يمكِنك سؤال والدِك عني ، إن كنتي غير مطمئنة لي .
لكن رجاء ، لا أريد أن يعرف مازن بأمر اتصالي بكِ أو طلبي لرؤيتِك " .
كلماته زادتها حيرة ، و سؤال يتردد في ذهنها ، لِمَ لا يريد هذا الشخص بأن يعرف مازن بأمر حديثهما ؟!
ليتغلب فضولها ، و تقول بثبات ، فلا خوف طالما والدها يعرفه !
" متى تحب أن نلتقي ؟ "
ليقول بلا تردد : " سآتي الليلة إلى المدينة ، و لنتقابل غداً " .
لترد بخفوت : " اتفقنا " .
و بعد أن أغلقت الخط معه و لتتأكد ، هاتفت والدها لتسأله عن صحة حديث صادق .
**********
لازال حائراً فيما يريده صادق من تسنيم ، و لِمَ أخذ رقمها ؟
خاصة و أن الطبيب لم يخبره عن شئ ، أصر على أخذ رقم تسنيم دون الإفصاح عن السبب ، و هو لم يملك سوى إعطائه له ، فبالتأكيد هذا لمصلحة ولده .
عاد ليفكر في ولده و بقاءه في المدينة مع تسنيم و عناده في عدم العودة ، لا يعلم أخر ما يفعله و ماذا يريد منها ؟
رنين هاتفه أخرجه من شروده ، ليرد على أبنته ، و يخبرها بصحة حديث صادق ، و أنه بالتأكيد يريد الحديث معها في أمر يخص مازن .
مما زاد من حيرة الفتاة ، و جعلها تتساءل .. أيعلم صادق بعرض مازن ؟!
**********
فتح باب غرفتها دون أن يطرق عليه ، لتنتفض في مكانها و تقول بارتباك :
" مازن أجننت ؟ ، كيف تفتح عليّ الباب هكذا ؟ "
تجاهل تعنيفها له ، و سألها بترقب : " فكرتي ؟ "
تسارعت نبضات قلبها ، و أخذت تلعب في خصلات شعرها .. دليلاً على توترها ، مما جعله يبتسم .
" أفكر في ماذا ؟ "
اقترب منها قليلاً ، و هو يقول ببطء : " في طلبي للزواج مِنك " .
ليزداد توترها ، و تشعر أنها على وشك فقدان وعيها ، و تقول بهمس :
" أنت تمزح مازن ، بالتأكيد لا تريد الزواج مني ، أنا أختك ! "
ليقول ببرود و لا مبالاة : " لا تسنيم أنتِ لستِ أختي ، لا نحمل نفس الأسم .. والدِك ليس والدي " .
لتهمس بتشتت : " و لكننا نشأنا سوياً " .
ليقول ببتسامة : " و ما المشكلة في هذا ، الكثير من الشباب ينشأون سوياً كالأخوات و عندما يكبرون يكتشفون أنهم يحبون بعضهم و يتزوجون " .
لتهز رأسها باعتراض ، و تقول بهمس : " هذا ليس مبرر " .
ليقف أمامها .. لا يفصل بينهما سوى أنشات صغيرة ، و يهمس : " أنسي المبررات تسنيم ، أنسي العادات و القواعد و الأحكام ، أنسي كل شئ ، و لا تفكري سوى بنا .
هل تستطعين العيش من دوني صغيرتي ؟
هل تستطعين رؤيتي مع فتاة أخرى ؟ ، تملك كل وقتي و لا التفت لسواها .
إن كنتِ تستطعين فأنا لا ، لقد كدت أجن عندما كنتِ ستتزوجين من سيف ، و كنت أبرر جنوني هذا على أنه خوف عليكِ ، و لكنني كنت كاذب ، أنا لن أحتمل التفكير .. مجرد تفكير في أن تكوني لأخر حبيبتي .. يملكِك !
لا تومي ، أنتِ لي و لن تكوني لغيري " .
مجنون ، ما يقوله لا يدل سوى على جنونه !
كيف يفكر فيها هكذا هي .. أخته ؟!
استشعر توترها و قدّر اضطراب مشاعرها ، فليس سهلاً ما يطلبه منها ، أن يتحول فجأة من مكانة الأخ إلى مكانه الحبيب عندها ، بالتأكيد شئ لن تتقبله بسهوله !
هتف بتفهم : " سأمنحِك عدة أيام لتستوعبين تومي ، لتتقبلين علاقتنا " .
ليقطع تلك الأنشات التي تفصل بينهما ، و يلتقط الخصلة التي كانت تتلاعب بها و يلفها حول إصبعه ، و هو يهمس ببطء :
" تستوعبين فقط تومي ، لا مجال للرفض أو الإختيار .
فأنتِ لن تتزوجين غيري " .
ثم يترك شعرها و يغادر الغرفة و الإبتسامة مرتسمة على شفتيه ، فأخيراً أدرك ما يريده و بدأ في التحرك للحصول عليه !
أما هي فارتمت على سريرها مغمضة عينيها .. و واضعة كفها على قلبها مهدأة من نبضاته ، لتهمس لنفسها بعدم اقتناع :
" لا تسنيم لا تتأثري هكذا ، ما يقوله مرفوض تماماً و لن يقبل به أحد " .
**********
في اليوم التالي
ذهبت إلى المكان الذي اتفقا أن يلتقيا فيه ، و كما أخبرها ، سألت النادل عنه ، ليشير إليها إلى زاوية هادئة .
نظرت إلى مكان ما أشار إليها ، لترى رجلاً خمّنت أنه في منتصف الثلاثينات ، ملامحه هادئة و مُريحة .
خطت باتجاهه ، لتقول فور أن وصلت إليه : " السلام عليكم " .
رفع رأسه ليراها ، فتاة صغيرة .. بملامح بريئة و ناعمة .
" و عليكم السلام ، تسنيم ، أليس كذلك ؟ :
أومأت دون رد ، ليقول بلباقة : " تفضلي بالجلوس .
ماذا أطلب لكِ ؟ "
لتقول بهدوء : " شكراً لك ..
في الحقيقة أتوق لمعرفة ما تريده مني " .
ليهتف بصراحة : " لقد أخبرني مازن عن طلبه للزواج مِنك " .
لا شك لديها الآن في جنونه ، فكيف يخبر الأخرين بما يريده و كأنه أمر عادي لا خطأ فيه ؟
ليردف صادق بترقب : " أريد أن أعرف ردِك على طلبه ، حتى لو رد مبدأي " .
فقالت بجرأة : " و مَن أنت لأخبرك بردي ؟
و كيف لمازن أن يخبرك بهكذا موضوع من الأساس ؟ "
ليبتسم بغموض ، و يقول : " لا أحد له غيري ليخبره " .
عقدت حاجبيها بعدم فهم ، ليقول : " المهم الآن ، هل ستوافقين ؟ "
لتسارع باستنكار : " أوافق على ماذا ؟ ، الزواج من أخي ! "
ليقول بهدوء : " ليس أخوكِ " .
فتفول مشددة : " لا أخي ، أخي الذي تربيت على يده ، و لم أعرف أخاً سواه " .
ليسألها بترقب : " سأسألِك نفس السؤال الذي سألته لمازن ، و أريد إجابتِك بصراحة " .
صمتت منتظرة ، ليقول ببطء : " إن تزوج من أخرى ، هل ستتحملين ذلك ؟ ، ستتحملين ابتعاده عنِك ؟ :
ها هو يذكر نفس الكلمات التي ذكرها مازن أمس ، لتفكر بجدية .
هل ستتحمل رؤيته مع أخرى ؟ ، ابتعاده عنها ؟
هزت رأسها بقوة لتبعد هذه الأفكار عنها ، بم تفكر ؟
أن تقبل زواجها من أخوها ؟ ، و هل المجتمع سيتقبل هذا ؟ ، و والدها .. ماذا سيكون رد فعله عندما يعلم ؟
" يستحيل أن يقبل أبي بهذا " .
ليهتف بمكر : " أنتِ موافقة على الزواج منه إذاً ، لكن المشكلة في والدِك " .
انتبهت إلى ما قالته ، ليتورد وجهها بخجل ، فيتابع بتفهم :
" اسمعيني تسنيم ، القرار في موضوع كهذا ليس سهلاً و لا يُتخَذ في لحظة ، فكري جيداً ، لكن " .
و صمت قليلاً ليتأكد من أن تركيزها بالكامل معه ، ثم يقول بجدية : " فكري فيكِ .. في مشاعرِك ، لا تهتمي لرأي أي شخص أخر مهما كان ، فهذه حياتِك و هذا عمرِك الذي ستقضيه ، لا أحد سيعيش مكانِك ليتحكم في حياتِك أو يمليكِ ما عليكِ فعله ، فهمتيني ؟ "
أومأت و قد بدأت في التفكير بكلماته ، ليقول فاصحاً عن سبب طلبه لرؤيتها :
" و لكن ، أيما كان قرارِك ، أريدِك أن تنفذين ما سأقوله لكِ ، لمصلحة مازن ! "
لتلفت كلماته أنتباهها و توليه كامل تركيزها .

