آخر 10 مشاركات
قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          7- جنة الحب - مارى فيراريللا .. روايات غادة (الكاتـب : سنو وايت - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي.*مكتملة* (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          الصقر (50) The Falcon للكاتب اسمر كحيل *كاملة* (الكاتـب : اسمر كحيل - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-18, 03:56 PM   #41

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


" الذئب "
او
" وحش فيلاني .. "

اليس لاحد منكم بعض الشجاعة لمواجهتي ... اليس لاحد منكم بعض خير
يطغي به على ظلامي ..!؟"
لا جواب مجددا :
" ليس هناك ؟!........... اذاً
فلتكن روح هذا الرجل المسكين مكبلة في اعناقكم .."







برهان
رجلا صالحا مثله كان ممكنا ايضا ان يرتكب اخطاءً ،
حتى وان حدثت دون ارادة منه ...
فهي تكتب في ماضينا علامة حمراء..

فلا تؤذى طفلته بسبب خطأ وقع ذات يوم في الماضي ......





modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 31-10-18, 04:04 PM   #42

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

هل يستطيع ان يؤذي روحا في الروح مقيمة ؟!


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 31-10-18, 04:08 PM   #43

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

فوضى ...
بدت الكلمة المناسبة التي تطلق على افكاره ، و حياته الان
حينما كانت هي تسعى للخلاص منه
كان هو دون ان يخطط قد
تعلق بها ...
احبها ...

فإلى أي منحنى يتجه نحوه مصيرهما
وقد وقع المسجون في حب السجان
وقد اصبح لا يدري أي طريق يسير نحوه الان
كما التائه في الضباب
كما الضال في غياهب البحر لا يرى أي شطآن ..


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 31-10-18, 04:19 PM   #44

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

كم هو الحب خطير ....
عندما يجعلك تنسى آلامك كمسكن برؤيتك للمحبوب
عندما يجعلك تنسى الزمان والمكان في حضرتها
عندما يجعلك تنسى بلا وعي حتى من تكون انت ؟
وهو لا يستطيع ابدا نسيان من هو ...
لان ما عليه هو ما جعله لا يمتلك الشجاعة التي يفقدها لاول مرة في حياته من الظهور امامها ،
من البوح لها بمقدار الحب الذي يكنه ، يحمله بعزم في داخله لها ،
من .... التمكن من رؤيتها جهرا ، امام النور .. وامام العالم اجمع


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 31-10-18, 04:32 PM   #45

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي



modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 31-10-18, 04:50 PM   #46

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
مساء الجمال حبيبتي
شرفتيني بمرورك الجميل ..
اتمنى ان تكون قد اعجبتك الرواية ،
شكرا الك حبيبتي لتفاعلك ومشاركاتك اللي اسعدتني جدا

نورتني
لك اجمل تحية


زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 09:24 PM   #47

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

الفصل الخامس





رمشت عدة مرات عندما هاجمتها شمس الصباح مباشرة
بسحب دانا الستار قبل ان تتمكن اخيرا من فتح عينيها ، نهضت على ابتسامة والدتها الحنون وهي تقترب منها قائلة :
" صباح الخير جميلتي .."
ثم وضعت امامها صينية الافطار مضيفة قبل ان تجلس على حافة الفراش بجوارها :
" انظري ماذا اعد لك والدك ، الاومليت كما تحبيه تماما ..."
تابعت بمزاح :
"وخمني ماذا ؟ لم يحترق "
ضحكت ايلينا بخفة وهي تتناول قطعة من الاومليت :
" انه ليس سيئا تماما .. في طوره للتحسن "
قالت مازحة وهي تنظر الى والدتها التي لم تستطع الا ان تلاحظ شحوب وجهها
كما لاحظت انها نحفت بشكل كبير كما بدا ان اباها ايضا فقد وزنا ، نظرت الام نحوها بقلق يشق طريقه على ملامحها امسكت يدها بحنان ثم قالت في تردد :
" ايلين ... عزيزتي ... هل .... اولئك المجرمون .. خلال ذلك اليومان .. هل ..."
هتفت ايلينا سريعا وقد خمنت ما تفكر فيه والدتها وهي تربت على وجهها بحب :
" انا بخير امي ... لم يحدث لي اي شيء ، لقد رموني في غرفة مظلمة طيلة اليومين ، لا شيء سوى كأس من الماء ، لكن صدقيني .. ليس هناك اسوء من ذلك ..عدى هذه الصفعة بالطبع "
قالت جملتها الاخيرة بمرح ارادت منه ازالة الخوف من والداتها وهي تتلمس الجرح الذي في بداية شفتها العلوية
دمعت الام وقد زال المها وقلقها تماما وهي تمسح على شعر ابنتها بحنو :
حمدا لله على عودتك الي سالمة حبيبتي " "
تابعت وايلينا تمسح دمعاتها بدفء :
" هيا الان عزيزتي تناولي طعامك ... لقد اتى المفوض منذ قليل وهو في مكتب والدك اعتقد انهما ينتظراك الان "



