آخر 10 مشاركات
أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          [تحميل] باب الريح للكاتب/ طارق اللبيب ، سودانية ((جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الهمسات المشتعلة .. مايا مختار >>> مكتملة (الكاتـب : مايا مختار - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-08, 04:55 PM   #11

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي


3- الانفصال

عبرت دالاس الممر بتمهل محاولة أنتراجع ما قررت أن تقوله لتشارلز. وكانت جين مستلقية على الاريكة تشرب القهوة. ولم ترها دالاس مرتاحة هكذا منذ أسابيع, وشعرت بضيق شديد لأنها عرفت أن جين كانت خائفة من ابلاغها بالامر. قالت جين اخيرا:
" آسفة يا دالاس أردت أن اخبرك ولهذا السبب كنت تعيسة جدا ظننت...حسنا, في أي حال كنت دائما تحذرينني من باريس أليس كذلك, والأمر الذي حصل أكد أنك كنت على حق دائما "
" أوه يا جين, ليس بالضرورة...اعني...هل اعتقدت اني سأقول لك اني نبهتك؟ "
ابتسمت جين ابتسامة خفيفة:
" في الواقع...ربما. مع أن. . . "
واختفى صوتها برهة ثم تابعت:
" الأمر ليس في هذه البساطة, ان السيد ستافروس يعلم فقط بعض الحقيقة, ولا يعرف القصة كاملة "
تهدج صوتها, ثم استعادت رباطة جأشها في صعوبة. عبست دالاس وأرخت جسمها على الأريكة قرب جين وقالت:
" ما قصدك يا جين؟ هل هناك أمور اخرى يجب أن اعرفها؟ "
استدارت جين بعيدا ودفنت وجهها في الوسادة الطرية. وضعت دالاس يدها على كتف اختها وقالت:
" جين, جين! بالتأكيد يمكنك أن تخبريني الآن. لا يمكن أن يحدث أمر أهم من كونك حاملا "
استلقت جين على الوسادات وغطت عينيها بذراعها وقالت:
" أنا فعلا أشعر أن وضعنا أنقلب الآن يا دالاس, أشعر بطريقة ما انني أكبر منك بكثير "
شعرت دالاس بالانزعاج. كانت تعتقد أن الأمور قد تعود الى مجراها أخيرا قبل أن يخبرها الكسندر ستافروس الاخبار المروعة, لكنها شكت في الأمر وهي تنظر الى جين. حتى من دون الطفل, كانت جين قد تغيرت بطريقة كبيرة لا توصف. وقالت لأختها:
" جين, أرجوك أن تثقي بي, اخبريني ما الذي يجب أن اعرفه؟ "
هزت جين رأسها بالنفي:
" لم أقل أنه يجب أن تعلمي. فقط اعتقدت انه يجب ان تعلمي قبل أن تحاولي اقناعي بحدوث أي خير في مجئ هذا الطفل "
" جين, لا تتحدثي بالالغاز!! هل الأمر يتعلق بباريس ثانية؟ حسنا, استمري...أريد أن أعلم مهما يكن "
بللت جين شفتيها بلسانها وقالت:
" هل...هل اعتقدت أن باريس وأنا هربنا كي نتزوج؟ "
احمر وجه دالاس ثم قالت:
" في الواقع, فكرت في الأمر على هذا النحو "
" هل اخبرت الكسندر ستافروس بذلك؟ "
" في الواقع...بحثنا في الأمر "
" لكنه كان أقل اقتناعا منك. . . "
تذكرت دالاس كلمات الكسندر ستافروس بوضوح شديد, وأظهر تعبيرها ما كانت تفكر به بجلاء, وأومأت برأسها مكتئبة. فقالتجين:
" طبعا, أنه يعلم, انه يعرف باريس...أو بالاحرى...كان يعرف باريس أكثر من أي شخص آخر "
صمتت قليلا ثم تابعت:
" في أي حال لم يفكر باريس في الزواج على الاطلاق. في الواقع قال انه لا يريدني عندما اخبرته عن الطفل. في أي حال كان مخطوبا الى فتاة...في اليونان! هلعت...لم أستطع اخبارك وأنت كنت بدورك ستخبرين تشارلز. كل ما استطعت التفكير فيه هو نظرة اللوم التي سيعكسها عندما يعلم "
" اخبريني يا جين, هل تذكرين ما قاله لك السيد ستافروس بشأن الطفل؟ "
" بعض الشئ. لقد...لقد اقترح أن يتصرف بالأمر "
" وماذا كان رد فعلك أنت؟ "
" لم أستطع التفكير في وضوح حينها. لكني لا أدري الآن لماذا؟ هل قال المزيد عن القضية؟ "
" أوه نعم, يبدو أنه يشعر بأن له كل الحق في أن يأخذ الطفل ويربيه على انه حفيده أو حفيدته, تبعا لما سيكون "
واطرقت جين:
" أعلم. اني...اني استطيع أن أرى وجهة نظره. في أي حال لقد فقد باريس, وكان ابنه الوحيد "
" نـ...ـعـ...ـم "
ثم قالت دالاس باطراق أكثر:
" لكن هل ستذهبين الى اليونان وتبقين هناك الى ما بعد ولادة الطفل؟ "
" الى اليونان! ما علاقة اليونان بالامر؟ "
" في الواقع انها فكرة السيد ستافروس, أليس كذلك؟ أخبرني انه يريد أن تذهبي وتقيمي في جزيرته الى ما بعد الولادة "
" في الحقيقة لا أذكر قوله هذا. لن أذهب في أي حال, لن أذهب وأقيم بين غرباء في مثل هذه الظروف. كلا, شكرا "
" و أقترح أيضا بأن علي أن اذهب أنا أيضا "
" حسنا, لا أعتقد انها فكرة صائبة. اعتقد أن في امكانه أخذ الولد ولكن. . ."
" جين, لا تقولي مثل هذه الأشياء الى أن تصبحي واثقة من أن هذا هو ما تريدين. سيكون الطفل طفلك أيضا. قد تجدين بأنك لا تريدين التخلي عنه "
" ليس في استطاعتي اعالته, أليس كذلك؟ أوه يا للتعقيد! "
" في الحقيقة, ربما تستطيعين الاحتفاظ به "
قالت دالاس بتردد وتابعت:
" اعني, سنتزوج أنا وتشارلز عما قريب, يمكننا أن نساعدك الى ما بعد الولادة ومن ثم اعالتك ربما الى أن يكبر الطفل لدرجة نستطيع معها ارساله الى الحضانة "
" هل تفعلين هذا لاجلي؟ "
" طبعا!....أوه يا جين دعينا مت الجدل في هذا الأمر. لقد وقع الآن ما وقع وليس في استطاعتنا فعل شئ لوقفه. فدعينا نحاول أن نقبله "
" اعتقد انك متفائلة أكثر من الضروري على رغم كل نشئ. تشارلز لن يوافق على ذلك ولو بعد مليون سنه "
" قد يفعل "
" لا أمل في قبوله. أنت تعلمين أن ما تقوله السيدة جينينغز يحصل وهي تكرهني "
" أوه, توقفي! "
نهضت دالاس وعبرت الغرفة وهي تقضم أظافرها من دون ثبات وقالت:
" يجب علينا حل هذه القضية بطريقة معقولة وصحيحة. ليس هناك سبب يمنع تشارلز من مساعدتنا, سأراه وأخبره بكل شئ "
هزت جين كتفيها وأرخت وجهها واستلقت على الاريكة وقالت:
" حسنا يا دالاس. تصرفي كما يحلو لك. ربما في استطاعتي التنبؤ بمصيرك كما استطعت أنت التنبؤ بمصيري "


* * * *


مساء السبت التالي جاء تشارلز كالعادة لأخذ دالاس الى مايدن هيد. كان الطقس آخذا في التحسن ولبست دالاس سروالا وسترة ضيقين يخصان جين. وفعلت ذلك بناء على اقتراح أختها.
لم يقل تشارلز أي شئ في الشقة ولكن ما إن أصبحا في عزلة نسبية في سيارته الروفر حتى أطلق العنان لمشاعره وسألها ببرود:
" هل فقدت رشدك؟. . . "
" أنت تعلمين كم أكره النساء اللواتي يرتدين السروال. ستصاب والدتي بنوبة عندما تراك "
واعتدلت دالاس قائلة:
" إنها الموضة يا تشارلز, ولسنا في العصر الفيكتوري "
" لم يسبق لك ارتداء شئ مشابه قبلا. هل اشتريته مؤخرا؟ "
" كلا...انه يخص جين "
" عرفت ذلك...انك لست من النوع الذي يرتدي هذه الملابس "
" لأي نوع أصلح يا تشارلز؟ "
وفوجئ تشارلز بما قالته وقال بسرعة:
" حسنا, لا أدري كان مظهرك دائما على ما يرام في السابق "
لم يكن ما فعلته هو الطريقة المثلى لجعله مرتاحا, كان عليها تجاهل لسان جين اللعين وارتداء ما يرضيه. وبما أن جين هي التي أمنت الملابس فلابد أن تشارلز سيسخط عليها. تنهدت واستدارت لتنظر إليه مرة ثانية. كان من الأفضل إنهاء الأمر بسرعة ومن العبث الانتظار حتى ساعة وصولهما إذ ستضطر حينئذ إلى إخبار قصتها لأمه وتعاني حينها من ملاحظاتها الأنتقادية. بدأت حديثها بهدوء:
" لدي...لدي أمر أريد اطلاعك عليه وان...أن أستشيرك أيضا "
التفت تشارلز إليها:
" أوه, نعم! "
" انه أمر...يتعلق بجين "


