💖💙الحب رايح جاى 💚💜 فعالية رمضانية:اسفة وإيمان عمر*مكتملة&الروابط*

[Just Faith]

النت وعاميلة السوداء

خلاني انعزل

بس يجددوا الباقة بكرة وهتلاقوا احلى كلام

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووه

[Just Faith]

اليوم بأمر الله الحلقة الأولى

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووه

[الأسيرة بأفكارها]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith

اليوم بأمر الله الحلقة الأولى

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووه

في الانتظار بحماس كبير جدا...
قبلاتي وتحياتي لك ...
💞💞💞💞

[Just Faith]

الحلقة الأولى

بقلم: إيمان عمر (Just Faith)

ترقص مع المطر

********

ملخص داخلي :
انتهت من النظر لشبيهتها التي تتراقص يومياً وهي تحترق ..تتبخر بهواء صيف شديد الحرارة .. ولم ترحمها حتى شمس الشتاء الشاحبة دائماً تهزمها بينما هي لا تفعل سوى الرقص ..لم تنل صرختها ولكنها تعود باستماتة اليوم القادم تتراقص على زجاج النافذة بإستماتة لتلقي مصيرها المحتوم فتحترق..

خرجت من منزلها لديها شعور أنها ستلقاه اليوم .. ككل يوم تنتظر حتفها !!..

هل تلقى قاتلها الأبدي الذي ينحرها كل يوم بأحلامها ؟!

هل سيتجسد لحقيقة ويحتضن ماضيها ؟!

وهل هي مستعدة لمواجهته لو عاد إليها !!

القصة:

ما إن تيقظت حتى ارتفعت اهدابها كعهدها بنفسها منذ الصغر لتنظر لشبيهتها والتي منها استمدت أسمها ها هي تبرق على زجاج النافذة الخارجي ترتجف منتظرة مصيرها الأزلي..الإحتراق ولكنها تعود مجدداً تقف أمام اشعة الشمس باستماتة هي وأخواتها ولكنها تبخرها في الفضاء ماذا تنتظر قطرة ندى لهيب محرق ؟وماذا بيدها غير الصراخ؟ربما تسمع استغاثتهاوهي تتبخرللسماء!

"ندى..ندى "نداء حاني جعل الصغيرة داخلها تمتعض في فراشها الدافيء تتمنى أن تتمسك بغطائها الناعم حتى لا تجبر على تركه مما جعل الرفض يصل للام التي ابتسمت في تحرك ايجابي بسيط بازاحة هذا الغطاء الوثير وهي تقول لها مكررة "ندى أفيقي ان جارنا لن ينتظرك هكذا سيقل اولاده بالسيارة وانت ستضطرين للذهاب سيراً على الأقدام حتى محطة المترو فنحن بمنطقة زراعية رغم أننا في حدود المدينة ".

عند هذا الحد طوحت ندى بطانيتها وهي تقف باندفاع مدركة ان السير في الجو الماطر ليست متعة وخاصة بعد امطار الأمس والمسافة المرهقة التي قد تصل لثلاثة كيلو مترات "حقاً.. حقاً أمي " مدت السيدة أزهار اصابعها لخزينة ملابس جانبية صغيرة

لتجلب الزي المدرسي المعلق في مشجبه هناك بعناية حرصت عليها دوماً

لا تعرف للآن لماذا تعذب نفسها بالذكريات الحانية رغم فراق أمها بالرحيل الأبدي عندما أرتقت روحها لعنان السماء بعد فترة مرض عانى منها الجميع معها يكفيها هي وأبيها أن أمها أزهار لم تكن تظهر أي من تعبها أو حتى آلمها لهما .. دائماً حرصت على ابتسامتها المشرقة .. جذبت هاتفها لتغلق صوت المنبة الذي على بصوت أمها تكرر لها هذا الحديث كل يوم ربما لأنه كان مصدر سعادة لها أن تذهب بالسيارة.. ربما لأن هذه الفترة كانت بلا هموم بعدها كبرت وأدركت ما في الحياة من آلام .. تلك السيارة التي كان أبيها يدفع أجرة ركوبها بأن يتنازل عن قيمة أصلاحها لجارهم ..نظرت لساعة هاتفها وجدتها قاربت على السابعة .. لابد لها من التحرك بسرعة وإلا لن تلحق جهاز البصمة اللعين .. الذي تمقته حقاً..

