آخر 10 مشاركات
جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-18, 10:02 PM   #301

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


بعد مرور أسبوع
دلفت هالة إلى غرفة اينتها ، لتجدها متممدة على السرير .. و جسدها يرتجف إثر بكاءها ..
اقتربت منها .. لتملس على جسدها بحنو .. و هي تقول : " يكفي بكاءً يا حبيبتي " .
هتفت تسنيم من بين بكاءها : " لم يتصل و لم يعود أمي منذ ذلك اليوم " .
قبلت شعرها بحنو .. و قالت : " ألم يطمئننا والدكِ أنه بخير ؟ "
صاحت بعدم تصديق : " و إن كان أبي يعلم أين هو .. و يعلم أنه بخير .. لِمَ لم يُعيده .. أو يجعلنا نذهب إليه ؟! "
دلف طه حينها إلى الغرفة .. ليقول مبتسماً : " لقد غادر بإرادته صغيرتي ، و لا يمكنني الذهاب كي أعيده ، أ تعلمين لماذا ؟ "
نظرت له تسنيم باستغراب ، ليتابع هو بنفس الابتسامة : " لأنه لا يفعل هذا إلا ليضغط علينا لنرفض سيف ، و أنتِ لا تريدين هذا ، أليس كذلك ؟ "
زمت تسنيم شفتيها و قد انهمرت دموعها مرة أخرى .. و قالت : " لا أعلم لِمَ لا يوافق عليه ؟ ، و لِمَ هما الاثنان يكرهان بعضهما منذ الصغر ؟ "
اقترب منها طه و احتضنها .. و هو يدرك جيداً سبب كره مازن و سيف المتبادل ، فكلاهما يغار عليها .. و لكن كلاً بطريقته !
فمازن وجد في تسنيم شقيقته المتوفاة .. و قد أولاها كل حبه و اهتمامه .. و أصبح يخاف عليها من نسمة الهواء ، في حين أن سيف يغار من علاقة مازن بتسنيم القوية .. و خضوع الأخيرة لكل أوامر و قرارات شقيقها دون اعتراض ، حتى أنه رأى الخوف في عيني سيف ذلك اليوم .. عندما خيّر مازن تسنيم بينه و بين سيف ، و قد خاف الأخير من أن تخذله حبيبته و تخضع لقرارات شقيقها مرة أخرى ، إلا أن على ما يبدو .. حب تسنيم القوي لسيف .. جعلها تتمرد على قرار شقيقها لأول مرة !
هتف طه بغموض : " لا تقلقي حبيبتي .. سيعود قريباً ، و يبارك لكِ على زواجكِ من سيف " .
نظرت له تسنيم بشك و قالت : " حقاً أبي ، كيف ؟ "
ملس طه على شعرها بحنو و قال : " لا تشغلي بالكِ بهذا ، المهم الآن أن تنهضي و تبدأي في التجهيز لحفل خطبتكِ " .
همست تسنيم بتردد .. و ما زالت غير مقتنعة أن مازن سيعود و يبارك لها زواجها : " و مازن .. هل سيأتي ؟ "
هتف طه بحزم : " و إن لم يأتي .. و أصر على عدم العودة حتى تتركين سيف ، هل ستخضعين لرغبته ؟ "
أغمضت تسنيم عينيها بأسى .. غير قادرة على الرد ، ليبتسم طه بتفهم و يقول : " طالما أن سيف لا يعيبه شيئاً .. و أنتِ تحبينه ، فلن أسمح لأحد أن يتدخل في حياتكِ و سعادتكِ .. مهما كان " .
تساءلت تسنيم بارتياب : " حتى مازن ؟ " .
أجاب طه : " حتى إن كان مازن " .
ليتابع ناصحاً إياها : " و عليكِ أنتِ أيضاً أن تقفي في وجه أي أحد .. طالما تريدين سيف " .
لتهمس تسنيم بحزن : " و لكن هكذا مازن سيغضب مني .. و لن يتحدث معي مرة أخرى " .
قال طه : " مازن سيغضب لأسبوع .. أو شهر .. أو سنه ، لكن بعد أن يراكِ سعيدة مع مَن اخترتيه ، ستعود علاقتكما كما كانت " .
أزالت تسنيم دموعها ، و حديث والدها يتردد في أذنها باعثاً لقلبها الراحة ، نعم .. ليس عليها أن تتخلى عن حبيبها بسبب قرار شقيقها الغير مقبول ، من حقها أن تختار حياتها و سعادتها كما سيفعل هو في يوم !..، و بالتأكيد - و كما قال والدها - لن يظل غاضباً منها طوال العمر !
التقطت تسنيم هاتفها بحماس و قالت : " إذاً سأتصل بسيف .. كي نتفق على موعد إقامة الحفل " .
قبلها طه و قال : " حسناً صغيرتي " .
ثم نهض هو و زوجته - و التي كانت صامتة طوال حديثه مع تسنيم .. تتابعه بصمت - و غادرا الغرفة .. تاركين لتسنيم الحرية في الحديث مع خطيبها كما يحلو لها .
حالما ايتعدا عن غرفة ابنتهما ، هتفت هالة بامتعاض : " لم يكن عليك فعل هذا يا طه " .
نظر لها طه بحيرة : " ماذا ؟ "
قالت هالة بعدم رضى : " بما قولته لتسنيم .. أقنعتها بالاستمرار مع سيف " .
هتف بدهشة : " أ لا ترضين بسيف زوجاً لها ؟ "
قالت باقتناع : " نعم .. إن كان هذا سيُغضب ابني " .
قال باقتضاب : " و ترضين لها ما يفعله فيها ابنكِ ؟ "
هتفت بدفاع : " كل ما يفعله من خوفه عليها " .
صاح طه .. و قد بدأ يشعر بالغضب من زوجته .. التي ستظلم تسنيم و سيف من أجل أبنها : " يخاف عليها من مَن ؟ ، من أبن شقيقتكِ ؟ ، و الذي تعلمين جيداً طباعه و أخلاقه ! "
هتفت بتردد : " بالتأكيد مازن لديه أسباب لرفض سيف " .
هتف بجدية : " و قد أعطيته الفرصة كي يفصح عن أسبابه ، إلا أنه لم يهتم وقتها إلا بوضع تسنيم في موضع اختيار " .
و تابع بحزم : " و بحكم معرفتي بسيف و أخلاقه .. فأنا لا أعترض على زواجه من تسنيم ، و طالما تسنيم تحبه و موافقة عليه .. فلا يحق لمازن إبداء رأيه " .
قالها ثم سار مبتعداً عنها متجهاً إلى غرفة مكتبه ليجري مكالمة هامة !
**********
نظر صادق إلى مازن من بعيد ، يراقبه .. و هو يجلس أمام البحر .. ينظر إليه بشرود .. ملامحه محملّة بالحزن و الأسى ..
و بعد ثلاث أيام من مراقبة صادق لمازن في جلسته هذه ، قرر الإقتراب منه و التحدث معه ..
جلس صادق بجانب مازن ، إلا أن الأخير لم ينتبه له .. و لم يلتفت إليه ..
هتف صادق مبتسماً : " السلام عليكم " .
انتبه له مازن ، فالتفت له .. و رد على تحيته بخفوت .. ثم أعاد نظراته إلى البحر مرة أخرى ..
تابع صادق و ابتسامته مازالت مرتسمة على محياه : " لقد لاحظت ترددك على هذا المكان كل يوم .. و جلوسك فيه لفترة طويلة ، فأحببت أن نتعارف " .
هتف مازن باقتضاب .. دون أن ينظر إليه : " و هل تعرف كل مَن يجلس هنا ؟ "
رد صادق بلا تردد : " بالطبع لا " .
نظر له مازن بتساؤل : " إذاً .. لِمَ أنا الوحيد الذي لفت نظرك و قررت أن تتعرف عليه ؟ "
لم يتفاجأ صادق من سؤاله ، فلقد كان يتوقع مثل هذا السؤال .. كما كان يتوقع العديد من الأسئلة التي من المحتمل أن يسأله مازن إياها ، و أعد إجابة مقنعة لكل سؤال ..
" لأن هناك مَن يأتي برفقة عائلته .. أو حبيبته ، أما أنت فتأتي لحالك ، و لا ينضم لك أحد طوال فترة تواجدك " .
إجابة مقنعة ، إلا أن مازن لم يكن في مزاج يسمح له بالتعارف أو الحديث مع أحد ، فصمت ناظراً إلى البحر ..
هتف صادق بحذر : " يمكنك أن تحدثني عما يزعجك ، و ثق أن ما ستقوله لي لن يعرفه أحد " .
ظهرت الدهشة على ملامح مازن ، فمَن هذا الرجل كي يقص عليه كل ما يزعجه ؟ ، و كيف سيثق فيه و هو لم يعرفه إلا منذ دقائق قليلة ؟ ، حتى أنه لا يعرف اسمه حتى الآن !
و مع ذلك أحب أن يتحدث معه .. أن يصفح له عما يزعجه .. عله يرتاح ، كما أن عدم معرفته لهذا الشخص .. تتيح له حرية الحديث دون تردد أو خوف !
شعر صادق بتردد مازن في الحديث معه ، و كاد أن يقنعه بطريقة أخرى ، إلا أن مازن قال :
" لقد خُطِبت شقيقتي منذ أيام " .
كان صادق على علم بهذا !..، فلقد أخبره طه بكل ما يخص مازن .. و ما مر به .. بدءً من وفاة شقيقته أمام عينيه .. بسببه ، حتى المشكلة التي حدثت بينه و بين خطيب الفتاة التي كفلها طه و زوجته بعد وفاة ابنتهما ..
إلا أنه هتف بسعادة مصطنعة : " مبارك لك " .
و تابع بارتياب : " لكن .. لِمَ لا تبدو سعيداً ؟ "
هتف مازن بحدة : " لأنني لا أوافق على هذا الزواج " .
تساءل صادق بحيرة : " هل هناك ما يُعيب الشاب ؟ "
نفى مازن بحركة بسيطة برأسه و قال : " و لكن شقيقتي ما زالت صغيرة " .
" كم عمرها ؟ "
تنهد مازن و قال : " ستتم التاسعة عشر بعد أشهر قليلة " .
" تسعة عشر عاماً و تقول أنها صغيرة !..، أنا أعرف فتيات يتزوجن و ينجبن و هن أصغر من ذلك بكثير " .
نظر له مازن بغضب و قال : " لا يهمني ما يحدث لباقي الفتيات .. فكل رجل مسئول عن ابنته ، و أنا لا أقبل لشقيقتي أن تتزوج و هي في هذا العمر " .
تساءل صادق بحرج مصطنع : " هل والدك لا زال على قيد الحياة أم ؟ "
سارع مازن بالقول : " أطال الله في عمره " .
سأل صادق باستغراب : " و هل هو موافق على زواجها ؟ "
همس مازن بحزن : " للأسف ، إنه يقول أن الزواج لن يتم إلا بعد أن تتخرج شقيقتي " .
رفع صادق حاجبيه باستغراب : " إذاً .. ما مشكلتك طالما أنها لن تتزوج الآن ؟ "
صمت مازن ، و لم يحب أن يسترسل مع هذا الغريب في الحديث أكثر من ذاك ، كما أن صادق لم يكن ليلح على مازن في الحديث أكثر .. فبالنسبة له .. ما تحدثا فيه كافي لليوم !
لذا نهض و هو يقول : " سعدت بالحديث معك يا أخي ، إلا أنني مضطر للرحيل الآن .. و أتمنى أن أراك مرة أخرى .. و أن تكون وقتها وافقت على زواج شقيقتك " .
و قبل أن يتحرك سأل مازن : " صحيح أنت لم تخبرني بأسمك " .
رد مازن باقتضاب : " مازن " .
ابتسم صادق بغموض و قال : " و أنا صادق .. تشرفت بمعرفتك " .
**********
وقفت ليندا تنظر إلى ملابسها الجديدة بحيرة ، لا تعلم أيهما تختار كي ترتديه ، فبعد أن أخبرها علاء عن مواصفات الفتاة التي أُعجب بها .. و أن ما لفت نظره فيها هو خجلها و احتشامها ، و بعد تفكير عميق أستغرقت فيه ليندا عدة أيام ، قررت الطريقة الجديدة التي ستتعامل مع علاء بها ، و تأمل أن تنجح و تستحوذ على قلبه من خلالها ..
و أول ما فعلته .. هو أن منعت زياراتها لعلاء في منزله ، و أصبحت تتعامل معه بطريقة مختلفة .. تميل إلى الرسمية أكثر ، و بالتالي لن يفكر فيها علاء على أنها فتاة جريئة .. لا تهتم بالأخلاق و العادات !
