آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-19, 03:18 PM   #931

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء الخير حبايبي
كيفكم .. يا رب دايما بخير
معلش المنتدى كان فيه مشكلة .. نزلت أول مشهد وبعدين حاولت كتير تمزيل المشاهد الباقية معرفتش وكل ما أحاول إضافة رد أو فتح الصفحة الأخيرة يحولني لصفحة بتقولي فيه خطأ
المهم .. هحاول أنزل لكم بقية المشاهد .. الجزء الثاني من الفصل هينزل قريب ومعلش لو الجزء ده صغير .. العلاج اللي باخده حاليا بيسبب النعاس والدوار وبيأثر على الجهاز العصبي بشكل رهيب فمسبب لي مشكلة كبيرة في التركيز
إن شاء الله أول ما الأعراض تقل هركز مع الفصول وأعوضكم بمشاهد أفضل وأطول
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-19, 03:49 PM   #932

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع والأربعون (الجزء الأول)

أبلغ عزيزاً في ثنايا القلبِ منزله
إني وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإن طرفي موصولٌ برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه
يا ليته يعلم أني لست أذكره
وكيف أذكره إذ لستُ أنساه
يا من توهم أني لست أذكره
والله يعلم أني لست أنساه
إن غاب عني فالروح مسكنه
من يسكنُ الروحَ كيف القلبُ ينساه.
"أبو الطيب المتنبي"
********************
فتح (عاصي) عينيه ببطء وتململ في نومه بكسل قبل أن يتوقف وهو يشعر بالجسد الرقيق الملاصق له .. خفض رأسه لتقابله الخصلات العسلية ونبض قلبه بعنف وهو يرى رأسها مستقر فوق موضع نبضه وأنفاسها تتحرك بسلام بينما ذراعاه تحيطان بها وتضمانها إلى صدره .. ابتسم في حنان وهو يتذكر استيقاظه قبل ساعات ليجد رأسه فوق صدرها بينما كانت تنام هي في وضعية غير مريحة ليتحرك بحذر شديد ويعدل وضعهما ليضمها إليه ويضع رأسها فوق صدره وعندما تحركت خشى أن تستيقظ وتعود لجمودها معه لكنّها عوضاً عن ذلك حركت ذراعها لتضعها فوق خصره وتضم نفسها إليه أكثر بطريقة جعلت قلبه يرتعد بقوة وبقى للحظات طويلة يتأملها بغير تصديق .. لا يصدق أنّه أخيراً يضمها إليه .. لأول مرة منذ ليالي كثيرة يحصل على راحة في نومه .. غرق في النوم سريعاً وهو يحتضنها وقلبه يعدها ألا يسمح لها بالعودة بهما إلى الوراء وأنّه لن يتركها مرة أخرى .. شعر بها تتململ بين ذراعيه قبل أن تهدأ حركتها وتعود للنوم من جديد فتنهد بارتياح .. لا يريدها أن تستيقظ الآن وتستعيد قناعها القاسي وتبدأ في الشجار معه .. هو متأكد أنّها لن تلقي أسلحتها وتسامحه بهذه البساطة لكنّه مستعد .. اتسعت ابتسامته وهو يرفع يده يمسح على خدها ويزيح خصلاتها للخلف بحب ومال ليقبل وجنتها هامساً
_"صباحكِ بطعم الحب يا عسليتي"
أخذ نفساً عميقاً محملاً بعطرها وهو يكمل ويده تلامسها بحب
_"كل صباح سأستيقظه معكِ سيكون دائماً بطعم الحب والسعادة .. لو تعرفين كم اشتقت لهذه اللحظة .. كم أشتاق لنجتمع معاً .. عندما تعودين إليّ بكامل قلبكِ وروحكِ .. سيكون هذا أسعد أيامي (رهف) .. روحي ستعود إليّ بعد أن غادرتني وخاصمتني من أجلكِ .. آه لو تعلمين يا حبي .. (عاصي) ما عاد نفسه بعد أن عرف معنى أن يحبكِ"
همس وهو يعتدل ويحركها بحذر ليضعها فوق الفراش ومال على جانبه يتأملها بابتسامة مليئة بالعشق ولم يتوقف عن لمساته الحانية لوجهها بينما يهمس لها بكل مشاعره قبل أن يميل نحوها حتى صار على بعد أنفاس من شفتيها ليتوقف مع صوت الطرقات الخافتة التي ارتفعت فوق باب الغرفة وصوت (سلمى) تنادي
_"(عاصي) .. (رهف) .. هل استيقظتما؟"
عض على شفته وهو يهتف داخله لائماً (سلمى) على توقيتها الخاطيء تماماً، قبل أن تحتبس أنفاسه وهو يجد عينيها تقابلان عينيه بعدم فهم قبل أن تنخفضا لتتعلقا بشفتيه لثوان، ثم تعودان إلى عينيه محملتين بالذهول والفزع وقبل أن يوقفها كانت تدفعه في صدره صارخة
_"ما الذي تفعله؟"
دفعتها أبعدته قليلاً بينما صراخها العالي دفع (سلمى) أن تفتح الباب وتدخل هاتفة بجزع
_"ماذا حدث؟"
توقفت مكانها بدهشة وهي تحدق فيهما ليقطب قائلاً بنزق

_"لم يحدث شيء أمي .. لم يحدث أي شيء"
ارتفع حاجباها قبل أن تبتسم على كلماته بينما (رهف) هتفت بحدة
_"ماذا تعني لم يحدث شيء .. تباً .. ما الذي تفعله في فراشي؟"
قبل أن تفتح (سلمى) فمها لتتحدث ابتسم هو بعبث وهو يقترب منها هامساً بصوتٍ عاطفي
_"ألا تتذكرين ما حدث حبيبتي؟ .. هل نسيتِ ليلة البارحة؟"
اتسعت عيناها وهي تحدق فيه ليرفع يده يلامس وجهها متجاهلاً وجود (سلمى)
_"لقد حاولت الذهاب لكنّكِ تمسكتِ بي ورفضتِ أن أتركك وحدكِ"
تراجعت تنقل بصرها بينه وبين أمها التي حاولت التحكم في ابتسامتها بصعوبة ثم همست وهي تصفع يده تمنعه من الاستمرار في لمسها
_"أنت كاذب"
مط شفتيه ليتمكن الغضب منها وأزاحت جسدها مبتعدة قليلاً وهي تقول
_"أمي .. لو سمحتِ أخرجيه من هنا .. أريد أن أبقى وحدي"
مرة أخرى تحدث قبل أن ترد (سلمى)
_"لماذا حبيبتي؟ .. لقد أخبرتِني أنّكِ لا تريدين البقاء وحدكِ من الآن فصاعداً"
_"أنا؟"
هتفت باستنكار ثم أكملت بغضب
_"إنّه أنت أيها الكاذب .. أنت من .."
قاطعها مقترباً ليقول بابتسامته الخبيثة
_"وأنتِ منحتِني وعدكِ عسليتي .. هل نسيتِ بهذه السرعة؟"
توقفت الكلمات في حلقها وابتلعت لعابها بصعوبة متذكرة حماقتها باللليلة الماضية .. تباً .. كانت تعرف أنّها ستندم وأنّه سيستغل الأمر في أول فرصة ضدها .. رفعت عينيها إليه ترميه بنظرات ثاقبة لتتسع ابتسامته أكثر وهو يشعر أنّها بين لحظة وأخرى ستنشب أظافرها في عنقه لولا أن قاطعت (سلمى) أفكارها الدموية وهي تهتف

_"(عاصي) بني .. أريدك معي في الخارج لو سمحت"
التفت لها بتساؤل لتشير برأسها أن يتبعها قبل أن تُحدِث (رهف)
_"(رهف) حبيبتي .. سنترككِ لتغتسلي وتستعدي"
_"حسناً أمي"
قالتها وهي ترمي (عاصي) بشذر مرة أخيرة قابلها بابتسامة مستفزة ثم نهض ليتبع والدتها لتمسك وسادتها وترميها في حنق خلفه، قبل أن تنظر إلى حيث كان نائماً وعادت إليها كل ذكريات الليلة الماضية وتنفست بقوة وهي تميل لترقد من جديد ووضعت رأسها حيث كان يسند رأسه ودفنت وجهها بالوسادة تتنفس رائحته باشتياق قبل أن تعتدل وهي تشتم نفسها بضيق ثم تتحرك لتغادر الفراش بينما في الخارج كان (عاصي) يجلس مواجهاً (سلمى) التي كانت تتأمله بنظرات مدققة حملت قلقها قبل أن تنطق بمخاوفها

_"(عاصي) .. هل كل شيء بخير معك؟ .. هل حدث شيء هناك؟ .. هل الجميع بخير؟"
ابتسم بشحوب وهو يهز رأسه
_"لا تقلقي أمي .. جميعنا بخير"
قطبت قائلة باعتراض

