آخر 10 مشاركات
7 - غراميات طبيب - د.الأمين (عدد حصري)** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الحالمة - لورا آدامس - عبير الجديدة (حصريا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          المرأة الطفلة - سوزان هوجز... [م.د] حصرياً فقط على منتدى روايتي** (الكاتـب : Andalus - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عازب فى المزاد (143) للكاتبة : Jules Bennett .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-19, 09:39 AM   #11

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


لكل منا غيومه ..عواصفه وسكونه ..افراحه وشجونه ..تعقله وجنونه .. حسناته وذنوبه .. تتصارع اللذات علي باب الطاعات ...فنخطىء ونصيب نحب ونكره ..نذنب ونتوب ولكن عندما يكون القلب ابيضا فنحن نستحق فرصة اخري..
كل ما يمر علينا من احداث بحلوها ومرها يصنعنا ويجعلنا ما نحن عليه الآن ..الحياة سلسلة من الاحداث تمر ثم تترك لنا ذكريات نعيش عليها




modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 03:20 PM   #12

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



شعورك بالخطيئة هو اول مراحل التطهر منها لانه يحتل عقلك ووجدانك ويعتصر قلبك ويعزف علي كل مشاعرك سيمفونية لابد وان تترك اثارها علي خريطة وجهك وحركات جسدك ....
د / احمد السعيد مراد

لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ أصطفي أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثة : الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي ....
صفى الدين الحلي



كالعنقاء نفض عنه رماده وعاد يبحث عن انتقامه ...
في طريقه للنصر تعلل بأن الغاية تبرر الوسيلة فبرر لنفسه الخطيئة
خاض حربًا بلا هوادة لكن عندما انتصر لم يشعر بالسعادة
فقلبًا تغذى على الحقد دومًا لن يعرف يومًا طعمًا للراحة ... من اعتقد أن الانتقام سبيل الخلاص .. لا يعرف ماذا سيجني عندما يجمع الانقاض ..
رماد العنقاء









