آخر 10 مشاركات
تحميل روايات جديده 2012 txt على جوالك موسوعه متكامله من الروايات (الكاتـب : MRAMY - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1- لمن يسهر القمر- روايات أحلام القديمة- آن هامبسون (كتابة /كاملة)* (الكاتـب : جين اوستين333 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          طوق من جمر الجحيم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : samar hemdan - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          281 - أميرة رغم عنها - صوفي ويستون **تصوير جديد** (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-19, 09:51 PM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 شهد الحياة، للكاتبة/ زيزى محمد "مصرية" (مكتملة)





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( شهد الحياة ))

للكاتبة/ زيزى محمد



قراءة ممتعة للجميع ...






التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 03-04-19 الساعة 02:21 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:38 PM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الروايه هنـــا


البارت الاول .

في احد الاحياء الشعبيه لقاهرة المعز ، منزل مكون من عدة طوابق، وفي احد هذة الطوابق توجد شقه، نجد بطلتنا تقف امام المرآه تتحدث مع نفسها، دلفت لها والدتها السيدة "سميحه"واردفت بعتاب :
_ليه كدا يا شهد، تردي على ابوكي بالطريقة دي، انا ربيتك على كدا.

نظرت "شهد"الى صورة والدتها المنعكسه في المرآه وتحدثت بعصبيه :دا مش ابويا، دا جوز امي في فرق الله يكرمك يا ماما .

زفرت والدتها بقلة صبر واردفت : ارحميني يابنتي مش موال كل يوم، هو مش رباكي من صغرك وعلمك وكمان...

قاطعتها "شهد " بحدة : ماما مين دا اللي رباني، مين دا اللى علمني، الشقه دي شقه ابويا مش كتر خيره هو علشان نيمني في بيته مثلا بالعكس دا كتر خيري انا اللي سماحله انه يقعد فى بيتي .

نظرت لها والدتها بغضب واردفت بصوت جهورى : تصدقى انك قليله الادب انا مربتكيش فعلا زي ما هو قال .

هبطت الدموع من عينيها وكأنها كانت تحاربها لعدم سقوطها والأن لم تعد تحتمل اكتر من ذلك، انفجرت مقلتيها بسيل من الدموع وذهبت لفراشها الصغير الذى لم يعد يتحملها لتآكله ودفنت وجهها فى وسادتها وبكت واطلقت العنان لدموعها ولنفسها، رأتها والدتها على ذلك الحال رق قلبها وذهبت بجوارها وجلست واخذت تمسد على شعرها الحريرى برقه وببط لعلها تشعر بحنانها، اخذت سميحه نفس طويل ثم اخرجته وتحدثت بصوت ناعم وهادئ :
شهد انا عارفه انك مكنتيش عاوزنى اتجوز بعد والدك بس اعمل ايه يابنتى المعلم حسني اقنعنى وقتها انه هاياخد باله منك ومنى، انا كنت ضعيفه ووحيدة وحزينه ومش ليا حد قولت وماله اهو ضل راجل ولا ضل حيطه، بس والله يابنتى مع مرور الوقت وشفت معاملته ليكى وانا بحزن وبزعل اوى من نفسي ان اخدت القرار دة فى يوم من الايام، بس خلاص مبقاش ينفع ارجع ولا اطلق بعد ما خلفت منه سلمى، هاروح بيكوا فين يابنتي وهاصرف ازاى عليكوا، حقك عليا متزعليش، انا بس كل اللي بطلبه منك انك تتجنبيه ومالكيش دعوة بيه وتبطلي كل يوم والتانى مشكله مع حد ويجوا يشتكوا منك .

رفعت شهد راسها واردفت بصوت مبحوح : كلكوا جايين عليا ياماما، انا اكيد مبعملش مشاكل من هوا، الناس هما اللي بيستفزوني، عم احمد راجل غلبان ومكتبته كل يوم بتتسرق من الحارة المعفنة دي، يعني علشان بقف وبشوف شغل الراجل مظبوط، ابقى كدا وحشة كخة مثلا، انا براعي ربنا في أكل عيشي وفي مال الراجل الغلبان دا .

تنهدت "سميحه" بصوت عالي فابنتها على حق، استطردت قائلة : بصي يا شهد انا كل اللي بطلبه منك حاجة واحدة بس، ابعدي عن عمك حسني، بلاش كل يوم والتاني مشاكل يابنتي اصل انا تعبت .

أومأت "شهد" برأسها دليلا على موافقتها، والدتها تعاني من ضعف الشخصية، تتجنب المشاكل، تريدها ان تتعامل مع المدعو"حسنى "وكأنه والدها، كيف تعامله هكذا وهو يكرها اشد الكره ودائما ما يناديها ببنت "مصطفى " ، دائما تشعر من اتجاهه بالكره لوالدها فالبتالي يكرها لانها من صلبه.
******************************
في مكان اخر .

نجد في احد الاحياء المتوسطة الحال، برجا مكون من عدة طوابق، وفي احد هذه الطوابق شقة المحاسب "رامي المالكي"، شاب في اواخر العشرينات يعمل محاسب في احد الشركات، ارمل ولديه طفل اسمه "حمزة" عمره ٧ سنوات، يعيش مع والدته السيدة "صفاء" ، "رامي" شخصيته حازمة مجتهد يسعى لتوفير مستوى افضل لطفله ،كان متزوج من زميلته في العمل ولكن وافتها المنية وهي تضع طفلها حمزة ، منذ ذلك الوقت ورامي يكرس حياته لطفله ووالدته فقط .

_رامي، مكنش له لزوم العقاب دا، انت كلمته وخلاص .
كان هذا صوت "صفاء" عندما دلفت على ابنها تعاتبه على عقابه لحمزة .

التفت اليها رامي الذي كان منشغلا بدراسة جدوى لمشروعه ترك قلمه والاوراق التي في يديه وخلع نظارته الطبية وضعها على مكتبه هاتفا بقوة : غلط يتعاقب يا امي ،انا عاوزه يطلع راجل، بذمتك اللي عمله في المدرسة دا ينفع؟؟، انا المدرسة تتصل بيا علشان ضرب زميله، لأ ولما اكلمه وافهمه، يبجح ويقولي مغلطتش، لا ياخد على دماغه ويتعلم الادب .

نظرت له "صفاء" بتعجب، احيانا تشعر بان ابنها متناقض في شخصيته، لاحظ "رامي " نظراتها المتعجبه قطب ما بين حاجييه هاتفا بتساؤل : مالك يا امي بتبصيلي كدا ليه، انا قولت حاجة غلط .

ابتسمت "صفاء" بسخرية واردفت : انت غريب يا ابني، مش انت قايله بلسانك دا قدامي، لما تعمل حاجة اقف ودافع عن نفسك، متهربش ووضح وجهة نظرك، جاي دلوقتي وتقولي بجاحة .

ما ان انهت "صفاء " جملتها حتى ضحك "رامي " بشدة على حديثها ثم هتف : يا امي على طول بتفهمي كلامي غلط، انا اقصد يقف ويشرحلي وجهة نظره لكن لما اللي اكبر منه يسمعه وبعد كدا يحكم بانه غلط يبقا يعتذر مش يبجح اكتر ويقول لأ انا مقتنع باللي عملته .

عقدت صفاء حاجبيها دليلا على تعقيد ابنها في اتخاذ طرق صعبة لتربية ابنه ، من وجهه نظرها البسيطة ان التربية اسهل من ذلك بكثير، والدليل على ذلك انها قامت على تربية رامي وجعلته انسان سوي يحترم الجميع، والجميع يكن له الاحترام، تساءلت مرارا وتكرارا بداخلها لماذا كل هذه التعقيدات والمصطلحات الغريبه لتربية ابنه، قاطع تفكيرها صوت "رامي " مردفا: ايه يا ماما ساكتة يعني وبتبصيلي ومش فاهم حاجة .

استقامت "صفاء" في جلستها وتحدثت : بص يا ابني هو ابنك وانت حر تربيه بطريقتك، بس الحياة مش جد أوي، وبعدين دا طفل مهما كان راح ولا جه طفل، طبيعي يصدر منه افعال مش محسوبة، بلاش تقسى عليه، من وقت ما قولتله مش يكلمك ولا يأكل معاك وهو هاري نفسه عياط في اوضته يا حبيبي .

تنهد "رامي " واردف بصوت رخيم : حاضر يا أمي بس سيبني اكمل عقابي النهاردة بس علشان بعد كدا ميفكرش يعملها تاني .

تحركت "صفاء " اتجاهه ومالت نحو ثم طبعت قبلة اعلى جبينه واردفت : ربنا يهديك يا ابني ، ويخليلك ابنك، انا حاسة بيك من يوم موت اميرة وانت بتحاول تكون الاب والام وكل حاجة ، بس معلش راعي انه طفل ونفسيته بتتأثر بسرعة .

ابتسم لها "رامي " وجذب يديها التي كانت تمسد بها على رأسه وطبع قبلة حنونة في كف يديها : حاضر يا أمي ربنا يخليكي لينا يارب .
****************************
في أحدى المستشفيات .

تقف " ليلى" في أحد ممرات المشفى وتتحدث بصوت خافض للغاية مع خطيبها "زكريا" على هاتفها الجوال: اعمل ايه يا زكريا قالولي انتي النهاردة نبطشية علشان مدام سها ابنها تعبان،وبعدين دا شغلي وانت خاطبني وانا كدا .

هتف "زكريا" بعصبية : انا خطبتك وقولتلك بطلي شغلك دا وانتي بتعاندي معايا .

زفرت "ليلى " بعصبية : هو موال كل يوم يا زكريا، انا لازم اصرف على نفسي، انت عارف كويس ان مكتبة بابا مبتغطيش كل المصاريف، وانا لازم اجهز شقتي علشان الست والدتك متتريقيش عليا .

لاحظت "ليلى " سكوت زكريا نظرت في هاتفها وجدته انهى المكالمة، رفعت احدى حاجبيها باعتراض وقامت بسبه في سرها، وتحدثت بعصبية بالغة : بتقفل في وشي الخط يا زكريا ماشي والله لاقفل التليفون كله ومتعرفش توصللي.

_بتعملي ايه عندك يا ليلى؟.

تفاجئت ليلى وشهقت بصدمة من وجود الدكتور "كريم "
ابتسم لها " كريم " قائلا : في ايه شوفتي عفريت .

تلعثمت " ليلى" قائله : لا يا دكتور، في حاجة حضرتك .

اومئ كريم لها برأسه : اه ، كنت عاوزك تجهزي العمليات، عندنا ولادة قيصري .

تحركت "ليلى" بخطوات متعثرة نحو الممر المؤدي لغرفة العمليات دون كلام، بينما تنهد "كريم " بصعوبة، منذ ذلك الوقت وهي تتجنبه، لقد اعترف بحبه لها وهو يعرف جيدا انها مرتبطة وتحب شخصا يدعى "زكريا "، نعم تسرع كثيرا عندما اباح لها بحبه لقد عاقبته بقلة كلامها معه، وتحاول ان تتجنبه على قدر الامكان .

تحرك صوب غرفة المريضة ليقوم بواجبه وبداخله حرب كبيرة ما بين، كان يجب ان يعترف بحبه حتى تشعر به، وما بين ان ما فعله خطأ كبير في حقه .
*******************************
كانت "شهد " تجلس تقرأ في احد الكتب، تحاول ان تحسن من قرأتها، ف زوج امها اصر علي خروجها من المدرسة منذ المرحلة الاعدادية ولم تكمل تعليمها، كان حلم حياتها ان تصبح طبيبة ولكن وقف امام حلمها زوج امها ،وفي النهاية تدمر حلمها وضاع مثل اي امنية كانت تحلم بتحقيقها، كانت شاردة في احلامها البسيطة وانتبهت على صوت "عم احمد"، تحدثت قائلة : معلش ياعم احمد مسمعتش .

ابتسم "احمد" لها بحنان واردف: سرحانة في ايه يا ست البنات .

اغلقت "شهد" الكتاب ووضعته امامها : مش سرحانة ولا حاجة، بقرأ في الكتاب .

جذب "عم احمد " الكرسي وجلس عليه وامسك ب يديه فنجان الشاي ثم ارتشف رشفه صغيرة قائلا : مش احنا اتعودنا نقول لبعض ونحكي كل اللي في قلبنا، مالك يا بنتي .

تسابقت الدموع في عينيها وحاولت على قدر الامكان ان تتجنب سقوطها : مفيش، اتخانقت مع جوز امي معرفش الراجل دا عاوز مني ايه، انا بحاول ابعد عنه على قد ما بقدر وهو بيحاول بردوا يجر شكلي .

قال " احمد " مستفهما : دا كله بسببي، صح؟.

جذبت "شهد"احد المناديل الموضوعة امامها ومسحت عيانها واردفت : هو واخدك حجة مش اكتر، بس هو بيدور على اي سبب علشان يطردني من البيت، انا خايفة اوي تكون امي كتبت الشقة باسمه، كل ما اسالها تتهرب مني، انا هاضيع ياعم احمد بجد لو كانت كتبته باسمه، هايطردني انا عارفة دا راجل شراني .

هز "عم احمد " رأسه بنفي قائلا : مظنش يابنتي، امك عارفة حسني كويس، مظنش تبقا بالغباء دا .

ابتسمت " شهد" بسخرية : والله امي انا عارفاها كويس تلاقيها خافت منه، وسمعت كلامه دا بيبهدلها وبيضربها وكل يوم شتيمة وفضايح ودي مبتنطقش والحجة هاروح بيكي انتي وسلمى فين واجيب علاج سلمى منين، وهنصرف ازاي، كلها حجج، زي مانا بشتغل دلوقتي وبجيب مصروفي، هاشتغل كام شغلانة مع بعض، واصرف عليها وعلى سلمى .

وضع "عم احمد" فنجان الشاي على المنضدة واستطرد قائلا : بصي يابنتي نصيحة مني بلاش تكوني انتي السبب في خراب بيت امك، علشان بعد كدا متجبش اللوم عليكي، سلمى اختك تعبانة واديكي شايفاها عندها السكر بيخليها تدخل في غيبوبة ودا محتاح مصاريف وحاجات، بلاش يابنتي وزي ما امك قالت اتجنبي حسني .

ذرفت " شهد" الدموع من عينيها وقالت : هو انا مصبرني غير سلمى، لولا هي مكنتش اتحملته لحظة، بس كله علشان خاطر عيونها بس .

ابتسم " عم احمد" وقال : والله انتي قلبك ابيض بس ميبنش للكل كدا .

جذبت " شهد" منديل اخر ومسحت دموعها بقوة وضحكت : انا لازم امسح دموعي دي، لحد يجي يشوفني كدا، و يفضحوني في الحارة .

استقام " عم احمد" واردف : انا هاروح اصلي العشا، ظبطي المكتبة واقفلي، ليلى قالتلي هاتبات في المستشفى .

تحركت " بهمة وقامت بترتيب الاقلام والكراسات واردفت : حاضر، هارتب كل حاجة واقفل واروح .
******************************
في منزل رامي المالكي .

كان "رامي "يقف يتابع ابنه خلسة من خلف الباب وجده يبكي ويلون في كراسة الرسم، رق قلبه ثم قام بطرق الباب عدة طرقات حتى يأذن له ابنه ويعطي له فرصة يزيل دموعه، وبالفعل ثواني وكان حمزة يأذن للطارق بالدخول، دلف رامي بهدوء وجلس على طرف الفراش وفي يده صحن ملئ بالسندوتشات، لرفض ابنه للأكل طوال اليوم، وضع "رامي " الصحن امام حمزة وابتسم له واردف : الزعل حاجة والأكل حاجة .

ابعد "حمزة " الصحن وتحرك باتجاه "رامي" وجذب يديه واردف: آكل ازاي وحضرتك زعلان مني .

ابتسم "رامي " بحنان لابنه :حبيبي انا عاوزك احسن واحد في الدنيا دي، ينفع المدرسة تتصل بيا وتقولي حمزة ضرب زميله علشان بيشد في شعر زميلته والولد اتعور في دماغه، ينفع يا حمزة انا ربيتك على كدا .

اندفع "حمزة " في الكلام : يا بابا والله الواد محمد دا وحش وبيحب يضايق في ملك كل شوية علشان هي تخينة، بيقعد يقولها يا تخينة مش قادرة تجري وبتقعد تعيط لوحدها وهي مامتها ميته زي وملهاش ماما، وكمان مرات بابها بتقعد تضربها، انهاردة قاعدة بتاكل لوحدها هو جه واخد منها سندوتش وراماه في الارض وشد شعرها وكلهم ضحكوا عليها، انا اتعصبت اوي وزعلت عليها، روحت رايح قولتله سيبها يا محم، قالي لأ، وهي قعدت تعيط صعبت عليا مسكت ايده شدتها، راح زقني على الارض، قومت وضربته وزقيته بس مكنتش اقصد اعوره .

ابتسم " رامي " لشهامة ابنه : بص انا مقولتش انك تدافع عن زميلتك دا غلط بس في فالمدرسة مدرسين وكبار في السن نقدر نروح بسهولة ونشتكي للمستر او المس وهما هاياخدوا حقك وحق ملك زميلتك، بس انك تقف قدام المديرة وتقول بصوت عالي انا مغلطتش دا غلط، افرض وانت بتزقه وقع مات كنت هاعمل ايه ؟.

_ وطب افرض لما زقني هو كنت وقعت مت، كنت هاتعمل ايه حضرتك ؟.

كان هذا السؤال البسيط من حمزة بمثابه عقبة امام رامي، حقا ماذا كان سيفعل لو حدث مكروه لابنه فلذة كبده و روحه، قام بجذبه لاحضانه، اكتفى الصغير بقبلة صغيرة على جبين والده، وظل يمسد بيده الصغيرة على ظهر والده، ثم اردف بصوت حاني : اسف يا بابا ، اوعدك ماتكررش تاني .

ابعده "رامي " قليلا عن احضانه واردف : انا نفسي اشوفك احسن واحد في الدنيا ومستحملش حاجة تحصلك، يارب تيجي فيا انا ولا تيجي فيك انت .

وتابع حديثه : المهم تعال يالا في حضني خلينا ننام، اصل انا تعبت اوي النهاردة .

ابتسم "حمزة " بفرحة : بجد يا بابا، هتنام جنبي النهاردة .

اوماء له "رامي " وهو يعتدل في جلسته حتى ينام في فراش الصغير : اه، ويالا طفي النور دا، وتعال احكيلك حدوتة امنا الغولة .
******************************
في منزل شهد .

كانت " سميحة " جالسه امام ابنتها في الصالة الصغيرة ، وتتحدث بصوت خافض : بس يا سلمى، راحت الابلة شهد مسكت في خناق الولية ام حسين، وقالتلها انتي حرامية، انتي عاوزة تضحكي عليا وتاخدي كشكول فوق البيعة، الولية ام حسين معجبهاش الكلام زعقت وشتمت شهد، راحت شهد مش ساكتة شتمتها،الحارة التمت وكانت خناقة كبيرة، طبعا حسين راح اشتكى لابوكي، وابوكي جه هنا بهدلها واتخانقت معاه .

ابتسمت "سلمى "بضعف : شهد قلبها ابيض بس مشكلتها اندافعية ومبتحسبش لقدام، بس حقيقي هي في طبعها مبترضاش بالظلم .

زمت " سميحة " فمها بضيق واردفت : هي كدا متعرفش تمشي من غير مشاكل .

تناولت "سلمى " قرص الدواء وسمت الله : ياماما، متجيش عليها، متزعليش مني هو بابا مالوش حق انه يدخل ويزعقلها ، وخصوصا هو عمره ماكان سند ليها .

رفعت "سميحة" يديها الى السماء وتحدثت : يارب يهديها ، ويهدي ابوكي ، اصل انا خلاص مبقتش قادرة استحمل خناق تاني .
*******************************
حل الليل سريعا واصبح الوقت الساعة االثانية فجرا

جلست " ليلى " بانهاك واضح بعد هذا اليوم الطويل والمليء بالعمل وكادت تغلق عينيها حتى تريح جسدها قليلا، تفاجئت بدخول "مدام سها"، عقدت حاجبيها دليلا على استغرابها مجيئها في هذا الوقت المتأخر ....
_ ايه دا يا مدام سها ايه اللي جابك دلوقتي .

جلست "سها" بالقرب من ليلى واردفت : ياستي الواد بقا كويس وابوه رجع من شغله وقولتله خليك معاه اروح اكمل نبطشية علشان اقدر اخد اجازة يوم الجمعة عندي فرح بنت صاحبتي ولازم افضل معاها اليوم كله .

زمت " ليلى" شفتيها في ضيق واضح : يعني انتي جاية الساعة ٢ تبلغيني كدا اروح انا بقا ازاي .

ابتسمت " سها " بسماجة : معلش بقا يا ليلى حقك عليا، وبعدين عادي الدنيا امان، طب والله وماليكي عليا حلفان، انا جاية لوحدي ومحدش وصلني ولا حاجة والدنيا فل .

قامت "ليلى" من مجلسها وخلعت الزي المخصص لعملها وارتدت حجابها باحكام واستطردت قائلة : انا ماشية وربنا يستر بقا ربنا هو وكيلي .

خرجت "ليلى" من المشفى وتمشت قليلا لعلها تجد وسيلة مواصلات تقلها في أمان لمنزلها، كانت الشوارع هادئة، رأت ضوء سيارة يأتي من بعيد وقفت مكانها واقتربت السيارة حتى اكتشفت انها سيارة اجرى حمدت ربها في سرها وقامت بتلويح يديها حتى يراها، اقتربت منها السيارة ووقفت ذهبت ليلى ونظرت من خلف الزجاج على سائق السيارة راته رجلا في عمر الاربعنيات اطمن قلبها، ركبت واخبرته بعنوان بيتها ونظرت من خلف الزجاج تتابع الطريق مرت دقائق ولاحظت ليلى بشوارع غريبة يسير بها السائق، ارتعدت في جلستها واردفت بتوتر : هو انت حضرتك ماشي ازاي، دا مش طريق العنوان اللي قولتهولك .

نظر لها في المرآه وكانت نظرته جامدة قاسية واردف بمكر : عارف .

بلغ التوتر والخوف ادناه في نفس ليلى وحاولت اخراج صوتها طبيعي حتى لا توحي له انها خائفة : هو ايه اللي عارف، بص لو سمحت اقف هنا .

ضحك بسخرية واردف : اقف هنا، بسهولة كدا، لا الاول لازم استمتع بمزة زيك كدا.

كانت على وشك الرد حتى شعرت بتوقف السيارة نظرت حوالها رأت شارع مظلم لا ترى فيه نور وخالي من السكن، توجد فيه عمارات تبنى حديثا، حاولت فتح الباب، ولكنه كان مغلق، بلغ الخوف اعلى مراحله ، رأته ياتى للخلف ويقوم بخلع قميصه، فتحت عينيها على وسعهما، وحاولت اخراج هاتفها، لكي تستنجد بأحد، ولكنه كان اسرع منها، امسك يديها بعنف وجذبها نحو، حاولت الصراخ ولكنه كمم فمها بيديه اللعينة، قامت بعض يديه حتى تأوه وابعتد عنها، تحدثت " ليلى " بعصبية : انت يا اخي اتقوا الله، افتح الباب دا .

هجم عليها مرة اخرى ومال بجسده كله عليها وحاول الاعتداء عليها وكانت تفوح منه رائحة كريهة..رائحة خمر، ظلت " ليلى " تقاوم وتضربه بيديها الصغرتين في جسده وتحاول ركله بارجلها الضعيفة ولكن لا فائدة فجسدها ضئيل جدا بالمقارنة بجسده الضخم، قام بخلع حجابها وتمزيق بلوزتها حتى ظهر جزء من جسدها، حاولت عضه حتى يبتعد عنها ولكنه فاجئها بقوله : ومالو احب انا العنف دا، كل ما تقاومي، هابسطك اكتر .

سالت الدموع من عينيها واردفت بصوت مبحوح من كثرة صراخها : ابوس ايدك اعتبرني بنتك، ابوس ايدك .

ابعتد عنها السائق وظنت ليلى ان كلامتها اثرت فيه ولكنها تفاجئت بضربه لها في مقدمة رأسها حتى فقدت الوعي وارتخى جسدها، ابتسم السائق بمكر : ايوا كدا اتهدي علشان اعرف استمتع بيكي يا حلوة .
***************************
في منزل " شهد " .
كانت غارقة في نومها، حتى سمعت صوت رنين هاتفها ، قامت متكاسلة وجذبته ونظرت فيه رأت اسم " عم احمد " ، قامت بالرد عليه : الو ، ايوا ياعم احمد خير .

_ ايوا يابنتي، معلش صحيتك من النوم .

اردفت بصوت ناعس : لا خير في حاجة .

حمحم " عم احمد " واردف بقلق: ليلى بتصل بيها تليفونها مغلق، انا عارف انها في المستشفى ووراها نبطشية، بس انا منبه عليها متقفلش تليفونها، وهي اول مرة يحصل كدا ومش تطمني عليها .

عقدت " شهد " حاجبيها : ماهو ممكن يكون فصل شحن، على العموم هاجرب اتصل بيها لو مردتش او تليفونها مغلق، هاتصل على واحدة اسمها سها كانت مدياني رقمها وانا فاكرة ان سجلته قبل كدا .

تنفس " عم احمد " قليلا ولكنه مازال يشعر بعدم الراحة : طيب يابنتي بسرعة بس وطمنيني .

اردفت "شهد" : حاضر .

انهت شهد المكالمه مع عم احمد وقامت بالضغط على زر الاتصال وقالت لنفسها : مانشوف مغلق ولا مش مغلق، ايه دا عم احمد دا نايم ولا ايه ماهو جرس اهو .

استمرت " شهد " بالاتصال مرات عديدة حتى اتاها صوت رجولي غريب : الو يا افندم ، حضرتك مين .

عقدت " شهد " حاجبيها واردفت بعبوس : انت اللي مين، دا تلفون صاحبتي .

اتاها صوت الرجل : حضرتك صاحبة انسة ليلي.

ذفرت " شهد " بضيق : اه انا، في ايه، حضرتك مين .

_ انا زميل انسة ليلى في المستشفى، بس يعني ممكن تيجي ضروري .

تحدثت " شهد " بقلق : ليه في ايه، ليلى فيها حاجة .
_ بصي ياريت تيجي ضروري، وياريت متقوليش لوالدها لان هو اتصل كتير على تليفونها وانا اضطريت اقفله منه، انسة ليلى اتعرضت لاغتصاب .

شهقت " شهد " بصدمة : يالهوي، اغتصاب، ايه ، انا جاية حالا .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الاول .
قراءة ممتعه .
بقلم / زيزى محمد . — ‏مع ‏أم مريم‏.‏




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 31-03-19 الساعة 01:04 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:40 PM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


روايه ( شهد الحياة).

البارت الثانى .

في المشفى .

كانت " شهد " تدور ذهابا وايابا بقلق واضح على صديقتها ، حتى خرج الطبيب من غرفة "ليلى"، تحدثت شهد بلهفة يتخللها القلق : ها يا دكتور ، ليلى مالها .

حمحم الطبيب في حرج : حضرتك تعرفي ليلى ؟.

هتفت "شهد " باندفاع: اه اعرفها ، انا اختها .

ضيق الطبيب عينيه واردف: بس ليلى ملهاش اخوات .

شهد بضيق: هو حضرتك هاتقعد تستفسر مني ، انا قريبة ليلى ولا اختها ولا صاحبتها ، ماتقولي حالتها .

زم " الطبيب" شفتيه في ضيق ومد يديه نحو شهد: انا الدكتور كريم ، دكتور نساء وتوليد ،ليلى بتشتغل ممرضة هنا .

مدت " شهد" يديها بفتور : اه اهلا، خير حضرتك مالها ليلى.

اردف كريم بحزن : ليلى خرجت من هنا باين متأخر وبعدها بساعتين لقيانها جاية مع واحد شاب وامه وكانت فاقدة للوعي وهدومها متغرقة دم وواضح من الحالة انها كانت حالة اعتداء ، لما سالنا الشاب دا قال انه كان معدي مع امه مروح بيته ولقاها مرمية في شارع قريب من المستشفى فجابوها على هنا على طول ، انا كشفت عليها وللاسف هي اتعرضت لحالة اغتصاب .

ضربت "شهد" بكفيها على صدرها واردفت بصدمة : يالهوي ، يعني ، يعني هي مش بن... .

ابتلع"كريم " ريقه بصعوبة واردف بتوتر : بصي ادخليلها هي محتاجك دلوقتي ،وكمان ياريت تساعديها تتكلم لان هنبلغ الشرطة .

