آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-19, 09:26 PM   #1251

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
مسااااء الجمال جميلاتي...
أخيييرا انتهيت من تدقيق الفصل ....هل أنتم مستعدووووون؟؟؟
شكرا لانتظاركم سوف أقوم بتنزيل الفصل العاشر الجزء الأول حالا:heeheeh:....
والفصل جدا رائع كما اعتدنا من رائعتنا ماما ايمي...
حفظها الله ورعاها....






الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:28 PM   #1252

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



الفصل العاشر...ج1

***********
انتفضت مكانها بعد أن مسحت أصابعها في فوطة صغيرة ثم بدأت تهرول لهاتفها بصوت يملئه اليقين :" يجب أن نعلم راشد بقصة القبر الفارغ هذه ".
صرخ بصوت وجل يملئه الذعر: "لا .. لا".
لو كان الفقر رجلاً لقتلته.. عبارة مرت بعينيها وهي تنظر لحالة الخضوع التي لاحت بعيني توأم روحها .. ذاك الرجل الذي لم يكن يخضع لأحد .. لم يكن من المستسلمين .. نعم على صاحب المقولة تعديلها ليسعد قلبه أن يقتل الخضوع والاستسلام .. حتى الفقير يكون لديه ما يقاتل من أجله يكفيه لقمة عيشه التي يكد من أجلها .. مناقضة لعين أحبت إرادتها المتحدية بالماضي لكن الآن عينيه لم تعد مسكن لأي مشاعر سوى الخنوع بهذه اللحظة ..
هتفت بصوت ميت تخشى الصراع داخل قلبها :" لماذا؟!!.. أتشك فيه ؟!!.. هل راشد من فعلها .. لا أظن أنه شارك في قتل أحلامنا مجدي ".
وقف ببطء مكانه ينظر إليها بنظرة استعطاف أن تصمت ثم نظر لابنه المترقب ما يحدث ويلتهمه إلتهاماً.. أطرق للأرض متحاشياً نظراتها القاتلة .. دوماً كانت أقوى منه حتى في ضعفها كانت قوية .. يخشى عليها مما ستراه منه .. كانت الثواني تلتهم عقلها .. فلا يمكن أن يكون أخاها هو الآخر ممن تأمروا عليها .. لا تريد التصديق ولكن صمته أبلغ من أي حديث .. تقبض على هاتفها المحمول القديم ذاك الوسيلة الوحيدة التي كانت لها بالعالم الخارجي فترة من الفترات.. عمرها كله صار فترة .. تخدرت أصابعها المطبقة بشدة على الجهاز البلاستيكي من الألم .. تكاد ساقيها أن تنحنيا سقوطاً إزاء صمته الخانع الذي أخيراً أعلن توبته على يديها لينهض متحرراً من مكمنه .. يخرج كخفوت النسيم :" لا .. لا أتهمه .. لكنه لم يستطيع حمايتنا .. ولن يستطيع الآن .. أتظنين أخاكِ سيتفرغ لنا .. لديه عائلته وابنته أولى بإهتمامه خاصة بعد وفاة باسم ".
رفعت الهاتف الكائن داخل قبضتها :" فرسان ظهرت برائتها وزوجها لن يتركها .. دعني أبلغه فهناك جسور وهادر المصاب .. روحين تتعذبا مثلنا ".
صرخ فيها بألم كحيوان يئن .. أصابعه تهتز بضعف أكبر مشيرة لخلفها حيث مدخله :" لا .. اختاري إما وجودي هنا مع صمتي أو خروجي من هذا الباب الذي لم أصدق نفسي أنه لي وأنا أجتازه للداخل ".
انتفض جسده الواهن بترقب بينما يدها تهبط لأسفل دليل إعلان تواطئها وصوتها يهدر بتصميم :" اخترتك منذ زمن .. اخترتك على دوار جدي الذي كنت فيه ملكته المجابة الأمر .. اخترتك بكل ما فيك .. حتى ضعفك وخوفك الحالي اخترته يا مجدى ".
لم يصدق وحيدهما هذا الزخم من المشاعر المتناقضة الذي شعر به على مدار دقائق .. لام قدره أنه لم يكبر في قلب هذين العاشقين .. لم يخطو بينهما فخوراً بأبوتهما .. كان يكتم شهقاته بلا وعي للسائل المالح الذي انساب داخل أخدودين حفرت حرارة دمعاته مجراهما .. لتنساب بلا إنقطاع دموع لا يمكنه إيقافها .. مدركاً الآن لتوه ما هو رده لو تم الاتصال به من هذا المهدد الواثق من جوابه ..
خشي الحركة وفضل الجمود حتى لا يقطع على والديه تواصلهما الحالي المؤلم الذي ملئه فخراً أنه ثمرة عشق قوي .. حتى هو لم يحتاج هذا الجمود الذي لبسه فقد صار الكون هما فقط لم يعودا يتذكران غيرهما .. ولا يريا غير ما هما فيه ..
جلس أبيه مكانه يتحدث بارتعاشة تسكن شفتيه وتلعثم تمطى على حافة لسانه فجاء ثقيلاً بحمله:" ما حدث بالماضي دهسنا وحطم عظامنا .. أنت لم تتخيلي السجن .. حتى السجن به كبير وصغير .. عالم كعالمنا بكل ما فيه .. لن أعود إليه مرة ثانية .. لن أشهد على شيء .. دخلت بقدمي شاهداً في قضية خرجت منها متهماً أضاعت من عمري خمس وعشرون عاماً لم ينفع معهم حسن السير والسلوك .. حتى هذان لم يشفعا لي هناك .. أحد الحراس قال لي ذات يوم أن هناك توصية بشأني أن لا أخرج إلا على قبري ..".
وضع كفيه حول رأسه وصار يضربه بكفيه صارخاً :" ليتني لم أضعف لأعود .. ليتني تحولت لروح حولكما وكفى .. ليتني .. مـ..ـت".
لم تكن تنتظر لتخطو تجاهه أكثر قطعت المسافة وهي تهيم بصوتها :" لا .. ليتني أنا لأني كدرتك مجدي .. لم أراعِ ما أنت فيه ".
كانت أصابعها تسند على المنضدة لتضع ما كانت تتمسك به .. هذا الهاتف الذي تمسكه كسلاح بيدها تتركه الآن إرضاء للحبيب الذي ما أن تقدمت منه حتى نالت رأسه بين ذراعيها تحيطه بكل ما أوتيت من قوة .. سندها هو ،ويجب عليها أن تسنده الآن .. همس بكتمة متحشرجة :" لم يعد لي وقت كثير أعاند فيه قدري .. صار ما أحلم به كسرة خبز جافة حتى لو نالها العفن ،وكوب ماء حتى لو آثن وتعكر .. المهم أني حر .. ليس هناك سجن .. سامحيني لأني جبان".
ليجد صوتها صلب بقوة الفولاذ :" حيا الله الجبن لو كان منك مجدي حتى الجبن عندك له قيمته .. يا رجل هل رفع منارة الفضيلة غير الجبن .. اٍن أفضل خلق الله أجبنهم لأنهم يخشون لومة الحق في أفعالهم ".
نفخ ابنهما أنفاسه محرقة كل ما ستصل إليه ثم انتهز فرصته للفرار ، فخرج متسللاً للخارج حتى لا يسمع ما سمعه بالفعل على لسان أمه رشقه بظهره :" ستعود مجدي الصيدلي ذو المكانة ".
نعم تعده بما لا قدرة لها على إيفاءه .. ألم تعده هو ذاته من قبل .. لا حقاً لم تعده .. هو من توهم هذا عندما تعرف على عائلته التي لم تنقذه من أخطاء لم يكن له غير اختيارها .. لم تكن خيارات بل فروض وجب عليه تنفيذها .. كما سيفعل الآن !!.. سينفذ وعوده لنفسه ولأبيه .. تاركاً الأحلام تطير للعُلى .. فالكون لا مكان فيه للحالمين بل الضواري من تفوز دائماً..
خارج الشرفة ظل ينتظر ورود هذا الاتصال الذي تأخر حسب توقعاته .. كان ينظر لهاتفه خلسة مرة ثم يختلس النظرة للخلف حيث أمه ما زالت تحتضن رأس أبيه واعياً أن طريق الدموع لم ينتهي بعد .. أخرج علبة سجائره التي تراقصت وهو يفتحها بسبب الهاتف الذي أعلن رنينه للتو فسقطت على الأرض لتتناثر السجائر بأصابع إتهام بيضاء شهباء له .. لا يعرف لماذا شعر بالضيق من نفسه .. أليست حياته متناثرة مثلها هكذا ؟!!.. أليست أعوامه البيضاء وهو طفل سالت على أرض الملجأ؟!!..
فتح الاتصال على هذا الذي سيجعله يصل لحياته وحياة أبيه معاً ولم ينتظر عرضاً يقدم بل هتف من فوره فلا أحد يستطيع التوصل للأرقام الخاصة سوى علية القوم :" أسمع أيها (البريفيت)الخاص .. موافق بشرطين كلاهما لا تخلي فيه ؟ أبي وأنا يجب عودتنا لأصلنا بلا أي قضايا .. ، والتعامل مباشر بيني وبينك فالوسطاء يمتنعون ".