الفصل الاول____________القرض
************

ملئت لارا رئتيها بالهواء عن اخرهما حتى كادتا أن تنفجران ... ذلك الحقيرراموس فرنانديز يريد تدميرها بالكامل...الم يكفه ما فعله لوالدها..؟ الدموع غلبتها رغمًا عنها ...ذلك الحقير كان معه في مكتبه بمفردهما في ذلك اليوم عندما اصابته تلك النوبة القلبية التي ادت الي وفاته ... والدها الراحل رجل الاعمال الشهير فؤاد المنصوري لم تكن ابدًا صفحة اعماله بيضاء ...
هى كانت تعلم عن صفقاته المشبوهة في السلاح ولا تستبعد اتجاره في المخدرات ايضًا... امواله دائما كانت ملوثة بدماء الابرياء ... كرهت كل قرش كان ينفقه عليها ... ولولا حالة والدتها المرضية المتردية لكانت تركت له المنزل منذ زمن ...فهى لطالما ايقنت أن وراء امواله الطائلة اسر تشردت وسيدات ترملت واطفال اصبحوا ايتام بسبب جشعه وظلمه... لكن ذلك القذر فرنانديز انتقم لكل من اساء اليهم والدها ... من سخرية القدر أن ينتقم خنزير اكبر من والدها للابرياء الذين سحقهم فؤاد المنصوري بجبروته...راموس فرنانديز رجل اعمال برازيلي... أو بالأصح مليارديربرازيلي ... كان شريك لوالدها في السنة الاخيرة في كل صفقاته المشبوهه....دموعها نزلت لتغسل الام روحها .... رددت مجددًا ..." حقير"
ربما الحسنة الوحيدة التى فعلها والدها في حياته كلها هى وفاته ... فبوفاته سيتوقف ايذائه لوالدتها المسكينة...
ترجلت من سيارتها أمام مبنى قديم ضخم وسارت الي اخرالرواق واتجهت بروتنيه الي اخر غرفة فيه ...فتحتها ودخلت بهدوء شديد... " كالملاك " وقفت بصمت تتأمل والدتها المستغرقة في النوم علي فراشها الطبي المخصص لحالات مثل حالتها ... ورغمًا عن قرارها بعدم البكاء امامها الا أن عيناها اغرقت بالدموع ... والدها كان يستخدم كل انواع الابتزاز كى يضمن خضوعها... ظلت في المنزل فقط لأجل والدتها المقعدة المسكينة .. فمنذ حادثها المشؤم وهى مقعدة طريحة الفراش ... وووالدها كان يهددها بأنه سوف يلقي بوالدتها في الشارع اذا ما تجرأت وتركت له المنزل ...
والدتها المسكينة زهرة كانت في عز جمالها وشبابها ...لم تكد تتخطى الاربعين بسنوات قليلة حتى اصيبت في حادث سيارة تركها قعيدة تمامًا ودائمًا شكت أن حادث والدتها كان متعمدًا منها لانهاء حياتها بنفسها ...لانهاء بؤسها الذي لازمها مرارًا علي يد زوجها...
بؤس تمثل في خيانة زوجها لها وعلاقاته الجنسية المتعددة والتى لم يكن يكلف نفسه حتى عناء اخفائها عنها ...
تذكرت يوم الحادث المشؤم منذ سنتين ...
فجور والدها يومها فاق الحد ... فعندما عادت والدتها من الخارج فجأة وجدت زوجها بصحبة ساقطة في غرفة نومهما ...
لطالما علمت بخيانته الروتنية وتحملت لكن رؤيتها لتلك الفعلة بنفسها فاق كل الحدود ...
يومها قادت سيارتها بسرعة جنونية وتسببت لنفسها بحادث تركها مصابة بالشلل الرباعى ... مقعدة وطريحة الفراش للأبد...
ولولا احتياج والدتها الشديد للمساعدة والعناية الطبية لكانت تركت المنزل منذ أن انهت دراستها الجامعية وغسلت روحها من قذاراته..
سنوات عمرها الخمس وعشرون تعلمت فيهم جيدًا ما يسببه الحب من دمار ووعت درسها جيدًا .. لطالما احبت والدتها والدها بجنون ولم تجنى من وراء هذا الحب سوى الالم فوعت الدرس... كره دفن بداخلها لكل صنف الرجال...اباها قام باللازم وكان مثال حى علي دنائة ذلك الصنف
وكأنما شعرت والدتها بوجودها ففتحت عينيها بضعف وابتسمت قائلة بترحاب ... - في موعدكِ كعادتكِ دائمًا ..لا تخلفين موعدكِ مطلقًا ..اشكرك حبيبتى لانى اري وجهكِ الجميل في الصباح بمجرد أن افتح عيناي ..
كيف لا تركض اليها صباحًا وهى من يخفف عنها الجحيم الذى تعيش فيه.. اخفت دموعها بصعوبة وبلعت غصة الالم في حلقها واتجهت الي والدتها وركعت أمام سريرها تمسح علي شعرها بحنان .. - حبيبتى ..لا استطيع الا أن افعل ذلك... زيارتكِ هى ما تصبرنى وتبقينى علي قيد الحياة إلي الأن ...
المها الكبير كان اخفائها لوفاة والدها عنها... لشهر كامل وهى تخفي تلك الحقيقة عنها ... فهى لا تضمن ردة فعلها عندما تعلم فعلي الرغم من قسوة فؤاد وندالته معها طوال سنوات زواجهما واهماله لها وطردها من حياته بعد حادثتها الا انها كانت تشك في أن والدتها مازالت تحبه علي الرغم من ذلك...
لطالما تعجبت من ذلك الحب الغير مبرر... فكيف بتلك الرقيقة أن تحب خنزير انانى مثل والدها .. كانت تعلم جيدًا انه لا يحمل في قلبه مشاعر لاي احد حتى لها هى نفسها .." ابنته الوحيدة "...ولذلك كانت تتعجب من اصراره علي بقائها في منزله ... فهو فعليًا لا يحمل اي قلب بين ضلوعه
- شكى في محله.. انتِ لستِ بخير.. ماذا يحدث لارا ..؟؟ ماذا تخفين عنى هذه المره .. ؟؟ ماذا فعل فؤاد ليبكيكِ هكذا ..؟
علي الرغم من حرصها الا ان والدتها الحنون استشفت ما تمر به .. حاولت دفن مشاعرها لاقصى درجة.. انها مضطره الي الكذب فصحة والدتها علي المحك... - فقط المعتاد امى ... أنا بخيرتمامًا ..لايوجد أي داعى لقلقكِ .. - لا استطيع تصديقك لارا ..قلبي دليلي .. لم يكذب علي يومًا..
ربتت علي يدها بإشفاق .... اه يا امى .. كل ما يحدث لك بسبب قلبكِ كيف احببتِ شخص مثله...؟
التفكير في الماضي الآن لن يجلب الا المتاعب ... نهرت نفسها بشدة فأفكارها تنطبع مباشرة على وجهها الجميل .. لا يجب ان تقلق والدتها بما يحدث ... فهى بها ما يكفيها ...
زيارتها لوالدتها تحييها وتعيد شحن طاقتها بالايجابية ..تمنعها من الاستسلام ...كيف تستسلم فلمن تتركها ...
اخرجت فرشاة شعر من حقيبتها الصغيره والتى تحملها معها دائمًا وبدأت في تمشيط شعر والدتها بحنان ... شعرها الذي ابيض قبل اوانه جمعته لها في ضفيرة طويلة تتهادى بلطف فوق كتفها النحيل ... شعر رأسها ابيض بالكامل من قسوة حياتها مع خائن سادى يتلذذ بإيذاء الاخرين نفسيًا .. ليس كل انواع العنف بدنى .. ففؤاد لم يرفع اصبعه يومًا عليهما الا انه قتلهما بالكامل من الداخل.. " الايذاء النفسي قد يكون اشد ضراوة من الصفعات عندما يتعمد هدم الروح وتنكيس الرأس و قتل الكرامة ".. من حقارة والدها انه كان يضغط عليها يساومها كل شهر قبل أن يسدد نفقات المركز وهى تحملت فهذا المركز التأهيلي الرائع يوفر لوالدتها عناية ممتازة لا تدري ماذا كانت ستفعل بدونه هى فقط كانت تطلب منهم ترك مهمة تمشيط شعرها واطعامها حتى تشعر انها تساهم ولو بمجهود بسيط في خدمة والدتها الحبيبة... فيوميًا اعتادت زيارة والدتها مرتين... في كل صباح وفي كل مساء ... المركز الباهظ النفقات يهددها الان بطرد والدتها خارجًا لانها لم تسدد الرسوم الشهرية المبالغ فيها المستحقة عليها إلي الان ...
اعطوها مهلة لمدة اسبوع واحد لتدبيرامورها ثم سيقومون بعدها بطرد والدتها شر طرده ... علي الرغم من حقارة والدها وشره الا انها الأن عارية تمامًا وبلا أي حماية بعد وفاته بالسكتة القلبية التى تسبب بها له ذلك اللاتينى الحقير ... لو ظلت لحظة واحدة اخري بجوار والدتها فسوف يفضحها انهيارها ... وكل محاولاتها لاخفاء الامر عنها ستذهب سدى...
المسكينة تحملت ما يكفي فى حياتها من العذاب ...وكل غلطتها كانت الحب ... ماذا ستخبرها الان ... ؟؟
فالوضع البائس الذي خلقه راموس فرنانديز لا مخرج منه ... راموس خطط بكل براعة كى يدمر والدها تمامًا ...
فهو لم يكتفي بالتسبب بخسارته في كل امواله قرشًا قرشًا بل ايضًا تسبب في اصابته بنوبة قلبية قضت عليه ...خسارة الاموال الدامية نعمة من الله كم تمنتها لكن اكثر ما يؤلمها الأن هو عجزها عن توفير مصاريف المركز التأهيلي ...فكيف ستتمكن من دفع خمسين الف جنية شهريًا للمركز هذا بخلاف مصاريفها هى الشخصية وتدبير مكان لاقامتها ....
وعندما شعرت بطوفان الدموع القادم هرعت الي الحمام وحبست نفسها بالداخل خوفًا من مشاهدة والدتها لها وهي في تلك الحالة...
غسلت وجهها بالماء البارد وجففت وجهها جيدًا ..انها تعانى لاخفاء الجفون المنتفخة منذ البداية ولا يضيف لها البكاء الآن اي جديد ...
خرجت مجددًا لغرفة والدتها التى اغلقت عينيها وظهر علي وجهها الالم ... - انا اكيدة من انكِ تتألمين .. واكثر شيء يقتلنى هو شللي وعجزى عن الحركة .. أنا هنا مقيدة في فراشي عاجزة عن الحركة واترككِ لتواجهيه بمفردك ِ....
مجددًا اضطرت للكذب .. ما بديلها الاخر ,, الحقيقة القاتلة ...؟ لابد ان تختفي فترة حتى تسيطر علي الوضع ...
- انا فقط حزينة لاننى سأغادر للخارج لمدة اسبوع ولن اتمكن من رؤيتكِ كل تلك المدة ....
هتفت بفزع ....
- ستسافرين ..؟ لماذا ..؟
اكملت كذبتها المفضوحة .... - سأسافر في رحلة مع صديقاتى ...انتى تعلمين جيدًا اننى لم اسافر من قبل
هتفت بعدم تصديق ..
- لارا انت ليس لديكِ صديقات...
- هذا كان قبل حادثتكِ ..الان اصبح لدى ...
اسبوع هو كل ما تملك من وقت ...اسبوع فقط يفصلها عن تحقق اسوء كوابيسها ....لكنها ستنهار كليًا اذا ما داومت علي رؤية والدتها خلاله وستخبرها.... لذلك قررت تجنب رؤيتها فيه حتى تتدبر امرها...
المزاد العلنى الذي سيقام الخميس المقبل سوف يحدد مصيرها النهائي... لم يتبقي من ممتلكات والدها التى لم يسلبه اياها راموس سوى قصرهم القديم الاثري وسيارتها ...اخر امل لديها كان وعد موظف في المصرف الاجنبي الذي يداينهم ...الموظف وعدها بمخرج يمكنها من تسديد الدين الذي سوف يتبقي بعد المزاد ...هو اخبرها انه سوف يقوم باقناع مدير البنك كى يقوم بجدولة ديونها الباقية بطريقة ما رفض الافصاح عنها وقتها ...ولربما هذه التسوية تترك لها بضع الاف بعد المزاد تدفع منهم اجر مركز التأهيل المطلوب منها في بعد ايام... وهذا سيكون معناه منح والدتها مهلة اطول في داخل المركز...
محامي والدها اخبرها ان راموس سيقضي علي اخر قرش يملكه والدها هو لن يترك لها فرصة للبقاء حية ..المرارة في صوت المحامى اكدت لها شكوكها ...فراموس لم يسلب اباها نقوده طمعًا فيها ...بل بالعكس المحامي اخبرها ان راموس شارك والدها في صفقة هائلة يبلغ رأس مالها مئات الملايين من الجنيهات وخسرهو ايضًا في تلك الصفقة... بالتأكيد الصفقة كانت صفقة اسلحة كعادتهما ..هى استنتجت ذلك فلم يكن المحامى ليخبرها عن طبيعة صفقتهما صراحة.. والدها وضع كل رأس ماله في صفقة واحدة وعده راموس ان ارباحه فيها ستكون بالمليارات....راموس ايضًا شارك والدها بمبلغ فلكى .. ولكن النصيب الاكبر من الصفقة كان من نصيب فؤاد الذي كان فخورًا وظن انه خدع راموس...فمشاركة راموس له كانت اكبر من احلامه وطالما سعى اليها لسنوات ... ولذلك ايضًا كان له النصيب الاكبر من الخسارة ...
لا تدري لماذا ولكن كان لديها حدس داخلي ينبئها ان راموس كان وراء مصادرة السلطات الروسية لتلك الشحنة الضخمة التى علمت عنها صدفة عندما استمعت لحديث والدها مع المحامي فى احدى المرات وهى تعبر من أمام باب مكتبه... علمت لاحقًا ان والدها باع جميع اصول شركاته واستدان من مصرف ادريانا الشهير ... راموس جعله يجمع كل ما استطاع جمعه من اموال ووضعه في تلك الصفقة والتى قامت السلطات بمصادرتها.... جشع والدها جعله يدفع الثمن ...العدالة تحققت مع والدها فهى ليس لديها شك في ذلك ...لكنها لا تدري لماذا تكاد تكون موقنة من ان الامر لم يكن سوء حظ بل كان تخطيط متعمد من راموس لافلاس والدها ...ثم انتهى بقتله بحسرته في مكتبه ...ما جعلها شبة اكيدة من ذلك هو علمها بالمفاجأة القاتلة فمصرف ادريانا الشهير اكتشفت اليوم فقط انه مملوك لنفس الشخص البرازيلي المقيت ... راموس فرنانديز ... هى لم تلتقي به ابدًا في حياتها لكنها شعرت بقوة انه كان يدبر لكل ذلك ومنذ زمن ... المحامي اخبرها صباح اليوم بتلك المفاجأة هاتفيًا قبل مغادرتها لزيارة والدتها .... حتى املها بجدولة ديونهم صار مشكوك فيه بعدما علمت ان راموس يملك المصرف ...لكن يبقي الامل الوحيد لديها هو وعد يوسف فريد المسؤل عن القروض والتمويل في المصرف ... فالقصر الاثري الذي كان يملكه والدها يساوى الكثير ... ذلك القصر الذي ورثه عن والده رجل الاعمال الراحل ... ورثه بالكامل هو وكل اموال عائلة المنصورى بعد وفاة عمها واسرته كلها في حادث مأسوى ...
لازالت تتذكر عمها وزوجته وابنهما الصغير الذي كان يكبرها بخمس سنوات وبضعة اشهر فقط ...
في البداية كانت تلعب معه بحرية...فكانا يقضيان اسعد ساعات حياتهما معًا تتذكر ركضهما في الحدائق وقضائهما لساعات وساعات في مسبح القصر ثم لسبب ما لا تتذكره الان اصبحت تلعب معه سرًا لان اباها كان يمنعها من محادثته ويعاقبها بشدة اذا علم انها خالفت اوامره علي الرغم من اقامتهما في نفس القصر ....لكن لارا المتمردة لم تكن لتستمع اليه ...كانا يختبأن عن عيون الناس ويلعبان معًا بحرية.. اختارا اغرب الاماكن ... فدهاليز القصر الواسعة كانت تحتويهما لتخفيهما عن عيون والدها...
عند هذا الحد المؤلم من الذكريات نهضت وقبلت وجنة والدتها ثم انسحبت بصمت ....فهى لديها موعد مع يوسف فريد بعد ساعة وربما يحمل لها هذا الموعد الخلاص..
************************
مصرف ادريانا الشهير مشيد على مساحة ضخمة من الارض وفي ارقى احياء القاهرة ... المصرف الاجنبي كان ينطق بالفخامة في كل زاوية من زواياه ...كانت تعلم ان املها ضئيل لكن يوسف وعدها بإيجاد مخرج ولا يوجد امامها حل اخر غير التعلق بذلك الامل الضئيل الذي يقدمه لها يوسف... هى لاتدري لماذا كلما شاهدت يوسف تشعر بإنقباضات مؤلمة في معدتها.. شعور غامض بالنفور يربكها ...فعلي الرغم من لطفه الظاهر تجاهها الا انها تشعر بشعورغريب كلما تقابلا ... بالتحديد لقد تقابلا مرتين من قبل وفي كلتاهما كانت تشعر بنفس الشعور ...اكثر ما كان يربكها هو شعورها بالاختناق وحاجتها للهواء منذ لحظة دخولها مكتبه وحتى مغادرتها له ... فكرة مقابلته مجددًا تعيد لها نفس الشعور لكنها انبت نفسها فهى تحتاجه بشدة بالاضافة الي انها تتحامل عليه بدون سبب فهو مجرد موظف في المصرف وان كان له منصب هام الا انه لا يزال مجرد موظف وغير مسؤل اطلاقًا عما يخطط له مالك المصرف الحقير.. شعورها نحوه جعلها تتأكد من كرهها الفطري للرجال بصورة عامة فلو كانت هى انثى طبيعية لكانت ذابت أمام وسامة يوسف المذهلة وجسده الرياضي الممشوق والذي يخبرها انه اكتبسه ليس عن طريق صالات الرياضة وانما عن طريق الشغل اليدوي الشاق ... لكن للاسف كانت تشعر بالنفور في كل مرة تراه ... حتى الان نفورها يتزايد وهى مازالت تقف امام باب مكتبه تنتظر اذنه للدخول...
تفضل بالدخول-
حسمت امرها وركنت نفورها بداخلها.. فتحت الباب ودخلت بخفة وابتلعت شعورها الذي يحثها علي التراجع...
ونهض يوسف فورًا من خلف مكتبه واستقبلها بترحاب كان من المفترض ان يطمئنها لكنه اخافها بزيادة عندما اخذ يدها المرتعشة في يده وقال ... المصرف ازداد نورًا بوجودكَ انسه لارا... -
سحبت يدها بذعر من قبضته ...حركتها الصريحة لم تفت عليه فتحول وجهه للجدية وهو يقول ....
- اعتذر لو ازعجتكِ انستى ...اقبلي اسفي
أمام لطفه الواضح شعرت بالخجل فذلك الوسيم الذي يقف في مواجهتها لم يقدم اليها إلي الأن سوى الدعم واللطف اللذان اصبحت تفتقدهما منذ وفاة والدها... تسألت مرارًا عن سبب لطفه البالغ تجاهها ..فهو يعاملها معاملة مميزة للغايه وبالتأكيد هو يعلم ظروفها المادية جيدًا اذًأ فليس اسم فؤاد المنصوري هو ما يجذبه تجاهها كما اعتادت طوال حياتها ...ربما انجذب لجمالها فهى جميلة بشكل مميز بشعرها الاسود الناعم الطويل وعينيها الزرقاواتين الصافيتين بلون السماء ... ورثت جمال والدتها النادر ولون عينى والدها المميز ... تلك العينان اللتان بالتأكيد اسرتا زهرة طوال حياتها وكانتا السبب في نكبتها... لطالما كانت مطمع للرجال بسبب جمالها الاسطوري واموال المنصورى لكنها كانت محصنة تمامًا امامهم فالرجال عامة لا يستحقون سوى احتقارها
واكمل يوسف بنفس الجدية .... - لما لا تجلسين ..؟
اطاعته فورًا كطفل مطيع وجلست علي المقعد المواجه لمكتبه ... دائمًا كانت متمردة وترفض الانصياع للأوامر ولكنها جلست فورًا .. بالتأكيد ليس لتطيع رجل امرها بالجلوس ولكن ربما لان قدماها عجزت عن حملها اكثر من ذلك ...
عندما تأكد يوسف من جلوسها عاد هو ايضا لمكانه خلف المكتب وبدأ بتصفح بضع اوراق امامه...
- الوضع معقد كما تعلمين ...اخر ممتلكاتكِ الان هى القصر وسيارتكِ وهما لا يغطيان حتى نصف دين المصرف ...المعضلة هنا ان الدين اكبر بكثير من الضمان والضمان لا يغطى حتى نصف القرض..لا اعلم كيف تم الامر ولكن لو كنت انا في منصبي هذا وقتها لم اكن لاسمح بهكذا وضع غريب لكن كما اخبرتكِ من قبل ..انا فقط استلمت العمل في فرع القاهرة منذ ثلاثة اسابيع .. وقبلها كنت اعمل في الخارج ... من الواضح ان شراكة سنيور فرنانديز مع والدك اعطته امتيازات لكن وقت الحساب لايوجد صداقه .. فقط دفع الدين...
راموس فرنانديز مجددًا يورط والدها في المزيد من الديون ...حقير حقير لكن كيف ستخبر يوسف بشكوكها تجاه راموس اللعين وهو ولائه سيكون بالتأكيد لراموس ....رب عمله ومصدر رزقه
اكمل بأسف...
- بعدما يمتلك المصرف القصر وسيارتكِ سيتبقي ديون تزيد عن عشرين مليون جنية ....
المفاجأة جعلتها تشهق شهقت وعيناها الزرقاواتان اتسعتا بذهول فهى كانت تعتقد ان القرض يساوى ثمن القصر ... ولكن قلبها توقف فعليًا عن الخفقان عندما القي يوسف قنبلته الاخيرة ... الضربة القاضية هزتها بقوة وتركتها جثة هامدة
ومن ردة فعلها اضاف بأسي واضح ... - من دهشتكِ استنتجت انك لا تعلمين الأهم ...اضاف ببطء قاتل .. - لا تعلمين أن ديون المصرف كلها تحمل توقيعكِ انتِ وليس توقيع فؤاد .. رسميًا علي الاوراق انتِ التى اقترضتِ الخمسين مليون جنية من المصرف انسه...
لن تستوعب ما يقوله مطلقًا ..هل هو يهذى ؟؟؟ بدأت بهز رأسها بقوه كادت أن تخلعها عن رقبتها ...
رددت وهى تصرخ...
- مستحيل مستحيل ...انا لم اري هذا المصرف في حياتى مطلقًا سوى بعد وفاة ابي باسبوع ... اذًا فكيف سأقترض منه ..؟ وفي الواقع ماذا املك انا ليعطينى المصرف مثل هذا القرض الضخم وبضمان قصر اقل من قيمة القرض ولا املكه في الاساس ...؟
وكأنه كان يتوقع صدمتها فقدم لها كأسًا من عصير ليمون كان موضوع في ابريق امامه ...
- اهدئى من فضلكِ واشربي الليمون ...الم اعدكِ بإيجاد مخرج ...؟ انا لا فكرة لدى عن تفاصيل القرض ولا كيف تم بهذا الشكل واصدقكِ بالطبع لكن توقيعكِ علي جميع الاوراق يقول غير ذلك وسأكرر مجددًا ..انا لم اكن المسؤل وقتها عن القروض... ولا يوجد امامى أي تفاصيل فقط اوراق تثبت انكِ صاحبة القرض ..
عبراتها اندفعت بقوة .. دموعها لم تكن مثل اي دموع ذرفتها من قبل دموعها هذه المرة كانت دموع القهر ...علي الرغم من نظرات التعاطف الواضحة التى احتواها بها يوسف الا انه اضطر الي مواجهتها ببضع اوراق ... سألها بإشفاق ... - ربما يكون توقيعكِ هذا مزور...
من وسط انهار عبراتها لمحت توقيعها علي عدة اوراق خضراء حينها تأكدت من شكوكها وشهقاتها تلاحقت حتى كادت أن تفجر رئتيها
اعتذر لها بلطف مصطنع ...
- انا اسف جدًا.. ربما تفضلين تأجيل موعدنا ليوم اخر تكونين فيه افضل ... شكت انه يشعر بالقرف من ضعفها فتعبيرات وجهه لم تكن تعاطف بل اقرب الي الازدراء .... لكن بالفعل هى الآن ضعيفة وضائعة وتستحق الازدراء ..
هزت رأسها بالرفض ...فأين ستذهب الان ...فمكانها المحتوم الان هو السجن مدي الحياة ...ليس السجن ما يؤلمها ولكن ما يفزعها هو مصير والدتها بدونها ...تذكرت بمرارة اصراروالدها علي توقيعها علي بعض الاوراق .... ذكريات ما حدث ذلك اليوم عادت اليها بقوة .... فيومها كان قد مرعلي موعد سداد رسوم مركز والدتها بضعة ايام والمركز بدأ بالتهديد... كانت قد طلبت منه ان يسدد تلك الرسوم لايام وايام ولكنه كان يماطل واليوم كان المهلة الاخيرة التى اعطاها لها المركز للدفع فحاولت استعطافه عساه يلين لكنه يومها قام بمساومتها..
- انا اكيد من انك تريدينى ان اسدد الرسوم اليس كذلك ...؟ سأسددها ولكن بشرط ...
- بالطبع اقبل أي شرط ابي ..الم تتأكد من قبل من قبولي لاي شيء في مقابل نفقات مركز امي ...
فضحك بإنتصار وقال ...
- اذًا وقعي هذه الاوراق وأنا سأسدد اليوم ...
امسكت قلمها بقوة ووقعت بدون تردد في كل مكان اشار لها ان توقع فيه حتى دون ان تحاول معرفة علي ماذا توقع... او حتى لماذا هذا الشرط الغريب تلك المرة ...هى كانت صادقة وستفعل اي شيء كى تضمن دفع نفقات المركز لذلك وقعت مجبرة علي ايًا كان ما توقع عليه ...
هو كان يريد توقيعها على تلك الاوراق بشدة واجبرها علي التوقيع بامتناعه عن دفع الرسوم...
وتأمل توقيعها لحظات ثم سألها ... - الا تريدين معرفه طبيعة تلك الاوراق ؟؟
اجابته ببرود ..
- لا ..
وكأنه انتشى من ردها فجمع الاوراق وادخلها خزانته السرية في مكتبه ورفع هاتفه وقال لسكرتيرته الحسناء .. - سددي رسوم المركز الآن ..
حينها تنفست الصعداء واطمئنت بأن والدتها آمنة لشهر علي الأقل ...
والان هى تعلم ما ورطها فيه لكنها ليست نادمة ...
ورفعت عينيها ليوسف وقالت بحزم ..
- لا ..لا اريد فماذا سأفعل عندما اغادر.....؟ كيف ستستطيع مساعدتي ...؟
ضعفها الواضح جلب تعبير مبهم الي ملامحه .. - بكل سهولة سأساعدكِ ...مثلما اخذتِ القرض الاول بدون ضمان .. استطيع اعطائكِ اخر اكبر بدون ضمان ايضًا لتسددي منه القرض القديم حتى تحل اموركِ ..
هزت رأسها بعدم تصديق ..
- بالفعل تستطيع...؟
.. - نعم ..منصبي يسمح لي بكل شيء
الامل راودها ...ربما سيصبح لديها عام كامل او اكثر تستطيع فيه تأمين مصاريف المركز .. لكن التعقل ضربها فجأة ...فكيف ستقوم بتسديد هذا القرض الضخم الاخر...
- اشكرك على عرضك وعلي محاولتك لمساعدتى وانا للاسف سأقبل فلا يوجد لدى اختيار لكن المشكله ما تزال قائمة فقط تأجلت .. ماذا سأفعل حينما يحين ميعاد تسديد القرض الجديد ...؟
اجابها ببطء جعلها تنتظر فلهجته كانت تدل علي أن ما سيقوله هام جدًا ..
- لا .. أنا عندي الحل ... تزوجيني وسأسدد أنا القرض ....
***************
انتهى الفصل...
قراءة ممتعة للجميع...
ولا تنسوا جميلتنا داليا من تعليقاتكم وأرائكم...
حفظكم الله ورعاكم...





الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-19, 12:55 AM   #13

دالياالكومى

كاتبة في منتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 381369
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » دالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
لكل منا غيومه ..عواصفه وسكونه ..افراحه وشجونه ..تعقله وجنونه .. حسناته وذنوبه .. تتصارع اللذات علي باب الطاعات ...فنخطىء ونصيب نحب ونكره ..نذنب ونتوب ولكن عندما يكون القلب ابيضًا فنحن نستحق فرصة اخرى..
كل ما يمر علينا من احداث بحلوها ومرها يصنعنا ويجعلنا ما نحن عليه الآن ..الحياة سلسلة من الاحداث تمر ثم تترك لنا ذكريات نعيش عليها
غيوم ومطر ❤❤ شكرا لمرورك


دالياالكومى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-19, 12:59 AM   #14

دالياالكومى

كاتبة في منتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 381369
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » دالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسيرة بأفكارها مشاهدة المشاركة


شعورك بالخطيئة هو اول مراحل التطهر منها لانه يحتل عقلك ووجدانك ويعتصر قلبك ويعزف علي كل مشاعرك سيمفونية لابد وان تترك اثارها علي خريطة وجهك وحركات جسدك ....
د / احمد السعيد مراد

لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ أصطفي أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثة : الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي ....
صفى الدين الحلي



كالعنقاء نفض عنه رماده وعاد يبحث عن انتقامه ...
في طريقه للنصر تعلل بأن الغاية تبرر الوسيلة فبرر لنفسه الخطيئة
خاض حربًا بلا هوادة لكن عندما انتصر لم يشعر بالسعادة
فقلبًا تغذى على الحقد دومًا لن يعرف يومًا طعمًا للراحة ... من اعتقد أن الانتقام سبيل الخلاص .. لا يعرف ماذا سيجني عندما يجمع الانقاض ..
رماد العنقاء









