آخر 10 مشاركات
138- إذا كان له قلب - آن هامبسون - ع.ق (كتابة أكملتها strawberry )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          310-عقد زواج-روايات عبير دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          أميرتى العنيدة (87) للكاتبة: جين بورتر ..كاملة.. (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          81 - لن يفرق شئ بيننا - بيلندا غراى - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          1 - الحب الخاطئ - سيرين بوك شوب - أحلام عبير كاملة** (الكاتـب : عيون المها - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كُن لي عناقً وسأكون لك ظلاً كُن لي مأوى وسأصبح لك وداد (الكاتـب : تدّبيج - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-18, 08:57 AM   #351

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


ذرع جوليان الشرفة للمرة المئة ربما قبل ان يرفع بصره ثانية نحو الأفق الغارق بالحمرة والممتد امامه على مد البصر ,واخذ يراقب نزول قرص الشمس الدائري خلف حقول الخزامة الارجوانية ثم زفر بحنقٍ يناظر ساعته للمرة العاشرة خلال أقل من خمس دقائق وأقر بضيق
"لم َتأخرت هكذا....؟؟"

فقد قاربت الشمس على المغيب ولم تعد زوجته وطفلها بعد ,كان الضيق يتزايد في صدره كلما فكر بما هو مقبلٌ عليه ,لا يعلم بعد كيف سيكون لقاؤهما بعد هذا الغياب ... هل سيستطيع الألتزام بحدود علاقتهما الجديدة ام سيظل قلبه يغريه بتخطيها ....

"لا ...لن اعود لذاك الوضع البائس ثانية ...يكفي ان أهان مرة ...."
زمجر بسخط ,وعاد يفكر بالأسلوب الذي عليه ان ينتهجه في ادارة حياتهما ,وبالطريقة التي سيخبرها بها بشأن السفر ,فمنذ ان تلقى الدعوة وهو يعيش قلقاً بالغاً من ردة فعل العائلة المالكة والمجتمع الارستقراطي الذي ينتسب اليه -قسراً لا رغبة – بشأن تقبل زوجته ,وكيف قد تستغل ازابيل ذلك ....فإن صار الكونت فياندن سيكون لزاماً عليه الظهور بمظهرٍ يليق بمكانته الاجتماعية ,و وجود زوجته معه في المناسبات الأجتماعية وحسن تصرفها وسلوكها ينعكس على صورته تلك...

وللحق اقر بأنه فكر مراراً بالتخلي عن اللقب لينجو من تبعاته المزعجة ,لكنه بذات الوقت يدرك أنه إن تخلى عن اللقب فهو سيعطى إزابيل بذلك الفرصة لتقبض على عنقه مرةً اخرى ,وتتحكم يمصيره ومصير زوجته وطفلها ..وهو اقسم ان لا يدعها تسيطر عليه ثانية ,لذا يجب أن يصير أقوى ويستلم زمام الأمور ليطهرها من أوثان حكم عمه وزوجته المقيتة...

كان يخوض صراعاً عنيفاً مع نفسه ...فقلبه الجريح لا زال يخشى رؤية زوجته التي قتله حبها ,وواجبه يدفعه للأسراع بالحضور لتهيئتها وتدريبها قليلاً حتى لا تصاب بصدمة ثقافية من اجواء الاحتفالات الرسمية ,التي تعج - بالاضافة لصفوة المجتمع في لوكسمبورغ - بالعديد من رجال الاعمال والمال والساسة والدبلوماسيين ونخبة من المثقفين...وتذكر كرهها للأحتفالات فخشي أن لا تنسجم معهم بسهولة ,وقد ترتبك وتحصل بعض المواقف المحرجة التي ستستغلها ازابيل -والتي ستكون حاضرةً بالتأكيد - لتشوه صورتهما امام الجميع ...

لعن آلاف المرات الوساوس التي زرعتها ازابيل برأسه عن (حرج موقفه الاجتماعي) وتذكر كيف كانت امه تكره هذه الحفلات وتسعى بجهدٍ للهروب منها ,فهي لم تنسجم مع ذلك المجتمع المعقد المخالف لمجتمعها البسيط ,لكن امه لم تكن كونتيسة وبالتالي لم يكن لزاماً عليها ان تلبي كل الدعوات وتحضرها ,اما ليزا فستكون الكونتيسة فياندن كونها زوجة كونت وأماً للكونت القادم ....فهل ستنجح في لعب هذا الدور ...

لم يكن في مخططه أن يبقيها في محيطه محصورةً ببوتقة ذاك المنصب إن كرهت ذلك ,لكن هذا لن يحصل الآن فعليه اولاً أن يقدمها للمجتمع ويبقيها معه , على الأقل حتى ينتهي من قضية التوريث المزعجة تلك....ويضع حداً لشرور ازابيل...وبعدها لها حرية الأختيار في ان تبقى معه أو ان تتوارى لتعيش في الظل بهدوء .

كان قلقاً من الدعوة وتداعياتها وما قد يحصل فيها ,لكن ذات الوقت لم يستطع رفضها فهذه دعوة ملكية ولا يمكن رفضها..
فبعد أن أعلم الأمير فيليكس والدته الدوقة الكبرى بأمر زواجه,والفضول يعتري صاحبة الجلالة لرؤية العروس التي خطفت قلبه على حد تعبيرها ,فبنظرها جوليان شخصٌ يصعب ارضاؤه ولا يسهل اقتناصه ,فهي نفسها قد سعت عشرات المرات لتعريفه بفتيات جميلاتٍ من بنات الطبقة المخملية المحيطة بها ,ومن بنات نديماتها وصديقاتها المقربات ,لكن دوماً كان العازب الاسمر الوسيم يهرب من اقتناصهن له وينفذ بقلبه (ان صح التعبير )..لذا ما كانت الدوقة لتدع فرصة اقامة العشاء التكريمي لبعض الشخصيات المقربة من البلاط الملكي تمضي هكذا دون ان تدعوه لتتعرف بزوجته الحسناء ...

كما ان البلاط كله يتحدث عن تلك الانجليزاية الحسناء التي سحرت اشهر عازب عندهم مما دفعه ليتزوجها بسرية تامة ...كم سخر من الاسلوب الاستعراضي الذي اذيع به الخبر عبر الصحف والمجلات ,فلا احد يدرك حقيقة الامور...وبأن زواجهما انهار قبل ان يكتمل ...

عاد ينظر لساعته باضطراب وهو ينفث بتذمر ,فلم تعد اعصابه تحتمل المزيد من المفاجأت المزعجة ..وفي خضم كل ما جرى نسي ان يحضر لليزا بطاقة هاتفٍ خلوي تعمل على الشبكة الفرنسية ,لذا لا يستطع الأتصال بها الآن ,وقد هاتف ابنة خاله مادلين منذ ساعةٍ يسألها فيها عن زوجته الغائبة ,فأبلغته أنها غادرت منذ نحو ساعة..

"لكن اين هي بحق السماء؟؟؟"

زمجر بحنق وعاد يذرع الشرفة المحاذية لغرفته ذهاباً واياباً , ثم نظر نحو الطريق الممتد امامه عبر الاشجار المظللة ليرى خيال شخصٍ قادم من خلالها ...فأدرك انه للطفل يهرول بسرعة ...ما لبث ان تحقق من أنه لداني الصغير وخلفه تسير مُعَذِبته بهدوء وتأني ....

فانسحب من شرفته ونزل للطابق الارضي وتوجه مسرعاً نحو الشرفة الرئيسية واخذ يراقبهما بترقب شديد ووضع يده على صدره في محاولة لتنظيم دقات قلبه التي بدأت تتسارع وتيرة خفقها لا من جريه السريع وانفعاله وحسب, بل من مجرد لمحه خيالها من بعيد ,واندفاع المشاعر فيه بشكلٍ جارف بعد ان ظن انه استطاع لجمها....

*****************************

كان داني يجري بسرعةٍ حاملاً معه طائرة ورقية قضى جل النهار في صنعها مع أبناء مادلين ,كان يرفعها بيده في محاولة لتطيرها بينما تهادت امه خلفه بهدوء فزادت المسافة الفاصلة بينهما ...

دخل داني البيت بسرعة لتستقبله انجيلا بالاحضان والقبلات من شدة شوقها له, لكنه تذمر من قُبلها وسارع كعادته بمسح مكانها وهو يقول

"يكفي جدتي يكفي ..." ثم وقعت عيناه على جوليان الواقف عند الشرفة يبتسم له ,فترك انجيلا وجرى نحوه وانقض عليه يعانقه بشوقٍ كبير وهو يهتف بمرح

"جوليان لقد عدت اخيراً ..انا سعيد"..

