آخر 10 مشاركات
1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-19, 11:36 AM   #531

توتى على

? العضوٌ??? » 373500
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 159
?  نُقآطِيْ » توتى على is on a distinguished road
Rewitysmile8


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل هينزل امتى


توتى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-19, 08:19 PM   #532

rihab91

? العضوٌ??? » 331046
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,250
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » rihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond repute
افتراضي

طمنينا عنك و يارب يكون مانع خير لغيابك عنا

rihab91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-19, 03:18 AM   #533

Rosemary Baghdad

? العضوٌ??? » 351689
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » Rosemary Baghdad is on a distinguished road
افتراضي

عسى المانع خير يا رب

Rosemary Baghdad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-19, 02:40 PM   #534

Rania_Nader

? العضوٌ??? » 446658
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » Rania_Nader is on a distinguished road
افتراضي سؤال

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nidal bayrakdar مشاهدة المشاركة
جميلة جدا الفصل يسلموا اناملك المبدعة
فين الفصل الجديد اتإخرتى كتير جدت


Rania_Nader غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-19, 05:21 AM   #535

Soha gamal

? العضوٌ??? » 449935
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » Soha gamal is on a distinguished road
افتراضي

الفصل امتي والله انك مبدعه ❤❤

Soha gamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 01:59 AM   #536

اسماء كامل
 
الصورة الرمزية اسماء كامل

? العضوٌ??? » 401444
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 298
?  نُقآطِيْ » اسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond reputeاسماء كامل has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

خلاص الرواية قطعت ومش هتنزل تاني

اسماء كامل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-19, 03:46 PM   #537

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

تحدثت مع الكاتبة واعتذرت بسبب غيابها لظروف طارئة لكنها اخبرتني بقرب نزول فصل جديد قريب جدا وقد يكون اليوم .. ربي يسر أمورها...

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-08-19, 04:12 PM   #538

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان انثى الفصل 16



احب الاعتذار من اعماق قلبي وبشكل واجب لكل قارئة تاخرت عليها دون اي اعتذار مسبق ودون تحديد للموعد الجديد للفصل ولكن .. ظروف قاهرة المت بي وتسببت باختفائي الكامل وعدم نقدرتي على الرد او الكتابة .. اما بالنسبة للفصل الجديد فسيكون بعد اسبوعين باذن الله

