عيناها أجادتا الكتمان

[Heba Atef]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تنويه : هذه القصة جاءتني فكرتها من فيلم عربي كوميدي قديم احبه كثيرا وهو فيلم لشادية وصلاح ذو الفقار بعنوان (مراتى مدير عام) ..

قصتي مختلفة تماما عن الفيلم واحداثه .. اتمنى ان اوفق بطرح فكرتي وتعجبكم

السرد حيكون فصحى والحوار باللهجة المصرية

نبدأ بسم الله

الفصل الأول

تتهادي بخطواتها بأرجاء الشركة الفسيحة تتابع أعمال الموظفين القابعين خلف مكاتبهم ، منهمكين فى اعمالهم ولا يدرون عن تقافز دقات قلبها فرحا بما وصلت إليه .

طفلة فى ثوب الثلاثين ، تكاد تنقر الأرض من فرط سعادتها ، فهاهي وصلت الى مقر الشركة الرئيسي الذي يعمل به زوجها العتيد ، والذي طالما تمنت أن تنقل إليه بدلا من الفرع الآخر فى أقاصي المدينة والذي كانت تعمل به بكل اجتهاد وتفوق ، اجتهدت فى دراساتها الإضافية و تدرجت وظيفيا حتي وصلت لمرتبة ( مدير عام ) لكنها طلبت أن تنقل الى الفرع الرئيسي علها تكون اقرب الى زوجها ورفيق رحلتها وحبيبها فتملئ عينيها وقلبها من رؤيته يوميا بدلا من ساعات الفراق التى تحتملها بمشقة يوميا .

نجلاء ، فتاة فى الثلاثين من العمر ، بأعين زرقاء ووجه مليح ينبض بالحيوية والطفولة ، وقد يكون وجهها هو أبرز ما لفت انتباهه لها وهى تتهادي بالجامعه بالعام الأول لها من الدراسة وهو على مشارف التخرج ، ( خالد ) شاب وسيم الطله ، مبتهج الروح يعشق الضحك و نطاقه الاجتماعي يتسع لحدود مجرة درب التبانة والمجرات المجاورة ، يساعده فى ذلك لسانه المعسول وخفة ظله العالية ، وقد يكون هذا ما جذبه بها منذ أول نظره ، انطوائها وخجلها التام وعدم اقترابها من محيطه أيا كان السبب ، وهذا أيضا السبب وراء اقتراب جميع بنات حواء من هذا المحيط ... وسعادته بذلك سبب اضافي .

***********

شهر مر منذ استلامها العمل بالمقر الجديد وذلك دون أن يعلم زوجها المصون أنها انتقلت الى مقر عمله ، او انها اصبحت ( المدير العام ) الجديد ، مديره العام الجديد " واحدة ست " ويصادف أنها " مراته " .

ولم يعلم حتي مع خروجه اليوم باكرا لعمله أي تغير أو تطور ظهر على طلتها أو ملابسها ،، فهو كالعادة لا يدقق فى التفاصيل ، أو بالأحرى ( تفاصيلها هي بالذات ) ، رغم قربه من تفاصيل كل تاء تأنيث تمر بحياته .

وهى كالعادة لم تلتفت لكل هذه الهفوات ، مبلغ همها أن ترى فرحته كما فرحتها بوجودها الى جواره فى مقر عمله ، ظنا منها أنه برضاه عن عملها ودراستها يشجعها ويستطيب له رؤيتها بأعلى الدرجات .

بملابسه ومظهره وفطوره اهتمت ،، وابنتها نالت من نصيب اهتمامها كما نال أباها أيضا ، متفانية هي فى حق الجميع لا تنسي ولا تتناسي .

منذ بدئت العمل وهي تجول بعينيها بين الأدوار والمكاتب والبشر ، فوجئت بالمحيط النسوي حول زوجها ، وصيته وسطهم كمطمع لماله وجماله وخفه ظله ، نار نشبت بصدرها وقلبها وحدسها يخبر ويلح .. الآن وقت الشعور القوي بالخطر .