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:28 PM   #1253

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



ثم أغلق الخط بينهما فلم يدع مجال للشك في كلامه .. أو ربما حتى لا يتراجع عن قراره .. كان يعلم أن الهاتف سيعاود الرنين .. مال ليلتقط سجائره واحدة تلو الأخرى كما سيلتقط حبات عمره وثمار عمر أبيه .. لن يتنازل أن تكون كاملة ..
التقط اثنين فقط من سجائره حتى علا رنين هاتفه فرفع الهاتف على آذنه منصتاً للصوت الذي حضره مغايراً كلياً بصوت أكثر ثقلاً صوت ذو بحة لا تنسى .. عميق عمق كيانه .. ابتسم لمجرد أن سمع كلمة الترحيب الأولى وبدأت ساقاه تمتدان رافعة ثقل جسده لتعودا صلبتان باستقامة الواثق من نفسه .. واقفاً بثبات فوق أرض صلبة :" مرحباً".
ثم تبعها ثقة أكبر بصوت يتمطى راحة :" لم تدهشني وخاصة والوالد صار معك داخل بيتك ,, العودة من الموت لها رهبة ".
أجاب من صوت يحمل الثقة في قراره وخاصة لدى هذا المتبجح الذي يتسلى على حساب أدميتهم :" بما أنك تعرف كل شيء .. هذا يعني أن الماضي من فعلك وأنك موافق على شروطي لأكون سمسار نقلكم بنسبة 25% من قيمة المنقول ولا أظنك ترفض فأنتم مضطرون لهذا ".
ضج الصوت الثقيل بقهقة شديدة :" يبدو أنك أذكى من الباقي .. ليت الإتفاق كان معك من البداية .. لكن يبدو أن الإدعاء يملأ نفوسهم .. ما زالوا يعتقدون أن دحية هو الحامي والجندي المدافع ".
هتف منصور بما ملأ نفسه من غيظ :" يبدو أنك تعرف التاريخ ولكنك لم تعشه .. ربما حاولت أن تكون منهم فلم تفلح ".
عض على شفته .. فلم يرد أن يكون هكذا مهاجماً لذا قضم شفته قبل أن يقول له أن التاريخ دائماً يعيد نفسه فتكون النتائج ذاتها .. لكنه تحكم في غضبه ليقطع ضجيج الضحكات الواصل له من خلال الهاتف وذلك الصوت الذي بدا قميئاً له قبل أن يعلن :" لا تتذاكى علي .. وأعلم أن التاريخ غالباً ما يعيد نفسه .. أحذرك حتى لا تكون نهايتك مثل أبيك ".
هل فعلاً هذا الحقير من أغتال عمره وعمر أبيه .. كان يتنفس محاولاً التحكم في انفعالاته لينصت أكثر لتنفس الرجل على الناحية الأخرى من خط الهاتف معقباً بجدية من يريد الخلاص :" دعنا ننهي الصفقة التي تعيدنا كيان آخر .. فكما أرى لا دخل لدحيه بالدفاع عنا سواء بالماضي أو الآن .. لكن الحقيقة ربما لم يعرفون عدوهم الحقيقي ليحمون أنفسهم .. متى نلتقي ؟!! .. لنوقع عقد الصفقة أيها العدو ".
لم يهتز الصوت القادم من السماعة بل ظل على ثبات الواثقين متناسياً من تكرار النجاح أن غلطة الشاطر بألف وتكون قاسمة :"نتفق على النسبة .. ألم تقل شرطين .. هكذا صاروا ثلاثة يا وحيد".
جاء دور منصور حاداً متسلي بما يفعله :" أنت تتفق مع منصور ليولد وحيد .. هذان الشرطان لوحيد أما منصور يريد حق عقد السمسرة الذي ستوقعه فلا صفقة بدون عقد مع منصور وكيل شركة شحن الغالي .. وكذلك لا صفقة بدون وحيد.. وأهم شرط لا صفقة بدون أن تستلمها بنفسك .. الوسطاء يمتنعون حتى لا ينال كل منهم 5و2% فتقل نسبتي التي لا تنازل فيها .. وأذكرك أن التنازل هو بوابة الخاسرين سواء دحية أو غيرهم ".
عاد الضجيج يملأ آذنيه بسبب الضحكات التي كلما حضرت .. أراد لكم ذاك الفم بكل قوة .. أما الصوت فهو قصة أخرى من العنجهية والغرور :" يعجبني التعامل معك منصور .. تبدو أسهل من غيرك .. أقصد من وحيد دحية ".
أطبق فمه على باقي الكلام الذي كان يريد التناثر من شفتيه معلناً :" في الغد هل لك السفر بالطائرة ؟!!.. احجز تذاكر ذهاب وإياب وسنلتقي وسنوقع العقد باللحظة التي أريدها أنا ".
ابتسم منصور باتساع جلب الجاذبية لملامحه :" نعم أدرك القواعد الأساسية تحديد الوقت من تخصصك.. أؤمن بالتخصص جداً.. بل أجيد التعامل به أيضاً".
أغلق الهاتف فعاد منصور ينظر لأمه وأبيه متأكداً من عدم انتباههما لما يحيكه ضد العائلة التي لم تفعل له شيئاً منذ عاد إليها .. وجد أمه تجلس جوار أبيه تحاول أن تمنحه من طعامها .. رفعت رأسها في هذه اللحظة لتلتقي عينيها بعينيه بغتة .. لا يعرف لما وارى نظراته عنها جذبها بعيداً ليأتي صوتها قصة أخرى من تذكيره بخيانته لها للتو :" وحيد تعال وأكمل طعامك مع أبيك ".
لم يجد غير سجائره ليلهي نفسه فيها بعد أن صدح صوته :" حاضر ملكة دحية .. سأجمع أولاً سجائري التي انفرطت من العلبة ".
وضع هاتفه داخل جيب بنطاله القطني المنزلي ومال جالساً القرفصاء يجذب سجائره وينفخها بزفيره مما قد يعلق بها قبل أن يضعها داخل علبته مرة ثانية .. شارد بكل ما يحدث مفكراً كي سيخون تلك الأم .. هل سيستطيع .. والده وشهادة ميلاده الجديدة وكذلك هو تستحق .. الماضي يستحق ،والحاضر يستحق .. أما المستقبل أكثر استحقاقاً.
صوت رقيق ترأى داخل عقله ليتجسد بلحظة بهتاف لائم :" ليتك تقلع عنها .. لا تدمر صحتك بقذارة النيكوتين ".
هل يمكن أن تخرج عروس مستقبله لتظهر بهذه الحدة الرقيقة .. انتفضت أصابعه فهربت سيجارته عائدة للأرض مرة أخرى ..
رفع نظرت للأمام ليجد وجهها المبتسم رغم تسربلها بملابس الحزن السوداء إنما بدت بالغة الجمال .. بسمرتها الذهبية ومنابت شعرها الفاحم كليل يضاهي الليل خلفها .. تعثر لسانه عن النطق ليخرج متحشرجاً بحدة توشي بعدم التصديق لكنها ظنتها خوفاً من قربها :" سهر .. أأنتِ؟ً".
ضغطت على شفتها حياء من نفسها لمقدمها بهذا الوقت المتأخر :" أعتذر .. لمقدمي .. عمي يضع بعض الحقائب بالسيارة .. ثم سيحــضـ.."
رفع أصابعه ليقاطع تبريرها الذي أحدث شرخاً داخله .. ثم وقف من مكانه وهو يلتقط آخر سيجارة هاتفاً بحزم :" لم أقصد أن أسأل عن سبب مقدمك .. كنت فقط أحلم بصوتك .. وجدتك أمامي .. أقصد ".
ارتبكت ملامحها أكثر لمجرد أن أنطلق صوته بما لم تتخيله ولم تسأل عن حقيقة كلماته التي لم تكن تحلم أن تسمعها منه رغم شعورها بها وبأكثر منها فمشاعره دائماً تنام بين أهدابه.. وهو أيضاً لم يصدق إنطلاق لسانه بما يعتمل داخل روحه ولكن يبدو أن مجرد عودته كوحيد جعل لسانه ينطلق إليها بالتصريح الذي لم يعد يقبل كتمان .. وجد صوتها يبرر مجدداً:" كنا نأخذ ملابس لنا من منزلنا وقرر عمي أن نأتي لنرحب بعودة أبيك ".
هتف محدقاً بها :" كيف علمتم ؟!!".
أنصت لخجلها المعانق لرقة صوتها المعهودة ليزيدها جاذبية :" كنت هنا هذا الصباح ولكن لم أرد قطع اللحظة ".
أدركت أنه من الذكاء ليفهم أنها تسللت مغادرة لتعود فتتصل بأمه تعتذر عن الذهاب وحجة كبيرة بتغير موعدها وأشياء كلها تبدو صغيرة لكن مع شخص لم يراعي أحد مشاعره أبداً يكن الوضع مختلفاً .. ابتسامة عينيه ازدادت وكادت تلتهمها كلياً ولم يعلق سوى بكلمة واحدة :" شكراً".
انتفضت عيناها ثم همست باستفسار :" على ماذا ؟!!.. لم أفعل شيئاً".
ابتسمت شفتاه وعينيه بدأتا بالتألق :" بل فعلتِ كل شيء .. أنتِ حضرتِ بهذه اللحظة لتجعليني وحيد مجدي هداية ".
لم تفهم ما يقوله وهو أدرك مدى غموض كلماته ليعود للكلام العادي :" هذا الصباح غيرتِ كل خططك من أجلنا .. أليس هذا شيء عظيم يستوجب الشكر.. هل تغيبتِ عن العمل أم أرهقتِ عمي مناع ؟!!".
لم يلاحظ كلاهما من مكانهما المرتفع الرأس الأسود الذي كان يقف ينتظر وداخله شيء من الفرح لقرب تسليمه الأمانة فهتف بهذه اللحظة من مكانه :" لم تتعب عمك .. كذبت علي أنا أيضاً حتى لا تعلم معسكر الأعداء شيئاً عن عودة أبيك ".
ابتسامته اتسعت بشكل لتشمل كل وجهه ولأول مرة يعرف معنى لابتسامة الروح .. بينما يطل للرجل داعياً:" تفضل عمي .. مرحباً بك .. بكما ".
ثم أدار لها وجهه هامساً :" لقد جعلتيني أعرف جمال ابتسامة الروح .. شكراً لكِ كثيراً".
هل حقاً ما تسمعه .. تلفتت تبحث عن عمها الذي كان يتحرك ليدور حول الشرفة فيبدأ في استلام الدرج ليصعد لهما .. كانت تريد منه إنقاذها من الحرج ولكنه يتحرك ببطء لم تعتاده أبداً ..
تحركت خطوة للخلف بارتباك ظاهر :" لم أفعل غير واجبي نحو عائلة لم تجتمع أعوام طويلة .. ثم أنا أحب عمتي وضاء جداً".
لا يعرف روحه التي تحررت فجأة ليبدأ بمرحلة غريبة من الجرأة :" عمتك فقط ".
ضمت أصابع يديها ثم شابكتهما ببعضهما ناطقة بما ينقذها من ارتباكها :" عمي مناع ".
صوتها المستجير جلب لمنصور ابتسامة جذابة لتسكن شفتيه بينما عمها يجلي صوته ويهتف :" نعم يا سهر .. هل ضايقك هذا الوحيد؟!!".
أراد شكر هذا الرجل الذي تأكد لتوه أنه فقط أتاح لهما إنفراد لحظات لكنها بمثابة قرارات هامة سيتوجب عليه إتخاذها بحياته ليمتد حبل البسمات لضحكات فضجيج صاخب ملون بالسعادة :" لم أفعل لها شيئاً عمي الرائع ".
كان قد صعد الدرج ليقف ماداً يده إليها مسلماً برجولية كاملة:" مرحباً بك وحيد ".
مد وحيد يده ليتلقى الكف الرجولية الحامية لبنات أخيه .. يكفيه هذا العمل ليكون فوق رأس من يصادفه ..ابتسامة ملئت المكان وراحة عانقت الأرواح في وجود طيبة .. شيء جعل منصور يحتاج لروح وحيد داخله :" عمي ماذا أفعل معك .. هل سأنال ما أريد لو تحدثت ".
ربت الرجل على صدره بترحاب :" لا تتحدث الآن .. عندما يمر وقت الحزن سيكون لنا كلام آخر ".
لا تصدق ما يرمي إليه منصور بعينيه الواسعة هذه .. قلبها ينتفض وتريد أن تهرب من المكان كله .. تجمد خلف عمها كطفلة صغيرة تلوذ بحمايته .. لكن الحقيقة قلبها يهرب ليسكن داخل هذا الرجل الذي منذ رأته أول مرة وهي ترفض كل من تقدم لخطبتها من أجل لحظة مثل هذه .. لكن وجودها بالمكان وسط هذا الكلام شيء آخر ..
لم تلاحظ أن وضاء تقدمت بالفعل لتربت على ظهرها انتفضت مستديرة للسيدة الهادئة التي تلقتها بحنان ودفء أضلاعها .. تربت على كتفيها بكفيها :" تعالِ حبيبة قلبي لتسلمي على عمك مجدي .. مرحباً بك وبكل أهلنا ".
كانت تتقدم تحميها من النظرات الجريئة وتهمس بصوتها :" متى ستكونين هنا ابنة دائمة ".
لا تصدق سهر ما يحدث لها ؟!!.. هل تتغير الملامح لمجرد الفرح وتنطلق الألسنة للراحة النفسية ؟!!..
يعلو صوت وضاء التي كانت قد لاحظت وجود سهر وانصتت لكل شيء يدور وفهمت ما يحدث داخل مرجل رجولة ابنها .. من حقه الزواج والحياة :" تفضل يا حاج مناع .. ستتعرف على رجل لن تترك رفقته أبداً".
كان مجدي قد جلس على أحد المقاعد الوثيرة متخذاً مكانه الجديد بقلب عائلته عندما ألقت إليه زوجته كلمات بسيطة عن هذان الشخصان ..
دلف مناع خلف السيدة وسهر معقباً :" نعم سيدة وضاء أثق بأننا سنكون أهل ".
كلمات كلها دعم متواري تؤكد موقف الجميع في التقارب بأكبر مشروع لعلاقة بين اثنين وهو الزواج تحت مظلة الرحمن وحمايته ..
دعمها سلام مناع للرجل الذي كان قد أنقذه من وقت طويل .. لقاء بالأحضان الغامرة وهتاف الأرواح المتناغمة .. يوم قرارات ليست بسيطة ولكنها ضرورية لمحكم الحياة خاصة عندما ترفرف القلوب بجناحيها الشفافة ..
*****************************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:29 PM   #1254