لم يستطع جوليان منع مشاعر الحب والشوق -التي زرعها هذا الطفل في نفسه - من التسلل لقلبه المنهك المضطرب ,فمنحته الراحة والسكينة بعد تخبطٍ شديد عاشه لأيام....رفع الصغير بين ذراعيه واداره عدة مرات قبل ان يقول بفخر ابوي يشعر به

"ههههه لقد اصبحت شاباً قوياً بالفعل يا صغيري .." وراقه ان يلاحظ تحسن صحة داني وازدياد وزنه قليلاً ...

فقال الصغير بزهو" انا اتمرن على المصارعة كل يوم لأصير قوياً مثلك جوليان...واليوم هزمت ميشيل ابن الخالة مادلين "

ابتسم له جوليان بحب وانزله أرضاً وقال له بمرح "أرني كيف تفعل هذا "

فهجم عليه داني يضربه بقبضته الصغيرة وهو يصدر اصواتاً لأضفاء القوة على ضرباته ,وجوليان يدعي الألم ويتأوه ليفهمه أنه يتأثر بضرباته تلك ...
"يكفي يكفي يا بني فقد المتني حقاً ..."

كم فرح داني بتلك الكلمة -التي صدرت من جوليان بعفويةٍ – فعانقه بحب ولهفة وهمس بحب "شكراً يا أبي ..."

شهق جوليان حين ادرك ما قيل له و امتلأت عيونه بالعبر وهو يناظر امه انجيلا - من فوق اكتاف داني الصغير – كانت تنظر له بحب شديد وامتنان...

ربت على ظهر داني بحنان قبل ان يبعده قليلاً ويقول بحنو ورقة "على ما تشكرني يا داني فأنا اعتبرك ابني بالفعل "

"اذاً هل استطيع منذ اليوم ان اناديك بابا.." سأله داني بأمل

داعب جوليان شعره وقال بحب "بالتأكيد تستطيع ..."

فعاد داني يعانقه بحب ويقول "انا احبك بابا ...احبك جداً "

احتضنه جوليان بحنو وهمس برقة "وانا احبك يا بني ..."

ثم استدرك داني وابتعد عن جوليان وهو يقول بلوم "بابا ..اين كنت اذاً؟؟؟...ولمَ غبت كثيراً"

"اسف ياصغيري فقد كان لدي اعمال مهمة كان علي انجزها ..."عاد يردد حجته الواهية التي لم تستطع اقناع امه كما يبدو انها لم تقنع الصغير الذي هتف محذراً

"ما كان يجب ان تغيب كثيراً ...ففي غيابك صارت ماما عصبية جداً وتبكي دوماً ..فماذا حصل؟؟؟هل اغضبتها من جديد...؟؟"

تكدر وجه جوليان وتلعثم "انا .. ..لم ...اعني ..."ولم يجد ما يقوله فسارعت انجيلا تنقذه بذكاء

"داني حبيبي لمَ لا تدع بابا الآن وتدخل لتنظف نفسك, وبعدها تعود وتجلس معه وتخبره بكل ما قمت به خلال الايام الماضية ..."

بحماسة قال الصغير "اجل ...فأنا اريد ان اخبره عن كل ما حصل ...انتظرني بابا لن اتأخر"

وجرى للداخل ولحقته انجيلا وهي تنظر لابنها بنظراتٍ ذات مغزى وهمست محذرة "لا تفسد الامر هذه المرة "

ثم ابتعدت للترك المجال لجوليان ليتحدث مع زوجته على على انفراد ,كم اراد جوليان ان يحتج على قول امه بأنه من افسد الأمر ,لكنها غادرت قبل ان تسمع اي كلمة منه فزمجر لنفسه بانزعاج

"هل بت انا من افسد الامر....؟؟اللعنة اهي معي ام ضدي.." ثم عاد ينظر نحو بوابة الحديقة ينتظر زوجته التي تأخرت بالحضور .


فقد كانت أليس تسير ببطئ شديد مطأطئة رأسها وامارات التفكير العميق بادية على محياها ,كانت تفكر بما ستفعله الآن بعد ان انتهى موسم القطاف عند السيد بيشان ...هل ستعود حبيسة المنزل تنهشها الافكار والظنون في اثناء انتظار زوجٍ تخلى عنها وتركها بائسةً وحيدة ,فريسة للإشاعات والنظرات الفضولية والمستهجنة , أم ستتجرأ وتنفذ خطتها المجنونة بأخذ طفلها والهروب من هنا ...والأختفاء للأبد..

تلمست خاتم الزواج الذي يؤطر اصبعها ولم تجرؤ على خلعه بعد ,وفكرت بمرارة بأنها ستكون مضطرةٌ لبيعه هو خاتم الخطبة حتى تحصل على المال اللازم لتغطية تكاليف الرحلة والبدأ في حياة جديدة ,فهي لا تملك حتى قرشاً ,ولن تجرؤ على طلب المال من أنجيلا لأنها بتأكيد ستشك بدوافها ,وقد تمنعها من السفر ان علمت بخطتها ...لذا يجب ان تنفذ خطتها بصمت وحرص....

لكن هناك معضلةٌ آخرى تعوقها وهي كيف ستحصل على جوزات السفر ,ففي خضم الفوضى التي حصلت معها منذ ان غادرت لندن ,لم تدرك انها تركت كل وثائقها مع جوليان.... فما العمل ؟؟؟

"استطيع ان اتوجه للسفارة وادعي ان وثائقي ضاعت وهم سيساعدوني ..." فكرت بأمل , لكنها عادت تنبذ الفكرة بعد ان اقرت أن الخطة صعبة وغير محكمة ,فالسفارة في باريس و المسافة لها بعيدة ,وهي حتى تصل لباريس لا تستطيع التنقل دون وثائق ثبوتية,وحتى ان استطاعت الوصول ففي السفارة سيعمدون للأتصال بزوجها ليتأكدوا من روايتها, وبهذا تنهار كل خطتها ...

كانت لا تزال تتخبط بأفكارها المجنونة والمتهورة ولم تلاحظ جوليان الذي وقف بجانب عامود الرخام في الشرفة يلتهمها بنظراته المشتاقة لرؤيتها ..كانت ترتدي قبعة قش كبيرة تخفي ملامح وجهها بينما تركت شعرها منسدلاً براحة خلف ظهرها وارتدت ثوباً بسيطاً كأثواب الفلاحين ,ورغم هذا بدت له فاتنة للغاية ومثيرة...

ادرك انها لم تجد مشقة في الانسجام مع حياة الفلاحين البسيطة السهلة الخالية من تعقيدات المجتمع المخملي الذي ينتظرها في لوكسمبورغ ,فهل ستجد صعوبة للتأقلم مع عالم الملوك والرؤساء والنبلاء في الحفلة القادمة...

ارتقت أليس الدرجات بهدوء وتؤدة دون ان تنتبه لوجوده ,فقد كان فكرها مشغولاً للغاية بتقرير مصيرها وحياتها معه , ولم تدري أن من يشغل بالها يقف على بعد خطواتٍ منها يراقبها بدقة ولهفة...ما ان وصلت اعلى الشرفة حتى خلعت قبعتها وحركت رأسها بحركة خفيفة لتزيل تشابك بعض الخصلات العالقة من اثر القبعة ,فانساب شعرها النحاسي كشلالات على ظهرها فزادها فتنة ,فتنفس جوليان بإثارةٍ محبوسة ,وحينها فقط شعرت بوجود شخص ما معها في الشرفة فاستدارت لتتجمد مكانها حين تفاجأت بوجوده ...كان يقف امامها بثباتٍ وينظر لها بنظراته الغامضة التي ترفع من حرارتها وتربكها ...

" جوليان!!!...لقد ... عدت؟!!"
همست بلهفة كبيرة لم تخلو من الدهشة ولم تصدق عينيها ...انه هنا ...أمامها ....وبمجرد ان رأته نسيت كل عذابات الأيام الماضية وكل الدموع التي انهمرت ,وكل نظرات التشفي والاستهجان التي رُمِقَتْ بها ....نسيت كل شيء في وجوده ...كم ودت ان تجري نحوه وترتمي بأحضانه مرحبة به ,لكن قدميها لم تطعها وتجمدت مكانها حين هدر بها بعصبية

"اين كنتِ حتى الساعة ؟؟؟!!"

عقدت حاجبيها بذهولٍ وهمست ببلاهة "ماذا ؟؟" غير مستوعبةً سؤاله ,او ربما غير مستوعبةً مقدار العنف والسخط الذي نطقت به كلماته ...وعلى الفور شعرت بأن فيه شيءً مختلفاً ...شيئاً الجمها وازعجها...شيئاً لم تعهده به سابقاً ...