يتبع

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-18, 10:11 PM   #395

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

ها هو اشترك في هذه المسابقة رغماً عنه .. بسبب والده - كما يعتقد - و يقف منتظراً النتيجة .
يقف وحيداً ، مع أن والده و شقيقته يحتلان المقعدان الأوليان ، و ينتظران إعلانه كفائزاً بشوق ، إلا أنه يشعر بالوحدة !
فوالدته ليست معه ، والدته التي كانت تقف بجانبه منذ سنتين مشجعة إياه .. مؤكدة له أنه سيحصل على المركز الأول ، ليست هنا اليوم .
عيناه تجول على أصدقائه ، كل منهم والدته بجانبه ، إلا هو .
و هذا يعد من أهم الأسباب التي كان يرفض من أجلها الإشتراك في هذه المسابقة ، وحدته !
دقائق و بدأ الهدوء يعم المكان ، و تحضّر المشتركون .. و كل منهم يمني نفسه أن يكون من أحد الفائزين .
تم الإعلان أولاً عن الفائز بالمركز الثالث .. ثم الثاني ، و تيم لم يكن منهم .
و على عكس بقية المشتركين ، الذين كانا الأمل بداخلهم يُخالط الخوف من عدم الفوز ، كان يقف هو بلا مبالاة ، يتمنى ألا يكون فائزاً !
" نشكر الجميع من مدرسين .. أولياء أمور .. و طلاب .. لحضور حفلنا اليوم ، و الذي تُوِّج بالإعلان عن الفائزين في مسابقة الرسم ..
مواهب أطفالنا نعمة ، علينا أن نهتم بها و نطورها ، و لذلك .. سيشترك الطالب الفائز بالمركز الأول في مسابقة الرسم المُقامة على مستوى الإدارة " .
تعالى تصفيق الحضور ، و قلوب المشتركين ازدادت نبضاتها ، و كل منهم يتمنى أن يكون الفائز ، ما عداه !
فبالنسبة له ، هذه أخر مسابقة يشترك فيها ، و لولا والده .. لم يكن ليشترك من الأساس .
" و الآن ، اللحظة التي ينتظرها الجميع ، لحظة الإعلان عن الفائز بالمركز الأول .
و الفائز بالمركز الأول ، هو .. تيم وحيد " .
" برافو تيم .. برافو " .
صدح صوتها عالياً ، متزامناً مع تصفيقها العالي و محاولاتها للتصفير و قفزها من على مقعدها ، السعادة تشع منها .. و تظهر على ملامحها .
حتى أن بعض الحضور ضحكوا عليها ، فأجلسها وحيد بقوة ، و هو يقول من بين أسنانه :
" هل جننتي يا نشوى ، ماذا تفعلين ؟ "
انتبهت على نظرات الحضور لها .. و ضحكهم عليها ، فجلست مكانها بخجل .. و وجهها قد تورد كاملاً !
أما هو ، فعيناه حملت نظرة غريبة ، لمعة لم تظهر فيهما منذ سنتين أو أكثر !
سعادة ملأت قلبه ، سعادة لم يشعر بها منذ أن توفت والدته ، سعادة أنه ليس وحيداً !
و كأنه كان يحتاج إلى هذه المسابقة ليتأكد أن نشوى هي والدته التي عوضها الله بها !
سارع ليستلم جائزته ، و ابتسامة جميلة ترتسم على محياه ، ابتسامة طفل أصبح كباقي الأطفال أخيراً !
اتجه إلى ... والداه .. بعدها ، لتستقبله نشوى في أحضانها ، و هي تبارك له بفرحة .
و لعجبها هي و زوجها ، استسلم تيم لأحضانها و .. لم يبتعد !
لتبتعد هي و ملامحها قد ازدادت سعادة و الأمل سيطر عليها ، أمل بأنها قد حصلت على قلب الطفل العنيد أخيراً .
" مبارك لك حبيبي ، كنت متأكدة من أنك ستكون الفائز ، أنا فخورة بك " .
ها هي تنطق نفس الكلمات التي كانت تقولها له والدته بعد كل مسابقة و بعد كل فوز ، ليزداد لمعان عينيه و تتسع ابتسامته .
سحبه وحيد إلى أحضانه و قبله بقوة ، ثم قال بسعادة أب يشعر أن طفله عاد إليه .
" أحسنت يا بطل ، مبارك لك " .
ثم التفت إلى نشوى و طفلته ، و قال : " علينا أن نحتفل بهذه المناسبة ، اختاروا المكان الذي تريدون الذهاب إليه " .
و لأول مرة أيضاً لا يعترض تيم على ذهابها معهم ، بل يشاركهم في اختيار المكان بحماس !
**********
دلفوا إلى المنزل مُتعبين ، و لمار نائمة على كتف والدها ، و تيم يسير بأعين شبه مفتوحة .
أخذهما وحيد إلى غرفتهما ، بينما نشوى ارتمت على المقعد بتعب ، و قدميها لا تشعر بهما .
أغمضت عينيها بإرهاق شديد ، متمنية أن تجد نفسها على السرير نائمة .
لقد كان يوماً متعباً حقاً ، فالأطفال لم يتوقفا عن الركض و اللعب لدقيقة واحدة ، و كانا عليها هي وحيد أن يتابعاهما و يشاركاهما لعبهما .
كان يوماً متعباً و لكنه كان جميلاً ، أجمل يوم قضته في حياتها ، فتيم لم ببتعد عنها .. لم يستفزها ، لم يُشعِرها بعدم رغبته فيها ككل مرة تخرج معهم ، بل على العكس ، لقد كان يلعب و يضحك معها !
مما جعلها تتساءل ، هل نجحت ؟
هل استطاعت الحصول على قلب هذا العنيد أخيراً ؟
هل ستعود إلى وحيد و تحيا معه كأي زوجين وسط أولادهما ؟
و في غمرة أفكارها ، شعرت بأنفاس ساخنة على وجهها ، ففتحت عينيها ، لتراه أمامها .. وجهه قريباً من وجهها .
" هل ناما الطفلين ؟ "
ضحك بخفة ، و قال : " إنهما نائمان قبل أن نصل إلى هنا من الأساس " .
نعم بالفعل ، لقد غفت لمار أثناء طريق عودتهم ، بينما تيم كان يجاهد لفتح عينيه .
تمطعت بجسدها ، و هي تقول بكسل :
" أرغب في النوم أنا أيضاً " .
كانت تنظر إلى المسافة التي تفصلها عن الغرفة بكسل ، بينما هي تتحدث .
لتُفاجأ بنفسها مُعلقَة في الهواء .. بين أحضان وحيد !
شهقتها .. و إحاطتها لعنقه ، ترافقا مع كلماتها الخافتة : " وحيد ، ماذا تفعل ؟ "
ليُجيبها ببتسامة ماكرة : " أحمل زوجتي إلى الغرفة ، فمن الواضح أنها غير قادرة على حمل قدميها " .
شدت على عنقه أكثر خوفاً من السقوط ، و هي تلتفت بحذر خوفاً من أن يراها تيم و يغضب .. فتعود معه إلى نقطة الصفر !
و هو كان يشعر بخوفها هذا ، فقال مطمئناً : " إهدأي ، تيم يأكل أرز مع الملائكة و غير متفرغ لكِ " .
ليسترخى جسدها فوراً .. سامحة لنفسها بالراحة بعد هذا اليوم الطويل .
وضعها على سريرها برفق ، بينما هي مُغمِضة عينيها ، لتتعلق عينيه بملامحها ، و تلتمع .. الرغبة في نظراته .
و لا يرى أن هناك ما يعوق ذلك ، فهدوء تيم اليوم معها ، أكبر دليل على نجاحها !
لذا اقترب منها بكل رغبة و إصرار ، حتى حطت شفتيه على وجنتها .
لتفتح عينيها ، فتتعلق نظراتها بنظراته ، و ذراعيه التفا لتحيطا بها .
تحركت شفتيه مرة أخرى ، إلا أنها هزت رأسها .. مُبعِدة وجهها عن مرمى شفتيه .
" لا يا وحيد ، لم يحن الوقت بعد " .
عقد حاجبيه بضيق ، و قال بنزق : " لم أفهم " .
لتبرر بإصرار : " أخبرتك أنني لن أعود إليك إلا عندما يقبل تيم " .
فقال بثقة : " و تيم سيقبل ، أنا متأكد من ذلك " .
" عندما يقبل .. يطلب منك بنفسه أن أعيش معهم و أعود زوجتك ، وقتها سأعود إليك " ، قالتها بكل تصميم .
ليتنهد بقوة ، و مع ذلك إعجابه بها يزداد .. و قلبه يتعلق بها أكثر .
مال ليقبل جبينها - مثلما فعل المرة الماضية - ثم همس :
" تصبحين على خير " .
ليغادر بعدها الغرفة بصبر ، منتظراً اليوم الذي سيقضي ليلته فيها .. متنعماً بقرب زوجته .
**********
بعد مرور عدة أيام
تغيرت .. تغيرت كثيراً ، لم تعد تلك الفتاة المرحة ، التي لا تغيب ضحكاتها عن المكان ، التي لا تكف عن مشاكسة والديها .
والديها !
و أين والديها ؟
والدها قد ابتعد عنها تماماً ، منذ تلك الليلة التي تفوهت فيها بحماقاتها ، لا يتحدث معها ، لا يتواجد في المكان المتواجدة فيه .
و والدتها تعاملها بطريقة رسمية تؤلمها ، لا تعاتبها على ما قالته ، لكنها أيضاً ابتعدت عنها ، تهتم بها و بصديقتها صحيح .. لكن دون الحديث معها .
تساقطت دموعها النادمة ، و التي لم تجف منذ ذلك اليوم ، و تحركت لتذهب إلى والدها ، لتعتذر منه و .. تطلب أن يسامحها ، عله يقبل هذه المرة أن يستمع إليها و يمنحها غفرانه ، و تعود علاقتهما كما كانت .
اقتربت منه ، و آثار الدموع على وجهها ، لتهمس :
" أبي " .
و كالمعتاد ، نهض ليغادر المكان دون أن يستمع إليها ، و لكنه هذه المرة قال قبل الإبتعاد : " سيأتي أمير اليوم و ستخرجين معه لساعة " .
و تحرك بعدها دون أن ينتظر ردها .
و هي لم تكن لترد سوى بالموافقة ، ظناً منها أنها إن خرجت مع أمير سيسامحها والدها !
**********
خرجت بعد أن سمعت رنين جرس الباب ، لتراه يتحدث مع والدها ببتسامة .
خطت بتجاههما ، هامسة : " السلام عليكم " .
ليرد عليها باقتضاب : " و عليكم السلام " .
ثم يعود ليتحدث مع والدها : " لن أؤخرها سيد إسلام ، ساعة و ستكون عندك " .
أومأ إسلام بصمت ، ليتحرك هو خارج المنزل ، دون أن يخبرها بكلمة .
اشتعلت غضباً من تجاهله لها ، و لكنها لم تقوى على إبداء أي أعتراض ، من أجل والدها و غفرانه .
تبعته بعبوس ، لتصعد إلى سيارته ، فانطلق دون أن يخبرها بوجهتهما .
بعد دقائق من الملل و الترقب ، سألته بفضول : " إلى أين سنذهب ؟ "
إلا أنه لم يرد عليها ، و تابع القيادة بتجهم .
لتتأفف بصوت عالي ، قبل أن تقول بحنق : " أنا أتحدث معك " .
ليقول ببرود : " و أنا لا أريد التحدث معِك أو سماع صوتِك حتى ننتهي من هذا المشوار و أُعيدِك إلى والدِك " .
فغرت فاهها متفاجئة بكلماته و أسلوبه معها ، يبدو أن أمير المتعجرف المستفز قد عاد و تلبسه ، و أمير اللطيف قد ذهب بلا رجعة .
دقائق مرت قبل أن يصلا إلى المكان المنشود ، و رغماً عنه رق قلبه تعاطفاً مع ما ستراه بعد ثواني ، فلم يستطع التحكم في مشاعره ، و قال بحنو خشياً عليها من الصدمة :
" أياً كان ما ستريه الآن يا لارا ، لا تجعليه يؤثر عليكِ ، لتكن تجربة مررتِ بها و استفدتي منها ، و قفي على قدمِك من جديد " .
تسلل الخوف إليها ، لتسأله بحذر : " أين نحن أمير ؟
و ماذا سأرى ؟ "
أحتار في أمره ، أ يخبرها أنها على وشك اكتشاف حقيقة حبيبها ؟
أم يتركها لتنصدم بنفسها ؟
ليستيقظ أمير المجروح ، أمير الراغب في الثأر لرجولته و كرامته ، فيقرر عدم إخبارها بشئ ، و لترى بنفسها مَن فضلته عليه .
ترجّل من السيارة دون أن يمنحها إجابة تريحها ، لتتبعه للمرة الثانية ، لكن هذه المرة الخوف كان حليفها !
دلفا إلى المصعد و دقات قلبها تتسارع خوفاً ، ملامح أمير .. و موافقة والدها على خروجها معه مع أنه لم يعد يربط بينهما شئ ، تشير إلى أنها على وشك رؤية شئ سيغير حياتها مائة و ثمانين درجة .
ضغط على رقم الطابق المنشود ، ممنياً نفسه بلذة الإنتقام بعد دقائق .
عاد ليتذكر ما حدث ، بدءً من زيارة تلك الفتاة الغريبة له بالمشفى ، و إخباره عن كل ما يخص خالد .
و أهم ما عرفه ، أن الأخير يمتلك شقة في منطقة راقية ، يستخدمها لحفلاته الخاصة و علاقاته المشبوهة .
و ها هو اليوم ذاهب إليها ، ليُري حبيبته الحمقاء أي رجل اختارت ! و من حظه .. علم من هند أن خالد اليوم يقيم حفلة كبيرة ، الهدف منها الإحتفال باصطياد فتاة جديدة ..
لذا فلترى لارا أي قذر تريد أن تأمن على نفسها معه !
فُتِحَ باب المصعد منهياً أفكاره ، ليشير للارا بسخرية لتتقدمه .
**********
خُدِعت ..
و في مصيدة كلمات الغزل وقعت ..
نحيّت عقلي جانباً و عنِدت ..
و تجاهلت كل التحذيرات و صممّت ..
فأنا الفتاة الراشدة .. الواعية ...
و أنتم مَن لا تفقهون لشئ !
و ها هي النتيجة .. ندمت ..
ندمت على عدم استماعي لكم ..
ندمت على غروري الذي استهون بكم ..
ندمت على حماقتي التي جعلتني أتشبث به ..
فاقبلوا ندمي و اعذروني ..
فأنا طفلة متهورة ، عقلها الصغير مَن يتحكم بها ..
اقبلوا ندمي و اعذروني ..
فأنتم مَن تعرفوني ، و تدركون مدى سذاجتي ..
جئت إليكم نادمة .. باكية ..
فتقبلوا ندمي و اعذروني .