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



دلف المبنى الفخم بخطوات واثقة رغم حالة الترقب التي يتحرك بها .. كان ينظر خلفه متسللاً يراقب طريقه حتى لا يتبعه أحد في ظل هذا الجو المعتم من الاختلافات .. لا صداقة ولا ثقة إلا نادراً.. حتى الولاء صار على المعتقد هذه الأيام ..
بمفتاح خاص به يدير ه داخل القفل فيفتح الشقة هاتفاً بصوت خافت طبيعي :" أنه أنا .. مروان ".
تحرك للداخل لا يستطيع منع الحقائب البلاستيكية من إصدار خشخشة طفيفة كلما تحرك .. بدون أن يلتقط الصوت المنوط به الرد متقدماً للداخل حيث كان واقف متجمد ينظر للخارج خلف نافذة زجاجية عريضة يطل بعينيه على الحرية..
ملتقطاً الصوت الصادر عن أقدام الرجل الأمني الذي أنقذ حياته :" كيف حالك اليوم ".
لم يجيبه بصوته المتهالك حسرة على حريته وحياته .. مما جعل الرجل يكمل مع ذاته بصوت يخترق أسماعه .. كان يضع الحقائب البلاستيكية فوق المنضدة المستديرة في الغرفة :" لقد جلبت لك مؤنة تكفي أسبوع كامل ..لكن يبدو بطريقتك لن تستهلكها .. أنت لا تأكل يا رجل ".
استدار بهيئته المشعثة غاضباً بصوت يكاد يحترق .. شعيرات ذقنه الكثة قد منحته وسامة خاصة :" لما أكل .. هنا مثل القبر تماماً.. هنا منفي وهناك ميت .. أفتقد حياتي .. حريتي ..لا أرى فارق بينهما سيد مروان ".
هتف فيه يقطع عنه أي تكليف زائف :" مروان فقط .. منذ صرنا أصدقاء .. أم تريدني أن أعود فأناديك دكتور ".
ابتسامة شحبة هي ما جملت شفتيه ثم جلس مظهراً غضبه :" نعم دكتور ميت أمام الجميع ".
هتف مروان محدداً:" لا أمنعك الخروج ولكن تأكد أن من سعى لقتلك ليمد سيطرته على المنطقة .. سيفعلها مرة ثانية .. الآن وبعد ان أحدثنا ثقباً كبيراً في طريق تجارة الموت .. أستطيع ان أقول لك جميع الخيوط في يدنا .. لكن الدليل الذي لا يقبل رفض مجتمعي ولا قانوني.. ذلك الدليل الذي يجعلنا نقبض على الرؤوس الكبيرة التي نحن متأكدين منهم لكن بالقليل من الجهد قد يفرون .. نحن نريد ضربة استباقية لربط الجميع ببعضه .. يوم تسقط ..تسقط جدران كبيرة ونحن قادرون عليها ".
ترك الرجل الشاب نفسه يسقط فوق المقعد كمن فقد عزيمته :" الكل ضائع بدوني .. سنمار وسمراء ".
كز الرجل على أسنانه ونطق بضيق من يعلم :"غادرت لتراهم".
التمعت عينا الشاب بحدة :"نعم كان لابد من ذلك .. لكني لم أكن أتخيل أن هناك من يراقبني أنا أيضاً".
جاء صوت مروان جاد واثق :"تقصد يحميك .. نعم تركت عناصر حولك لحمايتك .. كان خلفك حتى لو كشفك أحدهم كان سينقذك بأي طريقة.. ألم أنهك عن ذلك باسم .. هذا يعرضك للقتل .. من أرادك أراد أن يحقق شيئين .. أولهما يضع بين سنمار والعائلة موقفاً وثأر لا ينتهي لأنه يريد منه شيء أكبر أو صفقة أضخم والشيء الثاني يجب أن يعلم الجميع أنه المسيطر ، وخاصة بعد سقوط أطراف قوية من الشبكة يكفي سقوط ثلاث أذرع قوية .. ميادة جبر التي تعوي مهددة داخل محبسها أنها ستخرج فمن بالخارج لا يستطيعون التخلي عنها أوابن أخيها الذي تم القبض عليه بالفعل ..وهذا سيد المليجي الذي أتضح أنه قريب لميادة وكلهم أصلهم من بلدتكم .. الغريب أن الجميع من ذات المكان كلهم أبناء لشخص اسمه البيسي وميادة هذه هي ابنة أخته كانت راقصة بالموالد حتى فتح أخيها قهوة دائمة فصارت ترقص بها كل ليلة حتى تزوجت جبر المقاول الصغير وبعدها ابتاع قطعة أرض زراعية دخلت ضمن حزام المباني وهكذا صار من الأثرياء في أيام ".
كان يقول التقرير كما قرأه وشغل باله قبل مقدمه .. نظر له باسم يهتف به :" مالنا ومال هذا ".
صدح صوته بهدوء :" كيف لا دخل لك .. كل شيء تشابك .. لا شخص يستطيع أن ينفي أو يخلي مسئوليته .. ألا تريد أن تعرف لمن الأرض التي تم نيلها ووضعها ضمن حزام المدينة ".
عاد صوت الطبيب الشاب يعارض :" هل تظن أن القصص ستفيدنا .. نحن نحتاج الضرب بيد من حديد ".
رفع مروان كفه مناشداً إياه ليهدأ :" ولابد لنا من التأكد حتى لا نضرب أحد ظلماً فالمطارق الغاشمة تخطئ أحياناً "
كان يغمض عينيه يفكر في شحوب سمراء .. رؤيتها تجاور مقبرته الوهمية كانت العذاب المقيم داخل قلبه .. كاد يهرول عليها ليعلمها أنه هنا حولها وأنه عائد .. لولا تذكره وعده بالاختفاء .. خاصة يريد لأخيه الخير فلم يكن يتوقع من أخيه حالة القنوط التي سار فيها ..
حل صوت مروان يوجعه أكثر بهدوئه الشديد :" أكثر من أربعون فداناً من الأرض التي يطلق عليها طرح البحر عندما انحسر النهر عنها كانت ستصبح من أجود الأراضي الزراعية لو تركت تجف ..لكنها بالبداية كانت مستنقع أتعرف لمن كان هذا المستنقع ؟!! ".
نظرة الفراغ أعلمته أنه لا يعلم فأستطرد بجدية :"كان لأبيك الغالي دحية .. نعم خلال أيام قبل صدور قرار جعلها ضمن أراضي البناء انتقلت للبيسي.. من أعوام طويلة هناك من يحاول أن يوقعكم .. شيء كثأر عائلي .. كره.. حسد أو حقد ربما .. الأمر ليس استفادة فقط".
هتف باسم وهو يدفع أصابعه في شعره يمهد طريق للحارارة لتنطلق من فروة رأسه المحترق كل يوم هناك جديد يعرفه عن ممتلكات أبيه وماضيه شيء يجعله فخور بهذا الأب :" أليس هذا غريب أيضاً ؟!!.. أتعرف كم يسعدني فقط أن أعلم أن أبي كان شريفاً .. شرفه كان في تصديه للتجارة الحرام .. شيء لو لم أكن علمته ربما ما كنت وافقت على ان أختفي هكذا .. ما زال يؤلمني صراخ سنمار فوقي ،ولم أصدق قدرتي الفائقة على الخداع والتمثيل فألتزم بدوري حتى أمام أخي.. كان يصرخ متمسك بي وأنا لا أتحرك لأحتضنه وأطمئنه .. لولا ذلك القرص الدوائي الذي دفعته داخل فمي فجعلني أغيب عن الدنيا نهائياً كنت سأصرخ فيه أنا حي لم أمت ".
نفخ مروان أنفاسه الحادة قائلاً: "يجب أن تشكر ابنة عمك صفوان جسور دحية هي من نبهتني للشخص الصحيح فكان لابد من أخذ الحيطة بدون علم أي أحد .. أنا وأنت فقط لذا جعلتك ترتدي الواقي من الرصاص وجلبت لك أكياس الدماء المستخدمة في السينما وثبتها لك فما كان من القاتل سوى إطلاق الرصاص فيخترق قميصك ومنه للكيس يثقبه فيظهر الدم مغرقاً ملابسك ولكنك لم تصب بأي أذى .. كنت خائف أن يصوب لرأسك ".
هتف باسم بجمود :" ليته فعل كنت أرتحت من هذه الدوامة الكبيرة .. ما زال مظهر سنمار يقتل قلبي وسمـ..".
اقتنص الكلمة داخله فلن يعيد شوقه لزوجته أمام أحد ..
الحسرة بصوته ودرجة القنوط هذه جعلته يحتد داخله فيوجه نظره لما يحدث بالفعل :"أنهم الآن يبحثون عن بديل لسنمار الذي دخل في حالة رفض كلي لأي شيء .. حاولت معه أن يحاول التواصل معهم ولكنه رافض كلياً وهذا البديل لن يكون بعيداً عنكم فلا وقت لديهم وهناك شحنات كبيرة لابد لها من الدخول منذ أصبح على حدودنا عناصر إرهابية أصبح السلاح ضرورة تدفقه بذات السرعة التي تجلب المكسب ..لن ينتظروا كثيراً حتى يفيق سنمار من قنوطه .. سينفذون ما يريدون وعن طريق شركة شحنكم فأخيك بنى صرح كبير وصلات قوية بالمنطقة .. سيستفيدون منه حتى دون رغبته ".
هتف منتفضاً ليقف على أرض لا تتسم بالثبات :" أتقصد منصور قد يفعلها ،ويخون أسوار بعدما وكلته برعاية الشركة باعتبارها أم الغالي ووصية على أمواله ".
رفع نظراته لأعلى محدقاً في عيني باسم المنفعلة :"أنا أراهن على شيء ما .. أتمنى أن يحدث".
وقف في مكانه هو الآخر معقباً:" جلبت لك ما تحتاج إليه .. سأغادر الآن لأرى هادر ..رجاء لا تتهور فإنقاذ حياة واحدة أهم عندي من نجاح العملية .. وجودك حي ضروري لإنقاذ أخيك الذي يبحث خلف سيد المليجي يريد قتله بنفسه ".
رغم كل ما فيه من ضيق من الثأر ولكنه ابتسم لمجرد أن هناك من يبحث عن حقه الميت .. عقب بكل الحنين :"أنه أبي وليس أخي الأكبر ..ما أفعله الآن من أجله فقط .. أريده أن يتخلص نهائياً من هؤلاء المجرمين وأن كان والدنا قد فشل في حربه معهم فنحن لن نفعلها".
عقب مروان الذي ربط في مهمته بين الوضع القديم والجديد ليجد نفس الأشخاص أو امتدادهم هم من يحاربون هذه العائلة :" نعم سوف ننتصر لو ألتزمت بالبقاء مكانك بلا محاولة أخرى للخروج ".
امتعضت ملامح باسم وقبض أصابعه في قبضة قوية يريد لكم من حرمه من أب كالغالي أب لم يهرول خلف نزواته بل كان له رأي متحضر خاص به .. قاوم كل الإغراءات الخاصة بالمال و السلطة ..
علق باسم فيه مستفسراً :" ما أخبار صحته الآن وطاهر أيضاً عرفت ما يحدث له .. خاصة دينار اليوم بالقنوات جميعها".
ما زال يكمن داخله شعور بالقهر على ما حدث لها وكيف أنطلق السفهاء عليها ..
صوت مروان أتى مرهق :" هادر بخير .. سيكون بخير وكذلك جسور سعدت لأنها لم تتركه .. أما طاهر ما زلنا خلفه لم نعرف مكانه بعد ".
تنفس باسم الهواء لينال شهيقاً كبيراً ثم استمر مستفسراً:" هل علمت من أطلق الرصاص يوم العملية ؟!!".
إجابة مروان أتت محددة :" نعم .. تحت مراقبتنا الدائمة .. لقد كاد يتحرش بأسوار منذ ساعة تقريباً".

انتفض عرق بجبينه منتصباً قائماً يقسم جبينه نصفين بينما عيناه قست بشدة :" ماذا ؟!!.. تحرش من أي نوع ".
رفع مروان كفه لأعلى بابتسامة هادئة مجيباً:" لا .. لا .. ليس هذا النوع من التحرش .. أقصد السرقة كان هو وأحد رفاقه يحاولون سرقتها ولكن لا أظن الهدف هو السرقة بالمرة ".
جاء صوت باسم بإجابة معللة :" يريدون إرهابها لتغادر المنطقة كلها .. أن هناك من يخاف وجودها بالبلدة .. ربما حتى لا يكشف القديم أو لأن الناس تحبها بالفعل والنساء ستتأثر بها فوجودها ضروري لتطور المنطقة ".
حرك مروان سبابته متفقاً ثم تحرك ليغادر بالفعل :" دعني أذهب لأراقب هادر فأشعر أنه مهدد .. خاصة من زوجته التي لن تصدق ما تفعله بمن حولها ".
ابتسم بصمت فلا يستطيع تحديد شخصايتهم من مجرد لقاءات .. المعرفة تحتاج عشرة طويلة واليقين بالتصرف لا يعلمه إلا الله بالنهاية ..لكن داخله قناعة كاملة أن الحق سيظهر ولو بعد حين ألم تظهر حقيقة الغالي على يد الشرطة ذاتها أعداؤه كما كان يظن :" ليتني أعرفهم جيداً .. لكني واثق أنهم جميعاً مميزون ".
لوح له بيده متحركاً خارج الغرفة الداخلية مؤكداً له :" لا تحاول مرة أخرى الخروج فقد نخرج معاً قريباً ".
العبارة جلبت ابتسامة لعيني باسم فما زال هيئة سمر توجع قلبه وكذلك قنوط أخيه يريد العودة فقط ليكون بينهما يجمع الحب بين أحضانهما ..
تحرك ليرى ما بداخل الحقائب .. أخرج العبوات من ورق الألومنيوم ليضعها على المنضدة .. صار يفتحها ليتحقق مما بها ثم جلس يتناول طعامه بنهم وكأن الزيارة جلبت الأمل في العودة القريبة .. ربما لا يحتاج هذا الطعام لأسبوع كامل فيأتي الفرج سريعاً ليعود لحياته ..