الفصل الاول____________القرض
************

ملئت لارا رئتيها بالهواء عن اخرهما حتى كادتا أن تنفجران ... ذلك الحقيرراموس فرنانديز يريد تدميرها بالكامل...الم يكفه ما فعله لوالدها..؟ الدموع غلبتها رغمًا عنها ...ذلك الحقير كان معه في مكتبه بمفردهما في ذلك اليوم عندما اصابته تلك النوبة القلبية التي ادت الي وفاته ... والدها الراحل رجل الاعمال الشهير فؤاد المنصوري لم تكن ابدًا صفحة اعماله بيضاء ...
هى كانت تعلم عن صفقاته المشبوهة في السلاح ولا تستبعد اتجاره في المخدرات ايضًا... امواله دائما كانت ملوثة بدماء الابرياء ... كرهت كل قرش كان ينفقه عليها ... ولولا حالة والدتها المرضية المتردية لكانت تركت له المنزل منذ زمن ...فهى لطالما ايقنت أن وراء امواله الطائلة اسر تشردت وسيدات ترملت واطفال اصبحوا ايتام بسبب جشعه وظلمه... لكن ذلك القذر فرنانديز انتقم لكل من اساء اليهم والدها ... من سخرية القدر أن ينتقم خنزير اكبر من والدها للابرياء الذين سحقهم فؤاد المنصوري بجبروته...راموس فرنانديز رجل اعمال برازيلي... أو بالأصح مليارديربرازيلي ... كان شريك لوالدها في السنة الاخيرة في كل صفقاته المشبوهه....دموعها نزلت لتغسل الام روحها .... رددت مجددًا ..." حقير"
ربما الحسنة الوحيدة التى فعلها والدها في حياته كلها هى وفاته ... فبوفاته سيتوقف ايذائه لوالدتها المسكينة...
ترجلت من سيارتها أمام مبنى قديم ضخم وسارت الي اخرالرواق واتجهت بروتنيه الي اخر غرفة فيه ...فتحتها ودخلت بهدوء شديد... " كالملاك " وقفت بصمت تتأمل والدتها المستغرقة في النوم علي فراشها الطبي المخصص لحالات مثل حالتها ... ورغمًا عن قرارها بعدم البكاء امامها الا أن عيناها اغرقت بالدموع ... والدها كان يستخدم كل انواع الابتزاز كى يضمن خضوعها... ظلت في المنزل فقط لأجل والدتها المقعدة المسكينة .. فمنذ حادثها المشؤم وهى مقعدة طريحة الفراش ... وووالدها كان يهددها بأنه سوف يلقي بوالدتها في الشارع اذا ما تجرأت وتركت له المنزل ...
والدتها المسكينة زهرة كانت في عز جمالها وشبابها ...لم تكد تتخطى الاربعين بسنوات قليلة حتى اصيبت في حادث سيارة تركها قعيدة تمامًا ودائمًا شكت أن حادث والدتها كان متعمدًا منها لانهاء حياتها بنفسها ...لانهاء بؤسها الذي لازمها مرارًا علي يد زوجها...
بؤس تمثل في خيانة زوجها لها وعلاقاته الجنسية المتعددة والتى لم يكن يكلف نفسه حتى عناء اخفائها عنها ...
تذكرت يوم الحادث المشؤم منذ سنتين ...
فجور والدها يومها فاق الحد ... فعندما عادت والدتها من الخارج فجأة وجدت زوجها بصحبة ساقطة في غرفة نومهما ...
لطالما علمت بخيانته الروتنية وتحملت لكن رؤيتها لتلك الفعلة بنفسها فاق كل الحدود ...
يومها قادت سيارتها بسرعة جنونية وتسببت لنفسها بحادث تركها مصابة بالشلل الرباعى ... مقعدة وطريحة الفراش للأبد...
ولولا احتياج والدتها الشديد للمساعدة والعناية الطبية لكانت تركت المنزل منذ أن انهت دراستها الجامعية وغسلت روحها من قذاراته..
سنوات عمرها الخمس وعشرون تعلمت فيهم جيدًا ما يسببه الحب من دمار ووعت درسها جيدًا .. لطالما احبت والدتها والدها بجنون ولم تجنى من وراء هذا الحب سوى الالم فوعت الدرس... كره دفن بداخلها لكل صنف الرجال...اباها قام باللازم وكان مثال حى علي دنائة ذلك الصنف
وكأنما شعرت والدتها بوجودها ففتحت عينيها بضعف وابتسمت قائلة بترحاب ... - في موعدكِ كعادتكِ دائمًا ..لا تخلفين موعدكِ مطلقًا ..اشكرك حبيبتى لانى اري وجهكِ الجميل في الصباح بمجرد أن افتح عيناي ..
كيف لا تركض اليها صباحًا وهى من يخفف عنها الجحيم الذى تعيش فيه.. اخفت دموعها بصعوبة وبلعت غصة الالم في حلقها واتجهت الي والدتها وركعت أمام سريرها تمسح علي شعرها بحنان .. - حبيبتى ..لا استطيع الا أن افعل ذلك... زيارتكِ هى ما تصبرنى وتبقينى علي قيد الحياة إلي الأن ...
المها الكبير كان اخفائها لوفاة والدها عنها... لشهر كامل وهى تخفي تلك الحقيقة عنها ... فهى لا تضمن ردة فعلها عندما تعلم فعلي الرغم من قسوة فؤاد وندالته معها طوال سنوات زواجهما واهماله لها وطردها من حياته بعد حادثتها الا انها كانت تشك في أن والدتها مازالت تحبه علي الرغم من ذلك...
لطالما تعجبت من ذلك الحب الغير مبرر... فكيف بتلك الرقيقة أن تحب خنزير انانى مثل والدها .. كانت تعلم جيدًا انه لا يحمل في قلبه مشاعر لاي احد حتى لها هى نفسها .." ابنته الوحيدة "...ولذلك كانت تتعجب من اصراره علي بقائها في منزله ... فهو فعليًا لا يحمل اي قلب بين ضلوعه
- شكى في محله.. انتِ لستِ بخير.. ماذا يحدث لارا ..؟؟ ماذا تخفين عنى هذه المره .. ؟؟ ماذا فعل فؤاد ليبكيكِ هكذا ..؟
علي الرغم من حرصها الا ان والدتها الحنون استشفت ما تمر به .. حاولت دفن مشاعرها لاقصى درجة.. انها مضطره الي الكذب فصحة والدتها علي المحك... - فقط المعتاد امى ... أنا بخيرتمامًا ..لايوجد أي داعى لقلقكِ .. - لا استطيع تصديقك لارا ..قلبي دليلي .. لم يكذب علي يومًا..
ربتت علي يدها بإشفاق .... اه يا امى .. كل ما يحدث لك بسبب قلبكِ كيف احببتِ شخص مثله...؟
التفكير في الماضي الآن لن يجلب الا المتاعب ... نهرت نفسها بشدة فأفكارها تنطبع مباشرة على وجهها الجميل .. لا يجب ان تقلق والدتها بما يحدث ... فهى بها ما يكفيها ...
زيارتها لوالدتها تحييها وتعيد شحن طاقتها بالايجابية ..تمنعها من الاستسلام ...كيف تستسلم فلمن تتركها ...
اخرجت فرشاة شعر من حقيبتها الصغيره والتى تحملها معها دائمًا وبدأت في تمشيط شعر والدتها بحنان ... شعرها الذي ابيض قبل اوانه جمعته لها في ضفيرة طويلة تتهادى بلطف فوق كتفها النحيل ... شعر رأسها ابيض بالكامل من قسوة حياتها مع خائن سادى يتلذذ بإيذاء الاخرين نفسيًا .. ليس كل انواع العنف بدنى .. ففؤاد لم يرفع اصبعه يومًا عليهما الا انه قتلهما بالكامل من الداخل.. " الايذاء النفسي قد يكون اشد ضراوة من الصفعات عندما يتعمد هدم الروح وتنكيس الرأس و قتل الكرامة ".. من حقارة والدها انه كان يضغط عليها يساومها كل شهر قبل أن يسدد نفقات المركز وهى تحملت فهذا المركز التأهيلي الرائع يوفر لوالدتها عناية ممتازة لا تدري ماذا كانت ستفعل بدونه هى فقط كانت تطلب منهم ترك مهمة تمشيط شعرها واطعامها حتى تشعر انها تساهم ولو بمجهود بسيط في خدمة والدتها الحبيبة... فيوميًا اعتادت زيارة والدتها مرتين... في كل صباح وفي كل مساء ... المركز الباهظ النفقات يهددها الان بطرد والدتها خارجًا لانها لم تسدد الرسوم الشهرية المبالغ فيها المستحقة عليها إلي الان ...
اعطوها مهلة لمدة اسبوع واحد لتدبيرامورها ثم سيقومون بعدها بطرد والدتها شر طرده ... علي الرغم من حقارة والدها وشره الا انها الأن عارية تمامًا وبلا أي حماية بعد وفاته بالسكتة القلبية التى تسبب بها له ذلك اللاتينى الحقير ... لو ظلت لحظة واحدة اخري بجوار والدتها فسوف يفضحها انهيارها ... وكل محاولاتها لاخفاء الامر عنها ستذهب سدى...
المسكينة تحملت ما يكفي فى حياتها من العذاب ...وكل غلطتها كانت الحب ... ماذا ستخبرها الان ... ؟؟
فالوضع البائس الذي خلقه راموس فرنانديز لا مخرج منه ... راموس خطط بكل براعة كى يدمر والدها تمامًا ...
فهو لم يكتفي بالتسبب بخسارته في كل امواله قرشًا قرشًا بل ايضًا تسبب في اصابته بنوبة قلبية قضت عليه ...خسارة الاموال الدامية نعمة من الله كم تمنتها لكن اكثر ما يؤلمها الأن هو عجزها عن توفير مصاريف المركز التأهيلي ...فكيف ستتمكن من دفع خمسين الف جنية شهريًا للمركز هذا بخلاف مصاريفها هى الشخصية وتدبير مكان لاقامتها ....
وعندما شعرت بطوفان الدموع القادم هرعت الي الحمام وحبست نفسها بالداخل خوفًا من مشاهدة والدتها لها وهي في تلك الحالة...
غسلت وجهها بالماء البارد وجففت وجهها جيدًا ..انها تعانى لاخفاء الجفون المنتفخة منذ البداية ولا يضيف لها البكاء الآن اي جديد ...
خرجت مجددًا لغرفة والدتها التى اغلقت عينيها وظهر علي وجهها الالم ... - انا اكيدة من انكِ تتألمين .. واكثر شيء يقتلنى هو شللي وعجزى عن الحركة .. أنا هنا مقيدة في فراشي عاجزة عن الحركة واترككِ لتواجهيه بمفردك ِ....
مجددًا اضطرت للكذب .. ما بديلها الاخر ,, الحقيقة القاتلة ...؟ لابد ان تختفي فترة حتى تسيطر علي الوضع ...
- انا فقط حزينة لاننى سأغادر للخارج لمدة اسبوع ولن اتمكن من رؤيتكِ كل تلك المدة ....
هتفت بفزع ....
- ستسافرين ..؟ لماذا ..؟
اكملت كذبتها المفضوحة .... - سأسافر في رحلة مع صديقاتى ...انتى تعلمين جيدًا اننى لم اسافر من قبل
هتفت بعدم تصديق ..
- لارا انت ليس لديكِ صديقات...
- هذا كان قبل حادثتكِ ..الان اصبح لدى ...
اسبوع هو كل ما تملك من وقت ...اسبوع فقط يفصلها عن تحقق اسوء كوابيسها ....لكنها ستنهار كليًا اذا ما داومت علي رؤية والدتها خلاله وستخبرها.... لذلك قررت تجنب رؤيتها فيه حتى تتدبر امرها...
المزاد العلنى الذي سيقام الخميس المقبل سوف يحدد مصيرها النهائي... لم يتبقي من ممتلكات والدها التى لم يسلبه اياها راموس سوى قصرهم القديم الاثري وسيارتها ...اخر امل لديها كان وعد موظف في المصرف الاجنبي الذي يداينهم ...الموظف وعدها بمخرج يمكنها من تسديد الدين الذي سوف يتبقي بعد المزاد ...هو اخبرها انه سوف يقوم باقناع مدير البنك كى يقوم بجدولة ديونها الباقية بطريقة ما رفض الافصاح عنها وقتها ...ولربما هذه التسوية تترك لها بضع الاف بعد المزاد تدفع منهم اجر مركز التأهيل المطلوب منها في بعد ايام... وهذا سيكون معناه منح والدتها مهلة اطول في داخل المركز...
محامي والدها اخبرها ان راموس سيقضي علي اخر قرش يملكه والدها هو لن يترك لها فرصة للبقاء حية ..المرارة في صوت المحامى اكدت لها شكوكها ...فراموس لم يسلب اباها نقوده طمعًا فيها ...بل بالعكس المحامي اخبرها ان راموس شارك والدها في صفقة هائلة يبلغ رأس مالها مئات الملايين من الجنيهات وخسرهو ايضًا في تلك الصفقة... بالتأكيد الصفقة كانت صفقة اسلحة كعادتهما ..هى استنتجت ذلك فلم يكن المحامى ليخبرها عن طبيعة صفقتهما صراحة.. والدها وضع كل رأس ماله في صفقة واحدة وعده راموس ان ارباحه فيها ستكون بالمليارات....راموس ايضًا شارك والدها بمبلغ فلكى .. ولكن النصيب الاكبر من الصفقة كان من نصيب فؤاد الذي كان فخورًا وظن انه خدع راموس...فمشاركة راموس له كانت اكبر من احلامه وطالما سعى اليها لسنوات ... ولذلك ايضًا كان له النصيب الاكبر من الخسارة ...
لا تدري لماذا ولكن كان لديها حدس داخلي ينبئها ان راموس كان وراء مصادرة السلطات الروسية لتلك الشحنة الضخمة التى علمت عنها صدفة عندما استمعت لحديث والدها مع المحامي فى احدى المرات وهى تعبر من أمام باب مكتبه... علمت لاحقًا ان والدها باع جميع اصول شركاته واستدان من مصرف ادريانا الشهير ... راموس جعله يجمع كل ما استطاع جمعه من اموال ووضعه في تلك الصفقة والتى قامت السلطات بمصادرتها.... جشع والدها جعله يدفع الثمن ...العدالة تحققت مع والدها فهى ليس لديها شك في ذلك ...لكنها لا تدري لماذا تكاد تكون موقنة من ان الامر لم يكن سوء حظ بل كان تخطيط متعمد من راموس لافلاس والدها ...ثم انتهى بقتله بحسرته في مكتبه ...ما جعلها شبة اكيدة من ذلك هو علمها بالمفاجأة القاتلة فمصرف ادريانا الشهير اكتشفت اليوم فقط انه مملوك لنفس الشخص البرازيلي المقيت ... راموس فرنانديز ... هى لم تلتقي به ابدًا في حياتها لكنها شعرت بقوة انه كان يدبر لكل ذلك ومنذ زمن ... المحامي اخبرها صباح اليوم بتلك المفاجأة هاتفيًا قبل مغادرتها لزيارة والدتها .... حتى املها بجدولة ديونهم صار مشكوك فيه بعدما علمت ان راموس يملك المصرف ...لكن يبقي الامل الوحيد لديها هو وعد يوسف فريد المسؤل عن القروض والتمويل في المصرف ... فالقصر الاثري الذي كان يملكه والدها يساوى الكثير ... ذلك القصر الذي ورثه عن والده رجل الاعمال الراحل ... ورثه بالكامل هو وكل اموال عائلة المنصورى بعد وفاة عمها واسرته كلها في حادث مأسوى ...
لازالت تتذكر عمها وزوجته وابنهما الصغير الذي كان يكبرها بخمس سنوات وبضعة اشهر فقط ...
في البداية كانت تلعب معه بحرية...فكانا يقضيان اسعد ساعات حياتهما معًا تتذكر ركضهما في الحدائق وقضائهما لساعات وساعات في مسبح القصر ثم لسبب ما لا تتذكره الان اصبحت تلعب معه سرًا لان اباها كان يمنعها من محادثته ويعاقبها بشدة اذا علم انها خالفت اوامره علي الرغم من اقامتهما في نفس القصر ....لكن لارا المتمردة لم تكن لتستمع اليه ...كانا يختبأن عن عيون الناس ويلعبان معًا بحرية.. اختارا اغرب الاماكن ... فدهاليز القصر الواسعة كانت تحتويهما لتخفيهما عن عيون والدها...
عند هذا الحد المؤلم من الذكريات نهضت وقبلت وجنة والدتها ثم انسحبت بصمت ....فهى لديها موعد مع يوسف فريد بعد ساعة وربما يحمل لها هذا الموعد الخلاص..
************************
مصرف ادريانا الشهير مشيد على مساحة ضخمة من الارض وفي ارقى احياء القاهرة ... المصرف الاجنبي كان ينطق بالفخامة في كل زاوية من زواياه ...كانت تعلم ان املها ضئيل لكن يوسف وعدها بإيجاد مخرج ولا يوجد امامها حل اخر غير التعلق بذلك الامل الضئيل الذي يقدمه لها يوسف... هى لاتدري لماذا كلما شاهدت يوسف تشعر بإنقباضات مؤلمة في معدتها.. شعور غامض بالنفور يربكها ...فعلي الرغم من لطفه الظاهر تجاهها الا انها تشعر بشعورغريب كلما تقابلا ... بالتحديد لقد تقابلا مرتين من قبل وفي كلتاهما كانت تشعر بنفس الشعور ...اكثر ما كان يربكها هو شعورها بالاختناق وحاجتها للهواء منذ لحظة دخولها مكتبه وحتى مغادرتها له ... فكرة مقابلته مجددًا تعيد لها نفس الشعور لكنها انبت نفسها فهى تحتاجه بشدة بالاضافة الي انها تتحامل عليه بدون سبب فهو مجرد موظف في المصرف وان كان له منصب هام الا انه لا يزال مجرد موظف وغير مسؤل اطلاقًا عما يخطط له مالك المصرف الحقير.. شعورها نحوه جعلها تتأكد من كرهها الفطري للرجال بصورة عامة فلو كانت هى انثى طبيعية لكانت ذابت أمام وسامة يوسف المذهلة وجسده الرياضي الممشوق والذي يخبرها انه اكتبسه ليس عن طريق صالات الرياضة وانما عن طريق الشغل اليدوي الشاق ... لكن للاسف كانت تشعر بالنفور في كل مرة تراه ... حتى الان نفورها يتزايد وهى مازالت تقف امام باب مكتبه تنتظر اذنه للدخول...
تفضل بالدخول-
حسمت امرها وركنت نفورها بداخلها.. فتحت الباب ودخلت بخفة وابتلعت شعورها الذي يحثها علي التراجع...
ونهض يوسف فورًا من خلف مكتبه واستقبلها بترحاب كان من المفترض ان يطمئنها لكنه اخافها بزيادة عندما اخذ يدها المرتعشة في يده وقال ... المصرف ازداد نورًا بوجودكَ انسه لارا... -
سحبت يدها بذعر من قبضته ...حركتها الصريحة لم تفت عليه فتحول وجهه للجدية وهو يقول ....
- اعتذر لو ازعجتكِ انستى ...اقبلي اسفي
أمام لطفه الواضح شعرت بالخجل فذلك الوسيم الذي يقف في مواجهتها لم يقدم اليها إلي الأن سوى الدعم واللطف اللذان اصبحت تفتقدهما منذ وفاة والدها... تسألت مرارًا عن سبب لطفه البالغ تجاهها ..فهو يعاملها معاملة مميزة للغايه وبالتأكيد هو يعلم ظروفها المادية جيدًا اذًأ فليس اسم فؤاد المنصوري هو ما يجذبه تجاهها كما اعتادت طوال حياتها ...ربما انجذب لجمالها فهى جميلة بشكل مميز بشعرها الاسود الناعم الطويل وعينيها الزرقاواتين الصافيتين بلون السماء ... ورثت جمال والدتها النادر ولون عينى والدها المميز ... تلك العينان اللتان بالتأكيد اسرتا زهرة طوال حياتها وكانتا السبب في نكبتها... لطالما كانت مطمع للرجال بسبب جمالها الاسطوري واموال المنصورى لكنها كانت محصنة تمامًا امامهم فالرجال عامة لا يستحقون سوى احتقارها
واكمل يوسف بنفس الجدية .... - لما لا تجلسين ..؟
اطاعته فورًا كطفل مطيع وجلست علي المقعد المواجه لمكتبه ... دائمًا كانت متمردة وترفض الانصياع للأوامر ولكنها جلست فورًا .. بالتأكيد ليس لتطيع رجل امرها بالجلوس ولكن ربما لان قدماها عجزت عن حملها اكثر من ذلك ...
عندما تأكد يوسف من جلوسها عاد هو ايضا لمكانه خلف المكتب وبدأ بتصفح بضع اوراق امامه...
- الوضع معقد كما تعلمين ...اخر ممتلكاتكِ الان هى القصر وسيارتكِ وهما لا يغطيان حتى نصف دين المصرف ...المعضلة هنا ان الدين اكبر بكثير من الضمان والضمان لا يغطى حتى نصف القرض..لا اعلم كيف تم الامر ولكن لو كنت انا في منصبي هذا وقتها لم اكن لاسمح بهكذا وضع غريب لكن كما اخبرتكِ من قبل ..انا فقط استلمت العمل في فرع القاهرة منذ ثلاثة اسابيع .. وقبلها كنت اعمل في الخارج ... من الواضح ان شراكة سنيور فرنانديز مع والدك اعطته امتيازات لكن وقت الحساب لايوجد صداقه .. فقط دفع الدين...
راموس فرنانديز مجددًا يورط والدها في المزيد من الديون ...حقير حقير لكن كيف ستخبر يوسف بشكوكها تجاه راموس اللعين وهو ولائه سيكون بالتأكيد لراموس ....رب عمله ومصدر رزقه
اكمل بأسف...
- بعدما يمتلك المصرف القصر وسيارتكِ سيتبقي ديون تزيد عن عشرين مليون جنية ....
المفاجأة جعلتها تشهق شهقت وعيناها الزرقاواتان اتسعتا بذهول فهى كانت تعتقد ان القرض يساوى ثمن القصر ... ولكن قلبها توقف فعليًا عن الخفقان عندما القي يوسف قنبلته الاخيرة ... الضربة القاضية هزتها بقوة وتركتها جثة هامدة
ومن ردة فعلها اضاف بأسي واضح ... - من دهشتكِ استنتجت انك لا تعلمين الأهم ...اضاف ببطء قاتل .. - لا تعلمين أن ديون المصرف كلها تحمل توقيعكِ انتِ وليس توقيع فؤاد .. رسميًا علي الاوراق انتِ التى اقترضتِ الخمسين مليون جنية من المصرف انسه...
لن تستوعب ما يقوله مطلقًا ..هل هو يهذى ؟؟؟ بدأت بهز رأسها بقوه كادت أن تخلعها عن رقبتها ...
رددت وهى تصرخ...
- مستحيل مستحيل ...انا لم اري هذا المصرف في حياتى مطلقًا سوى بعد وفاة ابي باسبوع ... اذًا فكيف سأقترض منه ..؟ وفي الواقع ماذا املك انا ليعطينى المصرف مثل هذا القرض الضخم وبضمان قصر اقل من قيمة القرض ولا املكه في الاساس ...؟
وكأنه كان يتوقع صدمتها فقدم لها كأسًا من عصير ليمون كان موضوع في ابريق امامه ...
- اهدئى من فضلكِ واشربي الليمون ...الم اعدكِ بإيجاد مخرج ...؟ انا لا فكرة لدى عن تفاصيل القرض ولا كيف تم بهذا الشكل واصدقكِ بالطبع لكن توقيعكِ علي جميع الاوراق يقول غير ذلك وسأكرر مجددًا ..انا لم اكن المسؤل وقتها عن القروض... ولا يوجد امامى أي تفاصيل فقط اوراق تثبت انكِ صاحبة القرض ..
عبراتها اندفعت بقوة .. دموعها لم تكن مثل اي دموع ذرفتها من قبل دموعها هذه المرة كانت دموع القهر ...علي الرغم من نظرات التعاطف الواضحة التى احتواها بها يوسف الا انه اضطر الي مواجهتها ببضع اوراق ... سألها بإشفاق ... - ربما يكون توقيعكِ هذا مزور...
من وسط انهار عبراتها لمحت توقيعها علي عدة اوراق خضراء حينها تأكدت من شكوكها وشهقاتها تلاحقت حتى كادت أن تفجر رئتيها
اعتذر لها بلطف مصطنع ...
- انا اسف جدًا.. ربما تفضلين تأجيل موعدنا ليوم اخر تكونين فيه افضل ... شكت انه يشعر بالقرف من ضعفها فتعبيرات وجهه لم تكن تعاطف بل اقرب الي الازدراء .... لكن بالفعل هى الآن ضعيفة وضائعة وتستحق الازدراء ..
هزت رأسها بالرفض ...فأين ستذهب الان ...فمكانها المحتوم الان هو السجن مدي الحياة ...ليس السجن ما يؤلمها ولكن ما يفزعها هو مصير والدتها بدونها ...تذكرت بمرارة اصراروالدها علي توقيعها علي بعض الاوراق .... ذكريات ما حدث ذلك اليوم عادت اليها بقوة .... فيومها كان قد مرعلي موعد سداد رسوم مركز والدتها بضعة ايام والمركز بدأ بالتهديد... كانت قد طلبت منه ان يسدد تلك الرسوم لايام وايام ولكنه كان يماطل واليوم كان المهلة الاخيرة التى اعطاها لها المركز للدفع فحاولت استعطافه عساه يلين لكنه يومها قام بمساومتها..
- انا اكيد من انك تريدينى ان اسدد الرسوم اليس كذلك ...؟ سأسددها ولكن بشرط ...
- بالطبع اقبل أي شرط ابي ..الم تتأكد من قبل من قبولي لاي شيء في مقابل نفقات مركز امي ...
فضحك بإنتصار وقال ...
- اذًا وقعي هذه الاوراق وأنا سأسدد اليوم ...
امسكت قلمها بقوة ووقعت بدون تردد في كل مكان اشار لها ان توقع فيه حتى دون ان تحاول معرفة علي ماذا توقع... او حتى لماذا هذا الشرط الغريب تلك المرة ...هى كانت صادقة وستفعل اي شيء كى تضمن دفع نفقات المركز لذلك وقعت مجبرة علي ايًا كان ما توقع عليه ...
هو كان يريد توقيعها على تلك الاوراق بشدة واجبرها علي التوقيع بامتناعه عن دفع الرسوم...
وتأمل توقيعها لحظات ثم سألها ... - الا تريدين معرفه طبيعة تلك الاوراق ؟؟
اجابته ببرود ..
- لا ..
وكأنه انتشى من ردها فجمع الاوراق وادخلها خزانته السرية في مكتبه ورفع هاتفه وقال لسكرتيرته الحسناء .. - سددي رسوم المركز الآن ..
حينها تنفست الصعداء واطمئنت بأن والدتها آمنة لشهر علي الأقل ...
والان هى تعلم ما ورطها فيه لكنها ليست نادمة ...
ورفعت عينيها ليوسف وقالت بحزم ..
- لا ..لا اريد فماذا سأفعل عندما اغادر.....؟ كيف ستستطيع مساعدتي ...؟
ضعفها الواضح جلب تعبير مبهم الي ملامحه .. - بكل سهولة سأساعدكِ ...مثلما اخذتِ القرض الاول بدون ضمان .. استطيع اعطائكِ اخر اكبر بدون ضمان ايضًا لتسددي منه القرض القديم حتى تحل اموركِ ..
هزت رأسها بعدم تصديق ..
- بالفعل تستطيع...؟
.. - نعم ..منصبي يسمح لي بكل شيء
الامل راودها ...ربما سيصبح لديها عام كامل او اكثر تستطيع فيه تأمين مصاريف المركز .. لكن التعقل ضربها فجأة ...فكيف ستقوم بتسديد هذا القرض الضخم الاخر...
- اشكرك على عرضك وعلي محاولتك لمساعدتى وانا للاسف سأقبل فلا يوجد لدى اختيار لكن المشكله ما تزال قائمة فقط تأجلت .. ماذا سأفعل حينما يحين ميعاد تسديد القرض الجديد ...؟
اجابها ببطء جعلها تنتظر فلهجته كانت تدل علي أن ما سيقوله هام جدًا ..
- لا .. أنا عندي الحل ... تزوجيني وسأسدد أنا القرض ....
***************
انتهى الفصل...
قراءة ممتعة للجميع...
ولا تنسوا جميلتنا داليا من تعليقاتكم وأرائكم...
حفظكم الله ورعاكم...