بقلمي

دلف معها إلى الشقة ، و أصوات الأغاني تثير إزعاجهما ، لتقول بانزعاج ، أو ربما لتهرب مما لا تعلمه !
" إلى أين تأخذني أمير ؟ ، لنرحل .. أرجوك " .
استمر في تجاهلها ، و عينيه تجول الشقة .. بحثاً عنه .
أما هي ، فحدقت فيما حولها باشمئزاز ، فتيات بالكاد يرتدين ما بغطي مفاتنهن ، و الشباب ملتصقين بهن ، و يديهم مرتاحة على أجسادهن .
" كيف تأتي بي إلى مثل هذا المكان ؟ ، سأخبر أبي عن هذا " ، تعالى صوتها الحانق ، إلا أنه لم يبالي بها ، و عينيه مستمرة في البحث .
ليجده أخيراً ، يمسك بكأس ملئ بمشروب أصفر اللون ، يلتصق بفتاة بجرأة و يرقص معها بلا أي حياء .
التفت مبتسماً إليها بسخرية ، و أشار بيده إلى مكان ما يقف خالد .
لتنظر إلى ما يُشير باستغراب ، سرعان ما تحول إلى صدمة و هي تراه .
ترى حبيبها .. مَن يريد الزواج منها ، مع فتاة أخرى .. في وضع تشمئز من وصفه !
خطت إليه بدون شعور ، و عينيها تكذّب ما تراه ، و هذه المرة .. تبعها أمير بسخرية .
وققت أمامه ، لتهمس بعدم تصديق : " خالد ! "
تجمد مكانه ، و الصوت يتغلغل إلى أعماقه ، منبهاً إياه لمَن تقف أمامه .
التفت إليها بعدم تصديق ، لتتسع حدقتيه باستنكار ، و هو يهمس بأسمها .
حركت رأسها متطّلعة إلى الأجواء المحيطة بها ، لتعود و تنظر إليه ، و تهمس بدون وعي :
" لا أنا لست هنا ، أنت لست خالد ، مستحيل .. مستحيل " .
عمل عقله بسرعة ليجد مخرجاً مما هو فيه ، و لكنها لم تسمح له ، حيث صدح صوتها عالياً .. نادماً :
" أيها الكاذب .. الحقير ، لقد خدعتني .. خدعتني ، و أنا التي خسرت عائلتها من أجلك ! "
لتدنو منه و تضربه على صدره بقوة و حرقة ، حرقة فتاة اكتشفت كم كانت غبية عندما سلمّت نفسها لمَن لا يستحق ، و لسانها لا يكف عن سبه .
و هو .. توقع أنه في هذه اللحظة سينتقم لنفسه ، سيشمت فيها و في اختيارها ، سيخبرها بكل تعجرف أن تسعد مع مَن اختارته . لكن هراء !
فها هو يقف خلفها .. قلبه منفطِر عليها ، يريد ضمها و مواساتها !
لم يحتمل خالد صيحاتها و ضرباتها أكثر ، فدفعها بعنف ، حتى كادت أن تسقط أرضاً ، لولا أمير الذي أمسك بها ، ثم قال بقسوة :
" هيه .. أبتعدي عني أيتها الغبية ، ماذا كنتي تظنين ؟ ، أنني ساقط في هواكِ .. تحلمين !
أنا لم أقترب مِنك سوى للحصول على جسدِك ، جسدِك الذي فتنني منذ أن وقعت عيناي عليه " .
شهقت من وقاحته و جرأة كلماته ، ليتابع هو ، و على ما ييدو أنه من صدمته لم ينتبه إلى أمير بعد :
" كنت أريد أن أتزوجِك لأستمتع بكِ لأطول فترة ممكنة ، و بعدها ألقيكِ ..
و لكن بما أن المخطط قد فشل بالكامل ، و بما أنكِ هنا الآن و في عريني " .
ليقترب منها و يقول بخبث : " لن تخرجي من هنا إلا بعد أن أحصل عليكِ " .
و قبل أن يلمسها ، فوجئ بقبضة قوية على وجهه ، تبعتها عدة قبضات على مختلف أنحاء جسده .
ليتأوه بألم ، لكن أمير الغاضب .. المشتعل لم يرحمه ، و زاد من قوة ضرباته .
ليقتربوا منه أصدقاء خالد ، و على رأسهم سعيد ، ليبعدوه عن صديقهم و بسددوا له الضربات .
ليتنهد خالد بقوة و يعتدل في وقفته ، و يشير إلى أصدقائه ليكفوا عن ضربه ، فتوقفوا .. و لكنهم أمسكوه جيداً محكمين حركته .
و على الرغم من ألمه ، ابتسم بمكر ، و هو يقول :
" انظروا من هنا ، العاشق الولهان ! "
و يتابع بوقاحة : " سأجعلك تشاهد أقوى فيلم إباحي من بطولة حبيبتك ، لبس معي فقط ، بل مع كل الشباب المحيطين بك" .
ليصيح بحماس و هو يقترب من لارا ، و يحتضنها رغماً عنها : " لنستمتع يا شباب " .
انتهى الفصل قراءة سعيدة

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-18, 11:59 PM   #396

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

ايه القفلة شريرة دي .....ياولي عليك يا لارا روحتي فيها...اتوقع ان امير خبر الشرطة قبلا لايمكن ان يدخل بها هكدا في مكان كهادا.....واخيرا ابو الهول نطق و عايز يتجوز تومي و يكون صادق احسن عون لهم ليتخطو الصعوبات وخاصة مازن فصل رائع و مشوق

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-18, 09:10 PM   #397

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
Rewitysmile26 star

ليش هاي القفله الشريره 😭😭
لارا الحمقاء تحتاج لهذه الصفعه لتصحى لنفسها
وخالد شكد حقير شيطان 😠😠
حزينه على اسلام 😔
جرحته لارا ومهما كان راح يسامحها بس مينسا
مازن حدد مشاعره وتنسيم بقت لازم تحدد مشاعرها
و ما هو طلب طه منها ؟؟
نشوى اثرت بالصغير بس لسه ما ابلعها 😅😅
ياسمين مموجوده بهذا الفصل
اتوقع الفصل الجاي يصيرلها شي 😔
متشوقه للفصل القادم جدا


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-18, 12:06 AM   #398

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 5 والزوار 5)

‏موضى و راكان, ‏Sweet nody, ‏الرسول قدوتى, ‏امورة2, ‏ام معتوق






نهاية مثيرة لفصل اليوم

ابدعتى كاتبتنا العزيزة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-18, 09:54 PM   #399

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الثامن و الثلاثون
كقيثارة انا....
عشقت تلك الاصابع الناعمة التى عرفت طريقها الى اوتارى
مَن استطاعت اللعب على كل وتر لتصدح موسيقاى عاليا
ولم التفت الى ذاك المحب الذى فُتن بجمال الحاني
واذا استطاع لاخفانى عن الاعين
فكان مصيرى انقطاع ذلك الوتر بقلبى
وخسارتى لاللحن الذى ادمنه عاشقى
فالقلب يميل لمن يهوى عذابه
والعين تعمى عن المحب الاكبر .