***************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:30 PM   #1255

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



ما حدث معها لم تتخيله بأجمل أحلامها .. سقطت عيناها بغتة على مرآة الزينة داخل غرفتها التي تقطنها مع ابنها .. تتذكر أنه لولا حنانه عليها وطيبته ما ارتدت ثوباً ثمينا وخلاباً بهذه الدرجة .. ليس لأنها لم ترتدي أثواب فاخرة فخزينتها تكتظ بأفخر الثياب لكنها بلا روح كلها أثواب تصلح لامرأة تناسب زوجها الأول .. أثواب لامرأة صنعت من أجل الفراش والليالي الملتهبة .. أما ما تراه الآن بعينيها باتت تلك الفتاة التي كانت تحلم برجل دافئ .. رجل يحترمها لنفسها ..
الثوب لم يكن ثوب زفاف بهذا المعنى لكنه لائمها بشكل بدت فيه أجمل امرأة .. بتفصيلته المحبوكة على جسدها يحتضنه قماشه الناعم الطويل الأبيض بدرجة داكنة قليلاً تشبه لون السكر .. كان بلا أكمام ومعه سترة قصيرة من الدانتيلا الفاخرة المطرزة بقطع الكريستال تجعله يبرق بوهج كلما تحركت .. مررت أصابعها على طرحتها المطرزة من قماش الدانتيل .. لم تتخيل أنه بعدة ساعات سيعود لها بهذه المفاجأة .. تنظر لعينيها التي تبرق كلما تذكرت فرحتها المصعوقة بدهشتها عندما فتح أمامها الحقيبة الجلدية الداكنة التي كانت تخفي محتواها وما تحمله ..
طرقة خافتة على الباب جعلتها تستدير موقنة أنها أم فهمي قد عادت تتعجلها فالمفاجآت تترى عليها .. :" تفضلي أمي ".
ثم عادت تهذي وهي تفتح أحد الأدراج :" ماذا أفعل يا أمي بفهمي ؟!!.. لا أعرف لماذا العجلة هكذا ؟!!".
رفعت رأسها عندما لم تجد رد من أمها لتجده عاقد ذراعيه أمام صدره .. هو ذاته من كانت تتذمر منه يسدد لها نظراته اللائمة عبر المرآة وتلك الابتسامة الجذابة تزين ثغره مما أربكها ودفعها لتعلق وملامح الذنب تتبدى داخل عينيها :" نعم لقد أربكت حياتي بتعجلك للسفر .. لم أتخيل أن المغادرة الليلة .. قلت عدة أيام أجمع أشياءنا و أرتب نفسي .. و..".
كانت قد أكملت دورتها حول نفسها لتواجه عينيه التي تبددت منها سحب اللوم ولم يبقى فيها سوى الحب .. نعم لأول مرة ترى الحب بعينيها .. ذاك الحب الذي كانت تقرأ عنه في الروايات المطبوعة فصمتت عن استكمال كل تبرير قد تسوقه .. مما جعله يفك ذراعيه ويمد كفيه ناحيتها ليجذبها إليه فيضعها حيث يريد أمامه مباشرة تحتك سترته بقماش ثوبها معلناً بخشونة صوته الناعمة :" ليس ذنبي أنا فقط وضعت اسمنا على لائحة الانتظار لنكون بأول طائرة .. وقد رأيتي بنفسك أن شركة الطيران أخطرتني تلفونياً بخلو أماكن على طائرة الفجر وقد وافقنا على هذا الترتيب ".
تحدثت بخفوت وهي مطرقة للأرض لا تكاد ترى أمامها .. لا تصدق سعادتها .. تدعو أن يغمرها الله بواسع رحمته فلا ينازعها أحد بهذه السعادة ، فهذا اليوم خيالي كله بداية من دخوله عليها يحمل فستان أبيض وعندما اندهشت واتسعت عيناها من فرط المفاجأة وشهقتها ما أن رأته بين ذراعيه يمتد بفخامة .. صوتها حمل الجزع الرافض :" أنه أبيض ".
كانت نظراته تسدد تجاه عينيها اللوزيتين .. همس لها :" لم أجد غير ثوب الفرحة يليق بجمالك .. كل الألوان شحبت أمام لونك الأحمر هذا شروق ".
فلم تصدق حالها وقتها عندما جذبت الثوب وهرولت من أمامه حتى لفتت نظر مازن لوضعها حين هتف بها :" ماما عودي وقولي شكراً لبابا لقد أهداكِ هدية ".
لتسمعه يتحدث لابنها بفهمه :" دعها مازن .. لا داع للشكر بيننا ".
فتعود تسمع ابنها يهتف بما كانت تكرره عليه :" من لا يشكر الناس يجحد نعمة الله عليه .. هذا ما كانت ماما تقوله من قبل لي ".
فيجيبه بهدوء :" ماما أحسنت تهذيبك مازن ولكن هل تعرف معنى يجحد ".صوته يصل إليها حيث هي .. تجمدت بالممر بين يدي أمه التي تكاد تسمع صوت قلبها يطغى على كل شيء حتى صوت أمه عندما هسهست بصوتها الفرح :" نعم هذا ابني لا يليق بك سوى الأبيض خياره مميز دائماً .. هيا قومي بتجربته أن كنتما ستذهبان للسيد هادر ".
للآن لا تصدق أنها زوجته نعم فعل كل ما قاله لها بعد عودتهما من زيارة البطل المصاب وجدت شمس وبعدها اجتمع أهل الحي المقربون وتزوجا حتى لم تصدق أن أبيها كان متواجد يبتسم براحة .. كل شيء بدا رائعاً وكأنها بحلم قصير ..
أخيراً استطاعت الحديث بتعثر لتعقب :" لم اختاره فهمي أنت نظرت لي ثم وافقت على العرض .. لم تسألني ".
كانت شفتيه تقترب من جبينها مهمهمة .. مطلقة عطره المسكي فوق بشرتها :" هل تراني أخطأت في حقك شروق ؟!!".
رفعت عينيها تلتقط مشاعره بعين بارقتين ثم تعقب بذهول كامل :" أنت فهمي تخطئ .. لقد أنقذتني وأنقذت ابني .. أعدتني للفتاة الحالمة التي تركتها من زمن مكسورة المرآة الوردية هناك في منزل زين العابدين .. لا فهمي لم تخطئ أبداً.. ربما ما أشعر به من ارتباك هو ما يجعلني متوترة .. فهناك ألف عمل يجب ترتيبه لنغادر في الموعد ".
هتف من فوق رأسها بكل هدوء وهو يعيدها بين أحضانه :" لا تحملي شيئاً من هنا .. هناك سنبدأ حياة جديدة بكل شيء حتى الشقة سوف أبدلها لو استمرينا هناك .. فما أتوقعه عرض جديد من شركتي هذا ما أبلغني به زميل لي للتو يدرسون عرضاً ليقدمونه لي لأني مهندس مميز ".
كان قلبها ينبض في لجة من المشاعر لا تعرف لها وصفاً هل أحلامها الخيرة لهذا اليوم بلا نهاية ومع وضعها بين ذراعيه هكذا تتعطل كل حواسها بالعالم الخارجي فقط حواسها تتجه إليه هو فقط ..
مستمراً بصوته الحاني :" هل تعرفين لما جلبت لك باقة من الورود الطبيعية بدلاً من الصناعية التي قد تخلد هذه اللحظة للأبد ".
سؤال لم تعرف له إجابة فقط ذكرها بهذه اللحظة التي كادت تطير فوق غمام السعادة عندما وجدته يضع باقتها بين يديها كأميرة متوجة .. فاستطرد هو بذات النبرة الأسيرة بقيد الحنان :" لأنك طبيعية أكثر من الورود .. كل شيء يظهر بهاتين العينين .. أعرفك شروق قبل أن تتكلمي لذا وقتها وافقت على العرض للسفر ".
لم ينتظر منها إجابة جديدة فقط هتف ملحقاً بنبرة متسلية قليلاً:" أما ماذا تفعلين بي ؟!!.. سأعلمك هناك في بيتنا ".
رفعت عيناها تجاهه بغتة فلم تصدق ما ترى داخل عينيه هل هذه المشاعر خزنها قدرها من أجلها هي .. لا تصدق لتنصت لصوته يرقص فوق ضربات قلبها :" أحبيني فقط شروق .. لا أريد منك سوى هذا .. بلا شروط أحبيني بطريقتك ".
"هل يمكن لأي امرأة أن ترفض عرض كهذا ".. كلمات فكرت بها ولم تدرك أنها بالفعل تخرجها على صفحة شفتيها إلا عندما عقب :" إذا نفذي ".
وكأنه يختبر الثقة في مشاعرها .. هو أيضاً يريد امرأة حقيقية تخطو إليه .. بكل ما تملك من ثقة فيه قبل نفسها رفعت نفسها على أطراف أصابع قدميها لتصبح شفتيها أمام حرارة شفتيه لتزيد من إصرارها فتقترب لتحترق بهذه الحرارة بينما كفيها تستندان على كتفيه العريضتان .. لم يتحرك تجاهها قيد أنملة كان يتذوق الحياة من جهة جديدة كان فيها مستقبل يتذوق القبول بمعناه الحقيقي .. لم يتركها تفلت من بين يديه .. عندما التحمت نعومة شفتيها مع حرارته في قبلة ألهبت داخله كل المشاعر الحسية الخاصة برجولته المهدرة لعدة أشهر لجأ فيها للصبر .. وشروق مكافأته على صبره .. لف ساعديه حول خصرها يرفعها إليه وشفتاه تكمل حديثها الصامت بلهفة غير طبيعية .. تحرك بها حيث منضد الزينة خلفها ليحشر جسدها الطري بنعومته بين صلبين .. تأوهت بصوت قطة تموء بعد آخر من الحرارة أطلقها صوتها .. ليدعها فجأة تنهت أنفاسها وتتمسك راحتها بمعدتها حتى تهدأها .. ابتسم بعد أن ضغط على شفته السفلى ثم طبع بقبلة سريعة على جبينها هامساً :" هيا شروق .. يكفي أوراقك أنت ومازن لنبدأ هناك بداية جديدة .. لا أريد هنا فقط هناك ".
لا تعرف لماذا في هذه اللحظة شعرت أنه يريد الانتصار لنفسه من ماضيه .. لكنها لن تفتح باب للشيطان الذي لم يبرع سوى بكل الطرق التي تحطم الأسرة من داخلها .. لكنها لن تدع هذا فقط سترجئه .. فكرت في عبارته عن العرض .. فقالت مستفسرة بطريقتها الحانية التي تؤثر قلبه :" حاضر فهمي .. عيون شروق .. لكن تحدثت عن عرض وأنا أخشى بقاءنا لمدة طويلة في بلد بها أخوة مازن .. يملكون القدرة والصلات ".
رفع راحتيه ليهبط بهما على كتفيها مؤكداً بنفس ثابت وكأنه ما كان في خضم تجربة عشقية :" وزوجك أيضاً ليس بقليل .. سوف أبحث عنهم أنا بنفسي .. سأطالبهم بحجز مال مازن لديهم سوف أترك هذا لهم فكل فرد يعرف حقه وواجبه .. حتى يطمئنون لي فيتركون مازن بلا مشاكل .. آخر همنا المال .. يضعون مال أخيهم بحساب بنكي أو شركة يديرونها له حتى يبلغ سن الرشد .. لكن صدقيني مازن يحتاج لأهله أيضاً .. لن نبدأ معهم سوى بالحسنى ولو وجدت منهم عناداً سأضع استقالتي على مكتب رئيسي ونعود فوراً".
ارتاحت لهذا الكلام فكل ما تعلمه أنهم يرون أن لا حق لها في مال أبيهم فأن تركت لهم المال سيتركونها لحالها .. يبدو قادر على إدارة حياتهم وهي تريد ترك كل المشاق خلفها ..
صدح من الخارج صوت مازن يهرول بحذاءه الجديد في الممر أمام الغرفة .. مما جعلهما يندفعان للنظر حيث ظهر بوسامته الطفولية يركض نحوهما ببدلة داكنة شبيهة لبدلة فهمي كم بديا نموذجين لأب وابنه عندما اندفع مازن تجاهه فيحمله لها مال عليها هامساً:" ماما أريد النوم ".
أجابه فهمي وهو يهدهد ظهره براحته :" هيا حبيبي سوف نغادر مع عمك فتحي ويمكنك النوم في السيارة والطائرة أيضاً ".
ثم سدد لها نظرته آمراً بحنو ظهر في كل محياه :" هيا شروق ولا تنسي باقتك .. أريدك هكذا بهيئة العروس .. أمامنا حياة تريد منا خطها ".
تنهدت بهدوء مصمم على النجاح .. مدت أصابعها خلفها تحمل الباقة الصغيرة من الورود الطبيعية بألوانها المختلفة وحملت حقيبتها الصغيرة من ذات اللون الأبيض السكري والتي تمثل طاقم مميز مع الحذاء .. كل ما هي فيه يذكرها أن فهمي هو بطل حياتها الذي كانت تنتظره ..
هتفت تتقدمه حيث كان ما زال يشير لها :" أول سر سأقوله لك .. أنت بطل حياتي .. سجل داخل ذاكرتك هذا فأسراري لم ولن تخرج لسواك".
وضع راحته على كتفها يدفعها بخفة لتكمل :" معنى هذا أني أريد الآن معرفة ماذا تقصدين بالبطولة هذه زوجتي الغالية ".
بدأت تقص عليه أول أسرارها بحنكة امرأة تعرف كيف تجذب قلب رجلها وبقلب طفلة لا تجيد التخطيط :" أتعرف كشك العم مفيد الذي كان يبيع الصحف بأول الشارع ".
أجابها بحركة من رأسه فأكملت وهي تخطو للخارج مستقبلة الممر أمام الغرفة :" كنت اتفقت معه بالماضي على أن أستعير رواية كل يوم وأعيدها اليوم التالي بشرط عدم الإضرار بها .. .. كنت أحرص حتى عندما أقرأها حتى لا تنثني أوراقها .. كنت أنت دائماً تشبه ذاك البطل الذي تتفق عليه كل الروايات .. رجل خارج أطر التجربة .. رجل لم أشاهده بأي مكان .. حتى بحنانك مختلف ".
تجمدت أصابعه على كتفها فنظرت للخلف لتجد نظرة هي الرحمة والود .. العشق ذاته تطل عليها من عينيه لتقول له :" نعم فهمي لقد أعدت ببطولتك هذه الطفلة التي اكتشف أبيها قرأتها للروايات فضربها حتى كسر أصابعها ومزق الرواية فلم يعد العم مفيد يمنحني شيئاً.. أعدت لي أحلامي الوردية .. هذا ما أستطيع الإعتراف به ".
غمز بعينه لها هاتفاً بشقاوة :" ما رأيك نتصل بشركة الطيران لنلغي الرحلة ونصعد وحدنا لشقتنا ".
تململ مازن بهذه اللحظة ليخرج من إدعاء النوم على كتف فهمي :" لا بابا .. لن تتركاني .. سأذهب معكما ".
دفعه فهمي وهو يضج بالضحكات للخلف .. مدغدغاً بطنه :" يا لك من مراوغ وأنا ظننت أنك سقطت في النوم من فورك ".
هتف الصغير الذي ملئت ضحكاته المكان وملأ قلب أمه سعادة كذلك :" أحب أن تحملني دائماً .. وأنت ترفض وتقول لي أنت رجل والرجال لا يحملون .. فأصبحت أريد النوم لتحملني ".
نظر لشروق مداعباً لها :" هذا الرجل القصير يريد أن يحمل .. سيتعبنا كثيراً أليس كذلك ؟!!".
تلون الممر بالسعادة لمجرد وجود أناس يضحكون .. نظر الحاج ناصف لزوجته وربت على كفها وكأنه يعلمها ان ابنه رزقه الله سعادته أخيراً.. لم يكونوا متطلبين بالحياة لم يطالبون زوجة ابنهم سوى بالاقتراب والتحصن بهم منه هو نفسه .. لكن هناك من تعالت عليهم وهناك من توارت بهم .. وبضدها تتميز الأشياء حقاً بكل شيء ..