_"(عاصي) .. من تخدع بالضبط؟ .. هل تعتقد أنني لم ألاحظ حالتك؟ .. لقد تركتك أمس فقط لأنّك كنت متعباً كما أنّك أردت أن تتحدث مع (رهف) .. لا تعتقد أنّك ستفلت مني اليوم أو تستطيع خداعي .. هيا أخبرني .. ماذا هناك؟"
_"أمي .. صدقيني .. ليس .."
قاطعته مرددة اسمه بحزم فزفر بقوة وهو يفكر في كلماته قبل أن ينطقها .. لن تستفاد شيئاً لو عرفت بما حدث لـ(راندا) .. ستتألم فقط .. تنهد مجدداً وهو يرفع عينيه لها هامساً بخفوت

_"(هشام) أخبرني بأمر شقيقتي المختفية أمي"
اتسعت عيناها قليلاً

_"هل فعل؟"
هز رأسه لترتبك نظراتها وتقول
_"بني .. أنا آسفة حقاً .. لقد خشيت أن أخبرك وأمنحك أملاً كاذباً .. لست متأكدة من شكوكي .. ربما أكون أخطأت وتلك الفتاة .."
قاطعها هامساً بتحشرج
_"إنّها شقيقتي"
حدقت فيه بصدمة لوهلة ثم همست بتوجس

_"ماذا؟"
ابتسم بحزن وهو يتذكر وجه (همسة)
_"(همسة) .. الفتاة التي رأيتِها في المشفى وشككتِ في أمرها .. هي في الحقيقة شقيقتي الصغيرة .. لقد تأكدنا من الأمر"
خفق قلبها بقوة وهي تحدق فيه ودمعت عيناها وهي تهمس
_"كيف؟"

_"أجرينا فحص الحمض النووي"
تنفست بقوة وهي تردد

_"هذا يعني أنّك و(هشام) قد .."
هز رأسه وقد فهم جملتها المبتورة وابتسم بحزن أكبر
_"لا .. لم نكن نحن من وجدناها .. هي أتت بنفسها"
ملأت الدهشة عينيها بينما يكمل باختناق

_"لقد عرفت الحقيقة وأتت إلينا .. كانت مصدومة وكل ذرة من ملامحها كانت تقول أنّها تريد منا أن نخبرها أنّها هذه ليست الحقيقة .. أنا .. أنا رفضت أن أصدق أمي"
همست اسمه بألم ليختنق بدموعه
_"لقد عاملتها بجفاء رغم أنّ كل ذرة منها وكل جزء في قلبي يصرخ أنّها تنتمي إلي .. من دمي .. لكن .. كيف يمكنني أن أصدق كل هذا؟ .. أكتشف فجأة أن لي شقيقة صغيرة كانت مختطفة ومنسوبة لعائلة أخرى .. لقاتل أبي وأمي"

تهدج صوته مع كلمته الأخيرة ثم همس بوجع
_"وأمي أيضاً .. ماذا عنها؟ .. بعد أن ظهرت تلك الحقيقة أجد عقلي لا يتوقف عن وساوسه في أنّها ربما تكون لا زالت على قيد الحياة .. بعيدة ولا تستطيع العودة .. أم تكون ماتت وارتاحت؟"
سالت دموعها مع كلماته .. نفس الشكوك والمخاوف التي كانت تلتهم قلبها بلا رحمة .. إن كانت لا زالت حية فأين يمكنها أن تكون .. كيف كانت حياتها طيلة السنوات الماضية؟ .. وكل فكرة كانت مرعبة أكثر من أختها .. تسلل صوت (عاصي) المختنق إلى أذنها يعيد تركيزها إليه
_"لا ألومكِ على إخفائكِ الأمر عني أمي فقد فهمت الآن معنى أن أحمل أملاً بقلبي ويتبين كذبه .. أنا أتعذب وأنا أفكر في أمي كل لحظة .. أتعذب وأنا أفكر في شقيقتي التي لا تشعر برباط الأخوة الذي يجمعنا بينما قلبها وروحها منتمي لآخرين .. مهما حاولت أن أنزع حبهما من قلبها لا أستطيع .. تبكي فراقهما طيلة الوقت وتتألم من أجلهما .. أشعر بالقهر والنقمة عليهم لأنّه بسببهم كان عليّ أنا وهي أن نمر بكل هذا .. أن نشعر بالغربة تجاه بعضنا ونعاني لنصنع بعض القرب والألفة .. لا أدري حتى إن كنت سأنجح في هذا"
نهضت من مكانها وجلست بجواره وأمسكت رأسه تضمها إليها وهي تهمس
_"لا تقلق بني .. كل شيء سيكون على ما يرام .. لن تعجز عن الانتصار على مخاوفك وبقليل من الجهد ستصل لقلبها وستجعلها تعترف بك كشقيقها .. ساعدها لتتجاوز هذا الحاجز النفسي بينكما ووجودك بقربها سيجعلك أنت أيضاً تتجاوز ذلك الحاجز سريعاً"
تنهد بحرارة وهو يمسك بكفها ويضمها لقلبه
_"أشعر بالتعب أمي .. لقد اضطررت في النهاية أن أترك كل شيء وآتي هنا .. وضعي أنا و(رهف) جعلني مضطرب كثيراً الفترة الماضية .. كنت في حاجة ماسة لهدنة مع نفسي .. هدنة مع (رهف) .. حتى وأنا أعرف أنّها ستقاتلني بشراسة .. وجودها بقربي يمنحني سكينة ويجعل روحي في سلام أحتاجه كثيراً الأيام القادمة"
ربتت على شعره في حنان
_"أفهمك بني .. وكما قلت لك أنا واثقة من قدرتك على التعامل مع الأمر وأعرف أنّك و(هشام) ستبذلان كل جهدكما لتتأكدا من أن حياتنا مستقرة .. سترى .. كل هذا سينتهي قريباً وستعود السعادة لبيتنا .. هل تعرف؟ .. رؤيتي لـ(رهف) تتحسن بسرعة وتبذل قصارى جهدها لتعود كما كانت وتحاول ألا تخذلنا، جعلني أشعر بالتفاؤل الشديد وصرت موقنة أنّه عن قريب ستنتهي كل هذه المشاكل وتعود أسرتنا كما كانت"
ثم ابتسمت بسعادة وهي تنظر له من بين دموعها
_"لكننا سنكون قد ازددنا فرداً جديداً في العائلة .. إنّها فتاة رائعة .. من الدقائق القليلة التي قضيتها معها عرفت كيف هي"
تنهد بحرارة وهو يفكر .. ليس فرداً واحداً .. هناك (سديم) لكن هذه مسألة أخرى .. لا يمكنه أن يخبر (سلمى) بها الآن .. ولا يعرف كيف سيتعامل (هشام) مع الأمر خصوصاً بعد حديثه مع (رفعت هاشمي) بشأن عقد قرانها هي و(آدم) بهويتها الحقيقية .. لم يعرف أبداً أنّ عمه كان قد ترك لـ(هشام) كل الأوراق التي تثبت كونها ابنته الشرعية وأنّها مسجلة باسمه .. لقد حان الوقت لتحصل على اسمها ونسبها أمام كل العالم .. نظر إلى (سلمى) بألم .. ربما هذه الخطوة ستتأجل لبعض الوقت أو ربما يتمكن (هشام) من إبقاء الأمور في خفاء عن أمه قدر الإمكان حتى يجد الوقت المناسب لإخبارها .. انتزعته من شروده وقد انتبهت لحالته
_"(عاصي) .. ماذا هناك؟ .. نظراتك تقلقني .. هل تخفي عني شيئاً آخراً؟"
أسرع يهز رأسه

_"لا أمي .. ماذا سأخفي؟ .. لقد ذهب عقلي إلى أمي مجدداً .. من يدري؟ .. ربما لا نزداد فرداً واحداً بعد أن تنتهي كل هذه المشاكل بسلام"
تنهدت بحرارة
_"يفعل الله ما فيه الخير بني .. لا يمكننا أن نغير الماضي ولا نملك تغيير إرادة القدر .. إن شاء الله لن يحدث إلا الخير"
_"أرجو هذا أمي .. أرجو هذا"
ارتفع رنين جرس الباب في نفس اللحظة التي انفتح فيها باب غرفة (رهف) لتنادي
_"أمي .. تعالي لحظة أريدكِ"
نهضت لتجيبها وهي تقول
_"افتح أنت الباب يا (عاصي)"
أومأ ونهض وهو يمسح وجهه بقوة ويتجه للباب ليفتحه .. تنفس بقوة وعيناه تقابلان الشخص الواقف أمامه بابتسامته المستفزة وعيناه السماويتان وشعره الأشقر .. كتلة أوروبية مستفزة جعلت الدم يغلي في عروقه وهو يتذكر علاقته بـ(رهف) وكلماتها بشأنها .. سمعه يقول وهو يمد يده إليه
_"سيد (عاصي) .. التقينا مرة أخرى .. أخيراً"
نظر ليده بشذر كأنما ينظر لضفدعة لزجة، ثم مدها قبل أن يسحب (كِنان) يده وصافحه بقوة شديدة راغباً في تحطيم عظامه
_"أخيراً .. لا تعلم كم كنت متشوقاً لرؤيتك"
ابتسم (كِنان) بخبث
_"حقاً .. يمكنني رؤية هذا بوضوح .. شعور متبادل على أية حال"
رمقه بنظرات قاتلة لتتسع ابتسامة (كِنان) وهو يضغط على يده بالمثل بينما يسمع (عاصي) يردد من تحت أسنانه
_"جيد .. هذا سيجعل الأمور أسهل بكثير مما اعتقدتها"
رفع (كِنان) أحد حاجبيه ومد يده يربت على كتف (عاصي) قبل أن يتحرك ويزيحه بعجرفة ويدخل إلى الشقة متجاهلاً إياه
_"حظاً موفقاً إذن يا صديقي .. ستحتاجه كثيراً الأيام القادمة"
قالها وتركه مصدوماً مكانه لوهلة قبل أن يشتم بحنق ويدخل صافعاً الباب بقوة ويلحق به إلى الداخل متوعداً إياه بلا رحمة.
******************