أومأت برأسها ثم تحركت بصعوبة نحو الغرفة القابعة بها ليلى ،وفتحت الباب ودلفت رأتها نائمة وعيونها متركزة على نقطة ما في السقف،دموعها تسيل بغزارة ، اقتربت ببطء ، وجلست على طرف الفراش ثم مدت يديها نحو دموع ليلى وازالتها ، قائله بصوت حزين : ليلى .

نظرت ليلى نحوها ، وظلت صامتة ، بينما استطردت شهد : بصي انا عارفة انه موقف صعب، بس انتي يا حبيبتي لازم تحكيلي علشان لما الشرطة تيجي نقولهم ويمسكوا الحيوان اللي عمل كدا .

هزت " ليلى " رأسها بعنف وهتفت بغضب :لا، لا، لا، اوعي حد يعرف ، هاتفضح يا شهد سيرتي هاتبقى على كل لسان ،لا يا شهد اوعي .

نظرت لها " شهد" بصدمة : فضيحة ايه يا ليلى، دا حقك يا حبيبتي، لازم الحيوان دا يتمسك ، انتي كدا بتسكتي على حقك .

حاولت " ليلى " النهوض من رقدتها، رأتها شهد وساعدتها في النهوض : انتي رايحة فين انتي تعبانة.

هتفت "ليلى" بتعب : لازم امشي من هنا يا شهد ساعديني، لازم اختفي من عيون الكل، انا مش هاستحمل اشوف نظراتهم ليا .

ساعدتها " شهد" في ارتداء ملابسها واخذتها وخرجت من الغرفة، دلتها " ليلى " على طريق سري للخروج من المشفى ، خرجوا من المشفى وساندتها "شهد" في السير، رغم تعب ليلى الواضح والالام التي تغزو جسدها بأكمله، لكنها اصرت على الهروب من المشفى باكمله .
******************************
_ بس ياض هو دا اللي حصل .

نظر له عبده بصدمة : يالهوي يعني ابلة ليلى، ماشية مشي لامؤاخذة.

حسين بتعجب : انا قولتلك كدا؟؟، بقولك اتعرضت للاغتصاب .

هتف عبده بحنق : يابني ماهي السبب في كل دا، يعني ايه اللي يخليها لامؤاخذة تمشي في وقت زي دا، هي بتدعو الشباب انه يعملو فيها كدا .

حسين بخبث : بس انا ايه، لولا البت شهد لو مش شفتها وهي نازلة من بيتهم تتسحب ومشيت وراها مكنتش هاعرف حاجة .

ضحك عبده بسخرية : اه يا اخويا وانت ايه حدق، دفعت للممرضة وقالتك كل حاجة .

زم حسين شفتيه بضيق : بالله عليك ما تفكرني بالخمسين جنيه حار ونار في جتتها بنت ال*** دي .
وتابع حديثه :
طب ايه المفروض نروح نقول لاستاذ زكريا بدام هو نايم على ودانه كدا ومش عارف اللي خطيبته بتعمله .

ابتسم عبده بغل : اه يالا، دا حتى الواجب الحارة كلها تعرف، انا بعزها والله ليلى دي، هي و ابوها اللي عامل نفسه راجل صالح، يروح يربي بنته الاول .

ضرب "حسين" عبدة بقدمه بخفة وابتسم بمكر : لا وكمان نفضح البت شهد، اصل انا مش طايق امها من وقت ما اتخانقت مع امي وانا هاموت وافرح فيها .
*************************
وقفت ليلى على باب منزلها واخذت نفس طويل، ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل لتجد والدها يجلس نائما على احد الكراسي بالصالون، تجمعت الدموع سريعا في عينيها ، حاولت التحكم بعدم نزولها ولكنها فشلت، ازالتها بطرف حاجبها ،تقدمت نحو ابيها وجلست برفق على الارض وحركت يديها ببطء على يديه : بابا ، اصحى انا جيت .

فتح " عم احمد " عينيه بتكاسل : ليلى، انتى جيتي، كنتي فين ، هي شهد كلمتك ولا ايه ؟.

بلعت غصه بحلقها واردفت كاذبة : اه يابابا كلمتني وانا لما عرفت انك قلقان عليا جيت على طول .

ضيق " عم احمد " عينيه متسائلا : في ايه يا ليلى ، ايه الحزن اللي في عينيكي دا .

استقامت " ليلى " في جلستها : ولا حاجة، دا من التعب، انا هادخل انام عن اذنك .

هتف " عم احمد " بحدة : ليلى دا مش لبسك اللي انتي خارجة بيه الصبح .

استدرات ليلي بتوتر : ما انت عارف يا بابا ان بسيب كام طقم غيار ليا في المستشفى، وانا هدومي اللي خارجة بيها اتبهدلت، قولت اغير وانا جاية .

ابتسم عم احمد وقال : طيب يابنتي، قومي انتي نامي، وانا هاقوم اصلي الضحى وانام شوية.
***************************
صباحا في شقة رامي المالكي .

_ ها يا حمزة جهزت علشان نروح النادي .

اشار له " حمزة " على رباط حذائه فانحنى " رامي " بابتسامة وقام بربط حذائه وعقب انتهائه طبع قبلة على احدي وجنتي حمزة : يالا يا بطل ندخل نصبح على تيتة وبعدها نروح النادي .

دلف رامي ممسكا بيد حمزة الى غرفة والدته وابتسم : صباح الخير يا ست الكل .

رفعت " صفاء " عينيها ونظرت لابنها وحفيدها، اغلقت المصحف الشريف وصدقت بصوت عالي : صدق الله العظيم، رايحين النادي؟ .

اقبل عليها رامي، وطبع قبلة على جبينها وقبلة على يديها : اه يا امي، هاروح الجيم وحمزة ياخد تمرين السباحة .

اقترب الصغير من جدته وصعد على الفراش وفعل مثل ما فعله والده : صباح الخير يا تيتة يا جميلة انتي .

قهقهت " صفاء" على مداعبة صغيرها : انت اللي جميل، صباح النور يا روح تيتة ....
وتابعت باهتمام : رامي قبل ما تنزل افتحلي التليفون على النت علشان اطمن على اختك هي قالتلي هاتكلمني يوم الجمعة .

_ حاضر يا ست الكل، هافتحهولك واول ما تتصل اضغطي على الزرار الاخضر زي ما علمتك .
**********************************
في منزل ليلى .

كانت ليلى جالسة على سجادة الصلاة، وتناجي ربها، انهت صلاتها وقامت بخطوات متعثرة نحو فراشها، الالام تزداد في جسدها، فعينيها لم تذق طعم النوم، ظلت خائفة طوال الليل، خائفة من ما يخبئه لها المستقبل، العديد من الاسئلة جاءت في عقلها ماذا تفعل مع زكريا، كيف تختلق كذبة لكي تقوم بفسخ خطوبتها، هل يقتنع والدها باسبابها، انتفضت على صوت طرق باب الشقة وصوت زكريا : افتحي يا ليلى، افتحي .

تشبثت بفراشها وارتعدت خوفا من صوته، اغمضت عينيها تحاول السيطرة على انفاسها المرتفعة، سمعت حديث والدها له.

_ جرى ايه يا زكريا يا ابني، في حد يخبط كدا .

هتف زكريا بغضب : اخبط!، دا انا هاكسر البيت دا عليكوا .

هتف عم احمد معاتبا : عيب يا ابني، احترمني، في حد يتكلم كدا مع اللي اكبر منه، يا تتكلم وتقول اللي عندك يا تطلع برا بيتي .

ضحك زكريا بسخرية : والله انت غريب يا جدع يعني انت هادي كدا ولا على بالك اللي بنتك عملته .

قطب عم احمد ما بين حاجبيه مستغربا : وبنتي عملت ايه ان شاء الله .

تحدث زكريا بصوت جهوري : بنتك المحترمة ماشية على حل شعرها، امبارح واحد اغتصبها والله اعلم عمل برضاها ولا ايه، وجاية بليل عادي، اه ما تلاقيها مش اول مرا يحصل فيها كدا، تلاقيها متعودة .

ارتد عم احمد للخلف وتحدث بتلعثم : انت بتقول ايه، انت كداب، بنتي سليمة، بنتي راجعة عادي من شغلها .

تحدث زكريا بعصبية شديدة : لو مكنتش مصدقني، اسال شهد صاحبتها اللي راحت خدتها من المستشفى امبارح، ولا اقولك متسالهاش يمكن شهد كمان ماشية معاها في الخط .

في الداخل ...

اغلقت ليلى عينيها بعصبية وتحدثت بصوت مكتوم : ليه كدا يا شهد ليه، اناحلفتك متقوليش لحد كدا تفضحيني .

اندفع والدها الى داخل الغرفة وتفاجئ بانها يقظة وتسمع تلك الاهانات، وقف مصدوما وحاول التكلم : انتي سامعة بيقول ايه يا ليلى .

اندفع زكريا الاخر الى داخل الغرفة واتجه نحوها وجذب شعرها في يديه، قام بصفعها حتى اختل توازنها، وظلت تحاول ان تدفعه بعيدا عنها، ولكن ما المها نظرة والدها لها، توقف زكريا عن ضربها عندما هتفت بصراخ باسم ابيها : بابا .

استدار زكريا وجد عم احمد ملقى على الارض فاقد للوعي، ابتسم بغل واردف : اهو ابوكي احتمال يموت فيها من اللي انتي عملتيه، انا هافضحك في الحارة كلها يا كلبة، انا عرفت انتي بتحبي تقضي نبطشية ليه علشان تعملي اللي انتي عاوزاه ومحدش يعرف بس شهد فضحتك وسيرتك بقت على كل لسان، دبلتك اهي يا و***.

دفعها زكريا نحو الارض بعنف وخرج من البيت باكمله، قامت هي ببطء، حاولت الوصول لوالدها : بابا رد عليا
يالهوي مفيش نبض .

بحثت عن هاتفها حتى وجدته وضغطت على زر الاتصال وانتظرت قليلا حتى اتاها صوتا يشوبه القلق : ليلى انتي ازاي تمشي وانتي تعبانة .

هتفت ليلى باندفاع : مش وقته يا دكتور كريم ارجوك والدي وقع اغمى عليه وانا مش عارفة اتصرف ولوحدي .

تحدث كريم بلهفة : اديني عنوان بيتكو بسرعة .
******************************
كانت تقف امام المرآه تهندم ثيابها حتى تفاجئت باندفاع زوج امها للغرفة : اه ياختي واقفة تتظبطي قدام المراية .

رفعت " شهد " احد حاجييها ببرود قائله : جرى ايه يا جوز امي، في ايه، ازاي تدخل كدا من غير ما تخبط .

_ اهدى يا ابو سلمى، اكيد في سوء تفاهم مش معقول شهد بنتي تعمل كدا .

ضيقت شهد عينيها بتركيز : عملت ايه يا ماما، ما تتكلمو وتفهموني .

نفض حسني يد زوجته الممسكة بيه واندفع ناحية شهد وجذبها من شعرها: بقا يابت تستغفلينا وتنزلي في نصاص الليالي وتروحي لليلى اللي ماشية على حل شعرها .

فتحت شهد عينيها على وسعها : نعم، وانتو ايه اللي عرفكو .

ضربت " سميحة " بكفيها على صدرها :يالهوي يعني انتي فعلا نزلتي من البيت في نص الليل .

هتفت شهد بعصبية : اه، علشان اروح لليلى المستشفى .

هجم حسني عليها مرة اخرى وضربها بعنف، حاولت شهد التخلص منه ونجحت ثم اندفعت نحو المطبخ، فتحت احد ادراجه وجذبت منه سكينا واشارته في اتجاه حسني ثم اردفت بعنف : لو ضربتني، او جيت جنبي والله لاموتك .

هتفت سلمى الواقفة برعب : لأ يا شهد بلاش شيطانك يضحك عليكي .

ضحك حسني بتهكم : انتي فاكرة حتة السكينة دي هاتخوفني يا بت .

اندفع حسني باتجاه شهد وحاول جذب السكين منها، بينما صرخت سميحة برعب، ازداد الامر سوء بين شهد المتشبثة بالسكين وحسني محاولا اخذه منها، وقفت سلمى برعب حقيقي لا تقوى على التدخل بينهم حتى شعرت بانفاسها تقل تدريجيا واصبح كل شئ اسود اللون ووقعت على الارض مغشيا عليها .

_ يالهوى الحقنى يا حسني ، سلمى اغمى عليها.

تركت شهد السكين فور سماع جملة والدتها وذهبت مسرعة نحو سلمى، حاولت افاقتها وفشلت، هتفت برعب : باين عليها دخلت في غيبوبة السكر لازم ننقلها المستشفى .
**************************
في منزل ليلى .

هتف كريم بحزن : البقاء لله يا ليلى والدك اتوفى .

_ ايه؟!.

تحرك كريم نحوها ببطء وامسك كتفيها واردف : انا مش عارف اقولك ايه ، البقاء لله .

نفضت ليلى يديه وتحركت نحو والدها وهزته بعنف : قوم يابابا، قوم والله انا مغلطتش، بابا اوعى تسيبني، انا ماليش غيرك، والله كان غصب عني، انا حاولت اقاوم بس مقدرتش، لا انت مش هاتسيبني، قوم مين هايجبلي حقي من زكريا والكلب اللي عمل فيا كدا .

جذبها كريم بعيدا عن والدها واردف بصوت حاني : استهدي بالله يا ليلى، حرام اللي بتعمليه دا .

نظرت له ليلى واردفت بعصبية وبكاء مرير : حرام!، ومش حرام اللي حصلي، انا مبقتش بنت، انا اغتصبت، ابويا مات وفاكرني ماشية مشي بطال، ابويا مات ومش هايسمعني ويعرف ان بنته بريئة .

هتف كريم بحزن : ليلى ابوس ايدك اهدي،وواستغفري ربك، يالا علشان امشي في اجراءات الدفن، اكرام الميت دفنه .
********************************
في المشفى .

_ الانسة سلمى دخلت في غيبوبة سكر .

هجم حسني على شهد ضربا : شفتي عملتي ايه يا بت، والله مهاسيبك عايشة .

تجمع الممرضين والدكاترة وحاولو ابعاد حسني عن شهد حتى نجحو .

هتفت سميحة ببكاء: روحي دلوقتي على البيت مش عاوزة اشوف وشك .

نظرت لها شهد بصدمة واردفت : هو انتي يا ماما مصدقة اللي هو بيقوله دا كذب، انا بنتك اعمل كدا .

هدر حسني بغضب : مسمعش صوتك يا بنت ال**.

صاحت شهد بصوت عالي : متشتمش ابويا فاهم ولا لأ .

صرخت سميحة : بس بقا يا شهد بقولك روحي وحسابنا بعدين .

_ ماشى يا ماما انا هاخرج اقعد برا بس وهامشي لما اطمن على سلمى .

تحركت شهد بصعوبة نحو باب المشفى وجلست على احد ارصفة الطريق، حاولت الاتصال بليلى حتى تفهم ما حدث ومن اخبر الحارة بتلك القصة، ولكن لا رد .
*******************************
في احد النوادي .

_ اهو يابابا حمزة اللي ضربني .

نظر والد الطفل بغضب لحمزة وتحرك نحوه وجذبه بعنف من وسط زملائه في التمرين وقام بضربه على وجهه حتى سقط حمزة ارضا .

_ انت يا اخينا، انت ازاي تتهجم على طفل كدا .

كان ذلك صوت " الكابتن " ، التفت اليه والد الطفل وهتف بعصبية : بقولك انت لو خايف على اكل عيشك، يبقى تخرس .

_ دا انا اللي هاخرسك العمر كله .
التفت والد الطفل وتفاجئ بحضور رامي، قد تأكد من وجوده في صالة الجيم، قلق قليلا من منظر رامي، فكانت ملامح الغضب تملكت من وجهه وعضلات جسده، وانسحب الجميع من الساحة حتى الاطفال، فمن الواضح ان اليوم لن يمر مرور الكرام .
**********************************
في المساء .

خرجت " سميحة " من المشفى و رأت ابنتها امامها تهرول اتجاهها، تصنعت الجمود والقسوة : انا مش قولتلك روحي ، ايه مقعدك هنا .

هتفت شهد بعتاب : هو انتي يا ماما مصدقة الراجل الخرفان دا، احلفلك على القرآن ان ما حاجة حصلت من دي، بس هي كل الحكا... .

نظرت لها امها عن كثب واردفت : ايه وقفتي ليه ما تكملي .

اردفت شهد ببراءة : علشان ليلى محلفاني يا ماما مقولش لحد .

جذبتها سميحة من يديها وذهبت باتجاه ممر ضيق ومظلم : لا ماهو انتي هاتحكيلي يعني تحكيلي، انا مش هافضل كدا، انتي عارفة حسني بيقول عليكي ايه جوا، براءي نفسك حتى قدامي .

امسكت شهد كتفي سميحة محاولة منها تهدئتها واردفت : يا ماما ليلى وهي مروحة من نبطشية ركبت تاكسي وراجل منه لله ضربها واعتدى عليها ورماها في نفس شارع اللي اخدها منه وفي واحد ابن حلال هو وامه معدين لقوها و جابوها المستشفى .

جحظت عيني سمحية من هول مصيبة ليلى: لا حول ولا قوة الا بالله ياحبيبتي يابنتي ، طيب مين اللي قال ان...

قاطعتها شهد : ماهو دا اللي انا عاوزة افهمه ليلى مأكدة عليا مجبش سيرة لحد مين اتكلم كدا وقال الكلام دا .

فتحت سميحة حقيبتها واخرجت بعض من النقود واعطتهم ل( شهد) : خدي روحي استفهمي من ليلى وبعد كدا على البيت على طول .

تحدثت شهد قائلة : طيب بس ابقي طمنيني على سلمى .
********************************
جلست " ليلى " تبكي وحيدة في بيتها بعد دفن والدها لم يأتي احد من الحارة في جنازته، قاطع بكائها صوت شهد الباكي : والله يا ليلى لسه عارفة دلوقتي .

قامت ليلى باندفاع باتجاه الباب واشارت عليه : اطلعي برا مش عاوزة اشوف وشك .

تسمرت قدمها من هجوم ليلى : ليه يا ليلى، انتي بتكلميني كدا ليه ؟.

ضحكت " ليلى " بتهكم : بكلمك كدا ليه!، ليه يا شهد كدا، ليه تفضحيني في الحارة .

اشارت شهد على نفسها بذهول : انا افضحك!!، فين دا، والله ما عملت حاجة .

صاحت " ليلى " بعصبية : امال مين اللي قال للحارة كلها اللي حصل امبارح، زكريا جه ضربني وقالي كلام زي السم وفضحني قدام ابويا، ابويا مات يا شهد وهو فاكرني واحدة مش مظبوطة ابويا مات يا شهد .

ذرفت شهد الدموع من عينيها : والله العظيم ما قولت حاجة لحد ولا اتكلمت .

صرخت " ليلى " في غضب : لأ انتي كدابة، الحارة كلها بتقول انك انتي اللي فضحتيني .

اندفعت نحو شهد وجذبتها من مرفقها واخرجتها خارج البيت واغلقت الباب في وجهها وصاحت بصوت عالي : مش عاوزة اعرفك تاني، انتي عار على اسم الصحاب .
******************************
في احد اقسام الشرطة ..

_ انا من رأى انكو تتصالحو، اصل انتو الاتنين غلطانين .

نظر "رامي " بغضب للضابط المسؤول عن المحضر واردف : دا ضرب ابني قدام زمايله والكابتن شاهد والنادي كله شاهد وحضرتك تقولي غلطان.

تحدث "الظابط " برسمية شديدة : وانت كمان يا استاذ رامي ضربته وبهدلته والنادي بردو كله شاهد .

عقد رامي حاجبيه في ضيق : دا رد فعلي على ضرب ابني .

_ حضرتك مفيش رد فعل ، في قسم وشرطة تيجي تعمل ضده محضر ، في قانون في البلد .

تحدث والد الطفل بتعب : خلاص انا متنازل عن حقي ، بس يدفعلي حق اللي صرفته على علاجي .

حول رامي بصرة للضابط الذي تحدث بجدية : اظن من حقه حضرتك تقريبا مخلتش مكان سليم فيه .

_ وياترى حق التكاليف كام ؟.
كان ذلك صوت " سامي" صديق رامي المقرب .

همس له رامي : انت بتساله على تكاليف ما تسكت يا سامي .

امال سامي علي رامي وتحدث بهمس : انت ناسي جهاز تنمية المشروعات لو سمعو انك مشبوه ولا دخلت اقسام المشروع طار من ايدك .

زفر "رامي " في ضيق : قولت تكاليفك كام؟.

ابتسم والد الطفل بخبث: ٥٠٠٠ جنيه .

جحظت عيني رامي : كام!؟.
******************************
في منزل ليلى .

_ردك ايه يا ليلى ؟.

تمتمت ليلي بالاستغفار، ثم اردفت : حضرتك واعي يا دكتور للي بتقوله، حضرتك عاوز تتجوزني يوم وفاة والدي، وياترى بقا هاتتجوزني شفقة ولا ايه؟.

حمحم " كريم " في حرج لقد اخطأ في اختيار الوقت المناسب : لا طبعا مش شفقة يا ليلى، انتي عارفة كويس اني بحبك من سنين، من اول مرة شفتك فيها وانا بحبك، انا بس شايفك يعني وحيدة، انا خايف عليكي، انا..

قاطعته ليلى بحدة : خلاص يا دكتور، لو سمحت متفتحش معايا الكلام دا تاني لان انا مش هاتجوز نهائي .

عقد كريم حاجبيه : ازاي يعني مش هاتتجوزي تاني .

اردفت ليلى بتهكم : عادي يا دكتور، مش هاتجوز، مين هايرضى بيا وانا بالحالة دي .

اردف كريم باندفاع في كلامه : انا .

نظرت له ليلى والدموع تتجمع في عيونها : كتر خيرك، بس انا مش عاوزة .

نهض كريم من جلسته بغضب : انتي لسه بتحبي اللي اسمه زكريا دا حتى بعد اللي عمله فيكي .

ازالت ليلى دموعها بقسوة : لأ، وعن اذنك بقى اتفضل علشان كلام الناس، كفاية اوي اللي بيتقال عليا .

هتف كريم بحزن : على فكرة يا ليلى انا عاوز اقولك حاجة مهمة، اوعي تفتكري حبي ليكي ضعف، بالعكس من كتر حبي ليكي بيخليني اعافر علشان اوصلك، دا الفرق بيني وبينك انا بحبك بجد لكن انتي عمرك ما دوقتي طعم الحب، لسى عرضي موجود، عن اذنك .
*******************************
في منزل شهد .

تحدثت " سميحة " ببكاء : ابوس ايدك يا حسني وطي صوتك هاتسمعك .

نظر لها حسني بغضب : ما تسمع ولا تولع، انا خلاص بقولك بكرة بالكتير تمشي من هنا، مبقتش عاوز اشوفها .

اردفت "سميحة " بعتاب : اخص عليك يا حسني تمشي تروح فين دا بيت ابوها .

جذبها حسني من مرفقها بغضب : لاااا، دا بيتي انا، دا بيت حسني مش مصطفى، انتي ناسية انك بعتهولي.

نظرت له سميحة بذهول : يعني ايه، بقى بيتك من حقك تطرد البت منه، لا يا حسني انا لسى عايشة مموتش، وبعدين البت مظلومة، دي بنتي وانا مربيها كويس .

تحدث حسني بغضب : يعني ايه يا ولية انتي لسى عايشة مموتيش، هاخاف مثلا لا ابدا، دا انا ممكن اطردك معاها ولا يهمني، وبعدين ياختي انا ماليش فيه انا ليا اللي الناس بتقوله بنتك مشيت مشي بطال نزلت من البيت تتسحب ورجعت مع الابلة ليلى في نص الليل الله اعلم كانو بيعملو ايه .

حركت سميحة رأسها بعنف : لا والله، دي نزلت علش...

قاطعها حسني بغضب : اسمعي يا ولية اخر كلام هاقوله، بنتك بكرا تمشي، ماليش فيه، ولو عاوزة تمشي معاها امشي مش فارقة بس الله في سماه مانتي شايفة سلمى تاني وهاخفيها من على وش الارض، وهاقولها امك اختارت شهد ومختارتكيش، وشوفي بقا هاتتعب ازاي .
****************************
في منزل رامي .

رامي بغضب : يعني ايه يا أمي مالوش ذنب، لأ بقى له ذنب في كل حاجة، ادبست في زفت ٥٠٠٠ الاف جنيه من الهوا .

سارت رجفة في جسد الصغير واختبئ في حضن جدته، بينما اردفت صفاء : يابني اهدى، خلاص اللي حصل حصل وبعدين انت ادبست فيهم لمين، مش لصاحب عمرك سامي .

جلس رامي بتعب :يا ماما، انا داخل على مشروع وتوفير فلوس، انا بعمل دا كله لمين، مش بعمله له، علشان يكبر يلاقي اللي يتسند عليه، انا بتعب وبنحت في الصخر علشان مين، وبعدين ماشي سامي على عيني وراسي، بس انا كدا طبعي كدا، مبحبش يكون عليا فلوس لحد .

استغفرت صفاء ثم ابعدت الصغير عنها وقامت نحو ابنها وجلست بجانبه واردفت : يابني والله انا حاسة بيك، وحاسة قد ايه انت مضغوط وتعبان، وبتحاول على قد ما تقدر توفر لينا حياة كريمة وحلوة بس معلش هدي نفسك، الواد خايف من وقت ما جيت، من صوت زعيقك ونرفزتك، دا بدل ما تاخده في حضنك وتحتويه، حمزة اضرب يا رامي ووسط زمايله .

نظر رامي لحمزة، وجده ينظر له بخوف، رق قلبه واشار له يأتي، سار حمزة في خوف، حتى اقترب وجذبه رامي له : متزعلش مني، انا ربيته على اللي عمله فيك، متخافش ابوك في ضهرك .

ضم الصغير جسد والده له بقوة واردف : أنا بحبك اوي يا بابا .

ابتسم " رامي" واردف بصوت حاني : وانا مبحبش حد الا انت .
*****************************
في منزل ليلى .

جلست تقرأ في القرأن الكريم وتبكي، لعلها تهدأ، توقفت عندما سمعت صوت طرق على الباب، قامت بتعب وفتحت، تفاجئت بام زكريا، لم تتوقع مجيئها فهي اخر شخص تتوقع مجيئه، طوال الوقت تظهر لها كرهها وعدم قبولها فكرة زواجها من زكريا، ف(زكريا ) موظف في الصحة لا تناسبه ليلى بوظفيتها كممرضة في مشفى .

تحدثت ليلى بتعب : اتفضلي يا طنط .

دلفت ام زكريا ووقفت في منتصف الصالة واردفت بصوت مرتفع : بصي ياحبيبتي، انا مش جايلك علشان اعزيكي والكلام دا انتي متستاهليش اصلا ، بصي بقى ياختى هلا هلا على الجد والجد هلا هلا عليه، انتي مبقاش ليكي قعاد هنا، انا زكريا ابني زعلان ومقهور انه خطب واحدة زيك، وكل ما يعدي من تحت باب البيت يجي مقهور ودا ابني ويعز علي ابني كدا، فانا كلمت ام حسين وقولتها انا هاشتري الشقة دي منها بس شرط تكرشك برا البيت، وهي وافقت، مشوفكيش بقى من بكرا الصبح، امشي من دلوقتي مانتي متعودة على كدا، وانا مش قلقانة عليكي، انا عارفة سهل تلاقي بيت من البيوت اللي كنتي بتروحيها، عن اذنك يا حبيبتي .

تسمرت قدمها مصدومة من هول الحديث، لم تقوى على الرد، جلست مكانها ودموعها تسيل بغزارة، لماذا كل هذا، هل هو عقاب ام بلاء .
*****************************
في منزل شهد .
نهضت شهد بعصبية : انا كنت عارفة انك هاتعملي كدا، تبيعله الشقة ومع اول فرصة يطردني وارتمي في الشارع وبيت ابويا موجود .

بكت سميحة : والله يابنتي غصب، قالي اكتبيها باسمي علشان وصلات الكهرباء والميه وكدا، اعمل ايه ؟.

هدرت شهد بغضب : اعمل ايه انا، ودتيني في ستين داهية هاروح لمين يا ماما، ليلى طردتني امبارح علشان شاكة ان انا السبب في فضحيتها، اروح اقعد في الشارع .