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 04:56 PM   #12

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

ونظر إليها تشارلز:
" تابعي "
" إنها حامل "
خيم صمت ثقيل لبضع دقائق بينما حاولت دالاس يائسة أن تفكر في شئ تقوله. أي شئ من شأنه هدم الحاجز الذي كان قائما بينهما. وأخيرا قال:
" إذا هي كذلك؟...حظها عاثر "
" هل هذا كل ما عندك لتقوله؟ "
تأفف تشارلز وقال:
" هل هناك المزيد لأقوله؟ ماذا ستفعل؟ هل ستعطي الولد للتبني. يا للسخرية! "
" انك تقول شئ كريها! "
صاحت دالاس بحد.
" حسنا ماذا تتوقعين أن أقول؟ جين المسكينة! يا للشفقة...لا تخافي لقد هزأت بي لمدة كافية والآن دوري. ولن تحصل على قرش من القضية "
بدا أن الأمر يسليه وشعرت دالاس بغضب هائل:
" لا يمكن أن تكون مخطئا أكثر من ذلك "
وتابعت في برود:
" يريدها الكسندر ستافروس أن تذهب إلى اليونان وتبقى مع عائلته إلى أن يولد الطفل "
حدق تشارلز فيها وكاد أن يصطدم بشاحنة متوقفة:
" ماذا! "
صرخت دالاس قائلة:
" تشارلز...ايها المجنون, هل تحاول قتلنا؟ "
ثم تابعت بعد أن هدأ روعها:
" أجل يدهشك الأمر, اليس كذلك. لكن جين لا ترغب في الذهاب وترك كل ما عندها في وقت كهذا. أخبرتها بأننا سنهتم بها. على رغم كل شئ إنها شقيقتي. . . "
" هذا غير وارد! "
قال تشارلز بحدة:
" لن أعيل طفلها غير الشرعي "
" أنا لا أقترح عليك القيام بذلك. ليس هناك ما يبرر عدم متابعة جين العمل إذ إنها تستطيع ذلك, ثم هناك الجمعيات والمنافع الاجتماعية, وبعدها عندما يصبح الطفل كبيرا كفاية يذهب إلى حضانة نهارية. . . "
" تريثي, تريثي! "
خرج تشارلز عن الطريق العام وأوقف سيارته:
" وأين ستقيم كل ذلك الوقت؟ "
" حسنا, في الشقة في بادئ الأمر, ثم معنا بعد أن نتزوج "
" أوه كلا, لن تفعل. لن أوافق على ذلك. ربما يمكنني تحملها لبعض الوقت بالطريقة العادية. ولكني لن اسمح لأم غير متزوجة في العيش في منزلي "
حدقت فيه دالاس وكأنه لم تره قبلا. كانت تعلم انه محافظ لكنها لم تفكر في انه ضيق الأفق, أو حقير الى هذه الدرجة.
" لا يمكن أن تكون جادا يا تشارلز "
" أوه, لا أقدر "
بحثت دالاس في حقيبتها عن سيكارة وتناولت واحدة وأشعلتها بأصابع مرتجفة غير آبهة لحقيقة كره تشارلز أن تمتلئ السيارة دخانا:
" حسنا. إذا كنت جادا فلم يعد هناك ما نتحدث عنه, أليس كذلك؟ "
" ماذا تعنين؟ "
" ببساطة, حيث تذهب جين أذهب أنا. أو بالعكس, حيث لا تستطيع هي الذهاب لا أستطيع أنا أيضا "
" توقفي عن قول هذا الهراء. ما تفعله أختك هو شأنها. ثم انك لم تعطني الفرصة لأقول أي شئ في ما يختص بصالح جين. أنا بالطبع لا أتوقع منك أن تتخلي عنها "
" شكرا لك. هذا لطف منك "
" كفى قولا يا دالاس, اعتقد أن لدي خطة في استطاعة جين أن تبقى معك حتى موعد زواجنا بالطبع, لكن بعد ذلك يمكنها الإقامة في أحد الفنادق الى أن يولد الطفل. ثم نستطيع أن ندفع بدل إقامتها في بيت ولادة لتلد الطفل وبعد أن يتم تبنيه لن أعارض في مجيئها للإقامة معنا لفترة "
" وماذا إذا لم ترد أن تتخلى عن الطفل؟ "
" ماذا تقصدين؟ بالطبع تريد أن تعطي الطفل للتبني. لا تريد فتاة عمرها سبعة عشر عاما أن تتحمل طفلا من دون زواج "
إني أوافق على ذلك, لكن معظم الفتيات يجدن من الصعب جدا عليهن التخلي عن أطفالهن وكنت أظن أنه يمكننا أن نساعدها في ذلك. . . "
أشاح تشارلز ببصره بعيدا ضابطا أنفاسه في صعوبة:
" لن أخرب حياتي بسبب غلطة فتاة, وهذا ما سيحدث, لا تخطئي في الأمر. ووالدتي لن توافق في أي حال "
" انك تتكلم وكأن جين غريبة. إنها شقيقتي. لا...لا أتوقع منها أن تواجه الأمر بمفردها من دون مساعدتي "
" ولم لا؟ لم تكترث لما فكرت به عندما كانت تخرج معه "
" اعلم إنها كانت أنانية وغـير مسئولة, لكن يا تشـارلز أنها أختي وأنا أحبـها "
" في الواقع لا أستطيع. الأمر لن يجدي يا دالاس. لن تستقيم الأمور. سندق أعناق بعضنا بعضا خلال شهر "
" إذن أين موضعي من الأمور؟ "
" عليك أن تقرري...إما أنا أو جين "
وحدقت به دالاس دهشة:
" ما تقوله شئ تافه! "
" ولكنه صحيح "
كان واضحا من موقفه أنه يتوقع منها أن تذعن وتختار الزواج بع على أي شئ آخر. ولكن دالاس لم تستطع فعل ذلك. كما لم يستطع هو أن يحب جين. وسمعت صوتا صغيرا في أعماقها يقول: أليس من الأفضل أن تعلمي حقيقته الآن؟.
" إذن علي أن اختار جين "
قالتها دالاس بهدوء فبدا تشارلز مندهشا:
" ماذا! "
" سمعت ما قلته تماما. لا يصلح الأمر لي أنا أيضا يا تشارلز. لا أستطيع أن أعيش معك, حيث لن أعلم أين جين أو ما الذي تفعله "
صاح تشارلز:
" دالاس انك تستثيريني! انك تحاولين مضايقتي عمدا. لا أستطيع أن اصدق انك ستتخلين عن كل ما عملنا لأجله طوال السنوات الماضية في هذه السهولة. ليس هذا من شيمتك! "
" هل تساءلت مرة إذا كنت حقيقة كما تراني؟ أنت تقول إني غيري في الحقيقة. ربما, وربما أن الشخص الذي تعرفه أنت ليس مثلي "
" انك تتكلمين هراء, ولن استمع الى المزيد "
ادار تشارلز محرك السيارة بعنف ولم ينطلق بها بالطريقة المناسبة فانطفأ المحرك في المحاولة الأولى. فأدارها ثانية وهو حانق على نفسه, وتمنت دالاس لو كانت في لندن لتعود الى منزلها بمفردها. ونظرت حولها وقالت:
" اسمع يا تشارلز لا سبب لذهابي الى منزل والدتك الآن "
" لا أوافق "
غمغم تشارلز وهو يحاول الانطلاق بالسيارة. انسلت دالاس بسرعة خارج السيارة وتمعنت حولها. قد تكون محظوظة كفاية أن تجد باصا يقلها إلى المنزل. وإلا فإنها تفضل السير عوضا عن البقاء أكثر مع تشارلز في ذلك الحين.
انزل زجاج نافذته وصاح:
" دالاس! عودي إلى السيارة في هذه اللحظة "
" لا يجدي الأمر نفعا يا تشارلز, لقد قلت لك "
" دالاس! دالاس! أرجوك لا تتسرعي إلى هذا الحد. دعينا نتحدث أكثر في الموضوع "
" كلا. الأمر لا يجدي يا تشارلز. ولا أجد منفعة في الاستمرار في بحثه. دعني أذهب وكفى. سآخذ الباص إلى المنزل "
صاح تشارلز في غضب:
" حسنا جدا, إذا أصررت على أن تكوني غبية في هذا الشأن. ولكني أتوقع أن اسمع خبرا منك. تعرفين رقم هاتفي "
لم تجبه دالاس. لم يكن هناك المزيد ليقال.

على رغم أن دالاس أخبرت جين بما حدث بينها وتشارلز عندما عادت الى الشقة, إلا أنها لم تخبرها بالتفاصيل, وهكذا امتنعت جين عن التعليق. ولكن مع مرور الوقت أصبحت دالاس مزاجية ومضطربة, وكان على جين أن تتحدث معها:
" دالاس...هل أنت متأكدة من اختيارك؟ اقصد, تشارلز كان اختيارك أنت وليس اختياري, ولا يفيد قطع علاقتك به, أيا كانت وجهات نظره, إذا كنت تحبينه "



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 04:58 PM   #13

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

مررت دالاس يدها عبر شعرها وهزت كتفيها النحيلتين قائلة:
" هذه بالذات هي المشكلة, تشارلز كان اختياري أنا ومن الواضح انه كان اختيارا خاطئا, لأني بكل إخلاص لا اشعر بنفسي تعيسة حال افتراقنا. ما يقلقني هو ما الذي سنفعله الآن "
" نحن...في الواقع...يمكننا قبول عرض الكسندر ستافروس "
همست في تردد فحدق بها دالاس قائلة:
" هل أنت جادة؟ "
" في الواقع, فكرت فقط...اعني...لقد قال انك تستطيعين المجيء أليس كذلك؟ ولن نبقى إلا حتى ولادة الطفل "
" كلا, انه آخر شئ يجب أن نفعله. إذا ما استطاع التحكم بك مرة فلن يكون الطفل لك ثانية "
" لماذا تشكين فيه إلى هذا الحد؟ بالتأكيد بدا طيبا لي. لقد ملت إليه "
" انه مجرد...موقف! انه متكبر جدا "
" بالطبع سيكون كذلك...إن رجلا في مثل مركزه من الصعب أن يكون مختلفا عن ذلك "
" حسنا في أي حال أفضل لو تدبرنا أمرنا وحدنا. ألا تفضلين أنت ذلك؟ "
ونظرت دالاس بتفاؤل إلى أختها وتابعت:
" أنت تعلمين انه يمكنك الاعتماد علي "
" اعلم. في الواقع أنا أفكر في العودة إلى العمل في الأسبوع المقبل. لا داعي أن يعلم أحد بالأمر. لا شئ يشير إلى حالي, وسأترك العمل عندما يتضح حملي "
أومأت دالاس موافقة, ولكنها تساءلت ما إذا كانت جين ترغب فعلا في العودة إلى العمل في تلك المكاتب حيث علم الجميع بقصتها مع باريس, وسيلاحقونها بالأسئلة .

بعد يومين دعت ناظرة المدرسة دالاس الى مكتبها مباشرة قبل استراحة الغداء. وتساءلت دالاس وهي تدخل الى مكتب الآنسة تشاتر ما إذا كانت في صدد شكوى تقدم بها أحد ضدها. وأملت ألا يكون الأمر كذلك في مثل هذا الوقت الذي تحتاج فيه إلى الاستمرار في الوظيفة.
ولدهشتها لمتكن الآنسة تشاتر في المكتب عندما دخلت, وبدلا منها رأت رجلا أسمر طويلا ينتظرها, ونهض من مقعده عندما دخلت.
" أنت! "
هتفت في تعجب وهي تنظر الى عيني الكسندر ستافروس الداكنتين.
" صباح الخير آنسة كولينز, أنا آسف لحضوري أثناء الدوام, ولكن عندي موعد هذا المساء ولا أريد أن أتخلف عنه "
" نعم؟ "
كان صوت دالاس هادئا في صورة ملحوظة مع أن خديها كانا يحترقان وشعرت بتقلص معدتها. سار الكسندر ستافروس نحوها في تؤدة ثم قال:
" اتصلت بـ... خطيبك, أم يجب القول...خطيبك السابق "
" ماذا فعلت؟ "
دهشت دالاس.
" أردت أن أتأكد من وجهة نظره بالنسبة إلى هذا الوضع الدقيق, عرفت انه ليس من المحتمل أن تبلغيني أنت أي هموم قد تلم بك, لهذا السبب تدخلت "
قبلت دالاس سيجارة منه قبل أن تتكلم وقالت ببرود:
" لا أستطيع أن اعلم لم لا تريد أن تدعنا وشأننا. سبق أن قلت لك. إن في استطاعتي وحدي الاعتناء بجين "
" نعم اعلم. لسوء الحظ لا أصدقك. ولا اعتقد انك منصفة في حق أختك. اعتقد بأنك تسمحين لعدائك تجاهي وتجاه باريس أن يؤثر على قرارك. ومن الممكن أن توافق جين على مخططاتك إذ إنها تشعر بالذنب بسبب ما فعلته "
أحنت دالاس كتفيها, وتذكرت رغما عنها اقتراح جين بقبول عرض الكسندر ستافروس, ورفضها القاطع لأي علاقة معه.
نظر الكسندر ستافروس إليها نظرة غامضة:
" ما الأمر؟ هل تشعرين حقا إني قد أكون على صواب؟ كوني صادقة مع نفسك. اعترفي بأنك قد تكونين على خطأ! "
نظرت إليه دالاس وقالت:
" أنا...أنا اعتقد أن جين يمكنها الذهاب الى جزيرتك, ولكن ماذا في شأني؟ لا يمكنني الذهاب, وأشك كثيرا إذا كانت ستذهب من دوني "
" وأنا أشك في ذلك أيضا, ليس هناك من سبب على وجه الأرض يقدر أن يمنعك من التخلي عن وظيفتك "
صاحت دالاس غاضبة:
" سنحتاج إلى المال. يبدو انك تنسى ذلك "