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-08-19 الساعة 12:16 PM
may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-19, 03:50 PM   #933

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألقى (جاك) نظرة ملية متمهلة على (فهد) الذي جلس قبالته وأنهى حديثه قائلاً
_"هذا كل شيء .. هل سيمكنك مساعدتي سيد (جاك)؟"
أخذ نفساً قوياً وسأله
_"لماذا تعتقد أنني أستطيع مساعدتك في هذه المسألة؟"
قطب مجيباً وهو يميل قليلاً للأمام
_"لم أستطع التفكير في أحد غيرك .. كما أخبرتك .. ابن خالي تحدث عنك كثيراً والكلام الذي سمعته شجعني لآتي وأطلب هذه الخدمة منك .. والسيد (آدم هاشمي) أيضاً يثق بك وإلا ما كان أرسل (سؤدد) إليك .. ألم تقل أنّه اتصل بك وأخبرك بقدومي؟"
هز رأسه وصمت برهة مسنداً ذقنه لقبضته ليقول (فهد)
_"الرجل الذي أسعى خلفه هو نفس الشخص الذي تساعد (سؤدد) في معركتها ضده .. أنا فقط لا أريد أكثر من البحث عن هذه السيدة .. اعتبرها خدمة إنسانية سيد (جاك) .. يمكنك مساعدتي في جمع أم بولديها .. أنا شبه متأكد من أنّه يخفيها في مكان ما .. وإن ثبت خطأ اعتقادي فعلى الأقل سنكون قد اطمأننا على مصيرها"

تنفس بقوة وسأله
_"لا بأس .. يمكنني أن أحاول لكن لا أعدك بالنتيجة التي تحلم بها"
زفر بحرارة .. هو لا يعرف ماذا يتمنى بالضبط .. كل الخيارات مؤلمة بشدة .. لكن على الأقل بعضها يحمل أملاً لـ(همسة) ولقلبه المسكين .. هز رأسه والتفت جانبه يلتقط ملفاً من حقيبته ومده إليه

_"هذا الملف به صورها وكل المعلومات عنها .. لقد مر على الأمر أكثر من عشرين عاماً .. لكن أعتقد أنّها ستساعد في البحث عن أي طرف خيط يقود إليها .. ولا تقلق بشأن ما سيتكلفه البحث أنا سأتحمل كل شيء"
قلّب (جاك) في الملف ينظر للصور ويدقق في ملامح المرأة التي تطل عليه .. تبدو سعيدة في الصور .. رقيقة ومليئة بالحياة وعيناها تحملان شغفاً كبيراً وتألقاً .. من المؤسف أن يحدث لها كل هذا .. رفع رأسه وهو يغلق الملف ونظر لـ(فهد)
_"حسناً سيد (فهد) .. اعتبر الأمر تم .. سأفعل ما يلزم"
نهض واقفاً ومد يده يصافحه
_"أشكرك كثيراً سيد (جاك) .. أنا سأكون على اتصال بك .. لن أقف بعيداً كما أخبرتك"
أومأ وهو يصافحه بقوة وقال
_"حسناً اتفقنا .. سأتصل بك إن جد جديد"
هز (فهد) رأسه وسحب كفه متراجعاً
_"تشرفت بلقائك سيد (جاك)"
ابتسم مردداً
_"وأنا أيضاً سيد (فهد)"
ودعه (فهد) وتحرك سريعاً يغادر الغرفة ليرافقه أحد العاملين بالمنزل في طريقه للخارج .. توقفت خطواته ما أن وصل للسلالم الخارجية عندما لمح جسدها بالقرب فالتفت ليجدها تنظر نحوه بترقب ليبتسم قائلاً
_"مرحباً آنستي"
ابتسمت بارتباك مجيبة
_"مرحباً"
تأملها للحظات بطريقة وترتها قبل أن تتسع ابتسامته ويقول
_"حظاً موفقاً آنستي"
ارتبكت نظراتها وشكوكها بشأن هويته وسبب مجيئه تزداد .. تبعته بعينيها حتى دخل سيارته، قبل أن تتحرك للداخل لتتحدث مع (جاك) في الأمر، بينما ركب هو سيارته وانطلق بها وهو يهمس برجاء
_"ساعدني يا رب .. ساعدني لأصحح ولو قليلاً مما أفسدناه"
عقله أخذه إلى (همسة) مفكراً في كيف حالتها الآن .. هو يشعر بألمها في قلبه وانقبضت يداه على المقود وهو يهمس
_"قريباً يا (همسة) .. أنا واثق أن الله سيساعدنا .. سنجتمع عن قريب .. سأفعل أي شيء لأحطم الجدار بيننا"
عادت نظراتها الحزينة وكلماتها الأخيرة لتطعن قلبه أكثر .. يعرف أنّه كذب وسافر رغم توسلها له ويعرف أنّها رأت كذبته وأنّها رغم كل شيء ستسامحه وستدعو له دائماً وهذا كاف ليطمئن قلبه .. حتى حين ..
*******************
ابتسمت (سديم) وهي تتراجع للخلف بعد أن لمحت عيناها (صفية) و(أحمد) يجلسان على إحدى الآرائك الموجودة بالحديقة الخلفية للقصر يحيط كتفها بذراعه ورأسها استقر فوق كتفه وعلى شفتيها ابتسامة أعادتها سنوات للوراء وهما يتهامسان معاً .. تراجعت بحذر حتى لا تزعج خلوتهما وابتسمت في حنان أكثر وهي تتمنى لهما أن تستمر سعادتهما للأبد ويعوضا كل ما فاتهما .. منعت ضحكتها وهي تتذكر عقد القران الذي تم سريعاً في القصر في اليوم التالي فور أن اطمأنوا على (سؤدد) التي تألق وجهها بابتسامة منحته الحياة وهي تنظر لوالديها معاً .. سعادة (صفية) لم تكن توصف بكلمات وعيناها لم تفارقا زوجها لحظة ويدها لم تترك كفه .. جدها من البداية كان قد قرر أنّ (أحمد اليزيدي) سيعود ليعيش في القصر ولن يذهب لأي مكان وهذا كان قراراً رائعاً .. خاصة بعدما عرفوه عن تعرضه لمحاولة قتل فهو لن يكون آمنا في الخارج .. وهي أيضاً تريد أن تتعرف أكثر على شقيق أمها وتنتظر الوقت المناسب لتجلس معه ويتحدثا ملياً .. غامت عيناها وهي تستعيد حديثهما القصير قبل أن تأتي (هاميس) فزعة وتخبرهم بانهيار (سؤدد) .. نظراته المصدومة وهو يسمع الجد يقدمها له والدموع التي عادت تتلألأ في عينيه وهو يهمس
_"لا أصدق .. لقد ظننت .. يا إلهي .. ظننت أنّكِ رحلتِ معهما .. لقد أخبرني أنّكم جميعاً قد .."
توقف عن الكلام لتهز رأسها هامسة
_"لقد كذبوا عليك .. لقد كان لهم هدف آخر من إخفاء وجودي .. لكن في النهاية .. ها نحن هنا"
عيناه تحركتا فوق ملامحها بحنان كأنما يبحث عن ذكرى شقيقته الراحلة ثم همس برجاء مختنق
_"هل .. هل كانت سعيدة؟ .. هل كانا سعيدين معاً؟"
قرأت في عينيه إحساساً بالذنب وحنيناً ورغبة في الاطمئنان أن شقيقته الحبيبة قد نالت قدراً من السعادة قبل أن ترحل بهذه الطريقة المؤلمة .. همست بصوتٍ مختنق بالدموع

