آخر 10 مشاركات
القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-19, 01:52 AM   #911

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي


ألف لاباس عليك مي ...الله يحفظ عليك صحتك يارب ويبارك بهالأنامل لإبداعها وإمتاعها لنا


ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-19, 11:42 PM   #912

اينجل احمد 66

? العضوٌ??? » 431323
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » اينجل احمد 66 is on a distinguished road
افتراضي

طبعاً خلي أبدى انو اني ابدا ممنطيه رد على رواية قاريته لحد الآن صارلي أكثر من أربع سنوات دا أقره روايات وأكثر الروايات اللي قريته للمبدعه كاردينيا وحتى هيه أشكد أحبها واحب روايتها بس ابد ممنطيه رد يعني لازم شوفيين نفسج متميزة لانو اول مره اكتب رد وانتي مبدعه كالعاده وأريد أسأل شوكت ينزل الفصل اني من الخميس الماضي انتظره تحياتي لك أتمنى انو تنطيني موعد محدد شوكت تنزل الروايه واتمنى انو انتي تفهمين عراقي لانو اني عراقيه وهذا الكلام ب العراقي كاتبته 😍😍😍😍

اينجل احمد 66 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 01:49 AM   #913

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث والأربعون

قرِّب إليَّ الماءَ، إنِّي لظاميءٌ

ولديكَ أنتَ الماءُ والترياقُ

مهما تطاولَ عنكَ ليلُ صبابتي

فأنا إلى فجر المُنى توَّاقُ

ما دام لي حُلُمُ اللِّقاءِ فإنَّني

أحيا بهِ، مهما يطولُ فِراقُ

"عبد الرحمن العشماوي"
*******************
نقلت (سديم) عينيها في المكان حولها تنظر إلى الموجودين من عائلة (آدم) وتنفست بتوتر وهي تفكر في حديثها مع الجد (رفعت) .. أخبرها أنّه أراد أن يمهد لها الأمر قبل أن تجد نفسها في مواجهة لا ترغبها .. أخبرها لو أنّها أرادت أن تتجنب الأمر فلا بأس هو لن يلومها .. زفرت وهي تنظر نحو عمة (آدم) التي دخلت الغرفة بوجه شاحب وبصرها زائغ تنقله كل حين نحو الخارج .. هل قلبها يشعر به؟ .. هل تشعر أنّ شيئاً على وشك أن يحدث؟ .. لولا أن الجد استدعاها قبل قليل ليتحدث معها وأخبرها أنّ (أحمد اليزيدي) سيأتي لمقابلة العائلة ربما كانت شعرت بالقلق على (صفية) وهي ترى حالتها المحيرة التي دفعت (ثريا) لتنهض من مكانها وتجلس بجوارها تتحدث معها بخفوت ووجهها قلق .. لمحتها تهز رأسها نفياً وكادت تنهض مشفقة عليها لتخبرها ألا تقلق وأنّ الدقائق القادمة بالتأكيد ستحمل لها خبراً سعيداً .. الوقت القليل الذي قضته وسطهم عرفت الكثير عنهم وعرفت عن حب والديّ (سؤدد) .. كانت ترغب في معرفة الكثير عن شقيق أمها الراحلة الذي لم تعرفه أبداً .. أطرقت بألم .. الشقيق الوحيد الذي عرفته كان قاتلاً انتزع منها أسرتها وأمانها وولداه لم يختلفا عنه كثيراً .. انتفض جسدها بخفوت عندما شعرت بيد (آدم) الجالس بجوارها تمسك بكفها وتضغطه بحنان فالتفتت نحوه مبتسمة بشحوب بينما يسألها
_"أنتِ بخير حبيبتي؟"
هزت رأسها

_"أنا بخير .. شردت قليلاً"
تأملها بقلق لتدرك أنّ قلقها غلب ملامحها وإجابتها لم تقنعه .. حاولت الابتسام لكنّها فشلت بينما عقلها يسترجع السبب الآخر لضيقها وقلقها .. (عماد اليزيدي) .. لا تعرف كيف سيكون رد فعلها عندما تراه .. كان ابن قاتل أبويها .. هو تسبب في موت والدها الحقيقي وشقيقه دمر حياة أختها الصغيرة .. كيف يمكنها أن تقف جانباً وهي تراه أمامها تجسيداً لكل أعدائها؟ .. أحد الأشخاص الذين توعدتهم بالانتقام بعد أن عرفت بموت (عزت اليزيدي) .. الجد أخبرها أنّ (عماد) كان ضحية خدعة حقيرة من والدته وأنّه الآن يحاول تصحيح الأمور والتكفير عن كل أخطائه .. كزت على أسنانها .. صحوته جاءت متأخرة جداً .. بماذا سيفيدها اكتشافه للحقيقة الآن؟ .. هل سيعيد لها والدها؟ .. تنفست بقوة .. لا .. هي لا تستطيع أن تفكر الآن وهي منفعلة .. تحتاج لتتحدث مع (هشام) وتخبره بكل شيء .. تريد أن تعرف رأيه فيما يحدث .. ربما تذهب غداً لمقابلته .. (هشام) وحده بينهما هي و(عاصي) هو من يستطيع التحكم في مشاعره والحكم على الأمور بحكمة وروية ودون تطرف
_"حبيبتي .. أنتِ لستِ هنا أبداً .. ما الأمر؟"
التفتت بابتسامة باهتة وهي تهز رأسها

_"لا شيء حبيبي"
_"(سديم)"
همس اسمها بلوم حنون لتسأله
_"هل .. هل أخبرك جدي (رفعت) أي شيء؟ .. هل تعرف من سيأتي الآن؟"
زفر بتوتر وهو ينظر نحو عمته
_"أجل .. لقد أخبرني قبل أيام بشأن (عماد)"
قطبت قائلة بلوم
_"ولم تخبرني؟"
_"حبيبتي .. لم أحب أن أضايقكِ بالأمر .. وكما يبدو كنت محقاً فحالتكِ الآن لا تعجبني"

تنهدت بقوة
_"لا أعرف يا (آدم) .. هل كان يجب أن أتجنب مقابلته؟ .. أخشى أن .."
صمتت بتوتر ليضغط على كفها قائلاً بحنان

_"أنا معكِ حبيبتي لا تقلقي .. لا تجبري نفسكِ على شيء إن أردتِ أن تصعدي لغرفتنا لا بأس .. جدي لن يغضب .. وبشأن (عماد) فجدي يثق به .. على الأقل وثق به ليحمي (سؤدد) وكان يعرف من البداية بحقيقته بل كان هو من تحايل ليجعله حارسها الشخصي .. أنا أثق بحكمة جدي ونظرته للأشخاص وللأمور وأرى أنّه يثق بـ(عماد) ويراه شخصاً جيداً .. أنا أعرف أنّكِ وأسرة (رضوان) كلها توجعتم بسببه هو وأسرته لكن .. أرى أنّه لا يجب علينا التسرع في الحكم على الأمور .. جدي بالمناسبة تحدث مع (هشام) بالأمر ويرى أننا .."
توقف عن الكلام مع ارتفاع صوت (سؤدد) بالخارج وهي تهتف في أحدهم بغضب شديد جعل الجميع ينتفضون من مكانهم ويندفعون خارج الغرفة .. تجمدت مكانها وعيناها تقعان على الرجل الواقف أمام (سؤدد) يواجه غضبها بملامح هادئة .. تأملته وقلبها منقبض .. هذا هو .. (عماد اليزيدي) .. تنفست بقوة ووجهه يختفي من أمامها فجأة ليحل محله وجه أبيه وعادت معه تلك الذكرى الوحيدة له .. لوهلة اختفى الجميع من حولها وبقيت هي و(عزت اليزيدي) وشبح والديها في مواجهة بعضهما وعاد الدم والظلام ليلون الرؤية أمامها .. تحركت قدماها خطوة واحدة دون أن تشعر لتوقفها يد (آدم) التي أمسكت بكفها لتلتفت نحوه بعينين شوشتهما الذكرى والألم النابض بأعماقها قبل أن يتسلل وجهه لينتزعها من غيمتها السوداء الدموية، وهو يهز رأسه ويده تضغط على يدها برفق حازم يخبرها أنّه معها .. عادت تنظر نحو (سؤدد) التي لأول مرة تراها فاقدة واجهتها الباردة تتفجر بالغضب والمرارة .. رأتها تندفع نحوه حين ألقى التحية على والدتها المصدومة لرؤيته، وهي تهتف فيه بعنف ألا يتحدث مع والدتها وشهقت حين رأتها تتعثر وتكاد تسقط أرضاً لولا أن أسرع يمسك بها في حماية وخفق قلبها بعنف وهي ترى نظراته لها .. إنّه يحبها .. نظرت بأسى نحو (سؤدد) التي ضاعت للحظات وهي تنظر له بطريقة أخبرتها كل شيء بوضوح .. (سؤدد) أيضاً تحبه .. تحبه بشدة لكنّها تشعر بالخيانة والألم بسببه .. مالت تستند إلى (آدم) تراقب ما يحدث في صمت غامر بالألم وعيناها لا تفارقان وجه (عماد) .. كيف يقول الجد أنّ من حقه فرصة أخرى يكفر فيها عن أخطائه؟ .. هي أيضاً احتاجت فرصة لتتطهر من ماضيها لكن .. خطاياه هو .. هل مثل تلك الخطايا يمكن غفرانها؟ .. هل ستغير شيئاً توبتُه؟ .. يا الله .. هل ستكيل بمكيالين الآن؟ .. من قال أن خطاياها هي تُغتفر؟ .. صوت الجد أتى في تلك اللحظة منتزعاً إياها من أفكارها بينما ينزل السلالم برفقة حماها .. تنفست بقوة وهي تسمعه يخبر (سؤدد) أنّ (عماد) ضيفه وأنّه من دعاه ليصحح سوء الفهم ويعرفه بالعائلة لتنفجر (سؤدد) بعدها ترفض بإصرار ألا تسمح له أو لأي شخص من أسرته بالاقتراب من أسرتها .. وهي دعمت قرارها بداخلها .. هل بعد كل ما جرى يمكن العودة للوراء كأن شيئاً لم يحدث؟ .. اقشعر جسدها مع الصوت الذي انطلق في المكان وعيناها اتسعتا وهما تقعان على الوجه الذي أطل من خلف (سؤدد) لتترنح في وقفتها وهي تمسك بكف (آدم) بقوة .. أهذا هو؟ .. هذا شقيق والدتها .. الرجل الذي ساعد أبويها ليفرا بعيداً ويتزوجا .. نظرت إليه بقلبٍ خافق تبحث فيه عن شبح أمها الراحلة ودمعت عيناها بشدة .. شعرت بذراع (آدم) تحيط بخصرها لتميل مستندة له وهي ترى عبر دموعها (صفية) تتحرك في اتجاه (أحمد اليزيدي) وشعرت بقبضة تعتصر صدرها لأجلهما وهي ترى كيف نسيا كل العالم وغرقا في تأمل بعضهما بلهفة وألم وعدم تصديق قبل أن تتعلق (صفية) به وتنفجر بالبكاء بحرقة شديدة أسالت دموعها .. نظرت لوجه (آدم) المليء بالانفعالات وهي تهمس داخلها .. هي تعرف هذا الشعور .. تعرف معنى الفراق والاشتياق والفقد .. السنوات التي فرقتها عن (آدم) كانت تحياها في جمود وبلا روح وتشعر بالفرق الآن بعد عودتهما معاً .. فكيف بهما وقد افترقا ظلماً لأكثر من خمسة عشر عاماً؟ .. يكفي رؤيتهما متعلقين ببعضهما هكذا لتعرف كيف يشعران .. مالت برأسها تستند لكتف (آدم) وهي تتابع المشهد بقلب مرتجف وقد نسيت تماماً كل أفكارها بشأن وجود (عماد) .. همست لـ(آدم) بصوت متحشرج
_"أشعر بالألم لأجلهما .. يبدو أنّهما تعذبا كثيراً"
هز رأسه واشتدت ذراعه حولها بطريقة أخبرتها أنّه يستعيد نفس شعور الفقد والفراق .. عادت تنظر لـ(أحمد اليزيدي) وهو يبعد (صفية) عنه برفق ليرفع كفيه يحتضن وجهها وسمعته يهمس باختناق