صرخت سميحة : وانا اعمل ايه اطلق واروح بيكي فين، طب وسلمى اللي محتاجة حد يراعيها .

كتمت شهد غيظها : خلاص يا ماما، انا هالم هدومي وامشي وزي ماتيجي تيجي .

هدأت سميحة نوعا ما واردفت : بصي يا بنتي خالتك صفاء هي اختي من امي، ساكنة في .....، روحيلها وعرفيها بنفسك واقعدي معاها هي طيبة وحنينة اوي وهتاخد بالها منك .

تحدثت " شهد " بضعف : هي هاترضى تستقبلني يا ماما، دا انا عمري ما شوفتها .

اومات سميحة : هاترضى والله دي اطيب خلق الله بس منه لله حسني خلاني استلف منها ١٠٠٠٠ جنيه زمان ومعرفتش اردهم وحلف عليا طلاق منا مكلماها تاني، فقطعت معاها تليفونات وغيرت رقم تليفوني .

ضحكت شهد بتهكم : مستلفه منها ١٠٠٠٠ جنيه وبتتهربي منها وعاوزني اروحلها ، دي احتمال تطردني او تتف في وشي .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت الثاني .
قراءه ممتعه
بقلم / زيزى محمد .


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:43 PM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


روايه ( شهد الحياة ).

البارت الثالث .


في الصباح الباكر .

وقفت ليلى خارج سور المشفى ، تأملت المشفى قليلا من الخارج ، ثم اخرجت هاتفها الجوال وارسلت رساله نصية
( لو حضرتك فاضي ، انا مستنية في الكافيه اللي جنب المستشفى ) ،وضعته مرة اخرى في حقيبتها وتنهدت ذهبت في طريقها للمقهى، عازمة في قرارة نفسها على تنفيذ ما تريده .
****************************
عزمت حقيبة ملابسها ، واحكمت حجابها، منعت نفسها من البكاء، لا احد يساوي دمعة واحدة من دموعها، امها تركتها من اجل زوجها وابنتها، تركتها تمشي وحيدة، لا مأوى لها، ماذا ان رفضت خالتها استقبالها، حتى الامل الوحيد التي قضت الليل كله عليه تبخر بعلمها ترك ليلى للشقة وذهابها الى مكان لا يعلمه احد، اذن خالتها صفاء هي الحل، حتى تؤمن لنفسها مكان للمبيت وعملا تنفق منه على حاجتها، فتحت باب غرفتها، نظرت باعينها الواسعة وجدت امها جالسة منكبة على نفسها وتبكي، واختها تنظر لها بحزن شديد، اما ( سبع البورمبة ) حسني ينظر لها بتشفي وابتسامات ساخرة، تجاهلت نظراته وتجاهلت بكاء امها وحزن اختها وذهبت مباشرة في اتجاه باب الشقة، وقفت عندما سمعت امها تردف ببكاء : يا شهد ابوس ايدك سامحيني .

استدرات ونظرت لها بقوة : اللي بيسامح ربنا، ابقي اطلبي منه السماح علي موافقتك طردك لبنتك ورميها في الشارع عن اذنك .

خرجت من الشقة قبل سماع رد امها خرجت من البنايه متجاهله نظرات الناس لها واتجهت نحو الشارع الرئيسي، حتى تستقل سيارة الاجرة لتقلها لبيت خالتها، دعت ربها في سرها كي يصلح لها حالها .
***************************
في الكافيه .

كانت " ليلى " تجلس بتوتر شديد وامامها كريم الذي كان بدوره يبتسم لها بحب، اخذت ليلى نفس طويل ثم اخرجته ببطء، وهتفت بتوتر : حضرتك ياريت تسمعني للاخر، انا جيت وطلبت مساعدة منك لانك حد محترم ووقفت جنبي كتير، انا خلاص مبقاش ليا مكان، ومستحيل ارجع المستشفى، مش هاستحمل اشوف نظرات زمايلى ليا، فا انا يعني، احم، انا كنت سمعت من زمايلي ان والدك مريض واحم متقاعد، انا ممكن اجاي اساعده وابات معاه واعطيله دوا بانتظام، وكدا .

هتف كريم بصوت حنون للغاية : ليلى انا طلبت اتجوزك علشان اعيشك ملكة لانك تستاهلي تعيشي كدا، مش عاوزك ممرضة لوالدي، والدي عنده اتنين مش واحدة، بس انا يا ليلى عاوزك مراتي، نفسي تحسي بيا .

رفعت ليلى عينيها الممتلئين بالدموع : دكتور كريم، انت ليه مش مدرك اني مش هاقدر مش علشان زكريا، لأ، علشان اللي مريت بيه مش سهل، اللي مريت بيه حاجة صعبة اوي فوق ما حد يتخيله، انا اتخاد مني اعز ما املك، انا اتبصلي من المجتمع كأني متهمة مش المجني عليها، انا ابويا مات وهو فاكرني مش كويسة، ابويا مات بسببي، ازاي ممكن تتخيل اني هاقدر اعيش واكمل حياتي واتجوز واحب عادي وبسهولة، انا ادمرت حرفيا من جوا، انا كل حاجة اتكسرت فيا، مبقاش ينفع حاجة فيا تعيش وتفرح ولا قلب ولا روح، انا بقيت جسم ماشي بيتحرك بس من غير روح .

تاهت الكلمات من كريم، رمقها بحزن : ليلى انا حاسس بيكي، بس انا موافق انك تكوني ممرضة لوالدي وتباتي معاه بس تكوني علي ذمتي، ليلى هاتقعدي ازاي في البيت براحتك مثلا، يبقى نتجوز وتقعدي براحتك وناخد هدنة نتعامل فيها كااننا اخوات، وانا اوعدك مش هاضغط عليكي وهاسيبك تقرري في الاخر انتي عاوزاة ايه .

فاجئته ليلى بسؤالها : هو انت بتحبني على ايه ؟ يعني انا ليلى حتة ممرضة لا راحت ولا جت، شكلي عادي، مش غنية، انت ما شاء الله عليك عكسي في كل حاجة دكتور وشكلك يعني احم جذاب، و غني اي بنت تتمناك .

ابتسم كريم واردف بحب : انا بحب ليلى الطيبة، ليلى الحنونة، ليلى الجميلة بروحها قبل شكلها، ليلى اللي صوت ضحكاتها جذبني اول مرا جيت المسشفى، بحب ليلى الجميلة ام عيون عسلية ووشها ابيض كانه بدر منور، عشقت خصلات شعرك اللي بتتمرد من طرحتك، ليلى انا بحبك اوي، ومش مكسوف وانا بقولها، ارجوكي وافقي بجوازنا انا عمري ما اذيكي، ولا عمري افكر اهينك، بس كل اللي نفسي فيه ان لما ادخل البيت ابقى مرتاح انك موجودة فيه وعلى ذمتي .

نظرت ليلى له بقوة لعلها تستشف من حديثه عن كذب، ولكن كالعادة استطاع بهدوءه ورزانته ان يضغط عليها ويغير قرارها وتوافق على عرض الزواج حتى وان كان مؤقت او مع ايقاف التنفيذ .
**************************
في منزل رامي .

كان رامي يدور في الغرفة بغضب شديد حتى سمع صوت هاتفهه، التقطه بسرعة ، وضغط على زر الاجابة ، اتاهه صوت يتحدث برسمية : استاذ رامي، انا رأفت اللي مسؤل عن مشرو....

قاطعه رامي بسرعة : اه، اه، استاذ رأفت، انا اتصلت على خدمة العملا استفهم ليه حضرتك الشيك مش اتصرف لغاية دلوقتي، المكان جاهز والمعدات جاهزة واتركبت، ليه الشيك التاني اتأخر كدا .

هتف " رأفت " بجدية : حضرتك في مصر يا استاذ رامي، اكيد في تأخير في صرف الشيك التاني، الصبر بس بكرة بالكتير اوي هايتصرف .

تعجب رامي من رده : حضرتك، انا اتأخرت في افتتاح المشروع هألحق الموسم ازاي، طيب هألحق اجيب الخامات كل تأخير ميبقاش في صالحي، حضرتك انا حاجز ناس علشان شغل ومقعدهم في بيوتهم وعمال اقولهم خلاص هانبتدي، الناس دي بدور على اكل عيشها ولو لاقوني اتأخرت يالا السلامة، وشوف بقى لغاية ما الاقي ناس زيهم .

هتف رأفت ببرود : بالراحة يا استاذ رامي، العجلة من الشيطان، كل حاجة في وقتها، المهم علشان عندي شغل، بكرا هاصرف الشيك، سلام .غلق رامي المكالمة والقى الهاتف بعصبية وهتف بصوت عالي : اقوله عطلة وزفت مصالح بتتأخر يقولي انت عايش في مصر عادي، منا عارف اني عايش في مصر .
************************"*
هتفت شهد بصدمة : يعني ايه الاسانسير بايظ، يعني انا المفروض هاطلع ٨ ادوار، يالهوي .

قال بواب البرج بضيق : اعملك ايه، اطلعي دا حتى طلوع السلالم رياضة .

رفعت احد حاجبيها باعتراض : رياضة !!!، قول قطع نفس، دول ٨ ادوار ياعم الحج، لا وكمان ايه بالشنطة، وسعلي كدا من طريقي، ما ابدا رحلة الصعود .

وقفت شهد في منتصف الادوار وحاولت تنظيم انفاسها العالية والهائجة وهتفت لنفسها : اجمدي كدا يا شوشو، اجمدي وفكري في اي حاجة اهو تنسي تعب السلم .

وصلت اخيرا وبعد معاناة لباب شقة خالتها وقفت وهندمت ثيابها وحجابها وطرقت الباب عدة طرقات، حتى فتح الباب، ظهر رامي بجسده الطويل، وملامحه الغضبة، حمحمت شهد واردفت بابتسامة عريضة : انا شهد، بنت اخت خالتو صفاء.

رمقها رامي بنظرة سريعه ثم اغلق الباب في وجهها بقوة، عقدت شهد حاجبيها واردفت : هو قفل الباب في وشي ولا انا بيتهايلي .
************************
في بيت حسني .

كانت سميحة تقوم بغسل الاطباق ودموعها تتساقط حزنا على ابنتها، ثم شعرت بيد لطيفة تتحرك بلطف علي كتفيها وصوت حاني يهتف : انا عارفة انك كان نفسك تسيبني يا ماما وتروحي معاها بس اللي منعك مرضي .

استدارت سميحة لابنتها واندفعت نحو احضانها وبكت بصوت عالي : انا مقسومة يابنتي، بنتي ارتمت في الشارع والله اعلم صفاء هاتستقبلها ولا لأ، انا في نظرها ام قاسية وجاحدة، بس اعمل ايه ما باليد حيلة .

بكت سلمى هي الاخرى : انا كمان مقدرتش ادافع عن اختي قدام ظلم بابا، انا كمان في نظرها وحشة .

ابتعدت سميحة عنها : لا متقوليش كدا، دا هي اصلا رضيت تمشي من غير مشاكل علشان انتي متتعبيش، هي بتعمل دا كله علشان خاطرك .

دلف حسني الى المطبخ واردف بصوت غليظ : مش هنأكل احنا في سنتنا دي، العياط دا مش هايخلص .

استدرات سميحة بسرعة واوهمته انها تقوم بالطبخ وهتفت بصوت حاولت ان يكون طبيعي : اهو بعمله، اول ما اخلصه هنادي عليك .

هتف حسني بضيق : طب اخلصي ياختي، نسوان تجيب الهم والقرف .
********************************
كانت ليلى تجلس في سيارة كريم وتنظر للمارة في الطريق وشردت فيما يخبئه لها المستقبل ، هل فعلا كريم يحبها ، هل هو شخص طيب القلب كما يظهر لها ، هي لم تعرف عنه سوا الدكتور كريم الخلوق المحترم ، وبعض من الكلام المسرب عن حياته من الممرضات الاخريات ، تسرب شعور الخوف والقلق الى نفسها ،حتي انتبهت على صوت كريم مناديا اليها نظرت له وهتفت بوجه خالي من التعابير : خير يا دكتور .

ابتسم كريم وهتف : ايه بقولك احنا وقفنا ، ووصلنا قدام المأذون ، وبعدين ايه دكتور دي ،اسمي كريم وبس .

هزت ليلى رأسها بنفي واردفت : لأ حضرتك بالنسبالي دكتور كريم وبس ، معلش لازم يكون في تحفظ في العلاقة .

رمقها بضيق قائلا : طيب يالا ، علشان ندخل للمأذون .
**************************
_ اه وانتي جاية ليه بقى ان شاء الله .

كان ذلك صوت رامي الغليظ ،نظرت له والدته معاتبة ، ثم انتقلت ببصرها لشهد وابتسمت قائلة : نورتيني يا شهد والله كان نفسي اشوفك من زمان .

ردت شهد لها الابتسامة ولكنها لم تكن اكثر من ابتساكه مجامله : الله يخليكي ياخالتي ، وانا كمان نفسي اشوفك .

نهض رامي واردف بغضب : انتي يا بتاعة ردي عليا ، انتي جاية ليه ؟.

انتفضت شهد من جلستها واقتربت منه واشارت له بيديها : بص بقولك ايه اهدى على نفسك كدا ، انت بتكلمني كدا ليه ،هو انا بشتغل عندك ولا ايه .

ذهل رامي من جرائتها في الرد عليه : ايه قلة الادب دي ،انتي ازاي تردي عليا كدا .

رفعت شهد حاجبيها باعتراض : مش انت اللي لسى مكلمني بقلة ادب ، طبيعي هارد عليك بقلة ادب .

جذبها رامي بغضب من مرفقها : انا قليل الادب ، طب واقسم بالله لولا اني عامل احترام لامي كان زمانك دلوقتي مع الاموات .

وقفت صفاء معاتبة كلا منهما : كدا ، دي عمايل ناس كبيرة ، عيب والله .

ترك رامي مرفقها وجلس مكانه : استغفر الله العظيم .

همست شهد لنفسها : مؤمن اوي يا خويا .

رفع عينيه الخضراء نحوها : اهو بصي يا امي بتبرطم وبتقول حاجة عليا .

هتفت صفاء في هدوء : اهدى يا بني ، قوليلي يا شهد ،سميحة مجتش معاكي ليه ؟.

بلعت شهد ريقها بتوتر واردفت : احم ، علشان جوزها طردني من البيت .

عقدت صفاء حاجبيها : ازاي يعني طردك دا بيت ابوكي ، انا فاكرة كويس والدك الله يرحمه لما اشتراه كتبه باسم سميحة علشان تفرح ، بس قالها ان دي شقتك لما تكبري .

هتفت شهد في ضيق : لا ماهو حسني الله يجحمه ، ضحك عليها وخلاها تبيعه له ، وكرشني برا البيت .

ضيقت صفاء عينيها بتركيز : طيب معلش يابنتي ، طردك ليه ، هو لو عاوز كان طردك من زمان ، اشمعنى دلوقتي .

شعرت شهد بالانكسار تمالكت نفسها واردفت : هو اصلا كان بيتلككلي كل يوم والتاني اهانة وضرب وفضايح ، واي عريس بيجلي بيطرده من برا من غير ما اعرف ، بس المرادي بقى جتله على الطبطاب .

هتف رامي بحدة : ليه ايه اللي حصل .

تقلصت ملامح شهد بغضب : علشان صاحبتي ، يعتبر اعز اصحابي ، ابوها اتصل عليها في نص الليل وكان قلقان عليها اكمنها يعني بتشتغل ممرضة في مستشفى ، انا اتصلت عليها واحد زميلها رد وقالي انها تعبانة في المستشفى ولازم اجاي ويستحسن مبلغش والدها ، وليلى دي صاحبة عمري ، نزلت من غير ما حد يحس وروحت وهناك عرفت انها يعني ، احم اتعرضت للاغتصاب وكدا ، فضلت معاها لغاية ما خرجت ، وروحنا البيت ، وحلفتني ما اقول لحد ، روحت نمت صحيت على جوز امي بيضربني ويزعقلي والحارة كلها عارفة الحكاية بس حد محرف فيها وقالو علينا اننا ماشين مشي بطال ، بعدها روحت لليلى استفهم منها مين قال ، طردتني برا البيت فاكراني السبب واني نطقت بكلمة ، مع اني والله لو على رقبتي ما كنت انطق بحرف .

هتف رامي بتهكم : طب مانتي فضحتيها اهو ونطقتي بكل حاجة .

تجمعت الدموع في عينيها : انا مكنتش هانطق لولا ان طردت من بيتي وبقيت في الشارع ملياش مكان ،ولما جيت هنا احتمي فيكو علشان انتو من دمي ، وواجب عليا احكي الحقيقة ،علشان في الاخر ميبقاش اسمي كذابة ، وانتو متعرفوش ليلى ، يبقى مفضحتهاش معاكو ، انا بحكي السبب اللي خلى جوز امي يطردني من البيت ،على العموم عن اذنكو .

هتف رامي سريعا : انتي رايحة فين ، اقعدي هنا ، انتي مش لسى قايلة انك من دمنا يبقى اقعدي هنا معانا ، ليكي مكان تروحيه؟؟ .

هتف شهد بكبرياء : لا ماليش بس ارض الله واسعة .

نهضت صفاء من جلستها : اقعدي يا حبيبتي دا بيتك قبل ما يكون بيتنا ، وبعدين معلش اتعودي علي رامي كدا هو بيغضب بسرعة وبيزعق على طول .

هتف رامي بحدة : هو انا كدا زعقت يعني .

ابتسمت " شهد " سريعا واردفت : خلاص انا مش زعلانة منك انت في مقام اخويا الكبير بردو .

نهض رامي سريعا والتقط هاتفهه ومفاتيحه واردف : انا ماشي يا امي ،اتاخرت على الشغل ،صحي حمزة وفطريه وخليه يذاكر شوية ، ميقعدش على التلفزيون الا لما يذاكر الاول يا ماما .

هتفت صفاء : حاضر يابني .

خرج رامي وانتظرت شهد سماع صوت اغلاق الباب ، ثم نظرت لصفاء : هو كدا وافق اقعد معاكو .

ابتسمت لها صفاء : اه طبعا وافق ، رامي ابني جدع وطيب .

ردت لها شهد الابتسامة : ربنا يخلهولك ، متقلقيش يا خالتي ، انا بس هنام هنا ومتحسوش بيا ،ومن بكرة هانزل ادور على شغل ، مش هاكلفكو حاجة .

هتفت صفاء بعتاب : كدا بردو يا شهد احنا اتكلمنا في كدا ، انتي قولتي بلسانك رامي زي اخوكي الكبير وكمان تشتغلي ايه ، انتي تقعدي هنا تساعديني على حمل البيت .

حمحمت شهد ثم اردفت بفضول : معلش يعني هو رامي ابنك مخلف .

هتفت صفاء بحزن : اه مخلف حمزة عنده ٧سنين ، بس مراته ميتة... بعد ولادة حمزة بيومين جالها نزيف بعد الولادة خطأ دكتور الله يسامحه بقى .

تمتمت شهد بصوت منخفض للغاية : علشان كدا عصبي ، لازم اعذره بردو .
ثم تابعت حديثها بصوت عالي : ربنا يرحمها يا خالتي والله زعلتيني ، المهم انا كنت عاوزة يعني اقولك علي حاجة .

انتبهت لها صفاء قائلة : حاجة ايه يا حبيبتي .

تحدثت شهد باحراج : انا عارفة يعني يا خالتي ان امي استلفت منك ١٠٠٠٠ جنيه ودا مبلغ كبير ، واتهربت من سداده بس يمين الله ما كنت اعرف الا امبارح ، بس انا اوعدك هادور علي شغل وهاسددهم ليكي على طول .

هتفت صفاء بعتاب : اخص عليكي هو انا كنت جبت سيرة فلوس يا شهد وبعدين الفلوس دي دول ورثي من المرحوم جوزي ومكنتش هاعوزهم في حاجة ، انتي شايفا رامي اهو راجل قد الدنيا بيشتغل محاسب في شركة ، وكمان بيفتح مشروع جديد وميمي بنتي مسافرة السعودية مع جوزها ومش محتاجة ، انا لو كنت عاوزاهم كنت طلبتهم ، وبعدين اختي وفي ضيقة عادي ، والله انا نسيتهم.

هتفت شهد بحزن : انتي طيبة اوي يا خالتي ، الا قوليلي انتي لو مكان امي هاتسيبي بنتك ترتمي في الشارع .

صمتت صفاء عقب جملة شهد ، فهى في نفسها عتبت على اختها وضعفها من ناحية حسني ، صمتت لان اجابتها سوف تزيد البعد بين شهد وسميحة .
*********************************
عند زكريا .

اندفع زكريا الى غرفة والدته بغضب واردف : انتي يا ما طردتي ليلى من شقتها صحيح؟؟ .

لوت مديحة شفتيها بتهكم : اه ياخويا طردتها ، علشان يا حنين مترجعش في كلامك وتقولي اتجوزها واستر عليها .

صاح زكريا بصوت جهوري : بس انا لسه منتقمتش منها ، لسى مش شفيت غليلي منها ، بنت ال***** مشيت قبل ما اذلها تاني وتالت ورابع ، مشيت قبل ما اتجوز قصاد عينيها .

ابتسمت مديحة في خبث : ولا يهمك يا حبيبي ، دا انا هاجوزك ست ستها ، وهاجبلك اللي احلى منها وتنسيك ليلى وابو ليلى .

نظر لها زكريا واردف بغل : بنت ال*** كانت مقضياها ياما ، وانا تتمنع عليا ، وتقولي متمسكش ايدي الا بعد كتب الكتاب ، وانا طول الوقت كنت بتقرطس .

رفعت مديحة حاجبيها باعتراض : ولا عاش ولا كان اللي يقرطسك يا حبيبي ، دا انت زكريا باشا موظف في الصحة قد الدنيا ، هي كانت تطولك ، وبعدين هي مكنتش على ذمتك يا زكريا ، دي كانت لسى في بيت ابوها ، كانت بتقرطس ابوها هي ، واهو ربنا عطالها ما في نيتها وابوها مات وانا طردتها شر طردة ، متزعلش يا حبيب امك .

هدأ زكريا نوعا ما ، ف كلام والدته له كان عبارة عن مخدر : بصي ياما ، انتي من بكرة تدوريلي على عروسا وتجوزهالي فاهمة ولا لأ وعاوزها احلى من ليلى مية مرة .

قهقهت مديحة بشر : وحياتك عندي لاخلي الحارة كلها تتكلم عن جمال عروستك وادبها واخلاقها .
**************************
( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ).

رفعت ليلى ابصارها نحو كريم وجدته ينظر لها بسعادة وتتسع ابتسامته ، حاولت جاهدة اخراج ابتسامتها ولكنها فشلت وهبطت مكانها الدموع ، خرجت سريعا من مكتب المأذون وتوجهت نحو السيارة ، حزن كريم كثيرا وانهى اجراءات المأذون ، ثم خرج واستقل سيارته و ادارها دون كلام ، كانت طول الطريق ليلى تبكي بصوت ، وكريم يضغط بيده على محرك السيارة بعصبية ويحاول التحكم في اعصابه ، حتى وصل عند منزله ، اوقف السيارة على جنب الطريق وفتح درج السيارة وجذب منديلا واعطاها اياه في صمت ، اخذته ليلى وازالت دموعها ، ثم تنهدت بصوت عالي ، استدار ناحيتها كريم واردف :
_ ليلى ، والدي كان عارف اني بحبك ، انا طبعا اتصلت بيه وفهمته ان والدك مات وخطيبك سابك ومبقتيش قادرة تدفعي ايجار شقتك وانا عرضت عليك الزواج وانتي وافقتي ، ياريت متجبيش سيرة ال....

قاطعته ليلى بعصبية : خلاص يا دكتور ، متشكرة وفهمت الحكاية .

نظر لها كريم مستغربا : ليلي على فكرة انا مقولتش لوالدي الحكاية دي علشان متحسيش بشفقة من حد ، ولا تحسي انك قليلة ولا تبقي حساسة ، الموضوع دا سر بيني وبينك .

هدأت ليلى قليلا فهي قد توقعت انه يخفي امر اغتصابها خوفا من مواجهة والدة : طيب يا دكتور ، يالا بينا .

هتف كريم بضيق : ليلى ماهو مش معقول قدام والدي تقوليلي دكتور ، علي فكرة احنا هانعيش قدامه زي اي زوجين عاديين ،والدي تعبان ومش عاوز احسسه بحاجة .

توسعت اعين ليلى وهتفت بتلعثم : يعني ايه يا دكتور نعيش زي اي زوجين عادين لا احنا كل واحد فينا ينام في اوضة .

ولاول مرا يغضب كريم على ليلى : انتي بتفكري ازاي يا ليلى ، انا عمال اقولك تعبان ومش عاوز احسسه بحاجة ، وبعدين متخافيش اوي كدا مش هنام جنبك ، هنام على الارض ، في اي زفت ، بس والدي ميحسش بحاجة ، والدي محتاج الهدوء والراحة .

صعدت الدماء لوجه ليلى وهتفت باحراج : احم ، اسفة يا دكتور .

نظر لها كريم بتعجب : تاني!!، دكتور ، ياليلى بقولك قوليلي كريم ، بصي ما بينا قولي دكتور وقدام بابا قولي كريم ، اوك .

هتفت بنبرة مهزوزة للغاية ، خائفة مما تقدم عليه: طيب .
***********************************
عاد رامي من عمله مرهق ، اخرج مفاتيح البيت وبعدها رجع في قراره تذكر وجود شهد بالداخل ابتسم ابتسامة لطيفة وهادئة ولكنها سرعان ما اختفت عندما تذكر امر ما ،قام بالضغط على جرس الشقة ، وما هي الا ثواني معدودة حتى فتحت له والدته .

_ رامي، انت اللي بترن ، مفتحتش ليه ؟.

هتف رامي بتعب : علشان اللي اسمها ايه دي لتكون قالعة الطرحة .

_ اسمي شهد يا عم رامي .
كان ذلك صوتها المفاجئ من خلف والدته .

نظر لها باندهاش : عم رامي!!!.

استدارت بخفة قائلة : اه فكك كدا مالك متنشن ليه ؟.

اختفت من تحت بصره ، امال على والدته وهمس : هي مالها يا امي واخدة البيت لحسابها ، انا شايف ما شاء الله رايحة جاية والدنيا حلوة .

ضحكت صفاء وهمست : اسكت دي عسل ، انا شوفتها الصبح وقولت نكدية ، لقيتها فرفوشة وبتحب الضحك ، دي طابخة بايديها النهاردة ، وحمزة كمان اتعلق بيها بسرعة .

هتف رامي بضيق : طابخة ، يا امي قولتلك مبحبش آكل من ايد حد غيرك ، بقرف .

نظرت له صفاء واردفت بعتاب : عيب يا ابني ، دي مهما كان بنت خالتك .

رفع رامي حاجبيه ببرود : هو انا شتمت فيها ، انا بقولك بقرف يعني دا طبع فيا .

_ متخافش بغسل ايدي كويس ، واكلي نضيف ، بكرة تتحايل عليا اعملك اكل كل شوية .
قالت كلامها وذهبت مرة ثانية الى المطبخ ، بينما ابتسمت صفاء ، نظر لها رامي بحدة : ماهو مش اسلوب دا يا امي ، اقول كلمتين الاقيها نطالي وبترد .

تجاهلت صفاء كلامه واردفت : بقولك ايه روح يالا خد الشاور بتاعك و يالا علشان نتغدى .
*********************************
وقفت في تلك الغرفة الواسعة ، التي تقريبا حجم منزلها مرتين ، مصممة بشكل عصري ، كل شئ مهندم وفي مكانه ، وهذه اول عادة عرفتها عن كريم ، او الدكتور كريم وهي النظام ، وضعت حقيبتها على جنب وجلست علي الاريكة بجانب النافذة ، حتى دلف كريم ، ونظر لها مستفهما : انتي قاعدة ليه كدا ؟.

نهضت مرة اخرى وهتفت بتوتر : يعني ، مش عارفة اعمل ايه ؟.

ابتسم لها كريم واردف بلطف : تعملي ايه في ايه ، خدي يالا شاور ، وغيري هدومك ، ولما تخلصي نروح لبابا في اوضته تتعرفي عليه وتقعدي معاه .

تلعثمت في كلامها : اه ، ماشي ، حاضر .

ذهبت بخطوات متعثرة نحو الحقيبة وجدته سابقها ورفعها علي السرير وقام بفتحها ، ثم اردف : انا هادخل اغير في الاوضة دي ، وبليل ابقي رصي هدومك فيها .

