انّي ابتُلِيت هوَاه (1) .. سلسلة ويشهد قلبي *مميزة ومكتملة*

[زمردة عابد]

استنوني بعد شوية باذن الله مع الفصل العشرين من

" اني ابتليت هواه "

[ام زياد محمود]

تسجيل حضور ياجميل

[زمردة عابد]

الفصل العشرين



أرقٌ على أرقٍ ومِثلي يَأرقُُ

وجوىً يزيدُ وعبْرةٌ تترقْرقُ


جُهدُ الصّبابةِ انْ تكونَ كما أُرَى

عينٌ مُسَهَّدّةٌ وقلْبٌ يخْفِقُ


" المتنبي "



******

1924

يجلس كل منهما في مقابل الاخر ، قهقهه مبتهجة رجرجت في الاجواء

معجبة كانت باللعبة الجديدة ، حيث تقوم هي بدور الصحافية التي تقوم بمقابلة مع اشرف بيه ، وضعت الكوب عند فمها كما علمها اشرف تسأل :

" اشغف بيه ... تقدغ ( تقدر ) تقول ايه هي ...."

وصمتت لا تتذكر الكلمة حتى همس لها اشرف بها وكأنهما في مقابلة صحافية بالفعل :

" طموحاتك ..."

علا صوتها وكأنها تذكرت الكلمة بمفردها دون مساعدة ، تكمل السؤال بثقة :

" طموحك .."

وجهت الكوب نحو اشغف الذي ظل صامتا ، انزل الكوب وهو يسألها خارج اللعبة :

" صحيح انت عاوزة تكوني ايه لما تكبري يا جنة ..."

عقدت جنة حاجبيها قليلا ثم اجابت بعد ثانية ، وابتسامة عريضة على شفتيها وهي تسرد حلمها بصوتها الصغير الناعم :

" امممم ، عاوزة افتح محل كبيييغ ( كبير) هبيع فيه فغاولة ، كل ما ازهق ولا الاقي نفسي جعانة هاكل منها .. "

اخفى اشرف ضحكته كي لا تظن انه يسخر منها ، تنهد بعد ثوان يستلقي على الحشائش متوسدا ذراعيه قائلا :

" انا مش عارف انا عاوز ابقى ايه ... انتي ايه رأيك ، انا ممكن ابقى ايه يا جنة "

اجابته بعد ثانية اخرى :

" فغخة ( فرخة ) .."

منهارة من الضحك ، عبس غاضبا :

" فرخة ؟؟ "

اكلمت وعيناها تدمع من الضحك :

" ايوه ، عشان لما تدايقني في مغة ( مرة ) ، همسكك ادبحك واكلك ..."

مغتاظا رد اشرف عليها :

" ساعتها هفضل اضربك بمنقاري وهعملك جروح كثيرة في وشك .."

صمتت هاتفة بانفعال :

" الفرخة معندهاش منقار .."

" لاء عندها .."

" انت شغيغ ( شرير ) .."

قلبت الطاولة عليه كما عادتها ، اجاب :

" انتي اتريقتي ، وبعدين كنتي عاوزة تدبحيني وتاكليني وفي النهاية انا اللي شرير ..."

استلقت بجواره مائلة عنه قليلا لكن رأسها التصق برأسه :

" بس انا كنت بهزغ ( بهزر ) معاك .... "

" خلاص انا هغبيك ( هربيك ) معايا وهبقى ااكلك من الفغاولة ( الفراولة ) اللي هبيعها .."

ابتسامة اتسعت على شفتية اغمض عينيه ولم يرد عليها ، مسجلا ملاحظة ادركها عقله باكرا للغاية ، انه لن يكون هناك احب اليه من ان يبقى بجوارها حتى لو كان دجاجة ...

..
..
..

بعد مرور يومين ...

قصر عزت

" حي جاردن سيتي "

في ثوب مشمشي منقط بدوائر بيضاء يصل حتى كاحلها ، وقفت جنة تضع قرطين بنفس لون الثوب في حين كانت حميدة تحضر لها الحذاء المسطح كي لا يؤلم قدمها التي لم تتعافى كليا بعد ، لكنها مصممة انها ستقدر على المشي عليها ..