قفزت خارج فراشها .. سحبت منشفتها التي تركتها أمس على حافة الفراش ليبدد دفء الغرفة ما علق بها من بلل بعد إستعمالها إياها ..
************

بعد دقائق كانت ندى تقف أمام زجاج نافذتها.. ترتدي ملابسها البسيطة بلوزتها الصوفية المحبوكة من غرز صنعتها لها والدتها باستخدام الأبرتين الخاصين بالتريكو هاتفة لها وقتها :" لقد صنعتها لك كبيرة حتى تظلي ترتدينها فتدفيء جسدك .. وقتها أعلمي أنه انا أحتضنك ". جاهدت نفسها حتى لا تبكي كلما تعننت الذكريات فتجلب داخل قلبها الهموم ..

بيدها كوب دافيء من الشاي الممزوج باللبن والعسل كما تحبه ترشفه بهدؤ .. كما كانت تتمنى النزول أمس لترقص تحت المطر .. كم تمنت ان يكون صديق أبيها هنا ليجلس معه فتستطيع هي الفرار من أحزانها ومن خيباتها تحت المطر .. ليس بالضرورة الرقص مع المطر فلم تفعلها سوى مع أمها فوق منزلهم القديم وسطحه الفسيح ..أما هنا فالشقة ضيقة ولا تتسع لشيء حتى السطح مغلق له أصحابه .. متجمدة مسلوبة الإرادة مأخوذة بقطرات الندى المتجمعة على الزجاج الشفاف بالخارج تتراقص في لهفة لتحترق باشعة الشمس التي بدأت تتسلل على إطار النافذة هاهي تزحف إليها وتلك القطرات الغبية لا تفعل شيئاً سوى الإنتظار لتتبخر فقط تتبخر في صمت سرحت بالتمعن بالمنظر الساحر الذي رغم اعتيادها عليه كل يوم ولكنها تتألم للقطرات الذبيحة ايضاً كل يوم لا تعرف لما تربط بين القطرات الذائبة وبين نفسها..

ربما كان السبب هذا اليوم البعيد الذي سألت فيه أمها "ما معنى قطر الندى الذي احمله كأسم أليس القطار بشع وضخم فإن صديقتي بالمدرسة تبكيني كل يوم وهي تشير للسيارة الكبيرة التي تحمل داخلها ناس كثيرين وتقول لي هذا انت "..

يومها ضحكت امها حتى كادت تسقط جالسة على السرير الصغير الخاص بندى وكان الوقت في البكور مثل هذا الوقت ولم تجد امها غير الإشارة لقطرة ماء تتخذ لها ملجأ على الزجاج الخارجي لنافذتها "هذه انت" نظرت ندى يستفزها اجابة امها قطر الندى قطرة ماء فقط وبلمحة اختفت تلك القطرة ما ان سقطت عليها اشعة الشمس ومن لحظتها ظلت على عهد مع قطرات الندى تدرسها وتحلل بعقلها الاصغير انقى انواع الماء وهي تذهب سدى في مواجهتها مع الشمس ..

شهقت ندى باجفالة اخرجتها من شرودها لترمي بها لشرود جديد "وامها تعدل لها من ضفيرتها الطويلة وتوصيها"لا تدعي ضفيرتك تنحل ويطير شعرك حولك وإلا سأضطر لقصه " اجبتها بمنطقها الصغير الواضح"ما ذنبي أنا ان كانت خيوط شعري ناعمة ولا تظل كثيراًفي حبكتها ما ان يعبث الهواء برأسي حتى أجدها تطير معه " مضيفة برجاء قد تستمع لها والدتها "احب شعري طويل ..لا تقصيه امي لو عبثت به الرياح"ابتسامة اكثر حنو لفتها وذراعان امتدتا لتضمها إليها فتداعب الكفان البشرة الناعمة لوجنتيها وتقبل شفتان امها مفرقها وجبينها في دفق دافيء لم تعرف هذا وعد لها او هو مواساة مسبقة ..

دلف أبيها بخطواته المهتزة .. يرفع لها حقيبته لتضعها فوق ظهره .. أين ذهب الرجل المملوء حياة ؟!!.. أين راح رجل المنزل بمجرد ان غادرته أنثاه .. تنهدت ببطء .. ثم غادرت مكانها ..

"أبي هذه حقيبة الرحلات .. لأين تريد الذهاب في هذا الصباح ".

حرك اصابعه بإهتزاز دائم ولسانه حل عليه التراقص في الأحرف كما أعتادت منه بعد مرضه الأخير :" المت.. ر..و.. ".

هتفت بجدية متوجعة :" من اعلمك بقصة المترو ".

تحرك للخارج باهتزاز كلي فأبيها مصاب بضمور في أعصاب المخ (تصلب جانبي ضموري )أو هكذا فسر لها الإطباء ما يحدث معه ولكنها حالة شديدة الإضطراب .. باغتته فجأة لتزداد فتلتهم عمره بشراسة ولكنه كان منذ طفولته مصاب بنوع من إعاقة لم تكن ظاهرة بشكل كلي فكان عرضة أكثر من غيره لهذا الضمور العصبي .. منذ رحلت أمها عند بارئها وكأنه كان يعيش سعيداً من أجل هذه الزوجة ..