و الخطوة الثانية .. و التي ستبدأ في تنفيذها من اليوم .. كي تلفت نظر علاء إليها ، هي ارتداء ملابس أكثر احتشاماً ، فما كانت ترفض ارتداءه من قبل و تتذمر منه .. على الرغم من أن علاء كان مَن يختاره لها ، اشترته و سترتديه اليوم بكل سرور .. طالما هذا هو السبيل كي يبادلها مشاعرها !
هبطت ليندا إلى الأسفل ، لتنظر لها زوجة والدها .. و تبتسم بإعجاب و هي تراها مرتدية فستان طويل نيلي اللون .. يخفي جميع مفاتنها ..
هتفت مريم بسعادة من هذه الخطوة التي أتخذتها ليندا ، غير مدركة الهدف منها : " تبدين جميلة جداً حبيبتي " .
جلست ليندا لتتناول طعامها بهدوء ، و قالت بلا مبالاة : " لا أهتم لرأيكِ " .
لم تغضب منها مريم .. فهي متفهمة كره ليندا لها ، و تعلم أنها ستنتظر كثيراً كي تنال حب ليندا !
" تناولي إفطاركِ جيداً ، فأنتِ تعودين في وقت متأخر ، و بالتأكيد لا تجدي الوقت لتتناولي الطعام في عملكِ " .
هتفت ليندا ببرود .. بعد أن أبتلعت ما في فمها : " لا دخل لكِ " .
إلا أن مريم لم ترد عليها ، حيث وصل إلى ليندا صوت قوي .. محذر .. من خلفها : " لا تتحدثي مع خالتكِ بهذه الطريقة " .
لم تكلف ليندا نفسها و تنظر إلى والدها ، كل ما فعلته هو أن ضحكت بسخرية .. ضحكة وصلت إلى مسامع والدها ، فقال :
" أضحكيني معكِ " .
هتفت ليندا بشجاعة : " لا " .
احتقن وجه والدها بغضب .. من ردها عليه .. و عدم احترامها له ، فحاولت مريم إنقاذ الموقف .. فاقتربت من زوجها .. و همست راجية :
" لا تفعل لها شئ أرجوك " .
هدّأ والد ليندا من نفسه .. من أجل زوجته فقط !..، و جلس ليتناول إفطاره ..
مما جعل سخرية ليندا تزداد ، و بلا تردد نهضت .. تاركة لوالدها و زوجته المنزل !
خرجت و هي تهمس لنفسها : " على الأقل تحدث معكِ .. حتى لو من أجل زوجته ، المهم أن لسانه خاطب لسانكِ .. بعد مرور أشهر لم يتحدث معكِ فيها " .
زمت شفتيها مانعة نفسها من البكاء .. و تابعت : " أخر مرة تحدث فيها معي .. كانت ليخبرني بزواجه ، و اليوم يتحدث معي من أجل زوجته ، كم هذا رائع ! "
وقفت لبضع دقائق منتظرة علاء أن يأتي و يذهبا معاً إلى المشفى .. كما اعتادا !
لحظات و كانت سيارة علاء تقف أمامها ، فصعدت .. محيية إياه بهدوء ..
قاد علاء إلى المشغى في صمت قد اعتاد عليه في الفترة الأخيرة ، فليندا تغيرت معه .. أصبحت أكثر هدوءً .. و تصرفاتها أصبحت أكثر نضجاً .. مما أسعده .. و جعله يظن أنها فهمت علاقتهما بشكل صحيح أخيراً !
صفّ علاء سيارته في جراج المشفى ، فسارعت ليندا بالترجل و سارت أمامه ، منتظرة منه أن ينتبه إلى ملابسها و يثني عليها ..
سار علاء بشرود .. يفكر في زينة التي سيراها بعد دقائق ، و قلبه تتعالى دقاته بطريقة لم يعهدها من قبل !
دلفا إلى المشفى ، لتقول ليندا في نفسها : " سأتحدث معه الآن ، و حينها سيثني على ملابسي .. و يخبرني كم أنني جميلة .. و أنها تناسبني " .
التفتت إليه ليندا .. ليتوقف علاء فجأة في مكانه .. و قد نسى أنها تسير بجانبه !
ابتسمت بهدوء .. و قالت : " سأذهب إلى عملي " .
هتف علاء بشرود .. و عينيه تبحث عن زينة : " حسناً " .
رفعت ليندا حاجبيها بعدم رضى .. فليس هذا ما تريد سماعه !
" أ تريد شيئاً ؟ "
نفى علاء بعدم انتباه ، و عيونه قد لمعت بشدة عندما وقعت على زينة ، و أخذ يحسب الثواني كي يتحدث معها ..
زمت ليندا شفتيها بحزن ، إلا أنها أقنعت نفسها أنه ينتظر رؤية أن تغييرها جدياً .. و بعدها ستبدأ قصة عشقهما !
" إلى اللقاء علاء " .
ثانية استغرقها علاء ليودع ليندا ، ليعود بنظراته إلى زينة .. فيجدها اختفت من المكان !..، تأفف بانزعاج .. و قرر أن ما يفعله غير مجدياً .. كما أنه غير لائقاً !..، فلا يصح أن يبحث عنها في كل مكان .. و يستغل الفرص كي يتحدث معها ، هذه ليست أخلاقه .. كما أنه من الواضح أنها ليست أخلاقها أيضاً .. و الدليل على ذلك تهربها منه !
لذا .. عليه أن يتحرك .. و يتخذ خطوة إيجابية .. طالما هو يريدها !
**********
راقبته و هو يخرج من البناية ذاهباً إلى عمله .. ساقه أصبحت أفضل .. و قد عاد إلى عمله بعد ثلاث أيام من إصابته ، إلا أنه لم يتحدث معها حتى الآن .. يتجاهلها تماماً .. و يتحاشى رؤيتها ، حتى أنه يطلب من البنات أن يصعدن ليراهن.. حتى لا يضطر أن يأتي إلى الشقة و يراها !
تنهدت بضيق .. إلى متى سيظلا على هذا الحال ؟
إلى متى سيعاقبها ؟
تعترف أنها أخطأت ، لكن ما فعلته لا يستحق كل هذا !..، فبالأخير هذا ينم عن حبها الكبير له .. و خوفها من أن يأتي يوماً و يتركها ..
وضعت يدها على فمها فجأة ، و هرعت إلى الحمام كي تفرغ ما في جوفها ، ثم غسلت وجهها .. و خرجت .. و التقطت حقيبتها .. لتذهب إلى عملها ..
حالما خرجت من شقتها .. رأت مشيرة أمامها .. فعبست بملامحها تلقائياً .. فزوجة شقيقها .. هي السبب في كل ما حدث و يحدث معها !
ابتسمت مشيرة بتشفي و قالت : " كيف حالكِ يا هبه ؟ "
ردت عليها باقتضاب : " بخير يا زوجة أخي " ، قالتها ثم تحركت من أمامها لتغادر ، فأخر ما تريده هو الحديث معها !
إلا أن مشيرة استوقفتها هاتفة بشماتة : " و كيف حال إسلام ؟ "
هتفت هبه دون أن تلتفت إليها : " بخير ، شكراً على سؤالكِ " .
ابتسمت مشيرة بمكر : " أ أنتِ متأكدة أنه بخير ؟ ، فكما أعلم .. هو يقيم في شقة شقيقه هذه الأيام ، أ أنتما متشاجران ؟ "
لا .. لن تجعلها تظن أنها حققت هدفها ، لن تُشعرها بلذة الإنتصار !
التفتت لها هبه .. و نظرت لها بقوة تُحسد عليها ، و هتفت بكذب : " مخطئة يا زوجة أخي ، الحمد لله .. ليس بيني و بين زوجي أي مشاكل " .
ابتسمت مشيرة بسخرية توضح عدم تصديقها لحديث هبه : " حقاً ؟ ، إذاً .. لِمَ يقيم في شقة شقيقه ؟ "
سألتها هبه بحدة : " و من أين علمتي أنه يقيم في شقة شقيقه يا زوجة أخي ؟! "
توترت مشيرة للحظة ، فبالتأكيد لن تخبر هبه أنها لا تفعل شيئاً سوى مراقبة شقتها .. و انتظار خروج و عودة إسلام لترى إلى أي شقة سيتجه !..، لكنها سرعان ما سيطرت على توترها و قالت :
" لقد رأيته منذ أيام يصعد إلى شقة شقيقه ، و صباح اليوم التالي خرج منها ، فاعتقدت أن هناك ما حدث بينكما " .
و بالطبع هبه لم تصدقها ، بل كانت متأكدة أن زوجة شقيقها كانت تراقبهما لتتيقن من نجاح خطتها !
" و هل هناك ما يمنع زيارة زوجي لشقيقه ؟ ، لقد ذهب خيالكِ بعيداً يا زوجة أخي ، اطمئني أنا و زوجي بخير .. و لا توجد بيننا أية مشاكل " .
اطلقت مشيرة ضحكة صغيرة .. و هتفت بسخرية لاذعة : " أتمنى لكما مزيداً من الراحة و السعادة إذاً " .
ثم دلفت إلى شقتها .. مغلقة الباب في وجه هبه بفظاظة !
رمشت هبه بعينيها بألم ، و تحركت عائدة إلى شقتها بدلاً من الذهاب إلى عملها ، فلم يعد لديها القوة لفعل شئ !
دلفت إلى غرفتها هي و إسلام .. لتستلقي في مكانه .. تتشمم وسادته باشتياق ، و بضعف .. التقطت هاتفها لتتصل به ..
رنة .. رنتين .. ثلاثة .. أربعة ، و أخيراً رد في الخامسة !
قالت اسمه باشتياق : " إسلام " .
هتف إسلام باقتضاب ممزوج بالخوف : " هل البنات بخير ؟ "
ابتسمت بانكسار ؛ فعلى ما يبدو أن البنات أصبحن الرابط الوحيد بينهما !
" لا البنات بخير " .
هتف بفظاظة : " ما سبب اتصالكِ إذاً ؟ "
همست بصوت بالكاد يُسمع : " اشتقت لك " .
أغمضت عينيها .. و تابعت بحزن : " متى سيتخلص قلبك من القسوة التي تغلفه ؟ ، متى ستحنو و تعود إليّ ؟ "
صمت سيطر على محادثتهما لدقائق طويلة ، لم يرد إسلام خلالها على سؤالها ، مما جعلها تقول :
" سامحني .. أرجوك " .
هتف إسلام بقسوة : " و إن سامحتكِ .. هل ستكفين عن شككِ بي ؟ ، هل ستمنحيني الثقة التي من المفترض أن تكون بين أي زوجين ؟ "
هتفت بلا تردد : " نعم " .
هز إسلام رأسه و قال : " لا أصدقكِ " .
دمعة فرّت من عينيها فور أن قال جملته ، و قالت بألم : " تقولها بهذه البساطة " .
ابتسم بألم و قال : " أ ليست هذه الحقيقة ؟ "
نفت بخفوت : " لا ليست الحقيقة " .
سيطر الصمت مرة أخرى ، لتقول هبه بانكسار : " أ لن تسامحني ؟ "
همس بعد تفكير : " لا أعلم " .
همست بعدم فهم : " كيف ؟ "
قال موضحاً : " أخشى أن أسامحكِ و بعدها تعيدي ما فعلتيه ، وقتها سأطلقكِ بلا تردد " .
هتفت بنبرة محملة بالألم : " كيف أستطعت نطقها ؟ "
و للمرة الثالثة لم يرد عليها ، لتقول هي : " أ تعلم ماذا فعلت اليوم مع مشيرة ؟ "
همس بتساؤل : " ماذا ؟ "
قالت بطفولية : " لقد كانت سعيدة بما يحدث بيننا ، و الشماتة كانت تطل من عينيها ، فأخبرتها أن الأمور بيننا بخير .. و أن كل ما تظنه من محض خيالها " .
ابتسم إسلام على نبرتها الطفولية السعيدة .. و كأنها حققت إنجازاً كبيراً ، و مع ذلك قال :
" ليتك واجهتيها بنفس القوة عندما سممت عقلكِ بأفكارها " .
هتفت بعذاب : " كنت غبية ، و لكنني لن أسير ورائها مرة أخرى ، أعدك بهذا " .
تنهد بقوة و قلبه يخبره بأن يكف عما يفعله و يعود إليها .. فيكفي ندمها على ما حدث ، و عقله يرفض و يخبره أنها شككت في حبه لها و استمعت إلى تفاهات لا صحة لها !
همست : " إسلام أنا متعبة .. أحتاج لك " .
قابلها الصمت ، لتبتسم بانكسار و تقول : " لن أضغط عليك ، و أتمنى أن تعود و تسامحني في أقرب وقت " .
أغلقت الخط ، لتشرع في بكاء عنيف .. تحاول به التخلص من ألم قلبها ، و هتفت بتصميم :
" أغضب كما تريد يا إسلام .. و لكن بجانبي ، لن أسمح لك بالإبتعاد أكثر من هذا ، فكما يقولون .. البعد يوّلِد الجفاء .. و أنا لن أنتظر حتى يقسو قلبك أكثر و تكرهني ، ستعود إلى بيتنا .. اليوم ! "