في الحقيقة كانت تمتلك شعور حالي انها تستطيع ان تقوم بكل شيء الان ، ادخلت قدمها في الحذاء ، ثم دارت حول نفسها امام حميدة قائلة بفرحة عارمة :

" ايه غأيك يا ماما ..."

" زي القمر ..."

اجابت حميدة بفخر ، نهضت تناولها عصا طويلة ، رفيعة ، اشتراها لها عزت كي تتكأ عليها ، اخذتها جنة بروح تطير فرحا وهي تتأبطأ ذراع والدته ينزلان سويا ...

كان اول يوم لها في الجامعة ..

مجتازة بنجاح الامتحان الذي اقامه لها الدكتور " طه " لا تصدق حتى الان مقابلتها له ، لا تصدق اللحظات الثمينة التي احتوتها المقابلة التي اخذ يسألها فيها عن كل شيء

منذهلا من ثقافتها المتعددة والتي كان لاشرف دورا كبيرا فيها ، اشاد بقوة قدراتها العقلية والتي من السيء الا تنمى اكثر ويتم الاهتمام بها اكثر مقررا حينها قبول الجامعة لها حتى دون الشهادة التوجيهية ...

بعد ثوان كان عزت يمسك بيدها يخرجان من القصر معا ليوصلها بنفسه ، قال وهما في الطريق :

" تخلي بالك من نفسك ... مفيش مكالمات مع أي شباب ، عموما اشرف مش هيسمح بحاجات من دي .."

" اممم خلصت يا بابا عزت ..."

ضحك عزت بخفة قائلا :

" مراد اتصل وبيتمنالك كل التوفيق .."

اختفت ابتسامتها :

" هو ايه اللي خلاه يمشي فجأة كده ... حصل ايه ؟؟ .."

تغضن عزت قلق مثلها على عودة مراد وليلى المفاجىء للعزبة وقد كان مقيدا بين البقاء معها ، ورغبته الاخرى في الذهاب اليهما للاطمئنان ، لكنه في النهاية اجابها محاولا ان يبدو صوته هادئا :

" محصلش حاجة ... متشغليش انتي راسك الجميل ده .."

" طب لما يتصل وانا مش موجودة قوله يغجع ( يرجع )يتصل تاني بليل عشان عاوزة اعاتبه ."

" مينفعش تمشي الموضوع من غير عتاب خالص .."

" مش ممكن ... لازم اوصله اني مضايقه انه مشى بالسغعة ( بالسرعة ) دي ..."

توقفت السيارة اخيرا ، وقبل ان تترجل طبع عزت على جبينها قائلا :

" هتوحشيني في الكام ساعة اللي هتغيبي فيهم مع الاسف ... "

صادقا فيما يقول ،ليس وقد اصبحت جنة هي محور كل حياته ، حيث يقضي معها اغلب الاوقات ، يستمع اليها حينا ، ويفضفض اليها هو حينا اخر ، عبوس طفيف علا محياه .... حسنا ربما هو لم يخبرها حتى الان عن غرام ...
لكنه ليس واثقا للغاية انه يود ان تعرف اخته الصغيرة الان أي شيء بخصوص امر مخزي كهذا ...

ساعدها على النزول ، اوصلها حيث تنتظرها نورهان لتعرفها على الجامعة قبل ان يتركهما مغادرا وهو مطمئن تماما عليها ...

..
..
..

" التاريخ الالماني " كانت من الدهشة حين علمت انه استاذ هذه المادة وقد توقعت ان يكون استاذا للغة العربية بسبب حبه الشديد لها ، لكن على ما يبدو ان هناك الكثير مالا تعرفه عن اشغفها ..

مستندة على مرفقها تستمع اليه كما كانت تفعل بكل روحها ، نغمة صوته كان لها من التأثير الساحرالذي يجعلها فقط تريد الاستماع اليه ابد الدهر ، حتى لو لم تفهم تماما ما يقوله ....

انتبهت لتمتمة فتاة تجلس جوارها ، على ما يبدو تخاطبها :

" المحاضرة الوحيدة اللي بتكون مليانة بالشكل ..."

" بس مين له يتكلم .. محدش هيبقى قدامه الاستاذ اشرف وميحضرش ، دا كفاية عينه الزرقا .... تهبل لوحدها ..."