و لأول مرة تلحظ الفرق بينها وبين العديدات من بنات جيلها العاملات ، فهي ورغم احتشامها و رقي مظهرها ، الا انها تظهر متزمته كموظفة عجوز أوشكت على تسوية معاشها ، مظهرها العام يجعلها لا تناسب سنها ولا مكانتها ولا حتى طبيعتها العفوية المرحة

دئبت من اليوم الأول على الملاحظة والاهتمام بعين الحرص ، حتي تطور من مظهرها وتستغل فترة غياب زوجها عن المنزل والعمل فى مهمة تابعه للشركة اقتضت تغيبه لنحو شهر كامل ، استغلته اروع استغلال فى تحولها الكامل ، مظهرا وجوهرا حتي تجدد من روتين حياتها وزوجها وتواكب النقلة الجديدة التى جدت عليهم بترافقهم سويا بالمنزل والعمل بعد ، والآن هى فى طريقها لعملها الجديد تتآمل تأثير المفاجأة على زوجها و تمني نفسها برد فعل يفوق الخيال !

***********

يقف مع صديقه المقرب ( أكرم ) فى مواجهة النافذة الزجاجية العريضة الخاصة بمكتبه ، يسمع منه ما فاته من أخبار المؤسسة فى غيابه و عقله تائه فى التغير الطارئ عليها ، لما و لما الآن تحديدا !

هل شعرت بما ألم به من فتور تجاه علاقتهما ، هو لاينكر أنه يحبها بل أنه لم يحب سواها صدقا .

ولكنها رتيبة المشاعر والأفعال وردود الأفعال ، متوقعه على نحو لا يصدق ، فقد معها احساسه بالمغامرة وقت أن لهث خلفها فى أروقة الجامعه ليعرف لم تتهرب منه ولا تلقي له بالا ، سنة كاملة يصول ويجول حتى انتصر وفاز بها ، تلك الخجول الناعمة التى أبهجت حياته ورافقته رحلة كفاحه و أسعدتها بابنته المليحة كأمها .

والآن وبعد مرور سنوات وهي لا تتغير ولا تتبدل بنفس النظام والروتين والأفعال والأقوال ، وهو !

هو متجدد بشبابه وطلته وشخصيته ،، يرى نظرات الآنبهار بأعين الجميلات ولكنها فى عينها مجرد نظرات معتادة ،، قد تكون نظرات تقدير وحب ولكنها لا تكفي ،،لم تعد تكفي

تغيرها كان ملحوظا أثر به ولمسه ، ولكنه لم يغير من حقيقة الأمر شئ ، ماذا تعني بضع قطع تلبسها ولكن روحها يتلبسها نفس الثوب الممل .

انتبه لأكرم وهو يحكي عن المديرة الجديدة ، شابة أصغر منه بالعمر كما فهم ولكنها شعلة نشاط وذكاء ، أبهرت العاملين جميعا بأسلوبها ورقتها وذكائها ، يتطلع حقا للتعرف عليها لتكون نصرا جديدا .. يشهده فى أعين النساء الجميلات دوما ، فلا بأس من رؤيته بأعين النابغات منهن .

لم ينتبه لا هو ولا صديقه أثناء حوارهما لذلك الباب المفتوح ومن تقف أمامه كمن تتطلع لاستلام جائزة التفوق وتري نظرة الفخر فى أعين محبيها ولكنها للحظة توقفت قبل الاستئذان لتسمع ماكان بالبال ولا الخاطر !!

" بس تعرف يا خالد شدتني اوي فكرة الست الناجحة فى شغلها وبيتها دي ، حاجة تشرف بجد ، المديرة الجديدة بيقولوا انها متجوزة تخيل دي بقي مصدر فخر لجوزها وبيتها ازاي ، وبشكلها دة مؤكد بيتها وجوزها على سنجة عشرة "

ضحك لكلام صديقه و رد ساخرا

" يا ابني اللى بتقوله دة كلام انشا ، على رأي بتوع السوشيال ميديا شغل فيمينيست بقي ، شوية شوية هتقولى دي استرونج اندبندت هنا و ( وومن ) على حق ربنا ف بيتها ،، ابقي قابلني "

