هوس القلوب... * مميزة ومكتمله *

[الوفى طبعي الوفى]

مساء الخير
اولا لي عتب عليك لانني لم اجد الرواية سوى الامس، ثانيا انتي تعرفي انه رأيي بكتاباتك مجروحة، بس لازم تعرفي انه من اللحظة اللي وجدت فيها الرواية اصريت ع قراءة كل الفصول حتى اتابع الرواية معك..

ان شاء الله لي عودة مع رايي عن ابطالك وَيَا ريت اذا ممكن انك تبعثي لي رسالة في كل مرة تنزلي فيها رواية جديدة

[M!ss Zoz]

مافيه فصصصل اليوم !؟

[هند صابر]

هوس القلوب ج2

الفصل الرابع .........

كان جابر يسير في أروقة الدار مترنح بخطواته ويمسك بسترته وكان قاصدا الباب الخارجي بعد ان قضى وقته مع فاتن والذي اختصره بحصوله على مبتغاه فقط شأنها شأن أي فتاة في الدار كأنها لا تهمه ولا يعرفها!
لكنه عندما وصل الى الباب الخارجي ادار وجهه ببطء وبعيون ناعسة تطلع الى سليمة التي همست خلفه: "جابر .... اريد ان احكي معك"
أشار لها بيده وكأنه يقول لها ليس الان الا انها قالت وهي تسير خلفه الى الشارع: "موضوع هام جدا"
قال بدون ان يقف او يلتفت اليها: "دفعت وليس لكم شيء عندي"
هي وبسرعة: "بخصوص نسرين"
ابطأ الخطوة والتفت اليها ثم استدار وقال وقد ضاقت عيناه: "مرة أخرى يا سليمة؟ وعدتني ان تقنعيها وتلينين قلبها ولم أجد الا نفور وصد منها البنت لا تريد ان تسلم لي وليس لي بلغة العنف وانت تعرفينني ومع ذلك فقدت صوابي واذيتها أكثر من مرة ولم اعد اشعر بالارتياح للأمر كله .... اما ان تخضع لي بإرادتها واما ابتعد ليس لي كلام اخر واعتقد انني اعطيتك كلما اتفقنا عليه"

سليمة وبنبرة هادئة: "يجب ان نتكلم في مكان ما لدي كلام كثير يهمك"

قال ببرود: "اتبعيني نتكلم في سيارتي"

امر السائق ان ينزل وينتظره وصعدت سليمة وأغلقت الباب.



بعد مرور نصف ساعة تقريبا قدمت له هوية نسرين وبقية متعلقاتها وتطلعت به وهو يشعل سيجارة وينظر الى ما بيدها وقالت له بجدية: "هذه قصة الصبية باختصار وبمنتهى المصداقية وهذه هي حقيقتها واوراقها الرسمية "
ولما رأت بعينيه نظرات الارتياب قالت: " منذ عرفتني كذبت مرة عليك او اخلفت وعد؟"
اكتفى بالصمت ولم يتناول منها الهوية وواصلت: "ان ابتعدت عن البنت ستكون بيد غسان وسيشغلها وهي غير مؤهلة لذلك العمل وربما تفعل بنفسها شيء كما حاولت سابقا .... اخبرتك عن قصة البنت وليس لي هدف سوى خدمتك لانني اعلم إنك راغب بها"

قطب جبينه وقال بتجهم: "ما قصدك؟ ماذا تريدين؟"
اجابت بجدية: "خذها .... خذ نسرين لك"

.................................................. .....................................

بعد مرور يومين ....

دخلت سليمة الى غرفة نسرين وقالت لها بابتسامة: "سأزف اليك خبر ستقبلين الأرض ساجدة من السعادة يا بنت"

نسرين وبدهشة: "ماذا؟ أخبريني ارجوك؟"
سارت سليمة نحوها ووضعت يدها تحت ذقنها ورفعت وجهها اليها قائلة: "انت محظوظة يا نسرين .... ستخرجين من هنا كما وعدتك .... جابر وافق ان يتزوجك"

اتسعت عينيها وبهت قلبها وكأنا لم تستوعب ما سمعته ونهضت بسرعة وامسكت يدين سليمة قائلة بلهفة وابتسامة مقترنة بدموع: "صحيح .... ساخرج؟ وافق جابر ان يتزوجني؟ يا الله لا اكاد اصدق نفسي كيف حصل هذا اخبريني"
سليمة وبابتهاج: "اول مرة أرى ابتسامتك الحلوة .... حصل يا نسرين جابر يحبك ولم يتردد وافق وسيأخذك قريبا"
تلاحقت أنفاسها ووضعت يدها على بطنها وقالت بقلق: "والطفل؟ عرف جابر؟"

