آخر 10 مشاركات
قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          ومنك اكتفيت -ج2 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-21, 01:30 PM   #1581

difa

? العضوٌ??? » 13980
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 917
?  نُقآطِيْ » difa is on a distinguished road
افتراضي


Merci pour cette histoire

difa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 05:41 PM   #1582

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الاخر كان رائع جدا
تالا و شهاب مبين رح يرجعو لبعض ما عاد في شك علاقتهم اصبحت رائعة جدا
كذلك رنيم و هاني صار في تفاهم كبير بينهم
و رنيم شخصيتها بتبان اكثر كل ما توغلت بعلاقتها بهاني
ما عادت البنت الي تهتم بالامور التافهة و شخصيتها صارت اعمق و اجمل
نارت كان متفهم جدا للي تمر فيه دينا و عرف كيف يحتويها و يفهمها الفرق بين الحياة العملية و الشخصية ..
منتظرين الخاتمة على ناار


هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 07:58 PM   #1583

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد مساكم جميعا
اعزائي ترقبوا بعد قليل الفصل الثلاثون (الاخير) والخاتمة بإذن الله
احداث كثيرة بانتظاركم فكونوا بالقرب


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 08:25 PM   #1584

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


الفصل الثلاثون ( الأخير )

أمضت رنيم الظهيرة تطهو أكلة الصاجية الشعبية بالطريقة التي وصفتها أم مزنة.. وضعت قطع الدهن في المقلاة، ثم أضافت البصل ولحم الضأن والفليفلة الحمراء والخضراء، ثم اتبعتها بكمية من البندورة المفرومة.. أخذت تحرك المزيج مدندنة بأغنية ريفيه لكثرة ما سمعت النسوة يرددنها حفظتها منهن..
اسمر خفيف الروح بلحظة رماني.. أي والله
قلتله أتمهل يا زين.. يا راميني بسحر العين
ماخذ عقلي ورايح وين.. دربي دربك مهما يطول يا أسمراني
سبحانك يا ربي شلون، خالقلوا سحر لعيون..

ومع ترنيمتها للحن الجميل دارت ترقص في أرجاء المطبخ بردائها المزركش والمنديل الذي تلفه حول شعرها للوراء تعقصه بربطة أعلى رأسها..
وقف هاني مرتكزا بكتفه على أطار الباب يناظرها وهي غافلة عنه، تتنقل بليونة وخفة وقد بانت عليها البهجة واضحة.. بخطواتها الراقصة اتجهت إلى النافذة المطلة على الفناء الخارجي تنادي:- هاني .. هاني أين ذهبت؟.. الغداء جاهز.

تنحنح هاني مصدرا صوتا خفيفا، التفتت إليه رنيم متفاجئة وعاجلته بسؤالها:- منذُ متى وأنت تقف هنا؟

- منذُ بدأتِ وصلة استعراضك الغنائي.
غمزها ضاحكا:- اسمر يا خفيف الروح..

رنيم بمزاجها الرائق تماهت مع مزاحه ضاحكة:- ماخذ عقلي ورايح وين يا لسمراني.. أي والله...
ما لبثت وأن قطعت غنائها، لطمت كفيها بخديها مغمغمة:- الصاجية!!.

أسرعا معا يتفقدان محتوى المقلاة.. تنهدت رنيم تتنفس الصعداء:- الحمدلله لن نأكل اليوم طعاما محترقا..

- هذا مؤسف .. لأن معدتي اعتادت على الطعام الـ ..
توقف هاني لبرهة واستبدل كلمة المحترق بمصطلح أكثر لطف:- المحمر بدرجة زائدة.

تعالت أصداء ضحكاتهما وشرعت رنيم تسكب الطعام باستعجال قائلة:- لنأكل سريعا.
- ولما السرعة؟
- هل نسيت مجددا؟.. بعد قليل موعدي مع الفتيات.

- لم أنسى.. لكني ظننتكِ ستملين العمل بعد مرور عدة أسابيع وتعتذرين عن متابعة الأمر.

قالت جادة:- بالعكس تماما.. مع مرور الوقت أزداد حماسي أكثر، لأني الآن أرى نتائج جهودي مع الفتيات.. لقد اكتشفت ان العمل أمر رائع وممتع جدا.

رنيم تخلت عن أتكاليتها ولامبالاتها وعدم منفعتها.. فخلال أشهر أقامتها بالمزرعة أضحت تدرك وتفقه وتهتم بما يدور حولها، بل ومعنية بمن يحيطونها.. لهذا راحت تصغي لتذمر أم مزنة من الوضع المتردي بمنطقتهم وتجاهل الجهات الرسمية والمسؤولين لشكواهم.. وذات مرة علمت منها أن مدرسة الإناث في القرية تعاني من نقص بالكادر الأكاديمي، الفصول الدراسية تمر دون وجود معلمات بديلات يتابعن الطالبات.. ابنتها مزنة وبقيت زميلاتها يجدن صعوبة بالغة في فهم مادة اللغة الانجليزية لوحدهن..
حينذاك رنيم بادرت متطوعة بمنح جزء من وقتها للاجتماع مع الطالبات اللواتي يرغبن بالتعلم والاستفادة، فتعطيهم دروس خصوصية مجانية دون أي مقابل لكي تتحسن لغتهم وترفع مستواهم العلمي..

مشى هاني بجوار رنيم يرافقها إلى بيت أهل مزنة حيث تجمعن الفتيات بالفسحة الأمامية تمسكن كتبهن ودفاترهن وأقلامهن متأهبات لمتابعة دروسهن.. وبالقرب أمهاتهن يفترشن الحصائر على المسطبات وهن يحملن صغارهن الرضع..

همست رنيم بنبرة حالمة:- يوما ما سأنجب أطفال أحبهم واهتم بشؤونهم ورعايتهم تماما كما تفعلن تلك النساء.

حدق بها هاني مستغربا متمتما:- حقا!!
استدرك مستفهما:- ألن تتركي مسؤولية الرعاية للمربيات؟.. كي تتفرغي لتجميل نفسك، والسفر إلى مدن العالم لحضور عروض الأزياء والاحتفالات.

انبرت تجيبه سريعا:- بالتأكيد سأحرص على الاهتمام بجمالي، لكن سيكون لأطفالي المرتبة الأولى دائما.. لن اتركهم للمربيات والمدارس الداخلية كما كان يفعلان أبي وأمي.. أريد ان أكون مع أبنائي لأربيهم بنفسي.. أراهم يكبرون تحت ناظري عيوني.. أقف بجانبهم إذا ما أخفقوا، أساندهم كلما احتاجوا لدعمي، أشاركهم أفراح نجاحهم.. وقبل كل شيء أن أمنحهم عاطفة حناني.. وحبي الكبير.

تأملها هاني وملامحه تعكس مزيجا غريبا من التفاجئ والإعجاب..
تأمل عيناها اللتان بدتا أكثر رقة بدون كحل.. فمها المبتسم بشفاه طبيعية لها لون التوت البري.. أدهشه صفاء بشرتها المتوردة الملوحة بالسمرة من اثر أشعة الشمس المتوهجة..
رنيم الواقفة أمامه تودعه لتنظم إلى طالباتها اللواتي وقفن يستقبلنها بحفاوة تختلف تمام الاختلاف بهيئتها وشخصيتها عن رنيم التي عرفها سابقا.. اختفت لعبة الباربي المتصنعة المتبرجة ببذخ، المبالغة بانفعال غضبها وزعيق أوامر الغطرسة والتبجح والفوقية.. ظهرت رنيم كإنسانة من لحم ودم وروح، تتحرك بخفة وتتكلم بعفوية وبألفه دافئة لتوقظ فيه مشاعر أبدا ما تخيل أن تعتريه اتجاهها..

