آخر 10 مشاركات
319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree829Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-19, 09:27 AM   #351

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي





shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 03:07 PM   #352

هدهد٢٠٠

مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية هدهد٢٠٠

? العضوٌ??? » 434837
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 550
?  نُقآطِيْ » هدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond reputeهدهد٢٠٠ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية سيمو مشاهدة المشاركة
فعلا كان مجرد حلم
جلال مقهور وحاسس بالغدر من اقرب الناس ليه، وشمس كانت قلبه وروحه ويمكن أعز فصدمته قوية جدااااا وتيم مابظن يتحول لشرير والله اعلم شو عم يستنانا

صحيح مقهور والقهر ياكل بالنفس اكل بس لو شوي حكم عقله وقهره لأن بعدين حتى الندم.راح يأكله الله يعينه
ما ادري عن تيم شنو راح يصير يعني تفكيري صار مشتت ناحيته لا اگدر اقسي عليه بالتعليقات ولا كلش وياه
يعني الصراحة الثلاثة ضحايا قرارات خاطئة وما لهم أي خطأ سووه

shezo likes this.

هدهد٢٠٠ غير متواجد حالياً  
التوقيع
قال الامام علي (عليه السلام)
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً
واعمل لآخرتك كانك تموت غداً❤
رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 04:17 PM   #353

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,921
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشق الياسمين مشاهدة المشاركة
صباح الفل والياسميييين على عيونك نسرينو💗

وتحليلك واعتقادك لجلال في محله ..
جلال حس بعشق تيم الكبير لشمس ،وثارت النار في قلبه من العشق اللي حس فيه...
وحكم العقل بخيانةالاخوة من تيم...
وشكوك المحبة من شمس..
وزي ماقلت....كل أفعال الثلاثة تحت تأثير صدمة الواقع..

ضحكتيني بموقفك مع تيم...
لكان فرحانه برجعة شمس لتيم ؟؟

يسعدلي أيامك حبيبتي ودوووم الفرح والصحبة يااااارب..


طبعا فرحانة دا تيم أنا كان صعبان عليا كتير ولما رجعها له ارتحت
خلي جلال يدور على نصيبو في جهة أخرى هههههه
البنات كلهم زعلانين أكيد راح يطلعوني من الرواية من الباب الواسع ههههههه
في انتظار الفصل بشوق

shezo likes this.

Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 04:33 PM   #354

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nesrine nina مشاهدة المشاركة
طبعا فرحانة دا تيم أنا كان صعبان عليا كتير ولما رجعها له ارتحت
خلي جلال يدور على نصيبو في جهة أخرى هههههه
البنات كلهم زعلانين أكيد راح يطلعوني من الرواية من الباب الواسع ههههههه
في انتظار الفصل بشوق

أكيد بيطلعولك ....وأولهم سمسومتي..
يسعد لي أيامك[/color]

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 07:16 PM   #355

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

في انتظار نزول الفصل
shezo likes this.

عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 08:39 PM   #356

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


**الفصل السادس**

************
جنون...!!!!
ما تناهى لمسامعي من خلف هذا الباب وصدع قلبي كان جنونا...!!! جنونا حتميا أو هواجس تصدع بها عقلي...!!!!
أخي .... جلال... طلق شمس...؟!!!!!
طلق........ حبه وعشقه الأبدي ...!!!
مستحيل.......!
لابد أنه مس من الجنون ما قد أصابني، أو أنني أتوهم ما سمعته، لكن...... لكن لمَ جسد شمس يترنح بجواري ورأسها تميل...؟؟؟
إذا..... ما سمعته أذناي كان صحيحا...!!
وما اخترق قلبي كان واقعا!!!
يا إلهي..... ما الذي فعلته يا جلال...؟!!!! وما الذي قلته...؟!!!
سندت جسد شمس المترنح بيدي وأنا أشعر بارتجافتها الشديدة، وأرى ملامح الصدمة والشحوب على وجهها..
ثم انفتح الباب على مصراعيه وظهر أخي جلال من خلفه بعيون ضاعت ملامحها وغرقت في ليلة ماطرة.. فجمد مكانه واتسعت عيناه وبرقت وهو يرى شمس أمامه جامدة تذوب ألما وحرقة ولا شيء فيها يتحرك سوى تلك الدمعة التي انزلقت منحدرة مع وشاحها الذي انسدل حتى سقطا أرضا...... وبلا صوت كحالنا......!!!
فأغمض عينيه باستسلام وانحدرت منه دمعة حارقة رأيتها تهوي وهو ينحني منخفضا ليلتقط وشاحها من على الأرض ثم يرتفع ببطء حتى صار واقفا أمامها مجددا وقد اختفت تلك الدمعة من عينيه ولم يبقى إلا أثرها ثم ينظر إليها بنظرات مبهمة أليمة تحترق تحت أجفانها آلاف من الأوجاع والجروح المخفية وهو يرفع ذراعيه بالوشاح عاليا ثم يهوي به على شعرها الأسود المتناثر ويهمس لها وهو يغرق في عينيها وباختناق قاتل كأنما يودعها...
" لا تدعيه.... ينسدل أمامي مرة أخرى.... يا...... زوجة أخي.!!! "
واختفى من أمامنا ...!!!
وضاعت شمس بصدمتها حتى ذابت واختفت...!!
وهذا ما شعرت به...!!
فجسدها أصبح متصلبا مثلجا.. شاحبا.. لا أنفاس فيه ...
حاولت تحريكها والتحدث معها، لكن لا شيء فيها حي سوى تلك الدموع المنسابة بصمت...
فارتجف قلبي بذعر أحاول تحريكها واخراجها من صدمتها حتى لا تموت فيها، فاهتزت عيناها بدموعها ورمشت بهما قليلا لتتساقط منهما دموعها بارتجافة من شفتيها وهي تحاول الهمس ببقايا أنفاس مجروحة...
"طل... طلقني...؟!!! هو.......طل..... قني...؟!!! "
لحظتها..... تفجرت عيناي بدموع المرارة والقهر على حالها واحتضنتها بقوة لتخرج ألمها وتبكي على صدري، لكن همساتها المتهدجة هو فقط ما صدر منها..
" وهم.... قولي إن ما سمعته وهم!! أو... أنني.... أهذي... ريم... ريم.. قولي... قولي.. أنني... أنني..... أصبحت مجنونة.. أو أي شيء .... أي شيء..... إلا ما يصدع قلبي الآن .... أرجوك .... أجيبيني ..... لا تصمتي.."
لم أستطع أن أرد عليها إلا بدموعي وشهقاتي فماذا أقول لها؟؟؟
وماذا أفعل وأنا مثلها لم أستوعب بعد ما حدث...!!
فانساب جسدها البارد وثقل بين أحضاني وهي تنهار منسدحة على كتفي بلا إحساس منها...
وانتهى ذلك المساء...!!
وانتهى معه كل شيء...!!!
وغادر الجميع بين صدمة وواقع فرض بقسوة، وبقينا في حالة من الصمت والحداد على حب انتهى بهذا الشكل المأساوي...
وربما غرق كل منا في ذكرياته الكامنة في ماضيهما..
فحب جلال لشمس أصبح قصة حب ظل يتحاكى بها الناس أشهرا طويلة في هذه القرية وغيرها ...
جلال ابن النائب عبد القادر المالكي الذي حارب الجميع من أجل حبها وأولهم أباه...
جلال المعروف بقوته ورجولته ورجاحة العقل والرزانة يفقد كل شيء في لحظات أمام عشقه لفتاة قروية لم تتعدى السابعة عشر عاما..
ويوم عقد قرانه على شمس كان يوما جنونيا لم ينسه أحد!!
يومها كانت شمس ستكون ملكا لرجل آخر غيره.. وكان سيعقد قرانها على رجل غيره ... رجل لا يكون سوى شقيق لزوجة أبيها، ويكبرها بأكثر من ثمانية عشر عاما!!!
جن جنون أخي، وفقد قدرته على التحمل والصبر وكسر أوامر والدي لأول مرة ... غادر المنزل عاصفا بغضبه وجازما قراره بتحدي كل الظروف...
غادر مع تيم ومروان الذي أخبراه بموعد قران شمس...
أذكر أن تيم أخبرني بأنهم في تلك الليلة قد قاموا باختطاف ذاك الرجل وهو متجه لبدء مراسم الزواج، وأخذوه الى منزل مهجور في أطراف القرية وكم شفى جلال غليله منه بعد أن واجهه منفردا، فهو كما أخبراني كان جزء من عذاب حبيبته...
بعدها تركه بين قبضة مروان الذي لا يرحم، وغادر مع تيم متجها الى حيث يجتمع الجميع لعقد الزواج.. وكان اجتماعا ناريا لا ينسى..
حيث دخل جلال مع أخي حاملا معه مسدسه وشاهرا به أمام الجميع بل أمام والدها بالذات!!!
" هذا الزواج لا يمكن أن يتم، ولن يتم... ما دمت حيا !!"
تفاجأ الجميع من دخوله القوي والمفاجئ ومما يشتعل في عينيه ويحتد في صوته الحازم..
" أنا أتيتك سابقا وخطبتها منك رسميا، وأنت رفضتني وبدون أن تعطيني حتى أدنى فرصة لأثبت لك جدية قراري، والسبب لأني فقط ابن عبد القادر المالكي ...!! وحكمتما علينا بسبب عداوتكما بالحرمان والعذاب، وكأننا ارتكبنا في هذا العالم جريمة كبرى... والآن..... أنا أتيتك مجددا لكن حاملا سلاحي وجسدي لننهي هذا الأمر في مكانه..... وهنا..... وفي هذه اللحظة!! فأضغط على الزناد وخذ روحي ثم دس على جثتي قبل أن تتم مراسم عقد ابنتك على ذلك المتوحش !!"
وبقي الجميع واجما مصدوما ينظر بذهول لأخي وهو يضع السلاح بيد والدها ثم يجثو أرضا أمامه على ركبتيه مسلما جسده وروحه له باستسلام يكمل بذات القوة:
" هيا..... اقتلني الآن وزوجها بمن شئت أو امنحني موافقتك للزواج بها ...."
قيل أن الصمت هو ما لقيه جلال من الجميع ولوقت طويل حتى تحرك والدها أخيرا ووضع المسدس على رأس جلال لينتفض تيم من خلفه كما انتفض الناس ووجهاء القرية ليمنعوا أي جريمة كانت ستحدث.. لكن جلال أشار لتيم وللبقية أن يبقوا مكانهم..
وظل جالسا أمام والدها ولم تهتز حتى شعرة منه ولا نظرة كما سمعت..
حينها أزاح والدها السلاح وقال:
" وإن رفضت قتلك الآن، وأصررت على تزويج ابنتي فماذا ستفعل يا ابن عبد القادر؟؟؟ "
" حينها.... سأكون قاتله!!! وقاتل أي رجل قد يحاول الارتباط بابنتك!! "
"وهل يعلم أبوك بما تفعله الآن؟؟ "
" ما أفعله الآن... أفعله بقرار مني أنا وحدي.... جلال..... جلال فقط... ومن يجثوا أمامك لتنهي كل شيء أو تبدأه هو جلال ... الذي يعلن وأمام الجميع قسمه على تنفيذ كل كلمة نطق بها أمامك.... ولك الخيار "
فنطق أخيرا بحكمه وبعد حصة من الصمت المدقع:
" وابنتي لن يكون لها زوج سواك يا جلال، وسوف يتم عقد قرانك بها الليلة "
وانتهت تلك الليلة بانتصار عشق جلال لشمس وعقد قرانهما وأمام الجميع محطما لكل القيود التي كانت تلتف على حبهما وبما فيها قيود أبي!!!
والآن..... وبعد مرور أكثر من أحد عشر عاما على حبهما أنهى أخي زواجه منها وبنفس القوة ومزق آخر صلة قد تربطه بها أمام الجميع...!!
ولسخرية القدر أن تيم... الذي كان واقفا بجواره سندا وداعما له وشاهدا على زواجه منها، هو ذاته من كان السبب في طلاقه لها وانهاء كل شيء...!!!
"ريم... ريم... كفاك شرودا يا ابنتي، وانهضي إلى تيم وانظري الى حالته، فهو لم يخرج من المجلس منذ العصر... هيا فيكفيني ما أنا فيه "
قاطعت أمي شرودي والذكريات التي غرقت فيها وهي تقف بأسى أمام النافذة منذ ساعات تنتظر جلال أن يعود...
لكن......أين هو جلال ...؟
أين أنت يا أخي؟؟؟
ولماذا طلقتها...؟!
لماذا طلقتها وكسرت كل شيء جميل كان بينكما...؟!
ولم تركتها وتركتنا جميعا صرعى للأفكار والهواجس..
فهل كرهت شمس...؟؟
هل اعتبرتها خائنة لا تستحق حبك...؟؟؟
هل قررت فعلا التخلي عنها؟؟؟؟؟؟
آاااااه.. يا جلال لو تعلم بمقدار حبها لك، وعشقها السرمدي، والذي كانت تجدده في كل لحظة تنظر فيها الى السماء منكسرة تذكرك فيها دمعتها وتهمس حروفها باسمك حتى استسلم قلبها للألم....
فما الذي فعلته بقلبك وقلبها؟؟؟
ما الذي فعلته؟؟؟
مسحت دمعتي التي انسابت مني، ونهضت زافرة وجعي بعيدا عن شمس الساكنة بصمت دامع بلا أدنى حراك، وكأنها غرقت بذكرياتها في عالم آخر بعيدا عنا...
أو ربما قررت أن تجلد نفسها بصمت على ما حدث...!!
فتركتها على حالها واتجهت لتيم الجالس وحيدا في المجلس المظلم متكئا برأسه على يده... محملا بهموم الأرض والسماء على ظهره حتى غابت ملامح وجهه وغطت عيناه غشاوة من السواد والألم...
فاقتربت منه بوجل حتى أصبحت قريبة منه وهمست:
" تيم.... ألن تنهض؟؟؟ ألن تقول شيئا؟! "
لم ينطق ولم يتحرك...
فانفعلت بقهر عليه:
" أنت صامت.... وهي صامتة... وذاك خرج من ساعتها ولم يعد... أخبرنا أنت على الأقل ما الذي حدث بينكما...؟ ولماذا انتهى كل شيء بتلك الطريقة؟ "
"............"
" حسنا..... لا تتكلم ولا ترد علي، ودعنا نحترق بصمتكما لكن على الأقل انهض لتلك المسكينة التي ستموت في أي لحظة من العذاب الذي تتلوى منه.... فشمس وحيدة الآن وتحتاجك وأنت جالس هنا..."
ومن ذكري لاسمها رفع رأسه أخيرا وهمس بصوت مختنق خرج من سبات طويل
" وأين..... هي؟ "
أجبت:
" على حالها، لم تنهض من مكانها إلا مع صوت الأذان ... وصمتها المدقع لا ينبئ بخير.... دموع خرساء تخفي طوفانا من الألم ولا أعرف متى ستتفجر بها... أخي.... لم لا تحاول الحديث معها، فربما تصرخ وتبكي وتخرج ما يؤلمها... سكوتها سيزيد من ألمها ومرضها... وأنت أكثر من يدرك ذلك... "
فتنهد بحرقة عميقة ثم نهض بتثاقل راغبا في الذهاب إليها... إلى غرفة المعيشة، فعلا صوت انفتاح باب المنزل فجأة...!!!
جلال!!!!
أطل منه جلال بعيون ميتة ووجه غائم مسود القلب وكل ملامحه صارخة منحوتة بالألم.....
لم ينظر إلى أحد منا، ولم يهتم لوجودنا، بل توجه مباشرة يتعدى بخطواته الجميع راغبا في الصعود إلى الأعلى... ولولا أن صوت أمي المحتد أوقفه لما توقفت خطواته المتباعدة عنا..