عاد معه الجريدة الصباحية التي مازال يحرص على قراءتها .. اخذتها منه لتجد خبر إزالة أخر عربات المترو اليوم لأن من الغد ستبدأ مرحلة جديدة في شارعهم .. نظرت إليه وهو ينظر إليها باستعطاف جلب لعينيها الدمع هاتفة رضى :" رغم ان اليوم قد يحدد مستقبلي المهني ولكني سأضحى من أجلك كما فعلت في الماضي .. هيا أبي سنبتاع سندوتيشات وأجعلك تزور المحطة .. لكن بشرط أن تقص لي كيف عرفت امي وتزوجتها ".

ادار لها ظهره معلناً موافقته بابتسامة حالمة أضاءت ثغره :"سو.. ف .. أفع.. ل .. لك..ن تحمل..ي ..ي صو.. تي".

تحركت لتضع له الحقيبة وتقبل كتفه :" بل أنت تحمل جهد الكلام .. أعشق صوتك يا أبي .. هيا يا شوقي علي باشا..نزور المترو .. سوف ألتقط لك الصور أيضاً".

لا تعرف لماذا اليوم تشعر أنها ستراه .. خائفة من الذكريات القليلة ..

تحركت بحقيبتها بعد أن وضعت فيها ملابس العمل الخاصة بها وحذاء رياضي مريح تستخدمه إثناء مناوبتها التي سوف تذهب إليها ولكن متأخرة قليلاً.. ستستجدي زميلتها في المناوبة السابقة ربما ترضى .. فتحت هاتفها على الجدول الخاص بالمناوبات لتجد سابقتها أحدى الفتيات التي لن تفكر ان تطلب منها .. ليكن حتى الخصم من الأجر ألطف من هذه التي تصدر طاقة سلبية وتجلب اليأس في الشرايين وكأنها بكلماتها تسد مجرى الدم ذاته في الأوردة ..

اغلقت الباب ثم امسكت بيد أبيها الذي بدأ يسرد لها قصة حبه لأزهار تلك الشابة الطالبة في المدرسة الفندقية القريبة من ورشته التي يعمل بها .. اثنان جمع بينهما الإحتياج ..

كان يصعد للمترو من نفس منزلهم الحالي فهو مسكنه القديم حيث كانت أمه ترعاه وتخاف عليه للعاهة التي به .. ضمور بسيط نتيجة نقص الأوكسجين أثناء الولادة .. لكنه كان مصدر سعادتها .. عمله ميكانيكي سيارات جعل المال معه وحالتهما كانت ميسورة .. ذات يوم صعد للمترو وأمه غادرت بعد أن جعلته في عهدة محصل التذاكر .. فكلهم يعرفونها ويعرفونه .. كان يحرك كفه لأعلى ورأسه تميل على الجانب .. فشاهدها .. بينما أمها تشير أن تنزل المحطة التالية :" هيا أزهار تجهزي جوار الباب حتى لا يدفعك أحدهم وأنت نازلة ".

تحركت بتؤدة كانت لابد منها في حالتها بذاك الحذاء في أحدى ساقيها وهذا الأطار الحديدي الذي يلف ساقها ويظهر من الجزء المكشوف من تنورتها المتوسطة الطول.. كادت تسقط خجلاً من مجرد شعورها أنه ينظر إليها .. وكاد هو يمنعها الحركة من نسيانه تعليمات أمه لمجرد أن شاهد وجهها .. كانت فاتنة جداً عيناها بلون قشر البندق وبشرتها تشبة قطعة الزبدة البيضاء ناعمة ..

انقطعت أنفاس ابيها ككل مرة يصف فيها أمها .. " أما صوتها وهي تطلب أن أتحرك فجعلني أشعر بأن هناك مشاعر أخرى غير الجوع والشبع والنوم واليقظة .. شيء بدأت أعرفه وأسأل أمي عليه ..".

تنهد بحدة وهي تمسك أصابعه توجهه خلفها من يتخيل أنها أم أبيها .. من تفعل معه كل شيء .. حتى إستحمامه أعتادت عليه أن تحممه وكأنه طفل وليد ..
" من أسألتي شعرت أمي أني احب .. حذرتني من الحب ومن الفتيات .. لأني لم أكن اصلح للحب والزواج .. هكذا رأني الناس جميعاً.. إلا أزهار التي كانت زهرة ندية .. كنت أصعد بنفس وقتها حتى أراها فقط .. ثم تشجعت فتبعتها عندما نزلت ويومها ضعت في الطريق .. كان بعد منزلي بمحطة واحدة ولكني ضعت .. فصرخت في الشارع .. وقفت هي لتعرف ما ي .. ثم هتفت :" انت الشاب الذي يركب المترو من المحطة السابقة "

.. أمسكت كفي وعادت بي حيث المترو .. وهناك جعلتني في عهدة شخص جديد .. علمت ما بي وأني غير نبيه ..