_"كانا سعيدين جداً .. رغم كل الغربة والتنقل من مكان لآخر لم أر أحداً أكثر منهما سعادة وأملاً .. لا تقلق .. لقد سعدا في حياتهما وأبي لم يقصر أبداً في إسعادها .. بيتنا الصغير كان مليئاً بالحب والسعادة لسنوات طويلة"
أغمض عينيه متنهداً في راحة بينما سرحت هي في تلك السنوات التي مضت بعيداً .. ليت الزمن توقف هناك .. شعرت بيد (آدم) تضم كفها بحب فالتفتت تنظر إليه وهمست داخلها .. لو كان الزمن توقف بها أو رحلت معهما لم تكن لتقابله .. لم تكن لتحبه وتعرف طعماً آخراً للسعادة .. انتبهت من ذكرياتها عندما وجدت (هاميس) تقطع طريقها وقطبت وعقلها يسترجع مواجهتهما الأخيرة عندما تركت (عماد) بعد أن فجرت قنبلتها في وجهه وصعدت متجهة لغرفة (سؤدد) لتجد (هاميس) في مواجهتها ولم تمنحها الفرصة لفعل أو قول أي شيء وهي تردد بضيق
_"منذ أتيتِ والمصائب لا تتوقف عن النزول على رأسنا"
رفعت أحد حاجبيها تواجهها في صمت استفز (هاميس) أكثر قبل أن تبتسم ببرود وتقول
_"على ما أظن فالمصائب تلاحق العائلة من قبل أن أظهر في حياتكم أصلاً آنسة (هاميس)"
ارتجفت شفتاها وهي تبحث عن رد
_"أ .. أنتِ .. كيف .."
هتفت بصوت ثلجي قاطع
_"اسمعي (هاميس) ودعينا ننتهي من هذه المهزلة فأنا لا أملك بالاً طويلاً للأسف .. أنا وجودي هنا أصبح أمراً واقعاً ولا أطلب منكِ أبداً تقبله رغماً عنكِ لكن أريد على الأقل ألا يحدث مشاكل بسبب كراهيتكِ لي .. لا أحب الأسلوب الطفولي الذي تتعاملين معي به لكنني لا أستطيع لومكِ على عدم استطاعتكِ تقبل وجودي في حياة (آدم) والصغيرين .. إنّه حقكِ .. لكن لا أريد أن يؤثر هذا عليهما"
_"لا شأن لكِ بهما"
هتفتها بحدة لتبتسم وهي تكتف ذراعيها أمام صدرها

_"لا أعتقد أنّ لكِ الحق في إخباري كيف أتعامل أو أشعر نحوهما .. شئتِ أم أبيتِ فأنا أحبهما ولن يفرق معي أبداً كونهما ابنيّ (آدم) من امرأة أخرى .. وصدقي هذا أو لا .. هما غاليان عندي كثيراً وذكرى (رُبا) في حياة (آدم) وصغيريها لن تتأثر"
رمقتها بارتباك وفتحت فمها لتهتف بشيء حين توقفت نظراتها خلفها لتلتفت وتجد (آدم) الذي اقترب وعيناه على ابنة عمه التي احمر خداها بخجل وضيق ليردد بتعب
_"(ميسا) عزيزتي .. أعرف أنّكِ أكثر من تألمتِ بسبب زواجي أنا و(سديم) لكن .. سأسألكِ فقط من أجل (رُبا) .. إن كنتِ تحبينها حقاً فتقبلي رغبتها واحترميها .. هي أرادت أن تكون (سديم) جزءاً من هذه العائلة .. وكما قالت (سديم) لا يمكننا أن نجبركِ على تقبل هذا الأمر لكن على الأقل لأجل الصغيرين .. أنتِ مثل (راندا) بالضبط (هاميس) .. أنتِ شقيقتي الصغيرة ولا شيء سيغير هذه الحقيقة .. كما لن تتغير حقيقة أن (رُبا) كانت زوجتي وصديقتي وجزءاً غالياً من ذكرياتي .. لا أريدكِ أن تضعيها هي و(سديم) في مقارنة أو تتهمي (سديم) أنّها أخذت مكانتها .. لا أحد سيأخذ مكانة (رُبا) في قلبي وقلب الصغيرين"
واقترب يمسك كفها وهو يواصل محدثاً (هاميس) التي رفعت عينيها عن كفيهما المتعانقين وتنظر له بارتباك وتشوش جعلها تشفق على تخبطها
_"(سديم) تعرف هذه الحقيقة وتعرف أنّ (رُبا) كان لها مكانتها الخاصة والغالية وهي تحترم هذا الأمر .. أعرف أنّكِ عندما يهدأ غضبكِ سترين الأمور بنضج أكبر وستتوقفين عن محاولاتكِ الطفولية في إزعاج (سديم) وتنغيص حياتها في البيت علّها تهرب"
_"أ .. أنا لم .."
نظر لها بعينين لائمتين لتختنق الكلمات في حلقها ودمعت عيناها وهي تنظر إلى (سديم) قبل أن تهز رأسها لـ(آدم) وهي تتحرك بسرعة لتغادر المكان متجهة لغرفتها لتتبعها عيناها هي و(آدم) لتهمس بأسف
_"هل تعتقد أنّها اقتنعت بكلامنا؟"
_"لا تقلقي .. (هاميس) ليست سيئة .. هي فقط تغار على شقيقتها ومتألمة .. أرجو أن تتحمليها قليلاً حتى تتجاوز الأمر وتعود لعقلها"

ابتسمت وهي تضغط على كفه
_"لا تقلق حبيبي .. لقد كذبت عليها عندما قلت أنني لا أملك بالاً طويلاً .. يمكنني احتمال أي وضع ما دمنا معاً .. خرمشات (هاميس) الطفولية لن تجعلني أهرب بجلدي"
بادلها ابتسامتها قبل أن تبهت وهو يشدها ليذهبا ويطئمنا على وضع (سؤدد) التي حضر الطبيب بعد قليل ليفحصها ثم حقنها بإبرة مهدئة جعلتها تغرق في النوم وتتوقف عن الأنين أخيراً .. هزت رأسها تنتزع نفسها من أفكارها وهي تتحرك لتمر بجوار (هاميس) التي ضغطت على قبضتها بقوة وشعرت بأنفاسها تتحرك بسرعة .. مرت بجوارها لتتوقف مع الهمسة التي مرت بجوار أذنها والتفتت إليها بسرعة هاتفة وقد اعتقدت أنّها توهمت ما سمعته
_"ماذا قلتِ؟"
عضت على شفتها وقالت وهي تشيح بوجهها بارتباك تحاول عدم مواجهة نظراتها
_"قلت أنني آسفة"
ارتفع حاجباها بينما أطرقت (هاميس) لحظة ثم تابعت
_"آسفة على سلوكي معكِ منذ أتيتِ لبيتنا .. أعرف أنّكِ تتفهمين السبب وأنّهم لم يكن بيدي .. لا أستطيع حقاً تقبلكِ كلياً لكنني سأحاول .. من أجل (آدم) والصغيرين"
وخفت صوتها وهي تهمس بوجع

_"ومن أجل (رُبا) .. ما دامت هذه رغبتها"
ابتسمت وهي تنظر لها وبدا أنّ ابتسامتها أربكتها وتذكرت صدمة (راندا) و(رهف) برؤيتها تبتسم لأول مرة بصدق
_"شكراً لكِ (هاميس) .. أنا أقدر هذا كثيراً"
تبادلا النظرات لبرهة قبل أن يقاطعهما صوت (رفيف) تهتف
_"(سولي) .. الحقيني"
هتفت (هاميس) في ذهول
_"(سولي)!"
ضحكت (سديم) مسببة لها صدمة أكبر وهي تحدق في ضحكتها ببلاهة
_"أجل (سولي) .. لقد اختارت هذا الاسم خصيصاً لي بعد أن أخبرها (آدم) أن تتوقف عن منادتي بحورية النار"
ابتسمت (هاميس) رغماً عنها وعيناها تتعلقان بابنة شقيقتها التي اندفعت وهي تصرخ ضاحكة لتتعلق بساقي (سديم) وهي تهتف
_"(سولي) .. (رامي) يجري خلفي وسيضربني"
لوت (هاميس) شفتيها
_"ماذا فعلتِ له يا شقية؟"
هتفت وهي تزم شفتيها بحنق طفولي

_"لم أفعل شيئاً"
اقتربت وانحنت في مواجهتها تنظر في عينيها
_"حقاً؟ .. عيني في عينكِ .. أخبريني ماذا فعلتِ ليغضب منكِ؟"
رفعت رأسها نحو (سديم) التي ابتسمت لها في حنان وهي تهز رأسها لها لتردد بخفوت
_"لقد أوقعت الألوان على لوحته الجديدة"
_"آه يا (روفي) .. ماذا فعلتِ يا صغيرتي؟ .. لا بد أنّه حزين الآن"
عضت الصغيرة شفتها هامسة
_"لم أقصد .. كنت ألعب وأسقطت الألوان دون قصد"
نزلت (سديم) لتكون في مستواها ومسحت على رأسها في حنان
_"حسناً حبيبتي .. ماذا قلنا بشأن الاعتذار في حالة أخطأنا؟ .. هيا تعالي لنصالح (رامي) ونساعده في إصلاح لوحته"
أمسكت كفها وهي تهز رأسها لتنهض (سديم) وتتحرك معها أمام أنظار (هاميس) التي اتسعت بدهشة لتقابلها ابتسامة (سديم) وهي تقول
_"هل تأتين معنا (هاميس)؟"
نظرت لها بارتباك ثم قالت وهي تشيح بعينيها