قراءة ممتعة .. لا تحرمونا من التعليقات


دالياالكومى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-19, 11:16 AM   #15

zazarim

? العضوٌ??? » 349747
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 402
?  نُقآطِيْ » zazarim is on a distinguished road
افتراضي

Merci pour votre effort

zazarim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-19, 12:48 PM   #16

دالياالكومى

كاتبة في منتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 381369
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » دالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond repute
افتراضي

" تتشابك الأقدار وتتلاقي القلوب, فلكل نصف نصفه ... مقدر ومكتوب "

دالياالكومى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-19, 07:11 PM   #17

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي





الفصل الثاني_________________المزادxيتزو جني أنا ...؟!!

****
ماذا يقول ذلك المعتوه فأنا اخر امرأة علي وجه الأرض قد تتزوج يومًا ..
وجدت نفسها تصيح بهلع وبدون تفكير ..
- هذا مستحيل ...أنا اكره الرجال ولن اتزوج مطلقًا .. هى بالفعل تكره الزواج وتفضل الموت على أن يلمسها رجل ...لكن الأن والدتها هى من ستموت اذا هى رفضت عرض يوسف لو فقط فكرت قليلًا قبل تهورها في الرد ... ورفضها السريع قوبل بغضب واضح من جانبه ..
- ربما معكِ حق في رفض عرضي المفاجىء لكن ما سبب كلامكِ الغريب عن الزواج والرجال ...هل مررتِ بتجارب مع رجال من قبل ...؟ هزت رأسها مجددًا ماذا ستخبره ...سمعته يهمس .. - لارا لو اخبرتكِ اننى احببتكِ من اول نظرة لن تصدقينى بالتأكيد ولذلك سأوفرها لنفسي لكنى سأخبركِ ما يهمكِ سماعه ...لارا منذ أن وقعت عيناي عليكِ وأنا قررت الفوز بكِ لنفسي وسأفعل أي شيء لأضمن موافقتكِ الان بدأت تشعر بالارتباك فلأول مرة في حياتها تسمع مثل تلك الكلمات... ويوسف اكمل ..
- وأنا اعلم كل ظروفك جيدًا حتى الحالة الصحية لوالدتكِ وعدم قدرتكِ علي دفع نفقات المركز التأهيلي ...
رفعت عينيها اليه بدهشة ... ليومىء برأسه ويقول .... - الم اخبركِ من قبل انكِ تهميني ...الحب هو الاهتمام بالتفاصيل لارا .. استطيع اعطائكِ الخمسين الف جنية المطلوبه للمركز التأهيلي ... اقبليهم من فضلكِ وسددي ثم فكري في عرضى ..امامكِ ستة ايام قبل المزاد فقط اخبرينى برأيكِ قبل المزاد بيوم لادبر اموري حال موافقتكِ علي عرضي واذا ما رفضتي اقبلي منى ذلك المبلغ البسيط كهدية فأنا لا استطيع أن اقف متفرج وانتِ تعانين ...لكن للأسف أنا في النهاية مجرد موظف مهما كان منصبي ..اقصد اننى لن استطيع مساعدتكِ اكثر من ذلك ...اما لو وافقتِ فوقتها سأتدبر امر القرض ..انا أغامر بمنصبي كى أساعدك ولا أطلب سوى الزواج منكِ في المقابل ... ولكن حتى زواجنا سيكون سري حتى لا نثير الشبهات .. يوم المفاجأت العالمى ...بدء بمفاجأة معرفتها أن راموس هو مالك البنك ثم معرفة انها هى المطالبة بالقرض وليس والدها ثم طلب يوسف الزواج منها واخر مفاجأة كانت طلبه سرية الزواج ...فهى لم تتخيل ابدًا انها ستتزوج يومًا وعندما بدأت في التفكير في تغيير رأيها عرض الزواج المعروض عليها كان الزواج في السر... لتكتمل اهانتها وصفحة ذلها ..xيالا سخرية القدر ...كلها مفاجأت قاتلة مدمرة ...لم تدري اكانت لتضحك ام لتبكي ... لكن ما جعلها تصدم فعلًا هو رؤيتها ليوسف يرتدي ساعة معصم شبيهة بتلك الساعة التي اهداها راموس لوالدها في بداية شراكتهما ...كيف وهو الموظف كما يقول يتمكن من ارتداء ساعة تعلم سعرها جيدًا ...فوالدها حينما كان يجمع اموال الصفقة المشؤمة باع كل ما هو ثمين حتى مجوهراتها الشخصية وهى لم تكن تريد شيئًا من امواله المشبوهة فأعطته كل مجوهراتها عن طيب خاطر عدا سلسلة صغيرة احتفظت بها لنفسها.. لكن لفت انتباهها وقتها أن والدها قد باع الساعة التي اهداه اياها راموس بمئتي الف دولار وصعقت من ضخامة المبلغ ... فكيف لساعة يد واحدة ان تكون بمثل ذلك المبلغ الضخم ..
وانتبه يوسف لحملقتها في ساعة يده فغمغم في احراج ...
- سينيور فرنانديز اصر على مكافئة كل الموظفين المتميزين وأنا كنت احدهم .. فاهداني هذه الساعة ..انها من الدرجة الثانية وليست اصليه مثل ساعاته هو لكنها مازالت تساوى ثروة... وفي الحقيقة أنا كنت أفكر في بيعها عندما وعدتكِ بالرسوم فهى ليست مناسبة لي علي الاطلاق ...xسيبيع ساعته من اجلها ...؟؟ ارادت شكره من قلبها ... أنه يريد مساعدتها بكل الطرق ...كم يبدو واضحًا وصريحًا ولا يخفي شيئًا .. صفات لم تعلم بامكانية وجودهم لدى الرجال من قبل.... - انا لا اعلم كيف اشكرك...؟ انت في الواقع منحتني امل وعلمت ان الدنيا مازالت بخير بعدما كنت قد فقدت الامل ...من كان يتخيل يومًا ان يورط اب ابنته في المشاكل كما فعل ابي ...؟ - لا تشكرينى ابدًا... انا لا انتظر منكِ الشكر... فقط عدينى بالتفكير في عرضى ... وبخصوص الرسوم انا لا استطيع اعطائكِ شيك حتى لا نثير الشبهات كما اخبرتكِ .. علاقتنا امام الجميع علاقةعمل فقط ولكنى سأدفع الرسوم اليوم بنفسي ... يا الله كيف ستتمكن من رد جميله يومًا ...هو لم يترك لها سوى طريق واحد فهمست بإستسلام ...
- أنا اوافق علي الزواج منك وبشروطك .. شيطانها صور لها ضحكة صفراء ارتسمت علي شفتيه لكنها لامت نفسها بشدة ... فهى التي تكره الرجال لكن يوسف اثبت لها انها من الممكن ان تكون مخطئة وقد تجد منهم من تستطيع احترامه علي الاقل ...عندما دققت النظر في وجهه مجددًا ...ادركت ان الضحكة التى كانت تنير وجهه كانت ضحكة سعادة وسرور...
***********
قرارها السابق بالاختباء بعيدًا عن عيون والدتها لم يعد له داعى الأن فرسوم المركز قد سددت ومهلة الاسبوع اصبحت فقط مهلة اليها لاعادة التفكير في عرض يوسف ...فهو قرر عدم قبول موافقتها الفوريه علي عرضه واصر علي اعطائها مهلة الستة ايام كاملة للتفكير...لكنها في الحقيقة لم يكن لديها هذه الرفاهية في الاختيار ..فماذا لديها بدونه سوى السجن والقاء والدتها المقعدة في الشارع ..؟
اطاعته وتظاهرت بالتفكير في عرضه فهى لم تكن تريد اعطائه فكرة خاطئة عنها ..
فكرة تظهرها كأنها سهلة لكن في الحقيقة هى ليست سهلة ابدًا انما هى مجبرة.... وكأنه اراد ان يثبت لها انه مازال يوجد خير بين الناس .. فالتزم بوعده ولم يحاول الضغط عليها بأي طريقة خلال فترة المهلة التى منحها اياها لكن هى كانت تشعر بالذعر الشديد مع كل يوم يتناقص من تلك المهلة فكل يوم كان يمضي كان يقربها من مواجهة مصيرها... السجن في الزنزانة او السجن في زواج لا تريده ..وبالطبع كان الاختيار الثاني هو اهون الامرين عليها ...لكن يبقي نفورها منه يقلقها ..فكيف ستتزوجه وهى تشعر بهكذا شعور ؟
لكنها صرحت امامه عن مشاعرها الحقيقية الخاصة بالزواج والرجال لكنه اصر .. .فلربما عشرته تزيل ذلك الشعورعنها ..بالتأكيد هى لا تنفر منه كليًا كحالها مع باقي الرجال لكنها كلما تراه تتذكر الم خفي ...الم لا تستطيع وصفه سوى بالاختناق حتى الموت....انها تحمله ذنوب هو بريء منها ..فهو يسدد فاتورة عن كل جنسه من الرجال الانذال الخائنين عديمى الشعور...موعدها لرؤية والدتها قد حان ..هى سوف تتحجج لها بأي حجة تفسر الغائها لسفرها المزعوم كم اخبرتها من قبل....
واستوقفتها موظفة الاستقبال وهى في طريقها الى غرفة والدتها واخبرتها بهيام واضح ... - كم هو لطيف ذلك الرجل الذى سدد الرسوم امس ...هل هو قريب لكما..؟ كان مهتم بكل التفاصيل وطلب تقرير تفصيلي من الطبيب عن حالة والدتكِ الصحية وتقدمها في العلاج ... يوسف فعلًا سوف يبدو لطيفًا لكل الإناث الطبيعية التي لم ترضع الضغائن مع حليب الأم فلم تتعجب من انبهار تلك الفتاة به..هو اخبرها انه يهتم بها وبكل تفاصيل حياتها ..وهو فعلًا يهتم ...ليتها تستطيع مبادلته الاهتمام او علي الاقل التظاهر بذلك امامه نعم .. انه يقرب لأمي من بعيد ولذلك هو مهتم بحالتها -بطبيعتها لم تكن تحب ادخال الغرباء في حياتها فهى لديها ما يكفي من الغسيل القذر كى تداريه فماذا عساها ستخبر الناس ..؟ ستخبرهم عن اب امواله تنمو بقتل الابرياء ام عن ام مسكينة حاولت الانتحار بسبب قهر زوجها لها .. اذًا فمن الافضل ان تصمت وتراقب فهى مغلوبة علي امرها ربما سرية زواجها ستكون ميزة .. فعلى الاقل لن تضطر الي اجابة احد اذا ما سألها عن سبب زواجها السريع.... وحرفيًا اشرقت والدتها من الفرحة لدى رؤيتها لها عندما فتحت الباب ودلفت الي حجرتها ... ظننتكِ سافرتِ مع صديقاتكِ اليوم ... -لا لم اسافر معهن..لم استطع السفر وترككِ ..ربما لاحقًا - - لا يا حبيبتىx..استمتعى بحياتكِ أنتِ تضيعين عمركِ.. أنا الآن تأكدت من انني حمل ثقيل عليكِ... عيناها اغرقت بالدموع...x - كيف تقولين ذلك ..؟ انتِ كل عائلتي وبدونكِ اشعر بالضياع x ايضًا بكت زهرة من قلبها ...اه فقط لو تستطيع احتضانها ... شللها يمنعها من الحركة ومن الاحساس ..حادثتها تركت لها فقط عقلها ولسانها وحرمتها من باقي جسدها ...اه لو لارا تعلم ما سمعت فؤاد يقوله لساقطته البرازيلية في يوم حادثتها ... لقد كان ثمل وباح بسره اللعين لتلك الساقطة عن طيب خاطر ... مطلقًا,,, هذا السر ينبغى أن يدفن معها ..سيذهب معها الي القبر .. لن تسمح يومًا للارا بمعرفته ابدًا...فؤاد صورته سيئة عند لارا بما يكفي وهى لن تدمرها وتقضي علي الباقى منها كما دُمرت هى شخصيًا فى ذلك اليوم عندما سمعت البشاعة التى ينطقها فم فؤاد الثمل..
***************