وكل يوم كنت افعل ذلك أنزل خلفها وانتظرها لتعيديني الخطوات معها كانت هي حلمي .. وبعد فترة وجدت أمها تحذرني أن أبتعد عنها .. وكذلك والدتي قبضت علي وأنا انزل من المترو في محطة مختلفة .. وهكذا تعكر كل شيء .. أهلها منعوها من الحركة بمفردها وأمي باتت حارس علي لا تتركني حتى في الورشة ..

حتى ذات يوم وجدت نفسي أهرب من أمي وأنتظر أزهار على باب المدرسة .. عندما ظهرت امسكت كفها وصرت أجري بها في الشارع وهي تئن .. لم أكن اعلم ما بها حتى صرخت .. بعدها علم الجميع ما حدث .. لا أعرف كيف ..

ضحكت قطر الندى هاتفة :" أبي .. هناك مدرسون وطلبة كل هؤلاء أبلغوا المدير أنك خطفت فتاة من عندهم وابلغوا اهلها وهكذا الكون كله علم بالقصة ".

ثم أردفت بحالمية :" ليتني يا ابي مثلك .. بلا هموم ".

كان يكمل القصة الوحيدة التي يعرفها بطريقته المتقطعة ولكنها تعرفها فتملأ الفراغات الشاردة منه داخلها ..

" بعدها منعها أهله عن الدراسة لمدة شهر لم أراها .. وذات يوم حضر عمها الأكبر يتحدث معي "..

فسألني :" أتحب أزهار .. اتريد الزواج ؟!!".

اجبته :" نعم .. نعم .. اتزوجها وتكون معي ".

"بعدها وافق أبيها .. أمك أعلمتني أنها لم تكن تأكل وتأخرت صحتها " كانت تريد حياة مختلفة مع قلب يخاف عليها .. قلب لا يعرف الشفقة .. ولم تجد غير قلبي أنا .. أنا لا اشفق .. أنا أحب فقط .. عشنا معاً حتى سافرت أمك فوق ".

كان ينظر للسماء وكأنها ستجلب له حبيبته .. تدرك ما هو فيه .. لقد تهورت حالته بمجرد ضياع أمها منه .. اضطرت لغلق المنزل القديم وورشته التي كانت أسفله .. حتى تكون بالقرب من عملها الذي هو أساساً معلمها فيه ..

هتفت بحنو :" المترو يا أبي أخر عربة هناك .. هل ستصعد فيها أم نغادر حتى الدار ".

اصدر صوتاً تعلمه جيداً :" كليك ..كليك ".

كان بصوته يحثها على أخذ صور له .. هرول بحركته المرهقة ليصعد داخل العربة وهي خلفه مصوبة هاتفها على وضع التصوير تلتقط كل ما تستطيع له .. وجدت طفلة صغيرة بيد أمها ..مدت أصابعها داخل جيب بنطالها لتخرج لها حلوى المصاص الخاصة بالأطفال ،فهي دائماً تبقي معها واحدة أو اثنتين تحبها وكذلك لتمنح الأطفال بعض البهجة ..

*********
يقود سيارته متأففاً غاضباً :" تباً لماذا الطريق متوقف لهذا الحد .. لابد ان هناك حادث ماً".

رفع رأسه لأعلى خارج النافذة الجانبية لتجذب عينيه سبب الإختناق المروري هناك شيء ما يحدث أحدهم يمر .. فهناك فراغ في الشارع تستطيع السيارات المرور منه .. انسابت الحركة قليلاً لتمر بعض السيارت وعند السيارة التي تسبقه عادت تتوقف السيولة .. أراد الصراخ في صاحب السيارة قبله .. بل بالفعل صرخ فيه .. لكن الرجل أرسل له نظرة معاتبة خلال مرآة سيارته الجانبية واشار إليه بكفي مفرودتين :" انظر هناك .. قبل ان تتحدث ".

نظر حيث يشير ..

