23-09-18, 12:27 PM | #171 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| بعد ثلاثة أيام كانت ليلى تخرج من غرفتها ببطء تتسلل كأنها فأرة ، هكذا تفعل في صباح كل يوم جمعة بينما هو و ابنته نائمان . توجهت كالعادة إلى المطبخ بخُطًى صامتة ، اختارت طبقا من الأطباق الكثيرة و هي تحرص أن يكون كبيرا واسعا لتستطيع ملأه من كل شيء. و عندما تقول كل شيء فهي لا تبالغ ، مطبخهم مثل حياتهم يحتوي على كل شيء . كل الأشكال ، كل الأنواع ، كل الألوان . أشياء كثيرة ، أشياء تعرفها بالاسم و أشياء أخرى لا تعرف حتى كيف تسميها . تنهدت و مدت يدها تضع نوعا آخر من المربى و بعض العسل ، لم لا ؟ أي شيء حلو ليغطي المرارة التي تشعر بها من كل شيء ، من الجميع و خاصة منه هو. اصطادت بيضتها المسلوقة من الماء المغلي بحذر و هي تتمنى لو تقدر أن تكسرها على دماغه لعله يتحرك من جموده قليلا. إذا كانت لا تعجبه فليتجاهلها كما كان يفعل و ليُرِحْها من مزيد من الغرق في أوهامها. و إذا كانت تعجبه فماذا ينتظر: إِذْنَ السيدة الوالدة الذي يعرف كما تعرف أنه لن يأتي أبدا. هزت رأسها بيأس و هي تتأكد من أنها لم تترك شيئا دون أن تتذوق منه. يجب أن تملأ معدتها جيدا حتى تستطيع مواجهة قضاء مزيد من الوقت في هذا البيت و في هذه الظروف ، ظروف المعركة بينهم و بينها . بين استفزازهم و بين قوة أعصابها . بدأ الأمر منذ أول مرة قامت فيها بغسل فنجان قهوتها بنفسها ، كانت ما تزال في المطبخ تعيد قطع الخبز التي تبقت منها في المكان الخاص بها حين لاحظت أن الخادمة تناولت نفس الفنجان و أعادت غسله . فتحت فمها لتقول شيئا مناسبا فليست هي من تخونها الكلمات في هكذا مواقف و لكنها تذكرت أن السُّلَّم لا ينظف أبدا من الأسفل ، هذا ما يقوله و يكرره والدها دائما كلما رأى الاعوجاج في مكان ما . حرب باردة ، هذا ما تمارسه حماتها الجديدة معها. حرب سخرت لها جميع الخدم و الحشم و كل من يتطوع للمساعدة . حرب هدفها معلن واضح غير خفي : لن تظلي هنا ، انسي . أنت ضيفة ثقيلة مع عشرات الأسطر تحت الكلمة الأخيرة. فيما عدا ذلك كانت تتكرم عليها و ترد عليها تحيتها حين تتقابلان ، تنظر لها كما ينظرون لها جميعا من الأعلى إلى الأسفل ، تتأمل ملابسها بمزيج غريب من الرضى و الاحتقار ثم تقول لها شيئا ما من تحت ضرسها و تتركها لتذهب و تجتمع بأتباعها . " الفتاة مازالت تبتسم ، تكاد تتخيلها تقول لهم ، لم تسودوا حياتها بم يكفي ، انطلقوا الآن ماذا تنتظرون " تأملت طبقها و هي تحاول أن تتناسى أفكارها ثم اتجهت إلى قاعة الطعام و اتخذت مجلسها كالعادة في المقعد الذي يواجه مقعده الخالي . بدأت تتناول إفطارها بسرعة كما هي عادتها فقريبا تدخل تلك المرأة بخطواتها العسكرية و هي لا تريد أن تصطبح برؤيتها في هذا اليوم المبارك . فبناءًا على الأوامر الجديدة صارت تقتطع بعض ساعات من يوم أجازتها و تأتي لتجهز له و ابنته إفطارا متأخرا ، إفطارا عائليا هي ليلى ليست مدعوة إليه لأن السيدة سناء كانت تحرص أن تضع من كل شيء اثنين : طبقين ، كأسين ، كوبين ، ملعقتين . اثنين ، اثنين ، اثنين و أي شخص ثالث عليه أن يفهم الباقي دون كلام . كم هم راقون ، حتى في