( صرخة عنفوان انثى )
الفصل 16
مشاركة 1


الندم ....
هل هو حقا بطعم العلقم .. وهل بالفعل في حياة كل شخص لحظات بالفعل يندم عليها اشد الندم .. ترى ايهما اصعب .. ندم الاقرار بالذنب .. ام ندم الانكار للحقيقة .. سؤال جوهري بلا اجابة ؟؟؟؟
_________
كم هي صعبة الحياة عندما تصفعنا بصفعاتها المتتالية .. كم هو صعب ان تبحث عن فرجة امل في جوف ليل حالك يحيط بك .. كم هو صعب الاحساس بالضياع والعجز خصوصا بعدما تتاكد من انغلاق كل الابواب بوجهك .. الهذه الدرجة لم يعد للعدالة اي معنى في هذا الزمان .. الهذه الدرجة اتسعت ذمم البشر من حولنا فاصبح الظلم امرا عاديا يمارس بشكل تلقائي على من لا يستطيع الدفاع عن نفسه .. العدالة الالهية .. يجب ن تتحقق .. هذا ما يعلمه ويدركه جيدا .. بل هذا ما بقي امامه فقط ليتماسك بما تبقى له من ادراك ووعي .. تضحيته .. ذهبت هباءا بسبب بعض التفاصيل الغير مهمة .. المجرم .. عاد طليقا ولم يمس .. بل انه لم يسجن سوى اربع وعشرين ساعة ثم .. تم اطلاق سراحه وتقديم احد رجاله كقربان ليحمل عنه الجريمة .. بكل سهولة تم التلاعب بالادلة التي قدمها وبشريط الفيديو الخاص بكاميرات المراقبة في المارب التابع للمبنى الذي يسكن فيه حيث تم الاعتداء عليه من قبل مصطفى .. لعبة حقيرة ما كانت لتنجح لولا وجود ايادي عليا تدعم ذلك المجرم ولاسباب مجهولة .. بصوت ارتج له كل جسده هتف بكل ما يعتمل بداخل صدره من غصة ( ياااارب ) .. يعلم ان عليه تقديم استئناف .. يعلم انه لا يجب عليه ان يستسلم بسهولة لاجلها .. ولكن .. احساسه المتعاظم بالعجز يخنقه اكثر واكثر ويشل كافة تفكيره .. انه قلق عليها .. قلق على حبيبة قلبه الغالية .. تلك المصيبة الجميلة التي حلت على راسه لتنير روحه رغم كل شيء .. يومين مرا عليه كالجحيم وصوتها فقط هو ما كان يحفزه للاستمرار بالمقاومة .. ( ثق بي ) كلمتين كانتا مفتاح صبره على ما يجري امامه .. اراد بالفعل ان يؤكد لها انه بالفعل يثق بها .. يثق بها بكل كيانه الملتاع على فراقها .. ولكن .. هل بامكانه الان الصبر اكثر .. بعدما تاكد من معلومة اطلاق سراح مصطفى من السجن قبل يوم .. مخاوف اخذت تستبد به وتتقاذفه بين امواجها العاتية وهو يتذكر احداث ذلك اليوم الذي اصيب فيه .. بعدما اعترفت له بحبها بشكل غير مجرى حياته وزاد من تهوره .. لقد اتصل على مصطفى وتحداه بكل صفاقة لكي يستفزه .. وبنبرة يجيد استخدامها تجمع بين السخرية والاستهزاء المختلط بالتحدي السافر اخبره انه هو المتحكم الاساسي في ارث تسنيم .. خصوصا لو تمكن من اثبات اختفاء نسيم او موتها .. كلمات راى نتيجتها في اليوم التالي متمثلة على هيئة بضعة رجال يقفون امام المبنى الذي يقطنه وقد ظهرت نيتهم السيئة بالفتك به واضحة من تلك العصي التي كانو يحملونها وهم يقفون امام احدى السيارات الحديثة التي طلي زجاجها باللون الاسود لكي يخفي من بداخلها .. شخص اراد تامر ان يظهره لكي يثبت عليه تهمة الاعتداء .. وبنبرة ساخرة اصدر تحديه السافر رغم احساسه بالخطر المتزايد على حياته ( هل تختفي خلف رجالك ايها الجبان .. فعلى الاقل .. ان كنت تريد ان تعلمني درسا فليكن على يديك انت )
كلام سيتجاهله اي عاقل ولكن ليس ذلك المصطفى المغرور والمعتد بنفسه .. كلام ظهر بالفعل على اثره مصطفى وقد خرج من السيارة بكل تؤدة وهو يهتف برجاله بامر حارق ( قيدوه )
بلمحة واحدة عاين تامر مكان كاميرات المراقبة وتعمد التراجع لكي يصبح في مجال تصويرها قبل رفعه ليداه بحركة مستسلمة وهو يهتف يتلاعب ( انتظرو .. انا اسلم نفسي الان لذا .. لا داعي للضرب او التعدي .. فكل ما اريده هو .. الحديث .. ما رايك يا .. مصطفى الحميدي )
كان اسمه بالكامل هو امر تعمد تامر توثيقه ايضا لكي لا يعود لاي شخص مجال للانكار .. وبذات الصوت الساخر اجابه مصطفى وهو يتقدم باتجاهه بعدما اشار لرجاله لكي يحيطو بتامر بالكامل وقد تناول بدوره احدى الهرواي منهم وخطواته تتلكأ بتعمد استعراضي راقص مستفز ( انظرو الى الفار عندما يرتعش وهو يقف في هيبة الاسد .. هل تظن نفسك حقا قادر على التحدث امامي ايه التافه .. يبدو انك لا تعرف قيمة نفسك لذا تتعمد فعل هذا دون ان تدرك الى اي قعر عميقة يمكنني دفنك دون ان اترك اي اثر )
سحب تامر انفاسه باثارة وهو يحاول استنباط كلماته التي يريد منها اثبات ما يجول بخاطره .. وبنبرة ثلجية مط شفتيه وهو يضع يديه خلف ظهره بوقفة تدل على استهانة الكاملة بمن امامه ( كما دفنت نسيم .. اليس كذلك .. هل تحب ان اذكر امامك ما فعلته بتلك المسكينة .. لقد اصبتها بالجنون ولفقت لها ملف كامل يلغي كافة صلاحياتها العقلية .. هل تتخيل بانك قادر على تكرار ما فعلته مع تسنيم )
توقف تقدم مصطفى وهو يضرب بالهروة على كفه بشكل تهديد مجيبا بنبرة تهديدة ( يبدو انك قمت بواجب بحثك بشكل مميز وجمعت ما تريد من المعلومات .. ولكن .. هل تظن حقا بانك تعرف كل شيء )
ازدرد تامر لعابه بشكل مخفي وهو يتظاهر بالاستهتار ملوحا بيده بشكل مهين ( ومالذي تخفيه يا ترى .. او .. مالذي بامكانك ان تفعله .. هل تعتقد انك تهددني بهذه العصا التي تمسكها )
هل تعلم ماهية شعور المرء عندما يكون هو الوحيد الذي يقول الحقيقة ورغم ذلك فان الجميع يكذبه ثم .. و بكلمة واحدة .. يجد الدليل على صدق ما يقوله .. شعور اللذة والانتصار و .. الراحة الكاملة .. شعور ذاقه تامر وهو يستمع الى ضحكة مصطفى الصاخبة قبل اجابته ( هل تعتقد ان امكانياتي تتمحور حول هذه العصا .. اتعلم .. ) وصمت وهو يلقى بالعصا من يديه باستهتار واضح قبل اخراجه من جيبه لمطوة ذات نصل رفيع وطويل اخذ يلوح بها امام وجه تامر متمتما باستمتاع ظاهر ( معك حق .. فعلت كل الافاعيل بنسيم .. ادخلتها الى مصح عقلي .. ملات جسدها بالادوية المخدرة .. و .. ملات روحها وعقلها باوهام وهلاوس مخيفة تتعلق بشرفها .. و .. لكن .. لما اخبرك عن هذا .. ربما يجب ان تراه بعينيك وانا اطبقه على زوجتك )
كلمات كانت تطلق تخيلات تامر وهواجسه عن كل ما عانته نسيم في السابق .. نسيم .. تلك الفتاة صغيرة الحجم التي يعشقها .. مجرد تصوره لكل تلك الاهوال جعل الدماء تفور في عروقه وقد تناسى للحظة كل ما يخطط له وهو ينتفض بقوة محاولا الافلات من بين يدي من يمسكونه صارخا ( انت لن تطال ظفرها ايها الوغد الح .. )
ولم يكمل كلمته التي استبدلها بشهقة متألمة بعدما شعر بالنصل الحاد للمطوة وهو يمزق خاصرته .. كانت لحظة واحدة خاطفة هي ما فصلته عما جرى له فلم يستوعب في البدء سبب ذلك الالم الذي خدر كل جسده وحواسه وقد راى مصطفى وهو يقف امامه وعلى وجهه ترتسم ابتسامة مرعبة وبجانبه احد رجاله الذين كانو يمسكونه .. لحظة تشوش لم يفهم فيها من هو الذي ضربه .. واين تحديدا كانت مصدر الضربة . لحظة تلاها سقوطه على الارض والتفاف الرجال حوله وكل يكيل له اللكمات والضربات على كل جزء من جسده .. ثم .. سواد تام احاط به ولم يستسقظ منه الا على شعوره باختضاض جسده الذي زاد من حدة المه .. اه واحدة اطلقها من اعماقه ثم شعر بصداها وهي تخرج من فم معشوقته التي كانت تمسك بيده وهي تهمس بتقطع وحروفها ممتلائة بدموعها التي كانت تملا صفحة وجهها (اه على اهك يا قلبي .. اصبر قليلا .. نحن نكاد ان نصل الى المشفى .. اصبر يا حبيبي )
حبيبها .. ما اعذبها من كلمة تخرج من بين شفاهها .. وبكل ما تبقى له من قوة رفع يده ليمس وجهها واصبعه يستقر فوق دموع وجنتها وهو يهمس بتقطع متعب ( اااه يا .. نسيم ... اه يا .. حبيبتي .. لا تبكي فتزيدين المي . انا .. بخير ..بخ .. )
ولم يتمكن من اتمام كلمته وقد ارتفع معدل المه مع عودة ارتجاج السيارة وهي تسرع بحركتها .. وبصوت عاتب جزع رددت نسيم رجاءها له ( اصمت يا تامر لا تقل انك بخير فانت لست كذلك .. فقط اصمت .. لا تجهد نفسك.. استرخي .. استرخي يا حبيبي )
صمت فرضه عليه واقع عودته مرة اخرى لتلك الظلمة التي كانت تسحب وعيه وادراكه .. صمت لم يدرك معه لا هو ولا هي ذلك الخطا الذي وقع فيه عندما ناداها باسمها الحقيقي .. عندما ناداها باسم .. نسيم .. صمت لم يستيقظ منه الا بعدما انتهى كل شيء وقد تم نقاذ حياته بصعوبة .. صمت تحطم امام قوة نظراتها التي قابلته عندما استيقظ مرة اخرى ليسمع صوت زغروتة والدته وثناء والده واخيه بالحمد والشكر لله الذي انتشله من مصابه ونحيب اخته .. فرحة راها في عيون الجميع الا هي .. فرحة تحطمت امام ذلك الحاجز الغريب من الغموض الذي كانت تحيط به نفسها كفقاعة زادت من خوفه مما تنتوي القيام به .. ولمعة عتاب احرفت روحه خصوصا وهو لا يستطسع ان يبرر امامها سبب تهوره بهذه الطريقة ليحصل على اعتراف مصطفى فيما يخص نسيم .
ذكريات اخذت تتدافع وتتدافع لتزيد من رعبه عليها الان .. ذكريات جعلته ينتفض متحركا نحو باب الشقة وقد انتوى تجاهل كل المحاذير والذهاب لذلك الوغد .. نية لم يتمكن من تنفيذها مع صوت بكاء قصي الذي ارتفع في تلك اللحظة ليذكره بحقيقة وجوده التي نسيها للحظة مع قوة مشاعره المتنافرة مع تلك الذكريات .. وبكل ما يعتمل في صدره من عواطف تجيش لها عيناه توجه الى قصي الذي كان ينام في حجرته .. قصي الذي يمثل له كل عالمه في تلك اللحظة فهو الرباط الذي يربطه بها .. وبكل شوقه الموجوع حمله وضمه الى صدره ليهدهده وهو يهمس بعتاب ( هل تبكي الان يا قصي اشتياقا لها كما افعل ام انك كنت تعلم انها قاسية جاحدة وستتركنا بهذه الطريقة ؟ )
سؤال لم يجد له جوابا ولكنه كان بداية لسلسة من الاعمال والمهام المتعلقة بقصي من اطعامه وتبديل ملابسه وادخاله الحمام والاهتمام به .. مهام لم يكن تامر ليصدق انه سيقوم بها يوما حتى لابنائه هو ولكن .. انه قصي .. الاستثناء الذي لن يتكرر .. انه وصيتها له .. حتى انه رفض عرض نسمة لتهتم به واثر القيام بكل شيء بنفسه لكي يثبت لها فقط .. بانه اهل لثقتها .. اهل لان تسلم له كل زمام امورها .
لقد نجحت واخيرا .. نجحت فيما كانت تنوي واشترت حياتها وحياة من تحب .. ثمن مهما بدا باهظا الا انه قليل جدا مقارنة مع مربحها في تلك الصفقة .. تامر .. قصي .. حياتها .. امانها .. سعادتها .. استقلالها .. الا يستحق هذا كل اموال وكنوز الدنيا .. ارتسمت ابتسامة هازئة على شفتيها وهي تشرد في المناظر التي تمر سريعا على جانبي الطريق مع حركة السيارة على الطريق السريع وتساؤل غريب يبرز في راسها .. لماذا الان .. مالذي تغير في معتقداتها وحياتها لتتنازل عن كل شيء بلا مقابل .. لقد كادت ان تموت بين يدي مصطفى ومع ذلك لم تتنازل عن ميراثها .. هل هي تلك المفهومات الخاطئة التي غرسها والدها بعقلها .. ( الانسان قيمته في هذا المجتمع لا تقاس الا بما يملك ) ( تنازلك عن شبر واحد من اراضيكي هو تنازل عن كبريائك وعائلتك ) ( لن ينظر اليك اي رجل ان كنت معدومة .. لقد تعبت كثيرا حتى احصل على كل هذا ليكون لكي فاياكي ان يضيع من بين يديكي ) ( هذا هو ارث عائلتك الذي افنيت حياتي وانا ابنيه .. لذا من واجبك كابنة بارة ان ترعيه وان ينمو ويزداد ايضا وان تحافظي عليه ) كلمات وكلمات وكلمات .. حوارات طويلة كانت تدور بينها وبين والدها يكون فحواها فقط هذا الموضوع .. حتى انها لا تتذكر اي علاقة خاصة بينها وبين والدها سوى فيما يخص هذا الموضوع .. ارثها .. ذلك الكنز الذي ظن والدها انه سيحافظ عليها بوجوده فانقلب الامر الى لعنة اصابة حياتها وروحها .. بل وحتى اصابت اختها .. يشهد ربها انها حاولت التماسك .. حاولت الهرب .. حاولت الحصول على حقوقها ومكانتها .. ولكن .. بسبب اعمال والدها وجشعه عندما تزوج ابنة عمدة قريتهم فانقلب الامر عليها ... بسبب عدم ثقته بها وثقته بمصطفى رغم كل افعاله فقط لانه ذكر وهي انثى .. لقد خسرت قبل حتى ان تكسب ميراثها .. خسرت حياتها وكيانها واسمها وحتى خسرت .. حقها بالحب .. حقها بان تكون زوجة بسيطة لتامر .. فبالتاكيد عندما يعلم حقيقتها وملفها الدسم في ذلك المصح العقلي فهو لن يقبل ابدا بان تكون زوجة له .. لقد خدعته .. ولكن .. لا يهم .. لم يعد يهمها اي شيء .. نظرة واحدة الى يدها ذكرتها بلون دمائه التي خصبتها وهو يحاول استرجاع حقوقها .. لقد كاد ان يفقد حياته بسببها .. وهي .. لم تقدم له سوى الخداع .. سو الالم .. سوى العناد الغبي .. عقد تليها عقد واجهها فيها ولم يتذمر رغم كل شيء .. فقط .. احبها .. بكل كيانه احبها .. احبها رغم انها لا تستحق هذا .. وحبه هذا كان سبب تغير كل مبادئها .. فهو وحده من اعاد لا ثقتها بنفسها .. وبالكون .. وبمن حولها .. اعاد لها ثقتها بوجود اناس طيبين .. سيقبلونها ويعاملونها بما تستحقه دون ان ينظرو الى رصيدها البنكي . دون ان يقولو لها ( قولي لنا ما تملكين نقول لكي في اي مكانة ستكونين ) .. اجل .. لقد تخلت عن كل شيئ لاجله هو .. وبسببه هو .. تخلت لتحصل على تلك الثلاث ورقات .. شهادة تثبت سلامة عقلها كنسيم .. وشهادة تؤكد عدم تعرض مصطفى او غيره لها او لعائلتها .. وشهادة تثبت نسب ابن اختها من جهة امه .. حق لقصي لن تتمكن من تقديم غيره له .. فلقد استغنت ايضا عن حقه في الميراث بما اقدمت عليه .. ولكنها واثقة بانه لن يعترض .. فهي ستربيه على ان يكون المال اخر همومه .. على ان يحصل على سعادته وحياته مهما كان الثمن .. هو بالتاكيد سيقدر ما قامت به عندما تخبره بانها كانت ستفقد روحها ونفسها وحياته هو وتامر ان ظلت متمسكة بذلك الميراث الملعون الذي لم تطل منه اي قرش .. لقد قطعت واخيرا كل القيود التي كانت تقيدها بتلك العائلة .. وبتلك القرية .. وبؤلئك البشر .. واخيرا .