جذبت عينيه تلك الكتلة من الحنو ،والعطف لم يجد يوماً مثلها ..لم يعد هناك أحد يهتم بأي أحد مهما كان سنه ولكنها أهتمت ووقفت تساند هذا الرجل وتساعده للنزول من الحافلة الكبيرة رافعة أحدى كفيها الصغيرتين بدت أمامه طفلة صغيرة ببلوزتها الصوفية الكبيرة الحجم عليها وكأنها استعارتها من أمها .. تمسك بكف هذا المسن وتقوده للطرف الأخر من الطريق مجبرة الجميع على الأنصياع لأمرها بالتوقف ..اصطفت السيارات كوحوش صغيرة مزمجرة تنوي الفتك بمن اوقفت مسيرتهم العملية لينهبوا الأرض حاملين قائديها لاعمالهم الصباحية ..فكر بتلك البصمة اللعينة التي حولت الكثير لألات وساعات زمنية تأوه متذكراً أن العمل لن ينتظر ذاك الرجل حتى يعبر امامه فيقود سيارته لطريقه.. نظر للرجل المرتجف يبدو خائفاً من عبور الطريق مدركاً أن الرجل به علة نفسية..عاد ينظر لساعته في ادراك ان الطريق تعطل بما فيه الكفاية بسبب الزحام المروري ..نظر لللغط المزين باصوات هادرة حوله في تلك الصبية الشابة التي تركت عملها فقط لتمد يد المساعدة للرجل الكبير فقط لتنجيه من خطورة الطريق السريع القادر على ان يحمله لربه بأي سياره يقودها متهور أو حتى سائق عادي كما تسمح سرعة الطريق ..

يبدو الرجل المار أمام سيارته الآن لا يتحرك انه خائف كطفل صغير ينظر لطائر محلق ثم ما لبث أن حاول متذمراً جذب اصابعه من كفها الصغير وصار معانداً بأن يستخدم كفه الحر المهتز ككل اطرافه في الإشارة للطائر المحلق بحرية ..عند هذا سمع ضجيج صاخب من آلات التنبية للسيارات الفاقدة الصبر ثم بدأت تتحرك متجاهلة تلك الشابة التي لم يكن استطاع رؤية وجهها بعد ،وما تحمله من عبء هذا الرجل الطفل.. بينما هو ظل بمكانه حتى تتحرك سرعان ما نبتت بعقله فكرة كانت فكرته الاساسية هي حمايتها ،واكمال دورها الخيري تحرك ببطء يمينا لتكون هي ورجلها عن يساره ،وعمل على انارة ضوء السيارة اليمين ليعلم الجميع من خلفه بإتجاهه واشار لها بكفه ان تتبعه تحركت لتكون خلف سيارته مباشرة ظل يجتاز الحارات الثمانية للطريق السريع الفاره الإتساع حارة.. حارة ،وهي بحماية السيارة الفارهة واحدة تلو الأخرى حتى اطمئن على وصولها للجهة الأخرى من الطريق وعلى هذا الرصيف الأسود الحالك خرج من سيارته متجاهلاً هذا الخاطر الذي يلح عليه أن يتابع طريقه لأنه سيفوت على نفسه البصمة اللعينة التي لا تعرف أي إنسانية .

"لماذا تضيعين وقتك معه.. كنتِ أكتفيت بإنزاله من الحافلة "لم يدرك ان ما شغل فكره صعد على قمة لسانه اللاهث ليخرج كلماته بصورة عصبية تحمل اللوم أكثر من إهتمامه ..نظرت له بلؤلؤتين بلون العسل الصافي وابتسامة شاحبة غير مرحبة فيما هو عرفها كما عرفته "لأنه أبي حملني صغيرة وحان الوقت لأحمله "وأشارت خلفها لدار ضيافة وكأنها تخرج السر الذي كتمته أعوام "اوصله ليجد من يرعاه حتى أعود من عملي "فتح شفتيه يبتلع هواء يكفي لانعاش عقله ليناقش بمزيد من الإعتراض :" ندى .. أليس كذلك ؟!! " .. اشارت بعينيها المحدقة في وجهه :" نعم هي .. ندى علي يا عمار الفرماوي ". تحدثت باسمه وكأنه سبة .. لا يعرف لماذا تحدق فيه بهذه الطريقة .. نظر لإصبعه فقط لينال من هذا الخاتم حول أصبعه عاصماً من الماضي .. بالفعل كان بينهما قصة في الجامعة انتهت مثلها ومثل أي قصة .. هي ابتعدت بلا سبب وهو انشغل بمستقبله ..

لكنه لن يتركها حتى يعرف :" ولم لا تتركيه هنا لمدد طويلة "

رفعت كف ابيها وصغيرها لشفتيها تقبلها بحنو "هذه اليد لم تتركني صغيرة وهو شاب.. فهل الآن اتركه ؟!..لا ..لأنه أبي "..