_"لا .. يجب عليّ عمل شيء آخر .. اذهبا أنتما"
_"حسناً"
همست بابتسامة وعادت تتحرك مع الصغيرة التي لوحت لها بكفها بينما وقفت هي مكانها تنظر إليهما وقلبها لأول مرة يعترف أنّ (سديم) منذ أتت وهي تتعامل مع الصغيرين بحب وحكمة كبيرة .. (رفيف) متعلقة بها منذ أول لحظة و(رامي) بدأ يتقبلها رغم رفضه لها في أول الأمر لكنّها بمعاملتها اللطيفة وتفهمها له ومعاملتها له المتوازنة بين كونه طفل وبينه يسبق سنه ولا يرغب في معاملته كالأطفال .. تنهدت بقوة .. من أين علمت شقيقتها أنّ تلك المرأة ستكون أمينة على صغيريها؟ .. من أين عرفت أنّهما سيسعدان معها؟ .. عادت تنظر في اتجاههما وغامت عيناها وهي ترى ابتسامة (سديم) الصادقة وهي تتحدث مع (رفيف) .. يبدو أنّها أخطأت كثيراً في ظنونها وكراهيتها لها .. الأمر صعب لكنّهم جميعاً محقون .. يجب أن تتعامل بنضج أكبر مع الأمر و .. توقفت أفكارها بشهقة عالية حين أحاطت بخصرها ذراعان ورفعتاها عن قدميها وصاحبهما يهتف
_"حبيبتي العاقلة .. أخيراً عدتِ لرشدكِ"
هتفت وهي تضربه على ذراعيه
_"(سيف) .. ماذا تفعل؟ .. أنزلني أيها الأحمق .. أنزلني"
ضحك وهو يرفعها أكثر فتلفتت حولها وهي تهتف
_"أيها الأحمق .. أنزلني قبل أن يأتي أحد"
أنزلها برفق وهو يقول
_"حبيبتي الجبانة .. من السبب في خوفكِ هكذا من أن يرانا أحدهم؟ .. أليس أنتِ؟ .. انظري كم مرة أخبرتكِ أن نعجل بزواجنا قبل أن أتسبب في فضيحة لكنّكِ مصممة على موقفك"
ورفع أحد حاجبيه وهو يتحرك نحوه بتهديد مفتعل لتتراجع خطوة للخلف
_"ماذا أفعل بكِ لتغيري رأيكِ؟"
_"(سيف) تعقل .. توقف مكانك .. ماذا تفعل؟"
واصل اقترابه حتى التصقت بالحائط ليحاصرها قائلاً وهو يزفر بقوة

_"يا الله .. لا أصدق .. حتى عندما أتى المأذون ليعيد أبي وأمي معاً رفضتِ أن نعقد قراننا معهما .. أخبريني ماذا أفعل معكِ بالضبط"
دفعته في صدره لكنّه لم يتزحزح بل مال قليلاً ليهمس

_"رغم كل عنادكِ لا زلت مصمماً على المحاولة .. حسناً .. لماذا لا نجعل الفرحة فرحتين .. ما رأيكِ أن نعقد القران مع (آدم) وزوجته الأسبوع القادم .. جيد، صحيح؟ .. لماذا لا تردين؟ .. حسناً .. سأعتبر صمتكِ موافقة و .."
قاطعته وهي ترفع قدمها وتهوي على قدمه هاتفة

_"أخبرتك أن تتعقل قليلاً"
رفع قدمه متأوهاً ورمقها بنظرات حانقة لتحرك حاجبها بإغاظة وتقول
_"وبالنسبة لعقد القران فلن يكون الآن .. لا زال عليك تثبيت نفسك بالشركة وإثبات جدارتك وسأكون أنا انتهيت من دراساتي العليا وبعدها .."
هتف بحنق
_"آه .. دراساتكِ العليا التي كنتِ لا تفكرين فيها وأصبحت حلم حياتكِ فجأة عندما طلبت يدكِ"
ضحكت وهي تنظر لوجهه وقالت
_"بالطبع .. يجب أن أؤمن مستقبلي"
رفع أحد حاجبيه بشر وهو يقترب منها لتصرخ ضاحكة واندفعت تجري حتى وصلت للمنعطف في نهاية الشرفة لتهتف من بعيد
_"إن وصلت إليّ قبل أن أدخل غرفتي سأوافق على عقد القران في الوقت الذي تحدده"
اتسعت عيناها مع كلماتها وهتف

_"ماذا قلتِ؟"
انتزع نفسه من صدمته وانطلق خلفها وهو يهتف
_"(هاميس) .. انتظري .. تعالي هنا"
لم تتوقف وهي تطلق ساقيها للريح ليضحك وهو يسرع خلفها محاولاً اللحاق بها قبل أن تفلت كعادتها.
*****************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-19, 03:50 PM   #934

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألقت (سؤدد) نظرة أخيرة على المرآة وهي تعدل رباط عنقها الأنيق الذي استقر فوق قميصها الأبيض الحريري المناقض لسواد سترتها .. زفرت بقوة وهي تهمس
_"حسناً يا جدي .. لنرى إلى متى ستجبرني على هذا الوضع رغماً عني"
كزت على أسنانها وهي تتذكر حديثها الأخير مع جدها حين أخبرها أنّه لم يتراجع عن أمر حراستها وأنّها لن تذهب إلى أي مكان دون حارس شخصي .. لا زالت لا تصدق حتى الآن أنّه كان مصراً على أن يستمر (عماد) في حراستها بعد كل ما حدث .. كيف .. لن تحتمل اقترابه منها خطوة واحدة .. من الجيد أنّه لم يظهر لها وجهه بعد مواجهتهما الأخيرة .. يكفيها الخزي الذي تشعره بعد انهيارها مرة أخرى أمامه بل وفقدت وعيها كلياً .. حمقاء .. وقلبها أحمق .. هو من يضعفها أمامه ويجعلها تنهار وتلجأ إليه كل مرة دون أن تشعر .. تباً .. هزت رأسها بقوة .. لا تعرف ماذا كانت ستفعل لو ظهر أمامها في اليوم التالي .. تعتقد أنّها كانت ستموت من القهر والإحراج .. وكأنّها لم يكن يكفيها تعذيبه لها بخياله طيلة اليوم ليأتي جدها ويزيد وضعها سوءاً بإخبارها أنّ (عماد) سيواصل حمايتها وعندما أصرت أقسم أنّها لن تغادر القصر دون حراسة وأعادها مرة أخرى لنقطة البداية .. تباً .. الأيام القادمة تحتاج لتركيز وعمل كبير .. كما أنّها يجب أن تزور (ريماس) وتطمئن على وضع (كرم) .. من الجيد أنّها وصلت لنقطة وسط مع جدها ووافقت على الحراسة بشرط أن يكون شخص آخر .. (رامز) مثلاً .. على الأقل (عماد) كان يثق بقدرته على حراستها في غيابه وهذا أقنع جدها لحدٍ ما .. زفرت بقوة وهي تنظر في ساعتها .. ستتأخر على موعدها مع (ريماس) .. لقد وعدتها أن تزورها في بيتها بعد انتهاء زيارتها لزوجها .. ستطمئن عليه وبعدها تنطلق لموعدها مع الرجل الذي سينسق معها لقاء (آنجيليكا) عندما تصل .. يجب أن تكون كل خطواتها حذرة .. ربما هي في حاجة للتنكر هذه المرة أيضاً .. رغماً عنها شرد عقلها إلى (عماد) فزمت حاجبيها بضيق وهي تتذكر مساعدته لها في التنكر حين كانا في إيطاليا .. لا .. لن تلجأ إليه مهما حصل .. ستعتمد على نفسها وستكون حذرة كما كانت سابقاً .. هي لا تحتاجه .. هتفت داخلها بحزم وتحركت لتلتقط حقيبتها من فوق الفراش لتتوقف مكانها وعيناها تتعلقان به وابتسمت بشرود وهي تتذكر ساعة استيقظت أخيراً في تلك الليلة بعد صدمة رؤيتها لوالدها .. حين فتحت عينيها بتشوش وأمضت لحظات تحاول استيعاب حالتها قبل أن يدور الشريط بعقلها كالبرق وتتذكر كل شيء ليعود قلبها وينقبض بألم شديد .. تحركت بضعف تحاول النهوض حين انتبهت لليد التي تمسك كفها والدفء الذي تسرب منها داعب قلبها برقة .. أدارت عينيها تنظر ليدها على النور الخافت بغرفتها ليخفق قلبها بعنف وعيناها تقعان على صاحب اليد .. تنفست بارتجاف وابتلعت لعابها بصعوبة وعادت الدموع تتألق في عينيها وهي تنظر لوالداها الذي كان يجلس على مقعد مجاور لسريرها ويده تحتضن يدها بينما رأسه استقرت فوق الفراش غارقاً في النوم .. شوشت الدموع صورته أمامه وعضت على شفتها تمنع نشيجاً باكياً كاد يخونها .. إنّه هنا .. لم تكن تحلم .. هو هنا معها .. لقد عاد .. أرادت بشدة أن تقترب لتوقظه وتلقي نفسها في حضنه وتبكي حتى تنتهي كل دموعها .. حتى تشفى كل الجروح داخلها .. القشعريرة التي مرت بجسدها انتقلت لكفها لتنقبض كف والدها عليها لحظة قبل أن يفتح عينيه ويرفع رأسه ينظر نحوها ليتوقف العالم حولها .. تجمدت كل حواسها عدا قلبها الذي كان يضرب داخلها بجنون وعيناها المتجمدتان عليه وهو ينهض هاتفاً
_"(سؤدد) .. لقد استيقظتِ أخيراً"
حدقت فيه بجمود ودموعها تسيل في صمت ليردد بقلق وهو يجلس بقربها
_"أنتِ بخير (سؤدد)؟ .. هل تشعرين بأي ألم صغيرتي؟"
كلمته أعادتها لذكريات طفولتها حين كان يعتني بها في مرضها ويقلق عليها لدرجة أن يهمل عمله حتى يطمئن عليها .. ارتجفت شفتاها وتلك الذكريات تنطلق من أعماق روحها لتهاجم ذلك السواد الذي سيطر عليها لسنوات ودفن ذكرياتها السعيدة مع والدها .. نشيج باكٍ غادر شفتيها قبل أن تشهق بالبكاء وجسدها ارتجف بقوة فبدت كطفلة ضائعة ولم يحتمل هو أكثر فمد ذراعيه دون أن يمنحها الفرصة لترفض أو تبعده .. قلبها انتفض بقوة أكبر حين ضمها إلى صدره وأحاطتها ذراعاه بقوة واحتواء وهو يهتف باختناق