غادرت ايلينا غرفتها بعدما تناولت الافطار ، اخذت حماما دافئا وابدلت ملابسها ،
دخلت مكتب والدها بعدما طرقت الباب ، كانوا بالفعل في انتظارها ، حياها والدها ، وصافحت المفوض
ثم بدأت بسرد لهم ما حدث معها منذ البداية ، عندما كانت في زيارة لعلي ، ثم خطفها ووضعها داخل السيارة :
"لقد كنت محتجزة في غرفة ، لم اعلم اين كانت حتى خرجت "
قالت ايلينا للمفوض بتركيز :
" لقد كنت كل الوقت مغطاة العنين ، لم يدخل علي سوى شخص واحد طيلة بقائي هناك ، لم يتحدث ولم اعلم ماذا كان يفعل .. لكنني شعرت بوجوده ، ولا ادري حتى الان من كان " ..
سأل المفوض مستفسرا بحيرة :
" كيف تمكنت من الهروب اذا "
" بعد خروج ذلك الرجل ازالوا عني الاصفاد والعصابة ، مما مكنني بعدها من التسلل خارجا "
كان كل منهم صامتا يفكر ، لقد كان الامر غريبا من بداية خطفها وحتى هروبها ، لاشك عند الثلاثة في ذلك
سألت ايلينا :
" هل استطعتم القاء القبض على احد ؟ هل استجوبتهم ؟ "
اجاب المفوض :
" لم يحدث ... لأنه بمجرد وصولنا للمكان الذي كنت محتجزة فيه كما اخبرتنا ، لم نجد احد .. ولم يكن هناك ما يدل على انك كنت هناك ، او أي شخص اخر "
ثم تابع بعجز :
" لن نستطيع ان نعلم فيما كانوا يفكرون عندما خطفوك مسبقا ثم الذي غير رأيهم ليتركوك مجددا ، كما طريقتهم في تركك ! من الواضح انه لم يكن من السهل خروجك من هناك حتى سمحوا هم بذلك
كما كانوا يريدون ان تظني انك تمكنتِ من الهروب ، وهذا مالا افهمه ..."
قالت ايلينا بعد تفكير :
" بالتفكير بالأمر الان اظن انهم ارادوا ان اظن ذلك فعلا "
انهى برهان الحديث بيأس :
" حسنا ... اظن اننا لن نصل الى شيء ... ليس هناك ما هو واضح حتى الان لما يريدوه ..لكن على ما يبدو انك تحتاج ان تجعل فريقك متيقظ دائما قدير "
تنهد المفوض قدير :
"اجل انت محق ... حسنا سوف اغادر الان واتمنى ان تتحدثي معي ايلينا ان تذكرتي اي شيء اخر ... ارتاحي الان وعندما تكوني مستعدة سنكون في انتظارك "
اضاف قدير وهو ينهض حيث صافحته ايلينا مبتسمة بتهذيب :
" حسنا سيدي شكرا لك ..."

خرج المفوض وتبعته ايلينا بينما ظل برهان في مقعده يفكر
فرجلا مثله ... شرطيا سابقا ومحققا ناجحا لم يتمكن احد طيلة بقائه في تلك المهنة ان يفلت من تحت يده
الا شخص واحد ... سليمان
الذي ادرك انه يعيش الان تحت الظل ، لا تهمة له ، ولا احد يعرف من هو حتى ..
عداه
اخرج الملف الذي جمع فيه ابحاثه طيلة اليومان اللذان اختفت فيهم ايلينا ،
انه يعلم انه هنا ..
و انه الرئيس الخفي لتلك العصابة وليس الذئب كما تظن الشرطة ، وربما العالم اجمع ..
لا يعلم ما غايته من وراء ذلك ..
لكنه يعلم بل اصبح واثقا انه هو من امر بخطف طفلته العزيزة
وان صحت افكاره
وما وصل اليه
فما كان خطفه لابنته الا بسبب الذئب الذي قامت ابنته مؤخرا بتسلم مهمة القبض عليه ...
وايضا للاخذ بثأره ...
لم يخبر ابنته والمفوض بما يعرفه ، لأنه بالإضافة انه لا يملك أي ادلة ملموسة بعد
كانت هذه معركته وحده
التي سيخوضها هذه المرة بمفرده .. حتى نهايتها ...

ولأنه لا يعرف العدو سوى غريمه
كان تفكير برهان صحيحا ...
حيث في هذا الوقت الذي كان هو واعيا لما يحدث خلف الستار ..
كان سليمان يكشر عن انيابه
لا احد جرأ مطلقا الخروج عن اوامره الا كان مصيره القتل ...
لكن التخلص من الياس ، الذئب ، ليس سهلا ..
كما انه ليس مستعدا لتنحيته جانبا بعد ..
ليس الان على اية حال .. ليس قبل ان يجعل هذه المدينة دمارا ..
لكنه بلا شك بحاجة الى درسا قويا ليعلم من هو السيد هنا ..
وهو يعرف تماما كيف يعطيه ذلك الدرس ...

..
..
..

اشترى عليّ الازهار من بائع على الطريق
وهو يفكر ان هذه تعد اول مرة يشتري فيها ازهار لامرأة ، لكن المحققة لم تكن أي امرأة
برغم ان مدة تعرفه اليها لم تكن طويلة ، الا ان هناك عادة اشخاصا قد تراهم لاول مرة ، لكنك تشعر بالراحة والمحبة لهم فورا دون بذل مجهودا لذلك ، والمحققة كانت من ذلك النوع من الاشخاص ..

كان يشعر بسرور بالغ منذ علم انها عادت سالمة ، وبخير ..
والان هو في طريقه اليها ليعبر لها عن فرحته برجوعها ...