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:30 PM   #1256

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



هتف فتحي بزوجته التي يظنها تأخرت لجلب حقيبتها من أعلى .. خرج صوته كصراخ حاد بدون حتى أن يلتفت للباب المفتوح طوال اليوم منذ غادر أخر مدعو :" هيا أسما لنوصل العروسان أو سأغادر وحدي ".
انتفض عندما ربتت على ظهره .. مدركاً أن صوته كان عال أكثر مما يتطلبه الأمر فتحرجه أكثر :" أنا هنا لي دقائق ولكنك كنت مشغول البال بالمشاهدة فقط .. تعلم يا رجل .. هكذا تعامل الزوجات ".
ابتسم وهو يلتقط أصابعها يضغط عليها بحنان هادئ فتكمل تأديبه :" هل الشهادة هي المختلفة ؟!!".
نظر لها والاستفسار يأكل عينيه المتسعة بدهشة فاستمرت هامسة :" يا آخر صبري .. ربما خريج التجارة يكون هكذا .. أرقام وحسابات .. مشاعره محددة يعني عكس خريج الهندسة يكون منفتحاً على الحب ".
رفع قبضته لأعلى كمن سيهوي بها على رأسها هاتفاً :" يبدو أنك من سيفتح رأسه اليوم أسما .. ".
تحصنته منه به عندما تمسكت أصابعها بسترته ودفعت رأسها داخل صدره لتلافي ضربته .. مما جعله يهبط براحته على ظهرها يمسده لها :" لا حبيبتي خريج التجارة حبه عملي .. وها أنت حامل وعلى وشك جلب نسخة كاملة مني ".
يدفعها إليه بذراعه مهمهاً:" هذان بأول الطريق .. حتى يصلا لما نحن فيه من استقرار سيلزمهما صهر وصقل .. فالحياة مثل الجوهرة الثمينة .. الماسة النقية لتخرج هكذا يجب أن تمهد وتدخل للنار مرات عديدة لتصبح بهذا الجمال ".
كانت تنظر إليه وتتعلم من كلماته ولم يجل بخاطرها أبداً أن تجد منه لفتة كهذه .. عندما سطعت داخل أكفه ماسة صغيرة تتوسط حلقة معدنية تبدو من الوهلة الأولى من البلاتين فقد صارت تعرف في المجوهرات .. كادت تقفز صارخة :" لا أصدق فتحي .. هذه لي أنا ".
أجابها مؤكد بالفعل وهو يأخذ أصبعها ويدفع داخله الخاتم الذي لائمها تماماً:" وهل لي غيرك أصنع له ما يضيع جماله لمجرد أن لامس إصبع أجمل منه ".
هتفت به وهي تطبع قبلة على خده :" ما هذا الكلام الشديد .. لا حرمني الله منك فتحي .. أنت أفضل رجل بالكون .. ويكفي أنك صنعته لي حتى لو كان حلقة من خيطان .. يكفي أنه منك".
هكذا الحياة تسير بنا ولدينا قناعة أننا لن نتغير حتى نجد أنفسنا داخل اختباراتها الصعبة مع شخص ندرك أنه لو لم نتغير سنفقده حتماً.. عند هذا يكون التغيير حتمي ونحن غير مدركين كم تغيرنا أو مدى هذا التغيير ..
**************************


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:31 PM   #1257

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


هل حقاً تتوسد صدره بهذه اللحظة ؟!!.. كادت تفقد الأمل في أن تكون هنا .. بل أن تكون مع أحد أحبتها .. كانت بالصباح تجتاز بوابة القاعة لتكون بعد لحظات شاهدة وينتهي الوضع لتجد أن الوضع صار أكثر من مؤلم ومربك لولاه عندما تولى الأمر كله .. تحولت مرة أخرى لمصاف الشهادة وليس الاتهام كما كان يتوقع المحامي للخصم العنيد .. حتى هذ المحقق اختفى كلياً .. ولكن وجوده ورباطة جأشه جعلها تصمت نهائياً ليتولى عنها الموضوع كلياً..
بالنهاية هي هنا في منزل أبيها حيث أن تأمينه أقل جهداً .. ليس مثل الفندق بكل المقيمين فيه والعاملين ..
يتنفس من خلفها أنفاسه تحرق بشرة عنقها تلهب مشاعرها لكنها تخشى اندفاعها كالسابق .. ستظل على موقفها حتى تتيقن من نفسها وما تريده بالتحديد خاصة وهناك عشرات المصاعب ما زالت لم تحدد بينهما ..خاصة موضوع كوثر لن تستطيع النظر في وجهها ولا قبل لها بالابتعاد عن أبيها ..الآن تظهر المشاكل الصغيرة بعد ان بدأت تتنفس خارج المصاعب الكبيرة .. لن تستطيع الحياة مقوقة القلب هكذا .. بين نار حبها ونار ولاءها لأبيها الذي لو تظهر براءته جلية ناصعة لن تتمكن من الحياة براحة .. عاد تفكيرها يطالبها بالرحيل خارج حياة جوادها وفارسها ..
حزن اكتنف صوته هامساً:" عمي لابد من محادثته .. ينتظرني منذ قدمت ".
ألم نزف داخل قلبها .. لا تعرف كيف ستمحي عن صوتها هذا الخوف من اليوم وقسوته رغم مروره ولكن طالما مهاب ما زال طليقاً لن تستطيع التمتع بالأمان الذي تريده وتتمناه .. ثم هناك قصة رشاد الذي يجب تمهيد الطريق له .. أبيها يعيش على أمل قد يقتله لو صدم به وبأنه موجود معها غمغمت برد حضر كغريب غربة تواجدهما معاً :" رشاد ".
تنفس بحدة وهو يدفع أصابعه داخل شعره فيتشعث بصبيانية تحبها .. بينما عينيها تنظر لأعلى حتى ترى إنفعالاته التي تبدت داخل صوته :" لديك كل الحق .. كيف سنبلغه بل كيف سيكون لقائهما الأول صوتياً .. أجد هذا مستهجناً بارداً".
اعتدلت جالسة على الأريكة الوثيرة التي تملأ صدر البهو الداخلي لمنزل أبيها الذي عادوا إليه منذ الساعة فقط .. حتى تم تنظيفه وترتيبه ثم وهن صوتها بإرهاق مقلق:" رشاد قد يرفض هذا المطلب ".
ما زال على وضعه بكامل هيئته واضعاً ساقه على الأخرى وذراعاه خلف عنقه تتحركان تمسيداً لعنقه المتعب :" لابد من عرض الوضع عليه .. لكن أنت يجب أن تطمئني عمي عليكِ".
هتفت بفكرة نبتت داخل عقلها لوهلة :" جواد أنظر ".
سدد لها عينيه محدقتان في عينيها الفضيتان بهالتهما الموحية بذكاء وفطنة فقال من فوره :" كم أعشق هذه النظرة الفاتنة التي تؤكد أن القادم سيعجبني ".
أغمضت عينيها من فورها وصوتها حضر كمعاتب يجيد اللوم :" لا أذكر أنك بالماضي كنت تعجب بكل أفكاري ".
امتدت أصابعه تقبض على أصابعها بقوة لم تؤلمها بقدر ما أخبرتها أنه متمسك بها يريد إزالة رواسب الماضي كله :" نعم كنت حاد المثالية وكنتِ تريدين صنعي حسب ما سمعت منك .. كم كان يؤلمني هذا فقررت أن أصوغك كنساء بلدتنا كأمي .. داخلي كنت أريد أن أصنعك أنا كما تربيت .. في عالم فيه الرجل كل شيء .. حتى أسفاري لم تغير مني لأني كنت أحملك داخلي كحلم كبير ..لم أتعرف على امرأة سواك لأتدرب معها .. لأرى المراحل جميعها .. فأدرك أن لا أحد يصنع أحد .. أنما كل زوجين يكملان بعضهما ..
ذلك التكامل هو ما يجعلهما أقوى قادران على صناعة مستقبلهما معاً".
كان يسحب أصابعها تجاه قلبه مكملاً بسحر صوته :" حاولت حرق خططك فأحترقت أنا وأحترق هذا القلب من الكذبات المحيطة بنا .. لو تعلمين ما حدث فيما بعد ..كلما ألهث لأنقذك أقف أمام جدار صلب يحتاج معاول وفؤوس لاختراقه .. ولكن مع الإصرار وجدت الطريق إليك ".
سحبت أصابعها بهدوء وضمتها إليها هامسة بجدية :" هناك أيام مرت بيننا وكل يوم حمل ساعات تحتاج أيام لنقصها .. لسنا في عتاب خلاف واحد بل دهراً من الخلافات .. لذا فقط دعني أطرح فكرتي عليك ثم نتحدث أشهراً لنعرف ما فاتنا في حياة الأخر ".
ضم ذراعيه حول صدره وهمس برفض يناقض ما سبق ووعد به:" تفضلي .. لكن لا صبر لدي لأنتظر أشهراً كما تقولين .. هذا أقسى عقاب ".
هتفت بخفوت ضاحك متجاوزة عن امتعاضه الذي تدركه جيداً من بريق عينيه والرغبة المطلة بين أهدابه الكثيفة فتبدو بحيرتان داكنتان يسكنهما سحر يجذبها تجاهه تتمنى أن تكون كيفما يريد ولكنها لن تنساق لرغبتها كالسابق فبدايتهما كانت هي الخطأ الحقيقي لها :" ما رأيك بتصوير المنزل لأبي ومن ضمن الصور ألتقط لي ولرشاد وجيكوندا صوراً ثم أرسلهم لأبي .. هكذا سيدرك أننا بخير وأنا سأحادثه حتى لو رفض رشاد سيكون هناك ما يجعله مطمئناً ".
نظرة فخر أطلت داخل عينيه في لحظة ليعقب: "الفكرة أكثر من رائعة .. سأنفذها ولكن معنى هذا أني الوحيد الذي سأحرم من الظهور بالصور أليس هذا عقاب إضافي أن أحرم حتى من أن تجمعنا صورة ؟!!".
وقفت مكانها تتحدث بندم حقيقي :" ليتني كنت حادثت أبي صباحاً قبل المحاكمة .. كان سيكون أسهل كثيراً .. الآن وأنا أشعر أن الوضع ما زال يحمل صعوبة فقدت حتى القدرة على الكذب ".
رفع عينيه تجاهها مدركاً الوجع داخل روحها مكرراً:" كذب .. كذب.. ليس هناك من يجبرك على الكذب فرسان ".
ابتسمت ابتسامة مريرة لا تظهر داخل عينيها وتحرك صوتها مختنقاً:" كيف لم أجبر على الكذب .. عشت حياتي أكذب وأكذب .. عشت أحب أبي وأكذب أني ألومه على ترك أمي .. عمري كله لم أحصل على حضن دافئ من أمي وابتسم لها حتى لا أضايقها .. كنت أكذب .. ابتسم في وجه جسور التي كل لحظة تبكي وترعد الكون.. فقط لأني كنت أريد ان أكون مثلها .. ألم يكن كذب .. كذبت على مالك أني لم ألومه عندما أتاح الخزينة لأمه تقتل أبينا بما أخذته .. كذبت عليك عندما تزوجنا وأنا ما زلت أحمل الشك ".
الألم في هذه اللحظة هو ما حصل عليه .. هل فعلاً تحمل الشك في حبه لها .. لم ينبس ببنت شفة يريد المعرفة مستعداً لتحمل الألم حتى لو أدى لموته ... إنما حالة المواجهة التي يعيشها بشكل دائم ضد جسده هي أصعب من مواجهة أي عدو خارجي فألم هذه الحرب الصامتة داخله لا يكون له علاجاً! شافياً إلا بها عندما يكتمل إتحادهما وتتعانق أرواحهما .. لكنه سألها بجدية :" هل ما زالت تشكين بحبي لك فرسان ".
ثبتت عيناها داخل عينيه معلقة بجدية تشعر بوجوبها :" لا أشك في أني أنا قد أحببت ".
انتفضت عيناه بحدة راقصة أمام ثباتها الغريب مستفسراً :" كيف لا أفهم ؟!.. حقاً أشرحي لي رجاء دعيني أعلم من أنت وما حقيقة ما كنا فيه ..".
مدركة أنها ستؤلمه ولكن لابد لها من هذا فهو رجل حميمي لا يكتفي .. وعقلها متخم بما يحمل تريد النوم فقط .. النوم وكفى .. لا تريد مشاعر أخرى تربك عقلها وتمنحه مجهود مضاعف :" أنا لم أقع في الحب .. بل سعيت إليه مرتين ".
هل عيناه تريان حقاً صورتها المهتزة وما تريد أن تقوله .. لا يعرف لماذا يشعر بالتشوش العقلي في هذه اللحظة ولكن لو كانت تسعى للمواجهة فليكن .. ابتسم بجمود داخل عينيه مكتفياً بإيماءة بسيطة من رأسه يحثها على استكمال الطريق لتخرج ما في قلبها ..
حل صوتها هادئ وكأنها تخاطب زميلة لها وليس أحد الرجلين اللذين تتحدث عنهما :" نعم سعيت مع سيف ومعك .. هو وكان أمامي دائماً بمجرد أن لوح بارتباط وافقت مباشرة .. غادر بعدها مسافراً بسرعة، وظل بيننا تواصل لا أستطيع وصفه أنه ارتباط أحبة .. ولكني لم أتوقف لحظة لأستفسر عن نوع العلاقة بيننا .. اكتفيت بما يمنحه لي وما أمنحه له .. كنت أساعده بكل ما لدي من دراسات لدرجة كل شهادة حصل عليها كنت أنا من كتبها .. كل شيء حصل عليه كان بناء لمستقبله .. وأنا اكتفيت بهذا ..وكأني لا استطيع منح الحب الحقيقي .. فقط أوراق وأبحاث .. قراءة واستنباط معلومات .. بيانات ودلائل .. فقط هذا .. لم أثر في وجهه إلا عندما وجدته ممتناً كصديق حقيقي .. هذه اللحظة التي وجدتني أصرخ فيها أني لا أريد إمتنان .. أريد حبيباً حقيقياً.. تبعها غضب حاد من داخلي بوعود كنت أعنيها بلحظتها .. وعود لم أكن أعلم أنها ستمزقني .. فكل شيء فعلته معك كان يساء فهمه بسبب هذه الوعود الكاذبة أيضاً.. ألم أكن كاذبة هكذا طوال عمري .. والأحقر أني كنت أكذب على نفسي .. أنا أصلح فقط للدراسة للأرقام وليس للحب ".
تحرك ليقف لولا أصابعها ترافق معها صوتها الهاتف فيه تمنعه :" لا .. لا تتحرك .. لا تدعني أفقد شجاعتي ..دعني أعلمك ما أنا فيه حتى هذه اللحظة لم أعلم ما هو الحب الحقيقي ".