تركته كشجاعة تحمل دماء المردة داخلها ..لقد ضغطت عليه بكل قوة لينزف جرح نفسه الإنانية "ليتذكر امرأة له أشهر لم يراها كل ما يربطه بها هاتف مسائي يتهرب منه كونها المتصلة يجيب عليها مضطراً مرة أو مرتين بالشهر نتيجة ألحاح منها يهمس وهو يعود لسيارته باحثاً عن أول ملف ليدير إتجاهه فلا عمل اليوم ..انه يوم الرحم "انها أمي "كأنه أستيقظ للتو من جرمه بحقها يتخيل أنها الأن تعد طعامه وتنادي عليه "هيا عمرو تعال إفطارك سيبرد "مكملة بتأنيب وتوجيه "الطعام لو برد سيكون طعمه سخيف "توقف أمام أحد المحال ليبتاع لها ولأول مرة طعاماً تحبه رغم انه يدرك أنها ستعاتبه بصوتها الحنون "أنا أحب أن أعد لك طعامك نظيفاً بيدي أخاف ممن يمدون أيديهم بطعامنا أخشى عليك يا ولدي "فرت دمعة لائمة لرجولته التي تمردت قديماً على هذا القلب الذي أحتواه يوماً لخلاف عابر تركه خلفه كأنه لم يحتويه لحظة..عمد لهاتفه رفعه متصلاً وما أن فتح الطرف الأخر مجيباً بوهن "ألو " وجد صوته يهتف بهدوء"أمي أنا قادم "ارتج الصوت الوجل بهمهمة دامعة"حقـ..قـاً" يكاد يقسم ان دموعها تنزل على بشرتها البيضاء حافرة أخدوداً يضيف بهاء لأخاديد تجاعيدها الرائعة فكل اخدود ظهر كان من أجله وأجل شبابه هو.. هتف "أحبك يا أجمل امرأة "..

أخذ الطعام وعاد لسيارته يقود وهو يتذكر البصمة مغمغماً اللعنة عليها وعلى مخترعها ومستخدمها ..نفي إدراك معنى خصم اليوم إنه يوم في رحاب امه.

صوت بوق الحافلة العالي أجفله فسرق نظره إليها وإلى مستخدميها من ركاب ليجد ندى تصعد للحافلة همس داخله "قطر الندى دائماً مميزة .. كيف اتوصل إليكِ "رفع كفه بالتلويح والتحية أراد شكرها ولكنها لم تعي أنها من الروعة بأن ذكرته بعقوقه لأغلى من ملكت قلبه ..امتد بصره للحافلة التي شقت طريقها أمامه بالطريق وكأنها تحتفل بها ..أرتسمت إبتسامة على شفتيه زادته وسامة ثم انتبه لطريقه يتصور أمه تطل من الشرفة في إنتظاره ..آآه كم اشتاق للدفْ المشع من قلبها كم اشتاق لعطرها ..انها أجمل امرأة بالكون .

*****************
" لقد رأيت اليوم قطر الندى .. أتتذكرينها أمي ".

تجمدت أصابعها باللقمة على أبواب شفتيها .. ثم اعادتها للطبق أمامها :" أتقصد ندى زميلتك بالماضي .. ما أخبارها يا ترى ؟!!".

اجابها بجدية :" لا أعرف حقاً .. ماذا أقول لك .. لقد رأيتها اليوم مع رجل كبير معاق فكرياً .. اظنه أيضاً مصاب بشلل رعاش .. فكل ما به يهتز ". ثم أردف باستدراك شديد أن أمه كانت توطد صلتها بندى من خلال الهاتف :" أمي .. هل كنت تعرفين أن أبيها متوحد ؟!!".

حركت رأسها بإطراقة غير مجيبة بتحديد.. لتجد صوته يؤكد :" هل هذا ما جعلها تبتعد .. لقد غابت بمجرد أن تخرجنا وفشلت محاولاتي للتوصل إليها ".

تنهدت بحسرة :" ربما لأنك لم تبحث بجهد .. هذه الفتاة مميزة .. كنت أحبها ".

يتذكر كم عارضت أمه على خطبته السريعة لإيناس الحسيني .. كانت تقول له وقتها :" لو سقطت لن تجد منها عوناً لتحملك .. وتساندك .. لكنه كان ينظر للمنصب السريع وكل شيء حدث معه ولكنه لم يكن سعيداً .. بما يحدث ..