كانت امرأة كبيرة ، تشبهها كثيرا من فتحت له الباب ، والذي ادرك انها والدتها :
" مرحبا سيدتي ... هل المحققة ايلينا هنا "
ابتسمت دانا بصفاء :
" اجل انها هنا ... لحظة لأناديها "

بعد ثوان اطلت عليه المحققة بابتسامتها الجميلة تهتف بترحيب :
" عليّ ..."
قال وهو يمد الزهور التي في يده مباشرة امام وجهها :
" حمدا لله على السلامة سيدتي .. ارجوك تقبلي مني هذه الزهور "
ضحكت ايلينا بدفء من خجله ، ومن طريقته في تقديم الزهور لها
ثم قالت وهي تقربها من انفها تستنشق رائحتها :
" انها رائعة للغاية ... شكرا لك عليّ "
" انا سعيد انها اعجبتك "
" هيا تعال للداخل ، ليس من اللائق التحدث هنا "
قالت ايلينا وهي على وشك الدخول حتى رأت علي لايزال مكانه
نظرت اليه لترى عبوسه الذي غطى على ملامحه الوسيمة ، ثم سمعته يقول :
" .... انا اعتذر .."
استفسرت بتعجب :
" تعتذر على ماذا ؟ "
اطرق رأسه ينظر الى قدمه ثم قال :
" لأنني كنت جبانا .. وتركت ذلك يحدث .."
نظر اليها ثم اضاف بألم وكأنه يعاتب نفسه :
" كان يجب ان اساعدك ، على الرجال فعل ذلك اذا ما رأوا امرأة تتعرض لأذى .. لكنني وقفت متسمرا مكاني فحسب .. "
ابتسمت ايلينا بطيبة :
" لا تلم نفسك عليّ ... احيانا ومن الطبيعي نوضع في مواقف لا نعلم ولا نجد السرعة للتصرف فيها ،
والامر كان مفاجأ لك ،لذا لم تأخذ فرصة كافية لتقم باي شيء ... انني واثقة انك شجاع للغاية
وانك كنت ستتدخل ان كانت أتيحت لك الفرصة لذلك ... "
" لم انت متسامحة معي ؟ "
ابتسمت مجددا وهي تلتقط وردة من الباقة التي في يدها تقدمها له :
" انا لم ارزق بأخوة ... لذا قد جعلتك اخا لي ... لذا عليك ان تناديني اختي من اليوم "
وهو يقول بامتنان : اخذ منها الوردة
" انا .... شكرا لك ..."
" هيا تعال الان الى الداخل .."
"كلا .... لا داعي لذلك ... علي ان اغادر الان حقا ... اقترب موعد دواء امي وعلي ان اعد طعامها اولا ، كما انها تنتظر مني اخبارا بشأنك ، فقد كانت قلقة للغاية عليك "
" اه ... اجل ... حسنا اوصل اليها سلامي الحار ، واخبرها انني سأزورها قريبا "
" سافعل .... الى اللقاء سيد .... اختي "
ابتسمت بمحبة اخوية :
" الى اللقاء علي ...."

..
..
..


دخل على والدته المريضة الغرفة ،
جلس بجوارها بعد ان قبل جبينها الطيب ثم ابتسم قائلا :
" كيف حال جميلتي اليوم ؟"
ضحكت رغما عنها غير مبالية بالسعال الذي صحب ضحكتها تلك ثم قالت مازحة :
" الن تتوقف عن مناداتي بذلك ؟ سوف ابدأ بالاعتياد على الامر حتى اصدقه ذات يوم "
كان يسعده ان يراها تضحك وتمزح معه وان كان ذلك ليس بشكل دائم ، بادلها المزاح :
" سيكون علي حينها تزويج فتاتي الجميلة اذاً "
ضحكت مجددا حتى كادت تختنق ثم قالت :
" يا لك من متملق "
اعطته نظرة حنونة :
كيف الحال معك في العمل ؟" "
ابتسم وهو يمد لها يده التي تحمل الدواء :
" انه على خير ما يرام ..."
والان ايتها الجميلة موعد دوائك ... "
ابتلعت حبة الدواء ، ناولها كوب الماء ، ثم نظر الى ساعته :
نصف ساعة ويكون الطعام جاهزا " "
حتى كان على وشك النهوض امسكت يده قائلة بحنوّ :
" بني ..... "
" ماذا عن تلك المحققة الجميلة ؟ الم تسمع اخبارا بشأنها بعد "
ابتسم وهو يضع يدها بين يديه :
" بلى .."
" انها في منزلها الان آمنة ... حتى انني اتيت من زيارتها للتو "
ابتسمت بدفء :
" هل هي بخير اذاً "
" انها بخير .... حتى انها اخبرتني انها ستزورك قريبا "
رفع يدها يطبع قبلة عليها قبل ان يقول :
الان عليك القلق فقط على نفسك .. حتى اشتري لك ازهارا مثل هذه دوما " "
قال جملته الاخيرة وهو يقدم اليها باقة اخرى اشترها عند عودته .. ابتسمت والدته بسعادة وهي تمسك الباقة بيدان مرتعشتان ، ثم قالت بمرح وعيناها دامعتان من التأثر :
" حسنا ... لكنك قد وعدتني ها ..."
ابتسم :
" اتقفنا جميلتي ..."



..
..
..

اخذ نفس عميق جدا .. ربما بقدر اشتياقه اليها
عندما خفق قلبه بشدة لدى رؤيتها تخرج للشرفة ..
كما التمثال وقف متسمرا فقط ينظر اليها ، وكأنه يراها لاول مرة ..
اجل ...
لم يفي بوعده لها ...
ولا يظن انه قادرا ابدا على الوفاء به .