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-18, 10:03 PM   #302

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

تساءلت لمياء باستغراب : " لارا .. ما بكِ ؟ ، لقد لاحظنا تغيرك منذ أيام " .
ابتسمت لارا ابتسامة لم تصل إلى عينيها و قالت : " أشعر ببعض الإرهاق بسبب ضغط المذاكرة " .
هتفت مروة بمرح : " منذ متى و نحن نخاف من هذه الأشياء يا صديقتي ، نحن أقوى منها بكثير .. و سننتصر عليها بسهولة " .
قهقها كلاً من لمياء و لارا على نبرة صديقتهما و حديثها ، لتتابع مروة بحالمية .. و قد انتبهت إلى وصول خالد :
" و ها قد أتى المعجب الوسيم " .
عبست لمياء بملامحها بضيق ، في حين هزت لارا رأسها بيأس من خيال صديقتها الواسع ..
انضم خالد إليهن .. و هتف مبتسماً بمرح : " أرجو ألا أكون قد تأخرت عليكن " .
ابتسمت له لارا بسذاجة و قالت : " لا أبداً " .
جلس و قال : " كيف حالكن ؟ "
هتفت لمياء بنفور : " كنا بخير قبل أن تأتي " .
قرصتها لارا بقوة .. كي تكف عن الحديث معه بتلك الطريقة ، و ابتسمت له بحرج ..
إلا أن خالد لم يبالي بلمياء و لا بما قالته .. فهدفه واضح و محدد !
وجه حديثه إلى لارا قائلاً : " أنا متحمس لأنكِ ستشرحين لي " .
ابتسمت لارا بخفة و قالت : " أرجو أن تفهم من شرحي حرفاً " .
ابتسم بغموض و قال : " متأكد من هذا " .
بدأت لارا في الشرح لصديقتيها و خالد ما يستصعب عليهم فهمه ، و قد ركزا لمياء و مروة في شرحها ، في حين تظاهر خالد بذلك !
بعد مرور القليل من الوقت ، هتف خالد بانزعاج : " لقد تعبت ، و بدأت أشعر بالجوع " .
هتفت لمياء باستنكار : " لم نكمل الساعة بعد " .
هتف خالد بجدية : " الجوع لا وقت له " .
تبعته لارا مؤيدة : " لديك حق ، و حتى أنا أشعر بالجوع " .
جمعت مروة الكتب و قالت : " إذاً .. لنذهب و نأكل شيئاً .. و بعدها نكمل مذاكرة " .
نهضوا جميعاً .. إلا لمياء بقت جالسة في مكانها ، فنظرت لها لارا باستغراب و قالت :
" أ لن تذهبي معنا لمو ؟ "
حركت لمياء رأسها بنفي و قالت : " لا .. سأنتظركم هنا " .
أمالت لارا رأسها بتساؤل و قالت : " لِمَ ؟ "
ردت لمياء بصراحة : " لم أعتاد على الخروج مع أشخاص لا أعرفهم " .
رفع خالد أحد حاجبيه بسخرية ، و بداخله سعادة لأن هذه الفتاة لم تذهب معهم ، فملامحها توضح كرهها له .. و بالتالي هي تؤثر على لارا !..، إلا أن لارا قضت على سعادته حينما قالت : " و أنا لن أذهب إلا إن ذهبتي معنا .. هيا .. أرجوكِ " .
و على ما يبدو أن لمياء قرأت ما يدور داخل خالد !..، حيث أنها نهضت و هي تقول : " من أجلكِ فقط " .
تأفف خالد بانزعاج ، و سار برفقة الفتيات متجهين إلى أقرب مطعم .
**********
قاد سيارته مقرراً الذهاب إلى أبن عمه .. و الذي لم يراه منذ فترة طويلة ..
وصل إلى المطعم .. و الذي من المفترض أن أبن عمه يتواجد فيه معظم الأيام ، دلف إليه .. و بتلقائية سار في اتجاه غرفة ابن عمه ، ليستوقفه النادل قائلاً : " دكتور أمير .. السيد بشار ليس هنا " .
التفت له أمير باستغراب و قال : " أين هو ؟ "
هتف النادل بنبرة رسمية : " إنه في الفرع الأخر " .
هتف أمير ببساطة : " حسناً .. احضر لي وجبتي المعتادة " .
قالها و اتجه إلى إحدى الطاولات .. منتظراً النادل أن يأتي بوجبته ، و ما هي إلا دقائق حتى وضع النادل الطعام أمامه .. و بدأ أمير في تناوله ، إلا أنه توقف عن الأكل فجأة .. و صوت فتاة يصل إليه بوضوح .. صوت يعرفه و يحفظه عن ظهر قلب !
التفت حوله .. ليجد فتاته القزمة تجلس مع فتاتين أخرتين و .. شاب !..، عقد حاجبيه بانزعاج .. مَن هذا الشاب ؟
لِمَ تجلس معه ؟
و أين إسلام و علاء عنها ؟
نهض باندفاع .. و وقف أمام الطاولة التي تجلس عليها لارا برفقة أصدقائها ، و هتف بانزعاج واضح : " لارا .. ماذا تفعلين هنا ؟ ، و مَن هذا ؟ " ، قال جملته الأخيرة و هو يشبر إلى خالد باحتقار !
**********
كان المطعم في هذا الوقت يكاد يكون خالياً ، فاستغل بشار الفرصة .. و اقترب من ريناد قائلاً : " أتمنى ألا تخبريني أنكِ تريدين المغادرة مبكراً اليوم أيضاً " .
تنهدت ريناد بهم .. لا هي لم تطلب منه المغادرة قبل انتهاء العمل ، لأن كل محاولانها في البحث عن ياسمين قد فشلت .. و قد بدأت تشعر باليأس من إيجادها .. حيث أنها بحثت عنها في كل مكان قريب من الدار ، و لا تعلم أين عليها البحث عنها ..
ترى أين ذهبت ؟ ، و ماذا تفعل ؟
هذين السؤالين هما كل ما يشغل عقل ريناد هذه الأيام ..
سألها بشار : " كيف تجدين العمل هنا ؟ ، هل أحببتيه ؟ "
هتفت ريناد بامتنان : " إنه رائع ، و أشكرك على موافقتك على أن أعمل هنا .. على الرغم من أن مؤهلاتي لم تكن كما المطلوب " .
هتف بشار بجدية : " لقد أخبرني السيد رشدي عن حاجتكِ الماسة للعمل ، و حقيقة .. أنا لست نادم أبداً على هذه الموافقة " .
ابتسمت ريناد بخجل ، ليسألها بشار بفضول : " و لكن .. ألم تفكري باستكمالها ؟ "
هتفت ريناد بجدية : " لدي ما هو أهم من الدراسة .. عليّ فعله " .
رفع بشار حاجبيه بتساؤل .. و قد بدى عدم الرضى على ملامحه .. و ظهر هذا واضحاً في حديثه : " الدراسة أهم شئ في الحباة ، فالإنسان يعيش كي يتعلم .. و كلما تعلم أكثر .. كلما نجح أكثر .. و أصبح لحياته معنى " .
ابتسمت ريناد بسخرية و قالت : " و هل سيمنحني العلم ما حُرمت منه في طفولتي .. و ما منعه مشرفين الدار عني ؟! "
و تابعت بجدية : " باعتقادي .. أن المال هو أهم شئ في الحياة ، و أن الإنسان بلا مال لا يحصل على حياة من الأساس ! "
سألها بشار باستغراب : " أي دار ؟ "
**********
دلفت ياسمين إلى غرفة مكتب فريد .. حاملة في بدها كوب القهوة الخاص به ، وضعته على مكتبه بهدوء .. و هتفت بنبرة رسمية :
" هل تريد شيئاً أخر سيدي ؟ "
هتف فريد بجدية : " نعم .. انتظري قليلاً " .
فتح درج مكتبه .. و أخرج ورقة بيضاء .. مخطوط عليها بعض الكلمات ، أعطاها لها قائلاً : " وقعي على هذه " .
نظرت ياسمين إلى الورقة باستغراب .. ثم نظرت إليه قائلة بارتياب : " ما هذه ؟ "
هتف فريد ببساطة : " ورقة زواجنا " .
انتهى الفصل قراءة سعيدة

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-18, 01:33 AM   #303

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
B11 star

ماذاااااااااااااااا 😣😣😣😣😣
ماذا سيحدث
ياللهول قلبي عليك يا ياسمين 😲😲
قفله شريره😞😞
صراحه فصل جميل جدا
رغم انه قصير
اكثر شخصيه اححبها ياسمين❤❤❤
الا يمكن ان تنزلي لنا فصل جديد 😂😂😂
طماعين
لكن هذا لشوقنا لها
شكرا عزيزتي
وسلمت اناملك


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-18, 09:57 PM   #304

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك ياعسل😘😘
يماااااا عالقفلة الحقير شو زواج هاد مجنون ياسمين ضاعت 😭😭😭
نشوى تستاهلي شمتاااااااانة فيكي وحيد رح يعذبك واطية بتتغزلي بالزلمة وانتي متزوجة حقيرة 😒
اسيل وطارق وبلشت تحلو اديلوووووو💃💃
ليندا خططي وارسمي علاء بحب زينة وانتي كش برة😂


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 06:13 PM   #305

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
Rewity Smile 2 star

منو منتضر الفصل على نار🔥🔥🔥
مسكينه ياسمين 😢😢😢
اعتقد مار اح تقبل فيطردها من البيت ويخليها بموقف مرعب
يجبرها توافق عليه😥😥
لاعلم ماسيحدث
بالانضار عزيزتي


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 09:09 PM   #306

mrmrmero

? العضوٌ??? » 373983
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 91
?  نُقآطِيْ » mrmrmero is on a distinguished road
افتراضي

الرواية جميلة جداااا وأحلي مافيها أحداثها السريعه ومفيهاش مط وعندي فضول اعرف سر رفض مازن لسيف مع أني شاكة في حاجه بس يكذب احساسي😉😜ومستنيه لقاء الاصحاب يسلم قلمك بجد