تفحصته بدقة بعيونٍ تاقت للإرتواء من حضوره البهي ...بقميصه الابيض الناصع الذي يظهر من خلال ازراره العلوية المفتوحة صدره العضلي المثير ,ولمعان شعره الذي لم يجف بعد ,مظهراً انه قد اخذ حماماً منعشاً قبل مدةٍ قصيرة ,وذقنه المشذبة بعناية فائقة ,وفمه الحسي المثير ...كان كل ُشيءٍ فيه كما احبته وكما عهدته إلا ....عيونه !!
تلك العيون التي أسرتها بنظراتها الحانية سابقاً ,بدت لها الآن متحجرةً بتلك النظرات الباردة الجامدة التي بعثرت كيانها وجمدتها مكانها ,قبل ان يستفزها صوته الحاد ثانيةً وهو يسألها بعنفٍ مرةً اخرى

" سألتك اين كنت طوال هذا الوقت..؟"

ظلت تحدق به بصمتٍ وحيرة غير مستوعبةٍ سؤاله النكد,فدنى منها بعصبيةٍ وزمجر بسخط "لمَ لا تجيبين ؟!! اين كنتٍ ؟؟" كرر السؤال بانزعاجٍ شديد تسببت به ساعات الأنتظار الطويلة التي قضاها وهو يصارع افكاره المتخبطة...

همست بخفوت غير مستوعبةٍ بعد تبدل حاله "كنت عند اسرة السيد بيشان ...."

هتف بغيظ "كنتِ تعملين معه في الحقول اليس كذلك؟!! ...لماذا ؟؟؟ هل نقص عليك شيء ؟؟! هل احتجتي لشيءٍ ولم تجديه "

ادركت انه علم بأمر عملها فردت مدافعة "الأمر لا يتعلق بالمال.."

"بماذا إذاً " سألها بانزعاج

ارادت ان تخبره ان العمل كان وسيلتها للهروب من بؤسها ,وسوداوية افكارها لكنه لم يمهلها حتى تقول كلمة فقد صاح بعصبية

"اخبريني لماذا ؟؟؟ "

"وماذا فيها لو عملت في الحقول ؟!!" اجابته بحدةٍ رداً على حدته وعصبيته

نظر لها بحنق وزمجر بسخط بعد ان انهكته المخاوف من كل الأشاعات المحتملة "هل نسيتي من تكونين ؟؟؟!! وأمَ من تكونين ؟!! هل نسيتي مكانتي ؟؟!! "

همست بخفوت "لا... لم انسى ,ولا اظن اني قمت بما يسيء لك "

شخر بتهكم "حقاً .!!"

لم تستطع اسيتعاب عصبيته ,هل يحاسبها حقاً على لجوءها للعمل هرباً من كل ما عانته في غيابه , هل يحاسبها على بضع ساعاتٍ قضتها في العمل جاهلةً أنه عاد ,بينما هو تركها قرابة شهر دون ان يتصل بها او يرد على اتصالاتها ولو لمرة واحدةً ...

شعرت بالوهن فجأة من انقلاب حاله ,ورغبت بالانسحاب لغرفتها لتستجمع ذاتها التي بعثرها بغضبه وعصبيته المفاجأة ,ففي اسوء كوابيسها لم تتخيل ان يكون لقاؤهما جافاً عنيفاً بهذا الشكل ,وان ظلت لحظةً أخرى تحت وابل نظراته الحادة واسئلته المستفزة فقد تنفجر ,والأنفجار سيكون عنيفاً هذه المرة وقد يدمر كل شيءٍ .....
سيدمر آخر املٍ لها بالصلح ,لذا لزمت جانب السلامة حفاظاً على كل ذكرى طيبة تحملها له في قلبها ,فاشاحت وجهها وهمت بالمغادرة لكنه اوقفها بسخط

"اين تحسبين نفسك ذاهبة !!!....انا لم انهي حديثي بعد .."

توقفت بتصلب دون ان تنظر نحوه وقالت بتبرم بعد ان طفح الكيل بها من اسلوبه العنيف "ماذا تريد ؟؟!"

تقدم منها وسألها بتهكمٍ يخفي مرارته وخيبته " ألم تشتاقي لرؤيتي ...يا زوجتي العزيزة .؟!!"

نظرت له بأسى وارادت ان تقول " اجل اشتقت اليك ...لكني اشتقت لجوليان الذي اعرفه والذي احببته ,وليس هذا الغاضب الحانق الذي اراه امامي...." ثم تذكرت كل الليالي التي قضتها باكيةً من شوقها له ,ارادت ان تخبره كم اضناها الشوق ,ومزقها الندم اشلاءً وهي في انتظار عودته لتطلب سماحه وعفوه, لكنها لم اتخيل ان تجده هكذا.

ظلت تبحث عن صوتها لتخبره بكل ما عانته في غيابه لكنها لم تجده ...بينما غرق جوليان في تأملها بصمت منتظراً جوابها بترقب ,محاولاً سبر اغوار نظراتها الغامضة التي تدعي البرود ,رغم ما يشتعل فيها من نارٍ حارقة هددت بحرق قلبه حياً ,كما فعلت بشرتها العسلية الشهية ,التي اظهرت جمال عينيها الواسعة الخضراء, المتراقصة تحت خصلات شعرها النحاسية المتموجة بنعومة فوق جبينها وحول وجهها ,وجيدها الطويل المثير ,وأكتافها المكشوفة التي تشوحت بشمس البروفانس الحارة, لتزيدها فتنه على فتنة دفعت بعقله ليحيد عن مقصده وما ينوي قوله لها ,فيكتفي بالتحديق بها بشوق ورغبة ظنها خبت بعد ان صدمته في ليلة زفافه المشؤومة تلك ... ظل يجاهد يده حتى لا تمتد نحوها وتلمس منحنياتها التي تستفز رجولته بقسوة ...

لم تعد أليس تقدر على الصمود امام نظراته المتمعنة تلك والتي تبعث الحميمية والرعشة في جسدها ,فتخشى ان تعود نفسها الخائنة تطلب قربه ووده فيقوم بصدها بعنف وهجرها بقسوة ثانية ,فحاولت تجاوزه بسرعة لتهرب منه ...من حبه الذي قتلها ... تهرب من قلبها وجسدها الذي يستصرخ شوقاً اليه .....لكن ما كادت تخطو خطوتين هرباً منه حتى امسكها من ذراعها بقوةٍ وتشبث بها خشية ان تهرب منه ثانيةً , فآلمها دون قصدٍ منه وزمجر باستياء

" اين تذهبين...؟!! "اراد بغضبه ان يداري خيبته لعدم سماعه جواباً يبرد ناره ...ولأمتناعها عن قول ما اشتاقت اذنه ان تسمعه ...بأنها اشتاقت له ...وبأنها تحبه...
,لقد داعبه أمل ٌ زائف بأنها ربما كانت تبكي خلال الأيام الماضية – كما اخبرته امه وداني – شوقاً اليه ,لكن يبدو ان أمله خاب كالمرات السابقة ...لذا يجب ان يتوقف عن التعلق بحبال الأوهام ويركز على الوقائع وإن كانت مرة ....والسبيل لذلك بأن يقسو على قلبه ,وعليها ...


ألمتها قبضته العنيفة كما ألمتها القسوة في صوته ,لقد لمست تعنتاً وعنفاً في ردود افعاله لم تألفه من قبل ,فناظرته بألم وردت بعصبية " دعني اذهب ...ماذا تريد مني ؟!!"

"اريد الكثير ..." اسر لنفسه لكنه تمالك نفسه وقال بتهكم " حتى لو ازعجك حضوري , لكن دعيني اذكرك يا زوجتي العزيزة بأن هناك اموراً مشتركة تجمعنا وعلينا ان نتحدث بها .."

تكدرت ملامحها بشدة غير مصدقة برودة جوابه وجموده القاتل ,لا يهتم ان غضبت او حزنت او ماتت حتى ...فما الذي يهمه ؟؟ ...هو قالها أمورٌ اخرى تجمعنا, فماهي هذه الأمور ...؟؟؟"

وبقسوة ووحشية اطلت تلك الفكرة الجهنمية برأسها من جحيم الشكوك لتؤرقها ثانيةً .."يهمه اللقب وماذا غير ذلك؟!!ألم يتزوجها من اجله ,وغضب من عملها خوفاً من أن تتأثر مكانته وصورته الأجتماعية "

وبمرارة خرجت كلماتها مبتورة "ماذا تريد ؟ "

فاشعرته بأنها تمقته وتكره رؤيته فاستثارت حفيظته ..فواجهها بغضبٍ مماثل عبر عن كل المهانة التي شعر بها ,وعن جرح كبريائه ورجولته التي طعنت في الصميم ...فصاح بها ...

"اللعنة يا أمرأة تتصرفين وكأني من جرحتك و تسببت بأذيتكِ "

"أولم تفعل..؟!!"همست بمرارة وهي تغالب دموعها

"بماذا..؟ اخبريني..."رد بتهكم مرير واستنكار ان تتهمه بجرحها

نظرت له غير مصدقة تصرفه وتجاهله لما حصل ,أحقاً لا يعتبر تجاهله لها طوال تلك المدة شيئاً يذكر...فصاحت بحنق وألم "يا الهي تتصرف وكأنك تجهل ما قمت به.."