التقت عيناهما .. ورأته
علم انها فعلت ، بينما عيناها تلمع لما بدا له في ثانية انه كان اشتياقا ...
ثم ما لبثت ان تغضنت اساريرها
وادرك ان ذلك كانت من وحي خياله فقط ، عندما دخلت الى غرفتها مجددا
قبل ان يروي منها اشتياقه ....




الغريب
أنها شعرت بالنقص لإدراكها انه ليس حولها
ليس بجوارها
وكأنما تفتقد شيئا كانت تعلم بالفعل انه كان موجودا دائما ...

بينما تلمحه خارجا من شرفة غرفتها ،
ثم تهبط للأسفل بسرعة ،
تفتح الباب وتبحث حيث رأته ولا تجده
لتعود ادراجها ببعض خيبة لا تعلم سببها
لأنه لم يكن سوى خيالا فقط
كان وبطريقة ما ...
مسببا لشيء اصعب واغرب بداخلها ...



في تقسيم ابن حزم لمراحل الحب ،
رتبهم مختزلا في خمس مراحل..
كما النبتة التي تنمو يوما بعد يوم حتى تغدو شجرة
فبدأت نبتته بالاستحسان ، ثم الإعجاب ، ثم الألفة وهي الاستيحاش والتفقد ، فالكلفة والعشق ، حتى الشغف ..
واما الاخير
هي الحالة التي يصل فيها المرء ان ينقطع عن الشراب و الطعام ، ولا يعد يعرف النوم له سبيلا ...

وهو تعدى معها مرحلة الاستحسان الى الاعجاب فالألفة ،
وهي تعدت معه مرحلة الاستحسان و الاعجاب الى الالفة

فاصبح طريقهما واحدا
ليخطان معا وبسرّ طريقهما نحو مرحلة العشق ....

..
..
..

انهى برهان صلاته
لايزال على وضعية جلسته ..
عيناه زجاجتان ملتمعتان بالدموع شاردتان مع عقله
غارقا في ذكريات ذلك اليوم ...

آسر ...
كان ابن سليمان الوحيد الذي لم ينجب غيره ،
كان وريثه ،
وكان الشخص الوحيد الذي احبه سليمان في حياته ،
كان شابا في الخامسة والعشرين ،
اشقرا وسيما ذو روح خفيفة ،
يأنس اليه ويحبه كل من يلتقيه
كان يحب مساعدة الناس ، الصغير منهم والكبير ،
كان ببساطة النقيض تماما لوالده ،،
حيث بينما والده كان طريقه التدمير ..
كان هو طريقه الاصلاح ..
وحيث كان والده مجرما ..
كان هو شرطيا مخلصا وحاميا عظيما ...

ما اعجبه من حال قد يصيب اي امرأ يوما ،
ان يكون اقرب الناس اليك هو ببساطة .. اكبر عدو لك،،!

تعاقبت الايام على هذا الحال ...
حتى اتى ذلك اليوم ..
خرج برهان ومعه مساعده آسر للقبض على احد اشهر تجار المخدرات
حيث كان سليمان انذآك
كان برهان قد اخفى عن آسر امر المهمة التي هم مقدمون عليها ،
ربما ذكر له بعض التفاصيل ،
ولكنه قد ترك اهمهما لاسباب مهنية ،
والتي كانت ان سليمان والد ذلك الشاب الرائع هو في الاساس من يخططون للقبض عليه
كان برهان قلقا من انه اذا عرف ،
لربما يضعف ،
او يفقد القدرة على مساعدتهم ،
وكان برهان محقا وبشكل كبير في ذلك الامر ...
حيث برغم خطتهم الذكية في القبض عليهم انذاك
ما حدث وما كان نهاية البداية لذلك اليوم
نهاية عداوة الاب وابنه
وبداية ثأر عظيم بين رجلين تفوق قوة احدهما على الاخر...

ان آسر لم يستطع فقط اصابة والده ليعيقه عن الهرب
لم يتمكن من اطلاق رصاصة واحدة ليس لقتله وانما فقط لمساعدتهم ذلك اليوم ...
" آسر قم بذلك ..."
زأر برهان من خلفه ....
رفع سلاحه بيدين مرتعشتين في اتجاه والده الهارب ،
حتى كان على وشك ذلك ،
توقف... ودمعتان تسيلان على خده ،
لانه علم تلك اللحظة ..
انه مهما بلغ به الامر سابقا مع ابيه
لن يستطيع ابدا كرهه
ولن يستطيع ابدا ان يكون شرطيا بحق بسببه ...

في تلك اللحظة رفع برهان سلاحه ، للقيام بما فشل هو في فعله
كان اكبر ما يفكر فيه حينها ، انه لن يسمح ان تفشل خطته ...
وما لم يكن في الحسبان ..
ان آسر لم يعيق نجاح خطتهم فحسب
بل تسبب باحداث حرب كبيرة لم يعلم احد لها نهاية
عندما قام بأخذ رصاصة برهان الموجهه اتجاه والده بداخله ..
لم تكن لتكون لسليمان رصاصة موت ..
لكنها كانت كذلك بالنسبة لابن بار ، وشرطي خان قسمه ..
.لم يتوقف الاب عن هروبه
كان يبكي ، كان يبكي لاول مرة واخرها
لكنه لم يعد ليشهد اللحظات النهائية في حياة ابنه الوحيد ، وكلماته الاخيرة التي اختزلها في جملة وجهها لبرهان النادم ، الباكي :
"اخبر ابي انني احبه "
كلمات انهى بها عداوته مع ابيه ،،
كلمات لم يتسنى له ابدا قولها ...