ز لقد انتهت ... تنهيدة عميقة طويلة اخرجتها من اعماق روحها التي تشعر بالتحرر .. واخيرا .. تتنفس بكل راحة وكان كل جبال الكون قد ازيحت عن كاهليها وصدرها .. تامر .. لقد انقلبت حياتها منذ تعرفت عليه .. كلمة واحدة منه كانت كافية لها .. لتصدق انها تستحق .. تستحق الحياة .. وطالما انه يوجد مثله فهي بخير .. حتى مع خسارتها له فهي لن تياس .. وستعيش مع قصي بكل حريتها وستتحدى فقرها وظروفها وستنتصر .. اجل ستنتصر .. فقط غصة كانت تخنقها .. غصة يزداد حجمها مع اقترابها من مسكنه .. فرغم شوقها له ولقصي الا انها تعلم ان اوان الحقيقة قد ان .. وبانها ستخبره بكل شيء ثم .. ستغادر .. بالم وضعت يدها على قلبها عل نبضاته المتقافزة تهدئ .. ذلك السكين المغروس بمنتصف صدرها والذي يمعن بالتعمق ويزيد من نزيف احزانها .. فلقد .. احبته بكل كيانها .. احبته بكل عذريتها التي لم تتعلم الحب الا على يديه .. احبته بكل اضمحلال تجربتها مع الجنس الاخر .. ضربة .. ثم اخرى .. فاخرى .. فاخرى .. كانت تضرب بقبضتها المضمومة على صدرها لتحمله على الصبر ..فكل اموال العالم التي خسرتها لن تسوى خسارة لحظة واحدة لها معه .. ياللهي .. لما تاخرت لهذه الدرجة حتى تدرك هذه الحقيقة البسيطة .. لما سمحت له ان يتوغل مع شخص قذر مثل مصطفى لاجل شيء تافه كميراثها .. تنهيدة طويلة خرجت مع اهة طويلة جذبت انتباه سائق السيارة التي تستقلها فسالها بوجل ( سيدتي .. هل انتي بخير .. هل يؤلمك شيء .. هل تحبين ان اوصلك الى المشفى )
ازدردت نسيم لعابها بصعوبة مع ازدياد اختناقها بتلك الغصة وهي تجيب ببحة ( كلا .. انا .. بخير .. فقط .. اوصلني للعنوان الذي اعطيتك اياه )
نظر بشك الى دموعها التي تغرق وجهها الشاحب وهو يعيد تساؤله بشك ( هل انت واثقة يا سيدتي .. تبدين مريضة )
حركت راسها بالرفض وهي تزيل باصابعها بعض دموعها التي لم تعلم متى غسلت صفحة وجهها وهي تؤكد ( انا بخير .. فقط .. ارجوك اسرع )
اجل .. يجب ان يسرع .. يجب ان تنتهي من هذه المهمة الاخيرة .. المهمة الصعبة .. مهمة المواجهة مع تامر .. افكار وافكار رافقتها وهي تترجل من السيارة امام المبنى الذي يسكنان فيه وعينيها تهربان من تلك البقعة التي اصيب تامر فيها .. تلك البقعة التي مثلت لها جحيم حياتها .. مراه وهو مضرج بدمائه ورجال الاسعاف يحيطون به ويحاولون الحفاظ على حياته .. ذلك اليوم الذي لن تنساه طوال عمرها المتبقي .. الى الان لم تعلم لما تبعته في ذلك اليوم .. لا تعلم حتى كيف اتبعت حدسها وقلبها المنقبض ونزلت من الشقة بحجة جلب بعض الاغراض من البقالة .. وهناك .. راته وهم يضربونه .. صرختها التي شقت ارجاء المكان وهي تطلب النجدة لفتت انظار اؤلئك الوحوش اليها .. ثم اصطدمت عيناها بنظرة الشماتة التي رمقها بها مصطفى وهو يهددها قائلاوقد اشار باصبعه الى جسد تامر الملقى وقد تضرج بدمائه ( هذا سيكون حال اي شخص يحاول الحصول على الميراث .. هل فهمتي .. لو كنتي ذكية فستستغنين عن كل شيء وتشتري حياتك وحياة من تحبين والا .. فالتالي هو قصي )
كلمات قالها بقسوة شامتة دون ان يعبا بشهقتها ونظراتها المرتعبة وهو يشير الى رجاله لينسحبو مغادرين وقد تركوها لتتعامل مع تلك الفوضى التي خلفوها وراءهم .. فوضى متمثلة بذلك المرمي على الارض دون اي اشارة على حياته .. بقوة نفضت راسها منتشلة نفسها من تلك الذكريات فهي الان بحاجة الى قوتها وتلك الذكريات .. هي .. كابوسها .. لعنتها التي لن تنساها ابدا وعقابها الذي سيلاحقها .. عقاب استحقته لانها خدعته .. على الاقل فالان ستضمن انه سيعيش حياته هانئا حتى لو بعيدا عنها .. ومع زوجة تستحقه حقا .. انقباضة وجع احرقتها مع طعم غيرتها .. كم ستكون زوجته محظوظة به .. وبعينيه الزرقاوان .. محيطها الامن والعاصف .. بخطوات متثاقلة توجهت الى المصعد ويدها ترتفع الى شفاهها .. اجل .. لقد قبلها في احد الايام .. قبلها حتى كادت ان تنسى كل الدنيا وهي بين يديه .. ياللهي كم تحبه .. بل كم تعشقه .. كم .. شهقت منها قطعت كل افكارها وهي تفتح باب الشقة لتواجه منظر لم تتوقعه ابدا .. وبصوت خرجت نبراته حادة ممتلئة بدهشتها الاستهجانية ( مالذي تفعلانه .. هل جننتما .. ياللهي تامر هل فقدت عقلك و .. انتبببه )
صرخت وهي تركض باتجاهه لتمسك بقصي قبل ان يقع من على ظهره .. من كان يتوقع حقا .. ان يحبو تامر كحصان وقد وضع قصي فوق ظهره .. ان جراحه حتى لم تكد تلتئم .. وبكل غضب الدنيا صرخت به وهي تحمل قصي محتضنة اياه ( هل انت بكامل وعيك ام انك تريد انهاء حياتك حقا .. هل انا متزوجة من طفل لا يفهم ابسط قواعد السلامة والامان و .. )
انقطعت كل كلماتها امام اعصار العواطف الذي واجهها في تلك اللحظة .. اعصار متمثل به هو .. بتامر الذي وقف بسرعة البرق دون ان يهتم بكل اشارات الالم التي اكتسحته وهو يتحرك بهذه السرعة ليضمها .. بكل شوقه .. بكل خوفه .. وبكل ما يعتمل في صدره من تناقضات هي سببها اخذ يضمها بقوة حتى ظن بانه سيحطم اضلعها واضلع قصي الذي كان يصرخ من قوة اعتصاره لهما .. ضمة تلتها ضمة اقوى بعدما ابعده قليلا وهو ينظر اليها بعدم تصديق ليتاكد بانها حقا هي من تقف امامه .. وبصرخة خرجت عالية مرتجة مبحوحة هتف ( انها .. انت حقا .. انها انت حقا .. ياللهي انها انت .. ااانننت )
صوت بكاء قصي هو الوحيد الذي اعاد له بعض تعقله ليخفف من ضغطه عليهما وهو يبعدها مرة ثانية وعيناه تلتهمان ملامحها مغمغا ( هذه بالفعل زوجتي .. هذه بالفعل نسيم الهاربة )
انزلاقة لسان تتكرر ثانية ولكن .. هذه المرة اسمعت صداها بينهما .. اسم ما ان قاله حتى ادرك خطأه مع اظلامة عينيها وهي تنقل نظراتها بينه وبين قصي الذي كان مرتميا باحضانها .. اسم حاول تجاهله وهو يظهر لهفته بتساؤله وعيناه تمسحان ملامحها باشتياق ( هل انت حقا هنا بخير .. اين كنت .. ومالذي حدث تحديدا .. وهل حقا كنت عند مصطفى .. وكيف تركك ترحلين هكذا بسهولة .. هل اذاكي .. لقد جن جنوني عندما علمت انهم اطلقو سراحه منذ يومين تقريبا بعد ان تلاعب بالادلة التي قدمتها على تورطه .. مابك صامتة .. اجيبيني )
عندها انفجرت نسيم بشكل فجائي وهي تنتفض مبعدة نفسها عنه ( وهل تركت لي اي مجال للحديث وانت تغرقني بكل هذه الاسئلة وكانك في سباق مرثوني )
شهق تامر وهو يشير الى صدره ( هل تلوميني على قلقي عليكي وسؤالي عنك )
مطت شفتيها بغيظ مجيبة ( وهل لومتك .. ثم هل طلبت منك اساسا ان تقلق علي .. لقد اتصلت عليك وطمانتك .. هل تظن اني بهيمة ضعيفة ياكلها اي حيوان )
لوح تامر بيديه بانصعاق مغمغا ( بهيمة ياكلها اي حيوان ؟؟ ياللهي !! ماهذه الالفاظ !!هل حقا انت مستوعبة لكلماتك و..)
انفجرت فيه مقاطعة وهي تضربه بلا سيطرة بقبضتها الصغيرة على كتفه ( هذه انا وهذه الفاظي .. هل طلبت منك يوما ان تعجبك اصلا .. ربما كان من الافضل لك لو تركتني لمصطفى .. ثم اساسا لا تقلق .. ساخلصك منها ومني قريبا و )
جملة واحدة نطقتها غيرت كل مشاعره من النقيض الى النقيض .. ومن قمة الغضب الى قمة الاحتراق وهو يقترب منها جاذبا قصي المتشبث بها وهو ينقل انظاره بينهما باستغراب ليضعه على الارض مستغلا دهشتها قبل اعتداله امامها ثم انحنائه نحوها مقلصا بذلك فارق الطول بينهما وقد ارتفعت يده لترفع وجهها نحوه قبل ان يلتحم بشفتيه مع ثغرها .. قبلة طال انتظاره لها .. قبلة اراد فيها ان يتاكد من وجودها .. بانها بخير واخيرا .. بانها تقف امامه .. اراد ان يؤكد لنفسه قبل الجميع بانها ملكه .. بانها زوجته رغم كل شيء .. حتى وهو يعلم بان عقد زواجه ليس صحيحا الا انه ليس مقتنع .. فنسيم له .. نسيم زوجته هو .. حبيبته هو .. انها من يفديها باغلى ما يملك .. بروحه وحياته .. قبلة طالت وطالت خصوصا وقد ذابت هي بدورها مع كل ثانية تمر بينهما .. قبلة كانت بطعم السكر وبنقاء الشهد فكيف بامكانها ان تقاومها وهي التي تتوق شوقا اليها .. كانت تعلم بانه لا يجب عليها ان تخضع لسلطة قلبها .. خصوصا وقد نطق لسانه بحقيقة كينونتها .. ولكن .. اين عقلها الان وقد طرده فؤادها ومنحه اجازة فورية كاملة .. هل من الخطأ ان تنعم بلحظة قرب واحدة قبل ذلك الفراق الذي سيكتب اسطره بينهما .. شعور بلذة تضاعف مع لمسة يده التملكية على وجنتها وهو يتعمق اكثر واكثر واكثر حتى افقدها كل تحكم باي خلية من خلاياها وجسدها يتحول كالهلام بين يديه الشغوفتين .. يجب ان يتوقف هذا الجنون قبل ان يصلا الى نقطة لا رجعة فيها .. حقيقة بدأت تنير القليل المتبقي من اثار عقلها .. حقيقة بدأت بالتجسد بالفعل بينهما وكانه سمع افكارها ووضعها قيد التنفيذ وهو يبتعد عنها قليلا .. وبنيران نفث حمم كلماته الولهى ( لا تقولي هذا مرة اخرى .. لا تقولي انك ستتركيني مرة اخرى .. فانت .. مكانك معي )
صدى لحروف غابت عن تفكيرها لوهلة وقد تاهت عن معاني كلماته قبل ان تستوعب حقيقة تصرفه .. لقد قبلها كردة فعل على تهديدها .. وبنبرة اخشوشنت من ثقل مشاعرها همست ( م .. مالذي تحاول اثباته .. من تصرفك هذا .. هل .. هل تحاول اظهار .. سطوتك العاطفية علي )
صرخة محبطة خرجت من اعماقه وهو يعتصر كتفيها بقبضتيه اللتان تموضعتا عليهما ( هل هذا تفسيرك حقا لما جرى بيننا .. هل تعشقين افساد اي لحظة جميلة بيننا .. اتعلمين .. معك حق .. انا مخطئ ولا يجوز لي الاقتراب منك .. هل ارتحت الان )
ارادت ان تجيبه بقصف حاد ولكن .. كلمة لمعت برأسها فارسخت قناعتها .. وببطء تراجعت قليلا وغصة خانقة تتضخم بصدرها وعيناها تخاطبان عيناه ببحث واثق خائب وهي تقول باقرار ( لقد كنت تعرف .. اليس كذلك .. كنت تعرف انني نسيم ولست .. تسنيم ؟)
سؤال بالكاد نطقته وقد ابتدأ عقلها بترجمة غموض تصرفاته معها .. تهوره في الحوار مع مصطفى وقد تاكد من ادارة دفته ليشمل جرائمه ضد نسيم .. حقيقة عدم اقترابه منها رغم لهفته السابقة في بداية زواجهما .. بعض تعليقاته التي كان يلقيها امامها وهو في المشفى والتي كان يرجوها فيها بطريقة غير مباشرة ان تثق به وتفضي بمكنونات اسرارها له .. مناداته لها باسم نسيم قبل لحظات وتاكيده على عدم جواز اي تعمق في علاقتهما .. قطع ما ان نسجت حتى كونت امامها صورة كاملة عادت لتنطقها بتاكيد وهي تبتعد اكثر عنه مستغلة ارتخاء يديه عنها وهروب عينيه نحو الارض ( انت .. تعلم .. انني نسيم )
تساؤل مثل امامه مفترق طريق .. فاما سيندم لو اعترف بالحقيقة .. او انه سيندم لو انه نفاها .. ولكن .. اي الندمين ستكون عواقبه اخف وطأة عليه يا ترى .. ندم الاقرار .. ام ندم الانكار ؟