mrmrmero غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 09:59 PM   #307

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الرابع و العشرون
فغرت ياسمين فاهها بذهول .. متأكدة أنها خُيّل لها ما سمعته ، نظرت إلى الورقة التي أعطاها لها مرة أخرى .. محاولة فك طلاسمها و فهم ما تحويه ، إلا أنها لم تفهم حرفاً مما مكتوب !
نظرت إلى فريد بارتباك ، و كررت و كأن حديثه ذاك لم يحدث : " هل تريد شيئاً أخر سيدي ؟ "
رفع فريد أحد حاجبيه باستغراب .. و عيونه تلمع باستمتاع من رد فعلها .. و ارتباكها ، فهتف بصرامة زادت من ارتباكها :
" وقعي على الورقة " .
سألته بغباء : " أي ورقة ؟ "
أشار فريد إلى الورقة بعينيه .. و قال : " هذه " .
أمسكت ياسمين الورقة بأصابع مرتجفة .. حتى كادت أن تسقط منها ، و بدأت في قرائتها بتركيز جاهدت للحصول عليه !
و قد كانت ورقة زواج عرفي .. موقع عليها باسم فريد الجندي .. و خانة أخرى فارغة .. تنتظر توقيعها !
أعادت ياسمين نظراتها إلى فريد ، و سألته بغباء .. على ما يبدو أنه تمكن منها : " ماذا أفعل بهذه الورقة سيدي ؟ "
زفر فريد أنفاسه بنفاذ صبر .. فهذه الصغيرة على ما يبدو قد فقدت عقلها من الصدمة !..، استقام .. و وقف بجانبها .. ثم التقط كفها .. ليثبت القلم بين أصابعها .. و أشار إلى مكان ما في الورقة .. و هو يقول :
: " وقعي هنا " .
حررت ياسمين كفها من خاصته بذعر .. و القت بالقلم بعيداً .. و هي تقول : " لا .. لا " .
اشتعل الغضب في عيني فريد .. إلا أنه جاهد للسيطرة عليه ، حتى تنفذ هذه الصغيرة ما يريده .. و بعدها سيحاسبها على أي تصرف تفعله ضد رغبته !
ابتسم لها برقة .. و قال : " لِمَ لا ؟ ، ألا تريدين أن تصبحين زوجتي ؟ "
همست ياسمين بحيرة : " و لكنك متزوج " .
هتف ببساطة : " و ما المشكلة ؟ ، الشرع حلل أربعة " .
ظهر عدم الرضى على ملامحها ، و هتفت باعتراض : " لا أريد " .
سألها بهدوء مصطنع : " لا تريدين .. ماذا ؟ "
هتفت بشجاعة لا تمتلكها : " لا أريد الزواج منك " .
ظهر غضب فريد على هيئة ضحكة صاخبة .. بعثت الرعب في قلب ياسمين ، و سار ليجلس على مقعد مكتبه .. و قال بجدية :
" إذاً غادري القصر الآن ، لا عمل لكِ لدي " .
صاحت بفزع : " ماذا ؟ "
ابتسم فريد برضى ، فلقد كان متيقن من أن العمل هو نقطة ضعفها ، و أنها ستستلم له ما أن يطردها منه !
" ما سمعتيه يا صغيرة ، غادري القصر الآن و لا أريد رؤية وجهكِ مرة أخرى " .
تجمدت ياسمين في مكانها .. مفكرة فيما عليها فعله الآن ، لقد طردها فريد بهذه البساطة لأنها رفضت الزواج منه ..
حسناً .. إن أصرت على موقفها .. و لم تقبل الزواج منه ..
إلى أين ستذهب ؟
كيف ستعيش ؟
و هل ستجد مكان يأويها .. أم سيكون الشارع هو مأواها ؟
و زوجته .. ماذا سيكون رد فعلها إن علمت بزواجهما ؟!
همست بخوف : " لكن .. السيدة رانيا .. إن علمت فسوف " .
هتف فريد بجدية : " سيكون زواجنا سرياً .. رانيا لن تعلم عنه " .
همست ببلاهة : " سرياً " .
أكد لها بثقة : " نعم .. و لن يعلم به مخلوق على وجه الأرض " .
و تابع بنفاذ صبر : " هيا .. تعالي و وقعي " .
إلا أن ياسمين لم تتحرك من مكانها .. و أخذت تنظر له بحيرة ، لا تعلم هل تستسلم له و تتزوجه كي تحتفظ بعملها و البيت الوحيد الذي يأويها ، أم تغادر و تواجه الحياة الصعبة وحدها !
هزت رأسها باعتراض فاجأ فريد .. و هتفت بشجاعة من المحتمل أن تندم عليها لاحقاً : " لن أتزوج منك ، و لا يهمني .. حتى إن طردتني " .
تجهم وجه فريد بغضب ، حسناً لقد اختارت هذه الصغيرة .. و عليها تحمل نتيجة اختيارها !
" أنتِ مطرودة بالفعل يا صغيرة ، أمامكِ خمس دقائق لتغادري القصر " .
رمشت ياسمين بعينيها بعدم تصديق ، هل هو جدي ؟ ، هل حقاً طردها ؟
همست بتوسل ، و كأنها ليست التي كانت تواجهه بشجاعة منذ ثواني : " و لكن سيدي ، أنا ليس لدي مكان أخر لأذهب إليه " .
رفع فريد أكتافه بلا مبالاة : " أنتِ من اخترتي هذا " .
و تابع و الخبث يطل من عينيه : " إلا لو تراجعتي و قبلتي عرض الزواج " .
ارتسمت الحيرة على ملامحها ، و قدمها على وشك خيانتها و التقدم للتوقيع على الورقة .. خوفاً من حياة خارج أسوار هذا القصر !
إلا أنها بعناد نادراً ما يتلبسها قالت : " مخطئ إن كنت تهددني بعملي ، سأغادر من قصرك هذا .. و سأجد عملاً أفضل منه مائة مرة " .
ابتسم فريد باستهزاء و قال : " و هل تعتقدين أنني سأترككِ بهذه البساطة يا صغيرة ؟ ، أعدكِ أنه لن يمر ثلاث أيام إلا و أنتِ عائدة إليّ تطلبين الزواج مني " .
ابتسمت ياسمين بسخرية غير آبهه بكلماته ، واثقة أنها ستجد عملاً بنفس السرعة التي وجدت بها هذا العمل ، و بصمت استدارت لتغادر غرفة مكتبه ..
إلا أنه استوقفها قائلاً : " ليس من صالحكِ أن يعلم أحداً من الخدم عما دار بيننا " .
خرجت دون أن ترد عليه ، و قد تحولت ابتسامتها الساخرة إلى ضحكة صغيرة ، غريب أمره .. يخاف من أن يصل الأمر لزوجته ، و في نفس الوقت يستقوى عليها هي !
أما عن فريد .. فلقد كانت لديه خططاً أخرى لطلبه ذاك .. خطط لا يتوقعها عقل ياسمين الصغير !
و كي يتأكد أن كل شئ يسير كما يخطط له .. تبع ياسمين .. و ظل أمام غرفتها حتى حزمت أغراضها .. ثم سار معها إلى بوابة القصر ، و هتف قبل أن تغادر :
" سنلتقي قريباً يا صغيرة .. أقرب مما تتوقعين ، و حينها ستكونين زوجتي " .
ارتجف قلب ياسمين برعب من نبرته الواثقة ، و ضغطت على نفسها كثيراً .. و استجمعت كل قوتها حتى لا تتراجع في قرارها !..، و غادرت القصر بأقدام مرتجفة .. و قلب مذعور مما ينتظره في الخارج !
أمر فريد أحد رجاله .. و هو يتتبع ياسمين بعينيه .. بينما هي تسير في طريقها بتخبط : " ظل ورائها ، لا تجعلها تغيب عن عينيك لحظة ، أريد تقرير مفصل بتحركاتها " .
هتف الحارس بعجلة : " أمرك سيدي " ، ثم ركض ليلحق بياسمين و يتتبعها .
عاد فريد إلى الداخل .. ليرى ميرفت تقف في انتظاره ..
سألته ميرفت باستغراب حالما رأته : " سيدي .. أين ذهبت ياسمين ؟ "
رد عليها بغموض : " لقد طلبت إجازة .. يومين و ستعود " .
و تركها بعدها ليذهب إلى مكنبه .. و يخطط لما سيفعله مع الصغيرة !
شعرت ميرفت بالدهشة من اهتمام فريد الغريب بياسمين ، لدرجة أن يصلها بنفسه إلى بوابة القصر ليودعها !..، الأمر وراءه شئ .. و شئ كبير !
همست بارتياب : " لابد من أن تعلم السيدة رانيا بهذه المستجدات " .
**********
سارت ياسمين في الشارع بتخبط .. تتطلع إلى كل ما حولها بخوف ، لا تعلم إلى أين تذهب !..، حتى قررت أن تذهب إلى الدار و تسأل عن ريناد ، فلربما كانت ظلمتها .. و قد ذهبت الأخيرة إليها لتسأل عنها !
وصلت إلى الدار .. لتنظر إلى المبنى مبتسمة بسخرية ، لقد كانت تحلم أن تكون الحياة خارج هذا الدار أفضل من داخله ، و لكن من الواضح أنها أسوأ بكثير ، و أن قلبها كان على حق .. عندما كان يشعر بالخوف و عدم الآمان خارج الدار !
لم تكد تدلف إلى الداخل ، حتى قابلتها إحدى المشرفات ، و سألتها بفتور : " ألم نتخلص منكِ منذ أسابيع ؟ ، ما الذي أعادكِ إلى هنا ؟ "
آثرت ياسمين عدم الرد على حديثها ، و سألتها بترقب : " ألم تأتي ريناد إلى هنا ؟ "
زمت المشرفة شفتيها بعدم رضى و قالت : " لقد أتت مرة واحدة ، لا أعلم ما الذي يُعيدكما أنتما الاثنتين إلى هنا " .
ابتسمت ياسمين بسعادة تجلت في عينبها ، إذاً ريناد لم تتخلى عنها .. لقد جاءت و سألت عنها .. لقد وفت بوعدها ، و لكن كيف ستجدها الآن ؟!