قلة ذوقهم. و تلك المرأة سناء لا تكتفي بهذا بل تظل واقفة لها كحارس مرمى في ذروة الدوري . تَصُدُّ أي نظرة متسللة ، أي لقاء جانبي و لا تنصرف إلا حين ينصرف هو إلى صلاة الجمعة . بعدها تأتي أمه تأخذ ميْ لتتناول الغذاء عندهم و لا تعيدها إلى البيت إلا قبل مجيئ المُدَرِّسة الخصوصية بقليل و هكذا لا تترك لها أي فرصة للانفراد بالطفلة . ثم يعود هو بعد صلاة العصر و مباشرة إلى مكتبه و قبل المغرب بقليل يأخذ ابنته و يذهب إلى منزل عائلته. و يوم السبت تعود نائبة حماتها لتأخذ المشعل من جديد. نائبة بالفعل ، نائبة من نوائب الدهر . امرأة معدومة المشاعر و الشخصية ، تحاول تقليدهم في كل شيء و لم تنجح سوى في أن تصبح جامدة مثلهم رغم أنها لا و لن تنتمي لطبقتهم . لن يقبلوها أبدا بينهم حتى لو قامت بلعق أرضية البيت من أجلهم كل يوم. تغيظها كثيرا و هي تراها تتنقل بمشيتها الطاووسية و نظراتها المشمئزة. تستفزها بتلك الطريقة الغبية التي تحرك بها شفتيها حين تتكلم كأن هناك ملعقة بين أسنانها تخاف أن تسقطها إذا تحدثت بصوت عال و مسموع. تشعر بالندم و هي تتذكر كيف واجهت أول محاولاتها للتقرب منها . - نادني ليلى ، طلبت منها بلطف - سيدة ليلى اسمعيني جيدا ، هنا نحافظ على الألقاب لأن الألقاب هي جزء لا يتجزأ من قواعد حياتنا هنا ، في هذا البيت إذن أنت السيدة ليلى و أنا السيدة سناء السيدة ليلى ، رددت الكلمة و هي تمط شفتيها مثلها ، سيدة نفسها فقط ، هذا أقصى طموحها. في أي بيت تعيش فيه دائما ما تكون الكلمة العليا لامرأة أخرى . أمها ، أم وليد و و حاليا أم أربعة و أربعين . تناولت طبقها الفارغ و قامت لتعيده إلى المطبخ ، ترددت قليلا ثم قررت تركه حيث هو . لا بأس بقليل من الاستفزاز ، فكرت و هي تتوجه إلى المشغل . في طريقها توقفت أمام المدفأة ، حدقت طويلا في صورة كاميليا ، دعت لها بالرحمة ثم بدأت تخاطبها بهمس : -غدا سنحتفل بعيد ميلاد مي يا حبيبتي أول عيد ميلاد تحتفل به بعد غيابك عن حياتها. غصت بدموعها و قبضتها تتوسط صدرها : -كلا حبيبتي أعدك أن لا أبكي غدا ، سأبكي اليوم حتى تنفذ جميع دموعي . غدا سيكون يوم فرحة ، يوم سعادة لصغيرتك التي أعلم أنك أحببتها حبا يفوق قدرتنا على الاستيعاب . و سأهديها تلك الهدية التي اتفقنا عليها معا ، سيكون الموضوع صعبا أن لا أبكي و أنا أقدمها لها و لكني أعدك أن أمسك نفسي . كنت أود أن أؤجل تقديمها لها ، واصلت و هي تغمض عينيها . لكن قد يكون هذا آخر حفل عيد ميلاد لها أحضره في هذا البيت . سارت إلى المشغل و هي تردد بينما دموعها تسيل على خدها : لن أبكي غدا . ………………… تمّ | |||||||
23-09-18, 12:54 PM | #172 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| ترجمه للكلمات الاسبانيه hola = اهلا او مرحبا buenas noches = تصبح على خير hasta manana = حتى الغد أو أشوفك بكره Te quiero = يعني بحبك ، بس دي مني ليكو | |||||||
23-09-18, 01:27 PM | #173 | ||||
عضو موقوف