_"لا تبكي صغيرتي .. لا تبكي أرجوكِ .. أنا هنا يا عمري"
وكأنما أخبرها العكس انهمرت دموعها أكثر مع كلماته الحانية ولم تستطع التحكم في بكائها وارتجافها في حضنه .. حضنه الذي لم يسمح لتلك الشياطين التي كانت تعربد بعقلها وتصرخ فيها أن تبعده وتطرده بعيداً .. أن تصرخ فيه أنّها لا تسامحه ولا تريده .. أنّه لا زال ميتاً بالنسبة لها كما كان لسنوات لكنّها لم تستطع .. تلك الوسوسات داخلها كانت لا شيء أمام دفء حضنه الذي أعادها لطفولتها الضائعة .. أمام همساته الباكية وتربيتة يده فوق شعرها وهو يردد دون توقف
_"أنا آسف يا صغيرتي .. سامحيني .. سامحي والدكِ الأحمق صغيرتي .. أنا آسف على كل شيء يا (سؤدد) .. سامحيني"
شهقت بالبكاء أكثر ويداها ترتفعان لا لتبعداه بل لتنغرسان في ظهره وهي تتشبث به بكل قوتها وجسدها ينتفض من شدة البكاء بينما والدها يواصل توسلاته التي كانت تمسح على قلبها بلا توقف لتهمس باختناق
_"لقد تركتني .. لقد تخليت عني .. لقد تركتنا"
ضمها أكثر وأدار رأسه يقبل شعرها بحرقة ودموعه تسقط فوقها
_"رغماً عني صغيرتي .. لقد فعلت هذا من أجلكِ .. من أجلكم جميعاً .. لم أملك خياراً"
_"لماذا فعلت هذا بي؟ .. لماذا تركتهم يؤذونوني هكذا؟ .. لماذا سمحت لهم؟"
هتفت بحرقة وهي تنتزع نفسها وترفع رأسها تنظر لوجهه الباكي ويداها تنقبضان فوق صدره تهزه بضعف

_"لقد عذبوني .. دمروا حياتي .. لماذا يا أبي؟ .. لماذا؟"
احتضن وجهها ونظر في عينيها بألم

_"سامحيني يا (سؤدد) .. لقد تعذبت أضعاف ما تعذبتِ صغيرتي ولو قضيت فوق عمري أضعافاً أكفر عن ما حدث لكِ بسببي لن أستطيع .. لن ألومكِ إن رفضتِ أن تغفري لي حبيبتي .. لكن .. أقسم لكِ أنني سأجعلهم يدفعون ثمن آلامكِ أضعافاً .. لا تسامحيني الآن لو أردتِ صغيرتي لكن لا تبعديني عنكِ (سؤدد) .. والدكِ أخطأ كثيراً وحاول التكفير عن ذنوبه لكن لم أعرف أنكِ ستدفعين الثمن .. لا يحق لي أن أطلب السماح منّكِ لكن .. لو كان باقياً بقلبكِ لي ذرة حب واحدة فلا تبعديني عنكِ .. سأنتظر مهما استغرق الوقت، حتى يصفو قلبكِ وتغفري لي .. لكن لا تحرميني من وجودي بقربكِ .. يكفي كل هذه السنوات التي تعذبت فيها بحرماني منكم .. لا .."
لم تدعه يكمل جملته وهي تلقي برأسها فوق رأسه وتحتضنه بقوة وهي تهتف باكية
_"أنا آسفة يا أبي .. أنا آسفة .. لقد كرهتك كثيراً وحملتك ذنب ما أصابني كل هذه السنوات .. أنا .. كنت قاسية جداً .. لم ألتمس لك العذر .. لقد فضلت أن أكرهك وأحملك كل الوزر على أن أقاوم نفسي وأنتصر على الماضي .. أنا آسفة"

أبعد رأسها لتواجهه واحتضن وجهها قائلاً بحنان
_"لا .. لا تقولي هذا حبيبتي .. أنا من يجب عليه أن يعتذر يا صغيرتي"
همست بضعف وهي تنظر في عينيه
_"أنا كنت ضعيفة واختلقت أعذاراً حتى لا أواجه نفسي ومخاوفي .. كنت أضعف من أن أبحث عنك وأواجهك بكل شيء .. حرمت نفسي من اللجوء إليك أو إلى أي شخص .. كنت ضعيفة وأنانية .. سامحني .. أنا .."
هز رأسه وهو يشدد من احتضان وجهها
_"لا يا (سؤددي) .. أنتِ لستِ ضعيفة .. أنتِ ابنتي يا (سؤدد) .. أعرفكِ أكثر من نفسكِ وأعرف أنّكِ ستنتصرين في النهاية .. أنا هنا الآن يا صغيرتي .. لو سمحتِ لي بالوجود جانبكِ سأحارب العالم كله من أجلكِ ومن أجلكِ أمكِ وشقيقكِ .. أنتم دنياي يا ابنتي .. كنزي وأغلى ما أملك في هذا العالم"
أومأت باكية ثم ارتمت في أحضانه وتعلقت به تبكي سنوات حرمانها منه وكراهيتها له بدون ذنب .. تتوسله أن يسامحها على كل شيء .. ألا يتركها بعد الآن أبداً.