فرد بتهكم " ما قمت به ؟!! انعشي ذاكرتي الضعيفة اذاً !!..."

"لقد ..غبت ...طوال هذه المدة....و..." انعقد لسانها ولم تستطع ان تكمل وتقول " هجرتني ليلة زفافي وتخليت ..عني ؟؟ سافرت دون ان تعلمني بمكانك او تتصل بي أوترد على اتصالاتي ,و تركتني وحيدة بائسة محطاً للسخرية والاقاويل.."

أرادت ان تقول الكثير لكنها لم تقوى على قول كلمة فقد انسحبت الكلمات منها كما انسحبت الدماء من جسدها لتتركها شاحبة واهنة ... رمقته بأسى وسحبت يدها منه وقالت بفتور ولا مبالاة صارت سمتها في الايام الماضية
"لا فائدة من الحديث ,ارجوك دعني اذهب فأنا متعبة "

لكنه لم يتركها وصاح بحنق وهو يغرز اصابعه في ذراعها دون وعيٍ منه " تتصرفين وكأني مجرمٌ حقير يريد أذيتك .. مع انك انت من فعلت ذلك ...أنت من آذيتني ...اتذكرين ؟؟" لم يكن يرغب في نبش الماضي معها ,لأنه يؤلمه بشدة ,لكن اتهامها استفزه ...

كانت تفهم الى ما يرمي بقوله فهمست بمرارة "أنا لم اقصد ذلك ...صدقني ...كنت ...كنت...." وبكت بحرقة ولم تكمل ...
"كنتِ تعتقدين اني ادريان .." فكر جوليان بمرارة ...واشح بوجهه بكدر بعد ان ادرك انه فقد السيطرة والتحكم بغضبه ثانيةً ,وبأنه كان يمسكها بعنفٍ ..

فتراخت اصابعه عنها تاركةً آثاراً ظاهرةً على ذراعيها الغضة ,وقبل ان يهم بالأعتذار عن عنف تصرفه , سارعت بأفلات نفسها وخطت بسرعةٍ تريد الهرب منه لكنه استوقفها وهو يصرخ بألم

"انت من اراد ذلك....ليزا...انتِ من اراد ذلك ..."

استدارت نحوه بحدة وهمست بأسى " لا ...لم ارد ذلك "

امعن النظر في عينيها الغاضبتين الدامعتين..وزفر بغيظ وقال باستياء شديد " انا لا افهمك حقاً ...تتصرفين وكأني من تخلى عنك.."

"أو لم تفعل..؟ "سألت بأستنكار ومرارة

بخطوة واسعة قطع المسافة الفاصلة بينهما وزمجر من بين اسنان مطبقة بصوت محشرج مليئ بالمشاعر المختلطة بين الرغبة والغضب بين الشوق وحنق

" لا ...لقد اردتك بشدة وبكل ما امتلك من مشاعر ...لكن انت لم تريديني ...لقد كنت .." اراد القول كنت معي بين احضاني وتفكرين بشخصٍ آخر ...لكنه لم يعد يقدر على التصريح بتلك الجملة التي تقتله وتطعن قلبه قبل رجولته فصرخ بحنق

" اللعنة ...هذا ليس المكان المناسب لمثل هذا الكلام " ونظر حوله بحنق بعد ان لمح خيال احدى الخادمات تنزوي خلف احد الأبواب وبالتأكيد شهدت جزءً من شجارهما وربما كله ,وبهذا قد لا يمضي وقتٌ طويل وينتشر الخبر في القرية كلها

زفر بقوةٍ وتمالك نفسه فهو لن يناقش ليلتهم المشؤومة في بهو المنزل والخدم يتنقلون جئيةً وذهاباً...عندها سيكون كمن وقع على صك التشهير واثارة الأشاعات في كل البلدة بنفسه ...

تنفس بعمقٍ واستدار عنها وخلل اصابعه بشعره الطويل اضطراباً دون ان يدرك ما تثيره حركته تلك فيها من احاسيس ومشاعر تمزقها بعنف ,ثم عاد يواجهها وقد تمالك نفسه قليلاً فقال بصلابة

"سنتحدث عن هذا الامر حين نكون وحدنا " تنهد بقوة ثم تابع برقةٍ اكبر وهو يلاحظ دموعها واراهقها وتعبها الواضح

"ان كنت متعبة فلا بأس اذهبي وسنتحدث بعد العشاء"

ما أن نطق بكلماته تلك حتى تركته وصعدت الدرج بسرعة ودخلت غرفتها ,وما ان اغلقت الباب حتى انهارت باكية بعد ان جفت دموعها في الأيام الماضية ...لن تقوى على مواجهته ...ليس وهو بهذه الحالة من الحنق والغضب...

ولن تستطع مواجهة نظراته الغاضبة اللائمة التي تنبؤها بأنه لم يغفر زلتها , وقد لا يغفرها ابداً ...

فماذا عساها ان تفعل ؟!! هل تركض نحوه وتجثو عند قدميه تطلب عفوه !! ...

هل تنسى كل ماجرى ,تنسى ليالي السهاد الطويلة المريرة ونظرات الشفقة والازدراء التي كانت تواجهها كل يوم ..تنسى دموعها التي كانت تغرق وسادتها , فتبدلها الخادمة كل يوم ونظرة شفقة تعلو محياها .!!

هل بكلمة تنتهي معاناتها وتنسى انه هجرها دون ان يتيح لها الفرصة لتفسير اللبس الذي حصل...!!

هل بكلمة يمكن ان يعود لها ...!!

هل بكلمة سيحبها ويقبلها ويغفر لها ...!!

ان هذا ما يخيفها حقاً ...هذا هو الهاجس المرعب الذي يمزقها اكثر من غيره ويعقد لسانها عن الكلام كل مرة ,هي تخاف ان لا يقبلها, ان لا يفهم دوافعها وراء اخفائها للحقيقة ...تخشى ان يحتقرها ويتخلى عنها...و ربما يكون للأبد هذه المرة ,ساعتها قد تموت ...فهي تحبه ..بل تعشقه ...فأن تركها الآن ستموت بالفعل ...

*****************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 09:15 AM   #352

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

جلس جوليان يحدق بطبقه وهو يعبث بشوكته دون ان يستطيع تناول لقمة واحدة من شدة توتره , فزوجته المضطربة الحانقة لم تأتي لتشاركه العشاء كما توقع بعد لقائهما المخيب للآمال ...

نظر لداني الذي كان يلتهم طعامه بشهية كبيرة جاهلاً ما يحصل من حوله ,ثم التفت نحو أمه التي كانت تتجاهل النظر اليه , وتأكل بهدوء مستفز دون ان تعيره اي اهتمام بعد ان تناهى لسمعها صراخه الحاد قبل ساعة حين قابل زوجته ..
ارادت انجيلا ان تذهب اليهما لتفض خلافهما ,لكنها الزمت نفسها بالبقاء مع داني ,وتركت المجال لهما ليحلا خلافهما بنفسهما كراشدين ....لكن إن لم يفعلا ذلك هذه الليلة فسيكون لها معهما شأنٌ آخر ...

تصاعد الضيق في نفسه من تجاهلهم جميعاً له ,فالقى بشكوكته بسخط وسحب منديل الطعام من حجره ووقف غاضباً ينوي التوجه لغرفة زوجته ليواجهها وينهي هذا الفصل السخيف من حياته ...

"سأذهب لأرى لمَ تأخرت .. "علق بحنق ...

"لا داعي.. فقد جئت " تهادى له صوتها الناعم الذي مع الأسف تسربل بوشحاتٍ من الجمود والبرود التي استطاعت ان تصبغ نفسها بها حتى تستطيع مواجهة نار غضبه ....

تطلع لها بشوقٍ - يحتبسه في صدره ويرفض ان يظهره - حيث تقف عند مدخل غرفة الطعام ,ودون كلمة رأها تخطو بهدوءٍ نحو المائدة دون ان تنظر ناحيته ...

تأمل بأعجابٍ خفي ثوبها الوردي الجميل المصنوع من قماش الجورجيت الناعم الهفهاف ,والذي يتمايل مع كل حركة تقوم بها ,وراقته اكمامه القصيرة المشقوقة عند الكتفين والتي زادت من فتنة ذراعيها التي لفحتها شمس البروفانس الذهبية فصبغتها بصبغتها المثيرة ,كما زينها ذاك الحزام الرفيع الذي اظهر نحالة خصرها ,بينما تهادت تنورة الثوب الواسعة متعددة الطبقات برقة على ساقيها الغضتين فزادتهما جاذبيةً وفتنة فظهرت كالوردة المتفتحة ,بينما تهادى شعرها الحريري ذو التموجات الخفيفة بحرية لتزيد من قوة الجرعة السحرية التي القتها عليه فسمرته مكانه دون ان يحرك ساكناً...