" جلااال.... أريد أن أتكلم معك يا بني..."
فتوقف لبرهة ثم رجع بخطواته نحوها وهو مخفض وجهه للأسفل.. مخفيا عينيه خلف خصلات شعره التي عادت لتنساب على وجهه بعشوائية وضياع كحاله..
فقالت أمي بعد أن أخذت نفسا زفرته باستغفار...
" بني..... ما هذا الذي فعلته اليوم...؟!!! كيف .... كيف طلقتها؟ كيف طلقتها.... وبهذا الشكل؟ لماذا يا جلال.... لماذا؟ أليست هذه.... هي شمس التي حاربت الجميع لأجل الزواج بها...؟! أليست هي شمس من كنت تقول عنها بأنها نور حياتك وعشقك الوحيد...؟ أليست هي من تحديت وكسرت أوامر أبيك وكل العائلة لأجلها يوم تزوجت بها؟ أليست هي من عشت وحيدا بعيدا عنا... لأجلها...؟ فما الذي تغير...؟ ما الذي تغير يا بني؟؟؟ أخبرني... ما الذي تغير؟ إنها هي..... ذاتها.... شمس.."
عقد حاجبيه بقوة وهو يغمض عينيه لوهلة ثم فتحهما ليرمقني أنا وتيم بإحدى نظراته المحتدة والتي جعلت قلبي يفزع من القادم..
" كان سينتهي كل شيء، وكانت ستعود شمس زوجة لك وتضم أبنائك تحت جناحك.... فلماذا طلقتها...؟ أجبني ..... تكلم.... لا تظل صامتا هكذا...؟؟ "
أخيرا نظر جلال إلى أمي بيأس ونبس بقنوط وضعف:
" كل شيء.... قد انتهى...... ولا يمكن أن يعود..."
فردت أمي بانفعال وألم..
" لماذااااا...؟ لماذا لا يمكن أن يعود...؟ أجبني... لقد عادت لك....... وأخوك لم يعترض، فلماذا تعذب نفسك وتعذبنا..... لماذا؟ "
لم يجب ولم يخرج منه أي حرف سوى شبه ابتسامة جانبية ونظرات وجهها نحو شمس المنزوية بصمت دامع تنظر إليه.. نظرات لا تحمل إلا السخرية المريرة لقدرهما وحالهما في هذا الليل..
التفت بظهره ليغادر متجاهلا ما يسمعه فتقدم لحظتها تيم نحوه قاطعا طريقه وهو يقول بجدية...
" لن تذهب قبل أن تخبرنا عن سبب تصرفك... أنت... أنت لا تدرك حتى الآن معنى ما فعلته... ولا حتى نتيجته..."
" ابتعد عن طريقي.."
" لا.... لن أبتعد.. ويجب أن توضح لنا كل شيء "
فاشتدت ملامح جلال وانقبضت أوداجه وكأنها ستنفجر من غضبه المطحون بين فكيه ثم رفع يده نحو صدر تيم ليزيحه عن طريقه لكن الأخير أمسك بها ودفعه بعيدا ثم صرخ بانفعال..
" كفاك هربا، وقلها أمامنا هيا.... لماذا دمرت كل شيء؟ لماذا لم تتقبلها...؟
هل لأجل أنها كانت زوجتي؟؟؟!! انظر إليها وإلى حالتها وستعرف الحقيقة...!!! هي..... هي ظلت وفية تنتظر عودتك ليال طويلة بأمل، وعندما يئست بقيت تنتظر موتها لتلتقي بك... وأنت... أنت بكل بساطة أتيت وطلقتها منهيا على كل شيء كان بينكما...... فلماذا؟! أجبنا...؟ لماذا؟؟ "
تعالت ضحكات أخي عاليا..... ضحكات تشابه تلك الضحكات التي سمعناها يطلقها قبل أن يغادر المجلس..... ضحكات مجلجلة تملؤها السخرية والألم، ضحكات خفت وطأتها وانتهت بلمعان دموع لمحناها في عينيه وهو يحاول تجاوز تيم مجددا.. لحظتها لم يتمالك تيم أعصابه ووجه له لكمة قوية من قبضته جعلت جلال يترنح حتى كاد يقع...
وليته لم يفعل...!!!
لأن جلال قد انفجر فعلا وفقد هو الآخر ما تبقى له من أعصابه، والتي كان كابحا لها منذ معرفته بالحقيقة... فاندفع نحو تيم وبلا تفكير... موجها له لكمة قوية فتاكة نحو وجهه جعلته يتهاوى أرضا..
ثم تلاها سيل من الحقائق وهو يقترب مجددا منه ليمسك بأخي من قميصه ويرفعه نحوه ثم يدفع به نحو الجدار بقوة ويحاصره باقترابه منه والشرار والانفعال والجنون الذي يتطاير من ملامحه قد زادنا ذهولا وخوفا وألما وهو يتفجر بحممه أمامنا وأمام شمس التي كانت تنظر إليهما بعيون تستنجد أحدا أن ينقذها ويوقف ما سيحدث ...
" أنتم من يجب أن تجيبوا على أسئلتي...!!! أنتم من يجب أن تسألوا وتحاسبوا على ما فعلتموه بي.... أنتم..... وليس أنا...!!! أنتم من دفنتموني حيا، وأنا هنالك حي ميت يتعذب ليلا ونهارا ولا يتمنى سوى أن يعود ليراكم.... ويسكن في أحضانكم...!! أنتم من جعلتموني ميتا وسلبتموني كل شيء...!! بل جعلتموني مجرد ذكرى خاوية من أية ملامح...!! انتزعتم حياتي مني انتزاعا، والآن تسألونني... لماذا....... لماذا أنهيت كل شيء...؟!! "
للحظات تملكنا الذهول والألم من مقدار الوجع الصارخ في كل جوارحه.. حالنا كحال شمس التي كانت ترتجف كطائر جريح ينتفض بقوة خوفا مما قد يقتلها..
فحاولت لحظتها إسكاتهما والتدخل بينهما، وتأجيل ما بدأنا به وتخليص أخي من قبضة جلال وجنونه، لكن هيهات للبركان الثائر أن يهدأ قبل أن ينهي ثوران حممه الملتهبة..
حيث صرخ بي وهو يفلت قبضته عن تيم ويدفعه بعيدا عنه، بينما تيم مصعوق مذهول... لا يبدي أية ردة فعل..
" ابتعدي عني...... ابتعدوا جميعا...أنتم من أخذتم زوجتي وحرمتموها الحق في انتظاري... حتى ...... وإن كنت ميتا.. أنتم من حرمتموني من كلمة أبي.... أن أسمعها من أطفالي.. وجعلتموهم يقولونها له.... أنتم....... أنتم.... من انتزعتم الحياة مني..... أنتم ولست أنا... أنا ..... تركتها أمانة بين أيديكم، فخنتم الأمانة يوم سرقتموها مني..... وسرقتم كل حياتي معهم.. والآن ..... تسألون لماذا أنهيت كل شيء...؟ ألم تعرفوا بأنكم أنتم من رسمتم تلك النهاية...؟ أنتم من قتلتموني وأنهيتم كل شيء..... أنتم وأنت بالذات.........من قتلني!! "
صرخت فيه أمي بألم وهي تقترب منه ثم تحتضنه بقوة لتهدأ جوارحه وتمتص غضبه وجنونه الهادر وربما تخفف عنه شيئا من الألم الجارف....
" كنا مجبرين يا بني.... كنا مجبرين على ذلك، وأنت أكثر من تعرف قوة أبيك... وسلطة العادات هنا... أخوك الذي تلومه الآن وتتهمه بالخيانة، ترك عالمه وحياته الخاصة، وأتى ليرعى من تركتهم أمانة بين يديه، ومجبرا من أبيك تزوجها.... ومجبرا عاش هنا.. وتلك التي طلقتها ماتت في كل يوم ألف ميتة وهي تحاسب نفسها لأنها تزوجت بغيرك... وأطفالك قتلهم إحساس اليتم... فماذا كنت تتوقع؟ "
بدأت حدة أنفاسه المشتعلة تخف قليلا وهو يسمع أنفاس أمي الباكية على صدره وهي تهمس له...
" نحن لم نكن نضحك عندما قررنا بدأ حياة جديدة لهما..... نحن لم نضحك ونحن نزوجهما..... بل كانت الدموع ما تسقي واقعنا وهمساتنا منذ ذلك الخبر المشئوم يا قرة عيني.... صدقني.... قلوبنا تحطمت شر تحطيم بغيابك، لكن..... لكن كان لابد للحياة أن تستمر.... وكان لابد من احتواء أطفالك حتى.... حتى لا يضيعوا ويصبحوا أيتاما فعلا.."
" هراااء......."
كلمة واحدة هي ما همس به أخي في أحضانها..
" هراء......!!!"
ثم انتفض من أحضانها مع انتفاضة الدموع الصارخة من بين أجفانه الحارقة والمؤلمة والمزلزلة لنا...
ابتعد عنها وهو يتصارع بأنفاسه المتتابعة وعاد يقترب من تيم مجددا وبخطوات ميتة هالكة أصبح مواجها له وهامسا بيأس وألم انهار من بين أجفانه....
" ألم.... تجدوا سوى أخي؟ ألم تجدوا سواه ...... ليتزوجها...؟!! ألم تجدوا غيره...؟!"
" أخوك الوحيد الذي كان سيحافظ عليها وعلى أبنائك ويحتويهم بأمانة... فافهم يا جلال... "
لحظتها اتسعت عيناه وجرت منها دمعة حارقة انسابت على وجهه مع ابتسامة ساخرة اتسعت وهو يهمس بما لم نكن نتوقعه أبدا...!!!
" وهو احتواهم فعلا... وبكل حب وعشق...!!! "
فنظرت إلى تيم بتشتت..... واتسعت حدقتي بدهشة بالغة... وقفزت إلى بالي ذكرى البارحة عندما وجدت تيم... واقفا لوحده والدموع تنساب منه وتلك الكلمات...
" أنا أحبه يا ريم...... أحبه وأحمد الله أنه عاد إلينا لكنني...!!! لكنني أشعر بشيء.. جاثم على صدري ...... بقوة... شيء ما يؤلمني هنا...... هنا يا ريم... أشعر بقلبي ينفطر، ويتفجر ألما...... فهل تدركين ذلك..؟ هل تفهمين..؟ هل يوجد أحد يشعر مثلي في هذا اليوم السعيد...؟ هل يوجد ...؟"
فنطق لساني دون وعي مني:
" هذا ..... مستحيل! "
************