______________________


بوجهه المورد المفعم بالنضارة وعيناه اللتان تشعان ببريق الذكاء راقب يحيى أبيه وهو يقوم بتركيب العجلات الصغيرة للعبة السباق..
التقط بيداه الصغيرتان أحد العجلات مقلدا بتركيز ما يفعله شهاب.. ما أن نجح بتركيب العجل سارع بلهفة ينادي أمه تالا ليريها انجازه فرحا مسرورا.. صفقت له تالا وشجعته ليستمر في تثبيت ووصل القطع البلاستيكية المستطيلة لتكتمل دائرة سكة حلبة السباق..
عادت تالا إلى المطبخ لتتفقد الطعام في الفرن.. بعد فترة انظم لها شهاب وجلسا متجاوران على الأريكة يحتسيان القهوة.. سألها باهتمام:- ما أخبار العمل؟ هل تسير الأمور جيدا في متجر الحلويات؟

- كل شيء يسير على ما يرام والحمدلله .. لكني أشعر بالتوجس قليلا.

- لن تنتصري ما دمتِ تهدرين طاقتك بالتوجسات.

وافقته بهدوء:- معك حق.. لكن أحيانا هنالك توجسات مبررة.

وضع فنجان قهوته على الطاولة الجانبية، واستدار بجذعه ناحيتها:- ألا تعتبريني صديقا؟.

أومأت إيجابا:- بلى..
- أخبريني إذن عن توجساتك.

رفعت تالا رأسها تنظر إليه، قالت متعمدة الإيجاز الشديد في ردها:- مالك الxxxx.

أجفل شهاب متصلبا لثوانِ، ثم اعتلت الحيرة ملامحه، ابتلع ريقه ببطء مرددا بتعجب:- مالك الxxxx!! ما به مالك الxxxx؟.. تعاملكِ مع المساعد وليس المالك.

تبدلت تعابير وجهه بغته، تجهم بتكشيرة استياء فظيعة، استفسر بخشونة:- هل يزعجك مساعد المالك؟.

سارعت تنفي:- لا .. أبدا..

مواجهتها للمنغصات أثارت فيه الغضب، لكن ما أشعل لهيبه أكثر فكرة تعرضها لأي نوع من التحرشات، استفهم يتحقق من الأمر بإلحاح:- ألا يضايقك بأسلوب لفظي أو حركي؟

استنكرت تالا ما تبادر لذهنه:- المساعد جدا خلوق ومحترم، يتعامل ضمن الأصول، ولا يتطرق معي نهائيا لمواضيع خارج حدود العمل.

ضبط شهاب نفسه محاولا إطفاء نيران الغيرة التي عصفت به.. زفر بتنهيدة ممطوطة:- حسنا.. أين المشكلة؟..

لاحظت تالا احتقانه المكبوت فردت تهدئه:- صدقا لا توجد مشكلة..
- تاليا.
- الأمر فقط يخص ذاك الغموض المبهم المحيط بمالك الxxxx!.

عقد شهاب حاجبيه وكتف ذراعية فوق صدره مصغيا لها:- تصور أني حتى هذه اللحظة أجهل حقيقة من يكون فعلا!!.. لماذا يخفي اسمه عني!! لقد ظهر فجأة لشراء الxxxx، وأخذ على عاتقه تكاليف التحسينات.. قدم لي تسهيلات كثيرة لأنجح في مشروعي.. لا أشكك بصدق ما قاله لي مساعده، بأنه من المهتمين بقطاع تنمية المشاريع الشبابية وتمكين المرأة بشكل خاص.. لكن..

بطرف عينها رمقت شهاب مستدركة:- لكن دائما ينتابني حدس ان هذا المالك قريب.. قريب جدا..

بفطنته وبديهته كان يكفي لشهاب ان يلتقط تلك الإيحاءات والتلميحات ألنذيره ليفهم المعنى المبطن..

حك ذقنه بشيء من التوتر وقال:- حسنا.. ما اعتدت التملص وإنكار الحقائق.

عرفت تالا أن ليس من السهل عليه كشف أستاره وأسراره.. ولهذا قدرت له كثيرا صدقه وصراحته بالمواجهة وهو يفصح ويعترف:- عندما رفضتِ مساعدتي لكِ، تنحيت وتركتكِ على راحتك تتولين زمام أمور حياتك، ألا أني كنتُ قلقا عليكِ باستمرار، ولهذا تابعتكِ من بعيد خطوة بخطوة وبكل كبيرة وصغيرة.. وفي التوقيت المناسب اضطررتُ أن أتدخل بطريقة غير مباشرة..

علقت بصوت محايد:- أرسلت أحد مساعديك إلى السيدة نهلة لشراء المبنى.

- صحيح..

- وأنا انطلت عليي خطتك، واستأجرتُ المبنى من مساعدك.

تقلصت عضلات وتقاسيم وجهه يقول بحزم:- تتدخلي كان لمصلحتكِ ولأجلكِ، بدون أن أضمر أي غاية شخصية..

- أخفيت عني أنك المالك الفعلي للxxxx!.

أجابها بصدق محدقا في نقطة وهمية كمن يسترجع ذكرى أليمة:- نعم.. خشيت توهمك بأني أفرض سطوة سيطرتي عليكِ.. أو أحاول التأثير على خياراتك وقراراتك واستقلاليتك.

صمت لبرهة قبل أن يستأنف كلامه مصرحا:- وليكن بعلمكِ لستُ نادما على ما فعلت.

بللت تالا شفتيها وقالت ببساطة:- أتفهمك..

كان شهاب يتوقع نشوب تصادم أو يستنزف أعصابه في شرح مطول، ولهذا اندهش برد فعل تالا واستيعابها له:- تتفهميني!!.. ألن تصرخي باستهجان لإتباعي أحايل المراوغات، واستعمالي مخططات التلاعب؟.. ألن تنعتيني بالكاذب.. والـ

قاطعته تنظر لعينيه:- بالتأكيد لا.. لااا.. أنت لست كذلك مطلقا.. يكفي أن نواياك صافيه ومقصدك الخير.. ربما لو لم تتدخل لكنتُ فعلا وقعت بمصائب كبرى، وتورطت مع مستثمرين فاسدين غير أسوياء .. الله سبحانه ألهمك لاستخدام تلك الوسائل، لأنه أراد لي النجاة من براثن وحوش أداميين.

شهاب في كل أزمة يزداد انبهاره بحالة الصفاء الذهني التي تفكر بها تالا.. لا يحتاج لبذل جهد مضني لإقناعها بصواب تصرفه، فهي لا تنظر لأي موضوع من جهة واحدة أو زاوية ضيقة.. ولا تتعنت وتتشبث في رأيها موسعه هوة الخلافات ومعكرة صفو الأجواء، بل تأخذ وتعطي بالحوار والنقاش، تُفسح مجالا لتوضيح والمصارحة لتمد جسور التفاهم بهدوء، كي لا ينقطع حبل الود ويسود الوئام.. تنهد شهاب بارتياح:- يعجبني كثيرا منطق تفكيرك، وطريقتك الشاملة في رؤية الموقف ومعالجته بلا تشنجات ولا انفعالات عصبية.. أنـ

علا رنين هاتفه قاطعا لحظة الوصال التي كان ينتظرها شهاب.. نظر إلى الشاشة مقطبا حاجبيه، قام وابتعد بضع خطوات ليتلقى مكالمته العاجلة، ثم عاد معربا بضيق:- سأضطر للمغادرة بعد قليل في مهمة ليلية.
- هل من وضع طارئ خطير؟
ضاقت عيناه بحنان لمرأى خوفها عليه، سارع يطمئنها:- وضع طارئ لكن ليس خطيرا.
تنهدت تالا:- بدوت متضايقا لذلك تهيأ لي ان الوضع خطير.

مرر كفه على شعره:- تضايقت لأن هناك موضوع أود أن أفاتحكِ به..
ألقى نظره خاطفة على ساعة يده مستدركا:- لكن كما تعرفين عملي يتطلب أن أكون متأهبا لتلبية النداء تحت واقع أي ظرف.

أقترب منها ومد يده يلمس أصابعها بلطف لا مثيل له.. شعرت تالا أن شهاب يوشك على البوح بأمر هام.. بلا مقدمات وبلا تمهيدات قال:- تاليا.. هل تقبلي أن تعيشي حياتكِ زوجة لمن يقضي جل وقته في الميادين العسكرية؟.

تصاعدت الدماء إلى وجهها، أحمرت وجنتيها بالحرارة الشديدة وهي تؤمى برأسها تجيبه بخفر:- نعم.. أقبل.
تهادى صوتها الهامس باستحياء يداعب أوتار قلبه برقة وينشر الغبطة في أوصاله:- وسأكون دائما بانتظار زوجي لأزيل عنه عناء التعب.