ضيقت عينيها بتركيز : ارص هدومي فيها ازاي مش فاهمة .

هتف كريم بجدية : بصي ياستي بقت موضة اليومين دول بدل الدولاب يعملو غرفة متقسمة كدا وفيها مرايات وتبقى اوضة اللبس .

لوت شفتيها بسخرية : ليه يعني وماله الدولاب اشتكى .

ضحك كريم بخفة : والله ما عارف موضة بقى .

تحركت نحو حقيبتها ، واخرجت ملابسها البسيطة على استيحاء ، ثم دلفت الى المرحاض ، مغلقه على نفسها جيدا ، لا تعرف لماذا تفعل هكذا ، ولكنها شعرت في يوم وليلة بعدم الامان ، افتقدت احساسه بوفاة والدها ، مهما كان لطف كريم معها ، يجب عليها الحذر ، خلعت ملابسها بتوتر ، وفتحت المياه الدافئة ، واخذت حمامها ، ثم لبست هدومها والتي كانت عبارة عن جيب سوداء اللون وبلوزة سوداء ، قامت باحكام حجابها جيدا ، ثم خرجت من المرحاض بإحراج وجدت كريم يجلس على الاريكة ، يلعب في هاتفهه ، رفع بصره نحوها وابتسم ، حتى تلاشت ابتسامته وحل محلها العبوس : انتي ليه لابسة الطرحة يا ليلى .

وضعت ليلى يديها تلقائيا على حجابها : امال ؟ملبسهاش ليه؟ .

نهض كريم واتجه نحوها : وتلبسيها ليه اصلا ، انتي في بيتي ومفيش راجل غريب .

ردت ليلى سريعا : انت غريب .

رمقها كريم باندهاش عقب جملتها : انا غريب ، انا جوزك يا ليلى .

نظرت له ليلى بتحدي : على الورق .

نظر لها كريم بغضب : مفيش حاجة اسمها علي الورق ، دا كله كلام فارغ ، انتي قدام ربنا مراتي شرعا وقانونا ، اما بقى حكاية حقوقي الزوجية انا راجل يا ليلى عمري ما اخدها منك غصب عنك ، او مش برضاكي ،علشان احنا مش حيوانات ، ياريت كلامك دا ميتكررش تاني ، انا حافظ حدودي كويس ومش هاتعدها ، بس ياريت انتي كمان تحافظي علي منظري قدام نفسي وقدام والدي ، انا مش كل شوية هاطلب منك تتصرفي ازاي ، انتي كبيرة وفاهمة ، عن اذنك ، اوضة بابا اخر الطرقة يمين .

تحركت ليلى نحو المرآة ، ثم نظرت لنفسها ، ترقرقت الدموع في عينيها : هو ليه مفيش حد فاهمني ، محدش حاسس بيا ، محدش حاسس باللي مريته ، محدش حاسس انا عيشت ايه مع الحيوان دا ، انا كنت بتمنى الموت في اللحظة دي بس مموتش ، انا فقدت اعز حاجة البنت بتملكها ، يارب ،انت وحدك حاسس بيا ، انا مش عارفة اتكلم ، ولا اطلع اللي جوايا ، يارب انا مش قد صدمة تانية في كريم ، كفاية عليا صدمة موت ابويا ، وصدمة زكريا ،و ، وشهد ، شهد اللي خانتني وفضحتني ، انا مش مسامحها ، مش مسامحها ابدا .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهي الفصل الثالث .
قراءه ممتعه .
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:44 PM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة ).

البارت الرابع .


كانت تقف بهمة ونشاط في المطبخ وتقطع الخضروات للاعداد السلطة، لقد علمت من خالتها مسبقا ان رامي يعشق السلطة بجانب الطعام، شردت بذهنها الى ليلى، اين ذهبت وما حل بها، لم تنتبه للسكين الحاد الذي بيديها، جرحت نفسها واصدرت آه خفيفة اثر جرحها، اسرعت نحو الماء، وفتحت الصنبور، وحاولت تنظيف يديها، تنهدت بتعب واردفت بهمس : جيب العواقب سليمة يارب، يارب احميها دي غلبانة وحزينة، وملهاش حد، يارب كون معاها وابعد عنها الشر .

انتبهت على صوت حمزة : بابا الحق شهد عورت نفسها بالسكينة وفي دم بينزل منها .

هتفت سريعا : لا يا حمزة انا كويسة .

اندفع رامي لداخل المطبخ بقلق : سكينة ايه اللي عورتي نفسك بيها، اوعي كدا ايدك .

سحبت شهد يديها بسرعة : مفيش حاجة في ايدي، دي تعويرة بسيطة .

جذب رامي يديها بغضب وادارها حيث الجرح وطلب من والدته علبة الاسعافات، قام بتنظيف اصبعها، تسربت الدماء الى وجه شهد من فرط الاحراج، انهى رامي عمله وقام بغسل يديه واردف بحدة : مبتعرفيش تدخلي مطبخ قولي، محدش غصبك تدخلي .

سرعان ما غضبت شهد من هجومه : لا بعرف ادخل المطبخ، وشاطرة كمان.

نظر لها بتهكم وقال : امال حضرتك عورتي نفسك ازاي يا شاطرة .

تقلصت ملامح شهد بغضب واردفت : انت بتكلمني كدا ليه، ماتهدى على نفسك شوية .

كان على وشك الرد ولكن فاجأه امتنع عن الرد وامر حمزة بالخروج من المطبخ والذهاب الى غرفته، وقفت صفاء على اتم الاستعداد لتدخل في الوقت الحاسم، انتظر رامي ثواني حتي خرج حمزة، ثم اندفع بغضب نحو شهد واردف بغيظ: بقولك ايه انا هنا ليا احترامي، اياكي ثم اياكي تفكري تقلي مني، هاديلك فوق دماغك، مش على اخر الزمن، هاتيجي انتي وتهزقيني قدام ابني واسكتلك مثلا .

اقتربت شهد وقالت بتحدي : طيب كويس انك عارف اني هزقتك .

اصطبغ وجه رامي باللون الاحمر واتسعت عينيه من وقاحتها : انتي واحدة..... .

قاطع حديثه صوت صفاء الحازم : كفاية يا رامي، كفاية انتو الاتنين، ايه داخلين حرب، اعتذري يا شهد لرامي، مش رامي دا في مقام اخوكي الكبير بردو

قالت حديثها الاخير بغمزة خفيفه من عينيها، انتبهت لها شهد على الفور حاولت كتم ضحكتها...
نظرت له مردفه بحزن مصطنع : صح انا اسفة يا رامي يا اخويا .
*****************************
_ ما شاء الله جميلة زي ما وصفك ليا كريم بالظبط .

تسربت الدماء الى وجه ليلى واخفضت بصرها على استيحاء، لا تعرف شعورها بالاحراج من حديث والد كريم السيد " جمال"، ام محرجة من نظرات كريم لها، ساد الصمت في الغرفة، نظر جمال لكريم نظرة ماذا بها، حرك كريم شفتيه دون اصدار صوت ( مكسوفة ) .

هتف جمال وقال : بقولكو قومو نامو، انا اخدت دوا واتعيشت وخلاص هنام .

هتفت ليلى بتعجب : بس لسى بدري.

ابتسم جمال بلطف : لا انا راجل كبير ودقة قديمة وبنام بدري .

نهض كريم من جلسته وذهب باتجاه ليلى وقام بمحاوطتها بيديه : طيب يا بابا تصبح على خير .

اخذها كريم وخرج من الغرفة، وفور خروجهما ابتعدت ليلى بسرعة، نظر لها بضيق واردف : لدرجادي مش طايقة لمستي يا ليلى .

تحدثت ليلى بصوت منخفض للغاية : وانت لدرجادي مش حاسس انا حاسة بايه، انت دكتور، ومش دكتور عادي، دكتور نسا وتوليد، يعني انت عارف احساسي كويس، ولو مكنتش عارفه، احب اعرفهولك يا دكتور كريم، انا بقيت كارهة اي راجل، واي نظرة من راجل واي لمسة، او حتى اي همسة، سواء بقى الراجل دا انت او غيرك، كلكو واحد .

نظر لها بغضب ، ثم تجاهلها ودلف غرفته، حدقت هي في اثره وغمغمت : يوووه شكلي عكيتها ولا ايه، بس انا صح لازم يعرف حدوده كويس .
*******************************
في منزل رامي المالكي .

قهقهت صفاء بصوت عالي : يالهوي عليكي يا شهد، والله دمك خفيف .

اتسعت ابتسامة شهد واردفت : ماهي تستاهل ياخالتي، جاية تتنصح عليا، قمت مديها ام حسين الهبلة دي، فاكرة هاتضحك عليا، دا ولاهي ولا عشرة زيها .

ربتت صفاء علي يد شهد : بتفكريني بابوكي، كان يحب الحق زيك .

تلاشت ابتسامتها، ثم ترقرقت الدموع في عينيها وقالت : حتى عم احمد كان طيب وغلبان اوي يا خالتي، موته كسر حاجة جوايا، كان بيسمعني لما جوز امي يجي عليا، كان بيقويني، يعز عليا انه مات وفاكر اني فضحت بنته، انا مش كدا يا خالتي، انا لا يمكن اخون حد اكلت معاه في نفس الطبق .

صمتت صفاء عقب حديث شهد، ازالت شهد دموعها بطرف كم ثيابها ورفعت صينية الشاي واردفت بهدوء : ننسى بقى الزعل، من وقت ما جيت وانا منكدة عليكو، هاروح اطلع الشاي لرامي .

قالت صفاء : طيب روحي اوضته، وانا هاكلم ميمي بنتي على النت .

وقفت شهد على عتبة باب غرفة رامي، وتنفست بهدوء وقالت لنفسها : عامليه حلو يا شوشو، دا مهما كان اكبر منك وعيب، اي نعم هو رخم، ودمه تقيل بس هاعمل ايه، وعلى رأي المثل، ايه اللي رمك علي المر اللي امر منه .

طرقت الباب بهدوء، سمعت صوت رامي يأمرها بالدخول، دلفت بهدوء رأته يتحدث في الهاتف، اشار هو الى المنضدة، لكي تضع الشاي عليها، ذهبت ثم وضعتها ولكنها لم ترى تلك الاقلام الموضوعة بعشوائية على المنضدة، تحركت الصينية ثم وقع الشاي على الاوراق، انتبه رامي الى صوت كسر كوب الشاي، استدار بسرعة، جحظت عيناه، القى الهاتف من يده، ابتلعت شهد ريقها بخوف، وارتدت الى الخلف .
*****************************
في منزل كريم

بدل كريم ثيابه... بثياب مريحة، ثم وضع الغطاء على الاريكة، وخرج من الغرفة، في نفس وقت خروجه، خرجت ليلى من المرحاض، لاحظت الغطاء الموضوع على الاريكة، ذهبت باتجهاها وجلست عليها حتى دلف كريم مرة اخرى بصحن من السندوتشات ووضعه امامها وقال :

_ كلي، انتي تقريبا طول اليوم مأكلتيش حاجة .

نظرت للاكل، ثم رفعت بصرها لكريم واردفت بصوت هادئ : هو انت زعلان مني يا دكتور، انا حقيقي مقصدتش الكلام دا، بس، بس انا..... .

اقترب كريم اكثر من ليلى وابتسم : انا حاسس بيكي وبأحساسك، ليلى انا معاكي لغاية اخر نفس فيا، هاخليكي تحبيني، زي ما انا بحبك.

دق قلبها بعنف وتوترت وقالت : طب ممكن انام.

همس كريم وقال : طيب كلي الاول، وبعدين روحي نامي على السرير، انا هنام على الكنبة .

هرب الكلام من على شفتيها وابتعدت ببصرها عنه، انفاسه الساخنة لفحت وجهها، ادت الى توترها، سحقا للايام، سحقا للظروف، من هي ليلى، مجرد فتاة، تعمل كممرضة في المشفى، فتاه فقدت اعز ما تملك في ثواني، ومن امامها اوسم رجل، واحن رجل، ولكن تلك الحادثة تركت اثر في نفسها، تركت الضعف، وعدم الامان، والخوف، خسرت نفسها، خسرت ابيها، خسرت بيتها، خسرت كل شئ ذاك هو شعورها، شعور صعب التغلب عليه .
******************************
_ ما خلاص بقى، مكنش شوية ورق وقع عليه شاي .

تقلصت ملامحه بغضب عقب جملتها : تعرفي انا نفسي اعمل فيكي ايه، نفسي اموتك، انتي ضيعتيني .

رفعت حاجبيها ببرود وقالت : تموتيني علشان شوية ورق .

فتح رامي باب الغرفة، ثم صاح بصوت عالي : ماماااا.

دلفت صفاء على اثر صوته : في ايه يا رامي .

اشار لها رامي بغضب على الورق وقال : شوفتي ست الحسن والجمال هببت ايه، كبت الشاي على الورق بتاع المشروع .

زمت صفاء شفتيها بضيق : معلش يا رامي، اكيد غصب عنها .

زفر رامي بضيق واردف : بصي خليها ملهاش دعوة بيا ولا تكلمني ولا كاننا شايفين بعض من الاساس .

رمقته باندهاش عقب جملته : يالهوي دا العقل زينة والله، مكلمكش علشان شوية ورق ممكن يتكتب تاني .

ضحك رامي بسخرية : ماهو انا اقولك ايه وانتي واحدة جاهلة مش فاهمة، دا ورق مشروعي اللي عندي اهم من واحدة زيك .

رمقته بغضب، ثم تركت الغرفة دون كلمة واحدة .

رفع رامي حاجبيه ببرود و قال : مالها دي، اتقمصت مرة واحدة ليه ؟.

هتفت صفاء بعتاب : ينفع يا رامي تقولها جاهلة، دي كلمة تقولها .

اتسعت عيني رامي باندهاش : هو انتي ايه يا ماما، يعني كبت الشاي على الورق اللي بقالي شهور بعمل فيه وانتي تقوليلي، بتقولها كدا ليه .

جلست صفاء بهدوء : اقعد يا رامي، عاوزة اتكلم معاك .

جلس رامي امامها وقال : خير .

قالت صفاء بحذر من ردة فعله : ميمي اختك كلمتني، والدكتورة حددت معاد ولادتها كمان شهر، ويعني قالتلي طه جوزها هايحجزلي علشان اسافرلها.

عقد رامي حاجبيه واردف : تسافريلها ليه ؟.

تنهدت صفاء وقالت : علشان يابني اكون معاها وقت الولادة وكمان بعد الولادة وارعى بناتها، انت عارف كويس ظروف طه الايام دي والشركة بتنزلهم على غلطة، وهو محتاج يركز علشان يثبت نفسه كويس، ولو نزلها محتاج فلوس كتير اوي ليها ولبناتها .

قال رامي بضيق : طيب وانا يا ماما ومشروعي وحمزة محتاج اللي يراعيه، هاتسيبنا ازاي .

ردت صفاء سريعا : ماهي شهد اهي ما شاء الله عليها هاتاخد بالها منكو .

هتف رامي بذهول : انتي عاوزة تسيبنا مع شهد دي لوحدنا، لا يا امي مينفعش وبعدين تاخد ايه، دي بقالها يوم واحد، وعمالة تعمل في كوارث في البيت .

اردفت صفاء بعتاب : اخص عليك يا رامي امال نرميها في الشارع ، وهي ملهاش مكان، وبعدين يابني دي ظروف غصب عني، اول بس ما ميمي تشم نفسها وتشد حيلها هاتلاقيني جاية، بص يا رامي انا هاسافر السعودية لاختك، بس هاحملك امانة في رقبتك ليوم الدين وهي شهد، امها سمعت كلام جوزها حسني الكلب وطردوها من بيت ابوها، هي اه هبلة وتبان شعنونة بس من جواها غلبانة وضعيفة، وبعدين يا رامي احنا واجبنا نحافظ على لحمنا ودمنا، عاملها زي ميمي اختك .

كان على وشك الرد لولا طرق الباب ودخول شهد وفي يديها حقيبتها نظرت له بضيق، ثم حولت بصرها لخالتها واردفت : خالتي انا هامشي بقى، شكرا على حسن ضيافتكو ليا .

هتف رامي سريعا : تمشي تروحي فين ؟.

تجاهلته شهد ووجهت حديثها لصفاء وقالت : بلاد الله واسعة يا خالتي، هادور على مكان اقعد فيه ومتهنش فيه .

انتفض رامي من جلسته وهتف بحدة : بقولك يا شهد بصيلي وانا بكلمك، انا موتي وسمي اللي يتجاهلني .

نظرت له بتحدي واردفت : كان في حد عزيز على قلبي علمني حكمة، قالي اللي يهينك يا شهد مترديش عليه الاهانة، اتجاهليه ودا اقوى رد له .

اقترب رامي واردف بتحدي مماثل : طب كويس انك عارفة اني هنتك .

هتفت شهد سريعا بذهول : انت بتردهالي !.

غمز لها رامي بخفة وابتسم : روحي ارجعي على اوضتك وبطلي جنان، تروحي فين ياعسل، بصي من اليوم اللي دبت رجلك فيه في البيت دا، مش هاتطلعي الا على بيت جوزك .

ابتسمت صفاء بلطف : خلاص بقى يا شوشو، وبعدين مين هاياخد باله من رامي و حمزة وانا مسافرة .

هتف شهد سريعا بفضول : ليه هو انتي هاتروحي فين يا خالتي ؟.

دفعهم رامي خارج الغرفة وقال : لا اتكلمو برا براحتكو، انا ورايا شغل كتير ولازم اخلصه.
******************************
تقلبت ليلى في الفراش يمينا ويسارا، عينيها لم تذق طعم النوم لمدة يومين، حتى النوم يجافيها، تنهدت بصعوبة، نظرت لكريم وجدته مستغرقا في نومه، قامت بهدوء من الفراش وخرجت بهدوء من الغرفة، نظرت في ارجاء المنزل الضخم، ابتسمت بسخريه، سألت نفسها هل هذا تعويض عن ما حدث لها، ام انها سوف تعيش خسارة ثانية، سمعت صوت يتحدث بهدوء، تحركت نحو مصدر الصوت، اكتشفت انه خارج من غرفة والد كريم السيد " جمال "، طرقت الباب بهدوء ودلفت، وجدته ينظر لصورة في يديه والدموع تسيل من عينيه، شعرت ليلى بالاحراج لدخولها فهتفت : اسفة يا عمو، بس سمعت صوتك، كنت بحسب محتاج حاجة .

اشار لها ان تاتي دون ان يزيل دموعه، تقدمت نحوه ووقفت على مقربة منه، اشار لها مرة ثانيه ان تجلس بجانبه، شعرت بالتوتر ثم جلست، رفعت بصرها نحو تلك الصورة التي في يديه، وجدت امراءة غاية الجمال، ممكسة بطفل صغير يضحك بسعادة، انتبهت على صوته قائلا : دي ام كريم، ناني، ودا كريم وهو صغير .

نظرت له ليلى باستغراب واردفت : اسمها ناني كدا علي طول .

ابتسم جمال بحب : اه كان اسمها الحقيقي، كانت تحب اسمها اوي، لدرجة هنا في سلاسل باسمها باشكال دهب وفضة، وصتني اشيلهم لبنت كريم، ووصتني كريم لما يتجوز ويخلف بنت، اخليه يسميها ناني، ويديها السلاسل دي ليها .

حركت ليلى اصابعها على وجه ناني والدة كريم واردفت : شكلها كانت طيبة .

هز جمال رأسه مؤكدا : طيبة اوي، طب اقولك كانت اختي كريمة تدايقها بالكلام وكانت تضحك في وشها ولا تزعل ولا تشتكيلي، تعرفي ماتت وكريم عمرة ١٠ سنين، عاش عمره من غير ام، دايما يشوفها في الصور، تعرفي وهو صغير كان بيجي ياخد صورها ويقعد في اوضته يتكلم معاها، بس لما كبر، بطل يعمل كدا، معرفش نسيها ولا زهق .

ترقرقت الدموع في عينيها : مفيش حد بينسى ابوه وامه، بس تلاقيه مشغول بالحياة، بس هاتلاقيها جواه، محفورة جوا قلبه .

هتف جمال بأسف : انا أسف يا بنتي، نسيت اعزيكي، البقاء لله .

اندفعت ليلى نحو حضن جمال وبكت واردفت بصوت متقتطع : انا، تعبانة اوي، ابويا ، مات، سندي، مات .

ربت جمال على رأسها وحدثها : اهدي يا بنتي، دا قضاء ربنا، احنا مش في ايدينا حاجة، مسيرنا هنموت ونشوف كل اللي بنحبهم، وبعدين ربنا بيقطع من هنا وبيوصل من هنا، ربنا اخد منك ابوكي، وعوضك بكريم، كريم ابني حنين اوي وبيحبك اوي يا ليلى، كان بيجي يحكلي عنك وعن جمالك و ادبك، بس دايما كان حزين علشان خطوبتك الاولى، بعدها جه وقالي ان خطيبك فسخ خطوبته معاكي.

تلعثمت ليلى وقالت : اه، ماهو بعد موت بابا، محدش من اهله جه عزاني ودايما امه بتعاملني وحش اوي، وهو مكنش مهتم لموت والدي وكدا، وبعدين كريم لقيته بيقولي يتجوزني الصراحة استغربته اوي، لانه والدي كان لسه متوفي .

هتف جمال موضحا: ماهو حكالي عنك، وانا قولتله لو بتحبها اتجوزها متسبهاش لوحدها يا كريم، هاتها هنا وهي هاتحبك واحدة واحدة .

اردفت ليلى كاذبة : اه ماهو طردوني من الشقة وانا وافقت لان كنت عارفة ان كريم بيحبني .

وضع جمال كفيه على وجنيتها : مالك يابنتي وشك بقى كله احمر ليه .

اردفت ليلى بتوتر : مش عارفة، انا هاقوم اغسل وشي وانام.

ابتسم لها جمال : طيب تصبحي على خير .

هتفت ليلى وهي تغلق باب الغرفة : وانت من اهله .
وقفت خارج الغرفة تنظم انفاسها المضطربة اثر كذبها المتواصل على والد كريم، هتفت لنفسها : بدأتي تكذبي يا ليلى وكل دا خوف من فضحيتك .
*******************************
حاول رامي النوم ولكنه لم يستطيع، فتح نور الاباجورة الموضوعة بجانبه، وجلس نصف جلسة، وتنهد بضيق ثم هتف : اطلعي من دماغي بقى يا شهد، ياريتك ما جيتي ولا شوفتك تاني .
( فلاش باااااااك )..
اوقف رامي سيارته جنبا وترجل منها وتحدث في الهاتف : خلاص يا ماما فهمت، لو جوزها شوفته مكلموش، يالا اقفلي بقى علشان انا داخل على العمارة.
اغلق رامي مع والدته، ثم دخل العمارة وصعد اول الدرج، ونظر في هاتفه، وجد كثير من الاتصالات، وكانت من زوجته اميرة، ثم شعر رامي باصطدام جسد صغير به، رفع بصره وجدها فتاة، سبحان من صورها، ملامحها رقيقة، انفها صغير، فمها مكتنز، وخصلاتها السوداء المتمردة من حجابها، خمرية البشرة، انتبه اخيرا على صوتها .

_ انت يا اخينا هاتقعد كتير تتأمل فيا .

حمحم بحرج وقال : احم، معلش، اعذريني كنت باصص في التليفون .

_ لأ عادي، بس ابقى ركز بعد كدا .
ولمرة اخرى شرد رامي في ملامحها حتي انتبه لصوت ضحكتها مع فتاة اخرى .
_ دايما كدا يا شهد متأخرة .
ضحكت شهد : اه التأخير مرض فيا .
‏حدق في اثرها وغمغم : شهد .
‏رفع ‏ ابصاره للطابق العلوي، ثم صعد الدرج المتبقي و طرق الباب، مرت ثواني، وكانت سميحة تفتح الباب، دلف رامي وبعد السلامات والمحادثات البسيطة والسؤال عن حالها، والاطمئنان عليها، تفاجئ بنفسه يسألها : هي مين شهد يا طنط .

ضحكت سميحة : يووه، انت شوفتها .

ضيق رامي عينيه بتركيز وقال : اه تحت، كانت بتضحك ونازلة من هنا .

هتفت سميحة موضحة : اه اصلها رايحة المكتبه لعم احمد ، بتشتغل شغلانة خفيفة كدا علشان متحتكش بحسني جوزي، اصلها ولا بطيقه وهو ولا بيطقها .
ثم تابعت : هي كلمتك على السلم .

هز رامي رأسه بنفي واردف بحرج : اصل خبطت فيا على السلم وبعدها جت صاحبتها وضحكت معاها ومشيت .

ابتسمت سميحة : اه ملحقتش يعني تتعرف عليها، شهد دي شعلة نشاط وحركة، متعرفش تقعد هادية كدا ومطيعة، علي طول بتناغشك، هي من صغرها كدا،
ثم استطردت بحزن : انت عارف ابوها كان دايما يقولي شهد دي المفروض كنت اسميها في شهادة الميلاد
شهد الحياة .

باااااااااااك

عاد رامي من ذكرياته، ثم ابعد الغطاء وقام، ذهب نحو مكتبه وفتح درجه، ثم اخرج مجموعة اوراق، مكتوب بها بالخط العربي بحث كثيرا حتي رأها، اخيرا، الورقة التي كان قد كتب فيها اسمها، نظر لها وابتسم واردف بحب : شهد الحياة، واي حياة، الورقة دي كتبتها يوم ما روحت وشوفتك وكان وقتها من ٨ سنين، عمرك ما روحتي من بالي ولا ملامحك فارقتني ولا اسمك فارقني .
&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهي البارت الرابع .
قراءه ممتعة
بقلم / زيزي محمد .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:45 PM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


روايه ( شهد الحياة ).

البارت الخامس .

نظرت له وبكت بكاء مرير: يعني يابابا انت مش زعلان مني .

اقترب منها والدها وازال دموعها : لا يابنتي مش زعلان منك، دا انتي ليلى، بنتي حبيبتي، انا لا يمكن ازعل منك.

اتسعت ابتسامتها واردفت : خلاص خدني معاك يا بابا، انا عاوزة افضل معاك، مش عاوزه اسيبك ابدا.

نظر لها بحنان وقال : لأ، يا ليلى، دا مكانك، كريم مكانك يابنتي، انا خلاص مبقتش موجود .

عبست قليلا وقالت : لا يا بابا مكانك مكاني، حتى شوف انا مبسوطة وفرحانة ازاي .

اقترب منها والدها وجعلها تستدير للجهة الاخرى، وقف خلفها واردف : بصي هناك كدا يا ليلى، دا بقى بيتك انتي وكريم، ايوا دا اللي منور وشكله حلو دا .

عبست ليلى قليلا ثم نظرت بدقة الى هذا البيت، وجدت حديقته مظلمة للغاية : بابا بس جنينته مضلمة اوي انا اخاف ادخله .

قال والدها بهدوء ولطف : ليلى دا بيتك، العش الحلو اللي هاتبنيه مع كريم، هاتقابلكو عقابات كتيرة اوي، لازم بحبكو تتغلبو عليها، هاتقعو وتقفوا تاني، وواحدة واحدة الجنينة هاتنور وهاتبقى احلى من البيت .

صمتت ليلى قليلا تتامل جمال المنزل ثم استدرات بسرعة لم تجد والدها، التفت حوالها بقلق وصاحت : بابا، انت فين، بابا، بااااااا .

فتحت ليلى اعينها ودموعها تسيل على وجنيتها، صدرها يعلو ويهبط بسرعه، وجدت كريم امامها، يمسد على شعرها برقة ويهمس لها : اهدي يا ليلى دا كابوس، اهدي .

انتفضت ليلى من نومتها وجذبت الغطاء بعنف عليها، وقالت : انت عاوز مني ايه، ابعد عني.

رمقها بتعجب ثم ادرك انها كانت تحلم بكابوس فاردف بهدوء : انا هاعوز منك ايه، انا شوفتك بتنهجي وبتستندجي بوالدك، قولت يمكن دا كابوس، حاولت اصحيكي بس .

ترقرقت الدموع في عينيها، وماهي الا ثواني قليلة وبكت بشدة، حاول كريم الاقتراب، ولكنه تراجع واخذ مسافة حتي لا تخاف منه : ليلى اهدي، انا لايمكن اذيكي والله .

ازالت ليلى دموعها واردفت بتلعثم : انا اسفة، اسفة، مكنتش اقصد .