بقلم ( شذى حمزة )

تباطئت نبضات قلبها و تجمدت في مكانها ، ليس لديها القدرة على تحريك أي عضلة في جسدها ، تريد أن تقاوم .. أن تعترض ، و لكنها لا تستطيع ، و كأنها قد حُقِنت بمخدر أرخى عضلات جسدها !
الأصوات تتداخل بقوة ، حتى باتت لا تميز أصحابها و لا تعي لما يقولونه ، لتستسلم تماماً ، و تسمح للظلام بالسيطرة على عالمها ، حتى لا ترى و لا تعي لما سيحدث فيها !
ليضحك خالد و هو يقول : " انظروا ، الجميلة لم تحتمل التفكير فيما سيحدث فيها و فقدت وعيها " .
ليسألهم بتفكير : " أيهم أفضل من وجهة نظركم ، نأخذ ما نريده دون أن تعي ؟ ، أم نوقظها و نستمتع بملامحها الخائفة " .
ليصيحوا أصدقائه دون أدنى ضمير : " نوقظها .. نوقظها " .
ليصدح صوت أمير عالياً .. بارداً : " إن لم تبعد يدك القذرة عنها سأقطعها لك " .
لتزداد ضحكات خالد قوة و عدم تصديقاً ، و يقول باستنكار : " تقطعها لي !..، انظر لنفسك قبل أن تتحدث ، أنا قادر على قتلك في أقل من ثانية " .
ليبتسم أمير بغموض ، و يقول : " بل أنت مَنض ستنتهي في أقل من ثانية ! "
و في لحظة .. انتهى كل شئ !
هجموا عناصر الشرطة على الشقة ، و قبضوا على كل مَن فيها ، وسط صيحات الشباب المعترضة ، و تهديدهم لأفراد الشرطة بأنهم سيندمون على ذلك ، و أنهم لا يعرفون هم أبناء مَن في البلد !
هرع أمير إلى لارا ، و قلبه ينبض بخوف ، ليحاول إيقاظها بفشل ، وسط رجائه :
" لارا حبيبتي .. استيقظي ، لا تخافي .. هو لن يقترب مِنك " .
لتقترب منه شريكته .. و مساعدته في كل ماحدث ، و تقول بنب ة هادئة :
" لا تقلق يا دكتور ، بالتأكيد فقدت وعيها من الصدمة ، خذها إلى الشقة و سنوقظها هناك " .
حملها بلا تردد ، منطلقاً إلى الشقة الأخرى ، و التي استأجرتها هند .. منذ عدة أيام !
سارت خلفه ، لتتوقف قبل أن تخرج من الشقة ، و تقول لخالد بشماتة :
" هذا انتقام بسيط عما فعلته معي " .
ليزمجر بغضب ، فتضحك باستمتاع ، ثم تتبع أمير .
فتحت له باب الشقة ، ليدلف و يضع لارا على أقرب أريكة ، و تسرع هي لتأتي بزجاجة عطر ذي رائحة نفاذة .
أعطتها له ، ليقربها من أنف لارا ، و يقول بتوتر :
" هيا لارا استيقظي ، لا تُخيفيني عليكِ أكثر " .
ثواني و بدأت تحرك رأسها ، دليل على استجابتها ، ليتنهد براحة .
" و أخيراً " .
لتنسحب هند و تذهب إلى الداخل ، تاركة إياهما على حريتهما .
فتحت عينيها بنظراتها الزائغة و وجهها الأصفر ، لتنتفض مفزوعة و هي تتذكر ما حدث قبل أن تفقد وعيها ، و تقول بخوف : " ابتعد عني ، ابتعد .
أبي ، أين أنت ؟ "
تألم قلبه على حالها ، فما تعرضت له ليس بسيطاً ، ليقول بدون وعي :
" لا تخافي حبيبتي ، أنا أمير .. أنا بجانبِك ، لا تخافي .. لن يمسِك أحد " .
نظرت له بضباع ، لتنفجر بعدها باكية ، و تقترب منه .. ضامة نفسها لأحضانه .
تجمد من الصدمة ، لتتمسك هي به و دموعها و شهقاتها تزداد ، و بعد تفكير لثواني ، مد ذراعيه ليحبط بها ، و يربّت على ظهرها بحنو ، و هو يقول :
" لا تخافي ، لن بقترب مِنك " .
لتفصح عن مخاوفها فتقول : " خفت ، ظننت أنه .. أنهم " .
ليقاطعها بعتاب : " و هل ظننتي أنني سأسلمِك له على طبق من ذهب ؟ "
ليتعالى صوت بكاءها أكثر ، لائمة نفسها على غبائها الذي مكّن خالد منها ، و نادمة على عدم استماعها لنصائح والدها و صديقاتها .
و هو لم يمل عن هدهدتها حتى هدأت تماماً و تلاشت دموعها ..
لتستوعب وضعها أخيراً ، و أنها بين أحضانه !
ابتعدت عنه بخجل و وجنتيها قد قارب لونهما لون ثمرة طماطم طازجة ، ليبتسم بحسرة على انتهاء هذه اللحظات ، و التي لن تتكرر مرة أخرى !
جاءت حينها هند ، حاملة معها كوباً من الليمون ، و هي تقول : " أعتقد أنكِ تحتاجين إلى هذا الكوب " .
نظرت إليها باستغراب ، لتلتفت بعدها محدقة في الشقة التي هما فيها ، لتسأله بحيرة :
" أين نحن ؟! "
و تسأل السؤال الذي كان يجب أن تسأله منذ أن عادت إلى وعيها : " و ماذا حدث مع خالد ؟! "
لتتولى هند الإجابة ، و تبدأ في إخبارها كيف تعرّفت على أمير ، و عما فعلاه للإيقاع بخالد بدءً من التحدث مع إحدى صديقاتها المواظبة على حفلات الأخير ، و حتى الإتفاق مع الشرطة لمداهمة المكان .
ليقول أمير فور أن انتهت : " و لكنني فضّلت أن ترين بنفسِك أولاً ، حتى تصدقين أن والدِك لا يفعل شئ إلا لصالحِك ! "
يا إلهي ، هل عرف بما قالته لوالدها ؟!
نظرت إليه بحرج لم يفهمه ، ليخمّن أنها مُحرجَة من سوء اختيارها !
نهض و هو يقول : " لنذهب ، لقد تأخرنا كثيراً ، و هكذا والدِك سيقلك " .
لتنهض بدورها و تسير خلفه .
صعدا إلى السيارة ليقود بهدوء ، و لا يوجه لها كلمة ، لتصمت هي الأخرى .. خجِلة من الحديث معه بعد كل مافعلته !
و لكنها تتساءل عن مصير علاقتهما بعد هذه الليلة ، هل سيعود و يطلب يدها بعد أن تأكد من كرهها لخالد ؟
صفّ سيارته أسفل منزلها ، ليقول بملامح غير مقروئة : " تفضلي " .
لتبقى في مكانها لثواني ، ثم تهمس بصوت بالكاد يُسمَع : " أعتذر " ، لتترجّل بعدها من السيارة .
**********
أطرقت برأسها و هي واقفة أمامه ، و دموعها تنساب بصمت .
" أعتذر أبي " .
ليقول بقسوة مصدرها جرحه منها : " علام تعتذرين تحديداً ؟
على اختيارِك لهذا الحقير ؟
أم على ما قولتيه لي ؟ "
ليزداد انهمار دموعها ، و تقول بندم : " على كل شئ أبي ، على كل شئ ..
أعتذر على غبائي ، على وقوفي أمامك و التشبث بإنسان أنت حذرتني منه مراراً ..
على الحماقات التي أخبرتك بها ، مع أنك لم تقصّر معي يوماً " .
سيطر الصمت للحظات ، قبل أن يقول إسلام بشرود : " أ تذكرين أول مرة رأيتِك فيها لارا ؟
حينما كنتِ في الحديقة تتشاجرين مع صديقتِك ، و عندما حاولت الفكاك بينكما طلبتي مني ذلك السندوتش ، ثم عافبتِك المشرفة " .
شردت بذكرياتها إلى تلك الأيام ، التي كانت تعاني وقتها من الظلم و القسوة .
" يومها شعرت بمشاعر غريبة .. لأول مرة أشعر بها ..
مشاعر أبوة وُلِدت على يديكِ !
صحيح أنكِ لا تحملين دمائي ، و لكنكِ أبنتي !
أول مرة أسمع فيها كلمة ( بابا ) كانت من بين شفتيكِ
أول مرة أسهرخوفاً كانت عليكِ ..
أول مرة أكد و أتعب كانت من أجلِك ، من أجل أن أوفر لكِ ما تحتاجيه .
أنتِ ابنتي يا لارا ، أول فرحتي، و لن تتغير مكانتِك لدي مهما فعلتي " .
و هي ايضاً ، لم تشعر يوماً أنه ليس والدها ، و تلك الكلمة التي نطقتها ذلك اليوم لم تكن تقصدها .. تقسم أنها لم تكن تقصدها !
ركضت لتندس في أحضانه بطفولية ، و هي تقول بصوت باكي :
" سامحني أبي ، أرجوك سامحني " .
ليبتسم إسلام ، فقلبه لا يستطيع القسوة على أكبر بناته أكثر من هذا .
" نعم غضبت حينما قولتي ما قولتيه ذلك اليوم ، لكن غضبي كله زال فور رؤية دموعِك ، أنا لا اقوى على الغضب منِك صغيرتي " .
ليقبلها بعدها على رأسهت بحنو ، و هو يدعو : " ليحفظِك الله يا أول فرحتي " .
لتبتعد و تقبله على وجنته ، قائلة بسعادة مختلطة ببقايا دموعها : " أحبك أبي " .
ثم تلتفت إلى والدتها ، لتهمس باستعطاف : " و أنتِ أمي ، لستِ غاضبة مني ، صحيح ؟ "
لترد هبه بكلمة واحدة : " و هل أستطيع ؟! "
ليتبعها إسلام قائلاً : " المهم أن تكوني تعلمتي من الدرس ، و ألا تثقي في أحد دون أن تتأكدين أنه يستحق هذه الثقة " .
لتسارع بثقة : " لا تقلق ، لقد تعلمته بأقسى الطرق ، و لن أسقط في هذا الفخ مرة أخرى " .
**********
اكتفت ريناد بما رأته ، و أغلقت الباب ببطء .. حتى لا يُصدِر صوتاً .
تحركت بصعوبة إلى السرير ، لتتمدد عليه ، ملتقطة ذلك الهاتف .. أهم ما يحوي ذكرياتها مع بشار .
فتحته على صورة حبيبها البعيد ، لتقص عليه ما حدث ، فتقول :
" لقد سامح عمي إسلام لارا أخيراً ، كان واضح من الأساس أنه لن يستطع أن يقسو عليها كثيراً ، كنت دائماً أرى نظرة الحنان الممتزجة بالحزن في عينيه عندما تقترب لارا منه .
أ تعلم بشار ؟ ، أنا أكره نفسي !
نعم أكرهها ، لأنني بت أحسد لارا كثيراً على امتلاكها مثل هذه العائلة ، أحسدها على الإهتمام و الحنان اللذان تحصل عليه دائماً بدون مقابل ، أحسدها على راحة البال التي تحياها ، لأنها إن تعرضت لأي مشكلة ستجد هناك مَن يساعدها و يقف بجانبها .
و أنا لا أريد هذا بشار ، لا أريد أن أكون تلك الفتاة الحاسدة الحقودة التي تكره لصديقتها الخير ، أنا لست هكذا يا بشار " .
لتنفجر بعدها باكية ، و تقول بحرقة : " أنا فقط أتمنى أن يكون لدي عائلة ، أشخاص يسئلون عني و يهتمون بي ، فهل هذا كثير عليّ ؟
هل كُتِبَ عليّ قضاء حياتي وحيدة لأنني أبنة دار ؟ "
لتلمس الصورة ببطء ، و كأنها تلمس ملامحه ، و تهمس بشوق : " اشتقت إليك بشار ، اشتقت لدرجة لا تستطيع تخيلها ..
اشتقت لحنانك عليّ .. لدلالك لي .. لوجودك بجانبي .. لإحساس العائلة الذي كنت تمنحه لي " .
ثم تدعو إليه بصدق : " على الرغم من كل ما فعلته ، على الرغم من تركك لي و تفضيلك لأخرى عليّ ، على الرغم من جرحك لقلبي المتيّم بك ، إلا أنني أتمنى لك السعادة حبيبي ، و أن يرزقك الله بكل ما تطلبه و تتمناه " .
و لا تعلم أنها دائماً و أبداً أمنية بشار في الدنيا !
**********
استيقظت مفزوعة على صيحات و أصوات عالية آتيه من الخارج ، فارتدت إسدال الصلاة على ملابسها الخفيفة ، و هرعت لترى ما يحدث ، داعية الله أن تكون كل الأمور بخير .
توقفت مصدومة و هي ترى والدها يقف على مسافة بسيطة منها ، يصيح و يسب في أخيها .. و الذي يواجهه بكل قوة و تصميم !
" ماذا .. ماذا يحدث ؟ " ، خرج صوتها متردداً ، يتخلله الخوف من أن يكون والدها علم بما يريده أخاها !
انتبه طه إلى صوتها ، فالتفت إليها بوجه أحمر من الغضب ، و عيون مصدومة من إستحالة الطلب الذي تلقاه !
" أخبريني أنتِ يا تسنيم ، ماذا يحدث ؟
أي جنون تنوين فعله أنتِ و أخاك ِ! "
يا إلهي ، لقد علم حقاً ، و لكن كيف .. كيف ؟
و لم يدم هذا السؤال كثيراً ، فنظرة واحدة إلى ملامح مازن ، أخبرتها كيف علم طه بالأمر .
ليصدح صوتها بدون شعور : " مجنون " .
ليشتعل طه أكثر ، و يصيح : " ماذا ؟
أنا المجنون !
ماذا يُطلق عليكما إذاً ؟ "
لتسارع مقاطعة إياه : " لا يا أبي ، أنا لا أقصدك .. أقسم لك " .
اقترب منه عبد العزيز .. المصدوم بكل ما يحدث ، بدءً من اقتحام طه لمنزله في ساعات الصباح الأولى ، و حتى معرفته بطلب مازن الجنوني !
" تعال و اجلس يا طه ، و لنتناقش في الأمر .. فبالتأكيد هناك سوء تفاهم " .
ليتحرك طه مستجيباً له ، مقنعاً نفسه أنه أسأء فهم الموضوع ، على الرغم من كل الدلائل و الإشارات التي تنفي ذلك !
و أثناء تحركه ، صدح صوت مازن .. عالياً .. قوياً .. مصمماً :
" و لكن ما فهمه والدي صحيح ، أنا أربد الزواج من تسنيم " .
لم يكد طه يجلس ، حتى هبّ صائحاً : " تتزوج ممن يا مجنون ؟ ، من أختك ؟ ، هل تدرك ما تقوله ؟ "
ليقول مازن ببرود : " ليست أختي ابي ، تسنيم ليست أختي " .
كاد طه أن يشد شعره من جنون ولده ، و قال بغضب : " ليست أختك ! ، منذ متى ؟
ألم تخبرني مراراً أنك لا تحمل لها اية مشاعر ؟ ، و أن ما قاله سيف مجرد حماقات ! "
لترتسم ابتسامة صغيرة على ملامحه ، و يقول بينما هو ينظر إلى تسنيم :
" كنت أحمق .. لا أدرك قيمة مشاعري ..
كنت أعتقد أن إحاطتي بها .. خوفي عليها ، بدافع أنها شقيقتي .
و لكن اقتراب سيف منها و .. ابتعادها عني أيقظني ، و جعلني أدرك أن ما أحمله بداخلي لها أبعد بكثير عن مشاعر الأخوة " .
لتتأثر تسنيم بكلماته ، و يظهر هذا من تورد وجنتيها .
لتتسع ابتسامته قبل أن يلتفت إلى والده و يردف : " و في الحقيقة ، كان لدكتور صادق الفضل الأكبر لاكتشاف مشاعري " .
ليسارع طه بدون تفكير أو تردد : " اكتشفت مشاعرك إذاً ، حسناً .. أنا لست موافق على زواجكما " .
لتتبدل ملامح مازن ، و يقول بحنق : " لِمَ يا أبي ؟ "
ليتولى عبد العزيز الإجابة ، فيقول بمنطق : " و هل هذا يحتاج سؤال يا مازن ؟ ، كيف تتزوج أختك ؟ ، ماذا سيقولون الناس عنكم ؟ "
ليؤيده طه : " أخبره يا عبد العزيز ، عرّفه مدى حماقته " .
ليتعالى صوت غير متوقَع : " و هل سعادة الناس أولى من سعادة أولادنا يا طه ؟ "
التفت طه إلى مصدر الصوت ، ليقول بذهول : " هالة ، كيف أتيتي ؟ "
لتجيبه بسخرية : " مثلما أتيت أنت " .
و تابعت قبل أن يفرّغ غضبه فيها : " لقد اتصل بي الدكتور صادق صباحاً ، و أخبرني عما يريده مازن .
و هذا فسّر لي سبب اندفاعك الغاضب من المنزل ، و توقعت أنك ستأتي إليهما .
و لأنه اقنعني بضرورة زواجهما من أجل سعادتهما ، و لأنني متأكدة من رفضك ، فتبعتك إلى هنا " .
ليصيح بصدمة : " ماذا يعني هذا ؟ ، أنكِ موافقة على زواجهما ؟ "
ليمنعها مازن من الرد ، حيث ضمها إلى أحضانه بقوة حتى كاد أن يخنقها ، و هو يقول :
" أحبِك أمي .. أعشقِك " .
لتضحك هالة بسعادة ، فهذا ما ترجوه في حياتها .. سعادة ابنها .
لتتذكر تسنيم ما أخبرها به صادق ، و تحسم قرارها و .. تبدأ في تنفيذ أول خطة !
فيصدح صوتها صادماً الجميع : " حتى لو وافقا أمي و أبي ..
أنا لست موافقة على هذا الزواج ! "
صُدِمت هالة مما قالته ، في حين أن طه تنهد بارتياح ، - فعلى ما يعتقد - أبنته وفرت عليه الكثير من المشاكل برفضها !
أما مازن فاقترب قليلاً ، ليهمس لها بنبرة خاصة : " أخبرتِك أنه لا مجال للإختيار حبيبتي ، لن تتزوجين من غيري " .
لتجابهه بتحدي : " لن أتزوجك يا مازن " .
لتتحرك بعدها إلى غرفتها ، غير سامحة له بفرض أوامره !
كاد مازن أن يتبعها ، إلا أن والدته منعته ، حيث قالت :
" أتركها الآن حبيبي ، فحديثك معها سيزدها عناداً ، بعد أن تهدأ تحدث معها و اعلم سبب رفضها " .
ليقتنع بحديثها و يمتثل له .
أما عبد العزيز فسحب طه إلى الخارج ، حتى لا يتصادم مع زوجته !
**********
" وجدنا اثنتين من هن سيدي ، هاتان اللتان كفلتهما عائلتين ..
أما الأخيرة فلا أثر لها من بعد خروجها من الدار " .
تلك الأخيرة هي ريناد ، يتذكر اسمها جيداً ، فأكثر حديث حلوته كان عنها .. و عن اللحظات التي قضتها معها في الدار
" الأخيرة هي أهمهن ، أقلبا البلد حتى تجدوها ..
و أبعث لي عنوان الأخرتين ، سأذهب إليهما بنفسي " .
ليقول المتصل بطاعة تامة : " أمرك سيدي " .
**********
قامت التحضيرات على قدم و ساق ، دون علم المعنية بالأمر ..و كيف ستعلم و هو حذر الجميع من معرفتها .. حيث أنه ينتوي مفاجئتها !