سليمة وهي تشد معصمها بخشونة: "اياك .... انس امره ولا ترددي هذه الكلمة جابر لا يعلم ولا يجب ان يعلم .... في الوقت الحالي على الأقل ثبتي جذورك بقلبه أولا وبعدها يضطر ان يتقبل الامر اما الان ستخربين الدنيا لو بحت له"

نسرين وباضطراب: "وغسان؟ سيدعني ارحل من هنا؟"

اومأت سليمة لها موافقة وتركتها وخرجت

لا تعرف كيف تعبر عن فرحتها بقيت تفرك بيديها وتكاد تطير وتحلق في السماء معقول!
ذلك الكابوس سينتهي؟ تخرج من ذلك الظلام وكل شيء كسر بها سيتم إصلاحه يتزوجها جابر وغدا يعترف بطفلها وتتخلص من العبودية والاستغلال؟
يكفي انه يخرجها من دار البغاء ذلك وحده انجاز وكان حلم بداخلها
لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها وفكرت بكل من هنا من ضحايا ومضطهدين وتمنت ان يجعل الله لهم مخرجا كما سيحصل معها تمنت ان تساعدهم بأي وسيلة
ليت عهد غسان ينتهي وتصادر الدار الى الحكومة وتخلو من الجرائم التي تحدث في ظلامها
كأنها اليوم ولدت من جديد وكل جراحها ستشفى خاصة اذا قدمها جابر لمجتمعه وأهله على انها زوجته ويعلي شأنها ويمحو العار الذي التصق عنوة على جبينها
ستغفر لجابر افعاله وتسامحه حتى على تعديه عليها وامتلاكها بالغصب ما دامه سينجيها ويخيط جروحها.

.................................................. ........................

التفت غسان وعيونه تقدح نار قائلا: "نعم؟ يبدو إنك فقدت صوابك .... كأنك خرفت يا سليمة هذا الكلام مستحيل تحقيقه .... البنت ستبقى هنا في الدار ولن تخرج منه الا جثة"

جلست سليمة وقالت بنبرة اقناع: "اجلس يا غسان وسندرس الموضوع ونخرج معا بنتائج إيجابية لصالحنا .... نسرين منذ دخلت الدار وحالنا تغير واضطرب والقلق يلازمنا مرة من انتحارها ومرة من هروبها ومرة من البوح بأسرارنا امام الزبائن ومرارا من جابر الكاسر وجنونه وتقلبات مزاجه .... بخروجها نضمن الحصول على عدة ميزات تصب في صالح الدار .... نسرين بنت نكديه وخجولة ومعقدة ولم تونس الزبون مهما عذبتها وضربتها وحتى وان اخذها الزبون بالغصب سرعان ما سيملها لذلك علينا ان نستفاد استفادة قصوى منها ونعقد صفقة رابحة ونكون بذلك استثمرنا البنت واستفدنا من براءتها وجمالها .... صفقة بيع رابحة وليس لها الا الكاسر قادر على ثمنها .... حدد المبلغ الذي يعجبك وان كان قاصما للظهر فجابر سيعارض بداية وربما يتردد وربما يرفض ويبتعد لكنه سيعود وسيدفع لانه واقع ومجبور بها خبرتي تقولي لي ذلك .... من جهة صفقة بيع رابحة ومن جهة أخرى فاتن حرة وملك يديك تأخذها يمين تردها شمال مرة لك ومرة للعمل .... من جهة ثالثة جابر الكاسر سيبقى زبون يتردد على الدار بين الحين والأخر فرجل مثله غير قادر على التوبة فهو مشرب بحب الشهوات من النساء .... لا يستطيع ان يتحكم بنا كالسابق وسنلوي ذراعه ونهدده باننا سنوصل الخبر الى اهله وعشيرته ونخبرهم ان ابنهم اخذ بنت من بيت الدعارة واتخذها خليلة واسكنها في بيته ووضع سمعتكم في الأرض وبهذا التهديد جابر لن يحرك ساكن معنا"

ضاقت عيون غسان وابعد بصره ووضع أنبوب النارجيلة بين شفتيه وقال بهمس: " والله اغريتني"

.................................................. ....................................