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 05:00 PM   #14

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

على العكس, أنا لا انسي المال أبدا, لكن لا اعتقد أن المال له علاقة بهذه القضية. لا يمكنك أن تتصوري أني سأدعك تقيمين في ليكسـاندروس بلا مال! "
" لا نريد مالك "
هتفت مؤنبة:
" أنا لن آخذ فلسا واحد "
" آه, انضجي يا آنسة كولينز! "
ثم تابع:
" كم عمرك؟ عشرون, اثنان عشرون عاما ربما؟ لا أدري. انك تتصرفين كفتاة مدرسة حمقاء. أن جين يحق لها الاعتماد ماديا على والد الطفل, وأنا مستعد تماما لأعترف بأن باريس هو الوالد المعني. في هذه الحال يحق لي بما اني واله أن أقوم مقامه ماديا, على جين أن تدرك ذلك إن لم تفعلي أنت. توقفي عن التصرف بسذاجة, إذا كنت لا تستطيعين المجيء إلى ليكساندروس بأي صفة أخرى, فسأتدبر لك وظيفة, وأدفع لك معاشا "
" هذا سخيف! "
واستدارات دالاس بعيدا. فشعرت بيدان تقبضان على ذراعيها وتديرانها نحوه:
" لا أحد يدير ظهره لي! "
غمغم معنفا ثم تابع:
" وخاصة النساء "
ارتعشت دالاس ثم أفلتها قائلا:
" إذا...هذا هو قراري "
هزت دالاس رأسها:
" ليس لك الحق أن تقرر "
" أوه, بلى يا آنسة كولينز, ما عليك إلا أن تراقبيني "
واقسم يمينا بلغته الأم وقال:
" كوني متعقلة, أستطيع مساعدتك, لا أحد يريد ذلك أكثر مني, على الأقل أعطي جين فرصة لتقرر بنفسها! "
" فالتذهب جين إذاً, إذا كان هذا ما تريده هي "
" كلا. أنت تعلمين إنها سترفض الذهاب وحيدة. إما أن توافقي أنت أيضا وإما ستتخلى جين عن الفكرة...عن كل ما نستطيعه لأجلها, بسببك "
كان الوضع مستحيلا. انهزمت دالاس قبل أن تبدأ. لم يكن لديها البرهان بأن جين سوف تذهب إذا لم تذهب هي.
" انك تجعل رفضي مستحيلا, أعتقد انك حقير "
" وأنت ساذجة وغير ناضجة, أما بالنسبة إلى مشاعرك تجاهي فيمكنني القول وأنا مطمئن أنها لا تهم, مهما كانت "
أرخت دالاس نفسها في مقعد الآنسة تشاتر وقالت:
" حسنا يا سيد ستافروس, أنت الرابح, سأرى ما تقوله جين, ولكن لازال علي أخذ علي في الحساب و. . . "
" تستطيعين أن تتركيه خلال عشرة أيام "
علق في برود وهو يشعل سيكارا وبدا انه لم يدخن أي نوع آخر من التبغ. توسعت حدقتا دالاس وقالت:
" ماذا؟ "
" سمحت لنفسي ببحث هذا الأمر مع السيدة تشاتر قبل أن تصلي. بالطبع كان يجب اطلاعها على الحقائق أو على بعضها, في شكل سري طبعا "
" كنت متأكدا أننا سنذهب! "
هتفت دالاس وهي تشعر بالحنق وخيبة الأمل
" منطقيا, كما قلت, لم افسح لك مجال للاختيار, ولكن آمل الا تجدي الوضع سيئا كما تصورينه لنفسك. ليكساندروس جزيرة جميلة حقا, وسيكون أمامك الكثير لتفعليه في سبيل التسلية. السباحة هناك جميلة جدا, كما يمكنك طبعا ممارسة كل أنواع الرياضة "
أخذت دالاس تلهو بثنايا تنورتها وقالت:
" أفضل أن أفكر في أنه سيكون لدي عمل أقوم به, لست لاهية بطبيعتي "
" أتعتقدين إني كذلك؟ "
" حسنا, ألست كذلك؟ "
" كلا يا آنسة كولينز. ولكن بما أنك تبدين مصممة على خلق صعوبات, فسأحاول أن أجد لك عملا ما "
خفضت دالاس رأسها وقالت:
" هل هذا كل شئ؟ "
" في الوقت الحاضر نعم "
بدا غاضبا لبرهة بسبب سلوكها الفظ ثم ابتسم وظهرت أسنانه البيضاء الجميلة, وحولت البسمة وجهه من جدية سوداوية إلى حال من الاكتفاء اللاهي الساخر. وضع السيكار بين أسنانه وزرر معطفه وبادرها:
" سوف تكتشفين يا آنسة كولينز أن الظروف تغير الشخصيات. نحن الآن نقف على أرضك أنت وتشعرين بنفسك قادرة على محاربتي من دون أن تخشي هجوما معاكسا. ربما عندما تصلين إلى ليكساندروس ستجدين الوضع مختلفا بعض الشئ. هل تشعرين انه يمكنك مواجهة مثل هذا التحدي؟ "
ضغطت دالاس يدها على امعائها في عصبية وقالت:
" لا أعلم ماذا تقصد "
وحاولت أن تبدو غير متأثرة من دون أنتنجح محاولتها تماما.
" ألا تعلمين؟ بل أعتقد أنك تعلمين. لقد عرفت الكثير من النساء يا آنسة كولينز وأشعر أن ذلك الأمر يجعلني ملما بهن "
" حياتك الشخصية لا تهمني, هل أستطيع الذهاب؟ "
ضاقت عيناه, لكنها لم تكن تزعجه. كان في إمكانها فقط أن تعترض بعد حصوله على ما أراد في ما يختص بذهابهما إلى اليونان. لم تعلم تماما لماذا كانت تتصرف على نحو ما تفعل. لم تكن تفكر في نفسها أبدا, لكنها كانت تسمح لهذا اليوناني المتعجرف بأن ينال منها وهو علم بذلك.
" نعم يمكنك الذهاب "
قال وسار الى الباب وفتحه لتخرج ثم تابع:
" سيتصل أمين سري بك لأجراء كل الترتيبات اللازمة "
" أي واحد؟ "
سألت دالاس في سذاجة فأجابها:
" حسنا بما أنه لدي نصف دزينة فأنا متأكد بأني أستطيع تأمين واحدا منهم. شكرا لك والى اللقاء آنسة كولينز "
خرجت دالاس وهي تشعر بحماقتها. لم علقت تعليقها الأخير الساذج؟ سيظن إنها سخيفة. وهي كانت كذلك في تصرفها على نحو ما فعلت, إلا أن تصرفه المتعالي أثارها, إذ أنها كانت هي التي تصنع كل القرارات خلال السنوات الثلاث الماضية.
عادت الى صفها وهي تشعر بانزعاج, ولم تتمكن من تعليم التلاميذ أي شئ.



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 05:01 PM   #15

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

4- إلى ما لا نهاية

ما إن علمت جين بأن الأمر قد تقرر وبأنهما ستذهبان إلى ليكساندروس حتى تحسنت حالها في صورة ملحوظة, وكان على دالاس أن تعترف بأن الكسندر ستافروس كان محقا, وكانت جين تشعر بالذنب في ما خص القضية كلها.
أما دالاس فكان عليها قبول الهزيمة في لباقة ولو أن فكرة قضاء الأشهر المقبلة بين غرباء أخافتها. ومع أنها عملت مع أطفال إلا أنها كانت خجولة بعض الشئ وتساءلت كيف ستتكيف مع عائلة ستافروس.
حفل الأسبوعان التاليان بشراء الأغراض وتأمين تأجير شقتهما أثناء غيابهما وتحضير اللازم لذهابهما ليكساندروس. كان ستيفانوس كارينتوس على اتصال دائم بهما ورتب كل أمور السفر. عاد الكسندر ستافروس إلى اليونان وارتاحت دالاس. على الأقل لأنهما لن تضطرا إلى السفر معه.
وقبل يومين من مغادرتهما, اتصل تشارلز بدالاس وهي في عملها. كان مثل هذا التصرف غير عادي بالنسبة اليه, وقال انه لا يتصل بها أبدا أثناء عملها ولكن الأمر كان مختلفا الآن فهتف:
" لا يمكن أن تكوني فعلا ذاهبة من دون أن تريني ثانية! "
" إذا أنت تعلم إننا سنغادر؟ "
اجابت دالاس ببرود.
" طبعا...هذا...الكسندر ستافروس أوضح لي أنه لا مجال للتساؤل حول قيامكما بأي شئ آخر "
" ماذا؟ "
" نعم. قال أنه لا يهم اذا كنت أستطيع أعالتكما أم لا, فمكانكما معه لأن الطفل حفيده "
قبضت دالاس على سماعة الهاتف بشدة وقالت:
" هو قال ذلك؟ "
" نعم, أنا...أنا أردت الأتصال بك من قبل لكنه نصحني بترك الأمر له. . . "
وتوقف برهة ثم تابع بلهجة شاكية:
" انك تريدين الذهاب, أليس كذلك يا دالاس؟ "
ولكن غضب دالاس منعها من التساؤل عن تبدل نبرة تشارلز.
ابلغت الآنسة تشاتر أن عليها انجاز أمر ما, ومن دون أن تأبه لأنزعاجها أخذت معطفها وغادرت المدرسة. أخذت تاكسي الى فندق دورشستر حيث كان ستيفانوس لايزال يقيم. وبعد المقدمات التقليدية دخلت الى الجناح. خرج ستيفانوس من غرفة النوم وهو يزرر قميصه وكأنه استيقظ لتوه. اذ ان الساعة كانت العاشرة والنصف صباحا, شعرت دالاس بغضب لا مبرر له اتجاهه. نظر اليها بعينيه السوداوتين وقال:
" حسنا يا آنسة كولينز ما الأمر؟ "
" يمكنك أبلاغ رئيسك بأننا لن نذهب إلى ليكساندروس "
" لماذا؟ "
" إنها...إنها قصة شخصية. بين الكسندر ستافروس وبيني "
" أهي كذلك؟ "
" نعم! أوه ما النفع؟ في أي حال بلغه الرسالة "
" يمكنك أبلاغي أنا بها عوضا عنه! "
كادت دالاس أن تقفز من مكانها. ظنت أنهما وحدهما ولكن دخل الغرفة رجلا آخر, طويل نحيل أسمر, أصغر سنا من الكسندر ستافروس. كان شعره مسرحا حول رأسه الحسن التكوين وكانت عيناه تضحكان:
" اسمحي لي أن أقدم نفسي, اسمي نيكوس ستافروس. أنا شقيق اليكس "
علمت دالاس أن لألكسندر ستافروس أشقاء وشقيقات لكنها لم تفكر في أنهم أناس متحضرون, بقدر ما هو نيكوس ستافروس حقيقي جدا وجذاب جدا.
" على العكس بالطبع ستأتيان إلى لكساندروس. فالكسندر سوف...يقتلني, إذا عدت من دونكما, لا يمكنك أن تسمحي بأن يفعل بي ذلك؟ "
استدارت دالاس بعيدا. كان من الواضح أنهما لن يأخذاها على محمل الجد وقالت قبل أن تخرج:
" ليس هناك المزيد للقول, لقد عنيت ما قلت ولن أقبل أن يعاملني أخوك وكأني بلهاء "
سأل ستيفانوس وسار نحوها:
" وهل فعل ذلك؟ "
" أنا...لا أستطيع أخبارك "
" أجل, يمكنك هيا, اخبريني الأمر يتعلق بتشارلز جينينغز, أليس كذلك؟ "
" كيف تعلم ذلك؟ "
هز ستيفانوس كتفيه:
" ليس صعبا. إن اليكس يحكم على سلوك الناس في حذق. وعليه أن يكون كذلك. كان خائفا من أن يعيقك هذا الرجل "