_______________


انتهت الحصة فهبت مزنة من مجلسها تريد مرافقة معلمتها لكي توصلها إلى البيت، اعترضت رنيم بلطف:- لا داعي اعرف طريقي.. أكملي مع الفتيات مراجعة الدرس وحفظ المعاني والقواعد التي أعطيتكم إياها.

مشت رنيم في الممرات الترابية تبتسم وترد التحيات على العابرات.. من بعيد شاهدت صاحب دكان القرية يقوم بحملة تنظيف لأغراض محله، أخرج من الدكان كراتين كبيره وألقاها أرضا بجانب حاوية مكب النفايات..

أثناء مرور رنيم من المكان وقع بصرها على جريدة قديمة مصفرة، يبدو أنها سقطت من الكراتين التي امتلأت محتوياتها بالصحف الورقية..
كانت ستتجاوز الفوضى والإهمال المترامي، لولا أن لمحت على صفحة تلك الجريدة صورة والدها، صوره مغايره ومختلفة عما اعتادت ان تراه، كان الباشا الكبير بوضع منكسر وحال يرثى له، انحنت سريعا تلتقط الصحيفة وتقرأ ما كُتب بالخط العريض ( إلقاء القبض على الباشا الكبير في أكبر قضية فساد عرفتها البلاد ).

تجمدت رنيم مصدومة .. شعرت ان ساقيها غير قادرتان على حملها، تهالكت على كرسي بلاستيكي قرب الدكان غير عابئة بمن التفوا حولها يسألونها إذا كانت بخير.. سمعت أحدهم يقول بان عليهم استدعاء المهندس هاني.

كان وجهها شاحبا عندما وصل هاني على أهبة السرعة.. رآها تمسك بطرف الجريدة تحدق في صورة والدها وهو مكبل اليدان بكلبشات الأصفاد.. سحب الجريدة من بين يديها المرتعدة.. وبرفق ساعدها بالسير إلى سيارته الجيب، تحركت رنيم تستجيب مطيعة تحت تأثير الصدمة..

بقيت في حالة ذهول تردد مصعوقة طوال الطريق:- غير ممكن.. لا أصدق... هذا ليس صحيحا.. مستحيل.. مستحيل..

في البيت أجلسها هاني فوق الأريكة بتؤدة وقلبه يذوب ألما لأجلها، فما تتعرض له يكفي ويزيد..
تساءلت بتشتت وأسنانها تصطك:- متى؟.. كيف؟.. هل كنت تعرف؟..

هز هاني رأسه:- لم يتوقع أحد حدوث هذا !!!..

عاتبته بوهن:- لماذا لم تخبرني؟

ربت على كتفها:- كنتِ مريضة جدا وصحتك النفسية ضعيفة.. كما انه ليس بإمكانك فعل شيء له.
استدرك:- رنيم لا يصح ألا الصحيح.. الشريف شهاب أكد ان الباشا سيمتثل أمام القضاء ويحاكم قانونيا بنزاهة وعدالة.

نظرات رنيم لم تفارق الطاولة حيث ترك هاني مفاتيح سيارة الجيب.. تمتمت:- من فضلك أريد كوبا من الماء البارد.

فورا وبخطى واسعة سار إلى المطبخ.. ما ان فتح باب الثلاجة تناهى لسمعه صوت هدير تشغيل محرك سيارتة.

قفز هاني وهرع يجري إلى خارج البيت، لكن كان قد فات الأوان، انطلقت رنيم بالسيارة بسرعة هائلة مخلفة ورائها حصى يتطاير من تحت العجلات وزوبعة كثيفة من الغبار.




دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 08:26 PM   #1585

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


كانت دينا في مناوبتها الليلية عندما جاء إلى قسم الطوارئ مريض لاحظت أن مجاريه الهوائية تغور تحت الحنجرة، والعروق تنتفخ عند كل شهيق، الوجه يميل إلى السماوي الباهت.. فهمت فورا معنى تغير اللون وأين تكمن المشكلة. حديث الطبيب الخبير أكد أن تشخيصها صحيحا تماما.. العلاج بالعقاقير لم يعد ناجعا، الالتهاب حاد بالحنجرة والورم كبير بشكل يمنع الأكسجين، ولابد من التدخل الجراحي لإنقاذ المريض، عليهم فتح ثقب في العنق ووضع أنبوب ليتمكن من التنفس..
ما ان دخلت العمليات أبهرتها الأضواء المسلطة على الجسد الممدد، رأت الغطاء المشمع والأدوات اللامعة.. أخذت نفسا عميقا وتذكرت كلمات نارت (مهمتنا الانتصار على المرض، والحيلولة دون موت أي كائن حي). استطاعت أن تتمالك أعصابها فوقفت إلى جانب الطبيب، وحين طلب منها المساعدة، التقطت المشرط وبيد ثابتة قربته من العلامة المحددة فوق الجلد لتحدث الثقب المطلوب، لكي يتمكن الطبيب من إزالة الورم وتنظيف الجرح ثم وضع أنبوب الأكسجين.
بالممارسة نجحت دينا في كسر حاجز الخوف من العمليات, وما عادت تشعر بعقدة النقص أمام هيبة حضور نارت، فحينما يكونان في المستشفى مع الأطباء تتناقش وتتحاور بالأحاديث الطبية المتنوعة متقمصة مثله الشخصية الجادة.. ولكن ما ان يتواجد الاثنان معا في مكان لوحدهما، ويلمح كل منهما في عيناي الأخر الشوق والحنين حتى يبدأ موال جنون الهوى الذي لا يتوقف.. وعندما يتهور نارت ويضمها إلى حضنه، تسكن في صدره وتشعر بتفجر النبع من قلبها شلالات أنهار متدفقة بالحب..

دبت الحيوية في الحي برمته لإتمام زفاف الطبيب نارت والجميلة دينا..
الكل وضعوا الهموم جانبا وامتلأت النفوس بروح الأمل والشوق للأفراح..
أصغت دينا لما يدو حولها، فالمواعيد تحدد، والترتيبات تجهز مع اقتراحات أمكنة شهر العسل..
وضعت يدها على قلبها مغمضة عينيها بسعادة.. المستقبل يخطط له.. وحلم حياتها يتحقق أخيرا..
جلست السيدات الكبيرات في الحديقة تحت معرشات الدالية يطرزن بنقوش وتخاريم الأثواب التقليدية التي سترتدنها الصبايا في حفل (الوج)، والذي سيقام خلال تشريفات بداية مراسيم الزفاف..
موليجان ونالقت تشاورتا حول ما يجب ان تقدماه من أطعمة شهية، الشيبس باسطه والحلفا وشراب الباخسمة في أعلى القائمة..
- لن ننسى كعكة العسل.. تامبر يحبها.
هذا ما قالته موليجان التي تنحنحت وأكملت بصوت منخفض:- كنتُ قد احتفظت لدينا ببعض من مقتنيات المرحومة والدتها.

رفعت نالقت رأسها، ملامح وجهها كشفت عن دهشة غير متوقعة، استقامت بجلستها متمتمة بتشكك:- مقتنيات خاصة بأم دينا رحمها الله.

- شال فضي ثمين حوافه مهذبة بخيوط طويلة، سيكون رائعا ان تضعه على رأسها أثناء عقد القران.

وافقتها نالقت مؤيدة بفرح:- صحيح .. دينا ستشعر كأن والدتها معها في أهم يوم بحياتها.

مجددا تنحنحت موليجان وهمست:- يوجد أيضا دزينة كاسات مذهبة من النوع الفاخر جدا.. سأجعل دينا تقدم بها الشاي حين يأتِ شيوخ التحمادا الكبار ومعهم نارت ليطرحوا عليها الأسئلة التقليدية لاختبار ما قبل كتب الكتاب..
اثنت نالقت على تصرف موليجان:- بارك الله فيكِ.. صنيع خيرك وجهدك لن ننساه لكِ..