نهضت فاتن واتسعت عينيها على اشدهما وقالت بذهول: "معقول هذا الخبر؟ لا اصدق .... كيف؟"

فخرية وبسعادة وبهجة: "افرحي يا فاتن انتهى كابوسك وستختفي تلك البنت من الدار الى الابد غسان باعها الى رجل من محافظة أخرى يقال انه غني ويريد خليلة بمواصفات تلك المعتوهة"
سارت فاتن في الغرفة وهي تردد: "أتمنى ان يكون كلامك صحيح لاني تعبت وتدهورت منذ رأيتها وفقدت جاذبيتي وصحتي.... خطفت حبيبي وغيرته علي .... صحيح انه عاد لكن بعودته اذاني أكثر مما أسعدني عاد الي بدون إحساس وبدون لهفة .... جسد فقط وكل باله مشغول عني وكان بارد للغاية كأن البنت سحرت له والادهى والذي يفرسني منها انها تتظاهر وتزعم انها لا تريده وتتكبر ابنة الكلب على تاج رأسها"

فخرية وبابتسامة عريضة: "المهم انها بيعت وانه سيعود اليك كالسابق وأكثر لا تفكري بسلبية ارجوك حاولي ان تفرحي قدر الإمكان ذلك الجمال الذي تملكينه يجعل كل الرجال عبدة تحت قدمك اولهم جابر وسترين"

.................................................. ...................................

كان الباب يطرق بقوة ارعبت سعاد التي هرولت وهي تردد: "عفوك يا الله سترك يا رب"
عندما فتحت الباب دخلت عمتها المحتشمة بعباءتها ودخلت خلفها عمتها الأخرى وصاحت احداهن وهي تلطم وجهها وتسحب خدودها: "فعلتها بنت بهيجة ولوثت سمعتنا وسودت وجوهنا .... فاحت رائحتكم يا سعاد .... اختك هربت مع صاحبها .... اختك تعريت وزنت وجلبت العار لاخي المرحوم في تربته وجلبته لاخي المسكين شكري .... جلبتا لنا العار يا بنات بهيجة حتى انت انت يا سعاد الارملة الله اعلم ماذا تفعلين في الخفاء ربما انت التي هربتها"

سعاد وبانفعال: "لا تتحدثي عنا هكذا لا تشككي بتربيتنا ولا تذكري اسم امي الا بالخير حرام عليك نسرين مظلومة والله اعلم ماذا جرى لها ربما ماتت اختي ونحن لا نعلم"

قالت عمتها الأخرى وهي تربت على صدرها: "وقحة أيضا ولسانك طويل يا سعاد بأي عين تتحدين وتردين علينا تعال يا شكري تعال واسمع بأذنيك"
قالت الأولى بحدة وغضب: "لم تربي البنات يا شكري واحدة هربت مع صاحبها وواحدة تقف وتضع اصبعها بعيوننا وتدافع عن العار والفضيحة"
وبقيت الثانية تضرب على افخاذها وتنحب حتى استفز ذلك الموقف شكري الذي اقبل كالمجنون من غرفته وبيده العصا وانهال على سعاد بالضرب القاسي وامام اطفالها الذين يصرخون فزعا!

.................................................. ...........................................

قال ماجد بانفعال: "يا امي جابر سحب مبلغ ضخم من حسابه البارحة انها لكارثة اين يبدد أمواله؟ لا اريد ان اصطدم معه لأنه لا يحب النصيحة ولا يحب ان يراقبه احد لكن الذي سمعته خطير يا حاجة ابنك ملموم على دار سيء السمعة ويسهر مع الراقصات والغانيات وبنات الليل ويصرف عليهن ابنك مغفل واقسم بذات الله لو لم يمتنع عن ارتياد دار البغاء سأتصرف ولولا خوفي على سمعتنا لمسحت ذلك المكان من على وجه الأرض لكن مالنا ومالهم نريد ان نبتعد عن الشر وعن السوء ونستر انفسنا في هذا الوقت الصعب وانا لدي مسؤوليات واعمال وغير متفرغ لتلك المشاكل .... حاولي معه يا امي اترجاك لعله يتوب وليتفرغ لحياته وعمله ويتزوج ويغلق افواه الناس عنا .... لدينا اخوات وبنات والله الستار .... ان وضعي حساس ومكانتي مرموقة وموضع احترام حافظوا على ذلك والا سأصطدم مع جابر واوقفه عند حده ولا اضمن ان لا أوصل الخبر الى والدي ليتدخل"