سألت المشرفة بأمل : " ألم تخبركِ أين تمكث ، ألم تعطيكِ عنوانها ؟ "
ردت المشرفة باستهزاء : " و من شوقي لها سأسأل عن عنوانها ! " .
تنهدت ياسمين بضيق ، و بدأت تتسائل إن كانت ريناد ما زالت تبحث عنها ، أم أنها يئست و استسلمت !
غادرت الدار مقررة أن تأخذ سكناً قريباً منه .. حتى إن كانت ريناد لا زالت تبحث عنها .. تجدها بسهولة ..
و بالفعل .. و بعد عناء في البحث .. وجدت شقة يتشاركن فيها عدد من الفتيات ، فاستأجرت معهن غرفة لا بأس بها ..
دلفت إلى هذه الغرفة .. لتتمدد على السرير بتعب ، و مع ذلك كانت هناك ابتسامة حماس مرسومة على ملامحها ، فلقد كان الخوف يملأ قلبها عندما غادرت قصر فريد .. و كانت تخشى من مواجهة هذا العالم لحالها ، خاصة و أنها مؤمنة أنها ليست بقوة ريناد التي تجعلها تواجه أي موقف بشجاعة ، إلا أنها اليوم اكتشفت جانباً أخر من شخصيتها ، فلم تكن تتوقع أنها ستقف أمام فريد و تواجهه على الرغم من تهديده لها ، إلا أنه .. و على ما يبدو .. أنها لا تدرك قدراتها !
همست لنفسها بمرح : " ها أنتِ يا ياسمين وجدتي سكن .. و ستبحثين عن عمل ، و مَن يعلم .. لربما اجتمعتي بصديقتكِ ، و فريد لن يستطيع أن يفعل لكِ شيئاً ، لقد كان حديثه مجرد تهديد كي تخضعين له ! "
**********
تجاهل بشار أخر حديثها و سألها باستغراب : " أي دار ؟! "
شهقت ريناد .. و قد انتبهت إلى ما قالته ، يا إلهي كم هي غبية !
كيف أفلت لسانها بهذا الشكل ؟ إن كان هو يرفض أن يكون العمال لديه لديهم شهادة متوسطة ، فماذا سيكون رد فعله عندما يعلم أنها قضت حياتها في دار الأيتام ؟!
هتفت ببرود مصطنع : " باعتقادك أي دار ؟ ، بالتأكيد دار للأيتام " .
فغر بشار فاهه و نظر إليها بشفقة ، يا لها من فتاة مسكينة .. لذلك كانت تتوسل رشدي لتحصل على العمل !
سألها بخفوت : " أ ليس لديكِ أحداً ؟ ، عم .. خال .. أي قريب " .
شعرت ريناد بالدهشة من سؤاله ، لقد اعتقدت أنه سيطردها فور معرفته بأنها كانت في الدار ، و لكن .. و على ما يبدو .. أنها ظلمته !
نفت ببساطة : " لم أجد قريباً لي منذ أن وعيت على هذه الدنيا " .
صمت بشار .. غير قادراً على إيجاد كلمات مناسبة لمواساتها ، و لكن تأثره بحديثها كان واضح في عينيه ، مما جعلها تقول باقتضاب
: " لا أحب أن يشفق عليّ أحد " .
أبعد بشار عينيه عنها بحرج .. و قال : " أعذريني .. لم أقصد " .
و تابع بفضول : " هل سيزعجكِ إن طلبت منكِ أن تقصي لي كيف كانت حياتكِ في الدار ؟ "
رفعت حاجبيها بتساؤل : " ماذا تريد أن تعرف ؟ "
هتف بهدوء : " أحب أن أسمعكِ " .
أطرقت ريناد برأسها .. لتخفي الألم الذي ارتسم على ملامحها ، و همست بصوت بالكاد يُسمع : " أتحب أن تسمع .. أنني كنت أحقد على كل فتاة في مدرستي عندما أراها مع والديها .. أو تحكي هي كيف قضت عطلة نهاية الأسبوع معهما " .
رمشت بعينيها حتى تمنع دموعها من الهبوط و أردفت : " كنت أحسدهن لأنهن قادرات على شراء ما يرغبن في الوقت الذي يريدونه ، في الوقت الذي كنت أُحرم فيه من الطعام إن طالبت بدمية صغيرة " .
انتقل ألمها إلى بشار و هو يستمع إلى نبرتها الحزينة .. الخافتة ، و يتخيل طفلة صغيرة تقف تنظر إلى صديقتها بغيرة بسبب ما هو متوفر لها .. على عكسها هي !
" هذا إلى جانب العمل في الدار .. فلقد كانت كل طفلة مجبورة على تنظيفه و غسل الصحون ، و مَن لم تفعل هذا كانت تُعاقب .. إما بالضرب أو بالحرمان من الطعام " .
أغمض بشار عينيه بألم .. و قد فقد القدرة على الحديث ، و ماذا سيقول لها ؟ ، و أي كلمات ستُعيد لها طفولتها ؟
نظرت إليه ريناد و أجبرت نفسها على الإبتسام و هي تقول : " يبدو أنك تأثرت بحديثي " .
حاول بشار الإبتسام بدوره و إبعاد نظرات الشفقة عن عينيه ، فكلمتها لا زالت تتردد في أذنيه ( لا أحب أن يشفق عليّ أحد ) ، ثم هتف بفخر صادق :
" بل أنا أفكر كيف لفتاة مثلكِ عاشت طفولة صعبة .. أن تصبح هكذا ، فدائماً ما أسمع أن دور الأيتام تُخرج أفراداً خطرة على المجتمع " .
كادت أن تخبره أنها من هؤلاء الأفراد ، حيث أنها سرقت في طفولتها و مراهقتها كثيراً .. ليس في الدار فقط ، بل أيضاً في المدرسة .. عندما كانت تشاهد إحدى الفتيات معها ما ترغب هي به .. و لا تستطيع الحصول عليه !..، كادت أن تخبره أن السرقة كانت أول ما فكرت فيه حالما خرجت من الدار .. كأسهل طريقة ستستطيع بها الحصول على المال ، و أن العمل لديه هو مَن أنقذها من أفكارها هذه !
لم تخبره بهذا كله .. لأنها على يقين أنه إن علم به سيطردها من العمل في الحال ، و رداً على كلماته .. همست بخفوت : " شكراً سيد بشار " .
لمعت عينيه ككل مرة تنطق فيها اسمه ، و همس بلا شعور : " كم أحب أسمي من بين شفتيكِ " .
شهقت واضعة يدها على فمها بخجل .. و أطرقت برأسها أرضاً غير قادرة على الرد عليه ، لينتبه هو إلى ما تفوه به ، فيتمتم بعدة كلمات حرجة لم تتفهمها .. و يبتعد عنها ..
نظرت ريناد في أثره و إحساس غريب يتوّلد بداخلها .. إحساس لم تعيشه من قبل .. و لا تعلم كيف تصفه !
في حين أن بشار دلف إلى مكتبه و هو يقول : " غبي .. غبي .. كيف لم تسيطر على لسانك ؟ ، ماذا ستظن بك الآن ؟! "
إلا أنه لم يتابع تأنيبه لنفسه ، حيث دلف رشدي إلى مكتبه .. و ملامحه يعتليها غضب شديد ..
نظر له بشار بتساؤل و قال : " خير يا سيد رشدي ؟ "
هتف رشدي بنبرة غير راضية : " ساعة يا بشار .. ساعة تجلس فيها مع إحدى العاملات تتحادثان و تضحكان سوياً " .
نظر بشار إلى ساعته باستغراب ، لتتوسع عينيه بذهول و هو يرى أنه بالفعل قد مرت ساعة أو أكثر منذ أن تحدث مع ريناد ، كيف لم ينتبه إلى الوقت ؟!
جلس على المقعد و هتف ببساطة : " لقد أخذنا الحديث " .
جلس رشدي أمامه و قال بغضب : " و من متى و أنت تتحدث مع العمال من الأساس ؟ "
هتف بشار بحذر : " لا تنسى أنها ليست بالمؤهلات المطلوبة ، كما أنها افتعلت مشكلة فور أن بدأت بالعمل معنا ، فكان عليّ أن أتحدث معها و أعرف طريقة تفكيرها " .
ظهر عدم التصديق جلياً على وجه رشدي ، و كيف سيصدقه و هو مَن يعرفه منذ أن كان صغيراً ، و يعرف متى يكون صادقاً و متى لا !
" أرجو أن يكون هذا حقاً ما جعلك تتحدث معها كل هذا الوقت ، بل جعلك تقرر أن تتحدث معها من الأساس ، لأنه إن كان هناك شيئاً أخر ف " .
و صمت دون أن يتابع جملته ، و لم يحتاج أن يتابعها !..، فلقد كانت واضحة .. و قد فهمها بشار بسهولة ..
" لا يوجد شئ مما تفكر فيه " .
نهض رشدي و هو يقول : " أرجو ذلك " .
و أردف قبل أن يغادر مكتب بشار : " و أرجو ألا يتكرر حديثك معها مرة أخرى ، حتى لا يبدأوا العمال في الحديث و طرح التساؤلات " .
خرج رشدي ليستند بشار على ظهر مقعده بشرود ، على مَن يكذب ؟ ، هو لم يتحدث اليوم مع ريناد خوفاً على سمعة مطعمه كما أدعى أمام رشدي ، بل لأنه أراد ذلك .. أراد أن يعرف عن حياتها أكثر .. أن يعرف عن طفولتها و لِمَ لم تتابع تعليمها ، و لا يعلم لِمَ يريد معرفة ذلك ، و لا يعلم حتى سر اهتمامه بها !
أ يكون هذا حب ؟!
لا .. و متى .. و كيف سيحبها و هو لم يعرفها سوى من أسابيع قليلة ؟!
إعجاب ؟!
من المحتمل .. فهذه الفتاة تجذبه بشجاعتها و .. لدغتها !
ابتسم و هو يتذكر طريقة نطقها لأسمه ، كم يعشقه كما أخبرها ، بل يعشق كل حديثها بسبب هذه اللدغة التي تعطي لكلماتها نكهة خاصة ..
كما يُعجب بشجاعتها التي أظهرتها منذ أول لقاء لهما ، حيث وقفت أمامه تواجهه بلا خوف .. موضحة أن الزبون هو مَن أدعى عليها كذباً ..
و لكن ما نهاية إعجابه هذا ؟
و هل سيتحول إلى حب يوماً ؟