داخل بيت الجدة توجان اجتمعن الصبايا في غرفة مغلقة يتجاذبن الأحاديث الحميمة بلهفة غامرة، وبين همساتهن تنطلق الضحكات لتصدح عاليا في الأرجاء.. ما لبثن وأن شرعن يتحاورن ويتجادلن حول ما يجب فعله بحفل الزفاف المرتقب، والطقوس التقليدية لأسئلة اختبار ما قبل عقد القران.. تلك الأسئلة التي عُمرها قرون من الزمن وتم ترديدها ملايين المرات..
اشتعلت قناديل قلوب العذراوات، فأحطن العروس دينا وأخضعنها لجلسة تدريب يستنطقن أجوبتها..
قالت دوناي تخاطب دينا:- ستقدمين بنفسك كاسات الشاي لكل الضيوف، تبدئين من اليمين وتتجهين إلى اليسار، وبعد ان تنتهي تضعين الصينية على الطاولة، ثم تجلسين بالجهة المقابلة لعريسك الطبيب نارت.. تذكري جيدا تجلسي بالجهة المقابلة لنارت..

تدخلت شاها:- بعدها شيوخ التحمادا سيطرحون أسئلتهم عليكِ.. عادتا التحمادا الأكبر يستهل الكلام بإلقاء موعظة قصيرة.. ومن ثم قد يسألك.. عباءة شاكؤة من الأكثر دفئا؟.
ابتسمت دينا وهي تجيب:- شاكؤة أبي تامبر.
تبادلت الصبايا النظرات مستفهمات:- هل تريدين حقا الإجابة، شاكؤة أبيكِ؟!
أومأت بنظرة حانية:- نعم.. شاكؤة الرداء الشتوي لفروة عباءة أبي تامبر الأكثر دفئا.
هزت دوناي كتفيها وأكملت:- حسنا.. لننتقل لسؤال الثاني.. عسل من الأحلى؟
بلا أدنى تفكير أو تأخير ردت دينا:- عسل بيت أبي الأحلى.. أنه ألذ وأطيب عسل يمكن العثور عليه في العالم.

أرجحت الفتيات رؤوسهن دون ان يعلقن، تابعت دوناي بصوت حاسم:- السؤال الثالث.. ركزي ولا تستعجلي، خذي وقتكِ.. قلب من الأحب؟

ران صمت ترقبت فيه الصبايا ما ستنطق به دينا التي استرخت بجلستها مسنده ظهرها إلى المقعد قائلة بثقة:- قلب أبي تامبر طبعا.

برمت دوناي شفتيها باستهجان واستياء:- لا أظن أن الطبيب نارت بعد سماعه إجاباتكِ سيطلب منكِ إضافة مزيد من السكر إلى كأس الشاي الذي سبق وقدمته له.
وفق عادات وتقاليد قانون الاديغة خابزه، إذا استحسن العريس إجابات العروس، يطلب منها بأدب ان تضع له في كأسه السكر، وهذا يعتبر دليل عن رضاه ونجاحها بالاختبار.
شع وجه دينا بابتسامه واسعة موضحة:- نارت لا يحتاج لاختبار أو لأجوبة نمطية، كي يتأكد بأنه عشقي الأبدي.
أطلقت الصبايا تنهيدات ممطوطة، وكل منهن تحلم بذلك اليوم الذي سيُطرح عليها تلك الأسئلة، وتعطي فيه أجوبتها الخاصة.

____________________________


مرر شعره بتوتر:- يجب ان أرها.
الخادم الرصين هز رأسه يقول بآلية:- مدام رنيم ترفض رؤية الجميع..
ألح باعتداد:- أنا زوجها.

- نحن لا نستطيع إجبارها على مقابلك سيد هاني.

بانفعال أبعد الخادم عن طريقة ينحيه جانبا، تجاوزه واندفع يصعد الدرجات الرخامية إلى الطابق العلوي، في الممر الطويل أخذ يفتح الأبواب التي تصادفه.. ما بارح هاني التفكير برنيم منذ اللحظة التي غادرت بها المزرعة بعد اكتشافها ان الجهات الأمنية وهيئة مكافحة الفساد قاموا بمداهمة القصر، واعتقلوا والدها الباشا الكبير..
تملكه الخوف عليها فأسرع تاركا أعماله في مزرعة النخيل ليهرع ورائها.. الهواجس تنتابه بمدى قدرتها على مواجهة محنتها لوحدها، يخشى أن تؤذي نفسها في لحظة استسلام للألم..

ذاك اليوم لحقها على جناح السرعة ألا أن رنيم أبت ملاقاته وراحت تتهرب منه.. مع ذلك استمر بمحاولاته بشكل دءوب.. يدرك ان رد فعله غريب وغير مفهوم، لاسيما وان الفرصة أصبحت مواتيه لانفكاكه من قيود أي التزامات تتعلق بالباشا وأبنته.. واصل يفتح الأبواب متفقدا الغرف باحثا عنها..

- اعرف لماذا أنت هنا.. وما سبب إصرارك على لقائي..
استدار هاني ناحية الصوت. أبصرها واقفة في منتصف الممر وقد بان جليا عليها معالم الانكسار.. أكملت ببرود:- تريد ان نتناقش لإيجاد تسوية ننهي بها صفقة زواجنا.

سار باتجاهها يجيبها:- لو أن الأمر كذلك ما اضطررت لتكبد عناء المجيء، فالظرف الحالي لا يتطلب مني السعي لنيل تسوية..

انبرت تقاطعه:- هل أتيت لتشمت بي؟.
- اشمت بكِ!
رفعت رنيم نظراتها نحوه فلاحظت على ملامحه تعابير التعاسة والكرب.. سارعت تقول بابتئاس:- أسفه هاني.. أدرك أن ذلك ليس من شيمك وصفاتك.. أنا متعبه، وأهذي بأشياء لا أقصدها.

لوت أصابعها بتوتر تتحدث عن فضيحة فساد والدها الباشا:- قد يصعب عليك التعاطف مع والدي فهو بالنسبة إليك ذلك المسؤول الفاسد... لكنه بالنسبة لي أبي.

نظر إليها:- رغم كل ما فعله بكِ؟
- سيبقى أبي.. ولن أتخلى عنه في محنته.
وقف هاني أمامها عاجزا عن التعقيب لعمق ما تأثر بتسامحها وطيبة قلبها.. بأكتاف متهدلة وبنبرة منهزمة خاوية تابعت رنيم:- رغم أني لا أدري ما يجب أن أقوم به بالضبط... أمي سافرت إلى الخارج، أخذت معها المصاغات الذهبية والمجوهرات النفيسة، وكل ما استطاعت تجميعه من أموال.. حينما اتصلتُ بها قالت لي انه يجب عليي بوقت عاجل بيع الأملاك التي كتبها أبي باسمي، قبل ان يتم اتخاذ قرار قضائي بمصادرتها..
باحت بتخبط وتشتت بصوت مرتجف:- لا أعرف كيف أتصرف!. وماذا أفعل؟.. الأفكار المخيفة تملأ ذهني.

- لا أريدكِ ان تقلقي.. سأكون بجانبك دائما..
نظرت إليه ولم تلبث ان قالت:- لديك أشغالك وأعمالك الكثيرة.. لا تزعج نفسك بي.
استدارت وابتعدت تهم الدخول إلى أحد الغرفة.. قطع هاني المسافة بينهما.. التقط ذراعها يوقفها ويديرها إليه مسترسلا بإسهاب:- لن أسمح بأن تبتعدي عني أو تحاولي قطع تواصلنا لترجعي إلى الأجواء الفاسدة وظلمات الضياع والمجهول.. لن أتركك وحيدة تتقاذفك الآلام وتعودي نسخة مشوهة عن تلك الطائشة التي كانت سابقا تدمن الحبوب المهدئة، وتتصدر صورها أغلفت مجلات الفضائح وقائمة أشهر فتيات الطبقة البرجوازية استهتارا.

- ان كنت تريد ان تحاسبني فالأفضل لك ان توفر كلامك، لأني لستُ في مزاج يسمح لي سماع عبارات اللوم والتقـريع و..
قاطعها:- لا .. لا يا رنيم أنا لا أريد محاسبتك ولا ألومك.. الخطأ لا يقع عليكِ كليا.. لم تجدي من يقوم سلوكِ ويرشدكِ في دهاليز المتاهات..