..
..
..


خرجت ايلينا من مركز الشرطة حيث اتخذت طريقها في المدينة مشيا
كانت مرهقة التفكير و الجسد ، تنفست بعمق ...
لقد طلبت بالفعل من المفوض
حيث اتخذت اخيرا قرار التوقف عن العمل حاليا ،
لم تعلم تحديدا ما ستفعله اثناء تلك الفترة بعد ادمانها على العمل ،
كانت مشتتة بما تريد حقا فعله حتى وجدت قدميها تتوقف بها عند شركة السياحة العالمية ،
كانت شركة كبيرة معروفة بعملها المنظم والآمن ،
اخرجت نفسا هادئا ،
ربما هي في حاجة فعلا الى رحلة ما لاراحة تفكيرها
تقدمت داخل الشركة بخطوات واثقة ثم توقفت عن مكتب الاستعلامات لتسأل عن الرحلات المتوفرة حاليا ...

حتى رأته ...
بهيبته
ببذلته الانيقة
بمشيته الواثقة

توقف امامها حيث كانت تنظر اليه بذهول وكأنما كانت تراه للمرة الاولى ...
ببطء نزع عنه نظاراته الداكنة ليصيبها بعيناه التي اشتاقت دون ان تدري اليها
نسي قلبها دقة
لتثور بعدها بقية الدقات مثيرة صدعا قويا في قلبها ...
ماذا يحدث لها ؟!
تقدم ، بينما ظلت ثابتة ، وكان اول شىء همس به عندما اصبح امامها مباشرة :
" هيلين .."
لم تدرك كم كان هذا الاسم محبب اليها حتى قاله للتو ،
كما لم تنتبه سابقا للنغمة المميزة في صوته حتى الان والتي بدت مألوفة لها نوعا ما لسبب لم تتذكره ..
عندما لم تجب سأل باهتمام :
" ماذا تفعلين هنا ؟"
اجبرت قلبها على السكون حتى لا يتنائى اليه دقاته
ادعت ثباتا لا يمت بصله لما تشعر به الان
نقت حلقها المملوء بالمشاعر المهاجمة بغتة ، المتراكمة والغريبة عليها ثم قالت :
" لقد ... لقد كنت ارى الرحلات المتوفرة ... ماذا تفعل انت هنا ، هل كنت تلاحقني ؟"
لم تعلم ما بالها لتطلق هذا السؤال حتى نطقته
ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيه وهو يجيب :
" انا اعمل هنا ... في الحقيقة انا املك هذه الشركة "
"… اوه "
كان كل ما تمكنت قوله في تلك اللحظة تلك الحروف الثلاث والتي لا معنى لها مطلقا ...
تعلقت نظراتها بنظراته اثناء صمتهما
كانت المشاعر المرسومة في عينيه وكأنما انعكست في عينيها
بينما كان الجو بينهما مشحونا بمرحلة الحب الرابعة ،
العشق ...
ذلك الشيء المادي الذي يحدث لكل منهما لاول مرة ...
قطع اتصال عينيهما بتحويل تلك المشاعر لصوتا :
" هل سيكون لا بأس .. ان قلت انني اشتقت اليك "
اضمرت ابتسامة :
" سيكون ذلك وقحا "
" انتي محقة ، اعتذر لكوني وقحا ... "
" لكنني لا اعتذر لقولي ما برمجته لي مشاعري "
ترددت :
"لماذا ؟"
عقد حاجباه :
" هل تريدين حقا سماع الاجابة ؟ "

صمتت ... هل تريد ؟
صمت هو الاخر لكن صمته لم يكن مريحا
وهذا الحوار الذي اتى وهي مكتظة بتلك المشاعر الجديدة عليها ايضا لم يكن جيدا
بللت شفتيها اليابستان تتحدث مجددا :
" لكن ..."
" لا احب سماع هذا الحرف ؟"
"لماذا ؟"
" لان ما بعده يأتي محزنا .. وانا اشعر بالسعادة الان ... "
" !انت غريب "
ابتسمت عيناه وهو يقول بغرور :
" الا تحب النساء الرجل الغريب ؟"
"لا اعلم .. لكنني حتما لست واحدة منهن ... "
صمت لثوان ثم قال :
"هل تظنين ذلك ؟"
"ان يكون مختلفا شيئا افضل .."
نظر اليها نظرة عميقة ، لم تستطع ان ترمش بعدها ، كان كأنما لم يعد حولهم احد ، وبقي هو فقط ينظر اليها كما يفعل الان ، نظرة فقط ، لم تستطع ان تتجاهلها ...
قال اخيرا :
"ماذا عن قدومي الليلة في المساء لمقابلة والديك اذاً "
ارتبكت ،
لا تعلم متى وصل هذا الحديث القصير المفاجىء الى هنا :
" ماذا ؟! ..لكن ... انا ... "
قاطعها :
"اخبرتك انني لا احب هذا الحرف "
ثم مد يده يرفع بإحدى انامله حاجبها مضيفا :
" كما انه .. لا اظن ان هناك داعي لان تقوسي حاجباك الجميلان بهذا الشكل ..
هل زيارتي اليكم ستكون مزعجة اليك لهذا الحد .. هيلين ...؟ "
سألت مغيرة دفة الحديث عل يخف توترها قليلا :
"لماذا تناديني هيلين ..."
ارتفع جانب فمه في شبه ابتسامة مجيبا :
" اعدك ان اعطيك اجابة عن سؤالك هذا عندما نكون ذات يوم معا "
ثم مد يده يمسك يدها المستسلمة لأول مرة مضيفا :
" عندما يزين اصعبك الجميل خاتم يجعلك لي ،
ونكون حينها في روما ، حيث نقضي اجمل شهر عسل يمكن ان يكون ابدا ..."
تائهة في نبرة صوته التي قال بها ذلك ، في لمسة يده ليدها ، في نظرة عينيه ، قالت :
" انت حالم للغاية لان ذلك ربما لن يحدث .."
انا اريدك في حياتي للغاية لذا سأسعى لان احقق حلمي ... ثم ""
اقترب خطوة باتجاهها :
" ان كان ذلك لن يحدث ، لماذا قلت " ربما "
لما وضعت الاحتمال وليس التأكيد هيلين ؟ "
سحبت نفسها من ذلك السحر الذي غُلفت به وهي
تسحب يدها من يده سريعا قائلة بتلعثم لم يسبق ان حدث لها يوما :
اعتقد .. انني .. حسنا انا سأذهب الان .."
لقد تأخرت حقا ... سعدت برؤيتك .. اقصد لقائك .. الى اللقاء "
ثم غادرت مسرعة امام نظراته العاشقة لها
وابتسامته التي لم تعرف طريقا لثغره الا معها ....