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 10:02 PM   #308

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

هتفت مروة بمرح و هم يجلسون على إحدى الطاولات : " هذا المطعم أعرفه جيداً .. يقدم وجبات شهية جداً " .
أحضر لهم النادل قائمة الطعام ، ليهتف خالد قبل أن يقرأوها : " أطلبن ما يحلوا لكن .. فأنا مَن سيحاسب " .
و قبل أن ترد لمياء عليه بفظاظة كعادتها ، سارعت لارا بالقول : " شكراً يا خالد ، و لكننا نفضل أن تدفع كل واحدة حساب وجبتها " .
هتف خالد بعدم رضى : " و لكن هذا " .
لتقاطعه لمياء بسخرية : " لا تدعي دور الرجولة و أن الفتيات لا يجب أن يدفعن الحساب في وجودك ، فالرجولة ليست بتبذير الأموال ، بل بأشياء أخرى أشك أنك تعلم عنها حرفاً " .
عبست لارا بملامحها من طريقة حديث لمياء مع خالد ، غير راضية عما تفعله صديقتها به !
في حين أن عينا خالد برقت بغضب من وقاحتها ، هذه الفتاة لن ترتاح إلا عندما يقتلها أو .. يجعلها تحني رأسها خزياً !..، و كم سيكون سعيداً إن أمتلكها بعد لارا ، ليخرس لسانها للأبد !
كان سيرد عليها لولا هذا المتطفل الذي وقف فوق رؤوسهم فجأة ، و إشارته عليه بهذه الطريقة الفظة !
تفاجئت لارا بمَن ينضم إليهم ، فرفعت عيونها لتلتقي بعيون صديق عمها ، هذا الطويل الذي يعاملها دائماً بغرابة !
ليزداد عبوس ملامحها و هي تلاحظ طريقته في الحديث معها ، و آثرت ألا ترد عليه احتراماً لعمره و لصداقته مع عمها !
فهتفت بمرح مصطنع تخفي به ضيقها : " مرحباً عمي أمير " .
توسعت عيون أمير بعدم تصديق و قد ازداد غضبه أضعافاً من مناداتها له بعمي !
منذ متى و هو عمها ؟ ، و منذ متى تتعامل معه باحترام من أساس ؟!
يا ليتها ردت عليه بطريقتها الفظة التي تتعامل بها معه على أن تسبق اسمه بهذا اللقب !
إلا أنه لم يستطع توضيح غضبه و ضيقه من كلمتها ، فركز على ما جعله ينتبه إلى وجودها و يقترب منها ، فقال بحدة :
" مَن هذا الذي تجلسين معه ؟ "
ردت عليه لارا ببساطة : " أصدقائي " .
مال عليها بحركة فاجئتها .. و همس بحدة : " كيف تجلسين مع رجل غريب في مكان عام لحالكِ ؟ "
ها هو قالها بنفسه .. مكان عام ، إذاً ما المشكلة ؟!..، كما أنها ليست لحالها ، بل يجلس معها فتاتين آخرتين ، أم أنه أُصيب بضعف نظر مفاجئ !
ثم بأي صفة يتحدث معها بهذه الطريقة و يتدخل في تصرفاتها ؟!
ردت عليه بسخرية : " هل يعد هذا جريمة في نظرك ؟ "
ضيق خالد عينيه بعدم رضى و هو يرى هذا المتطفل يميل على لارا بحميمية ، لينهض باندفاع .. و يقف ورائه .. ساحباً إياه من قميصه ، و قال :
" هل هناك مشكلة يا أستاذ ؟ "
التفت له أمير بحدة .. و أبعد يد خالد عنه بقوة ، و قال بفظاظة : " لا دخل لك " .
ثم عاد لينظر إلى لارا و أردف : " هيا بنا يا لارا " .
صاح خالد بصوت قوي : " هيا بنا .. بهذه السهولة !..، أ تراها جالسة مع ذراع مقعد ؟ "
هتف أمير باستفزاز دون أن ينظر إليه : " أنت بالفعل كذلك " .
قهقهت لمياء بقوة سعيدة بما قاله هذا الغريب الذي لا تعرفه ، و لكنها أُعجبت به بسبب طريقته مع خالد !
في حين ارتسم الإنزعاج على ملامح لارا بسبب معاملة أمير الفظة لخالد ..
أما مروة فنظرت إليهما بفضول منتظرة ما سيحدث بينهما !
قبض خالد على كتفه بقوة و هتف بغضب : " احترم نفسك يا هذا " .
و دفعه بقوة و هو يقول : " و هيا ابتعد عن هنا " .
ارتد أمير إلى الخلف عدة خطوات ، ليحاول أن يوازن نفسه .. ثم ينظر إلى خالد بأعين ينبعث منها الشر ..
اقترب منهما النادل سريعاً حالما رأى ما يحدث ، ليقف بجوار أمير سائلاً إياه بتحفز : " هل هناك مشكلة دكتور أمير ؟ "
و قبل أن يرد أمير عليه ، نهضت لمياء و قالت للنادل برقة : " إنه سوء تفاهم فحسب ، أعذرنا على ما حدث " .
تجاهلها النادل و كأنها لم تتحدث ، ليقول لأمير : " هل تريدني أن أستدعي الأمن ليخرجوه سيدي ؟ "
وقفت لمياء أمام أمير لتهمس بتحذير : " لا داعي لهذا سيدي ، نحن لا نريد أن نثير فضيجة في المكان " .
و بقليل من التفكير .. انصاع أمير إليها ، و قال للنادل : " لا ، اذهب و تابع عملك " .
ابتعد النادل .. و لكن ليس كثيراً .. كي يستطيع التدخل عندما يحتاج الأمر !
في حين أن لمياء تولت هي الحديث ، كي تخمد هذا الجو المشحون ، فقالت : " لِمَ لا تنضم إلى جلستنا ؟ "
هتف أمير بفظاظة : " لا .. سنرحل أنا و لارا " .
هتفت لارا بشجاعة : " تحدث عن نفسك ، أنا لن أغادر معك " .
تنهد أمير بقوة ، لتهمس لمياء مرة أخرى بتحذير : " لا أنصحك بأن تعاند معها ، فهي أكثر الأشخاص عناداً عرفتهم في حياتي .. و لن تستسلم و تغادر معك مهما فعلت ، فإن كنت تغار عليها .. و لا تريدها أن تجلس مع رجل غيرك ، انضم إلى جلستنا و تحكم فيها " .
يغار .. كيف علمت هذه الفتاة بغيرته على كومة الشعر ؟!
هل مشاعره مكشوفة بهذا الشكل ؟!
و بهدوء امتثل لها .. و تحرك ليجلس على الطاولة .. منضماً إلى مروة .. الوحيدة الجالسة منهم ، لتتبعه لمياء جالسة ، و يبقى خالد .. ينظر إلى ما يحدث أمامه بعدم رضى و .. تفكير !..، و لارا تنظر إليهم بدهشة ..
رفع أمير نظراته إليها و قال : " ألن تجلسي ؟ ، أم غيرتي رأيكِ و سترحلين معي ؟ "
تأففت لارا قبل أن تجلس منضمة إليهم ، فيتبعها خالد بسرعة .. و كأنه كان في انتظار قرارها !
هتفت لمياء بمرح : " أنتِ لن تعرفينا حتى الآن يا لارا ؟ "
تأففت لارا مرة أخرى و قالت : " عمي أمير .. صديق عمي علاء " .
قبض أمير على كفه بقوة .. مانعاً نفسه من القيام و صفعها على كلمة عمي التي تقولها بكل بساطة !
في حين أن لمياء قالت لها بعتاب ، و كأنها تشعر بما يدور داخل أمير : " لا يتضح أبداً أن لقب عم يناسبه " .
و تابعت موجهة حديثها إلى أمير : " كم عمرك سيدي ؟ "
رد أمير من بين أسنانه : " ثمانية و عشرون " .
سارع خالد بالقول : " كبير جداً ، كيف لك أن تعرف لارا ؟ "
اخذ أمير نفساً قوياً .. مقنعاً نفسه أنه إن دخل في شجار أخر مع هذا الكائن الآن ستكون فضيحة لا محالة " .
رمشت مروة بعينيها ، و قالت بحالمية كعادتها : " على العكس .. مظهره يعيطيه أقل من عمره بكثير " .
تبعتها لمياء قائلة بسخرية : " أخبرنا أنت يا سيد خالد .. كم عمرك ؟ ، و في أي فرقة ؟ " .
صمت خالد بحرج ممزوج بالغضب من لمياء ، في حين سألت مروة أمير بحماس : " ماذا تعمل سيدي ؟ "
رد أمير و نظراته معلقة على لارا الصامتة .. بملامحها المتجهمة : " طبيب جراح " .
همست مروة بصوت خافت : " رائع " .
و قالت لمياء بمرح : " لم تخبرينا عنه من قبل يا لارا " .
هتفت لارا بضيق : " لم أعرفه سوى من بضعة أسابيع ، و لقائتنا سوياً لا تحفز الشخص كي يتحدث معها " .
قال أمير ببراءة .. و هو يرفع إصبعه : " اللقاء الأول فقط .. اللقاء الثاني لم أزعجكِ " .
نظرت له لارا و قالت بغضب : " و هل ما قولته لي في أول لقاء يُغتفر ؟ "
هتف بنفس النبرة : " كنت أمزح معكِ " .
زمت لارا شفتيها و لم تتحدث ، لتقول لمياء بفضول : " ماذا قال لكِ ؟ ، أخبريني " .
استمرت لارا على صمتها ، لتقول مروة بنفس فضول صديقتها : " نريد أن نعلم .. هيا لارا أخبرينا " .
هتفت لارا بضيق .. و هي تشير إلى أمير بيدها : " تصوروا .. فور ما رآني قال لي أنني قزمة ، و بعدها لقبني بكومة الشعر " .
قهقها مروة و لمياء ملأ شدقيهما ، لتقول لارا بضيق :
" علام تضحكان ؟ "
هتفت لمياء بمرح : " على ألقابه بالطبع " .
أطرقت لارا برأسها .. زامة شفتيها بقوة ، فأصبح شكلها كالأطفال ، و قالت : " هذا بدلاً من أن تدافعان عني " .
هتف خالد بتهور و جرأة : " أنتِ لا يليق بكِ سوى لقب جميلة أو فاتنة " .
قاطعه أمير بحدة : " احترم نفسك يا هذا .. كيف تقول لها مثل هذه الكلمات ؟ "
رفع خالد أكتافه و قال ببساطة : " أنا أقول الحقيقة .. ما تراه عيناي " .
قال أمير بنبرة عدوانية : " إذاً ذكرني أن أفقعها لك حتى لا ترى بها مرة أخرى " .
و قبل أن يرد خالد عليه .. و تنشأ بينهما مشاجرة جديدة ، قالت لمياء : " لقد تأخرنا علينا العودة إلى البيت " .
سألتها لارا باستغراب : " و المذاكرة ؟ "
ابتسمت لها لمياء و قالت : " غداً اشرحي لنا ، أو سنزوركِ في نهاية الأسبوع و نذاكر سوياً " .
كانت جملتها الأخيرة إشارة واضحة لخالد أنه غير مرحب به في جلستهن بعد ذلك ، فبالتأكيد هو لن يذهب إلى منزل لارت لتذاكر له ، مع أن الأمر لو كان بيده .. فلن يكون لديه أي أعتراض !
و قد فهم هو مغزى جملتها بسهولة ، فهتف ببساطة : " و بالنسبة لي .. من الممكن أن أنتظركِ غداً و نجلس لتذاكري لي " .
اشتعلت عيون أمير بغيرة و هو يتخيل هذا الرجل يجلس مع لارا .. بمفردهما !..، فنهض من على المقعد بقوة .. لدرجة أن المقعد كاد أن يسقط !..، و قال بحدة : " هيا بنا " .
نظرت له لارا بحيرة : " إلى أين ؟ "
رفع أمير أحد حاجبيه بتساؤل : " إلى أين ستذهبين ؟ "
أجابته لارا : " إلى البيت " .
هتف أمير ببساطة : " و أنا سأوصلكِ إلى هناك " .
لمحت لمياء الإعتراض على وجه لارا ، فهتفت بسرعة كي لا تمنحها فرصة للإعتراض : " مواصلة مجانية ، يا لحظكِ " .
ابتسم أمير بحرج و قال : " سأصلكما أنتما أيضاً بالطبع " .
ابتسمت له لمياء بلطف و قالت : " شكراً لك ، و لكن منازلنا قريبة .. و نحن نفضل السير " .
نهض خالد بانزعاج .. شاعراً بعدم اهتمام أحداً به .. منذ أن أقتحم هذا الأمير جلستهم ، و قال باقتضاب :
" سأرحل أنا يا لارا ، إلى اللقاء " .
ابتسمت له لارا برقة و قالت : " إلى اللقاء خالد ، سنلتقي غداً بمشيئة الله و نتفق على موعد كي أشرح لك ما لا تفهمه " .
أومأ خالد بالموافقة .. و تحرك مغادراً ، و أفكار كثيرة تدور في باله ، أولها .. أن خططه مع لارا لن تجدي نفعاً .. بوجود حارستها لمياء .. و هذا الرجل الذي ظهر له فجأة .. و الذي من الواضح أنه يحمل مشاعر خاصة اتجاه لعبته ، و مع ذلك هو لن يستسلم .. و لن يتنازل عن لارا لأي أحد ، و لكن الأمر ليس سهلاً .. يحتاج إلى كثير من التفكير .. و وضع خطط جديدة !
نهضت لمياء هي الأخرى و قالت : " سنرحل نحن أيضاً .. نراكِ غداً " .
و خرجت هي و مروة من المطعم ، لتسألها الأخيرة بعدم رضى : " لِمَ لم تجعليه يوصلنا ؟ ، أليس أفضل من أن نعاني مع وسائل المواصلات ؟ ، ثم ما هذا الذي فعلتيه مع خالد ؟ ، كيف تعامليه بهذه الطريقة ؟ ، و منذ متى و أنتِ تعرفين هذا الطبيب لتتحدثين معه بهذه اللطافة ؟ "
ابتسمت لمياء و هتفت بممازحة : " مروة حبيبتي .. التقطي أنفاسكِ ، كم سؤال سألتيه في أقل من دقيقة ؟ "
مطت مروة شفتيها بطفولية ، لتقول لمياء بلطف : " تعلمين أنني أمزح معكِ ، أليس كذلك ؟ "
أومأت مروة بالإيجاب ، ثم قالت : " و لكنكِ لم تجيبي على أسئلتي " .