_"اشتقت لكِ (صفية) .. اشتقت لكِ كثيراً حبيبتي"
همس بها ومال يقبل جبينها في حبٍ خالص قبل أن يخفض كفيه ويلتفت ناظراً للجميع في حرج وكأنما انتبه أخيراً للجمهور الذي تابع لحظاتهما بتأثر واضح ثم عاد ينظر نحو (صفية) التي لم تطرف بعينيها عن وجهه وقد بدت ذاهلة عن كل شيء سواه .. تنظر إليه كأنّه حلم وتخشى أن تستيقظ منه .. تحرك نحوهم لتسرع (صفية) وتمسك بكفه بخوف تألق في عينيها واشتدت كفها على يده وهي تتشبث به تخشى أن تتركه فيختفي تماماً .. ابتسم لها بحب وتحرك معها ليقترب من عائلتها ونظر نحو الجد (رفعت) الذي نظر لكفيهما المتعانقين وضغط على شفتيه قائلاً بمزاح
_"لماذا لم تأت بالمأذون معك يا (أحمد)؟ .. كان يجب أن أتوقع رد فعل (صفية) مسبقاً"
ابتسمت مع كلماته وهي تنظر لوجه (أحمد اليزيدي) الذي ارتبك بشدة وهو يلتفت لـ(صفية) التي يبدو أنّها لم تنتبه لكلمات والدها الذي تحرك نحوهما وهو يفتح ذراعيه ليعانق (أحمد) بقوة وهو يربت على كتفه
_"مرحباً بعودتك لبيتك بني"
لمحت الدموع تتسلل من عينيه وهو يغمضهما مستسلماً لحضن الجد الذي ابتعد بعدها ليحتضن وجه ابنته الباكي وقبّل رأسها قائلاً بحب

_"لقد عاد الغائب يا (صفية) وانتهى العذاب يا بنيتي"
هزت رأسها وهي تبكي ليضمها إليه فبكت بحرقة أكبر وهي تتشبث به بينما اتجه (أمجد) ليعانق (أحمد) بقوة ويرحب به بنفس الحرارة .. ابتعد بعدها (أحمد) ومسح دموعه وهو ينظر بلهفة إلى حيث يقف ولداه وابتسم وهو يرى (سيف) قبل أن تبهت ابتسامته وهو يرى مكان (سؤدد) خال منها .. لم ينتبه أحد لاختفائها من المكان .. نظرت حولها لتكتشف اختفاء (عماد) هو الآخر .. كيف غادرا دون أن يشعر بهما أحد؟ .. عادت تنظر نحو شقيق أمها الذي عاد يبتسم رغم الجرح الواضح في عينيه بينما يتحرك نحو (سيف) الذي تحرر من صدمته بصعوبة وتسللت الدموع لعينيه بوضوح وهو يهمس بخفوت
_"أبي"
تحرك نحوه ببطء ليقابله في منتصف الطريق ووقف أمامه ليتأمله (أحمد) بلهفة ورفع كفه يلمس وجهه وشعره ونزل بيديه يلامس كتفيه قبل أن يهمس باختناق وهو ينظر في عينيه
_"يا الله .. لقد صرت رجلاً كبيراً يا بني"
سالت دموع (سيف) كطفل صغير وهو يهمس مجدداً بخشية
_"أبي .. هذا أنت أبي"
احتضن وجهه يخفض رأسه نحوه
_"هذا أنا يا (سيف) .. سامحني بني .. سامحني لأنني لم أكن معك وأنت تكبر لتصبح رجلاً يفتخر به أي أب"
اختنق (سيف) بدموعه بينما ضحك والده من بين دموعه وهو يربت على كتفه ويقول مازحاً
_"لقد تجاوزتني طولاً حتى .. يا الله .. كيف أصبحت طويلاً هكذا يا فتى؟ .. ماذا كانت (صفية) تطعمك وأنت .."
لم يكمل جملته و(سيف) ينحني ملتقطاً كفه ويقبلها مغرقاً إياها بالدموع ويلقي رأسه على صدر والده يحتضنه بكل اشتياق ولهفة وهو يهتف
_"لقد عدت يا أبي .. لا تعرف كم انتظرتك .. لو تعرف كم أردت رؤيتك ولو مرة واحدة يا أبي"
احتضنه (أحمد) بكل قوته وضم رأسه إليه قائلاً بصوتٍ متقطع
_"أعرف بني .. أعرف .. سامحني يا (سيف) .. سامح والدك يا بني .. سامحني"
_"لا يا أبي .. لا تطلب السماح .. لا شيء تطلب السماح عليه .. لقد انتهى كل شيء .. يكفي أنّك هنا الآن .. لقد عدت إلينا أخيراً وهذا يكفيني"
أدار وجهه يقبل رأس (سيف) بحب وهو يهتف واعداً
_"لن أترككم مرة أخرى بني .. أنا هنا ولن أرحل عنكم مجدداً"
تحركت (صفية) لتربّت على ظهر ابنها في حنان وعيناها الدامعتان متعلقتان بحبيبها الذي وعدها بنظراته أنّه لن يتخلى عنهم أبداً بينما ران الصمت على المكان من حولهما والجميع يقفون ودموعهم تسيل في تأثر قبل أن يقطع الجد سيل المشاعر قائلاً بصوت مرتجف من التأثر وهو يمسح دموعاً خائناً
_"يكفي يا أولاد ستجعلونني أبكي .. تعرفون أنّ قلبي لا يحتمل"
رفع (أحمد) رأسه ينظر له بامتنان واحترام خالص وهو يقول
_"سلامة قلبك يا كبيرنا .. أدامك الله فوق رؤوسنا دائماً"
تحرك الجد مبتسماً وربّت على كتفه قبل أن يلامس ظهر حفيده الباكي ويقول بصوت متحشرج
_"هيا يا أولاد .. دعونا نجلس بالداخل بدل وقوفنا هكذا .. لا زال هناك الكثير لنتحدث فيه"
وتأمل (أحمد) وابنته بابتسامتها الباكية وأكمل قائلاً بحنان
_"ولا زال هناك عمر طويل لتعوضاه .. وسنبدأ من الليلة"
رفع كفه يمسح على شعر ابنته وضمها إليه وهو ينقل عينيه بين أفراد عائلته متابعاً بوعد حنون
_"كل شيء سيكون بخير من الآن فصاعداً .. كل الأوجاع ستُشفى وسينتهي الألم .. هذا البيت الكبير بنيته مع (عائشتي) بالحب والسعادة ووعدتها أنّه مهما حدث سيبقى مسكنهما حتى النهاية"
وأغمض عينيه مبتسماً وكأنما يستعيد خيال زوجته الراحلة قبل أن يفتحهما وينظر للأعلى هامساً
_"بيت (عائشة) سيبقى مفتوحاً للجميع .. سيبقى للحب والسعادة مهما حاولت الأحزان أن تقتحمه .. حبها الطاهر الذي غرسته هنا سيبقى حياً وسيحميكم حتى بعد رحيلي عنكم"
تشبثت به (صفية) بقوة وهمست
_"حفظك الله لنا يا كبير الهاشمية .. لا معنى لهذا البيت من دونك .. أنت حصن هذه العائلة كلها ومنبع قوتنا"

ضمها أكثر وهو يتحرك نحو غرفة الجلوس مشيراً للجميع أن يتبعوه فمالت (سديم) تهمس في أذن (آدم) بمرح رغم الدموع في عينيها
_"هل أخبرتك أنني أحب جدك؟ .. لقد كنت مخطئة"
نظر لها بتساؤل لتتسع ابتسامتها وتميل مستندة لكتفه وهي تردد
_"أنا أعشقه"
ابتسم مع كلماتها وضمها إليه بحب بينما يتجه معها ليلحقا بعائلته لتهمس داخلها وكلمات الجد تتردد بعقلها من جديد .. هي تثق به .. تثق بوعده وحكمته ومهما حملت لهم الأيام القادمة .. هذا البيت لن يعرف سوى الحب والسعادة من الآن فصاعداً .. وهي ستبقى ممتنة للقدر الذي جعلها جزءاً من هذا البيت وفرداً في عائلة هذا الرجل العظيم.
*******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 01:54 AM   #914

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لم تطرف عينا (عماد) عن (سؤدد) لحظة واحدة وانقبض قلبه بألم شديد وهو يرى شحوب وجهها ونظراتها الضائعة التي تعلقت بوالدها .. كان يقف بقربها عندما شعر بها تميل إليه بحثاً عن الدعم ولم يكد يسندها وتنتبه هي لهويته حتى اعتدلت بجسد ضعيف وابتعدت منتزعة صرخة معترضة متوجعة من قلبه المعترض والذي كاد يدفعه ليمسك بها ويضمها لصدره رغماً عنها هاتفاً فيها أنّه معها .. يتوسلها أن تتخلى عن مقاومتها وتنهار فوق صدره وهو سيخفيها عن العالم كله .. لمح والدتها وهي تتجه بخطوات مرتجفة غير مصدقة لتقترب من عمه وبينما تركزت أنظار الجميع فوقهما وتسلل لأذنه بكاء (صفية) الشديد وهمسات عمه المختنقة بالعاطفة تركزت نظراته عليها هي بينما تستند لشقيقها الذي ماثلها شحوباً وأعينهما متعلقة بوالديهما الغارقين في عالمهما الخاص .. قطب وهو يقرأ كل مشاعرها بينما يرى جسدها يرتجف بصورة غير ملحوظة ليقبض على كفه أكثر محاولاً التحكم في جسده حتى لا يندفع ليضمها أمام الجميع .. لمح الدموع تتجمع في عينيها بينما تتخلى أخيراً عن يد (سيف) وتتراجع للخلف .. للحظة واحدة رفعت عينيها عن شبح والدها والتقت أعينهما لتنغرس سكين نظراتها المتوجعة في قلبه أكثر ولم يشعر بنفسه وهو يتبعها حين تراجعت في غفلة عن البقية لتختفي بعيداً تجتر آلامها وحدها .. ترك المشهد المتفجر خلفه واندفع يتبعها وقلبه يهتف اسمها دون توقف .. لن يسمح لها هذه المرة .. لن يسمح لها بإقصائه في لحظات ألمها وانهيارها .. يكفي .. قادته خطواته خلفها إلى إحدى شرفات القصر الخلفية ومنها إلى الحديقة .. بحثت عيناه عنها بقلق ليجدها في النهاية تستند للحائط وجسدها يرتجف بعنف شديد انتقل لقلبه بعنف مماثل فشهق بقوة وهو يندفع إليها .. كانت هي قد استندت للحائط بعد أن شعرت بنفاذ قوتها .. أرادت الهرب بعيداً .. كانت تشعر أنّها في كابوس .. كل ذكرياتها كسرت قفل صندوقها وتحررت لتهاجمها بكل قوتها .. مشاعرها التي تخبطت بين الرعب من ذكرياتها التي تحررت ببشاعة وبين رغبتها العنيفة في أن تندفع كأمها لتلقي بنفسها بين ذراعيّ والدها وتصرخ بكل ألمها وتشكو له منه .. تشكو له كل سنواتها الباردة وروحها الذبيحة .. تشكو له غيابه ويتمها وهو على قيد الحياة .. أرادت أن تكرهه .. أرادت أن تصدق أنّها كرهته طيلة عمرها وأنّها لم تكن لتسامحه أبداً لكنّها عرفت كم كانت كاذبة .. كم كانت تتعذب لفقدانها إياه .. كم تتعذب الآن لأنها تحرم نفسها الآن من اللحظة التي تلهفت لها روحها لسنوات طويلة دون أن تشعر هي .. ارتجاف جسدها ازداد وهي تشهق بالبكاء بينما تستوعب كم هي ضعيفة .. كانت تخدع نفسها طيلة السنوات الماضية وهي تظن نفسها صنعت من ذاتها امرأة قوية ثلجية القلب وحصنت قلبها ضد المشاعر كلها .. الآن تكتشف أنّ قناع قوتها كان ذائفاً .. أنّها كانت تدعي القوة كل هذه السنين .. لم تحتملها ركبتاها فنزلت أرضاً مستندة للحائط ودفنت وجهها فوق ركبتيها تبكي بانهيار .. ها هي مرة أخرى تحرم نفسها من أحضان والديها .. تحرم نفسها من اللجوء إليهما والاختباء داخل أحضانهما من كل آلامها وأشباحها .. لقد حكمت على نفسها بالوحدة حين انعزلت عن الجميع داخل قوقعتها الباردة ورفعت أسواراً اتضح الآن كم هي هشة لكنّها لا زالت لاتملك القوة لتجاوزها .. لم تشعر به وهو يقترب منها .. لم تسمع صوت خطواته التي ضربت الأرض بقوة وسرعة وهو يندفع نحوها .. كانت غارقة مع تلك الأصوات والصخب الذي يضرب أعماقها ولم تنتبه إلا على قبضة يده القوية وهو يمسك بكفها ينتزعها من مكانها على الأرض، لتشهق بفزع وقبل أن تجد الفرصة لتنطق بحرف كانت بين ذراعيه .. حاولت إيقاف رجفتها ودموعها .. حاولت خنق شهقاتها الباكية والصراخ فيه لكنّ ذراعيه المحيطتين بها كطوق نجاة اشتدتا عليها وسمعته يهتف بينما يمنعها من دفعه بكفيها
_"لا .. لن تبتعدي .. ليس هذه المرة (سؤدد)"