" الله !! وليه لاء ، وبعدين هو انت مش متجوز ، واهو مراتك موظفة زيك وانت كل يوم ماشاء الله عيني عليك باردة ،، وانت عينيك ع الستات يمين وشمال ، يبقي العيب فى مين بقي ! "

تعالت ضحكاته ورد بسخرية لاذعة قطعت من الوريد للوريد فى الواقفة خلفهما تتابع فى صمت

" مراتي !! يا أخي اتق الله ، دا انا بحمد ربنا ان انا ومراتي مبنشتغلش ف مكان واحد ولا حد يعرف عني اني متجوز غيرك أصلا ،، ، بقي انا اسيب هنا والمية والخضرة والوجه الحسن ، واروح اشتغل مع مراتي عشان تقفلى أيامي وحياتي فى البيت والشغل !!

ولا هي تيجي هنا بقي وتبقي طبلت ، والبنات الحلوين القطاقيط يشوفوها ويعرفوا اني متجوز ،، ينهار أزرق !! ولا الأدهي بقي لو بهتت عليهم وقلبتلنا المؤسسة صحرا .. يا ابني انا لو مراتي شافت كم الألوان اللى هنا دي ممكن يجيلها زغللة فى عنيها ولا الاكستينشنز اللى ماشيين نتكعبل فيها دي ممكن تنهار عصبيا ،، دي مبتفكش ضفيريتها الا فى العيد الصغير والكبير وعيد تحرير سينا "

ضحكات عالية تراقصت عليها دقات الموظفات المارات بجانبها مرورا بمكتب الوسيم العازب كما عرف عنه وسطهم ، و تراقصت عليها أنياط قلب الواقفه خلفهم تبكي وتنوح على كل ما مرت به وعاشته فى حب هذا العابث الكريه .

التفتا سويا ليلحق كل منهما بعمله ليتفاجئا بالواقفه كالتمثال الشمعي أمام الباب ، لينظر كل منهما اليها وان اختلفت النظرة

فى حين رأها اكرم بعين الاحترام والتقدير للمديرة النابغه و ابتهج لمرئاها وهو يتقدم ليعرفها بزميلهم الغائب والذي تصادف كونه مساعدها ونائبها بالعمل ..

ذلك الذي تسمر واختفى الوجود من حوله ورأي ما غاب عن عين صديقه وأحرق قلبه على اعينها الكسيرة التى تلمع بدمعات تحرق أجفانها وتحارب لتنزل معبرة عما يجيش بداخل صدرها من نار .

" أهلا أهلا مدام نجلاء ، والله لسه كنا جايبين فى سيرتك ، خالد زميلنا والنائب بتاع حضرتك ، لسه راجع النهاردة وكنت بحكيله عنك وازاي اثرتي بوجودك معانا فى المدة القصيرة دي ، ماتسلم يا خالد مالك متسمر كده ليه !! "

بذهول اقترب اليها يتيه فى بحور عينيها لا يعلم ماذا سمعت وماذا يقول وماذا يفعل ،، ما الذي حدث هنا !!

" أهلا .. "

أجلت صوتها لترد فى حياديه علها تحفظ ماء وجهها بعد ما سمعت

" أحم ،، أهلا .. أهلا بحضرتك .. "

أردف أكرم ولم يع حتى الآن ما يحدث من حوله

" والله يا سيادة المدير احنا مش قادرين نوصفلك فرحتنا وآمالنا العالية بوجودك معانا وصدقيني مش بنافقك بس حضرتك جديرة بالتقدير فعلا "

كانت تتمني وهي تسمع كلمات المديح هذه ان تري فى عين زوجها الفخر بها وبما وصلت اليه به ومعه ، ولكن صدمته بما يحدث وانطباعه الذي عبر عنه بكل اريحيه قبل قليل حجبا عن عينيها اي مشاعر قد تكون ظهرت في خاصته