صرت في لحظات بمواجهة أخي جلال الثائر ببراكينه الثائرة في وجوهنا بالحقيقة المرة...
فأصبحت مثله غاضبا لغضبه..... ومحترقا بناره... مسلوب الإرادة لبركانه.. تقتلني نظراته اليائسة المعتصرة بالحزن... الغضب والقهر... ولا أحد يستطيع انقاذنا منها... ولا أرغب بذلك حتى، فربما أنا أستحق كل كلمة قالها عني..
ألست أنا من خنت أمانته يوم سمحت لقلبي بعشقها؟؟ ألست أنا من امتلكتها وصار لي منها طفل؟؟؟
أجيبوني..
هل أنا خائن لجلال؟؟؟
هل أنا خائن؟؟؟
لا أحد يجيبني، ولا أحد يدرك عذابي أمامهم، حتى هو...
وهكذا ظننت...
لكنه الآن قد فجر آخر شرارة لم أكن أتوقعها منه...
تلك الشرارة التي باغتني بها بكلماته..
وأمامهم....
وأمام شمس...!!!
آخر شيء توقعته منه أنه قد كشف مشاعري التي أكنها لشمس والتي حصنتها بضحكات ساخرة وأمنيات زائفة عن السفر والعشق المنتظر..
"وهو احتواهم فعلا........ وبكل حب وعشق...!!!"
فاجأني كلامه... أذهلني... وعصف بقدرتي على الاستيعاب... أو ربما لم أعد أسمع جيدا... ماذا سأل أخي؟؟
فقلت بتردد:
" ماذا؟؟ "
فصرخ أخي بي وقد زادت ملامح الألم طغيانا عليه:

" ألم تحبها يا أخي...؟! ألم تصبح..... عاشقا متيما بها...؟! ألم تتألم.... وأنت تفكر للحظة بأنك ستخسرها...؟! "
الدماء ارتفعت في وجهي فجأة... وتصبغ بلون شديد الاحمرار... والعرق تصبب مني حتى شعرت بأنه يتصبب قطرات دم من جبيني بدلا من بزخات العرق...
لساني ألجمته المفاجأة... وعيناي قيدتهما عينا أخي وهما تتربصان بردي، واستنطاق ملامحي ولا أحد يستطيع أن ينقذني الآن من عينيه...
وماذا عن شمس...؟!!!
هي أيضا ترانا.... وتسمع كل شيء.!!!!
وربما مذهولة.... مصدومة .... متزلزلة...!!!
لاااااا وألف لا....
لا يمكن أن يحدث هذا، لا يمكن أن تنكشف مشاعري التي أخفيتها لأيام طويلة عنهم.. لا يمكن...
لا يمكن...!!!!!!!
" لماذا تصمت الآن......؟!! ألم تسأل لماذا طلقتها...؟!"
" ت..... وقف يا جلال ...!!! "
" ولم...؟! لم علي أن أتوقف...؟ أجبني الآن... ألم تصبح متيما وعاشقا لها...؟!!! ألم تكن تموت ألف ميتة وهم ينتزعونها منك اليوم؟؟؟؟ أم أنني المجنون الذي فقد حتى عقله...؟ تكلم....... ولا تحاول حتى أن تكذب "
تشتت عيناي بقوة وارتجفت أنفاسي من طوفان الحقيقة التي يصرخ ويحاصرني بها لأغرق في داخلها معه، فحاولت طمس معالم وجهي وإطلاق ضحكات وكذبات تسكته وتنسف الحقائق التي قد تنهي كل شيء بيننا....
لكن أنفاسه الثائرة اختفت من أمامي بسرعة ولثوان ثم عاد وظهر أمامي وقد أحسست بشيء يضعه بين يدي بقوة ونظراته تتحدى وتتوسل الحقيقة.. فارتعش جسدي لحظة رؤية الشيء الساكن بين كفي.. وخارت قواي وقدراتي وكل محاولاتي للكذب وصوت جلال الهادر عاد يحاصرني مجددا...
" هل تقسم...؟ هل تقسم على هذا المصحف أنك لم تغرم بها؟ ولم.... لم تصبح يوما عاشقا لها...؟ وبأن قلبك هذا.... لا يموت عشقا لها.... وألما لفراقها.... وأنه يوما لم ينتفض بجنون لأجلها......؟ هل تقسم يا تيم...؟ "
هل تقسم...؟؟؟؟؟؟؟؟
فزادت الرجفة في أوصالي وانتفضت البحار في قلبي وعقلي وخارت كل محاولاتي للإنكار والكذب أمام القسم، ولم أجد إلا الهرب بنظراتي عنهم واغماض عيني والغرق فيها بعيدا عنهم بالصمت المدقع وألم يغلي ويحترق في قلبي وتحت جفوني......!!!
وكم أتمنى الآن أن تستل روحي من جسدي، وتنتقل إلى العالم الآخر على أن أوضع في مثل هذا الموقف.. وأمام أخي..... وشمس.. وكل من ظنوا بأن علاقتي بها كانت علاقة هشة وسطحية...
يا إلهي..... خذ روحي الآن وأرحني..
خذها ...... فالنيران قد اشتعلت بيننا والتهمت بلهيبها كل شيء فينا، ولم يبقى إلا الرماد الحارق الذي نثره أخي علي بكلماته الأخيرة وهو يزيد اقترابه مني ويهمس بحرقة سحيقة..
" إذا...... فقد انتهى......!!! انتهى.......... كل شيء يا........ أخي!!! "
فخيم السكون على البيت... والكون غرق في الظلام الموحش، والجميع بات يشيع جنازتنا نحن الثلاثة معا بدموع ماطرة لا نعرف متى ستتوقف...!!!
***************
لا أعرف ماذا أقول...!!! ولا أي كلام قد يعبر عن حالتي بينهم...!!!
الصمت فقط والدموع هما ما يسردان قصتنا ولوقت لم أدرك مداه....
وعندما قررت التحرك رأيتها وتقابلت عيناي بها للمرة الثانية تعانقني والدموع تحكي وجعها بمرارة وصدمة...
حبيبتي .... تنظر إلي وتبكي....... تتوسل بنظراتها إلي أن آتي... وأحتضنها إلى صدري..... وأغرق معها بكل مشاعرنا وطوفاننا...
لكن .... هيهات!!!

هيهات... يا شمس...
فأنت لم تعودي لي، وتلك النظرات لا يجب أن تكون لي..
وذلك الحب الذي كان بيننا قد احترق...... وهم من أحرقوه...
بل تيم هو من أحرقه ونسفه يوم.... أحبك وهو أكثر من كان يعلم بمدى عشقي لك...
لست أنا......!!
لست أنا يا شمس.. فأنا لم أعد إلا لأنثر رفات حبنا أمامهم..
فلا تنظري إلي بعد الآن... ولا تتوسلي الحب مني، فقلبي هذا قد تحجر وتفتت يوم علم بزواجك من أخيه .... وروحي ماتت اليوم لحظة انتزعتك من حياتي، فاتركيني وارضي بحياتك التي كنت راضية بها قبل مجيئي...
ارضي بحياتك مع من أحبك ومنحته الحياة..
وانسيني.... لأنه مستحيل أن أعود يوما إليك...
ومستحيل أن يعود الحب مجددا من تحت الرماد...!!
فالألم...... ونار الخيانة هي ما ستكوينا بنارها دائما...
حصة طويلة من العناق زادت تعذيبي وقتلي.. فأنهيتها ببضع كلمات ختمت سطور حكايتنا...
" إذا انتهى ... كل شيء!!! انتهى كل شيء يا..... أخي!!!! "
وتحركت بثقل الأرض وفتاتها أصعد الدرجات وكل ما في السماء من أجرام سماوية تتهاوى علي وبلا رحمة..
لكن أقواها.... كانت تلك الأربعة نجوم الصغيرة المتلألئة بالدموع والتي كانت تراقب كل ما حدث بوجل وصمت وألم.... كوالدتهم...!!!!
فتوقفت الخطوات عاجزة مشلولة أمام فجر ونور الجالسان أمامي أعلى الدرجات وهم يبكيان بصمت وعدم استيعاب وفهم لم قد رأوه...
ولم أدرك حتى ما الذي علي فعله الآن معهما...؟!