و في اليوم الموعود
استيقظت بتأفف و ضجر لا يفارقها منذ أن قررت الإبتعاد عنه، التقطت هاتفها لترى الساعة .. لتُفاجأ بالتاريخ !..، فاليوم يوم مولدها، مرت أكثر من ستة أشهر على عودتها إلى عائلتها .. إلى موطنها الأصلي ، ستة أشهر لم تتحرك فيهم مشاعر طارق اتجاهها على الرغم مما فعلته !
و ها هي بعد أن كانت تظن أنها ستسعد في بلدها و ستحصل على حب حياتها ، و لكنها للأسف فشلت في الحصول عليه !
نفضت هذه الأفكار من رأسها ، و حاولت إدخال بعض المرح إليها ، فارتدت ملابسها بسرعة و هبطت إلى شقة عمها، فلطالما أخبرها و هي في بريطانيا أنه يتمنى وجودها معه في يوم مولدها كي بحتفل به كما ينبغي، و ها هو يوم مولدها جاء و هي بجانبه ، و سترى احتفاله به كيف يكون !
بعد عدة طرقات على الباب، فتحت لها سعاد بأعين شبه مفتوحة ، لتقول بتعب مصطنع :
" صباح الخير حبيبتي ، أتيتي باكراً اليوم ! "
ليس باكراً أبداً !..، إنه نفس الموعد الذي تهبط فيه يومياًض لتقضي معهما بعض الوقت قبل ذهابها إلى العمل !
" الساعة السابعة و النصف خالتي، لم يتبقى الكثير على موعد عملي " .
لتتظاهر سعاد بالدهشة، و هي تقول : " أوه حقاً !..، أعذريني حبيبتي .. لقد كان عمِك متعباً طوال الليل ، و لم نغفى إلا بعد الفجر " .
ليظهر الذعر على ملامحها ، و تقول بخوف : " عمي ، ما به ؟ "
لتسارع سعاد بطمأنتها : " لا تقلقي حبيبتي، كان مجرد صداع و أخذ مسكن و ارتاح " .
خطت أسيل إلى الداخل ، و هي تقول : " سأدخل لأراه " .
لتقطع سعاد طربقة بسرعة ، و تقول بتوتر لم تلحظه أسيل : " دخولِك عليه من المحتمل أن يوقظه ، و قد أخبرتِك أننا غفينا بعد الفجر " .
و محتمل ألا يغفى مرة أخرة إن استيقظ ، هكذا اقتنعت أسيل بحديث خالتها، مع أن الخوف على عمها لازال يملأ قلبها .
" إذاً لن أذهب إلى العمل اليوم " .
و لكن هكذا ستفشل خطة أبنها !
" لاداعي لهذا حبيبتي ، إن مجرد صداع بسيط لا يحتاج لأن تعطّلي عملِك من أجله " .
لم يظهر على أسيل اقتناعها بما قالته خالتها ، لتضغط عليها سعاد قائلة :
" كما أن عمِك سيغضب من نفسه إن علم أنكِ عطّلي عملِك بسببه " .
تنهدت أسيل بقوة ، ثم قالت : " حسناً ، لكن أرجوكِ اتصلي بي عندما يستيقظ " .
لتبتسم لها سعاد مطمئنة : " لا تقلقي حبيبتي " .
لتذهب أسيل إلى عملها بحزن ، لا يشغل بالها سوى عمها و صحته ، و قد نسيت الإحتفال بيوم مولدها ..
و هذا ما كان يريده ... طارق !
**********
" ممتاز يا أمي ، إن كان بيدي كنت منحتِك جائزة الأوسكار في التمثيل " ، صدح صوته فور أن دخلت سعاد إلى الغرفة .
ليقول محمد بعدم رضى على أفعال ولده : " و لكنها أخافتها، كان بإمكاننا إيجاد خطة أخرى لتنفيذ ما نريده " .
لينهض طارق و هو يقول : " لا وقت للتفكير و الخطط يا أبي ، لننتهي من هذا الأمر ، فلقد طال عن حده " .
ليقول محمد بسخرية : " حقاً ، و مَن السبب في إطالنه ؟ "
ليرد طارق بصدق : " كنت أعمى أبي ، و الحمد لله الذي أنار بصيرتي و جعلني أدرك قيمتها " .
سأغادر الآن ، فلدي الكثير لأفعله " .
لتسأله سعاد قبل أن يخرج : " و كيف ستذهب أسيل إلى هناك ؟ :
ليجيب طارق و هو يغادر : " زوجة إسلام ستهتم بهذا " .
بعد أن خرج ولدهما ، ضحكت سعاد و هي تتذكر ما فعلته مع أسيل ، لتسأل محمد :
" لم تخبرني برأيك في تمثيلي " .
ليشاكسها محمد بقوله : " تمثيلي كان ليكون أفضل منِك بكل تأكيد " .
لترفع حاجبيها باستنكار ، و تقول معترضة : " لو كان هكذا كان اختارك طارق لفعل هذه المهمة ، و لكنه يدرك جيداً أن أسيل كانت لتكشفك منذ أول كلمة " .
ليضحك بقوة ، و هو يقول : " ماذا تريدين يا سعاد ؟ "
لتقول متذمرة : " لا أريد منك شئ ، طالما أنك تستخسر قول كلمة مدح واحدة في حقي " .
ليهمس بصدق : " كلمات المدح و الغزل جميعها لا تصفِك يا سعاد ، أنا أشكر الله يومياً على أنه رزقني بزوجة مثلِك " .
ثم يتابع بمكر : " ثم لنترك هذه التصرفات لولدِك ، فهو بحاجة اليوم إلى حفظ جميع كلمات الغزل لإقناع أسيل بالزواج " .
لتتنهد بحب : " ليوفقه الله، لا أستطيع تصديق أنه سيطلب الزواج من أسيل اليوم .
و أخيراً سينالا الراحة التي يستحقونها ! "
ليغمض محمد عينيه، و يقول : " الحمد لله، الآن إن مت سأكون مطمئن عليهما " .
لتسارع بوضع يدها على فمه، و تقول بعتاب : " بعيد الشر عنك يا محمد ، إياك و تكرار هذه الكلمات .
سيمنحك الله طول العمر، و سترى أحفادك و أحفاد أحفادك بمشيئة الله " .
ليدعو بصدق : " بصحبتِك إن شاء الله، ليمنحني الله العمر الطويل بجانبِك " .
**********
أُضيئت شاشة هاتفها برقم لا يحمل اسماً ، لتفتحه و تجيب بهدوء :
" السلام عليكم، مَن معي ؟ "
ليصلها صوت هادئ رقيق : " و عليكم السلام و رحمة الله ، كيف حالِك أسيل ؟، معِك هبة زوجة إسلام " .
لتصمت لثانية و تقول ببطء، مذكرة إياها بنفسها : " إسلام صديق طارق ، لقد التقينا من قبل " .
منذ سنوات ، و لم تلتقي بزوجها منذ أن عادت إلا في مرات معدودة و لدقائق لا تُحسَب، فما الذي ذكّر هذه المرأة بها ؟
" كيف حالِك سيدة هبه ؟ "
لتدخل هبه في الموضوع مباشرة، و تقول : " بخير حبيبتي ..
ما رأيِك أن نتقابل اليوم و نجلس سوياً ؟ "
لتعقد أسيل حاجبيها، و تقول بارتياب : " و السبب ؟ "
لتصلها نبرة هبه الهادئة: " لا يوجد سبب محدد، و لكنني أحببت أن نعيد صداقتنا ... إن لم يكن لديكِ اعتراض " .
و منذ متى و هما أصدقاء من الأساس !..، هل لأنها قابلتها لمرتين أو ثلاث أصبحا أصدقاء، ما هذا اليوم الغريب ؟
لتعتذر بلباقة : " هل يمكننا تأجيلها إلى يوم أخر؟، فعمي مريض و عليّ أن أكون بجانبه " .
مريض !..، أﻻم بجد طارق كذبة أخرى ؟!، كيف ستقنعها الآن ؟
" سلامته ، ما به ؟ "
لترد أسيل بشرود : " لا أعلم، لقد أخبرتني زوجة عمي أنه كان يشعر بالصداع .. و لم يغفى طوال الليل " .
لتصمت هبه مفكرة، ثم تقول : " شفاه الله، لكن ألا يمكننا أن نتقابل لساعة حتى ؟ "
لتتابع بحرج : " في الحقيقة هناك موضوع أخر أريد أن أتحدث فيه معِك " .
كانت تتوقع ذلك، فمن غير المعقول أن تتصل بها هبه بعد كل تلك السنوات لتعيد صداقتهما الغير موجودة من الأساس !
تُرى ما هذا الموضوع الهام الذي جعلها تتصل بها ؟
" اتفقنا، و لكن ليس أكثر من ساعة، فعليّ العودة إلى عمي " .
لتتنهد هبه بارتياح، و تقول : " اتفقنا " .
بعد أن أغلقت الخط مع زوجة إسلام، هاتفت زوجة عمها، لتطمئن على صجة عمها .
" السلام عليكم خالتي، طمئنيني .. كيف حال عمي الآن ؟ "
ليصلها صوت زوجة عمها : " اطمئني حبيبتي إنه بخير، و استيقظ منذ دقائق " .
لتقول أسيل بلهفة : " أريد أن أحدثه " .
أعطت سعاد إلى محمد الهاتف، ليأخذه و هو يتنحنح بقوة، و يقول بصوت يحاول إظهار التعب فيه :
" صباح الخير حبيبتي " .
لتسارع قائلة بلهفة : " عمي، أنت بخير ؟ "
ليقول بكذب : " نعم حبيبتي بخير، من الواضح أنها مجرد انغلونزا لا أكثر، لا تقلقي " .
لتقول بشك و مازال الخوف يسكن قلبها : " أكيد عمي ؟ "
" أكيد حبيبتي، لا تشغلي بالِك سآخذ الدواء و أكون بخير " .
لتقول : " حسناً..
لقد هاتفتني زوجة إسلام و طلبت رؤيتي، سأذهب لأرى ماتريد، و بعدها سآتي إليك فوراً، لن أتأخر "