رنين هاتفها أيقظها من شرودها فانتفضت منتبهة ثم رفعت يدها تتحسس دمعة سالت دون أن تشعر .. مسحتها سريعاً وفتحت حقيبتها تلتقط الهاتف وأسرعت تجيب
_"(ريماس) .. كيف حالكِ عزيزتي؟ .. لقد كنت في طريقي إليكِ"
توقفت مكانها مع سماعها لبكاء (ريماس) على الطرف الآخر وخفق قلبها بقلق وهي تهتف
_"(ريماس) .. ما الأمر؟ .. هل كل شيء بخير؟"
أتاها صوت صديقتها مرتجفاً وباكياً رغم ضحكتها التي جعلت قلبها يهدأ قليلاً

_"(سؤدد) .. يا الله لا يمكنني أن أصدق .. (كرم) .. (كرم) استيقظ يا (سؤدد)"
عاد قلبها لينبض بقوة وهي تتراجع لتسقط فوق حافة الفراش هامسة بارتجاف
_"ماذا قلتِ؟"
_"لقد فتح عينيه يا (سؤدد) .. لقد تحدث معي .. الطبيب يفحصه الآن .. أنا .. لا أعرف .. جسدي لا يتوقف عن الارتجاف .. لا أعرف كيف أتمالك نفسي"
همست بضحكات مرتجفة امتزجت بالدموع لتبتسم (سؤدد) قائلة بحنان
_"الحمد لله .. الحمد لله .. مبارك حبيبتي .. حمداً لله على سلامته"
ونهضت من مكانها سريعاً وهي تقول بسعادة
_"سأكون عندكما في الحال .. لن أتأخر"
ودعتها واندفعت تغادر غرفتها وهي تحاول التحكم في انفعالاتها لكن سعادتها غلبتها وارتسمت على وجهها وهي تهبط السلالم بقفزات سريعة وتقطع الردهة الكبيرة بخطوات سريعة نحو الخارج حين أوقفها صوت جدها يهتف
_"(سؤدد) .. إلى أين؟"
توقفت مكانها وهي تعض على شفتها قبل أن تلتفت لتجده متجهاً لغرفة الجلوس وأشار لها لتقترب ففعلت وهي تردد
_"آسفة جدي .. يجب أن أذهب حالاً .. الأمر هام"
نظر لها ملياً ثم قال
_"هل اتصلتِ بحارسكِ الشخصي؟"
قطبت دون رد ليكمل
_"توقعت هذا"
وتحرك نحو غرفة الجلوس وهو يواصل

_"من حسن الحظ أنّه أتى اليوم"
ازدادت تقطيبتها وتسارعت أنفاسها بتوجس بينما تراه يشير عبر الباب واتسعت عيناها عندما تحققت مخاوفها وهي تراه يغادر الغرفة وهو يقول
_"نعم جدي"
كزت على أسنانها وهي تهمس .. جدي .. تباً .. لقد صدق أنّه من العائلة حقاً .. توقفت أفكارها مع التفاته إليها ونظرة عينيه جعلت نبضها يصبح جنونياً فأشاحت بوجهها تتأفف بافتعال دون أن تدري أنّها ضربت بهذا سهماً مؤلماً بقلبه لكنّه تمالك نفسه وهو يتحرك نحو الجد الذي ابتسم وهو يشير نحوها
_"(سؤدد) ستخرج الآن .. هيا رافقها"
اتسعت عيناها بحنق وهي تهتف

_"جدي .. ماذا تقول؟ .. لقد اتفقنا"
أمال رأسه قائلاً بهدوء

_"هل اتصلتِ بـ(رامز)؟ .. لا .. هل أخبرتِ أحداً؟ .. لا .. أين الاتفاق إذن؟"
هتفت
_"أنا كنت سأخبركم .. كنت سأتصل بـ(رامز) لكن حدث شيء أربك أفكاري ونسيت الأمر"
اقترب يربت على شعرها ومال يقبل رأسها في حنان
_"لا بأس حبيبتي .. (عماد) لا زال يعمل حارساً شخصياً يمكنه أن يرافقكِ اليوم حتى يصل حارسكِ الآخر"
_"لا .. لا يمكنه"
هتفت بحدة ليقطب قائلاً بصرامة
_"إما هذا (سؤدد) أو لا خروج"
زفرت بقوة وهي ترمق (عماد) الذي وقف بملامح هادئة لا تحمل أي تعابير .. لا تستطيع أن تتأخر على (ريماس) و(كرم) وجدها لن يرجع في كلامه أبداً

_"(سؤدد)"
ردد جدها اسمها بصرامة فهتفت وهي تضرب الأرض بقدمها
_"حسناً .. فليفعل"
ثم رفعت سبابتها محذرة

_"ستكون آخر مرة .. أنا لا أطيق وجوده قربي"
هتفتها وهي ترمقه بنظرة قاتلة وتدور على عقبيها وتنطلق للخارج بخطوات غاضبة ليبتسم جدها وهو ينظر له بشفقة

_"عنيدة"
هز (عماد) رأسه بشرود وعيناه تتبعانها ليربت الجد على كتفه قائلاً
_"لا تيأس بني .. يمكنني أن أرى بوضوح أن جدرانها الجليدية كلها سقطت وما تفعله الآن مجرد رفرفات أخيرة تدعي بها أنّها لا زالت تملك زمام الأمور"
تنهد بقوة وهو يلتفت له
_"لست يائساً جدي .. أنا لن أتوقف حتى أصل لقلبها مهما طال الوقت"
ابتسم له في حنان
_"هذا هو الكلام .. هيا الحق بها تلك المجنونة"
ابتسم بقلة حيلة وتحرك ليلحقها عندما أوقفه الجد قائلاً
_"اعتن بها جيداً يا (عماد) لن أوصيك"
لامس قلبه بكفه بوعد
_"بحياتي جدي"
ابتسم له وهز رأسه
_"كن بخير أنت أيضاً"
لمعت عيناه بتأثر وأومأ وقد اختنقت الكلمات في حلقه ثم اندفع ليلحق بـ(سؤدد) تاركاً خلفه (رفعت هاشمي) ينظر في إثرهما وهو يدعو لهما برجاء قبل أن يدير عينيه في أرجاء قصره الواسع وأغمضهما بعدها هامساً لخيال زوجته الراحلة
_"قليلاً بعد حبيبتي .. سيكونون جميعاً بخير في النهاية .. انتظريني قليلاً بعد يا عمري"
********************
انتهى الجزء الأول من الفصل الرابع والأربعين
إن شاء الله يعجبكم
قراءة ممتعة




may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-08-19, 07:57 PM   #935

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل جدا لا طولي علينا بل الجزء الثاني من الفصل

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 10:48 PM   #936

زينه 4

نجم روايتي ومشاركة بمسابقة الرد الأول وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية زينه 4

? العضوٌ??? » 372378
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,418
?  مُ?إني » قلب امي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » زينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
يمّه على داعيك يزداد قدّي بك افتخر يا ملهمه يا عظيمه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جاري القراءه ........
ولي عوده بعدها بتعليق


زينه 4 غير متواجد حالياً  
التوقيع

كل يوم حكاية تسرد على مسامعنا مزيدا من أمل
تخبرنا بأن ما عند الله أفضل
تجعلنا نتفائل ...💛💭
رد مع اقتباس
قديم 21-08-19, 11:07 AM   #937

mahinor

? العضوٌ??? » 421444
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 233
?  نُقآطِيْ » mahinor is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جدا على مجهودك

mahinor غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-19, 09:45 PM   #938

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي

ابداع في ابداع الفصل

كلهن عنيدات سؤدد ورهف هاميس وقبلهم راند ماهذي البنات جميلات

تهواى عذاب محبيهن

سلمت اناملك حياتي
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷


نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-19, 08:46 PM   #939

اينجل احمد 66

? العضوٌ??? » 431323
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » اينجل احمد 66 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم سلمت اناملك الجميلة على هذا الإبداع ونتمنى لك الشفاء العاجل واشكرج عل مجهودك على الرغم من انك مريضة وأسفل عل الإزعاج بس ردت أسألك شوكت موعد نزول الفصل التالي 😊😊😊😊😊😊

اينجل احمد 66 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-19, 03:18 AM   #940

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع والأربعون (الجزء الثاني)
فتحت (همسة) حاسوبها المحمول وتطلعت إلى شاشته بشرود وعينين باهتتين قبل أن تتنهد بقوة وهي تفتح أحد تطبيقات التواصل وانقبض قلبها وهي ترى كم الرسائل والاتصالات من صديقتها (جانيت) التي توقفت عن الاتصال بها منذ فترة .. دمعت عيناها وهي ترى كم القلق الذي سببته لصديقتها المقربة وحركت يدها تنوي محادثتها حين ارتفعت طرقات هادئة على باب غرفتها لتردد وهي تغلق الحاسوب
"تفضل"
انفتح الباب ليطل وجه (هشام) من خلفه وهو يبتسم في حنان ويقول
"هل يمكنني الدخول؟"
نهضت من مكانها قائلة بابتسامة باهتة
"بالتأكيد تفضل"
دخل للغرفة وعيناه تتأملان وجهها الشاحب الحزين وتنهد بأسى وهو يقول متخذاً مجلسه على أقرب مقعد
"كيف حالكِ يا (همسة)؟"
"بخير حمداً لله"
همست بشحوب وهي تجلس بقربه، ليمط شفتيه قائلاً
"لا أراكِ كذلك"
أطرقت دون رد ليتابع
"اعتقدت أنّكِ ذهبتِ مع (راندا) لزيارة صديقتها"
تنهدت وهي تفكر في محاولة (راندا) الأخيرة لإقناعها بالخروج معها وحديثها غير المنقطع والأقرب للثرثرة غير المنطقية، وهي تخبرها عن صديقتها المقربة (سمراء) لكنّها أخبرتها في النهاية أنّها لا تريد أن تكون عزولاً بين صديقتين مقربتين فلابد أنّه سيكون لديهما الكثير من الأحاديث الخاصة وعبثاً حاولت إقناعها بأنّها ستعرفها على شقيقتها الصغرى القريبة منها في السن لتتخاذل في النهاية مقتنعة بالهزيمة وهي شعرت بالضيق لأنّها أحزنتها لكنّها لم تستطع .. تشعر باختناق شديد وخوف وقلبها لا يتوقف عن القلق بشأنه وهي تفكر فيما يمكن أن يصيبه بعيداً .. ما الذي يفعله هناك؟ .. هل هو بخير؟ .. انتبهت على صوت (هشام) الذي قاطع أفكارها
"تحتاجين لتغيري جواً يا (همسة) .. لا أحب رؤيتكِ هكذا .. كنت أتمنى لو خرجتِ مع (راندا)"