تحركت أمه لخارج المطبخ تحمل قدح قهوتها .. تاركة إياه بيسبح بين حصار تخيلاته في الحياة مع ندى وكيف كانت ستكون .. فهي للآن لا تملك سيارة .. بالمقارنة به وإيناس .. لكن ندى تمتاز بدفء غريب .. لم يكن دفئها قد جذبه بمفرده ولكنه كان يجذب جميع الزملاء من دفعة كلية تجارة بما فيهم إيناس نفسها .. في فترة وجيزة صارت زميلة مقربة منه ومن ندى .. ترى ماذا ستقول عندما يفاجأها بأنه قابل ندى اليوم؟!! ..

**********
" من ؟!!.. ندى من ؟!!".

تتحرك على مقعدها كمدير للقسم بتعالِ كبير :" ندى علي زميلتنا في الدراسة ".

كان القلم يرتفع وينخفض بغرو فياض هاتفة :" من هذه لأذكرها ؟!!..ثم ألم تنتهي من هذه القصة القديمة ".

تنهد ببطء من طريقتها المتكبرة .. جلب جفاف لقلبه .. كلما تذكرها وهي تتعني بوالدها فيما هو كان قد إبتعد عن أمه بسبب خطيبته التي كلما اعلمها أنه سيزور أمه تهيل عليه من العمل ما يكفي لأبتعاده أسبوع أضافي ..شيء لم ينتبه إليه إلا الآن .. أمه من النوع المضياف ولكنها لم تدعو خطيبته أبداً على تناول الطعام في بيتها .. ليهتف متسائلاً:" لماذا لم تزوري أمي أبداً خلال عامين خطوبة ؟.. ثم لمتى سنظل هكذا؟!! ".

رفع لها أصبعه الذي يحيطه دبلة خطبتهما التي حدثت بعد عام كامل ن تخرجهما وعملهما معاً بنفس الشركة بل الأصح عمله هو في شركة الحسيني للإستثمارات .. كان لديه قناعة انه غير مهتم بأموالها ولكنه بدأ يتبدل تدريجياً حتى ابتاع شقة بعيداً عن أمه .. منذ عدة أشهر في حي راق لكنه جاف حتى المبنى الذي يقطن فيه كئيب .. لا أحد فيه يعرف أحد ..

أجابته بعد تفكير عميق :" أريد أن تحقق ذاتك أولاً ثم نتزوج .. أنا لا يكفيني مرتب كمرتبك .. ولا شقة مثل التي أصريت لتنالها ".

وقف مكانه غاضباً :" لقد سبق وتحدثنا في هذا الشآن من قبل .. لن أنتقل لمنزل ابيِكِ وأنا هنا موظف لا أريد أكثر من عملي ..".

هتفت بضيق أكثر مما يحتاج الوضع :" ظننتك طموح بشكل أكبر .. لكنك مازلت في مكانك .. كان بأمكانك ان تنال مكانة مرموقة في الشركة ولكنك تركت بعضهم يكبر وينال المكانة التي كان يجب عليك السعي إليها ".

كان ينتظر منها هذه اللمحة الغاضبة :" مال زواجنا وعملي .. الزواج هو في الاساس رابط بين قلبين وليس من أجل المال والعمل .. هكذا كان زواج أهلي .. حب وليس مصلحة ".

كانت تشيح بعينيها للملفات أمامها وكأن منطقه غير مهم بالنسبة لها :" هذا منطق الناس العادية وليس العظماء .. منطق العظماء يكمن في الطموح وليس في المشاعر الفارغة .. مثل اليوم أضعت وقتك في مساندة رجل عجوز وأبنته على العبور للطريق ثم ذهبت للسيدة الوالدة التي يبدو أنها مازالت تدعم هذه الشحاذة ندى التي من الواضح أنها مثلها ".

كأنه يراها للمرة الأولى .. تجسدت كل مشكلته أمامه للحظة .. بالفعل رقص بين طبقتين .. لا أراح قلبه ولا أستطاع ان يكون منهم ..

لم يتفوة بكلمة .. سحب دبلتها ليضعها بكل هدوء أمامها على سطح المكتب .. أرادت الحديث بعد ان توسعت عينيها بصدمة فادحة ليخرسها باصابعه التي أرتفعت أمام عينيها ثم صوته الجامد جعلها تدرك أن الفراق قد حل :" أمي ليست شحاذة فهي لم تأتي إليك يوماً تطلب شيئاً.. للآسف ظننتك تشعرين بالناس كما كنت تدعين من أعوام .. أنا هكذا موظف طموحي محدود لست برجل أعمال .. تستطيعين إنتقاء من تريدين من بين من يحضرون للشركة لعقد الصفقات مع أبيك ".

لأول مرة يقوم بالفعل الصحيح دار على عقبيه ليخرج من حياتها ليجد صوتها الناقوسي يصرخ فيه :" لم أكن أظن أنها ستستطيع أن تقلبك علي بلحظة أن تراها .. ماذا قالت لك لتقلبك علي .. هيا تحدث ألم تجلس تبك لك وتقول لك عما حدث بالماضي ".