| فصل الاستفزاز الصراحة سناء المستفزة واخت ماهر ام الطفلين المنعدمة الذوق هل معنى الثراء انعدام التربية والذوق والتعامل بتعال يا ترى؟!! سناء السخيفة تحذو حذو اسيادها وتتعامل بتعال هي ليست أهل له مع ليلى بما إنها ليست منهم ولن تكون ابدا ولكنه انعدام عقل ومحافظة على لقمة العيش 😏 ماهر بدأ فعليا في ترك نفسه لهواها تحركه كيفما تشاء وخطوة أولى جيدة وهو محاولة ادماجها في المناسبات الخاصة بعائلته يا ترى ما الهدية المهمة التي ستقدمها لها ليلى والواضح أن كاميليا كانت ترغب باهدائها لها عندما تكبر لذلك ليلى متأثرة بها بجانب تأثرها الداخلي لكونه عيد ميلاد وحيد وبعدها ستبتعد عن ماهر ربي يعينك وتنزلي فصل طويل اليوم 😊 أشعر بالرغبة في قراءة فصولها جميعها مرة واحدة من استمتعي وشوقي بالجديد | ||||
23-09-18, 02:43 PM | #174 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبيبتي انتي يا جميله صاحبة التعليقات الجميله الفصل ده فعلا فصل الاستفزاز حتى اني استعملت الكلمه أكتر من مره بس هو ده واقع الطبقه الراقيه ، أنا تعاملت معاهم و هما فعلا ذوق و كيوت و كل حاجه طالما الواحد محافظ على مسافته بينهم انما لو يحاول يبقى منهم ساعتها بيوروه الوش التاني. في حالة ليلى الموضوع زايد عن الحد لان ماهر السبب ، هو ما صححش وضعها لحد الآن . وهي بالنسبه ليهم دخيله و مفروضه عليهم حبيت احساسك بأنه ماهر ترك نفسه ليها ، هو فعلا ابتدا يستسلم و لسه بس لازم طبعا شوية مقاومه كده قبل ما يسلم نهائي و الا مش هيكون اسمه ماهر الهدية أهميتها في رمزيتها ، عموما هنشوف مع بعض لكن للأسف الفصل مش هيكون طويل . شكرا جدا يا قمر على تعليقاتك الي بترفع معنوياتي جدا جدا جدا . | ||||||||
23-09-18, 07:48 PM | #175 | ||||||
مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر
| مساء الخير يا جميلتي ... فصل لطيف ومستفز وموجع خاصه مع معاناه ليلي ابشع شعور انك تعيش بمكان حاسس نفسك انك غير مرغوب فيه او مؤقت وتطلع منه ... بصراحه تستحق ليلى الاحترام على صبرها خاصه من تعامل الكل حتى السيده سناء .... ممكن شافت شويه شي حلو من اول ما دخلت حياتهم هو لعبها مع الاولاد ... ماهر كل مره يذكر نفسها انها مطلقه طيب وحضرتك اعزب والا مي بنت مين ياترى ... الهديه شكلها مهم كمعنى خاصه لكاميليا نفسها قبل مي ... بحب جدا حب ليلي لكامليا وحتى حبها لحب ماهر لها ... شكرا على البارت نغم ... واحنا بنحبك بالاسباني كمان والعربي ... | ||||||
24-09-18, 12:46 AM | #176 | ||||||||||
عضو ذهبي
| اقتباس:
وتحية كبيرة ليكى لصياغتك الشخصية بالاسلوب المبهر الواقعى جدا | ||||||||||
24-09-18, 12:53 AM | #177 | ||||
نجم روايتي
| المشكلة أنه إلى الآن لم يستطع معرفة العيب الذي تخفيه . لأنه لا يمكن أن يوجد رجل مختل إلى هذه الدرجة ليتركها تفلت من بين يديه لو كانت حقا كما تبدو . لذلك لا بد أن لديها عيب ، عيب كبير ضخم ، | ||||
24-09-18, 01:02 AM | #179 | ||||
نجم روايتي
| أم أربعة و أربعين نائبة بالفعل ، نائبة من نوائب الدهر . امرأة معدومة المشاعر و الشخصية ، تحاول تقليدهم في كل شيء و لم تنجح سوى في أن تصبح جامدة مثلهم رغم أنها لا و لن تنتمي لطبقتهم . لن يقبلوها أبدا بينهم حتى لو قامت بلعق أرضية البيت من أجلهم كل يوم. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|