رنيم رغم عيوب نشأتها وتربيتها، لكن هاني خلال إقامتها القصيرة معه استطاع معرفتها على حقيقتها الإنسانية الطيبة..

أكمل بتنهيدة شجن أصابتها في الصميم:- لن أسمح لأحد أن يمسك بالسوء والأذى بعد الآن.. أنتِ تعنين لي الكثير.. تهميني جدا.. أحب وجودك إلى جانبي.. أحب مشاركتك معي تفاصيل الحياة.. لا يمكنني الاستغناء عنكِ.
وقفت رنيم مبهورة بما تسمعه من هاني وهو يعبر عن اختلاجاته ومشاعره..

تملكتها الدهشة البالغة للحظات.. ومن أعماقها انبثقت بهجة لا توصف.. ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة وقالت بلين:- تستطيع ان تكون عاطفيا ومؤثرا عندما تريد..

شعرت رنيم بالاطمئنان والسكينة لأن بقربها شخص محب تثق به كهاني.. سألته بخفوت:- هل تعتقد أن قضية أبي ستحل؟

سحب هاني نفسا عميقا وأوضح:- هكذا قضايا لها مسارات ومنحنيات محورية متقاطعة، ولهذا تحل لاحقا على عدة مراحل.. قد تأخذ وقتا من خلال محادثات بين محامين الباشا والسلطة العليا.. وعادتا تنتهي السجالات بصيغة اتفاقات التسويات.. وحينما يخفت ضجيج الأعلام والصحافة حول الأمر، سيتم طمس وطمر كل ما جرى وكأن شيئا لم يكن.. وبعدها سيقومون بتبرئة والدك من التهم المنسوبه له، ثم يعاود نشاطاته وصفقاته كما سابق عهده في استثمارات الأسواق المالية والسياسية.

_____________________


وعلى صوت خرير الماء في السماور النحاسي الكبير وانسكاب أكواب الشاي، تستمر الجدة توجان بقص حكايا الماضي عن الحضارات بزهو وتواضع في آن واحد، لتمد جيل أبناء الشتات بالحكمة والمعرفة والمحبة لتبقى هي بعمرها المئوي الملحمة الكبيرة..
- في الوطن الأم كانت هنالك قرية صغيرة هادئة تقع على ضفاف نهر الكوبان العريض الذي يتشكل منبعه في جبل البروز العظيم، هناك عاش السكان بانسجام ووئام، عملوا في زراعة سهول الأراضي الخصبة وتربية المواشي وإنتاج الجبن والعسل الاديغي الشهير.. ذات يوم حضر شاب قادما من المدينة ليعمل أستاذا في مدرسة القرية، وكان هذا الشاب يؤمن بشغف في المساواة والعدل بين الناس وبإمكانية بناء فردوس على الأرض لجميع البشرية، بشرط فقط إذا ما استطاع الجميع الاقتناع بالتفكير في ذات الطريقة والعمل بنفس الأهداف.
أطفال القرية أحبوا معلمهم ومنحوه ثقتهم، لأنه كان قادرا على تحويل دروسهم إلى ألعاب وجعلهم يصفقون ويضحكون في سرور داخل غرفة الصف.. وبدورهم أهل الأطفال اثنوا على الأستاذ، وأحسوا بالامتنان لتعليمه أبنائهم، وتقديرا منهم لجهوده قاموا بدعوته إلى منازلهم ليتناول وجبات الطعام، بل واقتسموا المؤن معه رغم شحها وقلتها.
مرت الأيام فازدادت معرفة الأهالي بذلك الشاب، ألا أنهم في كثير من الأحيان أثناء جلساتهم وأحاديثهم كانوا يشككون بمفاهيمه ومعتقداته عن إمكانية وجود نظام سياسي مثالي..
المعلم شعر بالخيبة، لكنه ما لبث وأن وجد جمهورا أكثر جاهزية للإصغاء إلى أفكاره وتمرير قناعاته بين طلابه الذين رغبوا بحماس إن يطلعهم على نظرياته للحياة.. توطدت وتوثقت متانة صلة التلاميذ بمعلمهم، لاسيما وأنه كان على الدوام راغبا في الاستماع إليهم، في حين ان آباؤهم وأمهاتهن كانوا مشغولين عنهم بمحاولة استخراج لقمة عيشهم، فيخرجون من الصباح الباكر إلى حقولهم، ويمضون اليوم بحفر القنوات المائية لسقاية المزروعات، وجمع الحطب من البرية لتخزينها في بيوتهم قبل حلول فصل الشتاء البارد.. ينهمكون بأعمالهم ويكافحون بشقاء لإبقاء بيوتهم مليئة بالطعام ودافئة لأطفالهم..
مرت الأيام والأسابيع.. وفي غياب الأهالي طوال النهار كان المعلم يتقرب أكثر وأكثر من طلابه، ويسألهم عن أنفسهم وأحلامهم وطموحاتهم.. ثم يبدأ تدريجيا بالاستفهام عن والديهم وأقاويلهم عندما يمسون داخل بيوتهم ليلا.. يستفسر عن حواراتهم التي يتسترون عليها، ولا يبوحون بها جهرا.. وما رأيهم في سياسة الحكم؟..
وكان الأطفال دائما متشوقين للحديث بإسهاب، يندفعون كلهم ليكونوا أول من يتكلم، حريصين في ثرثرتهم على كسب اهتمام المعلم..
صبي صغير اندفع مسرورا بنقل حوار سمعه على العشاء بين والده وشقيقه الأكبر وهما يبحثان مستقبل البلاد المظلم، المعلم أنصت بتركيز شديد دون حتى أن ينبس بكلمة، فقط أخذ يهز رأسه متفكرا طوال الوقت كمن يضمر بسرية أمرا.
في تلك الليلة داهم رجال خشنين عنيفين بيت ذوي الصبي.. دقوا بابهم بالبنادق، ثم سحبوا والده وشقيقة من فراشهما.. استيقظ الصغير برعب على أصوات الصريخ والعويل، شاهد أبيه وأخوه يُركلان ويُجران إلى الثلج في الخارج وهما نصف عراة، كانا غير قادرين على تقديم أي إيضاح عن نفسيهما إلى الذين استمروا بهجومهم دون ان يمنحوهم فرصة لاستيعاب ما يجري..
ركضت الأم وحاولت حماية زوجها وأبنها لتمنع عصابة الهمجيين من اقتيادهم إلى المكان المجهول.. لكن أولئك المعتدين أبرحوها ضربا هي الأخرى، وألقوها على الأرض غائبة عن الوعي..
الصبي الصغير لم تكن لديه أية فكرة أن الكلمات التي قالها أطاحت بوالدة وشقيقة في شرك الأوغاد الظلاليين، لكنه لاحقا فهم حقيقة ما حدث، وأدرك أنه شتت عائلته.. وذاك المعلم الذي أعتقد بأنه بطل عظيم ما هو ألا وضيع وواشي..
لم يعد الطفل يطيق رؤية المعلم والإصغاء لأكاذيبه، لذلك توقف عن الذهاب إلى المدرسة شيئا فشيئا ثم أنقطع نهائيا..
أراد الصبي ان يرضي ضميره بمساعدة والدته، فحاول القيام بالمهمات الشاقة في الحقل ليكون مكان والده وشقيقه اللذين دمرهما دون قصد.
في المدرسة سرعان ما لاحظ المعلم غيابه، ولم يكن الوحيد، فأطفال آخرون أدركوا ان المعلم الذي أضحكهم وأقنعهم بأنه صديقهم قد خانهم، وينوي جلب الموت والتشرد لعائلاتهم، فلم يبق في القرية بيت لم يخسر شخصا يحبه من أسرته ومعارفه..
دار المعلم يقرع أبواب القرية باحثا عن الطلاب، يريد اكتشاف سبب توقفهم عن المجيء إلى المدرسة لمتابعة دراستهم.. هرب الأولاد من شبابيك البيوت، وبعضهم اختفوا خلف التنانير السميكة لأمهاتهم..
أحدا لم يقدم له إجابة، أصبح الوضع وكأن القرية بكاملها فقدت القدرة على النطق أو استخدام ألسنتهم.. بوجوه حزينة وعيون مستاءة حدقوا به، بينما هو راح يحاضرهم بصوت عطوف عن أهمية التعليم.. بدا وكأنه ما زال يصدق نفسه وما يقوله..
تجاهله أهالي القرية، تجنبوه وانفضوا من حوله.. المعلم أدرك متأخرا أن مدرسة لا تجذب أيا من الأطفال ولا يرتادها التلاميذ سوف تنعكس عليه، وان وظيفته ومهنته التي يحبها ستصل إلى نفق مظلم ومهددة بالزوال.. فما فائدة وجود مدرسة ومعلم بدون طلاب..
أنهت الجدة توجان حكايتها قائلة:- فهم المعلم ان منطق بناء فردوس على الأرض لا يكون بمحاولة إقناع الجميع بالتفكير في ذات الطريقة والعمل بنفس الأهداف.. الله عز وجل خلقنا مختلفين شكلا ولونا وفكرا، تلك حكمته وإراداته، ولو انه رغب ان نكون متشابهين جميعنا لفعل سبحانه رب السموات والأرض.