فى أقل من لحظات اعتصرت ذهنها النابغ الذي أثار تعجب وفخر المؤسسة بأكملها ، لتصل الى وجهتها الأخيره ، لتغلق على نفسها كل أبواب الجحيم التى عذبتها سنوات واغفلتها ، وأحرقتها للشهر الماضي وتجاهلتها فداء له

" أنا شاكرة ليك شعورك الطيب دة يا مستر أكرم ، وكان نفسي أطول اكتر من كدة معاكم ، ،، كان نفسي فعلا أكمل ،، بس .. بس للأسف .. الرحلة خلصت لحد كدة .. أنا همشي "

قالتها وعينيها تتجاهل عيناه وكله ، لا ترغب فى العودة لما كان لا ترغب فى المتابعه الى هنا وانتهي صبرها وانقطع يقينها بالعودة

ولم تدري عن ذلك الذي انتفض كمن به مس .. يعلم .. بل يوقن .. أن كل ما قيل موجه اليه ، بشكل أو بأخر هو له حرفيا ،، تعنيها بكل ما نطق بها

ولكن لم يشعر بهذا الاحتراق الجاثم على قلبه ، ألم يكون قد قرر أن يصارحها ، أن يخيرها بين اكمال طريقه منفصلا ولها حرية البقاء او الابتعاد ولكن طريقه سيكمله بمفرده فلم يعد يستطيع المتابعه .. لم اذن هذا القهر بقلبه !!

هل أخطأ .. هل تسرع.. لا يعلم ،، ولكنه يوقن انه على وشك خسارة كبيرة .. خسارة قد تعصف بحياته فلا يقيم له قائمة بعدها

" عن اذنكم .."

قالتها فى هدوء ورحلت مخلفة وراءها زوبعه من الفكر والخوف والاستغراب .. غادرت لتنجو بما تبقي منها ولا يهم ما دون ذلك

***************

للحكاية بقية .. هل من متابع !!

روابط الفصول

الفصل الأول .... اعلاه

الفصل الثاني

الفصل الثالث ج1
الفصل الثالث ج2
الفصل الثالث ج3
الفصل الرابع ج1
الفصل الرابع ج2
الفصل الخامس

[كاردينيا الغوازي]

ما شاء الله هبة جديا اعجبتني ... صارلي كثير جدااا ما قرأت وتابعت الان صدفة قلت اقرأ البداية وما حسيت الا خلصت للنهاية
الف الف مبروك .. بداية حلوة جدا واسلوب شيق ...
اتمنى تكمليها رواية طويلة لان فيها كثير ممكن تقوليه
منورتني بوحي الاعضاء حبيبتي

[رغيدا]

الف مليوووووون مبروك يا هبة... بداية جميلة ومشوقة... واضح انك مش بس مصممة موهوبة لا كمان مدكنة موهبتك الروائية... بانتظارك يا قمر

[قصص من وحي الاعضاء]

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

المشاركة هل هي مقدمة ام فصل اول؟

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...
(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

[قمر صفاء]

جميلة جددددددا
بداية رووعه عنجد أسلوب حلوو
متابعة معك ومنتظرة التكملة
❤❤

[قمر الليالى44]

متابعة طبعا

حبيتها الحكاية لأنها ذكرتني بالقلم القديم لانى من عشاقه مراتي مدير عام
بالتوفيق لكى والف مبروك

[Malak assl]

هبااااوووي الغالية .. بسم الله عليك متابعة معاك اكيد ياقلبي ..

الفكرة حلوة ..
مع اني شايغة الفلم بس قصتج احسها غيررر
كل التوفيق قلبي ..

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

الف الف مبروووك يا هوووبة
المقدمة رائعة يا قمري وفي المستوى جدا
حبيبت البداية مع اني كرهت السيد الزوج المحترم
في انتظارك يا حبيبتي ويارب تكمليها على خير

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

[rontii]

واااااااااو يا هوبة
اولا الف الف مبروك
بجد اسلزبك مميز شيق و جذاب سلس
حكاية قريبة للقلب و احداث بتحصل بكل بيت الفتور التعود المسؤلية اللي بتخلي للحياة الزوجية رتيبة و مملة
متشوقة جدا لباقي الاحداث