يتبع 2






التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 24-08-19 الساعة 05:29 PM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-19, 04:16 PM   #539

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان انثى الفصل 16



صرخة عنفوان انثى
الفصل 16
2



ترى .. اي العواقب اخف وطأة .. عواقب ندم اقرارها .. ام عواقب ندم انكارها ؟
تساؤل لمع براس اسيل بنفس ذات اللحظة التي شهدت فيها انهيار ادهم امامها .. انهيار فاجأها فهي لم تعتده من صاحب السلطة العليا برباطة الجأش .. فلطالما كان ادهم بالنسبة لها ايقونة الثبات التي تستند عليها .. والان ماذا .. هل ستواجه الامر هذه المرة بشكل صحيح ام انها ستندم .. ترى ما هو الامر الاسهل .. ان تشعر بندم اقرارها بحقيقة ياسها من الحياة ام ان تشعر بندم انكارها لحقيقة وضعها الصحي وتهورها الدائم في اتخاذ قراراتها المصيرية .. عادت كلمات ادهم اليائسة الهلعة لتنتشلها من لجة حيرتها ( فقط اخبريني .. هل .. هل وضعك الصحي .. بهذا .. السو ... ء .. هل .. عاد .. ذلك .. الشيء )
لم يكن بامكانه نطق حتى اسم مرضها .. فبمجرد وروده على ذهنه كان قد استحضر صور اؤلئك الاشخاص .. من راهم وتعرف عليهم في ذلك المشفى عندما ذهب للتعرف اكثر على ذلك المرض .. عله يتمكن من الوصول الى حقيقة اسيل الكامنة في نفسيتها .. اناس تعالجو طويلا منه دون فائدة .. واناس فقدو صحتهم بالكامل في معاركهم المستمرة معه .. واناس ظنو انهم انهم قد شفو ليتفاجئو بهجوم اخر في مناطق اخرى .. اطفال .. شباب .. شيوخ .. نساء .. ورجال .. ومن كل الفئات .. الفقير منهم والغني .. فلا فرق امام المرض .. لا فرق امام السرطان .. عادت نظراته لترمقها بتمعن محاولا فهم كلماتها قدر استطاعته وتقيم مدى سوء وضعها خصوصا مع صمتها الذي كانت تتمسك به الى الان .. وبتساءل بصعوبة نطقه همس ( هل .. الامر .. بهذه الخطورة يا .. اسيل )
ازدردت اسيل لعابها وما يحدث امامها يقبض روحها قبل قلبها المتقافز وجعا على ادهم .. وبنبرة تشربت حيرتها والمها غمغمت ( ارايت مالذي اعنيه . مالفائدة من تعلق شخص بك وحياتك دوما ستكون تحت طائلة الخطر )
لوهلة لم يفهم ما تقوله .. لوهلة تشوشت كل الافكار والخواطر براسه خصوصا مع اتمامها لجملتها وهي تقترب منه وتنحني نحوه لتصبح بمجال رؤيته قبل احتضانها لكفيه ( الا يكفيني عبئ خوفك علي .. الا يكفيني قلقي الذي اعاني منه كل يوم وانا اتصور حالك مع عودة المرض لي .. مراد جعلني اتغلب على فكرة خوفي من الموت واحببت معه الحياة .. ولكني .. الى الان .. لم اتمكن من تجاوز .. احاسيس من حولي فيما يخص مرضي .. لقد عايشت معاناة علي وسما في الفترة السابقة عندما كنت مريضة ومحاولتهم الدائمة الظهور بمظر متفائل مشرق امامي كي لا اتضايق و .. )
قاطعتها انتفاضته المفاجئة وهو يعتدل بوقفته مبتعدا عنها وقد نفض يديه من بين يديها قبل انفجاره بكل غضب ودهشة واستهجان العالم ( هل انت عاقلة .. هل تعين ما قد فعلته بي للتو .. هل تتشائمين امامي وتحاولين اظهار حالتي اذا حدث لك شي ؟؟ هل .. ياللهي .. الهذه الدرجة انت حمقاء وقاسية و .. تكرهيني ؟؟ )
انتفضت اسيل بدورها مدافعة عن نفسها وهي تقترب منه ( اكررهك ؟؟ .. هل هذا ما فسرت عليه كلامي .. هل تعتقد اني قد تعمدت الايحاء لك بان موتي وشيك .. ماذنبي ان كان تفكيرك هو من انحرف الى هذه الزواية بشكل تلقائي .. ربما لان عقلك اللاواعي يدرك الحقيقة المرة .. يدرك باني ساموت باي لحظة )
ارتجف ادهم وكان صاعقة كهربائية اصابت جسده وهو يصرخ ( وهل اصبحتي ايضا تحددين موعد موتك ؟؟ الا تعلمين باني من الممكن ان اموت قبلك بكثير ؟؟ بل ربما اخرج من هذه الحجرة لاسقط صريعا ؟؟ فهل هناك اي ضمان لديك يحدد ان عمري سيكون اطول من عمرك وباني ساحزن على فراقك ؟؟ هلللل جنننتتتييي )
كلماته تخللت بداخل روحها لتتركها مرتجفة مرتعشة وفكرة فقدانه تطرق ابواب قلبها لتتركه متقافز بجنون وهي تدمع ولسانها يردد بشكل هستيري ( فليحفظك الله .. فليحفظك الله .. فليجعل يومي قبل يومك .. ارجوك .. لا تقل هذا )
كانت خطواتها المترنحة تقترب منه اكثر واكثر ولكنه اخذ بدوره يتراجع وهو يلوح بيده بجنون لحظي هاتفا ( بل ساقول .. عل كلماتي توقظك من غيبوبة شفقتك على نفسك .. لماذا .. لماذا تصرين على افساد كل شيء جميل بيننا .. لماذا تتمسكين بامور هي فقط بيد الله عز وجل .. هل تعتقدين انك الوحيدة المريضة بهذا المرض .. هل .. ياللهي .. مالذي اقوله انا .. يبدو انه لا فائدة .. فقط .. لا فائدة )
كان يردد كلماته بخيبة امل تكونت كغصة خنقت عبراته وانفاسه وشلت تفكيره وحركاته .. ياس قاتل طعنه بمنتصف صدره طعنة نجلاء .. وتنهيدة مبحوحة مع اه طويلة خرجت من اعماقه كصرخة وجع تحرك بترنح على اثرها وهو ينوي المغادرة من امامها .. يدها التي تشبثت بذراعه اوقفت تقدمه فالتفت اليها وهو ينوي ن يرجوها ان تتركه ولكن .. عيناها الباكيتين وشهقاتها القصيرة ومظهرها البائس اذهب كل قراراته ليجد يده ترتفع وتجذبها نحوه وهو يضمها باحتواء متملك مغمغا ( مالذي تفعلينه بي .. فقط .. مالذي تفعلينه بي .. مالذي تريدينه مني .. لقد احترت معك فما عدت قادرا على ايجاد طريقة واحدة صحيحة يمكنني فيها التعامل معك بشكل صحيح .. فقط .. اخبريني .. مالذي تنتظرينه مني بعد كل شيء حدث حتى الان )
ابعدها عنه قليلا لينظر الى عينيها بتعمق محاولا سبر اغوارهما .. كانت تحتاج اليه حقا .. كانت تتخبط بكل ما مر بها .. كانت تبحث عن بر الامان وشاطئ الحنان بين احضانه .. عن الانتماء .. عن التملك .. كانت تحتاجه بقوتها قبل ضعفها .. وبحماقتها قبل تفكيرها .. وبتهورها قبل تانيها .. كانت تبحث عن انعكاسة نفسها في مراة عيناه هو .. تبحث عن من يفهم اعماقها ومخاوفها وياخذ بيدها الى شاطئ الاستقرار والسعادة .. انها هي من احبها .. حتى مع جنونها هذا فليس امامه سوى خيار تقبل اعمق مخاوفها .. كي ينجح .. وبتساؤل همس ( الا تريدين ان تكوني ام ..ان تعتني باطفال يحتاجونك.. )
وعندما ارادت ان تجيب قطع كلماتها باصبعه الذي وضعه على فمها ليصمتها وهو يحرك راسه رافضا ما ستقوله وقد اخذ يتم ما كان يقوله ليصل معها للهدف الجوهري من حواره معها ( لا تتكلمي عن الموت او عن الفقدان فكلانا متفق ان هذه الامور بيد الله فلا تستبقي الاقدار فهذا كفر .. ما اسالك عليه الان هو مشاعرك .. احاسيسك كانثى .. تتوق للامومة .. الست مستعدة لها .. الا تريدينها .. انها طفلة وحيدة ... وحيدة تماما في هذه الحياة .. لا احد لها سوى .. الله .. فما .. رايك )
كانت تريد ان ترفض .. تريد ان تبتعد عن كل ما يجعل لحياتها طعما ستفتقده لو مرضت مرة اخرى .. ولكن .. هاتف صغير اخذ يستصرخ بداخلها .. ماذا لو ؟؟ ماذا لو كانت هذه الفتاة هي بوابتها وقدرها ونصيبها في هذه الحياة .. ماذا ان كانت سبب صمودها ومقاومتها لكل ما يحدث لها .. كلتاهما وحيدتين .. كلتاهما يحتاجان العائلة التي تحتويهما .. لحظات سعيدة يعيشانها لتكونا كزاد يعينهما على مواجهة امتحانات هذه الحياة .. ان تصبح ام .. ام لطفل يخصها .. بنبرة مرتعشة صاغت ما يعتمل بداخل كيانها من فوضى احاسيس وبحروف نطقتها بصعوبة ( ااا ممم .. ان اصبح اام .. ياللهي .. ياللهي .. هل .. هل حقا .. من الممكن .. ان اصبح ام )
ابتسامة اخذت تتسع على وجهه وكفيه يحتضنان وجهها بحنان دافق وهو يومئ براسه موافقا دون ان يتمكن من قول اي كلمة وهو يغرق في عسل عينيها المتضارب .. شهقة مصعوقة متداركة خرجت مع تلاحق انفاسها القصيرة وهي تعيد صياغة سؤالها مشيرة بيدها على صدرها ( هل .. حقا .. ساكون ام .. ا.. افلا .. اظلمها .. بهذا و )
اعاد وضع اصبعه على شفتيها لتصمت وهو يجيبها ( كلا .. بل ربما ساقك الله لها لتكونين عائلتها .. فهل تقبلين وجودها معنا ياترى .. اسيل .. فكري جيدا يا حبيبتي .. فمرضك لا يعد عائق بل هو حافز لك لتعيشي بكل قوتك وتتمسكي .. الم تكن هذه فلسفتك .. ثم .. بالنسبة لي .. فان اعيش لحظة معك خير من ان اعيش مئة عام دونك .. فكل هذه هي بحور من ذكريات نستخدمها كمداد نخط فيه اسطر ايامنا .. فما رايك ؟؟ )
عادت انفاسها المتسارعة ترتفع مع صوته المتهدج والمختلط بدموعها وهي ترفع يديها الى كتفيه هامسة ببحة ( ما رأأأي .. هل حقا تسالني .. بالتاكيد.. بالتاكيد .. فهل .. هل ستقبلنا انت .. كلتانا .. في .. عالمك )
حرك راسه بغيظ وهو يقرص وجنتها هاتفا بغضب خالط حنانه وعشقه ( وهل عندك شك يا مجنونة .. فانا من عرض عليك الامر في البدء .. وايااااك .. ايااااكي ان تقولي بانه لا يتوجب علي تحملك مع .. ابنتك ياسمين )
ضربت على صدرها وهي تلتقط انفاسها بصعوبة مغمغمة بعدم تصديق ( ا .. ابنتي .. ياللهي .. ما اجملها من كلمة .. ا.. ابنتي و .. احححححبببك )
ضمته بشكل فجائي وبقوة صدمته وهي تنهال على وجهه بقبلاتها العشوائية الفوضوية .. قبلات اراد الصمود امامها ولكنها تمادت بلمسات يديها المحتاجة اليه .. وباعترافها المتكرر له بالعشق والحب والوله .. وبنظراتها المتلهفة والمتوسلة اليه .. نظرات ارادت فيها ان تعيد مد كل جسورهما المحطمة .. نظرات افقدته تماسكه وهو يضمها بقوة وتملك ويداه تؤكدان لها تلك الحقيقة الوحيدة المتبقية بينهما .. تلك الحقيقة التي كانت تحاول اقرارها بحركانها العشوائية والتي كان يعلم مغزاها ويعلم بان ما سيقومان به ليس صحيحا بالكامل ولكن .. انها زوجته .. انها تريد اثبات هذا له . تريد ان تنهي فراقهما .. تريد منحه موافقتها .. منحه شهادة نجاحه واخيرا بفرصته الثانية .. ومن هو ليرفضها .. من هو ليرفض يدها التي تمدها له ليعيدا كتبة فصول حياتهما المشتركة .. افلا يكفي حماقته السابقة التي جعلته يخطئ بحقها كثيرا وهو يبخس تلك اللحظات التي قضاها معها .. وبنظرة تاكيدة همس لها وهو يتعمق بنظرته في غابة عينيها ( اسيل .. هل .. هذا .. هو .. خط النهاية لنا .. ام .. انه هدية شكر .. فقط )
بانوثة احرقته رفعت راسها ببطء لتقبل ثغره بكل نعومتها وهي تهمس امام شفتيه ( لو قدمت لك نفسي وعمري وروحي وحبي وكياني فلن اوفيك حقك علي .. انها النهاية يا حبيبي .. فلا حياة لي دونك .. بعد الان )
اجل .. لا حياة لها بعده .. هذا الفارس الذي على قدر ايذائه لها على قدر عشقه وحبه الذي يداوي فيه كل جنونها وكل تلك الندوب التي خلفتها قسوة الزمان معها .. انها له .. انها زوجته .. انها من حقه .. كل رفضها .. كل خوفها .. كل تلك اللحظات السوداء التي كانت بينهما .. كل هذا قد ازاله هو بما قدمه لها .. بصبره عليها .. باحتماله لهفواتها .. حتى في عملها .. كان سندها .. عمل ستتناقش فيه معه لتؤكد على حقيقة واحدة .. هي استقالت من البرنامج الخاص فيها .. وستكتفي بادارة القناة لكي لا تخذل سما .. اما هو .. فسيحتل منصبه مرة اخرى عندما يجد نفسه قادرا على ذلك ..فلن تضع اي شخص مكانه لان ادارة القناة .. قد خلقت له ..افكار تطايرت واختفت بعدها في خضم ذلك العشق الذي اخذا يتبادلانه سويا .. عشق طال وطال ليعوض فراقهما الذي اتعبهما كثيرا .. ليلة ارادت فيهما منحه كل عواطفها لتستقبل في صحراء قلبها القاحلة مياه غرامه التي روتها ومن ثم تركتها عطشى للمزيد والمزيد منه .. لقد انتهى .. لقد اصبحت تدرك جيدا اين هي مرساتها ..واين هو موطنها .. انه ادهم .. ادهم وعائلته وعائلتها الجديدة .
لم يتخيل يوما ان يفقد نفسه بهذه الطريقة المجنونة معها ولكنها اسيل .. حبيبته الحمقاء المجنونة .. تنهيدة راحة اطلقها وعيناه تعودان لتلك المراة التي تتكور بين احضانه بتعب مسترخية بين ذراعيه وكانها في مكانها الصحيح .. واخيرا وصلا الى النهاية .. واخيرا تمكنا من تجاوز تلك المشاكل وايجاد ارضية ثابتة للتعامل بينهما .. لقد تخطيا خلافهما .. وبالتاكيد سيتخطيا خلافاتهما القادمة .. طالما ادركا حقيقة انتمائهما اللامتناهية لبعضهما .. بشرود اخذت يده تتحرك على طول ذراعها العاري بلمسات هائمة وهو يفكر .. هل حقا انتهى كل سوء التفاهم بينهما .. تساؤل انقطعت اجابته مع كلمات اسيل التي قالتها بنبرة هانئة سعيدة عميقة ( لم اتخيل يوما باني ساتمكن من تحمل لمساتك لي مرة اخرى .. فبعد تلك الليلة التي شعرت بها بانكسار انوثتي على مذبح رفضك .. ومع ذلك دوما ما كان المستحيل معك تحدي تحطمه .. ورهان تفوز به .. فكما جعلتني اتزوجك رغم رفضي السابق للزواج .. وكما جعلتني اتقبل خطئي رغم جلدي الدائم لذاتي .. وكما غرست بداخلي معنى الانوثة الذي غاب عني بمرضي .. ونجحت ايضا بايقاظ امومتي بطفلة الياسمين .. هاانت تمتلك روحي .. و قلبي و عقلي و عشقي .. ) وصمتت وهي تشير الى صدرها هامسة بوله ( ها انت تمتلكني كلي .. فهل ستقبل بي يا زوجي )
نظر اليها بعيون ملتمعة بدموعه المحجوزة وهو يعتصر كتفيها ضاما اياها بقوة المتها فغمغمت بمشاكسة ونبراتها مختنقة بصدره ( هههييي .. ايها المتحدي الشرس .. لصمتك هذا ثمن ستدفعه غاليا .. لقد اضعت فرصتك والان ساطالبك بالكثير من الامور )
وابعدت نفسها عنه بالقوة وهي ترفع يدها معددة على اصابعها ( ساطالبك بفرح جديد .. وبمهر جديد .. وبشبكة جديدة .. و بشهر عسل جديد و ... )
لم تكمل كلامها وهو يقاطعها بمداعبة غامزة موحية ( وليلة دخول جديدة ايضا .. غير هذه طبعا )
شهقت معترضة وهي تحاول دفع نفسها بعيدا عنه وقد اصطبغ وجهها بلون الدم المتدفق حرجا ولكنه احتوى ثورتها بضمته الشغوفة وقد التحم بثغرها بقبلة نارية اودعها فيها حرائق روحه الفرحة وقلبه المتقافز بسعادة مزغردة .. سعادة تمنت اسيل دوامها .. سعادة ظل قلبها يشعر ببعض القلق بسببها .. ترى .. هل ستقبل عائلته قراره كما قبله هو .. والدته .. ابنه .. ابنته .. هل سيقبلون ياسمين .. ام ان ادهم سيعود ليكون بين كفتي الميزان .. بينها وبين عائلته .. ترى .. هل سيندم يوما على قراره هذا .. هل سيحتمل عواقب ندم قراره على اقرار حقها بالامومة .. ام سيندم على عواقب قراره بالتحمل والصبر واتمام حياته معها دون انكار حقها بالحياة الكاملة معه كأم وكجزء من العائلة .. جواب سيخبأه القدر بين طياته ولكنها ستعمل على الا يندم يوما .. لانه اختارها .. واختار حقها بالامومة ايضا .. ستعمل بكل قدرتها وطاقتها وطموحها لتنجح في بناء ما فشلت به في السابق .. دون ان يساور احدهما اي ندم .
يتبع 3