ليقول ببتسامة : " استمتعي بوقتِك صغيرتي، و لا تشغلي بالِك بي " .
لتهتف قبل أن تغلق الخط : " أنتبه إلى نفسك " .
**********
جلست لتقول بارتياب : " خير، ما الموضوع الذي تريديني فيه ؟ "
لتقول هبه بمرح : " الصبر، لنطلب شئ لنشربه أولاً، و بعدها لنتحدث كما نشاء " .
عبست أسيل بملامحها، لتتابع هبه : " لا تقلقي، الموضوع ليس خطير " .
ثم أشارت للنادل، لتطلب منه كوبين عصير، و بدأت تتحدث معها في عدة مواضيع مختلفة .
لتتفاعل معها أسيل، و تنسى سبب مقابلتها لها !
" أوه .. حقاً، مبارك لكما، مع أنه لا يظهر عليكِ " ، قالتها أسيل بسعادة، فور أن أخبرتها هبه بحملها .
لتقول هبه ضاحكة : " بارك الله فيكِ ..
حتى أنا بت أشك في حملي بسبب صغر حجم بطني، لولا أنني رأيت الفتاة بنفسي على الجهاز .. لكنت شككت في أنه حمل كاذب " .
لتسألها أسيل بفضول : " و ماذا ستسماها ؟ "
لتقول هبه بسعادة : " درة، لقد اخترت الاسم و إسلام وافق عليه " .
لتردد أسيل خلفها : " درة، اسم رائع " .
لتقترح عليها هبه: " هل لي بطلب ؟، أود أن أستغل فرصة خروجي و أشتري ملابس لها، فلقد أصبح خروجي قليل من بعد الحمل، فهل تذهبين معي ؟ "
لتلتقط أسيل حقيبتها، و تقول بحماس: " بالطبع، هيا بنا " .
سارا معاً، لتقول أسيل متذكرة: " صحيح، أنتِ لم تخبريني بذلك الموضوع حتى الآن " .
لتحاول هبه السيطرة على توترها، و تقول بمراوغة : " لازال اليوم طويل، لننتهي من أغراض الصغيرة أولاً " .
**********
و من محل إلى محل حتى شعرتا أسيل و هبه بالتعب ..
صدح رنين هاتف هبه معلناً وصول رسالة جديدة، ففتحتها .. لتقرأها مبتسمة، ثم تلتفت إلى أسيل، و تقول بخبث لم تلحظه الأخيرة:
" تبقى لنا أخر مكان " .
لتعترض أسيل : " ضروري، أشعر أنني لا أستطيع الوقوف على قدمي " .
لتسحبها هبه، و هي تقول بمرح : " إذا أنتِ الشابة الصغيرة تقولين هذا، ماذا أفعل أنا و أنا حامل !..، ثم هذا أخر مكان .. أعدِك " .
لتستسلم لها أسيل و تسير معها ببطء .


طتبع

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-18, 10:03 PM   #400

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

دلفت معها إلى الداخل لترى المكان ساكناً لا مخلوق فيه، فنظرت إلى هبه و قالت :
" لا أحد هنا " .
لتقول هبه بغموض : " بل الكل هنا، و لكنكِ لا تلاحظين " .
انعقدا حاجبي أسيل بعدم فهم، إلا أن هذا الإنعقاد لم يطول !..، فسرعان ماتحولت ملامحها إلى عدم التصديق، و سيطرت السعادة على قلبها !
أُغلِقت الأضواء، و لم يعد يوجد سوى ضوء خفيف منطلق من الشموع الموضوعة وسط الكعكة ..
و تعالت بعدها الأصوات .
.
هابي بيرث داي تو يو
هابي بيرث داي تو يو
هابي بيرث داي .. هابي بيرث داي .. هابي بيرث داي تو يو
سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة .. سنة حلوة .. سنة حلوة يا جميل
يلا حالا بالا بالا حبو أبو الفصاد، هيكون عيد.ميلاده الليلة أسعد الأعياد، فليحيا أبو الفصاد .. هيييييه .