لقد عمدت للتأنق وتزين نفسها كنوعٍ من منح الثقة بالذات الذي هي بأمس الحاجة اليه الآن ,مرت بقربه دون ان تعيره اي اهتمامٍ –كما ظن – بينما هي في الحقيقة تجاهد بتجنب الأحتكاك به ,لتبث نفسها الثبات والقوة لتحتمل المواجهة المرتقبة بينهما ....

توجهت لتجلس بجانب داني طلباً للآمان اللحظي ,واستقرت في مقعدها واخذت تتناول طعامها بهدوءٍ زائف دون اي كلمة اعتذار عن تأخرها..ولم يعلق ايٌ من الحاضرين على ذلك ...

فناظرهم جوليان بحنقٍ مما اعتبره تآمراً جماعياً عليه ,وخطى بغضبٍ نحو مقعده وبدأ تناول طعامه بحنق واضح وعصبية شديدة وكأنه يفرغ غضبه به ,ورغم ان الطعام كان لذيذاً كالعادة لكنه لم يستسغ اي لقمةٍ منه كحالها تماماً .

ساد بينهم جو مشحون متوتر وآثر الجميع الصمت عدى عن داني الذي شرع بثرثرته المعتادة عن كل ما حدث معه خلال النهار, بينما اكتفت انجيلا بالرد عليه بأقتضاب بين الفينة والاخرى وهي تختلس نظراتٍ منزعجة من حال الزوجين الصامتين العصبيين ...

لم يغب عن الصغير الذكي تبدل حال امه خلال الاسابيع المنصرمة لكنه ظن أن توترها سيزول ,وستفرح وتبتهج بمجردة عودة جوليان , لكن ما حصل انها غرقت بصمتٍ مطبق كئيب كحال جوليان نفسه ..

نظر داني لأنجيلا بتكدر يلتمس توضيحاً منها بعد ان خاطب امه اكثر من مرةٍ دون ان ترد عليه لأستغراقها الشديد في دوامة افكارها الخاصة ,وحتى جوليان لم ينتبه لسؤاله حين سأله عن الهدية التي احضرها له...فغمزته انجيلا بالخفاء ودنت منه وهمست له بإذنه بكلامٍ خاص ...فهز داني رأسه دلالة انه فهم ما تريد ان تقول له ,لذا ما ان انهى اخر لقمة له حتى اعلن بصوتٍ عاليٍ للغاية ,وكأنه يلقي محاضرةً حفظها عن ظهر قلب ليدفع امه للأنتباه له اخيراً

"اريد ان اذهب للنوم "

وحين همت أليس بترك الطاولة للذهاب معه هتف داني بسرعة"اريد جدتي انجيلا ان تقص علي حكاية,فحكاياتها احلى "

فسارعت انجيلا بتنفيذ جزئها المخصص من الخطة وقالت بمرح

"اكملي طعامك يا بنيتي فأنا من سأضع داني بالسرير واهتم به ..."

وقبل ان تدع لها مجالاً للأعتراض وقفت انجيلا واصطحبت داني الذي سارع بتقبيل امه وتمنى لها ليلة طيبة قبل ان يستدير صوب جوليان ويفعل المثل بعد ان اعلن بصوتٍ مسموعٍ "تصبح على خير يا ابي..."

رفعت اليس رأسها بتحفز ما ان سمعت كلماته تلك والتي لمست وتراً حساساً لديها ,فتعلق داني بجوليان يعقد الأمور...ماذا سيحصل ان رفضها جوليان او طلقها بعد ان يعلم الحقيقة ...سيخيب ظن ابنها ويتمزق بشدة ....

تكدرت لهذا الهاجس المريع واشاحت وجهها عن جوليان الذي حمل داني بحب وقبله على خده وهو يتمنى له ليلة طيبة بقوله"تصبح على خير يا بني.."

دنى داني من جوليان وهمس بخفوت وكأنه يفشي له سراً خطيراً" كن حذراً بابا ...ولا تغضب ماما ارجوك "
استرق جوليان نظرة نحوها فرأى نظراتٍ غامضة تعلو محياها الرقيق ,فعاد ينظر لداني مجدداً وهمس له بكآبة
"لا تقلق ...هذا ما احاول عمله ."

غمزه داني بحب واسرع باللحاق بانجيلا التي كانت تراقب ما يجري بتمعن ,بينما قلبت أليس نظراتها بينهم بريبة
وما ان غادرت انجيلا وداني حتى همت اليس بالوقوف لتنسحب خلفهم ,لكن جوليان اوقفها بقوله الحازم

"لا تغادري ليزا ...فعلينا ان ننهي حديثنا ..."
زفرت بتعب فقد كانت تدرك أنه لن يدعها تغادر دون ان يتكلمَ...كان هذا ما تمنته طيلة الاسابيع المنصرمة ان تحدثه وتخبره بكل شيء فلمَ فقدت الرغبة بذلك اذاً ....

لمَ تشعر بهذا الثقل والجمود والخوف من مصارحته ,ربما لكرهها ان تنبش جراحها التي لم تندمل بعد فتزيد المها وخسارتها ...وربما لخوفها من النتائج المترتبة على مصارحتها ,بل لكلا الأمرين معاً ....

وقف جوليان بثبات وهتف بلينا الخادمة الصغيرة ان تحضر لهما القهوة لمكتبه الخاص ثم اشار لها وقال بحزم
"يجب ان ننهي حديثنا هيا بنا"

كانت نبرته الآمرة جديدةٌ عليها كحاله كله ,وكم رغبت بمعاندته والاعتراض على اسلوبه المستفز , لكنها ليست في موقفٍ يساعدها للأستمرار بتحديه ,وقد تعبت بالفعل من كل شيء ,من التحدي والهروب ,من الألم والبكاء للياليٍ متتالية حتى جف دمعها ,تعبت من الأفكار المريعة والأحلام المزعجة , تعبت من كل شيءٍ وأقرت بأنه إن كانت المواجهة لا بد منها فلتفعل ذلك بشجاعة ...فخطت امامه بثباتٍ تخفي تحته اضطرابها ورعبها ...

مضت اكثر من ربع ساعة وهما يجلسان متقابلين بصمتٍ مقيت وكل منهما يحدق في لا شيء في محاولةٍ منهما لأستجماع شتات افكارهما المتخبطة ,وكلٌ منهما يحاول لملمة نفسه وضبط مشاعره المتأججة ...وتنظيم افكاره وما سيقوله ...حتى لا ينحرف المسار بهما فيصتدما معاً ثانيةً ....

جاءت الخادمة لينا وقدمت القهوة على استحياء ٍ ,ثم غادرت بسرعة بعد ان لاحظت تكهرب الاجواء بين الزوجين ,خاصةً بعد أن اخبرها جوليان بحزمٍ لا يخلو من الحدة ان لا تدع احداً يدخل المكتب اثناء وجودهما أو حتى يقترب منه.. ثم عاد بعد ذلك لصمته ,وكان صمتاً قاتلاً امتد لفترةٍ بدت لأليس كالدهر..قبل ان يقطعه ثانيةً بعد ان استجمع شتاته وقال بهدوءٍ حذر لا يخلو من الحدة المستفزة لسمعها ..

"اعرف ان سفري وغيابي طوال هذه المدة دون ان نتحدث ازعجكِ ....لكن في الحقيقة لم يكن ينفع ان نتحدث بعد ما جرى وكأن لا شيء حصل ....كنت اريد ان اخلو بنفسي لأقيم الوضع بيننا "

تصلب جسدها على وضعيته ,ولم يتحرك بها سوى اجفانها التي اهتزت في اجفالة من مقدمته الصريحة التي دخلت صلب الموضوع دون لفٍ او دوران ...كانت شبه واثقة انه يفكر بأمر زواجهما مثلها تماماً ,لكن ما القرار الذي اتخذه ؟!! كانت تترقب بحذرٍ ما سيقوله ...

مرر جوليان اصابعه بشعره بتوتر ورأها مطأطـئة الرأس واجمة وكأنها لم تسمع ما قاله...فزفر بغضب متسائلاً بسره بحنق
"كيف لها ان تكون باردةً هكذا بينما أنا أتلوى على جمر مشاعري المتخبطة ؟!! وكيف تلومني على ما جرى وهي السبب فيه ؟؟؟ أليست هي الملامة فيما حصل ؟!! لقد كانت معي وبين احضاني و تتلقى قبلاتي ورغم هذا تفكر بادريان أولعلها تتخيلني هو ....."