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-19, 04:23 PM   #540

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان انثى الفصل 16



صرخة عنفوان انثى
الفصل 16
3
ترى .. اي العواقب اخف وطأة .. عواقب ندم اقرارها .. ام عواقب ندم انكارها .. هل ستندم ان لبت نداء سراج ام ستندم ان امتنعت عنه .. هل ستعاني من عواقب ندم اقرارها باحقية وجودها بجانبه كونها ام ابنه وزوجته السابقة .. ام ستعاني اكثر مع نفسها وانكارها لاهمية تلبيتها لهكذا نداء في تلك اللحظات التي يحتاجها فيها الرجل الاوحد الذي تهتم لامره .. تساؤلات وتساؤلات اخذت تعصف بذهن سما وهي في طريقها الى المطار لكي تستقل اول رحلة متوجهة الى المانيا مع ابنها .. انقباضة صدر رافقتها منذ اللحظة التي اعلنت فيها عن ضرورة مغادرتها وعن فحوى مكالمتها مع سراج لعلي الذي لازال يرقد في المشفى .. نظرته الغامضة المنكسرة اوجعتها وكلماته الهادئة المترافقة مع ابتسامته المتداركة بدت وكانها صفعات تضربها باعماق روحها ..( بالتاكيد يجب ان تكوني هناك .. فسراج يحتاجك الان .. وفي النهاية .. انت ام ابنه الاكبر وزوجته وحبيبته الاولى التي يتوسم فيها كل خير .. بالنسبة لي سانتظرك هنا ريثما تنهي مهامك .. وان احتجت لاي شيء يمكنك طلبه في اي وقت مني )
كلمات عادية متفهمة ولكن .. مجرد سماعها من فمه ضرب اوتار عشقها له .. لما يجب ان تتركه وهو الذي كان دائم بجانبها .. ومنذ متى راعى سراج ظروفها ووقف معها لتقف الان معه .. حتى ابنه عماد بدا متذمرا غاضبا عندما اخبرته عن ضرورة ذهابهما الى والده .. وما ذنب الطفل ان لم يشعر بالحزن على فراق امراة تمثلت في ذهنه على انها سارقة تتمتع بحق امه بالعيش مع والده .. والان .. ترى مالذي سيحدث .. هي واثقة بان سراج سيعتبر عودتهما الى بعضهما امر تلقائي طبيعي لمصلحة اولادهما .. حتى باتصاله بها فهو عنى هذا المعنى .. فهل ياترى هي قادرة على خوض هذه المغامرة الان .. ان مجرد تفكيرها بالامر يثير غثيانها ونفورها .. ولكن .. عماد .. الن يلومها يوما على عدم اختيارها لوالده .. سؤال بدا كحبل مشنقة يلتف حول رقبتها .. وبنبرة حاولت جعلها هادئة مطمئنة سالت ابنها وهي تلتف اليه ( عماد .. هل ستحب العيش مع والدك بشكل دائم .. انت تعلم بان اختك صوفيا الان ستحتاج وجودنا بجانبها لنعوضها فقدانها لامها )
لم تحاول وضع اي مقارنة في تساؤلها له .. فهي لن تجعل من علي اختيار قد تراجحه مع سراج فهو لا يستحق هذا منها .. انه اسمى بكثير من مجرد مقارنته مع اي رجل اخر .. ثم ان ابنها لن يختار والده ان وجد علي في اي معادلة معه .. حقيقة ظهرت في عيني ابنها الذي نظر نحوها بادراك عميق قبل اجابته بكل ذكاء ( ابي .. لم يكن موجودا يوما عندما احتجناه انا وانتي .. لقد خرج من حياتنا في وقت مبكر جدا بعد ان اتخذ قراره .. لذا .. لا تحاولي الان ارجاعه اليها يا امي .. ففي صورتنا العائلية لا ارى سواكي وبجانبك عمي علي .. )
ثم صمت وهو يتنهد بطفولة قبل اتمامه ( اما عن اختي .. فانا متاكد بانها لن تفتقدنا لانها اصلا لم تعتد يوما على وجودنا لذا .. لا تحملينا عبئ اختيارات ابي السابقة )
كلام صعق سما لاحتوائه على حكم تفوق عمر ابنها بكثير .. حكم ودروس هي نتاج كل ما تعرضا له من عذاب جعل تفكيره بهذا العمق والتروي .. ابنها رتب اولوياته منذ زمن .. وهذا الترتيب بالتاكيد لا يحوي والده الذي استغنى عنه سابقا .. حسنا .. ما قاله حقيقي .. وما سيحدث الان هو نتاج انانية اختيارات سراج الذي لم يحاول يوما احتواءهما بل كانت جل افعاله منصبة على تحقيق مصالحه .. وبالتاكيد هي لا تقصد اخلاصه لزوجته التي منحته كل شيء ولكن .. على الاقل .. اهتمامه بابنه الذي دوما ما شعر بالغربة وهو معه .. شعور بالدفء امتد اليها مع احتضان كف ابنها لقبضتيها المحكمتي الاغلاق والمتموضعتين فوق قدميها وتسلل يده الاخرى الى وجهها لتزيل اثار دمعة وحيدة منسكبة على وجنتها .. دمعة هي الاشارة الاخيرة منها على انقطاع اخر الاواصر بينها وبين سراج .. وبضحكة متهدجة اعلنت للسائق وعينيها تتسمران امام عيني ابنها لتستمد منهما الشجاعة والقوة ( ارجوك .. عد بنا الى المشفى .. لقد اجلت السفر )
قرار اطلقته واتبعته بعدة قرارات اخرى تمثلت باتصالها بسراج كي توضح له حقيقة موقفها .. حقيقة يجب ان يدركها جيدا فهي لم تعد ملكه ابدا .. انها الان ببساطة .. زوجة علي الحقيقية .
شرود غريب اصابه مع احساس كامل بالفراغ تركه مسترخيا بمجلسه على الكرسي الموضوع بشرفة حجرته في المشفى الخاص الذي اصرت سما في السابق على انتقاله اليه ليتلقى افضل الخدمات الطبية فيه .. عيناه المغلقتين عن كل الدنيا من حوله عاندتاه وابتا ان يقوما بدورهما وقد اصرا على تمردهما واصرارهما على الانغلاق لتمنعاه حتى من متعة النظر الى سماء وارض موطنه الممتد امامه .. اي متعة من الممكن ان يحصل عليها وهو يستشعر كل هذا الخواء .. بعيدا عنها .. احساس يصيب المرء عندما يصل الى مرحلة يظن فيها انه وصل الى الجنة ثم يكتشف انها مجرد سراب منسوج في صحراء قاحلة هو تائه بها .. هل انتهى حقا كل شيء .. بهذه البساطة .. هل انتهت قصة حبه .. هكذا دون حتى احقية للدفاع عنها .. وكيف يدافع عن امر هو مقتنع فيه .. سراج رغم كل افعاله السيئة الا انه يبقى والد عماد .. وهو اكثر من يعرف فائدة العائلة واهميتها .. هو من فقد عائلته فاحترق بغيابهم .. والان .. ماذا .. هل سيبقى في خانة الصديق قط لسما .. هل سيتمكن من واد عشقه لها والاستمرار .. ان يراها زوجة لغيره .. حرقة استطعمها كالعلقم في حلقه .. كيف هي احتملت هذا الوضع .. عندما كان خاطبا لمرام .. كيف تمكنت من رؤيته وهو يمارس حقوقه كرجل من حق امراة اخرى .. كم كان قاسيا .. يبدو ان الله يذيقه من نفس الكأس .. فهو .. لن يتمكن من الابتعاد عنها .. لن يتمكن من الهروب .. فحياته دونها لا طعم لها .. تنهيدة خرجت حارقة من اعمق اعماقه .. تنهيدة سمع صداها من خلفه مع كلمات هامسة بدت له كسمفونية مياه عذبة ( الهذه الدرجة انت موجوع .. اذن .. لما لم تعترض )
لوهلة ظن بانه يحلم .. بان خياله قد صور له الامر .. بارتجاف خائف فتح عيناه ليتاكد .. صورتها فقط كانت بالنسبة له كالترياق الذي ايقظ كافة حواسه وخلاياه .. صورتها المترافقة مع ابتسامتها العاشقة .. وبصوت لم يتعرف عليه همس ( وهل اعترضتي انتي عندما قمت بنفس الامر .. عندما اخبرتك عن حقي بالزواج من غيرك )
رفعت سما حاجبيها وبقايا الم عاد ليستيقظ في اعماقها وهي تجيب ( كنت دوما اريد الصراخ فيك لتراني .. ولكن .. في نفس الوقت .. اردت ان تدرك الامر بنفسك .. والا .. فما فائدة حب تطلبه بنفسك ؟؟ )
رفرف علي بجفنيه محاولا التاكد من كونها حقيقة وجسده يخرج عن سيطرة عقله وهو يستجيب لنداء قلبه .. ببطء وقف وعيناه لا تبارحانها خوفا من اختفائها .. وبهمسة متعذبة سالها ( الن .. تذهبي ؟؟؟ ولكن .. عماد ؟؟ )
اسم اختصر كل ما يود قوله وعيناه تبثانها كل الرسائل .. اسم جعله يعود لهمسته المتفهمة ( ان .. كنت خائفة علي .. فانا هنا ..وساكون دوما هنا .. لاجلك .. ومعك .. وفي انتظارك )
اقتربت منه ببطء وعيناه تنهلان من ملامحه .. وبيد ارتجفت باشواقها وهي تمتد لتلمس وجنته بعشق وهي تجيبه ( عماد .. رتب اولوياته .. وانت .. فقط انت .. على قائمتها .. يبدو .. ان الابن .. سر امه .. ومثيلها )
لا يمكنه التصديق .. هل حقا سرابه سيعود للتحول الى جنة حقيقية .. جنة يتذوق فيها طعم السعادة للمرة الاولى منذ زمن بعيد .. جنة ترويه بعذب ميائها المترقرقة على هيئة دموع منسكبة على وجنتيها .. ليكن ما يكون .. ليكن انانيا بعشقه لها فهو لن يعيدها مرة اخرى لاي شخص .. لن يسمح بخروجها مرة اخرى .. قلبه المسكين لن يحتمل صدمة فقدانها مرة اخرى .. وبهمسة تاكيديه نهائية تساءل ( هل .. هل انت واثقة .. بان هذا ما تريدينه .. هل .. انت واثقة .. بانني الان .. على راس قائمتيكما .. انت وعماد )
اجابة تمثلت بمسة من شفاهها لوجنته بجراة .. مسة التقطت فيها بثغرها تلك الدمعة اليتيمة التي نزلت من عينه دون ان ينتبه لها .. مسة اضاعته واغرقته واحرقته وغيرت كل قوانينه .. لم يتوقع بحياته كلها ان يتجاوز كل المحاذير والقوانين والمبادئ والاخلاق التي تربى عليها وينسى نفسه بهذه الطريقة .. لم يتخيل ابدا بانه من النوع الذي تغيبه العواطف وتسيطر على تعقله وحركاته .. ولكنها هي .. هي فقط من تخترق كل نواميسه وتزلزل ثوابت كينونته .. هي وحدها من تتغلغل بداخله لتوصله الى حد الجنون .. انها هي فقط من تفهمه لدرجة يستشعر فيها بانهما شخص واحد .. روح واحدة .. كيان واحد .. قلب ينبض بآه الشوق ليرد عليها قلب الاخر بتمتمة العشق .. بهذا الجنون غمرها .. وبهذا التوهان ضمها .. وببراكين العالم فجر طوفان احاسيسه بقبلته التي اغرق فيها شفاهها بحمم نيرانه المعبرة عن هيامه .. قبلة دمغ فيها ملكيته على ثغرها ليتذوق لذة اسكرته فادمنها .. لذة ظل ينهل من عذوبتها ليزداد عطشه اليها دون ارتواء .. انها له .. انها ملكه .. انها حبيبته .. انها .. سما .. لم يعلم كم مر عليه من ثواني تطايرت لتغدو دقائق وهو يتعمق ويتعمق بالحاح مطالب وروحه تئن من قيود غرامها المتقد .. لم يستطع ان يبتعد رغم كل اجرسة الانذار التي اطلقها عقله كي لا يفقد كامل سيطرته على نفسه .. كم هي حلوة .. كم هي مطواعة .. شغوفة .. جسورة .. لذيذة .. مثيرة مغرية .. انها انثى تجمع الحسن من الفه الى يائه بكل ابجديات وحروف لغات العالم .. كان يحتاج لقوة الكون كي يتمكن من تركها .. كان يحتاج الى تذوق طعم دموعها المالحة ليبتعد وهو يشهق ملبيا طلبات رئتيه للهواء .. دموع اخفتها بين طيات ملابسه وهي تخفي وجهها في تجويف رقبته بخجل تلعثمت له حروفها المعترضة المرتجفة (ع .. علي .. ل .. لا .. يصح .. هذا )
بحرقة ثائرة اجابها معترضا بتناقض مع استسلامه الفوري لرغبتها ( علي ضاع بسببك يا امراة .. وان كنت تريدين الاحتفاظ بما تبقى من عقله فارجوك لنذهب عند اقرب مأذون كي نقوم باجراءات الزواج )
صمت ساد لوهلة قبل سماعها شهقتها الناحبة وهي تتمتم بخفوت مشتت ( ع .. علي .. هل حقا .. تحبني .. هل حقا .. اجذبك واكفيك كزوجة )
هل حقا هي تساله .. هل حقا لاتزال تشك به .. ام انها حلاوة الروح قبل الموت بسهام العشق .. وبشغف جنوني وجد طريقة واحدة لاقناعها .. طريقة يعلم خطأها .. ويعلم انها ستحرقه بأتون نيرانها .. ومع ذلك فقد اثبتت هذه الطريقة نجاعتها بزلزلة حصون ترددها .. ابعدها عنه للحظة وعيناه تصهران عينيها وفمه يردد بحروفه النارية ( انت .. فاتنتي .. يا معشوقتي )