اخبرني تشارلز فقط أن السيد ستافروس أنبأه بذهابنا إلى ليكساندروس حتى قبل أن يستشيرني في الأمر بمدة طويلة! "
" أخبرتك أن الكسندر يحكم جيدا على سلوك الناس "
" وماذا بالنسبة إلى سلوكه هو؟ "
صاحت دالاس في غضب وأضافت:
" انه عمليا يجبرنا على الذهاب "
تدخل نيكوس:
" أني أكفل سلوك أخي في أي وقت تريدين ولن أقول ذلك عن أي شخص آخر, لكن عن اليكس, بلى, هيا يا دالاس لا تكوني هكذا, لنكن أصدقاء. ما هو الأمر المريع الذي فعله أخي؟ أعلم أن معظم الفتيات مكانك سيكن شاكرات له النعمة بدلا من خلق المتاعب لمجرد أنه كان...هل نقول...مدعيا؟ ان ليكساندروس جزيرة جميلة, ومع اني طفت العالم كله, لم أجد مكانا آخر أفضل منها أدعوه بيتي "
نظرت اليه دالاس من وراء حجاب رمشها الكثيف وشعرت بخديها يلتهبان بسبب تحديقه فيها. بدا نيكوس مضطربا بسبب قربها منه وغمغم:
" قد تكتشفين أنك سعيدة هناك, سيكون من الصعب الا تفعلي عندما سيفتن جميع رجال اليكسندر بحضورك, اذا كانت أختك تشبهك فوجودكما سينعش الجزيرة حتما "
استدارت دالا بعيدا قائلة:
" يجب أن أذهب "
"حسنا هل هناك داع بأن اتصل بأخي لأخبره أن المسألة تحتاج الى اهتمـامه؟ "
" كلا "
وضغطت دالاس على شفتيها. فقال لها نيكوس:
" حسنا. الى اللقاء يوم الأحد "
كانت الرحلة في الطائرة الى ليكساندروس لا تنسى بالنسبة الى الفتاتين. حتى دالاس وجدت من الصعب المحافظة على لا مبالاتها وهي ترى الكثير حولها مما حيرها وأثار اهتمامها. كانوا أربعة في هذه الرحلة. ستيفانوس وجين ونيكوس وهي. لم تعلم من وزعهم اثنين اثنين, لكنها وجدت نفسها جالسة قرب نيكوس, لأنه كان مرافقا مسليا فقد بدأت تستمتع بالرحلة جدا.
حطت الطائرة عند الظهيرة في اثنيا وتناولوا وجبة غداء شهية في مطعم المطار قبل التوجه نحو طائرة شركة ستافروس للنقل البحري التي كانت ستقلهم إلى الجزيرة. وعلق نيكوس في عفوية:
" ليس في ليكساندروس مدرج يتسع لطائرة نفاثة وإلا لكان اليكس ابتاع واحدة حتما. أخي لا يؤمن بإضاعة الوقت "
" هذا أستطيع تصديقه "
ابتسم نيكوس وقال:
" أرى انك كنت تودين رؤية المزيد من أثينا "
ونظر إلى ستيفانوس:
" هل تريد أن تأخذ جين إلى الجزيرة. وسنمضي أنا ودالاس يومين في فندق هيلتون ونزور بعض الأماكن السياحية "
" أوه, كلا "
ارتعدت دالاس وتابعت:
" اعني, جين لن تذهب وحدها "
ونظرت إلى جين مستعطفة. فابتسمت جين:
" في الحقيقة أنا كتلة أعصاب. لا أستطيع أن أذهب بمفردي وأيضا لا أستطيع تحمل مشاهدة المدينة "
أومأ نيكوس برأسه وكانت ابتسامة لاهية وساخرة في الوقت نفسه:
" حسنا سنتصرف بهدوء. نسيت أنكم لستم شعبا مندفعا مثلنا "
تنهدت دالاس بارتياح ومع أنها أحبت أن تقضي بضعة أيام في أثينا إلا أنها كانت متأكدة أن الكسندر ستافروس لن يوافق على وجود صداقة حميمة مع أخيه, عدا ذلك كان نيكوس يدرك مقدار جاذبيته وشعرت بنفسها معرضة للتجربة بشكل غريب بعد أن تحررت من تشارلز. ومجرد ذكر فندق الهيلتون ذكرها في قوة الاختلاف الكبير في طريقة تنشئتهما. فحتى عندما كان والدها لايزال حيا لم تحرف سوى فنادق صغيرة أثناء السفر.
لم تعد الفتاتان تفكران في أي شئ آخر وهما تنظران الى مياه البحر الزرقاء. واستطاعتا أن تريا وهما تنظران الى أسفل عشرات الجزر الصغيرة, وبدت الجزر كجواهر في ثوب ياقوت. وكانت اشرعة القوارب تضفي بين حين وآخر مزيدا من اللمعان, وأسفت دالاس عندما أدركت أن الطائرة تستعد للهبوط في الجزيرة.



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 05:03 PM   #16

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

وضعت جين يدها على معدتها ونظرت إليها دالاس بسرعة وسألتها على الفور:
" هل أنت على ما يرام؟ "
" أشعر بالغثيان قليلا, إنها أعصابي القلقة على ما أعتقد "
بدا نيكوس مطرقا وقال:
" أرجوك لا تخافي, ليس هناك ما يخيف, قد تجدان والدتي مرعبة بعض الشئ في البداية لكنكما ستحبانها وتعجبان بها في سرعة "
شعرت دالاس بارتباك وأملت ألا تكون السيدة ستافروس شبيهة بالسيدة جينينجز.
" هل لك أشقاء؟ "
بدا على نيكوس كأنه يفكر في السؤال وأجاب ستيفانوس عنه:
" انه يلهو معك, هناك ثلاثة شبان إضافة إلى اليكس ونيكوس وأربع بنات. اثنتان من أخوات نيكوس متزوجتان كذلك اثنان من أخوته, هذا إضافة إلى الكس, وهو أرمل بالطبع "
صاحت جين بتعجب:
" اذن أنتم تسعة! "
" نحن العائلة الكبيرة سيدتي "
احمر وجه جين وشعرت دالاس بأسى نحوها, لكن ربما كان أفضل لها أن تتكلم عن طفلها في صورة طبيعية أكثر.
بدت الجزيرة وكأنها تندفع لتلاقيهم ونظرت دالاس في دهشة الى الشطآن الرملية والخلجان والرؤوس البحرية.
اقترب نيكوس منها وهمس في أذنها وهو ينظر الى المكان الذي كانت تنظر اليه:
" هذه جزيرة الصيد ليكسا "
استدارات دالاس ونظرت اليه, ولبرهة كاد وجهاهما أن يتلامسا, ثم نظرت بعيدا ثانية.
" اعتقد اني سأستمتع بهذا الصيف "
همس في رقة كي لا يسمعه أحد غيرها, وابتعدت دالاس بكرسيها قدر ما تستطيع, وأدركت أن جين كانت تراقبهما وعلى وجهها عبسة خفيفة.
" الا تعمل؟ "
" أحيانا "
قالها في كسل واسترخى في مقعده وكأنه مستمتع بالحياة في تلك اللحظة.
كان مدرج الهبوط حديثا وجيدا إلى درجة مدهشة, ولم تجد دالاس سببا لذلك سوى ان للأمر علاقة بشركة ستافروس. وتوقفت الطائرة قرب مبنى المطار, وسبق نيكوس الفتاتان هابطا السلم إلى الساحة.
أخذت جين ذراع دالاس وقالت:
" لا تتركيني مع ستيفانوس ثانية يا دالاس. ابقي معي, أعلم أن نيكوس قد يبدو مولها بك لكن ليس هذا سبب مجيئنا إلى هنا, أليس كذلك؟ "
" أعلم لماذا نحن هنا "
الى يسار المدرج, الأرض تنحدر نحو شاطئ رملي مغروس بأشجار النخيل, وخلفه تماوجت مياه البحر الإيجي. وكان الهواء صافيا إلى درجة لا تصدق. سمعت دالاس أن الطقس هكذا في اليونان ولكن حتى هي لم تكن مستعدة لنقاوة المنظر الذي امتد كستارة شفافة أمام عينيها المسحورتين.
نقل حمالان الحقائب من الطائرة إلى سيارة صغيرة مكشوفة ذات لون أزرق كانت متوقفة قرب باب المطار. ونظرت إليهما الفتاة النحيلة الصغيرة التي كانت جالسة خلف المقود في وقاحة بينما قادهما نيكوس نحوها ثم أخلت مكانها غير آبهة التعرف إليهما.
" هذه أختي ناتاليا "
همس نيكوس ونظر إلى ناتاليا مؤنبا:
" ناتاليا أقدم لك دالاس وجين "
أومأت ناتاليا برأسها في كسل, وكان شعرها الأسود منسدلا حول كتفيها النحيلتين. بدت في السادسة عشرة لكنها حتما كانت أكبر اذ هي تقود سيارة. كانت ترتدي تنورة وردية اللون قصيرة جدا وقميصا كشفت شيئا من جيدها, بدت هادئة وواثقة.
" مرحبا ناتاليا "
قالت دالاس في تهذيب رافضة أن يأسرها تصرف الفتاة غير الودي بينما عاملتها جين في مثل طريقتها.
جلس ستيفانوس خلف مقود السيارة وابتسمت له ناتاليا ابتسامة جذابة, وفكرت دالاس أن صدود ناتاليا موجه نحوهما فقط. ولم يظهر أن نيكوس لاحظ أمرا غير اعتيادي وساعد دالاس وجين في ركوب السيارة وهو يبتسم في بشاشة, ثم ركب الى جانبهما في المقعد الخلفي. جلست ناتاليا قرب ستيفانوس ثم انطلقت بهما السيارة في رحلتها. كانت الطريق حول شاطئ
الجزيرة ملتوية, متيحة للفتاتين فرصة كافية للتفرج والاعجاب بالمناظر الخلابة. هناك الكثير من الخلجان, بعض الرؤوس كان صخريا والبعض الآخر كان رمليا تداعبه الأمواج. انحنى نيكوس الى الأمام مبتسما:
" انها كما قلت, أليس كذلك؟ "
بدت جين مدهوشة واعترفت في حماس قائلة:
" لم يسبق لي أن رأيت مكانا جميلا كهذا, هل كل هذا ملك أخيك؟ "
نظرت ناتاليا اليها وعيناها تؤنبان فجأة:
" نعم, كل هذا ملك اليكس الآن.
عندما توفي والدنا ورثها الابن الأكبر, لكنها ملك عائلة ستافروس. وهذا الأهم "
بدت كلماتها محرجة, وأحمر خدا جين. تدخل نيكوس قبل أن تتمكن جين من الاجابة:
" ما تقصد ناتاليا قوله أنه على الرغم من كون الجزيرة ملكا لأليكس, عليه تأمين احتياجات أعضاء العائلة الذين يستمرون في العيش على الجزيرة "
أجابت جين في حدة :
" اعتقد انني أعلم ما قصدته ناتاليا...تقصد بأن لا حق لنا في أن نكون هنا "
صاح نيكوس قبل أن تجيب ناتاليا:
" ليس هذا على الاطلاق! اسمعا, دعونا لا نستمر هكذا, الكيس هو صاحب الكلمة وهو دعاكما, وأنا سعيد بذلك, فلنترك الأمر على هذا النحو "
قالت ناتاليا:
" ماريا هي أعز صديقة لي "
" من هي ماريا؟ "
سألت دالاس في هدوء, ومعدتها تتخبط بسبب الجهد الذي بذلته لتحافظ على هدوئها. فقالت ناتاليا ببرود:
" ماريا كانت خطيبة باريس, كيف ستشعر باعتقادك حيال مجئ أختك الى هنا وهي تنتظر مولودا من باريس؟ "
واستدارت في مقعدها كي لا تستطيعان رؤية وجهها. وشحب وجه جين وهمست وهي تشد قبضة يدها بإحكام :
" أنا آسفة "
شعرت دالاس بانزعاج عظيم وتمنت ثانية لو أنهما لم تحضرا اذ أن الأمر سيكون مريعا.
همس نيكوس برقة في أذن دالاس كي لا يسمعه أحد سواها قائلا:
" سيتولى أخي اليكس أمر ناتاليا قريبا "
نظرت دالاس إليه مباشرة وقالت:
" أتعتقد أننا نريد أن نكون هنا في مثل هذا الحال؟ "
" كلا. ولن يحدث ذلك, كما قلت اهدأي يا عزيزتي "