بكت ام ماجد عندما تركها وخرج غضبان واجهشت ببكائها وعندما اقبلت ايمان احتضنتها قائلة بحزن: "ما بك حبيبتي؟ ما الامر ماذا فعل ماجد حتى ابكاك؟"

ام ماجد وعبر دموع: "ابكي على حظ اخوك جابر مقهورة عليه ما يفعله بنفسه يؤذي قلبي قبل ان يؤذيه"
ايمان وبضيق: "تكلمي معه اخبريه عما لا يرضيك ارجوك انت والدته وهو مرغم ان يسمعك لا يجب ان يجلب لك التعاسة دائما بأفعاله"
وبسرعة نهضت ايمان وابتعدت كالهاربة عندما اقبل جابر!

مسحت والدته دموعها وقال وهو يقترب وبدهشة: "ما بك يا حاجة؟"
هي وباستياء: "الذي بي لا يعجبك يا جابر .... وكلامي لن ينفع"

رفع حاجبه واسند ظهره على مقعد الاريكة وقال ببرود: "مادام الامر به ماجد فأكيد انت محرضة رأيته لتوي خارج وبدون ان يلقي التحية وعرفت ان هناك مشكلة افتعلها"

ام ماجد وبنبرة اقناع: "الكلام الذي وصلني مؤلم ترضى لقلبي ان يتوجع يا جابر"

اعتدل وامسك يدها المنمشة وقبلها وقال بجدية: "لا طبعا .... قولي ما بك ما الكلام الذي وصلك وازعجك"

قالت بصوت خافت: "لي طلب واحد منك واحد فقط وان حققته سأكون راضية عنك ولا يهمني كلام احد"

هو وبتأمل: "طلباتك أوامر .... دموعك غالية وإذا كنت انا السبب لن اسامح نفسي"

قالت بنبرة راجية: "اريدك ان تتوب"
عقد حاجبيه وقال بانفعال: "اتوب؟ عمن اتوب؟ وهل اذيت احد منكم؟ ارتكبت شيء وانا لا اعرف؟"
قالت بحيرة وقلق: "تتوب مما انت به .... اترك المعاصي يا ابني انت تربيت ببيت طاهر ونظيف كيف توسخ نفسك بيديك .... انت رجل ناجح وجميل ومتعلم وعندك شهادة محترمة وغني وفيك كل الخير لماذا تسيء لنفسك بترددك على مكان موبوء وقذر وتنجسك بنات الحرام .... اعرف ان كلامي قاس وغير مناسب وأول مرة اتطرق لهذا الموضوع الحساس لكن انا امك واحق انسان بك ومن واجبي اتجاهك تنبيهك .... ان طريق الحرام مليء بالأشواك .... أخشى ان تجرحك اما بصحتك او بسمعتك او مستقبلك .... اوعدني بالتوبة جابر"
خفقت اهدابه وابعد بصره
قالت مواصلة وبلهفة: "اوعدني"

أعاد بصره اليها وربت على يدها واومأ لها قائلا: "اعدك انني سأتوقف عن ارتياد المكان الذي يزعجك"

تنفست بارتياح واطمعها ذلك ان تقول لتغير مزاجه: "وان تتزوج .... اخطب لك بنت خالك و"
تطلعت به عندما نهض ولم تكمل لانه تغير وبدى منفعل وتركها وابتعد.

الا الزواج لا يتقبل ان يكلمه أحد عنه وكأنه امر محظور!

.................................................. ................................

ارخت سليمة ظهرها على الوسادة وتذكرت اخر ما دار بينهما وبين الكاسر بتلك الليلة والاتفاق الذي عقد بينهما ترى سيفكر بالموضوع جيدا؟ ترى استطاعت التأثير عليه؟ الذي أقلقها انه ذهب ولم يقل شيء لها وانما انزلها ورحل!
وضعت يدها على خدها وسرحت واسترجعت الحوار بينهما وردة فعله عندما اخبرته ان يأخذ نسرين
عندها أسدل اهدابه الحالكة مع ظلمة الليل ووضع السيجارة بفمه ثم نفث الدخان وقال بتوتر: "لا افهم كيف يعني؟ ماذا تقصدين تكلمي بوضوح وقولي كل ما عندك بدون مماطلة"