آه انطلقت مزلزلة منه قبل عودة ثغره الى هلاكه المتمثل بثغرها بقبلة اخرى محرمة ولكنها كانت جنته ونعيمه الجحيمي .. انه لن يشبع منها ابدا .. وهي لن تشبع منه ايضا .. ولكن .. مع مرور الوقت كان يجب عليهما ان يقوما بذلك الحوار الذي تاخر طويلا بينهما .. حوار احتاجا لكل قوة الدنيا كي يمارسانه رغم احتراقهما في لجة عواطفهما .. ببطء ابعدها عنه وهو يمسك بيدها ليقودها لتجلس مقابلة له على تلك الشرفة .. عيناه كانتا ترمقانها بتعمق غير مصدق احست على اثره باحمرار وجنتيها فاخفضت عيناها هربا وهي تقول ( من الجيد انني تركت عماد في الفندق قبل مجيئي الى هنا )
خجلها كان لذيذا جدا بناظريه فابتسم لها وهو يحرك راسه بشكل مبهم مغمغا ( بالتاكيد من الجيد .. فانا .. بصراحة .. لا اعلم الى متى .. يمكنني الحفاظ .. على توازني وسيطرتي .. وانا في حضرتك يا سيدتي )
بتوتر ازدردت لعابها وهي تبتسم باثارة طفولية ( ربما هذا يحثك على الاستعجال في الشفاء )
ابتسم بمشاكسة جدية تمثيلية وهو يقول ( ومن اخبرك اني سانتظر شفائي لكي اعقد قراني عليكي .. لا تنسي ايتها السيدة بانه العقد الثاني لك معي .. لذا .. فالاجراءات اكثر سهولة وسرعة )
بتساؤل نظرت اليه هاتفة ( مالذي تعنيه بكلامك هذا .. هل سنعود الى مصر قريبا )
بغموض رفع كتفيه مغمغا ( يعني ان تتركي هذه الامور كلها لي وتعتمدي علي .. فقط كل ما احتاج لسماعه منك هو كلمة نعم عندما يسالك القاضي عن قبولك بي كزوج لك )
قضمت طرف شفتها وهي تفقد نبضة من نبضات قلبها المتسارع بضرباته وشعورها باقتراب اجتماعها مع علي يغرقها باحاسيس حلوة المذاق .. وبانوثة تعمدت فيها ممارسة دلالها وهي تسند ظهرها على الاريكة ( حسنا .. هذا امر سهل .. ان اقول لك نعم .. مرة اخرى .. واخرى .. واخرى .. وساقولها الى اخر يوم بعمري يا علي )
كلمات اضافتها بجدية مفسرة .. وبرسالة واضحة المعالم اوصلت مغزاها لعلي .. اجل .. فهي تعلن انها مهما مر عليها من تجارب سابقة فهي الان ملكه .. هي له فقط .. ولاخر عمرها .. اه طويلة تضخمت بصدره فجلجلت اصداءها بين جدران الحجرة وهي تخرج من فمه .. اه رافقها كلامه المتهدج ( واخيرا يا سما .. هل حقا واخيرا .. سنكون لبعضنا .. هل هذه هي الحقيقة .. الن تخرج اي عوائق اخرى )
اخفضت سما راسها وهي تهمس بتروي ( حياتنا التالية هي ملك لنا .. قد لا اضمن فيها عدم شجارنا .. ولكني ساضمن لك فيها اصطلاحنا مهما كانت المشكلة كبيرة بيننا .. ساضمن لك ان اضع راسي على الوسادة بجانبك متناسية اي تعب او ارق كما ساتخذ الصراحة سبيل اساسي بيننا .. فما اريك يا علي )
رفع علي حاجبيه باعجاب مغرم وهو يقول ( وهل لي راي بعد كلامك هذا يا سما .. فمشكلتنا الاساسية تكمن بالصراحة لذا .. لتكن الصراحة سبيلنا كما قلتي .. ولذا ساسلك الان بوضوح .. مالذي حدث مع سراج .. قد لا يكون من حقي المعرفة ولكن .. اتمنى ان تعذري فضولي وحرقة قلبي فلقد كدت ان اخسرك )
طأطأت سما براسها وهي تعود الى حوارها الاخير مع سراج .. وخفوت غمغمت ( لقد كان على ما بيدو يرمي نرده الاخير في لعبتنا .. ورقة تمنى فيها اعادة الامور الى نصابها بيننا ولكن .. دون امل كبير .. فهو لم يبدو متفاجئا عندما اخبرته .. عندما ابلغته بعدم مقدرتنا على القدوم .. لانني ساعقد قراني عليك .. فقط كان .. يتحدث .. كالخائب الخاسر )
رفع علي حاجبيه وهو يغرق بافكاره قبل قوله ببطء ( يبدو انه كان يعلم .. منذ البدء كان يعلم .. بطبيعة مشاعرنا التي تاخرنا انا وانتي بادراكها .. وكما قلتي .. كانت هذه محاولته الاخيرة فقط .. يعني .. جس للنبض .. يود ان يفهم ان كنا بالفعل توصلنا الى احاسيسنا الحقيقة ام .. لازال لديه فرصة )
اومات سما براسها موافقة وهي تعقب ( اجل .. لقد سالني بشكل فوري عندما اخبرته باني ساعقد قراني ان كنت انت العريس .. امر لا يتوقعه الا من يعرف طبيعة علاقتنا عن كثب .. ثم .. تمنى لي السعادة التي لم يتمكن يوما من منحها لي .. و .. قال كلمة غريبة .. قال لي بان مكاني رغم كل اخطائه وهفواته معي سيبقى محفوظا .. كسيدة على عرشه )
غيرة لسعت علي حاول اخفاءها وهو يتظاهر بالتمدن مع قوله باستهزاء لم يتمكن من التحكم به ( سيدة عرشه التي لم يمانع من كونها خادمة عند زوجته و .. )
التماعة الالم بعينيها اوقفته .. التماعة ادرك معها كم هو احمق فسارع للاعتذار وهو يمد يده ليحتضن باطن كفها التي انقبضت بتوتر ( اعتذر يا سما .. اعتبري الامر مجرد غيرة رجل احمق .. صدقيني انا لا اقلل من مكانتك ابدا ولا من مكانة ما قاسيتيه وعانيته كي تعيشي حياة كريمة مع ابنك )
مطت سما شفتيها بتدارك وهي تغمغم بخفوت محرج ( لا تعتذر .. بل معك حق فيما قلته ولكن .. علي .. سراج رجل سيظل في حياتي .. فهو والد ابني .. كما انني ساحترمه .. لانني لا اريد لابني ان يكون ابن رجل تهينه والدته او تشتمه او تلقي عليه باللوم على ما حدث لها )
انفاس اختنق فيها علي وهو يشعر بتضاعف اعجابه بها .. كم هي وفية .. كم هي صبورة .. كم هي رائعة ومراعية .. وكم هو احمق لانه يتهور في اي شيء متصل بها .. كما ان غيرته ستظل تعميه ولكن .. ( لا تقلقي يا سما .. لن يسمع عماد مني اي كلمة قد تهين والده .. واعدك ان اظل احترمه بتعاملي .. وساحاول كبح غيرتي قدر استطاعتي )
وعود يجب عليه الالتزام بها مهما بدت صعبة عليه .. دموعها التي التمعت بقعر عينيها وهي تزيد من انقباضة يدها حول يده لاهثة بما يعتمل بروحها من امتنان ( اشكرك .. اشكر تفهمك يا حبيبي .. يبدو انني اطلب منك الكثير من التفهم والصبر بكل ما يتصل بي .. فمن جهة تلك الشائعات والكلمات التي ستسمعها عن كونك زوج السيدة .. ومن ناحية زوج سابق وابن يحتاج منك للكثير من طولة البال في التعامل معه .. ومن ناحية قلة حيلتي وتهوري وقسوتي في الكثير من الامور وخوفي من الفقر الذي يجعلني اصر على التعامل مع تلك الثروة المشبوهة التي تركها لي زوجي )
تبريرات وحجج شكلت مخاوفها .. هل حقا تظن انه سيتعب منها يوما ومن كل ما يتعلق بها .. لم يجب هذه المرة عليها سوى بوقوفه وجذبه لها ليحتضنها هامسا ( لن اجيبك الان ولكن .. في احد الايام المستقبلية .. عندما يكون كلانا قد تقدم كثيرا بعمره ساسألك .. هل شعرتي في اي لحظة بالندم وانتي زوجتي ؟ )
سؤال طرق ايضا وجدانها وهي تجيب بنعم للقاضي .. (نعم اوافق على الزواج من الاستاذ علي الشامي ).. نعم قالتها بسعادة وعشق وقلق بعد ذلك الجنون الذي مارسه علي عليها ليقدم عقد قرانهما .. وبخطوة جريئة استخدم فيها اتصالات والد سلمى وقدم كافة الوثائق ليقيم عقد القران بعد مرور يومين فقط مما حدث بينهما .. كدليل منه وجواب على ذلك القلق الذي كان يستشعره في اعماق عينيها .. قلق لم تتمكن يوما من ازالته ولكنها ستتركه للقدر ولما يخبئه لهما .. هل سيندم حقا في اي لحظة على زوجه منها .. هل سيشعر بالعبئ ويقول بانه كان من الافضل له لو تزوج امراة عادية كما كان ينوي في السابق .. يبدو انه تعمد ارباكها باستعجاله كي لا تفكر بهذه الطريقة .. فلقد تفاجات في اليوم السابق عندما جاءت الى المشفى لتزوره هي وعماد بانه غير موجود في حجرته .. عندها جن جنونها .. كيف لمريض مثله ان يخرج وهو مازال في طور نقاهته .. هل حدث له اي مكروه .. قلق عصف بها خصوصا مع عدم وجود اي وسيلة اتصال تمكنها من الاطمئنان عليه ... قلق كادت معه ان تحرق الدنيا وان تقلب المشفى وتقاضيه بتهمة الاهمال .. فكيف لمريض ان يخرج دون ان يعلم احد مكانه او وقت خروجه او حتى دون ان يعاينه الطبيب ويسمح له بالحركة .. جنون اصاب روحها ونفسها تسول لها بكافة الافكار السوداء .. هل هو بخير .. هل اختطفه احدهم .. هل وقع له اي مكروه .. هل .. هل هل هل .. اسئلة ظلت تضج لها روحها فتدمع بسببها عينيها .. حتى راته يقف امامها واخيرا .. صورة اهتزت امام ناظريها مع ذلك الدوار الذي اصابها وغمامة دموعها تزداد كثافة وهي تركض باتجاهه صارخة ( الحمد لله .. الحمد الله .. انت بخير .. انت .. )
وقطعت كلامها وهي تضمه بقوة أن لها علي بلا سيطرة فانتبهت عندها لفوضى وعشوائية ما تقوم به وما تسبب هو فيه .. غضب استبد بها وانفجر على هيئة لكمة اصابت فيها كتفه وهي تصرخ ( اين كنت .. اين ذهبت وانت بهذه الحالة .. هل تنوي ان تقتلني من خوفي عليك .. هل .. )
قطع كلامها بوضع يده على فمها برقة وهو يغمز لها بدعابة لطيفة اراد فيها امتصاص توترها ( هل خفتي علي يا حبيبتي .. ولكنك تعلمين بان عمر الشقي بقي كما يقولون )
عاد الغضب ليعصف بتعقلها فضربت كتفه للمرة الثانية وهي تهتف ( لا تقل عن نفسك شقي افهمت .. ثم انه من الطبيعي ان اقلق عليك بعد كل ما حدث لك )
كتم اهة توجعه من ضربتها وهو يتعمد قرص وجنتيها بحنان مغمغا ( اذن .. وبما انك تعلمين مدى المجهود الذي بذلته لاقوم من رقودي المرضي .. ولاتسلل من المشفى .. ولاجلب ما اريده .. فانت من المستحيل ان ترفضي ما ساطلبه منك ؟؟ اليس كذلك )
بوجل ترقبي فضولي حركت راسها بشكل مبهم بين الايجاب والسلب .. حركة اتسعت لها ابتسامة علي وهو يخرج من جيبه علبة مخملية فتحها فالتمع امام عينيها خاتمين احدهما ذهبي والاخر من الفضة .. خاتمين تفصيلتهما واضحة تدل على مغزاهما .. وبصوت امتلا بعواطفه المتأججة همس لها وهو ينحني نحو اذنها ويده تلتقط يدها وتحتضنها ( هل تقبلين ان ترتدي هذا الخاتم اليوم وان تقيمي عقد قرانك علي غدا )
الجمت المفاجاة لسانها وعينيها تنظران اليه بعدم تصديق مشكك ضحك له علي وهو يتنهد بشكل تمثيلي نافذ للصبر وقد اخرج الخاتم من موقعه ووضعه في اصبعها مغمغا ( يبدو انني مطالبا بالقيام بكل شيء طالما انك ستستمرين بفغر فاهك بدهشة مع كل كلمة اقولها و .. جوابا على سؤالك الغير منطوق فاننا بالفعل سنعقد قراننا غدا وهنا .. لقد قمت بكل الاتصالات الممكنة والغير ممكنة كما انني استخدمت جميع اتصالات والد سلمى لكي اتمكن من تقديم عقد القارن لذا .. لا حجة الان لديكي سوى .. ان تعودي معي على مصر وانتي .. زوجتي )
وصمت وعيناه تغرقان بفحص دقيق لعينيها وكانه يحاول استشفاف ما تفكر به قبل اتمامه ( فهل .. لديكي اعتراض )
هل لديها اعتراض .. بعد كل هذا هل ستتمكن حتى من الاعتراض .. لقد قام بكل شيء لتكون له .. وهي .. ليست مستعدة ان تكسر كلمته او امره او نفسه .. هي لن تكسر كبرياءه مرة اخرى .. لقد اختارت .. وكان هو خيارها .. وستسلك الطريق الى النهاية .. وكلها امل الا تندم .. ورجاء يضج معه تساؤلها .. هل سيندم علي على اقراره للزواج منها .. ام سيندم يوما على انكاره لاحقيته بزوجة عادية يكون هو رجلها الاول ؟؟ ياترى .. هل سيكون ندم الاقرار .. ام ندم الانكار ؟؟