ابتسم نيكوس عندما رأى عيني جين تتسعان وهم يعبرون خلال بعض الأعمدة الحجرية ويقتربون من المنزل. وبعد أن دنوا من حوض السباحة كان بإمكانهم رؤية الفسيفساء التي أحاطت بها والأسرة المائية المستطيلة والمظلات المقلمة التي كانت تحمي الطاولات الصغيرة من حرارة الشمس القوية. كان المشهد يشبه إعلانا ملونا حتى أن دالاس تركت شهقة تنطلق من أثر المتعة الصافية.
ونمت غابة حقيقية قريبا إلى يمين المنزل, بينما قامت بيوت عدة صغيرة تشبه الشاليهات في الحديقة. أوضح نيكوس أنهم يستعملونها لاستقبال الضيوف الكثر:
" حاليا هناك ماريا بنغوست وعائلة شارف, انما أحيانا يزورونا أكثر من عشرين أو ثلاثين شخصا "
هلعت دالاس عندما ذكر نيكوس ماريا بنغوست. لابد انها الفتاة التي تكلمت عنها ناتاليا. وفكرت: لن تكون الرحلة سهلة.
توقفت السيارة الى جانب المنزل وساعد نيكوس دالاس في الخروج بينما تولى ستيفانوس أمر جين ثانية, وتركت الحقائب لشخص آخر ليجلبها. ودخلوا الى المنزل عبر أبواب فرنسية الى ممر معتم أمتد من جهة الى آخرى في المنزل. كان الممر خاليا الا أن نيكوس وناتاليا سارا عبر الباب الى حيث بدا وكأنه قاعة المنزل.
نظر ستيفانوس الى الفتاتين في امعان وقال برقة:
" لا تأبها لتعليقات ناتاليا انها صغيرة ومندفعة, وشديدة الوفاء لماريا, ولسوء الحظ لم تدر بميل باريس الشديد للجنس الآخر. فهنا كان يتصرف بصورة مثالية. فقط اليكس عرف باريس الحقيقي. عليكما اثبات وجودكما هنا. هذا هو المهم, ربما تسمعان كلمات قاسية, لا تنزعجا فخلال وقت قصير سيتقبلون وجودكما. ان السيدة ستافروس من أكثر النساء لباقة. لن تسمح أن يلقى ضيوفها معاملة تخلو من التهذيب في بيتها "






لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 05:05 PM   #17

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

فقالت دالاس:
" شكرا لك...ان الأمر غريب, فالمكان فخم جدا كيف سنتكيف؟ "
ابتسم ستيفانوس:
" ولدت في أحياء أثينا الداخلي وقد اعتدت المكان في صور تامة. وأنتما ستعتادان الحياة هكذا, سيستغرق الأمر بعض الوقت هذا كل شئ "
سألت دالاس:
" هل...هل السيد ستافروس هنا الآن؟
هز ستيفانوس كتفيه:
" أشك في ما إذا كان في المنزل, لكنه في الجزيرة حتما, لماذا؟ "
هزت دالاس رأسها, ونظرت إليها جين في استغراب. كانت عينا ستيفانوس ثاقبتين عندما قال:
" ستكون داليا شارف معه أينما ان. ستلتقيان بهم جميعا أثناء العشاء هذه الليلة "
سألت جين:
" من هي داليا شارف؟ "
" إنها ابنة أحد معارفه في العمل. أمها وأبوها يقيمان هنا حاليا, كما قال نيكوس "
تساءلت دالاس عندما أخبرها نيكوس كل ذلك. في أي حال, ما كان يفعل اليكسندر ستافروس كان أمرا خاصا به فقط. بدا غريبا أن يظن ستيفانوس إنها مهتمة به, إلا.....وتوقف نبض قلبها, إلا إذا كان ستيفانوس يحاول أن يقول لها شيئا ما لتأخذ حذرها.
تورد خداها واستدارت بسرعة كي لا تستطيع جين أن ترى وجهها. هل تصور ستيفانوس إنها كانت تهتم بألكسندر ستافروس أكثر من الضروري؟ وهل كان يحاول أبلاغها أنه يجب إلا يؤخذ على محمل الجد؟ بدا الأمر سخيفا, فستيفانوس لم يذكر داليا شارف من دون سبب, وكأنما يقصد إنها هي التي ستهتم بألكسندر ستافروس! كان الأمر سخيفا.عدا أي شئ آخر, لم يكن لديها أفكار كهذه. كان بعيدا عنها في أي حال,. كانت جين مثلا ساطعا لما يمكن أن يصل إذا حاولت أن تلعب مع (( النمور )).
قطع عليها نيكوس حبل أفكارها المضطرب عندما عاد الى الغرفة وفي صحبته امرأة حسنة, قدرت دالاس انها في أوائل الستينات من العمر. كانت طويلة ضخمة, ترتدي بذلة بنفسجية, تضع عقدا مثلثا من اللؤلؤ حول

عنقها, قدرت دالاس أنه أصلي, وتعقد شعرها على قمة رأسها في شكل ثنيات وكانت عيناها رماديتين ثاقبتين. لم تكونا كعيني ابنها ولم تر دالاس أي عدائية في أعماقهما. تنفست في سهولة أكثر بينما قدمها إليهما نيكوس.
" أخبرني نيكوس أنكما بدأتما رحلتكما منذ الصباح الباكر "
قالت بانجليزية صحيحة بعد أن أنهى نيكوس تقديمهما إليها ثم تابعت:
" لا شك أنكما مرهقتان. سأدعكما تذهبان الى غرفتيكما وسنقدم لكما الشاي الانجليزي كي ترتاحا الى أن يحين موعد العشاء "
" شكرا لك "
واستطاعت دالاس أن تبتسم فقالت السيدة ستافروس:
" قد تكون ظروف إقامتكما معنا غير اعتيادية لكن عليكما أن تأخذا راحتكما هنا, وتحاولا أن تتمتعا بإقامتكما. الطقس كما تريان جميل جدا, وليس هناك من سبب يمنعكما من جعل وجودكما هنا وكأنه اجازة. لقد خصصت بكما فيلا في الحدائق, وبما أن فيها كل ما يلزم فلا داعي لمجيئكما الى المنزل طلبا لأي شئ اذا لم ترغبا ذلك "
شعرت دالاس أن هذا كان اشبه بالشئ الذي كانت تتوقعه, يدا حديدية في قفاز حريري. أن تبعدا الى فيلا خارج المنزل! مبنى صغير قائم في ذاته, ولن يشجعهما أحد عن البعد عنه. ونظرت ناحية جين لكن الأخيرة بدأت تشعر بوطأة التعارف, وشعرت إنها ستكون مسرورة إذا أعطيت الفرصة لتستلقي وترتاح.
" من المتوقع أن تأكل الفتاتان معنا يا أمي "
همس نيكوس في هدوء في اذنها متابعا:
" انها تعليمات اليكس, أليس كذلك؟ "
ضغطت أمه على شفتيها لبرهة وقالت ببعض الجمود:
" بالطبع, ليـس هناك من سبب يمنعهما من فعل ذلك. فقط فكرت إني يجب أن أفسر الترتيبات علـى أنها احـتراز في حال رغبتـا في أن تبقيـا في غرفتهمـا. . ."
فردت دالاس:
" أعتقد أننا نفهم ما تعنينه يا سيدة ستافروس, فلا تتصوري أن لدينا أي رغبة في التدخل في حياتكم هنا. كنا نفضل لو بقينا في انجلترا لكن ابنك جعل الأمر مستحيلا تقريبا. . . "
" نعم, هذا ما فعلته "
علق صوت بارد لاه.
استدارت دالاس بسرعة لتجد الكسندر ستافروس يستند بكسل الى البا المؤدي إلى القاعة. كان يرتدي سروالا ضيقا فاتح اللون, وكنزه زرقاء داكنة لم يزرر أعلاها لتظهر فروة الشعر السوداء في صدره. وبدا مختلفا جدا عن رجل الأعمال المتأنق ذلك الذي تذكرت دالاس إنها رأته في لندن, فشعره كان مبللا بعض الشئ وغير مصفف كأنما كان يسبح, ذقنه آخذة بالنمو. كان أكثر جاذبية كما بدا الآن!
قالت أمه ملتفتة هي الأخرى:
" اليكس...لم أعلم انك عدت "
" هذا واضح "
رد واستقام ثم سار نحوهم في بطء قائلا:
" ظننت إني أعطيت تعليمات واضحة. يمكنك أن تفعلي ما تريدين وتؤويهما في فيلا منفصلة إذ أني أشعر بأن هذا ما تريدانه, ولكن يا أمي أظنك تحاولين تجنب مسؤوليتك تجاههما كما لو لم تكونا هنا. هل كلامي واضح؟ "
لم تخفف حركاته المتباطئة إطلاقا من اثر كلماته وبدت السيدة ستافروس منزعجة قليلا:
" أنت تعلم مثلي يا اليكس. . . "
بدأت تتكلم لكن تعبير وجهه أسكتها. ثم بدأت تتكلم باليونانية, متجاهلة دالاس وجين تماما.
استمع الكسندر ستافروس إلى والدته في انتباه لوهلة وأشعل سيكارا تناوله من علبة ذهبية أخرجها من جيب سرواله. ثم هز كتفيه وابتسم بشئ من الحرية, والتفت إلى دالاس قائلا:
" هل كانت رحلتك طيبة؟ هل اعتنى أخي بك؟ "
وتحولت عيناه نحو جين بينما أجابت دالاس بالإيجاب, وسأل جين عن حالها الصحية, وشردت عيناه لحظة نحو وسط جسدها الفتي ثم عاد ينظر إلى دالاس والتحدي ظاهرا في عينيه وقال:
" ستأتيان إلى العشاء هذا المساء. الخدم في تصرفكما لتزويدكما بأي معلومات تحتاجانها. لكن الوقت أصبح متأخرا الآن ولابد أنكما تودان أن ترتاحا بعد رحلتكما. (يني) "
استرعت لهجة صوته الآمرة شابا يرتدي ثوبا أبيض فهرول نحوهم, وأعطاه الكس تعليمات باليونانية. أومأ الشاب برأسه لدى سماعها وأكد انه سينفذها.