هل أحتضنهما إلى صدري؟
أم أنا الذي يحتاج إلى أحضانهما...؟
هل يفهمان معاناتي...؟
أم علي أنا تفهم معاناتهما بقبول وصمت...؟
يا إلهي....
ارحمني برحمتك...
وتعالا أنتما إلى أحضاني وأنسياني كل شيء..
وأخبراني بأنكما الحياة التي سأعيش لأجلها...
وبأنكما من تبقى لي....
حتى لو خسرت عائلتي فأنا لم أخسركما...
" فجر.... نور... تعالا إلى أحضان أبيكما..."
كلمات مهموسة محفوفة بالألم ناجيتهما بها، قابلاها بتراجع خطواتهما المرتجفة بعيدا عني كحال دموعهما والمذعورة أمامي حتى التصقا بالجدار ثم التفتا وهرولا نحو غرفتهما...!!!
فوقفت لحظة في مكاني عاجزا عن تحريك قدمي، أتجرع غصص المرارة من نظراتهما الأخيرة وأهنئ نفسي بأنني قد خسرتهما أيضا...!!
فهربت بسرعة أجر خيبتي إلى المكان الوحيد الذي يأويني في هذا الجحيم...
دخلت وأغلقت الباب على نفسي صارعا إياه ولينفتح باب أشد قسوة علي منهم...
باب الذكريات والألم ممن عشقها قلبي وتمزق لأجلها...
ذكريات حاصرتني بصوتها وطيفها... وتدفقت أمامي في صراعها الأليم...
" عدت أخيرا يا حبيبي.... انتظرتك طويلا... كل الأيام كانت كئيبة بدونك..
كنت دائما أحادث السماء وأسألها عنك...
وفي كل فجر يولد ينبض قلبي وتهمس روحي بحبك مجددا...
فهل كانت السماء توصل إليك رسائلي...؟؟
وهل كانت الشمس تخبرك أنني أحبك؟؟
فاشهد أيها الليل على حبنا....
وأشهد بألا حبيب لي سواه.....
أحبك..... أحبك.... أحبك!!!
لاااااااااااااا..............!!!
صرخت عاليا بذكرياتي وبكل قهري وألمي وانتفضت كالمجنون أكسر كل ما أراه أمامي بوحشية..... وجنون وغضب...... وقهر!!
حطام ..... وتكسير..... وقلب مفتت حطم كل شيء جمعه بها، وكل شيء له علاقة بشمس...
لمساتها..... همساتها... وطيفها الخفي..
وكل أيامنا وليالينا التي قضيناها في هذه الغرفة.....
كلها يجب أن تتحطم كما حطموني...
رميت وكسرت ونثرت كل قطعة أراها وحطمت وفتت كإعصار اقتلع كل شيء أمامه حتى شعرت بقلبي يقتلع مني وتتناثر الدماء النازفة من يدي مجددا...
فسقطت منهارا منهكا محطم القلب لا يملك شيئا، ولم يبقى له سوى الأرض لتعانقه...
فضربتها ببقايا قوتي وبيدي النازفتين، حتى انفصلت مفاصلها وانهارت كما انهار جسدي المفطور بالألم على الأرض مستسلما لضعفه، ومطلقا العنان لدموعه لتعبر عن قسوتها بالقدر الذي تشاء...
فها أنا الآن لوحدي لا أملك سوى رغبة وحيدة بأن تبتعلني هذه الأرض وأرحل.. فكل شيء قد انتهى... ولم يعد يوجد شيء يستحق أن أعيش لأجله... ولم أعد أملك سوى تحرير ألمي بدموعي ولو لمرة أخيرة.. دموع دامية انهارت بصمت وحرقة تشكو الخيانة والألم والعشق الذي قتلته بيدي..... ولوقت طويل حتى أعياني الألم واختفت الحياة من أمامي وغرفت في عالم آخر بعيد عن قسوتهم وظلمهم......
عالمها!!!
فرأيتها جالسة مستندة إلى أحضاني تنظر إلي بسعادة ثم تزيح نظرها إلى البحيرة وتهمس لي بحب..
"جلال.... يا حبي.. كم تظن سيبقى حبنا حيا في قلوبنا...؟ هل ستظل تحبني لآخر العمر..؟ أم سيأتي يوم وتنسى فيه حبك الكبير لي...؟ "
" أنفاسي كلها لك.... وستظل مخلصة لك حتى تصعد لخالقها..... فلا تفكري يوما أنني سأتركك أبدا... لأنني حينها سأكون قد حكمت على نفسي..... بالموت..."
فابتسمت لي حتى تلألأت عيناها وهي تهمس بسعادة..
"وشمس إن لم تكن لك، فلن تكون لغيرك... وإن لم تشرق في سمائك..... فلن تشرق أبدا... أبدا.... أبدا......."
واختفت من أحضاني وأظلم المكان من حولي فجأة واختفى كل شيء .... صرخت باسمها بخوف وذعر أناديها وأبحث عنها، ولا أجدها...!!
ففتحت عيني مفزوعا مذعورا، مرتجف الجسد والقلب والدموع تبلل وجهي المفزوع..... أرتجف، وأتنفس بصعوبة بالغة... وبلا إدراك أهتف باسمها شمس..... شمس...!!!
أبحث بعيون زائغة عنها.. وعن طيفها وتلك البحيرة فلم أجدها!! ولم أجد سوى الظلام من حولي يلف المكان وقلبي المهلوع وكأنني في ذلك السجن المقيت!!
وليتني أكتشف بأني ما زلت أسيرا يعيش كابوسا مرعبا.... وتختفي ذكرى الأمس واليوم من عقلي وقلبي للأبد، وأظل أنتظر لقياها بأمل وعشق من خلف تلك الأسوار العالية ومن بين تلك القيود الباردة ومع كل شمس كانت تشرق وتتسلل بأشعتها إلى قلبي لتحييه...
لكن ..... هيهات...
فالألم الفتاك هو من أجابني، وجروح يدي الدامية هي أيقظتني وجعلتني أدرك أنني أعيش واقعا لا يحتمله قلب رجل....

فنهضت ببقايا جسدي المتعثر عازما أمري ومقررا الرحيل.. بعيدا عنها.... وعن تيم..... والخيانة...... وعن كل من قتلوني.. وعن هذا الظلام الذي يحيط بي وهذا والألم...
تخطيت بقايا الحطام المتناثر على الأرض وفتحت الباب مغلقا على الماضي وجروحه خلفي...!!! واتجهت بعيدا عنهم، لكن صوتا في داخلي طالبني بالعودة إليهم...
إلى فجر....
وتذكرت طلبه لي ووعدي له في الصباح عندما أوصلته للمدرسة، بألا أتركه مجددا ...
وها أنا الآن أنقض أول وعد بيننا..
فهل أنا أستحق نظرة أخيرة لك يا فجر...؟!!!
وماذا ستقول عني بعد أن تدرك رحيلي؟؟؟
هواجس ومخاوف انتهت بالرجوع بخطواتي إليهم ووقفت أمام الباب للحظات أحاول لملمة ألمي، وهزم ضعفي ووضع جدار من الجليد في قلبي يمنع أي مشاعر دافئة قد تتسلل إليه وتضعفني... ثم فتحت الباب بهدوء ودخلت مغلقا إياه خلفي.... فاصطدمت عيناي بشيء جعل قلبي يتدحرج تحت قدمي!!!!
شمس...!!!!
أمامي نائمة تحتضن أطفالي...!!!
لربما أنا مازلت أحلم...؟!!
وربما عيناي استحضرتها لتتنعم برؤيتها قبل الوداع...؟!!
وربما.......
لكن ما أفكر فيه مستحيل...!!
الدمعة تنساب من بين عينيها المنسدلة وتنحدر بسرعة على أنفها وتمر بخدها لتستقر في ثنايا شعرها المنتثر...
وأنين تهدجها المتقطع يرتفع وينخفض، فأخذت الثلوج تنهار في قلبي وتذوب.... وتذوب حتى اختفى الجليد في بحر عشقها.. وبات يرجف بتوتر واضطراب وجسدي متخشب في مكانه.. وقلبي أصبح يناجي دموعها رغم ألمه... وعقلي يطالبني بالرحيل.. بينما يدي قد أخذت قرارها وارتفعت بارتجاف في الهواء عاليا نحوها ترغب أن تمنع انسياب تلك الدموع الشتوية الباردة على وجهها وكل خلية في قلبي تناجي...
شمس......لم أنت هنا؟؟؟
ولم هذا الأنين المستعير من داخل صدرك؟؟؟
هل حقا مازال قلبك ملكا لي؟؟!!
هل مازال ينبض بحبي......؟؟؟
أم أنه أيضا..... قد خانني معهم...؟؟؟؟
فصرخ بي عقلي مجددا مطالبا لي بالرحيل والهرب بعيدا والدوس على نار المشاعر التي عادت تستعر من تحت الحطام..
غير أن قلبي عاد وصرخ بي معترضا له... ورافضا تصديق خيانتها وما في قلبها..
وبت ضائعا...!
لا أعرف ماذا أفعل؟؟
ولا أدرك حتى ما الذي أراه الآن...!!!
شيء واحد فقط هو ما بت متأكدا منه..
أننا........... نموت.!!!
نموت ببطء........ ونحن من قتلنا أنفسنا....!!!!
*******************
أفقت من نومي الطويل وضياعي المؤلم وقد تجاوزت الساعة العاشرة صباحا..
فنهضت مفزوعة لا أفهم سبب فزعي، وقلبي بدأ دوامة من الصراخ والأفكار الغريبة...