همست باختناق وجسدها يرتجف أكثر
_"ابتعد .. دعني"
_"لا (سؤدد) .. لن أبتعد .. لن تهربي مرة أخرى .. لن أسمح لكِ .. إن أردتِ الاختباء والانهيار بعيداً عن الكل ستختبئين هنا .. ستنهارين هنا بين يديّ .. لا تمنعي دموعكِ .. ابكي واصرخي كما تريدين .. أنا هنا .. أنا سأحميكِ من كل شيء .. أنا حصنكِ (سؤدد) .. أنا أمانكِ حبيبتي فتوقفي عن الحرب وارتكني لي"
أرادت أن تصدق .. أرادت أن تستسلم وتتوقف عن حربه وتركن إليه .. هجوم ذكرياتها اشتد وبدأ يسحبها عن الواقع .. تشبثت به في ضياع وأنفاسها تخرج في شهقات ضعيفة متتالية بينما تشعر بمخالب الماضي تنشب نفسها في روحها وتشدها بعيداً .. قلبها استسلم قبلها وارتكن للأمان الذي يمثله، ليضمها أكثر ورفع كفه يحتضن رأسها هاتفاً
_"أنا هنا .. لن أذهب لأي مكان .. أقسم لكِ .. لن أسمح لأحدهم بإيذائكِ .. لا أحد سيقترب منكِ في وجودي"
ضربت على صدره بقبضتها وهي تهتف بضياع
_"لقد تركتني .. تخليت عني"
مال يضغط شفتيه فوق شعرها بقوة للحظات ثم أجاب باختناق
_"لم يكن بيدي .. لم أعرف .. صدقيني حبيبتي كان رغماً عني .. لكن الآن .. لا .. لن أسمح لأي شخص بإيلامكِ .. سأجعلهم يدفعون ثمن دموعكِ .. سأدفع حياتي نفسها لو تكلف الأمر لأسترجع حقكِ منهم"
شعر بيدها تقبض على قميصه ورأسها تستسلم فوق صدره وهي تهمس بضعف
_"أبي .. أبي هنا .. أبي عاد"
دمعت عيناه واختنق صدره أكثر ليهمس
_"أجل حبيبتي .. هو هنا .. لقد عاد .. عاد من أجلكِ .. من أجلكم جميعاً .. لقد تعذب كثيراً بعيداً عنكم .. لا تصديه (سؤدد)"
عقلها كان في عالم آخر وكان مدركاً أنّها لم تكن بوعيها وإلا لكانت دفعته بعيداً وغرست أظافرها في صدره لكنّها كانت مستسلمة لعناقه كقطة مبتلة وهي تردد بهذيان
_"لقد عاد .. أبي أتى من أجلي .. لقد قتله .. انتقم لي"
تصلب جسده مع كلماتها بينما تتابع بصوت متقطع
_"قتل ذلك الحقير .. أنا رأيت دمه على الأرض .. لكنني لم أقتله .. لم يكن أنا .. كان يجب أن أقتله .. أنا .. كنت ضعيفة .. لقد قيدني و .. عذبني و .. أنا لم .."
تنفس بعنف ودمه غلى بوحشية وهو يستعيد ما أخبره به عمه .. لم يخبره التفاصيل .. لكنّه يعرف أنّها تعذبت .. لقد دمروها وهو بعيد عنها .. لو أنّه كان هناك لمزق ذلك الحقير الذي تجرأ على لمسها .. لكنّه لن يرحم من كان السبب في هذا .. أيقظته من أفكاره الدموية وهي تصرخ بحدة وقبضتاها تلكمانه بعنف
_"أنا لم أستطع قتله .. لم أستطع منعه .. كنت ضعيفة .. لم أستطع"
هتف وهو يهزها

_"(سؤدد) توقفي .. أنتِ بخير الآن"
صرخت بشراسة أكبر
_"دعني .. ابتعد .. لا تلمسني .. سأقتلك .. (عماد) .. أبي"
سقط قلبه بينما قدميه بارتياع وهو يرى وجهها على نور الغروب الخافت مغموراً بالدموع وعيناها مغمضتان بشدة بينما يهتز جسدها برفض ومقاومة شرسة وقد فقدت كل اتصال لها بالواقع .. قيد يديها واحتوى جسدها بقوة شديدة وقد أدرك أنّها تنهار كما فعلت أول مرة
_"لا تعودي لهناك (سؤدد) .. أفيقي .. أنتِ لستِ ضعيفة .. (سؤدد) توقفي"
صرخ بكلمته الأخيرة بقوة جعلتها تنتفض شاهقة وهي تفتح عينيها عائدة من قبوها المعتم .. حدقت فيه بعينين متسعتين بشدة غارقتين بالدمع ليهمس بلوعة
_"أجل حبيبتي .. عودي .. أنا هنا .. أنا لن أ .."
انقطعت كلماته وعيناه تتسعان بفزع وهو يراها تغمض عينيها ورأسها يميل جانباً وجسدها يرتخي بين ذراعيه بطريقة مرعبة .. هتف وهو يهزها بجزع
_"(سؤدد) .. حبيبتي .. أفيقي .. (سؤدد)"
رفعها عن الأرض واندفع عائداً للقصر وعيناه لا تفارقان وجهها وصدرها الذي تحرك بأنفاس ضعيفة بينما قلبه ينتفض برعب يزداد مع كل خطوة .. اندفع للداخل بسرعة وهو يحملها متجهاً نحو السلالم إلى حيث غرفتها .. سمع صوت (هاميس) تهتف وهي تندفع نحوهما
_"(سؤدد) .. ماذا أصابها؟"
لم يلتفت إليها وهو يصعد السلالم بسرعة متجهاً لغرفتها التي اقتحمها بقوة دفعت الباب ليصطدم بالحائط في عنف تناقض كلياً مع الرقة التي وضع بها جسدها فوق الفراش وجلس بجوارها قائلاً بلهفة وهو يمسح على وجهها
_"(سؤدد) .. حبيبتي .. استيقظي يا عمري لا ترعبيني هكذا"
صوت خطوات اندفعت للغرفة تبعها صوت (هاميس) تهتف
_"يا الله .. ماذا حدث؟ .. هل هي بخير؟"
نظر لها بتشوش ليعود ويركع بجوار الفراش وأمسك كفها مردداً بتوسل
_"أنا هنا حبيبتي .. افتحي عينيكِ"
ارتفعت الأصوات من حوله ولم يهتم ليعرف من بالغرفة لكنّه التقط صوت (ثريا) وهي تهتف
_"(هاميس) .. اتصلي بالطبيب حالاً"
شعر بجسدها بقربه لكنّ تركيزه كله كان على (سؤدد) التي اقترب ليسند جبينه لرأسها هامساً بحرقة
_"أنا آسف حبيبتي .. استيقظي .. كل شيء سيكون بخير أنا أعدك .. هيا انهضي (سؤدد)"
شعر بأحدهم يحاول إبعاده عنها ليتشبث بها أكثر هاتفاً بحدة
_"ابتعدوا"
قبضة اشتدت على كتفه تشده للخلف ليلتفت هاتفاً بانفعال
_"دعونا وحدنا .. أنا لن أتركها .. لن .."
توقفت الكلمات في حلقه وعيناه تقابلان عينيّ عمه الحازمتين رغم الألم داخلهما ليهمس بخفوت وعيناه تدمعان
_"عمي"
ربّت (أحمد) على كتفه قائلاً برفق
_"انهض بني .. دع (صفية) توقظها"
التفت إلى حيث أشار بناظريه ليجد والدتها تقترب منهما بوجه مضطرب فترك كفها مرغماً وتنحى جانباً ليقف بجوار عمه بينما انحنت (صفية) مقربة زجاجة عطر من أنفها وهي تهتف بلهفة
_"صغيرتي .. (سؤدد) .. استيقظي بنيتي .. نحن هنا معكِ .. هيا"
لم تزد (سؤدد) عن الأنين بضعف وهي تهز رأسها وسمع عمه يسأله بجزع وعيناه معلقتان بابنته
_"ماذا حدث يا (عماد)؟"
نظر لعمه بشفقة وألم وهمس
_"لقد انهارت .. ليست أول مرة يا عمي .. لقد تذكرت ما أصابها وانهارت"
زفر (أحمد) هامساً باختناق
_"أنا السبب .. لم يكن يجب أن أظهر أمامها دون تمهيد"
_"ليس ذنبك يا عمي .. إنّه ذنب أولئك الأوغاد"
قطب قائلاً بقسوة وعيناه على (صفية) التي واصلت محاولة إيقاظها لتأن مجدداً وهي تهمس بصوت باكٍ
_"أبي .. (عماد) .. لا تذهبا .. لا تتركاني .. أبي"
اعتُصر قلبه في صدره وتجمدت ساقاه في مكانه بينما تحرك عمه بلهفة ليجلس بجوارها ورفع يده يلمس شعرها في حنان ودموعه سالت على خده
_"أنا هنا صغيرتي .. والدكِ هنا ولن يترككِ أبداً .. هيا استيقظي"
اختنق بغصته وهو ينظر لها بين والديها اللذين يكادان يموتان خوفاً عليها وسمعها تهمس اسمه مجدداً ليتنفس بقوة وتحرك مغادراً الغرفة ليقف في الخارج وهو يتنفس باضطراب .. ضرب الحائط بقبضته لسند بعدها رأسه إليه مردداً بقهر
_"سيدفع الثمن .. كل من آذاها سيدفعون الثمن"
انتبه على صوت (سيف) يهتف
_"ماذا فعلت لها؟"
التفت له بعينين غشيهما الغضب والألم وقال
_"لم أفعل شيئاً"
اقترب لينظر في عينيه بغضب وهو يردد
_"اسمع يا سيد (عماد) .. ما فعله بشقيقتي لن يمر مرور الكرام .. لن .."
قاطعه قائلاً
_"لم أفعل ما يستحق غضبك يا (سيف) .. لقد شرحت كل شيء لجدي (رفعت) وهو يصدق أنني لم أكن لأؤذها أبداً .. أعرف أنني أخطأت لكن ضع نفسك مكاني .. لم أملك أي خيار لأقترب منها وأحميها"
زفر بقوة وهو يتأمله وعاد ينظر في اتجاه الغرفة ليقول قبل أن يتحرك تاركاً إياه ويعود ليكون مع شقيقته
_"عامة .. لم ينته حديثنا .. سيكون بيننا حديث طويل .. لنطمئن عليها أولا وبعدها سنرى ما يكون بشأنك"
عاد يضرب الحائط بقوة قبل أن يقاطعه صوت هامسة
_"سيد (عماد) .. جدي يريدك في غرفة المكتبة"
التفت لها بتشوش قبل أن يدير عينيه نحو الغرفة بتشتت فتأملته بشفقة وتابعت
_"لا تقلق عليها .. الطبيب سيكون هنا خلال دقائق .. هي ستكون بخير .. سآتي لأطمئنك عليها أنت وجدي"
هز رأسه بامتنان ثم تحرك بسرعة لينزل متجهاً للمكتبة .. توقف في منتصف السلالم وهو يجد نفسه وجهاً لوجه مع (سديم) التي قطبت حاجبيها وهي ترمقه بضيق وكراهية لم تستطع منعها من التسلل لعينيها .. فتحت شفتيها كأنما سترميه باتهاماتها وكراهيتها لكنّها تراجعت في اللحظة الأخيرة ورفعت رأسها تصعد السلالم التي تفصلها عنه قبل أن تعود وتتوقف بجواره تماماً وتهمس بصوتٍ ثلجي

_"لا أدري بأي وجه أتيت لتطلب المغفرة من كل من آذيتهم يا سيد (عماد) .. ولا أعرف إن كنت صادقاً أم لا لكن .. ربما أنت تدرك جيداً أن ندمك لن يعيد لنا ما خسرناه بسببك"
أغمض عينيه متنفساً بقوة قبل أن يلتفت لتواجهه ابتسامتها الباردة وهي تقول
_"على أية حال .. لنرى ما ستأتي به الأيام القادمة"
قالتها وصعدت درجة واحدة ثم توقفت قائلة بسخرية دون أن تنظر خلفها
_"آه .. رغم كل شيء .. أتمنى لك حظاً موفقاً في سعيك يا ابن خالي"
اتسعت عيناه مع كلماتها التي ترددت بصدى غريب داخله ليلتفت نحوها بصدمة وكأنما شعرت به درات بوجهها تنظر إليه وأكملت بمرارة
_"أعرف أنّك كنت تبحث خلفي في فرنسا ولم تصل لشيء .. دعني أخبرك إذن بما لا تعرفه .. أنا .. ابنة تلك المرأة المسكينة التي قتلها والدك وخالك بلا رحمة هي وزوجها .. عمتك (رقية) .. هل سمعت عنها؟ .. أنا .. رأيت والدك بعينيّ وهو يقتل أبي .. رأيت خالك الحقير وهو يذبح أمي بلا قلب ويحطما حياتي بعدها للأبد"
تراجع للخلف بوجه شاحب مصدوم لترتجف شفتاها بابتسامة أشد مرارة
_"تبدو مصدوماً للغاية .. أعرف .. عامةً .. سيجمعنا حديث طويل فيما بعد (عماد يزيدي) فأنا .. لم أنس ثأري مع أسرتك يوماً"
ألقت جملتها وعادت تصعد السلالم برأس مرفوعة تاركة إياه في صدمته .. ما الذي قالته لتوها؟ .. ابنة عمته (رقية) .. كيف؟ .. هذا يستحيل .. تابعها بعينيه تختفي في الأعلى متجهة نحو غرفة (سؤدد) وتنفس بحدة وهو يهمس بمرارة
"أي مفاجأت جديدة يخفيها لك القدر يا ابن (اليزيدي)؟"
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 01:55 AM   #915