اصرت جنة على اسنانها كيلا تنهض على هذه الفتاة تمزقها ، لا احد له حق بالغزل عن اشرف خاصتها هكذا ... تابعت الفتاة :

" سمعت انه خطب ... الموضوع مفاجىء جداا ، خصوصا بعد الشائعة اللي طلعت ..."

سألت جنة بفضول خافت :

" شائعة ايه ..."

اجابت الفتاة بخفة :

" انتي شكلك جديدة هنا ... انا اول مرة اشوفك ... "

عندما لم تجب جنة في انتظار الرد على سؤالها مدت الفتاة يدها:

" انا اسمي نجلا .."

لكن جنة التي لا ترى اجابت دون ان تمد يدها في المقابل :

" انا جنة ..."

لاحظت الفتاة حينها عمى جنة باستغراب لكنها لم ترد احراجها بالسؤال ، قالت بابتسامة :

" اسمك جمييل يا جنة ..."

ابتسمت جنة لمجاملة الفتاة وقد نسيت حقدها نحوها الذي كان منذ دقائق وهي تقول :

" مغسي ( مرسي ..) .."

اجابت نجلا عن سؤالها بعد ثانية :

" مش هتصدقي ... واحد زي اشرف بيه ابن الذوات ،واستاذ للتاريخ ، كان تماما زي فارس الاحلام اللي جه على حصان ابيض لكل واحدة هنا من اول يوم .. غير انه كان معقد ، لحد ما طلع في النهاية اللي قال ان ده بسبب حبه لواحدة المانية لما كان هناك ، لكنها رفضته ، ولما رجع هنا لسه باقي على حبه ليها .."

" انتي متخيلة انه يطلع بالرومانسية دي كمان ..."

شردت جنة بعيدا عن الفتاة ، مصدومة للحظات ، لا تعرف كيف لابد لها ان تشعر حقا ... وهل يعني انه اذا كان اشرف الحب الوحيد لها في حياتها ، ان تكون هي كذلك ايضا بالنسبة له ؟؟

*يتبع*

[زمردة عابد]

القاهرة

الكورنيش



" قولي يا يوسف ... بتفكر تعمل ايه بعد ما تخلص جامعة .."
سألت نورهان بفضول ، عيناه نحو النيل تنهد مجيبا
بعد لحظات من سؤالها :
" مش عارف .."
تعجبت من اجابته :
" مش ناوي تفتح مكتب محاماة ..."

" دا مشروع محتاج وقت طويل ... دا غير اني ازاي هبتدي امسك قواضي ، وانا قدامي قضية كبيرة لسه بدافع عنها .."

" و القضية التانية دي بقى حبيبة ولا عشيقة "
ضحك وهو يرد ناظرا اليها :
" ممكن اخت ، صديقة ، عزيزة .. انتي نسيتي ولا ايه ، انا مخلص .. مش بخون "



حدقت فيه باعجاب ظاهر لم يلاحظه حين عاد بوجهه اتجاه النيل ، قالت :
" صحيح ... محمد قالي انك صوتك حلو في الغنا .."
التفت اليها ينهر بفكاهة :
" مش قلتلك محمد ده عايز قطع لسانه .. يا ترى قالك ايه تاني عني ؟؟"
" وانت مش عاوزني اعرف حاجة عنك ؟؟"
ردت سؤاله بسؤال وهي تنظر اليه بتلك الزجاجتان الساحرتان ، تنحنح بتوتر وهو يقول متجاهلا سؤالها :
" ايوه صوتي حلو في الغنا .."


هتفت بمرح :
" محدش بيقول على حاجة في نفسه انها حلوة .. انا اللي أقول .."
" طب أقول ايه طيب .. ان صوتي وحش .."
" لاء .. سمعني حاجة وانا احكم هو حلو ولا وحش .."


هز رأسه نفيا بسرعة :
" اسمحيلي ارفض يا هانمنا الصغيرة ... لاني اكيد مش هوصل لعبد الوهاب او محمد عبد المطلب وانا متأكد انك سمعتيهم وقابلتيهم شخصيا كتيير"
" بس انا عاوزة اسمعك .."
الحت بدلال ونعومة ربما لولا عناده للان لها ، لكنه أجاب بدلا بزهو :
" سبيني افكر .. حاكمني معرفش اغني على طول كده ، لازملي كوباية ينسون ، عود ، وحتة فاضية .."