خرجت من الغرفة مسرعة وأخذتني قدماي إلى غرفته فوجدتها مغلقة...!!
انقبض قلبي فجأة ...
ثم تعديت الممر ونزلت إلى الأسفل تائهة لا أعرف إلى أين تقودني خطواتي...!
أشعر بأن شيئا قد حدث....
لكنني لا أعرف ما هو...!!!
آخر شيء رأيته هو عينا جلال...!!
نعم.... جلال عاد..
ولم يحدث شيء بعد ذلك...!!
التفت بوجهي للخلف أنتظره أن يظهر وينزل من هذه الدرجات وينادي على أبنائه..
" وأبوكم قد عاد فتعالوا إلى أحضان أبيكم..."
لكنني لم أره.. ولم أجد شيئا...!!
البيت هادئ وساكن، ولا صوت فيه..... إلى حد مخيف ومؤلم...
فسرت القشعريرة في جسدي وارتجف قلبي بخوف من كل الأفكار التي تهاجمني فناديت على أحدهم...
" أين أنتم...؟ جلال.. ريم.... تيم...هل من أحد هنا...؟ "
فظهرت ريم ورأيتها تتقدم نحوي وتمسك بي والتوتر قد اعتلاني..
" شمس...!! ما الأمر يا عزيزتي...؟ "
" جلال... عاد... جلال عاد أليس كذلك...؟ لكنه.. لكنه.. لكنه ليس هنا... فغرفته مغلقة كما كانت... البارحة عاد...عاد إلينا واحتضنته... حتى... حتى أنني ضعت معه لآخر أنفاسي... فأين هو الآن...؟ أين هو يا ريم ..؟ ولم غرفته مغلقة...؟!!! هل عاد...؟ أم كان كل ذلك حلما...؟!! أجيبييييني......!!! لا تنظري إلي هكذا....!! فأنا... أشعر بالخوف الشديد... أرجوك....أرجوك....أجيبيني ...."
أمسكت بكتفي بقوة تهزني وصرخت بي بالحقائق التي صدمتني بها والتي حاول عقلي الهرب منها تلبية لقلبي..
" أفييييقي...!! أفيقي يا شمس... وعودي لرشدك..... جلال عاد...عاد منذ يومين وليس الأمس.. عاد ..... عاد ...و ..و... ط.... طلقك...!! هل تسمعين...؟ جلال طلقك ....!! أنهى كل شيء وغادر.....ولم يعد موجودا هنا....!!"
فررت برأسي يُمنة ويسرة... كأنني أنفضه مما توهمت أذناي سماعه.. ثم هتفت:
" تكذبين! لا ...!!! جلال لا يمكن أن يفعل ذلك! كل ما تقولينه كذب...!!! "
فنظرت إلي ريم متأثرة بتعبيرات الذهول الطارئة على وجهي ومن ثم تحولت جديتها إلى شفقة وأسى..
" بلى..... هذه هي الحقيقة يا شمس.. جلال ترك البيت وغادر بعد أن...... أنهى... كل شيء يتعلق بك "
صعقت... وانفضت أطرافي.. وصرخت بألم أمسك برأسي الذي يدور بي ويحاول اغراقي في الألم وإعادتي للواقع......
" مستحيل... مستحيل.. مستحيل......."
أطلقت الصيحة وتابعت خطاي...
أنقذوني مما تهذي به هذه ....... ما هذا الذي تقوله...؟!!
فلغتها غريبة...!!!
وكلامها مبحوح بالألم...!!!
وقلبي يرفضه.... يرفضه...!!
خطوة إلى الأمام، ثم خطوة أخرى.. فيقترب الباب مني، ثم ينفتح.. ثم أرى نفسي أخرج عبره.. وأرى الأرض تدور من حولي، والدنيا يخف ضوؤها مع اشتداد تلك الأصوات بذكراها....
" شمس بنت أحمد الجابر.. طالق...!! ولم يعد لي رغبة فيها....
طالق...!! لم يعد لي رغبة فيها...
كل شيء انتهى.... انتهى... انتهى...!! "
طلقك...... وغادر ولم يعد موجودا...
غادر..... غادر..... غادر...!!!
فصرخت ممسكة بصدري محاولة السيطرة على الألم الهمجي المتدفق من قلبي..
" لاااااا..........!!! مستحييييل... جلال لا يمكنه أن يفعلها...... لا يمكنه.. مستحيل أن يطلقني ويختفي من جديد ......... لااااا.......... جلال لن يتركني... لن يتركني..... يا ريم..... جلال لن يفعلها..... جلال لن يقتلني...... لن يقتل هذا القلب الذي انتظره طويلا.... جلااااااااال......."
صرخت عاليا بسيول من الدموع كانت محبوسة منذ الأمس... سدود من الألم تفجرت بقوة تدمر كل أمل قد أوهمت نفسي بها للحظات.. سدود جرفت معها كل الألم صارخة بمن قتلوها...
صرخات علت بانفجار أجهش بالبكاء بين أيديهم وهم يحاولون الإمساك بي .... بعدما قتلوووني...!
" لا تفعلي هذا بنفسك يا شمس، فقلبك لن يحتمل، عليك أن تكوني قوية.... على الأقل لأجل أطفالك...."
صوت تيم...!!
بل أصوات عديدة...!!
هتافه يعلو بي... يدوي في رأسي.. يحاول أن يمسك بي.... يحاول أن يحتضنني لأهدأ وأبكي على صدره..... مجددا!!!
كذب.... ونفاق..... وخداع.. وتلك الأحضان لم تعد بريئة.. ولم تعد صادقة...
ماهي إلا جحيم أحترق بها... وأموت بسببها...!!!
فسحبت جسدي من بين أحضانه وابتعدت عنه وأنا أهتف بانهيار:
" ابتعد عني..... ابتعد عني.... كاذب...... منافق...... وخائن... أكرهك....... أنا.... أكرهك... أكرهك يا تيم...!!! أكرهكم جميعا...... أنت من قتلتموني......!!! أنتم من دمرتموني.... فدعوني أموت واتركوني.. حتى هو....... قتلني ورحل...!! فارحموني ودعوا هذا القلب يتوقف... وكفاكم قتلا لي...!! توقف أيها القلب اللعين... توقف واستسلم لطعناتهم وأرحني.... توقف...... توقف... تووووقف..........!!!!
*********
((رغم أنهم أحبوهم إلا أنهم قتلوهم...
فأصغوا جيدا لم سأقوله لكم..
من يفعلون هذا قد يفعلونه بنظرة عين..
أو بالمُراءاة والكلمات...
الجبناء سلاحهم القاتل...القبلة...
والشجعان فيضربون بحد سيوفهم...
منهم من قد يقتل حبيبه وهو شاب..
ومنهم وهو مسن...
بعضهم قد يخنق بيديه الشهوة...
وبعضهم يخنق بيدين ذهبيتين...
والأرحم منهم يستخدم السكين..
لأن من يموت بالسكين يبرد بسرعة...
بعضهم لا يحب كفاية...
وبعضهم يحب زيادة....
وبعضهم يبيع .... وبعضهم يشتري..
وبعضهم من يذرف الدمع وهو يقتل...
وبعضهم لا يرف له جفن..
كل شخص قادر على القتل قد يقتل حبيبه..
ولكن لا أحد يموت لأنه.. قتل))
اقتباس
*************