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لم ينتظر (منذر) المصعد واندفع يصعد درجات السلالم بسرعة وقلبه يخبره بانقباض أنّ ما يحدث لا يوحي بالخير أبداً .. (شاهي) تغلق هاتفها ولا ترد حتى على هاتف الشقة واتصاله بـ(محمد) أقلقه أكثر .. زفر بقوة وهو يهتف داخله بكراهية
"لا .. لا يمكن أن يكون نفذ تهديده .. هل عرفت؟ .. هل أخبرها بالحقيقة؟"
(محمد) لم يقل شيئاً .. فقط أخبره أنّها تغلق على نفسها الغرفة وترفض الحديث معه .. لم يجد الوقت ليستريح بعد عودته من السفر .. كان ينوي رؤيتها وإخبارها بكل شيء .. كلمات والده جعلته يقرر حسم الأمر وعدم انتظار تدخل الظروف أو أي شخص ليخبرها بحقيقته التي يخفيها .. عاد وهو يقرر مواجهتها والاعتراف لها بكل شيء مخاطراً بخسارتها الآن أفضل من خسارتها وكراهيتها له لو عرفت من شخص آخر .. توقف عند باب الشقة بأنفاس لاهثة ورفع يده ليضغط على الجرس لتتعلق في الهواء وغامت عيناه وهو يهمس لنفسه بخفوت .. سيخسرها .. سيخسر ثقتها وصداقتها والسكون الذي أدخلته لحياته المريرة الخانقة .. أطلق نفساً طويلاً وهو يضغط على الجرس وانتظر لحظات حتى انفتح الباب ليقابله وجه (محمد) المتجهم القلق المعترض كالعادة على وجوده في حياة شقيقته .. رمقه بضيق قبل أن يتحرك جانباً ليسمح له بالدخول وهو يقول بنزق

_"تفضل سيد (منذر)"
دخل بهدوء ونظر في المكان حوله وهو يسأله
_"لا زالت بغرفتها؟"
هز رأسه ليتحرك (منذر) بتلقائية في اتجاه غرفة النوم ليهتف (محمد) وهو يمسك ذراعه
_"مهلاً .. أين تعتقد نفسك ذاهباً؟"
ضغط على أسنانه بقوة وهو يتحكم في أعصابه حتى لا ينفعل عليه بينما ردد (محمد) مشيراً لغرفة الجلوس

_"تفضل هنا وأنا سأخبرها بوجودك"
زفر بنفاذ صبر وتابعه بعينيه وهو يتجه ليخبر (شاهي) بوجودها ليتجه هو بعدها بخطوات عنيفة إلى غرفة الجلوس وألقى جسده بعنف على أول مقعد قابله وهو يتمتم متوعداً والده

_"فلتدعو الله ألا يكون لك دخل بحالتها"
الدقائق التي مضت على انتظارها مرت عليه كسنوات وكاد ينهض ليقتحم غرفتها حتى لو اضطر لضرب شقيقها الغيور .. بصعوبة تحكم ببقية عقل وتنفس بعمق وهو يغمض عينيه مسترجعاً من جديد حديثه مع والده قبل أن يقاطع ذكرياته صوت خطوات هادئة .. التفت بلهفة ليجدها أمامه وخفق قلبه بقلق وهو ينظر لوجهها وعينيها المحمرتين .. هل كانت تبكي؟ .. نهض من مكانه هاتفا بقلق
_"(شاهي) .. هل أنتِ بخير؟ .. ماذا حدث عزيزتي؟"
عيناها اللتان نظرتا إليه بمزيج من الألم والخذلان غرستا سكيناً عميقاً بين ضلوعه ولم ترد عليه وهي تلتفت نحو شقيقها الذي وقف بوجهه المتجهم مستنداً للباب وهمست
_"اذهب لغرفتك يا (محمد)"
اعتدل هاتفاً باعتراض
_"لكن يا (شاهي)"
عادت تهمس برجاء أكبر
_"أرجوك حبيبي .. أريد التحدث مع (منذر) وحدنا .. أرجوك"
نظر لها بضيق ثم زفر مطولاً ورمق (منذر) بحدة متمتاً
_"حسناً .. سأكون بغرفتي إن أردتِ شيئاً ناديني فقط"
ابتسمت له بشحوب وهي توميء برأسها وانتظرت حتى غادر الغرفة وحتى لم تلتفت إليه بعدها فقطب بشدة وشكوكه تتأكد .. قطع الصمت وهو يقترب منها قائلاً
_"(شاهي) .. ما الأمر؟ .. ألن ترحبي بي حتى؟"
التفتت إليه ولمح بجزع الدموع تتسلل لعينيها قبل أن تقول بمرارة
_"حمدا لله على سلامتك سيد (منذر) .. أرجو أن تكون قد استمتعت برحلتك"
انعقد حاجباه أكثر وهو يهتف
_"سيد (منذر)؟ .. ماذا بك يا (شاهي)؟ .. لماذا تتحدثين معي هكذا؟"
أحذت نفساً عميقاً وارتجفت شفتاها بابتسامة مريرة وهي ترد
_"وكيف أتحدث يا سيد (منذر)؟"
قاطعها مندفعاً ليمسك ذراعيها ويهزها
_"تباً يا (شاهي) .. توقفي .. ماذا دهاكِ؟ .. إن كانت هناك كلمة واقفة بحلقكِ فقوليها وأريحيني"
ارتجفت شفتاها أكثر وخانتها دمعتان سارعت بمسحهما ثم همست بخفوت شديد
_"انتظر لحظة"
انتزعت نفسها من قبضتيه وغادرت سريعاً قبل أن يجد الفرصة ليمنعها .. ضغط على قبضته متنفساً بحدة وهو يدور في مكانه كليث غاضب .. إنها تعرف .. لم يعد لديه أي شك .. لقد فعلها والده .. أو ربما أخوه .. أحدهما فعلها .. توقفت خطواته فجأة .. أم تراه (مراد)؟ .. هل هو من أخبرها؟ .. عادت كلمات والده بشأن علاقتهما وشكوكه أن تكون مدسوسة عليه ليهز رأسه بعنف رفضاً .. لا.. والده مخطيء .. هو لا يصدق هذا .. قاطعت أفكاره بعودتها للغرفة وقطب وهو يراها تحمل حاسوباً محمولاً وضعته على المائدة التي توسطت المكان والتفتت تقول بصوت متهدج
_"يمكنك أن تشاهد هذه المقاطع .. لا أظنها ستكون غريبة عليك من الأساس"
لم يتحرك خطوة من مكانه وعيناه لا تفارقان عينيها الدامعتين وانقبض قلبه أكثر وهو يخبر نفسه أن كل شيء على وشك أن ينتهي للأبد بينهما .. لن تتقبل أي علاقة بمجرم مثله .. تنفس بقوة وتحرك مرغماً ليقترب وينظر لشاشة الحاسوب بينما ابتعدت هي لتجلس على مقعد بعيد .. اشتعلت النار في دمه وهو يتابع المقاطع التي توالت على الشاشة وانقبضت كفاه بعنف إلى جانبيه وهو يتنفس بوحشية .. كان يعرف أنه مع كل حذره فلابد أن والده يملك أدلة ضده .. والده الذي لا يملك غالياً وعلى استعداد ليقتل أقرب الناس إليه لو لزم الأمر ليحمي نفسه .. حتى هو نفسه إن رآه عثرة في طريقه لن يرحمه .. لم ينتظر ليكمل البقية وأمسك شاشة الحاسوب وأنزلها بقوة ليغلق الجهاز وبقى مكانه للحظات يتنفس بعنف .. لم يكن (مراد) .. والده .. (توفيق) هو من فعلها .. كان يشعر بنظراتها التي تعلقت بظهره المتشنج وهو يحاول التحكم في غضبه حتى لا يخيفها أكثر .. هو لن يلومها لو كرهته ولعنته بعد كل ما عرفته .. قلبه انقبض أكثر بمرارة وألم .. التفت نحوها ببطء وتوجس ليواجه نظراتها المنكسرة الدامعة لتهمس بمرارة
_"هل عرفت الآن ماذا دهاني؟"
لم يرد لتشهق باختناق ونهضت من مكانها مشيرة بحدة للحاسوب
_"لماذا لا ترد؟ .. لا تقف صامتاً هكذا .. قل شيئاً .. قل أن هذا كذب .. كل هذا تلفيق وكذب"
أغمض عينيه زافراً بحرارة لتندفع نحوه مواصلة هتافها
_"أخبرني .. قل أن لديك تفسيراً .. قل أن من رأيته ليس أنت .. ليس أنت (منذر) .. ذلك الـ "
قطعت جملتها ليفتح عينيها ينظر لها بصمت ومشاعره كلها تجسدت بعينيه لترتجف هامسة
_"ذلك الرجل لم يكن أنت .. أنت لست هكذا (منذر) .. هذا لم يكن أنت، صحيح؟"
توقفت الكلمات في حلقه ولأول مرة يبحث داخله عن القوة ليهتف فيها بغضب أنه لا يسمح لها برفع صوتها عليه .. يبحث عن الشيطان عديم الرحمة ليخبرها أن تذهب للجحيم لكنه كان مكبلاً داخله أمامها .. ليس (شاهي) .. لا يمكنه أن يجرحها .. لا يمكنه أن يجعلها تكرهه وتنفر منه أكثر .. لم تمنحه الفرصة أصلاً للبحث عن كلمات وهي تندفع لتمسك ياقته بكفيها وتهتف بحرقة باكية
_"لماذا لا تنطق؟ .. قل أن من أرسل هذا يكذب .. أنه عدوك .. قل أنك لست هذا المجرم .. تباً يا (منذر) .. أخبرني .. هذا ليس أنت .. ليس .."