وضعت الأوراق في سيارته وقالت له بنبرة ترغيب: "انت تريد نسرين لك وحدك وانا لا اضمن ذلك فقد حميتها وحفظتها لك لكن لا اضمن ان تبقى في مأمن وانت تعرف الدار جيدا أخشى ان يلتف عليها غسان كما فعل مع فاتن ويشاركك بها او انه يطمع بأحدهم ويقدمها له او يبيعها ويكسب ثمنها انه غسان لا أحد قادر على معرفة اغوار أفكاره ومخططاته .... البنت هنا لا تنفعك وستبقى تتمرد عليك لكن لو اخذتها الى مكان خاص بك وعرفت انها ملكك ستسلم وتلين وتشعر نحوك بعرفان الجميل لانك انتشلتها من الظلام وستفكر ان تقدم لك شيء مقابل ذلك صدقني نسرين ساذجة جدا وسهلة الانقياد وقلت لك كيف استدرجها ذلك الشاب واوصلها الى هنا باسم الحب ظنت انه سيتزوجها ويخلصها من مرار عمها وظلمه"

اشاح ببصره وقال باقتضاب: "تلك مسؤولية كبيرة .... لا أنكر انني اريدها لكن انا رجل معروف واسم عائلتي في"
قاطعته قائلة: "انت فكر بالموضوع على مهلك وصدقني انت تبدد هنا مالك عليها دون جدوى الهدايا يأخذها غسان بمجرد خروجك ويؤذيها ويجوعها ويخوفها بين الحين والأخر ويجعلها تكره حالها وتكره كل من في الدار وانت كل مرة تأتي وتدفع له دون حصولك على مرادك وتبقى تشك ان يلمسها أحدهم ويستغفلك"

احتدت ملامحه وقال: "لست واثق انها لي وحدي كما تزعمين .......ما دمت تكلميني بصراحة ومادام الشاب الذي جلبها الى هنا لم تره من يومها أخبريني من يجرؤ على لمسها وهي تحمل اسم مفضلتي؟ غسان يلامس البنت؟ أخبريني يا سليمة كما سبق واخبرتني عن فاتن .... كان امامي دليل واضح على ان هناك من يتقرب لها"

قالت له بتسخيف: "منذر ولد متهور وكاد يموت حتى يطلبها من غسان لكنه رفضه اكثر من مرة وحدث وان تحرش بها بالقوة وغسان اوقفه عند حده ولم يعيد الكرة من يومها ..... انه الدار يا جابر ومشاكله لا تنتهي ونسرين معرضة لهم ما دامها بقبضتهم .............. انت أولى ان تتمتع بالصبية فهي حلوة ونقية ونظيفة وتناسبك ابقها عندك شهر شهران سنة الامر بيدك وبعدها ان سئمت منها ارجعها الينا او افعل بها ما شئت حتى وان رميتها بالشارع هذا شأنك"

هو وبتأمل: " وغسان يوافق؟ ما ثمن ذلك يا ترى؟ أتساءل ماذا ستطلبون مني من مبلغ؟"

هي وبهدوء: "غسان لا يهمه سوى المال حتى لو كانت نسرين ابنته سيبيعها ولا يتردد .... انظر كم تساوي البنت؟ انت بكل الأحوال تدفع"

تطلع بها من الأسفل الى الأعلى قائلا: "وانت؟ ما مصلحتك؟"
هي وبكل وضوح: " المبلغ الذي سيحدده غسان لبيعها لك انا سأخذ بقدره وسأسهل المهمة"

.................................................. .........................

كان يوم مميز بحياتها لم تنسه مهما حييت انه يوم خروجها من السجن خروجها من البيئة الوسخة انه ميعادها مع جابر الذي اتصل وأخبر سليمة ان تلبسها لباس مناسب ومحترم وانه سيأتي ليأخذها
وسليمة اخبرتها انه اخذ اوراقها وانه سيباشر بمعاملة الزواج وسيسكنها معه في بيته يالها من قصة كقصص الف ليلة وليلة
لكن قلبها سيبقى مع النساء في الدار وستبقى تتذكر قصصهم ومآسيهم وتمنت ان تخبر جابر عنهم لكن سليمة اشترطت عليها ان لا تفتح فمها بأي سر هنا حتى لا تتعرض للانتقام وتخسر جابر لذلك هي مضطرة ان توفي بوعدها لسليمة التي قدمت لها خدمة العمر انها ممتنة لسليمة التي ساعدتها وحافظت عليها وعلى جنينها لكنها لن تنس ان تفعل أي شيء من اجل الدار.

.................................................. ...........................................