ضحكت وهي ترد :
" ماشي يا افندينا .. لكن ده وعد .. انك هتغنيلي لوحدي في يوم .."
ارتبك من اتهامه بوعدها ليقول سريعا :
" لكن انا موعدتكي..."
قاطعته وهي تعود بوجهها نحو النيل :
" خلااص .. انتهى الموضوع ومعدش فيه تراجع .."



..
..
..



قصر نادر

" حي جاردن سيتي "



بدا بعيدا عنها لاول مرة ...

يحمل كمال الان وهو يقف به في الشرفة ، اقتربت حتى انتبه اليها ، لكنه لم يقل شيئا ..

ما الذي يحدث معه ؟؟ ربما اصبحت لا تقضي معه الكثير من الوقت كما سابقا بسبب تعبها مع كمال طيلة اليوم ، حتى عندما يأتي الليل تنام كالمغيبة فلا تعد تشعر باي شيء ، لكن هذا لا يعني ان يتباعد عنها هكذا ...


تحدثت اليه :
" نادر ..."
رفع وجهه عن كمال اليها:
" انت مضايق من حاجة ؟؟"
لمعت شيئا غريبا في عينه لم تتبينه ، اخفض عيناه نحو كمال مجددا مجيبا :
" لاء ..."
" لو لاء ليه بعدت بعنيك عني .. مالك يانادر ..."


رفع وجهه نحوها مجيبا بغضب لم تعلم لمن كان موجها بالضبط :
" مفيش يا انجي ... قولت مفيش ..."
دمعت عيناها وهي تهتف :
" لاء فيه ... انت متغير ... انا حاسة بده ..."


مبتعدا بعيناه مجددا عنها تحرك للداخل يضع كمال في مهده وهو يتمتم :
" يوووه انا طالع ..."
امسكته من كتفه :
" مش هتطلع ... "
سقطت دمعتها وهي تسأل باسى قطع قلبه :
"فيه ايه يا نادر ..."
لم يستطع الوقوف مكتوف الايدي امام هذه الدموع ، امام هذه النبرة في صوتها جذبها اليه محتضنا وهو يرد برقة :
" مفيش حاجة .. صدقيني .."


شهقت وهي تقول :
" لو ده حقيقي يبقى مالك ..."
نظر اليها يمسح دموعها بنعومة وهو يجيب :
" انا كويس ..."
استقر اصبعه على فمها مانعا اي سؤال اخر :
" لو هنفضل نعيد في الاسئلة والاجوبة دي كل شوية هنزهق كده ..حتى كمال كمان هيزهق ..."


ابتسمت بخفة، نظرت اليه بعدها بتأثر واضح قائلة :
" يعني انت مش زعلان من وقت الحفلة ... ساعة ما طردتك من الاوضة .."
التمعت تلك النظرة في عينيه مجددا ، ومجددا لم تفهم ماهيتها ، اجاب وهو يعيدها لاحضانه ، يستند دقنه على رأسها :
" لاء ... مش زعلان ابداا "



..
..
..





بعد ساعتين ....




على الكورنيش



منكرة لحلاوة الشعور بتشابك اصابعهم لاول مرة وهما يتمشيان على الكورنيش هكذا ..

عبوسها يطغي على ملامحها ، كونها لا تعلم هذا المقدار من اشرف الذي قضت معه حياتها منذ اقبلت لهذا العالم ، وموضع تلك الشائعة في نفسها ، هل حقا احب من قبل ؟؟



توقف اشرف فجأة ، يداه مازالت تتشابك بتملك ليديها
قال :
" هااا ، ايه سبب التعبير المخيف ده المرة دي .. قاعد افكر من ساعتها ومش لاقي اي سبب...."
زمت شفتيها ، صامتة لا ترد عليه ، امتدت يده يبعد الخصلات التي يطيرها الهواء بعيدا عن وجهها :
" انتي عارفة انك متقدريش تفضلي قالبة وشك كده كتيير ... وانا واقف لسه بسمع ..."


انفجرت في وجهه متجهمة :
" مين الغبية الالمانية اللي حبيتها وانت بغة ( بره ) دي ..."
اجابها مشاكسا ، عيناه تتألق في وهج الشمس بهجة لغيرتها وتسلية في ذات الوقت :
" منين وصلك الكلام ده ؟؟..."
" سمعت ...."