..
..
..

في تلك اللحظة من اليوم ...

" انه الذئب "
قال احد الاشخاص لرفيقه بخوف وهما يخطوان مع الجموع التي اجتمعت حوله
هذه المرة لم يتحدث
فقد اشار لاحد ما
ليتقدم يجر خلفه شاب شوه وجهه الجميل التعذيب
رمي بجوار قدمه ..

عليّ ....
الشاب الذي علم سليمان اهتمام الياس له ،
كان هو الدرس الاصعب والاقوى ليوجهه له ...

جلس الشاب عليّ على ركبتيه
منتظرا تنفيذ الحكم
ليس خائفا من الموت ، ليس خائفا من احد ، لكن ..
والدته ، تلك المرأة المريضة من سيعتني بها بعده
هربت دمعته الحزينة
لتطمئنه نفسه بعدها
لا تقلق ان الله موجود
اغمض عينيه بينما السلاح يوجه نحو رأسه
نطق شهادته بينما ابتسامة السلام تعلو ثغره
ثم انطلقت الرصاصة مفجرة جمجمته ...
ليسقط بعدها قتيلا
حيث برغم التعذيب الذي شوه ملامح وجهه ،
كانت ابتسامته الميتة تخط طريقها مع دمعته الاخيرة ...

لقد مات علي ...
لكن حقه لم يموت
لكن ...
ابتسامته لم تموت

..
..
..

شيعت الجنازة بحضور الجميع
بالبكاء الصامت ، وبالدعوات ...
وقفت ايلين ترتدي السواد لأول مرة في حياتها ،
تغطي رأسها بحجاب تضم والدة علي اليها
المرأة التي اهلكها المرض اولا ، وقتلها آخرا وفاة فلذة كبدها الوحيد ..
انهمرت دموع ايلين حارة من مقلتيها بينما انتهى الرجال من الحفر ووضعوا الجثة
امسكت بيد المرأة العجوز التي كانت تنتحب في صمت على الفراق الاخير
احتضنتها
بينما وضعوا التراب فوقه و الشيخ يتلو القرآن
حتى عندما انتهى قرأوا الفاتحة على روحه الطيبة ....
.
وقف الياس في مكان ما بعيدا عن موضع الجنازة قليلا ،
حيث كان يشاهدها
ودموع الذنب ، الغضب ، والكره من نفسه تغرق مقلتيه
كانت هذه اول مرة يرى صورة منعكسة لما كان ينتج عن افعاله سابقا
حيث قتل العديد من الرجال
وحيث بكى الكثير من الامهات ،
الزوجات والابناء

انهار على ركبتيه ....
بينما سكبت دموعه التي تحرق عينيه وبكى ...
بكى المرة الاولى التي قتل بها عندما كان جائعا
وقتل ثانيا مدافعا عن حياته
وقتل ثالثا مقابل المال ليعيش عندما طلب منه سليمان ذلك لاول مرة
وقتل رابعا وخامسا حتى اصبح عاجزا عن العد ،
حتى باتت الدماء لون يده ،
حتى شعر مع الوقت انه لا مجال للعودة ،
لا مجال ليعود ذلك الطفل البريء بداخله ،
الذي احب التاريخ مما كان يسمعه من جارته ،
والذي اتقن العزف على البيانو لبيتهوفن و شوبان لان والدته كانت تحبه ،
الذي قرر ان يعمل في الصحافة عندما يكبر لان والده كان صحافيا رائعا ...
الطفل التي قتلت احلامه ،
وتم دفنها معه بداخله بعيدا بعيدا جدا ...

نهض واقفا يمسح دموعه
ثم. القى نظرة اخيرة على وجه المرأة العجوز الباكي
ترقرقت دمعات اخرى في عينيه منعها من السقوط
كلا ، لن يبكي مجددا ، ليس الان ...
ليس قبل ان يصفي حسابه
ليس قبل ان يعلم من قام بذلك باسمه ...
قبض كفيه بقوة ، ثم استدار مغادرا ..

..
..
..