ابتسم كريم وقال : متتأسفيش، يالا قومي جهزي نفسك علشان نطلع نفطر مع بابا .

أومأت ليلى بالموافقه واردفت بخفوت : ماشي .
*********************************
في منزل رامي المالكي .

وضعت شهد بقية الصحون على المائدة، وصاحت بصوتها : يالا يا خالتو، انا حضرت الفطار .

اقبل عليها رامي عابسا : هشش، وطي صوتك، في حد يعلي صوته كدة على الصبح .

رفعت حاجبها ببرود واردفت : يافتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، هو ايه بنام بمشكلة ونصبح بمشكلة .

ابتسم رامي باستفزاز وقال : تعرفي انا مش هتخانق معاكي، عارفة ليه، علشان معكرش مزاجي على الصبح .

ضحكت شهد بسخرية : اصمالله على مزاجك .

عبس رامي قليلا واردف : امال حمزة فين ؟.

قالت شهد بفخر : انا صحيت الصبح بدري ولبسته وعملتله سندوتشات ونزلت سلمته لباص بتاع المدرسة .

قال رامي بضيق : وازاي ميجيش يصبح عليا وياخد مصروفه مني .

اشارت لنفسها بفخر واردفت : انا سدادة، انا مكانك .

انتفض من مكانه واردف بغضب : يعني ايه انتي مكاني، انا ابوه ياخد مصروفه مني، يدخل يشوفني قبل نزوله المدرسة .

صاحت بضجر : والنبي بلاش دوشة على الصبح، انا مش بقولك العدوان الثلاثي قام تاني على مصر علشان تتعصب كدا، دا انا بقولك الواد لبسته ونزلته واخد مصروف، عادي يعني مش فارقة، وبعدين اسكت، خلينا مكتومين بلاش فضايح .

نظر لها رامي بتعجب وقال : مكتومين ليه ان شاء الله، وفضايح ايه دي، ما تتكلمي عدل .

ابتسمت بخبث ثم اردفت ببراءة مصطنعة : يالهوي انت مش فاكر، دا احنا قعدنا نخبط، نخبط ونقولك اصحي يا رامي، وانت ولا هنا، دا غير طبعا صوت شخيرك معرفناش ننام منه .

اشار رامي بصدمة على نفسه وقال : انا!!! .

هزت رأسها مؤكدة وقالت : اه انت، لا حرام بجد صعبت عليا ، المهم انا رايحة اعمل القهوة لخالتي .

ثم توقفت في منتصف الطريق وضرب بكفها على جبهتها قائله : اه من حق حمزة بيبعتلك البوسة اللي على الهوا دي .

ارسلت له قبلة له على الهواء ، تجمدت انفاسه اثر حركتها البسيطة، والتي كانت بالنسبه له مثيرة، تنهد بصعوبة وقال لنفسه : ربنا يصبرني عليكي يا شهد، اصل انتي بالطريقة دي هتلبسيني في الحيط .
***************************
كانت صفاء جالسة في غرفتها وممسكة في يديها الهاتف ترى ميمي ابنتها صوت وصورة على احد برامج الانترنت، ضحكت صفاء بخفوت واردفت : اسكتي دول هايولعو في بعض، مبيعرفوش يقعدو الا لما يتخانقو.

قالت ميمي بخبث : ايوا بقى يا ماما وما محبة الا بعد عدواة .

ابتسمت صفاء بسخرية : لا انسي يا ميمي، اخوكي خلاص هايعيش عمره كدا، يالا بقى الله يجازي اللي كان السبب .

قالت ميمي بضيق : لا يا ماما استغفري ربنا اللي كان السبب روحه طلعت لربنا، وبعدين ما اتزعليش مني، رامي اخويا مأفورها اوي .

قالت صفاء موضحة : لا والله يا ميمي، انا كنت حاضرة وسامعة كل حاجه، واي حد مكانه هايعمل كدا يابنتي.

هزت ميمي رأسها برفض : لا يا ماما، اصل خلاص اللي مات مات، والحي ابقى من الميت، ورامي لو فكر يعملها ويتجوز، هو كدا مش هايعمل حاجة تغضب ربنا بالعكس، وبعدين لازم يفكر في مصلحته ومصلحة ابنه شوية .

تنهدت صفاء بقلة حيلة : ادعيله يا ميمي ربنا يهديله حاله .
******************************
في منزل زكريا .

دلفت مديحة الي غرفه زكريا، وجلست على طرف الفراش وقالت : اصحي يا زكريا، يالا علشان تروح شغلك .

تململ زكريا في فراشه واردف بضيق : مش عاوز اروح كلمتهم وقولتلهم هاخاد اجازة .

لوت مديحه شفتيها بتهكم وقالت : يوووه و دا كله علشان ايه، اوعى تكون يا واد يا زكريا محروق على المخفية اللي اسمها ليلى .

نهض زكريا وجلس نصف جلسة وقال : اه يا ما، انا محروق، بس عارفة ليه، علشان ملحقتش اخاد بتاري منها، انتي اتسرعتي وطردتيها .

لكزته مديحة في كتفه وقالت بغل : دا احسن حل ولا اتسرعت ولا حاجة، خليها تمشي من هنا وتقعد في الشوارع، وكلاب السكك تنهش في لحمها، وبعدين انا طردتها علشان اقعدك في بيتها، انا اخدت شقتهم من ام حسين ، وقبضت الجمعية وهابيع تلات فرد غوايش بتوعي، وهاوضبها احسن توضيب، هاجوزك فيها ومعاك احلى عروسة .

ابتسم زكريا بسخرية : وفين العروسة بقى .

غمزت له مديحة واردفت : عندي .

زكريا بفضول : مين يا ما .

اقتربت منه مديحة وقالت بصوت منخفض : ايه رايك في البت سلمى، بنت حسني .

ابتعد زكريا قليلا ونظر لها بصدمة : سلمي اخت شهد!!!.

هزت رأسها مؤكدة وقالت : اه هي ، ايه رايك فيها، البت جميلة وحلوة .

قال زكريا بجدية : يا ما انتي مركزة، انتي عارفة سلمى دي عندها ايه، دي عندها السكر .

ضربته مديحة بخفة على كتفه : ومالو يا عبيط، اهي دي تاخدها تكسر عينيها، ومتقدرش ترد معاك، وتعمل اللي انت عاوزه فيهاء واهو اسمك قدام الناس بتعمل ثواب فيها .

قال زكريا بحيرة : مش عارف يا ما، بس متهايئلي لا .

قال مديحة بصوت كفيحيح الافعى : لا ينفع، وينفع اوي يا زكريا، دايما يا واد خد اللي اقل منك، اللي تقدر تكسر عينيها .

نظر لها زكريا بتركيز، ثم ابعد ببصره عنها وشرد يفكر في امر زواجه من سلمى .
***************************
ارتشف جمال رشفة صغيرة من الشاي ثم قال : هو انت مش رايح المستشفى يا كريم .

رفع كريم بصره، ثم اغلق الكتاب الذي بيده واردف : لا يابابا واخد اجازة .

غمز له جمال وابتسم : اه علشان عريس جديد بقى وكدا .

ضحك كريم بسخرية : اه ومش اي عريس .
ثم استطرد قائلا : الا قولي يا بابا هي عمتو كريمة جاية فعلا .

قال جمال بهدوء : انا عارف يابني انك مش بطقيها، بس اعمل ايه دي اختي الوحيدة .

اغلق كريم عينيه بعصبية وقال : يابابا انا عارف هي جاية ليه، اكيد حضرتك اتصلت بيها وقولتلها كريم اتجوز، فهي تسكت لا طبعا تيجي وتخنقني وتخنق ليلى .

زفر جمال بقلة صبر : طب اعمل ايه يا كريم، لو معرفتش انك متجوز، وجت بعد كدا عرفت، هاتزعل مني.

نهض كريم من جلسته وجلس بجانب ابيه واخفض صوته : يعني هي لما تيجي وتقعد تضايق في ليلى، وليلى تزعل وتعيط، هاعمل ايه انا وقتها .

قهقه جمال على ابنه : انت خايف على زعلها من عمتك، لدرجادي بتحبها يا دكتور .

وضع كريم يديه وكمم فم جمال : اسكت يا بابا هاتفضحنا .
*******************************
كانت تجلس بجانب خالتها تتساير معاها في امور مختلفة، حتى قاطع حديثهم، صوت جرس الباب، قامت شهد و فتحت الباب، لتجد امامها شاب طويل ورياضي، وسيم، حمحم الشاب بحرج، لتنتبه هي وتفوق من تأملها .

_ احم، حضرتك عاوز مين .

ابتسم الشاب بتهذيب : انا عاوز رامي، انتي مين !.

هتفت شهد بإحراج : انا شهد بنت خالته.

رفع سامي حاجبيه باندهاش : بنت خالته!!، اخص عليه مقاليش انه عنده بنت خالة حلوة كدا .

اصطبغ وجهها باللون الاحمر لشدة خجلها : شكرا .
ثم تابعت قائلة : رامي مش هنا، في شغله .

ابتسم سامي بلطف وقال : طيب هاروحله شغله، ابقي سلميلي على طنط صفاء، سلام.

اغلقت شهد الباب وسندت راسها عليه وقالت لنفسها : اهدي يا شهد، اهدي هو اول واحد يعاكسك ولا ايه .
******************************
في منزل كريم .

وضعت ليلى صينية التقديم على المنضدة امام كريمة عمة كريم وجلست بجانب كريم بتوتر، رمقتها كريمة لها بنظرات كلها حدة وقسوة، بلعت ريقها بصعوبة، ثم شعرت بيد كريم تمسك بيديها، نظرت ليديه ثم رفعت بصرها لكريمة بإحراج، وجدتها تنظر لها بغضب، حاولت سحب يديها من يد كريم ولكن كريم أصر وثبت يديها جيدا، انتبهت على صوت كريمة الحاد .

_ ازاي يعني متعملش فرح يا كريم .

هتف كريم بهدوء : اصل والد ليلى لسه متوفي .

هتفت كريمة بقسوة : ما يموت، احنا عاوزين نفرح بيك .

ترقرقت الدموع في عينيها حاولت منعها، حين اردف جمال قائلا لتطليف الاجواء : بقولك يا كريمة هما حرين، يعملو فرح، ميعملوش براحتهم .

انتفضت كريمة بغضب وصاحت : انت بقيت نسخة منها يا جمال، الله يرحمها ماتت وسابت اثر كبير فيك، بقيت مهمل زيها يا جمال، وسمحت لابنك يتجوز واحدة معرفناش ليها اصل، انت مش شايفها عاملة ازاي، ولا حتى شايف لبسها، باين عليها بيئة اوي .

صاح كريم بغضب : عمتي، لاحظي انك بتهيني مراتي وبتهينها في بيتي .

اقتربت كريمة من كريم بغضب : انت بتكلمني انا كدا يا ولد .

صاح كريم بجنون هز صوته ارجاء المكان : انا الدكتور كريم، اوعي تكوني فاكرة للحظة ان ممكن اعديلك انك تهيني مراتي، لغاية هنا ولا لأ يا عمتي .

حولت بصرها لجمال وقالت : انا ماشية، وبيتك دا انا مش داخله تاني الا لما ابنك يجيلي ويعتذرلي .

خرجت كريمة من المنزل، ثم تحرك كريم بعصبية نحو غرفة مكتبه، بينما تحرك جمال نحو غرفته بكرسي، وبقيت هي وحدها، نظرت حولها لا احد، سالت الدموع من عينها وكتمت صوت شهاقتها .

********************************
كان رامي يجلس منهمك في عمله، قاطعه دخول سامي، رفع بصره وظهرت ابتسامة خفيفة على فمه وقال : يا اهلا يا عم سامي منور والله .

جلس سامي امامه وقال : انا روحتلك البيت على فكرة ومش لقيتك .

عقد رامي حاجبيه باستغراب : وانت تروحلي البيت ليه وانت عارف اني في الوقت دا بكون هنا في الشركة .

هتف سامي بجدية : اه بس كنت بحسب انك مش هاتروح بعد ما الشاي اتكب على الورق بتاع المشروع .

هتف رامي سريعا : وانت ايه اللي عرفك بان الشاي وقع على الورق .

ضحك سامي بخفة وقال : يابني انت نسيت انك كنت بتكلمني وقتها، وبعدها سمعت غلوشة جامدة وبعدها سمعتك انت وبنت بتتخانقو، وحقيقي يارامي مبطلتش ضحك، دمها خفيف اوي، وبعدها سمعتك وانت بتنادي على مامتك، فقولت اقفل كدا عيب .

هتف رامي بتهكم : وعيب ليه، ما كنت تكمل وتسمع بالمرة مانت ماشاء الله سامع الخناقة كلها .
ثم تابع حديثه : على العموم دي مش حد غريب، دي تبقى بنت خالتي .

هز سامي راسه مؤكدا : اممم منا شوفتها .

ساله رامي بحدة : شوفتها فين؟!.

ضحك سامي بصوت عالي : لا يا رامي ركز بجد، انت مالك شارب حاجة، منا لسى قايلك اني شوفتها لما روحت بيتكو .

هتف رامي بضيق : اه، وقولتو ايه ؟.

امسك سامي ببعض الاقلام الموضوعة امامه وحركهم بطريقة عشوائية واردف : مش حاجة اتعرفنا بس، بس حقيقي مزة، ما تجوزهالي يا رامي .

انتفض رامي من مكانه وقال بضيق : انت اتجننت يا سامي تتجوز ايه، انت ناسي انت ايه وهي ايه ؟.

مسامي مستغربا : انا ايه وهي ايه مش فاهم فهمني .

هتف رامي بضيق : شهد لسى صغيرة يا سامي، ومش هاتتجوز حد كان متجوز قبل كدا .

لوي سامي شفتيه بتهكم : مالي يعني ان كنت متجوز قبل كدا ومتفنقاش واطلقنا، اول مرة اشوف حد يعيب علي الراجل المتجوز قبل كدا .

زفر رامي بضيق : في ايه يا سامي، انت هاتحاسبني علي كل كلمة اقولها ولا ايه، انا قصدي انها لسى صغيرة ومش هاتتجوز دلوقتي .

هتف سامي بهدوء : والله دي حاجة تقررها هي مش انت، وبعدين مش باين عليها ولا صغيرة ولا حاجة .

صاح رامي بتحذير : سامي، الزم حدودك، على فكرة اللي واخد راحتك عليها في الكلام دي تبقى من لحمي ودمي، حاسب وانت بتتكلم عليها .

ابتسم سامي باستفزاز : اه قول كدا، اوع تكون بتحبها وغيران والجو دا، ايه نسيت وعدك لاميرة .

انتفض رامي من مكانه، وامسك سامي من ياقة قميصه بعصبية واردف بصوت مكتوم : واقسم بالله، لو مش حافظت على حدودك كويس، لاعرفك قيمتك، انا لغاية اخر لحظى عامل حساب الصحوبية اللي بينا، وبعدين يا محترم يا مؤدب انا عمري ما انسى وعدي لاميرة ولا عمري انسى اميرة نفسها، وانا بحب شهد فعلا بس زي اختي، وانا مسمحش ان حد مهما يكون مين هو يتكلم على اختي كدا.

ابعد سامي يد رامي بعنف واردف : وانت عيب تتكلم كدا مع المفروض انه يكون اخوك وصاحب عمرك، انا مش عيل لدرجادي، وبعدين عادي شوفتها وعاجبتني وطلبت اتجوزها، ومعرفش هي صغيرة ولا لأ، كان ممكن تتكلم معايا باسلوب احسن من كدا، انا ماشي يا صاحبي .

ترك سامي رامي وخرج، جلس رامي علي احد الكراسى، وضغط علي اسنانه بغيظ وقال : يعني يقول عليها حلوة وعاوزني اسكتله، والهانم اكيد حكت معاه، ماهي رغاية .
******************************
في منزل كريم .

وقفت ليلى امام مكتب كريم، واخذت نفس طويل، ثم طرقت الباب، سمعت صوت كريم يأمر الطارق بالدخول، فتحت الباب ودلفت بهدوء ووقفت على اعتاب الغرفة، وجدته يجلس على الاريكة مغلق عينيه .

هتفت ليلى بتلعثم : احم، هو انت زعلان مني في حاجة .

اجابها كريم وهو لازال مغمض عينيه : وانا ازعل منك ليه ؟.

هتفت ليلى بصوت مهزوز : اصل انت من وقت ما مشيت عمتك وانت متعصب ومضايق، وقافل على نفسك الباب، وكمان انت اتخنقت معاها بسببي .

فتح كريم عينيه ثم اشار لها ان تاتي، اعتدل في نومته، اتت عليه وجلست حيث اشار لها، ثم وجدت يديه تجذب يديها ويمسكها بتملك : ليلى، انا عمري ما اسمح ان حد يهينك، انا مش متجوزك علشان تتهاني، انا لو مكنتش وقفت عمتي عند حدها كانت كملت واتطاولت عليكي بزيادة و دا شئ غير مسموح بيه ابدا .

هتفت ليلى سريعا : بس عمي زعلان منك، ودي بردو عمتك ومهما كان ليها احترامها .

هز كريم رأسه برفض وقال : لا يا ليلى عمتي صعبة اوي، ودايما بتبص بنظرة تعالي للناس وانا مبحبش كدا، ولا بحب اعمل اتعامل معاها، وبابا عارف كدا كويس .

نهضت ليلى قائله : طيب تعال يالا نقوم نعتذرله.

ابتسم كريم، حاول جاهدا منع ابتسامته ولكنه فشل، وذلك بسبب يديها التي مازالت تمسك بيده دون ان تجذبها منه، نهض معها واخذها لغرفة والده طرق الباب بهدوء ودلفوا معا، نظر له جمال بغضب ثم تجاهله ووجه حديثه لليلى

_ خير يا ليلى كنتي عاوزة حاجة .

ابتسم كريم على والده، ثم ترك يد ليلى وذهب لابيه وجلس على ركبتيه امامه وهتف بهدوء : حضرتك زعلان مني .

هتف جمال بعتاب : دا ينفع يا كريم انا ربيتك على كدا، تهين عمتك كدا .

هتف كريم بعصبية مكتومة : يعني يا بابا عاوزني اسكت وهي بتهين مراتي، دا ميرضيش ربنا.

قال جمال بعصبية : تقوم ترد بالطريقة دي، دي عمتك ليها احترامها .
ثم رفع بصره نحو ليلى واستطرد قائلا : ليلى، الكلام دا مش ليكي طبعا، انا زعلان جدا من كريمة اختي وعلى كلامها، بس صدقيني يابنتي، هي كدا طول عمرها، حتى مع ناني ام كريم، بس انا عتبي على كريم ابني، اللي المفروض يرد بس بذكاء، وميحرجش نفسه، ولا يخليها تشرط على حضرته انه يروح يعتذرلها في بيتها .

طبع كريم قبلة على يد جمال وهتف : طب قولي ايه اللي يراضيك يا بابا واعمله، انا عمري ما زعلتك، ومقدرش على زعلك .

تنهد جمال بضيق : اللي يراضيني انك تروح لعمتك البيت وتراضيها وتاخد ليلى معاك كمان، هي لازم تعرف ان ليلى بقت جزء من حياتنا، ولازم تتقبلها، وانت بتحبها وهاتكمل حياتك معاها سواء برضاها ولا لا، وبعد كدا اتعود تتحكم في انفعالاتك يا كريم، وتكون اهدى من كدا .

قالت ليلى بتلعثم : لا، يا عمي انا مش هاروح في مكان، ولا هافرض نفسي على حد .

هتف كريم بحزم : لا يا ليلى كلام بابا صح، لازم الكل يعرف انك مراتي، واولهم عمتي وتعاملك حلو .

***************************
وقف رامي بمنتصف المنزل بغضب وصاح بصوت جهوري : اللي بقوله تسمعيه يا شهد احسنلك .

همست شهد لصفاء واردفت : ردي انتي يا خالتي، اصل باين عليه الجنونة طلعت ولا ايه .

هتف رامي بغيظ : ما تردي عليا يا هانم .

رفعت شهد حاجبيها باعتراض : لا حول ولا قوة الا بالله، مالك يا بن خالتي، ارد عليك واقولك ايه لامؤاخذة، هو انت قولت كلام يترد عليه .

اتسعت عيني رامي وقال بغيظ : بقى كل اللي قولته دا، وفي الاخر تقوليلي هو في كلام يترد عليه .

جلست شهد واردفت بلامبالاة : ايوة انا عندي حق، هو دا كلام واحد عاقل، ينفع تقولي متفتحيش باب الشقة تاني، يعني ايه مفتحش باب الشقة تاني، مش فاهمة، اديني سبب مقنع مفتحش بسببه باب الشقة تاني .

كان على وشك الرد ولكن منعه رنين هاتفه، نظر فيه وجده الموظف المسؤول عن مشروعه، ضغط على زر الاجابة سريعا وهتف : اهلا يا استاذ رأفت، خير .

رأفت : ...........

عقد رامي حاجبيه وقال : ايه، بتقول ايه!!!!.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
البارت الخامس انتهي
قراءة ممتعه. .
بقلم / زيزي محمد .


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:47 PM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة ).

البارت السادس .

_ شهد انتي باصة ناحية بابا ليه؟

التفت شهد لحمزة وهتفت بحيرة : هو مكنش من شوية بيزعقلي، دلوقتي بيضحك وبيتكلم في التليفون، حقيقي سبحان مغير الاحوال.

رمقها حمزة بعدم فهم ثم وضع امامها كتاب باللغة الانجليزية و قال : طب بصي في الانجلش مش عارف انطق الكلمة دي، قوليها كدا .

نظرت شهد في الكتاب و شعرت بالاحراج لعدم معرفتها، تظاهرت بإنشغالها وتركت حمزة دون اي رد، ودلفت المطبخ، بمجرد دخولها، اطلقت العنان لعينيها وبكت بصمت .
**************************
عند زكريا

كان يجلس بتوتر وعصبية يفكر في أمر زواجه من سلمى، فدلفت عليه مديحة مبتسمة بمكر، نظر لها وقال :

_ ايه يا ما، بتضحكي ليه ؟.

جلست بجانبه وقالت : اصل انا نزلت لعم حسني المحل بتاعه وكلمته وفرح اوي ومستنينا بليل عنده .

اتسعت عينيه، وصاح بضجر : ايه يا ما دا، ازاي تعملي كدا، هو انا كنت لسى قولتلك رأي .

هتفت مديحة بضيق : وانا هاستني رأيك في ايه يا عنيا، انت عارف سنك كام، عندك ٣٠ سنه، هاتفضل عايش على زكراها، لا انا عاوزك تتجوز وتملى عليا البيت دا .

هز رأسه برفض وقال : لا، انا فاهمك انتي عاوزني اتجوز، علشان اللي ام ابويا عملته فيكي زمان، تعمليه انتي في مراتي، عندك عقدة لامؤاخذة .

نظرت له بصدمة ثم بكت بكاء مصطنع : اخص عليك يا زكريا، بقا انا عندي عقد، دا انا نفسي اجوزك واتملى عليا البيت عيال .

اقترب زكريا منها وقبل جبينها : مش تزعلي ياما مني، بس يعني ملقتيش غير سلمى دي، طب يعني هي هاتخلف وهي عندها السكر .

ازالت دموعها المزيفة وقالت : اه عادي بتحمل وبتخلف، ها هنروح بقى لحسني بليل نخطبها .

زم شفتيه بضيق وقال : طيب ياما، هاخد الطقم وانزل اكويه تحت .

ذهب زكريا باتجاه الدولاب واخرج ثيابه ثم خرج من المنزل، جلست هي باريحية وضحكت بشر وقالت لنفسها

_وانا انسالك يا سلمى كلامك لليلى عليا، دا انا هاوريكي اللي عمرك ما شوفتيه .

( فلاش باك ).

عم الفرح في بيت عم احمد، واعتلت الزغاريط والاغاني البيت، فاليوم خطوبة زكريا وليلى، وقفت هي تصطنع الابتسامات اقتربت من عم احمد قائلة : الا قولي امال ليلى فين عاوزة اسلم عليها، قبل ما تطلع للناس .

اشار لها والد ليلى قائلا : ادخلي يام زكريا، ليلى جوا في اوضتها معاها شهد وسلمى بيساعدوها في اللبس .

ذهبت هي باتجاه غرفة ليلى ووضعت يديها علي مقبض الباب الا انها توقفت وسمعت :

سلمى : والله يا ليلى الله يكون في عونك طنط مامت زكريا صعبة اوي، الصراحة انا مبحبهاش ابدا ولا عمري ارتحتلها، بحس ابتسامتها كدا مش صافية حتى سلامها بردو مش صافي كدا .

هتفت ليلى ضاحكة : البلد كلها بتحس بكدا، بس انا ياستي ماليش دعوة بيها انا ليا دعوة بزكريا وبس، وبعدين انا هاقعد بعيد عنها دا كان شرطي على زكريا، انا مش ناقصة وجع دماغ .

هتفت شهد مؤكدة : صح الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح، المهم اتكتمتو بقى خلينا نخلص، اصل الولية القرشانة دي تطب علينا زي القضى المستعجل .

تعالت ضحكات ليلى وسلمى عقب جملى شهد ، بينما اتسعت عيني مديحة ، واردفت لنفسها بغيظ
: وحيات امي لانتقم من كل واحدة فيكو ، واولهم انتي يا خطيبة ابني هانتقم منك اشر الانتقام .

بااااك .

تملكها الغيظ بعدما افتكرت حديث الفتيات، ابتسمت بغل وقالت :

_ عمري ما نسيت كلامكو، ومع اول فرصة انتقمت من ليلى وشهد، اما انتي بقى هاذلك واربيكي واعلمك الادب وهاجبلك الضغط كمان .
******************************
في منزل رامي المالكي .

وضعت شهد القهوة على المنضدة امام المعلمة الخاصة بحمزة، نظرت لها المعلمة بتعالي، حين اردف حمزة قائلا :

_ مس هايدي، دي شهد تبقى بنت خالة بابا و صاحبتي .

تجاهلتها هايدي ونظرت في الكتاب الممسكة بيه وقالت بفتور : امممم اهلا .

رفعت شهد حاجبيها وقالت : اهلا بيكي ياختي .

تركتها شهد ودلفت الى المطبخ، اخذت نفس طويل ثم اخرجته ببطء، ثم جذبت احد الكراسي وجلست عليه وقالت لنفسها : اهدي يا شوشو متعيطيش، اهدي، تعيطي ليه كان ذنبك ايه انك متعلمتيش، لا انا هاعيط، هاعيط وربنا .

لم تحتمل اكثر من ذلك وبكت، فعدم تعليمها ترك اثر في نفسها، اصبح نقطة ضعفها، اصبحت تشعر بالخزي من عدم اكمال تعليميها، دلف رامي الى المطبخ، وجدها تعطيه ظهرها والواضح من حركات جسدها انها تبكي، اقترب ببطئ ووقف امامها وهتف في قلق :

_ مالك يا شهد بتعيطي ليه ؟.

رفعت بصرها اليه ودموعها تملئ وجها واردفت بضيق طفولي : مفيش .

اشار الى دموعها وقال : ازاي مفيش، ودموعك دي، اوعي تكوني زعلانة ان بقولك متفتحيش الباب .

وقفت وهتفت بعصبية : بص انت لو مضايق مني، وكارهني قولي، وخليني امشي، بس مش كل شوية مشكلة .

اقترب منها وازال دموعها بيديه، سرت قشعريرة في جسدها اثر لمساته، رجعت بضع خطوات للخلف، حمحم هو بحرج وقال :

_ مين مزعلك يا شهد الحياة .

رفعت بصرها اليه بصدمة وقالت : انت ايه اللي عرفك بالاسم دا .

ابتسم واردف بهدوء : مش هاقولك الا لما تقوليلي زعلانة ليه ؟.

_ احم، انتو هنا وانا بدور عليكو .

التفت كلا من رامي وشهد لمصدر الصوت، وجدوا هايدي واقفة وتنظر لهم بحدة، عقدت شهد حاجبيها وقالت :

_ وانتي بدوري علينا ليه، انتي مش المفروض بتعطي لحمزة الدرس .

تجاهلتها هايدي عن قصد ونظرت لرامي وقالت : استاذ رامي، حضرتك انا كنت بدور عليك علشان اشتكيلك من حمزة، ينفع كدا مش مذاكر، اجي اسأله يقولي معرفتش اذاكر، وتقريبا سأل اسمها ايه دي معرفتش .