عاد يستدير إليها هاتفاً بحدة :" نعم حكت لي وأنتظر تبريرك ".

كان قد تقصد هذا فكل كلمة قالتها تعني أن هناك خطة لم يكن يعلم عنها شيئاً..

ضج صوتها بالضحك ثم تبعتها لحظة صمت مقابل تحديقه بها .. يغلي من الداخل .. أخيراً تحدثت :" أنظر حقاً كنت اظنك مختلفاً .. لكنك كسول جداً .. شخص فاقد الحماس .. فاقد الحيوية .. بعدها شعرت أني أخطأت في حق نفسي .. صدق أبي عندما قال لي مرات أنك لا تستحقني حقاً .. لم تكن تستحق الإتفاق الذي أبرمته مع ندى في الماضي ؟؟ لا تستحق فأذهب إليها .. شحاذ سيتزوج شحاذة لينجبوا طفل أسمه الفقر ".

كانت عيناه تتوقدان بنار مستعرة .. أقترب خطوت منها يستفسر :" أريد معرفة الإتفاق الذي تتحدثين عنه ".

**********************
انتهى الجزء الأول من القصة

لقاؤنا مع الجزء الثاني غداً

[قمر الليالى44]

حبيتها القصة يا ايمى

ندى ومعاناتهم مع والدها المصاب بالتوحد

ومقابلة عمار لها ما وتعرفه عليها بحكم صداقتهما القديمة
ومقابلته مع خطيبته المغرورة المتكبرة ايناس
يا ترى ما هى حكاية الاتفاق الغامض التى اتفقت ايناس مع ندى
وكيف ستكون ردة فعل عمار إذا عرف بالاتفاق
بانتظار التكملة يا ايمى

😘😘😘😘😘

[قمر الليالى44]

😱😱😱😱
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 1 والزوار 8)
‏قمر الليالى44

[الأسيرة بأفكارها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

ندى تلك القطرة الرقيقة التي فقدت حنان الأم وكم تشتاقها ووالدها أيضا يشتاق لرفيقة دربه وحب حياته... ها هم سيذهبون للمترو ليحكي قصة لقائهما لابنته...
.......
يا الله كم كانت قصته مؤثرة هو وزوجته أزهار رحمها الله... وما أجمل الحب الذي لا يتخلله الشفقة بل الحب وحده فقط الحب...
.........
كم احببت ردك ندى على عمار وأسئلته تلك...
انت رائعة....
.......
ايناس من المتضح انها لنقل مغرورة وانانية ولا تهتم إلا بالمصاح والمال.. لا تود ان يكون عامر مع والدته وتكلف بتلك الأعمال كي لا يذهب إليها...
لم أحبها إطلاقا....
.....
أحسنت عمار بتركك لتلك الأنانية التي من المتضح هي السبب بفراقكما انت وندى في الماضي...
ما هو ذلك الاتفاق يا ترى؟؟؟
بالتأكيد سيصدم ويغضب كثيرا ان علم بالحقيقة...
.......
سلمت أناملك المبدعة ماما ايمي"ما شاء الله تبارك الله" أبدعتِ بكل حرف كتبته حقا...
وفي انتظار القادم بحماس كبير جدا...
تحياتي وودي وقبلاتي لك غاليتي...
💕💞💕

[إنتقآئيّة!]

السلام عليكم
صباح الخيرات 🌼🌺🌸


أسلوب رائع كما تعودنا
وقصة تلامس القلوب
بشعورنا بهالصبيّة وحياتها مع أبوها المريض وأمها الحنونة وعالمها المحصور فيهم ومعاناتها من وهي صغيرة لحد الأن.. والصعوبات الي بتواجهها خاصة بعد ما فقدت إمها
أما عمار وخطيبته فهو الملام الأول قبل خطيبته إلى كرهتها كتر كرهي لرحيل هههههههههههههه



يعطيكم العافية يا رب
ومتابعين معكم بشغف كبير لنعرف شو حيصير

[Asmaa Ahmad]

السلام عليكم
حبيت القصة
ندى ومعانتها مع والدها المريض بالتوحد
والتقاؤها بعمار الذي تأثر بإعتناءها بوالدها في مرضه
وهو الذي لم يكن يزور والدته بسبب خطيبته التي واضح
أنها لا تهتم بالحب بل كل ما يشغلها هو الطوح والأموال
وقد قامت بعقد إتفاق مع ندى فما هو ؟
في الانتظار

[لهيب الظل]

السلام عليكم ورحمة الله رمضان مباركة ... متشوقة جدا للرواية بالانتظار