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:32 PM   #1258

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


عاد يضجع بظهره للخلف فقط محدقاً فيها وعقله يأكله من ألم مبرح لما هي فيه .. كم تشبه ذاك اليوم البعيد الذي بكت على صدره وغادرته مبللة صدره بدموعها المريرة حسيرة على أعوام ثلاث .. لتستكمل هي بصوتها الناعم المهزوم :" لم يكن ما حدث بيننا سوى استشفاء .. نعم لا تستنكر هذا ..استشفاء .. سعيت إليه لأقهر تلك المرأة الضعيفة داخلي .. تلك الفتاة المنبوذة التي حاولت الوصول لما فيه مكانة الرجال .. نعم سعيت إليك ذاك اليوم عندما وقفت هناك تدافع عني أمام نادرة وأمام التوأم .. لا أعرف حتى هذه اللحظة أن كان سعيي لأني أحبك أم فقط لأني أردت وجودك معي بشكل دائم .. أو ربما كانت مكافئتي لك .. صدقني لا أعرف .. وسوف يؤلمك هذا ولكنه ما أنا فيه من تعقيد .. هل تفهمني جواد؟!! ".
هل بالفعل يسمع هذا منها ؟!!.. كانت تستشفي من جرح سيف ..
معركة نظرات تسدد بينهما .. هي بحالتها من الربكة العقلية التي تكمن داخلها وهو بشيء يريده ولا يعرف سواه .. رغماً عنه ورغم كل ألمه في هذه اللحظة .. أتى صوته متفهماً لما تريده :" ربما أنت أيضاً لا تعرفين الفارق بين الحب والامتنان .. أنا أعرف الفارق بينهما جيداً ..لقد سعيت إليك بكامل رغبتي .. ثلاث أعوام كاملة أعمل وأدرس .. أعمل بكل شيء لم أترك مهنة إلا وعملت بها حتى عملت بأحد الوكالات القانونية .. كنت أعمل رغم عدم حاجتي للمال فما معي كثير ولكن حتى لا أمس ما معي من مال ليزيد بما أقوم به من خلال البورصة التي كان عملائي بالوكالة يوصون لنا بالحركة .. شراء أو بيع أوراقهم المالية .. كنت أفعل مثلهم وبالفعل زادت أرصدتي وصرت بمكان آخر من الثروة .. تلك الثروة التي مكنتني من العودة والنطق لك بما في داخلي .. ليت عمي لم يتحدث معي أولاً .. كان سيكون الأمر معكوساً.. كنت ستتأكدين .. أني أخطو إليك بإرادتي الكاملة .. إرادة رجل أحب وعشق فعلاً.. رجل عاش يحب فتاة واحدة .. لم أرد غيرك .. وأعلم ان كل هذه أشياء قد تجعلك تظنين أني لا أقوم إلا بالكلمات .. لم تكوني مكافأتي فرسان .. كنت حلمي .. حلم لم أثق أنه صار لي .. كأنما كنت أستكثرك على نفسي .. نعم هذه حالتي .. كنت أشعر أنك أكبر من هذا الفتى الصغير الجسم قصير البنية .. هذا الفتى الصغير الذي كان كلما دلف غرفة لم تدركه عيناك ِ.. هذا الذي كنت دائماً تستفسرين عنه بعدما يخرج " من هذا ؟!!!".. كأنما كنت نكرة في عينيك ".
كان صوته كافياً لجلب الدموع داخل عينيها وجعل أنفاسها تتلاحق .. الوجع الذي كان يحمله والاختناق المتحشرج داخل حنجرته وسقوط كتفيه جعلا حالها جماد يسقط دموعاً.. لم يكن ينظر لها بهذه اللحظة وهي لا تقدر على رفع عينيها بعيداً عنه .. تريد المزيد .. ربما ألمه ما تحتاجه ..
تنفس بصعوبة بالغة رافعاً رأسه المطرق لأعلى بغتة بعينين تزينهما عبرتان صادقتان بلمعة تصميم :"أريدك بكامل وعيي.. لست لي امتنان .. فأنا غير ممتن لك فرسان .. أنا أحب .. أحبك بكل ما فيك من تعقيد .. حتى لو كان اقترابك مني امتنان لا أقبله ولا أريده .. لا أريدك ممتنة .. أريدك عاشقة بكل معنى هذه الكلمة ..مهما كان الوضع بيننا لا أستطيع فراقك أبداً.. لك كل الوقت حتى تعرفين الفارق بين المحبة والامتنان .. تعرفين حقيقة سعيي خلفك .. حقيقة حبي .. مع ذلك لا أستطيع إطلاق جناحيك لتحلقي بعيداً .. لا أستطيع تركك لنفسك لا أستطيع .. أنت لي فرسان معاً حتى الموت .. بكل ما أملك من أنانية .. لن أتركك"..
أغمض عينيه برهة ليعود فتحها وكأنما فتحها على عالم جديد بتفكير مغاير :" لماذا تجيدين تعذيبي .. أجدك بين يدي ثم بعدها تعاودين محاولة الفرار.. ربما هذا الموضوع المقيت الذي لا تريدين الحديث عنه هو ما يجعلك بهذا التردد ".
تحركت شفتاها بصمت كامل حذرة مما قد يقال .. تلون عيناها بكل الرثاء للذات لأنها جربت هذا الشعور المقيت بالقهر .. قرأ ما جال بين شفتيها من أحرف تخصه " كوثر ".
وقف مكانه ليقترب الخطوات التي فصلت بينهما .. لم تستطيع الخطو للخلف كأنما فقدت القدرة على الحركة نهائياً إلا عندما أمسك بأصابعها فانتفضت وأرادت الفرار من حصار ضربته رغباتها هي قبل أن يحكمه هو .. هتفت به :" دعني جواد .. رجاء ".
صوته الخشن كان أكثر من متيقن محبط لرجاءها :" لماذا تتوسلين المغادرة .. هل تظنين أن راشد ابن عمي فعلها؟!! ".
انتفضت برفض كامل ونطقت بصوت وجل خاصة أنها أول مرة تسمع له يتحدث عن والدها بدون لقب عمي مسبقاً:" لا .. لا لم يفعلها .. لا يمكن أن يكون هو.. أبي ليس مغتصب .. وهذا ما يجعلني أريد الرحيل .. عنك وعنه .. عن الجميع .. لم أعد أستطيع الحياة في إرهاق أكثر من هذا ".
كانت بالفعل تنتفض بين كفيه لم يستطيع سوى أن يجذبها لتكمن داخل عضلاته وحمايته يهدهدها بصوت يجيد إتخاذ كل الأسباب ليجعلها تهدأ بيقين ثابت :" الحق منصور وممتحن .. سنة الرحمن أن يمتحننا في حقنا بالحياة ".
كانت تريد أن توقف سيل دموعها التي قهرتها وقهرته .. لابد له من حل هذه الحالة من أجلها هي حتى تعيش كما يجب عليها أن تكون .. حرة حتى من قيد حبه .. دعها داخل أحضانه لتفرغ داخله كل قهرها .. ظلا على هذا الوضع فترة وكأنهما قد تحولا لحجرين الشيء الوحيد الذي يعلم الآخرين أنهما أحياء هو صوت نشيج فرسان على صدره ..
ابتعدت عن الجدار حيث كانت تنصت لكل الوجع المارق بالبهو .. خرجت من المطبخ تستجير بفرسان حتى تأتي وتسحب أخيها خارج المطبخ وإلا لن يتناول أحد هذا الطعام المحترق بسبب تدخلاته ..
عادت تتقهقر للخلف وعقلها يفكر في وجوب دراستها للغة العربية حتى تفهم ما يحدث لتكون معهم تشاركهم فهذا سيذيب الكثير من الجدران بينها وبين عائلتها الجديدة .. انتفضت عندما اصطدم ظهرها بجدار عضلي صلب عرفته بمجرد أن مسته .. بينما هو ما زال على حركته معها يجذبها بقوة تجاهه .. حاولت الفرار مهددة :" سوف أصرخ رشاد وأجذب أختك هنا لتقيدك بنفسها عن التحرش بي ".
عقد حاجبيها وأدارها مكانها وكأنها دمية صغيرة :" أليس هذا ما تتمناه كل فتاة .. زوج حار عاشق لها .. ما التحرش في هذا .. التحرش لمن لا ترغب يا صغيرة ".
وضعت ذراعيها بينهما وصارت تدفع صدره عنها هاتفة :" سبق واتفقنا بعد الزواج .. بطريقتك هذه أفضل الزواج غداً .. أريد زواج كنسي كامل ".
يدرك ارتباكها جيداً ورغبتها في زواج طبيعي لا تشعر معه أنها مريضة وهذا هو السبب الحقيقي في طريقته هذه هتف بها ليعلمها ما هو فيه :" أنت تريدين مني إثبات دائم أنك لست مريضة .. أقرأ هذا داخل عينيك .. أنت بنظري أجمل فتاة في الكون .. لا تقهريني معك جاكي ".
زمت شفتيها وتراخت ذراعيها عندما أوصل لها ما يريد .. مدركة أنها السبب في معانته معها .. كلما أقترب منها بأي كلمة تقول له :" ماذا تحب في شاكي .. تتقصد تلك الدمية المرعبة التي تحول لسلسة من أفلام الرعب .. ابتسمت بينما هو يكمل :" أنت تقتليني صدقيني .. كلما وجدتك مرهقة أو عابسة أشعر أني تركتك للموت .. أشعر بأني السبب في معاناتك أنت وفرسان .. صدقيني لم أكن أعرف الحب حتى قابلتك .. أنت أجمل امرأة بالكون جاكي ".
تراخت أصابعها على صدره ووضعت وجنتها على قلبه تنصت لضربات قلبه المتلاحقة هاتفة أخيراً:" أعرف .. لكني بالسخرية من نفسي أجد متنفس لغضبي كم أود نزع قلب رونالدو بيدي وألقيه لكلاب الحجيم ".
أجابها بهدوء :" سيرفضون إلتهامه خوفاً من التسمم .. فقلب لا يحمل الرحمة يسمم حتى الشياطين أنفسهم ".
ثم تحدث إليها كمن نسي شيئاً:" هل قلت لك أنه ترك كل إدارة أمواله لي بموجب وصية قانونية كاملة الإجراءات .. كما طلب زيارتي له حيث هو .. هكذا حادثني المحامي الخاص به هاتفياً".
حركت رأسها نفياً مما جعلها تحتك بصدره الدافئ الذي يصلها دفئه من خلال قميصه القطني المنزلي الخفيف.. مما جعل الإثارة تلون خلاياه فتستيقظ من غفوتها .. أبعدها قليلاً وهو يتحدث بجرأة اعتادت عليها :" ابتعدي قليلاً قبل أن تتهميني بالتحرش بشكل حقيقي لو هاجمتك هنا .. أنت قنبلة إنشطارية متتابعة تولدين داخلي أشياء مجرد ذكرها تحرش بقانون القاصرات أمثالك ".
دفعته بيدها هاتفة :" دعني رشاد فالطعام على وشك الاحتراق أن لم يكن احترق فعلاً".
صارت تتنسم الرائحة لتتأكد بينما هو وثق معترضاً طريقها عاقداً ساقيه بفوضوية داخل سرواله الرياضي المريح وقدميه العاريتان وذراعه التي امتدت لتسد الطريق عليها مما جعلها تضيق عينيها وكأنها ترغب في معرفة ماذا فعل .. هتف بهدوء :" سنخرج لنبتاع طعاماً .. الطعام أحترق فعلاً فأغلقت الموقد وفتحت النافذة ورفعت من قدرة جهاز الشفط الهوائي حتى لا تخرج الرائحة هنا ".
كان يتحرك للبهو بينما بلحظة كان جواد يناديه بصوت ملح :" رشاد .. رشاد ".
تمسكت فرسان بمرفق جواد تمنعه ما هتف به لتوه :" لا تفعلها جواد رجاء ".
لم تتخيل أنه بمجرد ان أرسلها بعيداً عن أحضانه حتى هتف :" سأعلم رشاد بما نكتمه عنه فموضوع كوثر حله هنا أولاً".
كان يشير بأصبعه بينهما كخط مستقيم سرعان ما تحول لمثلث تم رسمه في الفراغ بينهما ليشمل أخيها ..
أطل رشاد برأسه سريعاً ليشاهد تعلقها بزوجها ورجاءها بألا يفعل .. فسأل باستفسار :" ماذا هناك جواد ؟!!".
بينما هي تهتف بخوف فعلي :" لا شيء رشاد .. لا شيء ".