نهاية الفصل الثلاثون (الأخير)


يتبع الخاتمة ....


دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 08:28 PM   #1586

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



الخاتمة

في ليلة صيفية قمرية بديعة توافد المدعوين إلى النادي الأهلي لحضور حفل الزفاف البهيج الذي أقيم في الحديقة الخارجية، أقواس عديدة من أكاليل الزنابق البيضاء المنسقة بروعة وزعت قرب بركة الماء المتلألئة بوهج الأضواء.
صدحت الآلات الموسيقية والطبول في إصدار الإلحان المثيرة مع إطلالة العروس دينا بالثوب الأبيض المقصب (أديه فاشا)، بسعادة تهادت في خطواتها متأبطة ذراع نارت المتأنق المتألق ببذلته ذات التصميم الأديغي للفرسان..
أطلقت موليجان زغرودة طويلة وتبعتها النسوة بالاهزوجات.. تقدمت نالقت على وقع الموسيقى اتجاه العروسان لتباركهما، سارت في حبور وبهجة والدموع تتماوج في عينيها لتضع بطرف سبابتها على شفتي دينا العسل الأديغي، وسط تصفيق حار يلهب الحماس..
الفرقة الموسيقية انتقلت من إيقاعات رقصة الششن إلى رقص الزاكفؤ الحالمة.. أمسك نارت كف دينا يحتضنها بلطف، همس لها بكلمة دغدغت أذنيها برقة أذابت كيانها وجعلت ابتسامتها تتسع أكثر وأكثر.. سارا معا وكأنهما يترافقان في رحلة حب.. تحركا يدوران كحلم وهما يكادان أن يلتصقان.. رقصا غائبان عن كل ما حولهما، ليعيشا معا لحظاتهما الخاصة بمنتهى الغرام..

الشباب تقافزوا في دوائر يطاردون بكبرياء الفتيات اللواتي يتحركن بنعومة وحياء.. استمر الرقص والغناء دون توقف إلى أن جُهزت الخراف المشوية فوق المناقل الكبيرة، وبدأ توزيعها على الموائد بكرم واضح إلى جانب الأطعمة الشهية المحلاة..
الجدة توجان جلست بالمكان المخصص مع أكابر شيوخ العشيرة.. راحت تطرق الأرض بطرف عصاها في لحنا إيقاعيا كاشفا مدى انفعالها.. عيناها الزمردتان أظهرتا فرحتها بما تراه أمامها..
لمحت شهاب وتالا يقفان متقابلان يتحادثان متناغمان بالود الصافي.. وفي عينيهما رضا كأنهما نالا الفردوس.. ابتسمت بابتهاج حينما رأتهما يسيران معا نحوها، انحنيا أمامها يقبلان يديها فبادرت تنصحهما:- لا تضيعوا العمر..
نزعت الجدة من خنصر يدها اليمنى خاتما ذهبيا مزين بالؤلؤ بوسطه جوهرة عقيق تلتمع ببريق يخطف الأبصار، قالت بصوتها الدافئ:- أهداني هذا الخاتم جدك الشهبندر مستافة (مصطفى) عندما ذهبنا في رحلة الحج إلى الحجاز.. أشتراه لي من تاجر في مكة المكرمة.. حدث هذا قبل أكثر من سبعين عاما..
مدت الخاتم البديع إلى تالا مردفة:- بقدرة الله يطرد الحسد ويرد العين ويدر الحليب.
غمغمت تالا بخفر:- أي حليب يا جده!
همست توجان لها:- لن تظلي بنتا طوال حياتك.. سوف تحبلي وتنجبي وترضعي..
استطردت الجدة ملتفتة إلى شهاب:- خذ الخاتم أيها النشمي الشريف.
حاول شهاب الاعتراض:- لكنه لكِ يا جدتنا الجواشة.

- منذُ أمد بعيد ما عدتُ أحتاجه.. سأكون مسرورة إذا ألبسته لزوجتك الرقيقة.

أرخت تالا رأسها محرجة حين أمسك شهاب بيدها اليسرى واضعا في خنصرها الخاتم العقيقي..
علقت الجدة مستبشرة:- سبحان الله الخاتم على مقاس أصبعكِ.. لا تخلعيه أبدا.
شكرت تالا الجدة على جودها وكرمها معها ووعدتها أن لا تخلعه ما دامت على قيد الحياة.. هزت توجان رأسها قائلة:- استفيدوا من كل لحظة، فالحياة قصيرة مهما طالت..

أحاط شهاب بذراعه كتفي تالا وتبادلا معا نظرات وصال أبلغ من أي كلام.. في القلبين وهج نور يتأجج توقا للحب والحياة..


المعازيم بعد تناولهم وليمة العشاء الدسمة، والتحلية بشرائح كعكة العسل، هبوا جميعا تاركين مقاعدهم، واندفعوا ليرقصوا ويغنوا معبرين عن فرحتهم بخفة ومرح..
كان الرقص على أشده في الحفل والموسيقى تصدح بشكل مستمر.. شيوخ التحمادا الكبارا قدموا استعراض المحاربين، وقفوا متجاورين بصف واحد، رفعوا رؤوسهم بكبرياء وعنفوان، فيما تنقلت أقدامهم برشاقة لتوقع صوتا رتيبا فوق الأرض.. بعدها تنافس الرجال شيبا وشبابا في عروض الرقص بسيف القاما الذهبي.. ووقفت السيدات والصبايا تصفقن أكفهن بذات الحماسة..
وحدها الجدة توجان بقيت في جلستها على مقعدها حيث تخفت الإضاءة، جالت ببصرها تراقب ما يحدث في المكان العامر بأحفادها وأحفاد أحفادها.. تمتمت باغتباط:- زواج وفرح ونسل حياة.. سبحانك ربي كيف تجعل الأجيال تتعاقب.

بين فينه وأخرى كانت ترفع رأسها وتنظر إلى البدر في سماء عمان..
وفجأة تغيرت هيئتها، اتسعت حدقتا عيناها مواصلة التحديق بتركيز إلى الأعلى، في البدر المنير رأت وجه أمها وأبيها.. أمها الجواشة ستناي وأبيها باباج أنزور، كانا من أجيال حرب الوطن والتشرد.. هما الاثنان شهدا مآسي المذابح والتصفية العرقية، ومجاعات الحرمان.. ارتحلوا مرغمين في مواكب التهجير إلى بلاد الشام، لتحط رحالهم في مدينة الجبال السبع..
أغمضت الجدة توجان جفناها وعادت تستذكر حياتها رجوعا إلى الخلف مئة عام.. شريط الذكريات مر سريعا مختصرا الزمن في لحظة مستحضرا كل من أحبتهم وأحبوها.. شعرت وكأنها تعود طفلة صغيرة في حي المهاجرين تسير قرب أبيها في الطريق الترابي، ومن فوقهما جبل عمان الشامخ يظللهما.. تسمع أصوات الناس وهم جالسون فوق عرباتهم الخشبية عائدون من مزارعهم في وادي السير إلى بيوت الطين التي تتصاعد من مداخنها رائحة القاورما المدخنة..
فوق العربات بشر هدتهم متاعب الدنيا وهدلت أكتافهم، لكنهم كانوا يرفعون أيديهم يلوحون لوالدها الذي يقف ليرد عليهم التحية رافعا القلبق إلى الأعلى كإشارة احترام، ثم يلتفت إليها ويستهلان سيرهما إلى ضفاف السيل وهو يحدثها عن القفقاس:- للإنسان قدرة هائلة على العنف وإسالة الدماء، إذا انفجرت الحرب لا يكون هنالك سبيل لإيقافها إلا بعد ان تشرب الأرض كفايتها من الدماء.. من السهل ان تسحب السلاح، لكن بمجرد ان تسحبه يصبح من الصعب جدا ان تعيده إلى غمده مره أخرى.
والداها وكل أفراد العشيرة عاشوا بحنين على أمل العودة يوما إلى شواطئ نهر كوبان وأراضيهم وبيوتهم.. لكنهم ماتوا ودفنوا في تراب وطن الغربة.. توجان أدركت منذ طفولتها إلى أي درجة يمكن ان تكون الحياة رهيبة، وكم هو الألم والموت قريبين في كل لحظة..