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 05:07 PM   #18

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

ودعت الفتاتان مضيفتهما ورافقتا يني إلى الخارج فوق العشب الأخضر نحو إحدى الشالهات البيضاء القابعة بين الأشجار على بعد مسافة صغيرة من البيت. انهمكت دالاس في أفكارها الذاتية إلى درجة لم تهتم معها بالمنظر حولها, وكانت تقلباتها العاطفية في المنزل قد أزعجتها جدا. لكنها تعافت ما إن وصلت إلى الشاليه وتمتعت باستكشاف المنزل الصغير الذي سيكون بيتا لهما خلال الشهور القليلة المقبلة.
طاف يني بهم في المنزل. كانت هناك ردهة صغيرة يمكن أن تستعمل كغرفة طعام أيضا, وغرفتا نوم مجهزتان بأسرة وثيرة مزدوجة, وحمام صغير لونه أخضر شاحب. كان بيتا مصغرا, وراق لجين إلى حد نسيت معه العدائية التي أحست بها قبلا. وهتفت:
" انه رائع, اخبرني يني هل تتكلم الانجليزية؟ "
ابتسم يني وطفح وجهه الأسمر بشرا وهو يقول:
" قليلا, إذا تكلمت في بطء, أجل "
" إذن, اخبرنا عن الترتيبات هنا. العشاء في التاسعة كما قالت السيدة ستافروس. وفي أي وقت الإفطار؟ "
قال يني في تأن:
" " في أي وقت تحبانه, ليس هناك وقت محدد, والغداء في الثانية "
خلعت دالاس سترتها. كانت تشعر بدفء مزعج وأرادت أن تأخذ حماما باردا في ذلك الحمام الرائع.
" ربما يعطينا السيد ستافروس مزيدا من التفاصيل هذه الليلة "
قالت وهي تحاول إلا تظهر اهتماما عندما لفظت اسم الكسندر ستافروس. نظرت جين إليها وقالت:
" بدا مختلفا "
ثم تذكرت يني وقالت:
" حسنا يني. في إمكانك الذهاب, ماذا نفعل لنتصل بك ثانية؟ "
همس يني بتهذيب مشيرا إلى زر قرب النوافذ الفرنسية الشكل:
" الجرس, إلى اللقاء, آنسة كولينز, آنسة جين "
انسحب يني وسارت جين إلى غرفة النوم وألقت بنفسها على السرير, وتبعتها دالاس في بطء أكثر. ونظرت إليها جين عندما دخلت وقالت بحدة:
" ماذا فكرت؟ "
هزت دالاس كتفيها قائلة:
" الأمر كما توقعت, إنهم لا يريدوننا هنا حقا, ولماذا يفعلون؟ "
فعلقت جين قائلة:
" صدف أن ولدي هو من باريس, إني آسفة, ولكنه ملام مثل أي شخص آخر "
رفعت دالاس كتفيها في حركة يائسة وقالت:
" اعلم يا عزيزتي لكن لا يمكننا أن نتوقع منهم أن يضنوا أنفسهم ليساعدونا, كدت أتمنى لو أن السيد ستافروس لم يدخل كما فعل. لم يكن لدي رغبة في أن أتناول العشاء مع بقية العائلة وضيوفها, أتمنى لو أنهم ينسون وجودنا هنا "
وتمتمت جين بسرعة:
" في الواقع, أنا لا أتمنى ذلك, في أي حال, لن تسنح لنا فرصة مماثلة لنرى كيف يعيش النصف الآخر من البشر, أليس كذلك؟ "
أرخت دالاس شعرها ومررت أصابعها عبر كثافته الحريرية قائلة:
" حسنا, في أي حال, ليس لدينا خيار. فقط كنت أتمنى لو أعلم ما يجب علي أن أرتدي "
هتفت جين:
" لكنك جلبت فساتين عدة ملائمة "
" في أي حال, لا يتوقعون أن نظهر مثلهم, نحن فقط نصف أقارب فقراء "
ابتسمت دالاس :
" حسنا, ولكني سأستحم الآن, أشعر بتعرق شديد "
أومأت جين برأسها وقالت:
" سأرتاح قليلا إذا, لا يزال الوقت مبكرا, إني أتطلع بشوق نحو هذه الأمسية. وبالنسبة إلى ما كنت ذكرته, إلا تعتقدين أن الكسندر ستافروس بدا مختلفا؟ "
سارت دالاس نحو الباب متجاهلة كيف تدفق الدم في شرايينها لدى ذكر اسمه وقالت بخفة:
" هو...في الواقع, نمت لحيته "
" ليس ذلك فقط. بدا أصغر سنا. ياه...انه بعمر تشارلز اذا لم يكن أكبر منه ولكن. . . "
" أرجوك "
واستدارت دالاس نحوها قائلة:
" دعينا لا نتكلم عن تشارلز. سوف استحم "
" حسنا "
قطبت جين ثم هزت كتفيها واستلقت على السرير وأغمضت عينيها. نظرت دالاس اليها برهة ثم انسحبت. كادت تبدأ بالاستحمام عندما سمعت أحدا يدق الباب ويدخل. فسألت:
" من الطارق؟ "
" أنا "
وفتحت دالاس باب الحمام ونظرت من وراءه.
وقف فتى في الثامنة عشر من عمره حاملا صينية عليها أبريق شاي ومستلزمات شربه. ابتسم, وعلمت فورا أنه أحد أخوة الكسند ستافروس. قال بمرح:
" أنا اندريا هل أترك الصينية هنا, أم تفضلين أن آخذها الآن وأعود بها بعد حين؟ "
" أوه كلا! اعني, دعها هنا, سأهتم بالأمر بعد ذهابك "
" أنا آسف لدخولي, لم أدرك أنك تستحمين. سينزعج أخي جدا "
لكنه لم يبدو مهموما أبدا, وكان على دالاس أن تبتسم أيضا. كان اندريا شبيها بنيكوس, واستطاعت أن تفهم نيكوس من دون صعوبة.
" في أي حال شكرا لك "
قالت بينما فتح باب غرفة نوم جين:
" سمعت أصواتا و. . . "
قالت جين. ثم وقفت وكأنها تحولت حجرا. امتقع خداها, وظنت دالاس أنها ستغيب عن وعيها.
" من...من أنت؟ "
سألت اندريا في ضعف.
كانت عينا اندريا تتفحصانها في لطف ثم قال:
" أنا اندريا ستافروس. لابد انك جين, هل أنا مصيب؟ "
" اندريا. أوه, أرى. . . "
اسندت جين نفسها الى الباب وتمنت دالاس لو انها لم تخلع ثيابها بهذه السرعة. فقال اندريا:
" والآن يجب أن أذهب, لقد اخرت حمام أختك بما فيه الكفاية. سأراكما على العشاء هذه الليلة. الى اللقاء "
بعد أن ذهب, لفت دالاس جسدها بمنشفة وخرجت من الحمام. كانت جين قد جلست على كرسي وسألتها دالاس في هدوء:
" استنتج أن باريس كان يشبهه "
" يشبهه! "
هزت جين رأسها غير مصدقة:
" انه نسخة من باريس "
قالت دالاس وهي تسير نحو الطاولة حيث وضع اندريا الصينية:
" هذا ما ظننته, هاك بعض الشاي. سيجعلك تشعرين بتحسن "
تنهدت جين قائلة:
" كيف سأعتاد على العيش هنا بقرب شخص يشبه باريس الى هذا الحد؟ "
هزت دالاس كتفيها:
" فكري كم كان الأمر صعب بالنسبة الى ستافروس نفسه. لابد أن التشابه قد أثر فيه بالقوة نفسها "
" أعلم.اني آسفة. اعتقد اني كنت أشفق على ذاتي "
شربت دالاس الشاي وهي شاردة, لقد جعلتها الأحداث التي حصلت أكثر اقتناعا بأنه كان يجب الا تأتيا.

ارتدت دالاس ثيابها ذلك المساء بكثير من القلق. فقد حسبت انه سيوجد عشرون شخصا على مائدة العشاء من دون احتساب ستيفانوس وماريون في حال وجوده في الجزيرة. كان عددا هائلا بالنسبة الى شخص لم يعتد الاختلاط في مثل هذه السهولة. كانت دالاس قد أصبحت معتادة على تشارلز ووالدته الا انهما قلما اجتمعا بأشخاص آخرين.
و أخيرا, لبست ثوبا أزرق فرنسي الصنع من الحرير, ذا عنق عال وذراعين قصيرتين وتنورة قصيرة إلى درجة مضحكة. وكانت جين قد أصرت أن ترتدي ثيابا أحدث طرازا إذ أنهما ستختلطان بطبقة راقية من المجتمع. ووافقت دالاس في تردد ومن دون حماسة. إلا أنها لم تكن متأكدة مما فعلته.
عندما خرجت دالاس من غرفة نومها كانت جين تنتظرها قرب الباب المشرع. بدت نحيلة ورائعة في الشيفون الأبيض. كانت الفتاتان انفقتا مدخراتهما القليلة على تلك الملابس. لكن دالاس اقنعت نفسها بأن ما انفقتاه كان مبررا.
نظرت جين الى أختها متفحصة وقالت:
" تبدين جميلة غير أني أتمنى لو انك لا تسرحين شعرك الى اعلى دائما, فأنت تبدين جذابة أكثر وهو منسدل على كتفيك "
هزت دالاس رأسها وحملت حقيبتها المرصعة من على الكرسي وهي تقول:
" لست مهتمة لأظهر جذابة في شكل خاص, أعترف أني لا أريد أن أبدو غير متأنقة في وجود كل تلك الأعين التي ستنظر الي, لكني في الوقت نفسه لا أجد سببا لأن أجعل نفسي أبدو جذابة. هؤلاء الناس ليسوا مثلنا يا جين. اعتقدت انك تدركين الأمر أكثر مني "
" لماذا؟ بسبب الطفل؟ "
" طبعا, انظري يا جين, لا تبدأي مشاجرة لا أريد التحدث أكـثر في الموضـوع "
كشرت جين قائلة:
" يا عزيزتي دالاس, لا تستطيعين أن تغمضي عينيك وتصمي اذنيك وأنت هنا, وأنت تعلمين ذلك. الناس هم ناس, مهما كان لديهم من نفوذ أو ثراء فلهم الرغبات ذاتها, وأجسادهم تحتاج الى مقومات اكتفاء متشابهة "
" هل أفهم منك أنك لا تزالين ترين هذا النوع من الحياة مرغوبا فيه؟ "
" آه يا دالاس توقفي عن التصرف كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال! أنت تعلمين تماما أن هذا النوع من الحياة كما تدعينه هو ممتع الى درجة عظيمة. لكن لم يعد لدي أوهام بالنسبة الى هذه الحياة, اذا كان هذا ما قصدته. لن أكون حمقاء كي أتصرف بالطريقة ذاتها مرة اخرى. لكن هذا لا يمنعني من تقدير المنافع الثانوية الأخرى "
سارت دالاس الى الباب وقالت:
" اعتقد انه ينبغي علينا الذهاب. الساعة التاسعة الا عشر دقائق. لا نريد أن نتأخر "
ابتسمت جين وقالت ببعض التهكم:
" كلا, لا يجدر بنا ذلك "
امسكت جين بذراع دالاس وهما تعبران المسافة التي تفصلهما عن المنزل, وقالت:
" اعتقد يا عزيزتي انك أنت الشخص الذي يرى الحياة معقدة بعض الشئ هنا "
نظرت دالاس اليها من دون أن تفقه قولها, واتسعت عينا جين وتابعت:
" ألا توافقين؟ اعني يبدو الكسندر ستافروس...كيف أفسر ذلك؟ متمتعا بالحديث إليك ومراقبتك تنفعلين. لا تسأليني كيف اعلم. استطيع أن أحس بالأمر. إن الجو بينكما أنتما كهربائي! "
" لم اسمع أسخف من هذا الكلام "
صاحت دالاس في غضب, متأكدة أن جين كانت تزعجها لتتسلى. كان يمكن لجين أن تكون قاسية في بعض الأحيان. وكانت الغبطة تملؤها عندما وصلتا إلى منطقة الأضواء حيث توقف حديثهما الحميم.
اقترب نيكوس يحييهما وهما تدخلان القاعة, وأعلن الخادم المرتدي معطفا أبيض قدومهما.
كان نيكوس متألقا في سترة بيضاء, ابتسم في طيبة للفتاتين, وبعد أن هنأهما على مظهرهما قلدهما الى الغرفة وقدمهما إلى الضيوف الآخرين وأفراد العائلة الذين كانوا واقفين في الردهة يتبادلون الحديث قبل العشاء. كانت باولا ستافروس الشخص الوحيد في عائلة ستافروس الذي لم تلتقيانه. فهي أكبر من نيكوس بقليل لكنها لم تكن تزوجت بعد على الرغم من أن حجرا ماسيا رائعا لمع في الأصبع الثالث من يدها اليسرى. حيت الفتاتين في حرارة, وأحست دالاس بميل إليها على الفور. كانت طويلة ونحيلة, بشرتها البيضاء كانت مفارقة قوية بين أفراد العائلة الآخرين, وتساءلت دالاس كيف يمكن لمثل هذين الضدين من اللون والمنظر أن يكونا شقيق وشقيقة.
تعرفت الفتاتان الى بول وفيريا شارف, وخلال هذا التعارف اصبحت دالاس مدركة أن الكسندر ستافروس كان يراقبها من خلال جفنين نصف مغمضتين بينما كانت فتاة سمراء شديدة الجاذبية هي داليا شارف, تحاول أن تسترعي اهتمامه الكلي. وظهر شرقيا هذه الليلة وهو يرتدي سترة عشاء غامقة اللون وحزاما قرمزيا حول خصره النحيل, وكانت لحيته ق غيرت منظره تماما. أشاحت دالاس بعيدا بسرعة لكنها اضطرت أن تعترف بوجوده بعد قليل عندما تعرفت إلى داليا شارف.
وبالكاد نظرت داليا إلى دالاس قبل أن تتابع حديثها الخاص مع الكسندر ستافروس بلغتها الأم. كانت ترتدي زيا من الساتان الأسود.