_"هذا أنا"
قاطعها بصوت ميت لتتوقف عن هزه وتجمدت يداها ونظراتها المعلقة بعينيه اللتين اسودتا بشدة جعلت قلبها يرتجف وهي تحاول استيعاب ما يحدث .. تتساءل عن هوية الرجل الواقف أمامها .. من هو؟ .. هل عرفته يوماً؟ .. سمعته يكمل بجمود
_"كل ما رأيتِه حقيقة .. لن أنكره"
شهقة مذبوحة غادرت حلقها ويداها تسقطان عنه وتراجعت للخلف بشحوب
_"حقيقة"
همست برفض .. باستنكار واه .. هزت رأسها وهي تنظر لعينيه تتوسلها أن يكذب .. أن يخبرها أنه يمزح لا أكثر .. يحاول إخافتها فقط .. لم تطرف عيناه وهو يرد بنفس الجمود وقد أدرك أنها النهاية
_"أجل حقيقة .. هذا أنا يا (شاهي) .. هذه حقيقتي .. أنا لست ذلك الملاك الذي تصورتِني إياه .. هذا أنا .. مجرم .. قاتل .. شيطان بلا قلب"
شحب وجهها أكثر وهي تحدق فيه بذهول وهزت رأسها هامسة بارتجاف
_"لا .. أنا أحلم .. أنا في كابوس"
تمتم وقلبه يكاد يتوقف
_"لبته كان كابوساً يا (شاهي) .. أنا آسف .. لا يمكنني الكذب عليكِ أكثر"
شوشت الدموع رؤيتها والصدمة تمكنت منها أخيراً لتترنح بشدة فهتف اسمها وهو يندفع ليسندها فتمسكت به بضعف لبضع ثوان قبل أن تهتف بعنف وهي تدفعه
_"لا تلمسني"
تراجع بصدمة وسقطت يداه جانباً بينما تسارعت أنفاسها وهي تواصل باختناق ودموعها تنهمر بعنف بينما تتراجع لتسقط فوق الأريكة
_"لا تلمسني .. لا تقترب مني .. لا تقترب"
شحب وجهه وهو ينظر لها وكلمات والده تتردد في عقله بشماتة .. لقد خسر .. ماذا توقع منها؟ .. لا امرأة ستتقبله بعد أن تعرف حقيقته .. النساء في حياته لم يردن سوى المال والنفوذ .. لا امرأة صادقة وحقيقية سترضى بعلاقة مع مجرم .. و(شاهي) امرأة حقيقية .. امرأة رائعة .. وهو خسرها للأبد .. كيف اعتقد أن القدر سيكافئه بشخص مثلها؟ .. امرأة تشبهه وتعرفه وترى حقيقته .. ترددت الكلمات بصدى في رأسه وهو ينظر لها .. لا .. هي لم تر حقيقته .. هي تصورت ملاكاً وإنساناً عظيماً لم يكنه .. هي لم تستطع رؤيته بالفعل .. لا يلومها على رفضه الآن .. أخذ نفساً طويلاً ثم قال بهدوء مقاوماً اختناقه المتزايد
_"أنا آسف يا (شاهي) لو كنت جرحتكِ .. لن ألومكِ لو كرهتِني أو طردتِني الآن من حياتكِ لكن صدقيني .. أنا أبداً منذ عرفتكِ حقيقةً لم أفكر نحوكِ بسوء .. آسف لأن الأمور وصلت بنا إلى هنا .. آسف لأنني لم أستطع إخباركِ بالحقيقة مسبقاً .. آسف لأنني لم أكن الرجل الذي ظننتِه"
رفعت رأسها تنظر له من بين دموعها بدون تعابير ليضغط على فكه وواصل
_"أنا سأرضى بأي قرار تتخذيه لكن .. حتى تكوني في أمان سيبقى الوضع على ما هو عليه .. أعني .. رجال الأمن سيرافقونكِ طيلة الوقت حتى أتأكد من أن أحداً لن يتعرض لكِ"
ارتجف ركن شفتيها بتهكم مرير
_"رجال الأمن؟ .. هل أنت متأكد أنهم رجال أمن بعد ما قلته؟"
ضغط على شفتيه بينما تتابع بمرارة أكبر
_"وممن سيحمونني بالضبط؟ .. من أعدائك؟ .. فمن الواضح أن لديك الكثير"
قالتها وهي تشير للحاسوب ملمحة لمن أرسل لها المقاطع .. آه لو تعرف .. تمتم بجمود
_"لا زال (مختار) ووالدكِ يحاولان التعرض لك .. حتى أتأكد من كونكِ بخير تماماً ستبقين تحت الحماية"
تأملته من بين الدموع بنظرات غير مفهومة ليزفر بقوة وتمتم
_"سأذهب الآن (شاهي) .. كوني بخير دائماً عزيزتي .. وداعاً
قالها وهو يتأملها مرة أخيرة بمرارة وأعطاها ظهره متجها نحو الباب ليغادر بقلب مليء بالمرارة .. أمسك المقبض ليفتح الباب حين أوقفه صوتها وهي تقول
_"هكذا فقط؟"
التفت لها بعد لحظات ليراها وقفت من مكانها تنظر له بملامح متغيرة وقد ضيقت عيناها باتهام وهي تواصل
_"وداعاً؟ .. هكذا ببساطة؟ .. ستذهب دون أي تبريرات؟ .. دون أن تحاول حتى .. أن تخبرني لماذا"
قطب بحيرة
_"لماذا ماذا؟"
اقتربت منه هاتفة بألم
_"لماذا كذبت عليّ؟ .. لماذا سمحت لنفسك الاستمرار في علاقتك بي وأنت تعرف أنني لن أتقبل حقيقتك هذه؟ .. لماذا خدعتني؟ .. هل كنت تسخر من سذاجتي بينك وبين نفسك؟"
تهدج صوتها وهي تهمس بجملتها الأخيرة ليهتف وهو يقطع الطريق إليها
_"أنا لم أسخر منك .. أبداً لم أفعل .. أنا لم أستطع إخباركِ"
_"متى كنت تنوي إخباري؟ .. لقد طلبت الزواج مني .. هل كنت ستخبرني وقتها أم كنت ستواصل إخفاء الحقيقة؟"
هتف بقوة
_"لم أكن أنوي إخباركِ بشيء .. لم أستطع"
هتفت بوجع
_"لماذا؟"
انفجر هاتفاً
_"كنت خائفاً .. لم أستطع التفكير في احتمالية خسارتكِ"
تراجعت بصدمة تحدق فيه ليعض على شفته بعد أن فضح مشاعره ليواصل بعد لحظات صمت
_"لسنوات لم يكن لي صديق أثق به كنفسي .. شخص أرى نفسي به وأتخلى عن ذلك الجانب البغيض مني .. شخص أنسى بوجودي معه ولو لوقت قصير أنني ذلك الشيطان .. وعندما عرفتك تغير شيء داخلي .. عرفت هذا .. لم أحتمل خسارة هذا الشعور .. ذلك الأمل .. لم أستطع خسارة صداقتكِ يا (شاهي) .. أعترف أنني كنت أنانياً ..كنت أعرف أن وجودي في حياتكِ سيكون خطراً عليكِ في وقتٍ ما لكنني لم أستطع الابتعاد .. ظننت أنه يمكنني حمايتكِ لكن اتضح في النهاية أنني فشلت .. لقد كنت أنا من جرحكِ .. أنا من كان أنانياً ونسى أن الأشخاص مثله لا يستحقون أي رحمة في حياتهم .. لا يستحقون رفيقاً طيباً مثلكِ يجعل لحياتهم معنى"
ارتفع حاجباها وهي تسمعه ليطرق برأسه لحظات ثم رفعها ينظر لها مردداً بابتسامة حزينة
_"رغم كل شيء أنا ممتن لأنني عرفتكِ هذه الفترة القصيرة .. ممتن لدخولكِ حياتي ولكونكِ صديقتي ولو لبعض الوقت .. لن أنساكِ أبداً"
رفع يده ليلمس خدها بحزن ازداد مع إجفالها الخفيف لينزلها إلى جانبه وابتسم بأسى وهو يتحرك من جديد ليغادر لتوقفه هذه المرة حين مدت يدها لتمسك كفه وهي تهتف
_"لا تذهب"
خفق قلبه بقوة والتفت نحوها ببطء ولوهلة اختلط الحلم بالواقع وارتسم وجه ملاك أحلامه أمام عينيه وهي تهمس بذات الكلمات قبل أن تختفي سريعاً وهو يهز رأسه ناطراً في عينيّ (شاهي) التي ابتسمت بحزن وهي تهمس
_"ألا تظن أن من حقي أن تخبرني بكل شيء؟ .. على الأقل من حقي أن أعرف كل شيء عن صديقي"
همس اسمها بخفوت لتسيل دموعها وهي تهمس بأسى
_"عن الرجل الذي سأتزوجه"
اتسعت عيناه بصدمة وتحركت أصابعه لتضغط على كفها
_"(شاهي) .. ما الذي .. كيف .."
نظرت في عينيه ملياً للحظات ثم رددت
_"لقد صدمت .. تألمت وشعرت بالخيانة والجرح .. أحسست أنني وقعت ضحية خداع مرة أخرى وهذه المرة جرحها كان أصعب لأنني منحتك مكانا بقلبي وحياتي .. اعتبرتك صديقي وأخي وملاكي الحارس .. رد فعلي الأول كان ألماً رهيباً لتورط مشاعري بالأمر ثم فكرت طويلاً .. أردت الاتصال بك .. أردت التحدث معك ومواجهتك لتخبرني أن هذا كله كذب .. لكنني داخلي عرفت أن هذا كان حقيقياً ..تذكرت لقاءنا الأول .. تذكرت شعوري الأول نحوك .. كنت أعرف أنك رجل خطير .. كنت مخيفاً وصارماً .. ثم عرفتك وظننتني أخطأت في رؤية حقيقتك .. لم تكن أنت ذلك الشيطان القاسي .. ثم وجدتني لا أجد خوفاً من تقبل ذلك الجانب الغامض منك مهما كان"
ارتجفت كلماتها كما فعلت يدها في كفه لتسحبها وهي تواصل
_"لكنني لم أتصور أن يكون هذا الجانب بهذه القسوة والظلام .. لم أتخيل في كل أحلامي أن تكون هذه حقيقتك .. ربما بأول مرة عرفت عنك اعتقدت أن شخصاً له مثل نفوذك وقوتك في هذا العمر الصغير لابد أن له أعمالا غير قانونية .. بعدها شككت في نفسي .. لكنني كنت أشعر بغموضك .. أنّك تخفي جانباً آخراً لا تريد أن يعرف أحداً عنه شيئاً .. لم أكن لأجبرك على البوح فكل منا له أسراره الخاصة .. جانباً مظلماً لا يريد أن يراه أو يعرف عنه أحدهم"

شرد لسرها الخاص وكاد يواجهها بعلاقتها بـ(مراد) ليقرر الصمت وسمعها تكمل
_"لا أستطيع تقبل ما رأيته يا (منذر) .. الحقيقة قاسية جداً .. أقسى مما يمكنني أن أحتمل"
أطرق رأسه متنهداً وهمس
_"(شاهي) .. أنا لن ألومك لو .."
قاطعته قائلة ودموعها تسيل بعجز
_"لكنني أراك الآن .. أنظر إليك وأجدني عاجزة عن رؤية سوى الرجل الذي عرفته دائماً .. صديقي .. الرجل الذي دعمني في أضعف لحظات حياتي وساعدني لأستعيدها من جديد .. الرجل الذي نظر عبر قناعي ورأى حقيقتي التي لم يرها الناس"
رفع رأسه ينظر لها زافراً بحرارة لتمسك يده قائلة برجاء
_"هل أنا أيضاً رأيت ما وراء القناع يا (منذر)؟ .. أخبرني .. أريد أن أعرف .. أريد أن أتأكد من أنني رأيت حقيقتك"
ارتجفت شفتاه وهو يعجز عن إخبارها .. عما تتحدث؟ .. حقيقته هي ما رأته على حاسوبها .. حقيقته التي أخفاها لا تقبل المناقشة .. رفعت كفها إلى خده تلمسه بارتجاف ليجفل هو هذه المرة مع لمستها ونظر لعينيها الدامعتين وهي تهمس بتوسل
_"أخبرني الحقيقة (منذر) .. أريد أن أعرف كل شيء .. لا يمكن أن أكون أخطأت رؤيتك لهذا الحد"
همس باختناق

_"لكنّها الحقيقة يا (شاهي)"
هزت رأسها هامسة برفض
_"كل حقيقة لها أكثر من وجه .. أريد أن أعرف كل شيء .. الجانب الآخر من تلك الحقيقة المظلمة .. أريد أن أعرف كل شيء عنك (منذر)"
_"لماذا يا (شاهي)؟ .. كان يجب أن تهربي بعيداً .. كان يجب أن تبتعدي بعد أن عرفتِ ظلامي .. أنا ظلام .. لم يكن يجب أن أقترب منكِ وأنا أعرف أنني سألوث حياتكِ بوجودي فيها .. لماذا يا (شاهي)؟"
رددت بخفوت
_"أعرف .. أعرف أنني يجب أن أبتعد .. يجب أن أكرهك .. اعتقدت أنني سأفعل هذا .. لكنني لا أستطيع .. لا أستطيع كراهيتك يا (منذر) .. بعد كل ما عرفته لا أستطيع كراهيتك .. قلبي يخبرني أنّك لست هكذا .. هذا ليس أنت .. هناك جانب آخر .. هناك تفسير .. ربما العقل يقول أنّني لا يجب أن أبحث عن تفسير .. لا شيء يبرر الجريمة لكن .."
اقتربت خطوة ورفعت كفها تلامس قلبه ونظرت في عينيه هامسة
_"لا أستطيع التخلي عنك (منذر) .. إن كنت استطعت أن أغير شيئاً داخلك كما قلت .. إن كنت أستطيع فتح نافذة لروحك .. لا أستطيع تركك في الظلام يا (منذر)"
ارتفع حاجباه وعيناه لا تطرفان عن عينيها وهي تواصل
_"لا أستطيع التخلي عنك يا صديقي .. أنا أثق بقلبي .. أنا أراك يا (منذر) كما رأيتني .. أرى ما خلف القناع وأثق ببصيرتي ولن أتخلى عنك .. ليس الآن"
قاوم غصته وضغط على فكه بقوة قبل أن يرفع يده يلامس كفها فوق قلبه
_"ربما تندمين يا (شاهي)"
ابتسمت وهي تهز رأسها
_"لن أفعل .. مهما كان ما ستحمله الأيام القادمة لنا لن أغير قراري .. أنا لن أتخلى عنك أبداً مهما حدث"
ران الصمت وهو يحدق فيها بقلب مرتجف لتتسع ابتسامتها الباكية وهي تمسك كفه وتقوده ليجلس على الأريكة وتجلس مقابله
_"والآن .. أريد أن تخبرني كل شيء .. ضع ذلك القناع جانباً ودع قلبك يتنفس يا صديقي .. أخبرني كل ما يثقل روحك"
تنفس بقوة وهو يواصل النظر إليها وأغمض عينيه لترتسم صورة أمه المبتسمة في خياله ليفتح عينيه ونظر لها لتقابله عيناها المليئتين بالثقة ليجد نفسها يعود للخلف إلى سنوات مضت يخبرها بكل ماضيه وظلامه وذلك اليوم البعيد الذي ضل فيه الطريق بعد أن فقد أمه ليفقد بعدها نفسه وللأبد .. أو ربما ليس للأبد .. ليس بعد الآن.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 01:56 AM   #916

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قبضت (رهف) كفيها بكل قوة حول الحاجزين المعدنين اللذين دعما وقوفها على قدميها ولهثت بقوة وهي تنقل قدميها بخطوات ثقيلة لتتوقف بعد لحظات تتنفس بقوة وهي ترفع بصرها نحو أمها التي وقفت جانباً تتطلع لها بعينين مليئتين بالأمل والثقة لتبتسم لها وتعاود الحركة من جديد في أحد تمارين العلاج التي تخضع لها .. تنفست بعمق وهي تنظر لقدميها بينما تهمس داخلها بإصرار .. ستقف من جديد .. ستستعيد قدميها .. لن تضيع المزيد من حياتها في البكاء على الماضي .. رنين جرس الباب ارتفع لتهتف أمها
_"آه .. لابد إنه (كنان) أتى لزيارتكِ كالعادة"