همست بخفوت
"ربما في مرة أخرى"
مال نحوها قائلاً بمرح

"حسناً .. هل هناك شيء تريدين فعله لنتخلص من هذا المزاج السيء الذي يسيطر على الأجواء؟"
نظرت له بامتنان لمحاولته المستمرة معها لكنّ شعورها بالضيق ازداد وهي تهمس
"أنا آسفة"

"لماذا الأسف عزيزتي؟"
دمعت عيناها وهي تهمس
"أنا أتعبكم معي .. أنتم تحاولون كثيراً لتسعدونني وأنا لا أسبب لكم سوى الضيق والألم"
هز رأسه نفياً
"لا تقولي هذا عزيزتي .. أنتِ أختي الصغيرة (همسة) وما يؤلمكِ يؤلمنا .. نحن فقط لا نحب رؤيتكِ حزينة .. أعرف أنّكِ قوية وحكيمة وذات قلب قوي ومليء بالحياة .. الحزن والألم لا يناسبان قلبكِ الصغير عزيزتي .. انسي كل شيء وركزي على سعادتكِ وسترين أن الحياة ستبتسم لكِ وكل شيء سيصبح كما تتمنين وأكثر"
ابتسمت بأسى مرددة
"أشعر أنّه مرت سنين طويلة منذ آخر مرة ابتسمت فيها بسعادة حقاً"
قطب بضيق بينما يسمعها تكمل
"أنا أحاول .. أحاول حقاً أن أتجاوز حزني وألمي لكن أحياناً يكون الألم أقوى من كل محاولاتنا لإدعاء عدم وجوده"
"أعرف عزيزتي .. أعرف هذا ولا أقول لكِ لا تحزني أو انسي كل شيء حدث معكِ بجرة قلم .. هذا غير ممكن .. أنا فقط أريدكِ أن تتوقفي عن الانعزال هكذا .. انعزالكِ سيولد داخلكِ المزيد من المخاوف والأحزان وسيسمح للشيطان بغرس اليأس بقلبكِ، ولن تستطيعي تجاوز الأمر بسرعة ودون الكثير من الألم .. أريدكِ أن تغادري قمقمكِ هذا وتعيشي حياتكِ وتحرري من وساوسكِ .. كلنا معكِ (همسة) وندعمكِ ولن يحدث إلا كل خير بإذن الله"
نظرت له للحظات بصمت ثم قالت بوجع
"أنا كنت أكثر شخص متفائل يمكنك أن تقابله في حياتك قبل أن تصفعني الحياة فجأة وتسخر مني .. أكاد أسمعها تقول لي .. هيا تفاءلي .. أريني قوتكِ ماذا ستفعلين أمام كل هذه المفاجآت .. كيف ستتفاءلين بعد كل هذا .. كيف ستبتسمين وتأملين وأنا أفرقكِ عن الرجل الذي .."
قطعت جملتها فجأة وهي تنظر له بارتباك فأكمل عنها برفق
"الرجل الذي تحبين"
اختنقت بالدموع لتطرق رأسها هامسة
"أعرف كل ما تريد قوله وأردده على نفسي كل لحظة لأقنعها به .. لم يعد هناك أمل لي معه ولا يحق لي حبه .. لكني لا أستطيع إجبار قلبي على نسيانه .. لا أستطيع منع نفسي من الهمس داخلي .. "ماذا لو؟" .. لا يمكنني التوقف عن القلق بشأنه .. بشأنهما معاً"
ورفعت عينيها تنظر له بألم وهي تكمل
"لا أريد أن أشعر بالذنب حين أفكر أنني أخون أسرتي الحقيقية وذكرى والديّ اللذين لم أعرفهما يوماً، ثم يمزقني الذنب حين تلومني نفسي لأنني أريد تمزيق جزء منها دون رحمة ونسيانه للأبد .. أنت تفهمني، صحيح؟"
هز رأسه وهو يمد يده يمسك كفها برفق
"أنا أفهمكِ صغيرتي .. ولا ألومكِ أبداً .. لا تشعري بالذنب أبداً .. شعوركِ طبيعي وليس من حقنا إجباركِ على مسح مشاعركِ التي نشأتِ عليها عشرين عاماً ونطالبكِ بتبني مشاعر انتماء أخرى في وقتٍ قصير .. مشاعر تحتاج بذوراً نغرسها برفق داخل قلبكِ، ونرعاها بعناية حتى تزهر وتصبح شجرة عميقة الجذور تعوض السنين التي فرقتكِ عنا .. ولا داعي لإحساسكِ بالذنب أبداً بسبب مشاعركِ نحو ذلك الشاب .. رغم كل شيء لقد أحببتما بعضكما بصدق"
ابتسمت بمرارة
"لكنّه حبٌ ولد ليموت (هشام) .. لا أمل لنا معاً"
نظر لها في صمت برهة ثم قال
"لا أريدكِ أن تشغلي بالكِ بهذا حالياً .. يغير الله الدنيا من حالٍ إلى حال"
رمقته بدهشة ليكمل بسرعة
"ما أريد قوله .. أياً كان ما ستأتي به الأيام .. من الأفضل ألا نضيع لحظات حاضرنا في القلق والخوف بشأنه .. عيشي حياتكِ وتفاءلي بالقادم عزيزتي وآمني دائماً أنّ كل ما يكتبه الله في أقدارنا خير"

هزت رأسها وأخذت نفساً عميقاً لتردد بعده
"(فهد) .. أتى لتوديعي قبل أيام"
قطب وهو يهز رأسه دون أن يفاجأه الأمر، فقد أخبرته (راندا) والحرس يومها .. استمع لها وهي تواصل
"أتى يودعني .. أخبرني أنّه سيسافر للخارج محاولاً تعويضي وتصحيح أخطائه في حق أسرتنا"
ضاقت عيناه بترقب وهي تكمل
"طلب مني أن أسامحه إن لم يعد سالماً .. لهذا لا أستطيع التوقف عن التفكير والقلق وأنا أعرف أنّه يعرض حياته للخطر من أجلي .. من أجل أن يحصل على المغفرة حتى على الذنوب التي لم يرتكبها"
تنهد بقوة وربّت على كفها
"كما أخبرتكِ عزيزتي .. تفاءلي .. هل سيغير قلقكِ شيئاً من الواقع أو يبدل شيئاً كتبه القدر له أو لكما؟ .. لا، صحيح؟ .. إذن عليكِ فعل ما أخبرتكِ به .. لن تبقي في غرفتكِ بعد الآن .. ستغادرينها وتخرجي للحياة .. رافقي (راندا) في زياراتها .. هناك الكثير من الأماكن الرائعة التي يمكنكما الذهاب إليها .. وأيضاً .. أعتقد أنّه هناك مناسبة سعيدة جداً في عائلتنا ستستطيعين حضورها قريباً جداً"
قطبت بتساؤل ليغمز قائلاً
"إنّها مفاجأة .. لكنّها ستكون في نهاية الأسبوع إن شاء الله .. أنا واثق أنّكِ ستقضين وقتاً ممتعاً خلالها وستتعرفين على باقي عائلة (راندا) .. ستحبينهم كثيراً"
ابتسمت وهي توميء ليربّت على كفها مرة أخرى وصمت لحظة مفكراً ملياً قبل أن يقرر قطع تردده وهو ينهض قائلاً
"جيد اتفقنا إذن .. سأترككِ لترتاحي قليلاً فسنخرج ثلاثتنا مساءً .. سنتناول العشاء في الخارج"
نهضت قائلة بتردد
"لكن (هشام) .. أنا .."
رفع أحد حاجبيه قائلاً بتهديد مفتعل
"هه .. ماذا قلنا؟"
ابتسمت بقلة حيلة
"حسناً"

"جيد .. أراكِ مساءاً"
أومأت ليغادر بعد أن منحها ابتسامة حانية وأغلق الباب خلفه ليقف أمام الغرفة لبرهة وقد اختفت ابتسامته وتنهد بقوة وهو يشرد بتفكيره .. ربما في وقتٍ أفضل وعندما تتحسن يستطيع الحديث معها بشأن ما يريد معرفته عن كل شيء يخص (عماد) ليقرر ما سيفعله بشأنه بعد كل ما أخبره الجد به، لكن الآن يكفيه أن تعود لطبيعتها وتستعيد ابتسامتها مرة أخرى.
***********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.