من مستقرها أحست الجدة بأنه لم يعد لها في العمر بقيه.. شعرت بفقدان القدرة على تحريك أطرافها، جسدها استحالته البرودة.. كان بوسعها سماع ضجيج الحفل وخبطات الإقدام تدوي بالفرح الصاخب وصدى الضحكات العالية... لكن كل ما يحيطها أخذ يتلاشى ويتلاشى وكأنها تنسحب من كل ما يدور.. تبتعد.. وتبتعد.. كمن تسافر عبر حلم طويل تر فيه وجوه أحباب الروح.. سألت في حالة من الذهول:- حياة!!.. أهذه أنتِ يا حفيدتي الثورية؟!..
هتفت بعينان تومضان:- يا الله.. من معكِ؟.. أهذا أنت يا ولدي نيازي؟.. ومن ذاك القادم؟..
دققت النظر فرأت فارس قلبها الذي حلمت به منذ أن رحل على ظهر جواده:- الشهم نارت!! تعال أيها البطل.. آه كم انتظرتُ مجيئك لتأخذني معك يا حبيب الروح.. سبحانك يا رب العرش العظيم، يا من جمعتنا بكلمتك وقدرتك..
وضع نارت عباءة الشاكؤة حول كتفيها بتؤدة، أمسك بيديها وشدها لترافقه إلى النفق الطويل...
أرخت توجان رأسها على كتفها الأيمن بعينين شاخصة البصر، همست مبتسمة بنفس مطمئنة:- لا الميت يعود ولا الحي يبقى.. كلنا مولودين وكلنا مهما عشنا ميتين.. كل شيء يفنى، إلا وجه ربنا الأعلى.. اشهد ان لا إله إلا الله.. واشهد ان محمد رسول الله.
لفظت الجدة توجان أنفاسها الأخيرة..
خرجت من رئتيها تنهيدة الحياة.. وانطفأ سراجها.

_______________

توقع الموت قلل من فجيعة وداع الجدة توجان..
البيت الكبير أكتظ بأحفادها العرب والاديغيين الشركس، مرت أيام العزاء وكأنه حزن عابر.. في مجلس النساء علا صوت المقرئ يرتل القرآن بخشوع من جهاز المكبر مختلطا بالهمسات الجانبية لثرثرتهن وهن يتبادلن أطراف الكلام، وأحيانا كثيرة كن يندمجن بهذرهن فترتفع أصواتهن وتنفلت من حناجرهن قهقهات ضحكات في غير مقامها وموقعها، ثم يعاودن الصمت بكياسة حين يتنبهن للوضع..
موليجان دارت كالبندول بين تجمعات المعزيات هنا وهناك دون أن تغفل عن ثرثرة أو يفوتها أي حدث، أينما تلفتت الوجوه تكون حاضره، ثم فجأة تهب مندفعة بحركتها من الصالة إلى المطبخ لتعاون نالقت وتيتيان اللتان لم تتوقفا عن ذرف الدموع، وأصرتا على أعداد الطعام بأنفسهن، فطهوا المناسف والشيبس باسطا في قدور كبيرة وأولموا للجميع..
الرجال في المضافة الواسعة انشغلوا باستقبال شيوخ التحمادا الاديغيين وأكابر الأشراف العرب.. وفود كثيرة من القبائل والعشائر جاؤوا من المدن والمحافظات لتقديم الواجب طوال أيام العزاء..
الفتيان تناوبوا فيما بينهم على ضيافة المعزيين بالقهوة السادة وصواني التمر المرشوش بالسمسم وحبة البركة.. في استراحتهم يقعدوا بالفناء الخارجي تحت ظلال شجرة التوت الضخمة وهم يشعرون بالسأم، وجدوا تسليتهم بحواراتهم الشيقة عن كنوز الأجداد.. قال أحد الفتيان:- بيت الجدة توجان الذي تمتلكه في حي المهاجرين يمتلئ بالجرار المدفونة تحت التراب.
أستدرك يقترح بهمس:- إذا حفرنا حول البيت القديم ربما نجد سراديب تقودنا إلى الدفائن الأثرية.
أومئوا يهزون رؤوسهم بحماس ولهفة.. أخذ الرفاق يخططون لعملية النبش، لكن أحدهم نبههم من الرصد.. فسارع آخر يبوح باقتنائه كتابا خطيرا عن أسرار السحر وقدرته بفك مفاتيح الكنوز المرصودة.. وهكذا مر العزاء بين هذر نسوة واستقبال وفود رجال وطيش يافعين..

في مساء اليوم الثالث وبعد مغادرة المعزيين تفجرت قنبلة الإرث..
قنبلة ماطل الزمان بها أعوام وأعوام..
قنبلة تبعثرت شظاياها بازدياد الورثة..
ورثة متشعبين في الأصول ومنابت الجذور..
ورثة مختلفين بفروع الانتماءات والتوجهات..
تباحثوا بشأن الثروة الضخمة، لكنهم لم يتفاهموا.. ومع الأيام قالوا كلاما قاسيا وصارت العبارات جارحة.. اشتدت المشاحنات فانقسموا وتفرقوا في تحالفات أطراف ثلاثيه ورباعية.. وكثير منهم قاطعوا بعضهم بعضا..

برحيل الجدة توجان طارت حمامة السلام، وخيم على المكان شعور مقيت غيب لون الأفق.. ذبل الفرح الذي كان يرافق الأعياد وأمسيات السهر..
وعلى الرغم من محاولات الشريف شهاب والطبيب نارت تقليص شرخ الخلافات والصدامات بإيجاد صيغة لحلول النبلاءـ ألا أن الأقارب لم يتصالحوا، فكلما اقنعا الأطراف بالحضور للوفاق والاتفاق تخلف أحدهم متعمدا.. وكانوا إذا التقوا مصادفه في المناسبات يشربون القهوة وهم يتململون والوجوه تكتنفها الوجوم والعبوس، يشتبكون في احاديث فاترة مسكونة بالاحتقان والنفور، ثم فجأة تشتعل شرارة الاحتقانات وتتصاعد المناكفات والمناوشات والمناورات بمدى أحقية كل منهم في الxxxxات وامتلاك الأراضي..

اتضحت الانتماءات القومية والعرقية في العائلة الممتدة لأحفاد الجدة توجان، ظهرت بشكل واضح في توزيع حصص الإرث..
أحفاد أبناء سعد الدين قالوا:- كلكم تعرفون أن الأبنية التجارية في أسواق وسط البلد كانت بالأساس لجدنا الشهبندر مصطفى العربي.. احترامنا وحبنا للجدة توجان جعلنا نصمت ولا نلجأ لرفع قضايا طعن في المحاكم لاسترداد صكوك الملكية.
تدخل ميرزا بصفته محامي:- الجدة توجان رحمها الله حصلت على الxxxxات ضمن حقها الشرعي كأرملة لشهبندر.
أستدرك كخبير قانوني:- إذا أصررتم اللجوء للمحاكم، فأنا أؤكد لكم ان هكذا قضايا تأخذ سنين طويلة في القضاء بين دعاوي وإثباتات وجلسات احتكام.. وكما تعلمون الجدة توجان لديها وثائق ملكية للxxxxات.. موقفكم سيكون ضعيفا جدا، لن تكسبوا القضية وستتضاعف خسارتكم.