نهاية الفصل السادس.....
وبداية حياة عاصفة بالأحاسيس المضطربة من الحب..... والجفاء.... والألم......
ونيران الخيانة... والوعود المنسية....




shezo likes this.

سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 09:03 PM   #357

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسعد مساكم يا حلوين أنا تركت تعليقي لبعد الفصل عشان ما احرق الأحداث وخرب عليكم ووقتها ياسمينتي ممكن تقطع رقبتي ههههههه
فصل اليوم كان ببساطة انفجار لجلال ومواجهته مع تيم والحقيقة انا متحيزة لجلال من البداية
جلال خسر حريته لسنوات طويلة وكان الشيء الوحيد لي يعطيه الأمل هو شمس وأولاده ولما رجع أخيرا لقى نفسه هو الوحيد لي كان واقف محله ومتمسك بيهم... هو خسر حبه... وعيلته وحقه في كلمة بابا من عند أولاده... وكله صار من حق تيم لي رغم علمه بمشاعر أخوه قرر ينقاد وراء مشاعره هو... مبرر أنه اتجبر
الواقع والمنطق يقول جلال مات ومهما طال الوقت لازم يكملوا حياتهم بس هو في موقف ما يسمحله يبرر ليهم لأن صدمته كبيرة وخيبته أكبر فأكيد غضبه وقهره راح يكون بنفس القوة....
الواقع انه اخته قررت تتجاهل بصيص الأمل لي كان عنده وما تسلم الرسالة كان وقتها ربح يوم شهر أو سنة زيادة من ولاده... الواقع أنه شمس صارت ملك لغيره والدليل ابنها لي مش منه... حتى لو قلبها لسه بيعشقه... الواقع أنه ولاده خافوا منه لما شافوا ثورته... الواقع أنه امه عم تبرر عادات سقيمة ما تترك للمرأة الخيار في الحزن على زوجها والوفاء لذكراه....
بس من وجهة نظري لو جلال كان متأكد من مشاعر شمس وعارف أنه قلبها ما خان العهد مستحيل يفرط فيها ولو حرق العيلة والدنيا عشانها ولحد هذاك الوقت المسكينة راح تموت مليون مرة او ببساطة تستسلم لواقعها وتواصل حياتها بلا روح... هي ضحية اكثر من الكل وأكثر شخص اختياراته محدودة...
تيم لسة بده القتل جاي يتفاخر انه ملكها

هذا بس رأيي الشخصي ويمكن كون غلطانة او مزودتها بس هيك حسيت


shezo likes this.

سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 09:11 PM   #358

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nesrine Nina مشاهدة المشاركة
طبعا فرحانة دا تيم أنا كان صعبان عليا كتير ولما رجعها له ارتحت
خلي جلال يدور على نصيبو في جهة أخرى هههههه
البنات كلهم زعلانين أكيد راح يطلعوني من الرواية من الباب الواسع ههههههه
في انتظار الفصل بشوق
وهل عندك شك يا نوسة
جلال القلب والروح ومستحيل أخليه يتعذب فجهزي حالك :a555:

shezo likes this.

سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 09:22 PM   #359

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

ومساااءك أسعد حبيبتي ...💗
shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-19, 09:33 PM   #360

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية سيمو مشاهدة المشاركة
يسعد مساكم يا حلوين أنا تركت تعليقي لبعد الفصل عشان ما احرق الأحداث وخرب عليكم ووقتها ياسمينتي ممكن تقطع رقبتي ههههههه
فصل اليوم كان ببساطة انفجار لجلال ومواجهته مع تيم والحقيقة انا متحيزة لجلال من البداية
جلال خسر حريته لسنوات طويلة وكان الشيء الوحيد لي يعطيه الأمل هو شمس وأولاده ولما رجع أخيرا لقى نفسه هو الوحيد لي كان واقف محله ومتمسك بيهم... هو خسر حبه... وعيلته وحقه في كلمة بابا من عند أولاده... وكله صار من حق تيم لي رغم علمه بمشاعر أخوه قرر ينقاد وراء مشاعره هو... مبرر أنه اتجبر
الواقع والمنطق يقول جلال مات ومهما طال الوقت لازم يكملوا حياتهم بس هو في موقف ما يسمحله يبرر ليهم لأن صدمته كبيرة وخيبته أكبر فأكيد غضبه وقهره راح يكون بنفس القوة....
الواقع انه اخته قررت تتجاهل بصيص الأمل لي كان عنده وما تسلم الرسالة كان وقتها ربح يوم شهر أو سنة زيادة من ولاده... الواقع أنه شمس صارت ملك لغيره والدليل ابنها لي مش منه... حتى لو قلبها لسه بيعشقه... الواقع أنه ولاده خافوا منه لما شافوا ثورته... الواقع أنه امه عم تبرر عادات سقيمة ما تترك للمرأة الخيار في الحزن على زوجها والوفاء لذكراه....
بس من وجهة نظري لو جلال كان متأكد من مشاعر شمس وعارف أنه قلبها ما خان العهد مستحيل يفرط فيها ولو حرق العيلة والدنيا عشانها ولحد هذاك الوقت المسكينة راح تموت مليون مرة او ببساطة تستسلم لواقعها وتواصل حياتها بلا روح... هي ضحية اكثر من الكل وأكثر شخص اختياراته محدودة...
تيم لسة بده القتل جاي يتفاخر انه ملكها

هذا بس رأيي الشخصي ويمكن كون غلطانة او مزودتها بس هيك حسيت

يسلم لي العسسسسسل ..
والله تعلييييق مفصل وشاامل وبقلب مليان زي ماعمل جلال بالضبط...
والواقع زي ماشرحتيه مرررررير ....
بس بالنسبة لجلال او لغيره صعبه انه يلاقي حبيبته زوجه لأخوه...
وشمس فعلا كأي فتاة قروية محكومة بتقاليد ظالمة وليها من الاحاسيس المرهفة اللي يخليها تتعذب بين الجميع...

ورأيك داااااخل على قلبي وعلى طوووول..
يسلمووووا حبيبتي على تنزيلك وتعليقك واهتمامك الجمييييل والحنون....
وصدقاااا.....ماانحرم منك سمسومتي😙😙😙

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.