القى بقبضته القوية في وجه اسماعيل البارد ،
نهض اسماعيل بلامبالاته يمسح الدم من على شفتيه ثم قال :
" اهدأ "
لم يستمع الياس له بينما يلقي بقبضه اخرى اطاحته ارضا ،
كان غاضبا كالجحيم ،
نهض اسماعيل مجددا ثم قال دون اي شعور :
" اخبرتك ان تهدأ "
ليتلقى بعدها ضربة اخرى ، فأخرى ، فأخرى ،
حتى نزفت يد الياس دما ،
امسكه من ياقته ثم صرخ بصوت مثقلا بالدموع :
" لما ؟... لما؟ .."
ولكنه كان سؤالا بلا جواب ...
دفعه تاركا ياقته ، ثم غادر ....

..
..
..


دخلت ايلينا غرفة النوم بعد يوم حزين
سقطت بتعب على السرير الصغير الذي يقبع في منتصف الغرفة
كانت قد عرضت على والدة عليّ القدوم معها
حتى انها الحت عليها كثيرا
لكن المرأة المسكينة اصرت على قرارها بالمبيت في بيتها الليلة
كان مبررها ان رائحة ابنها العزيز لاتزال هناك
ان الطعام الاخير الذي اعده لها بين يديه الطيبتين لايزال موجودا
وانها لن تستطيع النوم الا على وسادته ، وسريره
مما جعلها تعرض عليها في النهاية ان تنام هي معها فوافقت
نظرت ايلينا بعينيها الباكية للغرفة حولها
كانت تلك غرفتها بينما نامت هي في غرفة ابنها علي ...
انهمرت دموعها مجددا ، تبكي عاجزة عن ايقافها
يا الهي ، لا تستطيع ان تصدق حتى الان ان الموت سرق هذا الشاب ، فيكيف بحال تلك الام المسكينة ؟ ...


..
..
..

كان عاملا بسيطا يكسب لقمة عيشه بتعبه وشقائه ،
ثم يعود في المساء الى منزله الدافئ يتناول الطعام مع زوجته الحبيبة وولديه ،
كانت حياة هادئة ...
حتى ذلك الحين ..
عندما كان عائدا من العمل مرهقا ككل ليلة ..
ووجد باب بيته مفتوحا ، بينما يصل اليه صوت امرأة تنتحب ..
دخل مهرولا ليجد صوت المرأة المنتحب كان لزوجته
وما كان بكائها وانتحابها الا لمقتل ابنه الذي يبلغ الست اعوام ، وابنته التي تبلغ الثالثة عشر من قبل اللصوص الذين اقتحموا بيته ...
مرت الايام بعدها ثقيلة تحمل بين ثناياها وباء تلك الحادثة ،
وباءا كان يتآكله ويتآكل زوجته يوما بعد يوم ..
بينما تهرأت قدماه من ذهابه وايابه الى مركز الشرطة كل يوم ،
دون ان يعود من البلاغ الذي قدمه اليه باي امل ...
كانت حجتهم واهية بانهم يبحثون حيث اللصوص كثيرون ،
وبأن مثل حالته الكثيرون وهو ليس بأفضل منهم حتى تقف الشرطة على قدم وساق لإيجاد من دمروا ببساطة حياته ....
لم تتحمل الام فراق ولديها ،
ولم تتحمل نسيان العدالة لهم ،
لتنهي حياتها بسبب ضعف ايمانها تاركة خلفها ذنب الانتحار ،
وذنب رجل وحيد يرثي حاله ، وحياته ...
في غياب العدالة حيث كانوا يعيشون في مدينة الجريمة " فيلاني " ، وفي غياب الايمان بالله ،
ثار ذلك العامل البسيط الذي كان ذات يوم صالحا على كل اللصوص ،
على كل المجرمين ،
كان يقتص بنفسه لاطفاله وزوجته حقهم ،
كانت طعنات خنجره لا تنتهي في جسد الرجل الواحد ، وفي المجرمين ككل ...
حكم عليه القاضي بالحكم سنين ،
حينما اخذ حقه حكموا عليه وسجنوه ،
بينما لم يعطوه حقه عندما طلب منهم ذلك ...

استفاق اسماعيل من رحلته للماضي على دموعه التي كانت تحرق خديه ،
يا الهي ..
انه يشعر انه لم يبكي من امد بعيد ،
لم يشعر ..!
كان قد نسي انه لازال يستطيع الشعور ،
وانه لايزال بامكانه البكاء ...

..
..
..

دفع بقدمه باب غرفة سليمان داخلا كالفهد المنقض على فريسته غير مباليا بحراسه الذين دخلوا خلفه ،
امسك سليمان بقبضته المستعرة صارخا بألم :
" لما قتلته ... لماذا فعلت ذلك ؟ ... لماذا ؟ "
امسكه رجال سليمان يبعدوه عن رئيسهم ، يقيدوه بأيديهم ..
بينما كان سليمان صامتا ، لا يجيب ، عيناه تطلق شررا ....
احنى رأسه يكمل باسى وكأنه يحدث نفسه :
"كان لايزال شابا ، كان لايزال صغيرا ، لماذا لم تترك الامر يمر هذه المرة فحسب "
مر وجه تلك المرأة المريضة مجددا امام عينيه ،
ليثار غضبه وحنقه مجددا ،
قبض كفيه، ثم اطلقها نحو رجالا سليمان
كان قبضاته بلا هدف ، حتى اطرحهم جميعا ارضا ...
التفت الى سليمان عيناه جحيما مستعرة
ثم تقدم منه ، ليتراجع سليمان بجبن خطوة للخلف كان ذلك مهينا له ،
ان يشعر بالخوف من فتى ادخله ذات يوم تحت جنحه ،
لكنه علم انه لم يربي سوى وحشا ، قاتلا ...
رفع الياس قبضته نحوه
ليخفي الرجل العجوز بيده وجهه بتجابن يراه الياس لاول مرة ...
انزل قبضته ، انه لن يقتل مجددا ، انه لن يقوم بذلك ما حيي ابدا ، تحدث اخيرا :
" منذ تلك اللحظة انا لست معك ، لقد انتهت اسطورتك ، لم يعد هناك مكانا للذئب "
دون حتى ان يسمح رده اطلق العنان لقدميه منصرفا ...