العد التنازلي بدأ ... فكل يوم كان يمر كان يسحق روحها ... فكرة الزواج لم تعتاد عليها مع مرور الايام كما كانت تتوقع بل بالعكس مع غروب كل شمس كانت تشعر بالاختناق فهذا الغروب يقربها من صلبها... في اليوم الاخير قبل المزاد قررت التجول في القصرعسي انهاكها لعضلاتهاxيجعلها تستلم للنوم الذي جفاها منذ لقائها بيوسف في مكتبه... لقد اعطت اليوم ليوسف ردها بالموافقة علي عرضه في مكالمة هاتفية لم تدم سوى للحظات ...فقط سألها بلهجة رسمية ادهشتها ...
- هل حسمتِ امركِ لارا ؟
وعنما اخبرته انها لم تعدل عن قرارها السابق الخاص بقبول عرضه تنفس بإرتياح واغلق الهاتف فورًا ...
جولتها في القصر كانت لوداع اشباح الماضى لكنها عندما تجولت وتجولت ادركت الحقيقة التى لطالما انكرتها ...اخيرًا اعترفت لنفسها ... يا الله كم تكره هذا القصر الكئيب..فهو لم يحمل اليها اي ذكرى سعيدة يومًا ...فقط حمل الكثير من الالم ... تأملت سقفه المرتفع عن الارض بدرجة كبيرة وجدرانه العالية التي توحي بالكآبة علي الرغم من فخامة الفرش الا ان الكآبة كانت متأصلة في المكان.. هذا القصر الكئيب اتى على جميع ساكنيه وظل يراقبهم وهم يختفون ..لم يتبقى سواها وهاهو يريد النيل منها هى الاخرى ...سلسلة الحوادث المرتبطة به وصلت لحد الغموض ..
بداية من وفاة جدها في حادث ركوب غامض عندما هاج جواده فجأة والقاه عن ظهره بعنف ليلقي حتفه فورًا ...ثم وفاة عائلة عمها بأكملها ...وحادثة والدتها ثم وفاة والدها بحسرتهx ... فعليًا لم يتبق غيرها في مواجهة ذلك القصر الملعون...xمنذ يوم وفاة والدها في مكتبه وهى لم تجرؤ علي دخول المكتب .. لكنها الآن تجرأت ... قوة عجيبة اعطتها الشجاعة ففتحت الباب ودخلت واضاءت النور بمجرد دخولها تخيلت صدى ضحكة راموس يرن في المكان .. راموس كان يضحك بشماتة ...خرجت مسرعة من المكتب واغلقت الباب خلفها ...روح راموس كانت كأنها تسكن المكان ... متى ستتخلص من ذلك القبر العملاق..؟ هنيئًا لراموس فوزه بالقصر, عساه يدفن فيه مع شياطينه...طوت الطريق الى غرفتها في خطوات سريعة مرتعبة وهناك اغلقت الباب بالمفتاح .. هنا علي الاقل لن تسمع ضحكة راموس.. القت بنفسها على فراشها وهى مازالت ترتجف من الخوف ...ربما قرار زواجها بيوسف ليس قرار سيء كليًا فعلى الاقل ستطمئن بوجوده معها وخصوصًا في الليل.. تذكرت كوابيسها القاتلة التى تهاجمها بين الحين والاخر وتتركها منهكة تمامًا ... ربما اليوم سيكون اخر كابوس تتلقاه وعندما تغادر القصر غدًا لن تعاودها تلك الكوابيس مجددًا...xاستيقظت صباحًا بعد نوم مضطرب لم تجني منه سوى زيادة ارهاقها ارتدت ملابسها علي عجل وهبطت لحفل تقرير مصيرها ...في طريقها للاسفل استقبلت رسالة نصيه من يوسف علي هاتفها النقال ... رسالة مقتضبة تقول ..." احزمي متعلقاتكِ الشخصية فقط .. سائقي سيوصلكِ لمنزلي بعد المزاد مباشرة...." تسألت بدهشة .. " لماذا اصبح يوسف بمثل هذا البرود فجأة..؟ " لكنها عادت ونهرت نفسها ..هو وعدها بعدم الضغط عليها ..ربما بهذه الطريقة هو ينفذ وعده ويترك لها مساحتها من الحرية وربما بسبب انه لا يريد ان يثير الشكوك بخصوص علاقتهما فهو نبهها من قبل بضرورة سرية زواجهما... فجأه خاطرة اقتحمت عقلها وجعلتها تقفز من علي مقعدها وتتسأل برعب .. " هل سيحضر راموس ليدشن انتصاره ...؟ "لكن ليته يحضر فهى تريد مواجهته ولو لمرة واحدة ...تريد ان تضحك هى بإنتصار فهو لا يعلم ماذا جلب لنفسه بإمتلاكه ذلك التابوت العملاق ... لقد دق المسمار الاخير في نعشه وهو لا يدري....راقبت من نافذة القصر العتيقة السيارات العديدة وهى تتوالي في الدخولفالحارس فتح البوابة علي مصرعيها امام طوفان السيارات القادم .. وعندما لمحت يوسف يترجل من سيارة سوداء فخمة قلبها خفق بعنف وتراجعت بسرعة لتجلس بعيدًا عن النافذة .. في اثناء انسحابها لمحت شخصًا اخرًاxفي حدود الخمسين من عمره بملامح مصرية خالصة يترجل من نفس السيارة التى نزل منها يوسف لكن من الجهة الاخري ...لم تكن هناك اي اشارة لوجود راموس .. هى لا تعلم كيف يبدو بالتحديد فهى لم تقابله مطلقًا من قبل لكن لا احد من القادمين كان يبدو اجنبيًا ...ولا احد كان يحظى بإهتمام يليق بشخص في مثل منصبهربما عدم قدومه بنفسه افضل علي أي حال فهى لا تعلم حقيقة ماذا ستفعل اذا واجهته يومًا ما ..ربما تعود لارا المتمردة للعمل وتعيد اليه انتقامه... في لحظات ...الجمع الغفير اصبح في الداخل ...
وتقدم منها يوسف وحياها برسمية شديدة...كان مازال بصحبة نفس الشخص الاكبر سنًا الذي نزل معه من السيارةx- انسة لارا ...اعرفكِ باستاذ يحي مدكور مديرالمصرف ...هزت رأسها في توتر ...هى الان تخشى من التصرف بغباء وتفسد كل ترتيباته ... هى كانت تعلم جيدًا ان يوسف يدبر أمرًا ما لإخراجها من ورطتها وهو غالبًاx لن يكونx قانونيًا بالكامل لكن راموس يستحق اكثر من ذلك ...هى غير نادمة بالمرة علي خداعه بل في الحقيقة تستمتع بذلك ... اسفها الوحيد كان توريط يوسف في مستنقعها...لاحظت نظرات تحمل الكثير من المعاني رمقها بها يحي مدكور... نظرات عجزت عن تفسيرها ربما كان يختلط فيها الالم مع تأنيب الضمير ... ثم وجه نظرات اكثر حدة ليوسف الذي تجاهلها تمامًا واكمل كلامه كأنه ألة خالية من المشاعر صممت لتنفيذ غرضها فقط .. سنبدأ المزاد-
وكأن جملته الباردة كانت اشارة البدء فانتشر الجيش الذي كان يصحبه في كل ارجاء المكان ولدهشتها راقبتهم بهدوء .. من المدهش انها لم تشعر بالحزن ابدًا وهى ترى ممتلكات اسرتها تباع امام عينيها.. بل بالعكس مع كل غرض من اغراض القصر الثمينة كانت تخسره ويباع لصالح راموس كانت تسترد جزء من سلامها الداخلي في مقابله... وارتجفت بشدة عندما سمعت يوسف وهو يطلب منها أن ترافقهم للجزء الخلفي من القصر لتكملة جرد الممتلكات ...كيف ستخبره انها لا تستطيع فهى لم تذهب لذلك الجزء من القصر ابدًا ...ولا تستطيع الذهاب معه حتى ولو حاولتل تمالكت نفسها وحاولت السيطرة علي مشاعرها وهى تقول ... - الجناح الخلفى مهجور تمامًا ولا اعتقد أن به ما يستحق الجرد يوسف اصر ...
- لابد من جرده هو الاخر انسة لارا هذا روتين ... ولابد وأن يتم الجرد في وجودكِ....هزت رأسها برعب ..
- حسنًا قم بعملك.. لا داعي لحضوري انا اعلم انه خالي من الممتلكات القيمة والا كان ابي رممه منذ زمن ... هذا كان جناح عائلة عمى رحمة الله عليهم واغلق من بعد وفاتهم وأنا لم ادخل الي هذا الجزء ابدًا في حياتى ولن ادخله الان وفي النهاية ماذا سيفيد وجودي فالقصر بالكامل ملك للمصرف .. ضيق عينيه بشدة وسألها بحدة مفاجئة ..
- هل انتِ اكيدة من انكِ لم تدخلي هذا الجزء من قبل ...؟فؤجئت من نبرة الحدة في صوته فأجابته بضيق..... - اكيدة جدًا ... لم ادخل اليه من قبل فهذا الجزء مغلق من قبل ولادتي xلا تدري لماذا لجئت الي الكذب واخباره بأن وفاة عمها كانت قبل ولادتها ولكن ان كانت تعتقد انها بكذبتها تمكنت من تجنب زيارة ذلك الجزء الذي يسبب لها الرعب فهى كانت مخطئة تمامًا فيوسف تجاهل رعبها الواضح من فكرة زيارة ذلك الجزء من القصر واكمل كأنه انسان الي بلا مشاعر .. - وجودكِ ضروري ...لا يوجد جرد بدونكِ..لا مفر من الذهاب مع اصراره الواضح ...وتسألت بدهشة عن سبب قسوة يوسف المفاجئة واصراره علي ذهابها علي الرغم من خوفها الواضح لكن ربما هى تضخم الامور ويوسف فقط يقوم بعمله كى لا يعطيها أي استثناء وتنكشف علاقتهما ربما يخشى من مدير المصرف .. سارت معهم وهى ترتجف بعنف ...بالتأكيد لابد وأن يكون يوسف انتبه الآن لرجفتها فهى كانت تهتز بشدة لكنه واصل بروده وواصل طريقه لذلك الجزء المغلق من القصر...هى نفسها لا تدري سبب رعبها وخوفها اللامبرر لكن قوة خفية تمنعها من مواصلة تقدمها ...مجددًا شعور الاختناق يعاودها بعنفx ....حاجتها للهواء جعلتها تشهق بصوت عالي مما لفت انتباه الجميع اليها ...يوسف الوحيد الذي لم ينتبه لشهقتها المؤلمة واكمل طريقه... رائحة المكان تذكرها برائحة التراب المندى بالماء ...الجناح المهجور اختلطت فيه رائحة التراب مع رائحة الرطوبة من طول فترة اغلاقه وعدم تعرضه للتهوية او الشمس...رائحة اشبة بالعفونة ملئت انفها .. الابواب المغلقة تشكل حاجز يمنعها عن المزيد من العفونة والمزيد من الاختناق ... انه يذكرها برائحة الموت ... وتوقف يوسف امام غرفة مغلقة دونًا عن الغرف الاخري وتناول مقبضها في يده وهم بفتحها .... ومع حركته وفجأة شعرت أن روحها تقبض وتسحب بعيدًا وتغادر جسدها .. لا تدري لماذا كانت تشعر بذلك الشعور لكنها لا تستطيع احتماله ... سوف تنهار الآن امامهم وليحتفل القصر باجهازه عليها هى الاخرى ... لكن فجأة يد يوسف توقفت عن ادارة المقبض الصديء ويده الاخرى اشارت بشيء مبهم لمدير المصرف الذي امر الجميع بالتراجع والعودة من حيث اتوا....فجأة تراجع الجميع وكأنهم جيش من النمل يتبع قائده ...تعجبت من قدرة يوسف الغريبة ومنصبه الهام الذي فاق منصب مدير البنك ... وتسألت من منهم يعطى الاوامر للاخر لكن امتتنانها العظيم له لانه تراجع عن فتح الغرفة المغلقة جعلها تفقد التركيز والتفكير السوى... اختفى الجميع ولم يتبقى سواها هى ويوسف يحملقان في الباب المغلق لفترة غير محددة وعندما انتبها اخيرًا اشار لها بالعودة وعنما بدأت في التحرك لحقها بخطوات واسعة...
فعليًا كان اقصر مزاد في التاريخ فالأمر محسوم منذ البداية ...جملة واحدة حسمت الامر عندما اعلن موظف المزاد بطريقة روتنية تخلو من المشاعر عن استحواذ البنك علي كل ممتلكاتها وبالتالي اصبح قصر المنصوري وسيارتها ملكًا لبنك ادريانا المملوك لشركة فينكس الدولية للتعدين واعطاها الموظف مهلة اربع وعشرون ساعة للخروج من القصر وهى تحمل فقط حقيبة ملابسها... لولا انها لا تريد ان تطلب من يوسف المزيد من امواله لكانت تركت حتى ثيابها الملوثة بدماء الابرياء لكنها مضطرة لاخذ اقل القليل معها علي الاقل حتى تتدبر امورها في الفترة القادمة...
وكما امتلىء القصر فجأة ايضًا اصبح فارغًا فجأة ولم يتبق سواها تجلس في انتظار سائق يوسف الذي سوف يخلصها من رؤية ذلك القصر الكئيب الى الأبد...
*******