كان مجرد تذكر ما حصل يدفعه للجنون ولا يدري حقاً ان كان هناك رجلٌ في الدنيا كلها يعتز بكرامته ورجولته قد يحتمل ما حصل له,لقد فضل ان ينسحب رغم صعوبة الامر على نفسه ..وتركها وكان الموت ساعتها اهون عليه من ان تكون معه وتحلم بغيره...

ثم عاد يذكر نفسه بلوم

"من تخدع بتبريرك هذا يا جوليان....كنت تعلم منذ البداية انها تحب ادريان ولم تنساه ...تزوجتها وانت تعلم هذا ,لكن نفسك الخداعة هيأت لك انها قد تنساه يوماً وتحبك ,وحين صدمت بالواقع المرير لم تحتمله ,فقررت تحميلها المسؤولية وعبئ ما حصل رغم انك مدانٌ مثلها تماماً ,وربما اكثر....تصرف برجولة والتزم بقرارك...ودعها تعيش حياتها "

كان قراره شاقٌ عليه لكن لا بد منه ,كان يدرك انه لن يقدر على الحديث عن الموضوع ثانيةً فقال بنفاذ صبر بعد صمتها المطبق
" سأعفي كلينا من تذكر ما حصل والخوض فيه ,فلا فائدة ترجى من جرح وإيلام بعضنا ...يجب ان نتصرف كراشدين....ونحترم مشاعر بعضنا البعض ...لذا لن افرض نفسي عليك مرةً اخرى ابداً...صحيح اننا سنظل متزوجين لمصلحة داني ...لكننا سنعيش منفصلين ,وان كنت ترغبين بمكانٍ مستقلٍ لكِ ولطفلك فلكِ هذا ,وسأتكفل انا بكما وبنفقاتكما وبكل شؤنكما ...لن اتخلى عن مسؤوليتي تجاهكما كما وعدتك ,و سأحميكما وارعاكما ....لكن ...حياتنا معاً كزوجين....."
وصمت ولم يقدر ان يكمل ...لم يستطع ان يقول انتهت ...فقول تلك الكلمات يذبحه ....

انتظر سماع تعليقها على قراره لكنها ظلت صامتة تحدق بالأرض بعيون بهتت وفرت منها الحياة ,فقد مزقتها كلماته تلك التي كانت السكين التي ذبحتها من الوريد الى الوريد ... ورغم انها هي نفسها قد فكرت بالهروب منه نتيجة الاحباط واليأس الذي اعتراها في اليومين الماضيين ,لكن أن تعرف بأنه يريد الأنفصال ولم يعد يريدها عنها يقتلها ...انه حتى لا يسعى لسماع تبريرها ,لقد اصدر حكمه عليها وانتهى الامر دون منحها حق الدفاع عن نفسها .

"ألا يجب ان اخبره بحقيقة ما حصل !!"

تساءلت بهلع ,لكن ألم يفت الأوان لذلك !!!

وهل سيغير قول الحقيقة من قراره ....انه نبذها لمجرد ان ظن انها مغرمةٌ بزوجها الراحل ,فكيف الحال به حين يعلم انها ليست من تدعي ...هل سيكتفي بالأنفصال ...ام سيتخذ موقفاً اقسى ؟!!

لم تستطع حتى التفكير بذلك ...فجمدت وجمد عقلها ,وانعقد لسانها اللعين ولم يطاوعها حتى على قول كلمة احتجاجٍ واحدة ...وكأنها شلت تماماً وباتت عاجزةً حتى عن التنفس

اثار صمتها جنونه فعاد يستحثها بعصبية " ما قولك ؟!! "

فكرت بأسى "هل هذا ما يرضيه ؟! هل هذا ما يريحه ؟!! هل هذا ما يسعده ؟؟! لكن ماذا عنها ...؟!!

"انت اصمتي واكتفي بالرضى بما يقدمه لكِ ....وبأنه لم يقصيك من حياته ,وسيرعاك وطفلك " فكرت بتهكمٍ مرير ودمعت عيناها بيأس وتسائلت بكآبة ومرارة ..
"هل بتِ ترضين بالفتات يا أليس...؟!!

اين ذهبت تلك الفتاة التي كانت تحب الحياة ,تلك الفتاة الطموحة التي قررت منذ صباها دراسة القانون الدولي لتدافع عن الظلم الحاصل في العالم ؟!!

لمَ لا تقف الآن وتدافع عن نفسها ,عن حبها ,عن قلبها النازف ؟!!!

لمَ جمدت هكذا وتصلبت ؟!!

لمَ انعقد لسانها عن النطق او حتى الصراخ في وجه قراره المجحف بحقها وحق حبها ؟!!

اين تبخر كل عزمها.... أين .؟؟!!

لقد مات كل ذلك مع موت قلبها حين نطق بتلك الكلمات القاسية ,فما عادت تملك الطاقة لتقول اي شيء ,وهل تجرؤ على قول شيء؟!!

لقد ادركت الآن انه لم يعد هناك اي مجال امامها ابداً ....لقد وصلت مع جوليان لنهاية المطاف حتى قبل ان تبدأ ...وحكم على حبها بالموت ,فلتحتفظ بسرها وكرامتها وطفلها ,وترضى بقراره

عاد يسألها بعصبية بعد ان ارهقت اعصابه بأنتظار ردها ..."تكلمي ...."

بالكادت استطاعت ان تهمس بوهن "كما تشاء "

ثم وقفت بتعبٍ تريد الانسحاب بعد ان اصدر حكمه ..وانهكها القرار واستنفذها تماماً
"اين تذهبين لم انهي كلامي بعد ؟؟؟"

اوقفها بحدة لم يقصدها بعد ان شعر بالخيبة لقبولها قراره بهذا الرضوخ وكأنها كانت تنتظره بفارغ الصبر...

في اعماق قلبه كان ينتظر احتجاجها ,اعتراضها ,قولها انها متمسكة به لأنها تحبه ...لكن بقبولها قراره ادرك ان هذه الأماني الكاذبة قد وصلت لنهايتها ...

"ماذا تريد" همست بوهن وكان لسان حالها يقول "وهل بقي خنجرٌ لم تطعني به ؟!!"

ولم تعلم انه كان يتمزق مثلها واكثر.. فكيف طاوعه لسانه على النطق بتلك الكلمات التي يحتج قلبه وجسده عليها بشدة ويرغبان بنقضها فوراً ...فكم يتوق لضمها لصدره وامتلاكها الآن ...هنا في هذه الغرفة تحديداً, وفوق مكتبه او الأريكة ...يريد اغراقها بقبله وحبه حتى ينسيها اي انسانٍ اخر عرفته يوماً ...يريد ان يخبرها انه لا يريد هذا الانفصال الجائر ....لكن قال ذلك في لحظة ضعف ...

لكن عقله المنحاز لكرامته الجريحة ظل ملتزماً بوعده المقيت ,وبنهجه الجديد القاسي والذي التخذه في لحظة غضب ...

"لن تجبرها على مطارحتك الغرام وانت تعرف انها تهوى غيرك ,ماذا الم تتعلم بعد ؟!! اتريدها ان تناديك ادريان ثانيةً ..." فكر بمرارة و زجر نفسه بعنف واشاح بوجهه عنها بغبضب من تلك الفكرة المقيتة التي تطعن رجولته في الصميم

ساد الصمت المقيت بينهما ثانيةً حتى تلفت اعصابها فارادت ان تتسحب من امامه قبل ان تنهار تماماً ...ازدرت ريقها وهمست بكآبة و وهن دون ان تقوى على النظر اليه "اهناك امرٌ آخر ؟؟؟"

اجلى حنجرته قليلاً وقال بفتور "اجل....هناك امرٌ آخر مهم ....اردت اخبارك به ..." وعاد يركز على مهمته القادمة

فأكمل القول " علينا ان نسافر للوكسمبورغ غداً او في اليوم الذي يليه على ابعد تقدير "

ما ان تناهت لها تلك الجملة الباردة المبتورة حتى رفعت رأسها مشدوهة لا تستوعب ما يقوله لها ,اي سفرٍ هذا الذي يتحدث عنه...وهو منذ قليل يعلمها بأن حياتهما معاً انتهت ...فهمست بخفوت وعدم استيعاب
"نسافر للوكسمبورغ ؟!! "

رد بثباتٍ بعد ان تماسك قليلاً " اجل .."

لم تستوعب ما يقوله بعد ,منذ لحظةٍ حكم بالموت على علاقتهما معاً والآن يخبرها بأمر السفر ,ربما لم تسمعه جيداً فعادت تسأله بشك "من؟؟! "

رد بحدة لم يقصدها بعد ان استنفذ تماماً " أنا وأنت طبعاً !! "

"لماذا ؟؟!" تسائلت بخفوت

"لقد تلقيت دعوةً من الدوقة الكبرى , يرغبون بالتعرف بكِ "

فهزت رأسها بعنفٍ وهمست بمرارة غير مستوعبة ما يقوله " يتعرفون بي...لماذا؟؟؟"

قال بتوتر " ليتعرفوا بزوجة الكونت القادم ..."