..
..
..


دخل على اسماعيل حيث كان لايزال في مكانه حيث تركه منذ ساعات ،
وجهه ملئ بكدمات قبضاته ووجهه كان حزينا ،
وهو .. ما لم يراه الياس قبلا ...
جلس بجواره متكئا مثله على الجدار رأسه نحو السقف ،
ثم اغمض عينيه ، قال اسماعيل دون ان يلتفت اليه :
" لم يكن انا من قام بذلك .."
تنهد مجيبا دون ان ينظر اليه هو الاخر :
" اعلم "
صمت ثوان ثم قال مجددا :
" اعتذر لضربك .."
" لا بأس لقد افادني ذلك .."
فتح عينيه :
" لقد تركت العمل عند سليمان .."
فتح اسماعيل عينه هو الاخر ، التفت اليه ، ثم عاد برأسه مجددا ينظر باتجاه السقف ، قائلا بعد برهة :
" قرار جيد ... ربما سأقوم انا ايضا بذلك "
ولدهشته انطلقت ضحكات الياس بهستيرية وهو يقول :
" لو كنت اعلم انك ستتحول هكذا بضربك لقمت بذلك منذ مدة "
لم يجب ... لكنه وجد نفسه يضحك باعلى صوته هو الاخر ، ظلوا يضحكون ، ويضحكون حتى تحولت ضحكاتهم الى دموع حارة ، حل بعده صمت كبير في المكان ...
نهض الياس يمسح دموعه مغادرا حتى سمع صوت اسماعيل من خلفه :
" يا فتى .... انتبه على نفسك .."

وقف امام المسجد ، ذلك المكان الروحاني الذي لم يأتيه منذ كان طفلا صغيرا يدخله مع والده ...،
يشعر بالتردد
بالخوف الا يتقبله الله
لكنه في النهاية نزع حذائه
وبخطوات مترددة خطى الى الداخل
كان المكان باردا ببعض دفء ، كما لو انه دخل جنة ...
توقف باتجاه القبلة ثم شرع في صلاته ...
كان غريبا انه لايزال يتذكر كيف يصلي بعد هذا العمر الطويل
اطال في سجوده ، كان يريد ان يكون قريبا من الله
ثم بكى كثيرا كثيرا ، ودعا كثيرا كثيرا
دعا الله ان يسامحه ، ان يتقبل توبته
دعاه ليهديه ، دعاه ليعيده كما كان ذات يوم طفلا صالحا ....

..
..
..



استيقظت ايلينا في الصباح عيناها متورمتان من كثرة بكاءها في الليلة السابقة
نهضت عن فراشها بثقل
اغتسلت ، توضئت ، ارتدت حجابها ثم شرعت في الصلاة
حيث بكت مجددا وهي تدعي بالرحمة لذلك الشاب الذي اعتبرته اخا صغيرا لها ،
الذي مات في مقتبل عمره ..
بعدما انتهت من صلاتها
ذهبت الى المطبخ لتعد الفطور ،
ثم بعد انتهاءها ذهبت للغرفة المجاورة لها لايقاظ والدة علي ،
اخذت تطرق الباب ولكن بلا رد ،
ادارت المقبض ببطء ، ثم دخلت حيث وجدت المرأة لاتزال نائمة على سرير فقيدها ،
اقتربت منها في هدوء ،ثم بدأت في هزها ،
نادت اسمها مرارا ، وهزتها كثيرا ،
ولكن كان بلا فائدة ....

حيث توقف قلبها المريض بوفاة من كان يسكنه
حيث كان الحياة اصعب من ان تعيشها دونه
حيث انتقلت روحها الطيبة الى بارئها ...


..
..
..




الفصل السادس هينزل كما وعدت اليوم لكنه سيتأخر قليلا ...

تحياتي لكم





التعديل الأخير تم بواسطة زمردة عابد ; 01-11-18 الساعة 09:42 PM
زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 02-11-18, 01:04 AM   #48

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

كما النبتة التي تنمو يوما بعد يوم حتى تغدو شجرة
فبدأت نبتته بالاستحسان ، ثم الإعجاب ، ثم الألفة وهي الاستيحاش والتفقد ، فالكلفة والعشق ، حتى الشغف ..
واما الاخير
هي الحالة التي يصل فيها المرء ان ينقطع عن الشراب و الطعام ، ولا يعد يعرف النوم له سبيلا ...


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 02-11-18, 01:08 AM   #49

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصل بديع جدا عل الرغم من كم الحزن به احتاجت المدينة لموت علي البرئ لفيق الذئب والافعي
وموت الابن دفاع عن الاب هو سبب الانتقام بس سليمان الفاسد لم يتعظ من موت ابنه
احيييييك اسلوبك جديد وطريقتك مبدعة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 02-11-18, 01:09 AM   #50

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Elk

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 6 والزوار 3) ‏modyblue, ‏Khawla s, ‏منال سلامة, ‏زينب عبد الكريم, ‏Hayette Bjd

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.