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:34 PM   #1259

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



لتجد من جواد حائط صد قوي هاتفاً بها :" بل هناك أشياء رشاد ".
تتحرك لتقف أمامه فيقبض على كتفيها هاتفاً بكل تصميم :" يجب فرسان .. لا أستطيع الحياة مع حلم طوال الوقت .. يجب أن تتحولي لواقع ملموس .. محسوس .. فكلما تحركت أتحرك لإتجاهك وكأن قلبي بوصلة خلقت لتشير إليكِ..لا استطيع الحياة مع التأرجح بين تحبني أو لا .. بين الذكرى ورفض النسيان .. لن نمضي حياتنا هكذا".
كلمات جعلتها تصمت تماماً .. تركته يتحرك تجاه أخيها بأقدام ثابتة بينما هي تشعر بالتخاذل في حماية أبيها ..
تحرك رشاد للداخل وأصابعه تتمسك بجيوكندا التي لن تتركه فكل ما أمامها يعني أنها على أعتاب أول أختبار لها بحياتها معه كشريكة حقيقية .. شيء تريده بعدما اكتفت أن تكون دمية يتلاعب بها ..
جلس رشاد في انتظار ينافي جيناته الفاقدة للصبر .. بينما تحرك جواد ليجلس أمامه تاركاً فرسان تعاني التأرجح بين أدوارها الكثيرة .. متجمدة مكانها في قلب المكان لا تعرف لأي فريق تنتمي .. أو ردة فعل أخيها وطريقة تقبله للأمر ..
أجلى جواد صوته يخرج كل ما يستطيع أن يؤخره عن الاعتراف .. حتى مع صعوبة الموقف ولكن حل الموقف يجب ان يبدأ من هنا فعلاً.. بدأ التراجع يقف محتشداً بكل أسلحته في ملامحه ولكن التصميم يدفعه عشقه لفرسان يصارع الموت جعله ينطق :" هناك قضية يجب حلها هنا .. قبل العودة .. موقف صعب علي لكنه ضروري وملح ".
تحركت فرسان لتقترب فتجلس على المقعد القريب من جواد بينما رشاد يتحدث بإيطالية طبيعية مكرراً كمترجم محترف ما يقال بالعربية معلناً لزوجته المستقبلية ما يقال من جواد وهذا ألقى غيمة سوداء إضافية الوطء على أعصاب جواد ولكنها حربه مع الحياة .. هذه قناعته ويجب عليه النجاح مع حلم عمره .. مما جعله يمد أصابعه ليمسك بأصابع زوجته المرتجفة فيمدها بثقة أكبر .. مستمراً في سرده :" هناك إدعاء من إحدى فتيات العائلة أن هناك حالة اغتصاب قد وقعت لها ".
استمرار صوت رشاد بسرد الترجمة وكأن لا شيء يعنيه بالقصة جعل جواد يدرك مدى استحالة الوضع كله ومع هذا كان لابد له من الاستمرار مثبطاً هذا الدافع للتقهقر :" المتهم الذي كلنا نرفض مجرد وضعه بخانة مع جريمة كهذه هو ابن عمي راشد .. أبيك".
توقف رشاد عن الترجمة الملاحقة قبل ذكر الاسم متجمداً كأنه أصيب بخرس فجائي جعله يتوقف مكانه وجعل جيوكندا تصمت إذاء منظره الشاحب .. فما يقال ينافي العقل والمنطق فكل ما يذكره رجل حاني ولكن ما يدريه هو لأي رجل تحول .. ألم يكن رونالدو حنان دافق ولم يتورع عن نزع قلب ابنته ليمد في عمره سنوات بسنواتها .. كان يدفع أصابعه في شعره يقتلعه من جذوره خفت صوت جواد فهو يعلم ما يعانيه :"يكفيك أن تعرف أن هذه الفتاة هي أختي الكبرى ".
رفع نظرته تجاه جواد وكأنه يراه لأول مرة .. نعم يراه فعلاً بشكل مختلف .. هل هو هناك ليدافع عن رجل قد اعتدى على حرمة أخته .. حرك نظرته لفرسان بغرض التأكد من هذا الذي يقال .. فلم يجد غير صمتها وإطراقة من فقد القدرة على النظر لأحد بعدما قتله العار .. حرك سبابته تجاه جواد ثم أطلق العنان لقدميه يهرول للخارج بكل قوته .. جزعت فرسان لمرآه بهذه الطريقة وتوقفت جيوكندا تهرو خلفه فمنعها جواد بكفه هاتفاً بعربية :" سأعيده أنا ".
كانت قدماه تتبع خطى هذا الطويل الذي خرج من الباب تاركاً خلفه كتلة نسائية تحتضن بعضها في محاولة يائسة من فرسان ان تفهم جيوكندا التي لن تصمت على هذا ..
حتى تفهم فأكملت لها فرسان ما حدث بنفس كلمات جواد بترجمة فورية محترفة .. كانت تنتظر من جاكي صراع أو صراخ ولكنها ضجت بالضحك لتكمل بإيطالية :" نحن نغالي أحياناً بردات فعلنا .. منذ دقائق كنت أكاد أقسم ان رشاد يتحرش بي .. لكن هذا الاغتصاب لا أظنه قد حدث بالرجل الذي كرهه رونالدو بهذه الطريقة ".
ثم هتفت توضح بانقلاب للأدوار فعلياً فبدل من ان تكون فرسان هي التي تدافع عن أبيها وجدت من جاكي هذه المناصرة :" لا أصدق ان الرجل الذي رباكِ هو من يفعل هذه الجريمة المنكرة .. مهاب يفعلها ورونالدو يفعلها .. حتى رشاد مع جنونه قد يفعلها لكن أباك لا ولم يفعلها .. لا أعرفه نعم .. لكني عرفتك .. كلنا صور لمن حمانا بتربيته .. كلنا نسخ جيدة الطباعة لمن منحنا قلب حقيقي .. أبي مارتن روجيه كان من هذا النوع .. من رباني هو أبي الذي أعترف به.. أما هذا الرونالدو الذي أراد موتي ليحيا هو على حسابي لا أعترف به وأعرف ماذا يفعل جيداً ..".
هتفت فرسان بحسرة مسبقة لما قد تؤول إليه الأمور :" ليتني أملك ثقتك .. يختلف الوضع لو كان هذا الشخص أباك أو يمت لك بصلة .. أنما الكلام سهل لمن يده في الماء البارد".
كلماتها جعلت جيوكندا تضج بالضجيج الضاحك :" كل ما أنا فيه ويدي ما زالت في الماء البارد .. أكان علي أن احترق فعلاً أكثر من هذا .. أنا أفيق طوال الليل على صوته القبيح وهو يأمر هذا الطبيب أن ينجز عمله وينزع قلبي .. أمره نفسه جعلي أرتعد خوفاً .. حملوني وكمموا فمي للآن استمع صوته وأتذكر كل شيء .. أكان عليه ان ينال قلبي لأفهم .. واقعنا مر ولذا علينا التمسك بأطراف الحياة ..أليس هذا ما كنتم تجعلوني أتمسك به .. بعد ما عانيناه معاً أشعر أن لا وجود لأسرار أخرى أليس كذلك ؟!!".
رفعت فرسان عينيها تحدق بهذه الصغيرة التي دائماً تثبت قدرتها على الحياة .. ثم رفعت سبابتها لأعلى كأعلان عن سر واحد متبقي .. هتفت فيها جيوكندا بكل سخط :" هيا قولي لأني لن أسمح لأي أسرار إضافية ".
هتفت بها فرسان وهي تفرد ذراعيها :" أنت خسارة في رونالدو .. كم أحبك يا فتاة ".
قفزت داخل حصن ذراعيها تتعلق بها هاتفة :" وأنا أيضاً أحبك ".
ثم أشارت للباب الذي لم يغلق خلف من غادرا المكان هامسة بيقين أكبر :" هذا أجمل ملامح بالكون يحبك لدرجة اليقين .. يكفي أن سكب كبرياؤه تحت أقدام أهلك كاملين .. يريدك بشكل يائس .. يريد حبك لدرجة لا معقولة .. أراد أن يزيل من أمام عينيك أي طريق للتراجع .. لم يعد هناك مهرب منه ".
لم تكن تنتظر هذا التوضيح من أي أحد .. قبلت جبين الفتاة بأخوية حانية تحتاجها كل منهما ثم استطردت :" أنت أجمل زوجة أخ بالوجود .. أحببتك قبل أن أعرف أنه يحبك هذا المعتوة لم يكن يدرك .. كيف لم يدرك أن هاتين العينين خلقتا للحب فقط ".
كانت جيوكندا تشدد على خصر فرسان بذراعيها :" أحبك حقاً وأريدك أن تعلميه الحب هذا المجنون .. الذي تسبب في حرق طعامنا ".
اندفع شيء تحت ذراع جيوكندا لتدرك أنه طفل فرسان هتفت به :" نعم .. هل ضايقنا حضرتك في مكانك أم لمجرد أن سببت خالك الكبير ".
ضحكت فرسان من هذه المشاغبة اللطيفة لدرجة جلبت لعينيها الدموع وكأنها بالفعل كانت تحتاج لشيء يحسن مزاجها .. ظلت على ضحكتها وقهقهتها حتى اندفع رشاد داخلاً هاتفاً :" هيا جاكي سنبتاع طعام بدل من المحترق" .. اندفعت واقفة تريد الصعود لكنه أمرها :" هيا هكذا لن نبتعد كثيراً".
تحركت داخل بلوزتها القطنية الواسعة وبنطالها الجينز ناحية الباب فتضع قدميها داخل حذاءها الرياضي الخفيف الذي وضعته منذ حضروا هنا داخل خزينة المعاطف الجانبية المجاورة للباب وقالت له :" هيا فصغير أختك يدفعني لأنه جائع ".
اغتصب ابتسامة شاحبة همس بعدها :" له أب يطعمه بنفسه ".
غادر بدون ان ينظر خلفه تجاهها .. شيء جعلها تدرك أن هناك وقت سيمر حتى يتجاوز الأمر .. هذا حدث لها وما زالت لم تتجاوزه .. الشيء الوحيد الذي هون عليها الوضع معرفتها لأبيها ..
دلف جواد من الباب بعد أن كان قد متع نفسه بسيجارته التي أصر على إكمالها .. هتف ما أن اقترب منها :" سيمر كل شيء وسنضحك على هذه الأيام ".
كانت تنظر إليه من مكانها تحاول معرفة ماذا قال له عندما غادر خلفه .. لكنها تريد جرعة من أمانه وحصنه .. همست بغمغمة تحاول إتخاذ نفس الطريقة التي فعلتها مع جيوكندا ربما تتجاوز التوتر الساكن بينهما :" ربما تصرفك هذا هو أفضل شيء .. دعنا نتجاوز حلقة الأسرار .. هناك سر واحد باق ".
سدد لها نظرة غامضة بما لا يقبل أي شيء مزعج وكأنه يقول لقد اكتفيت همست بخفوت وهي تمسد بطنها التي بدأت بالبروز منذ غادروا الفندق بعد نزعها المشد الذي كان يقمع حركة صغيرهما :" هذا جائع وبدأ يتمرد علي يركلني .. رشاد قال لي أباه يطعمه ".
ابتسم لها ابتسامة جلبت السحر داخل عينيه بدكنة قشر البندق عندما تصفو ومد أصابعه تجاهها لتضع أصابعها في راحته فيجذبها بهدوء معلنا بصوته الحريري :" له كل الحق بعد ان كنتِ تخنقينه بهذا المشد ".
ثم مال لأسفل برأسه منحنياً أمامها يحادث طفله :" أركلها جيداً يا عاصم وإياك أن تخشاها.. أحبها وأطعها بلا خوف ". رفع لها عينيه وهو يغمغم :" أعلم أنها تخيف الجميع بما فيهم أنا نفسي ".
تجمدت برهبة الكلمة لتستفسر بجدية :" هل تخشاني حقاً جواد ".