ابتسمت لها وهي تهز رأسها لتغادر (سلمى) في الحال لتفتح الباب بينما عادت هي لأفكارها وكل خيالاتها التي تتمسك بها لتستمد منها الطاقة لمواصلة القتال .. رفعت رأسها تنظر للأمام وخيال (عاصي) يرتسم أمامها ليخفق قلبها بقوة وهي تتذكر مكالمته الأخيرة .. يالله كم قاومت .. كم ضغطت على قلبها حتى لا ينطق بالكلمة التي أرادها بشدة .. كم أرادت أن تهتف بها .. "تعال" .. ارتجفت يداها المتعرقتان فوق الحديد .. بعد كل شيء .. لقد كان معلماً جيداً .. لقد نجح فيما أراده طويلاً وها هي تثبت له أنها كانت تلميذة متفوقة .. لقد ابتعدت كما أراد منها طول عمرها وأيضاً استطاعت أن تقول "لا"
"لا تأت"

لقد انتزعتها من أعماقها بعنف وألقتها في وجهه .. رغم كل اشتياقها ورغبتها لوجوده معها فهي تخشى .. تخشى أن تضعف من جديد وأن تكون قوتها هذه وهم نشأ فقط لوجودها بعيداً عن تأثيره .. تخشى أن تنسى كل قرارتها إن هو أتى من أجلها .. تنفست من جديد بعمق وعادت تتحرك وأنظارها على الخيال وإصرارها ازداد ألا تراه أو تعود إلا عندما تقف على قدميها بكل ما للكلمة من معنى .. ستعود قوية من أجلهما معاً .. أغمضت عينيها وهزت رأسها تطرد خياله بعيداً لتفتح عينيها وتنظر أمامها بإصرار وثقة تطايرت فوراً لتحل محلها الحيرة وهي ترى خياله لا زال واقفاً أمامها .. كان يقف أمام الباب وعيناه عليها لا تفارقانها .. ارتجف قلبها وهي تغمض عينيها من جديد وتفتحهما متوسلة داخلها أن يكون خيالاً لا أكثر .. يا رب .. لا تجعله حقيقة .. همستها داخلها برجاء أكبر وهي ترفع ناظريها من جديد لتراه يتقدم نحوها وعيناه تغمرانها بعاصفة من المشاعر التي حلمت دوماً برؤيتها في عينيه .. لا .. هي تحلم .. هو ليس هنا .. لم يأت .. هو لا يعرف مكانها و(هشام) لن يخبره بالتأكيد .. وإن عرف فلن يأتي بعد مكالمتهما الأخيرة .. دمعت عيناها فجأة ليتشوش خياله أمامها بينما شعرت بأنفاسها تنسحب ببطء .. لم تشعر بأي شيء حولها وحواسها كلها تتركز عليه هو .. هو ليس شبحاً .. هو هنا حقيقة .. لم تحتمل ساقاها وهما ترتجفان أسفلها وتعثرت خطواتها لتميل للأمام وصرخت بخوف وهي تحاول التمسك بالحاجز الحديدي لكن يديها المتعرقتين أفلتتاه لتسقط هي .. قبل أن يلامس جسدها الأرض بإنشات قليلة كان بجوارها .. لم تعرف كيف قطع المسافة واندفع ملتقطاً جسدها بحماية وهو يركع أرضاً .. تمسكت بجسده بكل قوتها وجسدها يرتجف وسمعته يقول وهو يلهث بقوة
_"أنتِ بخير؟"
فتحت عينيها ورفعت رأسها تنظر في عينيه المليئتين بالخوف وشعرت بكفيه تلامسان جسدها كأنما يتأكد من أنها لم تتعرض للأذى حقاً .. همست اسمه بتشتت لتلمع عيناه بشدة وارتسمت على شفتيه أجمل ابتسامة وهو يقول
_"أنا هنا (رهف) .. أنتِ لا تحلمين"
تنبهت أنها همست بالكلمات دون أن تدري .. ما الذي يفعله هنا؟ .. تنفست بصعوبة وخفضت رأسها عندما شعرت برجفة تحت يدها لتنتبه لنبضات قلبه المتسارعة أسفلها فعادت تنظر له بوجل وهي تهمس اسمه بضياع لتتسع ابتسامته التي أذابت قلبها أكثر وهو يرفع أحد كفيه يعانق جانب وجهها وعنقها وهو يميل هامساً
_"اشتقت لكِ حبيبتي"
توقف قلبها بصدمة وهو يميل ليقبلها بكل اشتياقه واتسعت عيناها أكثر وهي تحاول استيعاب ما يحدث .. (عاصي) هنا حقاً .. إنّه هنا .. وهي بين ذراعيه يضمها إليه ويقبلها كأن حياته تعتمد على تلك القبلة .. عاد قلبها لينبض بجنون وظنت أنه سيتوقف لا محالة قبل أن يرحمها (عاصي) وهو يبتعد محتضناً وجهها بكفيه ليميل مسنداً جبينه لخاصتها وهو يهمس بصوت مشحون بالعاطفة
_"يا الله كم اشتقت لكِ"
ابتلعت لعابها بصعوبة وحاولت تمالك نفسها لتهمس بخشونة
_"ماذا تفعل هنا؟"
شتمت نفسها حين خرج صوتها مهتزاً بينما ابتسم وهو يداعب شفتيها بأصابعه مثيراً رجفة أكبر بقلبها بينما يردد بعبث مثير
_"ماذا تعتقدين أنني أفعل؟ .. أعبر لزوجتي عن حبي واشتياقي المجنون لها بعد كل هذا الغياب .. لم أعبر كفاية؟ .. هل أعيدها؟"
قالها وهو يميل نحو شفتيها لتحمر وجنتاها أكثر وهتفت وهي تصفع كفه بعيداً عن شفتيها
_"احترم نفسك"
أطلق ضحكة عالية هزت أركان قلبها لتهتف وهي تدفعه في صدره
_"لا تضحك .. ثم إنني قلت لك مراراً .. أنا لست زوجتك ولن أكون أبداً"
اختفت ابتسامته العابثة وأظلمت عيناه بطريقة أخافتها لكننا تمالكت نفسها وهي ترفع رأسها بتحد قابله بابتسامة جديدة رغم عينيه اللتين اشتد إظلامهما وهو يضع كفه خلف رقبتها ويقرب وجهها إليه هامساً بحرارة
_"لكنكِ زوجتي يا عسلية .. زوجتي وحبيبتي حتى آخر يوم في عمري"
تخبط قلبها مع همسه بينما هز رأسه مكملاً
_"لا .. بل بعد موتي أيضاً"
لامس وجهها بكفه الآخر مواصلاً وهو يقترب منها أكثر
_"لا أحد سيأخذك مني (رهف) .. لا أحد سيبعدكِ عني ولا حتى أنت عسليتي"
ارتجفت شفتاها وكادت تغمض عينيها وجسدها يميل نحوه في استجابة حمقاء لإغواء صوته لولا أن تمالك نفسها في اللحظة الأخيرة لتدفعه بكفيها وتبعد وجهها للخلف
_"أعتقد أننا حسمنا هذا الأمر قبل سفري سيد (عاصي رضوان) .. كما أنني أخبرتك قراري مسبقاً وأبلغتك بطريقة غير مباشرة بقرار سفري أنني أرفض استكمال علاقتنا تلك .. لا أحد سيرغمني على تغيير قراري ولا حتى أنت"
قالتها بتحد وهي تشد جسدها باعتداد لتقطب حاجبيها بشك وتوجس بينما ترى ابتسامته الخبيثة قبل أن تشعر بكفه التي لامست خصرها لتنتبه لحظتها لجلوسها فوق ساقه .. ألم تكن ركبتاها على الأرض حين سقطت؟ .. متى اعتدل ليجلسها فوق ساقه دون أن تشعر .. رفعت عينيها له بوجل ليبتسم بعبث أكبر ويده تداعب خصرها بينما يقول
_"ولهذا أنا هنا حبيبتي .. أنا هنا لأستعيد زوجتي الغاضبة وأثبت لها أن كذباتها الحمقاء لا تعني شيئاً"
ارتجف جسدها وكفه تتحرك فوق خصرها وظهرها بينما كفه الأخرى تنغرس بشعرها وهو يميل هامساً
_"لأأثبت لها أنها تنتمي لي بقلبها وروحها وجسدها .. وأنني أنتمي لها بنفس الطريقة"
قاومت حتى لا تستمع لقلبها الغبي الذي تأثر بكلماته وهتفت بحدة
_"اذهب واخدع فتاة أخرى بهذا الكلام .. لم أعد (رهف) الغبية لأصدقك .. ربما لو أخبرتني بهذا قديماً لصدقتك وطرت فرحاً لكن لا .. لقد كبرت وفهمت .. لم أعد أنخدع بـ"
دفن كلماتها فوق شفتيه وهو يشدها إليه من جديد يقبلها بحرارة ليثبت لها كلماته عملياً وكادت تساعده في إثبات صدقه وجسدها يميل إليه وقلبها يتوسلها أن تنهل من فيض حبه أخيراً .. شهقت وهي تنتزع نفسها بالقوة من عناقه ومسحت شفتيها بقوة هاتفة
_"تبا لك .. ماذا تفعل؟ .. قلت لك لا تلمسني أبداً"
ضحك وهو يلامس شفتيه بلسانه قائلاً
_"عسلية"
احمرت وجنتاها أكثر ودفعته في صدره بغل قبل أن تمد يدها تحاول الإمساك بالحاجز لترفع نفسها على قدميها بينما تهتف
_"تبا لك ولليوم الذي وقعت فيه بحبك (عاصي رضوان) .. تباً لك"