انتهى الفصل...
قراءة ممتعة للجميع...
ولا تنسوا جميلتنا داليا من تعليقاتكم ودعمكم...
حفظكم الله ورعاكم..




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-19, 04:02 AM   #18

Romance 18

? العضوٌ??? » 400619
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 437
?  نُقآطِيْ » Romance 18 is on a distinguished road
افتراضي

بصرااحة مبزدعة منذ اول فصل
يا ختي ما هذا الجنون الذي تعيش فيه لارا اب فاسد و رجل اعمال اقذر و اخيرا. صقييع اسمه يوسف يريد الزواج بها
لما اشعر انه ابن عمها ذاك الذي كانت تلعب معه في الصغر لدي احساس غرييب انه هو و قام بشراء المصرف و وظف القذر لقتل عمه الذي اهانه يعني full plan. منسيش و لا حاجة البت و امها و بيتها كانه بينتقم من سنينه في الصبا اللي ضاعت بسبب فؤاد
و اللي مجنني اكثر توقيع لارا رغم انها مو عرفانة شي ع كل اوراق القرض
اتمنى الفصول الجاية تجيب فضولي😅 وو دمت مبدعة
شكراا كتييير ع الدعنوة داااليا كنت رح اندم لو ما قريتها


Romance 18 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-19, 03:25 PM   #19

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الثالث___________________فستان الزفاف
****************

" يا قبري أطلق سراحي فلم يحن بعد وقت وفاتي ... سأتنفس الحرية خارج أسوارك وسأحرمك من لذة ضم رفاتي .... "
ما بديلها الان ...؟ جلست لساعات وساعات في انتظار سائق يوسف كما اخبرها في رسالته وبإقتراب الغروب كانت قد يئست وبدأت تفقد الامل.. ربما يوسف قرر تغيير رأيه .. لكنه كان يجب أن يخبرها علي الأقل..
الظلام سيحل قريبًا وهى تكره قضاء الليل هنا مجددًا وخصوصًا بعدما ذهبت للجزء الخاص بعمها الراحل والذي سبب لها الم هائل لا تدري سببه عندما خطت ارضه بقدميها
نظرت لساعة يدها للمرة العشرين منذ انتهاء المزاد ...القت نظرة علي حقيبة ملابسها الصغيرة والتى اعدتها مسبقًا ...هى لن تستسلم لذلك القصراللعين .. ان كان يوسف قد غير رأيه فليكن لكن هى سترحل كما خططت ... سترحل فقط ولن تقضي الليل بمفردها وسط الاشباح
نهضت بعزم وحملت حقيبة ملابسها وقررت ترك القصر اللعين فهو لن يهزمها ابدًا ...
وبمجرد أن اغلقت باب القصر الضخم خلفها وهبطت الدرجات القليلة المؤدية للحديقة حتى لاحظت وجود سيارة سوداء متوقفه أمامها وبداخلها رجل ضخم بصورة مبالغ فيها...والذي رفع هاتفه النقال واتصل برقم ما بمجرد رؤيتها وهى تغادر ...
تصرف ذلك الضخم اثار لديها العديد من المخاوف ...فلماذا يراقبها وماذا يريد منها...؟
اسرعت الخطى في محاولة للهرب من مراقبها الغامض ..فهى بمفردها تمامًا بعد مغادرة الخدم منذ ايام ورحيل الحارس بعد المزاد ولو اراد ذلك الضخم مهاجمتها فلن ينقذها احد ... رنين هاتفها اجفلها بشدة فسقطت حقيبة السفر من يدها لترتطم بالارض محدثة الكثير من الضجيج في الحديقة الهادئة
حاولت السيطرة علي اعصابها المنهارة وتناولت هاتفها فربما تستنجد بمحدثها خصوصًا انها وجدت يوسف هو المتصل والذي بادرها قائلًا بغضب...
- الي اين ستذهبين ايتها الحمقاء ؟ الم اطلب منكِ انتظار السائق..
- يوسف... الحمد لله ..انجدني توجد غوريلا مخيفة تراقبني .. ولكن انتظر لحظة كيف علمت انى سأغادر...؟
صوت ضحكاته اغاظتها للغاية...
- تلك الغوريلا هى السائق الذى ارسلته ليقلكِ ..وهو من ابلغني بقراركِ المتهور بالخروج ...
- اذًا لماذا كان يراقبني...؟ لقد سبب لي الرعب وكاد أن يتوقف قلبي بالسكتة ؟
- لارا السائق مجرد تابع وينفذ الاوامر ...تعليماته تقتضي بالانتظار حتى أبلغكِ أنا بوجوده فتخرجين اليه لكنه حينما شاهدكِ تغادرين اتصل بي ..أنتِ فقط تعجلتِ ...
لا مبالاته جعلتها تصيح بغضب واستنكار ..
- تعجلت..؟؟!!! لقد مضت اكثر من ستة ساعات وأنا انتظر ثم لم اكن لاقضي بمفردى ليلًا اخر في ذلك القصر ....
قاطعها بحدة ...- وإلي اين كنتِ تنوين الذهاب ..؟
اجابته بحزن ..- إلي أي مكان بعيدًا عن هنا ... أمرها بلهجة بدت تميل الي اللين مجددًا... - حسنًا عودى ادراجكِ وسائقي سيوصلكِ لعندي ...المأذون علي وصول...ثم اغلق الخط بدون اضافة المزيد,,,
اعادت الهاتف لحقيبة يدها وانحنت لالتقاط حقيبة سفرها .. لكن صوت السائق المنتظر اوقفها عن التقاط الحقيبة...عندما قال بأدب...
- تفضلي انتِ إلي السيارة وأنا سأخذ الحقيبة
وكما امرها يوسف عادت ادراجها وركبت السيارة التي وجدت بابها الخلفي مفتوحًا استعدادًا لركوبها...
والسائق عاد إلى مكانه وادار السيارة وقادها إلى المجهول....
****************************************

لا تدري لكم من الوقت انخرطت في افكارها الخاصة لكن عندما استفاقت من شرودها لاحظت أن السيارة غادرت المناطق المأهولة إلي مناطق بناء جديدة خارج القاهرة وقبل أن تبدأ في التساؤل اوقف السائق السيارة أمام فيلا صغيرة من طابقين ...
نظرت حولها فلم تلمح اي ضوء صادر من المبانى المجاورة غالبًا جميع الفيلات المجاورة مازالت مهجورة من السكان ولم تسكن بعد ... وحمل الضخم حقيبتها واشار لها أن تتبعه ... تبعته بصمت ودخلت خلفه الى الفيلا الصغيرة...وانتظرت حتى يفتح لهما الباب... بعد لحظات قليلة فتح يوسف الباب بنفسه واشار لها بالدخول وتناول حقيبتها من الضخم الذي جلس على الفور في الصالون الصغير الذي كان فقط يحتل جزء صغير من المساحه التى تركت فارغه... علي الرغم من تشتت ذهنها الا انها لمحت علي الفور " يحي مدكور " مدير المصرف يجلس بجوار شخص كبير في السن ويحمل بعض الدفاتر الكبيره في يده ...اذًا فمدير المصرف علي علم بخطط يوسف ايضًا ... تسألت بدهشة عن كيفية تمكن يوسف من اقناعه .. مسكين راموس فكرت بسخرية.... الخيانة اتت اليه من اقرب مساعديه .." كما تدين تدان..."
كان يوسف مازال صامتًا ولم ينطق بحرف واحد بعد ...حمل حقيبتها واشار اليها أن تتبعه ...ادخلها الي غرفة نوم صغيرة...بادرها بالقول بدون اي مقدمات او ترحيب...
- انتظري هنا حتى يأتي وكيلكِ ويسألكِ عن رأيكِ في الزواج ...اهنئكِ لارا لقد اختارتي فستان زفاف مناسب تمامًا ....
فور مغادرة يوسف للغرفة تطلعت لنفسها في المرآة علي الحائط المقابل وشهقت من الصدمة...
اي شيطان جعلها تختار ذلك الفستان لارتدائه اليوم دونًا عن باقي ملابسها عادت بذاكرتها للوراء...لقد اختارت ذلك الفستان على عجل ...
ربما اختارته اسود بسبب مزاجها الكئيب قبل المزاد لكن لماذا لم تنتبه وتبدل ملابسها فيما بعد فهى كان لديها الوقت الكافي قبل حضور سائق يوسف...
يوسف معه حق في استقباله البارد لها...فعروسه تزف اليه بفستان زفاف اسود قاتم ودموعها ترسم خريطة علي وجنتيها الشاحبتين ... يالها من عروس شيطانية تثير الكآبة والشجون
فات اوان تصحيح جريمتها في حقه فحتى لو ابدلت ملابسها فسيظل يتذكر عروسته السوداء .. ربما لو استاطعت الايضاح له فيما بعد فسيسامحها عن هفوة غير متعمدة اطلاقًا...
بعد حوالي نصف ساعة من الانتظار فتح باب غرفتها ودخل منه يحي يتبعه يوسف...
يحي تردد لحظات لكن نظرة واحدة من يوسف جعلته يسألها فورًا ...
- هل توافقين على الزواج ...؟
هزت رأسها في صمت .. لكن يحي لم يقتنع فسألها مجددًا .. - معذرة أنسة اريد أن اسمع جوابكِ...هل توافقين على الزواج أم لا..؟
اجابته بخفوت وهى تتجنب النظر في اتجاه يوسف ..
- نعم اوافق
- اذًا من فضلكِ اعطينى بطاقتكِ الشخصية وصورتين...
بمجرد أن تناول منها بطاقتها والصورالشخصية غادر الغرفة بقوة كأنه يريد اتمام مهمة ثقيلة والخلاص منها في اقرب وقت أما يوسف فتأملها للحظات ثم غادر خلفه واغلق الباب...

.......