تنهدت لمياء و قالت : " ماذا تريدين أن تعرفين ؟ "
سألتها مروة بفضول : " لِمَ تعاملين خالد بهذه الطريقة ؟ "
هتفت لمياء بثقة : " لأنني لا أرتاح له .. و أشعر أنه لم يقترب منا سوى لغرض في نفسه ، يكفي نظرات الخبث التي تطل من عينيه ، على عكس السيد أمير و الذي إعجابه بلارا الصادق يطل من عينيه " .
تجاهلت مروة كل حديث صديقتها .. و أصدرت تنهيدة قوية ثم قالت : " إن كان خالد أو أمير .. فكلاهما وسيمان " .
زفرت لمياء أنفاسها بضيق .. فصديقتها لا زالت لا تنظر سوى لشكل الشخص فقط .. غير مبالية بباقي صفاته ، و مع ذلك لا تلومها .. فما عاشته هو الذي رسخ بداخلها هذا الإعتقاد ، خاصة و أنها عاشته في فترة مراهقتها ، ربما لو كانت عاشته و هي أكثر نضجاً .. لكان تأثيره أقل عليها !
" مروة .. ليس لأن أحدهم رفضكِ بسبب " .
قاطعتها مروة بحدة : " لا أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع لمياء " .
هتفت لمياء بشفقة : " و لكن حبيبتي " .
قاطعتها مروة مرة أخرى : " إن قولتي حرفاً في هذا الموضوع فسأترككِ و أغادر " .
صمتت لمياء مجبرة ، و لكن هذا لم يمنعها من تأمل صديقتها .. بشعرها الأسود الذي يصل إلى أول أكتافها .. و عيونها العسلية الواسعة .. بشرتها السمراء .. و فمها الصغير .. و جسدها الممتلئ إلى حد ما ، لم تكن تمتلك الكثير من الجمال في نظر العديد من الناس ، و مع ذلك كانت ملامحها جذابة .. ببراءة وجهها .. و الشقاوة اللامعة في عينيها ، و لكن للأسف .. كل هذه الشقاوة اختفت بعد أن تركها ابن عمها !
أوقفت مروة سيارة أجرة لتقلهما إلى منازلهم ، صعدا إليها بهدوء .. و استمر هذا الهدوء مسيطر عليهما طوال الطريق !
شردت مروة متذكرة ما حدث معها منذ سنة أو أكثر ، حينما اختار أبن عمها .. حبيب طفولتها .. فتاة أخرى ليتزوج منها بدلاً منها هي ، حينما قال بكل قسوة أنها ليست بالجمال الذي يتمناه لزوجته المستقبلية !..، منذ ذلك وقت و هي بدأت تقتنع اقتناع تام أن الإنسان لا ينظر سوى إلى المظهر الخارجي و فقط ، لا يهتم إلا للون الشعر و طوله .. و لون العيون .. و الجسد المتناسق ، فبدأت هي أيضاً تتخذ هذا المبدأ في حياتها !
عضت على شفتيها بقوة مانعة ذرف دموعها .. و هي تتذكر أيام طفولتهما و مراهقتهما سوياً .. كم كانت تحبه .. بل تعشقه !..، كانت تحلم به ليلاً و نهاراً ، و لكنه قضى على كل أحلامها حينما اختار غيرها !
كانت لمياء تشعر بكل ما يدور داخل صديقتها في هذه اللحظة ، و سبت نفسها بقوة لأنها مَن أيقظت لها جروحها !..، إلا أنها لم تستطع الحديث و التخفيف عنها ، فأي كلمة الآن ستزيد من ألمها بدلاً من أن تزيله ، لذا حركت كفها لتضغط على كف مروة بقوة مدعمة إياه ، فابتسمت لها الأخيرة ابتسامة مشبعة بالحزن !
**********
نظر أمير في أثر خالد بغيرة واضحة ، ثم أعاد نظراته إلى لارا ، و هتف باقتضاب :
" هيا .. أم تنوين أن تقضين ليلتكِ هنا ؟ "
هتفت لارا ببرود .. دون أن تكلف نفسها النظر إليه : " سأرحل لحالي " .
صاح أمير بعصبية .. و قد بدأ يفقد سيطرته على نفسه مرة أخرى : " أسمعيني جيداً يا لارا ، أنا أمنع نفسي بالقوة من مهاتفة إسلام و إخباره عما تفعليه .. فلا تضطريني لذلك " .
هتفت لارا بذهول : " و ماذا أفعل أنا ؟ "
صاح باستنكار : " و تسألين !..، أ تعدين جلوسكِ في مطعم مع شاب غريب شيئاً عادياً ؟ "
تأففت لارا بصوت مسموع ثم قالت : " و ما المشكلة في هذا ؟ ، لِمَ تضخم الموضوع ؟ "
صاح بتهديد : " أضخمه !..، حسناً إذاً .. لنتصل بوالدكِ و نرى إن كنت أضخم الموضوع أم لا " .
نظرت له بضجر : " بين كل كلمة و أخرى تقول والدي ، هل تهددني ؟ "
و قبل أن يرد عليها ، سحبت لارا هاتفها و اتصلت بوالدها !
هتفت فور أن وصلها صوته : " السلام عليكم ، كيف حالك أبي ؟ "
رد عليها إسلام بهدوء : " و عليكم السلام ، بخير حبيبتي و أنتِ ؟ "
و أمام نظرات أمير المتفاجئة ، هتفت لارا بشجاعة : " اتصلت بك لأخبرك أنني خرجت برفقة أصدقائي .. لمياء و مروة و .. خالد " ، قالت اسم خالد مشددة على حروفه ، و نظراتها تتحدى أمير ..
تابعت تقول إلى والدها : " إلى أحد المطاعم بعد أن ذاكرنا " .
شعر إسلام بالضيق من خروجها برفقة شاب .. أي كان السبب ، إلا أنه فضّل أن تكون مناقشتهما في هذا الأمر وجهاً لوجه ، فقال : " حسناً حبيبتي ، و متى ستعودين إلى المنزل ؟ "
قالت لارا باقتضاب : " لقد قابلني عمي أمير في المطعم ، و هو مصر على أن يصلني إلى المنزل " .
إذاً هذه الشقية أخبرته عن خروجها مع أصدقائها لأن أمبر رآها ، و لولا هذا لم تكن لتخبره بهذا من الأساس !
" حسناً حبيبتي ، إلى اللقاء " .
أغلقت لارا الخط و هي تنظر إلى أمير بعيون تلمع بالإنتصار ، ضغط أمير على أسنانه بقوة ، و قال :
" هيا " .
نهضت لارا ببطء .. مستفزة أمير أكثر ، مما جعل الأخير يدفعها بقوة ، و هو يقول بسخرية :
" هل تخافين على البيض الذي تسيرين عليه من الكسر ؟ "
تحكمت لارا في حركتها .. و التفتت إليه مبتسمة بسماجة ، و قالت : " نعم ، و أنت بالتأكيد تعلم مشكلة ارتفاع الأسعار هذه الأيام ، و الشعب ام يعد يملك سوى البيض كي يأكله ، و غير معقول أن أحرمه منه بسبب أنك تريدني أن أسير بسرعة " .
قبض على كفه بقوة ، و قال بصراحة : " أ تعلمين ما أود فعله الآن ؟ "
رفعت لارا أكتافها بلا مبالاة ، لينابع هو : " أود أن أضربكِ حتى أفرغ كل غضبي منكِ " .
تورد وجه لارا من الغضب ، و قالت : " إن كنت رجل أفعلها ! "
برقت عيونه بغضب .. و ظل ينظر لها بتحدي ، و مع ذلك يده لم تتحرك من مكانها !..، مال عليها .. ليهمس بجانب أذنها بنبرة غامضة :
" تُقطع يدي .. و لا تُرفع عليكِ يا قزمتي الصغيرة ، لكن لا تسعدي كثيراً .. فأنا مازلت غاضباً من خروجكِ مع هذا الرجل و تساهلكِ معه ، و سأحاسبكِ على هذا في الوقت المناسب " .
اشتعلت عيونها برفض : " و مَن تكون لتحاسبني ؟ "
ابتسامة مرحة ارتسمت على ملامحه ، تخفي ورائها الكثير من الغموض و الأفكار ، و قال : " في الوقت المناسب .. سأكون أقرب إليكِ مما تتوقعين .. و سأفعل بكِ ما أريد .. دون أن يمنعني أحد " .
و دون أن يعطيها فرصة للرد ، سار من أمامها .. و صعد إلى سيارته ، تبعته لارا بارتياب .. مفكرة في مقصده دون جدوى ، صعدت إلى جانبه .. لتسأله بحيرة :
" ماذا كنت تقصد ؟ "
هتف أمير باستغراب : " في ماذا ؟ "
قالت لارا بنفاذ صبر : " فيما قولته " .
رفع أمير أكتافه باستغراب و قال : " لقد تحدثت كثيراً ، أي جملة تقصديها تحديداً ؟ "
نظرت له لارا بشزر ، ليرسم هو البراءة على ملامحه و يقول : " حقاً لا أعلم ما تريدين " .
هتفت لارا من بين أسنانها : " ما الذي قصدته بأخر جملة قولتها قبل أن تخرج من المطعم ؟ "
هتف أمير بداخله : " أقسم أن أجعلكِ تفكرين بي فقط ، و لن ينجح هذا الخالد في لفت نظركِ و السيطرة على مشاعركِ " .
رسم أمير الإستغراب على ملامحه ببراعة ، و عقد حاجبيه متظاهراً بالتفكير ، ثم قال بارتياب :
" لقد أخبرتكِ أنني سأنتظركِ في السيارة ، ما الغريب في هذه الجملة ؟! "
هتفت لارا باندفاع : " لا .. أنت لم تقول ذلك " .
قاطعها بجرأة .. و الخبث يلمع في عينيه : " و ماذا قولت ؟ "
صمتت لارا .. و قد بدى على ملامحها التفكير ، محاولة التذكر إن كان قد قال ما سمعته .. أم أنها تتوهم !
و هو سعد بذلك .. فهذا ما يريده .. إن تظل تفكر في كلماته بدلاً من هذا الخالد ، حتى يفعل ما ينويه !
**********
دلفت لارا إلى منزلها و هي لا زالت تفكر فيما قاله أمير ، فمن المستحيل أن تكون توهمت كلماته ، و لِمَ ستتوهمها من الأساس و هي لا تبالي به أو بجوده ؟!
أليس من يتوهم شئ يكون يريده بشدة و يسعى للحصول عليه ؟!
و هي لم تفكر من قبل في أمير و لم يلفت انتباهها ، فلِمَ قد تتوهم أنه يريدها زوجة ؟!
انتفضت لارا على سحب هبه لها و هي تقول : " لارا اسمعيني " .
لتصمت هبه فجأة .. و تعقد حاجبيها بتفكير : " لا .. أنتِ لا .. إن رآكِ إسلام سيعلم أنني من دفعتكن لهذا ، ابقي أنتِ هنا معي " .
هتفت لارا بحيرة : " ابقى أين أمي ؟ ، و ماذا ستفعلين ؟ "
تجاهلتها هبه و اقتربت من ابنتيها مرة أخرى ، لتقول لهما : " هل علمتما ما ستقولانه ؟ "
أكدت لها تقوى بثقة : " نعم أمي لا تقلقي " .
تمتمت هبه ب ( جيد ) .
لتقترب منهن لارا و تسأل هبه باستغراب : " أمي ، ماذا يحدث ؟ "
تجاهلتها هبه للمرة الثانية .. و ركضت إلى الشرفة لتنتظر قدوم إسلام ..
تبعتها لارا بضيق : " أمي " .
قاطعتها هبه بحماس : " لقد وصل أخيراً " ، قالتها هبه بحماس ثم ركضت مرة أخرى لأبنتيها و قالت :
" هيا أفعلا ما قولته لكما " .
أومآ الطغلتين بحماس مماثل لحماس والدتهما .. و ركضا إلى الخارج .. لتقفان على الدرج منتظرين صعود والدهم ..
في حين سحبت هبه لارا إلى المطبخ ، لتقف على بابه مراقبة ما يحدث في الخارج بين زوجها و ابنتيها !
صاحت لارا بنفاذ صبر : " أمي أخبريني ماذا يحدث ؟ "
وضعت هبه كفها على فم ابنتها ، و همست بحدة : " اصمتي يا غبية و إلا سيسمع صوتكِ " .
ثم أبعدت كفها عن فم أبنتها و عادت لتراقب ما يحدث ، لتتأفف لارا بضيق .. و تراقب مع والدتها .. علها تفهم ما تفعله هي و شقيقتيها !
**********
صفّ إسلام سيارته جانب البناية ، و ترجل منها و هو يتنهد بضيق ، لقد اشتاق لزوجته .. و بناته ، و مل من البعاد عنهن ، لكن كرامته تأبى أن يعود إلى المنزل بعد ما فعلته هبه معه ، يعلم أن كل ما فعلته بدافع غيرتها عليه .. و حبها له ، و لكنها تجاهلت ثقتها به .. هذا إن كانت واثقة فيه من الأساس !
صعد الدرج و هو يسيطر على قلبه بالقوة ، و يمنع قدميه من الإستجابه له و الاتجاه إلى شقته بدلاً من شقة شقيقه ، فالوقت لم يحن بعد لمسامحة هبه !
وصل إلى الطابق الذي يجوي شقته .. ليتوقف فجأة و هو يرى طفلتيه يركضون إليه .. و يضمون ساقيه ..
هبط إلى مستواهما ، و قال مبتسماً بحنو : " مرحباً بأميرتي الصغيرتين ، كيف كان يومكما الدراسي ؟ "
ردا تقوى و إيمان في نفس الوقت : " جيد أبي " .
ثم التقطت إيمان كفه محاولة سحبه إلى الشقة بفشل ، و هي تقول : " هيا أبي لندخل " .
لم يتحرك إسلام من مكانه و قال بارتباك : " لا حبيبتي .. ادخلا أنتما .. و أنا سأصعد إلى شقة عمكما " .
اعترضت تقوى بشدة : " منذ أسبوع و أنت تقيم مع عمي ، ستدخل معنا إلى شقتنا " .
" و لكن صغيرتي " .
ألتقطت تقوى كف والدها الأخر .. و سحباه هي و إيمان بشدة و هما يقولا في نفس الوقت : " هيا أبي .. نحن اشتقنا لك " .
ليتنهد إسلام باستسلام و يدلف معهما إلى الشقة !
صاحا الطفلتين فور دخولهم إلى الشقة : " أمي لقد وصل أبي " .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 10:10 PM   #309