لم تنتبه لاعترافها الأحمق لكنّه فعل لتتسع ابتسامته وتأملها بحنان قبل أن يسارع لإيقاف محاولاتها للنهوض وهو يضع إحدى ذراعيه خلف ظهرها ووضع الأخرى أسفل ساقيها ونهض حاملاً إياها لتشهق ثم تهتف برفض
_"اللعنة .. اتركني .. دعني أيها الأحمق .. ماذا تفعل؟ .. دعني"
لم يبال للكماتها على صدره بينما يتجه بها نحو فراشها لتهتف منادية
_"أمي .. أمي .. تعالي بسرعة .. أمي أين أنتِ؟"
قال وهو يضعها في الفراش برفق
_"أنا آسف حبيبتي لكن أمي ليست هنا"
اتسعت عيناها وهي تهتف
_"ماذا؟ .. أنت تكذب .. أمي تعالي وأخرجيه من هنا أرجوكِ"
_"قلت لكِ ليست هنا .. لقد تركت البيت لنا لنتحدث بمفردنا قليلاً"
قطبت بشدة وقلبها ينقبض بضيق وشعور بالخيانة يضربها بقسوة
_"هل كانت تعرف بقدومك؟ .. هل هي من اتصلت بك وأخبرتك بمكاني؟"
أمسك وجهها بين كفيه قائلاً برفق
_"(رهف) حبيبتي .. اهدأي قليلاً واسمعيني .. أمي عرفت اليوم فقط بقدومي وأنا في المطار .. أنا أخبرتها أنني أريد الحديث معك وحدنا وهي رأت أنه من الأفضل أن تترك لنا البيت كاملاً"
تسللت الدموع لعينيها وهي تهمس
_"كيف تفعل هذا بي؟ .. كيف تتركني وحدي معك وهي تعرف أنني .."
توقفت عن الكلام لينقبض قلبه بألم مع كلماتها ورؤيته لدموعها التي أسرع يمسحها بأصابعه في حنان
_"لأنها تعرف أنّكِ في أمان معي .. تعرف أنني أحبك ولا أستطيع أذيتك أبدا يا (رهف)"
نظرت له من بين دموعها وهمست بمرارة
_"سبق وفعلتها مراراً يا (عاصي)"
تنفس بقوة وارتجفت يداه حول وجهها لتشيح بعينيها عن نظرات الألم في عينيه ثم قالت وهي تمسك كفيه تزيحهما عن وجهها
_"اذهب يا (عاصي) .. أنا لا أعرف أصلاً ما الذي أتى بك .. قلت لك لا تأتي"
قال بتهكم مرير
_"ومنذ متى و(عاصي رضوان) يستمع للأوامر؟"
ابتسمت بسخرية وهي تنظر له
_"بالطبع ..كل العالم يدور حول (عاصي رضوان) .. وكل شيء يجب أن يسير كما يشتهيه .. إن رفض شيئاً دفعه بقسوة ثم إن غير رأيه ومالت إليه نفسه طارده بكل قوته معتقداً أنه سيحصل عليه لا محالة"
قطب في ضيق لتواصل
_"ربما حان الوقت لتنزل من برجك العاجي (عاصي رضوان) .. ربما تظن العالم يدور من أجلك لكنني لن أفعل .. لقد توقفت عن الدوران في فلكك منذ وقت طويل لكن يبدو أنك لا زلت لا تصدق"
تنفس بقوة وهو ينظر لها للحظات دون رد لتشيح وجهها وتزفر بتعب وهي تقول
_"غادر يا (عاصي) .. عد من حيث أتيت ودعني وشأني .. أنا تعبت من هذا الجدال .. ارحمني"
اقترب منها هاتفاً بحدة أجفلتها
_"وأنا من يرحمني؟ .. من سيرحمني يا (رهف)؟ .. أنا أيضاً تعبت .. أنا متعب أكثر مما تتخيلين .. وذلك العالم الذي تقولين أنه يدور في فلكي .. هو لا يفعل .. لقد انهار فوقي .. لقد تصدع في اليوم الذي قسوت عليكِ فيه .. وبدأ انهياره في اليوم الذي كدت أخسركِ فيه للأبد .. ذلك العالم انهار فوقي تماماً وأكاد أزهق أنفاسي من شدة ثقله"
حدقت فيه بجزع وقد أجفلها هتافه المنفعل وخفق قلبها وهي تنتبه لآثار التعب الشديد في ملامحه والسواد أسفل عينيه .. بدا مرهقاً بشدة كشخص لم يذق النوم لشهور .. ذاب قلبها وهي تسمعه يواصل بصوت منخفض متعب مليء بالألم والمرارة
_"أنتِ لا تعرفين ما تركت خلفي لآتي إليكِ (رهف) .. لا تتخيلين حجم الجحيم الذي أمر به .. لا تعرفين ماذا حل بي حبيبتي .. ما كان يجب أن آتي لكنني لم أستطع .. حاجتي لكِ تغلبت على كل قرارات عقلي وتركت كل شيء لآتي إليكِ .. لأنني متعب بشدة .. لأنني أحتاجكِ الآن أكثر مما فعلت في يوم من الأيام"
لم تشعر بنفسها وهي ترفع يداً مرتجفة وتلامس بها وجهه المرهق
_"ماذا بك؟ .. ماذا أصابك؟"
مال بوجهه إلى كفها مغمضاً عينيه ينهل من لمستها العذبة قبل أن يفتح عينيه ينظر في عينيها هامساً بعذاب
_"أنا أختنق يا (رهف) .. أشعر أنني أكاد أموت"
تلوى قلبها بلوعة وهي تهمس اسمه وعيناها تدمعان ليميل ممسكاً كفها يقبل راحتها بعمق مردداً بحرقة
_"أنا أتعذب يا (رهف) .. أنا أحتاجكِ بشدة حبيبتي .. لا تبعديني"
شهقت وهو يميل يضم جسدها بين ذراعيه بقوة مواصلاً
باختناق
_"لا تبعديني الآن .. لا تحرميني منكِ الآن حبيبتي .. سأفعل ما تريدين فيما بعد .. سأنفذ أي قرار يرضيكِ .. لكن الآن .. ابقي معي .. لا تبعديني"
حاولت إبعاده لكن يداها ارتجفتا بشدة وتعلقتا في الهواء للحظات قبل أن تستسلم لمشاعرها وتخفضهما تلامس بإحداهما ظهره بحنان والأخرى لامست بها شعره بينما تشعر بأنفاسه الحارة تلامس عنقها وهو يزفر بحرارة وجسده الذي ارتجف جعل قلبها ينقبض أكثر قبل أن يبتعد قليلاً وكفاها تحيطان بعنقها وأنفاسه تلفح وجهها
_"أنا أحتاجكِ (رهف) .. قولي أنكِ معي حبيبتي .. أنكِ لن تتركينني"
نظرت له بضياع وحيرة ثم همست باختناق ويدها تلامس وجهه تريد أن تمسح عنه تعبه وضياعه وتعيده إلى (عاصي) .. شيطانها العابث خالي البال .. لا تريده هكذا .. قلبها لا يحتمل رؤيته متألماً بهذه الصورة
_"أنا معك يا (عاصي) .. لن أتركك"
قلبها هو من خانها لتقطع ذلك الوعد الذي سارع هو يتشبث به كغريق وجد قشته الأخيرة ليتمسك بوجهها ويميل يغرقه بقبلات محمومة وهو يردد بين قبلاته التي أذهبت أنفاسها

_"أحبكِ .. أحبكِ (رهف) .. يا الله كم أحبكِ .. كم أحتاجكِ حبيبتي .. أحبكِ"
كاد قلبها يتوقف وهي تهمس اسمه محاولة إبعاده لكنّه ابتعد من نفسه وتراجعت للخلف بارتجاف وحاجبين مرتفعين وهي تراه يسند رأسه لصدرها بينما يرفع جسده عن الأرض ليتمدد بجوارها وهو يهمس بخفوت
_"لن تذهبي لأي مكان (رهف) .. أنا أحتاجكِ .. قولي أنّكِ لن تتركيني"
ارتجفت شفتاها وهي تطرق برأسها تنظر لوجهه الذي استكان براحة غريبة وأنفاسه بدأت تهدأ بينما كلماته تتحول لهمسات متقطعة وهو يغيب في نومٍ عميق لا تعرف كيف غرق فيه سريعاً .. رفعت كفها بعد أن تأكدت من غرقه بالنوم ولامست شعره بارتجاف وهمست بحنان وهي تواصل مسحه على شعره ورؤيتها نائماً بهذه الطريقة فوق صدرها ومتشبثاً بها كطفلها الصغير جعل ابتسامة رقيقة دامعة ترتسم على شفتيها
_"لن أتركك يا (عاصي) .. لن أبتعد"
وهمست متابعة داخلها

"لأنني حمقاء وأحبك .. لأنّك كنت محقاً .. أنا أنتمي لك"
وعادت تنظر إليه بحب ومالت تسند رأسها لرأسه تضمه إليها أكثر وهي تهمس
_"وأنت تنتمي لي (عاصي) .. أنت لي أنا ولن أتركك وأذهب بعيداً مهما حدث .. أبداً"
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 01:58 AM   #917

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فتحت (آنجيليكا) عينيها فجأة وهي تستيقظ من نومها شاهقة بألم وتحسست قلبها الخافق .. رفعت كفها لخدها منتبهة للدموع التي سالت على خدها .. ماذا أصابها؟ .. لماذا كانت تبكي؟ .. لماذا استيقظت وهي فزعة هكذا؟ .. أخذت نفساً عميقاً واسترخت في الفراش وأغمضت عينيها تحاول استعادة حلمها لتفهم سبب شعورها هذا .. لماذا تشعر بهذا الاختناق هكذا؟ .. مضت لحظات قبل أن تبدأ تفاصيل حلمها تعود لعقلها لتفتح عينيها وتعتدل .. يا الله .. يبدو أنّها فقدت عقلها فعلاً لتتأثر هكذا برجل لا تراه سوى في أحلامها .. ضغطت على قلبها وهي تتذكر رؤيته مهموماً .. كان يقف بعيداً عند حافة بركان مشتعل مطرق الرأس وحوله تكاثف الظلام ليثقل كاهليه .. التفت ينظر لها بغموض قبل أن يشيح بوجهه .. رؤيتها لكل هذا الحمل من الظلام المخيف حوله، لم يشكل لها فارقاً وهي تنجذب للكم الهائل من الألم في عينيه .. روحه مثقلة بالظلام والألم .. روحه تكاد تتهالك تحت كل هذه الأثقال .. كان يتعذب وكانت تشعر عذابه في كل ذرة من روحها .. كل آلامه وأوجاعه انتقلت لها بقوة لتسقط أرضاً على ركبتيها وهي تشهق بألم وعذاب ليلتفت نحوها ونظر لها بصمت .. حاولت النهوض على قدميها ليتسلل صوته إليها غامراً بالمرارة
_"ابقي مكانكِ .. لا تأتي"
قطبت وهي تنهض بصعوبة وتحركت بخطوات متثاقلة نحوه ليتراجع للخلف أكثر ليخف ألمها قليلاً
_"لا تقتربي .. ستخسرين نفسكِ للأبد"
ولذهولها لم تمانع أبداً .. لم تحتمل رؤيته يبتعد حتى لو خف ذلك الثقل عن روحها .. لم تحتمل رؤيته يرفض اقترابها .. يرفضها هي بعد أن كان يتوسلها ألا تبتعد .. كان يتمسك بها كل ليلة ويخبرها أنّها ملاكه .. أنّها تنتمي له .. كانت تخاف وتحاول الهرب بعيداً قبل أن تستسلم والآن .. الآن يريدها أن تبتعد .. بعد أن باتت تشعر أنّها جزء منه .. أنهما روحٌ واحد وانفصلت في جسدين .. بعد أن وشمها به .. تحركت وهي تمد يدها إليه هامسة بتوسل
_"لا تبتعد .. ابق معي"
هز رأسه قائلاً بألم والظلام يبتلعه بعيداً عنها

_"اذهبي (ملاك) .. ستضيعين للأبد لو أتيت إليّ بإرادتكِ"
هتفت بلوعة
_"لا أهتم .. لا أهتم أبداً .. أنا لن أبتعد .. سأصل إليك مهما ابتعدت"
تطايرت أثقالها في لحظة وارتفع الظلام عن عالمها لتتطلع حولها بهلع ورأت النور يتسلل المكان من حولها حتى غمره تماماً لتهز رأسها برفض وسقطت دموعها وهي ترى عالمها خالياً منه لتهتف برفض
_"لا .. لا تذهب .. لا تبتعد"
أطلقت ساقيها للريح وهي تجري بحثاً عنه في كل مكان وقلبها كان يبحث عن ظلامه كأنما يبحث عن الأمل الأخير لها في الحياة .. لقد ضاعت وانتهى الأمر .. لقد تسلل جزء منه لقلبها وروحها ولن يفرق تحذيره معها .. لقد فات الأوان .. هتفت تناديه بتوسل قبل أن تسقط على ركبتيها وتبكي تتوسله أن يعود والوجع بقلبها ازداد حتى كاد يوقفه وروحها تشتتت داخلها قبل أن تتناثر لتشعر بالخواء داخلها بعد رحيله .. فتحت عينيها تنتزع نفسها من حلمها قسراً وهي تنظر أمامها في ذهول .. إنّها تهذي .. لابد أن توقف ما يحدث .. هذا جنون .. نهضت من الفراش واتجهت إلى دورة المياه لتفتح الماء وتضرب وجهها به في عنف قبل أن ترفع رأسها تنظر لصورتها في المرآة وهالها الشحوب والضياع في عينيها .. هتفت وهي تصفع وجنتيها
_"استيقظي .. أفيقي لنفسكِ .. ماذا يحدث معكِ؟"
هزت رأسها بقوة وطردت أفكارها وتحركت بعدها لتغتسل وتستعد ليومها محاولة بكل قوتها ألا تستعيد حلمها .. فلتترك شيطان أحلامه لمكانه وتركز على واقعها .. بدلت ثيابها وفتحت حقيبتها تخرج ذلك الملف الذي أعطاها إياه (جاك) يحتوي كل المعلومات اللازمة عن ذلك الرجل الذي تتركز عليه مهمتها .. عاودت قراءة المعلومات بتركيز قبل أن تتوقف عيناها على صوره .. بعضها كان عن قرب وبعضها صور بعيدة لكنّها كلها تشاركت في تلك الهالة من الثقة والخطورة .. كان رجلاً يشع بهما لدرجة مخيفة .. نبض قلبها من جديد وشبح زائر أحلامها يرتسم أمامها .. هو أيضاً يملك نفس الهالة .. هزت رأسها .. ما الذي تهذي به؟ .. لا علاقة بينهما .. أو ربما .. هو عقلها الباطن فقط يحذرها كما اعتقدت مسبقاً .. لكن .. لماذا يبدو مألوفاً للغاية؟ .. لماذا يصر على تذكيرها بأحلامها كلما رأت صوره؟ .. أخذت نفساً مرتجفاً وعادت تنظر لإحدى صوره القريبة وشعرت بنفس الرجفة المألوفة بقلبها قبل أن تهز رأسها هاتفة