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 05:16 PM   #19

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

أدركت دالاس إنها كانت وحيدة مع نيكوس الآن ونظرت حولها تفتش عن جين, لتجدها مع اندريا ستافروس ورأسه قريبا منها, وهو يستمع بإنصات لما كانت تقوله. وتنهدت دالاس منزعجة قليلا ونظرت إلى نيكوس في تمعن فبادرها بالسؤال:
" هل ترغبين في تناول مشروب منعش؟ "
هزت دالاس رأسها نفيا ثم قبلت بعض المرطبات بعد إلحاح منه. كانت السيدة ستافرس في رفقة فيريا شارف, وعندما استدارات أعينهما نحو جين, تساءلت دالاس عن محور حديثهما. كان من الطبيعي أن تجدا الفتاتان مادة للحديث, لكن دالاس تمنت الا تلوما جين بسبب أمر كان نصف غلطتها.
أخبرهم خادم أن العشاء جاهز, وعبر الجميع من القاعة الفسيحة الى غرفة طويلة أخرى, فيها طاولة خشبية مصقولة لمعت عليها الفضيات وكانت الشمعدانات وسيلة الأنارة الوحيدة. وفاحت رائحة الزهور في الغرفة تنعش هواء الليل الدافئ, ووجدت دالاس أنه أمر رائع أنتفكر من هي وأين هي بعد رتابة حياتها النسبية. كان الأمر شبيها بإعلانات تجارية عن الحياة المترفة التي كانت قد رأتها على شاشة التلفزيون في بلادها, وفي الحقيقة, بدا الأمر غير حقيقي على رغم تقلص أعصابها ومعدتها المتقلبة.
جلست بين نيكوس وجين, بينما جلس اندريا الى جانب جين. وشغلت السيدة ستافروس رأس المائدة بينما جلس الكسندر قبالتها وداليا شارف الى يساره. الا أن دالاس كانت تجلس بعيدة عنه الى المائدة فشعرت بامتنان, فلم يكن عليها أن تتجنب نظراته التي علقت عليها ببعض التهكم وكأن يحاول متعمدا أن يغضبها. وتصورت أن طريقة تصرفها معه في انجلترا لم تكن مهذبة بما فيه الكفاية, لكن أمرا ما في داخلها دفعها الى أن تثور وتحاربه في كل شبر من طريق علاقتهما. لم تستطع أن تفهم شعورها الذي ملكها على الرغم منها.
كانت الوجبة طويلة والأطباق متنوعة, لكن معدة دالاس المضطربة لم تستطع تقبل مثل ذلك النوع من الطعام الغني بالتوابل. كان السرطان المقلي لذيذ الطعم, لكنها لم تحب الموسكا ( اكلة شعبية يونانية ) وهي عبارة عن شرائح من اللحم المدقوق والفطائر المطبوخة بصلصة دسمة, فكان ثقيلا عليها. كانت الأجبان في نهاية المأكل رائعة, كذلك العنب والتين اللذان تناولهما الجميع في شره. وشعرت بارتياح بالغ عندما انتعت وجبة الطعام واصبح في الامكان ترك الطاولة والخروج الى الشرفة لتنشق بعض الهواء المنعش.
خلت القاعة, وأدار صغار السن من المجموعة الفونوغراف ووصلت سيارات عدة الى الممر أمام المنزل, وقال نيكوس انهم أصدقاء ناتاليا وماريا. عندها أدركت دالاس أن ماريا وناتاليا لم تكونا موجودتين أثناء العشاء. وحدثت دالاس نفسها: إنها عقبة أخرى عليها التغلب عليها. كانت جين تراقص اندريا, إذا كان من الممكن تسمية ما كانا يفعلانه رقصا, كانت الموسيقى صاخبة, وبدت جين متمتعة وكانت هي مسرورة لذلك, بالتأكيد لن تسبب ناتاليا مزيدا من الإزعاج الليلة.
أصبحت تشعر بشخص آخر يقف إلى الجهة الأخرى قربها ونظرت لترى عيني الكسندر ستافروس الغامضتين. كان وحيدا بعد أن تخلص من داليا شارف, وبدا مرتاحا وسهل المزاج فقال:
" ترين, لسنا متخلفين عن عصرنا. إننا نتابع آخر صيحات الموسيقى وأرى أن جين تصلح تماما لتشارك اندريا في رقصته ((الحربية)) هذه.
ابتسمت دالاس وقالت:
" هل ترقص أنت يا سيد ستافروس؟ "
" هكذا؟ إذا كان علي ذلك, اعتقد أنه يمكنني. لكني لا أنوي القيام بذلك في هذه اللحظة "
ونظر إليها فتابعت:
" هل تستطيع رقص الواتوسي؟ "
وضحك نيكوس قائلا:
" هل تستطيعين أنت يا دالاس؟ "
هزت دالاس كتفيها:
" في الواقع, أظنني أستطيع ذلك. ليست صعبة إلى هذه الدرجة "
نظرت في جرأة الى نيكوس وتابعت:
" لنحاول؟ "
أمسكت أصابع الكسندر ستافروس بذراعها وهو يقول في رقة:
" لا أعتقد ذلك, أريد أن أتحدث معك. أعذرنا يا نيكوس إنها مسألة عمل أنت تفهم ذلك؟ "
ابتسم نيكوس, ووضع يديه في جيب سرواله, في تلك اللحظة دخلت ناتاليا على رأس مجموعة من الفتيات والفتيان. كانت تبدو جذابة جدا وهي ترتدي بذلة حريرية قرمزية اللون وسروالا. ونظرت حولها في تفحص ووقفت عيناها على جين في ازدراء ثم قالت:
" أني آسفة, لم أكن أعلم أن ضيوفنا لا يزالون هنا. لقد تجنبنا العشاء قصدا, لكن يبدو أننا أتينا باكرا "

صرخت أمها فجأة:
" ناتاليا! "
ترك الكسندر ستافروس ذراع دالاس وسار في بطء الى الغرفة حيث وقفت أخته تحدق فيه في تحد, وقال بصوت عالي:
" حسنا ناتاليا هل أنت شخص صغير كي تصرخي هكذا لنسمعك؟ ان افتقادك الواضح للتهذيب لا يهمني, فأنا معتاد على مثل هذه المظاهر الطفولية. لم لا تضربين قدميك غضبا أو تلقين بما في يدك كما كنت تفعلين عندما كنت لا تستطيعين نيل ما تريدين. أو هل تريدين أن تتشاجري مع جين, اذ انها هي هدف هجومك في عرضك الجنوني هذا. ماذا ستفعلين؟ أم هل تفضلين أن أضعك على ركبتي هنا الآن وأعطيك العقاب الذي تستحقينه أما أصدقاءك؟ "
تورد خدا ناتاليا ثم احتقنا في امتقاع. نظرت الى أخيها وشفتاها ترتعشان وقالت:
" كيف يمكنك؟ كيف يمكنك أن تعاملني هكذا, في الوقت الذي أفعل كل هذا من أجلك أنت؟ "
" كيف ذلك؟ "
" باريس كان ابنك! "
" اتعتقدين أنه يجب أن تذكريني بذلك؟ اتعتقدين أني في حاجة الى حماقتك كي تذكريني بأن ابني توفي "
" كلا يا اليكس, ظننت. . . "
" هل لي أن أذكرك بأن الفتاة التي تحاولين تحقيرها هي في هذه اللحظة تحمل طفلا لا يمكن أن يكون إلا طفل باريس...هل هذا خطأ أحد؟ هل هذا خطأها هي؟ هل تعتقدين أنها كانت تريد طفلا؟ ثم, هل هو طفل باريس؟ من يعلم؟ لا أريد المزيد من ألاعيبك يا ناتاليا, هل هذا مفهوم؟ لن أسمح بهذا, أتسمعين, إن انشغالي بالأمر هو مثل انشغالك, ان لم يكن أكثر. اذا دعيني أكون الحكم على من هو الشرير ومن هو الضحية "
تغلغلت نبرات صوته الجليدية في كل زاوية من الغرفة. كان الفونوغراف متوقفا ساعتها وشعرت دالاس بأن كل عصب فيها قد تمدد إلى ما لا نهاية.
استدار الكسندر ستافروس بعيدا عن ناتاليا ثم نظر إليها ثانية:
" لا تتصوري بأني سأنسى هذا الحادث يا ناتاليا. وإياك أن تعتقدي بأنه يمكنك الهرب والاختفاء ثانية. ستبقين وتتصرفين بصورة طبيعية. أليس كذلك؟ "
" نعم يا اليكس "
أذعنت ناتاليا فيما ذهلت دالاس. كان يمكن فقط لشخص أحبته ناتاليا حتى العبادة أن يسكتها, وكان إعجابها العظيم بأخيها واضحا وعيناها تتبعان خطاه في محبة عبر الغرفة.
وكأنما بإشارة غير مرئية, عاد الفونوغراف يصدح واتسعت حلقة الراقصين كثيرا. عاد الكسند ستافروس الى دالاس وقال:
" والآن تعالي, أريد أن أتكلم معك "
نظرت دالاس الى نيكوس بلا رجاء, آملة أن يحضر هو أيضا, لكنه تبسم فقط مشجعا وقال لها انه سيراها فيما بعد.
قاد الكسندر دالاس عبر ممر ينتهي الى باب أبيض يطل على غرفة واسعة مريحة بدت كأنها مكتب مطالعة ومكتبة, تملأها الكتب ومقاعد جلدية وثيرة. كانت الوان الغرفة كلها زرقاء وخضراء والستائر ذات لون أصفر باهت. اغلق الكسندر ستافروس الباب باحكام ثم الستائر, وأضاء مصابيح عدة. كان الجو مريحا جدا وشعرت دالاس بنفسها ترتاح.
اشار اليها بالجلوس على كرسي جلدي أخضر, ثم سار نحوطاولة عليها أنواع من الشراب وسألها:
" ماذا تريدين أن تشربي؟ "
وحضر لنفسه شرابا منعشا. هزت دالاس رأسها نفيا:
" لا شئ شكرا لك "
" أصر على أن تأخذي شيئا "
وكان صوته ناعما وان في اصرار, وقبلت كوبا من المرطبات. واسندت ظهرها الى المقعد مفسحة لنفسها التمتع بالنظر اليه. حل زر ياقة قميصة وارخى ربطة عنقه. ثم قال محدقا فيها:
" اخبرني ستيفانوس انه حدثت بعض المتاعب قبل مغادرتكما. فما الذي حدث؟ "
" أنت تعلم تماما ما الذي حدث "
ردت دالاس التي كانت تشعر بانزعاج لجاذبيته.
" أخبريني "
وضغطت دالاس شفتيها وقبلت السيكارة التي قدمها إليها. فقال باصرار:
" حسنا انني أنتظر سماع ما حصل "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-08, 05:23 PM   #20