ترى .. هل هذه المرارة التي يستشعرها بحلقه ناتجة من احساسه بندم الاقرار.. ام ندم الانكار ؟؟؟
ندمه المصاحب لاقراره بانه ظلمها .. ام ندمه على انكاره الى ذلك الوضع المتردي الذي وصلا اليه بسبب عناده الغبي .. بسبب اصراره على ثار لم يطالبه فيه اي شخص .. صمت غريب يسود المكان .. صمت لا يقطعه سوى طنين تلك الاجهزة الطبية .. طنين لطالما كره صوته الرتيب عندما كان يسمعه في اي مسلسل قد يكون حضره في الماضي .. ولكنه الان يناقض نفسه وهو يستعذب سماع هذا الصوت لانه الوحيد الذي يدل على وجودها .. انها لا تزال على قيد الحياة .. رغم ان كل ما فيها قد يوحي بالعكس .. يومين كاملين قضاهما وهو يراقبها من خلف زجاج حجرة العناية المركزة .. يومين عاش فيهما صراع روحه وجسده وعقله وقلبه .. لقد كان من المفترض ان تخرج له سليمة لا تعاني من اي شيء .. اوليست هذه العملية التي قامت بها تعد من العمليات المتوسطة الصعوبة .. كل ما كان مطلوب منهم هو ازالة الجنين الذي ينمو خارج رحمها .. ازالة ابنهما .. دليل اجتماعهما ورمز لياليهما الملتهبة التي قضياها بجموح دون شرط او قيد .. ابن بكت بدموع دموية وهي تتخلى عنه .. ويبدو انها لم تفعل .. لم تستطع الاستمرار والمقاومة بعيدا عنه واكتفت بالاستسلام و.. السقوط بغيبوبة مجهولة السبب .. لقد توقف قلبها بشكل فجائي اثناء العملية .. توقف تسبب بانقطاع الاكسجين عن دماغها .. ترهات طبية لم يحاول ان يفهمها وقد اهتم فقط بالنتيجة .. فرغم نجاحهم باعادة نبض فؤادها الا ان عواقب ما حدث كانت وخيمة .. عواقب لم يحددوها كاملة بعد وهم ينتظرون استيقاظها ليتمكنو من حصر الضرر .. استيقاظ تاخر كثيرا حتى تم التاكد من الامر .. تلك الكلمات التي واجهه بها طبيبها اليوم صباحا وهم ينقلونها الى قسم طبي اخر مجهز للحالات المشابهة لها .. كلمات قالها بعد ان سمح له بزيارتها وملازمتها والاهم .. عدم فقدان الامل في عودتها الى وعيها يوم ما ..تنهيدة خرجت كزفرات بركان لتخفف من تضخم صدره .. منظر جسدها الساكن بلا حياة يكاد يسلبه عقله .. لقد اخبره الطبيب انه هو الوحيد فقط القادر على اعادتها .. يجب ان يحادثها ويقنع عقلها اللاواعي باهمية حياتها وبضرورة تمسكها في الحياة لاجله .. حديث يشمل كل شيء يمسهما ويستحثها للعودة مرة اخرى الى عالم الاحياء .. بابتسامة ساخرة ونبرة متالمة مريرة همس وعيناه تتجولان بنهم على تقاسيم وجهها الجميل (اذن .. لقد فعلتيها يا علا .. لقد اظهرتي تمردك علي باسوء الاشكال )
صمت مستفز جابهه وجعله يكمل بتحدي ويده تمسك يدها الضعيفة المرتخية بجانبها وهو يختار الجلوس على طرف السرير الخاص بها بحذر بالغ ( هل تظنين أنك بهذه الطريقة ستهربين مني ... هل تعتقدين اني سأمل في النهاية و سأتركك .. اذن انتي لا تعرفينني جيدا بعد .. )
وعاد لصمته قبل خفضه لعيناه الشاردتان بذكرياتهما الاولى وهو يتمتم بتلعثم تائه بحثا عما يقوله ( يقولون لي بانك ستسمعيني عندما اتحدث .. ) مط بشفتيه استخفافا قبل متابعته ( بصراحة لم اصدقهم ولكن .. ان كان الامر صحيح ولو بنسبة واحد بالمئة بان عقلك اللاواعي سيستوعب كلامي .. فلما لا .. فهذا ابسط حقوقك علي ) ثم رفع عيناه الى السماء هامسا بمناجاة ( ربما هذا ثمن توبتي لجرمي الذي اقترفته بحقك .. جرم ابتدأ بحبك وانتهى .. بعشقك .. فهل انت مستعدة لسماع تلك الذكريات مني .. ذكرياتي معك منذ اول لقاء ) زفرة نارية طويلة خرجت من فمه قبل تلويحه باصبعه بنفاذ صبر وهو يتابع بنزق ( ولكن احذري .. فانا غير معتاد على البوح بما يجول بداخلي بسهولة وقد اعتدت الكتمان .. لذا عليك الصبر علي وعلى غضبي وتشجيعي لاتمكن من التواصل معك والافصاح عن حقيقة مشاعري نحوك .. منذ التقيتك )