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

ابتسمت هبه بسعادة .. و ابتعدت عن باب المطبخ حتى لا يراها إسلام حين يدخل ، لتهمس لارا بمرح :
" الآن فهمت .. لقد استخدمتي شقيقتاي كي تعيدي أبي إلى المنزل " .
ردت عليها هبه أخيراً : " هو لم يترك لي سوى هذا الحل " .
ازادات ابتسامتها حينما وصلها صوت ابنتيها و أسرعت إلى الخارج ، لتهتف بتفاجأ مصطنع :
" إسلام لقد أتيت " .
تفحصها إسلام بلهفة ، مع أنه أبتعد عنها لمدة أسبوع واحد ، إلا أنه يشعر و كأنه ابتعد عنها سنة !
ود أن يضمها إلى صدره بقوة و يشبعها تقبيلاً بعدد ساعات و دقائق هذا الأسبوع ، إلا أن كرامته منعته من فعل هذا !
" لقد أصرا على أن أدلف معهما " .
ابتسمت له هبه برقة و قالت : " هذا طبيعي ، فلأول مرة تبتعد عنهما هكذا " .
هتف بامتعاض : " لا تبالغي يا هبه ، فأنا كنت على بعد طابق واحد منهما " .
قالت و هي لا زالت ترسم على ملامحها تلك الإبتسامة الرائعة : " و مع ذلك هما لم يروك سوى لدقائق قليلة " .
اقتربت لارا من والدها و قالت بفرحة : " أنا سعيدة لأنك عدت إلينا " .
ضمها إسلام بدوره و هتف بجانب أذنها بمشاكسة : " هذا الحضن لن ينسيني ما فعلتيه " .
ابتعدت عنه لارا ناظرة إليه باستغراب ، ليسحبها إسلام إلى غرفتها و هو يقول بصوت مسموع : " تعالي .. أريد أن أتحدث معكِ في موضوع هام " .
نظرت هبه في أثرهما و الغيرة تشتعل بداخلها ، فإسلام يضم لارا في حين يتجاهلها هي .. يبتسم لها بحنو و يتحدث معها في حين يتحدث معها هي باقتضاب و من طرف أنفه ، هل يستحق ما فعلته أن يتعامل معها بهذه الطريقة الجافة ؟!
همست بتصمبم : " لن يهدأ بالي إلا حينما نعود كما كان حبيبي " .
**********
جلس إسلام أمام ابنته و قال بهدوء : " هيا أخبريني " .
هتفت لارا بمشاكسة .. و قد نست موضوع خالد : " هل تريدني أن أقص عليك كيف كان حال أمي بغيابك ؟ "
لم يستجيب إسلام لمشاكستها ، و هتف بنبرة جدية : " بل تخبريني عن هذا الشاب الذي خرجتي معه اليوم لحالكِ و من دون أن تخبريني " .
هتفت لارا بانزعاج واضح : " أقسم أنني لم أكن لحالي .. كان معي لمياء و مروة " .
هتف إسلام بعدم رضى : " و لِمَ خرجتن معه ؟ "
بررت له لارا : " كنا نذاكر و شعرنا بالجوع .. فذهبنا إلى المطعم " .
ضيق إسلام عينيه و قال : " و منذ متى و أنتِ تجلسين مع شباب يا لارا ؟ "
هتفت بدفاع : " إنه الشاب الوحيد الذي أتحدث معه ، و نحن لا نتحدث سوى في الدراسة " .
تنهد إسلام بعدم رضى ، لتقول له لارا : " أبي أنا حتى لا أجلس معه لحالي .. لمياء و مروة يكونان معي " .
قاطعها بحدة : " و لِمَ تجلسين معه من الأساس ؟ "
أسبلت جفنيها و همست بصوت بالكاد يُسمع : " لقد تعرضت لمشكلة ما مع دكتور المادة ، و كان هو مَن حلها لي ، و بعدها أوضح لي عدم فهمه للمادة ، فعرضت عليه أن أشرحها له كي أرد له جميله " .
ردد إسلام بذهول : " عرضتي عليه !..، أنتِ من سعيتي لهذا يا لارا !..، كيف تفعلين هذا ؟ "
هتفت بدفاع واهي : " لقد كدت أن أحمل المادة لولا تدخله أبي " .
قال إسلام بعصبية : " متى حدثت لكِ هذه المشكلة ؟ ، و لِمَ لم تخبريني عنها ؟ "
همست بخفوت : " في اليوم الذي تشاجرت فيه أنت و أمي " .
إذاً هو و زوجته السبب !..، لقد انغمسا في مشاكلهما و لم ينتبها إلى أبنتهما المراهقة ، و ها هي النتيجة .. أبنته تعرف شاب و تخرج معه ببساطة !
يقسم أنه لولا أن رأهم أمير اليوم ، لما كانت لارا أخبرته عن شئ ، و مَن يدري .. لربما لارا لم تخبره إلا عندما هددها أمير بإخباره !
حسم قرار .. و قال بحدة : " لن تجلسي مع هذا الشاب من اليوم يا لارا " .
توسعت عيونها بدهشة و قالت : " ماذا ؟ ، و لكن " .
رفع يده أمام وجهها مشيراً إلى انتهاء الموضوع ، و قال بنبرة لا تقبل النقاش : " أعلم أن أبنتي لن تخالف أمراً لي ، و أنني إن قولت شيئاً ستنفذه بطاعة ، خاصة و أنها تعلم أنني لا أفعل شيئاً إلا لصالحها ، لذا لن تقابلي هذا الشاب أو تتحدثي معه مرة أخرى ، و إن تعرض لكِ أخبريني و أنا سأتصرف معه " .
سيطر عدم الرضى على لارا بسبب أوامر والدها و عدم تفهمه لما تفعله ، و مع ذلك ام تناقشه و توضح له وجهة نظرها ، ظناً منها أنه يفعل هذا لأنه غاضب من عودته إلى المنزل بسبب شقيقتيها ، ففضلت أن تصمت الآن و تمتثل لقراره ، و بعد أن يهدأ تعود و تناقشه مرة أخرى !
طرقت هبه على باب الغرفة و دلفت ، لتنظر إلى ملامح إسلام المتجهمة .. و لارا المتوترة باستغراب !
قالت بحذر : " هل حدث بينكما شئ ؟ "
تجاهل إسلام هبه و قال : " انهضي و بدلي ثيابكِ حتى نأكل " .
ثم خرج من الغرفة .. لتتبعه هبه قائلة بعصبية : " إلى متى ستتجاهلني إسلام ؟ "
توقف إسلام مكانه .. و صمت قليلاً .. ثم قال : " مخطئة يا هبه .. أنا لا أتجاهلكِ .. على الأقل في الأيام المقبلة ، من أجل ابنتنا " .
هتفت بارتياب : " ماذا تقصد ؟ "
" ابنتكِ على علاقة بشاب ، يُدعى خالد " .
هتفت بعدم تصديق : " مستحيل ، كيف علمت ؟ "
هتف بجدية : " ليس هذا السؤال المناسب ، المهم الآن أن ننتبه لها جيداً .. حتى لا نندم مستقبلاً " .
هتفت هبه باستغراب : " و لكن كيف تعرفت عليه و متى ؟ "
هتف إسلام بشرود : " لقد أخبرتني أنها تشرح له ما لا يفهمه في المادة .. و أن علاقتهما لم تتجاوز نطاق الدراسة ، و لكنني غير مطمئناً ، لذا علينا أن ننتبه جيداً ، و أنتِ تحدبداً .. فهي تقص عليكِ كل ما يحدث معها بسهولة .. على عكسي أنا ، فسيكون من السهل عليكِ أن تعرفي إن كان هناك ما يشغل تفكيرها أم لا " .
ربتت هبه على كتفه و قالت بوعد : " لا تقلق سأوليها كل اهتمامي و لن يصيبها مكروه بمشيئة الله " .
و تابعت بحنو : " اذهب بدل ملابسك و ارتاح حتى أعد الطعام " .
أومأ إسلام بالإيجاب و ذهب إلى غرفته ، و تفكيره منشغل بزوجته و ابنته على حد سواء !
**********
نظرت إليه و هو يلعب مع أولاده بسعادة .. و كأن لا هموم لديه !
بينما هي تحترق من الغضب بسبب ما يفعله معها ، فمنذ ذلك اليوم حينما أجبرها عليه .. و هو لم يتحدث معها ، بل لم يقترب منها مرة أخرى حتى اليوم ، و كأنه ندم على اقترابه منها .. أو اشمئز منها !
هي لا تهتم .. على العكس تشعر بالإرتياح لأنه لم يقترب منها مرة أخرى ، و تود لو تقتله على اقترابه منها ذلك اليوم !
و مع ذلك تشعر بالفضول لمعرفة السبب ..
ألم تعجبه ؟
ألم ترضي رجولته ؟
أم أنه شعر بخيانته لزوجته باقترابه منها ؟!
أغمضت عينيها و هي تتذكر حديثه عن زوجته ، و كيف أنه أزال جميع صورها قبل أن يتم زواجه منها مع أنه لا زال يحبها ، فانتابها فضول لرؤية المرأة التي استحوذت على قلبه ..
و بلا شعور نهضت متوجهة إلى غرفة تيم و لمار !
لم يكن وحيد غافلاً عنها ، بل كان ينظر إليها من حين إلى أخر دون أن تنتبه له ، يتمعن في ملامحها فيستشف ما تفكر فيه ..
يعلم أنها غاضبة منه .. و غير راضية عما حدث بينهما ذلك اليوم ، و كم يصعب عليه الإعتراف أنه نادم على أنه اقترب منها !
ليس لأن هذا تم بغير رضاها ، فهو يعلم .. كما تعلم هي بقرارة نفسها .. أنها استسلمت له بعد قليل من المقاومة ، و أنها إن كانت استمرت على هذه المقاومة .. لكان ابتعد عنها دون تردد ، و لكن استسلامها له شجعه على الإستمرار ..
هو نادم لأنه اقترب منها بهذه الطريقة ، فلم يكن يريد أن تكون مرتهما الأولى بهذا الشكل ، و لكنها مَن اختارت عندما قالت ما قالته لزوجها السابق !
لاحظ دخولها إلى غرفة أطفاله .. فعقد حاجبيه باستغراب ، فهي لم تدلف إلى هذه الغرفة منذ أن تزوجا ، و بفضول تبعها ليعرف لِمَ دلفت إليها !
**********
تفحصت نشوى الغرفة .. متجاهلة ديكورها و أثاثها .. باحثة عن شئ محدد .. صورة بسمة !
و بالفعل وجدتها .. كانت مستقرة على طاولة صغيرة تقع بين سرير لمار و سرير تيم ..
التقطت الصورة .. و جلست على سرير لمار الصغير ، و أخذت تنظر إليها بتفحص ..
لم تكن تماثلها جمالاً ، و لكن ملامحها مقبولة ، و ذلك الحنان المنبعث من عينيها يجعلها تدخل القلب مباشرة ..
أجفلت نشوى على صوت فتح الباب .. فألقت بالصورة على السرير دون تفكير ..
نظر وحيد إليها و إلى الصورة باستغراب ، و بصمت اقترب ليأخذ الصورة و يضعها في مكانها بعناية ..
ثم نظر إلى نشوى و قال بسخرية : " ظننت للحظة أنكِ شعرتي بالمسئولية و قررتي تنظيف غرفة الأطفال ، و لكنني كنت مخطأ " .
نهضت نشوى و قالت بتوتر : " بالفعل كنت أنظفها " .
هتف وحيد بتلاعب : " و كنتِ تبدأين بصورة زوجتي ، أليس كذلك ؟ "
صاحت باندفاع : " كنت أزيل الغبار من عليها .. لأنني أعلم أهمية هذه الصورة لتيم ، أم أنه غير مسموح لي بلمسها ؟ "
و مع أنه متأكد أنها لم تكن تنظف شيئاً .. و أن هذا لم يخطر في بالها من الأساس ، إلا أنه هتف بهدوء : " على العكس .. أقدر لكِ هذا .. و أشكركِ على اهتمامكِ بأبني لدرجة أنكِ تمسحين صورة والدته .. و التي كانت زوجتي " .
**********
تابع الفصل الرابع و العشرون

هتفت نشوى بهدوء ، و من الواضح أنها بدأت تصدق أنها دلفت للغرفة لتنظفها : " أنا لا أفعل هذا كي أنتظر شكراً منك " .
همس وحيد بتلاعب و الخبث يطل من عينيه : " مؤسف ، إذاً سأشكركِ بطريقة أخرى " .
ثم هتف بصوت عالي : " تيم .. لمار ، تعالا إلى هنا " .
سألته نشوى باستغراب : " لِمَ تناديهما ؟ "
لم يرد عليها .. و انتظر حتى دلفا تيم و لمار إلى الغرفة ، ليهتف بجدية : " لدينا حملة تنظيف للشقة كاملة اليوم ، استعدا " .
أومأ الطفلين بطاعة .. و اتجها ليخرجا لهما ملابس مناسبة ليعملوا بها ..
في حين هتفت نشوى بعدم تصديق : " حملة تنظيف ، للشقة بأكملها ، مستحيل ! "
**********
خرجت ياسمين من المحل الذي من المفترض أن تبدأ بالعمل به و دموعها تغرق وجنتيها ، لقد قضت يومين كاملين في البحث عن عمل ، يومين كانت تقضيهما بالكامل في البحث دون كلل ، و بعد تعب حصلت على واحد .. في محل صغير لبيع الأدوات المنزلية .. ببضع نقود لا تكفيها أسبوع ، و مع ذلك كانت سعيدة ، بل تكاد تقفز فرحاً لأنها اعتمدت على نفسها .. و لم تستسلم لهذا الفريد !
إلا أنها تفاجئت اليوم .. عندما ذهبت لتبدأ في عملها أنها مطرودة .. دون أي سبب يُذكر !..، حاولت مع مالك المحل أن يخبرها ماذا حدث بين ليلة و ضحاها ، حاولت إقناعه أنها ستبذل كل جهدها في العمل .. و لن تتذمر من قلة الراتب ، إلا أنه لم يبالي بحديثها .. و أخرجها من المحل بقسوة !
ذهبت إلى المنزل الذي تقطن به و هي تفكر ماذا ستفعل ، و من أين ستبدأ البحث عن عمل أخر ؟
أخرجت مفتاح الشقة من حقيبتها الصغيرة ، و حاولت فتح الباب .. إلا أنه لم يُفتح معها !
تنهدت بقوة .. و طرقت الباب بضيق .. منتظرة أن تفتح لها إحدى الفتيات ..
فُتح الباب بقوة .. لتتفاجأ بمَن تلقي عليها حقيبة ملابسها بلا مبالاة ، و تقول ببرود : " لم نعد نريدكِ أن تقطني معنا " .
شحبت ملامح ياسمين و فغرت شفتيها لتتحدث .. لتسألها عما حدث ، إلا أن الفتاة لم تعطيها الفرصة .. حيث أغلقت في وجهها الباب بنفس القوة التي فتحته بها !
طرقت ياسمين الباب بقوة و هي تقول : " انتظري .. اخبريني ماذا حدث ؟ ، هل أزعجتكن في شئ ؟ ، هل تريدن المزيد من الأموال ؟ "
لم ترد عليها إحداهن ، لتبكي بقوة مضاعفة و قد بدأت تعتقد أن الدنيا بأكملها اتفقت عليها فجأة ..
و في غمرة بكائها لم تشعر بمَن وقف فوق رأسها ، ليصلها صوت رجولي قوي :
" السيد فريد ينتظركِ في قصره " .
نظرت له ياسمين من بين دموعها ، و قد أدركت أنه لا مفر من الإستسلام لسيدها !
انتهى الفصل قراءة سعيدة

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 11:01 PM   #310

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
B3 star

فصل رااااااائع😍😍😍
كدت ابكي على ياسمين خبيث هذا الفريد😡😡😡
وقعتي بيد شخص لا يرحم
اعجبني امير وما فعله لخالد وكيف تلاعب بافكار لارا
وترف اسلام مع لارا
وضحكت على بشار وريناد
مازن مفقود بهذا الفصل هو وعائلته
شكرا عزيزتي
ودوما مبدعه


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.