اندفعت بحنق قبل ان تبتعد بوجهها جانبا :
" انت قولت انك بتحبني انا بس "


مستمتعا بغيرتها ، دفعها للحافة اكثر مجاريا لها :
" تعرفي ، الملكة نفرتاري كانت حب رمسيس التاني لدرجة انه كتب عنها

(هي التي من أجلها تشرق الشمس)

ومع ذلك اتجوز عليها سبع مرات .."


وجهها اصبح مقابل وجهه الان هتفت :
" لو حصل ده معايا ، ساعتها انا هقتلك وافغمك ( افرمك) واغميك ( ارميك)في النيل ده ..."
" ومش هتخافي ساعتها البوليس يجي ياخدك ...."
" مين اللي هيصدق اصلا ان واحدة عامية مسكينة زيي تعغف تقتل حد ..."
" طول عمري عارف انك مجرمة عسل .."
حملت نبرته غزلا ناعما وهو يقترب بوجهه منها ، رفرف قلبها بغير ارادة منها ، عندما رأى توهج وجهها خجلا ابتسم بحب قائلا :
" مفيش واحدة كانت في حياتي من يوم ما وعيت على الدنيا الا انت،واي حاجة هتسمعيها زي دي تاني ، اعرفي ملهاش أي اساس من الصحة ..."


عبوس مزيف ترسمه على وجهها وهي تسأله بدلال :
" انت عاوز تقنعني ان مفيش ولا واحدة لفتت نظغك ( نظرك) وانت بغة(بره) .."

" وهو بعد بغه دي تقدر واحدة تانية تلفت نظري بردو ..."
ارتسمت ابتسامة اختطلت مع اللون الخجل الداكن على وجنتها ، ذائبا فيها اقترب هامسا وعيناه على شفتيها :
" ولو قلتلي الكلمة اللي نفسي اسمعها من شفايفك الحلوين دول .. مش هعرف ابص لحد بعدها خالص .."

ازدردت ريقها ، تتهرب بتلعثم :

" انا مبعغفش ( مبعرفش ) اقول كلام حلو ...":
" وبعدين انت كده بتوتغني( بتوترني ) .."
متجاهلا خجلها وتوترها هذه المرة ، همس بصوت تملك منه مشاعره وقيده حتى خرج ابحا بهذا الشكل :

" هي كلمة واحدة اللي نفسي اسمعها ... قوليها يا جنتي .."

اطرقت برأسها في استحياء ، وجنتيها حمراء كالطماطم ، حاولت :

" ب .....ب...."

اقترب اكثر حتى اصبحت تشعر بأنفاسه كالريح تعصف بشعرها ، وبغضب لضغطه عليها بهذا الشكل ، رفعت رأسها وارنبة انفها قد احمرت غضبا تعاضدا مع وجنتيها واذناها وهي تقول في فورة غضبها :

" بحبك يا حماغ ( حمار ) ..."





مكفهر الوجه ثاقب العينين كان عمر وهو يشاهد جنة اخيرا ، جنة التي اصبحت تنتمي لاشرف الان...
ذاك الذي بسبب غبائه خلا له الطريق منذ وقت طويل ، و دون اي ذرة ذنب استئنف حياته من حيث كانت وكأن شيئا لم يحدث ، وكأن خرابا بسببه لم يقم ...

وهاهو يسدد ضربة اخرى ، يخطو خطوة اقرب للمستقبل قبل ان يستطيع هو حتى تسديد الضربة السابقة ...


طلب من سائقه التحرك ، مستدير برأسه رغما عنه عن تلك الجميلة التي تألقت للغاية على مر تلك السنين ، تألقت حتى ان قلبه يكاد يخرج من مكانه على رؤيتها ...

جنة عاش هو واشرف فيها سويا ، وبخيانة طرده منها في النهاية ..
اغلق عينيه بشدة لا يتحمل انه رسميا حصل عليها ، انه تماما فقد اي فرصة لان يعيش ولو مرة مجددا بعد ان كان ميتا لمدة طويلة للغاية ...


*يتبع*

[زمردة عابد]

القرية


خرجت من الدار باتجاه النهر ونهض هو يتبعها كمراهق يمشي خلف المحبوبة التي يمطرها غزلا ....

ناداها عندما وصلت النهر ، التفتت اليه غاضبة :

"انت من كل عقلك بتمشي ورايه ..."