وصمت وهو يشرد في اعماق ذكرياته اكثر قبل همسه بنبرة هازئة متهدجة ( متى يا ترى .. متى كنت اول مرة رايتك فيها .. عندما كنتي بصحبته لاياد .. ام عندما رايتك تعملين مع .. علي .. لم عندما سمعت صوتك وانتي تحاولين القاء الاوامر للعاملين عندك .. كلها ذكريات حاولت طمسها وتشويشها ونسيانها ولكن .. )
وصمت وهو يطأ طئ براسه وهو ينظر ليدها التي شدد من احتضانها قبل اتمامه ببطئ مبحوح ( ما اعلمه بانهمنذ رايتك .. فان دموعك .. هيئتك .. صوتك .. عينيك .. كل ما فيكي .. استفز اعماقي .. واستنهض كل شروري .. كنت بمجرد رؤيتي لك وانتي تتحدثين مع .. اياد .. فاني اشعر بالغضب .. ووقتها .. طننت ان غضبي .. ناجم من .. احقية اختي بمكانتك .. ولكن )
وعاد للصمت قبل انطلاق ضحكته الساخرة المتهدجة بصوت علا ويده تنفض يدها وهو يقف ليبتعد عنها حتى وقف ووجهه على الجدار ويده ترتفع لتسند راسه وتغمض عيناه وقد خبا صوت ضحكته مع تلك الاهة التي خرجت من اعماقه وهو يهمس ( من كان يصدق .. من كان يصدق بان الحب .. له كل هذا التاثير القوي علي .. تاثير يخنقني ) والتفت اليها هاتفا بعتاب غاضب ( انت السبب .. لقد حطم حبك قلبي رغم رفضي له .. لم جعلتني احبك الى هذه الدرجة .. الا تعلمين بان قلبي ) وضرب على صدره بقوة قبل اتمامه بتهدج متخافت ( حتى وهو مصنوع من الحجارة الا انه ذاب بسببك .. ذاب وتحطم الى شظايا لن تعود ابدا الى سابق عهدها .. ابدا ) وعاد مرة اخى للاقتراب منها ببطء وهو يهمس بتعب ( لانني اخطات بحقك .. كثيرا .. لاني تعمدت اذيتك ... كثيرا .. في كل لحظة استشعرت فيها تاثيرك علي .. تعمدت اهانتك .. تعمدت كرهك .. تعمدت اجبارك على اساءة الظن بي .. ولكن .. ورغم كل محاولاتي ..الا ان دمعة واحدة منك .. كانت كفيلة ان تسقط كالسم الحارق بقلبي مشتتة كل خططي وتركيزي وثاري وكرهي )
نظرة واحدة منه الى جسدها المسجى امامه بلا حياة رغم كل كلماته التي قالها استنفر فيه كل احاسيس الاسى فغمغم بهمسة مجروحة كاعتراف اجبره عليه قلبه ( والان .. كل ما عانيتي منه في السابق .. فاني اعاني منه اضعافا .. بعدما ادركت حجم ما فقدته .. بفقدانك .. تلك الاحلام التي صغنيها على مسامعي .. كاوهام اصبحت اؤمن بها .. وهام اصبحت هدف وجودي ايتها المجنونة .. طعم السعادة التي رسمتها امامي .. ترى .. هل هي من حقي ..)
تساؤل انتفص له قلبه فعجزت قدماه عن حمله .. ببطء جلس على حافة الكرسي بجانبها وعيناه تعودان لرمقها بنهم موجوع .. ان ملامحها بلا اي حياة .. ياللهي .. هل حقا هو قادر على فقدانها .. تساؤل جعله يهمس لها وهو يبتسم بوجع يائس ( لم اكن اتقبل حبك في السابق .. ولكني .. احبك كثيرا .. اترين كم هو سهل قولها .. فلم يا علا لم استطع قولها لك في السابق .. لم لم انسى كل شيء واركز على العيش معك بسلامة وسعادة .. لما كالاحمق اصررت على مبادئي وافكاري واهداف انتقامي وثاري .. هيا اجيبيني .. لما لم اعترف بحبك عندما اعترفتي انتي .. هل تعلمين .. لقد تمنيت ان اكون صاحب مثل تلك الشخصية .. انسان يعترف باحاسيسه بسهولة امام من يحب .. الان .. كم اتمنى لو كان بامكاني القول لك كم احببتك يوما .. ولكني .. لم استطيع .. لم اتمكن .. لم احاول حتى .. كنت دوما اقنع نفسي .. بانه لا حق لي بالحب .. لا يجب علي ان انعم بالسعادة والحب مع امراة اخرى .. واي امراة .. انها .. انت )
قالها وهو يشير اليها وعيناه تقسيان بشكل لحظي ونبرة صوته تمتزج بغضبه وهو يهتف ( اجل انت يامن كان يجب علي ان اثار منها .. لقد جعلتني اتمنى لو استطيع تركك والذهاب .. ولكن .. بسببك حتى امنيتي بالموت قد حرمت منها.. فانا لا استطيع تركك )
اعتراف تطلب منه الكثير جدا .. اعتراف اهتزت له كرامته فعاد ليبتعد عنها بشكل فوري وهو يهمس باستنكار لنفسه ( هذا ليس انا .. لم اكن يوما بهذا الضعف .. وبالتاكيد ليس بسبب امراة .. افهمتي يا علا .. هذا ليس انا .. فلست ممكن يمسكون ايدي زوجاتهم ليبثوا لهم حققة مشاعرهم .. لا تطلبي مني هذا فلقد امتهنت نفسي لاجلك كثيرا )
وبثورة فجائية اقترب منها ويده تمسك بيدها الملقاة بلا حياة بجانب جسدها وقد احتدت نبراته وامتلات بثلجية فولاذية ( لقد حذرتك دوما مني .. حذرتك من قسوتي .. وانت .. كنت تتعمدين فعل كل ما يتحدى ثباتي .ز الا يكفيكي انني تنازلت حتى عن ثاري لاجلك ) وصمت وهو يعتدل بوقفته مغمغا باسى تسلل من بين حروفه ( الا يكفيكي انني دوما من استسلم لك واضعف واقترب منك ... الا يكفيكي احساسي الحالي بالموت وانت بعيدة عني هكذا .. مالذي تطلبينه مني اكثر من هذا .. مالذي تريدنه مني .. اجيبي .. هيا افيقي لتجيبيني .. ربما انت في النهاية بلفعل حية رقطاء التفت حول رقبتي وجسدي حتى امتصت مني كل مقومات الحياة ثم تركتني كالعلقة استجدي منها اي لمحة عشق تروي اشواقي )
وبسخرية وضع يدها بجانبها وهو يتتقهقر بخطواته هامسا بتعب هازئ ( انا لست هكذا .. افهمتي .. هل تريدين ان تعرفي متى احببتك .. بصراحة .. لا اعلم .. متى غرت عليك .. اعتقد انه دوما .. متى تمنيت قربك .. ربما بداخلي فعلت لذا وافقت على زواج بنظري شروطه ضعيفة كان من الممكن ان اتجاهلها واقفز من خطوط تنفيذها .. هل تكفيكي هذه الاجابات .. ربما نعم .. وربما لا .. ولكنها .. لا تكفيني .. فانا .. لست هكذا .. افههمممت )
كلمات اخيرة قالها بتاكيد رغم ازدياد انقباض قلبه وروحه المكبلة بقيود لا مرئية ة بجسد تلك المراة المسجاة امامه .. يبدو انها تتعمد استجداء عطفه ومحبته في النهاية حتى وهي فاقدة للوعي .. يبدو انها تصر على جذبه نحوها ليصدم من تصرفاته الغربة عنه والتي يقوم بها تحت سلطة قلبه واحاسيس عشقه لها . هل يهرب اذن منها .. اجل .. فهو جبان بما يكفي ليكتفي بكل تلك الاعترافات التي قالها . تفكير طبقه بشكل فوري وهو يخرج من الحجرة الخاصة بها ليستند على بابها محاولا التقاط انفاسه .. وبهمس بالكاد ظهر خاطب نفسه باستنكار ( مالذي اعله الان .. هل حقا اترك كل مسؤولياتي الملقاة على عاتقي لاكون الى جانبها . قرية باكملها تنتظرني لابت بحلول في مشاكلها ومع ذلك .ز فكل ما يشغل تفكيري هو انت )
كان وكانه لازال بخطاب صريح معها دون ان ينتبه على مظهر الرجل الواقف امام حجرتها والذي عينه ليحرسها .. صوت قاطع تذمره بقوة تسللت عميقا بداخله ( يبدو ان مجيئي بالفعل كان ضروريا اذن )
صوت انتفض له احمد وهو يلتفت ليرى اخاه الكبير وهو يتقدم نحوه وبجانبه عادل الذي كان يتسم له ببطء متعاطف .. صوت عاد ليرتفع مرة اخرى رغم ذلك الهدوء الذي يتسم به وتلك الهيبة التي تحيط فيه كهالة خطفت انفاس احمد وذكرته بوالده خصوصا مع ذلك الثوب التقليدي الابيض الذي يرتديه وتلك العباءة والعمامة التي يضعها على راسه بشكل بدا فيه كصورة مصغرة عن ابيه الحاج سليمان ( اذن .. هنا تتواجد تلك المراة التي من المفترض ان نثار منها .. اليس كذلك )
تساؤل استفز خلايا احمد بشكل جنوني جعله يضيق عيناه وهو يغمغم بتحذير متوعد ( مالذي تعنيه بموضوع الثار ياترى .. فمن تشير اليها بهذه الطريقة المهينة هي زوجتي )
ابتسامة هادئة بادلها اياه اخاه وهو يتساءل ببطء متحدي ( زوجتك ؟؟ مما سمعت فيبدو انكما شبه منفصلين ولكن .. كيف يكون الثار مع فتاة ضعيفة مثلها في نفس الوقت الذي تظهر فيه الدلائل باننا البادؤن بظلمها .. افلم تتزوج اختك زوجها ؟؟ )
منطق ضاقت له حدقتي احمد وهو يحاول فهم واستشفاف ما يدور بخلد اخيه قبل تساؤله ( يبدو .. انك اصبحت تعرف كل شيء .. اليس هذا غريبا .. فحسب اخر لقاء بيننا فانك اعلنت رفضك لكل ما يمسنا باي صلة .. هل غيرت رايك يا ترى )
ببطء متحدي ابتسم اخوه وهو يقف مقابلا له ( هل استشعر نبرة الضيق بصوتك ..غريب .. فحسب اخر لقاء بيننا كنت تريدني عونا لك في ثارك .. هل حدث شيء غير اطراف المعادلة )
اجل لقد حدث الكثير .. لقد تخلص من عمه ..و ولقد استعاد مكانته .. والاهم .. قد وقع بحب زوجته علا .. تلك المراة التي اعلن اخوه بكل بساطة انها من بقي معلقا بقصة الثار .. بحذر اكبر ضيق عيناه وهو يحاول استشفاف ما يفكر فيه ذلك الاخ الذي دوما ما يتذكره بخصلة واحدة اكيدة .. الدهاء .. اجل .. لقد عرف دوما بدهاءه وذكائه الفائق حتى في حصوله على ما يريد .. والان .. الثار .. باي حق يتكلم فيه وهو من هرب اصلا كي لا يقوم بتنفيذه مع عائلة اخرى .. تدارك جعله ينتفض قائلا ببرود حاول التسلح به ليخفي بدوره احاسيسه ( ما رايك .. فعلى ما يبدو فانك تعرف كل شيء قد حدث بالفعل .. وان قدومك الى هنا ليس مصادفة .. اذن .. هل تطرح لغز امامي ياترى .. الثار في كفة .. وظلمنا لعلا في الكفة الاخرى )
اتسعت ابتسامة الاخ وقد زاد الغموض فيها قبل جوابه ( بل اواجهك بما ترفض الاعتراف به .. الثار .ز حجة فارغة تتمسك بها فقط كي لا تعترف بوقوعك بالحب .. لذا .. سالغي هذه الحجة من طريقك )
بتوتر تصاعد بنفسه تساءل احمد ( مالذي يعنيه كلامك )
رفع الاخ كتفيه باستفزاز متحدي قبل اجابته ( اعتبر ان الثار انتهى منذ اللحظة التي جمع بينكما فيها طفل حتى وان لم يكتمل نموه وانتهى اجله .. فالان ما يجمعنا بعلا هو علاقة الدم .. فهل يا ترى ان قادر على الاعتراف والتعايش مع احاسيسك بوضوح ام انك ستستمر بالتغافل والفقد الى ان تصل لمرحلة الندم .. الكرة الان بملعبك يا احمد )
اجل .. الكرة بملعبه اذن .. ولطالما كانت بملعبه حتى لو انكر .. والان هو امام مفترق الطرق .. فاما ان يندم على الاقرار بحبه .. او يندم على انكار حقه بتكوين علاقة زواج طبيعية معها .. فاي الخيارات سيختار يا ترى .. هل يختار ندم الاقرار ام يختار ندم الانكار ؟؟؟؟ )
يتبع 4


8


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.