وعلى مدار شهور عديدة انقضت بالمقاطعات والمراوغات في سجالات التهديد والوعيد الغاضب بالكلمات، كان الغضب الذي افزع الجميع عندما انتقلوا من مرحلة التراشق باللغط اللفظي إلى مرحلة العنف بالعراك الجسدي..
بين غمز ولمز حدث تلاسن بين الشباب اليافعين، تأففوا فاقدين صبرهم بمماطلات راوح مكانك، انتفض احد أحفاد سعد الدين وصاح معترضا:- لن نفرط في حقنا بميراث جدنا مصطفى.

من الجهة المقابلة هتف أحد أحفاد نيازي:- ليس لكم أي حق عندنا.

فجأة وقف شاب مادا يده إلى معطفه واستل فردا صغيرا كان يخفيه بين ثنايا الجيوب..
هب شهاب من مقعده وسارع يمسك بجسد الشاب يشل حركته ملتقطا السلاح في اللحظة الحاسمة قبل ان ينطلق الرصاص من فوهة الفرد..
صرخ الطبيب نارت موجها كلامه للإباء الكبار:- إذا لم تتفقوا الآن الأجيال سترث مشاكلنا وتسعى للاقتتال،.. لعنة الله على المال الذي سيجعل الدماء تراق بين الأهل.

حينذاك تنبهوا للخطر الموقوت.. تقلبوا على نيران المخاوف، ومن أجل وأد الفتنة راجعت الأطراف حساباتها من جديد، جلسوا يفكرون بتعقل بلا غل وحسد.. لانت الوجوه وخفت الصيغة الحادة في حوار المفاوضات..
وحينما اجتمعوا بالذكرى الأولى لوفاة الجدة توجان كانوا قد أدركوا ان الحياة زائلة والمهم أن يرضى كل منهم بنصيبه من الثروة.
بادر الأحفاد الأديغيين:- نحن حاشا لله أن نأخذ مما ورثته الجدة توجان عن زوجها شهبندر التجار مصطفى العربي.
وقال الأحفاد العرب:- ونحن لا نطمع بتركة الجدة من والدها المحترم شيخ التحمادا أنزور، أو ما ملكته عن زوجها عالي المقام الشهم نارت الجولاني.

اتفقوا ان تكون الxxxxات التجارية ومحلات وسط البلد لأحفاد مصطفى العربي، مقابل ان يتنازلوا عن حصصهم في أملاك حي المهاجرين والأراضي الزراعية بوادي السير.
احضروا أوراقا وأقلاما وبدءوا بالتراضي إجراءات التقسيم كمرحلة مبدئية ليأخذ كل حق حقه.

______________

في ذلك اليوم ولدت دينا بنتا جميلة، كل من رآها قال أنها بشارة خير، فعلى وجهها تم الصلح وعاد شمل الأهل يلتم بألفة ومحبة..
قالت نالقت محتضنة حفيدتها برفق:- هناك من يذهب، وهناك من يأتِ للحياة، ليكون عزاء الفقد بالولادة.

عادت أبواب بيت الجدة توجان لتٌفتح على مصراعيها من جديد لاستقبال المهنئين باتفاق المصالحة والمباركين بالمولودة الجديدة..
تالا وشاها انشغلتا بترتيب وتنسيق الموائد في الحديقة، كانتا تعملان وعيونهما ما انفكت تلاحق يحيى وجركس اللذان يتراكضان ويلهوان بالكرة ضاحكان بخدودهم الموردة متمتعان بكامل الصحة والعافية..
سألت شاها:- أصحيح ما سمعته!.. هل حقا ستتركين متجر الحلويات بعد كل ما حققته من نجاح؟

أوضحت تالا:- التزاماتي العائلية تستوجب ابتعادي لفترة، لاسيما وأن عائلتي ستكبر ويصير لأبني يحيى أخ وأخت.

وضعت كفيها فوق بطنها المنتفخة أمامها تبتسم بهناء شاكره كرم الله ونعمه عليها.. استدركت:- بطبيعة الحال لن أتخلى عن المتجر، فخالتي تستلم الإدارة والأشراف منذ انطلاقنا بالمشروع، وكبديلات عني تساعدها زميلاتي الخريجات من أكاديمية الطهي الملكي، فهن ماهرات ولابد ان يأخذن فرصتهن أيضا.
- إذن ستسافرين مع زوجك الشريف شهاب؟.
أومأت رأسها إيجابا:- صدر رسميا كتاب تعيين شهاب سفيرا.

- سنفتقدكما كثيرا.. لكن أظن ان هذا أفضل لكما، كي تنعمان بالاستقرار في زواجكما.

في تلك الأثناء خرجت دينا إلى الحديقة وهي تحمل أبنتها بين ذراعيها، ما ان وضعتها في المهد أسرع الصبيان نحوها، أخذا يراقبانها باهتمام عن كثب وهما يتأملان باندهاش المولودة الرضيعة، بان واضحا انبهارهما ببياض وجهها المضيء، وعيناها الزمردتان وملامحها الوديعة باستسلام الهانئة.. عطر لذيذ أخاذ يفوح من ملابسها البيضاء ممتزجا برائحة حليب دافئة تنبعث من فمها المكور بشوق برئ لتقبيل..
رفع الصبيان رأسيهما للأعلى عندما خاطبتهما دينا برقة توصيهما:- ستعتنيان بابنتي الحلوة توجان.
أومأ يحيى بلباقة وأدب:- لن أسمح لأحد أن يقترب منها.
ابتسمت دينا وأشادت تمدحه:- بطل نشمي يحيى.
بحميه خبط جركس قبضة يده الصغيرة على صدره:- سأقف هنا وأحميها.
ابتسمت دينا مجددا تثني بإطراء:- فارس أديغي جركس.
ولوهلة سرحت بذهنها تسمع صدى صوت حياة القادم من الماضي تقول (( لا يمكن للاختلافات والفروقات العرقية والثقافية والشكلية ان تبعدنا وتضعنا في مواجهات عدائيه، لقد اتحدنا بقوة منذ اختلطت الدماء.))

التفتت دينا إلى الصبيان تخاطبهما:- في يوم ما ستصبحان كبارا.. مهما اختلفتما فلا تنسيان أبدا ان الدماء التي تجري في عروقكما وخلياكما مختلطة، فكونا معا سندا وعونا لبعضكما.. ليحنن الله قلوبكما ولا يرينا فيكما بأسا أو غمة.

أشارت لطفلة الجميلة النائمة في المهد:- كلاكما بالدم قريبان لتوجان.. وما دمتما وعدتماني بحمايتها سأتركها أمانه في عهدتكما.

تمت بحمدالله

اعزائي بانتظار تعقيباتكم وأرائكم بشوق
تعليق ولو كان قصير بتفرحوا قلبي





دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 08:42 PM   #1587

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


وهكذا انتهت سلسلة أحباب الروح
بتمنى تكونوا انبسطوا بمجريات احداث هيمنة الصولجان
شكرا جزيلا لكل من تابعني ودعمني بارك الله فيكم
وان شاء الله بنلتقي مجددا برواية جديدة وباجواء مختلفة
دمتم في حفظ الله ورعايته


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 09:55 PM   #1588

صفراء

? العضوٌ??? » 239818
?  التسِجيلٌ » Apr 2012
? مشَارَ?اتْي » 581
?  نُقآطِيْ » صفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond reputeصفراء has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا لك مني أجمل تحية

صفراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 10:30 PM   #1589

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 10 والزوار 22)
‏دنيازادة, ‏صفراء, ‏هاجر جوده, ‏Msamo, ‏سوووما العسولة, ‏difa, ‏hadelosh, ‏ضى الهلال, ‏Princess Gigi, ‏ملك جاسم



دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 10:52 PM   #1590

rehabreh

? العضوٌ??? » 461840
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 221
?  نُقآطِيْ » rehabreh is on a distinguished road
افتراضي

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaak s

rehabreh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.