أجابها بإيماءة من رأسه معلناً بصوت جذاب يحمل الفتنة :" نعم أخشاك خشية فرار الحلم .. وفخور بك جداً فأنت قادرة بكل معنى الكلمة على صناعة الرجل الذي هو داخلك الآن ".
لم تتخيل أن تسمع لصوته وهو يعترف بما سبق وأخرجته خلال حنقها على رجل بات لا تتذكر ملامحه :" هل أنت فعلاً صادق جواد ؟!!.. ".
أجابها وهو يقيد خصرها بذراعه موجهاً إياها للأمام :" لا تشكين بي أبداً حتى لو بالمزاح ، فأنا لم أكذب عليك أبداً ".
ابتسمت لتعدل من طريقتها وهي تميل عليه تحتضن ظهره بذراعها :" كم أنا فخورة بك منذ بدأت أعلم من هو الرجل الذي اختاره لي أبي .. سأظل أسيرة إختياره فلم يعد هاماً أن كان هو من فاتحني أو أنت .. المهم أنت هنا وأنا فخورة بك جداً ".
ثم أطلقت تنهيدة أتبعتها بكلمات لابد منها :" ربما كانت بدايتنا بسبب سيف المالكي .. لكن الآن لم أعد اتذكر ملامحه أتصدقني جواد ".
حرك رأسه بإيماءة متوافقة ثم أجلى صوته مستمراً على درب المصالحة متحركاً ليواجهها :" نعم .. أصدقك .. ربما ملامح الوجة تتعرفين عليها الملامح الداخلية خلف قناع الزيف هي الأهم على ما أظن .. فسيف اعتاد ارتداء الأقنعة حتى ضاعت ملامحه الحقيقية ".
ثم شهق معلناً :" حقاً لا تعرفين .. لقد تم القبض عليه كوسيط لتوريد الأسلحة .. تركته بالنيابة يصرخ أنه بريء يوم حصلت على براءتك .. حقاً أردت الهتاف فيه بأنه حقك ولكني عدلت عندما شعرت بالفخر أن خسارته مكسب لي ".
غمغمت بصوتها الحزين وبنفس الوقت سعيدة :" هل تريد قبلاتك العشر قريباً.. أم تنتظرني ".
سدد لها نظرة جادة تحيط الرغبة المشتعلة في عينيه بإطار الصدق .. توقفت كثيراً أمامها حتى همس مطلقاً أنفاسه لتصلها حارة منعشة :"
لا تتعجلي .. سأنتظرك وهل أملك غير هذا .. ورغماً عني سأفتقدك أكثر من توق رجل واحد لأميرة أحلامه الوحيدة .. أحبك ولن أترك شيء يمحو أثري من قلبك .. فخور بك بكل كياني ،وحريص على أن تكوني فخورة بي .. ربما هذا علاجي الوحيد منذ كنت طفلاً صغيراً مهمشاً أمامك .. أن تريني بهذه العين الفخورة ".
لم تجد غير الفرار من دربه إليه فكل شيء يؤدي إليه .. رفعت نفسها لتصل إليه هامسة باقتراب لا يجعل له مجالاً للشك فيما تقوله :" لم أكن بهذه الثقة بك قبل الآن جواد .. أريد قبلاتي العشر منك أنت وحدك ".
هل هي جائزته بالحياة .. أميرته الوحيدة .. تذكر اختراعه السابق فهمس من فوره بنعومة تتنفسها شهيقاً:" منذ البداية والقبلات كان لي .. من أجل ظمأ الأعوام .. فأمي كانت ستنال قبلاتها بنفسها ".
تتذكر الآن كلمات أمها عندما قالت لها :" وضع كل كبرياؤه أمامك وتحت أقدامك فرسان هذا الرجل يحبك .. فهو رجل ابن رجل ".
لم تجرؤ على التفوه بشيء ليس خشية من شيء حتى قطع هذه اللحظة الآثيرة إنما لم تتحدث لأنها صارت قطعة رغبة خالصة عليه إلتهامها ساخنة مع شفتيها التي بالفعل أصبحت لحمة واحدة مع شفتيه .. كان حريص على فتح عينيه ليرى عينيها التي لم تخجل مع إسبالها لأهدابها تتمتع بانطلاق حواسها مع تقلبات عينيه .. لم يدرى كم طالت القبلة الأولى إلا عندما أفتقدت رئتيه الهواء حقاً فالشغف منعه التنفس .. تركها لينظر إليها يستمتع بتأثيره الطاغي عليها همس وهو مصمم على استكمال اعترافاته :" من قال أنك سعيت ممتنة لمجرد دفاعي عنك .. أنت كاذبة كبيرة أميرتي ".
رفعت إصبعها تحك جبينها وتأخذ خصلة وهمية لتضعها خلف أذنها ثم عضت على شفتها السفلى غمغمت بهمسها المترجي الصفح :" ماذا كنت أفعل ؟!!.. موضوع كوثر يجعلني لا أعرف كيف سألتقي بها .. حتى مع يقيني من براءة أبي .. الموقف مشين في كل الحالات ".
همس بصوته الرجولي :" هي ذاتها تغيرت .. أصبحت تدرك أن ابن عمها كان يغلق عليها الباب ليسترها عن عينيه حتى ".
ثم رفع أصابعه ليضرب جبينه جالباً معه خبر كان قد نسيه أو داخله كان يعلم أنه لن يكتمل :" ستتزوج كوثر .. لقد خطبها وسيم مني ".
اصطف مليون سؤال في عقلها أقلها هل هو الخشن فلم تجد غير إشارة للسقف ابتسم لها مجيباً بإيماءة موافقة معلناً بصوته :" الخشن ".
لم ترد ان تعكر صفو هذه الأمسية .. فلا يبدو ان الخشن لا يعلم .. بل كان يعلم كل شيء .. إشارته وظهوره لها .. دعمه كل شيء جعلها تصمت عن الحديث لتجيب براحة نابعة من قلب قاسي تجربة صغيرة لم تنتهك فيها :" أنا سعيدة من أجلها جداً".
همس في عينيها :"ما رأيك نصعد أعلى ونغلق علينا باباً .. لتنالي قبلاتي العشر كاملة ".
لم تجب بشيء ليزيد عليها :" سوف نطعم هذا الوحش داخلك عندما يصارعني عليك هو يركلك من الداخل وأنا أؤدبه من الخارج ".
هتفت فيه :" يا لك من وقح ما زلت كما أنت .. أتصدق أخشى على هذا الوحش من رحلاتك اليومية ".
غمز بعينه وهو يديرها حيث الدرج المؤدي للغرف العلوية التي وضع فيها الحقائب بنفسه :" لا تدعي التهذيب أميرتي .. أعرف كم أنت مشتاقة لي كما أنا بالضبط .. تعالِ حيث غرفتنا التي اخترتها لك قبلية لا تتمتع بالهواء البارد ".
هتفت بحب دفين :" كم أعشق اهتمامك بالتفاصيل سيد جواد ".
كان يحتضن خصرها وتنام راحته الأخرى على بطنها كإعلان لذلك الكامن تحت قلبها أن يهدأ فهو الآخر جائع لها بشكل آخر لتهمس بألم مبرح :" آه لو تعلم ما حدث لي جواد ".
غمغم بصوت مشبع بالوجع :" علمت منه بكل شيء .. لذا زينت عينه بلكمتي ".
نظرت إليه غير مصدقة أن رشاد بهذا الصدق ليستطرد هو كلماته وكأنه قارئ أفكار خاص بها :" يبدو أن ابن عمي راشد صادق وشريف لذا جيناته كانت سائدة فجعلكم جميعاً بهذا الشرف .. سوف أقص عليك وقت العشاء كيف أصبح التوأم .. ستسعدين بهما ".
هتفت متلهفة على الأخبار :" قص علي أولاً جواد وإلا لن تنال قبلاتك ".
ضحك لدرجة القهقهة معقباً :" انسي أميرتي .. ليس بعد كل هذا الوقت من الشوق أتنازل عن حقي فيك .. ثم أي قبلات هذه التي تتحدثين عنها .. هل نصعد من أجل قبلات فقط .. فكري بشكل أعمق عزيزتي ".
لكزته بجانبه ليتأوه فعليا بينما يفتح الباب أمامها هاتفاً :" تفضلي أميرتي .. فرصة والمنزل خالي .. عل أخيك يحمل دماء الفرسان فلا يعود بسرعة ".
ثم وقف أمامها يقول بهمس صوته الخافت وكأن ما سيفعله هو جل ما يريد في الحياة :" صحيح قبلتنا تجعلني أتمنى أن أرتفع للدرجة الأعلى في الحب .. لكنني لن أتنازل عنهم جميعاً.. عشرة كل يوم في عدد أيام غيابك التي كانت شهر ونصف .. لن أحسب سأنال منك ما تريدين منحي وما أريد منحه لك ".
سعيدة بما وصلت إليه من إنتصار لنفسها وثقتها به .. فقد أطلقت للحب العنان ليطير بعيداً عنها ولكنه بحث عنها عائداً ليحط عند قدميها مرة أخرى .. فهو لها للأبد هذا ما جعلها تعرف الفارق بين الحب والامتنان .. لم يكن سيرها تجاهه امتنان وواجب شكر .. بل حب عميق وفتنة جذابة بكل ما فيه .. حتى أخطاؤه معها أحبتها لأنها كشفت لها عن معدن الأشياء ..
بعد حوالي الساعة سحبها معه لتنام فوق صدره العريض فيفض الصمت بإحساسه وتكون المصارحة وتدور الفضفضة عن ما حدث لكل منهما دون الآخر والمعاتبة تكون أوقع وأجمل بين عاشقين خرجا لتوهما من لحظة حميمية .. الإلتحاف بأحضان بعضهما يجعل من كل شيء سهلاً بعد معاناة طويلة .. فخدها يوعده ليلامس شغف روحه ويقطف بوحه من عذابها ما يمكنه أن يزرع مكانه زهرات تنمو من جديد .. وكأنه يأمرها أن تنثر زهرة الأوركيدا فوق شعر صدره الكثيف بأناملها النحيلة .. ليشتعل من جديد ويأبى تركها همس بجدية يقصدها :" يبدو أني انتصرت على الوحش داخلك ".
نظرت إليه بعين ناعسة مستفسرة بإرتياح بينما هو ينظر إليها ثم يطبع قبلة على طرف أنفها الصغير محركاً حاجبيه لأعلى متجهاً بعينيه نحو أسفل باتجاه بطنها مستطرداً:" أظنه نام فلم يركلني ولا مرة ".
ابتسمت بخجل زاد من فتنتها فجذبها بذراعه يضمها إليه أكثر :" الجوع كافر حقاً".
كانت تعلم أن ما بعينيه ليس جوع طبيعي .. للحظة خشيت من هجماته التتارية عليها فهتف وهو يمنعها :" اشتعل أكثر وأنت قربي يا ابنة راشد .. حتى قبلاتي العشر كان كجمر مشتعل أحرقت جوفي أكثر مما صنعتِ يا أميرة ".
لم تجب بالكلمات فقط الشفاه يكون لها عمل آخر في هذا الوقت عندما حطت على شفاهه الحارة فيدع جسده ينزلق لأسفل على فراشهما الدافئ بدفء العشق الملتهب في أوردتهما معاً.. سبحا معاً داخل بحار العشق الثائر .. عشق طورته القبلات المشاكسة لجنون عناق ثم ثارت البراكين دافعة حمم العشق بكل خلية لم تترك منها خلية ثابتة أو تعاني الحزن بمفردها.
************

انتهى الفصل ...
قراءة ممتعة للجميع...
وبإذن الله تعالى سيكون الجزء الثاني يوم الثلاثاء....
دمتم بأمان الله...




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 09:35 PM   #1260

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 11 والزوار 5)
‏الأسيرة بأفكارها, ‏حنان الرزقي, ‏جنة محمود, ‏emtalal, ‏توين الحربي, ‏Safeeee00, ‏ali.saad, ‏ايات يوبو, ‏Asmaa mossad, ‏مهجه123, ‏عمرااهل


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.