لتُضأ الأنوار، و يقترب الجميع منها مهنئين إياها .. و الضحكة تعلو وجوههم .
احتضنها عمها بجنو، و قال : " كل عام و أنتِ بخير و بجانبي حبيبتي، و العام القادم إن شاء الله تكونين مع زوجِك و طفلِك الأول " .
لتتذكر و هي في أجضانه مرضه، فتبتعد عنه .. و تقول بخوف ملحوظ: " هل أصبجت بخير الآن عمي ؟ "
ليضحك بقوة، ثم يقول بمشاكسة : " لم تفهمي بعد يا صغيرة، لقد كانت خطة لنُفاجئِك " .
لتنظر إليه أسيل بحنق، لتتعالى ضحكاته مرة أخرى، و يبتعد سامحاً للأخرين بتهنئتها .
بعد أن استلمت هداياها من الجميع، قالت بينما زوجة عمها تقطع الكعكة:
" كيف فعلت كل ذلك عمي ؟ "
ليرد محمد و هو يغمزها : " أنا لم أفعل شئ، طارق هو مَن تذكر
يوم ميلادِك و فكر و خطط لكل هذا " .
طارق، وقعت عيناها عليه .. و هي الني لم تنتبه إلى وجوده من قبل، خاصة و هو لم يهنئها أو يعطيها هدية حتى !
تعلقت نظراتهما، لتشرد في نظرته اللامعة و .. الغريبة، و تحاول استشفاف سرها .
ليقطع إسلام حوار نظراتهما و هو يدفعه إليها، و يقول بمرح :
" سننتظر للصباح هكذا .. و لن تعطيها هديتك ! "
اقترب طارق منها، و نظراتها معلقَة عليه، ليركع أمامها ثانياً أحد ساقيه ، و يُخرِج من جيب سرواله علية قطيفة حمراء و يفتحها، ليظهر أمامها خاتم بفص صغير من الياقوت، فتفغر فاهها و تلمع عيونها بإعجاب .
ثم همس ببطء : " تتزوجيني .. أسيل ؟ "
شهقت بتفاجأ، في حين أن التصفير و التصفيق تعالى حولها .
ليردف بهمس لا يسمعه سواها : " أحبِك أسيل .. أحبك كما لم أحب من قبل، أحب ملامحِك .. حديثِك .. تصرفاتِك، أحب غضبِك و خجلِك، فارحمي قلب عاشق و اقبلي الزواج بي " .
تعالت ضربات قلبها حتى ظنت أن الكل يسمعها، لتنسى كل شئ !
تنسى بعده عنها .. عدم إدراكه لمشاعره اتجاهها، تنسى عذابها .. و حتى خيانته لها !
و من فرط سعادتها، سقطت دموعها مُغرِقة وجنتيها، و هي تقول بعدم تصديق :
" هذا حقيقي طارق، أنت تريد الزواج بي، أنا لا أحلم .. صحيح ؟ "
استقام بسرعة، ليمسح دموعها، بينما فضّل الأخرين الإنسحاب و ترك مساحة خاصة لهما ليصّرحا لبعضهما بمشاعرهما .
همس مؤكداً : " لا تحلمين حبيبتي، لا تحلمين " .
ليتابع باعتذار: " سامحيني حبيبتي، سامحيني لأنني كنت غبي و لم أدرك حقيقة مشاعري، سامحيني لأنني عذبتِك كل هذه السنوات " .
لتضع يدها على شفتيه مانعة إياه من المتابعة، و تهز رأسها باعتراض، و هي تقول :
" هذه اللحظة مميزة في حياتنا، ليس علينا أن نُفسِدها بهذا الحديث " .
ليقول بمكر : " هذا يعني أنكِ موافقة على الزواج بي " .
لتتورد وجنتيها، و تقول بخجل: " لطالما حلمت بهذه اللحظة طارق، أن تكون زوجاً لي، و سأكون غبية إن رفضت الآن " .
ليبتسم بعشق، و يضمها إلى أحضانه، و هو يقول : " حبيبتي " .
**********
و أخيراً أزالت تلك الجبيرة الثقيلة عن ساقها، و أصبحت قادرة على الحركة دون أن تحتاج مساعدة من أحد، و لكن للأسف .. هذا يعني أنها مضطرة إلى مغادرة بيت إسلام .. ترك العائلة التي أشعرتها بالإهتمام، لتعود و تحيا وحيدة !
ابتسم لها إسلام بحنو، و قال: " حمداً لله على سلامتِك ريناد " .
لتبتسم ابتسامة صغيرة .. تخفي بها ما في قلبها من حزن، و تقول : " سلمّك الله عمي " .
ثم احتضنتها لارا بقوة، و هي تقول : " حبيبتي و أخيراً " .
لنبتعد عنها قليلاً، و تقول: " سنسهر اليوم و نحتفل الليل بطوله " .
لتعترض ريناد بضعف: " لا لارا، أي سهر و احتفال، يجب أن أعود إلى بيتي " .
لتعبس لارا بملامحها، و تقوا بحزن: " ستتركيني " .
لتبتسم ريناد دون رد، فيقول إسلام :
" لنتحدث في هذا في المنزل لارا، هنا ليس المكان المناسب " .
لتنهض ريناد و تغادر معهما المشفى، و في نبتها الذهاب إلى منزل إسلام، و أخذ أغراضها و العودة إلى منزلها .
أثناء خروجهم، استوقفهم صوت علاء:
" إسلام " .
ليتوقفوا، و يلتفت إسلام إليه، فيراه متقدماً نحوه هو و .. أمير .
توقف علاء أمامهم، و هو ينظر إلى ريناد الواقفة أمامهم على قدميها:
" انتهيتم ؟ "
ليشير إسلام إلى ريناد، و هو يقول : " كما ترى " .
التفت علاء إلى ريناد، و قال : " حمداً لله على سلامتِك ريناد " .
ليتبعه أمير مردداً نفس الكلمة، ثم يوجه حديثه إلى إسلام، فيقول:
" كيف حالك سيد إسلام، منذ فترة لم أراك " .
ليرفع إسلام حاجبيه باستنكار، و يقول : " و كأنك مَن لم تختفي فجأة ! "
ليتنحنح أمير بحرج، و يقول : " أعذرني سيدي، و لكن العمل يأخذ كل وقتي " .
ليصمت إسلام، فهو على يقين بأن سبب ابتعاد أمير هو ما حدث مع لارا .
في حين أن لارا نظرت إليه بشوق، شوق إلى ذلك الفارس الذي أنقذها من براثن الأسد، و تركها بعدها و لم يقترب منها !
لِمَ لم يكرر عرض الزواج بها ؟
أ كان حبه لها كذبة ؟
و كأن صديقتها تقرأ أفكارها، فمالت عليها، و قالت: " بالتأكيد لن يقترب و بطلب الزواج منِك بعد أن أخبرتيه بكل برود بحبِك لأخر !
حقيقي يا لارا، عليكِ أن تندمي على ضياعه منِك " .
لتنظر لها لارا بحنق، مع أنها بداخلها تعترف أن ريناد على حق
التفتت ريناد إلى أمير، تود أن تسئله عن بشار و حاله، إلا أنها لا تملك الجرأة .. خاصة و أن علاء و شقيقه يقفان معهما، لتتنهد باستسلام، و تدعو الله بداخلها أن يكون بخير .
**********
فتحت الباب، لترى أمامها رجلاً غريباً .. لأول مرة تراه !
" تفضل سيدي " .
" منزل السيد إسلام " ، قالها بنبرته القوية المعتادة .
لتأومأ بموافقة، فيسأل :
" لارا .. موجودة ؟ "
عقدت حاجبيها بارتياب، و سألته: " مَن أنت ؟ "
ليقول بعد ثواني: " فريد .. زوج ياسمين .. صديقتها " .
لتصله نبرة ملهوفة من خلفه: " ياسمين، أنت تعرف مكانها ؟ "
التفت .. ليرى أمامه رجل بصحبة فتاتين .. تبدوان في نفس عمر حلوته .
لحظة .. هذه الفتاة التي رأى صورتها مع زوجته من قبل، إنها .. ريناد !
" أنتِ ريناد، أليس كذلك ؟ "
" نعم .. نعم أنا، أين ياسمين ؟، أخبرني بالله عليك " ، قالتها بنبرة غريبة .
نبرة تحمل الخوف .. اللهفة و .. الكثير من .. الشوق .
" ياسمين بخير، و مشتاقة لكِ، و لصديقاتها جميعاً " .
ليلتفت إلى لارا، و يسألها: " أنتِ لارا، أليس كذلك ؟ "
أومأت بصمت، و لازالت حتى الآن لا تصدق أنها سترى صديقتها .. بعد فراق عشر سنوات و أكثر .
" رائع، هكذا لا يتبقى سوى تسنيم "، قالها فريد براحة، فلم يكن يتوقع أنه سيصل إلى ريناد بهذه السهولة !
رددا ريناد و لارا بعدم تصديق: " تسنيم " .
لتردف لارا بسعادة: " أنت تعرف مكان تسنيم، حقاً ؟ "
ليأومأ فريد، و يقول: " لقد طلبت من رجالي البحث عنكن من أجل ياسمين، و عثروا عليكِ أنتِ و تسنيم، و لم يستطعا الوصول إلى ريناد للأسف، لكن من حظي أنني رأيتها معِك " .
لتسأله ريناد بلهفة: " متى سنراهما؟ "
ليقول فريد بدون تفكير: " الآن، لنذهب و نأخذ تسنيم، و نذهب إلى ياسمين " .
التفتت لارا إلى والدها، و الذي كان يتابع مايدور أمامه بصمت، لتستأذنه برجاء:
" هل يمكنني الذهاب معه أبي ؟ "
لا يمكنه ترك ابنته تذهب مع رجل غريب لأول مرة تراه لحالها، فهو لا يعلم مَن هو و لا ما يمكن أن يفعله معها هي و ريناد .
" سأذهب معكما، لا يمكنني ترككما لحالكما معه " .
و أرسل إلى فريد نظرة قوية .. توضح له أن الفتاتين ليسا لحالهما .
ليستقبل فريد نظراته بلا مبالاة غريبة على شخصيته !..، فهو لا يفكر في هذه اللحظة سوى في حلوته .. و ما ستفعله عند رؤيتها لصديقاتها .
**********
تأففت بقوة، ليتها مافعلت ما أخبرها به صادق، فمنذ أن أعلنت رفضها لمازن و هو يحاصرها بقوة، ليس بقراراته فقط .. و لكن بمشاعره أيضاً، فأصبح يلقي عليها كلمات الغزل و يبث لها مشاعره، سواء كان لحالهما أو أمام والديها و عائلة عبد العزيز، مما يجعل والدها في غضب دائم و لا يكف عن الصياح على مازن و نهره عما يفعله، و ما يجعله لا يتخذ موقفاً حاسماً هو رفض تسنيم الصريح للزواج !