كل المرارة والاحباط الذي تشعر به تفجر سخطاً جارفاً فهتفت بأستنكار "لكني لا اريد السفر معك.."

تصلب جوليان لجوابها الجاف وهتف بعصبية
"ماذا؟؟ لا تريدين السفر !!....هل سنبدأ من جديد ...اسمعي الامر مهم ,هذه دعوة رسمية ..وعلينا ان نحضرها ...و.."

لم تدعه يكمل ...لم تقدر ,كيف يريدها ان تسافر معه لحضور تلك الدعوة السخيفة بعد كل ما قاله لها ,منذ لحظةٍ فقط افهمها ان علاقتها انتهت وسيعيشان منفصلين ...ليأتي الآن ويخبرها انها ستسافر معه لحضور دعوة الدوقة ...ماذا يحسبها ؟!! دمية يحركها كيف يشاء ...؟!!

تدافعت الدماء لرأسها حتى شعرت بأنه يكاد يتفجر فهمست باحتجاج "لا ...لن اسافر ..لا اريد "

زمجر بسخط لرفضها ,فهي لا تدرك تعقيدات الموقف وقال بحنق "لماذا تتصرفين كألاطفال ..؟"

فهتفت باستنكار وألم "انا لا أتصرف كالاطفال.." وتمالكت نفسها قليلاً وصاحت بحنق " هذا ليس تصرفاً طفولياً بل حقي في ان اقبل او ارفض ...ماذا تتوقع مني ان افعل.؟!! ..ان اطيع دون تفكير ؟..وكأني أمةٌ او جاريةٌ لديك ؟!! "

رد بحدة " اتوقع منك ان تتصرفي كما يمليه عليك واجبك..كزوجة للكونت وام لكونت قادم..."

صاحت بغضب ممزوجٍ بالمرارة " انا لا اريد ان اكون زوجة للكونت ....او اماً للكونت قادم... اريد ان اكون كما انا ..."

رد بتهكم مرير محاولاً افهامها تعقيدات وضعهم الأجتماعي " يؤسفني ان اقول لك..ان الأمور اختلفت الآن وهناك اشياء ملزمة لك في هذا الشأن وعليك ان تتحمليها...وليس الهروب منها هو الحل "

صاحت به بحنق " ماذا تظنني ..خادمة عندك....او موظفة لديك ,تأمرني فأنفذ ..هذا ليس صحيح..انا زو..(ولم تقدر ان تكمل قول كلمة زوجتك لأنها لا تشعر بأنها كذلك حقاً ...ليس بعد كل ما قاله ...لقد فصلها عنه قبل قليل...بترها كأنها عضوٌ متعفنٌ غير فعال في حياته .... .."

رد بتهكمٍ مرير مكملاً جملتها المبتورة "اجل اعرف... انت زوجتي..."
واكمل في سره بمرارة "مع وقف التنفيذ."

ثم تابع بحدة " أنت زوجتي امام الناس والقانون ولهذا عليك ان تشرفيني وتحضري معي الحفل القادم..."

"لا اريد .." صاحت بحنق وهي تغالب دموعها المهددة بالأنهمار ثانية وهمت بالمغادرة احتجاجاً على تصرفه ...

فعلق بغضب.." اين ستهربين ليزا..اين ؟؟؟؟ "
(ثم تابع بكآبةٍ شديدة ومرارةٍ تقطر من فمه ) " قد ترفضين ان تكوني زوجتي وتكرهين معاشرتي ...ولن استطيع اجبارك على ذلك ... لكن هل سترفضين ان تكوني ام داني!!! ...وهو إن شئت ام ابيت سيكون الكونت فياندن السابع عشر فماذا ستفعلين بشأن هذا...؟"

نظرت له بتحدٍ وقالت "لن يكون داني الكونت ...فاهنأ انت بهذا اللقب السخيف.."

كرهت ان يكون كل ما يجمعهما مصلحةٌ باردةٌ كهذه ...ارادت أن تهرب ,تهرب من قلبها الدامي الذي ينزف دماً ,ومن نظارته الحارقة التي ظلت تلاحقها بشراسة ,خاصةً حين زمجر بحنقٍ وقد استبد به الغضب لأقصى درجة فالقى بالطاولة التي امامه وعليها فناجين القهوة لتتناثر شظايا متفرقة في ارجاء المكتب ويدوي صوتها في ارجاء البيت كله ...

"اللعنة ليزا ...لمَ لا تفهمين الامر؟؟؟ اين ستهربين ؟!! ...هل ستعودين لرعب الذي عشته وجعلت ابنك الصغير يعيشه بينما انت ملاحقة ؟!! هل ستقدرين على مواجهة الكونتيسة والاعيبها لوحدك..؟!! قد تزهدين باللقب لكنه اللعنة التي ستلاحقك وابنك طوال العمر ان بقيتي تهربين كالجبناء..."

صمت حين رأى انتفاضة جسدها ونظرة الهلع تعلو محياها ,فنظر حوله فأدرك ان غضبه استحكم به بشدةٍ هذه المرة فشتم بحنق شديد واستدار يحاول ضبط اعصابه المنفلتة ...

اجفلت اليس من شدة الصدمة التي اصابتها نتيجة ثورة غضبه التي لم ترها من قبل ...ووضعت يديها تكتم شهقاتها الملتاعة وتسائلت برعب

"كم وجهاً تخفي يا جوليان؟؟"

فكرت بألم بأنها لا تعرفه حقاً, واحتضنت نفسها بذراعيها لتحاول السيطرة على ارتجافها الشديد ...
تنفس جوليان بعمقٍ ليحاول السيطرة على انفعالاته واستدار نحوها وقد تكدرت قسماته من تأزم الموقف بينهما ثانيةً ,وكره انفلات اعصابه وصراخه في وجهها ,وما ازعجه بشدة نظرة الخوف التي تعلو وجهها والتي صارت تقتله كباقي نظراتها الآخرى ...النظرة الغاضبة والمتهمة والحانقة والآن المذعورة ....

همس بخفوت وتعب "ليزا ...أرجوك ...انا ...انا لم اطلب منك يوماً اي شيئٍ لنفسي ,ولم احاول اجبارك او اكراهك على شيء منذ زواجنا....(ثم تابع بخفوت )ولن افعل ما حييت .."

لم تستطع الرد عليه من شدة اضطرابها وحاولت بجهدٍ السيطرة على نفسها من مشاعر الغضب والخوف والقلق التي امتزجت في نفسها بشدة فكونت مزيجاً قاتلاً فتاكاً كاد يقتلها ...

لكن رغم كل تخبطها ومشاعرها المتضاربة لم تستطع الانكار بأنه محقٌ في كل كلمة ٍ قالها ,فهو لم يطالبها بشيءٍ ابداً ولم يجبرها على شيءٍ يوماً...وهي لا تستطيع العودة لنقطة البداية ...

ما عاد لديها القدرة على ذلك ...تعبت ...تعبت من الهروب ومن ملاحقة الكونتيسة لها ,ولن تستطيع احتمال خسارة داني وهذا ما سيحصل لو قررت ترك جوليان والعودة لوطنها ....

خطى نحوها بعد ان لاحظ ارتجافها الشديد فحاول امساكها لكنها اجفلت من لمساته وسحبت ذراعيها بعيداً عنه ولفتها حول جذعها بوجلٍ ,فزادت المه ظناً منه بأنها تنفر منه ...لكن الحقيقة ان لمساته تحرقها وتزيد من توهانها ...

تماسك بصعوبة وهتف بصدق "لا تخافي مني ارجوك...فأنا لن اؤذيك ابداً ولن ادع شيئاً يمسك بسوءٍ انت او داني ماحييت ,لقد اعطيتك كلمتي وانا عند وعدي صدقيني ...."

(ثم تابع بأسف)"انا لا اعلم كيف انفلتت اعصابي ...لكني ارزح تحت ضغوط هائلة وانت ....(تردد كثيراً ثم اقر بالم) انت بموقفك هذا لا تساعديني ابداً وتزيدين من ارباكي "

عند تلك الكلمات بدأت دموعها تنهمر بغزارة لتزيد من لوعته
"ليزا ارجوك لا تبكي"

هتف برجاء لكنها زادت بالبكاء ولم تهدأ ,فكلما نطق بأسم ليزا زاد المها ,فكل ما حصل معها كان لأنها رضيت بأن تكون ليزا ...

"اللعنة " شتم بحنق وقام بضمها رغماً عنها ,قاومته لوهلةٍ ثم لم تعد تقدر فأستسلمت بوهن تراخت بين ذراعيه باكية ...