خرجت الى شمس الحرية وتنفست الهواء بعمق وابتلعت ريقها وشعرت بالغبطة ولم تخفي ابتسامتها لانها اكتست تعابيرها بالقوة انها سعيدة ولا تعرف كيف تترجم سعادتها.

رأت سيارة فخمة جدا واقفة بانتظارها وقادتها ساقاها الى حيث جابر الذي ينتظرها ولما وصلت الى السيارة فتح لها من الداخل الباب الامامي وأشار لها لتصعد وكان وحده وكان جذاب جدا بملابسه البيضاء الانيقة كالعادة
صعدت واغلقت الباب عليها وتطلعت للدار المخيف وطرقات قلبها لم تهدأ حتى ابتعدت بها السيارة وبقيت تتطلع الى الدار من بعيد واغرورقت عينيها بالدموع ورغما عنها اجهشت بالبكاء.
.................................................. ................................

ابتعدت السيارة التي تقل نسرين من جهة ومن جهة أخرى ركضت سليمة الى غرفة غسان لتقول بفزع وهي غير قادرة على التقاط أنفاسها: "غسان .... غسان .... محمد خرج من السجن"

رفع غسان بصره بسرعة واتسعت عينيه!

[هند صابر]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 9 والزوار 7)
‏هند صابر*, ‏سما السيد, ‏نفحات الزهر, ‏monefade, ‏ياسمينة الماضي+, ‏اناسي, ‏بسمه أمل, ‏Majd_f, ‏jo jo sy


شكرا لمتابعتكم

[ام رمانة]

روعة،ونقلة كبيرة جدا في الاحداث نسرين طلعت من عش الدبابير،
ومحمد خرج من السجن، ونسرين معتقدة ان جابر هيتجوزها😏.
يسلموووو عالفصل الرائع.

[هند صابر]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 16 والزوار 9)
‏هند صابر*, ‏اولا توتي, ‏monefade, ‏سعود2001, ‏Refat hasan22, ‏دوسة 93, ‏قلب حر, ‏jo jo sy, ‏سماح2119, ‏sara osama, ‏Majd_f, ‏nouhailanouha, ‏اناسي, ‏نفحات الزهر, ‏ياسمينة الماضي+, ‏بسمه أمل
ليلة جمعة مباركه

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوفى طبعي الوفى

مساء الخير
اولا لي عتب عليك لانني لم اجد الرواية سوى الامس، ثانيا انتي تعرفي انه رأيي بكتاباتك مجروحة، بس لازم تعرفي انه من اللحظة اللي وجدت فيها الرواية اصريت ع قراءة كل الفصول حتى اتابع الرواية معك..

ان شاء الله لي عودة مع رايي عن ابطالك وَيَا ريت اذا ممكن انك تبعثي لي رسالة في كل مرة تنزلي فيها رواية جديدة

اهلا وسهلا انرت غاليتي واعذري تقصيري
سعيدة بوجودك وانتظر رأيك باهتمام وشوق
شكرا جزيلا لمتابعتك

[أميرة الوفاء]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 23 والزوار 13)
‏أميرة الوفاء, ‏monefade, ‏Alzeer78, ‏la luz de la luna, ‏modyblue+, ‏صابرة عابرة, ‏شيخهه, ‏(Nermo), ‏@جار القمر@, ‏اولا توتي, ‏سعود2001, ‏Refat hasan22, ‏دوسة 93, ‏قلب حر, ‏سماح2119, ‏sara osama, ‏Majd_f, ‏nouhailanouha, ‏اناسي, ‏نفحات الزهر, ‏ياسمينة الماضي, ‏بسمه أمل

[modyblue]

السلام عليكم وعود احمد اقلقتينا عليك
عودتي بفصل صاروخي وبه انقلابات من كل نوع وفي كل دار
سلمت اناملك المبدعه والاحترافية اتمني لك كل الخير

[modyblue]

كن قلبها سيبقى مع النساء في الدار وستبقى تتذكر قصصهم ومآسيهم وتمنت ان تخبر جابر عنهم لكن سليمة اشترطت عليها ان لا تفتح فمها بأي سر هنا حتى لا تتعرض للانتقام وتخسر جابر لذلك هي مضطرة ان توفي بوعدها لسليمة التي قدمت لها خدمة العمر انها ممتنة لسليمة التي ساعدتها وحافظت عليها وعلى جنينها لكنها لن تنس ان تفعل أي شيء من اجل الدار.