تعالى رنين هاتفها، لتلتقطه بضجر، و تقول بنرفزة:
" لقد مللت .. مللت، أنت لا ترى ما يحدث لي " .
ليهتف صادق بهدوء: " أهداي تسنيم، لازلنا في أول الطريق، الموضوع يحتاج إلى كثير من الصبر " .
تعالى تأففها، ليتابع بمراوغة: " من حقِك الإنسحاب، حتى لو لم أستطع متابعة علاجي معه " .
و لأن حبها لمازن أقوى من كل ماتتعرض له !..، قالت: " لن أنسحب، و سأظل مع مازن حتى يتخلص من شعور الخوف الذي يسكنه، و يحيا حياته بصورة طبيعية " .
ليسألها بفضول: " و بعدها، لن تتزوجيه ؟ "
لتصمت حائرة، خاصة و أنها باتت تتأثر بكلمات مازن، و مشاعرها اتجاهه أصبحت تأخذ منحنى أخر !
و لكنها تخاف، و ما يزيد خوفها هو رد فعل والدها على موضوعهما !
وصلها صوت صادق الصبور: " لازلت أنتظر ردِك " .
لتتلكأ في الرد، فينقذها صوت والدتها الآتي من الخارج: " تسنيم حبيبتي، هناك مَن يرغبوا في رؤيتكِ " .
لتتنهد براحة، و تقول إلى صادق: " يجب أن أغلق الآن، سأهاتفك غداً و أخبرك بالجديد "
ثم أغلقت الخط، ليبتسم صادق بقوة، فعلى ما يبدو .. هناك عرس سيحضره قريباً !
**********
نهضا الفتاتين فور أن رآها، لتتوقف مكانها فجأة .. ناظرة إليهما، و إحساسها يخبرها أنها رأتهما من قبل !
بادر طه بالحديث، فقال موضجاً: " تقولان أنهما يعرفاكِ تسنيم، و أنهما كان معِك في .. الدار " .
دارت عينيها بينهما، و ذكريات كثيرة أخذت تداهم عقلها، ذكريات تتخللها الكثير من القسوة و .. القليل من السعادة !
صورة صديقاتها و هن صغار تتراءى أمامها .. ملامحهن .. ضحكاتهن .. تصرفاتهن، فتقول بلا شعور:
" ريناد .. لارا ؟ "
لتسرعا الفتاتين إليها و تضماها بشوق، و دموع ثلاثتهن قد وجدت طريقها على وجتتهن .
لتهمس من بين بكاءها: " اشتقت لكما كثيراً .. كثيراً " .
لتقول ريناد بصوت مبحوح: " و نحن أكثر، لا أصدق أنني أراكِ " .
لتتبعها لارا قائلة: " لقد اجتمعنا مرة أخرى، يا إلهي " .
سقطت دموع هالة تأثراً ، و تألم قلب مازن على رؤيته لدموع حبيبته، في حين أن فريد قال بفظاظة، و شوقه إلى رؤية ملامح حلوته وقتما ترى صديقاتها يسيطر عليه:
" من رأيي أن تتركن هذه الدموع لرؤية ياسمين، بدلاً من أن تبكين مرة أخرى " .
لتبتعد تسنيم عنهما، و تنظر إليه بحيرة، فتقول لارا موضحة: " إنه زوج ياسمين، و هو مَن دلنا على مكانِك " .
لتردد تسنيم بشوق و .. عدم تصديق: " ياسمين، حقاً ؟ "
أومأت ريناد مؤكدة، لتضع تسنيم كفها على فمها، هامسة بسعادة: " يا إلهي .. يا إلهي، لا أصدق ما يحدث " .
لتحتضنها لارا مرة أخرى، و هي تقول: " صدقي حبيبتي، لقد كتب لنا الله الإجتماع مرة أخرى، و جعل السيد فريد سبباً في هذا " .
ليقول فريد بضجر: " ما رأيكن أن نذهب إذاً، حتى لا نتأخر على ياسمين ؟ "
وافقوه الفتيات، ليقول مازن بنبرة لا تقبل النقاش: " سأذهب معكم " .
لتعقد تسنيم حاجبيها باعتراض، و تقول: " و لِمَ تذهب معنا ؟، إنها صديقتي أنا ! "
ليصيح باستنكار: " و هل تريديني أتركِك تذهبين مع أناس لا أعرفهم لحالِك ؟! "
لتقول بعناد: " إنهما صديقتاي .. أعرفهما قبل أن أعرِفك حتى " .
اشتعلت عيون مازن بغضب، في حين أن طه ابتسم بإعجاب، و قال:
" سأذهب أنا معكم تسنيم، فهل تسمحين لي ؟ "
لتقول بلا تردد: " من دون سؤال يا أبي " .
ليزمجر مازن بغضب، فتقترب منه هالة و تهمس: " اتركها مازن، لا تُفسِد فرحتها، عندما تعود حاسبها على هذا " .
ليتنهد بقوة، و يدخل إلى الغرفة صافقاً الباب خلفه .
و هكذا .. اتجهوا فريد و إسلام و طه و الثلاث فتيات إلى منزل فريد .
**********
تركهم في غرفة الضيوف، و اتجه إلى غرفته ليحضر حلوته إليهم ..
أغلق باب الغرفة خلفه، ليراها نائمة بعمق - كالمعتاد - فبمرور الأيام أصبح حملها ثقيلاً و يتعبها .. و تقضي معظم أوقاتها في النوم .
اقترب منها، و كعادته عندما يوقظها، قبلها بعمق .. و استمرت قبلاته حتى فتحت عينيها، لتقول بكسل:
" فريد اتركني، أريد أن أنام " .
ليقبلها مرة أخرى، قبل أن يقول: " لا وقت للنوم حلوتي، هناك مفاجأة لكِ " .
طار النوم من عينيها، لتسأله بفضول: " ما هي ؟ "
فساعدها على النهوض، و هو يقول: " إن أخبرتِك لن تكون مفاجأة، هيا بدلي ملابسِك و تعالي لتريها " .
نهضت بحماس لتنفذ ماقاله، و هي تفكر في ماهية المفاجأة التي يتحدث عنها .
وقفت أمامه بعد أن أنتهت، و قالت بنفاذ صبر: " و الآن أخبرني، ما هي ؟ "
ليقول ببتسامة: " أغمضي عينيكِ أولاً " .
أغمضت عينيها بتأفف، لينهض و يسير بها إلى خارج الغرفة .
دلفا إلى غرفة الضيوف، و أشار للجميع بالتزام الصمت، ليميل و يهمس في أذنها:
" يمكنِك فتح عينيكِ صغيرتي " .
فتحت عينيها بحماس، لتقع نظراتها على صديقتها التي أفترقت عنها منذ أشهر، فتصيح بدهشة:
" ريناد، مستحيل .. ريناد أنتِ هنا ! "
أسرعت إليها ريناد، ليضما بعضهما بقوة، و هي تقول ببكاء: " ريناد حبيبتي اشتقت إليكِ .. حبيبتي " .
لتبتعد عنها قليلاً، و تقول بلهفة: " طمئنيني عليكِ حبيبتي، أين كنتِ ؟، مع مَن ؟، و كيف قضيتي الأيام الماضية ؟ "
لتطمئنها ريناد ببتسامة تظهر وسط دموعها: " أنا بخير حبيبتي .. بخير، طمئنيني عليكِ أنتِ، كيف حالِك ؟
لقد بحثت عنكِ كثيراً حبيبتي .. أقسم لكِ، و لكنكِ مَن اختفيتي " .
أومأت ياسمين بتفهم، فبالفعل .. ريناد لم تكن أبداً قادرة على إيجادها و هي في قصر زوجها .
قاطع فريد حديثهما، و هو يقول لحلوته: " ألن ترحبين ببقية ضيوفِك حلوتي ؟ "
نظرت إليه باستغراب، ثم نقلت نظراتها إلى مَن يشير إليهم، لتعقد حاجبيها بارتياب، و تسأله: " مَن هؤلاء ؟ "
لتميل عليها ريناد، و تهمس: " ألا تعرفيهما ياسمين ؟، إنهما صديقاتنا " .
لتتوسع عينيها بذهول، و تهمس: " لارا .. ريناد، مستحيل " .
ليقول فريد: " ليس مستحيلاً حبيبتي، ما تريديه لن يكون أبداً مستحيلاً ! "
" لارا .. ريناد، يا إلهي .. يا إلهي " .
أسرعا الفتاتين إليها ليضماها، و تنضم ريناد إليهن .. في حضن جماعي لم يحصلن عليه منذ زمن !
أشار فريد إلى إسلام و طه بالإنسحاب، فاستجابا إليه، تاركين للفتيات مساحتهما للتعبير عن مشاعرهن و فرحتهن .
جلسن على الأرض، و هن مازلن في أحضان بعضهن، و دموعهن تغرق وجنتيهن .. غير قادرن على التحكم فيها .
لتهمس ريناد: " هل تصدقن أننا معاًض مرة أخرى، أننا اجتمعنا ! ".
لتقول ياسمين بصوت غير واضح بسبب دموعها: " لقد كنت أحلم بهذه اللحظة ليلاً و نهاراً، و لم أكن أتوقع أنها ستتحقق في يوم" .
فتقول لارا: " ذلك بفضل السيد فريد، بعد الله طبعاً، لولاه لم نكن لنرى بعضنا" .
فريد، يا إلهي .. لقد فعل هذا من أجلها .. من أجل سعادتها، كم هي شاكرة له !
لتقول بلهفة و فضول شديد: " احكن لي ماحدث معكن .. كيف قضيتن حياتكن و مع مَن ؟، و أنتِ ريناد أخبريني ماحدث معِك بعد أن خرجتي للدار، و لِمَ لم تأتين إليّ كما وعدتيني ؟
و أنا سأحكي لكن قصتي كاملة، أريد أن نتشارك الحزن و الفرح اللذان عشناهما و نحن بُعاد عن بعضنا .. كما كنا نتشاركهما و نحن صغار، و كأننا لن نفترق يوماً !
**********
صاحت بنفاذ صبر: " ما الأخبار، ألم تلد بعد ؟ "
لتقول ميرفت بهمس، خشية من أن يسمعها أي من الخدم .. فتكون نهايتها:
" ليس بعد سيدتي، بتبقى عدة أشهر " .
تنفست بقوة، لتقول بنبرة لا تنذر بالخير: " عدة أشهر، حسناً .. حسناً، لتتمتع هذه الأشهر، و بعدها ستبكي مكان الدموع دم على كل مافعلته ..
لا تجعلي الرجال يغفلون عنها، و أنا سأكون عندِك خلال أيام، فتكفي تلك الأيام التي قضتها مع فريد " .
انتهى الفصل قراءة سعيدة

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.