اغلقت شهد عينيها بعصبية، شعرت بالحرج الشديد، ترقرقت الدموع في عينيها، انتبهت لحديث رامي الحاد :

_ وانتي نظامك ايه هنا يا مس هايدي، حضرتك المفروض بتقولي الكلمة مرة واتنين وتلاتة، وانا قبل كدا قولتلك ان معاه تليفون وتقدري تسجلي الدرس كله بصوتك علشان لما يعوز مراجعة، يرجع للفويس اللي بصوتك، انا ممكن اقرى الكلمة غلط وهي نطقها حاجة تانية خالص .

هتفت هايدي بضيق : قصدك ايه، ان انا مقصرة في حق حمزة .

هتف رامي مؤكدا : دا الواضح قدامي يا مس هايدي، بدام حمزة مش عارف ينطق، يبقا انتي مقصرة في الشرح .

ابتسمت نصف ابتسامة وقالت : طيب يا استاذ رامي، هاخد بالي من الشرح اوي، ومانشوف التقصير من مين، عن اذنكو .

خرجت هايدي، اردات شهد ان تهرب من اسئلة رامي، تحركت صوب الباب، ولكن يد رامي منعتها، استدرات ببطئ ونظرت له بتساؤل، حين اردف مبتسما : مش هاتقولي بقى زعلانة من ايه .

نظرت له باستغراب ثم قالت : انت غريب اوي يا رامي، بتزعق وبعدين تهدى ودا كله في ثواني، انت ازاي قادر تتحكم كدا في نفسك .

غمز لها بشقاوة وقال : شوفتي، انا مش اي اي ولا زي زي .

نظرت له شهد بعبوس وما هي الا ثواني قليلة حتى تعالت ضحكتها على حديثه، نظر لها رامي بحب، وقال في سره :
يخربيت ضحكتك يا شيخة .

بالخارج .

ما ان سمعت هايدي ضحكات شهد ورامي، شعرت بالغضب، شردت قليلا وقالت لنفسها : بقى انا اقعد اظبط في نفسي واحبك سنين، وتيجي دي في الاخر تاخدك مني.

انتبهت هايدي على صوت حمزة : مس دي حلها كدا صح .

هتفت سريعا وهي تحاول التركيز مع ضحكات شهد ورامي : اه، اه صح يا حمزة كمل يالا .

*******************************
وقفت ليلى بتوتر في غرفتها تنظر الى ملابسها بحيرة، ماذا ترتدي، كريمة انتقدت ثيابها قبل ذلك، جلست بحزن واردفت : البس ايه .

_ عاوزة نصحيتي البسي البلوزة دي، بتبقى حلوة اوي عليكي، لما كنتي بتيجي بيها المستشفى كنت بتبسط اوي .

نهضت سريعا بتوتر من الواضح انه كان يقوم بمراقبتها، اصطبغ وجهها باللون الاحمر واردفت بتلعثم :

_ مينفعش البس الوان، انا وال....

قاطعها كريم بهدوء : ليلى عمر الحزن على والدك ما كان باللبس، انا شايف دي كلها مظاهر كدابة، الحزن بيبقى في القلب .

هتفت ليلى موضحة : لا هي مش مظاهر كدابة، بس الواحد مبيبقاش له نفس يلبس الوان ويفرح، بيبقى كاره الحياة والدنيا .

صمتت هي قليلا، ثم اخرجت ما في نفسها : طب تعرف انا مش عارفة عايشة ازاي، انا مش قادرة اوصف مدى الوجع والالم اللي جوايا، انا نفسي اخرج اللي جوايا مش عارفة، صحيح انا مببكيش كتير، بس انا قلبي بيبكي على موت ابويا، المفروض ان وجعي بيقل، بس الحقيقة انه بيزيد، انا ساعات بحس انه مماتش، ساعات بحس انه مسافر، بس راجع بعد شوية، انا مش قادرة اصدق انه مات، انا جوايا حاجات كتير اتكسرت وعمرها ما تتصلح .

قال كريم بجدية : طب انتي عارفة انتي طلعتي اهو اللي جواكي ودي خطوة حلوة .

ابتسمت ليلى بتهكم وقالت : دا ميجيش نقطة في اللي جوايا .

اقترب كريم منها وربت علي كتفيها وقال بهدوء : بس انا فرحان اوي يا ليلي بالنقطة دي، واتمنى انك تزودي كل يوم نقطة هايبقى عندي رصيد كبير انا متأكد .

شعرت بالخوف اثر لمسته وبلعت ريقها بصعوبة، ادرك هو حالتها ابعد يديه وقال بحماس :

_ طب ايه رأيك تلبسي الفستان الاسود دا، اهو اسود، ومتركيزش على الفراشات البيضة ياستي اعتبري كانها مش موجودة .

أومأت هي برأسها واخذته ودلفت الى المرحاض، بينما هتف كريم بضيق : شكلي هاتعب معاكي اوي يا ليلى .
****************************
في منزل حسني .

ضربت بكفيها على صدرها وهتفت بصدمة : يالهوي يا حسني عاوز تجوز سلمى لزكريا .

رفع حاجبيه ببرود وقال : وفيها ايه يا ولية، ماله زكريا!.

هتفت سميحة بضيق : ماله زكريا، ماله، انت ايه يا حسني مش واخد بالك هو وامه عملو ايه في ليلى .

زمجر حسني بحدة وقال : عملو فيها ايه، يكونش اتبلو عليها، وبعدين دا حقه يفضحها في الحارة كلها .

اتسعت عينيها بذهول وقالت : حرام عليك يا راجل، دا احنا عندنا ولايا .

هتف حسني بعصبية : بقولك ايه متوجعيش دماغي، اصل انا مش ناقص، اللي اقول عليه يتنفذ، سلمى هاتتجوز زكريا، وهايجو بليل يخطبوها .

انتفضت سميحة بغضب وقالت : دا على جثتي، مش هايحصل ابدا، وبعدين انت ناسي بنتك عيانة وعندها السكر.

وقف هو مقابلها وقال بتحدي : عيدي كدا يا ولية اللي قولتيه، على ايه ياختي، جثتك، اه ماهو فعلا هايبقى علي جثتك، اوعي تكوني فاكرة انك هاتلوي دراعي، لا ابدا، انتي ناسية وصلات الامانة اللي كتباهم على نفسك لحج متولي، اكلمه ومن بكرة اخليه يرفعهم عليكي .

صاحت سميحة بغضب : يالهوي، عاوز تحبسني يا حسني، تحبس مراتك، وبعدين انا يا خويا كنت كتبتهم ليه، مش علشان تفتح محل الجزارة وتقف على رجليك دي اخرة المعروف يا ابو بنتي .

لوى حسني يد سميحة خلفها واردف بشر : انا معنديش عزيز ولا غالي، اسمعي كلامي وانتي ساكتة علشان محطكيش في دماغي، بنتك هاتطلع بليل والضحكة من الودن دي للودن دي، فاهمة والا لأ .

اردفت هي ببكاء : فاهمة، بس سيب ايدي .

كانت تقف سلمى في الخارج تستمع الى حديثهم، سالت الدموع من عينيها، ذهبت الى غرفتها واغلقت الباب، ثم جلست على فراشها تبكي، والدها يريد ان يزوجها زكريا اكثر شخص كرهته في العالم هو السبب في فراق اختها وصديقتها، اخذت هاتفها وحاولت الاتصال بشهد حتى تنجدها بحل، ولكن لا رد، جلست تفكر ماذا تفعل، تهرب، ام تتزوج زكريا خوفا من تنفيذ والدها لكلامه ويسجن امها، رفعت بصرها الى السماء وقالت بصوت مبحوح :

يارب ساعدني انا ضعيفة، ساعدني يارب، زكريا لا، زكريا لا يارب، يارب الموت عندي اهون من اني اتجوزه .
*****************************
في منزل رامي .

القت شهد هاتفها بعنف وهتفت : لسى فاكرين تتصلو عليا، دا انتو زي مايكون ما صدقتو امشي، حتى مفكروش يطمنو ان كنت عند خالتي والا لأ، وزي ما قسيتو قلبكو عليا، هاقسي قلبي عليكو .

انتبهت لجرس الباب ، فتحت باب غرفتها وذهبت باتجاه حتى ترى من الطارق ولكن اوقفها صوت رامي الحاد :

_ هو انتي ليه يا شهد مبتسمعيش كلامي، انا مش قولتلك متقربيش ناحيته .

ضحكت هي باستهزاء وهتفت : انت طبيعي يا رامي ولا نظامك ايه، يعني ايه مفتحش الباب .

تجاهلت اوامره وذهبت صوب الباب ووضعت يديها علي المقبض وجدت يديه فوق يديها ويهتف بغضب :

_ انا هنا راجل البيت واللي اقوله يتسمع، فاهمه والا لأ.

هتفت شهد بتحدي : طب والله لافتح بقى، اوعى كدا .

جذبها بعنف والصقها بالحائط واقترب منها واردف بهمس :

_ بلاش انا يا شهد، اصل انا مجنون وهاتزعلي مني، يالا على اوضتك .

استدار هو وفتح الباب، وجد والدته تنظر لهم بغضب، ابتسم هو ببرود وقال :

_ ايه يا ست الكل دا كله تأخير .

هتفت صفاء بضيق : والله قول لنفسك، سايبني ساعة على الباب، وقاعدين تتخانقو، مش عيب على سنكو، وانتو عاملين زي العيال الصغيرة .

استدار هو بخفة واردف بخبث : دي شهد السبب، بتحب تعاندني وتضايقني وانا والله في حالي .

اشارت هي لنفسها بصدمة : انا!!، طب اشهدك يا خالتي في حد عاقل يقول متفتحيش الباب .

امسكت صفاء برأسها بتعب وقالت : اه ياني من وجع الدماغ، وسعو كدا من طريقي والله حمزة اعقل منكو .

ذهبت صفاء بينما وقفت شهد امام رامي ونظرت له بغضب : بص بقى انت ولا تكلمني ولا ليك دعوة بيا واقولك الكبيرة انا مخاصمك .

قال رامي بتهكم : لا يابت انا اللي هاموت واكلمك، ابعدي كدا، بلا قرف .

تسمرت مكانها مصدومة عقب جملته، اردفت بغيظ وقالت :انا قرف، ماشي يا رامي اما وريتك مبقاش انا .

***********************************
وقف كريم وليلى على اعتاب المصعد ينتظرون قدومه، التوتر بداخلها يزداد، نظر هو لها نظره خاطفة، ثم جذب يديها برقة وهتف بصوت حاني :

_ خلاص متتوتريش، لازم نعمل كدا علشان عمتي تبطل تضايقك، وهي طبعا اكيد مش هضايقك في بيتها، انا معاكي ياقلبي وعمري ما اسمح حد يضايقك ابدا .

شعرت بالخجل عقب نطقه لكلمة قلبي، كلماته بسيطة ولكن لمست شئ ما في قلبها، اخفضت بصرها ارضا وصمتت، بينما وصل المصعد، دلفو ثم ضغط كريم زر الطابق الثاني عشر وماهي الا دقائق ووصل المصعد الطابق المنشود .
*******************************
جلس رامي امام صفاء بينما هتفت صفاء قائلة : شهد فين ؟.

قال رامي : في المطبخ، بتعمل الغدا .

أومأت صفاء ثم اردفت قائلة : بص انا نزلت النهاردة روحت فعلا زورت قبر ابوك بس عملت مشوار تاني .

عقد رامي حاجبيه وقال : مشوار ايه ؟.

قالت صفاء بهدوء : روحت بعت سلسة دهب من بتوعي، وجبتلك ٥٠٠٠ جنيه، اديهم لسامي .

وضعت صفاء المال امام رامي، بينما قال لها رامي بضيق :
ليه كدا يا ماما، انا كنت هاسد سامي لما المشروع يمشي، انا مش هاخد الفلوس دي .

قالت صفاء بحزن : والله ازعل منك يا رامي، انت ليه يابني كدا، مبتحبنيش اساعدك، انا مش حد غريب، انا امك، ودهبي ليك انت واختك، يعني لما تتزنق واجب عليا اقف جنبك، وبعدين مشروعك لسه لما يكمل ويقف هاتتأخر في سداد الفلوس، انا حاسة بيك يابني، الله يكون في عونك، انت مقطع نفسك يا حبيبي، الرحمة شوية بنفسك .

ابتسم رامي ثم قام باحتضان والدته وقال : ربنا يخليكي ليا يا أمي، متحرمش من وجودك في حياتي يارب .
******************************
وقفت هي في المطبخ تنظر للشئ الذي في يديها، ثم ابتسمت بمكر وقالت : مش انا قرف، يبقى تتعلم الادب يا رامي .

فتحت الغطاء وسكبت قليلا من تلك الزجاجة في صحن رامي ، و قلبتهم جيدا، ثم اخذت الاطباق للخارج، ورفعت صوتها : يالا يا خالتو الاكل جاهز .
****************************
كانت هي تنظر لمنزل كريمة بانبهار، مصمم على احدث طراز، وضعت الخادمة امامهم القهوة، تمسكت اكثر بيد كريم، عندما لمحت كريمة تأتي في تكبر واضح، ثم جلست بتعالي وقالت :

_ خير يا كريم ؟.

حاول كريم التحكم في نفسه وقال بهدوء : كل خير يا عمتي، انتي مشيتي زعلانة من عندنا، انا جتلك علشان اراضيكي .

ابتسمت هي بتهكم وقالت : لا كتر خيرك يا كريم والله
ثم نظرت لليلى واستطردت قائلة : انتي، قومي ادخلي المطبخ اقعدي مع الخدامات، لغاية ما اقول لابن اخويا كلمتين .

بلعت ليلى اهانتها ثم أومأت نهضت بخزي، وجدت كريم يسبقها، واحاط يديه حولها وقال بابتسامة مصطنعة :

_ معلش بقا يا عمتو، انا هامشي اصل مش فاضي، وعدت ليلى اخرجها النهاردة، عن اذنك نبقى نكمل كلامنا بعدين .

لم يستطيع الصبر لسماع رد كريمة، اخذ ليلى واتجه صوب الباب، ثم خرجو، وقف بعصبية امام المصعد، وضغط بعصبية على زر المصعد، نظرت هي له وجدته في حالة لا يرثي لها، فضلت الصمت .

***************************
في منزل رامي المالكي .

خرج رامي من المرحاض بتعب، وجد والدته و شهد وابنه يقفون بتوتر، مدت شهد يديها واخذت يديه وذهبت باتجاه الاريكة، ساعدته على الجلوس، اغمض هو عينيه من شدة الالم، وأن بصوت ضعيف، انبت نفسها على ما فعلته في حقه، فهي لا تعلم بجان نقطتين من الملين في الطعام فسوف تفعل كل هذا، بينما جلست صفاء واخذت تراقب الموقف في صمت، بداية من يد شهد الممسكة بيد رامي، ونظرات القلق والخوف في عينيها، ورامي الممسك بيديها بقوة، تحرك الصغير ناحية والدة وقال ببكاء :

_ بابا انت كويس، تعال نروح لدكتور، متخافش هاقوله مش يعطيك حقنة .

فتح رامي عينيه بتعب، ونظر لصغيره مبتسما وقال : انا كويس يا حبيبي هما شوية مغص وهايروحو .

هتفت شهد بحزن واسف : الف سلامة عليك يا رامي .

ابتسم لها رامي، ثم اغمض عينيه وقال في سره : يادي النيله لما بتقولي اسمي بيحصلي حاجات غريبة، يارب صبرني، انا حاسس انها بقت خطر عليا ومبقتش قادر استحمل .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهي البارت السادس
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:49 PM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة )..

البارت السابع .

_ اتفقنا، نقرى الفاتحة، والجواز بعد اسبوعين، لغاية ما شقة زكريا تجهز .

أطلقت مديحة الزغاريد، بينما نظر حسني بتحذير لسميحة، انتبهت لنفسها واطلقت هي ايضا الزغاريد مصاحبة لدموع الحزن، نهضت مديحة من جلستها واقتربت نحو سلمى، ثم عانقتها وقالت بفرح مصطنع :

_ مبروك يا حبيبتي، يازين ما اخترت والله جمال وادب .

نظرت لها سلمى نظرة خاوية، ثم نقلت بصرها لزكريا المبتسم لها، القت نظرة غاضبة عليه، وزادها نفور اتجاه، بينما شعر زكريا بالسعادة والفرح واردف في سره :

_ عندك حق يا ما، جميلة اوي وحلوة، ازاي عدت من تحت ايدي، وكمان صغيرة في السن، مخسرتش كتير يا واد يا زكريا .
*********************************
في منزل رامي المالكي .

كانت صفاء تدور في غرفتها بعصبية تفكر في أمر ما، شعرت هي بمشاعر ابنها اتجاه شهد، هي اكثر شخص تعرفه، وتعرف ماذا يفكر، رامي لم يذق طعم الحب قبل ذلك، تزوج اميرة بناءا على رغبتها من كثرة اصرارها على زواجه، اختار اميرة لادبها و كانت يتيمة الابوين وزميلته في العمل، تزوجها ولم يحبها، ولكن مع ظهور شهد اصبح الوضع خطر، وقفت هي وشردت بتفكيرها قليلا ثم قررت ان تتحدث مع ابنها اولا، خرجت الى الخارج، بحثت بعينيها على شهد لم تجدها، ذهبت بإتجاه غرفة رامي وجدتها تجلس على طرف الفراش وهو نائما يتحدثون بهدوء اقتربت بخفة حتى سمعت :

شهد بحزن : الف سلامة عليك يا رامي، معلش، مكنتش اعرف والله ان معدتك حساسة .

ضحك رامي بخفة : وانتي مالك يابنتي محسساني انك السبب .

ارتبكت شهد قليلا ثم حاولت الثبات وقالت : اقصد اكيد انا اتغابيت وحطيت سمنة كتير في الاكل، علشان كدا بطنك وجعتك .

قال رامي بهدوء : عادي يا شهد، متخديش في بالك المهم انها عدت .

صمتت شهد قليلا ثم رفعت بصرها، وسألته بفضول : الا قولي يا رامي، انت حق هاتعمل مشروع وكدا، اصل خالتي حكتلي وانا الصراحة مفهمتش حاجة .

أومأ رامي براسه وقال : اه مشروع على قدي كدا، مصنع ملابس بس يعني اطفال وحريمي ورجالي كله مش مقتصر على حاجة اللي هايبقى ماشي في السوق هاعمله.

جلست شهد باريحية اكثر واردفت : ما شاء الله ومعاك بقى شركا ولا لوحدك .

هتف رامي موضحا : لا بصي في فالدولة جهاز اسمه جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، يعني لو حد عنده فكرة مشروع وعاوز يعمله بس امكنياته مش قد كدا، بيعمل دراسة جدوى للمشروع وبيقدمها وهما بيدروسها ولو لاقوها بتعود بنفعة بينفذوها، انا عملت كدا والحمد لله وافقو، جابولي بقية المكن اللي انا عاوزها، لان انا كنت اشتريت شوية مكن ووقفت لقلة الفلوس، فا كنت قاعد قدام التلفزيون في مرة لقيتهم موجودين على برنامج وبيحكو عنه قولت ليه لا ماقدم واشوف يا صابت يا خابت، والحمد لله ربنا وقف جنبي، وزي ما قولتلك جابو بقيه المكن وصرفو الشيك تاني وهاجيب الخامات وخلاص هابدا اشتغل، ادعيلي بس اعرف اسوق المنتج بتاعي واقف كدا على رجلي وانجح .

نظرت له شهد بانبهار وقالت : ما شاء الله عليك يا رامي، بجد انت مثال للشباب الكويسة اللي بتحاول تسعى وتشتغل، انا بجد فخورة بيك، بس معلش انت يا رامي مش شغال محاسب في الشركة، ليه يعني تتعب نفسك في مشروع .

ابتسم رامي لكلماتها البسيطة المشجعة وقال : تسلمي ياشهد، بس ياستي اما بالنسبة ليه فكرت في مشروع تاني هاقولك، متطلبات الحياة بقت صعبة اوي يا شهد وانا كمان مدخل حمزة مدرسة خاصة، وكمان فلوس دروسه وحاجات كتير اوي، غير بقا ظروف البيت، انا ايه اللي يخليني اكتفي بمرتبي، ما ممكن اكبر نفسي، وابقى حر نفسي .

شعرت شهد بالاحراج فهي بمثابة عبئ جديد على حياته : طيب بقولك بما ان انت بتفتح مصنع وفيه ملابس، فانا كنت متعلمة الخياطة وشاطرة موت، انا هانزل اشتغل معاك، ومش عاوزة مرتب انا عاوزة اشتغل وبس .

رفع رامي حاجبيه باعتراض وقال : هو انا كنت قصرت في حاجة، شغل ايه اللي انتي عاوزة تشتغليه، لا طبعا كلامك مرفوض يا شهد .

لوت شهد شفتيها بحنق وقالت : يا رامي انا كدا ولا كدا كنت هانزل واشتغل، انا مبحبش قعدة البيت، يا تشغلني عندك، يا تسيبني انزل ادور على شغل، وعلى فكرة عمر ماشغل الواحدة ما كان اهانة ليا، بالعكس انا كنت قريت في كتاب اللي قدرت افهمه يعني انه بيعمل مكانة كدا وحاجة كبيرة ليها .

اعتدل هو في نومته وجلس واردف بعصبية : هششششش بلاش كلام اهبل، مكانة ايه وبتاع ايه، انتي تقعدي هنا مفيش حركة ولا نزول ودا اخر كلام، ودلوقتي يالا اعمليلي ينسون بطني وجعتني تاني .

شهد بنفاذ صبر : بص يا رام....

قطع كلامها دخول صفاء، نظرت لها شهد وابتسمت : اهي خالتي حبيبتي اللي نصفاني هاتحكم ما بينا .

قالت صفاء بهدوء : لو سمحتي يا شوشو، اعملي لرامي ينسون وانا شاي وبعدين تعالي حكميني زي ما انتي عاوزة .

أومأت لها شهد وتحركت خارج الغرفة، بينما جلست صفاء بالقرب من رامي وتحدثت بصوت خافت :

_ انا عاوزك في موضوع مهم، واسمع الكلمتين الاول، وبعدها قول رأيك وبلاش صوت عالي علشان مش عاوزة شهد تسمع .

نظر لها رامي باهتمام واردف : قولي يا ماما .

تحدثت صفاء بجدية : بص يا بني، انا مش عارفة اللي هاقوله صح ولا غلط، بس انا حاسة من جوايا ان هو دا الصح، انا مش هاعرف اسيبك انت وشهد واسافر لاختك السعودية الا وانتو متجوزين، لان يابني مينفعش تقعدو لوحدكو الشيطان شاطر، وكمان الناس تقول ايه، ودي سمعة بنت، وكمان انت عصبي وبتتخانق معاها على اي حاجة وهي كرامتها ناقحة عليها وكل ما تزعقلها تقول اسيب البيت وامشي، وانا اليوم اللي امها طردتها فيه، اعتبرتها بنتي، ولايمكن اسيبها ابدا مهما حصل .

حاول رامي التحكم في اعصابه وقال : تقصدي بايه الشيطان شاطر لان دي النقطة اللي لازم ارد عليكي فيها لان كل اللي قولتيه بالنسبالي تفاهات، علشان يا ماما انا لا يهمني ناس ولا حد يقدر يتكلم عليها بنص كلمة، ولا هي تقدر تسيب البيت وتمشي وانا وعدتك بكدا حتى لو اتخانقت معاها صبح وليل .

زمت صفاء شفتيها بضيق وقالت : الشيطان شاطر يا رامي، بصتك لشهد مش مريحاني، واوعى تكدب عليا، انا امك و فاهمك كويس اوي .

قالي رامي بضيق : بصي يا ماما، شهد بالنسبالي اختي وبس، انا لايمكن اتجوز بعد اميرة، لا يمكن احب بعد اميرة، انا قفلت قلبي وخلاص، لكن شهد استحالة يا امي تكون مراتي .

رفعت صفاء حاجبيها باعتراض : دا اخر كلام عندك .

ابتسم رامي ابتسامة مزيفة وقال : اه طبعا اخر كلام، انا وشهد استحالة، في فروق كتير ما بينا اصلا، هي عاوزة حد شبهها علشان يقدر يعيش معاها، وانا عمري ما اتجوز حد غير اميرة .

وقفت شهد على باب الغرفة واستمعت لحديث رامي، سالت الدموع من عينيها، ذهبت لغرفتها واغلقت باب الغرفة وبكت على حالها .

****************************
في منزل حسني .

جلست سلمى تنظر بعداء شديد لزكريا، بينما ابتسم زكريا كالابله، زفرت هي بضيق شديد، فحمحم قائلا :

_ ايه يا ست البنات، شكلك مضايقة من خطوبتنا .

نظرت له باندهاش عقب جملته واردفت : طب كويس انك فاهم اني مضايقة، مكمل انت ليه بقى، انت ترضى على نفسك تتجوز واحدة مش عاوزك .

ابتسم زكريا ابتسامة مصطنعة عكس البركان الذي بداخله وقال : مش عاوزني ليه يا سلمى .

قالت سلمى ببرود : علشان انت مالكش امان بتغدر، غدرت بصاحبتي وهي اكيد ملهاش ذنب في اللي حصلها، انت عارف وانا عارفة كويس مين هي ليلى وشهد، فضحتها في الحارة ومهنش عليك انها كانت في يوم خطبتك، اقولك بقى انا بكرهك يا زكريا لانك السبب في بعد اختي عني .

انتفض هو من جلسته واردف بلغظة وقال : انا اللي ماليش امان، ولا هي السافلة اللي غدرت بيا وسمحت لواحد يلمسها، انتي بتكرهيني، انا بقى هاقولك الكبيرة، انا اللي هاكون السبب في موتك يا سلمى هاكسر قلبها بيكي، لما تعرف ان اتجوزتك، وهانتقم منك علشان انتي بتحبيها، صدقيني يا سلمى انتي هاتموتي علي ايدي وايد امي، استعدي بقى لجحيم زكريا اللي بتكرهيه .

ذهب صوب باب الغرفة وفتحه بعنف وصاح بأعلي صوته :
يا ماا تعالي هنا .

خرجت مديحة مهرولة : في ايه يا زكريا .

قال زكريت في اقتضاب : مفيش يالا .

لوت مديحة شفتيها في تهكم وامالت على حسني الواقف بجانبها : خلي بنتك تفك بوزها يا حسني، انا ابني مش اي حد، هي بنتك كانت تطوله، دا اخر تحذير ليها .

القت مديحة نظرة غاضبة على سلمى، ثم خرجت من البيت، فور خروجها اندفع حسني بإتجاه سلمى وجذب شعرها في يديه وصاح بصوته الجهور وقال :

_ ايه يابنت ال****، عملتي ايه في الراجل، دا انا هاموتك الليله دي .

صرخت سميحة واردفت بعصبية :. سيبها يا حسني هاتموت في ايدك .

دفعها حسني على الارض وتحدث بغلظة : بصي يابت انا بقولك اهو انتي تتظبطي مع زكريا، هو انتي كنتي طايلة تتجوزي واحد زيه، دا انتي معيوبة وعندك السكر، والعرسان بتطفش لما بتعرف انك عيانة، انا عاوز اخلص من همك وقرفك، ولو فكرتي بس انك تهربي والله لاجيبك ووقتها هاقتلك، فهميها يا ولية انا معنديش عزيز ولا غالي .

ترقرقت الدموع في عيني سلمى عقب حديث والدها، بينما ربتت والدتها على كتفها واردفت :

_ قومي معايا يا سلمى، قومي يا ضنايا اوديكي اوضتك .
************************************
في منزل رامي المالكي .

طرقت صفاء باب غرفة شهد بهدوء، ثم دلفت وجدتها تجلس وتنظر لهاتفها بحزن، اقتربت منها وشاهدت اسم اختها سميحة علي شاشة الهاتف، تملكها الغضب، جذبت الهاتف من يد شهد بعصبية وضغطت علي الزر وقالت :

_ الو .

هتفت سميحة بتساؤل : صفاء .

قالت صفاء باندفاع : اه صفاء اختك اللي نسيتها وبقيتي سنين مبتكلميهاش علشان جوزك المحترم، عاوزة ايه يا سميحة بتتصلي على شهد ليه، سيبها في حالها، انتي مش رمتيها، جاية دلوقتي تسألي فيها، ودا كله علشان خاطر مين المحروس حسني، رميتي بنتك ومسألتيش وصلت هنا ولا لأ، زي ما عملتي زمان وقطعتيني سنين علشان حسني الزفت حالف عليكي بالطلاق، تقاطعي اختك يا سميحة، بقولك ايه اللي ما تعزش عليها بنتها واختها تبقى واحدة مش همها الا مصلحتها وبس، من النهاردة انسي ان ليكي بنت، انسي ان ليكي اخت، بنتك بقت بنتي وانا المسؤولة عنها، ويالا من غير سلام .