"ششش ...أرجوك اهدأي " همس برقةٍ يحاول تهدئتها بكلماته ,وكم ود لو يهدئها بقبلاته ,لكنه تماسك وأحجم عن فعل ذلك ,وقام بإجلاسها على المقعد برفق وكأنها قطعة زجاجٍ هشة يخشى كسرها ثم انحنى بقربها و همس بتأثر بالغ

"ارجوك اهدأي ...ولا تخافي مني...أنا اعتذر عن انفلات اعصابي ...لم اقصد اخافتك..."

ناظرته بعيون دامعة وجلة من تبدل حاله السريع فقد عاد جوليان العطوف للظهور امامها فجأة ,جوليان الذي احبته وسرق قلبها ,جوليان الحنون اللطيف الذي تعشقه بجنون...

لمعت عيناها بشوقٍ اختزلته لمدة طويلة وعادت عيونها ترسل رسائل الشوق نحوه فتخترق دروعه ,وتهشمها بسهولة ...لكن عقله انكرها خشية ان تكون سراباً واهماً ...فخاف ان يقع فريسة الخيبة والخذلان من جديد ...
فابتعد عنها بسرعة وحاول التماسك خشية ان تخونه نفسه التواقة لضمها وتقبيلها ,وهو في موقفه هذا لن يحتمل صدها مرةً اخرى ...

فقال بخفوت دون ان يجرؤ على النظر لتلك العيون الفتاكة
" انت تعلمين قبل ان نتزوج بأن الوضع سيكون هكذا ...ان رفضت ازابيل أن تعترف بداني فسأكون انا الكونت والوصي على ابنك..والذي سيصبح الكونت من بعدي ..ولهذا اللقب مع الاسف تبعاته ,سواءً شئنا ام أبينا...ان لم يعجبنا الامر لا يعني ذلك ان نتجاهل مسؤلياتنا."

كان يتحدث بصبر نافذ وهدوء كبير بذل فيه جهداً كبيراً واضحاً ,لسيطرة على مشاعره المهددة بالانفلات من جديد ,وعندها سيلغي تعقله ويحنث بقسمه ويجري نحوها فيضمها ويقبلها بكل الحب الذي يختزله في حنايا صدره ,فقط حتى يرى ابتسامتها تشرق ثانية ,وحتى يرى لمعان الرغبة في عيونها من جديد ,ولكي يزيل عن وجهها نظرات الخوف والغضب التي تفتك به وتؤلمه ...

حاولت اليس لملمة شتاتها والتماسك ,ونجحت بصعوبةً بذلك ,فجففت دموعها بيدين مرتجفتين ,وعادت تفكر بتعقلٍ شديد بعد ان هدأها كلامه المنطقي قليلاً ,كانت تدرك انه محقٌ تماماً في كل ما قاله ,هي كانت تعلم بخطته منذ البداية وما يريد فعله ,هو لم يخفي الأمر عنها ...وهي قبلت بخطته لحماية صغيرها الذي ستعجز عن حمايته وحدها مهما ادعت غير ذلك ,لذا من واجبها ان تلتزم باتفاقهما حتى النهاية ....

ان تخاذلت في قول الحقيقة في البداية ,وكان تصرفها الاحمق قد تسببت بشرخ علاقتهما وانفصالهما عن بعض ,فهذا لا يعني ان تستمر بإيلامه, وتتخاذل بدعمه والوقوف معه ,فهي رغم كل شيء تظل زوجته حتى وأن عاشا منفصلين...وهي تعلم تماماً ان مقام الكونت له تبعاته ..

لذا فمهما جرى بينهما فهذا لا يبرر ان تكون متجاهلة ومتخاذلة في واجباتها نحوه , وهي ابداً لم تكن كذلك ,لم تدر ظهرها لواجباتها ,كانت دوماً عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية,وستظل كذلك خاصة معه...فهو رغم كل شيء سيظل حبيبها وزوجها حتى مع وقف التنفيذ القاسي ...

وقفت بثبات وخطت نحوه حتى وقفت امامه وواجهته بجلد لم تكن تمتلكه قبل لحظات ,كانا قريبين من بعضهما البعض لدرجة مكنتهما من ان يحس كل واحدٍ منهما بأنفاس الاخر..وقالت بهدوء وازا هدوءه ,لكنه يخفي تحته كل انفعالاتها ....

"حسناً متى اردت السفر سأكون جاهزة , فأنا سأتحمل مسؤلياتي وتبعات كوني ام الكونت القادم...(صمتت لثانية قبل ان تقول بصوتٍ مبحوح مضطرب )وزوجت الكونت الحالي .." ثم ابتعدت عنه بسرعة وغادرت قبل ان تنهار تماماً ...

********************************


نهاية الفصل الربع عشر


قراءة ممتعة للجميع وبأنتظار سماع رأيكم فيه ....

الفصل القادم فيه لعبة اعصاب وشقاوة وغزل ...وجولة سياحية ...يعني تعويض عن حرقة الأعصاب الي عشناها عالى الناشف هيك... هههه

بأنتظاركم مع حبي لكم


noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 12:16 PM   #353

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

الاتنين دول عاوزين المشنقه 😒
يعني كل واحد مستني إشاره من التاني 😏واي كلمه بتتاخد بفهم خطأ
لا لاول محتاجين قاعده مصارحه مع بعض 😂
بس عجبتني أنجيلا الصراحه لما قررت انها تحمي حدوته لداني😂😂😂😂😂بس ياريت الخطه نجحت 😏


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 01:14 PM   #354

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رووووعة ومليئ بالاحداث تسلم ايدك ياقلبي😘😘
ايزابيل يقصف عمرك ياواطية وصلت فيكي تخططي لطلاقو من اليس وتزوجيه مارتينا والحقيييرة بتهدد بالصور عينها وقحه وبدها طلقه 😒😒
جوليان وجع قلبي حياتو كلها انقلبت بيوم والليله وعم بواجه حية مش قدها ياترى كيف رح يتصرف ويحمي داني واليس من الحرباية
مزززي اوعك تستسلم لكلامها 😭😭


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 02:03 PM   #355

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

اااااااخ جلطوني مالهم هيك قلبو ليش مايصارحو بعض جوليان بعصبيته بدمر كل الحب الي بينهم اليس كمان ساكتة لازم تتكلم وتحكي وتعبر
انجيلا وفكرتها والحكاية يختييي ولا صار اشي كله تكسير وتحطيم 😩😩
ايزابيل ريتك تنهدي يابعيدة أثرت بكلامها على جوليان 😒


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 02:33 PM   #356

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كلامهم لبعض غير افكارهم 😏

مفيش حد يجي يا جماعة يخليهم يسمعوا افكارهم 😏

او يقعدهم كدا و يخليهم يكتبوا كل اللي مخبينه في ورق و بعدين يسلموا الورق لبعض 😂😂


تسلمي على الفصل يا قمر ..... في انتظاار فصل الاسبوع الجااي اللي هيهون فصل الاسبوع دا 💃😁


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 02:49 PM   #357

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل تحفة
سوء التفاهم كبر بينهما وكلاهما غبيان
ونفسي ادخل جوا فى الرواية ااضرب عل راسهما الاثنان
وهى مستعدة للسفر مع جوليان
الله يستر من الشيطانة ايزابيل
بانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 28-09-18, 12:45 AM   #358

شيرين فرج

? العضوٌ??? » 407622
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » شيرين فرج is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع هو ليه كام فصل

شيرين فرج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-18, 01:28 AM   #359

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

للأسف الهوة بتتسع جدا بين اليس وجوليان
سوء الفهم هو العامل الرئيسى اللى بينهم
استسلام اليس لقرارته بالافصال في المعيشه بينهم مزود عصبيته وبيخلى جانبه السئ يظهر
وهى انفعلاته عليها مخليه فاكرة ان ارتباطه بيها لمسئولة اللقب وحماية اللقب وليس حبا فيها
فصل يشد الاعصاب فعلا تسلم ايدك
مستنيه بقى فصل الشقاوة شويه علشان اعصابى تعبت من الاتنين المجانين دول


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 28-09-18, 06:42 AM   #360

Jeeja

? العضوٌ??? » 340348
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 180
?  نُقآطِيْ » Jeeja is on a distinguished road
افتراضي

روابة فريدة من نوعها وأحداثها ..
أليس نموذج كثيير متكرر بمجتمعنا للخالة " أخت الأم " وتقوم بمقام الأم ..
مقدرة لها خوفها وعدم بوحها بس بآخر موقف لمّا التزمت الصمت وقررت الانسحاب اسمحي لي اقولك عنك " جبانه في الحب " ، مرّت مواقف كثير وكنت قدرة صمتها بس لهنا وكفاية ياأليس استجمعي قوّتك واطردي الخوف عن بابك ..
استمتعت بقرائتها شكرا للكاتبه العظيمة على هذا الجمال وكلنا شوق لسفرة جوليان وأليس


Jeeja غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.