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

تنهدت دالاس وقالت:
" لقد أخبرت تشارلز اننا كنا آتيتين معك لا محالة سواء بدل هو رأيه أو لم يفعل "
" نعم, أعترف بذلك "
ونظرت دالاس اليه بغضب وقالت:
" لكن لماذا؟ فنحن كما ترى لسنا على الرحب والسعة في هذا المكان. فأمك لا تريدنا, وناتاليا وقحة, كان الأفضل لنا لو بقينا في انجلترا. كان تشارلز مصدوما في البداية بطبيعة الحال. لكن ذلك لا يعني. . . "
واختفى صوتها ثم تابعت:
" ما الفائدة؟ انك لا تأبه لمشاعرنا في أي حال "
ضاقت عينا الكسندر ستافروس, وقال في برود:
" هل الأمر هكذا؟ وما هي مشاعرك أنت؟ أن تبقي في انجلترا مع شبه الرجل هذا المدعو تشارلز؟ "
" لا يحق لك أنتقاد تشارلز, على الأقل لا يمكنه أن يحب أثر من امرأة واحدة في وقت واحد "
ما ان تفوهت دالاس بتلك الكلمات حتى ندمت, فقد بدا الكسندر ستافروس غاضبا في شكل فظيع. وقف مكانه متململا وقال:
" لا أحد يكلمني بهذه الطريقة "
وعض على شفته وعيناه الداكنتان تتأججان نارا في أعماقهما. تنفست دالاس عميقا ثم قالت:
" اذا من واجب الآخرين أن يفعلوا ذلك "
نظر اليها الكسندر ستافروس عمدا لبضع ثوان, ثم نظر بعيدا منتقلا الى الجهة الثانية من الغرفة وحضر لنفسه شرابا. وعندما عاد كان قد استعاد سيطرته على نفسه ثانية فقال:
" عليك أن تعلمي, لا أحب أحدا حتى ولو امرأة في شكل يجعلني لا استطيع الاستغناء عنها, هل هذا مفهوم؟ إن حيـاتي ملكي وأنـا حر في التصـرف فـيها "
وابتسم في تهكم وتابع قائلا:
" لكن, كما تكونين قد لاحظت, لدي خبرة صغيرة في النساء وما أعرفه عنهن بالكاد يكون سارا "
احمرت وجنتا دالاس وهي غير مرتاحة لما تسمع. لم تكن تستطيع النيل منه في أي نقاش, كانت طريقة هجومه مضنية تماما. أما بالنسبة الى ملاحظاته بأن لديه خبرة صغيرة في النساء فقد شكت في ان ما نسبه الى نفسه كان كافيا فعلا. فقد بدا انه يعلم الكثير عن الجنس الأخر.
" لماذا تقول لي كل هذه الأمور؟ "
سألته وهي تحول أن تظل هادئة.
" أنت بدأت الأمر "
" فعلت بطريقة غير مباشرة. في أي حال, ما قلته كان صحيحا. اننا غير مرغوب بنا هنا, ولا زال أمامنا بضعة أشهر. سيكون الأمر هائلا! "
احتسى الكسندر شرابه ثم نظر الى الكأس الفارغة بين يديه بشئ من السخرية ثم نظر اليها, وتسارع نبضها رغما عنها. فعيناه الداكنتان كانتا شديدتي الاختراق. قال:
" علي الاعتراف بأنك تثيرين اهتمامي كما لم تفعل امرأة منذ سنوات "
وضعت دالاس يدا مضطربة على عنقها وابتسم متابعا:
" اعتقد أن سبب ذلك موقفك غير الواقعي من الأشياء. في أي حال لا بد أنك رأيت ما هي الامكانيات المتوافرة هنا ومع ذلك تريدين الرحيل. لا أستطيع أن أفهم الأمر تماما. ألا يهمك المال أبدا؟ "
مررت دالاس لسانها على شفتيها الجافتين وردت:
" أنا...أنا فقط أحتاج الى المال لأعيش, أما المال كوسيلة للثراء الفاحش واللهو فانه لا يستهويني "
" أمر مذهل, لكن, لا يزال أمامك متسع من الوقت كي تبدلي رأيك. واجرؤ على القول بأن أختك هي أقل... لنقل...أقل سذاجة منك "
هبت دالاس واقفة غير راغبة في متابعة الحديث لكنه قال:
" اجلسي, فأنا لم انته بعد. أريد أن أخبرك عن الوظيفة التي أمنتها لك لتملئي وقتك "
حدقت دالاس فيه وصاحت:
" وظيفة, أوه! "
" ألست مهتمة الآن؟ "
" بالطبع. انه مجرد اني...حسنا, قد نسيت "
انهت جملتها في ضعف فبدا ساخرا, ثم استدار بعيدا ونظرت اليه دالاس ثم الى كأسها وتنهدت فقال:
" انك تظنين انني أشرب كثيرا, هيا قولي ذلك. أنا متأكد من أنك تريدين قول هذا "
هزت دالاس رأسها نفيا وقالت:
" هذا أمر لا يهمني "
" كلا, انه لا يخصك ولكن متعة صحبتك هي المسؤولة يا دالاس "
كانت هذه المرة الأولى تلك الليلة التي نطق فيها بأسمها واحبت طريقة لفظه اياه بلكنة اجنبية خفيفة.
" انك تهزأ بي "
قالت ثم أحنت رأسها لترشف كأسها. فقال هازا كتفيه:
" فقط لأنك نسيتي كيف تسترضين وتتمتعين بالحياة. لقد اصبحت...كيف أقولها, أكبر من سنك. الا تشعرين بذلك؟ "
تصلبت. كانت تلك الكلمات ذاتها التي استخدمتها جين تقريبا, وسماعها منه وهو لا يعرفها بمقار معرفة جين لها جعلها تضطرب. هل كان الأمر واضحا الى تلك الدرجة؟ هل كانت تتصرف من دون وعي منها وكأنها والدة جين أكثر من كونها أخت لها؟ كانت مقارنة غير ممتعة. فأجابته:
" أعتقد أن حياتي كانت مسؤولة أكثر منك "
" اتعتقدين ذلك؟ عندما أسيطر على حياة الاف عدة من الأشخاص؟ "
" لديك أناس تفوضهم القيام بمهامك "
" اعترف أن لدي ذلك. لكن تفويض المسؤولية ليس خطيئة. فأنا أفضل أن اعرف قليلا بما يجري اذا كنت لا أجد من الضروري أن أدير العمل بنفسي كما تقولين. في أي حال, كفانا حديثا عن ذلك. اننا نستطرد. أن الوظيفة التي أفكر فيها من أجلك تناسبك جدا. فأخي بول المتزوج الذي يعيش على الساحل على مقربةمن هنا لديه طفلتان, لويز واستيل ويبلغ عمرهما ست سنوات, وهما في حاجة الى التعليم قبل أن تدخلا...ما قد تسمينه...مدرسة داخلية. هل أنا واضح فيما أقول؟ "
" تماما. هل هما فعلا في حاجة الى مدرسة؟ "
" نعم بالفعل, فزوجة بول منيرفا تطالب بمعلمة منذ عامتقريبا, لكن بول كان دائما يقول انهما لا تزالان صغيرتان. لابد بأنك استنتجت بأنهما توأمان, ومشاغبتان. وهما تتكلمان الانجليزية بالطبع. كل أفراد العائلة مثقفون الى درجة معقولة في هذا المعنى, ولكنهما الآن تحتاجان الى أكثر من مجرد اللهو. فهما بحاجة الى تعلم القراءة وبعض الرياضيات والكتابة. هل تستطيعين القيام بذلك؟ "
" بالطبع "
ارتاحت دالاس قليلا. فبعد أن علمت صفا من أربعين تلميذا تبلغ أعمارهم ثماني سنوات لن تشكل طفلتان في السادسة من عمرهما أي مشكلة.
" حسنا اذا اتفقنا. غدا سآخذ لمقابلتهما. ويجب أن نفعل ذلك بعد الظهر, حيث أن لدي مهام في الصباح لا أستطيع الغائها "
نهضت دالاس ثانية قائلة:
" هل هذا كل شئ؟ هل أستطيع الذهاب؟ "
هز كتفيه قائلا:
" اذا أردت "
نظرت اليه دالاس في ارتباك وسألته:
" ماذا يفترض أن أفهم من هذه الملاحظة؟ هل أنا حرة في أن أذهب أم لا؟ "
" لست أدري. ربما أرتاح بالتحدث اليك. من المنعش أن أجد شخصا لا يتعلق بكل كلمة أقولها. فأنت لا تفعلين ذلك يا دالاس, أليس كذلك؟ "
كان صوته عميقا ومتهدجا قليلا, وشعرت دالاس برجفة في أطرافها. وبجهد متواصل سارت نحو الباب وقالت:
" لا, لا أفعل ذلك "
ثم انسلت خارجا واغلقت الباب خلفها.
ثم انسلت خارجا واغلقت الباب خلفها.
عندها فقط تنفست ذلك النفس العميق الذي بدا انها كانت تحبسه وقتا طويلا. شعرت بتعب جسدي وعقلي. قد يكون الجدال مع الكسندر ستافروس منشطا جدا لكن يمكن أن يكون مضنيا كذلك .
سارت في بطء عبر الممر الى القاعة ووصلت الى مقربة من بولا ستافروس وفيريا شارف. كانت تجلسان على صندوق تشربان بعض الشراب, ونهضت بولا عند أقتراب دالاس وقالت:
" مرحبا آنسة كولينز تبدين منهكة. هل كان يوما مرهقا؟ أم هل كان أخي يلقي بثقله عليك ثانية؟ "
كان على دالاس أن ترد الأبتسامة فقالت:
" أرجوك ادعيني دالاس, اذا سميت كلينا الآنسة كولينز فلن نعلم مع من تتحدثين "
" حسنا يا دالاس, وبالطبع ستدعينني بولا أيضا, اعذرينا يا فيريا...أريد أن أخبر دالاس عن الرياضة هنا "
اومأت فيريا برأسها في تهذيب وابتسمت أبتسامة لم تصل الى عينيها.
تأبطت بولا ذراع دالاس وأخذتها عبر القاعة الى المصطبة الخارجية التي تطل على حوض السباحة المضاء. قالت بولا تشير الى الحوض:
" أحيانا نسبحهنا, في الليل كنا نقيم حفلات سباحة بين وقت وآخر, لكننا لم نقم واحدة مؤخرا. هل تسبحين؟ أو تتزلجين على الماء؟ "
" أنا اسبح ولكنني لم أجرب التزلج على الماء, أهو ممتع؟ "
" ممتع جدا عليك أن تتعلميه. صديقي جورج خبير سيأتي الى هنا في نهاية الأسبوع وسيعلمك اذا طلبت منه. هل تودين ذلك؟ "
فكرت دالاس في طبيعتي أبنتي ستافروس المتناقضتين. ظهرت بولا هادئة وودودة بينما انت ناتاليا ثائرة وعاطفية. ايهما كانت اشبه بالكسندر؟ لديها شعور انه على رغم هدوءه الخارجي فهو مثل ناتاليا في الأغلب, فالنار في عينيه, وهي متأكدة انه ليس بالعاشق الذي لا يكترث. تورد وجهها وكانت مسرورة لأن بولا لا تستطيع قراءة أفكارها. وراحت تتخيل الكسندر ستافروس قريبا منها يعانقها....لكنها قطعت تخيلاتها وحدثت نفسها, أنا لست هكذا, أنا لا أهتم به, أكره أن أكون مجرد امرأة أخرى في حياته .
واستدارت بولا نحو دالاس وهي لم تكن تعرف شيئا عن معاناتها الداخلية وقالت في خفة:
" ما رأيك بنهار الغد بعد الأفطار؟ "
" غدا؟ بعد الافطار! اني آسفةكنت أحلم. ماذا أقترحت؟ "
ضحكت بولا وقالت:
" اعتقدت انه ربما تحبين أن تلقي نظرة حول المكان. المنزل والأرض المحيطة. قد نسبح اذا رغبت ذلك. ارتدي ثيابا بسيطة. لا أحد يرتدي زيا رسميا هنا خلال النهار في أي حال "
" حسنا أود ذلك "
اومأت دالاس مرحبة بأي شئ يطرد أفكارها المزعجة فقالت بولا:
" حسنا, سأمر عليك بعد الافطار. بالمناسبة الجميع يتناولون أفطارهم في غرفهم, ما عدا اليكس ربما. اذا سنجلب افطارنا الى الشاليه, اتوافقين؟ "
اومأت دالاس بالايجاب وردت بولا:
" يبدو الأمر رائعا "
" اخبريني...أخوك يقول أن أولاد أخيك في حاجة الى معلمة هل الأمر كذلك؟ "
قطبت بولا:
" لويز واستيل؟ اعتقد انهما قد تحتاجان الى معلمة "
" لقد...لقد فهمت من أخيك أن أمهما تبحث عن واحدة منذ فترة "
" مينرفا؟ حقا! هل تفعل؟ لم أكن أعلم "
ارتعشت دالاس فجأة:
" هل...هل تعتقدين انها فكرة صائبة اذا؟ "
هزت بولا كتفيها قائلة:
" لماذا؟ هل ستكونين أنت ذلك الشخص؟ "
" اذا...اذا وافق الجميع "
" لا أرى سببا للممانعة. ان التوأمين لاهيان. لكن نحن أيضا كنا مثلهما في سنهما خصوصا اليكس. كان أكثرنا طيشا "
احنت دالاس رأسها. لم تفهم لماذا يحاول الكسندر ستافروس جاهدا أن يجد لها وظيفة, عندما كان يعلم انه لم يكن لديها أي خيار بعد أن جاءت إلى الجزيرة سوى تقبل وضعها بلباقة. إلا إذا لم يكن من دون شعور كما اعتقدت هي, وتنهدت. وبما أن بولا اعتذرت ثانية ي تذهب و تتحدث مع داليا شارف, فقد سارت دالاس حيث أضواء القوارب المتلألئة في الظلام الدامس. كانت ليلة لا قمر فيها ولكن الهواء ورائحة الجو كله تفوح رومنطقية. كان سهلا أن يشعر المرء بالاضطراب في مثل هذا الجو, حدثت دالاس نفسها محاولة أن تستوعب أفكارها. لكن عبثا وظلت تتصوره جالسا الى جانبها على كرسي في مكتبه وقميصه وربطة عنقه مرخيتان. وتمنت لو تظل جالسة بالقرب منه.





لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
120- أتيت من بعيد - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** أمل بيضون روايات عبير المكتوبة 292 24-04-24 11:39 PM
179 - الشلالات البعيدة - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة **) Fairey Angel روايات عبير المكتوبة 317 17-04-24 02:28 AM
15-ليالي الغجر ـ آن ميثر ـ عبير قديمة ( كتابة/ كاملة)** ندى الزمان روايات عبير المكتوبة 244 25-03-24 07:07 PM


الساعة الآن 10:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.