اغلقت صفاء المكالمة دون سماع رد سميحة، القت الهاتف ثم جلست بجانب شهد واخذتها في احضانها ظلت تمسد على راسها بهدوء، بينما الاخرى بكت بكاء مرير .

*********************************
في منزل حسني.

نظرت سميحة للهاتف بصمت، ثم رفعت بصرها لابنتها واجهشت بالبكاء، هتفت سلمى قائلة :

_ في ايه ياماما، هو مين كان بيكلمك، خالتو صفاء.

هزت سميحة راسها دون كلام، بينما هتفت سلمى بهدوء : طب قولي هي قالتلك ايه .

قالت سميحة بصوت مبحوح : اقول ايه يا سلمى، اقول ان اختي سمعتني كلام يدبحني، طب اعمل ايه محدش حاسس بيا، ابوكي وماسك عليا شيكات لو خالفت كلامه هايكلم حج متولي يحبسني بيهم و ..

قاطعتها سلمى : ماما هو بابا مكنش سدهم .

اردفت سميحة بغيظ : سدهم الظالم بس ماسكني بيهم، علشان الحج متولي صاحب عمره خلاه يحتفظ بالشيكات وكل ما اجاي اخالفه يجي ويهددني بيهم، انا خلاص تعبت .

زمت سلمى شفتيها في ضيق وقالت :معلش يا ماما اهدي، طيب هو انتي مبتكلميش ليه خالتو صفاء .

ضحكت بسخرية وقالت : ابوكي بردو السبب، بعد موت مصطفى ابو شهد، ابوكي ضحك عليا واتجوزني، صفاء وجوزها مش عاجبهم حسني وكانو شايفينه طماع، وهو حس بكدا، علاقتنا انا وصفاء مكنتش مستقرة اوي، بس جه طلب مني استلف من صفاء ١٠٠٠٠ جنيه علشان محل الجزارة وقتها عليه ديون، رفضت راح ضربني علقة، اضطريت و كلمتها واتوقعت ترفض بس هي كدا صفاء طيبة وافقت، بعد ما اخدتهم بشهر حلف عليا بالطلاق منا مكلماها واقطع علاقتي بيها، انا يابنتي كنت هاعمل ايه بشهد وبيكي، كنت هاروح فين، قطعت معاها وانتو كبرتو و عيالها كبرو ومحدش يعرف عن التاني حاجة، بس هي الصراحة، بعتتلي رامي ابنها مرة سأل عليا، ولما ابوكي منه لله عرف، ضربني وهددني بيكي انه هاياخدك مني، فبعتلها رسالة مع واحدة جارتي متكلمنيش تاني ولا تبعتلي ابنها تاني .

نظرت سلمى لسميحة بغضب : ايه دا يا ماما، ايه ضعف الشخصية دا، انتي ازاي كدا، مضيتي شيكات على نفسك لواحد المفروض انه صاحب بابا، وكمان بابا سدهم وسايبة بابا عادي يزل ويهين فيكي، كمان اختك اللي مدياكي فلوس وانتي بتتهربي منها، انتي ازاي كدا .

انتفضت سميحة بغضب وقالت : دا جزاتي يا سلمى، يعني انا في الاخر استاهل كدا، انا كنت بخبي عنكو ليه، علشان متشلوش همي، بقى انا دلوقتي غلطانة .

هتفت سلمى بضيق : ايوة غلطانة، انتي ضعفك دا ودانا في ستين داهية شهد اهي مشيت وبعدت عننا، وانا هايجوزني لزكريا هو وامه يموتوني .

هتفت سميحة بنبرة مهزوزة : خلاص يابنتي انا هاروحله واقوله انك مش هاتتجوزي زكريا، وانا السجن مصيري .

اغلقت سلمى عينيها بتعب وقالت : خلاص يا ماما انتي عارفة كويس اوي اني مش هارضى تتسجني بسببي و كمان ايه يعني هي جوازة ولا اكتر، متتكلميش مع بابا تاني في حاجة وخليني اخلص.

أومأت سميحة ثم خرجت و ذهبت لغرفتها، دلفت واغلقت الباب جيدا ثم اخرجت من دولابها صندوق صغير فتحته واخرجت منه بعض الصور القديمة، امسكت صورة ثم قالت بصوت مبحوح :

_ غلطت اكبر غلطة في حياتي يا ابو شهد، غلطت بعد ما اتجوزت بعدك، اتهنت، بقيت ابيع بناتي علشان خوفي من ان ادخل السجن، انا خايفة اوي يا مصطفى من اللحظة دي، عشت طول عمري معززة مكرمة، وفي لحظة حياتي اتقلبت جحيم بقيت انام احلم بكابوس دخولي السجن، انا عارفة ان انا انانية لما فكرت ابيع شهد وارميها واهو ببيع سلمى كمان، انا تعبانة اوي يا مصطفى، ومبقتش لاقية حل، حسني بينتقم منك فيا، مش ناسي اللي زمان عملته فيه، بينتقم وانا كنت غبية وصدقته، كلام صفاء اختي طلع صح، انا بتعذب يا مصطفى، حاسة ان نهايتي على يد حسني .

سمعت سميحة صوت حسني الغليظ خارجا، وضعت الصور في الصندوق واغلقته جيدا ثم وضعته في الدولاب، ازالت دموعها تنهدت بقوة وقالت : يارب كون معايا، انا ضعيفة اوي .

*******************************
في منزل كريم .

ضحكت ليلى بصوت خافت ثم قالت : ياااه ياعمي دا اخت حضرتك صعبة اوي .

تنهد جمال ثم قال : يوووه صعبة بس، طب انتي مش ملاحظة اسم كريم وكريمة .

عقدت ليلى حاجبيها وقالت : فعلا لاحظت بس قولت عادي يعني .

هز راسه بنفي ثم قال : لا عادي ايه، انا هاحكيلك ياستي، ناني مراتي عرفت انها حامل فرحنا اوي، جت كريمة قالت لو بنت هاتتسمى علي اسمي، انا رفضت لان كنت ناوي اسميها على اسم ناني، وطبعا كريمة كانت حاسة بكدا فكانت بتغير فأصرت بقى وعلشان ناني طيبة قالت خلاص لو جت بنت نسميها كريمة، جه بقى ولد أصرت تسميه كريم، هي كانت بتعاند طبعا علشان متديش فرصة لناني تسمي ابنها .

ابتسمت هي بتهكم وقالت : مرات حضرتك كانت غلبانة اوي .

هتف جمال موضحا : كانت طيبة يا ليلى، كانت بتحب في تعيش جو فيه سلام نفسي ،مبتحبش تعيش في ضغوطات نفسية ، كانت بتحب تريح كريمة علشان تشتري دماغها .

نظرت ليلى لغرفة كريم المغلقة ثم قالت : هو كريم من وقت ما جينا قافل على نفسه مبيتكلمش ليه .

قال جمال : المفروض انك تكوني انتي الي عارفة، وبدام حسيتي انه مضايق، يبقى المفروض عليكي تروحيله وتسأليه وتحاولي تخففي عنه .

نظرت هي بتوتر لباب الغرفة، ظلت حائرة ما بين ان تذهب وتسأله عن سبب ضيقه، او تتجاهله حتى لا تعطيه أمل في علاقتهم .

*****************************
في منزل شهد .

هتفت شهد بعتاب : حتى يا خالتي لو كان هو وافق انا مكنتش هاوافق، انا مستغرباكي الصراحة ازاي تفكري كدا .

قالت صفاء بتساؤل : وايه بقى اللي انتي مستغرباه يا شهد .

قالت شهد بضيق : انك تفكري كدا، يا خالتي انا اول ما دخلت البيت دا وانا اعتبرت رامي اخويا الكبير، وعمري ما حسيت منه انه بيعاملني معاملة غير اخ لاخته .
ثم تابعت بانكسار : وبعدين ياخالتي في فرق بيني وبين رامي، انا شهد اللي مكملتش تعليميها ودا رامي ما شاء الله محاسب قد الدنيا، في فرق يا خالتي .

قالت صفاء بقلة صبر : بلاش تفكيرك العقيم دا ياشهد، هو اه يانعم التعليم حلو، بس انتي ما شاء الله عليكي بتعرفي تقري وتكتبي، وكمان عندك دراية بحاجات كتيرة اوي في الحياة مش جاهلة يعني، وبعدين يا ستي خلاص انا غلطت لما فكرت كدا انا اسفه ليكو، ممكن بقى تفكي بوزك دا، خلاص انتي و رامي اخوات.

ابتسمت شهد ثم جذبت يد صفاء وقبلتها : بجد انتي احن قلب يا خالتي، ربنا يخليكي ليا، انا عارفة انتي فكرتي كدا ليه، فاكرني يعني لما رامي يزعقلي هاسبله البيت، لا طبعا انا مش هاعمل كدا انا على قلبكو .

قهقهت صفاء عقب جملة شهد وقالت : يالهوي عليكي بتعيطي وتضحكيني في نفس الوقت، يارب تقعدي على قلبي على طول .

قالت شهد بفخر : اي خدمة .

وضعت صفاء كلتا يديها على وجه شهد واردفت : اوعي يا شهد تسيبي البيت دا وانا مسافرة، دا بيتك مش بيت رامي، اوعي يابت، يعلم ربنا اليوم اللي انتي جتيلي فيه وانا اعتبرتك بنتي اللي خلفتها، عاوزة اجاي الاقيكي وبعدين يا شوشو انا عاوزكي تخلي بالك من رامي وحمزة حطيهم في عنيكي .

قبلت يد خالتها وقالت : متخافيش انتي سايبة وراكي اسد، بس وحياتي يا خالتي قولي لرامي انزل معاه المصنع انا بكره القعدة في البيت وكمان اشغل وقتي اللي هو في فالشغل وحمزة في مدرسته .

قالت صفاء بنبرة هادئة : حاضر يا شهد، هاخليه يشغلك معاه، بس خليكي هادية وبلاش مشاكل، رامي خلقه ضيق .

هتفت شهد بحماس : انا مفيش اهدى مني، هاشتغل وماليش دعوة بحد .
********************************
في منزل كريم .

وقفت ليلى امام غرفة كريم حائرة، واخيرا حسمت قرارها وقررت الدخول، طرقت الباب ثم دخلت وجدته يجلس على الاريكة ينظر في هاتفه، اقتربت وجلست على طرف الاريكة واردفت بصوت هادئ :

_ مالك يا كريم، من وقت ما جينا وانت قاعد في الاوضة .

رفع بصره وقال متصنعا اللامبالاة : مفيش .

صمتت ليلى، ترقرقت الدموع في عينيها، ثم قالت بصوت حزين : هو انا عملت حاجة غلط عند عمتك، قولي لو في حاجة غلط عملتها .

رفع كريم بصره واندهش من دموعها ، ترك الهاتف من يديه، ثم اقترب منها وقال بصوت حنون : بتعيطي ليه يا ليلى، قولت ايه يخليكي تعيطي، انا مش زعلان منك ولا عملتي حاجة غلط عند عمتي .

هتفت ليلى بعصىبيه : امال افسر بايه اللي انت عامله من وقت ما جينا، مبوز في وشي، وقاعد لوحدك، انت بتحسسني انك مغصوب عليا، انا مبقتش فاهمة حاجة .

هتف كريم موضحا : لا يا ليلى، انت اللي محسساني انك مغصوبة عليا، علشان كدا بحاول ابعد علشان مضايقكش .

قالت ليلى بحنق : لا يا كريم قول الحقيقة، انت قبل ما تنزل كنت كويس، روحنا عند عمتك قلبت، في ايه .

ابتسم على مجادلتها معه ثم قال : انا زعلت علشان عمتي وكلامها، عمرها مهتتغير، مش عارف بابا عنده اصرار كبير يقحمها في حياتنا .

ابتسمت ليلى من بين دموعها وقالت : يقحمها!!!!، ايه الكلام دا.

شعر هو بالسعادة لابتسامتها، اقترب بخفة، ثم جذب يديها برقة وقال : تعرفي ايه اكتر تلات حاجات حلوة النهاردة حصلت .

بلعت ريقها بتوتر ثم قالت بتلعثم : ايه هما .

اقترب اكثر ونظر مباشرة لعينيها ذو اللون العسلي الصافي وقال بهمس : اول حاجة انك قولتي كريم مش دكتور كريم .
ثم تابع بهمس مع اقترابه اكثر : تاني حاجه انك حسيتي بيا وانا مخنوق، وابتسامتك طلعت تاني ونورت الدنيا .
ثم اقترب اكثر فلم يعد يفصل بينهم انش واحد، قال وهو ينظر لفمها المكتنز : تالت حاجة اني هاعمل كدا ويومي هايتقفل باحلى حاجة حصلتلي .
جذب كريم راسها نحوه وامال على شفتيها ينهل منهما ما يريد .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل السابع
قراءة ممتعة .
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:50 PM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رواية ( شهد الحياة ).

البارت الثامن .


بعد مرور اسبوع .

في منزل كريم .
وضعت الطعام على المائدة ، نظرت بطرف عينيها لكريم ، ثم همست بضيق :

_ بقولك ايه يا دكتور، دا اخر تحذير ليك .

رفع كريم حاجبيه ببرود وقال : تحذير على ايه مش فاهم.

هتفت ليلى بغيظ : لا انت فاهم كويس وعارف، اللي حصل من اسبوع عمره ما يتتكرر يا دكتور، وبلاش نظراتك وابتسامتك بتاعت كل يوم دي .

وضع كريم اللقمة في فمه وقال بهدوء : نظرات وابتسامات ايه شكلك بتتوهمي يا ليلى .

كانت تسكب الماء في الكوب، عقب انهاء جملته وضعت الكوب امامه بعنف فجاءت بعض قطرات الماء على يده وملابسه، رفع بصره لها باندهاش اثر حركتها، بينما هي نظرت له بتحدي ثم قالت وكانها لم تفعل شئ :

_ انا رايحة ادي لعمي الدوا .
*******************************
في منزل رامي .

كانت تدور وراءه مثل النحلة وهي تهتف بضيق : انت وعدتني يا رامي اني اشتغل .

توقف هو عن جمع اوراقه والتفت لها قائلا ببرود : فين دا محصلش، بطلي كدب .

لكزته في كتفه بخفة وقالت : رامي متعصبنيش مش خالتو كلمتك وانت قولت ماشي وفتحت مشروعك المفروض انزل بقى اشتغل .

رفع يده امام وجهها وقام بالعد على اصابعه قائلا : اولا ماما كلمتني وانا وافقت في حالة لما تسافر السعودية هاتنزلي تشتغلي،
ثانيا انا اه فتحت المشروع بس بعمل كام موديل يعني الشغل لسه مبدأش،
ثالثا ودا الاهم بطلي زن علشان انا خلقي ضيق،
رابعا لو الحركة اللي عملتيها في كتفي اتكررت هاكسرلك ايدك .

ثم التفت لجمع باقي اوراقه، بينما هي استطردت قائلة :
معلش يا رامي نسيت خامسا .

حاول جاهدا منع ظهور ابتسامته وقال بجدية : مفيش هما اربع حاجات بس .

قالت شهد ببرود : لا بس خامسا دي عندي بقى .

استدار لها ببطئ ورفع حاجبيه وقال : قوليلي بقى خامسا اللي عندك .

ابتعدت هي بضع خطوات وقالت باندفاع : انك ارخم واحد شفته في حياتي .

فور انتهاء جملتها، فرت هاربة منه، بينما هو ابتسم على طفولتها هاتفا لنفسه:
مش كفاية عليا البيت يا شهد يبقى بيت و مصنع، انا بتعذب في قربك، ربنا يصبرني .
*********************************
في منزل حسني .

جلست سلمى تقرأ القرأن الكريم، لعلها تهدأ، قاطع قرأتها صوت رنين هاتفها، صدقت على قرأتها و نظرت فيه وجدت اسم شهد يضيئ الشاشة، ابتسمت بسعادة ثم أمسكت الهاتف ووضعته على اذنها وهتفت بفرحة :

_ شهد حبيبتي، وحشتيني اوي .

قالت شهد بصوت حنون : وانتي كمان وحشتيني يا سلمى، معلش لو مكنتش برضى ارد، كنت زعلانة منكو ومش قادرة ارد عليكو .

ترقرت الدموع في عينيها وقالت : حبيبتي يا شهد حقك والله، حقك كمان تقاطعينا العمر كله
ثم تابعت قائلة : قوليلي اخبارك ايه واخبار خالتي معاكي .

قالت شهد بحزن : خالتي دي مفيش اطيب منها، دا انا متهيائلي انها اطيب من امي نفسها، ربنا عوضني بجد، عارفة يا سلمى مشيت من عندكو وانا كنت تايهة، كنت رايحلهم وانا ميتة من الخوف يقفلو بابهم في وشي، بس الحمد لله ربنا جبرني اوي، وكرمني بخالتي ورامي .

هتفت سلمى بصوت مبحوح : معلش يا شهد، والله ماما غصب عنها معلش، يالا ربنا يسامح اللي كان السبب .

قالت شهد بقلق: مالك يا سلمى صوتك ماله، اوعي يكون ابوكي بيعمل فيكي حاجة، قوليلي وانا والله اجاي انط في كرشه وميهمنيش حد .

ابتسمت سلمي بحزن وقالت : حبيبتي يا شهد ربنا يخليكي ليا، انا كويسة وبابا مبيعمليش حاجة، بس المهم انتي خلي بالك من نفسك .

تنهدت شهد وقالت : طيب وانتي بردو خلي بالك من نفسك ومتقوليش لماما ان اتصلت علشان متزعلش ان مكلمتهاش .

قالت سلمى بحزن : هو انتي لسى زعلانة منها يا شهد .

قالت شهد بتهكم : هي اللي عملته فيا قليل، اللي عملته دا هايفضل مأثر فيا العمر كله .
ثم استطردت قائلة : يالا انا هاقفل في حد بيرن الجرس، سلام .

ودعتها سلمى بدموع وكانها لاخر مرة تسمع صوتها وقالت : سلام .

ثم اغلقت الهاتف ونظرت له، فسقطت بعض قطرات من دموعها على شاشة الهاتف :

_ هاتوحشيني اوي يا شهد، مش عارفة كنت عاوزة اسمع صوتك اكتر واشبع منه، قلبي مقبوض، استر يارب .
*************************************
في منزل كريم .

جلست ليلى في غرفتها بتوتر شديد، قالت لنفسها: يارب ما تنادي عليا، مش ناقصة اسمع كلام يسم بدني، يارب ...

لم تكمل جملتها ووجدت كريمة تفتح الباب وتدخل للغرفة، رأتها ليلى انتفضت واقفه تنظر لها بتوتر، بينما اردفت كريمة بتهكم :

_ ايه شوفتي عفريت ولا ايه .

ابتلعت ليلى ريقها بتوتر وقالت : لا انا اسفة بس ...

قاطعتها كريمة بحدة : هشش، اقعدي عاوزة اتكلم معاكي

جلست كريمة بتكبر وتعالي، بينما جلست ليلى بتوتر شديد، ثم قالت كريمة بحدة :

_ مش المفروض عرفتي اني برة تطلعي تستقبليني وتخدمي عليا ولا اهلك معلموكيش كدا .

نظرت لها ليلى بصدمة من اهانتها لها وقالت بأدب : البنت المسؤولة برا تخدم على حضرتك، مع ان انا شايفة مالوش لزمة، لان حضرتك صاحبة بيت وتقدري تتحكمي في البيت زي مانتي عاوزة، واهلي علموني واجب الضيافة، بس انا شايفة انك مش طايقني، يبقى مالوش لزمة اخرج واضايق حضرتك بوجودي .

نظرت لها كريمة بحدة وقالت : لا بتعرفي تردي ولسانك طويل، كريم جابك من انهي داهية، انتي ولا من مستوانا، ولا من بيئتنا، معرفش اتهبل في دماغه ولا ايه .

حاولت ليلى التحكم في اعصابها، التزمت الصمت وعدم الرد عليها، نهضت كريمة بضيق وقالت بهمس مسموع : قليلة الادب.

ثم خرجت من الغرفة، فور خروجها انفجرت ليلى بالبكاء .
*****************************
في المصنع .

دلف رامي مكتبه بعد يوم طويل وشاق وجد سامي ينتظره، نظر له رامي نظرة سريعة ثم جلس على مكتبه دون القاء تحيته على صديقه، ابتسم سامي بسخرية وقال :

_ على فكرة انا المفروض ازعل مش انت .

هتف رامي بحدة : خلاص انا وانت زعلانين من بعض عادي حكاية بسيطة .

قال سامي بضيق : انا نفسي اعرف انت زعلان مني على ايه، انت اللي غلطت فيا يا رامي ومش عملت حساب العشرة اللي بينا وفي الاخر رايح تعطي لهايدي بنت عمي الفلوس اللي انت سالفها مني وكانك بتقولي مبقتش عاوز اعرفك تاني .

قال رامي ببرود : عادي يا سامي هي مش بنت عمك والا حد غريب، وبعدين زي مانت عارف انا كنت مشغول بالمصنع وهي بتعطي درس لحمزة، شوفتها وقولتلها وصليهم لسامي بس .

نهض سامي واخذ مفاتيحه وهاتفه واتجه صوب الباب سارع رامي بجذب يديه وقال : انت رايح فين احنا مش بنتكلم .

زم سامي شفتيه بضيق وقال : رايح في داهية، بس قعدة معاك لا، خلاص انا فهمت انت عاوز تقولي ايه .

هتف رامي بتهكم : وانا عاوز اقولك ايه بقى يا فكيك .

ابعد سامي بصره وقال بضيق : عاوز تقولي خلاص الصحوبية ما بينا انتهت .

قهقه رامي عقب انهاء جملة سامي وقال من بين ضحكاته : انت فظيع يا سامي انت ليه محسسني ان انا وانت بنفركش، اهدى يابني كدا .

جذب سامي يده بعنف وقال : طب بطل استفزاز، ولو جدع قولي انا غلطت في ايه .

اخذ رامي نفس طويل ثم اخرجه وقال بهدوء : بص يا سامي انت غلطان، اولا انت عارف كويس اني في الوقت دا ببقى في الشركة، متستعبطش وتقولي اصل انا قولت ان الشاي اتكب فقولت مش هاتروح، لا انت جيت البيت علشان تشوف شهد فضولك اخدك لكدا، والغلط الاكبر بقى يا سامي انك تتكلم عليها وقدامي وكاني ماليش اي لزمة ولا حتى في احترام، ليا ازعل بقى ولا لأ، وعلى فكرة انا في جملة على طول بقولهالك انا بكره اللي يستغباني، وانت مبتاخدش بالك منها، او بتعمل نفسك اهبل وبتتصرف على الاساس دا .

اصاب سامي التوتر عقب كلمات رامي له وقال : وانا بستغباك في ايه، لا حقيقي دا كان وقتها تفكيري .
ثم تابع باندفاع وقال : بس على العموم حصل خير .

ابتسم رامي نصف ابتسامة وقال : حصل خير فعلا .
*****************************
في منزل رامي المالكي .

_ خلاص يا شوشو، كدا فهمتي البيت بيمشي ازاي والمصاريف وكل حاجه .

كان صوت صفاء جاد حازم، أومأت شهد وقالت :
اه ياخالتي فهمت كل حاجة متقلقيش، انا شاطرة والله .

ابتسمت صفاء وقالت : شاطرة بس ايدك سايبة شوية، انتي عارفة يابت يا شهد انتي ماشية بمبدأ ايه .

عقدت شهد حاجبيها وقالت : ايه ؟!.

ضربتها صفاء بخفة على وجينتها وقالت : اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب .

ضحكت شهد بصوت عالي وغمزت لخالتها : طب دا حتى احلى مبدأ الواحد يمشي بيه، انا طول عمري مابشلش هم لبكرة، الواحد بيعيش مره واحدة، هانتعب ونفكر ليه .

وضعت صفاء يديها على فم شهد وقالت : يابت وطي صوتك لهايدي تتضايق .

اخفضت شهد صوتها وقالت بعبوس : مش عارفة البت دي قارشة ملحتي ليه يا خالتي رخمة اوي، ومش عارفة اصلا حمزة بيستحملها ازاي .

ضحكت صفاء بخفة وقالت : انا عارفة هي مخنوقة منك ليه ؟.

هتفت شهد بفضول : ليه يا خالتي؟.

ابتسمت صفاء بمكر وقالت : فاكراكي هتاخدي منها رامي.

عقدت شهد حاجبيها وقالت : اخده منها ازاي لامؤاخذة .

زمت صفاء شفتيها بضيق وقالت : انتي هبلة ياشهد ولا ايه، هي فاكرة ان رامي بيحبك، وهي بتحب رامي وبترسم عليه وعاوزة تتجوزه ورامي بينفضلها فهمتي .

اتسعت عينيها باندهاش وقالت : وربنا انا قولت، البت دي مش مظبوطة وجاية هنا تشقط .

رمقتها صفاء بعتاب وقالت : يابت وطي صوتك، هاتتبسطي انتي لما هي تسمع كلامنا .
ثم تابعت بخبث : بس ايه هي مش هاتبقى هنا وبس هاتروح مع رامي المصنع هاتنزل تشتغل، رامي حكالي امبارح .

تقلصت ملامحها بغضب وقالت : حكالك ايه يا خالتي ايه هايودي البت دي المصنع هي مش مدرسة، ايه فهمها هي في التصنيع والا الخياطة .

هتفت صفاء موضحة : ماهو هايدي ما شاء الله عليها بتفهم بكل حاجة وشاطرة اوي، ورامي هايحتاجها في العلاقات العامة، وبعدين ياستي هي اصلا تبقى بنت عم سامي صاحب رامي .

قالت شهد بحنق : اه ابنك ياخدها معاه المصنع وانا يقولي لما ماما تسافر السعودية .
ثم تابعت في سرها : ماشي يا رامي .
**********************************
في منزل كريم .( ليلا).

تحرك ببطئ حتي لايوقظ من في البيت ، اقترب من باب غرفته ،ثم سمع صوت بكائها اندفع للداخل بسرعة، رائها جالسة على السرير تبكي، ازداد القلق بداخله :

_ مالك يا ليلى .

رفعت بصرها اليه ثم هتفت بحزن : مفيش .

اقترب منها وجلس على طرف الفراش، ثم مد يديه وازال دموعها وقال بصوت حنون :

_ لا فيه يا قلبي، بتعيطي ليه يا حبيبتي .

ابعدت يديه بعنف وهتفت بعصبية : انا مش قلب حد ولا حبيبة حد .

تمالك هو اعصابه وقال بهودء : طيب يا ليلى، في ايه ؟.

ابعدت بصرها عنه، ولكن ما لبثت ثواني ونظرت اليه وقالت بغضب : كريم انا عاوزة امشي من هنا، خدلي شقة بعيد عن هنا، او حتى اوضة فوق سطوح، بس قعدة هنا لأ .

رفع احد حاجبيه وقال : تمشي من هنا ازاي، في ايه يا ليلى ؟

اتتفضت ليلى واقفة وقالت بصوت عالي : بقولك عاوزة امشي من هنا، ايه مبتفهمش ولا ايه، قرفت منك ومن البيت دا وقرفت من الاهانة، عاوزة امشي، طلقني .

الى هذا الحد وكفى، بدأ الغضب يتصاعد بداخله، وعند نطقها لكلمة ( قرفت منك ) رفع يده وصفعها بكل قسوة على وجهها حتى اختل توازنها وسقطت على الفراش، رفعت بصرها ونظرت له بصدمة، بينما احتدت نظراته لها وقال بصوته الجهور :

_ لغاية هنا وبس يا ليلى، اياكي تتخيلي للحظه اني ممكن اعديلك اهانتك، فاهمة والا لأ .

ازالت دموعها بعنف ونهضت مرة اخرى وقالت بتحدي : لا دي مش اهانة يا دكتور، بالعكس دي الحقيقة، انا قرفانة منك ومن نفسي ومن الدنيا كلها، انا قرفانة من اهانة عمتك ليا، انا تعبت مكنش المفروض نتجوز، انت غيري وانا غيرك، انت فوق اوي وانا تحت اوي، طلقني وسيبني.