عيناه هائمتان بها :
" شفتيلي طريقة تانيه اشوفك بيهه وقلت لاا.."

لم تتأثر ولو مقدار ذرة او هذا ما ابدته له تماما وهي تجيبه بجفاء :
" امشي ياحسنين من هنه قبل ما حد يشوفك ... وتبقى سيرتي على كل لسان ..."

عقد حاجاه وهو يمسك ذراعها معطيا رأيه في ذلك بقوة :
" اللي يملك يتكلم عليكي نص كلمة ، ساعتهه منه للقبر ..."

ارادت ان تقول له انه احد اؤلئك الذين كانوا سبب في ان تكون لقمة سائعة على السنة الناس التي لا ترحم ذات يوم ، لكنها بدلا انتبهت لذراعيها التي بين يديه ، تحاول سحبها ، مشيرة الى قربه ومسكه لها بهذا الشكل اندفعت ناهرة :
" انت اتجننت .. اني خلاص مبقتش حلالك ..."

افلت ذراعها متشدقا ببيان :
"آني رديتك ..."

وقبل ان تقول شيئا ملاحظا صدمة ملامحها التي ازدادت حنقا ، امسك ذراعها مجددا يقربها منه قائلا بعذاب مشتاق :

"اني مش مستحمل تكوني كده يا راضية .. مش مستحمل قسوة قلبك دي "
تنظر اليه بغضب مستنكر ، تابع:
" عارف ان آني اللي ضيعتك من اديه ..، آني جاموسة وطور كمان .. لكن مقدرش اعيش من غيرك .."

لا تتحمل كلماته اكثر ، سحبت ذراعها من بين يديه وهي تهدر بغضب في وجهه قبل ان تستدير عائدة :

" و آني مش راجعة بردو يا حسنين ..."


..
..
..


قصر نادر

" حي جاردن سيتي "


جلس رفعت على احدى الارائك المستقرة في بهو القاعة

صامتا لثوان لا يعلم كيف ينقل لصغيرته امرا كالذي علمه للتو ، كيف يخبرها ببساطة ان نادر يخونها ..


لقد اخبره صديقه للتو الذي يتوافد لنفس الكازينو الذي يذهب اليه ، وقد رآه في احدى الليالي يقبل امرأة من العاملات هناك ، ثم بعد ذلك خرج معها ...
رفع نظره اليها باسى قبل ان يربت بجانبه على الاريكة لتجلس ، فعلت انجي بقلق تمكن منها بسبب وجه ابيها المهموم الذي تراه لاول مرة منذ فترة طويلة،

بدأ رفعت بثقل يحجم على قلبه يخبرها بما رآه صديقه ...

وجهها الجميل تشنج مثل الرخام الشاحب ، قبل ان تنهمر دموعا جامدة من عينيها في سكون منكوب ، بينما طعنة كبيرة من الالم لا وصف لها قد اصابت قلبها ...

..
..
..


" ازيك يا اشرف ..."
انقبضت يدا اشرف في توتر ، لا يمكن ان ينكر ابدا معرفته لهذا الصوت ، التفت واذ به يرى عمر واقفا عن قرب سيارته عند قصر عزت حيث اوصل جنة منذ ثوان ، ماذا يفعل هنا ؟؟ هل اتى لرؤية جنة ؟؟ كيف يعرف انها هنا ؟؟

لم يطلق ايا من هذه الاسئلة ، استبدلت صدمته بغضب فوري وهو يسأل بقوة :

" بتعمل ايه هنا يا عمر ؟؟"

" ايه اللي رجعك ؟؟ "

لم يندهش عمر من الفظاظة التي قابله بها ما كان من المفترض منذ امد طويل اخاه وابن عمه ، اجاب ببرود وهو ينظر اليه :
" رجعت عشان اكتشفت قد ايه انا غبي لما مشيت.."
ضيق اشرف نظراته بعنف ويداه تنقبض بجانبه اكثر :
" تقصد ايه ؟؟"

اقترب عمر خطوة نحوه يعلن بتحد :
" اقصد اني رجعت عشان جنة .. "
قبض اشرف عليه من سترته هادرا :
" جنة دلوقتي بقت مراتي .. وبقى ليك حدود لما تتكلم عنها .."
لكن عمر ازال يد اشرف بغضب مماثل وهو يرد عليه :
" على حد علمي لسه مبقتش مراتك رسمي قدام الناس .... وبعدين مراتك زي ما بتقول عارفة هي هتتجوز مين بالضبط ..."