الدقائق مرت بطيئة كأنها ساعات ...وعندما عاد يحي مجددًا وهو يحمل الدفتر الضخم وطلب منها التوقيع علي بعض الاوراق بداخله كانت مشتتة بالكامل ...نظراتها تركزت علي صورة يوسف بجوار صورتها
علي قسيمة زواجهما ...هى الان توقع علي صك عبوديتها لرجل ...رجل سوف يتحكم بمصيرها للابد....
عندما لاحظت توتر يحى وقعت علي الاوراق بسرعة ... فماذا ستجني من تأخير المحتوم...؟
بعد رحيل يحي انفجرت في الضحك بهسترية شديدة... فقط الان انتبهت الي ما كان يرتديه يوسف لزفافهما هو الاخر .. لقد كان يتشح بالسواد من رأسه حتى قدميه ببدلته السوداء وقميصه الأسود وحتى رابطة عنقه كانت سوداء وفي قدميه حذاء أسود لامع...كان ككتلة سوداء بشعره الأسود الفاحم... اكملت ضحكها الهستيري فقد كانا كزوج من الغربان يتزوجان ....ربما كان يوسف يهنيها فعليًا علي اختيارها السواد في ليلة زفافها ..فقد ناسبت مزاجه الاسود تمامًا....
اختفاء الأصوات التى كانت تسمعها من الخارج اعلمها أن المراسم انتهت اخيرًا وانها اصبحت بمفردها معه...شعورها بالخوف منه عاودها بقوة
وبدأت في الشعور بضيق في التنفس لكنها قاومت بضراوة ... فهى لن تحمله ذنوب بنى جنسه كلها....
بدأت في السيطرة علي مخاوفها وهدأت نسبيًا وجلست في انتظاره لكن توترها عاودها مجددًا بعد ساعة من الانتظار لأن يوسف لم يظهر حتى الأن ...
شيطانها بدأ يوسوس في رأسها ....وتسألت هل يجعلنى يوسف انتظر عن عمد ومتعمدًا استفزازي؟ ...لكنها هزت رأسها بقوة فماذا قد يجعله يفعل ذلك ...؟
طرقات خفيفة علي باب الغرفة جعلتها تشعر بالخجل من افكارها .. فها هو يوسف وبالتأكيد لم يجعلها تنتظر متعمدًا اذلالها او استفزازها...
فتحت الباب ليوسف وهى متوقعة دخوله لغرفتها لكن لدهشتها يوسف جذبها بلطف من يدها واصطحبها الي البهو شبه الفارغ من الاثاث
المفاجأة المذهلة كانت وجود عشاء محضر بإتقان لفردين على طاولة القهوة الكبيرة في منتصف الصالون ..هى فعليًا لا تتذكر متى اكلت لاخر مرة ربما منذ ايام قليلة مضت لكنها لا تشعر بأى جوع او رغبة في الاكل .. انتظارها له كان مبرر فهو كان يعد العشاء لها وهى ظلمته ...لكن ما اثار اشمئزازها كان وجود زجاجة كبيرة من الخمر ترتاح في وسط دلو صغير جدا بجوار الاطباق العديدة...
نظراتها تبدلت بسرعة ما بين يوسف والزجاجة عدة مرات.... دهشتها الشديدة وامتعاضها بالتأكيد ارتسما علي وجهها المرهق لانها وجدت يوسف يسحب الزجاجة ويعتذر لها بشدة....
- أنا اسف لم انتبه لوجودها... العشاء مجاملة من مدير المصرف... لكن من الواضح انكِ لا تشربين علي الرغم من سمعة والدكِ المشهورة... استنكرت بقوة ... - بالطبع لا أشرب ...ماذا اشرب ..!! اعوذ با الله .. الا تعلم انها محرمة فكيف اشربها ...لم اتذوقها يومًا ولن اتذوقها في حياتي ابدًا ...
اعتذر مجددًا ...- اعتذر مرة اخرى لانى عرضتكِ لمثل هذا الموقف السخيف .. سأخفيها حالًا ولن تريها مجددًا ....وبالفعل حمل الزجاجة واختفى في المطبخ كما استنتجت...
عندما عاد كان يحمل معه الكولا وقدمها اليها وهو يبتسم ...
- الويسكي الحلال
حاولت أن تبتسم لكنها فشلت حتى في التصنع والتظاهر....
- تفضلي العشاء جاهز
هزت رأسها بالنفي... - لا اشعر بالجوع
نهرها يوسف بشدة ...- لابد وأن تأكلي لقد فقدتِ نصف وزنكِ منذ اخر مرة رأيتكِ فيها ....
اجابته بحزن ..
- لا استطيع ... حينما اكون متوترة معدتي تنقبض وترفض الطعام ..ايضًا زجاجة الهباب تلك زادت من قفلة معدتي ...هل تشرب الخمر يا يوسف ...؟ تجاهل سؤالها واكمل بإلحاح .....- حاولي فقط اكل أي شيء ..انا اشعر انكِ ستنهارين في أي لحظة ...
امام اصراره جلست للطعام... هى كانت تعلم انها لن تستطيع ابتلاع اي شيء لكنها فقدت قدرتها على المجادلة ففقط جلست بخنوع...
شجعها بحنان ... - لارا...التقطي شوكتكِ وابدأي في الأكل..
على مضض تناولت شوكتها واخذت تعبث في صحنها بلا هدف
محاولتها لخداعه باءت بالفشل فهو علم انها تتظاهر بالاكل ... امسك ذقنها بلطف بين اصابعه ونظر في عينيها فلمحت نظرة حنان عابرة شبيهة باول نظرة لمحتها في عينيه في اول لقاء بينهما في المصرف ...
- لارا ...تناولي طعامكِ ...اريدكِ قوية ....
" يريدها قوية " ابتسمت بمرارة وحاولت التخفيف من حدة الموقف فسألته بسخرية ...- هل تطعمني جيدًا قبل ذبحي كي اعطي الكثير من اللحم ....؟ هز رأسه واكمل بسخرية مماثلة ....
- لا .. أنا اطعمك جيدًا حتى تتحملي السلخ وانتِ حية ...أنا لا اريد ذبحكِ .. فقط سلخكِ ...
علي الرغم من السخرية الواضحة في نبرة صوته وتعبيرات وجهه الا انها شعرت بفزع حقيقي ... فألقت شوكتها جانبًا من الصدمة ....لمحة الحنان العابرة غادرت وجهه علي الفور وتركت وجهه الوسيم غارق في السخرية فقط ... ارغمت نفسها علي بلع ريقها بصعوبة فبلعومها مغلق كأنه التصق ببعضه... لكنه مصر حقًا علي اطعامها فالتقط بشوكته قطعة من اللحم المشوى ووضعها في فمها بلطف....
- سأطعمكِ أنا بنفسي... فلو انتظرت حتى تأكلي بنفسكِ فسأضيع الباقي من عمري وانا انتظر ...
استعطفته بنظرة مستسلمة من عينيها الواسعتين...
- يوسف ارجوك...
سألها بالحاح ...
- ارجوك.. ماذا ؟؟
- ارجوك ...دعني بحريتي....بالفعل لا شهية لدي مطلقًا ولا استطيع البلع سأتقيأ لو ضغطت علي اكثر من ذلك.... ترك شوكته في الصحن وجذبها من يدها بخفة واوقفها علي قدميها ...
- حسنًا كما تريدين ..سننتقل الي الخطوة الثانية مباشرة وبدون أي مقدمات كانت بين ذراعيه وشعرت به يضمها بقوة ارعبتها...
بالطبع لأول مره تكون في احضان رجل ...لكن هذا ليس أي رجل انه زوجها ..
قاومت خوفها ...ارادت الصمود بين ذراعيه واخفاء نفورها منه لكنها فشلت ... كانت تصارع مشاعر غريبة عليها ...مشاعر عنيفة شكلت دوامة بداخلها ...الرعب كان هو المسيطر الاكبر وطغى علي كل المشاعر الاخرى ...حاولت الافلات من بين ذراعيه ..حاربت بقوة كي تدفعه عنها وتحرر نفسها لكنه لم يسمح لها واحتجزها سجينة بين ذراعيه وهمس في اذنها ...
- كفى مقاومة .. استسلمي ...لن تستطيعي الانتصار على ابدًا ..
كلامه جعلها تزداد في مقاومته كطائر جريح يناضل لاجل حياته.. وعندما شعرت به يحاول تقبيلها بدأت في ضربه بقبضتها على صدره العضلي القوى بهستيرية....
فامسك كلا معصميها بقبضة واحدة وشل حركتهما تمامًا بدون أي مجهود يذكر ... يده الاخرى احاطت بمؤخرة رأسها واصابعه دفنت تحت شعرها الاسود الحريري ... جذبها بعنف حتى التصقت به وهمس أمام شفتيها ... - مهما تحاولين ... ما مقدار قوتكِ أمام قوتي...؟ أنا استمتع بمقاومتكِ ... تثيرني بزيادة ...لكن لن استخدم القوة معكِ ابدًا لارا ....ستأتين إلى بكامل إرادتكِ ....
كانت مشلولة الحركة تمامًا ... يوسف قيد حركتها بالكامل ... هو لم يستخدم معها القوة بالفعل لكنه في النهاية كان يقيدها ويمنعها من الحركة دموع القهر قفزت الى عينيها ...ارادت الصراخ لكن صوتها لم يطاوعها وعندما شاهدت شفتاه تقترب منها مجددًا لم تتمالك نفسها وركلته بكل عنف علي ساقه....
فحررها فورًا واطلق سيل من اللعنات وهو يتأوه بألم...
- مازلتِ كما كنتِ دائمًا " هرة شرسة متمردة " ...
فور ركله شعرت بندم شديد ...ها هى تظهراسوء ما فيها امامه لماذا تصرفت بمثل هذا العنف ...؟ غبية ..لقد وافقتِ بنفسك على الزواج وها انتِ لا تسددين نصيبكِ من الصفقة ...
ارادت الاعتذار ليوسف ...هى نفسها تفاجئت بتصرفها العنيف ...فهى لم تدرك ابدًا من قبل انها لديها القوة لفعل شيء مماثل...لكنها شعرت برعب شديد عندما اقترب منها واراد تقبيلها...
وبعدما ابتعد عنها وهو يسب ويلعن ....اصبحت تشعر بالخجل الشديد .. عريسها تلقي منها ركلة عنيفة كادت ان تكسر ساقه في ليلة زفافه ...بالفعل تصرفت كهرة شرسة متمردة كما اسماها.... فجأة انتبهت لكلماته... يوسف قال لها.... " مازلتِ هرة شرسة متمردة " ماذا يقصد بمازلتِ يا ترى فكل معرفتهما لا تتعدى اسابيع ولم تتصرف امامه بتهور ابدًا ... بل انها حتى لم تتصرف كهرة من الشارع كما تصرفت الأن منذ فترة طويلة جدًا .. بالأحرى منذ طفولتها عندما كانت تتمرد على والدها وتتسلق الاشجار ...
يوسف قطع افكارها بقوله....
- من الواضح انني أتعجل علاقتنا ...سأمنحكِ الوقت اللازم حتى تعتادِ على وجودي في حياتكِ .. من الافضل ان تقيمي في غرفة النوم الأخرى بمفردكِ حاليًا ...اهدئي تمامًا ..انتِ في امان معي ... أنا لن اغتصبكِ لارا انتِ زوجتي وستمنحينى نفسكِ يومًا ما لأنكِ تريدين ذلك وليس لأننى اجبرتكِ ...
تنهدت بارتياح ...فيوسف لم يصرعلي اجبارها على معاشرته دون رغبتها وايضًا تغاضى عن ركلها القاسي له...
- اشكرك لتفهمك ...وتقبل اسفي ..لم اكن افكر عندما ركلتك ..كان فقط رد فعل عفوي .. اجابها بسخرية قاسية.....
- سأحاول ان انسى انني تلقيت ركلة يوم زفافي بدلًا من علاقة زوجية ... اعتقد أن الحياة معكِ ستكون مثيرة جدًا ...
اغمضت عينيها بألم ...يالا غبائها ... يوسف الان هو حليفها الوحيد ولا يجب ان تخسره اطلاقًا ... اكمل بجدية معتذرًا ...
- لكن كما ترين ..الفيلا جديدة ولم اتمكن من فرشها بالكامل ... انا فقط عدت الى مصر منذ اسابيع قليلة ولم اكن انوي الزواج في الوقت الحاضر اعتذر لو وجدتي الكثير من الاشياء غير متوفرة.. لكنى اعدكِ أن نستكملها سويًا .. لكن للاسف ظروفي المادية حاليًا تجبرني على التأني وشراء الضروري فقط ... الفيلا وتجهيزها استنزفا معظم مدخراتي ... وكما تلاحظين اضطررت اىي اختيارها في مكان متطرف قليلًا لتناسب ميزانيتى ....
الدموع اغرقت عينيها فسمحت لها بالانطلاق بحرية ...يوسف يبذل قصارى جهده لاسعادها ولمساعدتها وهى للأسف لم تستطع شكره بطريقة ملائمة ....على الرغم من ظروفه المادية اعطاها الخمسين الف التي دفعتها لمركز والدتها التأهيلي .... اعطاهم اياها بلا مقابل على الرغم من احتياجه الشديد لهم
اكمل بلطف شديد...
- اخشى ان امسك يدكِ فيكون نصيبي عضة...
ابتسمت بتأنيب ضمير ...دموعها مازالت تنهمر علي الرغم من ابتسامتها...
- اذًا اعدك .. لن اعضك اليوم ... ربما غدًا
وضع ذراعه علي كتفيها وقادها لغرفة في الطابق الثانى... قال بنبرة اعتذار واضحة...
- الطابق العلوي ليس مفروش بالكامل .. فقط مفروش فيه غرفة النوم الرئيسية ولذلك كنت قد قررت ان نستخدم الغرفة الصغيرة بالاسفل والتي كنت استخدمها قبل زواجنا ...لكن نظرًا لظروف زواجنا الغير اعتيادية .. استخدمي انت الغرفة في الاعلي وسأظل انا في الغرفة الصغيرة في الاسفل حتى نتشارك فيها سويًا يومًا ما...
حمل ثقيل انزاح من على كتفيها ...فيوسف يمنحها فرصة ذهبية لالتقاط انفاسها والتأقلم علي وضعها الجديد الذي هو بالتأكيد افضل من اي وضع عانته في السابق ...الاهم انها سوف تتخلص من ذلك القبر العملاق الذي عاشت فيه لسنوات ولن تعود اليه مجددًا ... تمنت من كل قلبها ان يتعفن فيه راموس ... ما الذي جعلها تفكر في ذلك الحقير الان...؟ نهرت نفسها بقوة فكيف تفكر في خنزيرمثله وهى مع شخص نبيل مثل يوسف...
مجددًا احترمت يوسف وقدرت صنيعه ... بسهولة قد تقع في حبه اذا ما تخلصت من اشباح الماضي
فتح لها يوسف باب غرفة النوم المغلقة وادخلها بلطف واضاء النور....
الانارة المفاجئة بعد الظلام اغشت عينيها للحظات ولم تستطع الرؤية جيدًا فالطابق العلوي بأكمله كان يغرق في الظلام الدامس ... عندما استاطعت اخيرًا فتح عينيها وشاهدت الغرفة ...شعرت فجأة باختناق يقتلها ...تنفسها توقف فعليًا ....ارادت أن تصيح بيوسف تستنجد به لكنها لم تستطع النطق وجهها اصبح ازرق قاتم ...اخيرًا استاطعت اطلاق صرخة مدوية رجت المنزل عبرت عن ما تشعر به من عذاب صرختها كأنها صرخة تخرج من اعماق الجحيم .... شياطين سوداء خرجت من خزانة الملابس واحاطت بعقلها وحاصرتها في دوامة عنيفة.... حاولت المقاومة وعدم الاستسلام لكن نظرات الشياطين المرعبة تركزت عليها....فجأة اتحدت الشياطين عليها وجذبتها بقوة وقررت حبسها معهم في الخزانة ... اطلقت صرخة اخيرة واستسلمت تمامًا وتركتهم يأخذوها معهم الى حيث يريدون ..

انتهى الفصل...
قراءة شيقة للجميع...
ولا تنسوا غاليتنا داليا من تعليقاتكم وأرائكم...
حفظكم الله ورعاكم..




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-19, 03:51 PM   #20

دالياالكومى

كاتبة في منتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 381369
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » دالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond repute
افتراضي

في انتظار تعليقاتكم وتفاعلكم

دالياالكومى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.