_"لا .. لقد فقدتِ عقلكِ حقاً (ملك) .. ركزي"
حتى لو كان عقلها الباطن يحذرها .. ما معنى حلم الليلة إذن؟ .. هل يحذرها من وقوعها في حبه؟ .. اقشعر بدنها ونبض قلبها بقوة .. (ليزا) نفسها حذرتها من هذا الأمر .. تخشى عليها أن تنسى نفسها وتفقد قلبها في لعبتها .. هدأت نبضاتها مع تفسيرها .. أجل .. هذا هو التفسير .. لا معنى آخر لحلمها سوى هذا .. لو كان شيطان أحلامها هو نفسه هذا الرجل فهذا يعني أنّها يجب أن تأخذ حذرها وتتأكد من أن لعبتها لن تجعل أقدامها تزل لتقع في فخها وتخسر لعبتها .. عادت تنظر لصورته لتهز رأسها بسخرية من أفكارها
"لا .. من سيقع في حب رجل مثله .. ليس وأنا أعرف أي شيطان هو .. هل سأقع في حب مجرم في النهاية؟ .. لا .. هذا مستحيل"
أغلقت الملف ونهضت لتغادر غرفتها لتراجع مع (جاك) لآخر مرة تفاصيل خطتهما ودورها لتتأكد من عدم وجود أي ثغرات .. صوت موسيقى بيانو تسلل لأذنيها بنغمات حزينة جعلت قلبها يرتجف بحزن وحلمها يتجسد بعقلها من جديد .. ليست أول مرة تسمع فيها نفس اللحن .. من يعزفه؟ .. لم تستطع في المرة الأولى تتبعه .. أسرعت تغادر غرفتها وتندفع للخارج تبحث عن مصدر الصوت والفضول يحركها لتعرف من صاحب العزف الذي يلامس روحها بهذه الطريقة بحزنه الشفاف وكل مشاعره تصل إليها .. هذا اللحن يروي قصة حب حزينة وفراق .. هي متأكدة .. تحركت في ممرات القصر الكبير وأذنها الحساستان تتبعان الصوت الذي توقف فجأة عندما كادت تحدد مكانه .. قطبت بضيق وهي تقف مكانها تنقل بصرها في تقاطع الممرات الذي تقف في وسطه .. حسناً .. من أي اتجاه؟ .. تراجعت بسرعة للخلف حين لمحت (جاك) يخرج من إحدى الغرف .. اختلست النظر إليه وهو يتحدث على الهاتف ويتحرك مغادراً .. هل كان هو من يعزف؟ .. تنفست بقوة وانتظرت قليلاً حتى ابتعد تماماً وتحركت بعدها بسرعة مستسلمة لفضولها الذي أعادها فجأة لسنوات طفولتها ومراهقتها قبل أن تتغير حياتها وتترك نفسها القديمة في الخلف .. أبعدت أفكارها سريعاً وهي تقف عند باب الغرفة وتطلعت للنقوش الأثرية فوقه لتتنفس برهبة وهي تدفع الباب بحذر لتدخل الغرفة .. ارتفع حاجباها وهي تنظر حولها ورفعت رأسها تنظر للسقف شاهق الارتفاع قبل أن تخفضها وتنقل عينيها بذهول في الغرفة لتستقر للحظة على البيانو الكبير بالمنتصف ولامست قلبها .. إذن هو من كان يعزف حقاً .. رفعت عينيها وهي تتحرك برهبة عبر الأرض الرخامية ونقلتهما فوق الحائط تتطلع بذهول للوحات مختلفة الأحجام التي تناثرت فوق الحائط من الجهات الأربعة .. تنفست بصعوبة وهي تنظر للوجه الفاتن المرسوم باللوحات .. كان وجه امرأة واحدة .. تكررت في اللوحات بتعابير مختلفة تباينت بين السعادة والمرح والشقاوة ولوحات أخرى كانت جادة .. عابسة وأخرى حزينة أو دامعة .. اقتربت لتقف أمام أكبر اللوحات ونظرت للوجه المطل عليها بابتسامة واسعة مليئة بالشقاوة والحياة التي تألقت بعينيها الزرقاوتين وخصلاتها الشقراء تتطاير حولها بفتنة .. من هذه؟ .. هل هي حبيبته؟ .. أم قريبته؟ .. شقيقته مثلاً؟ .. نظرت حولها من جديد وعادت تنظر للبيانو الكبير متذكرة اللحن الحزين .. لا .. حبيبته .. كل ما بالغرفة يهتف بالحقيقة .. إنّها حبيبة (جاك) .. لكن أين هي؟ .. انتفضت فجأة على الضوء الذي تسلل للغرفة مع انفتاح الباب من خلفها والتفتت بجزع لتجد السيدة (مادلين) في وجهها وبدت مصدومة برؤيتها بالمثل قبل أن تقول بقلق
_"آنستي .. كيف دخلتِ هنا؟"
قالت بارتباك
_"أ .. في الحقيقة .. رأيت السيد (جاك) يخرج من هنا و .. لقد كان الباب مفتوحاً"
تلجلجت في الكلام واحمر خداها لتطرق قائلة بارتباك
_"أنا آسفة .. لم أقاوم فضولي وأردت أن أعرف من يعزف و.."
توقفت عن الكلام وتنفست بقوة لتقول (مادلين) وهي تتجه نحو البيانو لتلتقط سلسلة مفاتيح يبدو أنّ (جاك) نسيها وأرسلها لتحضرها
_"السيد (جاك) يكره أن يدخل أحدهم هذه الغرفة آنستي .. كان سيغضب كثيراً لو رآكِ .. من الأفضل أن تغادري بسرعة"
هزت رأسها بخجل وتحركت تتبعها وتوقفت تنظر مرة أخيرة للصور ثم غادرت لتغلق (مادلين) الباب وتغادر لتتحرك بجوارها بسرعة ولم تقاوم نفسها وهي تسألها بفضول
_"سيدة (مادلين) .. من .. من كانت تلك الفتاة في الصور؟"
تشنجت ملامح مدبرة المنزل للحظات ثم همست
_"إنّها مجرد صور يا بنيتي"
زمت شفتيها باعتراض ثم عادت تقول
_"هل هي حبيبة السيد (جاك)؟"
نظرت لها السيدة بارتباك وضيق لوهلة لتهتف
_"إنّها حبيبته، صحيح؟ .. أين هي؟"
تنفست (مادلين) بقوة ثم قالت وهي تتجه إلى حيث كان (جاك) ينتظر خارج القصر
_"كانت حبيبته .. لقد افترقا منذ سنوات"
تأوهت بأسف وهي تستعيد عزفه الحزين ولوحاتها بالغرفة .. تعرف أنّه هو من رسمها فقد كان هناك مسند لوحات خشبي في جانب الغرفة وفوقه لوحة ناقصة لكنّها لمحت ملامح الفتاة بها .. يبدو أنّه أقام هذه الغرفة من أجل ذكرياته معها .. همست بوجع
_"يبدو أنّه لا زال يحبها .. أليس هناك أمل ليعودا معاً؟"
نظرت لها من طرف عينيها وتنهدت بحرارة وهي ترد
_"على حد علمي لا أعتقد .. لقد كان ما فرقهما حاجزاً كبيراً"
هزت كتفيها وهي تقول بأسى
_"لا أحب أن أعتقد بانعدام الأمل .. مهما كان الحاجز لو أرادا أن يكونا معاً فسيتجاوزاه"
ابتسمت وهي تهز رأسها
_"تبدين فتاة حالمة كثيراً يا عزيزتي"
ضحكت وهي توميء
_"مشكلة كبيرة أعرف هذا"

ابتسمت المرأة بخفوت ثم قالت
_"ليس كل الحواجز يمكن عبورها يا بنيتي .. هناك حواجز بارتفاع السماء وعمق الأرض .. لا يمكن عبورها خصوصاً لو كانت تمثل شيئاً أعظم من الحب"
قطبت بحيرة وهي تفكر في كلماتها وتتساءل عن السبب الذي يجعل تلك الفتاة تتخلى عن حب كهذا .. أي حاجز يقف بينهما ويمثل لها شيئاً أعظم من الحب .. قبل أن تفتح فمها لتسألها كانت عيناها تقعان على (جاك) الذي وقف في انتظار (مادلين) وهو ينظر في ساعته بتوتر .. تركتها السيدة واتجهت إليه وأعطته مفاتيحه وتحدث معها لبرهة قبل أن يتحرك ليغادر والتفت لها قبل أن يركب سيارته ليلوح لها مبتسماً فبادلته تحيته بابتسامة مرتجفة .. الكل يحمل سراً خاصاً يحميه بكل قوته عن العالم .. لم تتوقع أبداً بعد لقائها به أن تكتشف عنه ذلك الجانب .. كان مختلفاً تماماً في واجهته الخارجية فلم تتوقع أن يحمل قلبه جرحاً عميقاً كهذا .. تابعت سيارته بشرود وهي تبتعد .. لم تنتبه في شرودها لمغادرة (مادلين) التي أسرعت تتهرب من فضولها وأسئلتها .. تنفست بقوة وعادت بأفكارها لمهمتها القريبة .. ستسافر خلال أيام قليلة وستبدأ مغامرتها .. بعد أن تغادر هنا سيكون عليها الحذر في كل خطوة بعد الآن .. انتبهت من أفكارها على صوت سيارة تقترب .. لم تكن سيارة (جاك) .. تحركت لتبتعد عن الشرفة وتطلعت من خلف أحد الأعمدة إلى السيارة التي ركنت أخيراً أمام القصر وغادرها قائدها لتقطب وهي تتأمله .. رأت (مادلين) تنزل السلالم ووقفت أمامه تتحدث معه قبل أن ترحب به وتشير له بالدخول .. اقتربا من مكان وقوفها ولم تستطع التحرك سريعاً لتختبيء بالداخل .. انتبه الرجل لصوت خطواتها المتعثرة ليلتفت بتساؤل فابتسمت بحرج وهي تواجه نظراته المتسائلة التي لمعت فجأة كأنما تعرف عليها وخفق قلبها بقلق وأسرعت تدير ظهرها لتغادر لكن ليس قبل أن تسمع (مادلين) تقول
_"تفضل من هنا سيد (فهد) .. السيد (جاك) سيعود بعد قليل"
توقفت خطواتها وهي تلتقط الاسم وعادت تنظر خلفها بدهشة .. (فهد) .. إنّه اسم عربي .. من يكون؟ .. وماذا يفعل هنا؟ .. هل هو الشخص الذي أخبرها (جاك) أنّه سيساعدها بعد سفرها ويكون حلقة اتصالها مع (سؤدد)؟ .. ألهذا بدا في نظراته أنّه يعرف هويتها؟ .. هزت رأسها تطرد أفكارها وقلقها .. أياً كان .. ستعرف عن قريب كل شيء ولتدعو الله أن يسير كل شيء كما خططوا له حتى النهاية.
*******************
انتهى الفصل الثالث والأربعون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 02:11 AM   #918

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي .. كيفكم .. يا رب تكونوا بألف خير وتكونوا قضيتم وقت سعيد بالعيد .. أنا للأسف قضيت من يوم الوقفة لحد اليوم راقدة بالسرير تعبانة جداً ولسه بادئة أفوق النهاردة لأني ملتزمتش بكلام الدكتور للأسف وأجهدت نفسي اليوم اللي قبل الوقفة ..

سامحوني لو الفصل مكانش بنفس مستوى الفصول اللي فاتت لأني كتبته بصعوبة .. اعتبروا الفصل ده نصف العيدية اللي وعدتكم بها وهعوضكم عنها قريب جداً ..


الفصل طويل ويا رب يعجبكم وتستمتعوا بكل مشهد ولحظة

حاولت أبعد قدر الإمكان عن النكد والدموع عشان جو العيد .. بس أعتقد لا بأس ببعض الدموع الخفيفة كده

قراءة ممتعة للفصل

أرق تحياتي وخالص حبي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 02:48 AM   #919

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اينجل احمد 66 مشاهدة المشاركة
طبعاً خلي أبدى انو اني ابدا ممنطيه رد على رواية قاريته لحد الآن صارلي أكثر من أربع سنوات دا أقره روايات وأكثر الروايات اللي قريته للمبدعه كاردينيا وحتى هيه أشكد أحبها واحب روايتها بس ابد ممنطيه رد يعني لازم شوفيين نفسج متميزة لانو اول مره اكتب رد وانتي مبدعه كالعاده وأريد أسأل شوكت ينزل الفصل اني من الخميس الماضي انتظره تحياتي لك أتمنى انو تنطيني موعد محدد شوكت تنزل الروايه واتمنى انو انتي تفهمين عراقي لانو اني عراقيه وهذا الكلام ب العراقي كاتبته 😍😍😍😍

مساء الجمال يا قمر

نورتيني كتير كتير وسعيدة جداً إن روايتي عجبتكِ للدرجة دي وتسلمي كتيير على كلامكِ الرقيق ده .. شرفتيني بوجودكِ ورأيكِ يا جميلة .. إن شاء الله يكون قلمي دايماً عند حسن ظنكم به

الفصل الجاي إن شاء الله يوم الخميس وهبقى أعلن قبل نزوله بفترة بإذن الله
هههههههه لا تقلقي يا قمر .. أنا بعشق اللغات واللهجات المختلفة أصلاً وفهمت كل كلامكِ

يا رب منوراني دايماً بوجودكِ وتستمتعي بكل أحداث الرواية


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-08-19, 02:52 AM   #920

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماما حسوني مشاهدة المشاركة
ألف لاباس عليك مي ...الله يحفظ عليك صحتك يارب ويبارك بهالأنامل لإبداعها وإمتاعها لنا


الله يسلمكِ حبيبتي تسلمي كتير

آمين يا رب

عيدكِ مبارك يا قمر ويا رب ينعاد عليكِ دايماً بالخير أنتِ وكل أحبابكِ .. ربنا يسعد قلبكِ دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.