عندما لم يجب اشرف اسنانه تصطك ببعضها من الغضب يمنع نفسه بشدة من ضربه ، استمر عمر غير مبالي :
" كنت متوقع انك مقولتلهاش على اللي حصل زمان ، على اي شخص انت في الحقيقة ... الباشا هاشم التاني ..."
" لكن انا رجعت عشان اقولها يا اشرف .. جيت عشان انور عنيها من اللي كنت مخبيه عنها ..."

" انت متقدرش تقولها ..."

تنفس اشرف في اكفهرار غاضب ، لكن عمر استمر بخشونة :
" على العكس ... انا قادر جداا اني اعمل كده واكتر عشان امنع اي اذية ممكن تصيبها ..."
انفجر اشرف في وجهه بالجواب الوحيد الصحيح في الامر برمته :
" جنة تبقى روحي .."
قاطعه عمر بحدة :
"الانسان احيانا ممكن يأذي روحه حتى يا اشرف ..."
" و جنة من حقها تعرف كل حاجة عنك ... وهي تقرر ساعتها اذا هتستمر معاك او لاء .."

*نهاية الفصل *

[ام زياد محمود]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 10 والزوار 13) ‏

ام زياد محمود, ‏Dall, ‏غائب, ‏الجامعيه, ‏Fairtulip, ‏رودينا ابراهيم, ‏Hamset Aml, ‏عنود الصيد, ‏منور 1234

[Maryam Tamim]

انا كنت متلهفة لرجوع عمر
لكن دلوقتي اترجاك لو سمحتي رجعيه لتركيا مطرح ماكان
شكله جاي وناوي يخربها بين اشرف وجنة
نادر ليه يعمل كده... ورفعت باشا ليه يقول لانجي
قبل مايحاول مع نادر
كويس ان راضية ما ضعفت وسامحت حسنين لان غلطه كبير بحقها
تسلم ايدك🌷🌹❤️👏

[ام زياد محمود]

ايه دا بقى ليه القلبه الشريره دى هعيط واغرقلك المنتدى لو عمر قدر يفرق بين اشرف وجنة

اشرف بيعرف يحتوى غضب جنة بيقدر يفهمها ويزيل اى حاجه ممكن تدايقها

ياترى ايه اللى فى ماضيه مخليه قلقان انه ممكن تعرفه وايه طبيعة القسوة اللى ممكن يتشابه فيها مع ابوه

نورهان ويوسف العلاقة بينهم بتتطور من لقاءات ووعود المشكلة لو ابوها عرف هل ممكن يأذى يوسف ويبعده عنها

راضية لسه بتعاقب حسنين على شكة وسرعة غضبه خليه يتربى شويه
نادر يخربيتك ياترى قدرت فعلا تخون انجى ودا كان سبب هروب نظراتك منها ولا تراجعت ولحقت نفسك

قفلة مرعبة جدا فى انتظار القادم ان شاء الله

[تالا الاموره]

الفصل التاسع عشر

شكريه المقيته مصره ع الانتقام من ليلى ومراد، وانتقامها قاصم جدا لليلى

نادر مسكين لساتك في البداية😂😂، لكن بجد الام تلاقي ضغط رهيب بعد ولادة مولودها الاول، محتاج رعاية وياخذ اغلب الوقت والزوج يحس بفراغ ويلقي باللوم عليها لاهمالها اياه.

جنة واشرف عسسسل 😍😍

[تالا الاموره]

الفصل العشرين

عمر بعد مافرحت بانه اعجب بلينا، لم يزل يحب جنة ويريد الانتقام من اشرف، اتمنى ماينجح بتفريقهم عن بعض، حبيت حبهم لبعضهم والتناغم الجميل بينهم ، لكن السؤال هنا مالذي يخفيه اشرف عن جنة وواضح انه خايف من معرفة جنه به؟؟

نادر زعلني كثير، من لما حضنها واحست بنظره غريبه في عينه توقعته خان، انشغال الزوجه بطفلها ليس سائغ نهائي للخيانه، المفترض يجلس معاها ويفهمها افتقاده لها وحاجته لها.