اردف كريم بتهكم : اطلقك!!، بعد دا كله اطلقك، جايه دلوقتي عاوزة تبعدي عني علشان سمعتي كلام من عمتي ضايقك، طب وانا، انا اللي عشت في حبك سنين، حبك اللي بيكبر جوايا كل ثانية، انا اللي كنت كل يوم بتمنى تبصيلي والا حتى تحسي بيا جاية دلوقتي تقوليلي اطلقك، عارفة ! حاجة واحدة في حياتي ندمت عليها وللاسف مش قادر اتخلى عنها هي بس اني حبيتك في يوم من الايام، اخترت واحدة قلبها جاحد مبتحسش .

امسكت قميصه بعنف وهتفت بغضب : وانت ليه مش حاسس بيا، انا البنت اللي ضاعت احلامها وحياتها، انا البنت اللي اغتصبت بكل وحشية، انا اللي هافضل في نظر الكل حتى نظرك ضعيفة وفيا حاجة ناقصة، اوعى تضحك على نفسك يا دكتور وتقولي ان الحاجة دي مش فارقة معاك، انت ممكن تذليني عليها بعد كدا .

وضع يديه فوق يديها الممسكة بمقدمة قميصه وهتف بهمس حزين : لا يا ليلى عمري ما اعمل كدا، عارفة ليه ؟، لاني بحبك مش بس بحبك انا بموت فيكي، انا بعشقك وبعشق كل تفصيلة فيكي، انا بخليكي تنامي وبقعد اتأمل في ملامحك، انتي عارفة ليه مش حاسة بحبي، لانك للاسف مدقتيش طعم الحب، متعرفيش الحبيب ممكن يعمل ايه علشان يوصل لحبيبته، ممكن يبيع نفسه ومبادئه وكل حاجة بس علشان بيتمنى نظرة رضا وحب من عنيها، علشان يتمنى بس وجودها جنبه .

سالت الدموع مجددا من عينيها وهتفت بانكسار : وانت بعت مبادئك في ايه يا دكتور، بعتها لما اتجوزتني صح، لما تنازلت عن مستواك واتجوزت ليلى الممرضة صح .

ضحك هو بصوت عالي واردف بعصبية تشبه الجنون : هو انا هافضل كام مرة اقولك بحبك، ارحميني بقى، حسيها مني ولو مرة واحدة .

ابعدها عنه بعنف ثم خرج من الغرفة بل من المنزل باكمله، بينما هي جلست مكانها وبكت بكاء مرير، ثم هتفت لنفسها :

_ حاسة بيك، وزمان كنت بحس بيك، بس زمان كان بينا سد، دلوقتي بقى فيه ما بينا الف سد، الحياة مابينا مستحيلة، يارب انت حسبي ووكيلي.
***********************************
في منزل حسني .

كان حسني يقف في المطبخ ويمسك بهاتفه ويهمس :
مش عارف ولية منحوسة صحيح، كل ما احاول اخلص منها مبعرفش .

هتف صوت انثوي بخبث : علشان انت حنين معاها، اجمد كدا يا راجل واديها على دماغها .

اتسعت عيناه بصدمة : اكتر من كدا، دا انا بقالي اسبوع بصبحها بعلقة وبمسيها بعلقة وهي زي الجاموسة تاخد الضرب من هنا وتقول حاضر.

ذفرت هي بضيق وقالت : انت طولت ياحسني، اخرك معايا بعد فرح بنتك، تسجنها بقى تموتها تطلقها تعمل اللي تعمله، المهم انا مدخلش على ضرة ابدا ..

ابتسم حسني بمكر وقال : طبعا يا جميل انت مينفعش يبقى معاك ضرة .

وقفت هي مصدومة، تسمع لكلمات ابيها مع امرأة، اندفعت نحو غرفتها، جلست على فراشها وهتفت بصدمة :

_ بابا، بيكلم واحدة، وهايتجوزها، وبيعمل دا كله علشان يخلص من ماما، طيب مين دي، انا لازم اعرف .
*******************************
في منزل رامي المالكي .

شعرت شهد بالعطش، ارتدت حجابها باهمال، ثم خرجت الى المطبخ، وقفت تسكب المياه، شعرت بانفاس شخص ورائها استدرات بسرعة، وجدت رامي يقف متأملا فيها، هتفت بوجه شاحب :
_ خضتني يا رامي .

حمحم رامي بحرج وقال : احم، معلش كنت جعان بس .

هتفت شهد بضيق : ابقى كح طيب او اعمل اي صوت .

قال رامي بحنق : براحة يا شهد، بقولك كنت جعان.

استدرات تضع الكوب مكانه ثم هتفت بضيق : انا بكلمك ليه اصلا، انا مخصامك .

شعرت بيه يقف خلفها مباشرة، ثم مد يديه وقام بعدل حجابها، توترت هي اثر لمسته، شعر بها وبتوترها، اراد تخفيف حدة التوتر قال بصوت حنون : مالك يا شوشو زعلانة ليه، انا مقدرش على زعلك .

اغلقت عينيها بقوة، تجمدت انفاسها، صوته يديدغ مشاعرها البسيطة، سمعته ينادي عليها مرة ثانية :
شوشو .

فتحت عينيها وهتفت بارتباك : نعم .

هتف هو بهمس : مالك، زعلانة مني ليه.

اغلقت عينيها مرة اخرى وقالت في نفسها : يالهوي عليا، اجمدي كدا يا شهد، هايغمى عليا .

هتف رامي بهمس شديد : شهد .

استدرات مرة واحدة وقالت باندفاع غير مدركة انعدام المسافة بينهم : ايه شهد، شهد سمعت والله، عاوز ايه يا رامي .

نظر لعينيها تحت ضوء المطبخ الخافت، حقا جميلة ملامحها البسيطة، خصلاتها المتمردة من حجابها، جزء من عنقها يظهر له، ابتلع ريقه بصعوبة، حاول ان يكبح رغباته، ثم اردف بهيام متناسيا كل شئ :

_ متنرفزة ليه يا شهد، مخاصمني ليه .

ضاعت هي في نبرة صوته، نظراته لها، ثارت انفاسها، اردات ان ترجع لخلف اصطدمت بالمنضدة خلفها، وضعت يديها تلقائيا على صدره وهتفت بهمس : رامي مينفعش .

اقترب برأسه اكثر واصبح وجهه مقابلا لوجهها ونظر لشفتيها التي تنطق باسمه فيضيع هو في بحور عشقها : هو ايه اللي مينفعش .

ابتلعت ريقها بصعوبة ثم عزمت على فعل شئ، رفعت يدها ببطئ ثم صفعته على احد وجنتيه، اتسعت عيناه اثر صفعتها، اردات الهروب خوفا منه، جذب يديها بعنف وقال :
_ ايه اللي انتي هببتيه دا.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الفصل الثامن
قراءة ممتعة .
بقلم / زيزي محمد


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-03-19, 11:51 PM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



رواية ( شهد الحياة ).

البارت التاسع.


اقترب برأسه اكثر واصبح وجهه مقابلا لوجهها ثم نظر لشفتيها التي تنطق باسمه فيضيع هو في بحور عشقها : هو ايه اللي مينفعش .

بلعت ريقها بصعوبة ثم عزمت على فعل شئ، رفعت يدها ببطئ ثم صفعته على احدى وجنتيه، اتسعت عيناه اثر صفعتها، ارادت هي الهروب خوفا منه، جذب يديها بعنف وقال :

_ ايه اللي انتي هببتيه دا .

هتفت بتلعثم : اعمل ايه يعني منا لازم افوقك.

هزها بعنف وقال بعصبية مفرطة : تفوقيني من ايه يا هبلة انتي ؟

اخفضت بصرها وقالت بهمس : مش انت كنت بتتحرش بيا .

اتسعت عيناه عقب جملتها وقال : بتحرش بيكي، انتي واعية للكلمة دي .

ضربت بكفيها على صدرها وقالت بصدمة : يالهوي يا رامي انت بتتحرش بشهد .

كانت هذة "صفاء"، فنظر لها كلا من شهد ورامي بصدمة لوجودها، فقالت بصراخ : رد عليا انت كنت بتعمل ايه .

هتف رامي موضحا : مبعملش حاجة يا أمي والله .

اقتربت صفاء وقالت بغضب : دي اخرة تربيتي، تتحرش ببنت خالتك يا رامي، دي امانة يا رامي، انت تعمل كدا يطلع منك كدا.

هتفت شهد بارتباك : استني بس يا خالتي، رامي معمل...

قاطعتها صفاء بحدة : بس والله لاجبلك حقك منه، اوعي تخافي .

تقلصت ملامحه بغضب ثم قال : حق ايه يا ماما، انتي هاتصدقيها دي هبلة، انا اتحرش بدي .

شهقت شهد بصوت عالي ثم اردفت بتهكم : ايه ايه يا خويا، هو سكتناله دخل بحماره، غلطان وبتبجح.

جذب يديها بعنف، ثم قال بعصبية : لمي نفسك يا شهد، اصل والله اقطلعك لسانك دا .

هتفت صفاء بحدة وقالت : بقولك ايه يا رامي والله العظيم اللي هاقوله دلوقتي لو متنفذش انت ولا ابني ولا اعرفك، انا بقولك اهو .

نظرت له شهد بتشفي وابتسمت ابتسامة انتصار، بينما استطردت صفاء بنفس حدتها وقالت :

_ بكرا تكتب كتابك على شهد، بكرا تكون مراتك رسمي فاهم والا لأ.

سرعان ما تلاشت ابتسامتها ونظرت لصفاء بصدمة فهتفت باندفاع :

_ بس يا خالتي الله يكرمك، انتي بتقولي ايه، قال اتجوزه قال .

رفع رامي احد حاجبيه باعتراض ثم هتف بحنق : بقولك ايه اهدي بس شوية كدا، اصل انا اللي مرضاش اتجوزك والله .

اقتربت صفاء منهم واشارت باصبعها السبابة في وجههم واردفت بعصبية : الي قولته هايتنفذ، وانت يا رامي لو بكرة الصبح مكنتش كاتب كتابك عليها انت والا ابني والا اعرفك وهاسيبلك البيت دا ومش هاتعرفلي مكان .

تحركت شهد بعصبية مفرطة صوب غرفتها، بينما نظر رامي لوالدته بغضب وقال : في ايه يا ماما ايه الكلام العجيب اللي انتي بتقوليه دا، جواز ايه، انتي ناسية ولا ايه .

هتفت صفاء معاتبة : لا مش ناسية يا رامي، بس انت الي حطيت نفسك في الحتة دي وزنقت نفسك فيها، انا مكنتش هاتكلم ولا هاطلب منك كدا لو انا مكنتش حسيت منك بمشاعر اتجاهها، انت مش شايف نفسك بقيت زي المراهق .

رفع حاجبيه ببرود وقال : مراهق!، على العموم متزعليش نفسك انا هاسيبلها البيت واقعد في المصنع الفترة اللي انتي مسافرة فيها .

هتفت صفاء بحدة : لا يا رامي انا قولت كتب كتاب، وبعدين متزعلش نفسك هاتفضل على وعدك، دا مجرد كتب كتاب وهاتتعاملو عادي ولا كانها مراتك، بس علشان الحرمانية .

زفر رامي بعصبية ثم جز على اسنانه قائلا : يا أمي انا مش هاكتب عليها دي اخر واحدة ممكن اتجوزها .

دخلت شهد فاجأة ثم وضعت يديها في خصرها قائلة بتهكم : ما تهدى ياعم الشبح قال انا اللي بموت فيك وهاموت واتجوزك .

نظر لها رامي وجدها ممسكة بحقيبتها في يديها وابدلت ثيابها، اقترب منها ببطئ وقال مستفهما : انتي رايحه فين؟

هتفت شهد بحنق : رايحة في داهية، مالكش دعوة .

جذب يديها بعنف واردف بعصبية شديدة : شهد انا عفاريت الدنيا بتنطط في وشي، ادخلي اوضتك .

تجاهلته شهد وتجاهلت يديه الممسكة بها ثم وجهت بصرها لصفاء مردفة : بصي يا خالتي انا هامشي لان مبقاش ينفع اقعد هنا اكتر من كدا، قوليله بقى يسيب ايدي .

شعرت صفاء بارتفاع ضغط دمهها، والالام حادة في رأسها، ترنحت في وقفتها، رأها رامي كذلك اندفع صوبها ثم اخذ بيديها، هتف بقلق : مالك يا امي .

قطبت شهد حاجبيها وهتفت بتوتر : ايه يا خالتي، انتي تعبانة والا ايه .

اغمضت صفاء عينيها بتعب وهتفت بصوت مجهد : وديني اوضتي يا رامي .
******************************
في منزل كريم ..

جلست تنتظر عودته، منذ خروجه بتلك الحالة، لم يعد الى الان، هاتفته كثيرا لم يجيب، سمعت صوت باب المنزل، خرجت من غرفتها، وجدته يدلف الى المنزل مترنحا، نظرت له باستغراب :

_كريم انت بتتطوح كدا ليه .

رفع بصره اليها قائلا بصوت ثقيل للغاية : ليلى، انتي مستنياني ؟؟.

اتجهت صوبه قائلة : اوعى تكون شارب حاجة .

ضحك هو بصوت عالي : اه انا شارب حاجات .

زمت شفتيها بضيق ثم همست لنفسها : يالهوي عليا، خليت دكتور كريم يشرب .

تعالت ضحكاته مرة ثانية ثم بدأ بالغناء : يتعلمو، يتعلمو من الرقة، لا لا من القسوة دي يتعلمو ..

حزنت كثيرا ثم اقتربت منه وجذبت ذراعه تسنده، وقف هو عن ترنحه وهتف بنبرة شبه ضائعة : انتي ليلى بجد؟؟ .

ابتسمت هي ابتسامة صغيرة وقالت بصوت هادئ : اه انا .

ترقرقت الدموع في عينيه ثم هتف بحزن : امال ليه بتعملي فيا كدا، ليه قلبك قاسي كدا .

نظرت لعينيه ولتلك الدموع التي يحاول جاهدا منعها، مدت يديها وحاوطت وجهه بيديها وقالت بصوت حنون :
الدنيا السبب هي اللي خلتني اعمل كدا، سامحني .

دفن وجهه في عنقها وقال بنبرة شبه باكية : حبك بيعذبني يا ليلى، ياريتني ما شوفتك ولا حبيتك .

وقفت هي مصدومة من عناقه لها، ابتلعت ريقها بصعوبة، مشاعر كثيرة متضاربة بداخلها، تريد البعد، وفي نفس الوقت تتمنى قربه لها، تشعر بالخوف لعانقه لها، وتشعر ايضا بالاطمئنان في داخل احضانه، ابتعد هو عنها بعدما شعر بعدم استجابتها، ثم استقام في وقفته جاهد للتحرك نحو غرفته دون مساعدتها، استفاقت هي من الشرود في مشاعرها، انتبهت له فسارعت نحوه تجذب يديه وتسانده، نظر لها بطرف عينيه قائلا بصوت هادئ :

_ خلاص يا ليلى هاقدر ادخل اوضتي، مش لدرجادي يعني .

هزت راسها برفض قائلة : لا طبعا هاساعدك يالا.

ادخلته الغرفة ثم ساعدته على الجلوس على طرف الفراش، انخفضت هي بعفوية وجذبت قدمه حتى تقوم بخلع حذائه، جذبها هو بسرعة واجلسها على ساقيه قائلا بحب :

_مكانك مش تحت عند رجلي يا ليلى، مكانك هنا جنب قلبي، عمرك ما تعمليها تاني .

خجلت ليلى كثيرا لوضعها ذلك، ثم هتفت بتلعثم : عادي يعني، انت جوزي ...

قاطعها مبتسما : انا جوزك، اول مرة تنطقيها .

تسرب اللون الاحمر القاني لوجنيتها ثم هتفت : انت عاوز ايه يا كريم .

هتف هو سريعا : عاوزك .
ثم تابع مصححا : قصدي عاوز فرصة، تفتحي قلبك دا ليا، عاوزك تحسي بقلبي، عاوزك تحسي انا بعشقك قد ايه .

تسارعت دقات قلبها ثم هتفت بهمس : مش هاقدر .

جذبها نحوه اكثر ثم دفن وجه في عنقها قائلا بنفس همسها : ليه يا قلبي .

سالت الدموع من عنينها ثم صمتت، رفع بصره نحوها، فهتف بتساؤل : انتي لسه بتحبيه .

هزت رأسها بنفي ثم قالت بحزن : مش قصدي عليه، انا قصدي على اللى حصلي .

مد يديه وازال دموعها ثم طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها قائلا بحب : مش مستعجل يا حياتي، خلينا نمشيها واحدة واحدة، ادي فرصة لنفسك تتعرفي عليا، افتحي قلبك دا ليا وللحياة، صدقيني مش هاتندمي .

صمتت هي كثيرا ثم هتفت بنبرة طفولية : خايفة اوي يا كريم، انا مش بعرف اتكلم، مبعرفش اقول اللي جوايا، نفسي اطلع اللي جوايا، نفسي اعرف اتنفس تاني، انا اتكسرت .

زاد من احتضانها ثم قال بحنو : ايه رايك احجزلك عند دكتورة شاطرة اوي، ودي هاتبقى بعيدة عني وعن اي حد وتحكيلها مشاعرك وتتعالجي .

هتفت بتلعثم : قصدك دكتورة نفسيه، هو انا مجنونة .

حرك رأسه بنفي ثم هتف موضحا : انتي المفروض ممرضة ومتعلمة وفاهمة، مش معنى ابقى مخنوق ومش لاقي حد يفهمني او في حاجة اتكسرت جوايا ابقى كدا انا مريض نفسي بالعكس، اوقات في ناس وانتي منهم مبيعرفوش يحكو اللي جواهم، بس لو لاقو حد غريب عنهم ممكن يسمعهم، صدقيني انتي حالك هيتصلح كتير لو روحتي وحكيتي معاها هاترتاحي وترجعي ليلى تاني .

أومأت رأسها بضعف ثم هتفت بهمس : ماشي، موافقة .
****************************
صباحا
في بيت حسني ..

ارتدت سلمى ثيابها، وقفت في منتصف الغرفة، تحاول كبح مخاوفها، استدرات للخلف ثم نظرت للمرآة، هتفت لنفسها : متخافيش يا سلمى انتي هاتكلميه في وسط الناس مش هايضربك، متخافيش .

دخلت سميحة بوجه متورم ثم هتفت بتعب : انتي رايحة فين يا سلمى .

نظرت لها سلمى بحزن، ثم اقتربت منها ووضعت يديها على وجه سميحة قائلة بحزن : بيوجعك .

ابتسمت سميحة بضعف : عادي يا بنتي، اتعودت يومين كدا ويروق .
ثم تابعت : قوليلي انتي رايحة فين على الصبح كدا .

طبعت سلمى قبلة رقيقة على وجه سميحة ثم قالت بهدوء عكس ما بداخلها : رايحة مع زكريا، اتصل عليا امبارح علشان ننقي اوضة النوم، هاروح معاه علشان لو قولت لأ، هايتصل على بابا وهيبهدلني .

ربتت سميحة على كتفيها قائلة : ربنا يباركلك يابنتي .
ثم استطردت بنبرة حزينة : الا قوليلي شهد مش كلمتك .

تلعثمت سلمى قائلة : ها، لا، بعتت رسالة بطمنا على نفسها .

ابتسمت سميحة بتهكم : بتكدبي يا سلمى، نهايته ابقي سلميلي عليها .

أومأت سلمى برأسها ثم تحركت صوب باب الشقة وهي تدعو بداخلها ان يمر اليوم بسلام، هبطت الدرج ببطئ وهي تفكر في كلامها مع والدها تحاول ترتيبه في ذهنها، تحركت صوب محل الجزارة ملك لابيها، بلعت ريقها بصعوبة، ثم وقفت امام ابيها، نظر هو لها بحدة ثم هتف بصوت غليظ :

_ نازلة عن معادك عشر دقايق ليه يابت .

نظرت له بخوف، حاولت جاهدا اخراج صوتها بنبرة طبيعية : جاية اتكلم معاك في موضوع .

نظر لها بغضب ثم اشار الى المكان : تتكلمي هنا، ماكنتي تستني نتكلم في البيت .

هتفت بتلعثم : مش هاينفع ماما مينفعش تسمع حاجة .

قطب بين حاجبيه وهتف بغلظة : هو ايه اللي امك مينفعش تسمعه .

نظرت للطريق من حولها ثم قالت : هنتكلم هنا في الشارع يابابا.

صمت ثواني ثم اشار اليها لدخول الى المخزن القابع في نهاية المحل، دخلت هي بخطوات مبعثرة قليلا، ينتبها شعور بالخوف من ردة فعله، ولكنها عزمت علي ما بداخلها .
***************************
في منزل رامي المالكي .

جذب يديها بغضب ثم هتف بحنق : بقولك اقفي كلميني، في ايه يا شهد ما تتظبطي .

استدرات شهد ثم هتفت بضيق : عاوز ايه يا رامي، خليني ادخل لخالتي واديها الدوا ربنا يهديك .

زفر هو بعصبية قائلا : اقفي وكلميني عدل .

وقفت على مضدد ثم قالت : اهو نعم .

اخذ نفس طويل ثم اخرجه ببطئ قائلا بهدوء : انا مش عاوزك تزعلي ماما، لو قالتلك جواز قوليلها ماشي، انا خايف عليها ، طول الليل نايمة بتعيط وضغطها عالي، بحاول اراضيها ومش راضية، انا عمري مازعلتها ولا اقدر اعمل كدا، انتي مش عارفة هي بالنسبالي ايه، دي كل حياتي .

سرعان ما تجمعت الدموع في عينيها وهتفت بنبرة شبه باكية : طب مانا كمان بحبها اوي، انا اعتبرتها مكان امي اللي رمتني، بس يعني اللي خالتي بتطلبه مني صعب، في حد بيتجوز اخوه .

صدمته هي بجملتها الاخيرة، ابتسم بسخرية : معلش يا حجة شهد، اتنازلي واتجوزيني، معلش يا سنيورة يا كونتيسة يا برنسيسة، مش انتي السبب في كل دا، بقا انا امبارح بتحرش بيكي .

ازالت دموعها بقوة وهتفت بتحدي : اه انت امبارح كنت بتتحرش بيا .

رفع حاجبيه باعتراض ثم جذبها نحو غرفته المجاورة لغرفة صفاء، مغلقا الباب خلفه والصق ظهرها للباب وحاوطها هو بجسده، لم تدرك هي هجومه المفاجئ عليها في ثواني ولكنها شعرت بيه يقف امام وجهها ويديه ارتفعت وتمركزت على احدى وجنيتنها يداعبها بلطف قائلا بمكر :
_ انا قررت اوريكي يعني ايه اتحرش بيكي، اصل انتي عندك حول تقريبا في مفهوم التحرش .

حاولت هي دفعه عنها ، قائلة بتحذير : ابعد عني يا رامي، اصل اصوت والم الناس عليك، انت ايه اللي حصلك، مانت كنت عاقل .

هتف بهمس : مش عارف مالي بشوفك ....

اتسعت عيناها بصدمة قائلة : اوعى انت بتحبني يا رامي .

ضربها على رأسها بخفة ثم هتف بمكر : هو انا مش لقيت الا انتي واحبك، هو انا مجنون .

دفعته بغيظ، ثم هتفت بانفعال واضح على ملامحها : اصمالله على جمالك، دا انت حتى اسمك رامي .

خرجت من الغرفة بغيظ، بينما وقف هو مكانه يستوعب جملتها له، تحرك نحو المرآة نظر علي صورته المنعكسة ثم هتف : طب والله حلو، هي البت دي متخلفة ولا ايه، ومالو اسمي .
***************************
عند سلمى .

لوى حسني يديها خلف ظهرها بعنف : بتصنتي عليا يابت .

هتفت هي ببكاء : والله يابابا غصب عني، سمعتك غصب، سيب ايدي هاتتكسر .

زمجر حسني بحدة قائلا : دا انا هاكسرلك راسك، اوعي يابت تتخيلي انك ممكن تهدديني انتي مش عارفة انا ممكن اعمل فيكي ايه ..

شعرت هي بالام حادة في ذراعها، حاولت جاهدة ان تفلت نفسها من يد ابيها ولكنها فشلت عاودت هي التوسل له بان يتركها : بابا بالله عليك سيبني، خلاص مش قادرة ..

دفعها حسني بغضب نحو الارض، اصدرت آه إثر اصدامها بالارض الصلبة، ثم هتف حسني بصوته الجهور : اسمعي يابت مش المعلم حسني هاتيجي حتة بت زيك وتقولي اعمل ايه ومعملش ايه، دا انا اقتلك واخلص منك وامك قبلك، انا رد سجون يابت .

تراجعت هي بخوف ثم هتفت بتلعثم : انا يابابا كل اللي بطلبه منك انك ترجع عن قرارك بالجواز من واحدة تانية، علشان خاطري، انا هاتجوز زكريا علشان خاطر امي .

ابتسم حسني بمكر ثم قال : خلاص طول مانتي حلوة كدا وبتسمعي كلامي مش هاتجوز على امك، ولا هاعمل فيها حاجة، يالا قومي ظبطي نفسك علشان خطيبك زمانه على وصول .

*****************************
في منزل رامي .

هتفت شهد بعتاب : كدا يا خالتي تتعبي علشان تعرفي معزتك في قلبنا يعني.

نظرت صفاء للجهة الاخرى ولم تعطيها رد، بينما تنهدت شهد وقالت بهدوء يشوبه المشاغبة : انتي مقموصة يا صفصف .

نظرت لها صفاء بصدمة : صفصف!!، انا بلعب معاكي يابت ياشهد .

ضحكت شهد بخفة ثم اردفت بسعادة : ضحكت عليكي خليتك تتكلمي .

هتفت صفاء بضيق : والله انتي عيلة، انا مش هارد عليكي .

زفرت شهد بحنق : مالك يا خالتي انا مش عارفة افرفشك، طب قوليلي انتي عاوزة ايه علشان ترضي عليا .

هتفت صفاء بهدوء : انتي عارفة كويس انا عاوزه ايه ؟.

استغفرت شهد في سرها ثم قالت بنفاذ صبر : ياخالتي والله ما ينفع، رام ..

قاطعتها صفاء بحدة : اسمعي يا شهد انتي جيتي البيت دا واعتبرتيني امك، طيب يابنتي انا امك وبقولك لازم اجوزك انتي ورامي، متخافيش كتب كتاب بس علشان اضمن ان مفيش حرمانية عليا ولا عليكو، وبعدين انا كدا هاطمن عليكي اكتر، انا الله اعلم هارجع امتى، لغاية ما ميمي تقوم بالسلامة وتشد عفيتها وتبقى كويسة، من دلوقتي لغاية ما ارجع لازم اطمن عليكي .

طوقت شهد وجه صفاء بيديها ثم قالت بنبرة حنونة : يا حبيبتي والله لو امي ما هاتعمل كدا، حاضر يا خالتي مش هازعلك، اللي انتي عاوزاه هايحصل كله، بس احنا اخوات وبس، وكمان محدش يعرف نهائي بجوازنا، ماشي .

أومأت صفاء بسعادة ثم قالت : حبيبتي يا شهد، بس احنا لازم نتصل بامك وتعرف .

هتفت شهد بتهكم : قال يعني هايفرق معاها، براحتك كلميها وقوليلها .
*****************************
في احد المستشفيات .

جلست كريمة بتعالي في احدى غرف المشفى ثم جاءت اليها كبيرة الممرضات بملف، و وضعته امامها باستيحاء وهتفت بنبرة مهذبة :

اهو ياهانم ملف ليلى من وقت دخولها المستشفى لغاية دلوقتي.

اخذته كريمة بطرف اصابعها، ثم نظرت فيه نظرة سريعة، رفعت بصرها وتحدثت بعنجهية : البت دي نظامها ايه في المستشفى، سلوكها ايه مع الدكاترة .

لوت كبيرة الممرضات شفتيها : حسرة عليها هي كانت محترمة وطيبة ومخطوبة لموظف في الصحة، بس يعني حصلها مصيبة ضيعتها على الاخر .

ابتسمت كريمة بمكر : اه قوليلي بقى اللي حصل بالظبط واياكي تسيبلي معلومة واحدة .

ثم اخرجت من حقيبتها رزمة من المال ووضعتها امامها، فرحت الاخرى بسعادة قائلة : من عنيا يا هانم، هاقولك من طقطق لسلام عليكو .
ثم تابعت قائلة : بصي ياهانم في يوم .......
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى البارت التاسع .
قراءة ممتعة
بقلم / زيزي محمد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.